الإصابة في تمييز الصحابة

 [المجلد الثامن]
بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم

كتاب النساء
على الترتيب السابق في الرجال

حرف الألف
القسم الأول
10759- آسية بنت الحارث السعدية،
أخت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة.
ذكرها أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» .

10760- آسية بنت الفرج الجرهمية «1»
. ذكرها ابن مندة،
وأورد من طريق أيوب بن محمد الوزان، عن يعلى بن الأشدق، قال: جاءت آسية بنت الفرج، امرأة من جرهم، وكان مسكنها الحجون بمكة- النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، إني قد أخطأت على نفسي، وزنيت فطهرني، فقال: «هل ولدت؟» قالت: لا. قال: «فما بقي عليك من ولادتك؟» فأخبرته بنحو شهر، فقال: «لست بمطهّرك حتّى تلدي» ، قال: فولدت، فأتته فأخبرته ... فذكر الحديث بطوله،
كذا في الأصل، ولم يخرجه ابن مندة.

10761- آمنة بنت الأرقم «2»
. روى أبو السّائب المخزوميّ عن جدته آمنة بنت الأرقم- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أقطعها بئرا ببطن العقيق، فكانت تسمى بئر آمنة، وبرك لها فيها، وكانت من المهاجرات، ذكرها ابن الدّبّاغ مستدركا على الاستيعاب.

10762- آمنة بنت حرملة،
والدة الوليد بن الوليد بن المغيرة، ويقال اسمها عاتكة.
ذكر في ترجمة ولدها ما يدلّ على أن لها صحبة.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6689.
(2) أسد الغابة: ت 6690.

(8/3)


10763- آمنة بنت أبي الحكم،
أو بنت الحكم الغفارية. تأتي في القسم الأخير.

10764- آمنة بنت خلف الأسلمية «1»
. ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وأخرج من وجهين واهيين إلى المبارك بن فضالة، عن الحسن- أنّ آمنة بنت خلف الأسلمية جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لما أصابت الفاحشة، فقالت: يا رسول اللَّه، إني امرأة محصنة، وزوجي غائب، وإني أصبت الفاحشة فطهرني ... وذكر قصة طويلة، ودعا كثيرا لها حين رجمت نحوا من ورقتين، كذا في الأصل.

10765- آمنة بنت أبي الخيار،
زوج مطيع بن الأسود، وهي والدة عبد اللَّه بن مطيع، وقيل هي أميمة، بميمين مصغرة.

10766- آمنة بنت قيس
بن عبد اللَّه بن رئاب بن يعمر، بنت عم أم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية، من بني غنم بن دودان.
ذكر ابن إسحاق أنها كانت هي وأبوها بالحبشة مع أم حبيبة بنت أبي سفيان، وكان مع أبيها امرأته بركة بنت يسار، وكانا ظئري عبد اللَّه بن جحش. وذكرها ابن إسحاق في السيرة النبويّة، وأخرجها المستغفري من طريقه. استدركها أبو موسى، وقال ابن سعد: أسلمت قديما بمكة وهاجرت مع أهل بيتها إلى المدينة.

10767- آمنة بنت سعد
بن وهب «2» امرأة أبي سفيان. ذكرها أبو عمر.

10768- آمنة بنت أبي سفيان
بن حرب بن أمية.
ذكرها ابن إسحاق في غزوة الطائف، وهي أميمة بالتصغير. وستأتي.

10769- آمنة بنت أبي الصلت الغفارية «3»
، أو بنت الصلت. تأتي في القسم الأخير.

10770- آمنة بنت عفان
بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموية «4» ، أخت أمير المؤمنين عثمان.
قال أبو موسى: أسلمت يوم الفتح، وكانت عند سعد حليف بني مخزوم، وكانت من النسوة اللاتي بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مع هند امرأة أبي سفيان على ألا يشركن باللَّه شيئا ولا يسرقن ولا يزنين. ذكر ذلك ابن إسحاق في المغازي.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6691.
(2) أسد الغابة: ت 6693.
(3) أسد الغابة: ت 6694.
(4) أسد الغابة: ت 6695.

(8/4)


وذكر ابن الكلبيّ أنها كانت في الجاهلية ماشطة، وأنها تزوجت الحكم بن كيسان مولى بني مخزوم.
وتقدم لذلك طريق في ترجمة الحكم بن كيسان، وهو أقوى من قول أبي موسى:
كانت عند سعد.

10771- آمنة بنت عمرو
بن حرب بن أمية الأموية، بنت عم معاوية. وتزوجها أبو حذيفة بن عتبة، فولدت له عاصما. ذكره ابن سعد.

10772- آمنة بنت غفار.
قال الذهبيّ في «مبهمات النّوويّ» : إنها امرأة ابن عمر التي طلقها فأمر برجعتها.
قلت: سماها ابن لهيعة، عن عبد الرحمن الأعرج- آمنة بنت عفان، وقال: المرأة التي طلقها ابن عمر على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم آمنة بنت عفان.
ذكره ابن سعد، عن الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة. ورويناه فيما جمع من حديث قتيبة، من رواية سعيد العيار بسنده، عن قتيبة، عن ابن لهيعة، وفي رواية قتيبة بنت غفار، بكسر المعجمة وتخفيف الفاء، ثم راء. وفي النسخة التي من الطبقات: بفتح المهملة وتشديد الفاء وبعد الألف نون.

10773- آمنة بنت قرط
بن خنساء بن سنان الأنصارية.
يأتي نسبها في ترجمة أختها أمامة.
قال ابن سعد: أمهما مارية بنت القين بن كعب بن سواد، وتزوج آمنة هذه أوس بن المعلى بن لوذان، فولدت له أبا سعيد، فأسلمت آمنة، وبايعت.

10774- آمنة بنت محصن.
ذكر السهيليّ أنه اسم أم قيس بنت محصن، أخت عكاشة بن محصن الأسدي.

10775- آمنة بنت نعيم النحام.
ستأتي في أمة.

10776- آمنة،
أو عاتكة، والدة الوليد بن المغيرة. تقدم في ترجمته ما يدلّ على إسلامها.

1077- أبرهة الحبشية:
من خدم النجاشي.
كانت عند أم حبيبة لما زوجها النجاشي للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.

(8/5)


ذكرها الواقديّ، وأورد ابن سعد قصتها في ترجمة أم حبيبة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن زهير، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد، عن أم حبيبة.

10778- أثيلة بنت الحارث بن ثعلبة
بن حرام بن صخر بن أمية بن حرام بن ثابت بن النجار الأنصاري.
لها صحبة. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» ، وقال: أمّها فاطمة بنت زيد مناة بن عمرو بن مازن الغسانية.

10779- أثيلة بنت راشد الهذلية «1»
، تقدم ذكرها في ترجمة عامر بن مرقش.

10780- أثيلة الخزاعية،
جدة أيوب بن عبد اللَّه بن زهير الأسدي.
ذكرها الفاكهيّ في كتاب «مكّة» خبرا من طريق ابن جريج عن ابن أبي حسين- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كتب إلى سهيل بن عمرو: إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن أو نهارا فلا تمسين حتى تبعث إليّ مزادتين من ماء زمزم. قال: فاستعانت امرأته الخزاعية جدة أيوب، فأدلجتاهما فلم تصبحا حتى فرغتا من مزادتين فجعلتاهما في كرين، فبعث بهما على بعير من ليلتهما،
وأخرجه عمر بن شبة كذلك.

10781- أثيمة المخزومية،
جدة عطاف» .
ذكرها ابن عبد البرّ. وقيل: هي أروى التي ستأتي.

10782- إدام بنت الجموح الأنصارية،
أخت عمرو بن الجموح سيد الخزرج. ذكرها ابن سعد.

10783- إدام بنت قرط
بن خنساء الأنصارية. من المبايعات. ذكرها ابن سعد.

10784- أردة بنت الحارث بن كلدة الثقفي:
زوج عتبة بن غزوان.
ذكرها البلاذريّ وغيره، وقالوا: إنها كانت مع عتبة بالبصرة، وهو أمير عليها ومن أجلها قدم أبو بكرة وأخويه من أمه: نافع، وزياد.

10785- أرنب بنت عفيف بن أبي العاص
بن عبد شمس، أمها النابغة والدة عمرو بن العاص، فكأن عمرا أخوها لأمها. ذكرها الزبير بن بكار ثم الطبري.

10786- أرنب المدينة المغنية.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6698.
(2) الاستيعاب: ت 3268.

(8/6)


روينا في الجزء الثالث من أمالي المحامليّ رواية الأصبهانيين، من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الأصبع أن جميلة المغنية أخبرته أنها سألت جابر بن عبد اللَّه عن الغناء، فقال:
نكح بعض الأنصار بعض أهل عائشة فأهدتها إلى قباء، فقال لها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم «أهديت عروسك؟» قالت: نعم. قال: «فأرسلت معها بغناء، فإنّ الأنصار يحبّونه؟» قالت: لا.
قال: «فأدركيها بأرنب» ،
امرأة كانت تغنّي بالمدينة.

10787- أروى بنت أنيس «1»
. ذكرها ابن مندة، ولها ذكر في الوضوء من جامع التّرمذيّ، كذا في التّجريد ولم يذكر ابن مندة اسم أبيها، بل أروى حسب. وأما الترمذي فقال عقب حديث بردة- في الوضوء من مس الذكر- وقد ذكر جماعة منهم أروى هذه. وأخرج ابن السكن والدار الدّارقطنيّ في العلل من طريق عثمان بن اليمان: سمعت هشام بن زياد هو أبو المقدام، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أروى بنت أنيس ... فذكر الحديث- مرفوعا في الوضوء من مس الذكر.
قال ابن السّكن: لا يثبت، ولم يحدث به غير هشام بن عروة، هكذا عن أبي المقدام، وهو بصري ضعيف.
وقال ابن مندة: روى عن أبي المقدام بهذا السند، لكن قال: عن أبي أروى، وهو الصواب.

10788- أروى بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية،
والدة المطلب بن أبي وداعة السهمي.
ذكرها ابن سعد في «الصّحابيّات» في باب بنات عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقال أمها غزية بنت قيس بن طريف، من بني الحارث بن فهر بن مالك، قال: وولدت لأبي وداعة: المطلب، وأبا سفيان، وأم جميل، وأم حكيم، والربعة.

10789- أروى بنت ربيعة بن الحارث
بن عبد المطلب الهاشمي «2» .
ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وقال: تزوجها حبان بن منقذ الأنصاري، فولدت له ولدا، ويقال: بل اسمها هند. انتهى.
وقال ابن مندة: أروى حديثها عطاف بن خالد، عن أمه، عن أمها، وهي أروي.
__________
(1) أعلام النساء 1/ 18، تجريد أسماء الصحابة 2/ 243.
(2) أسد الغابة: ت 6697.

(8/7)


وقال عبد القدّوس بن إبراهيم: عن عطاف، عن أمه، عن أمها أثيمة جدة عطاف أنها أتت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهي صبية.

10790- أروى بنت أبي العاص «1»
بن أمية بن عبد شمس الأموية، أخت الحكم والد مروان وهي عمة عثمان بن عفان.
ذكرها المستغفريّ، وساق بسنده، من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق أنه ذكرها في النسوة اللاتي بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم الفتح.

10791- أروى بنت عبد المطلب
بن هاشم الهاشمية «2» عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عمر: كانت تحت عمير بن وهب بن عبد بن قصي، فولدت له طليبا، ثم خلف عليها كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، فولدت له أروى.
وحكى أبو عمر عن محمد بن إسحاق- أنه لم يسلم من عمات النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلا صفية.
وتعقبه بقصة أروى، وذكرها العقيلي في الصحابة، وأسند عن الواقدي، عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، قال: لما أسلم طليب بن عمير دخل على أمه أروى بنت عبد المطلب، فقال لها: قد أسلمت وتبعت محمدا، فذكر قصة فيها: وما يمنعك أن تسلمي، فقد أسلم أخوك حمزة؟.
فقالت: انظر ما يصنع أخواي. قال: قلت: فإنّي أسألك باللَّه إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته.
قلت: فإنّي أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه، ثم كانت بعد تعضد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بلسانها، وتحضّ ابنها على نصرته والقيام بأمره.
وقال ابن سعد: أسلمت، وهاجرت إلى المدينة. وأخرج عن الواقدي بسند له إلى برّة بنت أبي تجراة، قالت: عرض أبو جهل وعدة معه للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فآذوه، فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه فشجّه، فأخذوه، فقام أبو لهب في نصرته، وبلغ أروى، فقالت: إنّ خير أيامه يوم نصر ابن خاله، فقيل لأبي لهب: إن أروى صبت، فدخل عليها يعاتبها، فقالت: قم دون ابن أخيك، فإنه إن يظهر كنت بالخيار، وإلا كنت قد أعذرت في ابن أخيك فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ إنه جاء بدين محدث. قال ابن سعد: ويقال إن أروى قالت:
__________
(1) أسد الغابة: ت 6700.
(2) أسد الغابة: ت 6701، الاستيعاب: ت 3269.

(8/8)


إنّ طليبا نصر ابن خاله ... واساه في ذي دمه وماله
[الرجز] وذكر محمّد بن سعد أن أروى هذه رثت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنشد لها من أبيات:
ألا يا رسول اللَّه كنت رجاءنا ... وكنت بنا برّا ولم تك جافيا
كأنّ على قلبي لذكر محمّد ... وما جمعت بعد النّبيّ المجاويا
[الطويل]

10792- أروى بنت عميس.
ذكرها ابن الأثير في آخر ترجمة أروى بنت كريز.

10793- أروى بنت كريز
بن ربيعة «1» بن حبيب بن عبد شمس العبشمية، والدة عثمان بن عفان.
أمّها البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
ذكرها ابن أبي عاصم في «الوحدان» ، وأخرج هو والحاكم من طريق فيها ضعف، عن الزهري، عن عبيد «2» اللَّه ابن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس، قال: أسلمت أمّ عثمان، وأم طلحة، وأم عمار، وأم أبي بكر، وأم الزبير، وأم عبد الرحمن بن عوف. قال ابن مندة:
ماتت في خلافة عثمان بن عفان، ولا يعرف لها حديث.
قال ابن سعد: تزوجها عفان بن أبي العاص، فولدت له عثمان وآمنة، ثم تزوجها عقبة بن أبي معيط، فولدت له الوليد، وعمارة، وخالدا، وأم كلثوم، وأم حكيم وهندا.
وأسلمت أروى وهاجرت بعد ابنتها أمّ كلثوم، وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولم تزل بالمدينة حتى ماتت.
وقرأت بخط البجيري: توفيت أم عثمان ولها تسعون سنة، فحمل عثمان سريرها، وصلّى عليها.
وأخرج ابن سعد بسند فيه الواقدي إلى عبد اللَّه بن حنظلة بن الراهب: شهدت أم عثمان يوم ماتت فدفنها ابنها بالبقيع، ورجع وقد صلّى الناس فصلّى وحده، وصليت إلى جنبه، فسمعته وهو ساجد يقول: اللَّهمّ ارحم أمي، اللَّهمّ اغفر لأمي، وذلك في خلافته.
__________
(1) الثقات 253، تجريد أسماء الصحابة 2/ 244.
(2) في أ: عبد.

(8/9)


ومن طريق عيسى بن طلحة: رأيت عثمان حمل سرير أمّه بين العمودين من دار غطيش، فلم يزل حتى وضعها بموضع الجنائز، قال: ورأيته بعد أن دفنها قائما على قبرها يدعو لها.

10794- أروى بنت المقوّم
بن عبد المطلب الهاشمية، ابنة عم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
كانت زوج ابن عمها أبي سفيان بن الحارث.
ذكرها الزّبير، وذكر أنها ولدت بنات.
وقال ابن سعد: تزوجها أبو مسروح «1» الحارث بن يعمر بن حبان بن عمير، من بني سعد بن بكر بن هوازن، وكان حليف العباس بن عبد المطلب، فولدت له عبد اللَّه بن أبي مسروح.

10795- أزده بنت الحارث
بن كلدة الثقفية، زوج عتبة بن غزوان أمير البصرة، وكانت صحبته لما قدم البصرة ومصرها، وبسببها قدم البصرة إخوتها من أمها: أبو بكرة، ونافع، وزياد بن عبيد الّذي صار بعد ذلك يقال له زياد بن أبي سفيان، وأمّ الجميع سميّة مولاة الحارث بن كلدة.
ذكر ذلك البلاذريّ، وقد قدمنا أنه لم يبق في حجة الوداع أحد من قريش وثقيف إلا أسلم وشهدها.

10796- إزمة،
بكسر أوله وسكون المعجمة.
ذكرها أبو موسى المدينيّ في ذيل العرنيين للهروي من جمعه: أن المراد بقولهم «2» في المثل: «اشتدّي إزمة تنفرجي: امرأة اسمها إزمة، أخذها الطّلق فقيل لها ذلك، أي تصبّري يا إزمة حتى تنفرجي عن قريب بالوضع.
نقلت ذلك من خط مغلطاي في حاشية أسد الغابة، وراجعت الذيل، فلم أر فيه التصريح بما يدلّ على صحبتها، فإنّه قال فيه عقب هذا: ذكره بعض الجهال، وهذا باطل، وزاد بعضهم أنّ الّذي قال لها ذلك هو النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.

10797- أسماء بنت أنس
بن مدرك الخثعمية، زوج خالد بن الوليد، وأم أولاده:
المهاجر، وعبد اللَّه، وعبد الرحمن.
وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة والدها أنس بن مدرك.
__________
(1) في أ: شرح.
(2) في أ: من قولهم.

(8/10)


10798- أسماء بنت أبي بكر الصديق «1»
. تأتي في أسماء بنت عبد اللَّه بن عثمان.

10799- أسماء بنت الحارث «2»
: امرأة خطاب بن الحارث الجمحيّ.
ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم من أهل مكة، فقال لما ذكرهم: وخطاب وامرأته أسماء بنت الحارث، ذكر ذلك أبو نعيم، من طريق إبراهيم بن يوسف، عن زياد البكائي، عنه.

10800- أسماء بنت سعيد
بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية.
لها ولأبيها صحبة.
وأخرج حديثها الدار الدّارقطنيّ في العلل، من رواية حفص بن غياث، عن أبي حرملة، عن أبي، فقال: عن رباح بن عبد الرحمن، حدثتني جدتي أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا صلاة لمن لا وضوء له ... » الحديث.
وأخرجه البيهقيّ، وقال: جدته أسماء بنت سعيد بن زيد.

10801- أسماء بنت سلامة «3»
، ويقال سلمة بن مخربة، بمعجمة وموحدة، ابن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم التميمية الدارمية.
ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم بمكة، فقال: وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، وامرأته أسماء بنت سلامة.
__________
(1) المحبر 22، نسب قريش 236، تاريخ خليفة 269، طبقات خليفة 333، الزهد لابن المبارك 359، مقدمة مسند بقي بن مخلد 85، المغازي للواقدي 224، المغازي للزهري 99، مسند أحمد 6/ 344، سيرة ابن هشام 34، المعارف 172، فتوح البلدان 558، العقد الفريد 4/ 16، تاريخ اليعقوبي 2/ 255، السير والمغازي 116، أنساب الأشراف 3/ 40، ثمار القلوب 294، ربيع الأبرار 4/ 38، مروج الذهب 1519، البداية والنهاية 8/ 346، مرآة الجنان 1/ 151، المرصع 43، طبقات ابن سعد 8/ 249، تاريخ دمشق 3/ 30 (تراجم النساء) جمهرة أنساب العرب 122، حلية الأولياء 2/ 55، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 328، تحفة الأشراف 11/ 242، الوافي بالوفيات 9/ 57، تاريخ أبي زرعة 1/ 496، المعرفة والتاريخ 1/ 224، الكاشف 3/ 420، المنتخب من ذيل المذيل 616، الزيادات 14، المعين في طبقات المحدثين 29، تهذيب التهذيب 12/ 397، تقريب التهذيب 2/ 589، النكت الظراف 11/ 243، العقد الثمين 8/ 177، خلاصة تذهيب التهذيب 488، الأخبار الطوال 264، مختصر التاريخ لابن الكازروني 64، فوات الوفيات 2/ 171، الوفيات لابن قنفذ 80، شذرات الذهب 1/ 44، تاريخ الإسلام 2/ 354.
(2) أسد الغابة: ت 6706.
(3) الثقات 3/ 23، 24، أعلام النساء 1/ 44، الدر المنثور 34، تجريد أسماء الصحابة 2/ 244، 245، تفسير الطبري 9/ 10089.

(8/11)


وقال أبو عمر: أسماء بنت سلمة، ويقال سلامة بن مخرّبة، كانت من المهاجرات، هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، وولدت بها عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة، ثم هاجرت إلى المدينة، وتكنى أم الجلاس. روت عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، روى عنها ابنها عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة.
قلت: وخلط ابن مندة ترجمتها بترجمة عمتها أسماء بنت مخربة، وسأبين ذلك في ترجمة عمتها إن شاء اللَّه تعالى.

10802- أسماء بنت سميّ.
ذكرها مسدّد في مسندة، وقال: حدثنا يحيى القطان، عن أبي مسكين: سمعت أبا محلم يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خيّرت أسماء بنت سميّ أيّ أزواجك تختارين» ؟ قالت:
أختار فلانا المتوفى عنها، وكان أحسنهم خلقا، وقد كان قتل عنها اثنان.
هذا مرسل حسن الإسناد، فيضمّ هذا الخبر إلى ذكر من حدّث عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من الصحابة. والمشهور أن ذلك من خصائص تميم الداريّ، وقد وقع مثله لجماعة غيره.

10803- أسماء بنت شكل «1»
، بمعجمة وفتحتين وآخره لام.
ثبت ذكرها في صحيح مسلم في كتاب «الحيض» ، من طريق عائشة، قالت: دخلت أسماء بنت شكل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت له: يا رسول اللَّه، كيف تغتسل إحدانا إذا طهرت من الحيض؟ الحديث.
وذكرها أبو موسى في «الذّيل» من طريق المستغفري بسنده إلى أبي بكر بن أبي شيبة شيخ مسلم فيه. وقال أبو علي الجياني فيما ذيّل به على الاستيعاب: لا أدري أهي إحدى من ذكره أبو عمر أو بعض الرواة غلط في شكل، وإنما هي أسماء بنت يزيد بن السكن الآتي ذكرها سقط ذكر أبيها، وصحّف اسم جدها، ونسبت إليه، وسبقه إلى ذلك الخطيب أبو بكر الحافظ.
ويؤيده أنه ليس في الأنصار من اسمه شكل، فقد ثبت في صحيح البخاري في هذه القصة أنّ التي سألت امرأة من الأنصار، وتبعه أبو الفتح بن سيد الناس على ذلك، وفيه نظر.

10804- أسماء بنت عبد اللَّه «2»
بن عثمان التيمية، والدة عبد اللَّه بن الزبير بن العوم
__________
(1) أسد الغابة: ت 6709، الاستيعاب: ت 3272.
(2) سقط في أ.

(8/12)


التيمية، وهي بنت أبي بكر الصديق، وأمّها قتلة أو قتيلة بنت عبد العزى، قرشية، من بني عامر بن لؤيّ.
أسلمت قديما بمكة. قال ابن إسحاق بعد سبعة عشر نفسا، وتزوجها الزبير بن العوام، وهاجرت وهي حامل منه بولده عبد اللَّه، فوضعته بقباء، وعاشت إلى أن ولي ابنها الخلافة ثم إلى أن قتل، وماتت بعده بقليل، وكانت تلقّب ذات النطاقين. قال أبو عمر:
سماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، لأنها هيّأت له لما أراد الهجرة سفرة، فاحتاجت إلى ما تشدّها به، فشقّت خمارها نصفين فشدّت بنصفه السّفرة، واتخذت النصف الآخر منطقا. قال: كذا ذكر ابن إسحاق وغيره.
قلت: وأصل القصة في صحيح مسلم دون التصريح برفع ذلك إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وقد أسند ذلك أبو عمر من طريق أبي نوفل بن أبي عقرب، وأنها قالت للحجاج: كان لي نطاق أغطّي به طعام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من النمل ونطاق لا بدّ للنساء منه.
وقال ابن سعد: أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، وفاطمة بنت المنذر، عن أسماء: قالت: صنعت سفرة للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبي بكر: ما أجد إلا نطاقي.
قال: شقيه باثنين، فاربطي بواحد منهما السقاء وبالآخر السّفرة. وسنده صحيح.
وبهذا السند عن عروة عن أسماء، قالت: تزوّجني: الزبير وما له في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه، وأدقّ النوى لناضحه، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير ... الحديث، وفيه: حتى أرسل إلى أبو بكر بعد ذلك خادما فكفتني سياسة الفرس.
قال:
وقال الزّبير بن بكّار في هذه القصة: قال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أبدلك اللَّه بنطاقك هذا نطاقين في، الجنّة» «1» ،
فقيل لها ذات النطاقين.
روت أسماء عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث، وهي في الصحيحين، والسنن.
روى عنه ابناها: عبد اللَّه، وعروة وأحفادها: عباد بن عبد اللَّه، وعبد اللَّه بن عروة، وفاطمة بنت المنذر بن الزبير، وعباد بن حمزة بن عبد اللَّه بن الزبير، ومولاها عبد اللَّه بن كيسان، وابن عباس، وصفية بنت شيبة، وابن أبي مليكة، ووهب بن كيسان، وغيرهم.
__________
(1) أخرج أحمد في المسند 6/ 346 عن أسماء قالت لذلك سميت ذات النطاقين والبخاري في صحيحه 7/ 193، 194 كتاب المناقب باب الهجرة.

(8/13)


وأخرج ابن السّكن، من طريق أبي المحياة يحيى بن يعلى التيمي، عن أبيه، قال: دخلت مكة بعد أن قتل ابن الزبير، فرأيته مصلوبا، ورأيت أمه أسماء عجوزا طوالة مكفوفة، فدخلت حتى وقفت على الحجاج، فقالت: أما آن لهذا الراكب أن ينزل. قال: المنافق؟
قالت: لا واللَّه، ما كان منافقا، وقد كان صوّاما قوّاما. قال: اذهبي فإنك عجوز قد خرفت.
فقالت: لا، واللَّه ما خرفت، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يخرج في ثقيف كذّاب ومبير» .
فأما الكذّاب فقد رأيناه، وأما المبير «1» فأنت هو. فقال الحجاج: منه المنافقون.
وأخرج ابن سعد بسند حسن عن ابن أبي مليكة: كانت تصدّع فتضع يدها على رأسها، وتقول: بذنبي، وما يغفر اللَّه أكثر.
وقال هشام بن عروة عن أبيه: بلغت أسماء مائة سنة لم يسقط لها سنّ، ولم ينكر لها عقل.
وقال أبو نعيم الأصبهانيّ: ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، وعاشت إلى أوائل سنة أربع وعشرين. قيل: عاشت بعد ابنها عشرين يوما، وقيل غير ذلك.

10805- أسماء بنت عبد اللَّه بن مسافع
بن ربيعة ... والدة قيس بن مخربة. ذكرت في شعر حسان بن ثابت.

10806- أسماء بنت عدي بن عمرو.
تأتي في التي بعدها.

10807- أسماء بنت عمرو
بن عدي بن نابي «2» بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصارية السلمية، أم معاذ بن جبل. وكنيتها أم منيع.
ذكر ابن إسحاق بسند صحيح عن كعب بن مالك- أنها كانت مع من شهد العقبة مع السبعين هي ونسيبة بنت كعب. وقال في التجريد: وقيل هي أسماء بنت عدي بن عمرو.

10808- أسماء بنت عمرو بن مخربة.
تأتي في أسماء بنت مخربة.
10809

- أسماء بنت عميس «3» بن معد،
بوزن سعد، أوله ميم. قيده ابن حبيب،
__________
(1) مبير: أي مهلك يسرف في إهلاك الناس. اللسان 1/ 385.
(2) أسد الغابة: ت 6712، الاستيعاب: ت 3274.
(3) الطبقات الكبرى 8/ 280 ونسب قريش 81- والمغازي للواقدي 739 و 766- وتاريخ أبي زرعة 1/ 588 و 655- وسيرة ابن هشام 1/ 290- ومسند الإمام أحمد 1/ 452- والمعارف 171 و 173- ومروج الذهب 1908 وفتوح البلدان 451 و 445- والمحبر 108 و 109- والبدء والتاريخ 4/ 137 والأغاني 11/ 76- وتاريخ اليعقوبي 2/ 114 و 128- والعقد الفريد 4/ 263- والمعجم الكبير 24/ 131- 157 وتاريخ الطبري 3/ 124 والزاهر للأنباري 1/ 429- وجمهرة أنساب العرب 38 و 68 والمعرفة والتاريخ 1/ 510- ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 85- وربيع الأبرار 4/ 208- والمنتخب من ذيل المذيل 623- والكامل في التاريخ 2/ 238 و 291- وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 230 وتحفة الأشراف 11/ 259 و 263- وتهذيب الكمال 3/ 1678 وسير أعلام النبلاء 24/ 282- 287- والمعين في طبقات المحدثين 29 والكاشف 3/ 42- والمغازي 431 و 432- والنكت الظراف 11/ 26 وتهذيب التهذيب 12/ 398 و 399- وتقريب التهذيب 2/ 589 والوافي بالوفيات 9/ 53 و 54- ومجمع الزوائد 9/ 260- وخلاصة تذهيب التهذيب 488- وشذرات الذهب 1/ 15 و 48- وحلية الأولياء 2/ 74- 76- وتاريخ الإسلام 1/ 179.

(8/14)


ووقع في الاستيعاب معد بفتح العين، وتعقّب- ابن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن غانم بن معاوية بن زيد الخثعمية، وقيل عميس هو ابن النعمان بن كعب، والباقي سواء.
كانت أخت ميمونة بنت الحارث، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لأمها، وأخت جماعة من الصحابيات لأب أو أم أو لأب وأم «1» ، يقال: إن عدتهن تسع، وقيل عشر لأم وستّ لأم وأب. وأمها خولة بنت عوف بن زهير.
ووقع عند أبي عمر هند بدل خولة. قال أبو عمر: كانت من المهاجرات إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، فولدت له هناك أولاده، فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمدا، ثم تزوجها عليّ، فيقال ولدت له ابنه عونا.
قال أبو عمر: تفرد بذلك ابن الكلبي، كذا قال.
وقد ذكر ابن سعد عن الواقديّ أنها ولدت لعليّ عونا ويحيى. وقال ابن سعد، عن الواقديّ، عن محمد بن صالح، عن يزيد بن رومان: أسلمت أسماء قبل دخول دار الأرقم وبايعت، ثم هاجرت مع جعفر إلى الحبشة، فولدت له هناك عبد اللَّه، ومحمدا وعونا، ثم تزوجها أبو بكر بعد قتل جعفر.
وذكرها ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، وقال: إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم زوّج أبا بكر أسماء بنت عميس يوم حنين. أخرجه عمر بن شبة في كتاب مكة، وهو مرسل جيّد الإسناد.
روت أسماء عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها ابنها عبد اللَّه بن جعفر، وحفيدها القاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبد اللَّه بن عباس، وهو ابن أختها لبابة بنت الحارث، وابن أختها
__________
(1) في أ: شقيقة.

(8/15)


الأخرى عبد اللَّه بن شداد بن الهاد، وحفيدتها أم عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وآخرون.
وكان عمر يسألها عن تفسير المنام، ونقل عنها أشياء من ذلك ومن غيره، ووقع في البخاري في باب هجرة الحبشة من طريق أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، وأسماء، فذكر حديثا. وأسماء هي صاحبة هذه الترجمة، ويقال: إنها لما بلغها قتل ولدها محمد بمصر قامت إلى مسجد بيتها وكظمت غيظها حتى شخب ثدياها دما.
وفي الصّحيح، عن أبي بردة، عن أسماء- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها: «لكم هجرتان، وللنّاس هجرة واحدة» .
وأخرجه ابن سعد من مرسل الشعبي: قالت أسماء: يا رسول اللَّه، إن رجالا يفخرون علينا ويزعمون أنّا لسنا من المهاجرين الأولين، فقال: «بل لكم هجرتان» .
ثم ذكر من عدّة أوجه أنّ أبا بكر الصديق أوصى أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس.
وأخرج ابن السّكن بسند صحيح، عن الشعبي، قال: تزوّج عليّ أسماء بنت عميس، فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر، فقال كل منهما: أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك، فقال لها عليّ: اقضي بينهما. فقالت: ما رأيت شابّا خيرا من جعفر ولا كهلا خيرا من أبي بكر، فقال لها عليّ: فما أبقيت لنا؟

10810- أسماء بنت قرط
بن خنساء بن سنان الأنصارية، زوج الفضل بن النعمان، ذكرها ابن سعد في المبايعات.

10811- أسماء بنت كعب.
في أسماء بنت النعمان.

10812- أسماء بنت محرز
بن عامر بن مالك بن عديّ بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. ذكرها ابن سعد، وقال: أمها أم سهل بنت أبي خارجة، تزوّجها أبو بشير بن عبيد، فولدت له بشيرا والجعد. ذكرها ابن ماكولا من التجريد.

10813- أسماء بنت مخرّبة «1»
. تقدم نسبها في أسماء بنت سلامة بن مخربة.
ذكر البلاذريّ، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى: قدم هشام بن المغيرة نجران، فرأى أسماء بنت مخرّبة، ويقال بنت عمرو بن مخرّبة بن جندل بن أبي أبير بن نهشل بن دارم، فأعجبته فتزوّجها وحملها إلى مكة، فولدت له أبا جهل، والحارث، ثم مات فتزوّجها عبد اللَّه بن أبي ربيعة بن المغيرة، فولدت له عياشا، فكان أخا أبي جهل والحارث لأمهما.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6714.

(8/16)


وقال ابن سعد: ولدت له أيضا عبد اللَّه وأم حجير. قاله البلاذري، وقال محمد بن سعد: إنها ماتت كافرة قبل أن يهاجر ابنها عياش إلى المدينة، ويقال: إنها أسلمت، وأدركت خلافة عمر، وذلك أثبت، ثم ساق من طريق الواقدي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن الرّبيّع بنت معوّذ، قالت: دخلت في نسوة من الأنصار على أسماء بنت مخرّبة أم أبي جهل في خلافة عمر بن الخطاب، وكان ابنها عياش بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة يبعث إليها من اليمن بعطر، فكانت تبيعه إلى الأعطية، فقالت لي: أنت بنت قاتل سيده؟ قلت: لا، ولكنني بنت قاتل عبده. قالت: حرام علي أن أبيعك من عطري شيئا. قلت: وحرام عليّ أن أشتري منه شيئا، فما وجدت لعطرتنا غير عطرك.
وفي لفظ: فو اللَّه ما هو بطيّب عرف، وو اللَّه ما بي ما شممت عطرا كان أطيب منه، ولكني غضبت، فقلت: وهي القائلة لما طافت عريانة:
أليوم يبدو بعضه أو كلّه ... وما بدا منه فلا أحلّه
كم من لبيب عاقل يضلّه ... وناظر ينظر ما أعلّه
[الرجز] ويقال فيها نزلت: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف: 31] . وفي صحيح مسلم ...
وقال أبو عمر في ترجمة بنت أخيها أسماء بنت سلامة: هي أم عبد اللَّه بن عيّاش بن أبي ربيعة، وأم عياش اسمها أيضا أسماء بنت مخرّبة، وهي أم [أبي جهل] ، والحارث بن هشام، وهي عمة أسماء بنت مخرّبة، وهي أم الجلاس والدة عياش، وعبد اللَّه ابني أبي ربيعة.
روى عنها عبد اللَّه بن عياش، والرّبيع بنت معوّذ، ثم
ساق من طريق إسحاق بن محمد القروي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أخيه عبد اللَّه بن الحارث عن عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة، قالت: دخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بعض بيوت بني أبي ربيعة إمّا لعيادة مريض أو لغير ذلك، فقالت أسماء التميمية، وكانت تكنى أم الجلاس، وهي أم عياش بن أبي ربيعة: يا رسول اللَّه، ألا توصيني. فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا أمّ الجلاس، ائتي إلى أخيك ما تحبّين أن يأتي إليك، وأحبّي لأخيك [ما تحبّين] أن يحبّك» «1» . ثم أتى
__________
(1) أورده السيوطي في الجامع الكبير 2/ 531 والمتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 37458 وعزاه لابن مندة وابن عساكر.

(8/17)


رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بصبي من ولد عياش، وكانت أم الجلاس ذكرت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مرضا بالصبي أو علّة، فجعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يرقي الصبي ويتفل عليه، وجعل الصبي يتفل على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كما يتفل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فجعل بعض أهل البيت ينهى الصبي، فنهاهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قلت: وبيان الخلط أنه جمع بين قصتي الربيع بنت معوّذ وعبد اللَّه بن عياش، وقصة الربيع إنما وقعت لها مع أسماء بنت مخرّبة هذه، وهي المختلف في صحبتها، وقصة عبد اللَّه بن عياش هي التي تضمّنها هذا الحديث، وهي والدته المتفق على صحبتها.
وقد فرّق الزّبير بن بكّار بين المرأتين، فقال لما ذكر الحارث بن هشام وأخوه لأبيه وأمّه عمرو وهو أبو جهل، وأمهما أسماء بنت مخرّبة، وأخواهما لأمهما عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة، وعياش بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة، وذكر قصة هجرته ويمين أمه وعوده إلى مكة، وقال لما ذكر عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة وأمه أسماء بنت سلامة بن مخرّبة.
قلت: والقصة التي أشار إليها ذكرها ابن إسحاق.

10814- أسماء بنت مرثد «1»
، من بني حارثة.
ذكرها أبو عمر، وقال: لا يصح حديثها. انفرد به حرام بن عثمان، وهو ضعيف عند جميعهم، ووصله إسماعيل بن إسحاق القاضي في أحكامه، من طريق الدّراوردي،
وابن مندة، من طريق إبراهيم بن طهمان كلاهما عن حرام بن عثمان، عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر، وأبي عتيق بن عبد اللَّه، عن جابر بن عبد اللَّه: جاءت أسماء بنت مرثد أخت بني حارثة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، إنّي تحدث لي حيضة أمكث ثلاثا أو أربعا بعد أن أطهر، ثم ترجع، فتحرم عليّ الصلاة، فقال: «إذا رأيت ذلك فامكثي ثلاثا ثمّ تطهّري وصلّي» «2» .
قلت: وذكر ابن سعد في الطبقات أسماء بنت مرثدة، بزيادة هاء، ابن جبير بن مالك بن حويرثة بن خارجة، وقال أمها سلامة بنت مسعود، وقال: تزوجها الضحاك بن خليفة، فولدت له ثابتا، وأبا بكر، وأبا حسن، وعمر، وثبيتة، وبكرة، وحمادة وصفيّة، وتزوج محمد بن سلمة ثبيتة، قال: وأسلمت أسماء وبايعت.
قلت: يظهر إلي أنها التي ذكرت في حديث جابر، ويحتمل أن تكون غيرها.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6715، الاستيعاب: ت 3276.
(2) قال ابن معين الحديث عن حرام حرام، وقال الشافعيّ الرواية عن حرام حرام، وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل الميزان 1/ 468.

(8/18)


10815- أسماء بنت النعمان بن الحارث
بن شراحيل «1» ، وقيل بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحيل الكندية. قال أبو عمر: أجمعوا أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّجها، واختلفوا في قصة فراقها إلى أن قال:
قال قتادة: هي أسماء بنت النعمان، من بني الحارث لما أدخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت، وأبت أن تجيء. قال قتادة: وقيل إنها قالت له: أعوذ باللَّه منك. فقال: «قد عذت بمعاذ» .
وهذا باطل، إنما قالت: هذه امرأة أخرى من بني سليم.
وقال أبو عبيدة: كلتاهما عاذتا باللَّه منه، وقال غيره: المستعيذة امرأة من بني العنبر من سبي ذات الشقوق، وكانت جميلة، فخاف نساؤه أن تغلبهن عليه.
وقال عبد اللَّه بن محمّد بن عقيل الكندية: هي الشقية التي سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يفارقها ويردّها إلى قومها، ففعل فردّها مع أبي أسيد.
وقال آخرون: كانت أسماء بنت النعمان الكندية من أجمل النساء، فخاف نساؤه أن تغلبهنّ عليه، فقلن لها: إنّه يحبّ إذا دنا منك أن تقولي أعوذ باللَّه منك، ففعلت، وكانت تسمي نفسها شقية.
وزاد الجرجانيّ: فخلف عليها المهاجر بن أبي أمية المخزومي، ثم قيس بن مكشوح المرادي.
قال أبو عمر: سماها بعضهم أميمة بنت النعمان، وبعضهم أمامة، والاختلاف في الكندية كثير جدا، والاضطراب فيها وفي صواحبها اللاتي لم يدخل بهنّ كثير.
قلت: ونسبها محمد بن حبيب في فصل النساء اللاتي لم يدخل بهنّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مثل القول الثاني المذكور أولا، وقال: كانت من أجمل النساء وأشبهن. وذكر قصة النساء معها وفراقها، وأن المهاجر تزوّجها ثم قيس بن مكشوح، ثم قال: والجونية امرأة من كندة أيضا أحضرها أبو أسيد الساعدي، فتولّت عائشة وحفصة أمرها، فقالت لها إحداهما: إنه يعجبه إذا دخلت عليه المرأة أن تقول: أعوذ باللَّه منك ... القصة.
قلت:
والّذي في صحيح البخاريّ في الجونية من طريق الأوزاعي، سألت الزهري: أي أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم استعاذت منه؟ قال: أخبرني عروة، عن عائشة- أن ابنة الجون لما دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ودنا منها، قالت: أعوذ باللَّه منك. قال: «لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك» .
__________
(1) أسد الغابة: ت 6716، الاستيعاب: ت 3277.

