الإصابة في تمييز الصحابة

حرف الغين المعجمة
القسم الأول

10371- أبو الغادية الجهنيّ «2»
: اسمه يسار، بتحتانية ومهملة خفيفة، ابن سبع، بفتح المهملة وضم الموحدة.
قال خليفة: سكن الشام،
وروى أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إن دماءكم وأموالكم حرام»
وقال الدّوري، عن ابن معين: أبو الغادية الجهنيّ قاتل عمار له صحبة، وفرّق بينه وبين أبي الغادية المزني، فقال في المزني: روى عنه عبد الملك بن عمير. وقال البغويّ:
أبو غادية الجهنيّ يقال اسمه يسار، سكن الشام. وقال البخاري: الجهنيّ له صحبة، وزاد:
__________
(1) أسد الغابة ت 6145، الاستيعاب ت 3153.
(2) مسند أحمد 4/ 76، التاريخ لابن معين 2/ 719، طبقات خليفة 120، التاريخ الصغير 82، المحبر 295، مقدمة مسند بقي بن مخلد 154، أنساب الأشراف 1/ 170، تهذيب التهذيب المعرفة والتاريخ 3/ 198، تاريخ أبي زرعة 1/ 389، تقريب التهذيب تعجيل المنفعة 509، الجرح والتعديل 9/ 603، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 40، تلقيح فهوم أهل الأثر 2/ 191، سير أعلام النبلاء 2/ 544، تاريخ الإسلام «عهد الخلفاء» 162، كنز العمال 13/ 617، تجريد أسماء الصحابة 2/ 191، ذيل الكاشف 2/ 19، تاريخ الإسلام 1/ 135.

(7/258)


سمع من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وتبعه أبو حاتم، وقال: روى عنه كلثوم بن جبر. وقال ابن سميع: يقال له صحبة، وحدّث عن عثمان. وقال الحاكم أبو أحمد كما قال البخاري، وزاد: وهو قاتل عمار بن ياسر. وقال مسلم في الكنى: أبو الغادية يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة. وقال البخاريّ، وأبو زرعة الدّمشقيّ جميعا، عن دحيم: اسم أبي الغادية الجهنيّ يسار بن سبع، ونسبوه كلهم جهنيّا، وكذا الدّارقطنيّ، والعسكريّ، وابن ماكولا.
وقال يعقوب بن شيبة في مسند عمار: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا ربيعة بن كلثوم بن جبر، حدثنا أبي، قال: كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد اللَّه بن عامر، فقال الآذن: هذا أبو الغادية الجهنيّ، فقال: أدخلوه، فدخل رجل عليه مقطعات، فإذا رجل ضرب من الرجال كأنه ليس من رجال هذه الأمة، فلما أن قعد قال: بايعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: بيمينك؟ قال: نعم.
قال: وخطبنا يوم العقبة فقال: «يا أيّها النّاس، إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام ... » «1»
الحديث. وقال في خبره: وكنا نعدّ عمار بن ياسر فينا حنّانا، فو اللَّه إني لفي مسجد قباء إذ هو يقول: إن معقلا فعل كذا- يعني عثمان، قال: فو اللَّه لو وجدت عليه أعوانا لوطئته حتى أقتله، فلما أن كان يوم صفّين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلا حتى إذا كان بين الصفّين طعن الرجل في ركبته بالرمح وعثر، فانكفأ المغفر عنه فضربه فإذا رأسه، قال: فكانوا يتعجبون منه أنه سمع: «إنّ دماءكم وأموالكم حرام» ، ثم يقتل عمارا.
وأخرجه أحمد، وابن سعد، عن عفان، زاد أحمد عن عبد الصمد بن عبد الوارث كلاهما عن ربيعة، وفي رواية عفان: سمعت عمارا يقع في عثمان بالمدينة فتوعدته بالقتل، فقلت: لئن أمكنني اللَّه منك لأفعلنّ، فلما كان يوم صفين جعل يحمل على الناس، فقيل:
هذا عمار، فطعنته في ركبته فوقع فقتلته فأخبر عمرو بن العاص، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «قاتل عمّار وسالبه في النّار» «2» ، فقيل لعمرو: فكيف تقاتله؟ فقال: إنما قال قاتله وسالبه.
وأخرج ابن أبي الدّنيا، عن محمد بن أبي معشر، عن أبيه، قال: بينما الحجاج جالس إذ أقبل رجل يقارب الخطا. فلما رآه الحجاج قال: مرحبا بأبي غادية، وأجلسه على
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 76 عن أبي غادية الجهنيّ بلفظه وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12353 وعزاه لابن قانع والطبراني عن مخشي بن حجير عن أبيه والطبراني عن أبي غادية الجهنيّ.
(2) أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 714، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 300 عن عمرو بن العاص وقال رواه الطبراني وقد صرح ليث بالتحديث ورجاله رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33522.

(7/259)


سريره، وقال: أنت قتلت ابن سميّة؟ قال: نعم. قال: كيف صنعت؟ قال: فعلت كذا وكذا حتى قتلته، فقال الحجاج: يا أهل الشام، من سره أن ينظر إلى رجل طويل الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا، ثم سارّه أبو الغادية، فسأله شيئا، فأبى عليه، فقال أبو الغادية: نوطئ لهم الدنيا ثم نسألهم منها فلا يعطوننا، ويزعم أني طويل الباع يوم القيامة، أجل، واللَّه إن من ضرسه مثل أحد، وفخذه مثل ورقان «1» ، ومجلسه ما بين المدينة والرّبذة لعظيم الباع يوم القيامة.
قلت: وهذا منقطع، وأبو معشر فيه تشيع مع ضعفه، وفي هذه الزيادة تشنيع صعب، والظنّ بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأوّلين، وللمجتهد المخطئ أجر، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى.

10372- أبو الغادية المزني «2»
: فرّق غير واحد بينه وبين الجهنيّ، وخالفهم ابن سعد، فقال فيمن نزل البصرة من الصحابة: أبو الغادية المزني قاتل عمار. وقال مسلم في الكنى: أبو الغادية المزني يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة. وقال النسائي مثله إلا قوله: وله صحبة. وقال ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات: أبو الغادية المزني يسار بن سبع يروي المراسيل.
قلت: وتسميته بذلك غلط، إنما هو اسمه الجهنيّ.
وأخرج تمّام في فوائده، من طريق مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده سعد، عن أبيه، قال: كان النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في جماعة من الصحابة فمرّت به جنازة، فسأل عنها، فقالوا: من مزينة، فما جلس مليّا حتى مرت به الثانية، فقال: ممّن؟ قالوا: من مزينة، فما جلس مليا حتى مرت به الثالثة، فقال: ممن؟
قالوا: من مزينة. فقال: «سيري مزينة لا يدرك الدجال منك أحد» ... الحديث.
قال ابن عساكر بعد تخريجه: غريب، لم أكتبه إلا من هذا الوجه، والراجح أن المزني غير الجهنيّ، لكن من قال: إن المزني هو قاتل عمار فقد وهم.

10373- أبو الغادية:
غير مسمى ولا منسوب.
__________
(1) ورقان: بالفتح ثم الكسر والقاف وآخره نون: بوزن طربان ويروى بسكون الراء وهو جبل أسود بين العرج والرّويثة على يمين المصعد من المدينة إلى مكة ينصب ماؤه إلى رئم وهو جبل تهامة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1434.
(2) أسد الغابة ت 6148 من الاستيعاب ت 3155.

(7/260)


ذكره ابن السّكن، وقال ابن عبد البرّ في ترجمة أم الغادية: جاء ذكره من وجه مجهول، ولم يترجمه أبو عمر في الكنى، فاستدركه ابن فتحون.
قلت: والحديث المشار إليه
أخرجه أبو نعيم أيضا، من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن العاص بن عمرو الطفاوي، قال: خرج أبو الغادية، وحبيب بن الحارث، وأم الغادية مهاجرين إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فأسلموا، فقالت المرأة: يا رسول اللَّه، أوصني، قال:
«إيّاك وما يسوء الأذن» .
وسيأتي له طريق أخرى في كنى النساء.
وأورد أبو موسى هذا الحديث في ترجمة المزني،
وأورد أبو موسى أيضا في ترجمة المزني حديث: «سيكون بعدي فتن شداد، خير النّاس فيها مسلمو أهل البوادي الّذين لا يتندّون «1» من دماء النّاس وأموالهم شيئا» «2» .
وهذا أورده الطّبرانيّ في مسند يسار بن سبع، وجزم ابن الأثير بأن هذا الحديث للجهني، لأنه في معنى الحديث الّذي أوردناه من طريق كلثوم بن جبر عنه، وفي الجزم بذلك نظر.

10374- أبو غاضر الفقيمي:
اسمه عروة. تقدم في الأسماء.

10375- أبو غزوان «3»
: له ذكر في حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص،
أخرجه الطّبرانيّ، من طريق ابن وهب، حدثني حيي بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم سبعة رجال، فأخذ كلّ رجل من أصحابه رجلا، وأخذ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم رجلا، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «هل لك يا أبا غزوان أن تسلم؟» قال: نعم، فأسلم فمسح النبي صلى اللَّه عليه وسلّم صدره، فلما أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها، فقال: «ما لك يا أبا غزوان؟» قال: والّذي بعثك بالحق لقد رويت. قال: «إنّك امرؤ لك سبعة أمعاء، وليس لك اليوم إلا معي واحد» .

10376- أبو غزوان «4»
: آخر.
ذكر ابن سعد أنه سمع بعضهم يكنى عتبة بن غزوان أبا غزوان، والمعروف أن كنيته أبو عبد اللَّه.
__________
(1) لا يتندّون: لا يصيبون ولا ينالون منه شيئا النهاية 5/ 38.
(2) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4421 وعزاه لأبي يعلى والهيثمي في الزوائد 7/ 297 وقال رواه أبو يعلى وفيه عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب وقد وثقا وفيهما ضعف.
(3) أسد الغابة ت 6149.
(4) الطبقات الكبرى بيروت 3/ 98، 7/ 5.

(7/261)


10377- أبو غزية الأنصاري «1»
: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في النهي عن الجمع بين اسمه وكنيته من رواية يزيد بن ربيعة، عن غزية بن أبي غزية الأنصاري، عن أبيه، ذكره أبو عمر مختصرا.
وساق ابن مندة الحديث من طريق أبي حاتم الرازيّ، عن أبي توبة، عن ربيعة. وله حديث آخر
أورده مطين، من طريق جابر الجعفي، عن يزيد بن مرة، عن أبي غزية الأنصاري، قال: كان رجل يقرأ، فجاءت مثل الظلة، فذكر ذلك للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «أما إنّك لو ثبتّ لرأيت منها عجبا» «2» .
أخرجه أبو نعيم، ويحتمل أن يكون غير الّذي قبله.

10378- أبو غسيل الأعمى «3»
: ويقال له أبو بصير.
ذكر الثّعلبيّ في «التّفسير» ، من طريق حميد الطويل، قال: أبصر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أعمى يتوضأ فقال له: «بطن القدم» «4» ، فجعل يغسل تحت قدمه حتى سمّي أبا بسيل.
وأخرج الخطيب في «التّاريخ» ، من طريق أبي معاوية، عن يحيى بن سعيد «5» الأنصاري، عن محمد بن محمود بن محمد بن سلمة- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مرّ على رجل مصاب البصر يتوضأ، فقال: «باطن رجلك! باطن رجلك! يا أبا بصير» . فسمى أبا بصير.
وذكر أبو موسى في «الذّيل» أن ابن مندة ذكر في تاريخه محمد بن محمود بن محمد بن سلمة. وأخرج أبو موسى من طريقين، عن يحيى بن سعيد، قال: رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أعمى يتوضأ فقال: «اغسل باطن قدميك» ، فجعل يغسل باطن قدميه، ولم يذكر بقية الحديث.

10379- أبو غطيف «6»
: تقدم في غطيف في الأسماء، واختلف فيه.
__________
(1) أسد الغابة ت 6150، الاستيعاب ت 3156.
(2) أخرجه النسائي في السنن 8/ 60 كتاب القسامة باب 46، 47، ذكر حديث عمرو بن حزم في العقول ... حديث رقم 4859، والطبراني في الكبير 1/ 227، وابن عساكر 3/ 58، وكنز العمال حديث رقم 5/ 368.
(3) تبصير المنتبه 3/ 1045.
(4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (75) والهيثمي في المجمع 1/ 240 والمنذري في الترغيب 1/ 170.
(5) في أسعد.
(6) أسد الغابة ت 6151، الاستيعاب ت 3157.

(7/262)


10380- أبو غليظ:
بمعجمة، ابن أمية بن خلف الجمحيّ «1» . وقيل: هو ابن مسعود بن أمية بن خلف. واختلف في اسم أبي غليظ فقيل عنبسة، وقيل نشيط، وهو الجدّ الأعلى لعبد اللَّه بن معاوية الجمحيّ، شيخ الترمذي.
وأخرج الخطيب في ترجمة إسماعيل بن إسحاق الرقي من تاريخه عن أبي العباس بن نجيح، وهو عندي في فوائد ابن نجيح بعلوّ. قال: حدثنا إسماعيل، حدثنا عبد اللَّه بن معاوية، سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن جده، عن أبي غليظ بن أمية بن خلف، قال: رآني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وعلى يدي صرد «2» ، فقال: «إنّ هذا أوّل طير صام يوم عاشوراء» .
قال إسماعيل: وكان عبد اللَّه بن معاوية من ولد أبي غليظ ذكره بالمعجمتين في هذه الرواية، وأخرجه من وجه آخر عن إسماعيل بن إسحاق، فقال: أبو عليط- بمهملتين، ثم أخرجه من وجه ثالث عن عبد اللَّه بن معاوية، قال: سمعت أبي أنه سمع أباه يحدث عن جده، عن أبي أمية عنبسة بن أمية بن خلف، والأول هو المعتمد.
وقد أخرجه ابن قانع، فقال في كتابه: عن عبد بن معاوية، فذكر كالأول، لكنه أورده في ترجمة سلمة بن أمية بن خلف ظنّا منه أنها كنيته، وليس كما ظن البغوي.

10381- أبو غنيم:
اسمه قيس. تقدم.

10382- أبو الغوث
بن الحصين الخثعميّ «3» رجل من الفرع، بضم الفاء والراء بعدها مهملة: مكان معروف بنواحي المدينة.
ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا، وأخرج ابن ماجة من حديثه: سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن الحج عن الميت. روى عنه عطاء الخراساني، ولم يسمع منه، قال: وكان ينزل العرج، وهو من نواحي الفرع.

القسم الثاني
خال: وكذا:
__________
(1) أسد الغابة ت 6152.
(2) الصّرد طائر فوق العصفور، وقال الأزهري: يصيد العصافير. اللسان 4/ 2427.
(3) الكاشف 3/ 366، تقريب التهذيب 2/ 461، تجريد أسماء الصحابة 2/ 192، خلاصة تذهيب 3/ 237، الجرح والتعديل 9/ 421، تهذيب الكمال 3/ 1636، تهذيب التهذيب 12/ 200، الكنى والأسماء 1/ 47، بقي بن مخلد 857.

(7/263)


القسم الثالث
القسم الرابع
10383- أبو غليظ «1»
: يروى عنه حديث فيه من يجهل، ولفظه عجيب، واسمه سلمة بن الحارث. كذا في التجريد، وليس هو عند ابن الأثير، ولا ذكره في الأسماء. واللَّه المستعان.

حرف الفاء
القسم الأول
10384- أبو فاطمة الأزدي:
وقيل الدوسيّ، ويقال الليثي «2» .
ذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، فقال: الدوسيّ، صحابي شهد فتح مصر، وذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لا يعرف اسمه، وقال: ذكره أبو زرعة، والبغوي، وابن سميع- فيمن نزل الشام من الصحابة. وذكره ابن الربيع الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة، وقال ابن البرقي: كان بمصر، وله ثلاثة أحاديث. وقال مسلم في الكنى، وتبعه أبو أحمد: له صحبة.
وقال الفضل الغلابي: قبره بالشام إلى جانب قبر فضالة بن عبيد. وفرّق الحاكم أبو أحمد بين أبي فاطمة الليثي، فقال: مصري، وبين أبي فاطمة الأزدي، فقال: يقال شامي. واللَّه أعلم.
وقال المزّيّ في «التّهذيب» : اختلف في اسمه، فقيل أنيس، وقيل عبد اللَّه بن أنيس.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، روى عنه كثير بن قليب، وكثير بن مرة، وأبو عبد الرحمن الحبلي، وأرسل عنه مسلم بن عبد اللَّه الجهنيّ. وحديثه عن دوس بسند حسن.
وأخرج ابن المبارك في «الزهد» من طريق الحارث بن يزيد، عن كثير الأعرج، قال:
كنا بذي الصّواري ومعنا أبو فاطمة الأزدي: وكان قد اسودّت جبهته وركبتاه من كثرة السجود.

10385- أبو فاطمة الأنصاري»
: ذكره ابن شاهين في الصحابة،
وأورد له من وجه ضعيف، عن أبان بن أبي عياش أحد
__________
(1) أسد الغابة ت 6152.
(2) أسد الغابة ت 6157.
(3) أسد الغابة ت 6155.

(7/264)


المتروكين، عن أنس- أن أبا فاطمة الأنصاري أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «عليك بالصّوم، فإنّه لا مثل له» «1» .
وهذا يحتمل أن يكون الأزدي، لأن الأنصاري من الأزد، وذكر الصوم أيضا وقع في بعض طرق حديث الأزدي، لكن مخرج الحديث مختلف.

10386- أبو فاطمة الليثي «2»
: أفرده الحاكم أبو أحمد عن الدوسيّ، ونقل ذلك عن البخاري. واستدركه الذهبي، وقد قالوا في ترجمته الدوسيّ، ويقال الليثي، فهو محتمل.

10387- أبو فاطمة الضّمري «3»
: قال البخاريّ: قال ابن أبي أويس: حدثني أخي، عن حماد بن أبي حميد، عن مسلم بن عقيل مولى الزرقيين: دخلت على عبيد اللَّه بن أبي إياس بن فاطمة الضمريّ، فقال: يا أبا عقيل، حدثني أبي عن جدي، قال: أقبل علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «أيّكم يحبّ أن يصحّ فلا يسقم؟» الحديث.
وفيه: «إنّ اللَّه ليبتلي المؤمن وما يبتليه إلّا لكرامته عليه، أو لأنّ له منزلة عنده ما يبلغه تلك المنزلة إلّا ببلائه له» .
وأورده في ترجمة أبي عقيل المذكور، ولم يزد على ذلك.
ووقع لي بعلو في المعرفة لابن مندة، من طريق أبي عامر العقدي عن محمد بن أبي حميد، وهو حماد، عن مسلم، عن عبد اللَّه بن أبي إياس، عن أبيه، عن جده. قال ابن مندة: رواه رشدين بن سعد، عن زهرة بن معبد عن عبد اللَّه.
قلت: لكن سمى أباه أنسا بدل إياس، كذا قال، وقد ساقه الحاكم أبو أحمد من طريق رشدين، فقال: إياس، فلعل الوهم من النسخة.

10388- أبو فراس الأسلمي «4»
: ربيعة بن كعب، من خدّام النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. تقدم في الأسماء.

10389- أبو فراس الأسلمي:
آخر، لا يعرف اسمه.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 249، والطبراني في الكبير 8/ 108 والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 301. وأورده ابن حجر في الفتح 4/ 108.
(2) أسد الغابة ت 6157، الاستيعاب ت 3159.
(3) أسد الغابة ت 6158.
(4) أسد الغابة ت 6161، الاستيعاب ت 3161.

(7/265)


فرقهما البخاريّ، وتبعه الحاكم أبو أحمد، فذكر البخاري عن أبي عبد الصمد العمي، عن أبي عمران الجوني، عن أبي فراس- رجل من أسلم، قال: قال رجل: يا رسول اللَّه، ما الإسلام؟ الحديث. قال أبو عمر تبعا للحاكم: الأقوى أنهما اثنان، لأنّ أبا فراس عداده في أهل البصرة.
روى عنه أبو عمران الجوني، وربيعة بن كعب، عداده في أهل المدينة، نزل على زيد بن الدّثنّة إلى أن مات بعد الحرة. زاد الحاكم أبو أحمد: وحديث كل منهما على حدة، ورواية هذا غير رواية هذا. وقوّى غيره ذلك بأنه اشتهر أن ربيعة بن كعب ما روى عنه إلا أبو سلمة عبد الرحمن، لكن رأيت في مستدرك الحاكم، من طريق مبارك بن فضالة، عن أبي عمران الجوني: حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أخدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث.
فهذا هو حديث ربيعة الّذي أخرجوه له، وإن كان مبارك بن فضالة حفظه فهو الأول تأخر حتى لقيه أبو عمران الجوني، فسماه تارة وكناه أخرى، وأخلق به أن يكون وهما، نعم وجدت لأبي فراس الأسلمي ذكرا في حديث آخر بسند أخرجه البغوي، فقال: أبو فراس الأسلمي سكن المدينة، وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم [233] حديثا، ثم
أخرج من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن عبد اللَّه بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي فراس الأسلمي، قال: كان فتى منا يلزم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ويخفّ له في حوائجه، فخلا به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ذات يوم، فقال: «سلني أعطك» «1» . فقال: ادع اللَّه أن يجعلني معك يوم القيامة. قال: «فأعنّي بكثرة السّجود» .
وهذا يشبه حديث ربيعة بن كعب، فكأنه الفتى المذكور في هذه الرواية، وبها يظهر أن أبا فراس غير ربيعة بن كعب.

10390- أبو فروة:
مولى الحارث بن هشام. يأتي في القاف، قالوا فيه: أبو قرة.

10391- أبو فروة الأشجعي «2»
: هو نوفل، والد فروة. تقدم في الأسماء، وقع في الكنى في مسند الحارث.

10392- أبو فريعة السلمي «3»
:
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 59 عن ربيعة بن كعب وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 252 وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس.
(2) أسد الغابة ت 6162.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 193.

(7/266)


قال أبو عمر: له صحبة، وشهد حنينا، ولا أعلم له رواية. انتهى.
وقد ساق ابن مندة له من طريق أحفاده بسند إليه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حين افترق الناس عنه يوم حنين وصبرت معه بنو سليم: «لا ينسى اللَّه لكم هذا اليوم يا بني سليم» .
قال: واسم أبي فريعة كنيته.

10393- أبو فسيلة «1»
: بكسر المهملة، وزن عظيمة: هو واثلة بن الأسقع. تقدم.
أخرج حديثه البغويّ، وابن ماجة، من طريق عباد بن كثير الفلسطيني، عن امرأة منهم يقال لها فسيلة: سمعت أبي يقول: سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللَّه، أمن العصبية أن يحبّ الرجل قومه؟ قال: «لا، ولكن من العصبيّة أن يعين الرّجل قومه على الظّلم» .
وأخرجه أبو داود، من طريق سلمة بنت بسر، عن بنت واثلة بن الأسقع، عن أبيها، قلت: يا رسول اللَّه، ما العصبية؟ قال: «أن تعين قومك على الظّلم» «2» ،
فجزم ابن عساكر ومن تبعه بأن فسيلة هي بنت واثلة المبهمة في هذه الرواية.

10394- أبو فضالة الأنصاري «3»
: ذكره أحمد، والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما، وابن أبي خيثمة، والبغوي في الصحابة، وأسد بن موسى في فضائل الصحابة، وذكره البخاري في الكنى مختصرا، قال:
حدثنا موسى، حدثنا محمد بن راشد، حدثنا ابن عقيل، عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري. وقتل أبو فضالة بصفين مع عليّ، وكان من أهل بدر.
وأخرجه ابن أبي خيثمة، عن عارم، عن ابن راشد، فقال: عنه، عن فضالة- أن عليا قال: أخبرني النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أني لا أموت حتى أؤمر، ثم تخضب هذه من هذه.
قال فضالة:
فصحبه أبي إلى صفين، وقتل معه، وكان أبو فضالة من أهل بدر.
وساقه أحمد مطولا، زاد فيه قصة لأبي فضالة مع عليّ حضرها فضالة، وكذلك أخرجه البغويّ، عن شيبان «4» بن فروخ، عن محمد بن راشد بطوله.

10395- أبو الفضل:
العباس بن عبد المطلب الهاشمي، عم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) أسد الغابة ت 6165، الاستيعاب ت 3165.
(2) أخرجه أبو داود (5119) والبيهقي 10/ 234.
(3) أسد الغابة ت 6166، الاستيعاب ت 3166.
(4) في أ: سنان.

(7/267)


10396- أبو فورة:
حدير الأسلمي «1» تقدما في الأسماء.

10397- أبو فكيهة الجهمي:
مولى صفوان بن أمية «2» ، وقيل مولى بني عبد الدار، ويقال أصله من الأزد.
أسلم قديما فربط أمية بن خلف في رجله حبلا فجره حتى ألقاه في الرمضاء، وجعل يخنقه، فجاء أخوه أبيّ بن خلف، فقال: زده، فلم يزل على ذلك حتى ظن أنه مات، فمرّ أبو بكر الصديق فاشتراه وأعتقه.
واسمه يسار. وقد تقدم في التحتانية، وقيل اسمه أفلح بن يسار. وقال عمر بن شبة:
قيل كان ينسب إلى الأشعريين.

10398- أبو الفيل الخزاعي «3»
: ذكره مطيّن، وابن السّكن وغيرهما،
وأوردوا من طريق سماك بن حرب: حدثني عبد اللَّه بن جبير الخزاعي، عن أبي الفيل، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا تسبّوه» «4» -
يعني ماعز بن مالك حين رجم.
قال البغويّ: ليس له غيره، ولم يحدث به غير سماك بن حرب. ووقع في رواية ابن السكن: «لا تسبّوه» - يعني غريب بن مالك. وفي حاشية الكتاب عريب اسمه وماعز لقبه.

القسم الثاني
لم يذكر فيه أحد من الرجال.

القسم الثالث
10399- أبو فالج الأنماري «5»
: ذكره ابن أبي حاتم، فقال: ليست له صحبة. وذكره الحاكم أبو أحمد، وقال: أكل
__________
(1) أسد الغابة ت 6168، الاستيعاب ت 3162.
(2) أسد الغابة ت 6167.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 193، الكنى والأسماء 1/ 48، تبصير المنتبه 3/ 1079.
(4) ذكره الهيثمي في المجمع 1/ 251 باب ما يقال لمن أصاب ذنبا وعزاه للطبراني وقال فيه الوليد بن أبي ثور وهو ضعيف.
(5) المراسيل للرازي ص 252، الثقات لابن حبان 5/ 571، جامع التحصيل 999.

(7/268)


الدم في الجاهلية، وأدرك زمان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقدم حمص أول ما فتحت، وصحب معاذ بن جبل.
ذكر ذلك كله بقية، عن محمد بن زياد، وقال: أدرك رجالا من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ورجالا ممن أسلم، والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حيّ، وأكل الدم في الجاهلية.
روى عنه محمد بن زياد الألهاني، ومروان بن رؤبة. وقال البخاريّ: قال أبو اليمان:
حدثنا صفوان بن عمرو، عن مروان بن رؤية، عن أبي فالج، قال: قدمت حمص أول ما فتحت. وأخرج أحمد من طريق شرحبيل بن مسلم، قال: رأيت اثنين أكلا الدم في الجاهلية، وهما أبو عنبة الخولانيّ، وأبو فالج الأنماري.
وذكره أبو زرعة في الطبقة العليا بعد الصحابة، وقال: صحب معاذا، وذكره أبو عيسى في الحمصيين فيمن صحب أبا عبيدة ومعاذا وحضر خطبة عمر بالجابية سنة ست عشرة.

10400- أبو فراس النّهدي «1»
: له إدراك، وله قصة مع عمر عند أبي داود، وذكر إسحاق بن راهويه أنه الربيع بن زياد الحارثي، وردّ ذلك البخاري. وقال خليفة: كنية الربيع بن زياد أبو عبد الرحمن، ويمكن أن يكون له كنيتان.

10401- أبو فرقد:
له إدراك، وشهد فتح الأهواز سنة ثمان عشرة. قال ابن أبي شيبة: حدثنا ريحان بن سعيد، حدثنا مروان، حدثني أبو فرقد، قال: كنا مع أبي موسى يوم فتحنا سوق الأهواز، فسعى رجل من المشركين، فقال له رجل من المسلمين: تترس «2» ، فقال أبو موسى: هذا أمان، فخلى سبيله.

القسم الرابع
10402- أبو فاختة «3»
: تابعي معروف في التابعين.
__________
(1) ميزان الاعتدال 4/ 740، المغني 7655، الكنى والأسماء 2/ 82، ديوان الضعفاء رقم 5011، تقريب التهذيب 2/ 462، تهذيب التهذيب 12/ 20، تهذيب الكمال 1637، لسان الميزان 7/ 478، مجمع 5/ 211، الثقات لابن حبان 5/ 585، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1832.
(2) الجرح والتعديل 9/ 425.
(3) طبقات ابن سعد 6/ 176، مصنف ابن أبي شيبة 13 (15782) التاريخ لابن معين 2/ 205، العلل لأحمد 1/ 93، التاريخ الكبير 3/ 503، التاريخ الصغير 1/ 275، تاريخ الثقات للعجلي 507، المعرفة-- والتاريخ 2/ 643، تاريخ أبي زرعة 1/ 485، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 81، الجرح والتعديل 4/ 51، الثقات لابن حبان 4/ 288، الضعفاء والمتروكين 71، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 168، تهذيب التهذيب 4/ 70، تقريب التهذيب 1/ 303، تاريخ الإسلام 3/ 72، خلاصة تذهيب التهذيب 141.

(7/269)


أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة، وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة ولا يثبت، وأورد من طريق هشام بن محمد بن عمارة، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم زار عليّا ... الحديث. انتهى.
وذكره العجليّ، وابن حبّان، وغيرهما في ثقات التابعين، وهو متّجه، واسمه سعيد ابن علاقة.
وقد أخرج الحديث المذكور أبو داود الطيالسي، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، فقال: عن أبي فاختة، عن علي، قال: زارنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فبات عندنا «1» ... الحديث.

10403- أبو فاطمة الضّمري:
ذكره ابن مندة، فأخرج في ترجمته حديثا لأبي فاطمة الأزدي مخرجهما واحد، فكأن بعض الرواة غلط في نسبه، ويحتمل أن يكون الليثي المقدم في الأول، لأن ليثا وضمرة من بني كنانة، كما أن دوسا والأنصار من الأزد.

10404- أبو الفحم بن عمرو «2»
: ذكره أبو موسى، عن المستغفري، وأنه حكى عن أبي علي بسمرقند عن أبي الفحم بن عمرو- أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عند أحجار الزيت.
قلت: وهو تغيير فاحش، وإنما هو عن عمير مولى آبي اللحم، فحرّف عميرا فجعله عمرا، وأخره عن موضعه، وغير مولى فجعله ابنا، وغير آبي وهو اسم فاعل فجعله أداة كنية، وغير اللام فجعلها فاء. والحديث معروف لعمير. وباللَّه التوفيق.

حرف القاف
القسم الأول
10405- أبو قابوس:
اسمه مخارق. تقدم. ويقال، أبو مخارق.

10406- أبو القاسم الأنصاري «3»
:
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 110 وقال رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف.
(2) أسد الغابة ت 6160.
(3) أسد الغابة ت 6170.

(7/270)


قال أنس: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالبقيع، فنادى رجل: يا أبا القاسم، فالتفت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، لم أعنك، وإنما عنيت فلانا، فقال: «سمّوا باسمي ولا تكنّوا بكنيتي» «1» .
أخرجه البخاريّ، ولم أعرف اسم هذا الرجل ولا نسبه.

10407- أبو القاسم:
مولى أبي بكر الصديق «2» .
شهد خيبر، ويقال: اسمه القاسم.
أخرج ابن أبي خيثمة من طريق مطرف، عن أبي الجهم، عن أبي القاسم مولى أبي بكر الصديق، قال: لما فتحت خيبر أكلنا من الثوم، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا حتّى يذهب ريحها من فيه» «3» .
وأخرج مطيّن، والبغويّ، والدّولابيّ، من وجه آخر، عن مطرف، عن أبي الجهم، عن أبي القاسم مولى أبي بكر الصديق، قال: ضرب رجل أخاه بالسيف على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقضى له أن يموت. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أردت قتله؟» قال: نعم، يا رسول اللَّه.
قال: «انطلق فعش ما شئت» .
لفظ ابن أبي خيثمة، وعند الآخرين «فعش ما استطعت» .

10408- أبو القاسم:
محمد بن حاطب الجمحيّ.
وأبو القاسم محمد بن طلحة بن عبيد اللَّه- تقدما في الأسماء.

10409- أبو القاسم:
غير مسمّى ولا منسوب «4» .
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه بكر بن سوادة. ذكره المستغفري، واستدركه أبو موسى، وذكره أبو عمر: فقال: لا أدري أهو مولى أبي بكر، أو مولى زينب بنت جحش، أو هو مولى غيرهما.
قلت: ولم يذكر مولى زينب.

10410- أبو قبيصة ذؤيب
الخزاعي.
__________
(1) أخرجه البخاري 4/ 339 (2120) ومسلم 2/ 1682 (1/ 2131) كلاهما من حديث أنس ومن حديث جابر أخرجه البخاري 6/ 217 (3114) .
(2) أسد الغابة ت 6171.
(3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 60 وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 510 وابن عبد البر في التمهيد 6/ 424 وذكره الهيثمي في المجمع 2/ 17.
(4) أسد الغابة ت 6172، الاستيعاب ت 3170.

(7/271)


ذكره الحاكم أبو أحمد.
وأبو قبيصة هلب، ذكره الدّولابيّ- وقد تقدما في الأسماء.

10411- أبو قتادة بن ربعي الأنصاري «1»
. المشهور أن اسمه الحارث. وجزم الواقدي، وابن القداح، وابن الكلبي، بأن اسمه النعمان. وقيل اسمه عمرو. وأبوه ربعي هو ابن بلدمة بن خناس، بضم المعجمة وتخفيف النون، وآخره مهملة، ابن عبيد بن غنم بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي. وأمّه كبشة بنت مطهّر بن حرام بن سواد بن غنم.
اختلف في شهوده بدرا، فلم يذكره موسى بن عقبة ولا ابن إسحاق، واتفقوا على أنه شهد أحدا وما بعدها، وكان يقال له فارس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. ثبت ذلك في صحيح مسلم، في حديث سلمة بن الأكوع الطويل الّذي فيه قصة ذي قرد وغيرها.
وأخرج الواقديّ من طريق يحيى بن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: أدركني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم ذي قرد، فنظر إليّ فقال: «اللَّهمّ بارك في شعره وبشره» وقال- «أفلح وجهه» فقلت: ووجهك يا رسول اللَّه. قال: «ما هذا الّذي بوجهك؟ قلت: سهم رميت به.
قال: «ادن» . فدنوت، فبصق عليه، فما ضرب عليّ قط ولا فاح- ذكره في حديث طويل.
وقال سلمة بن الأكوع في حديثه الطويل الّذي أخرجه مسلم: «خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالنا سلمة بن الأكوع» .
ووقعت هذه القصة بعلو في المعرفة لابن مندة، ووقعت لنا من حديث أبي قتادة نفسه في آخر المعجم الصغير للطبراني، وكان يقال له فارس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) طبقات ابن سعد 6/ 15، مسند أحمد 4/ 383، التاريخ لابن معين 2/ 720، تاريخ خليفة 99، طبقات خليفة 139، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، التاريخ الكبير 2/ 258، التاريخ الصغير 221، الجرح والتعديل 3/ 74، فتوح الشام، الأخبار الطوال 210، المغازي للواقدي 3/ 1222، المحبر 122، ربيع الأبرار 4/ 67، تاريخ اليعقوبي 2/ 78، المعرفة والتاريخ 1/ 214، مقدمة مسند بقي بن مخلد 82، المعجم الكبير للطبراني 3/ 270، تاريخ الطبري 2/ 293، فتوح البلدان 117، المستدرك 3/ 480، جمهرة أنساب العرب 360، سيرة ابن هشام 91، مشاهير علماء الأمصار 14، مروج الذهب 1631، الكنى والأسماء 1/ 48، الاستبصار 146، جامع الأصول 9/ 77، تحفة الأشراف 9/ 240، صفة الصفوة 1/ 674، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 265، وفيات الأعيان 6/ 14، مرآة الجنان 1/ 128، البداية والنهاية 8/ 68، دول الإسلام 1/ 40، المعين في طبقات المحدثين 28، الكاشف 3/ 325، العبر 1/ 60، تهذيب التهذيب 12/ 204، تقريب التهذيب 2/ 462، خلاصة تذهيب التهذيب 457، كنز العمال 13/ 617، تاريخ الإسلام 1/ 340.

(7/272)


وروى أيضا عن معاذ وعمر. روى عنه ابناه: ثابت، وعبد اللَّه، ومولاه أبو محمد نافع الأفرع، وأنس، وجابر، وعبد اللَّه بن رباح، وسعيد بن كعب بن مالك، وعطاء بن يسار، وآخرون.
قال ابن سعد: شهد أحدا وما بعدها. وقال أبو أحمد الحاكم: يقال كان بدريّا.
وقال إياس بن سلمة عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «خير فرساننا أبو قتادة» .
وقال أبو نضرة، عن أبي سعيد: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة.
ومن لطيف الرواية عن أبي قتادة ما قرئ على فاطمة بنت محمد الصالحية ونحن نسمع، عن أبي نصير بن الشيرازي أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرشيد في كتابه، أخبرنا الحافظ أبو العلاء العطار، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا الطبراني، حدثتنا عبدة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن أبي قتادة، حدثني أبي عبد الرحمن، عن أبيه مصعب، عن أبيه ثابت، عن أبيه عبد اللَّه، عن أبيه أبي قتادة- أنه حرس النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ليلة بدر، فقال: «اللَّهمّ احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيّك هذه اللّيلة» «1» .
وبه عن أبي قتادة، قال: انحاز المشركون على لقاح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأدركتهم فقتلت مسعدة، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حين رآني: «أفلح الوجه» .
قال الطّبرانيّ: لم يروه عن أبي قتادة إلا ولده، ولا سمعناها إلا من عنده، وكانت امرأة فصيحة عاقلة متديّنة.
قلت: الحديث الأول
جاء عن أبي قتادة في قصة طويلة من رواية عبد اللَّه بن رباح، عن أبي قتادة، قال: كنت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في بعض أسفاره إذ مال عن راحلته، قال:
فدعمته فاستيقظ- فذكر الحديث، وفيه: «حفظك اللَّه كما حفظت نبيّه» «2» .
أخرجه مسلم مطوّلا، وفيه نومهم عن الصلاة، وفيه: «ليس التّفريط في النّوم» . وفي آخره: «إنّ ساقي القوم آخرهم شربا» .
وقوله في رواية عبدة ليلة بدر غلط، فإنه لم يشهد بدرا، والحديث الثاني قد تقدمت الإشارة إليه.
__________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير 3/ 270 والطبراني في الأوسط 2/ 152 قال الهيثمي في الزوائد 9/ 322 رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37577 وعزاه لأبي نعيم في الحلية.
(2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 472 كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب (55) قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها حديث رقم 311/ 681، وأبو داود في السنن 2/ 779 كتاب الأدب باب في الرجل يقول للرجل حفظك اللَّه حديث رقم 5228 وأحمد في المسند 5/ 298.