(8/19)


وأخرج من طريق حمزة ابن أبي أسيد عن أبي سيد، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى انطلقنا إلى حائط يقال لها الشوط، فقال: «اجلسوا ها هنا، فدخل وقد أتى بالجونيّة، فأنزلت في بيت علي ومعها دايتها. فلما دخل عليها قال: «هبي لي نفسك» . قال: قالت:
هل تهب الملكة نفسها للسّوقة! قال: فأهوى بيده ليضعها عليها لتسكن. قالت: أعوذ باللَّه منك. قال: «لقد عذت بمعاذ» .
ثم أخرج الحديث.
وأخرج ابن سعد، من طرق عدة كلّها عن الواقدي- أنّ الجونية استعاذت من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. واختلف: هل هي بنت النعمان أو أخته؟ وسماها عن عبد اللَّه بن جعفر المخزومي أمية.
وأخرج ابن سعد، عن هشام بن محمد، وهو ابن الكلبي، عن ابن الغسيل الّذي أخرجه البخاري، وزاد فيه: فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة: اخضبيها وأنا أمشطها، ففعلتها، ثم قالت لها إحداهما: إنه يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول: أعوذ باللَّه منك، فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مدّ يده إليها، فقالت: أعوذ باللَّه منك، فقال بكمه على وجهه، وقال: «عذت معاذا» - ثلاث مرات، ثم أخرج علي، فقال: «يا أبا أسيد، ألحقها، بأهلها ومتّعها برازقيّتين» «1» يعني كرباسين «2» ، فكانت تقول: ادعوني الشقية.
ومن طريق عمر بن الحكم عن أبي أسيد في هذه القصة، فقلت: يا رسول اللَّه، قد جئتك بأهلك، فخرج يمشي وأنا معه، فلما أتاها أقعى وأهوى ليقبلها، وكان يفعل ذلك إذا اختلى النساء، فقالت: أعوذ باللَّه منك ... الحديث.
وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف.
ومن طريق عباس بن سهل، عن أبي أسيد، قال: لما طلعت بها على قومها تصايحوا، وقالوا: إنك لغير مباركة، لقد جعلتنا في العرب شهرة، فما دهاك؟ قالت: خدعت. فقالت لأبي أسيد: ما أصنع. قال: أقيمي في بيتك واحتجبي إلا من ذي رحم محرم، ولا يطمع فيك أحد، فأقامت كذلك حتى توفيت في خلافة عثمان.
وعن ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس: تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أسماء بنت النعمان، وكانت من أجمل أهل زمانها، وأشبهنّ، فقالت عائشة: قد وضع يده في العراب يوشك أن يصرفن وجهه عنا، وكان خطبها حين وفد أبوها عليه في وفد كندة،
__________
(1) الرّزاقيّة: ثياب كتّان بيض. النهاية 2/ 219.
(2) الكرباس: القطن. النهاية 4/ 161.

(8/20)


فلما رآها نساؤه حسدنها، فقلن لها: إن أردت أن تحظى عنده ... القصة.
وبه إلى ابن عباس، قال: خلف على أسماء بنت النعمان المهاجر بن أبي أمية، فأراد عمر أن يعاقبها، فقالت: واللَّه ما ضرب على حجاب ولا سمّيت بأم المؤمنين، فكفّ عنها.
وعن الواقديّ: قد بلغني أنّ عكرمة بن أبي جهل تزوّجها في زمن الردة، وليس ذلك بثبت.
وقد ساق ابن سعد قصة الجونية، ومن طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى لم يستعذ منه غير الجونية عن الواقدي بسنده مطولة. وتقدم نقلها في ترجمة النعمان بن أبي الجون، وفي آخرها: إن ذلك كان في ربيع الأول سنة تسع من الهجرة.

10816- أسماء بنت يزيد
بن السكن «1» بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث الأنصارية الأوسية ثم الأشهلية.
قال أبو عليّ بن السّكن: هي بنت عم معاذ بن جبل، وكانت تكنى أم سلمة، وكان يقال لها خطيبة النساء.
روت عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث.
وعن أبي داود بسند حسن عنها، قالت:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تقتلن أولادكنّ سرّا، فإنّ الغيل «2» يدرك الفارس فيدعثره «3» عن فرسه» .
روى عنها ابن أخيها محمود بن عمرو الأنصاري، ومهاجر بن أبي مسلم مولاها، وشهر بن حوشب، قال ابن السكن: هو أروى الناس عنها،
وبعض أحاديثها عند أحمد،
__________
(1) طبقات ابن سعد 8/ 319، مسند أحمد 6/ 452، طبقات خليفة 340، مقدمة مسند بقي بن مخلد 83، المعرفة والتاريخ 2/ 447، العقد الفريد 3/ 223، الاستبصار 218، المعجم الكبير 24/ 157، حلية الأولياء 2/ 76، تحفة الأشراف 11/ 263، تهذيب الكمال 3/ 1677، سير أعلام النبلاء 2/ 296، المعين في طبقات المحدثين 29، الكاشف 3/ 420، تاريخ الإسلام (المغازي) 327، السيرة النبويّة 475، عهد الخلفاء الراشدين 409، الوافي بالوفيات 9/ 54، مجمع الزوائد 9/ 260، تهذيب التهذيب 12/ 399، تقريب التهذيب 2/ 589، النكت الظراف 11/ 265 خلاصة تذهيب التهذيب 488، تاريخ دمشق (تراجم النساء) 33، تاريخ الإسلام 2/ 73
(2) الغيلة: أن يجامع الرجل المرأة وهي مرضع فربما حملت واسم ذلك اللبن الغيل- بالفتح- فإذا حملت فسد لبنها يريد أن من سوء أثره في بدن الطفل وإفساد مزاجه وإرخاء قواه أن ذلك لا يزال ماثلا فيه إلى أن يشتد ويبلغ مبلغ الرجال، فإذا أراد منازلة قرن في الحرب وهن عنه وانكسر، وسبب وهنه وانكساره الغيل. اللسان 2/ 1378.
(3) يدعثره: أي يصرعه ويهلكه إذا صار رجلا. اللسان 2/ 1378.

(8/21)


وابن سعد أنها بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في نسوة. وفيه: «إنّي لا أصافح النّساء» «1» .
وقال التّرمذيّ- بعد أن أخرج من طريق يزيد بن عبد اللَّه الشيبانيّ: سمعت شهر بن حوشب يقول: حدثتنا أم سلمة الأنصارية، قالت: قالت امرأة من النسوة- تعني اللاتي بايعن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: ما هذا العذر الّذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه؟ قال: لا، بنحوه ... الحديث.
قال عبد بن حميد: أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن، شهدت اليرموك، وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها، وعاشت بعد ذلك دهرا.

10817- أسماء الأنصارية،
والدة مسعود بن الحكم.
قال ابن السّكن: اسمها أسماء. وقال غيره: هي حبيبة بنت شريق، وستأتي في الكنى.

10818- أسيرة،
بالتصغير الأنصارية «2» ، ويقال يسيرة- بالياء آخر الحروف.
ذكرها أبو عمر مختصرا، وأعادها في الياء، ولم ينبّه ابن الأثير على أنهما واحد ولا الذهبي.

10819- أسيرة بنت عمرو الجمحية،
أم سعد.
ذكرها ابن السّكن، وستأتي في الكنى.

10820- أمامة بنت بشر
بن وقش «3» الأنصارية، أخت عباد بن بشر» .
أسلمت وبايعت، قاله ابن سعد عن الواقدي، قال: وأمها فاطمة بنت بشر بن عدي الخزرجية، وزوجها محمود بن مسلمة، ويقال: إنها والدة علي بن أسد بن عبيدة بن سعيد.

10821- أمامة بنت الحارث بن عوف.
قيل هي البرصاء، والدة شبيب بن البرصاء، وقيل اسمها قرصافة.

10822- أمامة بنت حمزة
بن عبد المطلب الهاشمية «5» .
__________
(1) أخرجه النسائي في السنن 7/ 149 كتاب البيعة باب (18) بيعة النساء حديث رقم 4181 وابن ماجة في السنن 2/ 959 كتاب الجهاد باب (43) بيعة النساء حديث رقم 2874 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 14، والدار الدّارقطنيّ في السنن 4/ 146، 147، وأحمد في المسند 6/ 357 وأورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 476، 477، 478 والهيثمي في الزوائد 6/ 42.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 245.
(3) في أ: رقيش.
(4) أسد الغابة: ت 6720.
(5) أعلام النساء 1/ 61.

(8/22)


قال أبو جعفر بن حبيب في كتابه «المحبّر» : لما قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من عمرة القضية أخذ معه أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، فلما قدمت أمامة المذكورة طفقت تسأل عن قبر أبيها، فبلغ ذلك حسان بن ثابت فقال:
تسائل عن قرم هجان سميدع ... لدى البأس مغوار الصّباح جسور
فقلت لها: إنّ الشّهادة راحة ... ورضوان ربّ يا أمام غفور
دعاه إله الخلق ذو العرش دعوة ... إلى جنّة فيها رضا وسرور «1»
[الطويل] في أبيات.
وكذا سماها ابن الكلبيّ أمامة، وسماها الواقدي عمارة.
وثبت ذكرها في الصّحيحين من حديث البراء، فذكر في قصة عمرة القضاء: فلما خرجوا تبعتهم بنت حمزة تنادي يا ابن عم. فقال عليّ لفاطمة: دونك ابنة عم أبيك، فاختصم فيها عليّ وجعفر وزيد بن حارثة ... الحديث.
وفيه قول جعفر: عندي خالتها، وقول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «الخالة بمنزلة الأمّ» .
وكانت اسمها سلمى بنت عميس، وكانت أختها أسماء بنت جعفر بن أبي طالب.
وأخرج ابن السّكن هذه القصة، من طريق أبي إسحاق، عن هبيرة بن مريم، وهانئ ابن هانئ جميعا، عن عليّ ... فذكر قصة عمرة القضاء، قال: فتبعتهم بنت حمزة، فقال علي لفاطمة: دونك ابنة عمّ أبيك ... الحديث.
وذكر الخطيب في «المبهمات» أيضا أنّ اسمها أمامة، وزاد: ثمّ زوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من سلمة بن أم سلمة، وقال حين زوّجها منه: «هل جزيت سلمة» ،
وذلك أن سلمة هو الّذي كان زوّج أم سلمة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وأورد ذلك أبو موسى في الذّيل من جهة الخطيب فقط، وقد تقدم تزويجها من سلمة في ترجمة سلمة، ولكن لم يسم في ذلك الخبر.
وحكى ابن السّكن أنه قيل: إن اسمها فاطمة.

10823- أمامة بنت خديج الأنصارية،
أخت رافع بن خديج.
__________
(1) البيت لحسان وهو في ديوانه ص 219 وبعده:
أخي ثقة يهتزّ للعرف والنّدى ... بعيد المدى في النّائبات صبور
فقلت لها إن الشهادة راحة ... ورضوان ربّ يا أمام غفور

(8/23)


أسلمت وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وتزوجت أسيد بن ظهير، فولدت له ثابتا، ومحمدا، وأم كلثوم، وأم الحسن. ذكرها ابن سعد، قال: وأمها حليمة بنت عروة بن مسعود بن عامر البياضية.

10824- أمامة بنت ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. تأتي في أميمة.

10825- أمامة بنت سفيان.
تأتي في أميمة.

10826- أمامة بنت سماك
بن عتيك الأوسية الأشهلية «1» ، والدة الحارث بن أوس بن معاذ.
استدركها ابن الأثير عن ابن حبيب. وقال ابن سعد: إنّ أم الحارث هي أختها هند بنت سماك، وأما أمامة فكانت زوج شريك بن أنس بن رافع بن امرئ القيس، فولدت له عبد اللَّه، وأم صخر، وأم سليمان، وحبيبة. قال: وأسلمت وبايعت.

10827- أمامة بنت الصامت الأنصارية،
أخت عبادة بن الصامت.
أسلمت وبايعت، قاله محمد بن سعد.

10828- أمامة بنت أبي العاص «2»
بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية، وهي من زينب بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال الزّبير في كتاب «النّسب» : كانت زينب تحت أبي العاص، فولدت له أمامة، وعليا وثبت ذكرها في الصحيحين من حديث أبي قتادة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يحمل أمامة بنت زينب على عاتقه فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها. أخرجاه من رواية مالك، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير.
وأخرجه ابن سعد، من رواية الليث، عن سعيد المقبري، عن عمرو بن سليم أنه سمع أبا قتادة يقول: بينا نحن على باب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذ خرج يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهي صبية، فصلّى وهي على عاتقه إذ قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها.
وأخرج من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أم محمد، عن عائشة- أن
__________
(1) أسد الغابة: ت 6723.
(2) نسب قريش للزبيري 158، الطبقات الكبرى 8/ 232، 233، المحبر لابن حبيب 53 و 90، المعارف لابن قتيبة 127، المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 270، أنساب الأشراف 1/ 400، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 231، والسيرة النبويّة للذهبي 74 و 75 الوافي بالوفيات 9/ 377، تاريخ الإسلام 1/ 24.

(8/24)


رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أهديت له هدية فيها قلادة من جزع. فقال: «لأدفعنّها إلى أحبّ أهلي إليّ» .
فقالت النساء: ذهبت بها ابنة أبي قحافة. فدعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أمامة بنت زينب فأعلقها في عنقها.
وأخرجه ابن سعد من رواية حماد بن زيد، عن علي بن زيد، مرسلا، وقال فيه:
لأعطينّها أرحمكن. وقال فيه: فدعا ابنة أبي العاص من زينب، فعقدها بيده، وزاد: وكان على عينها غمض فمسحه بيده.
وأخرج أحمد من طريق ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة- أنّ النجاشي أهدى إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حلية فيها خاتم من ذهب فصّه حبشي، فأعطاه أمامة.
قال أبو عمر: تزوجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة، زوجها منه الزبير بن العوام، وكان أبوها قد أوصى بها إلى الزبير، فلما قتل عليّ فآمت منه أمامة قالت أم الهيثم النخعية:
أشاب ذوائبي وأذلّ ركني ... أمامة حين فارقت القرينا
تطيف به لحاجتها إليه ... فلمّا استيأست رفعت رنينا «1»
[الوافر] قال: وكان عليّ قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث أن يتزوّج أمامة بنت أبي العاص، فتزوجها المغيرة، فولدت له يحيى، وبه كان يكنى، وهلكت عند المغيرة. وقد قيل: إنها لم تلد لعليّ ولا للمغيرة كذلك.
وقال الزّبير: ليس لزينب عقب.
وقال عمر بن شبّة: حدثنا علي بن محمد النّوفلي، عن أبيه- أنه حدثه عن أهله أنّ عليّا لما حضرته الوفاة قال لأمامة بنت العاص: إني لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية بعد موتي- يعني معاوية، فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيرا.
فلما انقضت عدّتها كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه، وبذل لها مائة ألف دينار، فأرسلت إلى المغيرة: إن هذا قد أرسل يخطبني، فإن كان لك بنا حاجة فأقبل، فخطبها إلى الحسن فزوجها منه.
قلت: النوفلي ضعيف جدا مع انقطاع الإسناد، والراويّ مجهول فيه، لكن قال أبو
__________
(1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3281) .

(8/25)


عمر: روى هيثم عن داود بن أبي هند عن الشعبي، قال: كانت أمامة عند عليّ فذكر معنى ما تقدم سواء، كذا قال. وأخرجه ابن سعد عن الواقدي بمعناه.
وقال ابن سعد: أخبرنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب- أن أمامة بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل: إن معاوية خطبني، فقال لها: أتتزوجين ابن آكلة الأكباد! فلو جعلت ذلك إليّ. قالت: نعم. قال: قد تزوجتك. قال: ابن أبي ذئب: فجاز نكاحه.
وقد قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : تزوجها بعد عليّ المغيرة بن نوفل. وقيل: بل تزوجها بعده أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.

10829- أمامة بنت عبد المطلب.
لها ذكر في حديث ضعيف، كذا في «التّجريد» ، وهي أميمة الآتي ذكرها، نسبت إلى جد أبيها، وهي بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
وقال ابن فتحون: ذكر أبو عمر في ترجمة عباد بن شيبان إسلام أمامة بنت عبد المطلب.
قلت: لفظ ابن عبد البر: قال عباد بن شيبان: خطبت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمامة بنت عبد المطلب فأنكحني، ولم يشهد. وسبقه إلى ذلك البغوي، فأخرج هذا الخبر من حديث عباد بن شيبان. قال ابن فتحون: لم يذكرها أبو عمر، فلو صح الخبر لكان إهماله إياها من العجب العجيب.

10830- أمامة بنت عثمان
بن خالدة الأنصارية الزرقية. ذكرها ابن سعد.

10831- أمامة بنت عصام
بن عامر الأنصارية البياضية. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت.

10832- أمامة بنت قرط
بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصارية السلمية.
قال ابن سعد: هي زوج يزيد بن قيظي، وكان من رهطها، وأسلمت وبايعت.

10833- أمامة بنت قريبة
بن عجلان بن غنم بن عامر بن بياضة الأنصارية البياضية.
[ذكرها ابن الأثير، وقال: استدرك علي أبي عمر.

10834- أمامة بنت محرّث
بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة] «1» .
__________
(1) سقط في أ.

(8/26)


ذكرها ابن سعد، وقال: أمها سلمى بنت أبي الدحداحة بن تميم. تزوجها الربيع بن طفيل بن مالك بن خنساء، ثم خلف عليها الضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد، من بني سلمة، قال: وأسلمت أمامة وبايعت.

10835- أمامة المريدية.
ذكر لها ابن هشام في زيادات السيرة النبويّة شعرا في قصة قتل أبي عفك، بفتح المهملة والفاء الخفيفة المنافق، وكان قد أظهر نفاقه،
فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ومن لي بهذا الخبيث» ؟
فخرج سالم بن عمير أحد بني عمرو بن عوف فقتله، فقالت أمامة المريدية في ذلك:
تكذّب دين اللَّه والمرء أحمدا ... لعمر الّذي أمناك أن بئس ما يمني
حباك حنيف آخر الدّهر طعنة ... أبا عفك خذها على كبر السّنّ
[الطويل] واستدركها ابن فتحون.

10836- أمامة،
غير منسوبة.
حديثها في أواخر سنن سعيد بن منصور، ولها ذكر في ترجمة أبي جندل من كتاب الكنى.

10837- أمامة،
أم فرقد العجليّ «1» .
ذهبت بابنها فرقد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت له ذوائب، فمسحها وبرك عليها. ذكرها أبو عمر في ترجمة ولدها.

10838- أمة اللَّه بنت عبد شمس
بن عبد ياليل الليثية، والدة عبد اللَّه بن هشام بن زهرة القرشي التيمي.
ذكر خليفة بن خيّاط أنها ذهبت بابنها وهو صغير إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ليبايعه. وأصل القصة عند الحاكم في المستدرك، لكن في صحيح البخاري أنّ اسمها زينب بنت حميد.

10839- أمة بنت أبي الحكم،
أو بنت الحكم «2» ، تأتي في القسم الأخير.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6725.
(2) تقريب التهذيب 2/ 590، تجريد أسماء الصحابة 2/ 147، تهذيب التهذيب 12/ 401، الكاشف 3/ 465، تهذيب الكمال 3/ 1678.

(8/27)


10840- أمة بنت خالد
بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس «1» ، تكنى أم خالد، وهي مشهورة بكنيتها.
قدمت مع والدها من الحبشة، وكان هاجر إليها، وكانت ولدت له فيها من أميمة، ويقال همينة بنت خلف الخزاعية. وقال ابن سعد: كان خالد بن سعيد قد هاجر إلى الحبشة، ومعه امرأته همينة بنت خلف، فولدت له هناك أمة بنت خالد، [وقدموا] في السفينتين، وقد بلغت أمة وعقلت.
ثم أخرج بسند فيه الواقديّ عنها، قالت: سمعت النجاشي يقول لأصحاب السفينتين:
أقرئوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مني السلام. قالت أمة: فكنت فيمن أقرأه السلام من النجاشي.
قلت: قوله: إنها بلغت بالحبشة يردّه قوله في الرواية التي في الصحيح: ائتوني بأم خالد «2» ، فأتى بي أحمل، فألبسنيها- يعني الخميصة، نعم، قد حفظت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
روى عنها سعيد بن عمر والأشدق بن سعيد بن العاص، وهي بنت عم جده، وموسى وإبراهيم ابنا عقبة المدنيان، وتزوّجها الزبير بن العوام، فهي أم ولديه: خالد، وعمرو.
حدثيها في صحيح البخاريّ في قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لما كساها الحلّة: سنه سنه «3» . أي حسنة، وقوله لها: «أبلي وأخلقي» «4» ،
حتى ذكر- أي ذكر دهرا طويلا.
وفي بعض طرقه عند البخاري في الجهاد، قال أبو عبد اللَّه: لم تعش امرأة ما عاشت هذه.

10841- أمة بنت خليد «5»
بن عدي بن عمرو بن مالك بن العجلان الأنصارية.
__________
(1) الثقات 3/ 25 أعلام النساء 1/ 65، الدر المنثور 67، تجريد أسماء الصحابة 2/ 2/ 247، تقريب التهذيب 2/ 590، تهذيب التهذيب 12/ 400، الكاشف 3/ 465، تهذيب الكمال 3/ 1678، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 405، تلقيح فهوم أهل الأثر 370.
(2) أخرجه البخاري في صحيحة 7/ 191، 197. وأحمد في المسند 6/ 364، وابن سعد في طبقاته 8/ 170، وأبو داود 2/ 440 كتاب اللباس باب فيما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا حديث 4024.
(3) والغرض منه قوله «سنه سنه» وهو بفتح النون وسكون الهاء، وفي رواية الكشميهني «سناه» بزيادة ألف والهاء فيها للسكت وقد تحذف، قال ابن قرقول: هو بفتح النون الخفيفة عند أبي ذر، وشددها الباقون وهي بفتح أوله للجميع إلا القابسي فكسره. فتح الباري 6/ 213.
(4) أخرجه البخاري 4/ 90، 7/ 191، 197، في كتاب اللباس باب 32 ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا حديث رقم 5845. وأحمد في المسند 6/ 365، الحاكم في المستدرك 2/ 63، 4/ 188 وابن عساكر في تاريخه 5/ 50. وابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 186 عن أم خالد بنت خالد.
(5) أسد الغابة ت 6732.

(8/28)


ذكرها ابن الأثير، هكذا، وتبعه الذهبي، وقال: مجهولة.

10842- أمة بنت سعد بن أبي سرح،
أخت عبد اللَّه أمير مصر.
لهذا ذكر في أخبار المدينة لعمر بن شبّة فيمن اتخذ بالمدينة دارا.

10843- أمة بنت أبي الصلت،
أو ابن أبي الصلت، تأتي في الأخير.

10844- أمة بنت نعيم النحام،
هي المرأة التي خطبها ابن عمر إلى نعيم، فزوجها من النعمان بن نضلة، وكان في حجره. سماها الزبير في كتاب النسب.

10845- أمة الفارسية «1» .
أخرج ابن مندة في «تاريخ أصبهان» ، من طريق المبارك بن سعيد الثوري، عن عبيد المكتب، قال: قال سلمان الفارسيّ: لما قدمت المدينة رأيت أصبهانيّة كانت أسلمت قبلي، فسألتها عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فهي التي دلّتني عليه. قال أبو موسى: رواه عبد اللَّه بن عبد العزيز، عن أبي الطفيل، عن سلمان نحوه. وقال: مكة- بدل المدينة، ولم يسمّ المرأة، والأولى أولى. وروى عن أبي الطفيل أيضا، فقال: المدينة.

10846- أميمة بنت بجاد
بن عبد اللَّه بن عمير بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية.
ويقال أميمة بنت عبد اللَّه بن نجاد ... إلخ. تأتي في أميمة بنت رقيقة.

10847- أميمة بنت بشر «2»
، من بني عمرو بن عوف، كانت تحت حسان بن الدحداحة، فنفرت منه، وهو كافر يومئذ، فزوّجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم سهل بن حنيف، فولدت له ولده عبد اللَّه، وفيها نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ [الممتحنة: 10] ... الآية.
ذكره ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب- أنه بلغه ذلك، أسنده ابن مندة، واستبعده ابن الأثير بأن بني عمرو بن عوف من أهل المدينة، والآية إنما نزلت في المهاجرات، فلعلّ زوجها كان من غير الأنصار، فنقلها إلى مكة مثلا، فكان حكمها حكم المهاجرات.

10848- أميمة بنت بشير
بن سعد الأنصارية، ثم الخزرجية «3» ، أخت النعمان بن بشير لأبويه.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6733.
(2) أسد الغابة: ت 6734.
(3) أسد الغابة: ت 6735.

(8/29)


ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت، ويقال لها أبية- بموحدة وتشديد.

10849- أميمة بنت الحارث «1»
: امرأة عبد الرحمن بن الزبير، طلقها ثلاثا، فتزوجها رفاعة ثم طلقها رفاعة، فقالت: يا رسول اللَّه، إن رفاعة طلقني أفأتزوّج عبد الرحمن؟ قال:
«هل جامعك» «2» ، قالت: ما معه إلا مثل هدبة الثوب، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك» .
أخرجه ابن مندة، من طريق محمد بن مروان السدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس.
قلت: ومحمد بن مروان كذبوه، وشيخه اعترف بالكذب، وأصل القصة في الصحيحين بغير هذا السياق، ولم يسمّ المرأة فيهما. وسيأتي أن اسمها سهيمة. وقيل غير ذلك.

10850- أميمة بنت أبي حثمة،
واسمه عبد اللَّه بن ساعدة بن عامر بن عديّ بن جشم بن مجدعة بن حارثة الساعدية، أخت جميلة وعميرة.
ذكرها ابن سعد في الصحابيات، وقال: أمها حجة بنت عمير بن عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم. قال: وتزوجها هلال بن الحارث بن ربيعة بن منقذ، ثم خلف عليها أبو سندر بن الحصين بن بجاد، وأسلمت وبايعت.

10851- أميمة بنت خلف «3»
بن أسعد بن عامر بن سبيع الخزاعية، عمة طلحة الطلحات الجواد المشهور.
كانت زوج خالد بن سعيد بن العاص، فأسلمت قديما وهاجرت معه إلى الحبشة.
ويقال: اسمها أمينة «4» ، بالنون بدل الميم، ويقال همينة بالهاء بدل الألف، فولدت له أم خالد بنت خالد فسماها آمنة، واشتهرت بكنيتها.

10852- أميمة بنت الخطاب،
أخت عمر، يأتي ذكرها في فاطمة.

10853- أميمة بنت أبي الخيار،
زوج مطيع بن الأسود العدوي. ذكرها في التجريد.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6736.
(2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 551 عن يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه بزيادة في أوله وآخره ولفظه هل جامعتها كتاب الحدود باب رجم ماعز بن مالك حديث رقم 4419 وأحمد في المسند 5/ 217.
(3) أسد الغابة ت 6737، الاستيعاب ت 3285.
(4) في أآمنة.

(8/30)


10854- أميمة بنت ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب، ويقال اسمها أمامة، فكأن من صغرها لقبها، وقال في التجريد: لها صحبة.

10855- أميمة بنت رقيقة «1»
، بقافين مصغرة، هي بنت بجاد- تقدمت.
وأمها رقيقة بنت خويلد بن أسد أخت خديجة.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، روى عنها محمد بن المنكدر، وبنتها حكيمة بالتصغير بنت رقيقة. قال أبو عمر: كانت من المبايعات. وقال: هي خالة فاطمة الزهراء أورده ابن الأثير بأنها بنت خالتها، فإن خويلدا والد خديجة هو والد رقيقة لا أميمة.
قلت: هذا يصح على قول من قال إنها رقيقة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى، قال ابن سعد. وقال مصعب الزبيري: إنها رقيقة بنت أسد بن عبد العزى، ومن ثم قال المستغفري: هي عمة خديجة بنت خويلد.
وحديثها في التّرمذيّ وغيره، من طريق ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر- أنه سمع أميمة بنت رقيقة تقول: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في نسوة، فقال لنا: «فيما استطعتن وأطقتن» .
قلنا: اللَّه ورسوله أرحم منا بأنفسنا.
وأخرجه مالك مطولا، عن ابن المنكدر. وصححه ابن حبّان من طريقه، ولفظه: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في نسوة يبايعنه، فقلنا: نبايعك يا رسول اللَّه على ألا نشرك باللَّه شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فيما استطعتن وأطقتنّ» . فقلنا: اللَّه ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، هلم نبايعك يا رسول اللَّه. فقال: «إنّي لا أصافح النّساء، إنّما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة» .
وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ من وجه آخر، عن ابن المنكدر. وقال ابن سعد: اغتربت أميمة بزوجها حبيب بن كعب بن عتير الثقفي، فولدت له. قال أبو أحمد العسال: لا أعلم روى عنها إلا ابن المنكدر. قال مصعب الزبيري: هي عمة محمد بن المنكدر، كأنه عنى أنها من رهطه. قال: ونقلها معاوية إلى الشام، وبنى لها دارا، وكذا قال الزبير بن بكار، وزاد: كان
__________
(1) طبقات ابن سعد 8/ 255، طبقات خليفة 334، مقدمة مسند بقي بن مخلد 100، مسند أحمد 6/ 356، تهذيب الكمال 3/ 1678، تاريخ دمشق (تراجم النساء) 52، الوافي بالوفيات 9/ 389، نسب قريش 229، الإكمال 1/ 205، الكاشف 3/ 421، تهذيب التهذيب 12/ 401، خلاصة تذهيب التهذيب 489، تاريخ الإسلام 2/ 383.

(8/31)


لها بدمشق دار وموالي، ثم أسند من طريق ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير أن ابنة رقيقة دخلت على معاوية في مرضه الّذي مات فيه.

10856- أميمة بنت رقيقة
بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف «1» ، وهي أخت مخرمة بن نوفل لأمه، وأمهما رقيقة صاحبة الرؤيا في استسقاء عبد المطلب.
فرّق أبو نعيم- تبعا للطبرانيّ- بينهما وبين التي قبلها، وأخرج في ترجمة هذه حديث ابن جريج عن حكيمة بنت أميمة عن أمها أميمة بنت رقيقة، قالت: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قدح من عيدان يبول فيه، قال: واسم والد حكيمة حكيم، ولم يرو عن حكيمة إلا ابن جريج.
قلت: سيأتي قريبا أن والد هذه أنصاري، وهو مما يؤيد قول من فرق بينهما، وأما ابن السكن فجعلهما واحدة.

10857- أميمة بنت سفيان
بن وهب بن الأشيم «2» ، من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة الكنانية، زوج أبي سفيان بن حرب.
أسلمت بعد الفتح وبايعت. ذكر ذلك ابن سعد، وقال: إنها أم عبد اللَّه. قال: ويقال كان إسلامها بعد الفتح.

10858- أميمة بنت أبي سفيان
بن حرب بن أمية. زوج صفوان بن أمية. يأتي ذكرها في عاتكة بنت الوليد بن المغيرة.

10859- أميمة بنت شراحيل «3»
، هي ابنة النعمان بن شراحيل. تأتي.

10860- أميمة بنت صبيح،
أو صفيح، بموحدة أو فاء مصغرا، ابن الحارث، والدة أبي هريرة. اختلف في اسمها، فجاء عن أبي هريرة أنه ابن أميمة. وترجم الطبراني في النساء ميمونة بنت صبيح أم أبي هريرة، وساق قصة إسلامها، لكن لم تقع مسماة في روايته. وأما [أبوها، فقال أبو محمد بن قتيبة: كان سعيد بن صبيح خال أبي هريرة من أشد الناس. وأما] تسميتها أميمة فرويناه في جزء إسحاق بن إبراهيم بن شاذان. وأخرجه أبو موسى في الذيل، من طريقه، قال: أخبرنا سعد بن الصلت، حدثنا يحيى بن العلاء، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة- أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال: أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك! قال: من؟ قال: يوسف بن
__________
(1) أسد الغابة: ت 6740.
(2) الثقات 3/ 25، تجريد أسماء الصحابة 2/ 248.
(3) أسد الغابة: ت 6741.

(8/32)


يعقوب عليهما السلام. فقال أبو هريرة: يوسف نبيّ ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة، أخشى ثلاثا واثنين. فقال عمر: ألا قلت خمسا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، أو أقضي بغير حق، وأن يضرب ظهري، ويشتم عرضي، وينزع مالي.
قلت: سنده ضعيف جدا، ولكن أخرجه عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، فقوي، وكان عمر استعمل أبا هريرة على البحرين.
وأما قصة إسلام أم أبي هريرة
فأخرجها أحمد في مسندة، عن عبد الرحمن هو ابن مهدي، عن عكرمة بن عمار، حدثني أبو كثير، حدثني أبو هريرة. قال: ما خلق اللَّه مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني، قال: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال: إن أمي كانت مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام، فتأبى عليّ فدعوتها يوما، ح، وأخرج مسلم، من طريق يونس بن محمد، عن عكرمة بن عمار، عن أبي كثير يزيد بن عبد الرحمن، حدثني أبو هريرة قال: كنت أدعو أمّي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما، فأسمعتني في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما أكره، فأتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول اللَّه، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ، وإنّي دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع اللَّه أن يهدي أمّ أبي هريرة. فقال: «اللَّهمّ اهد أمّ أبي هريرة» . فخرجت مستبشرا بدعوة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما جئت قصدت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعت أمّي حس قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة: وسمعت حصحصة الماء، قال: ولبست درعها وأعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، وقالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه. قال:
فرجعت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخبرته، فحمد اللَّه، وقال خيرا.
وقد مضى شيء من هذا في ترجمة أبي هريرة.

10861- أميمة بنت عبد اللَّه بن بجاد
بن عمير بن الحارث بن خارجة بن سعد بن تميم بن مرة، هي بنت رقيقة- تقدمت. نسبها أبو علي بن السكن.

10862- أميمة بنت عبد اللَّه بن ساعدة.
تقدمت في أميمة بنت أبي حثمة «1» .

10863- أميمة بنت عبد المطلب،
هي بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، نسبت لجدها الأعلى. تقدمت.

10864- أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم «2»
بن عبد مناف الهاشمية، عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) في أأميمة خيثمة.
(2) المعارف 118، 119، 128، طبقات ابن سعد 8/ 45- 46.

(8/33)


اختلف في إسلامها، فنفاه محمد بن إسحاق، ولم يذكرها غير محمد بن سعد، فقال في باب عمومة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، من طبقات النساء: أمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن محزوم، وتزوجها في الجاهلية حجير بن رئاب الأسدي حليف حرب بن أمية، فولدت له عبد اللَّه، وعبيد اللَّه، وأبا أحمد، وزينب، وحمنة، وأطعم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقا من تمر خيبر.
قلت: فعلى هذا كانت لما تزوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ابنتها زينب موجودة.

10865- أميمة بنت عدي بن قيس
بن حذافة السهمية، والدة أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
قال الزّبير بن بكّار: تزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو قضية قول موسى بن عقبة- إن أبا عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر له رواية، وعدّهم أربعة في نسق ذكروا في الصحابة، ورأوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهم محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة، فقد تقدم بيان ذلك في ترجمة أبي عتيق في المحمدين من أسماء الرجال.

10866- أميمة بنت عقبة
بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم الأنصارية.
ذكرها ابن سعد في «المبايعات» . وقال: أمها أم عمير بنت عمرو الحنظلية، وتزوجت سهل بن عتيك.

10867- أميمة بنت عمرو
بن سهل بن معبد بن مخرمة الأنصارية الأشهلية «1» . قال ابن سعد: أسلمت وبايعت في رواية الواقدي.

10868- أميمة بنت قيس
بن أبي الصلت الغفارية «2» .
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت بعد الهجرة، وشهدت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر، وذكرها حديثها في الحيض، وسأذكر ما وقع من الاختلاف فيها في القسم الرابع.

10869- أميمة بنت قيس بن عبد اللَّه الأسدية.
ذكرها حديثها في الحيض، وسأذكر ما وقع من الاختلاف فيها في القسم الرابع.

10869- أميمة بنت قيس بن عبد اللَّه الأسدية.
ذكرها في «التّجريد» ، وهي التي كانت مع أم حبيبة بأرض الحبشة، وكان أبواها ظئر بن لأم حبيبة، وبنو أسد كانوا حلفاء، بني أمية في الجاهلية.

10870- أميمة بنت النجار الأنصارية «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6743.
(2) الدر المنثور 67، الثقات 3/ 25.
(3) الاستيعاب ت 3287.

(8/34)


ذكرها العقيليّ في الصحابة، وأخرج لها من طريق ابن جريج، عن حكيمة بنت أبي حكيم، عن أمها أميمة- أن أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كنّ لهن عصائب فيها الورس والزعفران يغطين بها أسافل رءوسهن قبل أن يحرمن ثم يحر من كذلك.
قال أبو عمر: أظن هذا الحديث لأميمة بنت رقيقة راوية حديث القدح من عيدان.
قلت: وهو بعيد، وقد ذكرها ابن سعد في النسوة اللاتي روين عن أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولم يروين عنه، وساق هذا الحديث من طريق ابن جريج.

10871- أميمة بنت النعمان
بن الحارث الكندية «1» . تقدم ذكرها فيمن اسمها أسماء.

10872- أميمة بنت النعمان
بن شراحيل الجونية «2» .
ذكرها البخاريّ في كتاب «النّكاح» تعليقا من طريق حمزة بن أبي أسيد الساعدي، عن أبيه. ومن طريق عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه، قالا: تزوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أميمة بنت النعمان بن شراحيل، فلما أدخلت عليه بسط يده إليها، فكأنها كرهت ذلك، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين.
وأخرجه موصولا من وجه آخر، فقال: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبي أسيد، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط، وقد أتى بالجونية، فنزلت في بيت في نخل أميمة بنت النعمان بن شراحيل، ومعها دايتها حاضنة لها، فلما دخل عليها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها: هبي لي نفسك. فقالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ قال: فأهوى ليضع يده عليها لتسكن، فقالت: أعوذ باللَّه منك.
فقال: لقد عذت بمعاذ. ثم خرج، فقال: يا أبا سيد، اكسها رازقيين وألحقها بأهلها.
ورجح البيهقيّ أنها المستعيذة بهذا الحديث الصحيح. وقد تقدم في أسماء بنت النعمان بن الجون شبيه بقصتها. فاللَّه أعلم.

10873- أميمة بنت أبي الهيثم
بن التيهان الأنصارية» .
تقدم ذكر والدها. وقد ذكرها أبو جعفر بن حبيب فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من نساء الأنصار. وقال ابن سعد: أمها مليكة بنت سهل، أسلمت وبايعت في رواية محمد بن عمر.
__________
(1) الاستيعاب: ت 3288.
(2) أسد الغابة ت 6741.
(3) أسد الغابة ت 6746.

(8/35)


10874- أميمة «1»
، مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عمر: خدمت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وحديثها عند أهل الشام.
قلت: أخرجه محمّد بن نصر في كتاب تعظيم قدر الصلاة، وأبو علي بن السكن، والحسن بن سفيان في مسندة، وغيرهم،
وأشار إليه الترمذي في كتاب السير، وهو من طريق أبي فروة يزيد بن يسار الرهاوي، حدثني أبو يحيى الكلاعي- هو سليم بن عامر- عن جبير بن نفير، عن أميمة مولاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم- أنها كانت توضئ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأفرغ على يديه الماء إذ دخل عليه رجل فقال: يا رسول اللَّه، إني أريد اللحوق بأهلي، فأوصني، فقال: «لا تشرك باللَّه وإن قطّعت أو حرّقت ... » «2» الحديث بتمامه.
قال ابن السّكن: رواه سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن نحوه، ثم أسنده تاما في ترجمة أم أيمن، وقال ... هو مرسل، لأن مكحولا لم يدرك أم أيمن.
قلت: وهو عندنا بعلو في مسند عبد بن حميد.

10875- أميمة،
مولاة عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول.
ثبت ذكرها في صحيح مسلم من طريق أبي سفيان، عن جابر- أن جارية لعبد اللَّه بن أبي يقال لها مسيكة، وأخرى يقال لها أميمة، وكان يريدهما على الزنا، فشكتا ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأنزل اللَّه: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ... إلى قوله: غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 33] .

10876- أميمة،
والدة أبي هريرة، ويقال اسمها ميمونة.
ذكرها أبو موسى، من طريق يحيى بن العلاء، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة- أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال: أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك؟ قال: من ذاك؟ قال: يوسف بن يعقوب. قال: يوسف نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة: فذكر القصة.
وأخرج الحاكم في تفسير يوسف من مستدركه من طريق ... عن ... ورويناه في الجزء التاسع من فوائد أبي يعلى بن الصابوني من تجزئة عشرة من طريق ...

10877- أمينة،
بنون بدل الميم، ويقال همينة، بهاء بدل الهمزة، بنت خلف بن
__________
(1) الثقات 3/ 25، أعلام النساء 1/ 77، تجريد أسماء الصحابة 2/ 247 بقي بن مخلد 554.
(2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (20122) وأحمد 4/ 365 والبيهقي 7/ 304 وانظر المجمع 4/ 217 والتلخيص للمصنف 2/ 148 والترغيب للمنذري 1/ 381 والكنز (43846) .

(8/36)


أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع الخزاعية، عمة طلحة بن عبد اللَّه بن خلف المعروف بطلحة الطلحات.
ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة من المسلمين مع زوجها خالد بن سعيد بن العاص، فولدت له هناك سعيدا وأم خالد، واسمها أمة، بغير إضافة.

10878- أمية:
ويقال اسمها همية، بالهاء بدل الهمزة، بنت أبي سفيان بن حرب الأموية، زوج حويطب بن عبد العزى، وصفوان بن أمية.
ذكرها ابن سعد، وقال: أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية. قال: وذكر السهيليّ أن أمية غير أمينة. وأن الأولى ولدت لعروة بن مسعود، ويقال اسمها ميمونة، وولدت لصفوان ابنه عبد الرحمن.

10879- أمية بنت قيس الخزرجية.
ذكرها أبو موسى، كذا في التّجريد ولم أرها في كتاب أبي موسى، وإنما ترجم آمنة بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية، وسأذكرها في القسم الرابع إن شاء اللَّه تعالى.

10880- أمية بنت أبي الصلت الغفارية.
تأتي في القسم الأخير في ترجمة أمامة بنت أبي الحكم.

10881- أمية بنت أبي قيس الغفارية «1»
. لها ذكر في ترجمة صفية بنت حيي عند ابن سعد، قال: أخبرنا الواقدي، حدثنا محمد بن موسى، عن عمارة بن المهاجر، عن أمية بنت أبي قيس الغفارية، قالت: أنبأتنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية بنت حيي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فسمعتها تقول: ما بلغت سبع عشرة سنة ... فذكر القصة.

10882- أنيسة بنت ثعلبة
بن زيد بن قيس الأنصارية الخزرجية «2» من بني الحارث ابن الخزرج. قال ابن حبيب: لها صحبة، واستدركها ابن الأثير.

10883- أنيسة بنت أبي حارثة
بن صعصعة الأنصارية «3» ، والدة قتادة بن النعمان، وأبي سعيد سعد بن مالك الخدريّ- ذكرها ابن حبيب فيمن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) أسد الغابة ت 6747.
(2) أسد الغابة ت 6748.
(3) أسد الغابة ت 6749.

(8/37)


10884- أنيسة بنت خبيب «1» ،
بمعجمة وموحدتين مصغرا، ابن يساف بن عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصارية.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: روى عنها ابن أخيها خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وحجت معه. وقال ابن حبّان: لها صحبة. وقال ابن السكن وأبو عمر: تعد في أهل البصرة.
قلت:
حديثها عند أحمد، والنسائي، وابن خزيمة، ووقع لنا بعلو في مسند الطيالسي، وهو: كان بلال وابن أم مكتوم يؤذنان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث.
وفي بعض طرقه: «إذا أذن ابن أمّ مكتوم فكلوا واشربوا، وإذا أذّن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا» ، فإن كانت المرأة منا ليبقى من سحورها عندها شيء فتقول لبلال: أمهل حتى أفرغ من سحوري.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن عمته أنيسة، قالت:
كن جواري الحي ينتهين بغنمهنّ إلى أبي بكر الصديق فيقول لهن: أتحبين أن أحلب لكم حلب ابن عفراء؟.
ووقع في «تهذيب الكمال» : يقال لها صحبة، وقد ذكرها في الصحابة عامة من صنف فيهم.

10885- أنيسة بنت رافع
بن المعلى بن لوذان الأنصارية «2» من بني بياضة.
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير.

10886- أنيسة بنت
رهم، ويقال رقيم الأنصارية «3» ، من بني خطمة.
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير.

10887- أنيسة بنت ساعدة،
من بني عمرو بن عوف «4» .
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير. وقال الذهبيّ: هي أخت
__________
(1) الثقات 3/ 24، أعلام النساء 1/ 81، تجريد أسماء الصحابة 2/ 249، تقريب التهذيب 2/ 590، الكاشف 3/ 65، تهذيب التهذيب 12/ 403، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 375، تهذيب الكمال 3/ 1679، الاستبصار 134، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، بقي بن مخلد 432.
(2) أسد الغابة ت 6751.
(3) أسد الغابة ت 6752.
(4) أسد الغابة ت 6753.

(8/38)


عويم بن ساعدة، وهؤلاء النسوة اللاتي استدركهن ابن الأثير عن ابن حبيب ذكرهن ابن سعد في الطّبقات، ومنها أخذ ابن حبيب، فكأن ابن الأثير ما اطلع على طبقات ابن سعد.
قلت: وهو كما قال: فقد أخل من الطبقات بالرجال ناس كثير، فمن اللَّه عليّ بإلحاقهم، وألحق الذهبي من النساء كثيرا كما قاله في آخر مختصره.

10888- أنيسة بنت أبي طلحة
بن عصمة بن زيد الأنصارية، من بني خطمة «1» .
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير.

10889- أنيسة بنت عبد اللَّه
بن عمرو الأنصارية البياضية. ذكرها ابن سعد، واستدركها الذّهبيّ.

10890- أنيسة بنت عدي الأنصارية «2» ،
امرأة من بلى، لها حلف في الأنصار.
قاله أبو عمر، قال: ولها صحبة.
روى عنها سعيد بن عثمان البلوي، وهي جدته، وهي والدة عبد اللَّه بن سلمة العجلاني، المقتول بأحد.
وقال ابن مندة: أنيسة بنت عدي الأنصارية استأذنت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في نقل ابنها عبد اللَّه بن سلمة البدري حين قتل بأحد. روى حديثها عيسى بن يونس، عن سعيد بن عثمان، عن جدته أنيسة.
قلت:
وأسند حديثها أبو بكر بن أبي عاصم، وأبو زرعة الرّازيّ، وأبو عليّ بن السّكن، وغيرهم، من رواية عيسى بن يونس، ولفظه: أنها جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، إن عبد اللَّه بن سلمة، وكان بدريا قتل يوم أحد، فأحببت أن أنقله إلي، فآنس بقربة، فأذن لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في نقله، فعدلته بالمجذر ابن زياد على ناضح لها في عباءة، فمرت بهما، فنظر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: سوّى بينهما عملهما. وكان المجذر خفيف اللحم، وكان عبد اللَّه جسيما ثقيلا.

10891- أنيسة بنت عدي
بن نضلة القرشية العدوية «3» أخت النعمان بن عدي.
ذكرها الزّبير بن بكّار مع أخيها النعمان. وقد تقدم ذكر النعمان في مكانه.
__________
(1) أسد الغابة ت 6754.
(2) أعلام النساء 1/ 87، تجريد أسماء الصحابة 2/ 249.
(3) أسد الغابة ت 6755.

(8/39)


10892- أنيسة بنت عروة بن مسعود
بن سنان بن عامر بن أمية الأنصارية «1» ، من بني بياضة.
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير.

10893- أنيسة بنت عمرو بن عنمة «2» ،
بفتح المهملة والنون، هي أخت ثعلبة بن عمرو شقيقته، أمهما جهير بنت القين بن كعب، من بني سلمة الأنصارية، من بني سواد.
لها صحبة، وبايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب. واستدركها ابن الأثير.

10894- أنيسة بنت عمرو
بن قيس بن مالك بن عدي بن النجار، أخت أبي سليط أسيرة بن عمر، وأمهما أمية بنت أوس بن عجرة.
تزوجها النعمان، فولدت له قتادة، وأم سهل، ثم خلف عليها مالك بن سنان فولدت له أبا سعيد.

10895- أنيسة بنت عنمة،
كالذي قبلها، ابن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد.
ذكرها ابن سعد، وقال: تزوجها عبد اللَّه بن عمرو بن حزام.
وأخرج من طريق شريك عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن جابر بن عبد اللَّه، قال: أصيب أبي وخالي يوم أحد، فجاءت أمي بهما، وقد عرضتهما على ناقة فنادى منادي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: ادفنوا القتلى في مصارعهم، فردا.
وأخرجه التّرمذيّ، من طريق شعبة، عن الأسود عنه، فقال: جاءت عمتي. ويحتمل إن كان محفوظا أن تكون كل منهما شاركت في ذلك.

10896- أنيسة بنت قيس الخزرجية «3»
كذا في التجريد، ذكرها ابن حبيب.

10897- أنيسة بنت معاذ
بن ماعص بن قيس بن خلدة «4» بن مخلد الأنصارية الزرقية أخت أبي عبادة.
ذكرها ابن حبيب. واستدركها ابن الأثير.

10898- أنيسة بنت هلال
بن المعلى بن لوذان الأنصارية «5» ، من بني بياضة.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6756.
(2) أسد الغابة: ت 6757.
(3) أسد الغابة: ت 6748.
(4) أسد الغابة: ت 6759.
(5) أسد الغابة: ت 6761.

(8/40)


بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب. واستدركها ابن الأثير.

القسم الثاني
10899- آمنة بنت العباس بن عبد المطلب
بن هاشم الهاشمية.
ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في الإخوة، وقال: تزوجها العباس بن عتبة بن أبي لهب، فولدت له الفضل بن العباس الشاعر المشهور.

10900- أسماء بنت زيد
بن الخطاب «1» العدوية.
قال ابن مندة: لها رؤية، روى حديثها محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد اللَّه بن عمر عنها.
قلت: وليس فيه ما يدل على ما ادعاه من الرؤية، فإنّ
الحديث أن أسماء بنت زيد حدثت عبد اللَّه بن عمر، عن عبد اللَّه بن حنظلة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمر بالوضوء لكل صلاة، فشقّ عليه فأمر بالسواك ... الحديث.
أخرجه أبو داود. نعم يدلّ على أنها من أهل هذا القسم أنّ والدها استشهد باليمامة بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بقليل، وكانت دواعي الصحابة متوفرة على إحضار أولادهم إذا ولدوا ليبرك عليهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
10901

- أمة اللَّه بنت أبي بكرة «2» الثقفي.
قال أبو عمر: مذكورة في الصحابة، روى عنها عطاء بن أبي ميمونة، تعد في أهل البصرة. وقال الذّهبيّ في «التّجريد» : هي بايعت.
قلت: لا يبعد أن تكون من أهل هذا القسم.

10902- أمة اللَّه بنت حمزة بن عبد المطلب،
تكنى أم الفضل.
قيل: هي أمامة الماضية. وقيل أختها، فإن كانت غيرها فلعلها ماتت صغيرة، فإنّي لم أجد لها ذكرا في كتاب النسب، فذكرتها في هذا القسم.
__________
(1) أعلام النساء 1/ 43، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 244، تقريب التهذيب 2/ 589، تهذيب التهذيب 2/ 397، الكاشف 3/ 464، تهذيب الكمال 3/ 1678، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 374.
(2) أعلام النساء 1/ 65، تجريد أسماء الصحابة 2/ 246.

(8/41)


القسم الثالث
10903- أمامة بنت الأشج العبديّ،
كانت زوج ابن أخيه عمرو بن عبد قيس، فلما جاء عمرو من عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مسلما أسلمت امرأته، وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة صحار بن العباس.

10904- أمامة بنت الحطيئة
الشاعر.
ذكر لها محمّد بن سلّام الجمحيّ، عن يونس بن عبيد، قصة تدل على أنها كانت مع أبويها في الجاهلية، وفي ذلك يقول، وقد سرق له بعيره:
ونحن ثلاثة وثلاث ذود ... فقد جار الزّمان على عيالي
[الوافر]

10905- أنيسة النخعية «1»
. ذكرت قدوم معاذ بن جبل عليهم اليمن رسولا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قالت: قال لنا معاذ:
أنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إليكم، صلّوا خمسا، وصوموا شهر رمضان، وحجّوا البيت لمن استطاع إليه سبيلا.
قالت: وهو يومئذ ابن ثمان عشرة سنة، كذا ذكرها أبو عمر.
قال ابن الأثير: في قدر عمره نظر، فإن إرساله كان سنة تسع، ويلزم أن يكون أسلم وهو ابن تسع، وليس كذلك، وإنما بايع وهو رجل.
قلت: الصواب ابن ثمان وعشرين سنة. وقد ورد في سنّ معاذ من وجه آخر.

القسم الرابع
10906- آمنة بنت قيس بن عبد اللَّه «2»
، امرأة من بني أسد بن خزيمة.
كانت هي وأبوها بالحبشة مع أم حبيبة، ذكرها المستغفريّ عن ابن إسحاق، واستدركها أبو موسى. قال ابن الأثير: أظنها آمنة بنت رقيش، براء غير منقوطة أوله وشين معجمة، وقد تقدمت. وقد ذكر أبو موسى الترجمتين، وعزاهما لابن إسحاق ظنّا منه أنهما اثنتان.
قلت: وهو كما ظن ابن الأثير.
__________
(1) أسد الغابة ت 6760، الاستيعاب ت 63291.
(2) أسد الغابة ت 6796.

(8/42)


10907- أسماء بنت الصلت «1» .
انفرد قتادة بتسميتها، وإنما هي سنا بنت أسماء، كما ستأتي في السين المهملة.

10908- أسماء،
مغنية عائشة «2» . هي أسماء بنت يزيد بن السكن.
أفردها أبو موسى، وقد أخرج أحمد من وجه آخر عن أسماء بنت يزيد أنها هي.

10909- أسماء بنت يزيد الأنصارية «3» ،
من بني عبد الأشهل.
أفردها ابن مندة عن بنت يزيد بن السكن، وهما واحدة، فإن بنت يزيد بن السكن من بني عبد الأشهل كما أوضحته في ترجمتها.

10910- أمامة بنت الحارث
بن حزن الهلالية «4» ، أخت ميمونة بنت الحارث، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
ذكرها أبو عمر، لكن قال: كذا قال بعض الرواة فأوهم وصحّف، ولا أعلم لميمونة أختا من أب ولا من أم اسمها أمامة، وإنما أخواتها من أبيها لبابة الكبرى زوج العباس، ولبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة، وثلاث أخوات من أمها، تمام ست ذكرن في مواضعهن من الكتاب.

10911- أمامة بنت أبي الحكم الغفارية.
ويقال آمنة. روى عنها ابنها حكيم، كذا في التّجريد، ولم أر في أصوله إلا أمة بنت أبي الحكم، كذا في أسد الغابة، نقلا عن ابن عبد البر، وأبي موسى، فأما أبو عمر فإنه قال:
أمة بنت أبي الحكم الغفارية، ويقال أمية. روى عنها ابنها سليمان بن سحيم حديثها عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في القدر.
وأما أبو موسى فقال: عن المستغفري مثل ما في الترجمة، لكن لم يقل: ويقال أمية.
وزاد: قال الخطيب: أمية بنت أبي الصلت، يعني بضم الهمزة وبالياء مصغرا، قال: وقال أبو عبد اللَّه، يعني ابن مندة في التاريخ: آمنة بنت أبي الصلت، يعني بالمد والنون، وكذا قال
__________
(1) أسد الغابة: ت 6710، الاستيعاب ت 3273.
(2) أسد الغابة ت 6717، الاستيعاب ت 3278.
(3) الثقات 3/ 23، أعلام النساء 1/ 53، الدر المنثور 36، الكاشف 3/ 164 تجريد أسماء الصحابة 2/ 245، تقريب التهذيب 2/ 19، تهذيب التهذيب 2/ 399، أزمنة التاريخ الإسلامي 963، تهذيب الكمال 3/ 1678، حلية الأولياء 2/ 76، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 3/ 375، بقي بن مخلد 42.
(4) أسد الغابة ت 6721، الاستيعاب ت 3280.

(8/43)


عبد الغني، يعني في المشتبه، قال: وخالفهم الطبراني وغيره، فجعلوها فيمن لم يسمّ، ثم
ساق الحديث من رواية الطبراني، عن حجاج بن عمران السدومي، عن يحيى بن خلف، عن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن سليمان بن سحيم، عن أمه بنت أبي الحكم الغفارية: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الرّجل ليدنو من الجنّة حتّى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع فيتباعد عنها أبعد من صنعاء» «1» .
قلت: وهذا الحديث هو الّذي أشار إليه أبو عمر أنه في القدر، ولكن تبين من كلام أبي موسى أن أبا عمر حرّف لفظ أمّه، فقرأه أمة، بفتحتين مخففا، يظنّه اسما، وإنما هو صفة، وهو بضم أوله وتشديد الميم، قال سليمان قال: حدثتني أمّي، ثم نسبها إلى أبيها ولم يسمّها، وسيأتي عن الواقدي- أنها أم علي.
واقتضى كلام أبي موسى أنّ بنت أبي الحكم وبنت أبي الصلت واحدة، وقد ظهر من رواية غير عبد الأعلى أنّ في قوله: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهما، وأنه سقطت من السند الصحابية بعد بنت أبي الحكم.
وقد تيقّظ أبو موسى لذلك، فذكر أنّ أبا داود أخرج من طريق ابن إسحاق، عن سليمان بن سحيم، عن أمة بنت أبي الصلت، عن امرأة من غفار- حديثا آخر. وهذه المرأة الغفارية ذكر السّهيليّ أنّ اسمها ليلى، وأنها امرأة أبي ذرّ الغفاريّ، وسيأتي في حرف اللام أنّ أبا عمر ترجم لليلى الغفارية.
وذكر السّهيليّ أيضا عن أبي الوليد أنّ اسم أبي الصلت الحكم، وكأنّ بعض الرواة قلب، فقال: بنت أبي الحكم، وهو الصلت.
قلت: فعلى هذا النسب للرواية عن ليلى الغفارية لها صحبة سواء كان اسمها أمة أو أمية أو أمامة أو آمنة، وسواء كان أبوها الحكم أو الصلت أو أبا الحكم أو أبا الصلت. فكأن بعض الرواة وهم في إسقاط الصحابية، فصار: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم منسوبا للتابعية غلطا، وإنما قلت ذلك، لأنّ مخرج الحديث واحدة.
وقد ذكرت أميمة بنت قيس بن أبي الصلت وحديثها في قصة أخرى، وإن كان في سنده سليمان بن سحيم، وذكرت أيضا أمية بنت أبي قيس وحديثها في قصة أخرى، وليس في السند مع ذلك سليمان بن سحيم، فاحتمال التعدّد في هاتين قريب، بخلاف من تقدم ذكرها. والعلم عند اللَّه تعالى.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 64، 5/ 377. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 300 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

(8/44)


10912- أميمة بنت خلف الخزاعية،
عمة طلحة بن عبد اللَّه بن خلف المعروف بطلحة الطلحات.
ذكرها أبو عمر فيمن اسمها أميمة فصحّف، وكذا ذكرها ابن مندة، لكن قال: أميمة بنت خالد، فصحّف اسم أبيها أيضا. والصواب أمينة- بنون بدل الميم الثانية، وقيل فيها همينة بهاء بدل الهمزة. وقد مضت على الصواب: أميمة بنت خالد الخزاعية.
كذا سمى ابن مندة أباها. قال ابن الأثير: وهم فيه، والصواب خلف كما تقدم.

10913- أنيسة بنت كعب
أم عمارة، قالت: ما لنا لا نذكر بخير؟ فأنزل «1» اللَّه تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ... الآية [الأحزاب: 25] ، هكذا أسماءها أبو الوفاء البغدادي في التفسير، عن مقاتل، وهو وهم، وإنما هي نسيبة، أولها نون وموحدة مصغرة، قاله أبو موسى:
قلت: والحديث مشهور لأم عمارة.

حرف الباء الموحدة
القسم الأول
10914- بادية بنت غيلان
بن سلمة الثقفي «2» .
هي التي قال هيت المخنّث: إنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، والخبر في الصحيح. ولم تسمّ فيه.
ولما أسلم أبوها أسلمت وروت،
فأخرج ابن مندة، من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن القاسم بن محمد، قال: كانت بادية بنت غيلان الثقفية في حديث عن عائشة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أمرها بالغسل عند كل صلاة في الاستحاضة «3» .
وأخرجه أبو نعيم، من طريق الطّبرانيّ، ثم من طريق عمرو بن هاشم، عن ابن إسحاق
__________
(1) أسد الغابة ت 6758.
(2) أسد الغابة ت 6762.
(3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 129 كتاب الطهارة باب من روى أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة حديث رقم 291، 292، 293. قال أبو داود ورواه عبد الصمد عن سليمان بن كثير قال تتوضأ لكل صلاة وهذا وهم من عبد الصمد والقول فيه قول أبي الوليد والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 349، 351، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 1175، وكنز العمال حديث رقم 27754.

(8/45)


بهذا إلى عائشة- أنّ ابنة غيلان قالت: يا رسول اللَّه، إني لا أقدر على الطهر، أفأترك الصلاة؟ فقال: «ليست تلك بالحيضة ... » «1» الحديث.
قال أبو نعيم: لم تسم في هذه الرواية. وسمّاها ابن مندة من طريق أحمد بن خالد الوهبي. انتهى.
وحكى ابن مندة في ضبطها وجهين: بالموحدة، وبالنون بدلها، وقال: إنه وهم، وحكى غيره فيها بالموحدة أولها ثم بنون بعد الدال.

10915- بثينة بنت النعمان
بن خلف بن عمرو بن أمية بن بياضة الأنصارية، من بني بياضة.
ذكرها ابن سعد في «المبايعات» ، فقال: أسلمت وبايعت، وتزوجها محمد بن عمرو ابن حزم بعد ذلك، وأمّها حبيبة بنت قيس.

10916- بحينة،
بمهملة ونون مصغرا، بنت الحارث «2» .
ذكرها ابن إسحاق فيمن قسم له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من خيبر ثلاثين وسقا. وأخرجها المستغفريّ، وأبو موسى، وقال ابن الأثير: هي والدة عبد اللَّه بن بحينة، وقد ذكر ذلك ابن سعد وأفرد لها ترجمة، وقال اسمها عبدة بنت الحارث، وهو الأرت بن المطلب، تزوجها مالك الأزدي حليفا لهم، فولدت له عبد اللَّه بن بحينة، ولهما صحبة، وأسلمت أمّها وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأطعمها من خيبر ثلاثين وسقا.

10917- برزة بنت الحارث الهلالية،
والدة يزيد بن الأصم، وأمّها بنت عامر بن معتب الثقفي.
يأتي ذكرها في ترجمة شقيقتها عزة بنت الحارث.

10918- برزة بنت مسعود
بن عمرو بن عمير الثقفي»
، امرأة صفوان بن أمية.
أسلمت معه، وهي أمّ ابنه عبد اللَّه بن صفوان، وكان عند صفوان لما أسلم ست نسوة. وسيأتي بيان ذلك في عاتكة بنت الوليد.

10919- البرصاء:
جدة عبد الرحمن، هي كبشة «4» ، ستأتي في الكاف.
__________
(1) أخرجه عبد الرزاق (1164) وأحمد 6/ 434 وانظر الكنز (27751) .
(2) أسد الغابة ت 6765، الاستيعاب ت 3294.
(3) الثقات 3/ 38، أعلام النساء 1/ 106.
(4) أسد الغابة ت 7/ 26، تجريد أسماء الصحابة 2/ 250، تهذيب التهذيب 12/ 47، الإكمال 7/ 155.

(8/46)


10920- البرصاء:
والدة شبيب بن البرصاء، هي التي خطبها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من أبيها، فقال: إن بها بياضا ولم يكن بها، فرجع فوجدها برصت. اسمها أمامة. وقيل قرصافة.

10921- بركة:
أم أيمن «1» . تأتي في الكنى.

10922- بركة الحبشية «2» :
كانت مع أم حبيبة بنت أبي سفيان تخدمها هناك، ثم قدمت معها، وهي التي شربت بول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فيما جاء في حديث أميمة بنت رقيقة، وخلطها أبو عمر بأم أيمن،
فأخرج في ترجمتها من طريق بن جريج: أخبرتني حكيمة بنت أميمة، عن أمها أميمة بنت رقيقة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يبول في قدح من عيدان ويوضع تحت السرير، فجاء ليلة فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لا مرأة يقال لها بركة كانت تخدم أمّ حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: «البول الّذي كان في هذا القدح ما فعل» ؟ قالت: شربته يا رسول اللَّه.
وقال عبد الرّزّاق في مصنفة، عن ابن جريج: أخبرت أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يبول في قدح من عيدان يوضع تحت سريره، فجاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة كان يقال لها بركة كانت خادمة لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: «أين البول» ؟
قال أبو عمر: أظن بركة هذه هي أم أيمن. انتهى.
وحمله على ذلك ما ذكر هو في صدر بركة أم أيمن، أنها هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة والمدينة.
وفي كون أم أيمن هاجرت إلى أرض الحبشة نظر، فإنّها كانت تخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وزوّجها مولاه زيد بن حارثة، وزيد لم يهاجر إلى الحبشة، ولا أحد ممن كان يخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا ذاك، فظهر أنّ هذه الحبشية غير أم أيمن، وإن وافقتها في الاسم.
وسيأتي في ترجمة أم أيمن ما ذكره ابن السّكن- أنّ كلّا منهما كانت تكنى أم أيمن، وتسمّى بركة، ويتأيد ذلك بأن قصة البول وردت من طريق أخرى مرويّة لأم أيمن كما سأذكره في ترجمتها إن شاء اللَّه تعالى.

10923- بركة بنت يسار «3»
، مولاة أبي سفيان بن حرب.
هاجرت إلى الحبشة مع زوجها قيس بن عبد اللَّه الأسدي ذكر ذلك ابن هشام، عن ابن
__________
(1) الاستيعاب ت 3298.
(2) أسد الغابة: ت 6770.
(3) الثقات 3/ 38، تجريد أسماء الصحابة 2/ 251.

(8/47)


إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، وكذلك ابن سعد. وقد تقدم ذلك في ترجمة قيس بن عبد اللَّه.
وجوّز بعض المغاربة أنها بركة الحبشية المذكورة قبل هذه، وليس كما ظنّ، فإنّ بركة بنت يسار من حلفاء بني عبد الدار، وهي أخت أبي تجراة، وأصلهم من كندة وليست حبشية، وإن اشتركتا في كونهما في أرض الحبشة مع المهاجرين.

10924- برّة بنت أبي تجراة بن أبي فكيهة «1»
، واسمه يسار.
قال ابن سعد: يقولون إنهم من الأزد، ثم حالفوا بني عبد الدار. وقال ابن سعد: كان أبوها يسار يكنى أبا فكيهة. وسيأتي ذكر فكيهة، وقيل: كانوا فيما ذكر الزبير بن بكار من كندة حالفوا بني عبد الدار بمكة، وروت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روت عنها صفية بنت شيبة في السعي.
روت عنها عميرة بنت عبد اللَّه بن كعب بن مالك في قصة إرضاع ثويبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وفيه قصة طليب بن عمير في نصرة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وسبق في ترجمة أروى بنت عبد المطلب.
أخرجه الواقديّ، وأخرج أيضا من طريق صفية بنت شيبة عنها غيره. واختلف في صفية على حديث السعي، فرواه عن برّة، أخرجه ابن مندة وغيره، ورواه عطاء بن أبي رباح، عن صفية، عن حبيبة. وستأتي في حرف الحاء.

10925- برّة بنت الحارث الهلالية،
هي ميمونة أم المؤمنين- كان اسمها أولا برّة، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تزوّجها. رواه ابن أبي خيثمة بأسانيد جياد.

10926- برة بنت الحارث المصطلقية،
هي جويرية أم المؤمنين. كان اسمها أوّلا برة فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تزوجها. جاء ذلك عن ابن عباس، وقتادة. وأخرجه مسلم من طريق أخرى.

10927- برة بنت سفيان السلمية،
أخت أبي الأعور السلمي.
تزوجها الحارث بن طلحة، فقتل يوم أحد كافرا، فتزوّجها عبد اللَّه بن عمر، فولدت له ولديه: عبد اللَّه، وصفية وغيرهما، وعاشت بعده. ذكر ذلك الزبير بن بكار.

10928- برة بنت أبي سلمة بن عبد الأسد،
هي زينب ربيبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- كان اسمها برّة فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تزوج أمّها، فسماها زينب. وستأتي ترجمتها في حرف الزاي إن شاء اللَّه تعالى.
__________
(1) الثقات 3/ 39، السمط الثمين 209، تجريد أسماء الصحابة 2/ 251، أعلام النساء 1/ 104.

(8/48)


10929- برّة بنت عامر
بن الحارث بن السّباق بن عبد الدار بن قصيّ القرشية العبدرية.
قال أبو عمر: كانت تحت أبي إسرائيل، من بني الحارث، الّذي جاء في قصته الحديث في النذر، فولدت له إسرائيل، فقتل يوم الجمل، وكانت برّة بنت عامر من المهاجرات.

10930- برة،
غير منسوبة.
قال الطّبرانيّ في «الأوسط» : حدثنا محمد بن العباس المؤدب، حدثنا عبيد بن إسحاق العطار، حدثنا القاسم بن محمد بن عبد اللَّه بن عقيل، حدثني أبي عبد اللَّه، وكنت أدعو جدّي أبي، حدثنا جابر بن عبد اللَّه، قال: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خادمة تخدمه يقال لها برّة، فلقيها رجل، فقال لها: يا برة، غطّي سيقانك، فإنّ محمدا لن يغني عنك من اللَّه شيئا.
فأخبرت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فخرج يجرّ رداءه محمرة وجنتاه ... الحديث.
وعبيد وشيخه متروكان. واللَّه أعلم.

10931- بروع بنت واشق
الرؤاسية الكلابية «1» ، أو الأشجعية، زوج هلال بن مرة.
لها ذكر في حديث معقل الأشجعي وغيره، وأخرج حديثها ابن أبي عاصم من روايتها، فساق من طريق المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن بروع بنت واشق- أنها نكحت رجلا، وفوّضت إليه، فتوفي قبل أن يجامعها، فقضى لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بصداق نسائها.
وحديث معقل مخرج في السنن، وأكثر النسائي من تخريج طرقه، وبيان الاختلاف من رواته في قصة عبد اللَّه بن مسعدة.
وعند أحمد، من طريق زائدة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود ...
الحديث- وفيه: فقام رجل من أشجع- أراه سلمة بن يزيد- فقال: تزوّج رجل منا امرأة من بني رؤاس يقال لها بروع ... الحديث.

10932- بريدة بنت بشر بن الحارث
بن عمرو بن حارثة «2» : كانت عند عباد بن سهل بن إساف، فولدت له إبراهيم بن عباد. ذكرها محمد بن حبيب فيمن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) الاستيعاب ت 3300.
(2) أسد الغابة: ت 6776.

(8/49)


10933- بريرة، مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن المنذر بن ثعلبة، عن عبد اللَّه بن بريرة، قال:
كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا استيقظ من الليل دعا جارية له يقال لها بريرة بالسواك «1» . ويحتمل أن تكون هي التي بعدها، ونسبت إلى ولاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مجازا.

10934- بريرة، مولاة عائشة «2»
. قيل: كانت مولاة لقوم من الأنصار، وقيل لآل عتبة بن أبي إسرائيل، وقيل لبني هلال، وقيل: لآل أبي أحمد بن جحش، وفي هذا القول نظر، فقد تقدم في ترجمة زوجها معتّب أنه هو الّذي كان مولى أبي أحمد بن جحش، والثاني خطأ، فإنّ مولى عتبة سأل عائشة عن حكم هذه المسألة فذكرت له قصة بريرة.
أخرجه ابن سعد، وأصله عند البخاري، فاشترتها عائشة، فأعتقتها، وكانت تخدم عائشة قبل أن تشتريها، وقصّتها في ذلك في الصحيحين، وفيهما عن عائشة: كانت في بريرة ثلاث سنن ... الحديث. وفيه: الولاء لمن أعتق.
وقد جمع بعض الأئمة فوائد هذا الحديث فزادت على ثلاثمائة، ولخصتها في فتح الباري.
وأخرج النّسائيّ من طريق يزيد بن رومان، عن عروة، عن بريرة، قالت: كان في ثلاث سنن ... الحديث، ورجاله موثقون. لكن قال النسائي: إنه خطأ، يعني والصواب عروة عن عائشة.
وذكرها أبو عمر من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه- أنّ عبد الملك بن مروان قال: كنت أجالس بريرة بالمدينة، فكانت تقول لي: يا عبد الملك، إني أرى فيك خصالا، وإنك لخليق أن تلي هذا الأمر، فإن وليته فاحذر الدماء، فأني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الرّجل ليدفع عن باب الجنّة بعد أن ينظر إليه بملء محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حقّ» «3» .
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 540 عن عائشة ولفظه كان إذا استيقظ من الليل قال لا إله إلا أنت سبحانك اللَّهمّ إني أستغفرك لذنبي وأسألك برحمتك.. قال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والبخاري في التاريخ الكبير 1/ 24.
(2) طبقات ابن سعد 8/ 256 المستدرك 4/ 71، تهذيب الكمال 1678، تهذيب التهذيب 12/ 403، خلاصة تذهيب الكمال 489.
(3) رواه الطبراني وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد وهو ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 39921، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 29، وابن عدي في الكامل 3/ 1140.

(8/50)


10935- بريعة بنت أبي حارثة
بن أوس بن الدخيش الأنصارية «1» . من بني عوف بن الخزرج.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. استدركها ابن الأثير.

10936- بريعة بنت أبي خارجة بن أوس.
ذكرها ابن سعد، كذا في «التّجريد» ، وأنا أظن أنها والتي قبلها واحدة، وقع في اسمها واسم أبيها تصحيف، فليحرر.

10937- بسرة بنت صفوان
بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية «2» بنت أخي ورقة بن نوفل، وقيل بنت صفوان بن أمية بن محرث، من بني مالك بن كنانة.
قال ابن الأثير: الأول أصح، وأمها سالمة بنت أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وكانت أخت عقبة بن أبي معيط لأمه، وكانت بسرة زوج المغيرة بن أبي العاص، فولدت له عائشة، فتزوجها مروان بن الحكم، فولدت له عبد الملك، كذا قال ... وهو غلط. فإن أم عبد الملك بنت معاوية أخي المغيرة، قاله الزبير بن بكار، وهو أعرف بنسب قومه.
روت بسرة عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها مروان بن الحكم، وعروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وأم كلثوم بنت عقبة، ومحمد بن عبد الرحمن.
قال الشّافعيّ: لها سابقة قديمة وهجرة. وقال ابن حبان: كانت من المهاجرات. وقال مصعب: كانت من المبايعات. وأخرج إسحاق في مسندة، من طريق عمرو بن شعيب، قال: كنت عند سعيد بن المسيب، فقال: إن بسرة بنت صفوان، وهي إحدى خالاتي، فذكر الحديث في مس الذكر. وذكر ابن الكلبي أنها كانت ماشطة تقيّن النساء بمكة.

10938- بسرة بنت غزوان
التي كان أبو هريرة أجيرها ثم تزوجها. وما رأيت أحدا ذكرها، كذا في التجريد.
__________
(1) أسد الغابة ت 6778.
(2) الثقات 3/ 37، أعلام النساء 1/ 110، تجريد أسماء الصحابة 2/ 251، تقريب التهذيب 2/ 591، تهذيب التهذيب 12/ 404، الكاشف 3/ 466، تهذيب الكمال 3/ 1679، خلاصة تهذيب تهذيب الكمال 3/ 376، تلقيح فهوم أهل الأثر 320، 369، بقي بن مخلد تصحيفات المحدثين 583. تبصير المنتبه 4/ 1493، در السحابة 757، إسعاف المبطإ 224. تراجم الأحبار 1/ 157، الإكمال 7/ 426، المؤتلف والمختلف 134.

(8/51)


قلت: هي أخت عتبة بن غزوان المازني الصحابي المشهور، أمير البصرة. وقصة أبي هريرة معها صحيحة، وكانت قد استأجرته في العهد النبوي، ثم تزوجها بعد ذلك لما كان مروان يستخلفه في إمرة المدينة.

10939- بشرة،
بكسر أوله وبمعجمة، بنت مليل، بلامين مصخرا، ابن وبرة الأنصارية أخت حبيبة الآتية.
ذكرها ابن سعد.

10940- بشيرة
بمعجمة بوزن عظيمة، بنت الحارث بن عبد رزاح «1» بن ظفر الأنصارية الظفرية.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.

10941- بشيرة بنت ثابت
بن النعمان بن الحارث الأنصارية. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» .

10942- بشيرة بنت النعمان
بن الحارث الأنصارية. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» أيضا.

10943- البغوم «2» ،
بفتح أوله وضم المعجمة، بنت المعذّل، واسمه خالد بن عمرو بن سفيان بن الحارث بن زبان بن عبد ياليل الكنانية، من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، امرأة صفوان بن أمية بن خلف الجمحيّ، وهي أم أولاده: عبد اللَّه الأصغر، وصفوان، وعمرو. أسلمت يوم الفتح، قاله الواقدي، واستدركها ابن الأثير على أبي علي الجياني.
قلت: أسند الواقديّ ذلك من طريق موسى بن عقبة، عن أبي حبيب مولى الزبير عن ابن الزبير، قال: أسلمت البغوم بنت المعذّل الكنانية امرأة صفوان بن أمية، وهرب صفوان حتى أتى السفينة، فذكر قصة خوفه ثم إسلامه بعد وقعة حنين.
وقال ابن سعد: أسلمت وبايعت في حجة الوداع. وقيل أسلمت يوم الفتح، ثم أسند ذلك عن الواقدي.

10944- بقيرة،
امرأة القعقاع بن أبي حدرد «3» الأسلمي.
__________
(1) أسد الغابة ت 6780.
(2) أسد الغابة ت 6781، الاستيعاب ت 3303.
(3) الثقات 3/ 38، أعلام النساء 1/ 116، تجريد أسماء الصحابة 2/ 252 تلقيح فهوم أهل الأثر، 378، بقي بن مخلد 973، تعجيل المنفعة 554.

(8/52)


ذكرها ابن أبي خيثمة، وقال: لا أدري أسلمية هي أم لا؟.
وأخرج أحمد في المسند، من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي: سمعت بقيرة امرأة القعقاع أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يا هؤلاء، إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريبا فقد أظلّت السّاعة» «1» .
وأخرجه ابن السّكن من هذا الوجه، وقال: لم يرو عن بقيرة غير هذا الحديث بهذا الإسناد.

10945- بقيلة:
زوج سماك الخيبري: تقدم ذكرها في ترجمته.

10946- بهيسة بنت عامر
بن خالدة بن عامر بن مخلد الأنصارية الزرقية «2» ذكرها ابن سعد في المبايعات.

10947- بهيسة الفزارية «3» :
قال ابن حبان: لها صحبة، وقد تقدم بيان الاختلاف في الحديث الّذي روته في الكنى في ترجمة والدها، وهو أبو بهيسة، ولا قول ابن حبان بأن لها صحبة لما كان في الخبر ما يدلّ على صحبتها، لأنّ سياق ابن مندة أنّ أباها استأذن. وسياق أبي داود والنسائي عن أبيها أنه استأذن، وهو المعتمد.

10948- بهية «4» ،
بالتشديد مصغرة. ويقال بهيمة بالميم، بنت بشر المازنية.
قال أبو زرعة الدّمشقيّ: قال لي دحيم: أهل بيت أربعة صحبوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: بشر، وابناه عبد اللَّه، وعطية، وأختها الصماء. وقال الدار الدّارقطنيّ: الصماء اسمها بهيمة.
ذكرها أبو عمر، وقال: روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حديث النهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة
رواه عنها أخوها عبد اللَّه، ثم أسند عن أبي زرعة الدمشقيّ من وجهين، عنه، عن يحيى بن صالح، عن محمد بن القاسم الطائي، قال: أخت عبد اللَّه بن بشر اسمها في إحدى الطريقين بهيمة، والأخرى بهية.
قلت: أخرج حديثها النّسائيّ، وأمعن في بيان اختلاف في الرواة مسندة، وفي جميعها
__________
(1) أخرجه الحميدي في المسند 351 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4566 عن بقيرة إمرة القعقاع ... الحديث. وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 12 عن بقيرة امرأة القعقاع ... الحديث وقال رواه أحمد والطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح.
(2) أسد الغابة ت 6783.
(3) الثقات 3/ 39.
(4) الاستيعاب 4/ 1797، أسد الغابة ت 7/ 42، أعلام النساء 1/ 133، تجريد أسماء الصحابة 2/ 252.

(8/53)


تسميتها الصماء. وفي بعض طرقه عن عمته، وفي بعضها عن خالته، ولم يسمها. ووقع عند بعضهم أن اسمها جهيمة أو هجيمة. وهو خطأ.

10949- بهية بنت عبد اللَّه البكرية «1»
، من بكر بن وائل.
وفدت مع أبيها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قالت: فبايع الرجال وصافحهم، وبايع النساء ولم يصافحهن، قالت: فنظر إليّ فدعاني ومسح برأسي، ودعا لي ولوالدي، فولد لها ستون ولدا: أربعون رجلا، وعشرون امرأة، هكذا ذكر أبو عمر بغير إسناد.
وقد أسنده الباورديّ من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين، عن حبة بنت شماخ: حدثتني بهية بنت عبد اللَّه البكرية، قالت: وفدت مع أبي ... فذكره وزاد في آخره: واستشهد منهم عشرون، وأخرجه ابن مندة عن الباوردي.

10950- البيضاء الفهرية «2» ،
والدة سهيل وصفوان ابني بيضاء، اسمها دعد. كما ستأتي في الدال المهملة.

القسم الثاني
10951- بركة بنت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:
ذكرها بعض من جمع رجال العمدة للحافظ عبد الغني، فأورد في أول الكتاب شيئا من الترجمة النبويّة، ثم قال: فولدت له خديجة: القاسم، ثم بركة، ثم زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، ثم قال: وذكر مثله ابن سعد، لكنه لم يذكر بركة. وهذا الّذي ذكره لم ينسبه لأحد، ولا هو مذكور عند أحد من المشهورين في كتبهم المشهورة. وباللَّه التوفيق.
ويحتمل أن يذكر فيه بهية البكرية وبهية الفزارية.

القسم الثالث
خال. ويحتمل أن يذكر فيه.

10952- برزة بنت رافع «3»
. قال ابن سعد في ترجمة زينب بنت جحش: أخبرنا يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، عن محمد بن عمرو، حدثني يزيد بن خصيفة، عن
__________
(1) أسد الغابة ت 6785، الاستيعاب ت 3307.
(2) الثقات 3/ 38 تجريد أسماء الصحابة 2/ 52.
(3) في أالربيع.