(7/273)


وكانت وفاة أبي قتادة بالكوفة في خلافة عليّ. ويقال إنه كبّر عليه ستّا. وقال: إنه بدري. وقال الحسن بن عثمان: مات سنة أربعين، وكان شهد مع عليّ مشاهده. وقال خليفة: ولّاه على مكة ثم ولاها قثم بن العباس. وقال الواقدي: مات بالمدينة سنة أربع وخمسين، وله اثنتان وسبعون سنة. ويقال ابن سبعين. قال: ولا أعلم بين علمائنا اختلافا في ذلك. وروى أهل الكوفة أنه مات بالكوفة وعليّ بها سنة ثمان وثلاثين، وذكره البخاري في الأوسط فيمن مات بين الخمسين والستين، وساق بإسناد له أنّ مروان لما كان واليا على المدينة من قبل معاوية أرسل إلى أبي قتادة ليريه مواقف النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه، فانطلق معه فأراه.
ويدلّ على تأخره أيضا ما أخرجه عبد الرّزّاق عن معمر، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل- أن معاوية لما قدم المدينة تلقّاه الناس، فقال لأبي قتادة: تلقّاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار.

10412- أبو قتادة السدوسي «1»
: له في مسند بقيّ بن مخلد حديث، كذا في التجريد.

10413- أبو قتيلة «2»
: بالتصغير، اسمه مرثد بن وداعة الحمصي.
تقدم في الأسماء، وأخرج حديثه ابن أبي خيثمة والبغوي في الكنى.

10414- أبو قحافة:
عثمان بن عامر التّيمي»
. والد أبي بكر الصديق. تقدم في الأسماء.

10415- أبو قحافة بن عفيف المرّي «4»
. ذكره ابن عساكر في تاريخه، وقال: يقال: إن له صحبة. سكن دمشق، قال: وذكر أبو الحسين الرازيّ والد تمام عن بعضهم- أن الدار التي بسويقة جناح- دار أبي قحافة ومعاوية ابني عفيف، ولهما صحبة.

10416- أبو قدامة الأنصاري «5»
. ذكره أبو العبّاس بن عقدة في كتاب «الموالاة» الّذي جمع فيه طرق حديث: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ،
فأخرج فيه من طريق محمد بن كثير، عن فطر، عن أبي الطفيل، قال:
__________
(1) بقي بن مخلد 856.
(2) أسد الغابة ت 6174.
(3) أسد الغابة ت 6175، الاستيعاب ت 3172.
(4) أسد الغابة ت 6176.
(5) أسد الغابة ت 6177.

(7/274)


كنا عند عليّ فقال: أنشد اللَّه من شهد يوم غدير خم. فقام سبعة عشر رجلا منهم أبو قدامة الأنصاري، فشهدوا أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال ذلك.
واستدركه أبو موسى. وسيأتي في الّذي بعده ما يؤخذ منه اسم أبيه وتمام نسبه.

10417- أبو قدامة بن الحارث «1»
: من بني عبد مناة بن كنانة، ويقال من بني عبد بن كنانة بغير إضافة.
ذكره ابن الدّبّاغ عن العدويّ، وقال: إنه شهد أحدا، ذكره مستدركا على ابن عبد البرّ، وتبعه ابن الأثير. وزاد ابن الدّبّاغ، عن العدويّ- أنه كان ابن خمس بأحد، وبقي حتى قتل مع عليّ بصفّين، وقد انقرض عقبه، قال: ويقال هو أبو قدامة بن سهل بن الحارث بن جعدبة بن ثعلبة بن سالم بن مالك بن واقف، وهو سالم.
قلت: هذا الثاني من الأنصار، لا يجتمع مع بني كنانة، فهو غيره، ولعله المذكور قبله.

10418- أبو قراد السلمي «2»
. ذكره ابن أبي عاصم، وابن السّكن. وقال: مخرج حديثه عن أهل البصرة، وأخرجا
من طريق أبي جعفر الخطميّ، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي قراد السلمي، قال: كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فدعا بطهور، فغمس يده فيه فتوضّأ، فتتبعناه فحسوناه، فلما فرغ قال: «ما حملكم على ما صنعتم؟» «3» قلنا: حبّ اللَّه ورسوله. قال: «فإن أحببتم أن يحبّكم اللَّه ورسوله فأدّوا إذا ائتمنتم، واصدقوا إذا حدّثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم» .
ومداره على عبد اللَّه بن قيس، وهو ضعيف.
وقد خالفه ضعيف آخر وهو الحسن بن أبي جعفر، فرواه عن أبي جعفر الخطميّ، عن الحارث بن فضيل، عن عبد الرحمن بن أبي قراد، فأحد الطريقين وهم، وأخلق أن تكون هذه أولى. وقد نبهت عليه في عبد الرحمن.

10419- أبو قرصافة «4»
: اسمه جندرة، بفتح الجيم وسكون النون، الكناني- تقدم في الأسماء.
__________
(1) الاستيعاب ت 3173.
(2) أسد الغابة ت 6177 م، الاستيعاب ت 3174.
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 4/ 148 عن أبي قراد السلمي وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف.
(4) المعرفة والتاريخ 2/ 101، جمهرة أنساب العرب 189، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 49، المعجم الكبير-- للطبراني 3/ 1، تجريد أسماء الصحابة 1/ 92، خلاصة تذهيب التهذيب 65، مشاهير علماء الأمصار رقم 335، تاريخ الإسلام 2/ 559،

(7/275)


10420- أبو قرّة:
مولى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي. ويقال أبو فروة، بفتح الفاء وسكون الراء بعدها واو.
قال أبو عمر: كان مسلما على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكر الواقدي عنه أنه قال: قسم أبو بكر الصديق قسما، فقسم لي كما قسم لمولاي. أورده أبو عمر في حرف الفاء، وأورده أبو أحمد الحاكم في حرف القاف، وهو أولى.

10421- أبو قرّة بن معاوية:
بن وهب «1» بن قيس بن حجر الكندي.
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: وكان شريفا، وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكر ابن سعد أن ابنه عمرو بن قرة ولي قضاء الكوفة بعد شريح.

10422- أبو قريع «2»
: ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه طالب بن قريع، عن أبيه، عن جده، قال: كنت تحت ناقة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في حجته.

10423- أبو القصم:
بعد القاف صاد مهملة. اكتنى بها عليّ رضي اللَّه عنه يوم أحد عند القتال.
ذكره ابن إسحاق.

10424- أبو قطبة بن عمرو:
أو عامر، ابن حديدة الأنصاري «3» : اسمه يزيد.

10425- أبو قطن، بفتحتين: هو قبيصة بن المخارق الهلالي
- تقدما في الأسماء.

10426- أبو القلب:
ذكر في التجريد أن بقي بن مخلد أخرج له في مسندة حديثا.

10427- أبو القمراء «4»
: ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق أبي عبد الرحمن، قال:
حدثنا شريك، كأنه ابن أبي نمر، عن أبي القمراء، قال: كنا في مسجد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حلقا نتحدث إذ خرج علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من بعض حجره، فنظر إلى الحلق ثم جلس إلى أصحاب القرآن، فقال «بهذا المجلس أمرت» .
__________
(1) طبقات ابن سعد 6/ 148، التاريخ لابن معين 2/ 227، الثقات لابن حبان 5/ 587، المعارف 559. الكنى والأسماء للدولابي 2/ 87، تاريخ الإسلام 2/ 561.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 195.
(3) أسد الغابة ت 6181.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 195.

(7/276)


10428- أبو القنشر:
هو حيان بن أبحر. تقدم في الأسماء، ذكر كنيته أبو أحمد بفتح القاف وسكون النون ثم شين معجمة مكسورة ثم راء، وكأنه أصوب.

10429- أبو قيس صرمة بن أبي قيس «1»
: أو ابن أبي أنس، أو غير ذلك. تقدم مستوعبا في حرف الصاد.

10430- أبو قيس بن الحارث
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي «2» .
كان من السابقين إلى الإسلام، ومن مهاجرة الحبشة، شهد أحدا وما بعدها، وهو أخو عبد اللَّه بن الحارث، ذكر ذلك محمد بن إسحاق.
ونقل أبو عمر عن محمد بن إسحاق أن اسمه عبد اللَّه بن الحارث، وتعقّبه ابن الأثير بأن نسخ المغازي عن ابن إسحاق متفقة على أن عبد اللَّه أخوه، واسمه كنيته. وذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة، وذكر ابن إسحاق أيضا أنه استشهد باليمامة، وكذا ذكر الزّبير بن بكّار.

10431- أبو قيس بن عمرو
بن عبد ود بن عبد بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر القرشي العامري.
كان أبوه فارس قريش في زمانه وهو الّذي بارزه عليّ يوم الخندق فقتله عليّ. وذكر الزبير لأبي قيس هذا بنتا لم يبق من نسل عمرو بن عبد ودّ أحد إلا من نسلها.

10432- أبو قيس الجهنيّ «3»
. شهد الفتح مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وسكن البادية، وبقي إلى آخر خلافة معاوية. ذكر ذلك الواقديّ.

10433- أبو قيس بن المعلى
بن لوذان بن حارثة الأنصاري الخزرجي «4» . ذكر ابن الكلبي أنه شهد بدرا، واستدركه ابن الأثير.

10434- أبو قيس بن الأسلت «5»
: واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس الأوسي.
__________
(1) أسد الغابة ت 6185.
(2) أسد الغابة ت 6187، الاستيعاب ت 3179.
(3) أسد الغابة ت 6188، الاستيعاب ت 3181.
(4) أسد الغابة ت 6189.
(5) الطبقات الكبرى بيروت 4/ 383، 384، 385.

(7/277)


مختلف في اسمه، فقيل صيفي، وقيل الحارث، وقيل عبد اللَّه، وقيل صرمة.
واختلف في إسلامه، فقال أبو عبيد القاسم بن سلّام في ترجمة ولده عقبة بن أبي قيس: له ولأبيه صحبة. وقال عبد اللَّه بن محمد بن عمارة بن القداح: كان يعدل بقيس بن الخطيم في الشجاعة والشّعر، وكان يحضّ قومه على الإسلام، ويقول: استبقوا إلى هذا الرجل، وذلك بعد أن اجتمع بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وسمع كلامه، وكان قبل ذلك في الجاهلية يتألّه ويدعى الحنيف.
وذكر ابن سعد عن الواقدي بأسانيد عديدة، قالوا: لم يكن أحد من الأوس والخزرج أوصف لدين الحنيفية ولا أكثر مساءلة عنها من أبي قيس بن الأسلت، وكان يسأل من اليهود عن دينهم، فكان يقاربهم، ثم خرج إلى الشام فنزل على آل جفنة فأكرموه ووصلوه، وسأل الرهبان والأحبار فدعوه إلى دينهم فامتنع، فقال له راهب منهم: يا أبا قيس، إن كنت تريد دين الحنيفية فهو من حيث خرجت، وهو دين إبراهيم، ثم خرج إلى مكة معتمرا فبلغ زيد عمرو بن نفيل فكلّمه، فكان يقول: ليس أحد على دين إبراهيم إلا أنا وزيد بن عمرو، وكان يذكر صفة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وأنه يهاجر إلى يثرب، وشهد وقعة بعاث، وكانت قبل الهجرة بخمس سنين.
فلما قدم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة جاء إليه، فقال: إلام تدعو؟ فذكر له شرائع الإسلام، فقال: ما أحسن هذا وأجمله، فلقيه عبد اللَّه بن أبيّ بن سلول، فقال: لقد لذت من حزبنا كلّ ملاذ، تارة تحالف قريشا وتارة تتبع محمدا، فقال: لا جرم لا تبعته إلا آخر الناس، فزعموا أنه لما حضره الموت أرسل إليه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يقول له: «قل لا إله إلّا اللَّه أشفع لك بها» «1» .
فسمع يقول ذلك.
وفي لفظ: كانوا يقولون فقد سمع يوحّد عند الموت.
وحكى أبو عمر هذه القصة الأخيرة، فقال: إنه لما سمع كلام النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: ما أحسن هذا! انظر في أمري، وأعود إليك، فلقيه عبد اللَّه بن أبي، فقال له: أهو الّذي كانت
__________
(1) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 19، 5/ 65، 6/ 87، 141، 8/ 173. ومسلم في الصحيح 1/ 54 عن المسيب كتاب الإيمان باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع وهو الغرغرة ... (9) حديث رقم (39/ 24، 40/ 24، 41/ 24، 42/ 24) ، والترمذي في السنن 5/ 318 عن أبي هريرة كتاب تفسير القرآن (48) باب ومن سورة القصص (39) حديث رقم 3188 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن كيسان وأحمد المسند 2/ 434، 441، والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 344.

(7/278)


أحبار يهود تخبرنا عنه؟ فقال له عبد اللَّه: كرهت حرب الخزرج، فقال: واللَّه لا أسلم إلى سنة، فمات قبل أن يحول الحول على رأس عشرة أشهر من الهجرة. وقال أبو عمر: في إسلامه نظر. وقد جاء عن ابن إسحاق أنه هرب إلى مكة فأقام بها مع قريش إلى عام الفتح.
ومن محاسن شعره قوله في صفة امرأة:
وتكرمها جاراتها فيزرنها ... وتعتلّ من إتيانهنّ فتعتذر
[الطويل] ومنها قوله: ...
وذكر أبو موسى، عن المستغفري- أنه ذكر أبا قيس بن الأسلت هذا، ونقل عن ابن جريج عن عكرمة، قال: نزلت فيه وفي امرأة كبشة بنت معن بن عاصم: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً [النساء: 19] ، كذا نقل. والمنقول عن ابن جريج عند الطبري وغيره إنما هو قوله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ... [النساء: 22] الآية، قال: نزلت في كبشة بنت معن بن عاصم توفي عنها زوجها أبو قيس بن الأسلت، فجنح عليها ابنه، فنزلت فيهما.
وعن عديّ بن ثابت: قال: لما مات أبو قيس بن الأسلت خطب ابنه امرأته، فانطلقت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: إن أبا قيس قد هلك، وإنّ ابنه من خيار الحي قد خطبني، فسكت، فنزلت الآية، قال: فهي أول امرأة حرمت على ابن زوجها. أخرجه سنيد بن داود في تفسيره، عن أشعث بن سوار، عن عدي بهذا، قال ابن الأثير: أخرج أبو عمر هذه القصة في هذه الترجمة، وأفردها أبو نعيم، فأخرجها في ترجمة أبي قيس الأنصاري، ولم يذكر ابن الأسلت. واستدرك أبو موسى الترجمتين، فذكر ما نقله عن المستغفري. وقال ابن الأثير:
ما حاصله إن القصة واحدة.
قلت: والمنقول في تفسير سنيد عن حجاج عن ابن جريج ما تقدم من نزول: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ [النساء: 22] في أبي قيس بن الأسلت، وامرأته، وابنه من غيرها. وقد جاء ذلك من رواية أخرى، مبيّنة في أسباب النزول.

10435- أبو قيس الأنصاري.
لم يسمّ ولا أبوه. ومات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
أخرج حديثه الطّبرانيّ، من طريق قيس بن الربيع، عن أشعث بن سوّار، عن عدي بن ثابت، عن رجل من الأنصار، قال: توفي أبو قيس، وكان من صالحي الأنصار، فخطب ابنه

(7/279)


امرأته، فقالت: إنما أعدّك ولدا وأنت من صالحي قومك، ولكن آتي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأستأمره، فأتته فذكرت له ذلك، فقال: «فارجعي إلى بيتك» . ونزلت: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ [النساء: 22] .
وقد تقدم أن سنيدا أخرجه عن هشيم، عن أشعث، فقال: عن عدي مرسلا. وقال:
لما مات أبو قيس بن الأسلت ... إلخ. وقيل: إن قوله الأسلت وهم من بعض رواته.
ويؤيده ما تقدم في حرف القاف أنّ قيس بن الأسلت مات في الجاهلية، فكأن قيس بن أبي قيس الّذي وقعت له هذه القصة آخر، ووقع الغلط في تسميته قيسا كما سبقت إليه الإشارة هناك.

10436- أبو القين الحضرميّ «1»
. له رؤية، روى عنه سعيد بن جمهان- أنه مرّ بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ومعه شيء من تمر في حديث ذكره. وقيل: إنه أبو قين نصر بن دهر، كذا ذكره أبو عمر مختصرا.
وأخرجه الدّولابيّ، والبغويّ، وابن السّكن، وابن عديّ في «الكامل» ، من طريق يحيى بن حماد، عن حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان- أنه مرّ بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على حمار ومعه شيء من تمر، فقام النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ليأخذ منه شيئا ينثره بين أصحابه، فانبطح عليه وبكى، فقال: «زادك اللَّه شحّا» «2» ،
فكان لا ينفك منه شيء.
وفي رواية ابن عديّ بهذا السند إلى سعيد بن جمهان أن عمّ أبي القين ركب حمارا وبين يديه شيء من تمر، فقام عمّ أبي القين ليأخذ منه شيئا فانبطح. فذكره.
وأخرجه ابن مندة، من طريق هدبة، عن حماد، فقال: عن سعيد بن جمهان، عن أبيه- أن مولاه أبا القين الأسلمي مرّ على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو غلام، فقام إليه عمه ... فذكره.
وقال في آخره: فكان من أشحّ الناس. وأنكر ابن مندة زيادة قوله عن أبيه، وأن الناس رووه عن سعيد بن جمهان، عن أبي القين. وقال البغوي: أبو القين سكن البصرة، ولم يحدّث بغير هذا الحديث، ولا رواه عن سعيد بن جمهان. ولم أر من نسبه حضرميا كما قال أبو عمر. فاللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت 6191، الاستيعاب ت 3182.
(2) أخرجه الدولابي في الكنى 1/ 49، وانظر المجمع 3/ 127، 10/ 72، والكنز (20702) ، وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 130 عن أبي القين وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن جمهان وثقه جماعة وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح.

(7/280)


10437- أبو القين الخزاعي «1»
. روى أسيد بن عامر عن أبيه- أنه قال: وقف علينا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
ذكره ابن مندة مختصرا، وأفرده عن شيخ سعيد بن جمهان. ويحتمل أن يكون هو آخر، فإنّ أسلم أخو خزاعة. والصحيح في الأول أنه أسلمي.

القسم الثاني
10438- أبو القاسم:
محمد بن الأشعث بن قيس.
ومحمد بن أبي بكر الصديق- تقدما في الأسماء.

10439- أبو قيس:
يسير بن عمرو «2» . ذكره ابن مندة.

القسم الثالث
10440- أبو قتادة المدلجي.
له إدراك وقصة مع عمر. ذكر ابن أبي شيبة من طريق عمرو بن شعيب أن أبا قتادة قتل ابنه في عهد عمر. تقدم في قتادة من وجه آخر.

10441- أبو قدامة،
غير منسوب.
ذكره ابن عيسى في رجال حمص في أصحاب أبي عبيدة ومعاذ الذين حضروا خطبة عمر بالجابية في سنة ست عشرة.

10442- أبو قرعان الكندي.
له إدراك، وذكره وثيمة فيمن ثبت على الإسلام في الردة.

10443- أبو قيس بن شمر الكندي.
ذكر دعبل بن عليّ في «طبقات الشّعراء» ، وقال: مخضرم، وأنشد له شعرا وسطا.

القسم الرابع
10444- أبو قيس بن السائب المخزومي.
__________
(1) أسد الغابة ت 6192.
(2) معرفة علوم الحديث ص 188.

(7/281)


ذكره الدّولابيّ في «الكنى» . والصواب قيس بن السائب، كما تقدم في القاف من الأسماء.

10445- أبو قيس:
ذكر ابن مندة، فقال: روى عمرو بن قيس، عن أبيه، عن جده- أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما من خطوة أحبّ إلى اللَّه من خطوة إلى صلاة» «1» .
قال ابن مندة: وهو بشير بن عمر.
قلت: له رؤية ولا صحبة له.

حرف الكاف
القسم الأول
10446- أبو كاهل الأحمسي «2»
: اسمه قيس بن عائذ. وقيل عبد اللَّه بن مالك.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى حديثه إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عنه، قال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يخطب الناس يوم عيد على ناقة وحبشيّ يمسك بخطامها ... الحديث.
وجاء هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن عائذ بلا واسطة. وقال البغوي: لا أعلم له غيره. وفي كنى الدولابي من وجه آخر: عن إسماعيل، قال: رأيت أبا كاهل، وكان إمامنا، وهلك أيام المختار. وفي رواية البخاري: قال إسماعيل: وكان أبو كاهل إمام الحيّ.

10447- أبو كاهل،
آخر، غير منسوب.
ذكره ابن السّكن في الصحابة. وقال: هو غير الأحمسي، وكذا فرّق بينهما أبو أحمد الحاكم وغيره، وقال: لا يروى حديثه من وجه يعتمد.
قال أبو عمر:
ذكر له حديث طويل منكر، فلم أذكره، وقد ساقه أبو أحمد والعقيلي في الضعفاء، وابن السكن، كلّهم من طريق الفضل بن عطاء، عن الفضل بن شعيب، عن أبي منظور، عن أبي معاذ، عن أبي كاهل، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «اعلم يا أبا كاهل أنّه من ستر عورته من اللَّه سرّا وعلانية كان حقّا على اللَّه أن يستر عورته يوم القيامة» .
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 204 عن البراء بن عازب ... الحديث كتاب الصلاة باب في الصلاة تقام ولم يأت الامام ينتظرونه قعودا حديث رقم 543، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 20.
(2) أسد الغابة ت 6193، الاستيعاب ت 3183.

(7/282)


اقتصر ابن السّكن على هذا القدر، وقال: إسناده مجهول، وأوّله عند أبي أحمد إنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال له: «ألا أخبرك بقضاء قضاه اللَّه على نفسه؟ قال: قلت: بلى يا رسول اللَّه.
قال: «من لي أن أبقى أخبرك به كلّه، أحيا اللَّه قلبك فلا يميته حتّى يميت بدنك» . ثم ذكره بطوله، وهو يشتمل على ثلاث عشرة خصلة، يقول في كلها: «اعلمنّ يا أبا كاهل» ، منها أنه «من صلّى عليّ كلّ يوم ثلاث مرار، وكلّ ليلة ثلاث مرار حبّا أو شوقا إليّ كان حقّا على اللَّه أن يغفر له ذنوبه ذلك اليوم وتلك اللّيلة» .
قال العقيلي: في الفضل بن عطاء نظر، وأما الطبراني فجعلهما واحدا، وكذلك أبو أحمد العسال.

10448- أبو كبشة الأنماري المذحجي «1»
. مختلف في اسمه، فقال ابن حبّان في ترجمة عبد اللَّه بن أبي كبشة من الثقات: اسم أبي كبشة الأنماري سعيد بن عمر. وقال غيره: نزل الشام، واسمه عمرو بن سعيد، وقيل عمير، بضم العين، وقيل بفتح الياء آخر الحروف والزاي المنقوطة، قرأته بخط الخطيب في المؤتلف نقلا عن دحيم. وقيل عامر، وقيل سليم. وقال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، وجزم بأنه عمير بن سعد، وكذا جزم به الترمذي، وحكى الخلاف في اسمه البخاري فيمن اسمه عمرو.
وأخرج البيهقيّ في الدّلائل، من طريق المسعوديّ، عن إسماعيل بن أوسط، عن محمد بن أبي كبشة، عن أبيه، قال: لما كان في غزوة تبوك تسارع القوم إلى الحجر، فأتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو ممسك بعيره وهو يقول: «علام تدخلون على قوم غضب اللَّه عليهم؟» «2» الحديث.
وروى أبو كبشة أيضا عن أبي بكر الصديق. روى عنه ابناه: عبد اللَّه، ومحمد وسالم بن أبي الجعد، وأبو عامر الهوزني، وأبو البحتري الطائي، وثابت بن ثوبان، وعبد اللَّه بن بسر الحبراني، وأزهر بن سعيد الحرازي وغيرهم، قال الآجري، عن أبي داود: أبو كبشة الأنماري له صحبة، وأبو كبشة البلوي ليست له صحبة.
__________
(1) تاريخ اليعقوبي 2/ 87، بقي بن مخلد 96، المعارف 148، تاريخ خليفة 156، الزهد لابن المبارك 354، المغازي للواقدي 24، طبقات خليفة 73، طبقات ابن سعد 7/ 416، مسند أحمد 4/ 230، مشاهير علماء الأمصار 54، تحفة الأشراف 9/ 273، التاريخ لابن معين 2/ 721، النكت الظراف 9/ 274، تهذيب التهذيب 209، تقريب التهذيب 2/ 465، تاريخ الإسلام 2/ 290.
(2) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 235، وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 237، عن أبي كبشة وقال رواه الطبراني من طريق المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله وثقوا وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38281.

(7/283)


10449- أبو كبشة،
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» . مختلف في اسمه أيضا، قال خليفة:
اسمه سليم. وقال ابن حبان: أوس. وقيل سلمة. وقال العسكري: قيل أوس. ذكره موسى ابن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال أبو أحمد الحاكم: كان من مولدي أرض أوس، ومات أول يوم استخلف عمر، وكذا ذكر ابن سعد وفاته، وقال: كان يوم الثلاثاء من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة.

10450- أبو كبشة،
حاضن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم الّذي كانت قريش تنسبه إليه، فتقول: قال ابن أبي كبشة. قيل: هو الحارث بن عبد العزي السعدي، زوج حليمة.
تقدم في الأسماء،
وذكر ابن الكلبيّ في كتاب «الدّقائق» ، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «حدّثني حاضني أبو كبشة أنّهم لمّا أرادوا دفن سلول بن حبشيّة، وكان سيّدا معظّما حفروا له فوقعوا على باب مغلق ففتحوه، فإذا سرير عليه رجل وعليه حلل، وعند رأسه كتاب: أنا أبو شمر ذو النّون، مأوى المساكين، ومستعاذ الغارمين، أخذني الموت غصبا، وقد أعيا ذلك الجبابرة قبلي» - قال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «وأبو شمر هو سيف بن ذي يزن» .
ويقال: إن أبا كبشة الّذي كان ينسب إليه هو جده من قبل جدة أبيه، وهو والد سلمى الأنصارية الخزرجية والدة عبد المطلب، وهو ابن عمرو بن زيد بن لبيد الخزرجي، ووقع في الاستيعاب بدل لبيد أسد، وهو تغيير.

10451- أبو كبير «2»
، بالموحدة، الهذلي.
ذكره أبو موسى، وقال: ذكر عن أبي اليقظان أنه أسلم ثم أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: أحل لي الزنا. قال: «أتحبّ أن يؤتى إليك مثل ذلك؟ قال: لا. قال: «فارض لأخيك ما ترضى لنفسك» .
قال: فادع اللَّه أن يذهبه عني.

10452- أبو كثير،
بالمثلثة، مولى تميم الداريّ «3» .
ذكره الدّولابيّ، وأخرج من طريق عتبة بن عبد الملك بن أبي كثير، وكان قد عاش مائة سنة، عمّن حدثه، عن عبد الملك أبيه، عن أبي كثير، قال: قدمت مع تميم الداريّ إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وكنت حمالا له.
وأخرج الحسن بن رشيق في «فوائده» من طريق عتبة هذا بهذا الإسناد، قال: كنت مع
__________
(1) أسد الغابة ت 6195، الاستيعاب ت 3184.
(2) أسد الغابة ت 6196.
(3) أسد الغابة ت 6197.

(7/284)


تميم في مركب في البحر، فكسر بنا، فخرجنا على دابة لا نعرف رأسها من ذنبها، فقلنا: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة ... فذكر قصة الدجال باختصار، وفيها: فقال لتميم: ائته وآمن به، قال: فادع الدابة، فقال: احملي هؤلاء إلى فلسطين إلى قرية يقال لها بيت عينون. قال أبو كثير: فكنت مع تميم أنا وأخو هند وأخوه نعيم.

10453- أبو كريمة:
هو المقدام بن معديكرب «1» . تقدم.

10454- أبو كعب الأسدي.
تقدّم ذكره في ترجمة زرّ بن حبيش في القسم الثالث من حرف الزاي.

10455- أبو كعب،
غير منسوب.
قال الفاكهيّ في كتاب «مكّة» : حدثنا أبو الحسن حامد بن أبي عاصم، حدثنا عبد الرحمن بن العلاء المكيّ في إسناد ذكره، قال: كان أبو كعب رجلا يحيض كما تحيض المرأة، فنذر لئن عافاه اللَّه ليحجنّ وليعتمرنّ، فعافاه اللَّه من ذلك، فكان يحجّ كل عام، فأنشد في ذلك شعرا، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما فعل جملك يا أبا كعب؟» فقال: شرد، والّذي بعثك بالحق منذ أسلمت.

10456- أبو كعب الحارثي «2»
، يقال له ذو الإداوة.
ذكر الرّشاطيّ، عن ابن شقّ الليل الطّليطلي- أن له صحبة. وذكر معمر في جامعه بسنده إليه، قال: خرجت في طلب إبل لي فتزوّدت لبنا في إداوة، ثم قلت: ما أنصفت! أين الوضوء؟ فأهرقت اللبن وملأت الإداوة ماء، فقلت: هذا وضوء وشراب، فكنت إذا أردت أن أتوضّأ صببت من الإداوة ماء، وإذا أردت أن أشرب شربت لبنا، فمكثت بذلك ثلاثا، فقالت له أسماء النجرانية: أحليبا أم قطينا؟ فقال: إنك لبطالة، كان يعصم من الجوع، ويروي من الظمأ.

10457- أبو كلاب بن أبي صعصعة «3»
، واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول الأنصاري المازني.
قال أبو عمر: استشهد يوم مؤتة، ولعله الّذي بعده، وقد وحّدهما ابن عساكر، ونقل
__________
(1) أسد الغابة ت 6198.
(2) الثقات لابن حبان 5/ 587، الجرح والتعديل 9/ 430، المغني 7684، كتاب الضعفاء والمتروكين 3/ 237، ميزان الاعتدال 4/ 741.
(3) الطبقات الكبرى 3/ 517.

(7/285)


في كتاب الكنى من روايته إلى أبي طاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر، عن عمه عبد اللَّه بن أبي بكر، قال: وقتل بمؤتة من بني مازن بن النجار أبو كليب وجابر ابنا عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول [بن عمرو] بن غنم بن مازن بن النجار.
وقال عبد اللَّه بن عمارة بن القدّاح قاله في نسب الأنصار: فمن ولد عوف قيس بن أبي صعصعة، وأخوه أبو كلاب، شهدا أحدا والمشاهد بعدها حتى استشهدا بمؤتة. وكذا ذكر ابن سعد أنهما استشهدا ب «مؤتة» .

10458- أبو كليب بن عمرو
بن زيد بن عوف بن مبذول الأنصاري «1» ، أخو جابر شقيقه.
ذكر ابن هشام في زيادات السيرة أنهما استشهدا بمؤتة، قال ابن هشام: ويقال أبو كلاب.

10459- أبو كليب،
آخر.
قال أبو عمر: ذكره بعضهم في الصحابة، ولا أعرفه.
قلت: يحتمل أن يكون أراد هذا، ويحتمل أن يكون جدّ عاصم بن كليب، فإن لعاصم رواية عن أبيه عن جده.

10460- أبو الكنود
سعد بن مالك بن الأقيصر»
. تقدم في الأسماء.

10461- أبو كيسان:
هو مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره الدولابي في الكنى.

القسم الثاني
10462- أبو كثير،
بالمثلثة: هو زبيد. بتحتانيتين مثناتين مصغرا، ابن الصلت.
تقدم.

القسم الثالث
10463- أبو كبير:
أفلح مولى أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري- تقدم في الأسماء.
__________
(1) الاستيعاب ت 3187.
(2) أسد الغابة ت 6202.

(7/286)


10464- أبو الكنود الأزدي الكوفي «1»
، مخضرم. اسمه عبد اللَّه بن عامر، وقيل ابن عمران، وقيل ابن عويمر. وقيل ابن سعد، وقيل اسمه عمرو بن حبشي.
قال أبو موسى في «الذّيل» : أدرك الجاهلية، وأورد له حديثا مرسلا من طريق هنيدة ابن خالد، عنه، قال: أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رجل، فقال: يا رسول اللَّه، أعطني سيفا ... فذكر حديثا.
وذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . وله رواية عن خبّاب بن الأرتّ عن ابن ماجة.
روى عنه أبو إسحاق السّبيعيّ، وقيس بن وهب، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبو سعد الأزدي.

10465- أبو كيسان،
غير منسوب.
ذكر عبد الرّزّاق في مصنفه، عن معمر، عن أيوب، عن عديّ بن عدي، عن أبيه أو عمه- أنّ مملوكا يقال له كيسان سمّى نفسه قيسا، وانتفى من أبيه، وادّعى إلى مولى أبيه، ولحق بالكوفة، فركب أبوه إلى عمر فأخبره، فقال: انطلق فاقرن ابنك إلى بعيرك، ثم اضرب ابنك سوطا وبعيرك سوطا حتى تأتي به أهلك.

10466- أبو كيسبة،
بسكون التحتانية بعدها مهملة ثم موحدة. تقدم في عبد اللَّه بن كيسبة.
روى قصته مع عمر- بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي كيسبة، قال: إني لأرجز في عرض هذه الحائط أقول
أقسم باللَّه أبو حفص
الأبيات- قال: فما راعني إلا وهو خلف ظهري، فقال: أقسمت عليك، هل علمت بمكاني؟ فقلت: لا. واللَّه يا أمير المؤمنين، ما علمت بمكانك. فقال: وأنا أقسم لأحملنّك.

القسم الرابع
10467- أبو كبير،
بالموحدة، وقيل أبو كبيرة- بزيادة هاء، وقيل أبو كثير، بمثلثة بلا هاء.
هو مولى محمد بن جحش. ذكره ابن مندة بسبب حديث وهم بعض رواته بإسقاط
__________
(1) طبقات ابن سعد 6/ 177، التاريخ لابن معين 2/ 722، تاريخ خليفة 264، المعرفة والتاريخ 3/ 224، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 90، جمهرة أنساب العرب 383، الكاشف 3/ 328، تهذيب التهذيب 12/ 213، تقريب التهذيب 2/ 466، خلاصة تذهيب التهذيب 458، تاريخ الإسلام 3/ 247.

(7/287)


صحابيّه،
فأخرج من طريق مسلم بن خالد الزّنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي كبير، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: مرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بمعمر وفخذه مكشوفة.
فقال: الفخذ عورة» «1» .
قال ابن مندة: أخطأ من قال فيه إنه من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وإنما روى عن مولاه محمد بن عبد اللَّه بن جحش. وله صحبة.
قلت: أخرج حديثه هذا أحمد، والبخاري في التاريخ، والنسائي، كلّهم من طريق العلاء عن أبيه عن أبي كثير، عن محمد بن جحش، وهو محمد بن عبد اللَّه بن جحش. وقد بينته في التعليق.
ووهم العسكريّ، فزعم أن أبا كبير ولد في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وإنما ذكروا هذه الصفة لمولاه محمد بن عبد اللَّه بن جحش، فإنه كان في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم صغيرا.

10468- أبو كرز «2»
. ذكره بعضهم في الصحابة وتعلق بشيء.
روى عنه أحمد بن حنبل، وهو خطأ نشأ عن سوء فهم، فروى الخطيب في «المؤتلف» من طريق إسحاق بن موسى، عن أبي داود السجستاني: سمعت أحمد بن حنبل، وذكر أبا كرز، يحدّث عنه نافع، فقال: هذا في الصحابة، ثم بيّن المراد بذلك، فنقل عن الجعابيّ، فقال: أبو كرز هذا اسمه عبد اللَّه بن كرز، وأصله من الموصل، وكان ببغداد ينزل في الموضع المعروف بدور الصحابة، وكانوا من صحابة المنصور، فأقطعهم ذلك الموضع، وكان يروي عن نافع، فظنّ الّذي نقل هذا أنّ المراد بالصحابة أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وليس كذلك.

10469- أبو كليب الجهنيّ «3»
، جد عثيم بن كليب.
ذكره أبو نعيم، وأورد من طريق الواقديّ، عن عثيم بن كليب، عن أبيه، عن جده- أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم دفع من عرفة بعد أن غابت الشمس. «4»
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 103، والترمذي في السنن 5/ 103 كتاب الأدب باب (40) ما جاء أن الفخذ عورة حديث رقم 2796، 2797، 2798، وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن، وأحمد في المسند 3/ 478، 5/ 290، وابن أبي شيبة في المصنف 9/ 119، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 228، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19104، 19153.
(2) مجمع 2/ 199، 6/ 299، المغني 7682.
(3) تلقيح فهوم أهل الأثر 378، تجريد أسماء الصحابة 2/ 197.
(4) أخرجه العقيلي في الضعفاء 4/ 87.

(7/288)


قال أبو موسى: أورده أبو نعيم على ظاهر الإسناد، وعثيم نسب إلى جده، وإنما هو عثيم بن كثير بن كليب، والصحبة لجده كليب.
قلت: وروايته عنه في سنن أبي داود. وقد تقدم في الأسماء.

حرف اللام
القسم الأول
10470- أبو لاس «1»
، بالمهملة، الخزاعي.
مختلف في اسمه، فقيل: عبد اللَّه، وقيل زياد. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في الحمل على إبل الصدقة في الحج. روى عنه عمر بن الحكم بن ثوبان، وذكر البخاري حديثه في الصحيح تعليقا. وقد بيّنته في تعليق التعليق. قال البغوي: ويقال أبو لاس سكن المدينة.
وأخرج هو وغيره من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سهل الخزاعي، قال: حملنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على إبل من إبل الصدقة ... الحديث.

10471- أبو لبابة «2»
بن عبد المنذر الأنصاري، مختلف في اسمه: قال موسى بن عقبة: اسمه بشير، بمعجمة وزن عظيم، وكذا قال أبو الأسود عن عروة. وقيل بالمهملة
__________
(1) الثقات 3/ 456، بقي بن مخلد 699، الكاشف 3/ 389، تهذيب التهذيب 12/ 276، الكنى والأسماء 1/ 62، تقريب التهذيب 2/ 488، خلاصة تذهيب 3/ 253، تهذيب الكمال 3/ 1658، تجريد أسماء الصحابة 2/ 197، العقد الثمين 8/ 111، الجرح والتعديل 9/ 456 تبصير المنتبه 3/ 1225، المشتبه 663.
(2) مسند أحمد 3/ 430، المغازي للواقدي 101 و 115، طبقات ابن سعد 3/ 456، التاريخ لابن معين 2/ 723، طبقات خليفة 84، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، تاريخ خليفة 96، سيرة ابن هشام 2/ 255، تهذيب التهذيب 12/ 214، تقريب التهذيب 2/ 467، المعرفة والتاريخ 2/ 703 المستدرك 3/ 632، خلاصة تذهيب التهذيب 458، المعارف 154 و 325، التاريخ الكبير 3/ 322، تهذيب الكمال 3/ 1641، الجرح والتعديل 3/ 491، تاريخ الطبري 1/ 113، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 51، مشاهير علماء الأمصار 17، جمهرة أنساب العرب 334، المعجم الكبير 5/ 42، مقدمة مسند بقي بن مخلد 93، الإكمال لابن ماكولا 4/ 167، تحفة الأشراف 9/ 275، تلخيص المستدرك 3/ 632، الكاشف 3/ 329، المعين في طبقات المحدثين 28، وفيات الأعيان 1/ 190، الوافي بالوفيات 10/ 164، البداية والنهاية 7/ 223، عيون الأخبار 1/ 141، أنساب الأشراف 1/ 241، تاريخ الإسلام 1/ 343.