(8/54)


عبد اللَّه بن رافع، عن برزة بنت رافع، عن عبد اللَّه بن رافع، قال: لما خرج العطاء أرسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها، فلما أدخل عليها قالت: غفر اللَّه لعمر! غيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني. قالوا: هذا كله لك. قالت: سبحان اللَّه! واستترت منه بثوب، وقالت: ضعوه واطرحوا عليه ثوبا، ثم قالت لي: أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من أهل رحمها وأيتامها حتى بقيت منه بقية تحت الثوب، فقالت لها برزة: غفر اللَّه لك يا أم المؤمنين! واللَّه لقد كان لنا في هذا حق. قالت:
فلكم ما تحت الثوب. قالت: فوجدنا ما تحته خمسة وثمانين درهما، ثم رفعت يدها إلى السماء، فقالت: اللَّهمّ لا يدركني [عطاء عمر] «1» بعد عامي هذا، فماتت.

القسم الرابع
10953- بثينة،
بمثلثة ونون مصغرا، بنت الضحاك «2» .
أوردها أبو نعيم في الموحدة، وتعقبه أبو موسى أن الأكثر ذكروها بمثلثة أولها كما سيأتي. وقال ابن الأثير- تبعا لأبي موسى: ليس في الحديث ذكر لصحبتها.
قلت: لكن جزم أبو عمر بأن لها رؤية كما سيأتي بيانه في المثلثة.

10954- بجيدة،
بجيم مصغرة «3» .
قال أبو عمر:
ذكر ابن أبي خيثمة بسنده عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن عبد الرحمن بن بجيدة، عن أمه بجيدة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «اجعل في يد السّائل ولو ظلفا محرقا» .
كذا قال، وإنما هي أم بجيدة. انتهى.
والصواب عن عبد الرحمن بن أم بجيدة، عن أم بجيدة، كما سيأتي على الصواب في الكنى.

10955- بديلة بنت مسلم «4» ،
وقيل أسلم.
روى جعفر بن محمود بن محمد بن سلمة، عن بديلة جدته أم أبيه. قالت: جاءنا
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 6763.
(3) أسد الغابة ت 6764، الاستيعاب ت 3293.
(4) أسد الغابة ت 6766، الاستيعاب ت 3295.

(8/55)


عباد بن بشر، فقال: إن القبلة قد حولت. ذكره الواقدي. هكذا أوردها ابن مندة. وقد حرّف اسمها، وستأتي في تويلة، بمثناة وواو، وقيل أول اسمها نون.

10956- بركة بنت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:
تقدمت في القسم الثاني، ثم ظهر لي أنه غلط، نشأ عن تحريف، وذلك أن بركة مولاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كانت تربّي من أولادها خديجة، فلما ولدت القاسم خدمته بركة، فكأنه كان في الّذي نقل منه هذا المصنف كذلك، فتحرّفت عليه الكلمة حتى ظنها شقيقته بركة. فاللَّه أعلم.

حرف التاء المثناة
القسم الأول
10957- تماضر بنت الأصبغ
بن عمرو بن ثعلبة الكلبية. تقدم نسبها في ترجمة والدها في حرف الألف من القسم الثالث، وقيل هي تماضر بنت زبان بن الأصبغ.
وذكر ابن سعد عن الواقديّ: حدثنا عبد اللَّه بن جعفر، عن أبي عون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث عبد الرحمن بن عوف إلى بني كلب، فقال: «إن استجابوا لك فتزوّج ابنة ملكهم- أو سيّدهم» . فلما قدم عبد الرحمن دعاهم إلى الإسلام، فاستجابوا وأقام من أقام منهم على إعطاء الجزية، فتزوج عبد الرحمن بن عوف تماضر بنت الأصبغ بن عمرو ملكهم، ثم قدم بها المدينة، وهي أم أبي سلمة [بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرج ابن سعد عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعد بن إبراهيم،
قال: أم أبي سلمة] «1» بن عبد الرحمن تماضر بنت الأصبغ. ومن طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جدته تماضر بنت زبان الأصبغ أنها حين طلقها الزبير- يعني بعد موت عبد الرحمن بن عوف، وكان أقام عندها سبعا، ثم لم يلبث أن طلقها، فكانت تقول للنساء: إذا تزوجت إحداكن فلا يغرنك السبع بعد ما صنع بي «2» الزبير.
قال محمّد بن عمر: هي أول كلبية نكحها قرشي، ولم تلد لعبد الرحمن غير أبي سلمة.
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أصنع بي ابن الزبير.

(8/56)


وقال محمّد بن سعد: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، قال: كان في تماضر سوء خلق، وكانت على تطليقتين، فلما مرض عبد الرحمن جرى بينه وبينها شيء، فقال لها: واللَّه لئن سألتني «1» لأطلقنك. فقالت: واللَّه لأسألنك.
فقال: إما لا فأعلميني إذا حضت وطهرت. فلما حاضت وطهرت أرسلت إليه تعلمه، قال:
فمرّ رسولها ببعض أهله، فقال: أين تذهب؟ قال: أرسلتني تماضر إلى عبد الرحمن أعلمه أنها قد حاضت ثم طهرت. قال: ارجع إليها فقل لها: لا تفعلي، فو اللَّه ما كان ليرد قسمه.
فقالت: أنا واللَّه لا أردّ قسمي. قال: فأعلمه فطلقها.
وعن ابن نمير، عن محمد بن إسحاق، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن أم كلثوم جدته، قالت: لما طلق عبد الرحمن امرأته الكلبية تماضر متعها بجارية سوداء.
وعن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن طلحة بن عبد اللَّه- أن عثمان ورث تماضر بنت الأصبغ من عبد الرحمن وكان طلقها في مرضه تطليقة، وكانت آخر طلاقها.
ومن طريق أيوب عن نافع، وسعد بن إبراهيم- أنه طلقها ثلاثا، فورثها عثمان منه بعد انقضاء العدة.

10958- تماضر بنت عمرو
بن الثريد السلمية «2» . هي الخنساء الشاعرة. تأتي في حرف الخاء المعجمة.

10959- تماضر «3»
العبدرية الشيبية»
: من بني شيبة بن عثمان. تعدّ في أهل مكة.
روت عنها صفية بنت شيبة حديث السعي، قاله أبو عمر.
وأخرج حديثها ابن أبي عاصم، والعقيليّ، وابن مندة، من طريق المثنى بن عمرو.
روت أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يسعى بين الصفاء والمروة، وهو يقول: «يا أيّها النّاس، إنّ اللَّه كتب عليكم السّعي فاسعوا» . قال ابن مندة: رواه عطاء عن صفية عن حبيبة.
قلت: وستأتي في حبيبة بنت أبي تجراة إن شاء اللَّه تعالى.

10960- تميمة بنت أبي سفيان
بن قيس الأشهلية «5» ذكرها ابن سعد، وابن حبيب
__________
(1) في أسألتني الطلاق لأطلقن.
(2) أسد الغابة ت 6787، الاستيعاب ت 3308.
(3) الثقات 3/ 42 أعلام النساء 1/ 149، تجريد أسماء الصحابة 2/ 253.
(4) في أ: تملك.
(5) أسد الغابة ت 6789.

(8/57)


فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من النساء، وسيأتي لها ذكر في ترجمة ليلى بنت الخطيم.

10961- تميمة بنت وهب «1»
، لا أعلم لها غير قصتها مع رفاعة بن سموال حديث العسيلة من رواية مالك في الموطأ، كذا قال ابن عبد البر.
وقال ابن مندة: تميمة بنت أبي عبيد امرأة رفاعة القرظي، ثم ساق حديثها من طريق سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة- أن امرأة رفاعة القرظي، كانت تحت عبد الرحمن بن الزبير ولم يسمّها، وسماها قتادة، ثم ساق من طريق سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة- أن تميمة بنت أبي عبيد القرظية كانت تحت رفاعة أو رافع القرظي. فطلقها، فذكر القصة.
وأما رواية مالك التي أشار إليها أبو عمر، فقال: عن المسور بن رفاعة، عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير- أن رفاعة بن سموال طلق امرأته تميمة بنت وهب ... فذكر الحديث.
وقد تقدم الكلام عليه في ترجمة رفاعة. وخالف محمد بن إسحاق، فرواه عن هشام ابن عروة، عن أبيه، فقلبه، قال: كانت امرأة من بني قريظة يقال لها تميمة تحت عبد الرحمن بن الزبير فطلقها فتزوجها رفاعة، ثم طلقها، فأرادت أن ترجع إلى عبد الرحمن ...
الحديث.
أخرجه أبو نعيم: وقيل اسمها سهيمة، كما ستأتي، وقيل عائشة. وتقدم في رفاعة.

10962- تهنأة،
بهمزة مفتوحة بعد النون، بنت كليب الحضرمية. تقدم ذكرها في ترجمة ولدها كليب بن أسد.

10963- التوأمة،
بوزن التي قبلها، بنت أمية بن خلف الجمحية «2» ، هي مولاة صالح بن أبي صالح مولى التوأمة. قيل لها ذلك، لأنها ولدت مع أخت لها في بطن. قال الباوردي. حدثنا مطين، قال: سمعت عبد اللَّه بن الحكم بن أبي زياد يقول: صالح مولى التوأمة بنت أمية بن خلف الجمحية بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن سعد: أمها ليلى بنت حبيب التميمية، اغتربت التوأمة عند عاصم بن الجعد الفزاري.
ثم أخرج بسند جيد لكن فيه الواقديّ، ثم عن سليمان بن يسار أن التوأمة طلقت البتة، فسألت عمر فجعلهما واحدة.
__________
(1) أسد الغابة ت 6790، الاستيعاب ت 3310.
(2) الثقات 3/ 42 تجريد أسماء الصحابة 2/ 253.

(8/58)


10964- تويلة،
بالتصغير، بنت أسلم «1» . روى حديثها الطبراني، من طريق إبراهيم ابن حمزة الزبيري، عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن سلمة، عن أبيه، عن جدته أم أبيه: تويلة بنت أسلم، وهي من المبايعات، قالت: بينا أنا في بني حارثة فقال عباد بن بشر بن قيظي: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قد استقبل البيت الحرام، فتحوّل الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلوا السجدتين الباقيتين نحو الكعبة «2» . وذكر أبو عمر فيه أن الصلاة كانت الظهر، وقيل فيها تولة بغير تصغير، وقيل أولها نون، وستأتي.

القسم الثاني
خال،

وكذا الثالث
والرابع.
حرف الثاء المثلثة
القسم الأول
10965- ثبيتة،
بمثلثة ثم موحدة ثم مثناة مصغرة، بنت الربيع بن عمرو بن عدي «3» ابن زيد بن جشم بن حارثة الأنصارية، والدة أبي قيس بن جبر.
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب. وقال ابن سعد: أمها سهلة بنت امرئ القيس بن كعب، وتزوجها أوس بن قيظي، فولدت له عرابة، وعبد اللَّه، وكباثة.

10966- ثبيتة بنت سليط
بن قيس بن عمرو بن عبيد الأنصارية النجارية «4» .
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها سخيلة بنت الصمة، وهي والدة عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي صعصعة، وأخت قتيلة وميمونة.

10967- ثبيتة بنت النعمان
بن عمرو بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة الأنصارية البياضية. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، ولها ولأبيها ولجدها صحبة.

10968- ثبيتة بنت النعمان الأنصارية «5»
، من بني جحجبى. قال ابن حبيب: أسلمت وبايعت، وخلطها بالتي قبلها، وبنو جحجبي ليسوا من بني بياضة.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 253.
(2) أخرجه النسائي 3/ 59 كتاب السهو.
(3) أسد الغابة ت 6793.
(4) أسد الغابة ت 6794.
(5) أسد الغابة ت 6796.

(8/59)


10969- ثبيتة بنت يعار «1»
، بمثناة تحتانية بعدها مهملة خفيفة، ابن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصارية الأوسية، امرأة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وهي التي أعتقت سالما مولى أبي حذيفة.
وقد تقدم ذكرها في ترجمته. سماها مصعب الزبيري وجماعة، وسماها موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري- سلمي، وكذا قال ابن إسحاق في رواية، وسماها أبو طوالة عمرة. وأما أبوها ففي قول موسى بن عقبة بالمثناة الفوقانية، وصوب إبراهيم بن المنذر الأول. حكى جميع ذلك أبو عمر، وقد تقدم في تسميتها قولان آخران: ليلى، وفاطمة. قال أبو عمر: كانت من المهاجرات الأول، ومن فضلاء نساء الصحابة.
قلت: في قوله: إنها من المهاجرات نظر، لأن نسبها في الأنصار، وفي قوله: إنها امرأة أبي حذيفة نظر آخر، فقد تقدم في ترجمة أبي حذيفة أن اسم امرأته التي أمرت بأن ترضعه وهي كبيرة سهلة بنت سهل الأنصارية، إلا أن يقال: كانت له امرأتان: التي أعتقت سالما، والتي أمرت أن ترضعه، فيحتمل على بعد. والعلم عند اللَّه تعالى.

10970- ثوبية:
التي أرضعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم «2» ، وهي مولاة أبي لهب.
ذكرها ابن مندة، وقال: اختلف في إسلامها. وقال أبو نعيم: لا أعلم أحدا أثبت إسلامها انتهى.
وفي باب من أرضع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من طبقات ابن سعد ما يدل على أنها لم تسلم، ولكن لا يدفع قول ابن مندة بهذا.
وأخرج ابن سعد من طريق برة بنت أبي تجراة أن أوّل من أرضع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ثويبة بلبن ابن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة، وأرضعت قبله حمزة، وبعده أبا سلمة بن عبد الأسد.
وقال ابن أسعد: أخبرنا الواقديّ عن غير واحد من أهل العلم، قالوا: كانت ثويبة [مرضعة] رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يصلها وهو بمكة، وكانت خديجة تكرمها، وهي على ملك أبي لهب، وسألته أن يبيعها لها فامتنع، فلما هاجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أعتقها أبو لهب، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يبعث إليها بصلة وبكسوة حتى جاء الخبر أنها ماتت سنة سبع مرجعه من خيبر، ومات ابنها مسروح قبلها.
__________
(1) أسد الغابة ت 6797، الاستيعاب ت 3312.
(2) أسد الغابة ت 6798.

(8/60)


قلت: ولم أقف في شيء من الطرف على إسلام ابنها مسروح، وهو محتمل.

القسم الثاني
10971- ثبيتة بنت الضحاك بن خليفة «1» .
قال أبو عمر: ولدت على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال علي بن المديني فيما نقله عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي: هي أخت أبي جبيرة، وثابت ابني الضحاك الأنصاريين. قال أبو عمر: ذكرها بالنون بدل الموحدة، وتفرد بذلك.
قلت: وذكرها أبو نعيم في الباء الموحدة، وقبل الهاء نون، وحكى أبو موسى أنه اتبع في ذلك ابن مندة في التاريخ، ولم يذكرها في الصحابة، والمشهور أنها بالمثلثة، قاله أبو موسى،
وروى محمد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة، قال: كنت جالسا عند محمد بن سلمة وهو على إجار له يطارد ثبيتة بنت الضحاك، فجعل ينظر إليها، فقلت: سبحان اللَّه! تفعل هذا وأنت صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا ألقى اللَّه في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها» «2» .
قلت: أخرجه التّرمذيّ، وأمعن أبو موسى في تخريج طرقه وبيان الاختلاف فيه، ورجّح ما ذكره هاهنا.
وقال أبو موسى في «الذّيل» : ذكرت في حديث لمحمد بن سلمة، وليس فيه ذكر لصحبتها.
قلت: ذكرتها هاهنا معتمدا على قول أبي عمر.

القسم الثالث
خال،

وكذا القسم الرابع.
__________
(1) أسد الغابة ت 6795، الاستيعاب ت 3311.
(2) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 599 في كتاب النكاح باب 9 النظر إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها حديث رقم 1864 قال البوصيري في مصباح الزجاجة 1/ 599 في إسناده حجاج وهو بن أرطاة الكوفي ضعيف ومدلس ورواه بالعنعنة لكن لم ينفرد به حجاج فقد رواه ابن حبان في صحيحه بإسناد آخر وأحمد في المسند 4/ 225، 3/ 493 والطبراني في الكبير 19/ 225، 226- وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 357 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 85، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 10338 وابن حبان في صحيحة حديث رقم 1235.

(8/61)


حرف الجيم
القسم الأول
10972- جثامة،
بمثلثة ثقيلة.
غيّر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، اسمها، وسمّاها حسانة، تأتي في الحاء المهملة إن شاء اللَّه تعالى.

10973- جدامة،
بنت جندل «1» .
ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر من نساء بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة من أهل مكة حلفاء بني عبد شمس. وذكر الطبري في الذيل أنها هي بنت وهب الآتي ذكرها، فإن المجدمين هم العرب، قالوا: هي بنت وهب. وقال ابن سعد: أسلمت قديما بمكة، وبايعت، وهاجرت إلى المدينة، وكانت تحت أنيس بن قتادة [الأنصاري الأوسي، وهو بدري، استشهد بأحد. وتبعه ابن عبد البر. وقيل: التي كانت تحت أنيس بن قتادة] خنساء بنت خدام، ولا مانع أن يكونا جميعا زوجتيه.

10974- جدامة بنت الحارث «2»
، أخت حليمة مرضعة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
لقبها الشيماء، لا تعرف لها رواية. ذكرها ابن مندة، وتعقبه ابن الأثير بأن الشيماء بنت حليمة لا أختها كما سيأتي عند ذكرها، فهي أخت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لا خالته.
قلت: إن كان ما ذكره ابن مندة محفوظا احتمل أن تكون بنت حليمة سمّيت باسم خالتها ولقّبت لقبها، على أنهم لم يتفقوا على أن اسم الشيماء جدامة- بالجيم والميم، بل جزم أبو عمر بأنها حذافة بالمهلمة والفاء، وجزم ابن سعد بالأول.

10975- جدامة بنت وهب الأسدية «3»
، ويقال بالخاء المعجمة.
روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في رضاع الحامل. روت عنها أمّ المؤمنين عائشة.
أخرج حديثها في الموطأ، ولفظه: عن جدامة الأسدية، أنها سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لقد هممت أن أنهى عن الغيلة ... » الحديث.
__________
(1) الثقات 3/ 67، تجريد أسماء الصحابة 2/ 254، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 377.
(2) أسد الغابة ت 6802.
(3) الثقات 3/ 67، أعلام النساء 1/ 157، تجريد أسماء الصحابة 2/ 254، تقريب التهذيب 2/ 93، بقي ابن مخلد 550، تهذيب التهذيب 12/ 405، الكاشف 3/ 466، تهذيب الكمال 3/ 1679 تلقيح فهوم أهل الأثر 376.

(8/62)


وفي بعض طرقه عند مسلم، عن جدامة بنت وهب، أخت عكاشة بن وهب، قالت:
حضرت عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في أناس، وهو يقول ... فذكر الحديث. وفيه: «ذكر العزل، وأنّه الوأد الخفيّ» .
وأورده ابن مندة بلفظ الموطأ في جدامة بنت جندل.

10976- الجرباء بنت قسامة
بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك «1» ، أخت حنظلة.
قال الزّبير بن بكّار: قدمت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فتزوّجت طلحة بن عبيد اللَّه، فهي والدة أم إسحاق بنت طلحة، وسيأتي لها ذكر في ترجمة أختها زينب.

10977- جعدة بنت عبيد
بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية «2» .
استدركها أبو عليّ الجيانيّ على أبي عمر، فنقل عن العدويّ في نسب الأنصار- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يأتي إلى منزلها ويأكل عندها، قال: وهي أم حارثة بن النعمان وأخيه الحارث بن الحباب بن الأرقم، وأخوها عمرو بن عبيد بن ثعلبة له صحبة.

10978- جعدة بنت عبيد
بن ثعلبة بن سواد بن غنم بن حارثة الأنصارية «3» .
بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير.
قلت: وقد ذكرها ابن سعد، فقال أمها الرعاة بنت عدي بن سواد، ثم تزوجها النعمان بن نفيع فولدت له حارثة الصحابي المشهور، ثم خلف عليها الحباب بن الأرقم، [فولدت] له الحارث، وأسلمت جعدة وبايعت.

10979- جليلة بنت عبد الجليل.
ذكرها أبو سعيد النّيسابوريّ في كتاب شرف المصطفى، وأورد من حديث قالت: قلت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إنّا حفرنا ركيّة فإذا فيها دوابّ وهوامّ، فدفع إليها إداوة من ماء، وقال:
صبّوه فيها. قالت: فصببناه فيها فمتن وذهبن كلّهن،
وفي سنده مقال.

10980- جمانة،
بضم أوله وتخفيف الميم وبعد الألف نون، بنت أبي طالب «4» .
قال أبو أحمد العسكريّ: هي أم عبد اللَّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، كذا قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، تزوجها أبو سفيان بن الحارث، فولدت له عبد اللَّه ولم يسند شيئا.
__________
(1) أسد الغابة ت 6804، الاستيعاب ت 3316.
(2) أسد الغابة ت 6806، الاستيعاب ت 3317.
(3) أسد الغابة ت 6807.
(4) أسد الغابة ت 6808، الاستيعاب ت 3318.

(8/63)


وقال الزّبير بن بكّار: هي أخت أم هانئ، وذكرها ابن إسحاق فيمن قسم له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من خيبر ثلاثين وسقا.
وأخرج الفاكهيّ في كتاب «مكّة» ، من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، قال: أدركت عطاء ومجاهدا وابن كثير وأناسا إذا كان ليلة سبع وعشرين من رمضان خرجوا في التنعيم واعتمروا من خيمة جمانة وهي بنت أبي طالب.
وذكرها ابن سعد في ترجمة أمها فاطمة بنت أسد، وأفردها في باب بنات عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقال: ولدت لأبي سفيان بن الحارث ابنه جعفر بن أبي سفيان، وأطعمها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من خيبر ثلاثين وسقا.

10981- جمرة بنت الحارث
بن غوف: هي البرصاء. تقدمت.

10982- جمرة بنت عبد اللَّه
التميمية اليربوعية «1» ، من بني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
قال ابن مندة: عدادها في الكوفيين، لها ولأبيها صحبة، وأخرج حديثها الحسن بن سفيان، وأبو يعلى في مسنديهما، من طريق عطوان بن مشكان، وهو بمهملتين مفتوحتين وقيل بضم أوله وسكون ثانيه، وأبوه بضم الميم وسكون المعجمة، عن جمرة بنت عبد اللَّه اليربوعية، قالت: ذهب بي أبي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: ادع اللَّه لبنتي هذه بالبركة. قالت:
فأجلسني في حجره، ثم وضع يده على رأسي، فدعا لي بالبركة.
وقد تقدم ذكرها في ترجمة أبيها في أواخر العبادلة. وقال أبو عمر: مختلف في حديثها، ولا يصح من جهة الإسناد، كذا قال: وليس فيه إلا عطوان. وقد قال فيه ابن معين: لا بأس به.

10983- جمرة بنت قحافة الكندية «2» .
قال ابن مندة: عدادها في الكوفيين. روى عنها شبيب بن غرقدة. وقال أبو عمر:
روت عنها ابنتها أم كلثوم إن صح حديثها ذاك، لأنه لا يعبأ بإسناد، فأما حديث شبيب عنها
فأخرجه الطّبرانيّ وغيره من طريق بشر بن الوليد، حدثنا الحسن بن قارب، عن شبيب بن غرقدة، حدثتني جمرة بنت قحافة، قالت: كنت مع أم سلمة في حجة الوداع، فسمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يا أمّتاه، هل بلّغتكم؟» فقال بنيّ لها: يا أمه، ما له يدعو أمه؟ فقالت: يا بني،
__________
(1) الثقات 3/ 67، بقي بن مخلد 974، تجريد أسماء الصحابة 2/ 255.
(2) أعلام النساء 1/ 170، تجريد أسماء الصحابة 2/ 255.

(8/64)


إنما يدعو أمته، وهو يقول: «ألا إنّ أعراضكم وأموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا» .
وأما رواية بنتها أم كلثوم فإنّها لا تحضرني الآن، وقد اختصر ابن الأثير حديث أبي عمر في رواية أم كلثوم، فصار قوله إسناد حديثها لا يعبأ به يتناول حديث شبيب خاصة، وليس كذلك.

10984- جمرة بنت النعمان العدوية «1» .
حديثها عند الواقديّ، عن شعيب بن ميمون المخزومي، عن أبي مرابة البلوي، عن جمرة بنت النعمان، وكانت لها صحبة، قالت: أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يدفن الشعر والدم «2» .
أخرجه أبو نعيم بسند واه، واستدركه أبو موسى.

10985- جمل،
بضم أوله وسكون الميم، وقيل بصيغة التصغير، بنت يسار المزنية «3» ، أخت معقل بن يسار- يقال هي التي عضلها أخوها لما طلقها زوجها، ثم أراد أن يعيدها فمنعه.
أخرج حديثها البخاريّ، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، قال في هذه الآية: حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه، قال: كنت زوّجت أختا لي من رجل، فطلقها، حتى إذا انقضت عدّتها جاء يخطبها، فقلت له: زوّجتك وأكرمتك وأفرشتك، فطلقتها ثم جئت تخطبها؟ لا واللَّه لا تعود إليها أبدا، قال: وكان رجلا لا بأس به، وكانت المرأة لا تكره أن ترجع إليه، فأنزل اللَّه هذه الآية: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ [البقرة 232] فقلت: الآن أفعل يا رسول اللَّه. فزوّجها إياه، ولم يقع تسميتها في الصحيح.
وأخرج الطّبريّ من طريق ابن جريج أن اسمها جميلة، وقال الكلبي: اسمها جميل، وضبطها ابن ماكولا بالتصغير. وقال الثعلبي: اسمها جميلة، ويقال اسمها ليلى.

10986- جميل «4»
، بالتصغير: في التي قبلها.
__________
(1) أسد الغابة ت 6811.
(2) أورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 18320 ولفظه كان يأمر بدفن سبعة أشياء الشعر والظفر والدم ... وعزاه للحكيم الترمذي عن عائشة.
(3) أسد الغابة ت 6812.
(4) الاستيعاب ت 3321.

(8/65)


10987- جميلة
بنت أبي الخزرجية «1» ، أخت عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول.
قال ابن مندة: وكانت تحت ثابت بن قيس بن شماس.
روى عنها ابن عبّاس، وعبد اللَّه بن رباح، ثم
ساق من طريق همام عن قتادة عن عكرمة مرسلا. ومن طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس موصولا- أنّ جميلة بنت أبيّ ابن سلول أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تريد الخلع. فقال لها: ما أصدقك؟
قالت: حديقة. قال: فردّي عليه حديقته.
ومن طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس- أن امرأة ثابت بن قيس وهي جميلة بنت أبيّ قالت: يا رسول اللَّه، لا أنا ولا ثابت ... فذكر الحديث في خلعها منه، قال: وروى عن أيوب عن عكرمة متصلا، والصواب عنه وعن قتادة مرسلا، وكذا رواه الحسين بن واقد، عن ثابت، عن عكرمة، ووصله محمد بن حميد، عن يحيى بن واضح، عن الحسين، فذكر ابن عباس فيه.
ووصل أبو نعيم طريق سعيد الموصولة. ولفظ المتن: أن جميلة بنت أبيّ قالت: يا رسول اللَّه، لا أعيب على ثابت في دين ولا خلق، ولكني أكره الكفر بعد الإسلام، وإني لا أطيقه بغضا. فقال: «أتردّين عليه حديقته؟» قال: قالت: نعم، فأمره أن يأخذها منها.
ورواية حفص بن عمر الضرير، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، وأيوب كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس- أن جميلة بنت أبيّ بن سلول أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قالت ... فذكر نحوه.
وأسنده من طريق محمد بن خالد بن عبد اللَّه الطحان، عن أبيه، عن أبي الجليل، عن جميلة بنت أبيّ ابن سلول أنها كانت تحت ثابت بن قيس.
قلت:
ورواية ابن حميد التي أشار إليها ابن مندة أخرجها ابن أبي خيثمة، والطّبرانيّ عنه. ولفظ المتن أنها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس، فنشزت عليه، فأرسل إليها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «يا جميلة، ما كرهت من ثابت؟» فقالت: واللَّه ما كرهت منه شيئا إلا دمامته. فقال لها: «أتردّين عليه حديقته؟» قالت: نعم. ففرّق بينهما.
ورواية ابن عبّاس عنها أخرجها الطّبريّ من طريق ابن جرير، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أوّل خلع كان في الإسلام أخت عبد اللَّه بن أبيّ، أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت ...
فذكر القصة.
__________
(1) بقي بن مخلد.

(8/66)


قال أبو عمر: كناها سعيد بن المسيّب أم جميل، وكانت قبل ثابت عند حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة، ثم تزوّجها بعد ثابت مالك بن الدّخشم، ثم تزوجها بعده خبيب بن إساف. قال أبو عمر: روى البصريون أنها جميلة، يعني التي اختلعت من ثابت، وروى أهل المدينة أنها حبيبة بنت سهل.
قلت: وسيأتي قول من قال إنها جميلة بنت عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول قريبا إن شاء اللَّه تعالى.

10988- جميلة بنت أوس المرية «1» .
لها حديث، ولأبيها صحبة- من التجريد.
قلت: ذكرها أبو عليّ الغسّانيّ في ذيله على «الاستيعاب» ، وقال: ذكر حديثها في ترجمة أوس والدها، وكان ذكره من عند ابن قانع، وابن قانع صحّف نسب أوس، فقاله بالزاي والنون، وإنما هو بالراء بلا إعجام ثم بالهمزة كما تقدم بيانه في أوس. وتقدم الحديث من روايتها، لكن فيه عن أم جميل، وكأنها كنيتها واسمها جميلة، وستأتي في الكنى.

10989- جميلة بنت ثابت
بن أبي «2» الأفلح، أخت عاصم، زوج عمر. تكنى أم عاصم، كان اسمها عاصية فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جميلة.
قاله أبو عمر: قال تزوجها عمر سنة سبع، فولدت له عاصم بن عمر، ثم طلقها فتزوّجها يزيد بن حارثة، فولدت له عبد الرحمن بن يزيد، فهو أخو عاصم بن عمر لأمه، وهي التي أتى فيها الحديث في الموطأ وغيره- أنّ عمر ركب إلى قباء فوجد ابنه عاصما يلعب.
وقد تقدم ذلك في ترجمة عاصم في القسم الثاني من حرف العين،
وأسند ابن مندة من طريق هشام بن حسان، عن واصل بن أبي شيبة، قال: كان اسم امرأة عمر عاصية، فأسلمت فأتت عمر، فقالت: قد كرهت اسمي، فسمّني، فقال: أنت جميلة، فغضبت، وقالت: ما وجدت اسما تسميني به إلا اسم أمة، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت: يا رسول اللَّه، إني كرهت اسمي، فقال: «أنت جميلة» . فغضبت- يعني وذكرت قول عمر، فقال: «أما علمت أنّ اللَّه عند لسان عمر وقلبه» .
__________
(1) الاستيعاب ت 3323.
(2) الثقات 3/ 67، الدر المنثور 126، تجريد أسماء الصحابة 2/ 2550، الاستبصار 287.

(8/67)


ثم
ساق من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم غيّر اسم عاصية، فقال: «أنت جميلة» .
قلت: وأخرجه ابن أبي شيبة، عن بشر بن السري، عن حماد، ولفظه: أن أمة لعمر كان يقال لها عاصية، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جميلة.
وأخرجه ابن أبي عمر، عن بشر بن السري بسند آخر، فقال: عن حماد، عن ثابت، عن أنس- أراه أنّ أمة لعمر كان لها اسم من أسماء العجم، فسمّاها عمر جميلة، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «أنت جميلة» «1» فقال لها عمر: خذيها على رغم أنفك.
وقال ابن سعد في باب ما بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من النساء أول كتاب طبقات النساء: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي حبيبة، عن عاصم بن عمر، عن قتادة، قال: أول من بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمّ سعد بن معاذ، وهي كبشة بنت رافع بن عبيد، وأم عامر بنت يزيد بن السكن، ومن بني ظفر ليلى بنت الخطيم، ومن بني عمرو بن عوف ليلى ومريم وتميمة بنات أبي سفيان الّذي يقال له أبو البنات، وقتل بأحد، والشموس بنت أبي عامر الراهب، وابنتها جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح، وظبية بنت النعمان بن ثابت بن أبي الأقلح.
قلت: لعله سقط منه شيء قبل قوله: فأتت، وهو: ثم سألته امرأته أن يغيّر اسمها، فسماها جميلة، وغضبت، كما في رواية واصل المبدوء بها، فبذلك ينتظم الكلام، ويعرف سبب غضبها من تسميتها جميلة، ويستفاد منه صحابية أخرى وهي أمة عمر.
وأخرج ابن سعد بسند فيه الواقدي من حديث جابر عن عمر، قال: قلت: يا رسول اللَّه، قد صكت جميلة بنت ثابت صكة ألصقت خدّها بالأرض، لأنها سألتني ما لا أقدر عليه.

10990- جميلة
بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة المخزومية «2» .
روت عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها زوجها،
أخرج حديثها ابن مندة من طريق سماك بن حرب، عن عبد اللَّه بن عميرة، عن زوج بنت أبي جهل، عن بنت أبي جهل، واسمها جميلة، قالت: مرّ بنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فاستسقى فسقيته، وقال: «خير أمّتي قرني ثمّ الّذين يلونهم» .
وأخرجه ابن أبي عاصم من هذا الوجه، وزاد: فقمت إلى كوز فسقيته، وسأله رجل
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 18 والدارميّ في الاستئذان 2/ 295.
(2) أعلام النساء 1/ 174، تجريد أسماء الصحابة 2/ 255/ 256.

(8/68)


عليه ثوبان أصفران، فقال: تبعد اللَّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم «1» .
وقيل: إنها التي خطبها عليّ، والمحفوظ أنها جويرية.

10991- جميلة بنت زيد،
أخت علبة بن زيد بن صيفي بن عمرو بن جشم بن حارثة الأنصارية» .
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.

10992- جميلة بنت سعد
بن الربيع الأنصاري الليثي «3» .
استشهد بأحد. تقدم نسبها، لها صحبة.
روت عن أبيها. روى عنها ثابت بن عبيد الأنصاري- أنّ أباها وعمها قتلا يوم أحد، فدفنا في قبر واحد، قاله أبو عمر، قال: وتزوج جميلة هذه زيد بن ثابت، قاله ابن سعد، وزاد: ولدت له خارجة، ويحيى، وإسماعيل، وسليمان، وكانت تكنى أم سعد.
وأخرج ابن مندة، من طريق مسعر، عن ثابت بن عبيد، قال: دخلت على بنت سعد بن الربيع- يعني جميلة، وهي امرأة زيد بن ثابت، فقرّبت إلي رطبا وتمرا، فقلت لها:
أرى هذا ورثته عن أبيك! فقالت: وما ورثت من أبي شيئا. قتل أبي قبل أن تنزل الفرائض.
وقال ابن سعد: لم يكن سعد ولدها، وقتل أبوها، وهي حمل، ثم أسند عن الواقدي عن أبي الزناد أن أباها استشهد وهي حمل.

10993- جميلة بنت سنان
بن ثعلبة بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصارية «4» .
ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن سعد: أمها خولة بنت المنذر بن
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 2/ 130، 8/ 6. ومسلم في الصحيح 1/ 44 كتاب الإيمان الإيمان باب (4) بيان الإيمان الّذي يدخل به الجنة ... حديث رقم 15/ 14، والترمذي في السنن 5/ 13 كتاب الإيمان باب (8) ما جاء في حرمه الصلاة حديث رقم 2616 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح والنسائي في السنن 1/ 234 كتاب الصلاة 10 ثواب من أقام الصلاة حديث رقم 468. وابن ماجة في السنن 2/ 1314 كتاب الفتن باب (12) كف اللسان في الفتنة حديث رقم 3973، وأحمد في المسند 3/ 472، 4/ 76، والطبراني في الكبير 4/ 166، 165 والحاكم في المستدرك 1/ 51، الهيثمي في الزوائد 1/ 43، 48، 10/ 20 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43629، 42631.
(2) أسد الغابة ت 6818.
(3) أعلام النساء 1/ 175.
(4) أسد الغابة ت 6820.

(8/69)


عمرو بن حزام الأنصارية الخزرجية، أسلمت وبايعت، وهي أم ثابت بن عبيد السهام بن سليم الأنصاري، من بني خارجة.

10994- جميلة بنت صيفي
بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة.
أسلمت وبايعت، قاله ابن سعد، وأمها النوار بنت قيس بن لوذان بن ثعلبة، وهي أخت علبة بنت زيد بن عمرو بن زيد بن جشم. وتزوجت جميلة عتيك بن قيس بن هيشة الأوسي، من بني عمرو بن عوف.

10995- جميلة بنت أبي صعصعة «1» ،
واسمه عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوجها عبادة بن الصامت، فولدت له الوليد، ثم تزوجت الربيع بن سراقة، وولدت له عبد اللَّه ومحمدا وبثينة، ثم تزوجها كلدة بن أبي خالد بن قيس بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق، قال: وأمها أنيسة بنت عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول.

10996- جميلة بنت عبد اللَّه
بن أبيّ ابن سلول «2» .
ذكر ابن سعد أن حنظلة بن أبي عامر تزوجها، فقتل عنها يوم أحد، ثم تزوجها ثابت بن قيس فمات عنها، ثم خلف عليها مالك بن الدخشم، ثم خلف عليها خبيب بن إساف، كذا ذكر ابن مندة، وقوله في ثابت بن قيس: مات عنها وهم لم يقله ابن سعد، فإنّ ثابت بن قيس استشهد باليمامة، وخبيب بن إساف الّذي قال: إنه خلف عليها بعده عاش إلى خلافة عمر كما تقدم في ترجمته، فهذا متدافع، وقد راجعت طبقات ابن سعد فقال ما ملخصه: تزوجها حنظلة بن الراهب فقتل عنها يوم أحد، وهو غسيل الملائكة، فولدت له عبد اللَّه بن حنظلة، ثم تزوجها ثابت بن قيس بن شماس فولدت له محمدا، ثم خلف عليها مالك بن الدخشم، ثم خلف عليها خبيب بن إساف، ثم قال: أسلمت جميلة وبايعت، وهي أخت عبد اللَّه بن عبد اللَّه لأبويه، وقتل ابناها عبد اللَّه ومحمد يوم الحرّة. انتهى.
وقد تشاغل ابن الأثير بالطعن فيما نقله ابن مندة، فقال: ذكر في ترجمة جميلة بنت أبيّ أنها اختلعت من ثابت بن قيس، وقال في هذه: إنها كانت زوجة حنظلة ولم يقله في التي قبلها، وقال: إن ثابتا مات عنها. فكأنه ظنهما اثنتين حيث رأى تلك جميلة بنت أبيّ،
__________
(1) أسد الغابة ت 6814.
(2) أسد الغابة ت 6821، الاستيعاب ت 3322.

(8/70)


وهذه جميلة بنت عبد اللَّه بن أبيّ، والأول هو الصحيح، والثاني وهم، وليس بشيء، ولو نظر فيهما لعلم أنهما واحدة وسبقه إلى زعم أنهما واحدة أبو نعيم، فقال: خالف الجماعة فأفردها عن المختلعة واهما فيها. وقال ابن الأثير: الحقّ مع أبي نعيم. انتهى.
وقد أغفل ما وقع لابن مندة من الوهم الّذي نبهت عليه، وهو وارد، عليه، وادّعى أنه وهم في جعلهما اثنتين، وليس كما ظن هو وأبو نعيم، بل الصواب أنهما اثنتان، وأنّ ثابت بن قيس تزوج عمتها، فاختلعت منه، ثم تزوج هذه ففارقها، ولم يقل أحد في الكبرى إنها تزوجت حنظلة ولا مالكا ولا حبيبا، وقد أفرد ابن سعد هذه والتي جزمنا بأنها وهم والحق معه، ولو عكس ابن الأثير فاستدلّ على أنهما واحدة، وأنّ من قال جميلة بنت أبي نسبها إلى جدها لكان متّجها. واللَّه يهدي من يشاء.

10997- جميلة بنت عبد اللَّه
بن حنظلة الأنصارية «1» ، من بني الحبلي. ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.

10998- جميلة بنت عبد العزى «2»
بن قطن الخزاعية، من بني المصطلق.
كانت من المبايعات، وهي زوج عبد الرحمن بن العوام أخي الزبير، أم بنيه، لا يعرف لها رواية، قاله أبو عمر.
قلت: كذا سماها ابن الأثير بعد بنت عبد اللَّه ... وعمر، فاقتضى أنها عنده بوزن عظيمة، وليس كذلك، وإنما هي جمينة بالتصغير، وقبل الهاء نون، كذا هي في نسخة من الاستيعاب مجوّدة، وكذا في كتاب النسب للزبير بن بكار في نسخة معتمدة، وفي أخرى بالحاء المهملة.

10999- جميلة بنت عمر بن الخطاب «3» .
تقدم ذكرها في جميلة بنت ثابت.

11000- جميلة بنت عمرو
بن هشام بن المغيرة، هي بنت أبي جهل. تقدمت.

11001- جميلة،
أو خويلة، أو خولة، امرأة أوس بن الصامت التي ظاهر منها.
ذكرها ابن مندة، ونسبه أبو نعيم إلى التصحيف، وليس كما زعم، فقد وقع تسميتها كذلك في حديث عائشة من مسند أحمد، لكن المعروف أنها خولة، فلعل جميلة لقب.
وسيأتي بيان ذلك في حرف الخاء المعجمة إن شاء اللَّه تعالى.
__________
(1) أسد الغابة ت 6822.
(2) أسد الغابة: ت 6823.
(3) أسد الغابة ت 6824، الاستيعاب ت 3326.