(7/289)


أوله. ثم تحتانية ثانية. وقال ابن إسحاق: اسمه رفاعة، وكذا قال ابن نمير وغيره.
وذكر صاحب «الكشّاف» وغيره في تفسير سورة «الأنفال» أنّ اسمه مروان. قال ابن إسحاق: زعموا أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ردّ أبا لبابة والحارث بن حاطب بعد أن خرجا معه إلى بدر، فأمّر أبا لبابة على المدينة، وضرب لهما بسهميهما وأجرهما مع أصحاب بدر. وكذلك ذكره موسى بن عقبة في البدريين، وقالوا: كان أحد النقباء ليلة العقبة، ونسبوه ابن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس.
ويقال إن رفاعة ومعشرا أخوان لأبي لبابة، وكانت راية بني عمرو بن عوف يوم الفتح معه.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه ولداه: السائب، وعبد الرحمن، وعبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، ووالده سالم بن عبد اللَّه، ونافع مولاه، وعبد اللَّه بن كعب بن مالك، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبيد اللَّه بن أبي يزيد، وغيرهم.
يقال: مات في خلافة علي. وقال خليفة: مات بعد مقتل عثمان، ويقال: عاش إلى بعد الخمسين.

10472- أبو لبابة،
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» .
ذكره محمّد بن حبيب في كتابه المحبر،
وذكر البلاذري أنه كان من بني قريظة، وأنه كان مكاتبا فعجز، فابتاعه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأعتقه، قال: وهو الّذي روى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم:
«من قال استغفر اللَّه الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه ولو كان فرّ من الزّحف» «2» .
وهو والد يسار بن زيد بن المنذر.
قلت: المعروف أن الّذي روى الحديث المذكور هو زيد بن بولا. وقد تقدم في ترجمته أنه كان نوبيا من سبي بني ثعلبة، فهو غير هذا.

10473- أبو لبابة الأسلمي «3»
. قال الحاكم أبو أحمد: له صحبة.
وأخرج البزار في مسندة، من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم بن عبد الملك بن ميسرة، عن أبي مالك، قال: حدثنا أبو لبابة الأسلمي أنّ ناقة من بلاده سرقت فوجدها عند رجل من الأنصار، قال: فقلت له: ناقتي أقيم عليها
__________
(1) أسد الغابة ت 6206، الاستيعاب ت 3189.
(2) أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 46.
(3) أسد الغابة ت 6204، الاستيعاب ت 3191.

(7/290)


البينة، فأقمت البينة، وأقام البينة عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه اشتراها بثماني عشرة شاة من مشرك من أهل الطائف، فتبسّم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم قال: «ما شئت يا أبا لبابة؟ إن شئت دفعت إليه ثماني عشرة شاة وأخذت الرّاحلة، وإن شئت خلّيت عنها» . قال: فقلت له: ما عندي ما أعطيه اليوم، ولكن يؤخر ثمنه إلى صرام «1» النخل، قال: فقوّم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كلّ شاة بثلاثين صاعا من تمر إلى صرام النخل.
قلت: وأبو مريم فيه ضعف، وهو من رواية علي بن ثابت عنه، وفيه ضعف.

10474- أبو لبيبة الأشهلي «2»
. أخرج أبو يعلى في مسندة من طريق وكيع، عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن أبيه، عن جده، أحاديث منها: «من استحلّ بدرهم في النّكاح فقد استحلّ» «3» .
قال: وبهذا الإسناد عدة أحاديث، ولم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن.
وأخرج الزبير في كتاب النسب، والطبراني من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يحيى بن عبد الرحمن بهذا السند: «والّذي نفسي بيده، إنّه لمكتوب عند اللَّه في السّماء السّابعة: حمزة بن عبد المطّلب أسد اللَّه وأسد رسوله» .
وأخرج أبو نعيم، من طريق ابن أبي فديك، عن يحيى بن عبد الرحمن بهذا السند: من منع يتيمه النكاح فزنى فالإثم بينهما.
وأخرج ابن أبي الدّنيا في كتاب «القبور» من وجه آخر، عن يحيى بن عبد الرحمن بهذا السند: «إنّ أهل القبور يتعارفون» . وفيه: «إنّ أمّ بشر بنت البراء بن معرور جزعت عليه جزعا شديدا ... » الحديث.
وقد تقدم فيمن اسمه عبد الرحمن قول الباوردي: إنه يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، وإن الصحبة لعبد الرحمن بن أبي لبيبة. فاللَّه أعلم.

10475- أبو لجأ:
هو خريم بن أوس الطائي. تقدم في الأسماء.
__________
(1) الصّرام والصّرام: جداد النّخل وصرم النّخل: جزّه، اللسان 4/ 2438.
(2) أسد الغابة ت 6207، الاستيعاب ت 3192.
(3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 14/ 183، 186 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 18، 38. وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 1507 وعزاه لأبي يعلى. وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 284 عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي كبشة عن أبيه عن جده ... الحديث قال الهيثمي رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن عبد الرحمن بن أبي كبشة وهو ضعيف، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44718، 44733.

(7/291)


10476- أبو لقيط،
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» : كان عبدا حبشيّا أو نوبيّا، بقي إلى زمن عمر.
قال أبو عمر: ذكره بعضهم في الموالي، ولا أعرفه.
قلت: ذكره محمد بن حبيب في كتاب المحبر. وقال جعفر المستغفري: كان عند الديوان في خلافة عمر.

10477- أبو ليلى
عبد الرحمن بن عمرو بن كعب «2» . تقدم.

10478- أبو ليلى الأنصاري،
والد عبد الرحمن. قيل اسمه بلال، وقيل بليل بالتصغير، وقيل داود بن بلال، وقيل أوس، وقيل يسار، وقيل اليسر. وقيل اسمه كنيته.
وقال الكلبي: أبو ليلى بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.
وقال غيره: شهد أحدا وما بعدها، ثم سكن الكوفة، وكان مع عليّ في حروبه.
وقيل: إنه قتل بصفّين.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه ولده عبد الرحمن وحده. ووقع عند الدولابي أنه روى عنه أيضا عامر بن لدين قاضي دمشق، وليس كما قال، فإن شيخ عامر هو أبو ليلى الأشعري.
وحديثه في السنن، فمنه عند أبي داود من رواية ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه: صليت إلى جنب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في صلاة تطوّع، فسمعته يقول: «أعوذ باللَّه من النّار ... » الحديث.
وعند ابن ماجة، والبغويّ، من رواية ابن حبان، عن عبد الرحمن، عن أبيه: كنت جالسا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم إذا جاءه أعرابيّ، فقال له: إن لي أخا وجعا، قال: «وما وجعه؟» قال:
به لمم «3» ... الحديث.
وعند البغويّ، من طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن جده، قال: كنت عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فجيء بالحسن فبال عليه ... الحديث.
وعند الدّارميّ، والحاكم، من طريق قيس بن مسلم، عن ابن أبي ليلى عن أبيه:
__________
(1) أسد الغابة ت 6209، الاستيعاب ت 3193.
(2) في أكعب بن عمرو، الاستيعاب ت 3194.
(3) اللّمم: الطائف من الجنّ، ورجل ملموم به لمم، واللّمم، الجنون وقيل طرف من الجنون يلم بالإنسان، وهكذا كل ما ألمّ بالإنسان طرف منه. اللسان 5/ 4079.

(7/292)


شهدت فتح خيبر، فانهزم المشركون فوقعنا في رحالهم.

10479- أبو ليلى:
هو النابغة الجعديّ «1» . تقدم.

10480- أبو ليلى،
كنى بها بعضهم عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه. وقيل: إنه المراد بقول الشاعر:
إنّي أرى فتنة تغلي مراجلها ... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
[البسيط]

10481- أبو ليلى الخزاعي «2»
. ذكره ابن حبّان في الصحابة، وتبعه جعفر المستغفري، ثم أبو موسى.

10482- أبو ليلى الأشعري «3»
. ذكره الطّبرانيّ في الصحابة،
وأخرج من طريق أبي عمر القيسي، عن سليمان بن حبيب، عن عامر بن لدين الأشعري، عن أبي ليلى الأشعري، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «تمسّكوا بطاعة أئمّتكم، لا تخالفوهم، فإنّ طاعتهم طاعة اللَّه، وإنّ معصيتهم معصية اللَّه ... » الحديث. وفيه: «من ولي من أموركم شيئا فعمل بغير طاعة اللَّه فعليه لعنة اللَّه» «4» .
قال أبو نعيم: أظن أبا عمر القيسي محمد بن سعيد المصلوب.
قلت: ويؤيده أن أبا أحمد الحاكم أخرج هذا الحديث من طريق محمد بن أبي قيس، عن سليمان بن حبيب، وكذا أخرجه البغوي، ومحمد بن أبي قيس هو محمد بن سعيد المصلوب، وهو متروك. ووقع في رواية أبي أحمد: حدثنا أبو ليلى الأشعري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.

10483- أبو ليلى،
صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: لم يثبت حديثه.
ذكره البخاريّ في «الكنى المجرّدة» ، قاله أبو أحمد. ويجوز أن يكون هو الّذي قبله.

10484- أبو ليلى الغفاريّ «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6215، الاستيعاب ت 3195.
(2) أسد الغابة ت 6212.
(3) أسد الغابة ت 6210، الاستيعاب ت 3196.
(4) أخرجه الدولابي في الكنى 1/ 51، وذكره الهيثمي في المجمع 5/ 220، والسيوطي في الدر 4/ 135 وابن عساكر كما في التهذيب 7/ 197.
(5) أسد الغابة ت 6214، الاستيعاب ت 3198.

(7/293)


ذكره أبو أحمد، وابن مندة، وغيرهما،
وأخرجوا من طريق إسحاق بن بشر الأسدي أحد المتروكين، عن خالد بن الحارث، عن عوف، عن الحسن، عن أبي ليلى الغفاريّ، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «سيكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصّدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمّة، وهو يعسوب «1» المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين» .

القسم الثاني
خال:

القسم الثالث
10485- أبو ليلى:
عبد اللَّه بن يزيد بن أصرم بن سعيد بن الهزم بن رويبة بن عبد اللَّه بن هلال بن عامر بن صعصعة الهذلي. تقدم في الأسماء.

القسم الرابع
10486- آبي اللحم الغفاريّ «2»
. ذكره الدّولابيّ، وابن السّكن في حرف اللام من كنى الصحابة، وتبعهما ابن مندة، وأنكر ذلك أبو نعيم فأصاب، قال: بي اسم فاعل من الإباء كما تقدم، وليست أداة كنية، وإنما لقّب بذلك لأنه كان لا يأكل اللحم كما تقدم في ترجمته في أول حرف الألف.
قال ابن الأثير بعد حكاية قول أبي نعيم: ذكره المعافريّ، وتوهّم أنه كنيته وهو لقب، لا ريب في أنه ليس بكنية، وإن ذكره في الكنى وهم.
قلت: لكن إفراد ابن مندة بالوهم فيه ليس بإنصاف، فإنه قلّد ابن السكن، وابن السكن، عمدة فاللوم عليه أشدّ منه على ابن مندة.
__________
(1) اليعسوب: السّيد والرّئيس والمقدّم، وأصله فحل النحل النهاية 3/ 234.
(2) أسد الغابة ت 6208.

(7/294)


حرف الميم
القسم الأول
10487- أبو مالك الأشعري «1»
الحارث بن الحارث. مشهور باسمه وكنيته معا.

10488- أبو مالك الأشعري «2»
كعب بن عاصم، مشهور باسمه، وربما كني، تقدم في الأسماء. قال البغوي: يقال له أبو مالك.

10489- أبو مالك الأشعري،
آخر، مشهور بكنيته، مختلف في اسمه، قيل: اسمه عمرو، وقيل عبيد، قال سعيد البرذعيّ: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: أبو مالك الأشعري اسمه عمرو. رواه الحاكم أبو أحمد، وزاد غيره: هو عمرو بن الحارث بن هانئ. وقال غيره: هو الّذي روى عنه عبد الرحمن بن غنم حديث المعازف.

10490- أبو مالك الأنصاري:
رافع بن مالك.

10491- أبو مالك الحنظليّ:
شريك بن طارق.

10492- أبو مالك العامري:
أبي بن مالك.

10493- أبو مالك الفزاري:
عيينة بن حصن.

10494- أبو مالك الخثعميّ:
عبد اللَّه- تقدموا في الأسماء.

10495- أبو مالك الجعديّ:
ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا.

10496- أبو مالك الأشجعي:
لا يعرف اسمه.
قال الحاكم أبو أحمد: حديثه في الحجاز، وليس هو الكوفي يعني سعد بن طارق التابعي.
وقال أبو عمر: اسمه عمرو بن الحارث بن هانئ، وردّ عليه بأن هذا قيل في أبي مالك الأشعري.

10497- أبو مالك الأسلمي «3»
. ذكره أبو بكر بن أبي عليّ،
وأورد من طريق ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك الأسلمي- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ردّ ماعزا ثلاث مرات، فلما جاء في الرابعة أمر به فرجم. استدركه أبو موسى.
__________
(1) الاستيعاب ت 3199.
(2) أسد الغابة ت 6218، الاستيعاب ت 3200.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 199.

(7/295)


وذكر ابن حزم هذا الحديث، فقال: أبو مالك لا أعرفه.
قلت: وهو عند النّسائيّ من طريق سلمة بن كهيل، عن أبي مالك، عن رجل من الصحابة.

10498- أبو مالك القرظي،
والد ثعلبة «1» .
ذكره الواقدي، وقال: إنه قدم من اليمن وهو على دين اليهودية، فتزوّج امرأة من قريظة فانتسب فيهم، وهو من كندة. وقيل: اسمه عبد اللَّه.
وذكر الحاكم أبو أحمد عن البخاريّ، قال: قال إبراهيم بن المنذر: حدثني إسحاق ابن جعفر عمن سمع عبد اللَّه بن جعفر، عن يزيد بن الهاد، عن ثعلبة بن أبي مالك- أن عمر دعا الأجناد، فدعا أبا مالك. ورواه الواقدي، عن عثمان بن الضحاك، عن ابن الهاد، عن ثعلبة- أن عمر سأل أبا مالك، وكان من علماء اليهود عن صفة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في التوراة، فقال:
صفته في كتاب بني هارون الّذي لم يبدّل ولم يغيّر: أحمد من ولد إسماعيل يأتي بدين الحنيفية دين إبراهيم، يأتزر على وسطه، ويغسل أطرافه، وهو آخر الأنبياء ... فذكر الحديث بطوله.

10499- أبو مالك النّخعي «2»
. قال ابن السّكن: يقال له صحبة،
وأورد من طريق صفوان بن عمر، عن شريح بن عبيد- أن أبا مالك النخعي لما حضرته الوفاة قال: يا معشر النخع، ليبلّغ الشاهد منكم الغائب، إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «حلوة الدّنيا مرّة الآخرة، ومرّة الدّنيا حلوة الآخرة» «3» .

10500- أبو مالك العبديّ «4»
. أخرج حديثه أبو جعفر الطّبريّ، من طريق داود بن أبي هند، عن أبي قزعة سويد بن
__________
(1) أسد الغابة ت 6220.
(2) تلقيح فهوم أهل الأثر 375، الكاشف 3/ 373، تهذيب التهذيب 12/ 219، تقريب التهذيب 2/ 461، خلاصة تذهيب 3/ 241، تهذيب الكمال 3/ 1643 تجريد أسماء الصحابة 2/ 199.
(3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 342 والطبراني في الكبير 3/ 331، والحاكم في المستدرك 4/ 310 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 252 وقال رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 631، 6316.
(4) تفسير الطبري 7/ 8281.

(7/296)


حجير، عن رجل في تفسير قوله تعالى: سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ [آل عمران:
180] ... الحديث.
ومن طريق أخرى عن أبي قزعة مرسلا، ومن طريق أخرى عن داود عن أبي قزعة، عن أبي مالك العبديّ به، وأخرجه الثعلبي من هذا الوجه، لكن قال: عن رجل من قيس.
وأبو قزعة تابعي بصري مشهور، لكنه كان يرسل عن الصحابة، فهو على الاحتمال.

10501- أبو مالك،
غير منسوب.
ذكره ابن مندة، وقال، نزل مصر، مجهول،
ثم أورد من طريق عبد الرحيم بن زيد العمّي- وهو متروك، عن أبيه- وهو ضعيف، عن أبي مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من بلغ في الإسلام ثمانين سنة حرّم اللَّه عليه النّار، وكان في الدّرجات العلا» «1» .

10502- أبو مالك،
غير منسوب.
ذكره ابن مندة، فقال: روى عنه سنان بن سعد، قاله لي أبو سعيد بن يونس. ثم
أورد ابن مندة من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أبي مالك، قال: سئل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن أطفال المشركين، فقال: «هم خدّام أهل الجنّة» »
قال أبو نعيم: المعروف عن يزيد عن سنان عن أنس بن مالك.
قلت: وهو كذلك، ولكن قول أبي سعيد بن يونس لا يردّ بهذا، لأن هذا الحديث لم يتعين أنه مراد أبي سعيد بن يونس.

10503- أبو مالك،
غير منسوب.
ذكره المستغفريّ في الصحابة،
وأخرج من طريق هشام بن الغاز بن ربيعة، عن أبيه، عن جده- أنه قال: يا أهل دمشق، ليكوننّ فيكم الخسف والمسخ والقذف، قالوا وما يدريك يا ربيعة؟ قال: هذا أبو مالك صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فسلوه، وكان قد نزل عليه،
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42671 عن أنس ولفظه من بلغ من هذه الأمة ثمانين سنة حرم اللَّه جسده على النار وعزاه لابن النجار وأبو نعيم في الحلية عن عائشة.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 295، وأبو نعيم في الحلية 6/ 308 وأورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 168، والهيثمي في الزوائد 7/ 222 عن سمرة بن جندب، الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وفيه عباد بن منصور وثقه يحيى القطان وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات، وعن أنس ولفظه الأطفال خدم أهل الجنة رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وفي إسناد أبي يعلى يزيد الرقاشيّ وهو ضعيف وقال فيه ابن معين رجل صدق ووثقه ابن عدي وبقية رجالهما رجال الصحيح.

(7/297)


فأتوه فقالوا: ما يقول ربيعة؟ قال: سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يكون في أمّتي ... »
فذكره، واستدركه. ولا يبعد أنه هو أبو مالك الأشعري.

10504- أبو المجبّر «1»
، بالجيم، أو المهملة.
قال يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ في مسندة: حدثنا مبارك بن سعيد الثوري، عن جليد الثوري، عن أبي المجبر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. «من عال ابنتين أو ابنين أو عمّتين أو جدّتين فهو معي في الجنّة كهاتين» «2» - وضمّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إصبعيه السبابة والتي جنبها، فإن كنّ ثلاثا فهو مفرح، وإن كنّ أربعا أو خمسا فيا عباد اللَّه أدركوه، أقرضوه، ضاربوه.
وأخرجه مطيّن في الصحابة عن الحمّانيّ، والطّبرانيّ، عن مطين، وأبو موسى، من طريقه. وأخرج من طريق الحسن بن عرفة، عن المبارك بهذا السند حديثا آخر.

10505- أبو مجزأة الأسلمي:
هو أزهر والد مجزأة، مشهور باسمه، وتقدم، ووقع في مسند بقي بكنيته.

10506- أبو مجيبة «3»
، بضم أوله وكسر الجيم وبموحدة.
ذكره ابن حبّان في الصحابة. وقال أبو عمر: لا أعرفه. وقال البغوي: أبو مجيبة أو عمها سكن البصرة.
قلت: هو والد مجيبة الباهلي أو الباهلية، وقع عند ابن ماجة، عن مجيبة الباهلي، عن أبيه. وعند ابن أبي داود: مجيبة الباهلية، عن أبيها، وأفاد البغوي أن اسم والد مجيبة عبد اللَّه بن الحارث. والصواب أنّ مجيبة امرأة. فقد وقع عند سعيد بن منصور، عن ابن عليّة، عن الجريريّ، عن أبي سليل، عن مجيبة الباهلية عجوز من قومها.

10507- أبو محجن الثقفي
الشاعر المشهور «4» ، مختلف في اسمه، فقيل: هو عمرو بن جبيّب بن عمرو بن عمير بن عوف بن [عقدة بن غيرة بن عوف بن] ثقيف. وقيل اسمه [كنيته، وكنيته أبو عبيد. وقيل: اسمه مالك. وقيل] «5» اسمه عبد اللَّه. وأمه كنود بنت عبد اللَّه بن عبد شمس.
__________
(1) المشتبه ص 571.
(2) ذكره الهيثمي في المجمع 8/ 165 وعزاه للطبراني وقال: فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
(3) تلقيح فهوم أهل الأثر 375، تهذيب التهذيب 12/ 222، تقريب التهذيب 2/ 469، تهذيب الكمال 3/ 1644، تجريد أسماء الصحابة 2/ 200.
(4) أسد الغابة ت 6228، الاستيعاب ت 3203.
(5) سقط في أ.

(7/298)


قال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، قال. ويخيل إليّ أنه صاحب سعد بن أبي وقاص الّذي أتى به إليه وهو سكران، فإن يكن هو فإن اسمه مالك،
ثم ساق من طريق أبي سعد البقال، عن أبي محجن، قال: أشهد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «أخاف على أمّتي من بعدي ثلاثة: تكذيب بالقدر، وتصديق بالنّجوم» ، وذكر الثالثة.
وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه، فقال في الثالثة: وحيف الأئمة.
وأبو سعد ضعيف، ولم يدرك أبا محجن.
وقال أبو أحمد الحاكم: الدليل على أن اسمه مالك ما حدثنا أبو العباس الثّقفي، حدثنا زياد بن أيوب، حدثنا أبو معاوية، حدثنا عمرو بن المهاجر، عن إبراهيم بن محمد ابن سعد، عن أبيه، قال: لما كان يوم القادسية أتى سعد بأبي محجن وهو سكران من الخمر، فأمر به فقيّد، وكان بسعد جراحة فاستعمل على الخيل خالد بن عرفطة، وصعد سعد فوق البيت لينظر ما يصنع الناس، فجعل أبو محجن يتمثل:
كفى حزنا أن ترتدي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا عليّ وثاقيا «1»
[الطويل] ثم قال لامرأة سعد، وهي بنت خصفة: ويلك! خلّيني فلك اللَّه عليّ إن سلمت أن أجيء حتى أضع رجلي في القيد، وإن قتلت استرحتم مني، فخلّته، ووثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء، ثم أخذ الرمح، وانطلق حتى أتى الناس، فجعل لا يحمل في ناحية إلا هزمهم اللَّه، فجعل الناس يقولون: هذا ملك، وسعد ينظر. فجعل يقول: الضّبر ضبر «2» البلقاء، والطّفر طفر «3» أبي محجن، وأبو محجن في القيد.
فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد، فأخبرت بنت خصفة سعدا بالذي كان من أمره، فقال: لا واللَّه لا أحدّ اليوم رجلا أبلى اللَّه المسلمين على يديه ما أبلاهم. قال: فخلّى سبيله. فقال أبو محجن: لقد كنت أشربها إذ كان يقام عليّ الحدّ أطهر منها، فأمّا إذا بهرجتني فو اللَّه لا أشربها أبدا.
قلت: استدل أبو أحمد- رحمة اللَّه- بأنّ اسمه مالك بما وقع في هذه القصة من قول
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (6228) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3203) .
(2) الضّبر: يقال: ضبر الفرس ضبرا وضبرانا إذا عدا وفي المحكم: جمع قوائمه ووثب، وكذلك المقيّد في عدوه قال الأصمعي: إذا وثب الفرس فوقع مجموعة يداه فذلك الضبر. اللسان/ 4/ 2547.
(3) الطّفر: وثبة في ارتفاع كما يطفر الإنسان حائطا أي يثبه. اللسان 4/ 2679.

(7/299)


الناس: هذا ملك، وليس هذا نصّا فيما أراد، بل الظاهر أنّهم ظنوه ملكا من الملائكة، ويؤيد هذا الظاهر أن أبا بكر بن أبي شيبة أخرج هذه القصة عن أبي معاوية بهذا السند، وفيها أنهم ظنوه ملكا من الملائكة، وقوله في القصة: الضّبر ضبر البلقاء: هو بالضاد المعجمة والباء الموحدة: عدو الفرس. ومن قال بالصاد المهملة فقد صحّف. نبه على ذلك ابن فتحون في أوهام الاستيعاب.
واسم امرأة سعد المذكورة سلمى، ذكر ذلك سيف في الفتوح، وسماها أبو عمر أيضا، وساق القصة مطولة، وزاد في الشعر أبياتا أخرى، وفي القصة: فقاتل قتالا عظيما، وكان يكبّر ويحمل، فلا يقف بين يديه أحد، وكان يقصف الناس قصفا منكرا، فعجب الناس منه وهم لا يعرفونه.
وأخرج عبد الرّزّاق بسند صحيح، عن ابن سيرين: كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر، فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون ...
فذكر القصة بنحو ما تقدم، لكن لم يذكر قول المسلمين: هذا ملك، بل فيه: إن سعدا قال:
لولا أني تركت أبا محجن في القيد لظننتها بعض شمائبه، وقال في آخر القصة: فقال: لا أجلدك في الخمر أبدا، فقال أبو محجن: وأنا واللَّه لا أشربها أبدا، قد كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم، فلم يشربها بعد.
وذكر المدائنيّ، عن إبراهيم بن حكيم، عن عاصم بن عروة- أن عمر غرّب أبا محجن، وكان يدمن الخمر، فأمر أبا جهراء البصري ورجلا آخر- أن يحملاه في البحر، فيقال: إنه هرب منهما، وأتى العراق أيام القادسية.
وذكر أبو عمر نحوه، وزاد أن عمر كتب إلى سعد بأن يحسبه فحبسه.
وذكر ابن الأعرابيّ، عن ابن دأب- أن أبا محجن هوى امرأة من الأنصار يقال لها شموس، فحاول النظر إليها فلم يقدر فآجر نفسه من بنّاء يبني بيتا بجانب منزلها، فأشرف عليها من كوة فأنشد:
ولقد نظرت إلى الشّموس ودونها ... حرج من الرّحمن غير قليل
[الكامل] فاستعدى زوجها عمر، فنفاه، وبعث معه رجلا يقال له أبو جهراء كان أبو بكر يستعين به ... فذكر القصة، وفيها: أن أبا جهراء رأى من أبي محجن سيفا فهرب منه إلى عمر، فكتب عمر إلى سعد يأمره بسجنه، فسجنه ... فذكر قصته في القتل في القادسية.

(7/300)


وقال عبد الرّزّاق، عن ابن جريج: بلغني أنّ عمر بن الخطاب حدّ أبا محجن بن حبيّب بن عمرو بن عمير الثقفي في الخمر سبع مرات.
وقيل: دخل أبو محجن على عمر فظنّه قد شرب، فقال: استنكهوه، فقال أبو محجن: هذا التجسّس الّذي نهيت عنه، فتركه.
وذكر ابن الأعرابيّ، عن الفضل الضبي، قال: قال أبو محجن في تركه شرب الخمر:
رأيت الخمر صالحة وفيها ... مناقب تهلك الرّجل الحليما
فلا واللَّه أشربها حياتي ... ولا أشفي بها أبدا سقيما
[الوافر] وذكر ابن الكلبيّ، عن عوانة قال، دخل عبيد بن أبي محجن على عبد الملك بن مروان، فقال: أبوك الّذي يقول:
إذا متّ فادفنّي إلى جنب كرمة ... تروّي عظامي بعد موتي عروقها «1»
[الطويل] فذكر قصته.
وأوردها ابن الأثير بلفظ: قيل إنّ ابنا لأبي محجن دخل على معاوية فقال له: أبوك الّذي يقول ... فذكر البيت، وبعده:
ولا تدفننّي بالفلاة فإنّني ... أخاف إذا ما متّ أن لا أذوقها
[الطويل] قال: لو شئت لقلت أحسن من هذا من شعره. قال: وما ذاك؟ قال قوله:
لا تسأل النّاس عن مالي وكثرته ... وسائل النّاس عن حزمي وعن خلقي
اليوم أعلم أنّي من سراتهم ... إذا تطيش يد الرّعديدة الفرق
قد أركب الهول مسدولا عساكره ... وأكتم السّرّ فيه ضربة العنق
أعطي السّنان غداة الرّوع حصّته ... وعامل الرّمح أرويه من العلق
عفّ المطالب عمّا لست نائله ... وإن طلبت شديد الحقد والحنق
قد يعسر المرء حينا وهو ذو كرم ... وقد يسوم سوام العاجز الحمق
__________
(1) ينظر الاستيعاب ترجمة رقم (3203) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (6228) ، وتنظر الأبيات في تاريخ الطبري 3/ 549، والأغاني للأصفهاني 21/ 139، 140.

(7/301)


سيكثر المال يوما بعد قلّته ... ويكتسي العود بعد اليبس بالورق «1»
[البسيط] فقال معاوية: لئن كنا أسأنا القول لنحسننّ الفعل، وأجزل صلته.
وقد عاب ابن فتحون أبا عمر على ما ذكره في قصة أبي محجن إنه كان منهمكا في الشراب، فقال: كان يكفيه ذكر حدّه عليه، والسكوت عنه أليق، والأولى في أمره ما أخرجه سيف في الفتوح أن امرأة سعد سألته فيم حبس؟ فقال: واللَّه ما حبست على حرام أكلته ولا شربته، ولكني كنت صاحب شراب في الجاهلية فندّ كثيرا على لساني وصفها، فحبسني بذلك، فأعلمت بذلك سعدا، فقال: اذهب، فما أنا بمؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله.
قلت: سيف ضعيف، والروايات التي ذكرناها أقوى وأشهر.
وأنكر آبن فتحون قول من روى أن سعدا أبطل عنه الحد، وقال: لا يظنّ هذا بسعد، ثم قال: لكن له وجه حسن ولم يذكره، وكأنه أراد أن سعدا أراد بقوله: لا يجلده في الخمر بشرط أضمره، وهو إن ثبت عليه أنه شربها، فوفّقه اللَّه أن تاب توبة نصوحا، فلم يعد إليها كما في بقية القصة، قال: قيل إن أبا محجن مات بأذربيجان وقيل بجرجان.

10508- أبو محذورة المؤذن «2»
، اسمه أوس، ويقال سمرة بن معير، بكسر أوله وسكون المهملة وفتح التحتانية المثناة، وهذا هو المشهور.
وحكى ابن عبد البرّ أنّ بعضهم ضبطه بفتح العين وتشديد التحتانية المثناة بعدها نون- ابن ربيعة بن معير بن عريج بن سعد بن جمح- قال البلاذري، الأثبت أنه أوس، وجزم ابن حزم في كتاب النسب بأن سمرة أخوه، وخالف أبو اليقظان في ذلك، فجزم بأن أوس بن معير قتل يوم بدر كافرا، وأن أمم أبي محذورة سلمان بن سمرة. وقيل سلمة بن معير، وقيل اسم أبي محذورة معير بن محيريز.
وحكى الطّبريّ أن اسم أخيه الّذي قتل ببدر أنيس. وقال أبو عمر: اتفق الزبير وعمه وابن إسحاق والمسيبي على أن اسم أبي محذورة أوس، وهم أعلم بأنساب قريش. ومن قال: إن اسمه سلمة فقد أخطأ.
وروى أبو محذورة عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه علّمه الأذان، وقصته بذلك في صحيح مسلم
__________
(1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (6228) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3203) .
(2) أسد الغابة ت 6229، الاستيعاب ت 3204.

(7/302)


وغيره، وفي رواية همام، عن ابن جريج- أنّ تعليمه إياه كان بالجعرانة.
وقال ابن الكلبيّ: لم يهاجر أبو محذورة، بل أقام بمكة إلى أن مات بعد موت سمرة بن جندب، وقال غيره: مات سنة تسع وخمسين. وقيل سنة تسع وسبعين.

10509- أبو محصن الأشعري:
هو عكّاشة بن محصن. تقدم في الأسماء.

10510- أبو محمد الأنصاري «1»
. ذكره مالك في «الموطّأ» ، من طريق عبد اللَّه بن محيريز، عن المذحجي- أن رجلا كان بالشام يكنى أبا محمد كانت له صحبة، قال: إن الوتر واجب، وذكر له قصة مع عبادة بن الصامت.
وأخرجه أبو داود وغيره، من طريق مالك، قيل اسمه مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم. وقيل: مسعود [بن زيد] بن سبيع. وقيل: اسمه قيس بن عامر بن عبد بن الحارث الخولانيّ، حليف بن حارثة من الأوس. وقيل مسعود بن يزيد: عداده في الشاميين، وسكن داريّا. وقيل: اسمه سعد بن أوس. وقيل قيس بن عباية.
وقال ابن يونس: شهد فتح مصر. وقال ابن سعد: مات في خلافة عمر، وزعم ابن الكلبيّ، أنه شهد مع علي صفّين، وفي كتاب قيام الليل لمحمد بن نصر، من طريق عبد اللَّه بن محيريز، عن أبي رفيع، قال: تذاكرنا الوتر، قال رجل من الأنصار يكنى أبا محمد من الصحابة.

10511- أبو محمد:
طلحة بن عبيد اللَّه التيمي، وعبد الرحمن بن عوف الزهري، وجبير بن مطعم، وعبد اللَّه بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه صاحب الأذان، وعبد اللَّه بن زيد بن عاصم راوي حديث الوضوء، وعبد اللَّه بن بحينة الأزدي، وحاطب بن أبي بلتعة، وثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاري، وكعب بن عجرة البلوي، وحمزة بن عمرو الأسلمي، وفضالة بن عبيد الأنصاري، وحويطب بن عبد العزي القرشي، وعبد اللَّه بن أبي حدرد الأسلمي، وعبد الرحمن بن يزيد بن حارثة، وعبد اللَّه بن مخرمة العامري، والأشعث بن قيس الكندي، ومحمود بن الربيع الأنصاري، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص في قول.
تقدموا كلهم في الأسماء.

10512- أبو محرّث:
اسمه خالد. تقدم.
__________
(1) الجرح والتعديل 9/ 433، التاريخ الكبير 9/ 66، تاريخ الثقات للعجلي 2034، معرفة الثقات للعجلي 2244، الإلماع للقاضي عياض 29، معجم رجال الحديث 22/ 35، تنقيح المقال 3/ 33.

(7/303)


10513- أبو مخارق «1»
، والد قابوس. ذكر في قابوس في القاف.

10514- أبو مخشي الطائي «2»
، حليف بني أسد.
كان من المهاجرين الأولين، وممن شهد بدرا، ويقال: إن اسمه سويد بن مخشي.
ذكره ابن سعد، عن أبي حبيبة، ويقال ابن عدي. ذكره عن أبي معشر، ويقال زيد بن مخشي، ويقال ابن حمير.

10515- أبو مخشي،
آخر.
فرق عبد اللَّه بن محمد بن عمارة بينه وبين الّذي قبله، فقال في الأول: اسمه زيد بن حمير، شهد بدرا لا شك فيه، وقال في الثاني: اسمه سويد بن مخشي، شهد أحدا، ولم يشهد بدرا. حكاه ابن سعد، وجزم ابن سعد بأنّ زيد بن حمير يكنى أبا مخشي. وقد تقدمت ترجمته في حرف القاف.

10516- أبو مدينة الدارميّ «3»
عبد اللَّه بن محصن تقدم في الأسماء.

10517- أبو مذكر الراقي.
له ذكر في حديث ضعيف،
أخرجه الترمذي الحكيم في «نوادر الأصول» في الأصل الثالث والثمانين، من طريق العرزميّ- أحد الضعفاء، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كان بالمدينة رجل يكنى أبا مذكر يرقى من العقرب، فينفع اللَّه بذلك، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا أبا مذكر، ما رقيتك هذه؟ أعرضها عليّ» فقال: شجنة قرنية ملحة بحر قفطا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: لا بأس بهذا «4» ،
وهذه مواثيق أخذها سليمان بن داود على الهوام.
قال الحكيم: ذكر لنا أنها بلغة حمير، ثم أسند من طريق مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: كلمات بالحميرية.

10518- أبو مذكور الأنصاري «5» .
__________
(1) الكاشف 3/ 375، التاريخ الكبير 9/ 75، تهذيب التهذيب 12/ 226، تقريب التهذيب 2/ 470، خلاصة تذهيب 3/ 243، تهذيب الكمال 3/ 1645، تجريد أسماء الصحابة 2/ 200.
(2) أسد الغابة ت 6233، الاستيعاب ت 3207.
(3) أسد الغابة ت 6234.
(4) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 415 عن جابر بن عبد اللَّه وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ولم يقره الذهبي.
(5) الكنى والأسماء 2/ 109.

(7/304)


ثبت ذكره في حديث بيع المدبّر.
أخرجه مسلم، من طريق أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر، وجاء في سائر الروايات غير مسمى.

10519- أبو المرازم
يعلى بن مرة الثقفي. تقدم.

10520- أبو مرازم،
آخر.
ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، ولم يذكر له اسما.

10521- أبو مراوح الليثي
قال أبو داود: له صحبة. وذكره ابن مندة وعزاه لأبي داود، وسماه واقد بن أبي واقد، وهو غير أبي مراوح الغفاريّ، فيردّ على المزّي حيث قال في ترجمة الغفاريّ: الليثي فجعلهما واحدا.

10522- أبو مرثد الغنوي «1»
: كناز بن الحصين، ويقال حصين بن كناز. وقيل:
اسمه أيمن. قال البغوي: كناز بن الحصين، ويقال: ابن حصن، والمشهور الأول.
وحكى ابن أبي خيثمة، عن أبيه، وعن أحمد بن حنبل الثاني. قال البغويّ: وفي كتاب ابن إسحاق: كناز بن حصن بن يربوع بن عمرو بن خرشة بن سعد بن طريف بن جلان بن غنم بن غني بن يعصر بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر، أبو مرثد الغنوي.
سكن الشام، وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا، ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
وقال الزّهريّ: أبو مرثد، وابنه مرثد- حليفان لحمزة، وحديثه عند مسلم، والبغوي، وغيرهما،
من طريق بشر بن عبيد اللَّه، عن واثلة بن الأسقع- أنه سمعه يقول وهو في المقبرة: سمعت أبا مرثد الغنوي صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تجلسوا على القبور ولا تصلّوا إليها» «2» .

10523- أبو مرحب
سويد بن قيس «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6237، الاستيعاب ت 3210.
(2) من رواية أبي مرثد الغنوي أخرجه مسلم 2/ 668 في الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه (97/ 972) .
(3) أسد الغابة ت 6238، الاستيعاب ت 3211.

(7/305)


وأبو مرحب: محمد بن صفوان- تقدما.

10524- أبو مرحب،
آخر «1» تقدم في مرحب.

10525- أبو مرّة الطائفي «2»
. ذكره مطين في الصحابة، وله رواية عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
روى عنه مكحول، قال البغويّ: سكن الطائف،
ثم أخرج هو، وأحمد، والنسائي، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي مرة الطائفي: سمعت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «قال اللَّه: يعجز ابن آدم أن يصلّي أوّل النّهار أربع ركعات أكفه آخره» .
قال البغويّ: لا أعلمه إلا من رواية سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول.
قلت: هذه رواية يحيى بن إسحاق، عن سعيد، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همام، وهو المحفوظ. أخرجه النسائي.

10526- أبو مرّة بن عروة «3»
بن مسعود الثقفي «4» .
قال أبو عمر: له ولأبيه صحبة. وقال أيضا: ولد على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال الواقدي:
خرج أبو مرة وأبو المليح ابنا عروة بن مسعود إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فأعلماه بقتل أبيهما، وأسلما.
ولأبي مرة بنت اسمها ليلى، تزوّجها الحسن بن علي، وأمّها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب، وفيها يقول الحارث بخالد المخزومي:
أطافت بنا شمس النّهار ومن رأى ... من النّاس شمسا في المساء تطوف
أبو أمّها أوفى قريش بذمّة ... وأعمامها إمّا سألت ثقيف
[الطويل]

10527- أبو مرّة،
غير منسوب.
ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، من طريق أبي حمزة السكري، عن جابر- هو ابن يزيد الجعفي- أحد الضعفاء، عن يزيد بن مرة، عن جده، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا ضحك وضع يده على فمه.

10528- أبو مرّة،
مولى العباس. تقدم في أبي حلوة.
__________
(1) أسد الغابة ت 6239.
(2) الكاشف 3/ 376، تهذيب التهذيب 12/ 229، تقريب التهذيب 2/ 471، خلاصة تذهيب 3/ 243 تجريد أسماء الصحابة 2/ 201، العقد الثمين 8/ 101.
(3) في أعمرو.
(4) أسد الغابة ت 6242، الاستيعاب ت 3212.

(7/306)


10529- أبو مروان الأسلمي:
اسمه معتب بن عمرو. وقيل سعد. وقيل عبد الرحمن بن مصعب.
روى عن عمر، وعلي، وأبي ذر، وأبي معتب بن عمر، وكعب الأحبار وغيرهم.
وقيل: إن له صحبة.
ذكره في الصحابة وسماه معتب بن عمرو، كما تقدم في حرف الميم وله قصة مع عمر، قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن عيسى بن حفص، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه: خرجنا مع عمر نستسقي ... فذكر بعضه.

10530- أبو مريم الجهنيّ:
عمرو بن مرة. تقدم في الأسماء.

10531- أبو مريم الجهنيّ،
آخر «1» . ويحتمل أن يكون الأول.
ذكره الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة، من طريق خارجة بن رافع الجهنيّ، قال: جاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يعود رجلا من أصحابه من جهينة من بني الربعة، يقال له أبو مريم، فعاده بين منزل بني قيس العطار الّذي فيه الأراكة، وبين منزلهم الآخر الّذي في دور الأنصار، فصلى في ذلك المنزل، فقال نفر من جهينة لأبي مريم: لو لحقت برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فسألته أن يخطّ لنا مسجدا، فلحقه، فقال: «ما لك يا أبا مريم» ؟ قال: لو خططت لقومي مسجدا. قال:
فجاء فخطّ لهم مسجدهم في بني جهينة.

10532- أبو مريم السلولي «2»
. هو مالك بن ربيعة. تقدم في الأسماء.

10533- أبو مريم الكندي «3»
. ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا. وذكره ابن السكن في الصحابة. وقال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، وحديثه في أهل الشام، وليس هو الغساني، ثم
ساق من طريق إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن حجر بن مالك، عن أبي مريم الكندي، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- أنه أتى بضب وهو يسير فوضعه على بسطة الرحل فنخره بقضيب كان معه، فتناول الضبّ القضيب بيده، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «ألا إنّ هذا وأشباهه كانوا أمما من الأمم فعصوا اللَّه، فجعلهم خشاشا من خشاش الأرض» .
إسناده ضعيف.
__________
(1) أسد الغابة ت 6243.
(2) أسد الغابة ت 6246، الاستيعاب ت 3213.
(3) الكاشف 3/ 376، تهذيب التهذيب 12/ 231، الكنى والأسماء 1/ 53، تجريد أسماء الصحابة 2/ 202.

(7/307)


10534- أبو مريم الغساني «1»
، جد أبي بكر بن أبي مريم.
وقال ابن السّكوني: أبو مريم الأزدي.
وأخرج هو وأبو أحمد الحاكم، وابن مندة من طريق بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن أبيه، عن جده، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، إنه ولدت لي الليلة جارية. قال: «واللّيلة أنزلت عليّ سورة مريم «2» [فسمّها مريم] » «3» فكان يكنى أبا مريم.

10535- أبو مريم الفلسطيني الأزدي.
ذكره الطّبريّ، وأخرج من طريق الوليد بن مسلم، عن يزيد بن أبي مريم، عن القاسم بن مخرمة، عن أبي مريم الفلسطيني، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
وقال البغويّ: أبو مريم سكن فلسطين، ووفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، يقال له عمرو بن مرة الجهنيّ.
وأخرج أبو داود في كتاب «الخراج» من «السّنن» ، «والتّرمذيّ» ،
من طريق يحيى بن حمزة، عن يزيد بهذا الإسناد، فقالا: عن أبي مريم الأزدي، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من ولي من أمور النّاس شيئا فاحتجب عن خلّتهم وحاجتهم احتجب اللَّه عن خلّته وحاجته وفاقته» «4» ، قال: فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس.
وأخرجه البغويّ، من طريق الوليد بن مسلم، عن يزيد.
وأخرجه ابن أبي عاصم، وسمويه، والطبراني في مسند الشاميين، من طريق صدقة بن خالد، عن يزيد، عن رجل من أهل فلسطين، يكنى أبا مريم.
وفي رواية الطّبرانيّ: عن رجل من بني الأزد. وترجم له ابن أبي عاصم: أبو مريم السكونيّ، وأظن قوله السكونيّ وهما.
وذكر التّرمذيّ- عن البخاريّ- أن صاحب هذا الحديث هو عمرو بن مرة الجهنيّ.
وأورد التّرمذيّ، من طريق علي بن الحكم، عن الحسن، قال: قال عمرو بن مرة
__________
(1) الكنى والأسماء 1/ 53، تجريد أسماء الصحابة 2/ 202، الجرح والتعديل 9/ 436.
(2) ذكره الهيثمي في المجمع 8/ 55 وعزاه للطبراني وقال ابنه سليمان سلمة الخبائري.
(3) سقط في أ.
(4) أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 437 وأبو داود 3/ 357 (2948) والدولابي في الكنى ص 54 والحاكم في المستدرك 4/ 93 وصحح إسناده وأقره الذهبي والبيهقي في السنن 10/ 101 والطبراني في الكبير 22/ 331 (832) وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 6/ 35 (14739) وعزاه أيضا للبغوي في معجم الصحابة ولابن قانع في المعجم.

(7/308)


لمعاوية: إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من أغلق بابه ... » »
فذكر الحديث بنحوه.
وقال: غريب، ويروى من غير وجه عن عمرو بن مرة. وذكر البخاري أنه عمرو بن مرة الجهنيّ، وكأنه سلف البغوي في ذلك، وفيه نظر، فإن سند الحديثين مختلف، وكذا سياق المتن.
وقد جزم غير واحد بأنه غيره.
وقال ابن عساكر: أبو مريم الأزدي من الصحابة قدم دمشق على معاوية، وروى حديثا واحدا، وساقه من طريق محمد بن شعيب بن سابور، عن أبي المعطل مولى بني كلاب، وكان قد أدرك معاوية، قال: قدم رجل من الصحابة يقال له أبو مريم غازيا ... فذكر قصته مع معاوية، وزاد، فقال معاوية: ادعوا لي سعدا- يعني حاجبه، فقال: اللَّهمّ إني أخلع هذا من عنقي، وأجعله في عنق سعد، من جاء يستأذن علي فائذن له، يقضي اللَّه على لساني ما شاء.
وأخرجه في ترجمة أبي المعطّل، من طريق الطبراني في الأوسط، عن إبراهيم بن دحيم، عن أبيه، عن محمد بن شعيب، وقال في آخره: كان أبو المعطل من الثقات.
قال ابن عساكر: فرّق ابن سميع بين أبي مريم هذا وبين عمرو بن مرة. وأما قول ابن أبي عاصم: إنه سكوني فلا يثبت. وأبو مريم السكونيّ، آخر، تابعي معروف، يروي عن ثوبان، وعنه عبادة بن نسيّ، ذكره البخاري وغيره، وهذا قد صرح بسماعه من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.

10536- أبو المساكين «2»
: هو جعفر بن أبي طالب. كناه بها النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، لأنه كان يلازمهم.

10537- أبو مسعود البدري «3»
: هو عقبة بن عمرو، معروف باسمه وكنيته. تقدم.

10538- أبو مسعود بن مسعود الغفاريّ «4»
اسمه عبد اللَّه، وقيل عروة، ولا يجيء في الرواية إلا غير مسمى. يأتي في ابن مسعود في المبهمات.
__________
(1) ذكره المتقي الهندي في الكنز (14746) وعزاه للحاكم عن عمرو بن مرة الجهنيّ وفي الحاكم 4/ 94 وقال الذهبي: صحيح.
(2) ريحانة الأدب 7/ 260.
(3) أسد الغابة: ت 6251، الاستيعاب: ت (3216) .
(4) أسد الغابة: ت (6250) .

(7/309)


10539- أبو مسلم «1»
: أهبان بن صيفي الغفاريّ.

10540- أبو مسلم:
إياس بن سلمة الأسلمي- تقدما في الأسماء.

10541- أبو مسلم الجليلي «2»
: بالجيم، ويقال الجلولي بالواو. يأتي في القسم الثالث.

10542- أبو مسلم الخزاعي.
ذكره الدولابي في الكنى، وقال: له صحبة.

10543- أبو مسلم المرادي «3»
. سكن مصر، ذكره ابن يونس في تاريخها، وقال: له صحبة، وكان على شرطة مصر لعمرو بن العاص.
وقال البغويّ، وابن السّكن: له صحبة.
وأوردا من طريق سويد بن أبي حاتم، عن عبد اللَّه بن عياش، عن عمرو بن يزيد، عن أبي مسلم- رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، أخبرني بعمل يدخلني الجنة. قال: «أحيّة والدتك فتبرّها؟» «4» قال: ليس لي والدة. قال: «فأطعم الطّعام، وأطب الكلام» .
قال البغويّ: لم يثبت.

10544- أبو مصبح الهرمي،
مولى صفوان بن المعطل. قال أبو علي الهجريّ في النوادر: له صحبة.

10545- أبو مصرّف،
روى طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده. مختلف في اسم جده: قيل كعب، وقيل عمرو- ذكره البغوي في الكنى.

10546- أبو مصعب الأسلمي.
تقدم في مصعب.

10547- أبو مطرف:
سليمان بن صرد الخزاعي. تقدم.

10548- أبو معاذ:
رفاعة بن رافع الأنصاري. تقدم.

10549- أبو معاوية الدئلي «5»
: نوفل بن معاوية. تقدم.
__________
(1) تنقيح المقال 3/ 34.
(2) أسد الغابة: ت (6253) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 203.
(4) أخرجه ابن ماجة بلفظ أحية أمك ... الحديث ابن ماجة 2/ 930 في كتاب الجهاد باب 12 الرجل يغزو وله أبوان حديث رقم 2781.
(5) أسد الغابة: ت 6259.

(7/310)


10550- أبو معبد بن حزن بن أبي وهب المخزومي،
عم سعيد بن المسيب «1» . له ولأخيه المسيب صحبة، وذكره الزبير بن بكار في كتاب النسب.

10551- أبو معبد الخزاعي،
زوج أم معبد «2» .
ذكره ابن الأثير، وقال: تقدم في حبيش. والّذي تقدم في حبيش إنما وصف بأنه أخو أم معبد، وأما زوجها فلم يسمّ. وقد ترجم ابن مندة لمعبد بن أبي معبد ولم يسمّ أباه، وأورد قصة أم معبد من روايته، وأخرج البخاري في «التاريخ» ، وابن خزيمة في «صحيحه» والبغوي- قصة أم معبد من طريق الحر بن الصباح النخعي، عن أبي معبد الخزاعي، قال:
خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لما هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، ودليلهم عبد اللَّه بن أريقط الليثي، فمرّوا بخيمة أم معبد ... وفي آخره عند البغوي:
قال عبد الملك: بلغني أن أم معبد هاجرت وأسلمت. قال البخاري: هذا مرسل، وأبو معبد مات قبل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.

10552- أبو معتب بن عمرو الأسلمي «3»
، والد أبي مروان المتقدم قريبا.
ذكره ابن مندة، وقال: ذكره أبو حاتم في الصحابة، ولا يثبت،
ثم أورد من طريق ابن إسحاق: حدثني من لا أتهمه، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن أبي معتب- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لما أشرف على خيبر قال لأصحابه، وأنا فيهم: «قفوا ندعو اللَّه: اللَّهمّ ربّ السّماوات السّبع وما أظللن، وربّ الأرضين وما أقللن، وربّ الشّياطين وما أضللن ... » الحديث.
وذكر الواقديّ في الرّدّة، عن صدقة بن عتبة الأسلمي، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن جده أبي معتب، قال: كنت فيمن صالح أهل البحرين، فصالح الأشعث زياد بن لبيد على أن يؤمن سبعين رجلا منهم.
واختلف في ضبطه فقيل بالمهملة والمثناة الثقيلة وآخره موحدة. وقيل بالمعجمة المكسورة وآخره مثلثة. وبالأول جزم ابن عبد البر تبعا للواقدي، وبالثاني ابن ماكولا تبعا للطبري.

10553- أبو معدان،
جد خالد بن معدان. ذكره الدولابي في الكنى، وذكره غيره في المبهمات.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6261.
(2) أسد الغابة: ت 6262، الاستيعاب: ت 3219.
(3) الكنى والأسماء 1/ 55، تجريد أسماء الصحابة 2/ 204.

(7/311)


10554- أبو معقل الأسدي،
ويقال الأنصاري، اسمه الهيثم كما تقدم التنبيه عليه في حرف الهاء، ويقال: إنه أنصاري حالف بني أسد، ويقال: بل هو أسدي حالف الأنصار، وهو الهيثم بن نهيك بن إساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. ويقال: إنه شهد أحدا.
ويقال: إنه مات في حجة الوداع.
قال ابن مندة: له صحبة. روى حديثه الأعمش، عن عمارة بن عمير، وجامع بن شداد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عنه- أنه جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: إن أم معقل جعلت عليها حجة ... الحديث.
هذه رواية النّسائيّ، وأخرجه أبو داود، من طريق الأعمش، وزاد محمد بن عبد اللَّه ابن زكريا بن حيوة، أحد رواة السنن، عن النسائي، قال: أبو معقل اسمه الهيثم.
وأخرجه ابن مندة، من طريق أبي عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، قال: أخبرني رسول مروان الّذي أرسله إلى أم معقل، قال: تهيأ أبو معقل حاجا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقالت أم معقل: قد علمت أنّ عليّ حجة، وأن لأبي معقل بكرا. قال أبو معقل: صدقت، جعلته في سبيل اللَّه قال: فلتحجّ عليه، فإنه في سبيل اللَّه، فأعطاها البكر، فقالت: يا رسول اللَّه، إني قد كبرت وسقمت، فهل من عمل يجزي عني من حجتي. قال:
«عمرة في رمضان تعدل حجّة» .
وأخرجه ابن مندة عاليا، من رواية محاضر بن الموزع، عن الأعمش، فقال فيه: جاء معقل أو أبو معقل. وأخرجه النسائي، من طريق الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن امرأة من بني أسد يقال لها أم معقل به.
وأخرج التّرمذيّ حديث: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» - من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن ابن أبي معقل، عن أم معقل.
وأخرجه ابن ماجة، من طريق أبي شيبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أبي معقل.
وأبو شيبة ضعيف، لكن تابعه شريك، عن أبي إسحاق.
أخرجه ابن السّكن، من طريقه، وأبو نعيم من طريق مطين، عن شيخ له عن شريك.
قال ابن مندة: ورواية إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أبي معقل، عن أم معقل.

(7/312)


ورواه غيره عن أبي إسحاق، عن عيسى بن معقل، عن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام عن جدته أم معقل.
ورواه موسى بن عقبة، عن عيسى بن معقل، عن جدته، ولم يذكر يوسف. ورواه مسلم بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن أم معقل.
ورواه إبراهيم بن محمّد، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن الحارث بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، عن أم معقل. وله طريق أخرى من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معقل، عن أمه- تقدمت في ترجمة معقل بن أم معقل في أسماء الرجال.

10555- أبو معقل،
غير منسوب «1» .
ذكر إبراهيم بن عبد اللَّه الخزاعيّ في «الكنى» أنه هو الّذي روى حديث النهي عن استقبال القبلتين. حكى ذلك الحاكم أبو أحمد.
والحديث المذكور عند أبي داود وغيره من حديث معقل بن أبي معقل. وقد تقدم بيانه في الأسماء، هل هو ولد أبي معقل الّذي ذكره قبله أو آخر؟.

10556- أبو معقل بن نهيك
بن إساف الأنصاري «2» .
تقدم ذكره في ترجمة ابنه عبد اللَّه بن أبي معقل. وقال أبو عمر: يقال إنه أبو معقل الأسدي الّذي روى حديث: «عمرة في رمضان» . يعني الّذي يسمى الهيثم، وغاير غيره بينهما.

10557- أبو معلق الأنصاري «3»
. استدركه أبو موسى، وأخرج من طريق ابن الكلبيّ، عن الحسن، عن أبيّ بن كعب- أن رجلا كان يكنى أبا معلق الأنصاري خرج في سفرة من أسفاره ... فذكر قصة له مع اللص الّذي أراد قتله، قال أبو موسى: أوردته بتمامه في كتاب الوظائف.
قلت: ورويناه في كتاب «مجابي الدعوة» لابن أبي الدنيا، قال: حدثنا عيسى بن عبد اللَّه النهمي، أخبرني فهر بن زياد الأسدي، عن موسى بن وردان، عن الكلبي- وليس بصاحب التفسير- عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: كان رجل من أصحاب رسول اللَّه
__________
(1) أسد الغابة: ت 6265.
(2) أسد الغابة: ت 6266، الاستيعاب: ت 3221.
(3) الكاشف 3/ 379، تقريب التهذيب 2/ 475، خلاصة تذهيب 3/ 247، تجريد أسماء الصحابة 2/ 204.

(7/313)


صلى اللَّه عليه وسلّم يكنى أبا معلق، وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره، وكان له نسك وورع، فخرج مرة فلقيه لصّ متقنع في السلاح، فقال: ضع متاعك فإنّي قاتلك. قال: شأنك بالمال. قال:
لست أريد إلا دمك، قال: فذرني أصل. قال: صلّ ما بدا لك، فتوضأ، ثم صلى، فكان من دعائه: يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعالا لما يريد، أسألك بعزتك التي لا ترام، وملكك الّذي لا يضام، وبنورك الّذي ملأ أركان عرشك- أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني- قالها ثلاثا، فإذا هو بفارس بيده حربة رافعها بين أذني فرسه، فطعن اللص فقتله، ثم أقبل على التاجر، فقال: من أنت؟ فقد أغاثني اللَّه بك. قال: إني ملك من أهل السماء الرابعة لما دعوت سمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت ثانيا فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت ثالثا فقيل: دعاء مكروب، فسألت اللَّه أن يوليني قتله، ثم قال:
أبشر، واعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له، مكروبا كان أو غير مكروب.

10558- أبو المعلى بن لوذان الأنصاري «1»
. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
روى عنه- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم خطب يوما، فقال: «إنّ رجلا خيّره اللَّه ... » الحديث.
أخرجه التّرمذي، وأحمد، وأبو يعلى، والبغويّ، من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي المعلى، رجل من الأنصار.
قال أبو عمر: لا يعرف اسمه عند أكثر العلماء. وقيل اسمه زيد بن المعلى. وقال البغوي: سكن الكوفة. وأخرجه أحمد، وأبو يعلى في مسند أبي سعيد المعلى.
وذكر ابن عساكر أنه خطأ.
قلت: واختلف فيه على عبد الملك، فرواه عبيد اللَّه بن عمرو، عنه، عن أبي المعلى، عن أبيه، وهذا عكس ما رواه أبو عوانة: أخرجه الطبراني. وقال غيرهما: عن عبد الملك، عن ابن المعلى، عن أبيه، وهذا كرواية أبي عوانة، لكنه سقطت منه أداة الكنية. واللَّه أعلم.

10559- أبو المعلى السلمي.
يقال هو جدّ أبي الأسد السلمي «2» .
__________
(1) الكاشف 3/ 379، بقي بن مخلد 564، تهذيب التهذيب 12/ 242، تقريب التهذيب 2/ 475، خلاصة تذهيب 3/ 247، تهذيب الكمال 3/ 1649، تجريد أسماء الصحابة 2/ 204، الجرح والتعديل 9/ 443، التاريخ الكبير 9/ 72.
(2) أسد الغابة: ت 6269.

(7/314)


له حديث في الأضحية، ذكره أبو موسى، عن الحسن بن أحمد السمرقندي.

10560- أبو معمر،
غير منسوب «1» .
ذكره ابن مندة، وأورد من طريق المعلى الواسطيّ، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي جعفر، عن أبي معمر، قال: كنا نسمر عند آل محمد، قال: وهذا إسناد مجهول.
قلت: وليس فيه ما يدل على الصحبة.

10561- أبو معن:
هو يزيد بن الأخنس السلمي «2» . تقدم.

10562- أبو معن،
آخر «3» .
قال مسلم: له صحبة. وأخرجه مطيّن في الصحابة،
وأخرج له من طريق أبي حمزة السكري، عن عاصم بن كليب، حدثنا سهيل بن ذراع- أنه سمع أبا معن يقول: تكلم متكلم منا فأبلغ، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: إن من البيان لسحرا.
وأخرجه ابن شاهين، من طريق أبي عوانة، عن عاصم بن كليب، حدثني سهيل بن ذراع، سمعت أبا معن يزيد بن معن أو معن بن يزيد يقول ... فذكره.

10563- أبو مغيث الجهنيّ «4»
. استدركه أبو موسى، وقال: ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة، ثم
ساق من طريقه عن جنادة، عن يحيى بن العلاء، عن معمر، عن عثمان بن واقد، عن مغيث الجهنيّ، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: البر زيادة في العمر. وفي سنده غير واحد من الضعفاء.

10564- أبو مغيث الأسلمي،
تقدم.

10565- أبو مكرم الأسلمي:
هو نيار بن مكرم «5» .
ذكره أبو موسى، ولعله كان في الرواية عن ابن مكرم، فتحرفت، فصارت عن أبي مكرم.

10566- أبو مكعت،
بضم ثم سكون ثم مهملة مكسورة ثم مثناة، الأسدي الفقعسيّ «6» .
__________
(1) أسد الغابة: ت 6270.
(2) أسد الغابة: ت 6271، الاستيعاب: ت 3225.
(3) أسد الغابة: ت 6272.
(4) أسد الغابة: ت 6273.
(5) أسد الغابة: ت 6274.
(6) أسد الغابة: ت 6275.

(7/315)


تقدم ذكره مع حضرمي بن عامر، وتقدم أن اسمه عرفطة بن نضلة. وقيل اسمه الحارث بن عمرو بن الأشتر بن ثعلبة بن حجوان بن فقعس، حكاه ابن ماكولا. وضبطه ابن ماكولا تبعا للدّارقطنيّ- بضم الميم وإسكان الكاف ثم المهملة ثم مثناة. وذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة،
وأسند ابن مندة من طريق المفضل الضبي، عن جدته أم أبيه، امرأة من بني أسد، عن أبي مكعت الأسدي، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأنشدته:
يقول أبو مكعت صادقا ... عليك السّلام أبا القاسم
سلام الإله وريحانه ... وروح المصلّين والصّائم
[المتقارب] فقال عليه الصلاة والسلام: «يا أبا مكعت، عليك السّلام تحيّة الموتى» .
وأورد ابن قانع، من طريق سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت، حدثنا أبي، قال: قدم وفد بني أسد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فيهم عرفطة بن نضلة أخو خالد بن نضلة، ويكنى أبا مكعت، فلما وقف بين يدي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال ... فذكر البيتين، لكن قال: فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «وعليك السّلام» .
وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه، فقال: أبو مصعب، ثم قال: صحّف فيه المتأخر- يعني ابن مندة، فقال: أبو مكعت.
قلت: أبو نعيم لا يزال ينسب ابن مندة إلى الغلط، فيصيب في ذلك تارة ويخطئ تارة، ولو سلم من التحامل عليه لكان غالب ما يتعقبه به صوابا، وليست له موافقة في هذا.

10567- أبو مكنف «1»
، بكسر أوله وفتح النون: اسمه عبد رضا. تقدم، وأنه شهد فتح مصر.

10568- أبو ملقام:
هو التّلب العنبري. تقدم.

10569- أبو المليح «2»
بن عروة بن مسعود بن معتب الثقفي.
قال ابن حبّان: له صحبة،
وذكر ابن إسحاق أنه قدم بعد قتل أبيه على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال له: «وال من شئت» . قال: أتولى اللَّه ورسوله ... الحديث.
وتقدم شيء من ذلك في ترجمة قارب في القاف من الأسماء. ومليح مصغّرا.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6276،
(2) الثقات 4/ 453، تجريد أسماء الصحابة 2/ 205.

(7/316)


10570- أبو المليح الهدادي «1»
، بالتخفيف.
ذكره ابن مندة، وأورد له من طريق الوليد بن يزيد الهدادي، عن أبي عبد الدائم، عن أبي المليح الهدادي- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم انقطع شسعه، فمشى في نعل واحدة «2» .
وأخرجه أبو مسلم الكجّيّ، وأبو أحمد الحاكم، من طريق الوليد بن يزيد، لكن لم يقع عندهما الهدادي.
ويحتمل أن يكون الهدادي تصحيفا، وإنما هو الهذلي. وأبو المليح هو ابن أسامة الهذلي، تابعي، لأبيه صحبة. فاللَّه أعلم.

10571- أبو المليح الهذلي «3»
. جرى ذكره في قصة المرأتين اللتين ضربت إحداهما الأخرى فأسقطت ... الحديث.
والمرأتان كانتا تحت حمل بن النابغة الهذلي.
أخرجه ابن مندة، من طريق الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عيينة، عن أبي المليح الهذلي، قال: أتى المغيرة بن شعبة في امرأة ضربت جنينا، فقال أبو المليح: ضربت امرأة منا امرأة، فأتى وليّها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «فيه غرّة ... » الحديث.
وأبو المليح هذا ممن حضر القصة، وليس هو أبو المليح بن أسامة التابعي المشهور، وقد ظنهما ابن الأثير واحدا، فأورد في هذه الترجمة حديث شعبة عن يزيد الرّشك، عن أبي المليح، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في جلود السباع.
وأخرجه التّرمذيّ هكذا مرسلا، من طريق شعبة، ثم قال: وقد روى عنه عن أبي مليح عن أبيه، وهو أصحّ. واختصره ابن الأثير، فقال: روى عنه الحكم والصواب عنه، عن أبيه.
وأبو المليح تابعي.
قلت: بل الصواب ما قدمت أنهما اثنان.

10572- أبو مليكة الذّماريّ «4»
. قال أبو عمر: قيل له صحبة. وذكره البخاريّ في «الكنى» ،
وأورد له من طريق راشد بن سعد، عنه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا يستكمل العبد الإيمان كلّه حتّى يحبّ لأخيه
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 205.
(2) أخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 385.
(3) الطبقات الكبرى بيروت 7/ ص 44/ 156- ميزان الاعتدال 4/ 741.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 205، التاريخ الكبير 9/ 74.

(7/317)


ما يحبّ لنفسه» «1» ،
حكاه الحاكم أبو أحمد في الكنى، وقال ... ، روى عنه ابنه أيضا.

10573- أبو مليكة:
زهير بن عبد اللَّه بن جدعان التيمي «2» . تقدم في الأسماء.

10574- أبو مليكة الكندي «3»
، ويقال البلوي.
ذكره ابن مندة، ونقل عن أبي سعيد بن يونس- أن له صحبة، وللمصريين عنه حديثان أو ثلاثة. وقاله أبو عبد اللَّه محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين نزلوا مصر، منها ما أخرجه من طريق علي بن رباح عنه أنه قال لأبي راشد الّذي كان بفلسطين: كيف بك يا أبا راشد إذا وليك ولاة إن عصيتهم دخلت النار، وإن أطعتهم دخلت النار.

10575- أبو مليكة،
عبد اللَّه الأنصاري الخزرجي.
له ذكر في قصة أولاد أبيرق في نزول قوله تعالى وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً ...
[النساء 11] الآية. وأخرجه المستغفري، من طريق ابن جريج، فذكر القصة، وفيها: فرمى بالدرع في دار أبي مليكة الخزرجي.

10576- أبو مليك:
سليك بن الأغر»
، مذكور في الصحابة، كذا ذكره ابن عبد البر مختصرا، وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده، وقع فيه تصحيف وتحريف. وجوّز ابن فتحون أن يكون هو الّذي بعده.

10577- أبو مليل،
بلامين، ابن الأزعر «5» بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد الأنصاري.
ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا، وزعم ابن الكلبي أنه ممن قال يوم الخندق:
إن بيوتنا عورة. وذكره أبو عمر أيضا، وقال ابن فتحون: إنهما واحد.

10578- أبو المنتفق،
عبد اللَّه بن المنتفق العامري «6» تقدم

10579- أبو المنتفق «7»
: ويقال ابن المنتفق.
__________
(1) أخرجه البخاري في التاريخ، وانظر كنز العمال (106) .
(2) أسد الغابة: ت 6281، الاستيعاب: ت 3227.
(3) أسد الغابة: ت 6282، الاستيعاب: ت 3228.
(4) أسد الغابة: ت 6284، الاستيعاب: ت 3230.
(5) أسد الغابة: ت 6283، الاستيعاب: ت 3229.
(6) أسد الغابة: ت 6286.
(7) تفسير الطبري 4/ 3222.

(7/318)


أخرج الطّبرانيّ، من طريق عبد اللَّه بن عون، عن محمد بن جحادة، عن زميل له، عن أبيه، وكان يكنى أبا المنتفق، قال: أتيت مكة فسألت عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقالوا: بعرفة، فأتيته فذهبت أدنو منه، فقلت: نبئني بما ينجيني من عذاب اللَّه ويدخلني الجنة. فقال: اعبد اللَّه، لا تشرك به شيئا «1» ... الحديث.
وفيه: فانظر ما تحبّ الناس أن يأتوه إليك فافعله بهم.
قال الطّبرانيّ: اضطرب ابن عون في إسناده، ولم يضبطه عن محمد بن جحادة، وضبطه همام، ثم أخرجه من طريق همام، عن محمد بن جحادة، عن المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، عن أبيه، قال: قدمت الكوفة ودخلت المسجد فإذا رجل من قيس يقال له ابن المنتفق، فسمعته يقول: وصف لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فطلبته بمكة فقيل لي: هو بمنى ...
الحديث.

10580- أبو المنذر:
يزيد بن عامر «2» بن حديدة الأنصاري ثم السّلمي، بفتحتين.
تقدم في الأسماء.

10581- أبو المنذر الجهنيّ «3»
. ذكره ابن مندة،
وأخرج من طريق عبد الرحمن بن محمد العرزميّ، عن أبيه، عن ابن أبي المجالد، عن زيد بن وهب، عن أبي المنذر الجهنيّ، قال: قلت: يا نبي اللَّه، علمني أفضل الكلام. قال: «قل لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، بيده الخير، إليه المصير، وهو على كلّ شيء قدير- مائة مرّة كلّ يوم، فأنت أفضل النّاس عملا «4» ... الحديث.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 54، 4/ 244 عن معاذ بن جبل وقال هذا صحيح الإسناد من رواية البصريين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1922، وأحمد في المسند 6/ 383 والهيثمي في الزوائد 1/ 44، 8/ 23، وكنز العمال حديث رقم 5252، 43441، 43481، 43543، 43623 والطبراني في الكبير 2/ 356.
(2) أسد الغابة: ت 6288، الاستيعاب: ت 3231.
(3) معجم رجال الحديث 22/ 58.
(4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2072 عن مصعب بن سعد عن أبيه كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب (10) فضل التهليل والتسبيح والدعاء حديث (33/ 2696) والنسائي في السنن 7/ 8 كتاب الايمان والنذور باب (12) الحلف باللات والعزى حديث 3776 وابن ماجة في السنن 1/ 678 كتاب الكفارات (11) باب النهي أن يحلف بغير اللَّه (2) حديث رقم 2097 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1178، وأحمد في المسند 1/ 180، 185- والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5096 وابن عساكر في التاريخ 7/ 394.

(7/319)


وفيه: «ولا تنسين الاستغفار في صلاتك فإنّها ممحاة للخطايا» .

10582- أبو المنذر،
غير منسوب «1» .
ذكره مطيّن في الصحابة، وأخرج عن محمد بن حرب الواسطي، عن حماد بن خالد، عن هشام بن سعد، عن يزيد بن ثعلب، عن أبي المنذر- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حثى في قبره ثلاث حثيات.
وأخرجه الطّبرانيّ مطولا، عن عمرو بن أبي الطاهر بن السرح، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن نافع، عن هشام بن سعد- أن رجلا جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، إنّ فلانا هلك فصلّ عليه «2» . فقال عمر: إنه فاجر فلا تصلّ عليه. فقال الرجل: يا رسول اللَّه، أرأيت الليلة التي صبحت فيها في الحرس فإنه كان فيهم، فقام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم اتبعته حتى إذا جاء قبره قعد حتى إذا فرغ من حثي عليه ثلاث حثيات، وقال: «يثني عليه النّاس شرّا، وأثنى عليه خيرا. فقال عمر: وما ذاك يا رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «دعنا عنك يا عمر، من جاهد في سبيل اللَّه وجبت له الجنّة «3» .
قال أبو موسى في «الذّيل» : تقدم هذا المتن من حديث أبي عطية.
قلت: وحديث أبي المنذر أخرجه أبو داود في كتاب المراسيل، عن أحمد بن منيع، عن حماد بن خالد كرواية ابن نافع، ولم يذكره أبو أحمد في الكنى. وأما حديث أبي عطية فقد تقدم كما قال أبو موسى في ترجمته، وذكره الحاكم أبو أحمد، وقال: أخلق بهذا أن يكون صحابيا، لكن مخرج الحديثين مختلف، وإن تقاربا في سياق المتن.

10583- أبو منصور الفارسيّ «4»
. ذكره الدّولابيّ في الصحابة،
وذكره الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق الليث عن دويد بن نافع، قلت لأبي منصور: يا أبا منصور، لولا حدّة فيك! قال: ما يسرني بحدّتي كذا وكذا، وقد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ الحدّة «5» تعتري خيار أمّتي «6» .
__________
(1) أسد الغابة: ت 6289.
(2) أورده ابن عدي في الكامل 5/ 1942، 7/ 2677.
(3) أورده المنذري في الترغيب والترهيب 2/ 289 والسيوطي في الدر المنثور 1/ 249، والهيثمي في الزوائد 5/ 279 عن أبي المنذر ... قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه يزيد بن تغلب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
(4) طبقات علماء إفريقية وتونس ص 83- التاريخ الكبير 9/ 71- الجرح والتعديل 9/ 441-.
(5) الحدّة كالنّشاط والسّرعة في الأمور والمضاء فيها مأخوذ من حدّ السّيف، والمراد بالحدة هاهنا المضاء في الدين والصّلابة والقصد في الخير. النهاية 1/ 353.
(6) أورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 423 وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 3230.

(7/320)


وأخرجه الحسن بن سفيان أيضا، عن أبي الربيع الزهراني، عن عبد الرحمن بن أبان، عن الليث، عن دويد، عن أبي منصور، وكانت له صحبة. وكذا أخرجه البغوي عن زياد بن أيوب، عن عبد الرحمن، وقال: لا أعلم لأبي منصور غير هذا. وهو ممن سكن مصر.
وقال البخاريّ: حديثه مرسل. وقال أبو عمر: يقال إن حديثه مرسل، وليست له صحبة، قال ...
ورواه يونس بن محمّد بن عليّ بن غراب وغير واحد، عن الليث، لم يقل أحد منهم:
وكانت له صحبة إلا عبد الرحمن بن أبان.
قلت: سيأتي له ذكر في حرف الياء الأخيرة في ترجمة يزيد بن أبي منصور.

10584- أبو منظور،
غير منسوب «1» .
جاء ذكره في خبر واه
أورده أبو موسى من طريق أبي حذيفة عبد اللَّه بن حبيب الهذلي، عن أبي عبد اللَّه السلمي، عن أبي منظور، قال: لما فتح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أظنه خيبر- أصاب حمارا أسود فكلّمه فتكلم، فقال: «ما اسمك» ،
قال: يزيد بن شهاب. فذكر الحديث بطوله، وأنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سماه يعفورا.
قال أبو موسى بعد تخريجه: هذا حديث منكر جدا إسنادا ومتنا، لا أحل لأحد أن يرويه عني إلا مع كلامي عليه، وهو في كتاب تركة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم تخريج أبي طاهر المخلص.

10585- أبو منفعة،
بالفاء، الحنفي «2» .
تقدم في حرف الكاف فيمن اسمه كليب، وقال البغوي: أبو منفعة من بني حنيفة، سكن البصرة، وأورد حديثه من طريق الحارث بن مرة، عن كليب بن منفعة، قال: أتى جدي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وفي رواية له عن الحارث عن كليب عن جده، قال: قلت: يا رسول اللَّه:
من أبرّ ... الحديث ...

10586- أبو منقعة «3»
، بالقاف، الأنماري.
ذكره أحمد بن محمّد بن عيسى البغداديّ في كتاب الصحابة الذين نزلوا حمص، فقال: وممن نزلها من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبو منقعة الأنماري. قال أبو عمر: اسمه
__________
(1) أسد الغابة: ت 6291.
(2) أسد الغابة: ت 6292.
(3) مؤتلف الدارقطنيّ 2122.

(7/321)


نصر بن الحارث، كذا قال، وإنما قال ابن عيسى إنّ اسمه بكر، وكذا قال الدار الدّارقطنيّ.
وغيره. وتقدم في الموحدة. وزعم ابن الأثير أنه الّذي قبله، وليس كما قال.