(8/71)


11002- جميلة بنت يسار،
تقدم في جمل.

11003- جميمة،
بالتصغير، بنت حمام بن الجموح الأنصارية «1» ، من بني الحبلي.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.

11004- جميمة بن صيفي
بن صخر بن خنساء الأنصارية «2» . ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، واستدركها أبو علي الغساني على ابن عبد البر.

11005- جمينة،
بالنون، قيل إنها بنت عبد العزى «3» . تقدمت في جميلة.

11006- جهدمة:
امرأة بشير بن الخصاصية «4» السّدوسي الصحابي المشهور «5» كانت من بني شيبان. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حديثين أو ثلاثة، قاله أبو عمر.
قلت: أسند ابن مندة لها حديثين من طريق أبي عتاب الكلبي، عن إياد بن لقيط عنها.
قلت: كان اسم بشير رحما، فسماه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بشيرا، والآخر من هذا الوجه، قالت:
ورأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خرج إلى الصلاة وهو ينفض رأسه وجبينه من ردع الحناء.
وأخرجه التّرمذيّ في «الشّمائل» ، ويقال: كان اسمها هذا فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ت فسماها ليلى. وذكرها ابن حبان في الصحابة، فقال: يقال لها صحبة، ثم ذكرها في ثقات التابعين.

11007- جويرية بنت أبي جهل «6»
التي
خطبها عليّ بن أبي طالب، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا تجتمع بنت رسول اللَّه وبنت عدوّ اللَّه عند رجل واحد أبدا» .
فترك عليّ الخطبة، فتزوجها عتاب بن أسيد أمير مكة في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فولدت له عبد الرحمن، فقتل يوم الجمل.
ذكرها ابن مندة، وقال غيره: اسمها جميلة كما تقدم، وقصتها في الصحيحين من حديث المسور بن مخرمة من غير أن تسمّى.

11008- جويرية بنت الحارث «7»
بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة، وهو
__________
(1) أسد الغابة ت 6825.
(2) الثقات 3/ 67، أعلام النساء 1/ 185، تجريد أسماء الصحابة 2/ 256، تقريب التهذيب 2/ 593، تهذيب التهذيب 12/ 406، تهذيب الكمال 3/ 1680، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 377.
(3) أسد الغابة ت 3327.
(4) في أالصامت.
(5) أسد الغابة ت 6827، الاستيعاب ت 3328.
(6) تجريد أسماء الصحابة 2/ 255، 256، الثقات 3/ 66.
(7) الثقات 3/ 66، أعلام النساء 1/ 190، السمط الثمين 134، تقريب التهذيب 2/ 593، تجريد أسماء الصحابة 2/ 256، تهذيب التهذيب 12/ 407، أزمنة التاريخ الإسلامي 969، الكاشف 3/ 467، تهذيب الكمال 3/ 1680، الاستبصار 121، خلاصة تذهيب الكمال 3/ 17، تلقيح فهوم أهل الأثر 22/ 270، بقي بن مخلد 254.

(8/72)


المصطلق، ابن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو الخزاعية المصطلقية.
لما غزا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بني المصطلق غزوة المريسيع في سنة خمس أو ست، وسباهم وقعت جويرية، وكانت تحت مسافع بن صفوان المصطلقي، في سهم ثابت بن قيس.
قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عمه عروة بن الزبير، عن خالته عائشة، قالت: لما قسم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية في السهم لثابت بن قيس بن شماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تستعينه في كتابتها، قالت عائشة: فو اللَّه ما هي إلا أن رأيتها فكرهتها، وقلت: يرى منها ما قد رأيت. فلما دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قالت: يا رسول اللَّه، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، وقد أصابني من البلايا ما لم يخف عليك، وقد كاتبت على نفسي، فأعنّي على كتابتي. فقال: «أو خير من ذلك؟ أؤدّي عنك كتابتك وأتزوّجك؟» فقالت: نعم. ففعل ذلك.
فبلغ الناس أنه قد تزوّجها، فقالوا: أصهار رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق اللَّه بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن عائشة نحوه، لكن سمى زوجها صفوان بن مالك.
ومن طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: كان اسم جريرية برة، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جويرية «1» .
وأخرج التّرمذيّ، من طريق شعبة بهذا الإسناد إلى ابن عباس، عن جويرية بنت الحارث- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ عليها وهي في مسجدها. ثم مرّ عليها قريبا من نصف النهار، فقال: «ما زلت على ذلك!» قالت: نعم. قال: «ألا أعلّمك كلمات تقولينهنّ؟ سبحان اللَّه عدد خلقه ... » «2» الحديث.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 326، 353.
(2) أخرجه أبو نعيم في الحلية 7/ 162. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3420، 3429 وعزاه لأبي داود وأحمد في المسند عن أسماء بنت عميس.

(8/73)


ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة، وسنده صحيح.
ومن مرسل أبي قلابة قال: سبى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جويرية- يعني وتزوّجها، فجاءها أبوها، فقال: إن بنتي لا يسبي مثلها، فخلّ سبيلها. فقال: «أرأيت إن خيّرتها أليس قد أحسنت؟» قال: بلى، فأتاها أبوها فذكر لها ذلك، فقالت: اخترت اللَّه ورسوله.
وسنده صحيح.
وروت جويرية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث. روى عنها ابن عباس، وجابر، وابن عمر، وعبيد بن السباق، والطفيل ابن أخيها، وغيرهم.
وذكر ابن إسحاق أنّ زوجها الأول كان يقال له ابن ذي الشقر. وسماه الواقدي مسافع بن صفوان بن ذي الشّقر بن أبي السرح. وقتل يوم المريسيع.
وفي صحيح البخاريّ، عن جويرية أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل عليها يوم جمعة وهي صائمة، فقال: «أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: «فتصومين غدا؟» قالت: لا. قال: «فأفطري» .
وعند مسلم من طريق الزّهريّ، عن عبيد بن السباق، عن جويرية بنت الحارث، قالت: دخلت علي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «هل من طعام؟» الحديث.
وفي صحيح مسلم كان اسمها برة، فسماها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم جويرية، كره أن يقال خرج من عند برة.
قيل: ماتت سنة خمسين من الهجرة، وقيل: بقيت إلى ربيع الأول سنة ست وخمسين، قاله الواقدي، قال: وصلى عليها مروان. وقيل: عاشت خمسا وستين سنة.

11009- جويرية:
وقع عند ابن بطال في شرحه أنها المرأة التي استعار خبيب بن عدي منها الموسى.
والحديث في صحيح البخاريّ غير مسمّاة.

11010- جويرية بنت المجلل،
امرأة حاطب بن الحارث الجمحيّ «1» . تكنى أم جميل، وهي مشهورة بكنيتها. واختلف في اسمها، قاله أبو عمر.

القسم الثاني
11011- جمانة بنت الحسن بن حبة.
__________
(1) أسد الغابة ت 6830، الاستيعاب ت 3330.

(8/74)


ولدت في العهد النبوي، وتزوجها حذيفة بن اليمان، ذكرها ابن سعد فيمن لم يرو عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.

11012- جميلة بنت عمر بن الخطاب،
كان اسمها عاصية، فسماها جميلة.
أخرج ابن أبي شيبة، عن الحسن بن موسى، عن حماد، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر- أنّ ابنة لعمر كان يقال لها عاصية، فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جميلة.
واستدركها أبو عليّ الغسّانيّ على «الاستيعاب» ، وتعقّبه ابن الأثير بأن هذه القصة إنما وردت لامرأة عمر لا لابنته كما تقدم، وكان قد ذكر في ترجمة جميلة بنت ثابت امرأة عمر ما نصّه: روى حماد بن سلمة بهذا الإسناد أنها- يعني جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح- كان اسمها عاصية، فلما أسلمت سماها جميلة، كذا أورده، وإنما نقله من كتاب ابن مندة، ولفظه:
من طريق حجاج بن منهال، عن حماد- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم غيّر اسم عاصية، فقال: «أنت جميلة» .
ولم يصفها بأنها امرأة عمر ولا ابنته، ولكن ذكر قبل ذلك من مرسل واصل بن أبي عيينة ما يتعلق بامرأة عمر، كما تقدم في ترجمتها، فتصرّف عند نقله بالمعنى، فما طبّق المفصل.
ولا مانع أن يغيّر اسم المرأة والبنت، ولكن ساق أبو علي الغساني الحديث، من طريق أبي مسلم الكجي، عن حجاج بن منهال، ولفظه: كانت أمّ عاصم تسمى عاصية فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جميلة، فهذا يدلّ على أن المراد امرأة عمر.

11013- جويرية بنت أبي سفيان بن حرب،
شقيقة معاوية.
ذكرها ابن سعد، وقال: تزوجها السائب بن أبي حبيب الأسدي.

القسم الثالث
11014- جسرة بنت دجاجة «1» ،
تابعية معروفة.
روت عن أبي ذر، وعلي، وعائشة، وأم سلمة. وهي معدودة في أهل الكوفة.
روى عنها قدامة بن عبد اللَّه العامري، وأفلت بن خليفة، وممدوح الهذلي. قال العجليّ: ثقة ... وورد ما يدلّ على أن لها إدراكا، فأخرج ابن مندة من طريق عثام بن علي، عن قدامة، عن جسرة، قالت: أتانا آت يوم وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فأشرف على الجبل،
__________
(1) أسد الغابة ت 6805.

(8/75)


فقال: يا أهل الوادي، انحرف الدين- ثلاث مرات، [مات] نبيكم الّذي تزعمون، فإذا هو شيطان، فحسبنا فوجدناه مات ذلك اليوم.
وذكرها ابن مندة في الصّحابة، ولم يذكر سوى هذا الأثر.
وأخرجه عن أبي عليّ بن السّكن بسنده إلى عثّام، وهو بمهملة ومثلثة ثقيلة، وليس صريحا في إدراكها، لاحتمال أن تكون أرادت بقولها: أتانا آت من قومها، وتكون نقلت عنهم، ولم تدرك هي ذلك، ولم يذكرها ابن السكن في الصحابة، وحديثها عن الصحابة في السن لأبي داود والنسائي وغيرهما.

11015- جمرة، امرأة عيينة بن حصن الفزاري.
مذكورة في خبر قيس بن أبي حازم المرسل في قصة عيينة في أواخر ... كذا من آخر سعيد بن منصور ...

القسم الرابع
11016- جارية بنت عمرو بن المؤمل.
كانت ممن يعذّب في اللَّه فاشتراها أبو بكر.
ذكرها ابن سعد بعد أميمة بنت رقيقة، وقيل بريرة، مولاة عائشة، فقال: وليست هي بنت عمرو، إنما كانت أمّة لآل عمرو، فلعله كان فيه جارية بيت، بفتح الموحدة وسكون التحتانية، وهذا اللفظ يطلق على آل الرجل وعلى زوجته، فالمراد هاهنا الأول. والمعروف فيها جارية بني عمرو بن المؤمل، أو جارية بن عمرو بن المؤمل. وقد ظنها بعضهم رجلا، وصحّف، فقال: حارثة- بالمهملة والمثلثة. وباللَّه التوفيق.

11017- جميلة بنت المصفح «1» .
أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها فضيل بن مرزوق، ذكرها أبو عمر.
قلت: حكى غيره في اسم أبيها المصبح- بالموحدة عوض الفاء، ولم أر لها رواية عن صحابي، وإنما أخرج النسائي في مسند علي حديثا، ولها حديث آخر عن حاطب عن أبي ذر، ولم أقف على ما يدل على إدراكها.

11018- جميلة بنت عبد العزى.
تقدم التنبيه عليها في القسم الأول.

11019- جويرية بنت الحارث
بن عبد المطلب بن هاشم.
__________
(1) أعلام النساء 1/ 178.

(8/76)


قال الذّهبيّ في آخر حرف الجيم من النساء: جويرية التي قال لها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لقد قلت بعدك أربع كلمات ... » «1» الحديث
أخرجه مسلم. قال ابن حبان في الأنواع: هي ابنة عمة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، كذا قال، وإنما هي أم المؤمنين ... وقد رواه ابن عباس عنها.
قلت: قد ذكرته في ترجمة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث من سياق الترمذي.
ولفظ مسلم، من طريق سفيان- هو ابن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، عن جويرية- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خرج من عندها بكرة....
الحديث.
وفي رواية مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي رشدين، وهو كريب- مثله، لكن قال: مرّ بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين صلى الغداة أو بعد ما صلّى، وكذا هو عند ابن ماجة، من طريق مسعر. وعند الترمذي، والنسائي، من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بمثل سفيان. وفيه: عن ابن عباس، عن جويرية بنت الحارث- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ عليها وهي تسبّح.
وفي مسند الحسن بن سفيان، عن قتيبة، عن سفيان بن عيينة بسند مسلم، عن ابن عباس، قال: قالت جويرية بنت الحارث: خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا في مصلّاي، فرجع حين تعالى النهار ... الحديث.
قال أبو نعيم في مستخرجه بعد أن أخرجه: كان في أوله قصة فتركتها.
قلت: وقد ذكرها أبو عوانة في صحيحه، عن شعيب بن عمرو، عن سفيان، فساق بسنده إلى ابن عباس، قال: خرج علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من عند جويرية، وكان اسمها برة، فحوّله جويرية، وكره أن يقال: خرج من عند برة، فخرج وهي في مصلّاها، فذكر الحديث، فيستفاد من هذه الزيادة أنها جويرية بنت الحارث الخزاعية، زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، لأنّ مسلما قد أخرج هذه القطعة من الحديث من رواية سفيان بن عيينة بهذا السند إلى ابن عباس. وكذلك أخرجه محمد بن سعد في ترجمة جويرية أم المؤمنين، عن سفيان بن عيينة.
وأخرجه أيضا من طريق سفيان الثوري، عن محمد بن عبد الرحمن مثل سياق ابن عيينة، فقال في أوله: كان اسم جويرية برة، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جويرية، قال: فصلّى الفجر،
__________
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2090 عن ابن عباس عن جويرية كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (48) باب التسبيح أول النهار وعند النوم (19) حديث رقم (79/ 2726) وأحمد في المسند 1/ 258، وابن سعد في الطبقات 8/ 85 والبغوي في شرح السنة 5/ 205، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3719.

(8/77)


ثم خرج من عندها حتى ارتفع الضحى، ثم جاء وهي في مصلّاها ... الحديث.
فعرف من هذا أنها أم المؤمنين. وباللَّه التوفيق.

حرف الحاء المهملة
القسم الأول
11020- حبّانة،
بكسر أوله وتشديد الموحدة وبعد الألف نون، بنت سليم بن ضبع، أم عامر، هي مشهورة بكنيتها. سماها ابن سعد. وستأتي في الكنى.

11021- حبتة،
بفتح أولها وسكون الموحدة بعدها مثناة من فوق، بنت جبير، أخت خوّات بن جبير. تقدم نسبها في أخيها. ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.

11022- حبتة «1»
، أم سعد بن عمير. ذكرت في ترجمة ولدها.

11023- حبّة،
بفتح أولها وزن برة، بنت عمرو بن حصن الأنصارية. ذكرها ابن سعد في المبايعات.

11024- حبيبة بنت أبي أمامة
أسعد بن زرارة «2» .
تقدم نسبها في الألف. هي زوجة سهل بن حنيف، والدة أبي أمامة أسعد. قال إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن محمد بن عمارة: حدثتني أمي حبيبة وخالتي كبشة أختا فريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة ... فذكر حديثا.
وروى عبد اللَّه بن إدريس الدّوري، عن محمد بن عمارة، عن زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك، قال: أوصى أبو أمامة أسعد بن زرارة بأمي وخالتي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقدم عليه حلي من ذهب ولؤلؤ يقال له الرّعاث، فحلاهنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من ذلك الرعاث، قالت زينب: فأدركت بعض ذلك الحلي عند أهلي.
وأخرجه ابن السّكن من رواية ابن إدريس. وقال ابن سعد: أسلمت حبيبة وبايعت، وتزوّجها سهل بن حنيف، فولدت له. أبا أمامة أسعد، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم باسم أبيها، وكناها بكنيته، وأمها عميرة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث.
__________
(1) في أحبيبة.
(2) أسد الغابة ت 6832، الاستيعاب ت 3331.

(8/78)


11025- حبيبة بنت أبي تجراة
العبدرية ثم الشيبية «1» .
روى حديثها الشّافعيّ عن عبد اللَّه بن المؤمل، وابن سعد، عن معاذ بن هانئ، ومحمد بن سنجر، عن أبي نعيم وابن أبي خيثمة، عن شريح بن النعمان، كلّهم عن ابن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، عن عطاء بن أبي رباح، حدثتني صفية بنت شيبة، عن امرأة يقال لها حبيبة بنت أبي تجراة، قالت: دخلنا دار أبي حسين في نسوة من قريش والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يطوف بالبيت، حتى أن ثوبه ليدور وهو يقول لأصحابه: اسعوا فإن اللَّه كتب عليكم السعي. لفظ معاذ.
وأخرجه الطّحاويّ، من طريق معاذ، وقد وقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة من طريقه.
قال أبو عمر: قيل اسمها حبيبة بفتح أوله، وقيل بالتصغير. وقال غيره: تجراة ضبطها الدار الدّارقطنيّ بفتح المثناة من فوق، ثم قال أبو عمر: اختلف في صحابيتها بهذا الحديث على صفية بنت شيبة، وقد ذكرت ذلك في التمهيد.
قلت: وقد تقدم من وجه آخر عن صفية عن برة، وقيل عن تملك، وقيل عن أم ولد لشيبة، وقيل عن صفية بلا واسطة. وقد استوعب أبو نعيم بيان طرقه، ومنها من طريق جسرة بنت محمد بن سباع، عن حبيبة بنت أبي تجراة كذلك. وأخرجه النسائي، وابن ماجة، من طريق بدليل بن ميسرة، عن مغيرة بن حكيم، عن صفية بنت شيبة، عن امرأة. وفي رواية ابن ماجة عن أم ولد لشيبة. وقد تقدم سند حديث تملك في المثناة.

11026- حبيبة بنت جحش «2»
. ذكرها ابن سعد، وقال: هي أم حبيب. وهي شقيقة زينب أيضا، وهي المستحاضة، قال بعض المحدثين: يقلب اسمها فيقول أم حبيبة. ثم أخرج من طريق ابن أبي ذئب، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة- أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت سبع سنين، وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف. قال الواقدي كذا ... وذكرها ابن عبد البر، وقال: قاله قوم، وأن كنيتها أم حبيب، يعني بلا هاء، قال: والأشهر أنها أم حبيبة، كذا قال. واستدركها في الكنى.
__________
(1) الثقات 3/ 100، تجريد أسماء الصحابة 2/ 257، تلقيح فهوم أهل الأثر 379، بقي بن مخلد 1013، تعجيل المنفعة 555.
(2) أسد الغابة ت 6834، الاستيعاب ت 3333.

(8/79)


11027- حبيبة بنت أم حبيبة،
بنت أبي سفيان، هي حبيبة بنت رملة بنت أبي سفيان ابن صخر. تأتي قريبا، واسم أبيها عبد اللَّه بن جحش، وأمها أم المؤمنين.

11028- حبيبة بنت الحصين
بن عبد اللَّه بن أنس بن أمية بن زيد بن دارم، زوج السائب بن أبي السائب.
ذكرها الزّبير بن بكّار، وهي والدة عبد اللَّه بن السائب بن أبي السائب، ولعبد اللَّه ولأبويه صحبة.

11029- حبيبة بنت خارجة
بن زيد «1» ، أو بنت زيد بن خارجة الخزرجية، زوج أبي بكر الصديق، ووالدة أم كلثوم ابنته التي مات أبو بكر وهي حامل بها، فقال ذو بطن بنت خارجة ما أظنها إلا أنثى، فكان كذلك.
وفي قصة الوفاة النبويّة، من رواية عروة، عن عائشة: استأذن أبو بكر لما رأى من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يأتي بيت خارجة، فأذن له. وقال ابن سعد: حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر، أمهما هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم. أسلمت وبايعت، قال: وخلف على حبيبة بعد أبي بكر إساف بن عتبة بن عمرو.

11030- حبيبة بنت زيد بن أبي زهير «2»
. في ترجمة والدها.

11031- حبيبة بنت أبي سفيان «3»
. قال أبو عمر، قاله أبان بن صمعة، سمع محمد بن سيرين يقول: حدثتني حبيبة بنت أبي سفيان- أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول فيمن مات له ثلاثة من الولد. لم يرو عنها غير محمد بن سيرين، ولا تعرف لأبي سفيان ابنة يقال لها حبيبة. والّذي أظنّ أنها حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان التي روى حديثها الزهريّ، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عنها عن ابنها، عن زينب بنت جحش في ردم يأجوج ومأجوج، وأبوها عبيد اللَّه بن جحش مات بأرض الحبشة.
وذكرها موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة، قال: وتنصر أبوها هناك. انتهى.
وليس كما ظن، بل هذه حبيبة بنت أبي سفيان أخرى كانت تخدم عائشة- وليس أبوها
__________
(1) الثقات 3/ 100، تجريد أسماء الصحابة 2/ 257.
(2) أسد الغابة ت 6835.
(3) أسد الغابة ت 6836، الاستيعاب ت 3335.

(8/80)


أبا سفيان هو ابن حرب والد أم حبيبة أم المؤمنين، بل هو أبو سفيان آخر لا يعرف نسبه.
وقد أخرج حديثها ابن مندة بعلو، من طريق النضر بن شميل، عن أبان بن صمعة:
سمعت ابن سيرين يقول: حدثتني حبيبة أنها كانت في بيت عائشة قاعدة، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أطفال إلّا أدخلهما اللَّه الجنّة» «1» . وقال: رواه الأنصاري وغيره.
وأخرجه الحسن بن سفيان في مسندة: من طريق سهل بن يوسف، عن أبان مطولا.
وقال في آخره: «ألا قيل: ادخلوا الجنّة، فيقولون: حتّى يدخلها أبوانا، فيقال في الثّالثة أو الرّابعة: ادخلوا أنتم وآباؤكم» : قال: فقالت لي عائشة: أسمعت؟ قلت: نعم. قالت:
فاحفظي إذا.

11032- حبيبة بنت سهل
بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية، أخت رعينة شقيقتها، أمّهما عمرة بنت مسعود التي اختلعت من ثابت بن قيس فيما روى أهل المدينة. وروت عنها عمرة. وجائز أن تكون هي وجميلة بنت أبيّ ابن سلول اختلعتا من ثابت جميعا.
قلت:
ووقع لنا حديثها بعلو في مسند الدّارميّ، عن يزيد بن هارون. وفي المعرفة لابن مندة من طريقه، وهو عند ابن سعد. عن يزيد، عن يحيى بن سعيد أن عمرة بنت عبد الرحمن أخبرته أنّ حبيبة بنت سهل تزوّجها ثابت بن قيس، وذكرت أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قد كان همّ أن يتزوجها، وكانت جارية، وأن ثابتا ضربهما، وأنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خرج فرأى إنسانا.
فقال: «من هذا؟» قالت: أنا حبيبة بنت سهل. قال: «ما شأنك؟» قالت: لا أنا ولا ثابت.
فأتى ثابت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خذ منها وخلّ سبيلها» . فقالت: يا رسول اللَّه:
عندي واللَّه كلّ شيء أعطانيه، فأخذ منها وقعدت في أهلها.
وهو في «الموطّأ» : عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة. ومنهم من أرسله.
وعند ابن أبي عاصم من طريق حماد بن زيد كلاهما عن يحيى بن سعيد مطولا، وفيه: وهي إحدى عماتي. وفيه: ثم ذكر غيرة الأنصار، فكره أن يسوءهم في نسائهم. وفيه: إن ثابتا
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 12 عن معاذ قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما من مسلمين ... الحديث. قال الهيثمي روى ابن ماجة أن السقط إلى آخره ورواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عبد اللَّه التيمي ولم أجد من وثقه ولا جرحه وأورده في الزوائد 3/ 9 عن أم سليم بلفظه وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عمرو بن عاصم الأنصاري ولم أجد من وثقه ولا ضعفه وبقية رجاله رجال الصحيح.

(8/81)


خطبها فتزوّجها، وكان في خلقه شدة فضربها. وما ذكره أبو عمر من تعدد المختلعات من ثابت ليس ببعيد، لاختلاف السبب المذكور.
وقد أخرج ابن سعد من طريق حماد بن زيد، عن يحيى: كانت حبيبة بنت سهل تحت ثابت بن قيس بن شماس ... الحديث. وفيه: فردّت عليه حديقته، وفيه: وكان ذلك أول خلع في الإسلام، وفيه: فتزوجها أبي بن كعب بعد ثابت.
وقال ابن سعد: حدثنا الأنصاري، حدثنا أبان بن صمعة: سمعت محمد بن سيرين، ودخل علينا، فقال: حدثتني حبيبة بنت سهل أنها كانت في بيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أطفال لم يبلغوا الحنث إلّا جيء بهم يوم القيامة حتّى يوقفوا على باب الجنّة، فيقال لهم: ادخلوا الجنّة، فيقولون: حتّى يدخل أبوانا» .
قال ابن سيرين: فلا أدري في الثانية أو الثالثة، فيقال: «ادخلوا أنتم وآباؤكم» ، فقالت عائشة للمرأة: أسمعت؟ فقالت: نعم. قال ابن سعد: هكذا رواه ابن سيرين فلم ينسبها، فلا أدري أهي بنت سهل بن ثعلبة أو أخرى؟.

11033- حبيبة بنت سهل «1» .
روى أبان بن صمعة، عن محمد بن سيرين- أن حبيبة بنت سهل حدثته، فذكر ما تقدم في الترجمة التي قبلها. وجوّز ابن سعد أن تكون أخرى.

11034- حبيبة بنت شريق،
بفتح المعجمة، وقيل بنت أبي شريق الأنصارية «2» ، وقيل الهذلية هي جدة عيسى بن مسعود بن الحكم، وروى هو عنها، قال ابن عبد البرّ.
وقال ابن مندة: روت عن بديل بن ورقاء، روى حديثها صالح بن كيسان، عن عيسى بن مسعود، عن جدته حبيبة. ثم ساقه من طريق سعيد بن سلمة، عن صالح، عن عيسى الزرقيّ، عن جدته- أنها كانت مع أمها بنت العجفاء في أيام الحج بمنى، فجاءهم بديل بن ورقاء على راحلة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فنادى: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «من كان صائما فليفطر، فإنّها أيّام أكل وشرب» .
وأخرج النّسائيّ حديثها من جهة مسعود بن الحكم عن أمه، ولم يسمّها، ولكن [عنده] عن علي بن أبي طالب لا عن بديل، فيحتمل التعدد.
وذكرها ابن حبّان في «ثقات التّابعين» ، وستأتي في الكنى، ويقال اسمها أسماء كما
__________
(1) أسد الغابة: ت 6837، الاستيعاب ت 3336.
(2) أسد الغابة: ت 6838، الاستيعاب ت 3337.

(8/82)


تقدم، وقد وقع مثل ذلك لعمرو بن سليم، عن أمه- أنها رأت عليّا ينادي بذلك، فهذه قرينة تقوّي التعدد.

1135- حبيبة بنت شريك
بن أنس بن رافع الأشهلية. تقدم ذكرها في أمها أمامة بنت سماك.

11036- حبيبة بنت الضحاك بن سفيان.
كانت زوج العباس بن مرداس حين أسلم، ذكرها أبو عبيدة معمر بن المثنى.

11037- حبيبة بنت أبي عامر الراهب،
أخت حنظلة غسيل الملائكة. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» .

11038- حبيبة بنت عبد اللَّه
بن حجير الأسدية بنت أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان.
تقدمت الإشارة إليها في حبيبة بنت أم حبيبة، قاله ابن إسحاق، وموسى بن عقبة.
هاجرت مع أمها إلى الحبشة، ورجعت معها إلى المدينة، وحكى ابن إسحاق قولا أنّها ولدت بأرض الحبشة.

11039- حبيبة بنت عمرو بن حصن «1»
، من بني عامر بن زريق. أسلمت وبايعت، لا تعرف لها رواية، قاله ابن مندة عن محمد بن سعد.

11040- حبيبة بنت قيس
بن زيد بن عامر بن سواد الأنصاري»
، من بني ظفر.
بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ذكرها ابن الأثير.

11041- حبيبة بنت مسعود بن خالد «3»
، من بني عامر بن زريق. بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، لا تعرف لها رواية، قاله ابن مندة أيضا عن محمد بن سعد.

11042- حبيبة بنت معتّب
بن عبيد بن سواد بن الهيثم «4» . بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت عند بشر بن الحارث، فولدت له بريرة.

11043- حبيبة بنت مليل «5»
، بلامين مصغرا، ابن وبرة بن خالد بن العجلان، من بني عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصارية.
__________
(1) أسد الغابة ت 6839.
(2) أسد الغابة ت 6840.
(3) أسد الغابة ت 6841.
(4) أسد الغابة ت 6842.
(5) أسد الغابة ت 6843.

(8/83)


بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وتزوجها فروة بن عمرو بن ورقة بن عبيد بن عامر بن بياضة، فولدت له عبد الرحمن بن فروة. أسنده ابن مندة عن ابن سعد أيضا.

11044- حبيبة بنت نبيه
بن الحجاج السهمية، زوج المطلب بن أبي وداعة، والدة حبيبة بنت المطلب.
وتزوجت حبيبة عبد الرحمن بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وهو أخو عبد اللَّه الّذي يقال له ببة أمير البصرة، وقتل نبيه والد حبيبة كافرا في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، ذكر ذلك كله الزّبير بن بكّار.

11045- حذافة بنت الحارث السعدية «1»
، أخت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاع، هي التي يقال لها الشيماء. تأتي في الشين المعجمة، وقيل: اسمها جدامة، بالجيم والميم، كما تقدم.

11046- حريملة بنت عبد
بن الأسود «2» بن جذيمة بن قيس بن بياضة بن سبيع الخزاعية، ماتت بأرض الحبشة، كذا ذكرها الطبري، وأوردها ابن عبد البر. وقال ابن سعد:
حرملة بغير تصغير، أسلمت قديما، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها جهم بن قيس، فولدت له عبد اللَّه وعمرا وحرملة، فكانت تكنى أم حرملة، فهلكت هناك.

11047- حرملة،
بغير تصغير، بنت عبيد بن ثعلبة بن سواد بن غنم الأنصارية «3» ، من بني مالك بن الخزرج.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايع، وقال الطبراني، في المعجم الكبير نحو ذلك.

11048- حزمة،
بسكون الزاي المنقوطة، بنت قيس الفهرية، أخت فاطمة «4» .
تقدم نسبها في ترجمة أخيها الضحاك بن قيس، ووقع ذكرها في حديث أخيها الضحاك بن قيس، ووقع ذكرها في حديث أختها فاطمة بنت قيس من مسند أحمد، وكان سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل تزوّجها فولدت له.

11049- حسانة المزنية «5» ،
كان اسمها جثامة،
أسند قصتها أبو عمر من طريق صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال
__________
(1) أسد الغابة ت 6845، الاستيعاب ت 3339.
(2) أسد الغابة ت 6846، الاستيعاب ت 3340.
(3) أسد الغابة ت 6847.
(4) أسد الغابة ت 6848، الاستيعاب ت 3341.
(5) أسد الغابة ت 6849، الاستيعاب ت 3342.

(8/84)


لها: «من أنت» ؟ فقالت: أنا جثامة المزنية. قال: «كيف حالكم؟ كيف أنتم بعدنا» ؟ قالت:
بخير، بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه! فلما خرجت قلت: يا رسول اللَّه، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: «إنّها كانت تأتينا أيّام خديجة، وإنّ حسن العهد من الإيمان» «1» .
قال أبو عمر: هذا أصحّ من رواية من روى ذلك في ترجمة الحولاء بنت تويت.
قلت: سيأتي بيان ذلك في الحولاء غير منسوبة.

11050- حسنة، والدة شرحبيل بن حسنة «2» .
قال العجليّ: لها صحبة. وقال ابن سعد: هاجرت مع أبيها إلى أرض الحبشة. ذكر إبراهيم بن سعد فيمن هاجر إلى الحبشة من بني جمح معمر بن حبيب، ومعه ابناها خالد، وجنادة، وامرأته حسنة هي أمهما وأخوهما لأمهما شرحبيل بن حسنة.

11051- حسانة:
في جثّامة.

11052- حفصة بنت حاطب
بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد الأنصارية «3» ، أخت الحارث بن حاطب.
بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب.

11053- حفصة بنت عمر بن الخطاب
أمير المؤمنين «4» ، هي أم المؤمنين.
تقدم نسبها في ذكر أبيها، وأمها زينب بنت مظعون، وكانت قبل أن يتزوجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم عند خنيس بن حذافة، وكان ممن شهد بدرا، ومات بالمدينة، فانقضت عدّتها فعرضها عمر على أبي بكر فسكت، فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: ما أريد أن أتزوج اليوم، فذكر ذلك عمر لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم،
فقال: «يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوّج عثمان من هو خير من حفصة» .
فلقي أبو بكر عمر فقال: لا تجد عليّ، فإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذكر حفصة فلم أكن أفشي سرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولو تركها لتزوّجتها.
__________
(1) أورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 263 وقال رواه الحاكم والديلميّ عن عائشة رضي اللَّه عنها.
(2) أسد الغابة ت 6850، الاستيعاب ت 3343.
(3) أسد الغابة ت 6851.
(4) مسند أحمد 6/ 283، طبقات ابن سعد 8/ 81، طبقات خليفة 334، تاريخ خليفة 66، المعارف 135، المستدرك 4/ 14، تهذيب الكمال 1680، تاريخ الإسلام 2/ 220، العبر 1/ 5، مجمع الزوائد 9/ 244، تهذيب التهذيب 12/ 411، خلاصة تذهيب الكمال 490، كنز العمال 13/ 697، شذرات الذهب 1/ 10.

(8/85)


وتزوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حفصة بعد عائشة.
أخرجه ابن سعد، وهذا لفظه في بعض طرقه، وأصله في الصحيح من طريق الزهري عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عن ابن عمر، قال أبو عبيدة: سنة اثنتين من الهجرة، وقال غيره: سنة ثلاث، وهو الراجح، لأن زوجها قتل بأحد سنة ثلاث. وقيل إنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين. أخرجه ابن سعد بسند فيه الواقدي.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وعن عمر، روى عنها أخوها عبد اللَّه، وابنه حمزة، وزوجته صفية بنت أبي عبيد، ومن الصحابة فمن بعدهم: حارثة بن وهب، والمطلب بن أبي وداعة، وأم مبشر الأنصارية، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد اللَّه بن صفوان بن أمية، وآخرون.
قال أبو عمر: طلقها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تطليقة ثم ارتجعها، وذلك أنّ جبريل قال له:
أرجع حفصة، فإنّها صوّامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة.
أخرجه ابن سعد من طريق أبي عمران الجوني، عن قيس بن زيد- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ... فذكره، وهو مرسل. وأخرج عن عثمان بن أبي شيبة ... عن حميد، عن أنس- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم طلق حفصة ثم أمر أن يراجعها «1» . روى موسى بن علي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: طلّق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حفصة بنت عمر، فبلغ ذلك عمر فحثى التراب على رأسه، وقال: ما يعبأ اللَّه بعمر وابنته بعدها، فنزل جبريل من الغد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: إن اللَّه يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر. أخرجه ... وفي رواية أبي صالح: دخل عمر على حفصة وهي تبكي، فقال: لعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قد طلّقك، إنه كان قد طلّقك مرة، ثم راجعك من أجلي، فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا. أخرجه أبو يعلى.
قال أبو عمر: أوصى عمر إلى حفصة، وأوصت حفصة إلى أخيها عبد اللَّه بما أوصى به إليها عمر بصدقة تصدقت بها بالغابة.
وأخرج ابن سعد من طريق عبد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أوصى عمر إلى حفصة. وأخرج بسند صحيح عن نافع، قال: ما ماتت حفصة حتى ما تفطر.
وبسند فيه الواقديّ إلى أبي سعيد المقبري: ورأيت مروان بين أبي هريرة وأبي سعيد أمام جنازة حفصة، ورأيت مروان حمل بين عمودي سريرها من عند دار آل حزم إلى دار المغيرة، وحمل أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 4/ 336 عن أنس وقال رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.

(8/86)


قيل: ماتت لما بايع الحسن معاوية، وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين، وقيل: بل بقيت إلى سنة خمس وأربعين. وقيل ماتت سنة سبع وعشرين، حكاه أبو بشر الدّولابي، وهو غلط، وكأن قائله أسنده إلى ما رواه ابن وهب عن مالك أنه قال: ماتت حفصة عام فتحت إفريقية، ومراده فتحها الثاني الّذي كان على يد معاوية بن خديج، وهو في سنة خمس وأربعين، وأما الأول الّذي كان في عهد عثمان فهو الّذي كان في سنة سبع وعشرين فلا. واللَّه أعلم.

11054- حفصة، «1»
أو حقة، بقاف، بنت عمرو. قال أبو عمر: كانت قد صلت، إلى القبلتين. روى عنها أبو مجلز أنها كانت تلبس المعصفر في الإحرام.
قلت: أسنده ابن مندة، من طريق شريك، عن عاصم، عن أبي مجلز، عن حقة بنت عمرو، وكانت قد أدركت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وصلّت معه إلى القبلتين، وكانت إذا أرادت أن تحرم قربت منها فلبست من ثيابها ما شاءت وفيها المعصفر.

11055- حكيمة،
بالتصغير، بنت غيلان الثقفية «2» ، امرأة يعلى بن مرة.
ما أدري أسمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أو لا، قاله أبو عمر، قال: ولها رواية عن زوجها.
قلت: ...

11056- حليمة السعدية:
مرضعة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم «3» ، هي بنت أبي ذؤيب، واسمه عبد اللَّه بن الحارث بن شجنة، بكسر المعجمة وسكون الجيم بعدها نون، ابن رزام بكسر المهملة ثم المنقوطة، ابن ناضرة بن سعد بن بكر بن هوازن.
قال أبو عمر: أرضعت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ورأت له برهانا تركنا ذكره لشهرته، وروى زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، قال: جاءت حليمة ابنة عبد اللَّه أمّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقام إليها وبسط لها رداءه، فجلست عليه. وروى عنها عبد اللَّه بن جعفر.
قلت: حديثه عنها بقصة إرضاعها أخرجه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه، وصرّح فيه بالتحديث بين عبد اللَّه وحليمة، ووقع في السيرة الكبرى لابن إسحاق بسنده إلى عبد اللَّه بن جعفر، قال: حدثت عن حليمة، والنسب الّذي ساقه ذكره ابن إسحاق في أول السيرة النبويّة، وفيه: ثم التمس له الرّضعاء واسترضع له من حليمة، فساق نسبها.
__________
(1) الثقات 3/ 100، تجريد أسماء الصحابة 2/ 259.
(2) أسد الغابة ت 6854، الاستيعاب ت 3346.
(3) أسد الغابة ت 6855، الاستيعاب ت 3347.

(8/87)


وأخرج أبو داود، وأبو يعلى، وغيرهما، من طريق عمارة بن ثوبان عن أبي الطفيل- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كان بالجعرانة يقسم لحما، فأقبلت امرأة بدوية، فلما دنت من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بسط لها رداءه، فجلست عليه، فقلت: من هذه؟ قالوا: هذه أمّه التي أرضعته.
ونسبها ابن مندة إلى جدها، فقال: حليمة بنت الحارث السعدية، وساق الحديث من طريق نوح بن أبي مريم، [عن ابن إسحاق بسنده، فقال فيه: عن عبد اللَّه بن جعفر، عن حليمة بنت الحارث السعدية] .

11057- حليمة بنت عروة
بن مسعود الثقفي.
ذكرها في «التّجريد» ، وأبوها مات في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فإن كانت حينئذ صغيرة فلتحوّل إلى القسم الثاني.

11058- حمامة «1» :
ذكرها أبو عمر فيمن كان يعذّب في اللَّه، فاشتراها أبو بكر، فأعتقها ولم يفرد لها ترجمة في الاستيعاب، واستدركها ابن الدباغ.
قلت: واستدركها أيضا أبو عليّ الغسّانيّ، وقال: إنها أم بلال المؤذن، وإن أبا عمر ذكرها في كتاب الدرر في المغازي والسير.

11059- حمامة المغنية،
من جواري الأنصار.
ذكرت في حديث عائشة: لما دخل أبو بكر عليها في يوم عيد، وعندها جاريتان تغنيان سمى منهما حمامة. وفي رواية فليح لابن أبي الدنيا، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
وأصل الحديث في الصحيحين من هذا الوجه، لكن لم تسمّ فيه واحدة منهما، وأوضحتها في فتح الباري.

11060- حمنة بنت جحش الأسدية،
أخت أم المؤمنين زينب وإخوتها «2» .
تقدم نسبها في عبد اللَّه بن جحش، وكانت زوج مصعب بن عمير، فقتل عنها يوم أحد، فتزوجها طلحة بن عبيد اللَّه فولدت له محمدا وعمران. وأمهما وأم أختها زينب أميمة بنت عبد المطلب. قال أبو عمر: كانت من المبايعات، وشهدت أحدا، فكانت تسقي العطشى، وتحمل الجرحى، وتداويهم، وكانت تستحاض، كما أخرجه أبو داود والترمذي،
__________
(1) أسد الغابة ت 6856، الاستيعاب ت 3348.
(2) الثقات 3/ 99، أعلام النساء 1/ 251، تجريد أسماء الصحابة 2/ 257، تقريب التهذيب 2/ 595، تهذيب التهذيب 12/ 411، الكاشف 3/ 468، تهذيب الكمال 3/ 1681، الإكمال 2/ 514.