10587- أبو المنهال،
غير منسوب.
ذكره أبو بشر الدّولابيّ في الصحابة، ولم يخرج له شيئا.

10588- أبو المنيب الكلبي «1»
. ذكره البخاريّ في «الكنى» ، وأخرج له من طريق بقية بن الوليد، عن مسلمة بن زياد، قال: رأيت أربعة نفر من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، منهم روح بن يسار، وأبو منيب الكلبي، يلبسون العمائم ويرخون من خلفهم وثيابهم إلى الكعبين. وأخرجه ابن مندة من طريق بقية، قال: حدثني مسلمة بن زياد.

10589- أبو المهاجر،
غير منسوب.
ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، وأورد من طريق عيينة بن سعيد، عن مهاجر بن المنيب، عن أبيه- أن رجلا أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللَّه، إني أدخل في صلاتي فلا أدري انصرفت عن شفع أو عن وتر.

10590- أبو موسى الأشعري:
عبد اللَّه بن قيس «2» . مشهور بكنيته واسمه جميعا، لكن كنيته أكثر. تقدم.

10591- أبو موسى الأنصاري «3»
. ذكره ابن مندة،
وأخرج من طريق الدارميّ، عن محمد بن يزيد البزار، عن السري بن عبد اللَّه السلمي، عن حاتم بن ربيعة، وعبد اللَّه بن عبد اللَّه، هو أبو أوس، كلاهما عن نافع بن سهيل بن مالك، حدثنا أبو موسى الأنصاري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وكان من خيار أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: إنا لقاعدون عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «إنّ رحى الإيمان دائرة، فدوروا مع رحى القرآن حيث دار ... » «4» الحديث،
وقال عبيد اللَّه بن واصل الراويّ له عن
__________
(1) أسد الغابة: ت 6294، الاستيعاب: ت 3236.
(2) أسد الغابة: ت 6296، الاستيعاب: ت 3237.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 207، أسد الغابة: ت 6297.
(4) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 148 عن حذيفة وقال الحاكم هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة أخرجا بعضها وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29321، 31214.

(7/322)


الدارميّ: ذكرته لمحمد بن إسماعيل البخاري فأنكره، ولم يعرف أبا موسى الأنصاري، ولا حاتم بن ربيعة.
قلت: وقد أخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن محمد بن يزيد، لكن قال: عن جابر بن ربيعة، عن أبي أنس، وقال بدل نافع بن سهيل- محمد بن نافع بن عبد الحارث. فاللَّه أعلم.
وذكر ابن مندة أن محمد بن إسماعيل الجعفري رواه عن محمد بن جعفر عن مالك عن عمه أبي سهيل، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: فيحتمل أن يكون بعض الرواة كنى أنس بن مالك أبا موسى بابنه موسى.
قلت: ورواية أبي نعيم تدفع هذا الاحتمال، وفي السند إلى مالك من لا يوثق به.
10592

- أبو موسى «1» الحكمي «2»
. ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا، وأبو نعيم في الصحابة، وقال: ذكره البخاريّ في الكنى ولا أدري له صحبة.
وأخرج ابن مندة، من طريق الحسن بن حبيب، عن ندبة عن الحجاج بن فرافصة، عن عمرو بن أبي سفيان، قال: كنّا عند مروان فجاءه أبو موسى الحكمي، فقال له: هل كان للقدر ذكر في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: قال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا تزال هذه الأمّة [متمسّكة بما هي] فيه ما لم تكذّب بالقدر» .
وصنيع أبي أحمد يدل على أنه عنده تابعي، فإنه ذكره فيمن لا يعرف اسمه بعد ذكر تابعي من التابعين.

10593- أبو موسى الغافقي «3»
: مالك بن عبادة. ويقال مالك بن عبد اللَّه.
ذكره ابن أبي عاصم وغيره في الصحابة،
وأخرجوا من طريق عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون- أنه حدثه أنّ وداعة الحميري حدثه أنه كان يجتنب مالك بن عبادة الغافقي وعقبة بن عامر يقصّ، فقال مالك بن عبادة: إن صاحبكم هذا غافل أو هالك، إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عهد إلينا في حجة الوداع، فقال: «عليكم بالقرآن، من افترى عليّ فليتبوَّأ مقعده من النّار» «4» .
والسياق للحاكم أبي أحمد.
__________
(1) كتاب الجرح والتعديل 9/ 438، التاريخ الكبير 9/ 69.
(2) في أ: الخطميّ.
(3) الكنى والأسماء 1/ 57، تجريد أسماء الصحابة 2/ 207، تقريب التهذيب 2/ 479، ذيل الكاشف 1969، التاريخ الكبير 9/ 91.
(4) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 302 والطبراني في الكبير 19/ 296.

(7/323)


وأخرجه أحمد من طريق الليث، عن عمرو، عن يحيى بن ميمون- أن أبا موسى الغافقي سمع عقبة بن عامر يحدث على المنبر أحاديث، فقال: عن أبي موسى الغافقي إنّ صاحبكم لحافظ أو هالك ... فذكر الحديث.
وذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة الذين نزلوا مصر. وتقدم له حديث في مالك بن عبد اللَّه المعافري.

10594- أبو المؤمل:
ذكره محمد بن عبد الواحد السفاقسي المعروف بابن البنين شارح البخاري في كتاب المكاتبة، فقال: قيل إن أول من كوتب في الإسلام أبو المؤمل، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أعينوا أبا المؤمّل» ، فأعين، فقضى كتابته وفضلت عنده فضلة، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أنفقها في سبيل اللَّه» .

10595- أبو مويهبة «1»
، ويقال أبو موهبة، وأبو موهوبة، وهو قول الواقدي: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
قال البلاذريّ: كان من مولدي مزينة، وشهد غزوة المريسيع، وكان ممن يقود لعائشة جملها.
روى عنه عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وهو من أقرانه، وأخرج حديثه أحمد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه، والدارميّ، وخليفة بن خياط، عن سليمان، كلاهما عن محمد بن إسحاق: حدثني عبد اللَّه بن عمرو بن ربيعة العقيلي،
وفي رواية الدارميّ، حدثنا عبد اللَّه بن عمر بن علي بن عدي، عن عبيد بن حنين. وفي رواية الدارميّ أيضا: عن عبيد مولى أبي الحكم بن أبي العاص، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن أبي مويهبة مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: أهبني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «يا أبا مويهبة، إنّي قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع، فخرجت ... » «2» فذكر حديثا طويلا، وفيه: فلما أصبح بدا به وجعه الّذي قبضه اللَّه فيه صلى اللَّه عليه وسلّم.
وأخرجه الحاكم من وجه آخر، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، فقال عن عبد اللَّه بن عمر بن حفص، عن عبيد بن حنين به.
__________
(1) الثقات 3/ 452، ذيل الكاشف 1972، الكنى والأسماء 1/ 57، تجريد أسماء الصحابة 2/ 207، الجرح والتعديل 9/ 444، تعجيل المنفعة 522، التاريخ الكبير 9/ 73.
(2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 489 عن أبي مويهبة ... الحديث وابن سعد في الطبقات 2: 2: 9 والبيهقي في دلائل النبوة 7/ 162، وأبو نعيم في الحلية 2/ 27، وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 62، عن أبي مويهبة بلفظه وقال رواه أحمد مطولا والبزار وإسناد كلاهما ضعيف.

(7/324)


وقوله: ابن عمر بن حفص وهم، قال أبو نعيم: رواه عامة أصحاب ابن إسحاق هكذا، وخالفهم محمد بن مسلمة، فقال: عن ابن إسحاق، عن أبي مالك بن ثعلبة، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عبد اللَّه بن عمرو، فكأن لابن إسحاق فيه شيخين إن كان محفوظا. وأخرجه الحاكم في المستدرك، من رواية يونس بن بكير، فقال: عن محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن ربيعة، فكأنه نسبه لجده الأعلى عن عبيد بن أبي الحكم، كذا فيه.
والصواب عن عبيد مولى أبي الحكم كما تقدم. وأخرجه أحمد أيضا من طريق أبي يعلى بن عطاء، عن عبيد بن حنين، عن أبي مويهبة نفسه ليس بينهما عبد اللَّه بن عمرو، وقد سمعناه في الحلية من طريق سمويه عن شيخ له، عن محمد بن مسلمة.
قلت: والعقيلي منسوب إلى العقيلات، وهم بطن من بني عبد شمس، قال البغويّ:
وقع في رواية بعضهم في هذا السند عن عبيد بن حنين، بمهملة ونونين، وبه جزم ابن عبد البرّ وهو تصحيف، وإنما هو عبيد بن جبير، بجيم وموحدة، ونبّه على ذلك ابن فتحون، وهو عقيلي عبشمي.

القسم الثاني
10596- أبو محمد:
عبد اللَّه بن ثعلبة «1» . وعبد اللَّه بن عامر بن ربيعة. وعبد اللَّه بن نوفل بن الحارث بن هشام. وعبد الرحمن بن عبد القاري، وعبيد اللَّه مصغرا ابن العباس بن عبد المطلب.
تقدموا في الأسماء.

10597- أبو مراوح الغفاريّ «2»
، مولاهم، يقال اسمه سعد.
ذكر أبو أحمد الحاكم أنه ولد على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
قلت: وروى عن أبي ذر، وأبي واقد الليثي، وحمزة بن عمرو الأسلمي. روى عنه عروة، وزيد بن أسلم. وروى عنه عمران بن أبي أنس، ومنهم من أدخل بينهما سليمان بن يسار. قال العجليّ: مدني تابعي ثقة.
وقد تقدم في القسم الأول ما جاء في أبي مراوح الليثي.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6231.
(2) أسد الغابة: ت 6236، الاستيعاب: ت 3209.

(7/325)


القسم الثالث
10598- أبو محرز البكري «1»
. ذكره البخاريّ: في «مفاريد الكنى» ، وقال: أدرك الجاهلية، وروى عنه ابنه عبد اللَّه.

10599- أبو محمد الفقعسيّ
الراجز.
أنشد له الزّبير بن بكّار شعرا قاله لما هزم خالد بن الوليد بني أسد بالبطاح مع طليحة بن خويلد في الردة يقول فيه:
سبقنا إليه يوم بويع خالد ... وجفر البطاح فوق أرجائه الدّم
خططنا بأطراف الرّماح ركيّها ... وأرجاءها والماء حال مسدّم
[الطويل]

10600- أبو مخشي النميري.
استدركه ابن فتحون، وقال: ذكر وثيمة في «الردة» ما يدل على أن له إدراكا، فأخرج من طريق المضارب بن عبد اللَّه، قال: كان أبو مخشي النميري مع أبي عبيدة بن الجرّاح بالشام، ففقده أصحابه أياما يسألون عنه ولا يخبرون. وكان شجاعا، ويذكرون من فضله، فبينما هم جلوس قد يئسوا منه، وظنّوا أنه قد اغتيل إذ طلع عليهم ومعه ورقتان لم ير الناس مثلهما، ولا أعرض ولا أطول ولا أطيب ريحا ولا أشد خضرة، ولا أبهى منظرا، فسألوه فأخبرهم أنه سقط في جبّ، وأنه مشى فيه، فانتهى إلى روضة لم ير قطّ أحسن منها، فأقام فيها أياما إذ أتاه آت فأخرجه منها، قال: وكنت قد قطعت هاتين الورقتين من سدرة جلست تحتها، فبعثه أبو عبيدة إلى عمر، فسأل كعبا، فقال نجد في الكتب أنّ رجلا من هذه الأمة يدخل الجنة في الدنيا بعد فتح الروم.
قال ابن فتحون: ذكر هذه القصة غير واحد، لم يقل إنه أبو مخشي إلا وثيمة.
قلت ...

10601- أبو مرثد الخولانيّ.
له إدراك، ذكر أبو إسماعيل الأزدي عن المصعب بن زهير، عن المهاجر بن صيفي، عن راشد بن عبد الرحمن، عنه- أنه رأى رؤيا فيها بشرى للمسلمين، وهو باليرموك.

10602- أبو مريم،
زرّ بن حبيش الأزدي. تقدم في الأسماء.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6230.

(7/326)


10603- أبو مريم الحنفي اليمامي «1»
. ذكره الدّولابيّ في الصحابة، وقال: اسمه إياس بن صبيح، وكان من أصحاب مسيلمة الكذاب، فأسلم وولى بعد ذلك قضاء البصرة. وذكر عمر بن شبّة أنّ فتح رامهرمز كان على يديه. وقد تقدم في الأسماء.

10604- أبو مريم الخصي «2»
. له إدراك. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق الأوزاعي، عن سليمان بن موسى، قال:
قلت لطاوس: إن أبا مريم الخصيّ أخبرني- وقد أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: أحلني على غير خصي.

10605- أبو مريم الكندي»
، اسمه عبيد.
له إدراك، وصلى مع عمر ببيت المقدس، فأخرج ابن مندة، من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، عن زياد بن أبي سودة، عن أبي مريم، قال: دخلت مع عمر بن الخطاب محراب داود، فقرأ سورة ص، وسجد.
وأخرجه سيف في الفتوح، عن الربيع بن النعمان، عن أبي مريم مولى سلامة، قال:
شهدت إيلياء مع عمر فمضى حتى دخل المسجد، فانتهى إلى محراب داود، فقرأ سجدة ص، فسجد وسجدنا معه. وقال البخاري: أبو مريم روى عن عمر، روى عنه زياد بن أبي سودة حديثه في الشاميين.

10606- أبو مسافع،
غير منسوب.
أدرك الجاهلية، وغزا في خلافة عمر. أورده الحاكم أبو أحمد، وساق من طريق أبي إسحاق عن أبي الصلت، وأبي مسافع، قالا: بعث إلينا عمر بن الخطاب ونحن بنهاوند أن أقيموا الصلاة لوقتها، وإذا لقيتم العدوّ فلا تفرّوا، وإذا غنمتم فلا تغلوا.
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 91، طبقات خليفة 200، معرفة الرجال لابن معين 2/ 88، التاريخ لابن معين 2/ 46، تاريخ خليفة 108، التاريخ الكبير 1/ 436، تاريخ الطبري 4/ 95، الجرح والتعديل 2/ 280، الثقات لابن حبان 4/ 34، المؤتلف والمختلف لعبد الغني بن سعيد 82، الإكمال لابن ماكولا 5/ 171، تهذيب التهذيب 12/ 232، تقريب التهذيب 2/ 472، جمهرة أنساب العرب 311، تاريخ الإسلام 3/ 448.
(2) أسد الغابة: ت 6244.
(3) أسد الغابة: ت 6248، الاستيعاب: ت 3215.

(7/327)


10607- أبو مسلم الخولانيّ «1»
: عبد اللَّه بن ثوب، وسمى ابن السكن أباه مسلما.
تقدم في الأسماء.

10608- أبو مسلم الجليلي «2»
، بالجيم، ويقال الجلولي. قال ابن عساكر: والأول أصح.
أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ولم يسلم، وأسلم في عهد معاوية، وقيل: في عهد أبي بكر، وقيل في عهد عمر.
قال البخاريّ: كان مثل كعب الأحبار، وكان يكنى أبا السموأل، فأسلم في عهد أبي بكر، فكناه أبا مسلم. قال البخاري: ويروى عن أذرع الخولانيّ أنه أسلم بعد أبي بكر.
وأخرج البغويّ، من طريق أبي قلابة- أن أبا مسلم الجليلي أسلم في عهد معاوية، فقال له أبو مسلم الخولانيّ: ما منعك أن تسلم في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وأبي بكر وعمر؟ وبذلك ذكره ابن مندة، فقال: أسلم في عهد معاوية.
وأخرج عبد بن حميد في تفسيره، وتمام في فوائده، من طريق صالح المزي، عن أبي عبد اللَّه الشامي، عن مكحول، عن أبي مسلم الخولانيّ- أنه لقي أبا مسلم الجلولي وكان مترهبا، فنزل عن صومعته في عهد عمر بن الخطاب فأسلم، فقال له: ما أنزلك من صومعتك! تركت الإسلام على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وعلى عهد أبي بكر، فما حملك على الإسلام اليوم؟ قال: يا أبا مسلم، إني قرأت في كتاب اللَّه أن هذه الأمة تصنف يوم القيامة
__________
(1) التاريخ لابن معين 2/ 725، الزهد لابن المبارك 158، تاريخ الطبري 4/ 352، طبقات ابن سعد 7/ 448، طبقات خليفة 307، مشاهير علماء الأمصار 112، المعارف 439، الأخبار الموفقيات 299، التاريخ الصغير 67، التاريخ الكبير 5/ 58، أنساب الأشراف 1/ 354، تاريخ الثقات 511، الجرح والتعديل 5/ 20، تاريخ داريا 59، حلية الأولياء 2/ 122، الإكمال 1/ 568، جمهرة أنساب العرب 418، الأخبار الطوال 162، العقد الفريد 1/ 247، المعرفة والتاريخ 2/ 308، ثمار القلوب 688، عيون الأخبار 2/ 117، تاريخ أبي زرعة 1/ 226، تاريخ دمشق 483، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 314، صفة الصفوة 4/ 179، سير أعلام النبلاء 4/ 7، تذكرة الحفاظ 1/ 46، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 539، الكاشف 3/ 333، الوفيات لابن قنفذ 97، فوات الوفيات 2/ 169، الوافي بالوفيات 17/ 99، جامع التحصيل 252، البداية والنهاية 8/ 146، مرآة الجنان 1/ 138، تهذيب الكمال 170، تهذيب التهذيب 12/ 235، تقريب التهذيب 2/ 473، التذكرة الحمدونية 1/ 195، طبقات الحفاظ 13، البصائر والذخائر 2/ 201، تاريخ الإسلام 2/ 291.
(2) التاريخ لابن معين 2/ 725، تاريخ الثقات للعجلي 511، الجرح والتعديل 9/ 436، تهذيب الكمال 3/ 1648، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 113، تاريخ الإسلام 2/ 564.

(7/328)


على ثلاثة أصناف: صنف يدخلون الجنة بغير حساب، وصنف يحاسبهم اللَّه حسابا يسيرا، وصنف يؤخذ بهم ما شاء اللَّه، ثم يتجاوز اللَّه عنهم، فنظرت فإذا الصنف الأول قد مضى، فرجوت أن أكون من الثاني، وألا يخطئني الثالث، فأسلمت. وصالح ضعيف.
وقد أخرجه ابن عساكر من وجه آخر، عن سعيد الجريريّ، عن عقبة بن وساج قال:
كان لأبي مسلم الخولانيّ جار يهودي يكنى أبا مسلم، فكان يقول له: أسلم تسلم، فيقول:
إني على دين، فمرّ به فرآه يصلي، فسأله فقال: قرأت في التوراة التي لم تبدل أن هذه الأمة ... فذكر نحوه، وقال في الصنف الثالث: أوزارهم على ظهورهم، فتقول الملائكة:
هؤلاء عبادك كانوا يوحّدونك، فيقول: خذوا أوزارهم فضعوها على المشركين فيدخلون الجنة.
وقال ابن السّكن: أدرك الجاهلية. وقال بعضهم: له صحبة. ثم
أخرج من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، عن يحيى بن جابر، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي مسلم الجليلي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ذراري المشركين تحت عرش الرّحمن بأسمائهم ما تبلغ ثلاث عشرة» .
قلت: وهذا مرسل، لأن الذين صرحوا بإسلامه بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أتقن وأحفظ، وهذا لم يصرح بسماعه. قال ابن سميع: كان قد بعث كعبا إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فلم يدركه. وقال العجليّ: شامي تابعي ثقة.

10609- أبو مشجعة بن ربعي الجهنيّ «1»
. له إدراك، وشهد خطبة عمر بالجابية، وحدث بها عنه مطوله، أخرجها ابن عساكر، من طريق محمد بن سليمان بن عطاء، عن أبيه، عن مسلم بن عبد اللَّه الجهنيّ، عن عمه أبي مشجعة.
وأخرج أبو زرعة الدّمشقيّ عن يحيى بن صالح، عن سليمان بن عطاء، عن مسلم، عن عمه، قال: عدنا مع عثمان مريضا، فذكر حديثا. وله رواية أيضا عن أبي الدرداء، وسلمان، وغيرهم، وما عرفت له راويا غير ابن أخيه، والراويّ عنه سليمان ضعيف.

10610- أبو معبد الجهنيّ:
عبد اللَّه بن عكيم «2» . تقدم في الأسماء.
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 473- مسند ابن عباس 903- تهذيب التهذيب 12/ 237- تهذيب الكمال 1648.
(2) أسد الغابة: ت 6260.

(7/329)


10611- أبو مفرز التميمي.
له إدراك، ذكره سيف بن عمر في الفتوح في قصة وفاة أبي ذر، عن إسماعيل بن رافع، عن محمد بن كعب، فقال في آخر القصة: إن عدة الذين حضروا وفاة أبي ذر مع ابن مسعود ثلاثة عشر نفسا، منهم أبو مفرز التميمي. وذكره سيف أيضا في قصة الذين شربوا الخمر في عهد عمر فحدهم، قال: وقال أبو مفرز في ذلك:
صبرنا وكان الصّبر منّا سجيّة ... ليالي ظفرنا بالقرى والمعاصر
ولم يستفه فيما هنا جبلّة ... كما سفهت بالشّام خلّ العشائر
[الطويل]

10612- أبو المقشعر،
بضم الميم وسكون القاف وفتح المعجمة وكسر المهملة وتشديد الراء.

10613- أبو المهلب الجرمي «1»
، عم أبي قلابة. له إدراك.
ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: كان ثقة قليل الحديث، وله رواية عن عمر، قال: واختلف في اسمه، فقيل: عمرو بن معاوية بن زيد، وجزم بذلك ابن حبان في الثقات. وقيل معاوية بن عمرو بن زيد، وصححه ابن عبد البر.
وقيل عبد الرحمن بن عمرو. وقيل ابن معاوية: وقيل: اسمه النضر. وروى أيضا عن أبيّ بن كعب وعثمان وغيرهما. روى عنه محمد بن سيرين وغيره.

10614- أبو ميسرة «2»
: عمرو بن شرحبيل. تقدم في الأسماء.

القسم الرابع
10615- أبو مالك الغفاريّ «3»
. تابعي معروف، اسمه غزوان، أرسل حديثا فذكره العسكري في الصحابة، وأخرج من
__________
(1) الطبقات الكبرى 7/ 126، طبقات خليفة 201، التاريخ لابن معين 2/ 726، تاريخ الثقات 512، المعرفة والتاريخ 2/ 467، الجرح والتعديل 6/ 260، الكنى والأسماء 2/ 135، تهذيب الكمال 3/ 1651، الكاشف 3/ 337، تهذيب الكمال 12/ 250، تقريب التهذيب 2/ 478، جامع التحصيل 392، تاريخ الإسلام 3/ 540.
(2) أسد الغابة: ت 6302.
(3) تهذيب التهذيب 12/ 219، تقريب التهذيب 2/ 468، تهذيب الكمال 3/ 1643، تجريد أسماء الصحابة 2/ 199.

(7/330)


طريق حصين بن عبد الرحمن، عن أبي مالك الغفاريّ، قال: صلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم على حمزة فكان يجاء بسبعة معه، فلم يزل كذلك حتى صلّى على جماعتهم. استدركه ابن الأثير على من تقدمه، ولم يتفطن لعلته. وأما الذهبي فقال: لعله تابعي أرسل.

10616- أبو مالك الدمشقيّ «1»
. قال الحاكم أبو أحمد: قال البخاريّ: حديثه مرسل، وكذا قال العسكري. وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يثبت.
روى معاوية بن صالح، عن عبد اللَّه بن دينار، عنه. وذكره أبو عمر، لكنه قال:
النّخعيّ، وقال: إنه تابعي أرسل. قيل: إن له صحبة. والصحيح أن حديثه مرسل، ولا صحبة له.
روى معاوية بن صالح، عن عبد اللَّه بن دينار، عنه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في المسخط لأبويه، والّذي يؤمّ قوما وهم له كارهون، والمرأة تصلّي بغير خمار- لا تقبل لهم صلاة.
قلت: وقدم تقدم أبو مالك النخعي في القسم الأول، وأنّ ابن السكن ذكره، وأخرج له حديثا، وأنه صرح بسماعه من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فذهل أبو عمر عنه، واقتصر على ذكر هذا، أو ظنهما واحدا، وهو بعيد، لكن يظهر أنه آخر. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

10617- أبو مبتذر.
يأتي في الّذي بعده.

10618- أبو المبتذل «2»
. استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن أبي عبد اللَّه بن مندة، على جده، وتبعه أبو موسى وأورد من طريق أحمد بن سليمان، عن رشدين بن سعد، عن يحيى بن عبد اللَّه المغافري، عن أبي المبتذل صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان يكون بإفريقية ... فذكر الحديث في القول إذا أصبح: رضيت باللَّه ربّا.
قال أبو موسى: رواه أحمد بن الطيب، عن رشدين، فقال: أبو المبتذر أو المبتذل.
وقال يحيى بن غيلان، عن المبتذر أو المبتذل، وأورده أبو عبد اللَّه بن مندة في الأسماء.
قلت: وهو كما قال، ورواية أحمد بن سليمان تصحيف، وقد رأيته بخط الحافظ إبراهيم الصريفيني مضبوطا الّذي آخره لام بفتح المثناة الفوقانية، ثم الموحدة، وتشديد المعجمة المكسورة. وأما رواية أحمد الطيب فبسكون الموحدة وتخفيف المعجمة وبدل
__________
(1) ميزان الاعتدال 4/ 741- الجرح والتعديل 9/ 434- المغني 7698- التاريخ الكبير 9/ 67.
(2) أسد الغابة: ت 6225.

(7/331)


اللام راء، أو بالنون بدل الموحدة. وأما رواية يحيى فكرواية الطيب الأولى أو بالنون والتصغير، والصواب من الجميع أنه اسمه بغير أداة كنية، وأنه بالتصغير كما تقدم في أواخر حرف النون من الأسماء.

10619- أبو المتوكل «1»
: صحابي، له قصة ذكرها أبو جعفر النحاس، وتبعه المهدوي وغيره، فقال القرطبي في تفسير سورة الحشر من تفسيره: وذكر المهدوي عن أبي هريرة أن قوله تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ [الحشر: 9] نزلت ثابت بن قيس رجل من الأنصار، يقال له أبو المتوكل، نزل به ثابت، فلم يكن عند أبي المتوكل إلا قوته وقوت صبيانه، فقال لامرأته: أطفئي السراج، ونوّمي الصبية، وقدّم ما كان عنده إلى ضيفه.
قال: وذكر النّحّاس، عن أبي هريرة، قال: نزل برجل من الأنصار يقال له أبو المتوكل ثابت بن قيس ضيف، ولم يكن عنده شيء، فذكر نحوه.
وقال ابن عساكر في الذّيل على التعريف للسهبلي: قيل إن هذه الآية نزلت في أبي المتوكل الناجي، نزل على ثابت بن قيس، حكاه المهدوي، قال: وقيل إن فاعلها ثابت بن قيس، حكاه يحيى بن سلام. انتهى.
وكلّ ذلك خبط يؤذن بضعف معرفتهم بالرجال، فأبو المتوكل الناجي تابعي من وسط التابعين، حديثه عن أبي سعيد، ونحوه مخرج في الكتب الستة، ولم يدرك أكابر الصحابة، فضلا عن أن يكون له صحبة، وراوي القصة لا هو الضيف ولا المضيف، فإنّهما صحابيان.
وقد ورد ذلك واضحا فيما أخرجه عبد اللَّه بن المبارك في البر والصلة، وفي كتاب الزهد.
وأخرجه ابن أبي الدّنيا في كتاب «قرى الضّيف» من طريقه، قال: عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي المتوكل الناجي- أن رجلا من المسلمين نزل بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فلبث ثلاثة أيام لم يأكل، ففطن له ثابت بن قيس، فذكر القصة، فبيّن أن أبا المتوكل راوي الحديث وقد أرسله، وأن الضيف لا يعرف اسمه، وأن المضيف ثابت بن قيس، وكنيته أبو محمد لا أبو المتوكل. واللَّه المستعان.

10620- أبو محرز بن زاهر «2»
. ذكره أبو عمر مختصرا، ولا أعرف له خبرا، ولم أدر له أثرا.
__________
(1) الطبقات الكبرى بيروت 7/ 370.
(2) الاستيعاب: ت 3205.

(7/332)


قلت: وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو أبو مجزأة زاهر وهو الأسلمي، وكذا ترجم له الدّولابيّ، فقال: أبو مجزأة زاهر الأسلمي، فتصحّف على ابن عبد البر، ولم يعرف من حاله شيئا، فقال ما قال.

10621- أبو محمد:
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، حديثه مرسل. روى عنه شعيب، قال أبو أحمد الحاكم: ذكره البخاريّ في «الكنى» .

10622- أبو مخارق:
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه الأعمش. ذكر في الصحابة، ولا يصح. وذكره البخاري، وقال: حديثه مرسل.
قلت: لعله والد قابوس.

10623- أبو مرحب:
مجهول «1» . كذا ذكره الذهبي في الكنى، وهو أحد الرجلين.

10624- أبو مسعود بن عمرو بن ثعلبة «2»
. ذكره أبو بكر بن عليّ، وتبعه أبو موسى في «الذّيل» ، فوهم في استدراكه، فإنه أبو مسعود البدري المقدم ذكره، واسمه عقبة بن عمرو.

10625- أبو مسلم الأشعري «3»
. ذكره ابن مندة،
وأورد من طريق عثمان بن أبي العاتكة، أحد الضعفاء، عن معاوية بن حاتم الطائي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مسلم الأشعري، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «يكون قوم يستحلّون الخمر باسم يسمّونها بغير اسمها ... » الحديث. قال: كذا قال ورواه غيره عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري.
قلت: وهو الصواب أخطأ فيه عثمان، وساقه أبو نعيم على الصواب، من طريق معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، فظهر أن عثمان خبط في سنده أيضا، وأن قوله معاوية بن حاتم غلط، وإنما هو معاوية عن حاتم، معاوية هو ابن حريث، واللَّه أعلم.

10626- أبو مصعب الأسدي «4»
. تقدم في أبي مكعت.

10627- أبو مصعب الأنصاري «5»
، آخر.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6240.
(2) أسد الغابة: ت 6249.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 202.
(4) أسد الغابة: ت 6256.
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 203، الجرح والتعديل 9/ 441.

(7/333)


تابعي، أرسل حديثا. ذكره أبو نعيم في الصحابة، وقال: مختلف فيه، فأورد من طريق عبد الحميد بن جعفر، سمعت أبا مصعب يقول: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه.

10628- أبو معن،
صاحب الإسكندرية.
تابعي، أرسل حديثا، ذكره المستغفري في الصحابة،
وتبعه أبو موسى من طريق سعيد بن العلاء، حدثني الحسين بن إدريس شيخ طالوت بن عباد، حدثنا العباس بن طلحة القرشي، حدثنا أبو معن صاحب الإسكندرية، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «أعمال البرّ كلّها مع الجهاد في سبيل اللَّه كبصقة في بحر جرّار» .
وبهذا الإسناد: كل نعيم مسئول عنه، إلا النعيم في سبيل اللَّه.
قال المستغفريّ: مع براءتي إلى اللَّه من عهدة إسناده، وهذا الرجل اسمه عبد الواحد ابن أبي موسى. ذكره ابن يونس في تاريخ مصر، وقال: إنه أدرك عمر بن عبد العزيز. روى عنه الليث بن سعد، وغيره، وذكر أبو أحمد الحاكم في الكنى أنه روى عن عبد اللَّه بن عمر.

10629- أبو معمر الأشج.
ذكر في التجريد، وقال: ورد أنه صحابي، وذلك إفك.
قلت: ورد ذلك في بعض طرق حديث أبي الدنيا الأشج.

10630- أبو ملحة،
بكسر أوله وسكون اللام بعدها مهملة.
ذكره أبو محمّد الحسين بن مسعود الفرّاء البغويّ الفقيه الشّافعيّ صاحب «التّهذيب» في الفقه، وشرح السنة في الحديث، والمعالم في التفسير، والمصابيح في المتون،
فقال في المصابيح عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا ... » الحديث.
رواه زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده.
وقال في شرح السنة له: ويروي عنه زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. فذكر الحديث، وهو وهم نشأ عن سقط من السند لم يتيقّظ له، وذلك أن الحديث في الترمذي من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، فكأن النسخة التي وقعت عند البغوي من الترمذي كان فيها: عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، وهو تصحيف، وإنما هو ابن زيد فزيد هو والد عوف، وعوف والد عمرو، وعمرو هو جدّ كثير، وصحابي الحديث هو عمرو بن عوف، وهو مشهور في الصحابة، وترجمة كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف في سنن أبي داود وجامع الترمذي وغيرهما. وملحة المذكور يقال فيه مليحة، بالتصغير، وهو ابن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أوس بن طابخة.

(7/334)


وقد أخرج البخاريّ في تاريخه، عن إسماعيل بن أبي أويس بهذا السند حديثا، وبيّن فيه أن الصحابي هو عمرو بن عوف، قال: عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده عمرو بن عوف، قال: كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر حديثا.

10631- أبو المنذر:
تقدم.

10632- أبو المهلب «1»
: ذكره مطين وغيره في الصحابة، وهو خطأ نشأ عن تحريف، وإنما هو أبو المطلب- بتشديد الطاء وتخفيف اللام المكسورة، فأخرج أبو نعيم من طريقه عن ضرار بن صرد، عن ابن أبي فديك، عن عبد العزيز بن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب، عن أبيه، عن جده في القول لأبي بكر وعمر: إنهما السمع والبصر، قال: كذا في كتابي. والصواب عبد العزيز بن المطلب، ولعله كان يكنى أبا المهلب، وهو تصحيف. انتهى.
والثاني هو المجزوم به، وقد تقدم الحديث بعينه في ترجمة عبد اللَّه بن حنطب، من رواية قتيبة، عن ابن أبي فديك، وذكرت هناك الاختلاف في سنده وفي صحبة عبد اللَّه، وفي نسب عبد
العزيز، وسبق أنه المطلب بن عبد اللَّه بن المطلب بن حنطب، وأن الصحبة للمطلب الأعلى.

10633- أبو ميسرة «2»
: مولى العباس بن عبد المطلب.
ذكره المستغفريّ في الصحابة، وتبعه أبو موسى،
وأورد من طريق محمد بن أحمد بن سعيد البزار الطوسي المعروف بأبي كساء، عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد بن أبي قرّة، عن الليث بن سعد، عن أبي قبيل، عن أبي ميسرة مولى العباس بن عبد المطلب، قال: بتّ عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «يا عبّاس، انظر هل ترى في السّماء شيئا» ؟
قلت: نعم أرى الثريا: قال: «أما إنّه يملك هذه الأمّة بعددها من صلبك» .
قلت: وهذا الحديث معروف بعبيد بن أبي قرة، تفرد بروايته، عن الليث، وسقط من السند العباس بن عبد المطلب، فصار ظاهره أن الصحابيّ هو أبو ميسرة، وليس كذلك، فقد أخرجه أحمد في مسندة عن عبيد بن أبي قرة. وكذلك أخرجه أبو حاتم الرازيّ، عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، شيخ أبي كساء، عن عبيد.
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 478- تهذيب التهذيب 12/ 248- تفسير الطبري 5/ 9495- الطبقات الكبرى بيروت 7/ 102- الملل 2/ 147.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 207، الجرح والتعديل 9/ 446.

(7/335)


وأخرجه البخاريّ في «الكنى» ، عن عبد اللَّه بن محمد الجعفي، والحاكم أبو أحمد، من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحاكم في المستدرك، من طريق أحمد بن إبراهيم الدّورقي، وابن أبي داود، من طريق حجاج بن الشاعر كلهم عن عبيد.
قال ابن أبي حاتم عن أبيه: لم يرو هذا الحديث عن الليث إلا عبيد بن أبي قرة، وكان أحمد يضن به، قال: وكان أبي يستحسن هذا الحديث، ويسر به حيث وجده عند يحيى القطان.
وقال ابن أبي داود: سمع أحمد بن أبي صالح هذا الحديث من أبي عن حجاج، واتفقت هذه الطرق كلّها في سياق السند على أنه عن أبي ميسرة عن العباس بن عبد المطلب، فظهر أنّ الصواب إثباته.
وقد ذكرت حال عبيد بن أبي قرة في لسان الميزان. وقد ذكر أحمد بن حنبل في العلل حديثا من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة حديثا، فظنّ بعضهم أنه صاحب الترجمة، وليس كذلك، وإنما هو عمرو بن شرحبيل الماضي في الثالث، وهو مرسل أيضا. واللَّه أعلم.

حرف النون
القسم الأول
10634- أبو نافع:
اسمه كيسان بن عبد اللَّه بن طارق.

10635- أبو نافع:
اسمه طارق بن علقمة- تقدما.

10636- أبو نائلة الأنصاري «1»
: اسمه سلكان بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي، أخو سلمة بن سلامة بن وقش.
وقيل: اسمه سعد. وقيل سعد أخوه. وقيل سلكان لقب، واسمه سعد. وهو مشهور بكنيته.
ثبت ذكره في الصحيح في قصة قتل كعب بن الأشرف، وشهد أحدا وغيرها، وكان شاعرا، ومن الرماة المذكورين.
وأخرج السّراج في تاريخه، من طريق عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن جبر،
__________
(1) أسد الغابة: ت 6305، الاستيعاب: ت: 3241.

(7/336)


عن أبيه، عن جده، قال: كان كعب بن الأشرف اليهودي يقول الشعر، ويخذّل عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ويخرج في الناس وفي قبائل العرب من غطفان في ذلك، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من لي بابن الأشرف» ؟ فقال محمد بن مسلمة الحارثي: يا رسول اللَّه، أتحبّ أن أقتله؟ فصمت، فحدث محمد بن سعد بن عبادة، فقال: امض على بركة اللَّه تعالى، واذهب معك بابن أخي الحارث بن أوس بن معاذ، وأبي عبس بن جبر، وعباد بن بشر، وأبي نائلة سلكان بن وقش الأشهلي، قال: فلقيتهم، فذكرت ذلك لهم، فأجابوني إلا سلكان بن وقش، فقال: لا أحبّ أن أفعل ذلك حتى أشاور رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: فذكر ذلك له، فقال له: «امض مع أصحابك» .
قال، فخرجنا إليه، فساق القصة في قتله، وأنشد عباد بن بشر في ذلك:
صرخت له فلم يعرض لصوتي ... وأوفى طالعا من فوق خدر
فعدت له فقال من المنادي ... فقلت أخوك عبّاد بن بشر
وهذي درعنا رهنا فخذها ... لشهر إن وفت أو نصف شهر
فأقبل نحونا يسعى سريعا ... وقال لنا لقد جئتم لأمر
فشدّ بسيفه صلتا عليه ... فقطّره أبو عبس بن جبر
وكان اللَّه سادسنا فأبنا ... بأنعم نعمة وأعزّ نصر
وجاء برأسه نفر كرام ... هم ناهيك من صدق وبرّ
[الوافر] أورده الحاكم عن السّراج، عن محمد بن عباد، عن محمد بن طلحة، عن عبد المجيد، وقال: رواه إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن طلحة، فقال: عن عبد المجيد، عن محمد بن أبي عبس، عن أبيه، عن جده، قال: والأول هو الصواب.