(8/88)


من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمد طلحة، عن عمه عمران بن طلحة، عن أمه حمنة بنت جحش، فذكر حديث الاستحاضة.
وروى عاصم الأحول، عن عكرمة، عن حمنة أنها استحيضت، وخالفه أبو إسحاق الشيبانيّ، وأبو بشر، عن عكرمة، قال: كانت أم حبيبة تستحاض، فجمع بعضهم الاختلاف بأنّ كلّا منهما كانت تستحاض، وكانت حبيبة أم حبيبة أو أم حبيب تحت عبد الرحمن بن عوف. وقد قيل: إن زينب أيضا كانت من المستحيضات، حتى قيل: إنّ بنات جحش كلهن كنّ ابتلين بذلك. وأنكر الواقدي أن تكون حمنة استحيضت أصلا، والعلم عند اللَّه تعالى.
وقال ابن سعد: أطعمها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من خيبر ثلاثين وسقا، وهي والدة محمد بن طلحة المعروف بالسجّاد.

11061- حمنة بنت أبي سفيان
بن حرب بن أمية «1» .
سماها ابن عائشة فيما
أخرجه الطّبرانيّ من طريقه عن حماد، عن هشام، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم حبيبة- أنها قالت: يا رسول اللَّه، هل لك في حمنة بنت أبي سفيان؟ قال: «أصنع ماذا» ؟ «2» قالت: تنكحها. قال: «لا تحلّ لي ... » الحديث.
واستدركها أبو موسى، وقال: رواها غير واحد عن هشام فلم يسمّوها، ومنهم من سماها درة. واللَّه أعلم.

11062- حميدة،
بالتصغير، مولاة أسماء بنت أبي بكر «3» ، وهي والدة أشعب الطامع.
قيل: كانت تدخل بيوت أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تحرّش بينهنّ، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بتعزيرها، وقيل: دعا عليها، فماتت، وهذا لا يصح، لأن أشعب ولد بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بمدة، فلعلّها أصابها بدعائه مرض اتصل بها إلى أن ماتت بعده بمدة.

11063- حميمة،
بالتصغير أيضا وبدل الدال ميم، بنت صيفي بن صخر «4» ، من بني كعب بن سلمة، زوج البراء بن معرور.
ذكرها ابن سعد في المبايعات.

11064- حميمة بنت الحمام بن الجموح،
أخت عمرو «5» بن الحمام.
__________
(1) أسد الغابة ت 6858.
(2) أخرجه أحمد 6/ 291.
(3) الاستيعاب ت 3350.
(4) أسد الغابة ت 6859.
(5) في أ: عمر.

(8/89)


ذكرها ابن سعد، واستدركها الذّهبيّ في الحاء المهملة، وقد ذكرها ابن الأثير في الجيم. فليحرر.

11065- حمينة،
بنون بدل الميم، بنت أبي طلحة بن عبد العزّى «1» بن عثمان بن عبد الدار. كانت زوج خلف بن أسد بن عاصم بن بياضة الخزاعي، فمات، فخلف عليها ولده الأسود بن خلف، ففرق الإسلام بينهما، كذا أخرجه المستغفري، من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن عكرمة لما نزل قوله تعالى، وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ [النساء: 22] ، ففرق الإسلام بين أربع نسوة وبين أبناء بعولتهن، منهن حمينة هذه، واستدركها أبو موسى.

11066- حمينة بنت عبد العزّى،
وقيل بالجيم، وقيل باللام- بدل النون مع الجيم- تقدمت.

11067- الحنفاء بنت أبي جهل،
بن هشام بن المغيرة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وزعم ابن حزم أنها هي التي خطبها علي.

11068- حوّاء بنت رافع
بن امرئ القيس الأشهلية «2» .
ذكرها ابن مندة، ونقل عن محمد بن سعد أنه ذكرها في المبايعات.
قلت: وابن سعد ذكرها عن الواقديّ، وقال: لم نجد في نسب الأنصار لرافع إلا بنتا واحدة، وهي الصعبة، وأمها خزيمة بنت عدي النجارية، وهي أخت أبي الحيسر.

11069- حواء بنت يزيد
بن السكن «3» .
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، يعني الواقدي: حدثني أسامة بن زيد، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان مولى بن أبي أحمد: سمعت أم عامر الأشهلية تقول: جئت أنا وليلى بنت الخطيم، وحوّاء بنت يزيد بن السكن بن كرز بن زعوراء، فدخلنا عليه، أيّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ونحن متلفّعات بمروطنا بين المغرب والعشاء، فقال: «ما حاجتكنّ» . فقلنا:
جئنا لنبايعك على الإسلام ... الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت 6860.
(2) أسد الغابة ت 6862.
(3) الثقات 3/ 99، أعلام النساء 1/ 257، تجريد أسماء الصحابة 2/ 260، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، تقريب التهذيب 2/ 595، تهذيب التهذيب 12/ 413، الاستبصار 219.

(8/90)


وسبق لها ذكر في ترجمة جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح. وذكر ابن سعد قصتها مطولة كما ذكرها مصعب وأتمّ منه.

11070- حوّاء بنت يزيد
بن سنان بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل «1» الأنصارية، ذكرها أبو عمر، فقال:
قال مصعب الزبيري: أسلمت، وكانت، تكتم زوجها قيس بن الخطيم الشاعر إسلامها، فلما قدم قيس مكة حين خرجوا يطلبون الحلف من قريش عرض عليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الإسلام، فاستنظره قيس حتى يقدم المدينة، فسأله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يجتنب زوجته حوّاء بنت يزيد، وأوصاه بها خيرا، وقال له: إنها قد أسلمت، فقبل قيس وصية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: وفي الأديعج.
قال أبو عمر: أنكرت هذه القصة على مصعب، وقال منكرها: إن صاحبها قيس بن شماس. وأما قيس بن الخطيم فقتل قبل الهجرة. والقول عندنا قول مصعب، وقيس بن شماس أسنّ من قيس بن الخطيم، ولم يدرك الإسلام، إنما أدركه ولده ثابت بن قيس.
انتهى.
وقد وافق مصعب العدويّ، فقال: حوّاء بنت يزيد بن سنان بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل زوج قيس بن الخطيم، ولدت له ابنه ثابت بن قيس.
وقال محمّد بن سلّام الجمحيّ صاحب «طبقات الشّعراء» : أسلمت امرأة قيس بن الخطيم، وكان يقال لها حوّاء وكان يصدّها عن الإسلام، ويعبث بها، وهي ساجدة فيقلبها على رأسها، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو بمكة قبل الهجرة يخبر عن أمر الأنصار، فأخبر بإسلامها وبما تلقى من قيس، فلما كان الموسم أتاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «إنّ امرأتك قد أسلمت وإنّك تؤذيها، فأحبّ أنّك لا تتعرّض لها» .
وسبق إلى ذلك محمّد بن إسحاق، فذكره في «السّيرة النّبويّة» قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة نحو هذا، وزاد: وكان سعد بن معاذ خال حوّاء لأنّ أمها عقرب بنت معاذ، فأسلمت حواء، فحسن إسلامها، وكان زوجها قيس على كفره، فكان يدخل عليها فيراها تصلّي فيأخذ ثيابها فيضعها على رأسها، ويقول: إنك لتدينين دينا لا يدري ما هو؟ وذكر أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أوصاه بها نحو ما تقدم، فهذا كله يقوّي كلام مصعب. ويحمل على أن قيسا قتل في تلك السنة، فإن الأنصار اجتمعوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاث مرات بعقبة مني، ففي الأولى كانوا قليلا جدا، ورجعوا مسلمين يختفون بإسلامهم، فأسلم جماعة من أكرمهم خفية، ثم في
__________
(1) أسد الغابة ت 6864، الاستيعاب ت 3352.

(8/91)


السنة الثانية بايعوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بيعة العقبة، وهي الأولى، وكانوا اثني عشر رجلا ورجعوا، فانتشر الإسلام، وكثر بالمدينة ثم بايعوا البيعة الثانية وهم اثنان وسبعون رجلا وامرأتان، فكأنّ إسلام حوّاء هذه كان بين الأولى والثانية ووصية قيس في الثانية، فقتل بين الثانية والثالثة. واللَّه أعلم.
ووقع لابن مندة في هذه والتي قبلها وهم، فإنه قال: حوّاء بنت زيد بن السكن الأشهلية امرأة قيس بن الخطيم، يقال لها أم بجيد، ثم ساق حديث أم بجيد المذكورة في التي بعد هذه، وفيه تخليط، فإن أم بجيد اسم والدها زيد بغير ياء قبل الزاي، وجدها السكن، وأما امرأة قيس فاسم والدها يزيد بزيادة الياء، واسم جدها سنان.

11071- حواء،
أم بجيد «1» ، بموحدة وجيم مصغرا.
روى حديثها مالك عن زيد بن أسلم، عن أم بجيد الأنصارية، عن جدته، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم- أنها سمعته يقول: «ردّوا السّائل ولو بظلف محرق» «2» . هكذا أخرجه أحمد في مسندة عن روح بن عبادة بن مالك، وترجم لها حوّاء جدة عمرو بن معاذ. ورواه أصحاب الموطأ فيه عن مالك عن زيد بلفظ: «يا نساء المؤمنات، لا تحقرنّ إحداكنّ لجارتها ولو بكراع محرق» «3» .
ورواه مالك أيضا، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ، عن جدته حوّاء، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا تحقرنّ جارة لجارتها ولو فرسن «4» شاة» .
وأخرجه من طريق سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن بجيد الأنصاري، عن جدته مثله.
__________
(1) أسد الغابة ت 6861، الاستيعاب ت 3353.
(2) أخرجه النسائي في السنن 5/ 81، كتاب الزكاة باب 70 رد السائل حديث رقم 2565 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 825، وأحمد في المسند 4/ 70، 5/ 381، 6/ 383، 435، والبخاري في التاريخ الكبير 5/ 263 وابن عساكر في تاريخه 4/ 455.
(3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 714 عن أبي هريرة ولفظه يا نساء المسلمات ... الحديث. كتاب الزكاة (12) باب الحث على الصدقة ولو بالقليل ... (29) حديث رقم (90/ 1030) . وأحمد في المسند. 4/ 64، 5/ 377، 6/ 434 والإمام مالك في الموطأ 931. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 24937.
(4) الفرسن: عظم قليل اللّحم، وهو خفّ البعير، كالحافر للدّابة، وقد يستعار للشاة فيقال: فرسن شاة، والّذي للشّاة هو الظّلف، والنون زائدة، وقيل: أصلية.

(8/92)


ولها حديث آخر
أخرجه حديث آخر أخرجه البزّار، وأبو نعيم، من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسعد، عن ابن بجيد، عن جدته حواء، وكانت من المبايعات، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «أسفروا»
بالصّبح فإنّه أعظم للأجر» «2» .
قال البزّار: تفرد به إسحاق الحنفيّ، عن هشام بن سعد. وأخرجه سعيد بن منصور في السنن، وابن أبي خيثمة عنه، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ الأنصاري، عن جدته حوّاء، فذكر مثل الأول.
وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق حفص، قال أبو عمر: قلبه حفص بن ميسرة، وهو عند ابن وهب عنه. وقال ابن مندة: رواه الليث وابن أبي ذئب، عن سعيد بن المقبري، عن أم بجيد. ورواه الأوزاعي عن المطلب بن عبد اللَّه، عن ابن بجيد، عن جدته، وكذا قال الثوري: عن منصور بن حبان، عن ابن بجيد.
قلت:
ووصل أبو نعيم رواية الليث، ولفظه: حدثني سعيد المقبري، عن عبد الرحمن ابن بجيد، أحد بني حارثة- أن جدته حدثته وهي أم بجيد، وكانت ممن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أنها قالت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إن المسكين ليقوم على بابي فلا أجد له شيئا أعطيه. فقال لها:
«إن لم تجدي له شيئا تعطينه إيّاه إلّا ظلفا محرقا فادفعيه إليه في يده» «3» .
هكذا أخرجه ابن سعد، عن أبي الوليد، عن الليث.
قال أبو نعيم: ورواه حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن المقبري مثله.
قلت: أخرجه ابن سعد عن عقال عنه، قال: ورواه الثوري عن منصور بن حبان، فقال: عن ابن بجيد عن جدته. قال أبو عمر: يقال إن اسم أم بجيد حواء.

11072- الحولاء بنت تويت،
بثمانين مصغرا «4» ، ابن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ القرشية الأسدية.
__________
(1) الإسفار بالصبح: هو أن يصبح الفجر لا يشك فيه. اللسان 3/ 2025.
(2) قال الهيثمي في الزوائد 1/ 320 رواه الطبراني في الكبير وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي قال الدار الدّارقطنيّ كذاب وضعفه الناس وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به، والطبراني في الكبير 19/ 12، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19285.
(3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 383، والحاكم في المستدرك 1/ 417 والبخاري في التاريخ 5/ 282 وابن خزيمة (473) .
(4) الثقات 3/ 100، أعلام النساء 1/ 259، تجريد أسماء الصحابة 2/ 261، حلية الأولياء 2/ 65، تلقيح فهوم أهل الأثر 330، المشتبه 105، صيانة صحيح مسلم 125.

(8/93)


ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت.
وثبت في الصحيحين وغيرهما في حديث الزهري عن عروة، عن عائشة- أن الحولاء بنت تويت مرّت بها وعندها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: هذه الحولاء بنت تويت يزعمون أنها لا تنام الليل. فقام «1» النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خذوا من العمل ما تطيقون ... » الحديث.
وللحديث طرق بألفاظ، ولم تسمّ في أكثرها. ووقع عند أحمد عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري.

11073- الحولاء العطارة «2» .
استدركها أبو موسى،
وأخرج من طريق أبي الشيخ بسنده إلى زياد الثقفي، عن أنس ابن مالك، قال: كان بالمدينة امرأة عطارة تسمّى الحولاء بنت تويت، فجاءت حتى دخلت على عائشة، فقالت: يا أم المؤمنين، إنّي لأتطيّب كل ليلة وأتزيّن كأني عروس أزفّ، فأجيء حتى أدخل في لحاف زوجي أبتغي بذلك مرضاة ربي، فيحوّل وجهه عني، فأستقبله فيعرض عني، ولا أراه إلا قد أبغضني. فقالت لها عائشة: لا تبرحي حتى يجيء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما جاء قال: «إنّي لأجد ريح الحولاء، فهل أتتكم؟ وهل ابتعتم منها شيئا» ؟ قالت عائشة: لا، ولكن جاءت تشكو زوجها. فقال لها: «ما لك يا حولاء» ؟ فذكرت له ما ذكرت لعائشة. فقال: «اذهبي أيّتها المرأة فاسمعي وأطيعي لزوجك» . قالت: يا رسول اللَّه، فما لي من الأجر؟ فذكر الحديث في حق الزوج على المرأة والمرأة على الزوج وما لها في الحمل والولادة والفطام بطوله.
قلت: وسند هذا الحديث واه جدا. وقد ذكره البزار، وقال: زياد الثقفي راويه بصري متروك الحديث.

11074- الحولاء،
أخرى، لم تنسب.
أخرج أبو عمر من طريق الكديمي، عن أبي عاصم، عن صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: استأذنت الحولاء على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأذن لها، وأقبل عليها، فقال: «كيف أنت؟» فقلت: أتقبل على هذه هذا الإقبال؟ قال: «إنّها كانت تأتينا زمن خديجة، وإنّ حسن العهد من الإيمان» .
قال أبو عمر- بعد أن أورده في ترجمة الحولاء بنت تويت: هكذا رواه الكديمي.
والصواب أن هذه القصة لحسانة المدينة كما تقدم.
__________
(1) في أفقال.
(2) أسد الغابة ت 6867.

(8/94)


قلت: لا يمتنع احتمال التعدد، كما لا يمتنع احتمال أن تكون حسانة اسمها والحولاء وصفها أو لقبها، وقد اعترف أبو عمر بأنّ الكديمي لم يقل بنت تويت، وإذا كان كذلك فلم يصب من أورد هذه القصة في ترجمة الحولاء بنت تويت، ثم اعترض، وإنما هي أخرى إن ثبت السند. والعلم عند اللَّه تعالى.

11075- الحولاء،
امرأة عثمان بن مظعون «1» .
ذكرها ابن مندة مختصرا، فقال: لها ذكر في حديث. ولا يعرف لها رواية.
قلت: ويحتمل أن تكون هي العطّارة إن كانت قصتها محفوظة، فإن عثمان بن مظعون كان مشهورا بالإعراض عن النساء كما هو مذكور في ترجمته.

11076- الحويصلة بنت قطبة «2» .
ذكر أبو عمر في ترجمة قطبة أنه قال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أبايعك على نفسي وعلى الحويصلة» .
أوردها ابن الأثير، وقال الذّهبيّ: لها ذكر في حديث عجيب.

القسم الثاني
خال.

القسم الثالث
11077- حية،
بمهملة ومثناة تحتانية ثقيلة، بنت أبي حية «3» - ضبطها ابن ماكولا.
ذكرها ابن مندة، وقال: روى أزهر بن سعد وابن علية، عن عبد اللَّه بن عون، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير، عن حية بنت أبي حية، قالت: دخل عليّ رجل فقلت: من أنت؟ قال: أبو بكر الصديق. قلت: صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: نعم. فذكر قصة شبيهة بقصة زينب بنت جابر الأحمسية مع أبي بكر. ويحتمل التعدد. واللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت 6866.
(2) أسد الغابة ت 6868، الاستيعاب ت 3355.
(3) أسد الغابة ت 6869.

(8/95)


القسم الرابع
11078- حبشية،
بالضم وسكون الموحدة بعدها معجمة ثم تحتانية ثم مثناة ثقيلة، الخزاعية العدوية «1» ، عدي خزاعة. زوج سفيان بن يعمر بن حبيب البياضي، من مهاجرة الحبشة.
أخرجها ابن مندة هكذا، من رواية ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال أبو نعيم: كذا ذكر، وهو تصحيف، وإنما هي حسنة، بفتح المهملتين ثم نون، كما ذكر ابن إسحاق وغيره على الصواب. وكذا قوله البياضي غلط، وإنما هو الجمحيّ.
قلت: وهو كما قال أبو نعيم.

11079- حليسة الأنصارية
التي كانت اشترت سلمان- سماها ابن مندة في ترجمة سلمان، قرأت ذلك بخط مغلطاي في حاشية أسد الغابة في حرف الحاء المهملة، بعد ذكر حليمة السعدية، وهو وهم نشأ عن تصحيف، وإنما هي بالخاء المعجمة كما ذكرها أبو موسى في الذيل. وستأتي.

11080- حمنة بنت أبي سلمة.
قيل هي المذكورة
في حديث أم حبيبة حين عرضت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يتزوج أختها، ففي الحديث: «إنّك تريد بنت أبي سلمة» ،
قرأته في شرح البخاري للشيخ برهان الدين الحلبي الّذي لخصه من شرح شيخنا ابن الملقن، وعزا ذلك لأبي موسى، والّذي في ذيل أبي موسى حمنة بنت أبي سفيان لا بنت أبي سلمة، والصحيح مع ذلك غيره كما أوضحته في فتح الباري.

11081- حمنة،
بفتح أوله وسكون الميم، بنت أوس المزنية.
مرت في جميلة. استدركها الذّهبيّ في «التّجريد» ولم يبين من الّذي سماها حمنة، وقد ذكرت في جميلة، بالجيم، من سماها كذلك، وأن ابن قانع قال: إنها أم جميل.

11082- حواء،
جدة عمرو بن معاذ الأنصارية.
فرق ابن سعد بينها وبين حواء أم بجيد، وهما واحدة،
فأخرج من طريق حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ، عن جدته حواء: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ردّوا السّائل ولو بظلف محرق» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6831.

(8/96)


وقد تقدم في حواء أم بجيد، من طريق مالك، عن زيد، لكن خالف في لفظ المتن.
فاللَّه أعلم.

حرف الخاء المعجمة
القسم الأول
11083- خالدة بنت الأسود
بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف «1» بن زهرة القرشية الزهرية. قال ابن حبيب: كانت امرأة صالحة من المهاجرات.
ووقع ذكرها في حديث عائشة- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل عليها فرأى عندها امرأة، فقال: «من هذه؟» قالت:
إحدى خالاتك خالدة بنت الأسود ... الحديث. رويناه في جزء ابن نجيب، من طريق جبارة بن المغلس، عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عنها موصولا.
وجبارة ضعيف، وتابعه معاوية بن حفص عن ابن المبارك، لكن قال:
عن عبيد اللَّه، عن أم خالد بنت الأسود، أخرجه ابن أبي عاصم، فإن كان محفوظا فلعلها كانت كنيتها وخالدة اسمها.
أخرجه المستغفري، من طريق أبي عمير الجرمي، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد اللَّه مرسلا، قال: دخل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم منزله، فرأى عند عائشة امرأة، فقال: «من هذه المرأة يا عائشة؟» قالت: هذه إحدى خالاتك. فقال: «إنّ خالاتي بهذه البلدة لغرائب» . فقالت: هذه خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث، فقال: «سبحان اللَّه الّذي يخرج الحيّ من الميّت» «2» . فرآها مثقلة.
قال أبو موسى: رواه عبد الرّازق، عن معمر، عن الزهري مرسلا، وقال: رأى امرأة حسنة الهيئة، وقال، كانت مؤمنة، وكان أبوها كافرا، ولم يذكر اسمها ولا كنيتها. وهذا أصح طرقه.
قلت: وأخرجه الواقديّ عن معمر بطوله مرسلا، وعن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة موصولا، قاله مثله.

11084- خالدة بنت أنس الأنصارية «3»
الساعدية، أم بني حزم، حديثها في الرقية، قاله أبو عمر.
__________
(1) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 266، السمط الثمين 8. تجريد أسماء الصحابة 2/ 261.
(2) أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 181 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 15.
(3) أعلام النساء 1/ 261، بقي بن مخلد 993.

(8/97)


قلت: أخرج حديثها ابن أبي شيبة، عن ابن إدريس، عن محمد بن عمارة، عن أبي بكر بن محمد- يعني ابن عمرو بن حزم- أن خالدة بنت أنس أم بني حزم الساعدية جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فعرضت عليه الرقي، فأمرها بها.
وأخرجه ابن ماجة عن أبي بكر، والطّبرانيّ وابن مندة من طريقه.

11085- خالدة،
أو خلدة بنت الحارث «1» ، عمة عبد اللَّه بن سلام.
ذكر محمّد بن إسحاق في قصة عن عبد اللَّه بن سلام [أنها أسلمت وحسن إسلامها] «2» ، أوردها الإمام إسماعيل بن محمد في تفسير قوله تعالى: وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ [البقرة: 145]- ذكر ذلك أبو موسى.
قلت: وهو قصور منه، فقد استدركها أبو علي الغسّاني، فقال: ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق أنها أسلمت بإسلام عبد اللَّه بن سلام، ثم راجعت السيرة مختصر ابن هشام ففيها عن ابن إسحاق: حدثني بعض أهل عبد اللَّه بن سلام عن إسلامه حين أسلم، وذكره ابن إسحاق في الكبرى، عن عبد اللَّه بن أبي حزم، عن يحيى بن عبد اللَّه، عن رجل من آل عبد اللَّه بن سلام، قال: كان من حديث عبد اللَّه حين أسلم قال: لما سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وعرفت صفته واسمه وزمانه الّذي كنا نتوكفه، فلما قدم المدينة أخبر رجل بقدومه وأنا على رأس نخلة لي فكبّرت، فقالت لي عمتي خالدة بنت الحارث، وهي جالسة تحتي: واللَّه لو كنت سمعت بقدوم موسى بن عمران ما زدت. فقلت لها: أي عمة، هو واللَّه أخو موسى، بعث به. فقالت: أي ابن أخي، أهو النبي الّذي كنا نخبر أنه يبعث في نفس الساعة؟ قال: نعم.
قالت: فذاك إذا.
قال: فأسلمت، ورجعت إلى أهل بيتي فأسلموا.
وفي آخر الحديث: وأسلمت عمتي خالدة بنت الحارث.

11086- خالدة بنت عبد العزى،
عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أبي لهب.
تزوجها عثمان بن أبي العاص الثقفي، فولدت له، قاله ابن سعد.
قلت: وذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» «3» وقال: لا رؤية لها.
__________
(1) أسد الغابة ت 6872، الاستيعاب ت 3358.
(2) سقط في أ.
(3) في أالآخرة.

(8/98)


11087- خالدة بنت أبي لهب،
بن عبد المطلب. هي التي قبلها.

11088- خالدة بنت عمرو
بن ورقة، من بني بياضة. ذكرها ابن سعد في المبايعات.

11089- خدامة بنت جندل «1»
، تقدمت الإشارة إليها في حرف الجيم «2» .

11090- خدامة بنت وهب الأسدية،
تقدمت في جدامة في حرف الجيم «3» ، وقيل:
هما واحدة.

11091- خديجة بنت الحصين «4»
بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطلبية.
أسلمت وبايعت، وأطعمها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأختها هندا مائة وسق بخيبر، ذكرهما ابن سعد.

11092- خديجة بنت خويلد «5»
بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ القرشية الأسدية.
زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأول من صدقت ببعثته مطلقا.
قال الزّبير بن بكّار: كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة، وأمها فاطمة بنت زائدة، قرشية من بني عامر بن لؤيّ، وكانت عند أبي هالة بن زرارة بن النباش بن عدي التميمي أولا، ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، ثم خلف عليها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، هذا قول ابن عبد البر، ونسبه للأكثر.
وعن قتادة عكس هذا: إن أول أزواجها عتيق، ثم أبو هالة، ووافقه ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه، وهكذا في كتاب النسب للزبير بن بكار، لكن حكى القول الأخير أيضا عن بعض الناس، وكان تزويج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة. وقيل:
أكثر من ذلك، وكانت موسرة، وكان سبب رغبتها فيه ما حكاه لها غلامها ميسرة مما شاهده من علامات النبوة قبل البعثة، ومما سمعته من بحيرا الراهب في حقه لما سافر معه ميسرة في تجارة خديجة، وولدت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أولاده كلهم إلا إبراهيم.
وقد ذكرت في ترجمة كل منهم ما يليق به.
وقد ذكرت عائشة في حديث بدء الوحي
__________
(1) أسد الغابة ت 6873.
(2) في أالحاء المهملة.
(3) في أالحاء المهملة.
(4) الثقات 3/ 114، تجريد أسماء الصحابة 2/ 262.
(5) طبقات ابن سعد 5218، المعارف 59، تاريخ الفسوي 3/ 253، والمستدرك 3/ 182، جامع الأصول 9/ 120، تاريخ الإسلام 1/ 41، مجمع الزوائد 9/ 218، كنز العمال 13/ 690 شذرات الذهب 1/ 14.

(8/99)


ما صنعته خديجة من تقوية قلب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لتلقي ما أنزل اللَّه عليه، فقال لها: «لقد خشيت على نفسي» .
فقالت: كلا، واللَّه لا يخزيك اللَّه أبدا، وذكرت خصاله الحميدة، وتوجهت به إلى ورقة. وهو في الصحيح.
وقد ذكره ابن إسحاق، فقال: وكانت خديجة أول من آمن باللَّه، ورسوله وصدق بما جاء به، فخفف اللَّه بذلك عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكان لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه، فيرجع إليها إلا تثبته وتهوّن عليه أمر الناس.
وعند أبي نعيم في «الدّلائل» بسند ضعيف عن عائشة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان جالسا معها إذ رأى شخصا بين السماء والأرض، فقالت له خديجة: ادن مني، فدنا منها، فقالت:
تراه: قال: «نعم» . قالت: أدخل رأسك تحت درعي، ففعل، فقالت: تراه؟ قال: «لا» .
قالت: أبشر، هذا ملك، إذا لو كان شيطانا لما استحيا، ثم رآه بأجياد، فنزل إليه وبسط له بساطا، وبحث في الأرض فنبع الماء، فعلمه جبرئيل كيف يتوضأ، فتوضأ وصلّى ركعتين نحو الكعبة وبشره بنبوته وعلمه: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ [العلق: 1] ، ثم انصرف، فلم يمر على شجر ولا حجر إلا قال: سلام عليك يا رسول اللَّه، فجاء إلى خديجة فأخبرها، فقالت:
أرني كيف أراك، فأراها فتوضأت كما توضأ ثم صلت معه، وقالت: أشهد أنك رسول اللَّه.
قلت: وهذا أصرح ما وقفت عليه في نسبتها إلى الإسلام.
قال ابن سعد: كانت ذكرت لورقة ابن عمها، فلم يقدر، فتزوجها أبو هالة، ثم عتيق بن عائذ، ثم أسند عن الواقدي بسند له عن عائشة، قال: كانت خديجة تكنى أم هند.
وعن حكيم بن حزام أنها كانت أسنّ من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بخمس عشرة سنة.
وروى عن المدائنيّ بسند له عن ابن عباس- أن نساء أهل مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية، فتمثّل فهن رجل، فلما قرب نادى بأعلى صوته: يا نساء مكة، إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد، فمن استطاع منكن أن تكون زوجا له فلتفعل، فحصبنه إلا خديجة، فإنّها عضت على قوله، ولم تعرض له.
وأسند أيضا عن الواقديّ، من حديث نفيسة أخت يعلى بن أمية، قالت: كانت خديجة ذات شرف وجمال. فذكر قصة إرسالها إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وخروجه في التجارة لها إلى سوق بصرى، بربح ضعف ما كان غيره يربح، قالت نفيسة: فأرسلتني خديجة إليه دسيسا أعرض عليه نكاحها، فقبل، وتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، فولدت له القاسم، وعبد اللَّه، وهو الطيب، وهو الطاهر، سمي بذلك لأنها ولدته في الإسلام وبناته الأربع، وكان من

(8/100)


ولدته ستة. وكانت قابلتها سلمى، مولاة صفية، وكانت تسترضع لولدها وتعدّ ذلك قبل أن تلد.
ثم أسند عن عائشة أن الّذي زوجها عمها عمرو، لأن أباها كان مات في الجاهلية.
قال الواقديّ: هذا المجمع عليه عندنا، وأسند من طرق أنها حين تزويجها به كانت بنت أربعين سنة.
وقد أسند الواقديّ قصة تزويج خديجة من طريق أم سعد بنت سعد بن الربيع، عن نفيسة بنت منية أخت يعلى، قال: كانت خديجة امرأة شريفة جلدة كثيرة المال، ولما تأيمت كان كلّ شريف من قريش يتمنى أن يتزوجها، فلما أن سافر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في تجارتها، ورجع بربح وافر رغبت فيه، فأرسلتني دسيسا إليه، فقلت له: ما يمنعك أن تزوج؟ فقال: «ما في يدي شيء» . فقلت: فإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والكفاءة، قال: «ومن» ؟ قلت:
خديجة، فأجاب.
وفي الصّحيحين، عن عائشة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب.
وعند مسلم، من رواية عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، عن علي- أنه سمعه يقول:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «خير نسائها خديجة بنت خويلد، وخير نسائها مريم بنت عمران» «1» .
وعنده من حديث أبي زرعة: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أتاني جبريل، فقال: يا رسول اللَّه، هذه خديجة أتتك ومعها إناء فيه طعام وشراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربّها السّلام ومنّي..» الحديث.
قال ابن سعد: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قالا: جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 200، 5/ 47، ومسلم في الصحيح 4/ 1886 كتاب فضائل الصحابة 44 باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها (12) حديث رقم (69/ 2430) والترمذي في السنن. 5/ 659- 660 كتاب المناقب (50) باب فضل خديجة رضي اللَّه عنها (62) حديث رقم 3877 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند 1/ 84، 116، البيهقي في السنن الكبرى 9/ 367 والحاكم في المستدرك 2/ 497، 3/ 184، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث 34405.

(8/101)


اللَّه، كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة. قال: «أجل، كانت أمّ العيال وربّة البيت ... »
الحديث.
وسنده قوي مع إرساله.
وقال أيضا: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن عبد اللَّه بن عمير، قال: وجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على خديجة حتى خشي عليه حتى تزوج عائشة.
ومن مزايا خديجة أنها ما زالت تعظّم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وتصدق حديثه قبل البعثة وبعدها، وقالت له لما أرادت أن يتوجّه في تجارتها: إنه دعاني إلى البعث إليك ما بلغني من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وكرم أخلاقك، ذكره ابن إسحاق.
وذكر أيضا أنها قالت لما خطبها: إني قد رغبت فيك لحسن خلقك، وصدق حديثك.
ومن طواعيتها له قبل البعثة أنها رأت ميله إلى زيد بن حارثة بعد أن صار في ملكها، فوهبته له صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكانت هي السبب فيما امتاز به زيد من السبق إلى الإسلام، حتى قيل: إنه أول من أسلم مطلقا.
وأخرج ابن السّنّيّ بسند له عن خديجة- أنها خرجت تلتمس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بأعلى مكة ومعها غذاؤه، فلقيها جبريل في صورة رجل، فسألها عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فهابته، وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يغتاله، فلما ذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها: «هو جبريل، وقد أمرني أن أقرأ عليك السّلام، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب» «1» .
وأخرجه النّسائيّ، والحاكم، من حديث أنس: جاء جبريل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «إن اللَّه يقرأ على خديجة السّلام» ، فقالت: إنّ اللَّه هو السّلام، وعلى جبريل السّلام، وعليك، السلام ورحمة اللَّه.
وفي «صحيح البخاريّ» عن علي- رفعه: خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة.
ويفسر المراد به
ما أخرجه ابن عبد البرّ في ترجمة فاطمة عن عمران بن حصين- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عاد فاطمة، وهي وجعة، فقال: «كيف تجدينك يا بنيّة؟» قالت: إني لوجعة، وإنه ليزيد ما بي ما لي طعام آكله. فقال: «يا بنيّة، ألا ترضين أنّك سيّدة نساء العالمين؟» قالت:
يا أبت، فأين مريم بنت عمران؟ قال: «تلك سيّدة نساء عالمها» .
فعلى هذا مريم خير نساء الأمة الماضية، وخديجة خير نساء الأمة الكائنة.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 185 وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد. 9/ 227.

(8/102)


ويحمل قصة فاطمة إن ثبتت على أحد أمرين: إما التفرقة بين السيادة والخيرية، وإما أن يكون ذلك بالنسبة إلى من وجد من النساء حين ذكر قصة فاطمة.
وقد أثنى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم على خديجة ما لم يثن على غيرها، وذلك
في حديث عائشة، قالت: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوما من الأيام، فأخذتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزا قد أبدلك اللَّه خيرا منها، فغضب. ثم قال: «لا، واللَّه ما أبدلني اللَّه خيرا منها، آمنت إذ كفر النّاس، وصدّقتني إذ كذّبني النّاس، وواستني بمالها إذ حرمني النّاس، ورزقني منها اللَّه الولد دون غيرها من النّساء.»
قالت عائشة: فقلت في نفسي: لا أذكرها بعدها بسبة أبدا.
أخرجه أبو عمر أيضا، رويناه في كتاب الذرية الطاهرة للدّولابي من طريق وائل بن أبي داود، عن عبد اللَّه البهي، عن عائشة.
وفي الصحيح عن عائشة: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا ذبح الشاة يقول: «أرسلوا إلى أصدقاء خديجة» «1» . فقال: فذكرت له يوما، فقال: «إنّي لأحبّ حبيبها» .
قال ابن إسحاق: كانت وفاة خديجة وأبي طالب في عام واحد، وكانت خديجة وزيد صدقا على الإسلام، وكان يسكن إليها. وقال غيره: ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح، وقيل بأربع، وقيل بخمس.
وقالت عائشة: ماتت قبل أن تفرض الصلاة، يعني قبل أن يعرج بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، ويقال:
كان موتها في رمضان.
وقال الواقديّ: توفيت لعشر خلون من رمضان، وهي بنت خمس وستين سنة، ثم أسند من حديث حكيم بن حزام أنها توفيت سنة عشر من البعثة بعد خروج بني هاشم من الشعب، ودفنت بالحجون، ونزل النبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في حفرتها، ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز.

11093- خديجة بنت الزبير بن العوام.
أمها أسماء بنت أبي بكر الصديق.
عدها الزّبير بن بكّار في أولاد الزبير بن العوام فقال: وخديجة الكبرى.
__________
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1888 عن عائشة كتاب فضائل الصحابة باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها حديث رقم (75/ 2435) ، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18339 وعزاه لمسلم في صحيحه عن عائشة رضي اللَّه عنها.

(8/103)


قلت: وذكرها الطّبرانيّ في ترجمة أمها بما يدل على تقدم ولادتها قبل الأحزاب، فتكون أدركت من حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خمس سنين أو أكثر، أخرجه من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن جابر بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أسماء بنت أبي بكر «1» رضي اللَّه عنهما، قالت:
كنت مرة في أرض أقطعها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لأبي سلمة والزبير في أرض بني النضير، فخرج الزبير مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ولنا جار من اليهود فذبح شاة فطبخت، فوجدت ريحها، فدخلني ما لم يدخلني من شيء قط، وأنا حامل بابنتي خديجة، فلم أصبر، فانطلقت فدخلت على امرأة اليهودي أقتبس منها نارا لعلها تطعمني وما بي من حاجة إلى النار، فلما شممت الريح، ورأيته ازددت شرها فأطفأته، ثم جئت ثانيا أقتبس، ثم ثالثة، ثم قعدت أبكي وأدعو اللَّه، فجاء زوج اليهودية فقال: أدخل عليكم أحد؟ قالت: العربية تقتبس نارا. قال: فلا آكل منها أبدا أو ترسلي إليها منها، فأرسل إلي بقدحة- يعني غرفة- فلم يكن شيء في الأرض أعجب إليّ من تلك الأكلة.
وقال ابن سعد: ولدت أسماء للزبير: عبد اللَّه، وعروة، والمنذر، وعاصما، والمهاجر، وخديجة الكبرى، وأم الحسن، وعائشة.
قلت: وأسنّ أولادها الذكور عبد اللَّه، والنساء خديجة.

11094- خديجة بنت عبيدة
بن الحارث بن عبد المطلب المطلبية.
ذكرها ابن سعد في ترجمة والدها، واستشهد أبوها قرب بدر، فعاش قليلا، ومات وهو راجع إلى المدينة بالصفراء.

11095- خرقاء «2»
: المرأة السوداء التي كانت تقمّ المسجد النبوي.
لها ذكر من رواية حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس. هكذا أوردها ابن مندة، وتبعه أبو نعيم.

11096- خرقاء «3»
: روى عنها أبو السفر سعيد بن يحمد.
ذكرها ابن السّكن، وليس في حديثها ما يدلّ على صحبتها ولا على رؤيتها، قاله أبو عمر.
قلت: لفظ ابن السّكن: الخرقاء، روى عنها أبو السفر، لم يثبت من رواية أهل
__________
(1) في أأبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه.
(2) أسد الغابة ت 6875.
(3) الثقات 3/ 117، تجريد أسماء الصحابة 2/ 62.

(8/104)


الكوفة،
ثم ساقه من طريق علي بن مجاهد، عن حجاج بن أرطاة، عن أبي السفر، عن الخرقاء، قال: وكانت امرأة حبشية تلقط النوى، وتميط الأذى، عن مسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لها كفلان من الأجر» .
ثم قال: لا أعلم من رواه غير حجاج، وهذا مشعر بأنها التي قبلها.

11097- خرقاء:
امرأة من الجن.
ذكرت
في خبر العباس بن عبد اللَّه البرقعي في قصة وقعت لبعض السلف، وهو عمر ابن عبد العزيز: قرأت على أحمد بن عبد القادر بن الفخر أن أحمد بن علي الهكاري، أخبرهم عن المبارك الخواص، أخبرنا الحسين بن علي السري، أخبرنا عبد اللَّه بن يحيى السكري، أخبرنا إسماعيل الصفار، حدثنا عباس البرقعي «1» ، حدثنا محمد بن فضيل، وليس بابن غزوان، حدثنا العباس بن أبي راشد، عن أبيه قال: نزل بنا عمر بن عبد العزيز، فلما رحل قال لي مولاي: اركب معه فشيّعه. قال: فركبت فمررنا بواد، فإذا نحن بحية ميتة مطروحة على الطريق، فنزل عمر فنحّاها وواراها، ثم ركب، فبينا نحن نسير إذا هاتف يهتف، وهو يقول: يا خرقاء! يا خرقاء! فالتفتنا يمينا وشمالا فلم نر أحدا. فقال له عمر:
أنشدك اللَّه أيها الهاتف، إن كنت ممن يظهر إلّا ظهرت لنا، وإن كنت ممن لم يظهر أخبرنا عن الخرقاء. قال: هي الحية التي لقيتم بمكان كذا وكذا، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول لها يوما: يا خرقاء، «تموتين بفلاة من الأرض، يدفنك خير مؤمن من أهل الأرض» .
فقال له عمر: أنت سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول هذا؟ فتعجب عمر وانصرفنا.
وأوردها الخطيب في ترجمة عباد بن راشد من كتاب «المتّفق» ، من طريق محمد بن جعفر الظفري، حدثنا نصر بن داود، حدثنا محمد بن فضيل: قرأ شريح بن يونس بمكة:
حدثنا عباد بن راشد، من أهل ذي المروة، عن أبيه، قال: زار عمر بن عبد العزيز مولاي، فلما أراد الرجوع قال لي مولاي: شيعه ... فذكر نحوه.
وفي آخره:
فقال: أنا من اسبعة الذين بايعوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بهذا الوادي، وفيه: فقال لي: «يا راشد لا تخبرنّ بهذا أحدا حتّى أموت» .
وأوردها أبو نعيم في «الحلية» في أخر ترجمة عمر بن عبد العزيز، وأنه وجد حيّته ميتة فلفّها في خرقة فدفنها، فسمع قائلا يقول: هذه خرقاء ... نحوه.