10637- أبو نبقة
بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي «1» ، من مسلمة الفتح. قال أبو عمر: ذكره بعضهم في الصحابة، وهو عندي مجهول، كذا قال. وقد ذكره الطبري، وذكر ابن إسحاق- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أطعمه من خيبر خمسين وسقا، ذكر ذلك المستغفريّ بسنده إلى ابن إسحاق، وتبعه أبو موسى في الذيل، وقد ذكره أعلم الناس بنسب قريش الزبير بن بكار، قال: ولد علقمة بن المطلب أبا نبقة، واسمه عبد اللَّه، وأمّه أم عمرو الخزاعية، وكان له من الولد: العلاء، وهذيم- قتلا باليمامة، ولا عقب لهما.
وذكر أبو الوليد الفرضيّ أن من ولده محمد بن العلاء بن الحسين بن أبي نبقة النبقي
__________
(1) أسد الغابة: ت 6306، الاستيعاب: ت: 3242.

(7/337)


المكيّ. قال ابن الأثير: فكل هذا يدل على أن الرجل ليس بمجهول في نفسه ولا نسبه.

10638- أبو النجم «1»
: غير منسوب.
ذكره أبو نعيم، قال: ذكره الحسين بن سفيان، حديثه عند ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة- أنه سمع أبا النجم يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يكون في بني أميّة رجل أخنس» .
واستدركه أبو موسى بهذا.

10639- أبو نجيح «2»
: عمرو بن عبسة السلمي. تقدم في الأسماء.

10640- أبو نجيح العبسيّ «3»
. أورده ابن مندة.
قلت: ذكره البخاريّ في «الكنى المجرّدة» ، وأفرده عن عمرو بن عبسة، لكنه قال:
العبسيّ، بمهملة ثم موحدة. وقال: روى ربيعة بن لقيط، عن رجل، عنه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
حكاه الحاكم أبو أحمد، وأشار إلى أنه عمرو بن عبسة، وسأوضحه في القسم الرابع.

10641- أبو نجيح السلمي «4»
. روى حديثه ابن جريج عن ميمون، عن أبي المغلس عنه،
قال أبو نعيم، ثم ساق من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج: أخبرني أبو المغلس أن أبا نجيح أخبره أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من كان موسرا فلم ينكح فليس منّي» .
ومن طريق محمد بن ثابت العقدي، عن هارون بن رئاب، عن أبي نجيح، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «مسكين مسكين رجل ليست له امرأة ... » «5» الحديث.
قال ابن الأثير: وهو عمرو بن عبسة، فإنه سلمي، وحديثه في النكاح مشهور. وقال الذهبي: بل هو العرباض بن سارية.
قلت: وجزم به الحاكم أبو أحمد، وجزم البغويّ بأنه ليس سليما، وقال: يشكّ في صحبته.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 208.
(2) أسد الغابة: ت 6309.
(3) الاستيعاب: ت 3243.
(4) أسد الغابة: ت 6308.
(5) أورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 311 والهيثمي في الزوائد 4/ 255 عن أبي نجيح ... الحديث وقال رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن أبا نجيح لا صحبة له.

(7/338)


10642- أبو نجيح،
العرباض بن سارية السلمي.
أخرج البخاريّ بسند شامي، عن العرباض بن سارية، قال: لولا أن يقول الناس فعل أبي نجيح لألحقت مالي سبله.

10643- أبو نجيح،
والد عبد اللَّه، اسمه يسار.

10644- أبو نجيد،
بجيم مصغرا، هو عمران بن حصين- تقدما.

10645- أبو نحيلة «1»
: بمهملة مصغرا، كذا عند الدّارقطنيّ وغيره. ورأيته في نسخة معتمدة من الكنى لأبي أحمد بفتح أوله والمعجمة. وذكره عبد الغني بالتصغير والحاء المهملة، وبالمهملة جزم إبراهيم الحربي، وزاد: هو رجل صالح من بجيلة حكاه الدار الدّارقطنيّ، عن يحيى بن معين، وعن علي بن المديني- أن سفيان بن عيينة قال: إن أبا نحيلة له صحبة، قال: وهو بالخاء المعجمة، البجلي. ذكره الطبراني وغيره.
وقال ابن المدينيّ، والبخاريّ، وأبو أحمد الحاكم: له صحبة.
روى حديثه الثّوريّ، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي نخيلة- رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه رمي بسهم فقيل له: انتزعه، فقال: اللَّهمّ أنقص من الوجع ولا تنقص من الأجر. وقيل له: ادع اللَّه، فقال: اللَّهمّ اجعلني من المقربين، واجعل أمي من الحور العين.
ووقع لنا بعلوّ عند ابن مندة، لكن قال في أوله، خرج غازيا فرمي بحجر، فقال:
اللَّهمّ أنقص من الوجع ... والباقي سواء.
ونقل أبو عمر عن علي بن المديني أنه قال: قيل فيه: أبو نخيلة يعني بالمعجمة، والمعروف بالمهملة، قال: وله رواية عن جرير البجلي.
قلت: هي عند البخاري في الأدب المفرد، والنسائي وغيرهما. وقال أبو حاتم الرازيّ: ليست له صحبة.

10646- أبو نخيلة اللهبي «2»
، بمعجمة مصغرا.
ذكره ابن مندة،
وأخرج له من طريق سليمان بن داود المكيّ، من أهل تبالة، قال:
حدثنا محمد بن عثمان الطائفي الثقفي، حدثني عبد اللَّه بن عقيل بن يزيد بن راشد، عن أبيه، قال: خرجنا إلى المسلم بن حذيفة العامري، فأخبرنا أن أبا رهيمة السمعي، وأبا نخيلة
__________
(1) تبصير المنتبه 4/ 1412- المؤتلف والمختلف ص 130- الجرح والتعديل 9/ 449.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 208، تهذيب التهذيب 12/ 255، الإكمال 7/ 335 بقي بن مخلد 1433.

(7/339)


اللهبي، قالا: أتينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بتبر من العقيق، فكتب لنا كتابا وقال فيه: «من وجد شيئا فهو له، والخمس من الرّكاز، والزّكاة من كلّ أربعين دينارا دينار» «1» .
قال سليمان: يعني من وجد شيئا من المعادن فليس فيه زكاة حتى يبلغ أربعين دينارا.
في رواته من لا يعرف، إلا أنه من رواية أبي حاتم الرازيّ، عن سليمان.
واللهبي رأيته مجودا عند الصريفيني بكسر اللام وسكون الهاء.

10647- أبو نضرة «2»
، أحد الذين شهدوا فتح خيبر.
جرى له ذكر هناك، ولا أعرفه إلا بذاك، قاله أبو عمر: قال ابن الأثير: قد ذكر ابن هشام فيمن قطعه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من خيبر أبا نضرة، بالضاد المعجمة وآخره هاء، فلا أعلم أهو ذا أم لا. وقال ابن فتحون في أوهام الاستيعاب: أراه هو.

10648- أبو نضرة،
بالضاد المعجمة: في الّذي قبله.

10649- أبو نضير،
قيل هي كنية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص. حكاه الحاكم أبو أحمد، وأورد بسند صحيح إلى أبي عبد الرحمن الحبلي يقول: سألت عبد اللَّه بن عمرو، وقيل له يا أبا نضير.

10650- أبو نضير «3»
، بفتح أوله وكسر الضاد المعجمة، ابن التيهان الأنصاري الأوسي، أخو أبي الهيثم- ذكر أبو عمر عن الطبري أنه شهد أحدا.

10651- أبو النعمان:
بشير بن سعيد الأنصاري. تقدم في الأسماء.

10652- أبو النعمان الأزدي،
جد الطبراني، وهو جدّ أيوب بن النعمان، ويقال أيوب بن العلاء، تقدم في حرف العين فيمن كنيته أبو العلاء. ذكره أبو موسى عن الطبراني.
وقرأت بخط أبي إسحاق الصريفيني، قال: روى علي بن حرب، عن أبي معاوية:
حدثنا أبو عرفجة القابسي، عن أبي النعمان الأزدي- أن رجلا خطب امرأة، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم:
«أصدقها» . قال: ما عندي شيء. قال: «أما تحسن سورة من القرآن فأصدقها السّورة، ولا تكون لأحد بعدك مهرا» .
ثم رأيته في كتاب أبي علي بن السكن ساقه بسنده إلى يعقوب بن إبراهيم الدّورقي،
__________
(1) أورده ابن الجوزي في تلبيس إبليس 36.
(2) ميزان الاعتدال 4/ 742.
(3) المشتبه ص 643- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 230.

(7/340)


عن أبي معاوية، وقال: هذه الزيادة لا تحفظ إلا في هذه الرواية.

10653- أبو النعمان،
آخر غير منسوب.
ذكره مطيّن، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة. وأخرجه أبو نعيم عنهما، وتبعه أبو موسى، وحديثه في مسند يحيى بن عبد الحميد، عن قيس بن الربيع، عن جابر- هو الجعفي، عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبي النعمان أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم [صلّى] على امرأة نفساء وابنها من الزنا.
وقد نسبه ابن الكلبيّ أنصاريا، فقال: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه صلّى على امرأة ماتت في نفاسها وابنها معها، وقال: لم يروه غير جابر بن يزيد الجعفي، وليس يثبت.

10654- أبو النعمان بن أبي النعمان:
عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري.
ذكره البغويّ في «الكنى» ، وذكر له الحديث الآتي في ترجمة معبد بن هوذة، ولم ينبه على أن اسمه معبد.

10655- أبو نعيم:
محمود بن الربيع الأنصاري. ذكره أبو أحمد الحاكم وتقدم.

10656- أبو نمر الكناني،
جدّ شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر. ذكره ابن سعد في مسلمة الفتح، واستدركه الذهبي.
قلت: وذكره أبو علي بن السّكن في الصحابة، وأغفله ابن عبد البر، وابن فتحون، مع استمدادهما كثيرا من كتاب ابن السكن.
وأورد ابن السكن، من طريق محمد بن طلحة التيمي: حدثني عبد الحكم بن سفيان بن أبي نمر، عن عمه، عن أبيه، قال: خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في مغزاه ومعه عائشة، فمرّ بجانب العقيق، فقال: «يا عائشة، هذا المنزل لولا كثرة الهوامّ» «1» .
قال ابن السّكن: عبد الحكم هذا هو ابن أخي شريك بن أبي نمر.
وقرأت في أخبار المدينة لعمر بن شبّة: أن أبا نمر بن عويف، من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، قدم المدينة، فنزل على بني ليث بن بكر، فاختطّ داره في بني أخرم بن ليث، فعرفت بدار أبي نمر.

10657- أبو نملة الأنصاري»
. اسمه عمار بن معاذ بن زرارة بن عمرو بن غنم بن
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29934 وعزاه للبغوي عن سفيان بن أبي نمر عن أبيه.
(2) طبقات خليفة 81، مقدمة مسند بقي بن مخلد 120، المعرفة والتاريخ 1/ 380، تهذيب الكمال-- 3/ 1654، الكاشف 3/ 340، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 58، تهذيب التهذيب 12/ 259، تقريب التهذيب 2/ 482، تلقيح فهوم أهل الأثر 378، خلاصة تذهيب التهذيب 461، تاريخ الإسلام 2/ 562.

(7/341)


عدي بن الحارث بن مرة بن ظفر الأنصاري الظّفري.
شهد بدرا مع أبيه، وشهد أحدا وما بعدها، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان، وقتل له ابنان يوم الحرّة: عبد اللَّه، ومحمد.
حديثه عند ابن شهاب في أهل الكتاب من رواية نملة بن أبي نملة، عن أبيه، ذكره هكذا ابن عبد البرّ، وسبقه إلى أكثره أبو علي بن السكن، وأبو أحمد الحاكم، وزاد: وله أخ يكنى أبا ذرّ، أمهما أم زرارة بنت الحارث.
وقال أبو بشر الدّولابيّ: إنه عمارة بن معاذ. وقال ابن البرقي: هو معاذ بن زرارة.
قال ابن مندة: أبو نملة الأنصاري له صحبة،
ثم ساق حديثه عاليا من رواية معمر ويونس، كلاهما عن الزهري، عن ابن أبي نملة، عن أبيه- أنهم بينا هم جلوس مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إذ مرت جنازة، فقال له رجل من اليهود: هل تكلّم هذه الجنازة يا محمد؟ قال: «لا أدري» . قال:
فإنّها تتكلم، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما حدّثكم أهل الكتاب فلا تصدّقوهم ولا تكذّبوهم» «1» .
وأخرجه ابن السّكن، والحارث بن أبي أسامة، من طريق يونس، وزاد في آخره: وقولوا آمنا باللَّه وكتبه ورسله، فإن يك حقّا فلم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم.
وأخرج حديثه أبو داود.
وقال البغويّ: أبو نملة سكن المدينة، وساق حديثه، ووجدت لنملة بن أبي نملة عن أبيه حديثا أخرجه ابن سعد وأبو نعيم في «الدّلائل» ، من طريق محمد بن صالح، عن عاصم بن عمرو بن قتادة، عن نملة بن أبي نملة، عن أبيه، قال: كانت يهود بني قريظة يدرسون ذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في كتبهم ويعلمونه الولدان بصفته واسمه ومهاجرته إلينا، فلما ظهر حسدوا وبغوا وقالوا: ليس به.

10658- أبو نملة،
آخر. ذكره الدولابي، وقال: هو غير الأنصاري.

10659- أبو نهيك الأنصاري الأشهلي «2» .
__________
(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 10 عن ابن أبي نملة عن أبيه وقال البيهقي ابن أبي نملة هو نملة بن أبي نملة الأنصاري وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 10160، 19214، 20059 والبغوي في شرح السنة 5/ 196، وابن أبي عاصم في السنة 1/ 268.
(2) أسد الغابة: ت 6319، الاستيعاب: ت ((3248.

(7/342)


ذكره أبو عمر، فقال: لا أعرف له خبرا ولا رواية إلا أنه بعثه أبو بكر الصديق إلى خالد بن الوليد مع سلمة بن سلامة بن وقش يأمره أن يقتل من بني حنيفة كلّ من أنبت، فوجداه قد صالح مجّاعة بن مرارة.

10660- أبو نيزر
بكسر أوله وسكون التحتانية المثناة وفتح الزاي المنقوطة بعدها مهملة.
ذكره الذّهبيّ مستدركا، وقال: يقال إنه ولد النجاشي، جاء وأسلم، وكان مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في مؤنته.
قلت: وقرأت قصته في كتاب الكامل لأبي العباس المبرد، وهي في ربعه الأخير، قال: حدثنا أبو محلم محمد بن هشام بإسناد ذكره أن أبا نيزر كان من أبناء بعض ملوك الأعاجم، فرغب في الإسلام صغيرا، فأسلم عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فكان معه في مؤنته، ثم كان مع فاطمة، ثم مع ولدها، وكان يقوم بضيعتي عليّ اللتين في البقيع تسمّى إحداهما البغيبغة «1» والأخرى عين أبي نيزر «2» ، فذكر أن عليّا أتاه فأطعمه طعاما فيه قرع صنعه له بإهالة، فأكل وشرب من الماء، فذكر قصة أنه كتب بتحبيس الضّيعتين، فذكر صفة شرطه، ومنه أنه وقفهما على فقراء المدينة وابن السبيل إلا أن يحتاج الحسن أو الحسين فهما طلق، وفي آخر الخبر: إن الحسين احتاج لأجل دين عليه، فبلغ ذلك معاوية، فدفع له في عين أبي نيزر مائة ألف، فأبى أن يبيعها وأمضى وقفها.

القسم الثاني
لم يذكر فيه أحد من الرجال.

القسم الثالث
10661- أبو نجيح المكيّ «3»
، والد عبد اللَّه بن أبي نجيح، اسمه يسار. تقدم.
__________
(1) بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وغين أخرى كأنه تصغير البغبغة وهو ضرب من الهدير والبغيبغة البئر القريبة الرشاء وهي اسم لبلد. انظر: معجم البلدان 1/ 555.
(2) بفتح النون وياء مثناة من تحت وزاي مفتوحة وراء وأبو نيزر عبد اشتراه علي رضي اللَّه عنه فأعتقه قيل: كان ابن النجاشي الّذي أسلم لصلبه فأعتقه مكافأة لأبيه وهي ضعيفة من وقف علي رضي اللَّه عنه. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 976.
(3) الطبقات الكبرى 5/ 473، تاريخ خليفة 339، التاريخ لابن معين 2/ 680، التاريخ الكبير 8/ 420، - تاريخ الثقات للعجلي 483، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 143، الجرح والتعديل 9/ 306، الثقات لابن حبان 5/ 557، تحفة الأشراف 422، تهذيب الكمال 3/ 1547، الكاشف 3/ 253، تاريخ الإسلام 3/ 540، جامع التحصيل 375، تهذيب التهذيب 11/ 2377، تقريب التهذيب 2/ 374.

(7/343)


10662- أبو النعمان،
حجر بن عمرو ...

10663- أبو النعمان،
غير منسوب «1» .
له إدراك، قال ثور، عن خالد بن معدان: إن أبا النعمان حدثه، قال: حججت في ولاية عمر، فذكر قصة.
ذكره البخاريّ، وتبعه أبو أحمد الحاكم.

10664- أبو نخيلة:
بخاء معجمة مصغرا، العكلي.
له إدراك، ذكره الآمدي في الشعراء، وأنشد له هجاء في سجاح التي ادّعت أنها نبيّة، ثم خدعها مسيلمة الكذاب فتزوّجها وسلمت له الأمر.

10665- أبو نمر بن عويف.
ذكر في أبي نمر جدّ شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر.

القسم الرابع
10666- أبو نجيح العبسيّ «2»
. ذكره أبو عمر، فقال: له حديث واحد في النكاح من رواية يزيد بن أبي حبيب، عن حبيب بن لقيط، عنه، ذكره البخاري في الكنى المجردة، وهو عندهم عمرو بن عبسة.
قلت: اختصره من كلام الحاكم أبي أحمد دون قوله حديث واحد في النكاح، ولكن لفظه: أبو نجيح العبسيّ، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، روى ربيعة بن لقيط، عن رجل، عن أبي نجيح.
ثم أسند إلى محمد بن إسماعيل- يعني البخاري- أنه ذكره هكذا في الكنى المجرة. قال أبو أحمد: وهي كنية عمرو بن عبسة، كما أخرجه بالإسناد إلى يزيد بن أبي حبيب، وكان قد
أخرج في ترجمة عمرو بن عبسة من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب: حدثني ربيعة بن لقيط، عن رجل من قيس يقال له أبو نجيح- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال يوما: «ألا أخبركم بخير القبائل؟ قلنا: بلى يا رسول اللَّه. قال: «السّكون سكون كندة ... » الحديث.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6317.
(2) التاريخ الكبير 9/ 77، تعجيل المنفعة 553.

(7/344)


قال ابن لهيعة: فحدثت به ثور بن يزيد، قال أبو نجيح: هو عمرو بن عبسة صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وهذا الّذي جزم به أبو أحمد محتمل.
ويحتمل أيضا أن يكون غيره، إذ لا يلزم من كونه من رواية يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط أن يكون أبو نجيح العبسيّ هو عمرو بن عبسة. وقد صرح في الحديث الّذي ساقه أنه رجل من قيس. وكذا ترجم له ابن مندة، فقال: أبو نجيح القيسي روى حديثه ربيعة بن لقيط، عن رجل عنه، ولا يثبت، وعلى أبي عمر اعتراض في قوله: له حديث واحد في النكاح من رواية يزيد عن ربيعة، فإن الحديث الّذي ورد عن أبي نجيح في النكاح ليس من رواية يزيد عن ربيعة كما قدمته في القسم الأول، وقدمت أن أبا أحمد الحاكم قال:
إنه العرباض بن سارية، وهو محتمل، كما أن هذا يحتمل أيضا أن يكون غير عمرو بن عبسة، ولكن شهادة ثور أنه هو تقتضي المصير إليه.
واستشكل ابن الأثير قوله العبسيّ، لأن عمرو بن عبسة سلمي، وصوّب قول ابن مندة أنه قيسي، لأن سليما من قيس، وهو كذلك، لكن يحتمل أن الراويّ نسبه إلى والده عبسة، ويكون.

10667- أبو نصر الهلالي «1»
. أرسل شيئا. روى عنه قتادة عند النسائي، وقد أرسل شيئا، ذكره بعضهم في الصحابة. وقال ابن مندة: لا يعرف اسمه.
قلت: وأظن أنه حميد بن هلال.

10668- أبو النضر السلمي «2»
. روى حديثه المعافي بن عمران الظّهري، عن مالك بن أنس، فقال في حديثه: عن أبي النضر، والصواب ابن النضر، هكذا في الموطأ.
أورده ابن مندة هكذا، وتبعه أبو نعيم، وقال ابن الأثير: قد رواه ابن أبي عاصم، عن يعقوب بن حميد، عن عبد اللَّه بن نافع، عن مالك، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن أبي النضر فيمن مات له ثلاثة من الولد- يعني، فلم يتفرد المعافي. انتهى.
وأبو النضر هذا هو ...
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 480.
(2) تبصير المنتبه 4/ 1418- الإكمال 7/ 350.

(7/345)


حرف الهاء
القسم الأول
10669- أبو هارون:
كلاب بن أمية الليثي. تقدم في الأسماء.

10670- أبو هاشم بن عتبة «1»
بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، يكنى أبا سفيان العبشمي، أخو أبي حذيفة بن عتبة لأبيه، وأخو مصعب بن عمير العبدري لأمه، أمّهما خناس بنت مالك العامري، من قريش.
اختلف في اسمه، فقيل مهشم، وقيل خالد. وبه جزم النسائي، وقيل اسمه كنيته، وبه جزم محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وقيل هشيم، وقيل هشام، وقيل شيبة.
قال ابن السّكن: أسلم يوم فتح مكة، ونزل الشام إلى أن مات في خلافة عثمان. قال ابن مندة: روى عنه أبو هريرة، وسمرة بن سهم، وأبو وائل. وقال ابن مندة: الصحيح أن أبا وائل روى عن سمرة عنه.
قلت:
وروى حديثه التّرمذيّ وغيره بسند صحيح، من طريق منصور الأعمش، عن أبي وائل، قال: جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عتبة وهو مريض يعوده، فقال: يا خال، ما يبكيك؟ أوجع يشئزك «2» أو حرص على الدنيا؟ قال: لا، ولكن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عهد إليّ عهدا لم آخذ به. قال: «أما يكفيك من الدّنيا خادم ومركب في سبيل اللَّه» ، فأجدني قد جمعت.
وأخرجه البغويّ، وابن السّكن، من طريق مغيرة، عن أبي وائل، عن سمرة بن سهم- رجل من قومه، قال: نزلت على أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة فأتاه معاوية يعوده، فبكى أبو هاشم ... فذكره، وزاد- بعد قوله على الدنيا: فقد ذهب صفوها، وقال فيه عهدا وددت أني كنت تبعته، قال: إنك لعلك أن تدرك أموالا تقسّم بين أقوام، وإنما يكفيك ...
فذكره.
وقد روى أبو هريرة، عن أبي هاشم هذا حديثا أخرجه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، والبغويّ، والحاكم أبو أحمد، من طريق كهيل بن حرملة، قال: قدم أبو هريرة دمشق، فنزل على أبي كلثوم الدّوسي، فأتيناه فتذاكرنا الصلاة الوسطى، فاختلفنا فيها، فقال أبو هريرة: اختلفنا فيها كما اختلفتم، ونحن بفناء بيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وفينا الرجل الصالح
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 209، تهذيب التهذيب 12/ 261.
(2) يشئزك: يقلقك يقال: أشأزه: أقلقه. اللسان: 4/ 2175.

(7/346)


أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة، فقام، فدخل على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان جريئا عليه، ثم خرج إلينا فأخبرنا أنها العصر.
وذكر أبو الحصين الرّازيّ أنّ داره كانت من سوق النحاسين إلى سوق الحدادين. وقال ابن سعد: أسلم في الفتح، وخرج إلى الشام فلم يزل بها حتى مات.
وأخرج يعقوب بن سفيان، من طريق ابن إسحاق، قال: صالح أبو هاشم بن عتبة أهل أنطاكية في مقبرة مصرين وغيرهما في سنة إحدى وعشرين. وقال ابن البرقي: ذهبت عينه يوم اليرموك، ومات في زمن معاوية.
وذكر خليفة أن معاوية استعمله على الجزيرة. وقال أبو زرعة الدّمشقيّ، عن أبي مسهر: قديم الموت، وقد تقدم له ذكر في ترجمة أبي عبد اللَّه، صحابي، غير منسوب.

10671- أبو هالة التميمي:
هو النّبّاش بن زرارة. ذكره أبو أحمد في الكنى، عن يحيى بن معين.

10672- أبو هانئ «1»
، جد عبد الرحمن بن أبي مالك.
ذكره أبو عمر، فقال: قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فمسح رأسه ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن أبي سفيان. روى حديثه عبد الرحمن بن أبي مالك، عن أبيه، عن جده أبي هانئ.

10673- أبو هبيرة،
عائذ بن عمرو المزني، ممن بايع تحت الشجرة.
تقدم في الأسماء، كناه علي بن المديني، وأسند ذلك أبو أحمد الحاكم عنه.

10674- أبو هبيرة بن الحارث «2»
بن علقمة بن عمرو بن كعب بن مالك بن مبدول الأنصاري الخزرجي النجاري.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. وقد تقدّم ذكره في حرف الألف، لأن الواقدي وغيره قالوا فيه: أبو أسيرة، وقال أبو عمر: أبو هبيرة اسمه كنيته، وهو أخو أبي أسيرة، كذا قال.

10675- أبو هبيرة الأنصاري،
غير منسوب.
أورده أبو يعلى في مسندة، من طريق مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سعيد بن نافع،
__________
(1) الجرح والتعديل 9/ 455، بقي بن مخلد 568.
(2) الاستيعاب 4/ 1768، أسد الغابة 6/ 317، تجريد أسماء الصحابة 2/ 209.

(7/347)


قال: رآني أبو هبيرة الأنصاري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا أصلّي الضحى حين طلعت الشمس، فعاب عليّ ذلك ونهاني، ثم قال: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا تصلّوا حتّى ترتفع الشّمس، فإنّها تطلع بين قرني شيطان» .
خلطه ابن الأثير بالذي قبله، ثم قال: سعيد تابعي لم يدرك من يقتل بأحد، فإن كان غيره وإلا فهو منقطع. انتهى.
وكيف يحتمل أن يكون منقطعا وهو يصرّح بأنه رآه فتعيّن الاحتمال الأول.

10676- أبو هدم بن الحضرميّ «1»
، أخو العلاء. ذكره الدار الدّارقطنيّ، كذا في التجريد.

10677- أبو هدمة الأنصاري.
ذكره أبو موسى في الذّيل، فقال: ذكره المستغفري، وقال: روى عنه ابنه محمد من حديث ابن أخي الزهري، عن عمه. ووقع عندنا من حديث أبي حاتم الرازيّ، قال المستغفري: قاله لي البردعي.

10678- أبو هذيل «2»
، غير منسوب.
ذكره أبو موسى أيضا،
وقال: ذكره أبو بكر بن أبي علي، وساق من طريق أبي الأشعث، عن عبد اللَّه بن خداش، عن أوسط، عن أبي الهذيل، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ليأكل الرّجل من أضحيته» «3» .

10679- أبو هراسة:
هو قيس بن عاصم. ذكره البغوي، عن ابن أبي خيثمة، عن ابن معين.

10680- أبو هريرة «4»
بن عامر بن عبد ذي الشّرى بن ظريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد اللَّه بن زهران بن كعب الدوسيّ.
__________
(1) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2313.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 208، تهذيب التهذيب 12/ 262، تقريب التهذيب 2/ 483، تهذيب الكمال 3/ 1655.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 12/ 143، وأبو نعيم في الحلية 4/ 362 وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 28، عن أبي هريرة قال إذا ضحى أحدكم فليأكل من أضحيته ... قال الهيثمي رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ليأكل كل رجل من أضحيته وفيه عبد اللَّه بن خراش وثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ وضعفه الجمهور والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12197.
(4) تلقيح فهوم أهل الأثر 152، الكاشف 3/ 385، تهذيب التهذيب 12/ 262، المغني 298 الكنى والأسماء 1/ 60 خلاصة تهذيب الكمال 3/ 252، تهذيب الكمال 3/ 1655، تجريد أسماء الصحابة 2/ 209، الأنساب 5/ 402، تنقيح المقال 3/ 38.

(7/348)


هكذا سماه ونسبه ابن الكلبيّ، ومن تبعه كأبي ... ، وقوّاه أبو أحمد الدمياطيّ.
وقال ابن إسحاق: كان وسيطا في دوس. وأخرج الدولابي، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: اسم أبي هريرة عبد نهم بن عامر، وهو دوسي حليف لأبي بكر الصديق. وخالف ابن البرقي في نسبه، فقال: هو ابن عامر بن عبد شمس بن عبد الساطع بن قيس بن مالك بن ذي الأسلم بن الأحمس بن معاوية بن المسلم بن الحارث بن دهمان بن سليم بن فهم بن عامر بن دوس، قال: ويقال هو ابن عتبة بن عمرو بن عيسى بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن عمرو بن فهم بن دوس.
وقال أبو عليّ بن السّكن: اختلف في اسمه، فقال أهل النسب: اسمه عمير بن عامر، وقال ابن إسحاق: قال لي بعض أصحابنا عن أبي هريرة: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فسماني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عبد الرحمن، وكنيت أبا هريرة، لأني وجدت هرّة فحملتها في كمّي، فقيل لي أبو هريرة.
وهكذا أخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه مطولا. وأخرج الترمذي بسند حسن، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع، قال: قلت لأبي هريرة: لم كنيت بأبي هريرة؟ قال: كنت أرعى غنم أهلي، وكانت لي هرة صغيرة، فكنت أضعها بالليل في شجرة، وإذا كان النهار ذهبت بها معي، فلعبت بها فكنوني أبا هريرة. انتهى.
وفي صحيح البخاريّ أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال له: «يا أبا هرّ» . وأخرج البغوي، من طريق إبراهيم بن الفضل المخزومي،
وهو ضعيف، قال: كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس، وكنيته أبو الأسود، فسمّاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه، وكناه أبا هريرة.
وأخرج ابن خزيمة بسند قوي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عبد شمس من الأزد، ثم من دوس.
وأخرج الدّولابيّ بسند، حسن، عن أسامة بن زيد الليثي، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع والمقبري، قالا: كان اسم أبي هريرة عبد شمس بن عامر بن عبد الشّرى- والشري: اسم صنم لدوس، فلما أسلم سمّي بعبد اللَّه بن عامر. وقال عبد اللَّه بن إدريس، عن شعبة: كان اسم أبي هريرة عبد شمس، وكذا قال يحيى بن معين، وأحمد بن صالح المصري، وهارون بن حاتم. وكذا قال أبو زرعة، عن أبي مسهر. وقال أبو نعيم الفضل بن دكين مثله، وزاد: ويقال عبد عمرو. وقال مرة أخرى، أبو هريرة سكين، ويقال عامر بن عبد غنم،

(7/349)


وكذا قال إسماعيل بن أبي أويس: وجدت في كتاب أبي: كان اسم أبي هريرة عبد شمس، واسمه في الإسلام عبد اللَّه، وعن أبي نمير مثله.
وذكر التّرمذيّ عن البخاريّ مثله.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: أبو هريرة عبد شمس. ويقال: عبد نهم.
ويقال: عبد غنم. ويقال سكين، ويقال عبد اللَّه بن عامر. أخرجه البغوي عن صالح. وكذا قال الأحوص بن المفضل العلائي، عن أبيه، وكذا حكاه يعقوب بن سفيان في تاريخه.
وذكر ابن أبي شيبة مثله، وزاد: ويقال عبد الرحمن بن صخر، وذكر البغوي، عن عبد اللَّه بن أحمد، قال: سمعت شيخا لنا كبيرا يقول: اسم أبي هريرة سكين بن دومة. وهذا حكاه الحسن بن سفيان بسنده عن أبي عمر الضرير، وزاد: ويقال عبد عمرو بن غنم.
وقال عمرو بن عليّ الفلّاس، عن سفيان بن حسين، [عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة: كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم، أخرجه أسلم بن سهل في تاريخه، وأخرجه البغوي عن المقدمي، عن عمه، سفيان] ، ولفظه: كان اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن غنم، كذا في رواية عيسى بن علي، عن البغوي. وأخرجه ابن أبي الدنيا، من طريق المقدمي مثل ما قال عمرو بن علي، وكذا هو في الذهليات، عن عمر بن بكار، عن عمرو بن علي المقدسي. وقال ابن خزيمة: قال الذهلي: هذا أوضح الروايات عندنا على القلب، قال ابن خزيمة: وإسناد محمد بن عمرو عن أبي سلمة أحسن من سفيان بن حسين عن الزهري عن المحرر، إلا أن يكون كان له اسمان قبل إسلامه، وأما بعد إسلامه فلا أحسب اسمه استمرّ.
قلت: أنكر أن يكون النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غيّر اسمه، فسماه عبد الرحمن، كما نقل أحمد بن حنبل، عن أبي عبيدة الحداد. وأخرج أبو محمد بن زيد، عن الأصمعي- أن اسمه عبد عمرو بن عبد غنم، ويقال عمرو بن عبد غنم، وجزم بالأول النسائي، وقال البغوي: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا أبو إسماعيل المؤدب، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، واسمه عبد الرحمن بن صخر.
قلت: وأبو إسماعيل صاحب غرائب مع أن قوله: واسمه عبد الرحمن بن صخر- يحتمل أن يكون من كلام أبي صالح أو من كلام من بعده، وأخلق به أن يكون أبو إسماعيل الّذي تفرد به، والمحفوظ في هذا قول محمد بن إسحاق.
وأخرج أبو نعيم، من طريق إسحاق بن راهويه، قال: أبو هريرة مختلف في اسمه،

(7/350)


فقيل سكين بن مل. وقيل ابن هانئ، وقال بعضهم: عمر بن عبد شمس. وقيل ابن عبد نهم. وقال عباس الدّوري، عن أبي بكر بن أبي الأسود: سكين بن جابر.
وأخرج أبو أحمد الحاكم بسند صحيح، عن صالح بن كيسان، قال: اسمه عامر.
ومثله حكاه الهيثم بن عدي، عن ابن عباس، وهو المسوق، وزاد أنه ابن عبد شمس بن عبد غنم بن عبد ذي الشّرى. وقال أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز: هو عامر بن عبد شمس. وقيل عبد غنم، وقيل سكين بن عامر.
وقال خليفة: اختلف في اسمه، فقيل عمير بن عامر، وقيل سكين بن دومة، ويقال عبد عمرو بن عبد غنم، وقيل عبد اللَّه بن عامر، وقيل برير أو يزيد بن عشرقة.
وقال الفلّاس: اختلفوا في اسمه، والّذي صحّ أنه عبد عمرو بن عبد غنم، ويقال سكين ... وقال البغويّ: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا أبو نميلة، حدثنا محمد بن عبيد اللَّه، قال: اسمه سعد بن الحارث، قال البغوي: وبلغني أنّ اسمه عبد ياليل.
وقال ابن سعد، عن الواقديّ: كان اسمه عبد شمس، فسمّي في الإسلام عبد اللَّه، ونقل عن الهيثم مثله. وزاد البغوي، عن الواقدي: ويقال إنه عبد اللَّه بن عائذ. وقال ابن البرقي: اسمه عبد الرحمن، ويقال عبد شمس، ويقال عبد غنم، ويقال عبد اللَّه، ويقال: بل هو عبد نهم، وقيل عبد تيم.
وحكى ابن مندة في أسمائه عبد بغير إضالة، وفي اسم أبي عبد غنم. وحكى أبو نعيم فيه عبد العزي وسكن- بفتحتين، قال النووي في مواضع من كتبه: اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الأصح من ثلاثين قولا. وقال القطب الحلبي: اجتمع في اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولا مذكورة في الكنى للحاكم، وفي الاستيعاب، وفي تاريخ ابن عساكر.
قلت: وجه تكثره أنه يجتمع في اسمه خاصة عشرة أقوال مثلا، وفي اسم أبيه نحوها، ثم تركبت، ولكن لا يوجد جميع ذلك منقولا، فمجموع ما قيل في اسمه وحده نحو من عشرين قولا: عبد شمس، وعبد نهم، وعبد تيم، وعبد غنم، وعبد العزى، وعبد ياليل، وهذه لا جائز أن تبقى بعد أن أسلم كما أشار إليه ابن خزيمة.
وقيل فيه أيضا: عبيد بغير إضافة، وعبيد اللَّه بالإضافة، وسكين بالتصغير، وسكن بفتحتين، وعمرو بفتح العين، وعمير بالتصغير، وعامر، وقيل برير، وقيل بر، وقيل يزيد، وقيل: سعد، وقيل سعيد، وقيل عبد اللَّه، وقيل عبد الرحمن، وجميعها محتمل في الجاهلية والإسلام إلا الأخير، فإنه إسلامي جزما.