11098- خرنيق،
بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر النون بعدها مثناة تحتانية
__________
(1) في أالرافعي.

(8/105)


ثم قاف: بنت الحصين الخزاعية أخت عمران «1» .
أسلمت وبايعت، وروت، قاله ابن سعد. وأسند في ترجمة جويرية بنت الحارث عنها عن عمران بن حصين، قال: افتدى يوم المريسيع نساء بني المصطلق، وكانوا يتعاقلون «2» في الجاهلية.

11099- خرنق،
كالتي قبلها لكن بغير ياء قبل القاف: بنت خليفة الكلبية، أخت دحية.
ذكرها ابن سعد عن هشام بن الكلبي، عن شرقي بن قطامي، حدثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّج خولة بنت الهذيل، وأمها بنت خليفة بن فروة أخت دحية، وكانت خالتها شراف بنت خليفة هي التي ربّتها، فماتت في الطريق قبل أن تصل.
وذكرها المفضّل بن غسّان العلائي في تاريخه كما سيأتي في خولة بنت الهذيل.
11100

- خزيمة «3» بنت جهم
بن قيس العبدرية «4» .
هاجرت مع أبيها وأمّها خولة بنت الأسود أم حرملة إلى أرض الحبشة، قاله أبو عمر.

11101- خضرة:
خادم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم» .
ذكرها ابن سعد، وأسند عن الواقديّ من حديث سلمى أم رافع بسنده إليها، قالت:
كان خدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أنا وخضرة، ورضوى، وميمونة بنت سعد، أعتقهن كلهنّ. وذكرها البلاذريّ أيضا. ولها ذكر في تفسير سورة التحريم من كتاب ابن مردويه.

11102- خلدة بنت الحارث.
تقدمت في خالدة.

11103- خليدة بنت ثابت
بن سنان الأنصارية. ذكرها ابن سعد.

11104- خليدة بنت الخباب
بن سعد بن معاذ الأنصارية «6» ، من بني ظفر.
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، ومن قبله ابن سعد.

11105- خليدة بنت قعنب
الضبّية «7» .
ذكرها ابن أبي عاصم، وأخرج من طريق حميد بن حماد بن أبي الحوراء، عن ثعلب
__________
(1) أعلام النساء 1/ 296.
(2) في أتعاقلوا.
(3) في أخرمة.
(4) أسد الغابة ت 6876، الاستيعاب ت 3360.
(5) أسد الغابة ت 6877.
(6) أسد الغابة ت 6878.
(7) تجريد أسماء الصحابة 2/ 62.

(8/106)


بنت الرباب، عن خالتها خليدة بنت قعنب- أنها كانت في النسوة اللاتي أتين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يبايعنه، فأتته امرأة في يدها سوار من ذهب، فأبى أن يبايعها، فخرجت من الزحام، فرمت بالسوار، ثم جاءت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فبايعها، قالت: فخرجت فطلبت السوار فإذا هو قد ذهب به.

11106- خليسة بنت قيس «1»
بن ثابت بن خالد الأشجعية، من بني دهمان.
كانت زوج البراء بن معرور، بايعت، ولها رواية. وهي أمّ بشر بن البراء، قاله ابن سعد، وأخرج من رواية أم بشر بن البراء بن معرور أحاديث.

11107- خليسة:
جارية حفصة بنت عمر أم المؤمنين «2» .
روت حديثها عليكة بنت الكميت، عن جدتها، عن خليسة- أنّ عائشة وحفصة كانتا جالستين تتحدثان، فأقبلت سودة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت إحداهما للأخرى: أما ترين سودة! ما أحسن حالها! لنفسدن عليها، وكانت من أحسنهن حالا، كانت تعمل الأديم الطائفي، فلما دنت منهما قالتا لها: يا سودة، أما شعرت؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: خرج الأعور.
ففزعت وذهبت حتى دخلت خيمة لهم يوقدون فيها، فأتتا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما رأتاه استضحكتا وجعلتا لا تستطيعان أن تكلماه حتى أومأتا، فذهب حتى قام على باب الخيمة، فقالت سودة: يا نبي اللَّه، خرج الأعور الدجال؟ فقال: «لا» . فخرجت تنفض عنها نسج العنكبوت.

11108- خليسة:
مولاة سلمان الفارسيّ «3» .
يقال: إنها هي التي كاتبت سلمان،
ذكر ذلك ابن مندة في قصة إسلام سلمان في بعض طرقه، من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن سلمان الفارسيّ، قال فيها: فمرّ بي أعرابيّ من كلب، فاحتملني حتى أتى يثرب، فاشترتني امرأة يقال لها خليسة بنت فلان حليف لبني النجار بثلاثمائة درهم، فمكثت معها ستة عشر شهرا، حتى قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم المدينة، فأتيته، فذكر إسلامه، قال: فأرسل إليها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم علي بن أبي طالب يقول لها: إما أن تعتقي سلمان، وإما أن أعتقه، وكانت قد أسلمت، فقالت: قل للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ما شئت.
فقال: أعتقته. قال: فغرس لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاثمائة سنبلة ... الحديث
أخرجه أبو موسى في الأحاديث الطوال.
__________
(1) الثقات 3/ 117، أعلام النساء 1/ 301، تجريد أسماء الصحابة 2/ 262.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 262.
(3) أسد الغابة ت 6881.

(8/107)


11109- خناس «1»
: في اللتين بعدها بنت خذام الشاعرة.

11110- خنساء بنت خذام «2»
بن خالد الأنصارية، من بني عمرو بن عوف.
ثبت حديثها في «الموطأ» عن عبد الرحمن بن القاسم. عن أبيه، عن عبد الرحمن، ومجمّع ابني زيد بن حارثة، عن خنساء- أن أباها زوّجها وهي بنت، فكرهت ذلك، فأتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فردّ نكاحها.
ورواه الثّوريّ، عن عبد الرحمن بن القاسم، فخالف في السند والمتن، قال: عن عبد اللَّه بن يزيد بن وديعة، عن خنساء بنت خذام- أنها كانت يومئذ بكرا، كذا قال ابن عبد البر.
وقال ابن مندة: رواه ابن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم، فوافق مالكا. ورواه يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبد الرحمن ومجمع مرسلا ومتصلا. انتهى.
وأخرج من طريق محمد بن إسحاق، عن حجاج بن السائب، عن أبيه، عن جدته خنساء بنت خذام بن خالد، وكانت قد تأيّمت من رجل فزوّجها أبوها من رجل من بني عمرو بن عوف، وأنها خطبت إلى أبي لبابة بن عبد المنذر، فارتفع شأنهما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أباها يلحقها بهواها، فتزوجت أبا لبابة، فهي والدة ولده السائب.
ووقع لنا هذا بعلو في المعرفة لابن مندة، أخرجه أحمد، ووقع في رواية خناس، بضم أوله مخففا.
وأخرج ابن مندة، من طريق إسحاق بن يونس المستملي، عن هشيم، عن عمرو بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة- أنّ خنساء بنت خذام أنكحها أبوها رجلا، وكانت ملكت أمرها، وأنها كرهت ذلك، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «أمرك بيدك» . فخطبها أبو لبابة، فولدت له السائب.
قال ابن مندة: رواه غيره عن هشيم، عن عمر بن أبي سلمة مرسلا، وكذا قال أبو عوانة عن عمر.
وأخرجه ابن سعد، عن وكيع، عن الثّوريّ، عن أبي الحويرث، عن نافع بن جبير، قال: تأيمت خنساء بنت خذام من زوجها، فزوّجها أبوها، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا
__________
(1) في أ: خنساء.
(2) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 304، تجريد أسماء الصحابة 2/ 262، تقريب التهذيب 2/ 596، تهذيب التهذيب 12/ 413، الكاشف 3/ 469، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 380، تهذيب الكمال 3/ 1682، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، بقي بن مخلد 226.

(8/108)


رسول اللَّه، إن أبي تفوّت عليّ فزوجني ولم يشعرني. قال: «لا نكاح له، انكحي من شئت» . فنكحت أبا لبابة.
ومن طريق معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الحجبي، قال: كانت امرأة يقال لها خنساء بنت خذام تحت أنيس بن قتادة الأنصاري، فقتل عنها بأحد فزوجها أبوها رجلا، فقالت: يا رسول اللَّه، إن عم ولدي أحبّ إليّ، فجعل أمرها إليها.

11111- خنساء بنت رئاب
بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة، عمة جابر بن عبد اللَّه بن رئاب، كانت من المبايعات.
ذكرها ابن سعد، وقال: أمها إدام بنت حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، تزوّجها عامر بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد، ثم النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد.

11112- خنساء بنت عمرو
بن الشّريد «1» بن ثعلبة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية الشاعرة المشهورة، اسمها تماضر، بمثناة فوقانية أوله وضاد معجمة- وفي ذلك يقول دريد بن الصمة حين رآها تهنأ إبلا لها ثم تجردت واغتسلت فأعجبته فخطبها، فأبت فقال فيها:
حيّوا تماضر واربعوا صحبي ... وقفوا فإنّ وقوفكم حسبي
ما إن رأيت ولا سمعت به ... كاليوم طالي أينق جرب
مبتذّلا تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النّقب
أخناس قد هام الفؤاد بكم ... واعتاده داء من الحبّ «2»
[الكامل]
__________
(1) أسد الغابة ت 6883، الاستيعاب ت 3363.
(2) ينظر البيت الأول في ديوان دريد بن الصمة وهو في ديوانه ص 43. وبعده:
أخناس قد هام الفؤادكم ... وأصابه تبل من الحبّ
ومناسبة هذه الأبيات كما قال صاحب الأغاني 10/ 21، 22، مرّ دريد ابن الصمة بالخنساء بنت عمرو ابن الشريد وهي تهنأ بعيرا لها، وقد تبذلت حتى فرغت منه، ثمّ نضّت عنها ثيابها فاغتسلت ودريد بن الصمة يراها وهي لا تشعر به فأعجبته، فانصرف إلى رحلها وأنشأ يقول ... ويروى البيت الأول في الوحشيات: 25: «حيّوا أمامة وانظروا» والّذي عليه جميع المصادر (تماضر) وهو ما يتناسب. أربعوا: الإرباع الاطمئنان والإقامة في المكان. وينظر الأعلام 2/ 399.

(8/109)


فبلغتها خطبته، فقالت: لا أدع بني عمي الطوال مثل عوالي الرماح، وأتزوّج شيخا، فلما بلغه ذلك قال من أبيات:
وقاك اللَّه يا ابنة آل عمرو ... من الفتيان أمثالي ونفسي
وقالت إنّه شيخ كبير ... وهل خبّرتها أنّي ابن أمس
[وقد علم المراضع في جمادى ... إذا استعجلن عن حزّ بنهس]
[الوافر] إلى أن قال:
وأنّي لا أبيت بغير نحر ... وأبدأ بالأرامل حين أمسى
وأنّي لا يهرّ الكلب ضيفي ... ولا جاري يبيت خبيث نفس
فأجابته بأبيات.
قال أبو عمر: قدمت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مع قومها من بني سليم، فأسلمت معهم، فذكروا أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يستنشدها ويعجبه شعرها، وكانت تنشده، وهو يقول: «هيه يا خناس» ، ويومئ بيده.
قالوا: وكانت الخنساء تقول في أول أمرها البيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها شقيقها معاوية بن عمرو، وقتل أخوها لأبيها صخر، وكان أحبهما إليها، لأنه كان حليما جوادا محبوبا في العشيرة، كان غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي طعنة مرض منها حولا، ثم مات، فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر، فمن قولها في صخر:
أعينيّ جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر النّدى
ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألّا تبكيان الفتى السّيّدا
طويل النّجاد عظيم الرّماد ... ساد عشيرته أمردا «1»
[المتقارب] ومن قولها فيه:
وإنّ صخرا لمولانا وسيّدنا ... وإنّ صخرا إذا نشتو لنحّار
__________
(1) البيت للخنساء ترثي أخاها صخرا كما في ديوانها ص 35 وبعده:
ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السّيّدا
طويل النّجاد رفيع العماد ... ساد عشيرته أمردا
تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (6883) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3363) .

(8/110)


أشمّ أبلج يأتمّ الهداة به ... كأنّه علم في رأسه نار «1»
[البسيط] قال: وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها.
وذكر الزّبير بن بكّار، عن محمد بن الحسن المخزومي، وهو المعروف بابن زبالة، أحد المتروكين، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن أبي وجزة، عن أبيه، قال:
حضرت الخنساء بنت عمرو السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فذكر موعظتها لهم وتحريضهم على القتال، وعدم الفرار، وفيها: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لبنو أب واحد وأم واحدة، ما هجنت آباءكم، ولا فضحت أخوالكم، فلما أصبحوا باشروا القتال واحدا بعد واحد حتى قتلوا، وكل منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزا، فأنشد الأول:
يا إخوتي إنّ العجوز النّاصحه ... قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه
بمقالة ذات بيان واضحه ... وإنّما تلقون عند الصّائحه
من آل ساسان كلابا نابحة
[الرجز] وأنشد الثاني:
إنّ العجوز ذات حزم وجلد ... قد أمرتنا بالسداد والرّشد
نصيحة منها وبرّا بالولد ... فباكروا الحرب حماة في العدد
[الرجز] وأنشد الثالث:
واللَّه لا نعصي العجوز حرفا ... نصحا وبرّا صادقا ولطفا
فبادروا الحرب الضّروس زحفا ... حتّى تلفّوا آل كسرى لفّا
[الرجز] وأنشد الرابع:
لست لخنساء ولا للأخرم ... ولا لعمرو ذي السّناء الأقدم
__________
(1) البيت للخنساء وهو في ديوانها ص 40 وبعده:
وإنّ صخرا لمقدام إذا ركبوا ... وإن صخرا إذا جاعوا لعقّار

(8/111)


إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم ... ماض على الهول خضمّ حضرمي «1» .
[الرجز] وكل من الأسانيد أطول من هذا، قال: فبلغها الخبر، فقالت: الحمد للَّه الّذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقرّ رحمته.
قالوا: وكان عمر بن الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض.
قلت: ومن شعرها في أخيها:
ألا يا صخر لا أنساك حتّى ... أفارق مهجتي ويشقّ رمسي
يذكّرني طلوع الشّمس صخرا ... وأبكيه لكلّ غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي
[الوافر] ومن شعرها فيه:
ألا يا صخر إن أبكيت عيني ... فقد أضحكتني دهرا طويلا
ذكرتك في نساء معولات ... وكنت أحقّ من أبدى العويلا
دفعت بك الجليل وأنت حيّ ... ومن ذا يدفع الخطب الجليلا
إذا قبح البكاء على قتيل ... رأيت بكاءك الحسن الجميلا «2»
[الوافر] ويقال إنها دخلت على عائشة وعليها صدار من شعر، فقالت لها: يا خنساء، هذا نهي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عنه، فقالت: ما علمت، ولكن هذا له قصة، زوّجني أبي رجلا مبذّرا فأذهب ماله، فأتيت إلى صخر فقسم ماله شطرين، فأعطاني شطرا خيارا، ثم فعل زوجي ذلك مرة أخرى، فقسم أخي ماله شطرين فأعطاني خبرهما، فقالت له امرأته: أما ترضي أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار، فقال:
واللَّه لا أمنحها شرارها ... وهي الّتي أرحض عني عارها
ولو هلكت خرّقت خمارها ... واتّخذت من شعر صدارها
[الرجز]
__________
(1) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (3363) .
(2) تنظر الأبيات في الديوان ص 82، وهذا الشعر قالته الخنساء تبكي أخاها معاوية لمّا قتله بنو مرّة، وزعم أبو عبيدة أنها قالت هذا الشعر في أخيها صخر لما دفن بأرض بني سليم عند جبل عسيب وهو من غرر مراثيها.

(8/112)


11113- خولة بنت الأسود الخزاعية «1»
. تأتي في أم حرملة في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.

11114- خولة بنت إياس
بن جعفر الحنفية، والدة محمد بن علي بن أبي طالب.
رآها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في منزله فضحك، ثم قال: «يا عليّ، أما إنّك تتزوّجها من بعدي، وستلد لك غلاما فسمّه باسمي وكنّه بكنيتي وانحله» .
رويناه في فوائد أبي الحسن أحمد بن عثمان الأدمي، من طريق إبراهيم بن عمر بن كيسان، عن أبي جبير عن أبيه قنبر حاجب علي، قال: رآني عليّ ... فذكره، وسنده ضعيف وثبوت صحبتها مع ذلك يتوقّف على أنها كانت حينئذ مسلمة.

11115- خولة بنت ثابت
بن المنذر بن عمرو بن حزام الأنصاري، أخت حسان بن ثابت.
روى إسحاق بن إبراهيم الموصليّ، عن الأصمعي لها شعرا، ذكره في كتاب الأغاني، ونقله عنه أبو الفرج الأصبهاني بسنده إليه.

11116- خولة بنت ثامر «2»
. قال عليّ بن المدينيّ: هي بنت قيس بن قهد، بالقاف، وثامر لقب. وحكى ذلك أبو عمر أيضا، ويقال هما ثنتان، نعم الحديث الّذي روى عن خولة بنت ثامر جاء عن خولة بنت قيس. قال أبو عمر: روى عنها النعمان بن أبي عياش ... فذكر الحديث، ولم يسلق «3» سنده.
وأسنده ابن مندة من وجهين: عن أبي الأسود يتيم عروة عن النعمان- أنه سمع خولة بنت ثامر الأنصارية تقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الدّنيا خضرة حلوة. وإنّ رجالا يخوضون «4» في مال اللَّه ومال رسوله بغير حقّ لهم النّار يوم القيامة» «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6884، الاستيعاب ت 3364.
(2) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 325، تجريد أسماء الصحابة 2/ 263، 265، الكاشف 3/ 469.
(3) في أيسبق.
(4) أي يتصرفون في مال اللَّه تعالى بما لا يرضاه وأصل الخوض المشي في الماء وتحريكه، ثم استعمل في التلبس بالأمر والتصرّف فيه. اللسان 2/ 1289.
(5) أخرجه مسلم في صحيحه 4/ 2098 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب 26 أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء حديث رقم 99- 2742 والترمذي 4/ 419 كتاب الفتن باب 26 ما جاء ما أخبر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة حديث رقم 2191 وقال حسن صحيح وابن ماجة في السنن 2/ 1325 كتاب الفتن باب 19 فتنة النساء حديث رقم 4000، وأحمد في المسند 3/ 19، 22، 46، 61، 84، 6/ 364 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 852، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1699، وأبو نعيم في الحلية 7/ 311، والهيثمي في الزوائد 3/ 99.

(8/113)


وأخرجه التّرمذيّ، من طريق سعيد المقبري، عن أبي الوليد: سمعت خولة بنت قيس ... فذكر نحوه.
وأخرجه البخاريّ، عن المقبري، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي الأسود، فقال:
عن خولة الأنصارية، ولفظه: «إنّ رجالا يتخوّضون في مال اللَّه بغير حقّ لهم النّار» «1» .
كذا أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد» ، عن يعقوب بن حميد، عن المقبري، لم يسمّ أباها أيضا، واللَّه أعلم.

11117- خولة بنت ثعلبة «2»
. هكذا يقول الأكثر، ونسبها ابن الكلبي في تفسيره، فقال: بنت ثعلبة بن مالك الدخشم.

11118- خولة بنت مالك:
بن ثعلبة بنت أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم [بن عوف] «3» بن عمرو بن عوف، ويقال خولة بنت حكيم «4» .
ذكرها أبو عمر- بن خليد بن دعلج، عن قتادة، ويقال بنت دليح- ذكره ابن مندة، ويقال خويلة، بالتصغير، بنت خويلد آخره دال. أخرجه ابن مندة، من طريق أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة، عن ابن عباس: وقيل بنت الصامت، أخرجه يحيى الحمّاني في مسندة، من طريق أبي إسحاق السّبيعي، عن يزيد بن زيد، عنها، قال محمد بن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه: وأخرجه أحمد عن يعقوب وسعد ابني إبراهيم بن سعد، عن أمهما، واللفظ له عن ابن إسحاق، عن معمر بن عبد اللَّه بن حنظلة، عن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام، عن خولة.
وفي رواية إبراهيم خويلة امرأة أوس بن الصامت، أخي عبادة، قالت: فيّ واللَّه وفي أوس بن الصامت أنزل اللَّه عز وجل صدر سورة المجادلة، قالت: كنت عنده، وكان شيخا
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحة 4/ 104. وأحمد في المسند 6/ 410، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16757.
(2) أسد الغابة ت 6886، الاستيعاب ت 3366.
(3) سقط في أ.
(4) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 326، 328، تجريد أسماء الصحابة 2/ 263، تقريب التهذيب 2/ 596، تهذيب الكمال 3/ 1682، تهذيب التهذيب 12/ 416، 414، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 380.

(8/114)


كبيرا قد ساء خلقه وضجر، قالت: فدخل عليّ يوما فراجعته بشيء فغضب وقال: أنت عليّ كظهر أمي، ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ثم دخل عليّ فإذا هو يريدني قالت:
فقلت: كلا والّذي نفسي بيده، لا تخلص إليّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم اللَّه ورسوله فينا.
قالت: فواثبني فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني، ثم خرجت حتى جئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه. فجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه، قالت: فجعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يا خويلة، ابن عمّك شيخ كبير فاتّقي اللَّه فيه» .
قالت: فو اللَّه ما برحت حتى نزل فيّ القرآن، فتغشّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما كان يتغشاه ثم سرّي عنه، فقال: «يا خويلة، قد أنزل اللَّه فيك وفي صاحبك» . ثم قرأ عليّ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ... إلى قوله: وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ [المجادلة 1 و 4] .
قالت: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «مريه فليعتق رقبة» . قالت: فقلت: واللَّه يا رسول اللَّه، ما عنده ما يعتق. قال: «فليصم شهرين متتابعين» . قالت: فقلت: واللَّه إنّه لشيخ كبير ما به من طاقة. قال: «فليطعم ستّين مسكينا وسقا بعذق من تمر» . قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، ما ذاك عنده. قالت: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فإنّا سنعينك بعذق من تمر» . قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، وأنا سأعينه بعذق آخر. فقال: «قد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدّقي به عنه، ثمّ استوصي بابن عمّك خيرا» . قالت: ففعلت.
وفي رواية محمد بن سلمة عن إسحاق: خولة بنت مالك بن ثعلبة. أخرجه ابن مندة، وكذا أخرجه من طريق جعفر بن الحارث عن ابن إسحاق، وكذا رواه زكريا بن أبي زائدة، عن ابن إسحاق، أخرجه الحسن بن سفيان.
وقال أبو عمر: روينا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس، فمرّ بعجوز فاستوقفته فوقف، فجعل يحدّثها وتحدثه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، حبست الناس على هذه العجوز. فقال: ويلك! أتدري من هي؟ هذه امرأة سمع اللَّه شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل اللَّه فيها: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما ... [المجادلة 1] الآيات، [واللَّه لو أنها وقفت إلى الليل] ما فارقتها إلا للصلاة ثم أرجع إليها.
قال: وقد روى خليد بن دعلج عن قتادة، قال: خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبديّ فإذا بامرأة برزة على ظهر الطريق، فسلّم عليها عمر، فردت عليه السلام، فقالت:

(8/115)


هيها يا عمر، عهدتك وأنت تسمي عميرا في سوق عكاظ تروع الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين! فاتق اللَّه في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت.
فقال الجارود: قد أكثرت على أمير المؤمنين أيتها المرأة. فقال عمر: دعها، أما تعرفها؟ هذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع اللَّه قولها من فوق سبع سماوات، فعمر أحقّ واللَّه أن يسمع لها.
قال أبو عمر: هكذا في الخبر خولة بنت حكيم امرأة عبادة، وهو وهم- يعني في اسم أبيها وزوجها، وخليد ضعيف سيئ الحفظ.

11119- خولة بنت حكيم
بن أمية «1» بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال ابن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة «2» بن سليم السلمية، امرأة عثمان بن مظعون.
يقال: كنيتها أم شريك، ويقال لها خويلة بالتصغير، قاله أبو عمر. قال: وكانت صالحة فاضلة، روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن المسيب، وبشر بن سعيد، وعروة، وأرسل عنها عمر بن عبد العزيز، فأخرج الحميدي في مسندة عن عمر بن عبد العزيز، زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون ...
فذكر حديثا.
وأخرج السّراج في تاريخه من طريق حجاج بن أرطاة عن الربيع بن مالك عن خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون.
وقال هشام بن عروة عن أبيه: كنت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهنّ للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، علّقه البخاري، ووصله أبو نعيم من طريق أبي سعيد مولى بني هشام، عن أبيه، عن عائشة.
وأخرجه الطّبرانيّ من طريق يعقوب، عن محمد، عن هشام، عن أبيه، عن خولة بنت حكيم- أنها كانت من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال أبو عمر: هي التي قالت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: يا رسول اللَّه، إن فتح اللَّه عليك الطائف
__________
(1) الثقات 3/ 115، أعلام النساء 1/ 328، 326، 442، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264 تقريب التهذيب 2/ 96 تهذيب التهذيب 12/ 415، تهذيب الكمال 3/ 1682، تلقيح فهوم أهل الأثر 27، 18، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 380، بقي بن مخلد 147.
(2) في أبهيثة.

(8/116)


فأعطني حلي بادية بنت غيلان أبي سلامة أو حلي الفارعة بنت عقيل، وكانت من أحلى نساء ثقيف، فقال: «وإن كان لم يؤذن لي في ثقيف يا خويلة» . فذكرت ذلك لعمر، فقال: يا رسول اللَّه، أما أذن لك في ثقيف؟ قال: «لا» .
وأخرج ابن مندة، من طريق الزهري: كانت عائشة تحدث أن خولة بنت حكيم زوج عثمان بن مظعون دخلت عليها وهي بذة الهيئة، فقالت: إن عثمان لا يريد النساء ...
الحديث. هذه رواية أبي اليمان عن شعيب، ووصله غيره عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، ولا يثبت، ولكن
أخرجه أحمد من طريق ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: دخلت على خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما أبذ هيئة خويلة!» «1»
فقلت: امرأة لا زوج [لها، تصوم النهار وتقوم الليل، فهي طمرور «2» لا زوج لها.] الحديث. في إنكاره على عثمان.
ولخولة امرأة عثمان بن مظعون ذكر في ترجمة قدامة بن مظعون وقال هشام بن الكلبي: كانت ممن وهبت نفسها للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكان عثمان بن مظعون مات عنها.

11120- خولة بنت حكيم الأنصارية «3»
. فرّق الطّبرانيّ بينها وبين التي قبلها،
فأخرج من طريق شعبة عن عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيّب، عن خولة بنت حكيم، قالت: سألت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، المرأة ترى في المنام ما يرى الرجل؟ قال: «إذا رأت ذلك فلتغتسل» .
قلت: قد وقع في بعض الأخبار أنّ أم عطية كانت تسمى خولة، وهو فيما
أخرجه أبو نعيم، من طريق عباد بن العوام، عن حجاج بن أرطاة، حدثني الربيع بن مالك، عن أم عطية، وكانت تسمى خولة، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من نزل منزلا فقال:
أعوذ بكلمات اللَّه التّامّة ... » «4» الحديث.
وأم عطية إن كانت الأنصارية، فالمشهور أنّ اسمها نسيبة، بنون ومهملة وموحدة مصغر. ويحتمل أن يكون لها اسمان، أو أحدهما لقب، لكن هذا المتن ثبت من هذا
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 268 عن عائشة.
(2) الطّمرور: الّذي لا يملك شيئا لغة في الطّملول اللسان 4/ 2703.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 264، خلاصة تذهب تهذيب الكمال 3/ 380.
(4) أخرجه العقيلي في الضعفاء 2/ 50 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 136 عن عبد الرحمن بن عابس ... الحديث بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

(8/117)


الوجه. أخرجه أحمد، وفيه: عن خولة امرأة عثمان، يعني ابن مظعون، فظهر بهذا أن خولة امرأة عثمان كانت تكنى أم عطية، وليست أنصارية، بل هي سلمية كما تقدم، فالأنصارية غيرها.

11121- خولة بنت خولي
بن عبد اللَّه الأنصارية، أخت أوس بن خولي، تقدم نسبها مع أخيها، ذكرها ابن سعد في المبايعات.

11122- خولة بنت دليج «1»
. تقدم بيان ذلك في خولة بنت ثعلبة كذلك.

11123- خولة بنت خويلة
قيل هي المجادلة. تقدم بيان ذلك في خولة بنت ثعلبة كذلك.

11124- خولة بنت الصامت «2»
. تقدمت في خولة بنت ثعلبة كذلك.

11125- خولة بنت عاصم
امرأة بلال بن أمية، هي التي قذفا «3» ، ففرّق بينهما النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، يعني باللعان، لها ذكر، ولا يعرف لها رواية، قاله ابن مندة.

11126- خولة بنت عبد اللَّه الأنصارية»
. قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «النّاس دثار والأنصار شعار» «5» .
وفي إسناد حديثها مقال، كذا قال أبو عمر مختصرا. قال ابن مندة: عدادها في البصريين، ثم
ساق من رواية عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين، عن سكينة بنت منيع، عن أمها رقية بنت سعد، عن جدتها خولة بنت عبد اللَّه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول ... فذكره.
وزاد: «اللَّهمّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار» .
قالت: سكينة:
فأرجو أن أكون أدركتني دعوة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.

11127- خولة بنت عبيد
بن ثعلبة الأنصارية، ثم النجارية من المبايعات.
__________
(1) أسد الغابة ت 6889.
(2) الثقات 3/ 115، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، بقي بن مخلد 975.
(3) في أ: قذفها.
(4) أعلام النساء 1/ 329، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264، الاستبصار 354.
(5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12/ 160، 14/ 48، 527 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 219 عن ابن عباس بزيادة في أوله وآخره قال الهيثمي رواه البزار وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة من كهيل وهو متروك. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30204، وعزاه لابن أبي شيبة عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب.

(8/118)


ذكرها ابن سعد، وقال: أمها الرعاة بنت عدي بن سواد، تزوجها صامت بن زيد بن خلدة، فولدت له معاوية.

11128- خولة بنت عقبة
بن رافع الأشهلية، أخت أم الحكم وأم سعد، وهما عمتا محمود بن لبيد، أسلمت وبايعت، ذكرها ابن سعد، وقال: أمها سلمى بنت عمرو الساعدية، قال: وتزوجها الحارث بن الصمة الأنصاري النّجاري، فولدت له سعدا، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن قتادة، فولدت له عمرا.

11129- خولة بنت عمرو «1»
. تأتي في القسم الرابع.

11130- خولة بنت القعقاع
بن معبد بن زرارة التميمية.
تقدم ذكر والدها، وكانت هي تحت أبي الجهم بن حذيفة، فولدت له محمدا، وتقدم أيضا، وعاشت خولة إلى خلافة معاوية، ولها قصة مع أمّ ولد أبي الجهم، ذكرها المدائني وغيره.

11131- خولة بنت قيس
بن السكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
قال ابن سعد: تزوجها هشام بن عامر بن أمية بن زيد، من بني مالك بن عدي بن النجار، وأسلمت وبايعت، وأمها أم خولة بنت سفيان بن قيس بن زعوراء.

11132- خولة بنت قيس
بن قهد، بالقاف «2» ، بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية الخزرجية ثم النجارية أم محمد. يقال: هي زوج حمزة بن عبد المطلب، ثم قيل غيرها.
قال محمود بن لبيد، عن خولة بنت قيس بن قهد، وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب: أنها قالت: دخل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم على عمه- يعني حمزة، فصنعت شيئا فأكلوه، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ألا أخبركم بكفّارات الخطايا؟» قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة» «3» .
أخرجه ابن مندة بعلو.
__________
(1) أسد الغابة ت 6894.
(2) الثقات 3/ 115، أعلام النساء 1/ 329، تجريد أسماء الصحابة 2/ 265، الكاشف 3/ 469، تقريب التهذيب 2/ 596، تهذيب التهذيب 12/ 415، تهذيب الكمال 3/ 682، حلية الأولياء 2/ 64، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، بقي بن مخلد 223، تبصير المنتبه 3/ 1086، الإكمال 7/ 77 د المؤتلف والمختلف 104، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1844.
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 241 وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده محتمل.

(8/119)


وأخرج أيضا من طريق قيس بن النعمان بن رفاعة: سمعت معاذ بن رفاعة بن رافع، يحدث عن خولة بنت قيس بن قهد، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فصنعت له حريرة، فلما قدمتها إليه وضع يده فيها فوجد حرّها فقبضها، ثم قال: «يا خولة لا نصبر على حرّ ولا نصبر على برد» «1» .
وقال ابن سعد: أمها الفريعة بنت زرارة أخت أسعد بن زرارة، قال: وخلف عليها بعد حمزة بن عبد المطلب حنظلة بن النعمان بن عمرو بن مالك بن عامر بن العجلان.
وأخرج أبو نعيم، من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري عن عبيد سنوطي، قال: دخلت على خولة بنت قيس التي كانت عند حمزة فتزوّجها النعمان بن عجلان بعد حمزة، فقلت: يا أم محمد، انظري ما تحدثينني، فإن الحديث عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بغير ثبت شديد، فقالت: بئس ما لي أن أحدثهم عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بما سمعته وأكذب عليه، سمعته يقول:
«الدّنيا حلوة خضرة من يأخذ منها ما يحلّ له يبارك له فيه وربّ متخوّض في مال اللَّه ... »
الحديث.

11133- خولة بنت قيس «2»
، أم صبيّة، بصاد مهملة ثم موحدة مصغرة، مع التثقيل.
أخرج الطّبرانيّ، من طريق خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهنيّ، عن سالم بن سرح مولى أم صبيّة بنت قيس، وهي خولة بنت قيس، وهي جدة خارجة بن الحارث- أنه سمعها تقول: اختلفت يدي ويد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في إناء واحد. وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن خارجة بن الحارث، وزعم ابن مندة أنّ أم صبيّة هي خولة بنت قيس بن قهد، وردّ عليه أبو نعيم فأصاب. وقد فرّق بينهما ابن سعد وغيره.

11134- خولة بنت مالك
بن بشر الأنصارية الزرقية. ذكرها ابن سعد في المبايعات.

11135- خولة بنت المنذر:
بن زيد بن لبيد بن خراش «3» بن عامر بن غنم بن عدي ابن النجار، مرضعة إبراهيم بن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. أم بردة مشهورة بكنيتها. ذكرها العدوي.
__________
(1) أورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 514، وقال في الكبير للطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن خولة بنت قيس أنها جعلت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حريرة فقد منها إليه فوضع يده فيها فوجد حرها فقبضها وقال يا خولة لا نصبر على حر ولا على برد وفي لفظ أحمد بسند جيد فأحرقت أصابعه. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44139.
(2) أسد الغابة: ت 6896.
(3) الاستيعاب: ت 3371.

(8/120)


11136- خولة بنت الهذيل
بن قبيصة بن هبيرة بن الحارث «1» بن حبيب بن حرفة، بضم المهملة وسكون الراء بعدها فاء، ابن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب التغلبية.
يقال: تزوّجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. فماتت في الطريق قبل أن تصل إليه. قاله أبو عمر عن الجرجانيّ النّسّابة.
قلت: وقد ذكرها المفضل بن غسان الغلّابي في تاريخه، عن علي بن صالح، عن علي بن مجاهد، قال: وتزوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خولة بنت الهذيل، وأمّها خرنق بنت خليفة أخت دحية الكلبي، فحملت إليه من الشام، فماتت في الطريق، فنكح خالتها شراف أخت دحية بن خليفة، فحملت إليه فماتت في الطريق أيضا.
وقد مضى مثل ذلك في ترجمة خرنق قريبا عن ابن سعد.

11137- خولة بنت يسار «2» .
لها ذكر في حديث أبي هريرة.
أخرجه ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة- أن خولة بنت يسار قالت: يا رسول اللَّه، إن أثر الدم لا يخرج من ثوبي، فقال: «لا يضرّك» .
ذكره ابن مندة، ووصله أبو نعيم. وسيأتي لها ذكر في التي بعدها.

11138- خولة بنت اليمان،
أخت حذيفة «3» .
روى أبو سلمة بن عبد الرحمن، عنها، قالت: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا خير في جماعة النّساء إلّا عند ميّت، فإنّهنّ إذا اجتمعن قلن وقلن ... » الحديث.
ذكرها أبو عمر مختصرة، وأسنده ابن مندة، من طريق الصلت بن مسعود، عن علي بن ثابت، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة، فذكره سواء.
وأخرج ابن مندة أيضا، من طريق ابن حفص، عن علي بن ثابت، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن خولة بنت يسار، قالت: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقلت:
إني امرأة أحيض، وليس عندي غير ثوب واحد، فلا أدري كيف أصنع يا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ قال:
__________
(1) أسد الغابة: ت 6897، الاستيعاب: ت 3375.
(2) أعلام النساء 1/ 329.
(3) الثقات 3/ 117، أعلام النساء 1/ 330، الاستبصار 235، تجريد أسماء الصحابة 2/ 265.

(8/121)


«إذا تطهّرت فاغسلي ثوبك ثمّ صلّي عليه» . قلت: يا رسول اللَّه، إني أرى أثر الدم فيه.
فقال: «اغسليه ولا يضرّك أثره» «1» .
قال أبو عمر: أخشى أن تكون هي خولة بنت اليمان، لأن إسناد حديثهما واحد.
قلت: لا يلزم من كون الإسناد إليهما واحدا مع اختلاف المتن أن تكونا واحدة، فقد ذكر ابن مندة أنّ امرأة ربعي بن حراش روت عن خولة بنت اليمان، ووصله أبو مسلم الكجي، وأبو نعيم، من طريقه، من رواية أبي عوانة، عن منصور، عن ربعي، عن امرأته، عن أخت حذيفة، قالت: قام فينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا معشر النّساء، أما لكنّ في الفضّة ما تحلين به «2» ... الحديث- في الزجر عن التحلي بالذهب.

11139- خولة،
خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «3» .
قال أبو عمر: روى حديثها حفص بن سعيد عن أبيه عنها في تفسير: وَالضُّحى وليس إسناد حديثها مما يحتجّ به.
قلت: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، والطّبرانيّ،
من طريق أبي نعيم، عن حفصة، ولفظه: عن أمها، وكانت خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- أن جروا دخل البيت، فدخل تحت السرير، ومكث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاثا لا ينزل عليه الوحي، فقال: «يا خولة، ما حدث في بيت رسول اللَّه؟
جبريل لا يأتيني؟» فقلت: واللَّه ما علمت، فأخذ برده فلبسه، وخرج، فقلت: لو هيأت البيت فكنسته؟ فإذا بجرو ميت، فأخذته فألقيته، فجاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ترعد لحيته، وكان إذا أتاه الوحي أخذته الرعدة، فقال: «يا خولة، دثّريني، فأنزل اللَّه تعالى: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ... [الضحى 1، 2] السورة.

11140- خولة «4»
، غير منسوبة.
أفردها الطّبرانيّ. وقال أبو نعيم: أظنها امرأة حمزة.
أخرج ابن أبي عاصم، والحسن ابن سفيان، والطّبرانيّ، من طريق بقيّة، عن سليمان بن عبد الرحمن بن أبي الجون، عن أبي
__________
(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 102، 103.
(2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 494 عن أخت لحذيفة كتاب الخاتم باب ما جاء في الذهب للنساء حديث رقم 4237 والنسائي في السنن 8/ 156، 157 عن أخت لحذيفة كتاب الزينة باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب (39) حديث رقم 5137، 5138 وأحمد في المسند 5/ 398، 6/ 357 والدارميّ في السنن 3/ 279، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 141.
(3) أعلام النساء 1/ 329، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264.
(4) أسد الغابة (6900) .

(8/122)


سعيد بن العاص، عن معاوية بن إسحاق، عن خولة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما يقدّس اللَّه أمّة لا يأخذ ضعيفها من قويها حقّه غير متعتع «1» . ومن انصرف عن غريمه وهو راض عنه صلّت عليه دوابّ الأرض ونون البحار «2» ، ومن انصرف عن غريمه وهو ساخط كتب عليه كلّ يوم وليلة وجمعة وشهر وسنة ظلم» .
11141

- خولة «3» بنت الأسود،
وخويلة بنت ثعلبة. وخويلة بنت حكيم. وخويلة بنت خويلد، وخويلة بنت قيس- تقدمن.

11142- خيرة بنت أبي أمية
بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط الأنصارية، من بني غنم بن السلم، زوج مكنف بن محيصة بن مسعود الأنصاري. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت.

11143- خيرة بنت أبي حدرد،
أم الدرداء الكبرى «4» .
سماها أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين فيما رواه ابن أبي خيثمة عنهما وقالا: اسم أبي حدرد عبد. وقال أم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة، وقال غيرها جهيمة. وقال أبو عمر: كانت أمّ الدرداء الكبرى من فضلى النساء وعقلائهن، وذات الرأي فيهن مع العبادة والنسك، توفيت قبل أبي الدرداء. وذلك بالشام في خلافة عثمان، وكانت حفظت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن زوجها.
روى عنها جماعة من التابعين، منهم ميمون بن مهران، وصفوان بن عبد اللَّه، وزيد بن أسلم، قال: وأم الدرداء الصغرى لا أعلم لها خبرا يدلّ على صحبة ولا رؤية، ومن خبرها أنّ معاوية خطبها بعد أبي الدرداء، فأبت أن تتزوّجه.
قلت: وروى ذلك أبو الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أم الدرداء أنها قالت لأبي الدرداء: إنك خطبتني إلى أبي في الدنيا فأنكحوني، وإني أخطبك إلى نفسك في الآخرة، قال: فلا تنكحي بعدي، فخطبها معاوية فأخبرته بالذي كان، فقال لها: عليك بالصيام، ولها ترجمة حافلة في تاريخ ابن عساكر. والّذي ذكر أبو عمر أنهم رووا عن أم الدرداء الكبرى وهم، إنما هم من الرواة عن الصغرى إلا ميمون بن مهران، فإنه أدركها، وروى عنها، وبذلك جزم المزي وغيره.
__________
(1) غير متعتع- بفتح التاء- أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه- اللسان/ 1/ 434.
(2) النون: الحوت والجمع أنوان ونينان. اللسان 6/ 4586.
(3) في أ: خويلة.
(4) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 337، تجريد أسماء الصحابة 2/ 266، أزمنة التاريخ الإسلامي 974.