(7/351)


والّذي اجتمع في اسم أبيه خمسة عشر قولا: فقيل عائذ، وقيل عامر، وقيل عمرو، وقيل عمير، وقيل غنم، وقيل دومة، وقيل هانئ، وقيل مل، وقيل عبد نهم، وقيل عبد غنم، وقيل عبد شمس، وقيل عبد عمرو، وقيل الحارث، وقيل عشرقة، وقيل صخر، فهذا معنى قول من قال: اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من ثلاثين قولا، فأما مع التركيب بطريق التجويز فيزيد على ذلك نحو مائتين وسبعة وأربعين من ضرب تسعة عشر في ثلاثة عشر، وأما مع التنصيص فلا يزيد على العشرين، فإن الاسم الواحد من أسمائه يركب مع ثلاثة أو أربعة من أسماء الأب إلى أن يأتي العدّ عليهما، فيخلص للمغايرة مع التركيب عدد أسمائه خاصة وهي تسعة عشر مع أنّ بعضها وقع فيه تصحيف أو تحريف، مثل بر، وبرير، ويزيد، فإنه لم يرد شيئا منها إلا مع عشرقة، والظاهر أنه تغيير من بعض الرواة، وكذا سكن وسكين، والظاهر أنه يرجع إلى واحد، وكذا سعد وسعيد مع أنهما أيضا لم يردا إلا مع الحارث، وبعضها انقلب اسمه مع اسم أبيه كما تقدم في قول من قال: عبد عمرو بن عبد غنم. وقيل عبد غنم بن عبد عمرو، فعند التأمل لا تبلغ الأقوال عشرة خالصة ومزجها من جهة صحة النقل إلى ثلاثة: عمير، وعبد اللَّه، وعبد الرحمن الأولان محتملان في الجاهلية والإسلام، وعبد الرحمن في الإسلام خاصة كما تقدم.
قال ابن أبي داود: كنت أجمع سند أبي هريرة، فرأيته في النوم، وأنا بأصبهان، فقال لي: أنا أول صاحب حدثت في الدنيا، وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثا.
وذكر أبو محمّد بن حزم أنّ مسند بقيّ بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر. وحدث أبو هريرة أيضا عن أبي بكر، وعمر، والفضل بن العباس، وأبيّ بن كعب، وأسامة بن زيد، وعائشة، وبصرة الغفاريّ، وكعب الأحبار.
روى عنه ولده المحرر، بمهملات، ومن الصحابة ابن عمر، وابن عباس، وجابر، وأنس، وواثلة بن الأسقع. ومن كبار التابعين: مروان بن الحكم، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد اللَّه بن ثعلبة، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وسلمان الأغر، والأغر أبو مسلم وشريح بن هانئ، وخباب صاحب المقصورة، وأبو سعيد المقبري، وسليمان بن يسار، وسنان بن أبي سنان، وعبد اللَّه بن شقيق، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وعراك بن مالك، وأبو رزين الأسدي، وعبد اللَّه بن قارظ، وبسر بن سعيد، وبشير بن نهيك، وبعجة الجهنيّ، وحنظلة الأسلمي، وثابت بن عياض، وحفص بن عاصم بن عمرو، وسالم بن عبد اللَّه بن

(7/352)


عمر، وأبو سلمة، وحميد: ابنا عبد الرحمن بن عوف، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، وخلاس بن عمرو، وزرارة بن أبي أوفى، وسالم أبو الغيث، وسالم مولى شداد، وعامر بن سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، وأبو الحباب سعيد بن يسار، وعبد اللَّه بن الحارث البصري، ومحمد بن سيرين، وسعيد بن مرجانة، والأعرج، وهو عبد الرحمن بن هرمز، والمقعد وهو عبد الرحمن بن سعيد، ويقال له الأعرج أيضا وعبد الرحمن بن أبي نعيم، وعبد الرحمن بن يعقوب والد العلاء، وأبو صالح السمان، وعبيدة بن سفيان، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، وعطاء بن مينا، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء بن يزيد الليثي، وعطاء بن يسار، وعبيد بن حنين، وعجلان والد محمد، وعبيد اللَّه بن أبي رافع، وعنبسة بن سعيد بن العاص، وعمرو بن الحكم أبو السائب مولى ابن زهرة، وموسى بن يسار، ونافع بن جبير بن مطعم، وعبد اللَّه بن رباح، وعبد الرحمن بن مهران، وعمرو بن أبي سفيان، ومحمد بن زياد الجمحيّ، وعيسى بن طلحة، ومحمد بن قيس بن مخرمة، ومحمد بن عباد بن جعفر، ومحمد بن أبي عائشة، والهيثم بن أبي سنان، وأبو حازم الأشجعي، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو الشعثاء المحاربي، ويزيد بن الأصم، ونعيم المجمر، ومحمد بن المنكدر، وهمام بن منبه، وأبو عثمان الطنبذي، وأبو قيس مولى أبي هريرة، وآخرون كثيرون.
قال البخاريّ: روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظ من روى الحديث في عصره.
قال وكيع في نسخته: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، قال: كان أبو هريرة أحفظ أصحاب محمد صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرجه البغوي، من رواية أبي بكر بن عياش، عن الأعمش بلفظ: ما كان أفضلهم، ولكنه كان أحفظ.
وأخرج ابن أبي خيثمة، من طريق سعيد بن أبي الحسن، قال: لم يكن أحد من الصحابة أكثر حديثا من أبي هريرة. وقال الربيع: قال الشافعيّ: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره.
وقال أبو الزّعيزعة كاتب مروان: أرسل مروان إلى أبي هريرة، فجعل يحدّثه، وكان أجلسني خلف السرير أكتب ما يحدّث به حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن انظر، فما غيّر حرفا عن حرف.
وفي صحيح البخاريّ، من طريق وهب بن منبه، عن أخيه همام، عن أبي هريرة،

(7/353)


قال لم يكن من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أكثر حديثا مني إلا عبد اللَّه بن عمر، فإنه كان يكتب ولا أكتب.
وقال للحاكم أبو أحمد- بعد أن حكى الاختلاف في اسمه ببعض ما تقدم: كان من أحفظ أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وألزمهم له صحبة على شبع بطنه، فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات، ولذلك كثر حديثه.
وقد أخرج البخاريّ في الصحيح، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قلت: يا رسول اللَّه من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: «لقد ظننت ألّا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك، لما رأيت من حرصك على الحديث» .
وأخرج أحمد، من حديث أبيّ بن كعب- أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن أشياء لا يسأله عنها غيره.
وقال أبو نعيم: كان أحفظ الصحابة لأخبار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ودعا له بأن يحبّبه إلى المؤمنين، وكان إسلامه بين الحديبيّة وخيبر قدم المدينة مهاجرا، وسكن الصّفة.
وقال أبو معشر المدائنيّ، عن محمد بن قيس، قال: كان أبو هريرة يقول: لا تكنوني أبا هريرة، فإن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم كناني أبا هرّ والذّكر خير من الأنثى.
وأخرجه البغويّ بسند حسن، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة. وقال عبد الرّحمن بن أبي لبيبة: أتيت أبا هريرة وهو آدم بعيد ما بين المنكبين ذو ضفيرتين أفرق الثنيتين.
وأخرج ابن سعد، من طريق قرة بن خالد: قلت لمحمد بن سيرين: أكان أبو هريرة مخشوشنا؟ قال: لا، كان لينا. قلت: فما كان لونه؟ قال: أبيض. وكان يخضب، وكان يلبس ثوبين ممشّقين «1» ، وتمخّط يوما فقال: بخ! بخ! أبو هريرة يتمخّط في الكتان.
وقال أبو هلال، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وحجرة عائشة، فيقال: مجنون، وما بي جنون، زاد يزيد بن إبراهيم، عن محمد، عنه: وما بي إلا الجوع.
ولهذا الحديث طرق في الصحيح وغيره، وفيها سؤال أبي بكر ثم عمر عن آية، وقال: لعل أن يسقني فيفتح عليّ الآية ولا يفعل.
__________
(1) المشق والمشق: المغرة وهو صبغ أحمر، وثوب ممشوق وممشّق: مصبوغ بالمشق قال الليث: المشق والمشق طين يصبغ به الثوب. اللسان 6/ 4211.

(7/354)


وقال داود بن عبد اللَّه، عن حميد الحميري: صحبت رجلا صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أربع سنين كما صحبه أبو هريرة.
وقال ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: نزل علينا أبو هريرة بالكوفة، واجتمعت أحمس، فجاءوا ليسلموا عليه، فقال: مرحبا، صحبت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاث سنين، لم أكن أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن.
وقال البخاريّ: حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذرّ، حدثنا مجاهد، عن أبي هريرة، قال: واللَّه الّذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد على الأرض بكبدي من الجوع، وأشدّ الحجر على بطني ... فذكر قصة القدح واللبن.
وقال أحمد: حدثنا عبد الرحمن- هو ابن مهدي- حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني أبو كثير، حدثني أبو هريرة، قال: أما واللَّه ما خلق اللَّه مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أجبني، قال: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال: إنّ أمي كانت مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام، وكانت تأبي عليّ، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ما أكره، فأتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا أبكي، فذكرت له، فقال: «اللَّهمّ اهد أمّ أبي هريرة» «1» ، فخرجت عدوا، فإذا بالباب مجاف وسمعت حصحصة الماء «2» ، ثم فتحت الباب، فقالت: أشهد لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه، فرجعت وأنا أبكي من الفرح، فقلت: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه أن يحبّبني وأمي إلى المؤمنين، فدعا له.
وقال الجريريّ، عن أبي بصرة، عن رجل من الطفاوة، قال: نزلت على أبي هريرة قال: ولم أدرك من الصحابة رجلا أشدّ تشميرا ولا أقوم على ضيف منه.
وقال عمرو بن عليّ الفلّاس: كان مقدمه عام خيبر، وكانت في المحرم سنة سبع.
وفي الصحيح، عن الأعرج، قال: قال أبو هريرة: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، واللَّه الموعد، إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصّفق «3» بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام
__________
(1) أخرجه مسلم 4/ 1938 في كتاب فضائل الصحابة باب 35 في فضائل أبي هريرة الدوسيّ رضي اللَّه عنه حديث رقم 158- 2491 وأحمد في المسند 2/ 320.
(2) الحصحصة: الحركة في شيء حتى يستقرّ فيه ويستمكن منه ويثبت، وقيل: تحريك الشيء في الشيء حتى يستمكن ويستقر فيه. اللسان 2/ 899.
(3) يقال: تصافق القوم: تبايعوا، وصفق يده بالبيعة والبيع وعلى يده صفقا: ضرب بيده على يده وذلك عند وجوب البيع، والاسم منه الصّفق. اللسان/ 4/ 2463.

(7/355)


على أموالهم فحضرت من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مجلسا، فقال: «من يبسط رداءه حتّى أقضي مقالتي، ثمّ يقبضه إليه، فلن ينسى شيئا سمعه منّي؟» «1» فبسطت بردة عليّ حتى قضى حديثه، ثم قبضتها إليّ، فو الّذي نفسي بيده ما نسيت شيئا سمعته منه بعد.
وأخرجه أحمد، والبخاريّ، ومسلم، والنّسائيّ، من طريق الزهري، عن الأعرج، ومن طريق الزهري أيضا عن سعيد بن المسيّب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، يزيد بعضهم على بعض.
وأخرجه البخاريّ وغيره، من طريق سعيد المقبري، عنه مختصرا. قلت: يا رسول اللَّه، إني لأسمع منك حديثا كثيرا أنساه.
فقال: «ابسط رداءك، فبسطته» ، ثم قال: «ضمّه إلى صدرك» ، فضممته فما أنسيت حديثا بعد.
وأخرج أبو يعلى، من طريق الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، عن أبي هريرة، قال: شكوت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سوء الحفظ، فقال: «افتح كساءك» . فذكر نحوه.
وأخرج أبو نعيم، من طريق عبد اللَّه بن أبي يحيى، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ألا تسألني عن هذه الغنائم؟» . قلت: أسألك أن تعلّمني مما علّمك اللَّه. قال: فنزع نمرة «2» على ظهري ووسّطها بيني وبينه، فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال: «اجمعها فصرها «3» إليك» . فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني.
وقد تقدمت طرق هذا الحديث الصحيحة، وله طرق أخرى، منها
عند أبي يعلى، من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من يأخذ منّي كلمة أو كلمتين أو ثلاثا، فيصرّهنّ في ثوبه، فيتعلّمهنّ ويعلّمهنّ؟ «4» قال: فنشرت ثوبي، وهو يحدّث، ثم ضممته، فأرجو ألا أكون نسيت حديثا مما قال.
وأخرج أحمد، من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن نحوه، وفيه: فقلت: أنا، فقال: «ابسط ثوبك» ، وفي أخره: فأرجو ألّا أكون نسيت حديثا سمعته منه بعد ذلك.
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4: 2: 56 ولفظه من يبسط ثوبه حتى أفرغ ...
(2) النّمرة: كلّ شملة مخطّطة من مآزر الأعراب فهي نمرة وجمعها نمار كأنها أخذت من لون النّمر لما فيها من السواد والبياض. اللسان/ 6/ 4546.
(3) صرها إليك: اجمعها المعجم الوسيط 1/ 515.
(4) أخرجه أبو يعلى في مسندة 11/ 102 (389- 6229) وانظر الحميدي 2/ 483 (1142) وأحمد في المسند 2/ 240 والبخاري (7354) ومسلم (2492) والترمذي (3833) .

(7/356)


وأخرج ابن عساكر، من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن أبي الربيع، عن أبي هريرة: كنت عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فبسطت ثوبي، ثم جمعته، فما نسيت شيئا بعد. هذا مختصر مما قبله.
ووقع لي بيان ما كان حدّث به النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في هذه القصة إن ثبت الخبر،
فأخرج أبو يعلى، من طريق أبي سلمة: جاء أبو هريرة فسلّم على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في شكواه يعوده، فأذن له فدخل فسلم وهو قائم، والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم متساند إلى صدر عليّ، ويده على صدره ضامّة إليه، والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم باسط رجليه، فقال: «ادن يا أبا هريرة» . فدنا، ثم قال: «ادن يا أبا هريرة» ، ثم قال: «ادن يا أبا هريرة» فدنا، حتى مسّت أطراف أصابع أبي هريرة أصابع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم قال له: «اجلس» . فجلس، فقال له: «ادن منّي طرف ثوبك» . فمدّ أبو هريرة ثوبه فأمسك بيده ففتحه وأدناه من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أوصيك يا أبا هريرة بخصال لا تدعهنّ ما بقيت» . قال: أوصني ما شئت. فقال له: «عليك بالغسل يوم الجمعة، والبكور إليها، ولا تلغ، ولا تله، وأوصيك بصيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر، فإنّه صيام الدّهر، وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما، وإن صلّيت اللّيل كلّه فإنّ فيهما الرّغائب» - قالها ثلاثا، ثم قال: «ضمّ إليك ثوبك» . فضمّ ثوبه إلى صدره، فقال: يا رسول اللَّه، بأبي وأمي! أسرّ هذا أو أعلنه؟
قال: «أعلنه يا أبا هريرة» «1» - قالها ثلاثا.
والحديث المذكور من علامات النبوة، فإن أبا هريرة كان أحفظ الناس للأحاديث النبويّة في عصره.
وقال طلحة بن عبيد اللَّه: لا أشك أن أبا هريرة سمع من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ما لم نسمع.
وقال ابن عمر: أبو هريرة خير مني وأعلم بما يحدث.
وأخرج النّسائيّ بسند جيد في العلم من كتاب السنن- أنّ رجلا جاء إلى زيد بن ثابت، فسأله، فقال له زيد: عليك بأبي هريرة، فإنّي بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو للَّه ونذكره إذ خرج علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حتى جلس إلينا، فقال: «عودوا للّذي كنتم فيه» «2» قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي، فجعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يؤمّن على دعائنا، ودعا أبو هريرة، فقال:
«إنّي أسألك ما سأل صاحباك، وأسألك علما لا ينسى» . فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «آمين» .
فقلنا: يا رسول اللَّه، ونحن نسألك علما لا ينسى، فقال: «سبقكم بها الغلام الدّوسي» .
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43412، 43486 وعزاه لأبي يعلى عن أبي هريرة.
(2) أخرجه الحاكم 3/ 508، وذكره الهيثمي في المجمع 9/ 361.

(7/357)


وأخرج التّرمذيّ، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني أسمع منك أشياء لا أحفظها. قال: «ابسط رداءك» . فبسطته فحدّث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به.
وسنده صحيح، وأصله عند البخاري بلفظ: فما نسيت شيئا سمعته بعد.
وأخرج التّرمذيّ أيضا عن عمر- أنه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأحفظنا لحديثه.
وأخرج ابن سعد، من طريق سالم مولى بني نصر: سمعت أبا هريرة يقول: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مع العلاء بن الحضرميّ، فأوصاه بي خيرا، فقال لي: «ما تحبّ؟» قلت:
أؤذن لك، ولا تسبقني بآمين.
وأخرج البخاريّ، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: حفظت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم «1» .
وعند أحمد، من طريق يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة: وقيل له أكثرت، فقال: لو حدثتكم بما سمعت لرميتموني بالقشع، أي الجلود.
وفي الصحيح، عن نافع، قال: قيل لابن عمر: حديث أبي هريرة: «إنّ من اتّبع جنازة فصلّى عليها فله قيراط ... » الحديث؟ فقال: أكثر علينا أبو هريرة، فسأل عائشة فصدقته، فقال: لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
وأخرج البغويّ بسند جيد عن الوليد بن عبد الرحمن، عن ابن عمر- أنه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأعلمنا بحديثه.
وأخرج ابن سعد بسند جيد، عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: قالت عائشة لأبي هريرة: إنك لتحدث بشيء ما سمعته. قال: يا أمه، طلبتها وشغلك عنها المكحلة والمرآة، وما كان يشغله عنها شيء، والأخبار في ذلك كثيرة.
وأخرج البيهقيّ في المدخل، من طريق بكر بن عبد اللَّه بن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: لقي كعبا فجعل يحدثه ويسأله، فقال كعب: ما رأيت رجلا لم يقرأ التوراة أعلم بما في التوراة من أبي هريرة.
__________
(1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 576 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع باب 60 حديث رقم 2518 وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح والنسائي في السنن 8/ 328 كتاب الأشربة باب 50 الحث على ترك الشبهات حديث رقم 5711، وأحمد في المسند 1/ 200، 3/ 112، 153 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 512، والحاكم في المستدرك 2/ 13، 4/ 909.

(7/358)


وأخرج أحمد، من طريق عاصم بن كليب، عن أبيه: سمعت أبا هريرة يبتدئ حديثه بأن يقول: قال رسول اللَّه الصادق المصدوق أبو القاسم صلى اللَّه عليه وسلّم: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» .
وأخرج مسدّد في مسندة، من رواية معاذ بن المثنى، عنه، عن خالد، عن يحيى بن عبيد اللَّه، عن أبيه عن أبي هريرة، قال: بلغ عمر حديثي، فقال لي: كنت معنا يوم كنّا في بيت فلان؟ قلت: نعم، إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال يومئذ: «من كذب عليّ ... » الحديث.
قال: اذهب الآن فحدّث.
وأخرج مسدّد، من طريق عاصم بن محمد بن يزيد بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، قال: ابن عمر إذا سمع أبا هريرة يتكلم قال: إنا نعرف ما نقول، ولكنا نجبن ويجترئ.
وروينا في فوائد المزكي تخريج الدّارقطنيّ، من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة- رفعه: «إذا صلّى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه» «1» ،
فقال له مروان: أما يكفي أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع؟ قال:
لا. فبلغ ذلك ابن عمر، فقال: أكثر أبو هريرة. فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئا مما يقول؟
قال: لا، ولكنه أجرأ وجبنّا، فبلغ ذلك أبا هريرة، فقال: ما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا.
وقد أخرج أبو داود الحديث المرفوع. وأخرج ابن سعد، من طريق الوليد بن رباح:
سمعت أبا هريرة يقول لمروان حين أرادوا أن يدفنوا الحسن عند جدّه: تدخل فيما لا يعنيك- وكان الأمير يومئذ غيره- ولكنك تريد رضا الغائب، فغضب مروان، وقال: إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة ... الحديث.
وإنما قدم قبل وفاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بيسير، فقال أبو هريرة: قدمت ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بخيبر، وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين، فأقمت معه حتى مات أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأغزو معه وأحجّ، فكنت أعلم الناس بحديثه، وقد واللَّه سبقني قوم بصحبته،
__________
(1) أخرجه الترمذي 2/ 281 في كتاب أبواب الصلاة باب 194، ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر حديث رقم 420، وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقد روي عن عائشة أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم كان إذا صلى ركعتي الفجر في بيته اضطجع على يمينه وقد رأى أهل العلم أن يفعل هذا استحبابا أ. هـ وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه 2/ 167 كتاب الصلاة باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر حديث رقم 1120 وأبو داود في السنن 1/ 404 كتاب الصلاة باب الاضطجاع بعدها حديث رقم 1261 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19332 وابن حبان 2/ 347 كتاب الصلاة باب 118 الاضطجاع بعد ركعتي الفجر حديث رقم 612.

(7/359)


فكانوا يعرفون لزومي له فيسألونني عن حديثه، منهم: عمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، ولا واللَّه لا يخفى عليّ كلّ حديث كان بالمدينة وكلّ من كانت له من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم منزلة، ومن أخرجه من المدينة أن يساكنه، قال: فو اللَّه ما زال مروان بعد ذلك كافّا عنه.
وأخرج ابن أبي خيثمة، من طريق ابن إسحاق، عن عمر أو عثمان بن عروة، عن أبيه، قال أبي: أدنني من هذا اليماني- يعني أبا هريرة- فإنه يكثر، فأدنيته، فجعل يحدث والزبير يقول: صدق، كذب، فقلت: ما هذا؟ قال: صدق أنه سمع هذا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولكن منها ما وضعه في غير موضعه.
وتقدم قول طلحة: قد سمعنا كما سمع، ولكنه حفظ ونسينا.
وفي فوائد تمام، من طريق أشعث بن سليم، عن أبيه: سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة، فسألته، فقال: إن أبا هريرة سمع.
وأخرج أحمد في «الزّهد» بسند صحيح، عن أبي عثمان النهدي، قال: تضيّفت أبا هريرة سبعا، فكان هو وامرأته وخادمه يقسّمون الليل أثلاثا، يصلّي هذا ثم يوقظ هذا.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن عكرمة- أن أبا هريرة كان يسبّح كلّ يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة، يقول: أسبّح بقدر ذنبي.
وفي «الحلية» من تاريخ أبي العباس السّراج بسند صحيح، عن مضارب بن حزن:
كنت أسير من الليل، فإذا رجل يكبّر فلحقته فقلت: ما هذا؟ قال: أكثر شكر اللَّه عليّ إن كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان لنفقة رحلي وطعام بطني، فإذا ركبوا سبقت بهم، وإذا نزلوا خدمتهم، فزوّجنيها اللَّه، فأنا أركب، وإذا نزلت خدمت.
وأخرجه ابن خزيمة من هذا الوجه وزاد: وكانت إذا أتت على مكان سهل نزلت، فقالت لا أريم حتى تجعلي لي فيّ عصيدة، فها أنا ذا أتيت على نحو من مكانها، قلت: لا أريم حتى تجعل لي عصيدة.
وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين- أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين، فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال، فمن أين لك؟ قال: خيل نتجت، وأعطية تتابعت، وخراج رقيق لي، فنظر فوجدها كما قال، ثم دعاه ليستعمله فأبى، فقال: لقد طلب العمل من كان خيرا منك؟ قال: ومن؟ قال: يوسف. قال:
إنّ يوسف نبي اللَّه، ابن نبي اللَّه وأنا أبو هريرة بن أميمة، وأخشى ثلاثا أن أقول بغير علم، أو أقضي بغير حكم، ويضرب ظهري، ويشتم عرضي، وينزع مالي.

(7/360)


وأخرج ابن أبي الدّنيا في كتاب «المزاح» والزّبير بن بكّار فيه، من طريق ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة- أن رجلا قال له: إني أصبحت صائما، فجئت أبي فوجدت عنده خبزا ولحما، فأكلت حتى شبعت، ونسيت أني صائم. فقال أبو هريرة: اللَّه أطعمك. قال:
فخرجت حتى أتيت فلانا فوجدت عنده لقحة تحلب فشربت من لبنها حتى رويت. قال: اللَّه سقاك. قال: ثم رجعت إلى أهلي وثقلت فلما استيقظت دعوت بماء فشربته. فقال: يا ابن أخي، أنت لم تعود الصيام.
وأخرج ابن أبي الدّنيا في «المحتضرين» بسند صحيح، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: دخلت على أبي هريرة وهو شديد الوجع فاحتضنته، فقلت: اللَّهمّ اشف أبا هريرة. فقال: اللَّهمّ لا ترجعها- قالها مرتين، ثم قال: إن استطعت أن تموت فمت، واللَّه الّذي نفس أبي هريرة بيده ليأتينّ على الناس زمان يمرّ الرجل على قبر أخيه فيتمنى أنه صاحبه.
قلت: وقد جاء هذا الحديث مرفوعا عن أبي هريرة، عن عمير بن هانئ، قال: كان أبو هريرة يقول: تشبّثوا بصدغي معاوية، اللَّهمّ لا تدركني سنة ستين.
وأخرج أحمد والنّسائيّ بسند صحيح، عن عبد الرحمن بن مهران، عن أبي هريرة- أنه قال حين حضره الموت: لا تضربوا عليّ فسطاطا، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي.
وأخرج أبو القاسم بن الجرّاح في «أماليه» ، من طريق عثمان الغطفانيّ، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: إذا مت فلا تنوحوا عليّ، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي.
وأخرج البغويّ، من وجه آخر، عن أبي هريرة- أنه لما حضرته الوفاة بكى، فسئل، فقال: من قلة الزاد وشدة المفازة.
وأخرج ابن أبي الدّنيا، من طريق مالك، عن سعيد المقبري، قال: دخل مروان على أبي هريرة في شكواه الّذي مات فيها، فقال: شفاك اللَّه. فقال أبو هريرة: اللَّهمّ إني أحب لقاءك، فأحبب لقائي، فما بلغ مران- يعني وسط السوق- حتى مات.
وقال ابن سعد، عن الواقديّ: حدثني ثابت بن قيس، عن ثابت بن مسحل، قال:
صلى الوليد بن عقبة بن أبي سفيان على أبي هريرة بعد أن صلّى بالناس العصر، وفي القوم ابن عمر، وأبو سعيد الخدريّ، قال: وكتب الوليد إلى معاوية يخبره بموته، فكتب إليه:
انظر من ترك فادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم، وأحسن جوارهم، فإنه كان ممن نصر

(7/361)


عثمان يوم الدار. قال أبو سليمان بن زبر في تاريخه: عاش أبو هريرة ثمانيا وسبعين سنة.
قلت: وكأنه مأخوذ من الأثر المتقدم عنه- أنه كان في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ابن ثلاثين سنة، وأزيد من ذلك، وكانت وفاته بقصره بالعقيق، فحمل إلى المدينة، قال هشام بن عروة، وخليفة وجماعة: توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين. وقال الهيثم بن عدي، وأبو معشر، وضمرة بن ربيعة: مات سنة ثمان وخمسين. وقال الواقدي، وأبو عبيد وغيرهما: مات سنة تسع وخمسين، وزاد الواقدي: وصلّى على عائشة في رمضان سنة ثمان، وعلى أم سلمة في شوال سنة تسع، ثم توفي بعد ذلك.
قلت: وهذا الّذي قاله في أم سلمة وهل منه، وإن تابعه عليه جماعة، فقد ثبت في الصحيح ما يدلّ على أن أم سلمة عاشت إلى خلافة يزيد بن معاوية، كما سيأتي في ترجمتها.
والمعتمد في وفاة أبي هريرة قول هشام بن عروة. وقد تردد البخاري فيه، فقال: مات سنة سبع وخمسين.

10681- أبو هلال الكلبي «1»
. قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى حديثه علقمة بن هلال، عن جده. وقيل عن أبيه عن جده، كذا أخرجه ابن مندة مختصرا.
وقال أبو نعيم: أبو هلال التيمي قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، حديثه عند أولاده، ثم ساق حديثه عن الطبراني، من طريق الوليد بن مسلم: حدثني من سمع علقمة بن هلال من بني تيم اللَّه يحدّث عن أبيه عن جده- أنه قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، في رجل من قومه وهو بالمدينة بعد مهاجرته إليها، قال: فوافيناه يضرب أعناق أسارى على ماء قليل فقتل عليه حتى سفح الدم الماء، قال صفوان الراويّ، عن الوليد: سفح معناه غطى.
وقال أبو موسى: استدركه يحيى بن مندة على جده، فقال: أبو هلال التيمي. وقد ذكره جده، لكن لم يسند عنه شيئا. قال ابن الأثير: التيمي والكلبي واحد، لأن تيم اللَّه بطن كبير من كلب، وهو تيم اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة.

10682- أبو هند،
والد نعيم «2» بن أبي هند الأشجعي. تقدم في النعمان بن أشيم.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6327.
(2) أسد الغابة: ت 6328، الاستيعاب: ت 3254.

(7/362)


10683- أبو هند الحجام،
مولى بني بياضة» .
قال ابن السّكن: يقال اسمه عبد اللَّه. وقال ابن مندة: يقال اسمه يسار، ويقال سالم، قال: وقال ابن إسحاق: هو مولى فروة بن عمرو البياضي من الأنصار.
وروى عنه ابن عبّاس، وجابر، وأبو هريرة، ووقع في موطأ ابن وهب: حجم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبو هند يسار. وقال ابن إسحاق في المغازي أيضا: لما انتهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في رجوعه من بدر إلى عرق الظّبية «2» استقبله أبو هند مولى فروة بن عمرو البياضي بحيس أي بزقّ مملوء حيسا، وكان قد تخلف عن بدر، وشهد المشاهد بعدها.
وأخرج ابن مندة، من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: كان جابر يحدث أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم احتجم على كاهله من أجل الشاة التي أكلها «3» ، حجمه أبو هند مولى بني بياضة بالقرن.
وأخرج أبو نعيم، من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن أبا هند حجم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في اليافوخ من وجع كان به، وقال: إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة، كذا قال حماد بن سلمة، وخالفه الدّراوردي،
فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هند، قال: حجمت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في اليافوخ، فقال: «إن كان في شيء من الدّواء خير فهو في هذه الحجامة، يا بني بياضة، أنكحوا أبا هند، وأنكحوا إليه» «4» .
أخرجه ابن جريج، والحاكم أبو أحمد عنه، وذكر الحاكم في الإكليل أنه حلق رأس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في عمرة الجعرانة.
وأخرج ابن السّكن، والطّبرانيّ، من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة- أن أبا هند مولى بني بياضة كان حجّاما يحجم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «من سرّه أن ينظر إلى من صوّر اللَّه الإيمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند» . وقال: «أنكحوه وأنكحوا إليه» ،
وسنده إلى الزهري ضعيف.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6329، الاستيعاب: ت 3253.
(2) موضع بين مكة والمدينة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 932.
(3) أخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 33 عن سعيد بن المسيب ولفظه احتجم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم على الأخدعين والكاهل.
(4) أخرجه أبو داود 2/ 397، كتاب الطب باب في الحجامة حديث رقم 3857 وابن ماجة في السنن 2/ 1151 كتاب الطب باب 20 الحجامة حديث رقم 3476 وأحمد في المسند 2/ 342، 423، والحاكم في المستدرك 4/ 410 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28123، 28145.

(7/363)


وأخرجه الحاكم أبو أحمد مختصرا، وزاد: ونزلت: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى [الحجرات 13] .
وذكر الواقديّ في كتاب «الرّدّة» عن زرعة بن عبد اللَّه بن زياد بن لبيد- أن أبا بكر الصديق أرسل أبا هند مولى بني بياضة إلى زياد بن لبيد عامل كندة وحضرموت يخبره باستخلافه بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.

10684- أبو هند الداريّ «1»
، من بني الدار بن هانئ بن حبيب، مشهور بكنيته.
واختلف في اسمه، فقيل: برير، ويقال برّ بن عبد اللَّه بن ربيعة بن درّاع بن عدي بن الدار، ابن عم تميم الداريّ. وقال ابن حبان: الصحيح أن اسمه بر بن بر، وقيل برير، وقيل برين.
ورأيت في رجال الموطّأ لابن الحذاء الأندلسي في ترجمة تميم الداريّ، وقيل: إن أبا هند ليس أخا تميم، فإن أبا هند هو الليث بن عبد اللَّه بن رزين كذا في نسخة معتمدة، وما أدري هل هو هذا أو لا، وقال أبو عمر: كان يقال إنه أخوه، وليس شقيقه، وإنما هو أخوه لأمه وابن عمه.
قال أبو نعيم: هو أخو تميم، قدم مع تميم ومن معها على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وسألوه أن يقطعهم أرضا بالشام، فكتب لهما بها، فلما كان زمن أبي بكر أتوه بذلك الكتاب فكتب لهم إلى أبي عبيدة بإنفاذه.
قلت: والكتاب المذكور مشهور بيد ذرية تميم، وقد كتبت في شأنه جزءا سميته البناء الجليل بحكم بلد الخليل.
قال أبو عمر: يعد في أهل الشام، ومخرج حديثه عن ولده.
قلت:
أخرج أبو نعيم وغيره من رواية زيّاد بن فائد بن زيّاد، عن أبيه، عن جده زياد بن أبي هند الداريّ، عن أبيه هند: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول- يعني عن ربه: «من لم يرض بقضائي، ولم يصبر على بلائي، فليلتمس ربّا سوائي» .
وزيّاد بفتح الزاي المنقوطة وتشديد التحتانية المثناة. وكذا جده. وفائد، بالفاء، هو وولده ضعيفان، وقد جاء عنهما عدة أحاديث مناكير.
وأخرج الحارث بن أبي أسامة في مسندة، من طريق مكحول: سمعت أبا هند الداريّ
__________
(1) أسد الغابة: ت 6330، الاستيعاب: ت 32156.

(7/364)


يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من قام بأخيه مقام رياء وسمعة راءى اللَّه تعالى به يوم القيامة وسمّع به» «1» .

10685- أبو هند،
مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره محمد بن حبيب في كتاب المحبر.

10686- أبو هنيدة:
وائل بن حجر الحضرميّ.
تقدم في الأسماء، أخرج أبو أحمد في الكنى، من طريق محمد بن حجر: سمعت أبي أو عمّي. يقول: أهل بيتي يقولون وائل بن حجر- يعني أبا هنيدة، وأنشد محمد بن حجر قول الشاعر:
إنّ الأغرّ أبا هنيدة ودّني ... بوسائل وقضاء بيت واسع
[الكامل]

10687- أبو هود:
سعيد بن يربوع المخزومي. تقدم في الأسماء.

10688- أبو الهيثم:
العباس بن مرداس.
كناه البخاريّ في «الكنى المجرّدة» ، قاله أبو أحمد. وقد تقدم ذكره في الأسماء.

10689- أبو الهيثم بن التّيّهان «2»
، بفتح المثناة الفوقانية مع كسر الياء، ابن مالك بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء الأنصاري الأوسي.
وزعوراء أخو عبد الأشهل، ويقال التيهان لقب، واسمه مالك، وهو مشهور بكنيته، وقد وقع في مصنف عبد الرزاق أن اسمه عبد اللَّه.
قال ابن إسحاق- فيمن شهد بدرا: أبو الهيثم، واسمه مالك، وأخوه عتيك ابنا التيّهان. وقال في بيعة العقبة: وكان نقيب بني عبد الأشهل أسيد بن حضير، وأبو الهيثم بن التيهان.
وقال ابن السّكن: ذكر ابن إسحاق أنّ أبا الهيثم من بليّ من بني عمرو بن الحاف بن قضاعة، حالف بني عبد الأشهل، وآخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين عثمان بن مظعون، وشهد المشاهد كلها، وكذا قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، والعقبة، وكان أول من بايع.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 99 عن أبي هند الداريّ بلفظه وقال رواه البزار ورجاله رجال الصحيح وأورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 7/ 568.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 210، التاريخ لابن معين 2/ 148، تنقيح المقال 3/ 24.

(7/365)


قال ابن السّكن: روى أبو هريرة قصة أبي الهيثم بن التيهان حين رآه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأبو بكر وعمر، وكذلك
روى عن عكرمة عن ابن عباس هذه القصة مطولة، وقد اختصر بعضهم منها حديث: «المستشار مؤتمن» «1» ،
فأسنده عن أبي الهيثم وجاء عنه حديث آخر، ثم
ساقه، من طريق أيوب بن خالد، عن أبي أمامة بن سهل، عن مالك بن التيهان، قال:
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من قال السّلام عليكم كتب له عشر حسنات، ومن قال: «السّلام عليكم ورحمة اللَّه كتب له عشرون حسنة، ومن قال السّلام: عليكم ورحمة اللَّه وبركاته كتب له ثلاثون حسنة» «2» .
وقال: الروايات عن أبي الهيثم كلّها فيها نظر، وليست تأتي من وجه يثبت، وذلك لتقدم موته، فقيل: مات سنة عشرين، ويقال: قتل بصفّين سنة سبع وثلاثين. انتهى.
ونقل أبو عمر عن الأصمعيّ، قال: سألت قوم أبي الهيثم، فقالوا: مات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: وهذا لم يتابع عليه قائله، قال: وقيل إنه توفي سنة إحدى وعشرين، وقيل: شهد صفّين مع عليّ، وهو الأكثر. وقيل: إنه قتل بها، وهذا ساقه أبو بشر الدولابي، من طريق صالح بن الوجيه، وقال: ممن قتل بصفين أبو الهيثم بن التيهان، وعبد الرحمن بن بديل، وآخرون. ثم أسند أبو عمر من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، قال: أصيب أبو الهيثم مع علي بصفّين. وقال أبو أحمد الحاكم: قيل: مات على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقيل مات سنة عشرين، وقيل سنة إحدى وعشرين. وقيل شهد صفين، وكأن الأصوب قول من قال سنة عشرين أو إحدى وعشرين. انتهى.
وقال الواقديّ: لم أر من يعرف ذلك ولا يثبته، يعني أنه قتل بصفّين، والقول بأنه مات سنة عشرين نقله ابن أبي خيثمة عن صالح بن كيسان، عن الزهري. وأنشد أبو الربيع بن سالم الكلاعي لأبي الهيثم في النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بمرثية يقول فيها:
لقد جدعت آذاننا وأنوفنا ... غداة فجعنا بالنّبيّ محمّد
[الطويل]

10690- أبو الهيثم،
آخر «3» . أفرده أبو موسى في الذيل عن ابن التّيّهان فأصاب،
__________
(1) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه أبو داود 5/ 345 (5128) والترمذي 4/ 583 (2369) وقال: حديث حسن صحيح غريب وابن ماجة 2/ 1233 (3745) .
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 92، وابن السني في عمل اليوم والليل 227 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 34 عن مالك بن التيهان بلفظه- وقال الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ وهو ضعيف.
(3) أسد الغابة: ت 2332.

(7/366)


وساق من طريق الطبراني بسنده إلى الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، حدثني أبو الهيثم، قال: رآني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أتوضّأ، فقال: «بطن القدم يا أبا الهيثم»
وأورده بعض أصحاب المسانيد في مسند أبي الهيثم بن التيهان، وليس بجيد، لأنّ بكر بن سوادة لم يدركه، وأفرده أبو موسى عن ابن التيهان، لأنّ بكر بن سوادة لم يلق ابن التيهان، فتبيّن أنه غيره.

10691- أبو الهيثم
بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي.
وقع ذكره في حديث يدلّ على أن له صحبة،
فقرأت في كتاب السنّة لأبي الحسن بن السري خال ولد ابن السنيّ، حدثنا محمد بن صالح، حدثني مروان بن ضرار الفزاري، حدثني عبد الرحمن بن الحكم بن البراء بن قبيصة الثقفي، حدثنا أبي عن عامر بن الأسود، عن عبد اللَّه بن الغسيل، قال: كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فمرّ العباس، فقال: «يا عمّ، أتبعني بنيك» ، فقال له أبو الهيثم بن عتبة بن أبي لهب: يا عم، أنظرني حتى أجيئك، فلم يأتهم، فانطلق بستة من بنيه ... فذكر قصة.

10692- أبو الهيثم،
من الجن.
ذكر الشّبلي في «آكام المرجان» ، قال: دخل رجل المدينة فأخبر عن أبي موسى الأشعري بخبر، فشاع ذلك، ولم يعرف الرجل، فبلغ ذلك عمر، فقال: هذا أبو الهيثم بريد المسلمين من الجن، وسيأتي بريد المسلمين من الإنس، فجاء بعدها بأيام.

10693- أبو هيصم المزني.
وقع ذكره في «أخبار المدينة» لابن زبالة، قال الزبير بن بكار: حدثنا محمد بن الحسن، عن عبد اللَّه بن عمر، عن محمد بن هيصم المزني، عن أبيه، قال: دعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبي، فقال: «إنّي مستعملك على هذا الوادي، فمن جاءك من ها هنا وها هنا فامنعه» .
فقال: إني رجل ليس لي إلا بنات، وليس معي أحد يعاونني، فقال: «إنّ اللَّه سيرزقك ولدا ويجعل لك أولياء» . قال: فعمل عليه، وكان له بعد ذلك ولد، فلم يزل الولاة يولّون عليه.
وبه إلى محمد بن هيصم، عن أبيه، عن جده- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أشرف على وسط البقيع فصلّى فيه.

القسم الثاني
10694- أبو هارون:
مسعود بن الحكم الزّرقيّ. تقدم في الأسماء.

(7/367)


القسم الثالث
10695- أبو هاشم
بن مسعود بن سنان بن أبي حارثة المزي.
له إدراك، ومن ذريته إبراهيم بن محمد بن زياد بن سويد بن أبي هاشم، وهو القائل:
مهما فعلت فليس عندك من ... حاليك إلّا دون ما عندي
[الكامل]

القسم الرابع
10696- أبو هاشم،
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» .
تابعي أرسل حديثا، فذكره أبو موسى في «الذّيل على المعرفة» ،
فأخرج من طريق أبي نعيم، أظنه في كتابه في فضائل الصحابة، من طريق يحيى بن يعلى، عن أبي عبد الرحمن حلو بن السري الأزدي، حدثنا أبو هاشم مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «كانت أمّي أمّة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، هو أعتق أبي وأمي- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جاء إلى المسجد، فوجد عليّا وفاطمة مضطجعين قد غشيتهما الشمس، فقام عند رءوسهما وعليه كساء خيبري فمدّه دونهم، ثم قال: قوما أحبّ باد وحاضر- ثلاث مرات.
ومن طريق عبد اللَّه بن موسى، حدثنا حلو الأزدي، عن أبي هاشم، عن أبيه، وكان مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خرج غازيا ... فذكر الحديث مطولا.
قال أبو موسى: فعلى هذا فالحديث لوالد أبي هاشم، وقد جاء عن يحيى بن يعلى، فقال عن حلو، عن أبي هاشم، عن أبيه.

10697- أبو هاشم بن نافع،
اسمه عمر.
روى عنه ابنه عبد اللَّه، قاله مسلم. وقال البخاري: نافع مولى بني هاشم سمع عمر، قاله الحكم بن عيينة، عن ابن قانع، عن أبيه، ذكره هكذا أبو أحمد الحاكم ثم قال: والقلب إلى قول محمد بن إسماعيل أميل.
قلت: فكأنه رأى أنّ قول مسلم أبو هاشم تصحيف من قول بني هاشم، فلو كان كما عند مسلم لكان من أهل القسم الثالث. واللَّه أعلم.

10698- أبو هند الأنصاري «2» .
__________
(1) أسد الغابة: ت 6321.
(2) الجرح والتعديل 9/ 453.

(7/368)


أفرده ابن مندة عن البياضيّ، وهما واحد، قال ابن مندة: روى حجاج، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، فوهم فيه ورواه أصحاب أبي الزبير، عن أبي الزبير، عن جابر- أن أبا حميد أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بقدح، وهو الصواب. فجنح ابن مندة إلى أنه تصحيف من أبي حميد.
وأما ابن السّكن فأورده في ترجمة أبي هند البياضي، فأصاب، ونبّه مع ذلك على أن المحفوظ أنّ الحديث عن أبي حميد، فعلى التقدير فعدّه زائدا غلط، وساقه ابن السكن من رواية زياد بن أيوب، عن حجاج، ثم قال: يقال هو خطأ، لأن زكريا بن إسحاق رواه عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي حميد، وكذا رواه الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أبي حميد.

10699- أبو هند البجلي «1»
: شامي تابعي أرسل شيئا، فذكره العسكري في الصحابة. وقال عبد الحق في الأحكام: ليس بمشهور. روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف، وحديثه عند أبي داود، والنسائي.

حرف الواو
القسم الأول
10700- أبو وائلة الهذلي «2»
. قال ابن عساكر: له صحبة، وشهد فتوح الشام، وأخرج له أحمد في مسندة من طريق ابن إسحاق: حدثني أبان بن صالح، عن شهر بن حوشب، عن رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه، وشهد طاعون عمواس، قال: لما اشتد الوجع قام أبو عبيدة فذكر الخبر في وفاته، ثم وفاة معاذ بن جبل، ووصله ابنه عبد الرحمن، ثم قام عمرو بن العاص، فقال:
تفرّقوا من هذا الوجع في الجبال، فقال له أبو واثلة الهذلي: كذبت، واللَّه لقد صحبت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأنت شرّ من حماري هذا، قال: واللَّه ما أرد عليك ما تقول. ثم خرج وخرج الناس، وتفرّقوا ورفعه اللَّه عنهم.
__________
(1) ميزان الاعتدال 4/ 742، ديوان الضعفاء رقم 5074، تقريب التهذيب 2/ 484، تهذيب التهذيب 12/ 268، الجرح والتعديل 9/ 453، تهذيب الكمال 3/ 1653، لسان الميزان 7/ 488، التاريخ الكبير 9/ 80، المغني 7798.
(2) أسد الغابة: ت 6333.

(7/369)


قال ابن عساكر: لا أعرفه إلا من هذه الرواية، وقد رويت هذه القصة من وجه آخر عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنم، ونسب الكلام المذكور فيها بمعناه لشرحبيل بن حسنة، فلعل من رد على عمرو في ذلك متعدد. واللَّه أعلم.

10701- أبو واقد الليثي «1»
. مختلف في اسمه، قيل الحارث بن مالك، وقيل [ابن عوف] «2» ، وقيل عوف بن الحارث بن أسيد بن جابر بن عبد مناة [بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة] «3» بن علي بن كنانة، كان حليف بني أسد، قال البخاري، وابن حبان، والباوردي، وأبو أحمد الحاكم: شهد بدرا. وقال أبو عمر: قيل شهد بدرا، ولا يثبت.
وقال ابن سعد: أسلم قديما، وكان يحمل لواء بني ليث، وضمرة، وسعد بن بكر يوم الفتح، وحنين، وفي غزوة تبوك يستنقر بني ليث، وكان خرج إلى مكة، فجاور بها سنة فمات. وقال في موضع آخر: دفن في مقبرة المهاجرين.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن أبي بكر، وعن عمر، وأسماء بنت أبي بكر.
روى عنه ابناه: عبد الملك، وواقد، وأبو سعيد الخدريّ، وعطاء بن يسار، وعروة، وآخرون.
وقال أبو عمر: كان قديم الإسلام، وكان معه لواء بني ليث، وضمرة، وسعد بن بكر يوم الفتح. وقيل: إنه من مسلمة الفتح. والأول أصح. يعدّ في أهل المدينة.
وقد أنكر أبو نعيم على من قال: إنه شهد بدرا، وقال: بل أسلم عام الفتح، أو قبل الفتح، وقد شهد على نفسه أنه كان بحنين، قال: ونحن حديثو عهد بكفر. انتهى.
وقد نص الزّهريّ على أنه أسلم يوم الفتح، وأسند ذلك عن سنان بن أبي سنان
__________
(1) سيرة ابن هشام 4/ 89، التاريخ لابن معين 2/ 731، المعرفة والتاريخ 3/ 374، التاريخ الكبير 2/ 258، الجرح والتعديل 3/ 82، التاريخ الصغير 53، جمهرة أنساب العرب 182، مشاهير علماء الأمصار 25، تاريخ خليفة 265، طبقات خليفة 29، مقدمة مسند بقي بن مخلد 89، المغازي للواقدي 453، ثمار القلوب 296، المحبر 237، مسند أحمد 5/ 217، تحفة الأشراف 11/ 110، تهذيب الكمال 1657، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 271، المعين في طبقات المحدثين 28، الكاشف 3/ 343، الوفيات لابن قنفذ 78، تهذيب التهذيب 12/ 270، تقريب التهذيب 2/ 486، خلاصة تذهيب التهذيب 68، تاريخ الإسلام 2/ 299.
(2) في أ: عوف بن حارث.
(3) سقط في أ.

(7/370)


الدئلي، أخرجه ابن مندة بسند صحيح إلى الزهري، ومستند من قال: إنه شهد بدرا ما أورده يونس بن بكير في مغازي ابن إسحاق عنه، عن أبيه، عن رجال من بني مازن، عن أبي واقد، قال: إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه بسيفي فوقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أن غيري قد قتله.
ويعارض قول من قال إنه شهد بدرا ما ذكره الواقدي أنه مات سنة ثمان وستين، وله خمس وسبعون، فإنه يقتضي أنه ولد بعد وقعة بدر. وقيل: مات ابن خمس وسبعين سنة، فعلى هذا يكون في وقعة بدر ابن اثنتي عشرة سنة، وعلى هذا ينطبق قول أبي حسان الزيادي إنه ولد في السنة التي ولد فيها ابن عباس. ووافق أبو عمر على ما قال الواقدي، ثم قال:
وقيل مات سنة خمس وثمانين، وبهذا الأخير جزم البغوي وآخرون. ونقل البخاري أنه مات في خلافة معاوية، وأخرج البخاري بسند حسن عن إسحاق مولى محمد بن زياد أنه سمع أبا واقد يقول: رأيت الرجل من العدو يوم اليرموك يسقط فيموت. وأخرجه خليفة من هذا الوجه، فقال: إسحاق مولى زائدة، وزاد في آخره: حتى قلت في نفسي لو أن أضرب أحدهم بطرف ردائي مات.
قال ابن عساكر في مسند ابن إسحاق: من لا يعرف. والصحيح ما قال الزهري، عن سنان. والقصة التي ذكرها ابن إسحاق إنما كانت لأبي واقد يوم اليرموك. كما تقدم.

10702- أبو واقد «1»
، مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
ذكره ابن مندة، فقال: روى عنه زاذان بن عمر، ثم ساق من طريق الهيثم بن جماز، عن الحارث بن عتبان، عن زاذان، عنه رفعه، فقال: «من أطاع اللَّه فقد ذكر اللَّه [وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ومن عصى اللَّه فلم يذكره] وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ... » «2» الحديث.

10703- أبو واقد:
جوّز الذهبي أن يكون الّذي جزم البخاري وغيره بأنه شهد بدرا آخر غير الليثي.

10704- أبو واقد النميري «3» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 210.
(2) أورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 149 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 261 عن واقد مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكره قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه الهيثم بن جماز وهو متروك والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1826، 1924 وعزاه للطبراني عن واقد.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 210.

(7/371)


ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأخرج من طريق أبي خيثم عن نافع بن سرجس، عن أبي واقد النميري، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أخفّ الناس صلاة على الناس وأدومها على نفسه «1» .

10705- أبو وحوح الأنصاري «2»
. ذكره البغويّ، وأخرج من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يعقوب، عن أبي شعيب مولى أبي وحوح، قال: غسلنا ميتا، فدخل علينا أبو وحوح الأنصاري صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وقد لفت إبطه فجعل يباينه، ويقول: واللَّه ما نحن بأنجاس أحياء ولا أمواتا، واللَّه إني خشيت أن تكون سنّة.

10706- أبو وداعة السهمي «3»
: اسمه الحارث بن صبرة.
أسلم هو وابنه المطلب في الفتح، قال ابن عبد البر: وأسند ابن مندة، من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد اللَّه بن عطاء المكيّ، عن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن أبي وداعة السهمي، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يصلّي في باب بني سهم، والناس يصلّون بصلاته، قال: كذا قال، وإنما هو عن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن المطلب بن أبي وداعة.

10707- أبو وديعة «4»
: ذكره البغوي، ولم يخرج له شيئا.

10708- أبو الورد المازني «5»
. ذكره أبو عمر، فقال: قيل اسمه حرب، له صحبة. سكن مصر، وله عندهم حديث واحد: إياكم والسريّة التي إن لقيت فرّت «6» وإن غنمت غلّت. ويروى عنه مرفوعا، وهو
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 218 عن ابن بكر البدري والطبراني في الكبير 3/ 83، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 55، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 3719، والدارميّ في السنن 1/ 289، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث 22854.
(2) أسد الغابة: ت 6338.
(3) تنقيح المقال 3713، ريحانة الأدب 7/ 292.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 211.
(5) الكاشف 3/ 387، بقي بن مخلد 458، تهذيب التهذيب 12/ 572، تقريب التهذيب 2/ 486، خلاصة تذهيب 3/ 253، تهذيب الكمال 3/ 1657، تجريد أسماء الصحابة 2/ 211، الجرح والتعديل 9/ 451.
(6) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10900 وعزاه للبغوي عن أبي الورد.

(7/372)


عند ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن لهيعة بن عقبة عنه.
قلت: أخرجه ابن ماجة، والبغويّ. وتقدم ذكره في عبيد بن قيس، وبيان الاختلاف في اسمه.

10709- أبو الورد بن قيس
بن فهد الأنصاري.
قال ابن الكلبيّ: شهد مع علي صفّين، خلطه أبو عمر بالذي قبله، والّذي يظهر لي أنه غيره.

10710- أبو الورد،
غير منسوب.
قال ابن مندة: روى حبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين- أن أبا أيوب الأنصاري قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بابن عم لي [ورجل] أحمر يبايعه، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا أبا الورد» .
وأخرج هو وعبدان من طريق جبارة بن المغلّس، عن ابن المبارك عن حميد الطويل، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه، قال: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رجلا أحمر فقال: «أنت أبو الورد» .
وأظنه الّذي ذكره أبو أيوب.

10711- أبو الوصل «1»
: استدركه أبو موسى، وقال: ذكره ابن مندة في تاريخه في ترجمة بعض أحفاده، وأغفله في الصحابة، وأخرج من طريق أحمد بن رشدين، عن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن واصل بن إسحاق بن عبد اللَّه بن يزيد بن قسيط بن أبي الوصل صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عن آبائه- أن أبا الوصل غزا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره في ترجمة إبراهيم بن إسماعيل.

10712- أبو الوقاص «2»
، غير منسوب.
ذكره المستغفريّ، واستدركه أبو موسى من طريقه، ثم من
رواية صالح بن سليمان، عن غياث بن عبد الحميد، عن مطر، عن الحسن، عن أبي وقاص صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «سهام المؤذّنين عند اللَّه يوم القيامة كسهام المجاهدين، وهم فيما بين الأذان والإقامة كالمتشحّط بدمه في سبيل اللَّه عز وجل.
قال عمر: لو كنت مؤذنا لكمل أمري.
وذكر فيه عن عمر شيئا مرفوعا، وفيه: «إنّ اللَّه حرّم لحوم المؤذّنين على النّار» ،
وهو
__________
(1) أسد الغابة: ت 6342.
(2) أسد الغابة: ت 6343.

(7/373)


يشعر أن عمر حضر القصة، فقال ذلك، فيكون الحديث عن هذا الصحابي مرفوعا، وهذا هو الظاهر، فإن مثل هذا لا يقال بالرأي، ويحتمل أن يكون حدّث به عمر، فحدث عمر بما سمع. ثم أورده من وجه آخر، عن صالح بن سليمان، قال بنحوه، وزاد: وقال عبد اللَّه بن مسعود: ما باليت ألّا أحجّ ولا أعتمر ولا أجاهد. وقالت عائشة: ولهم هذه الآية: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً ... [فصلت: 33] الآية.
قلت: وصالح بن سليمان هذا ضعيف، وشيخه غياث، بكسر المعجمة ثم تحتانية خفيفة ثم مثلثة، ذكره الذهبي في الميزان، وقال: له حديث منكر، ما أظنّ له غيره، فذكره.
قلت: وليس كما ظن، فهذا آخر. وقد أورد الخطيب في المؤتلف ترجمة غياث من رواية يعقوب بن سفيان، عن صالح، فذكر الحديث الأول موقوفا، ثم قال: فذكر حديثا طويلا ولم يصله في رواية بالصحبة.

10713- أبو الوليد «1»
: حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي.
وسهل بن حنيف الأنصاري.
وعبادة بن الصامت.
وعتبة بن عبد السلمي- تقدموا.

10714- أبو وهب الجشمي «2»
. أخرج له أبو داود، والنّسائيّ، من طريق محمد بن مهاجر، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي، وكانت له صحبة، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في الخيل، وفيه: «امسحوا بنواصيها» .
وبهذا الإسناد رفعه: «عليكم بكلّ كميت أغرّ محجّل ... » «3» الحديث.
قال البغويّ: سكن الشام، وله حديثان، فأخرج حديث الخيل
وحديث: «تسمّوا بأسماء الأنبياء «4» ، وأحبّ الأسماء إلى اللَّه: عبد اللَّه، وعبد الرّحمن ... » »
الحديث.
__________
(1) المصباح المضيء، ريحانة الأدب 7/ 294.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 211، تهذيب التهذيب 12/ 274 الكاشف 3/ 388، بقي بن مخلد 270.
(3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 36 عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة كتاب الجهاد باب فيما يستحب من ألوان الخيل حديث رقم 2543، 2544 والنسائي في السنن 6/ 218 كتاب الخيل باب (3) ما يستحب من شية الخيل حديث رقم 3565 والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 330، وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 198 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35261.
(4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 705 كتاب الأدب باب 69 في تغيير الأسماء حديث رقم 4950 وأخرجه النسائي في السنن 6/ 218 كتاب الخيل باب 3 ما يستحب من شية الخيل حديث رقم 3565 وأحمد في المسند 5/ 345، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45210، 45226.
(5) أخرجه أبو داود 2/ 705 في كتاب الأدب باب في تغيير الأسماء حديث رقم 4949 وأحمد في المسند-- 4/ 345، البيهقي في السنن الكبرى 9/ 306 والدارميّ في السنن 2/ 294 والنسائي 6/ 218 في كتاب الخيل باب 3 ما يستحب من شية الخيل حديث رقم 3565 والترمذي 5/ 121 في كتاب الأدب باب 64 ما جاء ما يستحب من الأسماء حديث رقم 2833 قال الهيثمي في الزوائد 8/ 52 رواه أحمد بأسانيد رجالها رجال الصحيح. ولكن ظاهر الروايتين الأوليين الإرسال وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45209، 45194 وابن عساكر في تاريخه 2/ 56.

(7/374)


وذكره ابن السّكن، وغير واحد في الصحابة. وقال أبو أحمد في الكنى: له صحبة، وحديثه في أهل اليمامة. وأخرج من طريق أبي زرعة الرازيّ، عن محمد بن رافع، عن هشام بن سعيد، عن محمد بن مهاجر الحديثين، في الخيل، والحديث في الأسماء مساقا واحدا، وقال في أوله أيضا: وكانت له صحبة.
وادّعى أبو حاتم الرّازيّ فيما حكاه عنه ابنه في العلل- أنّ هذا الجشمي هو الكلاعي التابعي المعروف، وأنّ بعض الرواة وهم في قوله: الجشمي، وفي قوله: وكانت له صحبة.
وزعم ابن القطّان الفاسيّ أن ابن أبي حاتم وهم في خلطه ترجمة الجشمي بالكلاعي، وكنت أظن أنه كما قال حتى راجعت كتاب العلل، فوجدته ذكره في كتاب العين، ونقل عن أبيه أنه نقب عن هذا الحديث حتى ظهر له أنه عن أبي وهب الكلاعي، وأنه مرسل، وأن بعض الرواة وهم في نسبته جشميا، وفي قوله: إن له صحبة، وبيّن ذلك بيانا شافيا.

10715- أبو وهب: صفوان بن أمية الجمحيّ.
وشجاع بن وهب الأسدي.
والوليد بن عقبة الأسدي.
ومجزأة بن ثور- تقدموا في الأسماء.

10716- أبو وهب الجيشانيّ «1»
: هو ديلم بن هوشع. تقدم شرح حاله في الدال في الأسماء بما يغني عن الإعادة.

10717- أبو وهب الأنصاري:
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في القول إذا أخذ مضجعه، من رواية خالد بن معدان. قال الذهبي: أخرجه السلفي فيما انتخبه من الفوائد لابن الطيوري، قال: وسنده قويّ. ولعله مرسل.

10718- أبو وهب الكلبي «2» .
__________
(1) المغني 8/ 78، لسان الميزان 7/ 489، الطبقات الكبرى 1/ 359، ديوان الضعفاء رقم 5086، تقريب التهذيب 2/ 487، تهذيب التهذيب 12/ 275، تهذيب الكمال 1658، ميزان الاعتدال 4/ 743.
(2) أسد الغابة: ت 6346.

(7/375)


ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق سعد بن الصلت، عن إبراهيم بن محمد الأسلمي، عن يحيى بن وهب الكلبي، عن أبيه، عن جده، قال: كتب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لآل أكيدر كتابا فيه أمان لهم من الظلم، ولم يكن يومئذ معه خاتم، فختمه لهم بظفره، قال: وذكره الواقدي عن إسحاق بن حبان، عن يحيى بن وهب، وادعى أبو نعيم أنه عبد الملك صاحب دومة الجندل، وفيه نظر. وقد رده ابن الأثير، وأظن قوله هو الصواب.

القسم الثاني
10719- أبو الوليد:
عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الهاد. تقدم في الأسماء.

القسم الثالث
10720- أبو وائل:
شقيق بن سلمة الأسدي «1» . تقدم في الأسماء.

10721- أبو وجزة السعدي «2»
. له إدراك، قال ابن عساكر: أظنه جدّ أبي وجزة الشاعر الّذي روى عنه هشام بن عروة، وقدم الشام مع عمر، ثم ساق من طريق أبي رجاء التميمي، عن السائب بن يزيد المخزومي، قال: لما أتى عمر الشام نهى الناس أن يمدحوا خالد بن الوليد، فدخل أبو وجزة السعدي، وخالد عند عمر، فقال: أهاهنا خالد: فحسر خالد اللثام عنه، فقال له أبو وجزة: واللَّه إنك لأصبحهم خدّا، وأكرمهم جدّا، وأوسعهم مجدا، وأبسطهم رفدا، قال: ثم رآه عمر بالمدينة، فقال: ألم أنه عن مدح خالد عندي! فقال أبو وجزة: من أعطانا مدحناه، ومن حرمنا سبيناه، كما يسبّ العبد سيده. فقال عمر: يا أبا وجزة، وكيف يسبّ العبد سيده؟ قال: من حيث لا يعلم ولا يسمع يا أمير المؤمنين.
وجوّز ابن عساكر أن يكون هذا هو الحارث بن أبي وجزة الّذي تقدم ذكره في القسم الأول من حرف الحاء، وليس بجيد، لأنّ ذاك قرشي وهذا سعدي، وسياق القصتين مختلف جدا. واللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6337، الاستيعاب: ت 3259.
(2) تاريخ أسماء الثقات الفهرس، الكنى والأسماء 2/ 147، تقريب التهذيب 2/ 486، تهذيب التهذيب 12/ 271، تهذيب الكمال 1657، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2290.

(7/376)


القسم الرابع
10722- أبو وديعة،
غير منسوب.
استدركه أبو موسى، وقال:
أورده محمّد بن المسيّب، وجعفر المستغفريّ في الصحابة، وأخرج من طريقهما من رواية بشر بن الوليد، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي وديعة صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من اغتسل يوم الجمعة كغسله من الجنابة ومسّ من طيب أو من دهن كان عنده، ولبس أحسن ما كان عنده من الثّياب، ثمّ لم يفرّق بين اثنين، وأنصت إلى الإمام إذا جاء- غفر له ما بين الجمعتين» «1» .
قلت: وقول الراويّ في السند صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهم، فإن أبا وديعة هذا تابعيّ معروف، واسمه عبد اللَّه بن وديعة، أخرج حديثه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن سلمان، وقد رواه يحيى بن القطان، عن محمد بن عجلان، عن سعيد، فقال: عن أبي ذر- بدل سلمان. أخرجه ابن ماجة، وقد أقره ابن الأثير، فلم يتنبه لعلته، وأعجب منه الذهبي فإنه قال في التجريد: أورده المستغفري في الصحابة بإسناد مقارب بيّن، يعني ما أخرجه موسى.
قلت: وأبو معشر هو نجيح المدني ضعيف، وسنده مقارب، كما قال لو لم يخالف، لكن مع المخالفة إنما يقال له إنه منكر، وقد غلط في إسقاط الصحابي وتبقية وصفه. واللَّه المستعان.

حرف الياء آخر الحروف
القسم الأول
10723- أبو يحيى:
صهيب بن سنان «2» الرومي.
وأبو يحيى: عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ.
وأبو يحيى: سنان جد يحيى بن عباد- تقدموا في الأسماء.

10724- أبو يحيى:
أسيد بن حضير الأنصاري، ويقال كنيته أبو عتيك. تقدم.
__________
(1) انظر مسند الربيع بن حبيب 1/ 58.
(2) في أ: سفيان.

(7/377)


10725- أبو يحيى:
المقدام بن معديكرب الكندي. ويقال: كنيته أبو كريمة.

10726- أبو يحيى:
خريم بن فاتك الأسدي. ويقال كنيته أبو أيمن.

10727- أبو يحيى:
خبّاب «1» بن الأرتّ التميمي. ويقال كنيته أبو عبد اللَّه.

10728- أبو يحيى:
سهل بن أبي حثمة الأنصاري. ويقال كنيته أبو محمد.

10729- أبو يحيى:
عبد اللَّه بن كعب بن عمرو بن عوف الأنصاري البدري «2» .
قال الحاكم أبو أحمد: قال الواقديّ: سمعت بعض الأنصار يقول: كنيته أبو يحيى- كلهم تقدموا في الأسماء.

10730- أبو يحيى الأنصاري،
من بني حارثة.
ذكره ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن أنس، قال: كان أبعد الناس من المسجد رجلان من الأنصار: أبو لبابة، وأبو يحيى من بني حارثة، فقال ... أخرجه الطّبرانيّ في ترجمة أبو لبابة.

10731- أبو يحيى الأنصاري «3»
. قال البغوي: لا أدري له صحبة أم لا، ثم
أورد من طريق الليث، عن عبد اللَّه بن يحيى الأنصاري، عن أبيه، عن جده- أنّ جدته أتت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بحلي لها ... الحديث. وفيه: «لا يجوز لامرأة في مالها أمر إلّا بإذن زوجها» «4» .

10732- أبو يربوع:
سعيد بن يربوع. تقدم في الأسماء، ذكره أبو أحمد.

10733- أبو يزيد:
عقيل بن أبي طالب الهاشمي «5» .

10734- أبو يزيد:
سهل بن عمرو العامري «6» .

10735- أبو يزيد:
السائب بن يزيد، ابن أخت النمر.

10736- أبو يزيد:
أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي.

10737- أبو يزيد:
معن بن يزيد الأخنس الأسلمي- تقدموا في الأسماء.
__________
(1) في أ: عتاب.
(2) في أ: المنذري.
(3) الجرح والتعديل 9/ 458.
(4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 315- 316- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ... الحديث بلفظه كتاب البيوع باب في عطية المرأة بغير إذن زوجها حديث رقم 3546 والحاكم في المستدرك 2/ 47 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 60، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44783.
(5) الطبقات الكبرى بيروت 1/ 121، 4/ 42.
(6) الطبقات الكبرى بيروت 7/ 404.

(7/378)


10738- أبو يزيد:
معقل بن سنان الأشجعي. ويقال: كنيته أبو محمد. ويقال: أبو عبد الرحمن. تقدم.

10739- أبو يزيد:
حارثة بن قدامة بن مالك التميمي السعدي. ويقال كنيته أبو أيوب. تقدم.

10740- أبو يزيد بن عمرو الجذامي «1»
. ذكره الواقديّ فيمن أسلم من جذام، واستدركه أبو علي الجيّاني، وابن الدباغ، وقد تقدم في حرف الزاي من الكنى أبو زيد الجذامي، فلا أدري أهو هذا أو آخر!

10741- أبو يزيد:
والد حكيم «2» .
له حديث، اختلف فيه على عطاء بن السائب، قال الدّوري، عن ابن معين: روى عطاء بن السائب، عن حكيم بن أبي يزيد الكرخي، عن أبيه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قيل: له: كانت لأبيه صحبة؟ قال: لا أدري.
قلت: أما بيان الاختلاف فيه،
فقال جرير، عن عطاء، عن حكيم بن أبي يزيد الكرخي، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «دعوا النّاس يصيب بعضهم من بعض، فإذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له» «3» .
وذكره البخاريّ تعليقا، ووصله أبو أحمد، وكذا قال عبد الوارث بن سعيد، عن عطاء، وكذا قال حماد بن زيد، وإسماعيل بن علية، عن عطاء، أخرجهما ابن السكن، وأخرج رواية ابن عليّة الحسن بن سفيان. وقال وهيب بن خالد، عن عطاء، عن حكيم بن أبي يزيد: اتبعته في حاجة، فحدثني عن أبيه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. أخرجه ابن أبي خيثمة، وقال البخاري في الكنى: أبو يزيد ممّن سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عوانة، عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن أبي يزيد، عن أبيه، ووصله في التاريخ عن مسدد، عن أبي عوانة، وكذا أخرجه أحمد من رواية أبي عوانة، ووافقه همام بن يحيى عند الطيالسي.
قلت: ويحتمل إن كان محفوظا أن من قال ابن أبي يزيد نسبه لجده، فقد ذكر ابن مندة أنّ صدقه رواه عن عطاء بن يزيد، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه، عن جده، وترجم له
__________
(1) الطبقات الكبرى بيروت 2/ 88، 7/ 435.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 212، الجرح والتعديل 9/ 459، بقي بن مخلد 788.
(3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 418، والطبراني في الكبير 19/ 303، وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 86، عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه وقال رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 9533.

(7/379)


ابن مندة أبو يزيد جد حكيم، ويكون الجدّ أبهم في رواية أبي عوانة، والاضطراب فيه من عطاء بن السائب، فإنه كان اختلط. وقد قيل: إن حماد بن سلمة ممن سمع منه قبل الاختلاط. واللَّه أعلم.
وحمّاد يقول فيه: عن عطاء، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه، وتابعه همام كما تقدم في حرف الياء آخر الأسماء، والأكثر قالوا: ابن أبي يزيد. واللَّه أعلم.
قال أبو عمر: الّذي أقول إن الصواب قول الثلاثة: وهيب، وجرير بن حازم، وإسماعيل بن علية، وإن أبا عوانة وهم فيه. انتهى.
وقد ذكرت من وصلها إلا أن قوله جرير بن حازم غلط، والصواب جرير بن عبد الحميد، فإنه ذكر أنه من رواية أبي خيثمة، وأبو خيثمة إنما أخرجه عن أبيه عن جرير، وكذا وصله الحاكم أبو أحمد، من رواية محمد بن قدامة، عن جرير، وابن قدامة وأبو خيثمة لم يدركا جرير بن حازم. وقد زدت عليه عبد الوارث، وحماد بن زيد، وقد خالفهم حماد بن سلمة، فقال: عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه.

10742- أبو يزيد اللقيطي «1»
. له ذكر في حديث حزابة بن نعيم. تقدم في الأسماء.

10743- أبو يزيد النميري «2»
: يأتي في القسم الأخير.

10744- أبو اليسر «3»
، بفتحتين، الأنصاري: اسمه كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة. وقيل كعب بن عمرو بن تميم بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، بفتحتين. مشهور باسمه. وكنيته، شهد العقبة وبدرا، وله فيها آثار كثيرة، وهو الّذي أسر العباس.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6350.
(2) جامع التحصيل 1028.
(3) طبقات ابن سعد 3/ 581، سيرة ابن هشام 2/ 105، تاريخ أبي زرعة 1/ 476، المعرفة والتاريخ 1/ 319، مسند أحمد 3/ 427، المغازي للواقدي 140، أنساب الأشراف 1/ 44، مشاهير علماء الأمصار 18، المنتخب من ذيل الذيل 574، جمهرة أنساب العرب 360، طبقات خليفة 102، تاريخ خليفة 223، الكامل في التاريخ 2/ 128، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 62، مقدمة مسند بقي بن مخلد 96، تاريخ الطبري 2/ 463، المعارف 155، تحفة الأشراف 8/ 306، تهذيب الكمال 3/ 1147، البداية والنهاية 8/ 78، مرآة الجنان 1/ 128، تاريخ الإسلام 117، السيرة النبويّة 307، عهد الخلفاء الراشدين 545، 8/ 437، تقريب التهذيب 2/ 135، خلاصة تذهيب التهذيب 321- تاريخ الإسلام 1/ 358.

(7/380)


قال ابن إسحاق: شهد بدرا، والمشاهد. وقال البخاريّ: له صحبة، وشهد بدرا.
وقال المدائنيّ: كان قصيرا دحداحا عظيم البطن، ومات بالمدينة سنة خمس وخمسين.
وقال ابن إسحاق: وكان آخر من مات من الصحابة، كأنه يعني أهل بدر. روى عنه عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، وحديثه مطول، وأخرجه مسلم.

10745- أبو اليسع «1»
: ذكره ابن مندة، فقال: سأل عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقيل هو بعرفات.
روى حديثه محمد بن خالد، عن عبيد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي عثمان النهدي، بطوله. وقال أبو عمر: حديثه عند عبيد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي المليح بن أبي أسامة، عنه، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، ما الّذي يدخلني الجنة؟ الحديث.

10746- أبو يعقوب:
يوسف بن عبد اللَّه بن سلام. له ولأبيه صحبة. تقدم في الأسماء.

10747- أبو يعلى:
حمزة بن عبد المطلب، عم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
وأبو يعلى شداد بن أوس الأنصاري- تقدما في الأسماء.

10748- أبو اليقظان،
غير منسوب «2» .
قال الحاكم أبو أحمد: قال محمد بن إسماعيل: له صحبة.
وقال ابن مندة: ذكره البخاريّ فيمن صحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يذكر له حديثا.
وقال ابن أبي حاتم: ذكر له أبو زرعة الرازيّ في المسند هذا الحديث الواحد في مسند المصريين، من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، وابن لهيعة، عن أبي حسانة أنه سمع أبا اليقظان صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: أبشروا، فو اللَّه لأنتم أشدّ حبا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يروه من عامة من رآه.
قال أبو عمر: مذكور في الصحابة فيمن سكن مصر.
قلت: ما ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة الذين دخلوا مصر.

10749- أبو اليقظان:
عمار بن ياسر العبسيّ. مشهور باسمه. تقدم.

10750- أبو اليمان:
بشر، أو بشير بن عقربة، أو ابن عقرب الجهنيّ. تقدم في الموحدة.
__________
(1) ريحانة الأدب 7/ 314، المغني 7831، الجرح والتعديل 9/ 458، اللآلي المصنوعة 1/ 409.
(2) أسد الغابة: ت 6354، الاستيعاب: ت 3267.

(7/381)


10751- أبو يوسف:
عبد اللَّه بن سلام، مشهور باسمه. تقدم في الأسماء.

10752- أبو يونس الظفري «1»
. ذكره ابن أبي حاتم في الوحدان، وأخرج عن دحيم، عن ابن أبي فديك، عن إدريس بن محمد بن يونس الظفري، عن جده الظفري، عن جده يونس، عن أبيه- أنه حضر مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حجة الوداع وهو ابن عشرين سنة، وله رواية.
قلت: اسمه محمد بن أنس بن فضالة، له ولأبيه ولجده صحبة. وقد تقدموا.

القسم الثاني
10753- أبو يحيى:
عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة. تقدم في الأسماء.

القسم الثالث
10754- أبو يحيى،
غير مسمى ولا منسوب.
وقع ذكره في قصة أخرجها الخطيب في ترجمة يحيى بن أبي يحيى المذكور من طريق رقبة بن مصقلة، عن سماك بن حرب، حدثني يحيى بن أبي يحيى، عن أبيه، قال:
إني لأسير على فرس لي في الجاهلية إذا أنا بطرفة- يعني ابن العبد الشاعر المشهور، فذكر خبرا فيه أنه أخرج له لسانه، فإذا هو أسود، كأنه لسان ظبي.

10755- أبو يزيد السعدي،
هو المخبل، بمعجمة وموحدة. تقدم.

القسم الرابع
10756- أبو يحيى «2»
: رجل من قيس.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «ألا أخبركم بخير قبائل العرب؟ ... » «3» الحديث.
وفيه ذكر السكاسك والسّكون وغيرهما.
روى حديثه ابن لهيعة، عن مرثد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، عن رجل من بني أود، عن رجل من قيس يقال له أبو يحيى. أخرجه البغوي في معجمه، وأورده ابن عساكر في التبيين من طريقه، وقال: إنه مرسل.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6355.
(2) الكنى والأسماء 2/ 165.
(3) أورده الهيثمي في كنز العمال حديث رقم 34121 وعزاه للبغوي عن أبي نجيح القيسي.

(7/382)


10757- أبو يزيد النميري «1»
، ذكره أبو عمر، فقال: له صحبة.
روى أيّوب السختياني عنه أنه قال: أممت قومي على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأنا ابن سبع سنين. قال ابن الأثير: قوله: النميري ليس بشيء، وأنا أظن أنه الجرمي عمرو بن سلمة، وهو يكنى أبا بريد، بضم أوله وبالموحدة مصغرا، فهو الّذي أمّ قومه، وهو ابن ست أو سبع سنين، ويروي عنه أيوب، وأبو قلابة وغيرهما. انتهى ملخصا.
وأقره الذّهبيّ. وذكره ابن فتحون في «أوهام الاستيعاب» ، فقال: وهم فيه في موضعين: في قوله النميري، وإنما هو الجرمي، وفي تكنيته بالزاي، وإنما هو بالموحدة ثم الراء. وقد ذكره أبو عمر في بابه على الصواب.
قلت: ويحتمل على بعد أنه آخر.

10758- أبو يزيد بن أبي مريم،
استدركه الذهبي، وذكر أن له في مسند بقي بن مخلد حديثا، وقد وهم في استدراكه، فإنّ هذا هو أبو مريم السلولي، وهو والد يزيد، واسمه مالك بن ربيعة كما تقدم في الأسماء.
وأخرج حديثه أحمد، والبخاريّ في «التّاريخ» ، والنّسائيّ من طريق يزيد بن أبي مريم، عن أبيه.
ولو كان من له ولد وكني بغيره واشتهر بذلك يكنى بالولد الآخر لكان كل أحد كني بعدد أولاده، فإن فيهم من كان له من الولد العشرة إلى العشرين إلى الثلاثين، ولو ترجم أحد لأبي بكر الصديق مثلا في الكنى أبو محمد بن أبي بكر لاستسمج، لأن المتبادر من مثل هذا أن الترجمة لأبي محمد لا لوالده، وكذا القول في غيره، كعثمان، لو ترجم له أبو عمرو بن عثمان لكان في غاية الركاكة، وهذا بين لا خفاء به واللَّه المستعان.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6351، الاستيعاب: ت 3263.

(7/383)