(8/123)


وقال ابن مندة: خيرة أم الدرداء، وقيل اسمها هجيمة. وتعقّبه ابن الأثير. وقال علي بن المديني: كان لأبي الدرداء امرأتان كلتاهما يقال لهما أم الدرداء: إحداهما رأت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهي خيرة بنت أبي حدرد، والثانية تزوّجها بعد وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهي هجيمة الوصابية.
قال أبو مسهر: هما واحدة، ووهم في ذلك. وقال ابن ماكولا: أم الدرداء الكبرى لها صحبة، وماتت قبل أبي الدرداء، والصغرى هي التي خطبها معاوية.
وأورد ابن مندة لأم الدّرداء حديثا مرفوعا، من طريق شريك، عن خلف بن حوشب، عن ميمون بن مهران، قال: قلت: لأم الدرداء: سمعت من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا؟ قالت: نعم، دخلت عليه وهو جالس في المسجد فسمعته يقول: ما يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن «1» .
وأخرج الطّبرانيّ من طريق زبّان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه- أنه سمع أم الدرداء تقول: خرجت من الحمام فلقيني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «من أين أقبلت يا أمّ الدّرداء؟» قلت: من الحمام. قال: «ما منكنّ امرأة تضع ثيابها في غير بيت إحدى أمهاتها أو زوج إلّا كانت هاتكة كلّ ستر بينها وبين اللَّه ... » «2»
وسنده ضعيف جدا.

11144- خيرة بنت قيس الفهرية،
أخت فاطمة، زوج سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أحد العشرة.
لها حديث في مسند الشاميين للطبراني.

11145- خيرة:
امرأة «3» كعب بن مالك الأنصارية «4» ، شاعر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ويقال بالحاء غير معجمة
وحديثها عند الليث من رواية ابن وهب عنه بإسناد ضعيف لا تقوم به حجّة- أنّ
__________
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 10/ 110 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 278، 422، وقال رواه الطبراني عن أبي الدرداء وهو عند أبي داود والترمذي بلفظ ما من شيء من الميزان أثقل من حسن الخلق أخرجه الترمذي في السنن 4/ 319 عن أبي الدرداء ... الحديث كتاب البر والصلة باب ما جاء في حسن الخلق (62) حديث رقم 2003 وقال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 668 كتاب الأدب باب في حسن الخلق حديث رقم 4799.
(2) أخرجه البغدادي في موضع أوهام الجمع والتفريق 1/ 369.
(3) في أ: بنت.
(4) أعلام النساء 1/ 338، تجريد أسماء الصحابة 2/ 266، تقريب التهذيب 2/ 596، تهذيب التهذيب 12/ 416، الكاشف 3/ 469، تهذيب الكمال 3/ 1682، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، بقي بن مخلد 986.

(8/124)


رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا يجوز لامرأة في مالها أمر إلّا بإذن زوجها» .
قاله أبو عمر هكذا.
وقد وصله ابن ماجة وابن مندة من هذا الوجه عن الليث، عن رجل من ولد كعب بن مالك يقال له عبد اللَّه بن يحيى عن أبيه، عن جدّه- أن جدّته خيرة امرأة كعب بن مالك أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: إني تصدقت بهذا الحلي ... فذكر الحديث. وفيه: «فهل استأذنت كعبا؟» فقالت: نعم. قال ابن مندة: ورواه يحيى بن عبد اللَّه بن كعب، عن أمه بنت عبد اللَّه بن أنس، عن أمها فاضلة الأنصارية.
وستأتي.

القسم الثاني
11146- خديجة بنت الزبير
بن العوّام.
تقدم ذكرها في القسم الأول، ويغلب علي الظنّ أنها من أهل هذا القسم، وأنها كانت في العهد النبوي صغيرة.

القسم الثالث
11147- خولة الحنفية،
والدة محمد بن علي [بن أبي طالب] «1» «2» .
تقدم ذكرها في القسم الأول، وإن لم يثبت أنها كانت حين قيل لعليّ ذلك مسلمة، وإلّا فهي من أهل هذا القسم.

11148- خولة بنت الهذيل.
تقدمت في الأول، وظاهر قصتها أنها لم تلق النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فتكون من أهل هذا القسم.

القسم الرابع
11149- خولة بنت عمرو..
ذكرها ابن مندة، وأورد من طريق عبد الملك بن يحيى عن هشام بن عروة [عن أبيه] «3» ، عن عائشة، قالت: ابتاع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جزورا من أعرابي، فبعث إلى خولة بنت عمرو يستسلفها، ثم قال: رواه مرجّي بن رجاء وغيره عن هشام، فقالوا في حديثهم: بعث إلى خولة بنت حكيم. وهذا أصحّ.
__________
(1) سقط في أ.
(2) سقط في أ.
(3) قال الهيثمي في الزوائد 4/ 142 وعن عائشة قالت ابتاع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من رجل من الأعراب جزورا ... الحديث رواه أحمد والبزار وإسناد أحمد صحيح.

(8/125)


قلت: الحديث مشهور لخولة بنت حكيم، وبنت عمرو وهم، ويحتمل أن تتعدّد القصة، وقد أشرت إلى ذلك في

القسم الأول.

حرف الدال المهملة
القسم الأول

11150- دبية،
بضم أولها وسكون الموحدة بعدها مثناة تحتانية: هي بنت خالد بن النعمان بن خنساء، من بني غنم بن مالك بن النجار. ورأيتها بخط معتمد بتشديد الموحدة والياء جميعا، تكنى أم سماك.
أسلمت وبايعت، ذكرها ابن سعد، وقال: أمها إدام بنت عمرو بن معاوية، تزوجها يزيد بن ثابت بن الضحاك، فولدت له عمارة.

11151- دجاجة بنت أسماء «1»
، والدة عبد اللَّه بن عامر بن كرز.
ذكر عمر بن شبّة أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وجد عند عمير خمس نسوة فطلّق منهن دجاجة بنت أسماء، فخلف عليها عامر بن كرز، فولدت له عبد اللَّه بن عامر.

11152- درّة بنت أبي سفيان
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموية «2» ، أخت أم حبيبة التي قالت عنها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: انكح أختي بنت أبي سفيان.
وردت تسميتها في بعض طريق الحديث المذكور عند أبي موسى. وأخرج من طريق عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، قالت:
قالت أم حبيبة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: هل لك في درّة بنت أبي سفيان؟ الحديث. وقيل اسمها عزة. قال أبو عمر: هو الأشهر. وقيل اسمها حمنة، كما تقدم.

11153- درّة بنت أبي سلمة
بن عبد الأسد بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم المخزومية «3» .
هي التي قالت لها أمّ حبيبة في القصة التي قبل هذه. إنا قد تحدثنا أنك ناكح درة بنت
__________
(1) الاستيعاب: ت 3378.
(2) أسد الغابة: ت 6903.
(3) أسد الغابة: ت 6904، الاستيعاب: ت 3379.

(8/126)


أبي سلمة.
فقال: «إنّها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلّت لي، لأنّها ابنة أخي من الرّضاعة» «1» .
وردت تسميتها في بعض طرق الحديث المذكور عند البخاري، من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن زينب بنت أبي سلمة- أن أم حبيبة قالت: يا رسول اللَّه، إنّا قد تحدثنا أنك ناكح درّة بنت أبي سلمة ... الحديث.
وذكرها الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» في أولاد أبي سلمة بن عبد الأسد.

11154- درّة بنت أبي لهب «2»
بن عبد المطلب بن هشام «3» بن عبد مناف الهاشمية ابنة عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
أسلمت وهاجرت، وكانت عند الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فولدت له عقبة، والوليد وغيرهما، كذا قال ابن عبد البر.
وقال ابن سعد، تزوجها الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، فولدت له الوليد، وأبا الحسن، وأسلم ثم قتل يوم بدر كافرا فخلف عليها دحية بن خليفة الكلبي.
وروى ابن أبي عاصم، والطّبرانيّ، وابن مندة،
من طريق عبد الرحمن بن بشر، وهو ضعيف، عن محمد بن إسحاق، عن نافع وزيد بن أسلم، عن بن عمر، وعن سعيد المقبري وابن المنكدر عن أبي هريرة وعن عمار بن ياسر، قالوا: قدمت درّة بنت أبي لهب المدينة مهاجرة، فنزلت في دار رافع بن المعلى، فقال لها نسوة من بني زريق: أنت ابنة أبي لهب الّذي يقول اللَّه له: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ [المسد 1] ، فما تغني عنك هجرتك؟ فأتت درة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فذكرت ذلك له، فقال: «اجلسي» ثم صلّى بالناس الظهر. وجلس على المنبر ساعة، ثم قال: «أيّها النّاس، ما لي أوذى في أهلي؟ فو اللَّه إنّ شفاعتي لتنال قرابتي حتّى أنّ صداء، وحكما، وسلهبا لتنالها يوم القيامة» » .
وأخرج ابن مندة، من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو واه، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة- أن سبيعة بنت أبي لهب جاءت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت: إن
__________
(1) أخرجه ابن ماجة 1/ 624 كتاب النكاح باب (34) يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب حديث رقم 1939.
(2) مسند أحمد 6/ 431، طبقات ابن سعد/ 50، طبقات خليفة 330، مجمع الزوائد 9/ 257.
(3) في أ: هاشم.
(4) أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 409.

(8/127)


الناس يصيحون بي ويقولون: إني ابنة حطب النار. فقام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو مغضب شديد الغضب، فقال: «ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي؟ ألا ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللَّه» «1» .
ثم قال: رواه محمد بن إسحاق وغيره عن المقبري، فقالوا: قدمت درّة بنت أبي لهب ... فذكره نحوه. قال أبو نعيم: الصواب درة.
قلت: يحتمل أن يكون لها اسمان، أو أحدهما لقب، أو تعدّدت القصة لامرأتين.
وأخرج الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وابن عديّ في «الكامل» ، وابن مندة، من طريق علي بن أبي علي اللهبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، عن درّة بنت أبي لهب، قالت: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا يؤذى حيّ بميّت» .
وفي رواية ابن مندة، من طريق سماك بن حرب، عن زوج درة بنت أبي لهب، قال: قام رجل، فقال: يا رسول اللَّه، أيّ الناس خير؟ قال: «خير الناس أقرأهم وأتقاهم، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرّحم ... » «2»
فذكره بطوله. أورده في أوائل مسند عائشة.
وذكر البلاذريّ أنّ زيد بن حارثة تزوّجها، ولعل ذلك قبل أن يتزوّجها الحارث بن نوفل. وقيل: تزوجها دحية الكلبي، فأخرج بن مندة من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عمرو عن عطاء، عن علي بن الحسين، عن درة بنت أبي لهب، وكانت تحت دحية بن خليفة، وكانت تعظم الناس، فدخل عليه ليلة نفر من المنافقين فقال بعضهم: إنما مثل محمد كمثل عذق نبت في فناء، فسمعته درة بنت أبي لهب، فانطلقت إلى أم سلمة، فذكرت لها ذلك، وذلك قبل أن ينزل في الحجاب ... فذكر نحو حديث ابن إسحاق مطوّلا.

11155- دعد بنت عامر،
وقيل بنت عبيد بن دهمان، وهي أم رومان، والدة عائشة.
تأتي في «الكنى» .

القسم الثاني خال، وكذا القسم الثالث.
__________
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 2717 والذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم 9726.
(2) أخرجه أحمد 6/ 432، وانظر المجمع 7/ 263.

(8/128)


القسم الرابع
11156- دقرة،
أم ولد لأذينة «1» .
ذكرها الطّبرانيّ، وقال: يقال لها صحبة. ولم يورد لها شيئا.
قلت: هي تابعية من الطبقة الأولى، ضبطت بالقاف، وهي بنت غالب الراسبية بصرية، والدة عبد الرحمن بن أذينة، أخرج لها النسائي من روايتها، عن عائشة في العدة.
وذكرها ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . روى عنها محمد بن سيرين، وبديل بن ميسرة، ولها عن عائشة حديث في التصليب في الثوب، ووهم فيها ابن أبي حاتم فظنها رجلا، فقال دقرة روى عن عائشة، وعنه بديل بن ميسرة. قال المزي في التهذيب: وهم في ذلك.

حرف الذال المعجمة
وهذا الحرف في الاستيعاب خال من النساء

القسم الأول
11157- ذرة «2»
، غير منسوبة: لها
حديث عند أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أبي جعفر الرازيّ، عن الليث، عن ابن المنكدر، عن ذرة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين في الجنّة» . وأشار بإصبعيه- «والسّاعي على الأرملة والمسكين كالغازي في سبيل اللَّه تعالى، وكالقائم الصّائم الّذي لا يفتر» .
أخرجه ابن مندة.

القسم الثاني خال، وكذا القسم الثالث، والقسم الرابع.
__________
(1) أسد الغابة ت 6906.
(2) أعلام النساء 1/ 363، تجريد أسماء الصحابة 2/ 266.

(8/129)


حرف الراء
القسم الأول
11158- رابعة بنت ثابت
بن الفاكه بن ثعلبة الأنصارية «1» ، من بني خطمة.
ذكرها ابن حبيب فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.

11159- رابطة بنت الحارث «2»
بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية، زوج الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، وقيل اسمها ربطة بغير ألف، وبه جزم ابن سعد وأبو عمر وقال: أمها زينب بنت عبد اللَّه بن ساعدة الخزاعية، وهي أخت صبيحة بنت الحارث، وأسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى الحبشة، فولدت له هناك موسى وعائشة، فمات موسى بالحبشة، وهلكت ربطة في الطريق وهي راجعة.

11160- رابطة بنت حسان «3»
بن عنزة بن ثامرة «4» ، من سبي هوازن، وهبها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب فعلمها شيئا من القرآن.
ذكرها ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه.

11161- رابطة بنت سفيان «5»
بن الحارث الخزاعية، زوج قدامة بن مظعون.
يأتي ذكرها في ترجمة ابنتها عائشة بنت قدامة بن مظعون.

11162- رابطة بنت عبد اللَّه «6»
، امرأة عبد اللَّه بن مسعود. تأتي في ريطة.

11163- رابطة بنت كرامة
المذحجية.
أخرج الطّبرانيّ في «الكبير» ، من طريق عليّ بن أبي علي، عن الشعبي، عن رابطة بنت كرامة، قالت: كنا عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال لقوم سفر: «لا يصبحنّكم من هذا النّعم الضّوالّ، ولا يضمن أحد منكم ضالّة، ولا تردّنّ سائلا إن كنتم تريدون الرّبح والسّلامة ... » الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت 6912.
(2) الثقات 3/ 133، تجريد أسماء الصحابة 2/ 266، 270.
(3) في أ: حبان بن عسرة.
(4) أسد الغابة ت 6909.
(5) الثقات 3/ 133، أعلام 1/ 409، تجريد أسماء الصحابة 2/ 267، 270.
(6) الثقات 3/ 133، أعلام النساء 1/ 412، تجريد أسماء الصحابة 2/ 267، 270.

(8/130)


11164- الرباب بنت البراء
بن معرور «1» .
ذكرها في «التّجريد» مجردة، وكأن مستند ذلك ما اشتهر أنه مات أبوها في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في أوائل الهجرة، فتكون من هذا القسم

11165- الرباب بنت حارثة
بن سنان الأنصارية «2» .
في «التّجريد» أيضا، وهي عند الواقديّ الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل الأنصارية، والدة حذيفة بن اليمان. ذكرها بن سعد وبن حبيب فيمن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من النساء. وقال ابن سعد: ولدت لليمان حذيفة، وسعدا، وصفوان، ومدلجا، وليلى.

11166- الرباب بنت النعمان
بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصارية «3» الأشهلية، والدة معاذ بن زرارة الظفري.
ذكرها ابن حبيب أيضا، وقال ابن سعد: هي عمة سعد بن معاذ، وكان تزوجها زرارة بن عمرو بن عدي الأوسي، فولدت له معاذا، وخلف عليها المعرور بن صخر، فولدت له الرباب، وأسلمت الرباب وبايعت.

11167- الرباب،
غير منسوبة.
ذكرها محمود بن أحمد الفريابيّ «4» في كتاب «خالصة الحقائق» ، وأنها كانت زوجا لرجل يقال له عمرو، فتعاهدا أيّهما مات قبل الآخر لا يتزوّج الّذي يبقى حتى يموت، فمات، فأقامت مدة فزوّجها أبوها، فرأت في تلك الليلة عمرا أنشدها أبياتا فأصبحت مذعورة وقصّت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم القصة، فأمرها أن تستأنس بالوحدة حتى تموت وأمر زوجها بفراقها ففعل ذلك.
قلت: وهي حكاية مشهورة لغير هذين حتى الشعر المذكور في هذه القصة، ولكن الزوج اسمه مالك بن نصر، وكان في إمارة قتيبة بن مسلم على خراسان، وذلك في أواخر المائة الأولى من الهجرة.

11168- الربذاء بنت عمرو
بن عمارة بن عطية البلوية «5» .
تقدم ذكرها في ترجمة مولاها ياسر في الياء آخر الحروف، وذكرت هناك ضبط اسمها.
__________
(1) أسد الغابة ت 6913.
(2) أسد الغابة ت 6914.
(3) أسد الغابة ت 6916.
(4) في أ: العارماني.
(5) أسد الغابة: ت 6917، الاستيعاب: ت 3381.

(8/131)


11169- ربيحة
بالتصغير والمهملة، مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذكرها ابن سعد.

11170- الربيّع،
بالتصغير المثقّل، بنت حارثة بن سنان، أخت الرباب الماضية قريبا. ذكرها الواقديّ أيضا.

11171- الربيّع بنت الطفيل
بن النعمان بن خنساء بن سنان. ذكرها ابن سعد في المبايعات.

11172- الرّبيّع بنت معوّذ
بن عفراء «1» بن حزام بن جندب الأنصارية «2» النجارية، من بني عدي بن النجار.
تزوجها إياس بن البكير الليثي، فولدت له محمدا. لها رؤية تقدم نسبها في ترجمة ولدها.
قال ابن أبي خيثمة، عن أبيه: كانت من المبايعات بيعة الشجرة. وقال أبو عمر:
كانت ربما غزت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وقال ابن سعد: أمها أم يزيد بنت قيس بن زعوراء، روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، روت عنها ابنتها عائشة بنت أنس بن مالك، وسليمان بن يسار، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع مولى ابن عمر، وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، وخالد بن ذكوان، وعبد اللَّه بن محمد بن عقيل، وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر.
روى البخاريّ والتّرمذيّ وغيرهما من طريق خالد بن ذكوان، عن الربيّع بنت معوّذ، قالت: جاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فدخل عليّ غداة بني بي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدّف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في عند.
فقال لها: دعي هذه، وقولي بالذي كنت تقولين.
وأخرج أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة عدة أحاديث من رواية بن عقيل عنها في صفة وضوء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، منها: كان يأتينا فقال: «اسكبي لي وضوءا ... » الحديث.
__________
(1) في أ: عقبة.
(2) طبقات ابن سعد 8/ 447، المحبر 430، مسند أحمد 6/ 358، طبقات خليفة 339، مقدمة مسند بقي ابن مخلد 90، المعرفة والتاريخ 3/ 283، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 343، تهذيب الكمال 3/ 1683، المعين في طبقات المحدثين 29، الكاشف 3/ 425، الوافي بالوفيات 14/ 86، الأغاني 1/ 65، سير أعلام النبلاء 3/ 198، خلاصة تذهيب التهذيب 423، تاريخ الإسلام 2/ 402.

(8/132)


وأخرج ابن مندة من طريق أسامة بن زيد الليثي عن أبي عبيدة بن محمد، قال: قلت للربيّع بنت معوذ: صفي لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا بني، لو رأيته لرأيت الشمس طالعة.
وأخرج البخاريّ، والنّسائيّ، وأبو مسلم الكجّيّ، من طريق بشر بن المفضل، عن خالد بن ذكوان، عن الربيع بنت معوذ، قالت: كنا نغزو مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ونسقي القوم ونخدمهم ونردّ القتلى والجرحى إلى المدينة. لفظ أبي مسلم.
وفي رواية البخاريّ: نسقي الماء ونداوي الجرحى ... الحديث.
وأخرج ابن سعد، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ، قالت: قلت لزوجي: أختلع منك بجميع ما أملك؟ قال: نعم، فدفعت إليه كل شيء غير درعي، فخاصمني إلى عثمان فقال: له شرطه، فدفعته إليه.
وأخرجه من وجه آخر أتمّ منه، وقال فيه: الشرط أملك، فخذ كل شيء حتى عقاص رأسها. قال: وكان ذلك في حصار عثمان- يعني سنة خمس وثلاثين.

11173- الرّبيّع بنت النضر «1»
بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصارية، أخت أنس بن النضر، وعمة أنس بن مالك خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
تقدم نسبها عند ذكره، وهي من بني عدّي بن النجار، وهي والدة حارثة بن سراقة الماضي ذكره أيضا.
وفيه قولها: أخبرني عن حارثة، فإن يكن في الجنة صبرت واحتسبت، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء. فقال لها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّه أصاب الفردوس ... » الحديث.
وفي صحيح البخاريّ، عن أنس- أنّ الربيّع بنت النضر عمته لطمت إنسانا فطلبوا العفو، فأبوا فطلبوا الأرش «2» فأبوا فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «كتاب اللَّه القصاص» . فقال أنس بن النضر: أيكسر سنّ الرّبيع؟ لا، والّذي بعثك بالحق لا يكسر سنها، فرضوا بالأرش، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ من عباد اللَّه من لو أقسم على اللَّه لأبرّه، منهم أنس بن النّضر» «3» .
__________
(1) الثقات 3/ 132، أعلام النساء 1/ 380، تجريد أسماء الصحابة 2/ 267، تقريب التهذيب 2/ 598، تهذيب التهذيب 12/ 418، تلقيح فهوم أهل الأثر 323.
(2) الأرش من الجراحات: ليس له قدر معلوم، وقيل: هو دية الجراحات. اللسان 1/ 60.
(3) أخرجه مسلم 3/ 1302 كتاب القسامة باب 5 إثبات القصاص في الأسنان وما في معناها حديث 24- 1675 وأحمد في المسند 3/ 128، 167، 584، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 25، 64، والبغوي في شرح السنة 1/ 147، والمتقي الهندي في كنز العمال 5932، 5952.

(8/133)


وأما ما وقع في صحيح مسلم من وجه آخر عن أنس- أنّ أخت الربيّع جرحت إنسانا، فذكره، وفيه: فقالت أمّ الربيع: يا رسول اللَّه، أيقتص من فلانة؟ فتلك قصة أخرى إن كان الراويّ حفظ، وإلّا فهو وهم من بعض رواته، ويستفاد إن كان محفوظا أنّ لوالدة الربيع صحبة، ولأنس عنها رواية في صحيح مسلم في قصة قتل أخيها أنس بن النضر لما استشهد بأحد. قال أنس: فقالت أخته الربيّع عمتي بنت النضر: ما عرفت إلا أختي ببنانه، وهذا صريح من روايته عن عمته. وقد أخلّ صاحب الأطراف فلم يترجم للربيع بنت النضر، وهو عند البخاري من وجه آخر عن أنس بلفظ: ما عرفته إلا أخته.

11174- رجاء الغنوية «1»
. روى ابن سيرين عن امرأة يقال لها رجاء أنها قالت: كنت عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فجاءته امرأة بابن لها، فقالت: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لي فيه بالبركة، فإنه توفي لي ثلاثة، فقال لها: «منذ أسلمت؟» قالت: نعم. فقال: «جنّة حصينة» . قالت: فقال لي رجل عنده: اسمعي ما يقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
أخرجه أحمد، عن عبد الرزاق، عن هشام، عنه،
ورجاله ثقات. ووقع لنا بعلوّ في المعرفة لابن مندة، وذكرها أبو موسى في الراء وفي الزاي ومع الإهمال: هل هي بتخفيف.
الجيم أو بتثقيلها؟

11175- رحيل ة.
لها ذكر في كتاب الإكليل للحاكم.

11176- رزينة،
مولاة صفية زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم «2» ، وهي أيضا خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
قال أبو عمر: حديثها عند البصريين في يوم عاشوراء.
قلت: أخرجه ابن أبي عاصم، وابن مندة، من طريق عليلة، بمهملة مصغرة، بنت الكميت، حدثتني أمي أمينة، عن أمّة اللَّه بنت رزينة، قالت: سألت أم رزينة ما كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول في صوم عاشوراء؟ قالت: إنه كان ليصومه ويأمرنا بصيامه. لفظ ابن مندة.
وأخرجه أبو مسلم الكجّيّ، وأبو نعيم من طريقه، عن مسلم بن إبراهيم، عن عليلة مطولا، ولفظه: حدثتنا عليلة بنت الكميت العتكية، سمعت أمي أمينة أنها أتت واسط، فلقيت مولاة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال لها أمة اللَّه، وكانت أمها خادما لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال لها
__________
(1) الثقات 3/ 134، أعلام النساء 1/ 380، تجريد أسماء الصحابة 2/ 267، تعجيل المنفعة 557.
(2) الثقات 3/ 133، أعلام النساء 1/ 382، تجريد أسماء الصحابة 2/ 268.

(8/134)


رزينة، فقالت لها: أما سمعت أمك تذكر في صوم عاشوراء شيئا؟ قالت: نعم، حدثتني أمي رزينة أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.... حتى إن كان ليدعو صبيانه وصبيان فاطمة المراضع في ذلك اليوم فيتفل في أفواههم، ويقول لأمهاتهم: لا ترضعوهم إلى الليل.
ورزينة ضبطت بفتح أولها، وقيل بالتصغير. وحكى أبو موسى أنه قيل فيها بتقديم الزاي على الراء. وأخرج أبو يعلى ... أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تزوج صفية أمر ببرها خادما وهي رزينة.

11177- رضوى بنت كعب «1»
. ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ،
وأخرج من طريق روّاد بن الجراح، عن أبيه، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن رضوى بنت كعب، قالت: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن الحائض تحيض، فقال: «لا بأس بذلك» .
ورواد وشيخه ضعيفان. وقال في «التّجريد» : كأنها تابعية أرسلت، كذا قال، وهو عجب مع قولها سألت.

11178- رضوى،
مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «2» .
تقدم ذكرها في الخاء المعجمة في خضرة، وقال أبو موسى: ذكرها المستغفري ولم يورد لها شيئا.

11179- رغينة،
بمعجمة مصغرة، وقيل أولها زاي، بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها عمرة بنت مسعود بن قيس، تزوجها رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وهي أخت حبيبة بنت سهل التي تقدم ذكرها.

11180- رفاعة بنت ثابت
بن الفاكه بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة «3» ، من بني خطمة الأنصارية. ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكذا قال بن سعد.

11181- رفيدة الأنصارية،
أو الأسلمية «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت 6923، تجريد أسماء الصحابة 2/ 268.
(2) أسد الغابة ت 6922.
(3) أسد الغابة ت 6924.
(4) أسد الغابة ت 6925، الاستيعاب: ت 3386.

(8/135)


ذكرها ابن إسحاق في قصة سعد بن معاذ لما أصابه بالخندق، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:
اجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده من قريب «1» ،
وكانت امرأة تداوي الجرحى، وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين.
وقال البخاريّ في «الأدب المفرد» : حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال: ولما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فقيل: حوّلوه عند امرأة يقال لها رفيدة، وكانت تداوي الجرحى، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا مرّ به يقول:
«كيف أمسيت؟» وإذا أصبح قال: «كيف أصبحت؟» فيخبره.
وأورده في التاريخ بقصة وفاة سعد، وسنده صحيح، وأورده المستغفري من طريق البخاري وأبو موسى من طريق المستغفري.

11182- رقيقة «2»
، بقافين مصغرة، بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية، بنت عم العباس وإخوته من بني عبد المطلب، وهي والدة مخرمة بن نوفل، والد المسور.
ذكرها الطّبرانيّ والمستغفريّ في الصحابة. وقال أبو عمر: وما أراها أدركت. وعمدة من ذكرها ما أخرجوه من طريق حميد بن منهب، عن عروة بن مضرس، عن مخرمة بن نوفل، عن أمه رقيقة، قال: وكانت لدة عبد المطلب بن هاشم، قالت: تتابعت على قريش سنون أمحلت الضرع وأدقّت العظم ... الحديث بطوله في استسقاء عبد المطلب لقريش ومعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو غلام قد أيفع، وفيه أنهم سقوا، وإن شيوخ قريش كعبد اللَّه بن جدعان وحرب بن أمية قالوا لعبد المطلب لما سقوا على يديه: هنيئا لك أبا البطحاء، وفيه شعر رقيقة المذكورة أوله:
بشيبة الحمد أسقى اللَّه بلدتنا ... وقد فقدنا الحيا واجلوّذ المطر
[البسيط]
__________
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1389 عن عائشة قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له ابن العرقة رماه في الأكحل فضرب عليه رسول اللَّه ت خيمة في المسجد يعوده من قريب. كتاب الجهاد والسير باب (21) . إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب حديث رقم (65/ 1769) وقد كانت خيمة رفيدة في المسجد والترمذي في السنن 3/ 122 كتاب السير باب (29) ما جاء في التنزيل على الحكم حديث رقم 1582، والنسائي 2/ 45، كتاب المساجد باب (18) ضرب الخباء في المساجد حديث رقم 710.
(2) الثقات 3/ 134، أعلام النساء 1/ 393، تجريد أسماء الصحابة 2/ 268، والمنمق 166، 169، 170.

(8/136)


قال أبو موسى- بعد إيراده: هذا حديث حسن. قال: وقد ذكرها ابن سعد في المسلمات المهاجرات، وقال: أمّها هالة بنت كلدة بن عبد الدار، ثم أخرج عن الواقدي عن عبد اللَّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، عن أبيها، عن مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة، قالت: لكأنّي انظر إلى عمي شيبة- تعني عبد المطلب بن عبد مناف، فكنت أول من سبق إليه، فالتزمته وخبرت به أهلنا، وهي أسنّ يومئذ من عبد المطلب، وقد أدركت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأسلمت، وكانت أشدّ الناس على ولدها مخرمة- يعني لكونه لم يسلم. وبهذا السند.
عن أمها- أنّ رقيقة وهي أم مخرمة بن نوفل حدثت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: إن قريشا قد اجتمعت تريد بياتك الليلة. قال المسور: فتحوّل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن فراشه وبات عليه عليّ.

11183- رقيقة الثقفية «1»
. قال أبو عمر: أسلمت حين خروج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من مكة إلى الطائف بعد موت أبي طالب وخديجة، حديثها عند عبد ربه بن الحكم عن أميمة بنت رقيقة.
قلت:
أخرجه ابن أبي عاصم، من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، عن عبد ربه، ولفظه: عن أمها، قالت: لما جاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يبتغي النصر بالطائف دخل عليّ فأخرجت له شرابا من سويق، فقال: «يا رقيقة، لا تعبدي طاغيتهم ولا تصلّي إليها» . قالت: إذا يقتلوني. قال: «فإذا صلّيت فولّيها ظهرك» «2» ثم خرج من عندي.

11184- رقيّة «3»
، بقاف واحدة وبالتشديد، بنت ثابت بن خالد، من بني مالك بن النجار الأنصارية.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت.

11185- رقيّة بنت زيد
بن حارثة الكلبي، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأخت أمة.
ذكرها البلاذريّ. وتقدم ذكرها في ترجمة زيد، وأن أمها أم كلثوم بنت عتبة. وذكر ابن سعد من مسند خالد بن نمير، قال: لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فخمشت بنت زيد في وجهه، فبكى حتى انتحب.

11186- رقيّة بنت كعب الأسلمية» .
__________
(1) بقي بن مخلد 1012.
(2) أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 38 عن رقيقة قالت لما جاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يبتغي النصر بالطائف ... الحديث. قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
(3) أسد الغابة: ت 6928.
(4) أسد الغابة: ت 6930.

(8/137)


روى سفيان بن حمزة عن أشياخه عنها. قيل: لها صحبة، ذكرها أبو نصر بن ماكولا.

11187- رقيّة بنت سيد البشر صلّى اللَّه عليه وسلّم:
محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب «1» الهاشمية «2» ، هي زوج عثمان بن عفان، وأم ابنه عبد اللَّه.
قال أبو عمر: لا أعرف خلافا أنّ زينب أكبر بنات النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. واختلف في رقية وفاطمة وأم كلثوم، والأكثر أنهنّ على هذا الترتيب. ونقل أبو عمر عن الجرجاني أنه صح أن رقية أصغرهن، وقيل: كانت فاطمة أصغرهن، وكانت رقية أولا عند عتبة بن أبي لهب، فلما بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمر أبو لهب ابنه بطلاقها، فتزوجها عثمان.
وقال ابن هشام: تزوج عثمان رقية، وهاجر بها إلى الحبشة، فولدت له عبد اللَّه هناك:
فكان يكنى به.
وقال أبو عمر: قال قتادة: لم تلد له، قال: وهو غلط لم يقله غيره، ولعله أراد أختها أم كلثوم، فإنّ عثمان تزوجها بعد رقية، فماتت أيضا عنده، ولم تلد له، قاله ابن شهاب والجمهور. وسيأتي لتزويج رقية ذكر في ترجمة سعدى أم عثمان حماتها.
وقال ابن سعد: بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم هي وأخواتها، وتزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة، فلما بعث قال أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها، فتزوجها عثمان، فأسقطت منه سقطا، ثم ولدت له بعد ذلك ولدا فسماه عبد اللَّه، وبه كان يكنى، ونقره ديك فمات فلم تلد له بعد ذلك.
وأخرج ابن سعد من طريق عليّ بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: لما ماتت رقية قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون» . فبكت النساء على رقية، فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «مهما يكون من العين ومن القلب فمن اللَّه والرّحمة، ومهما يكن من اليد واللّسان فمن الشّيطان» «3» . فقعدت فاطمة على شفير القبر تبكي، فجعل يمسح عن عينها بطرف ثوبه.
قال الواقديّ: هذا وهم، ولعلها غيرها من بناته، لأن الثبت أن رقية ماتت ببدر، أو يحمل على أنه أتى قبرها بعد أن جاء من بدر.
وأخرج ابن مندة بسند واه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر،
__________
(1) في أ: عبد المطلب بن هاشم الهاشمية.
(2) أسد الغابة: ت 6929، الاستيعاب: ت 3389.
(3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 335 عن ابن عباس.

(8/138)


قالت: كنت أحمل الطعام إلى أبي وهو مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بالغار، فاستأذنه عثمان في الهجرة، فأذن له في الهجرة إلى الحبشة، فحملت الطعام، فقال لي: «ما فعل عثمان ورقيّة» ؟ قلت. قد سارا. فالتفت إلى أبي بكر، فقال: «والّذي نفسي بيده، إنّه أوّل من هاجر بعد إبراهيم ولوط» .
قلت: وفي هذا السياق من النكارة أن هجرة عثمان إلى الحبشة كانت حين هجرة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهذا باطل، إلا إن كان المراد بالغار غير الّذي كانا فيه لما هاجرا إلى المدينة، والّذي عليه أهل السير أنّ عثمان رجع مكة من الحبشة مع إلى من رجع، ثم هاجر بأهله إلى المدينة، ومرضت بالمدينة لما خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى بدر، فتخلف عليها عثمان عن بدر، فماتت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بوقعة بدر. وقيل: وصل لما دفنت.
وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: لما ماتت رقية قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا يدخل القبر رجل قارف» «1» . فلم يدخل عثمان.
قال أبو عمر: هذا خطأ من حماد، إنما كان ذلك في أم كلثوم.
وقد روى ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، قال: تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية، وكانت قد أصابها الحصبة، فماتت، وجاء زيد بشيرا بوقعة بدر، قال: وعثمان على قبر رقية.
ومن طريق قتادة عن النضر بن أنس، عن أبيه: خرج عثمان برقية إلى الحبشة مهاجرا، فاحتبس خبرهما، فأتت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم امرأة فأخبرته أنها رأتهما. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «قبّحهما اللَّه، إنّ عثمان أوّل من هاجر بأهله» - يعني من هذه الأمة.
وذكر السّراج في تاريخه من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: تخلف عثمان، وأسامة بن زيد، عن بدر، فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا، فقال: يا أسامة، ما هذا؟ فنظروا، فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الجدعاء بشيرا بقتل المشركين يوم بدر.

11188- رقية مولاة فاطمة
بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
عمرت حتى جعلها الحسين بن علي مقيمة عند قبر سيدتها فاطمة، لأنه لم يكن بقي
__________
(1) يقال: قرف الذنب واقترفه إذا عمله، وقارف الذنب وغيره إذا داناه ولاصقه، وقرفه بكذا: أي أضافه إليه واتهمه به، وقارف امرأته إذا جامعها. النهاية. 4/ 45.

(8/139)


من يعرف القبر غيرها، قاله عمر بن شبة في أخبار المدينة.

11189- رملة بنت الحارث
بن ثعلبة بن الحارث بن زيد الأنصارية النجارية «1» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وذكر ابن إسحاق في السيرة النبويّة- أن بني قريظة لما حكم فيهم سعد بن معاذ حبسوا في دار رملة بنت الحارث امرأة من الأنصار من بني النجار.
قلت: وتكرر ذكرها في السيرة. وأما الواقدي فيقول: رملة بنت الحدث، بفتح الدال المهملة بغير ألف قبلها. وقال ابن سعد: رملة بنت الحارث، وهو الحارث بن ثعلبة بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، تكنى أم ثابت، وأمها كبشة بنت ثابت بن النعمان بن حرام، وزوجها معاذ بن الحارث بن رفاعة.

11190- رملة بنت الخطاب.
تأتي في فاطمة بنت الخطاب.

11191- رملة بنت أبي سفيان
بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية «2» ، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، تكنى أم حبيبة، وهي بها أشهر من اسمها، وقيل: بل اسمها هند، ورملة أصحّ، أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية.
ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما، تزوّجها حليفهم عبيد اللَّه، بالتصغير، ابن جحش ابن رئاب بن يعمر الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، فأسلما، ثم هاجرا إلى الحبشة، فولدت له حبيبة فبها كانت تكنى. وقيل: إنما ولدتها بمكة وهاجرت وهي حامل بها إلى الحبشة.
وقيل: ولدتها بالحبشة وتزوج حبيبة داود بن عروة بن مسعود، ولما تنصر زوجها عبيد اللَّه بن جحش، وارتد عن الإسلام فارقها.
فأخرج ابن سعد من طريق إسماعيل بن عمرو بن سعيد الأموي، قال: قالت أم حبيبة:
رأيت في المنام كأنّ زوجي عبيد اللَّه بن جحش بأسوإ صورة، ففزعت فأصبحت فإذا به قد تنصر، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به وأكبّ على الخمر حتى مات. فأتاني آت في نومي، فقال: يا أمير المؤمنين، ففزعت فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن، فإذا هي جارية له يقال لها أبرهة، فقالت: إن الملك يقول لك: وكلي من
__________
(1) أسد الغابة ت 6931.
(2) الثقات 3/ 131، أعلام النساء 1/ 397، الكاشف 3/ 71، تنوير قلوب المسلمين 68، 146، السمط الثمين 111.

(8/140)


يزوجك. فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته، فأعطيت أبرهة سوارين من فضة، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب فحمد اللَّه وأثنى عليه وتشهد، ثم قال: أما بعد فإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة فأجبت، وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير، فخطب خالد، فقال: قد أجبت إلى ما دعا إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وزوجته أم حبيبة، وقبض الدنانير، وعمل لهم النجاشي طعاما، فأكلوا.
قالت أم حبيبة: فلما وصل إليّ المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارا، قالت: فردّتها علي، وقالت: إن الملك عزم علي بذلك، وردّت على ما كنت أعطيتها أولا، ثم جاءتني من الغد بعود وورس وعنبر وزباد «1» كثير، فقدمت به معي على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وروى ابن سعد أن ذلك كان سنة سبع، وقيل كان سنة ست، والأول أشهر.
ومن طريق الزهري أنّ الرسول إلى النجاشي بعث بها مع شرحبيل بن حسنة. ومن طريق أخرى أن الرسول إلى النجاشي بذلك كان عمرو بن أمية الضمريّ.
وحكى ابن عبد البرّ أن الّذي عقد لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عليها عثمان بن عفان. ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون، قال: لما بلغ أبا سفيان أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم نكح ابنته قال: هو الفحل لا يقدع أنفه «2» .
وذكر الزّبير بن بكّار بسند له عن إسماعيل بن عمرو بن أمية، عن أم حبيبة نحو ما تقدم، وقيل نزلت في ذلك: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً [الممتحنة: 7] ، وهذا بعيد، فإن ثبت فيكون العقد عليها كان قبل الهجرة إلى المدينة، أو يكون عثمان جدده بعد أن قدمت المدينة، وعلى ذلك يحمل قول من قال: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إنما تزوجها بعد أن قدمت المدينة، روى ذلك عن قتادة، قال: وعمل لهم عثمان وليمة لحم، وكذا حكى عن عقيل، عن الزهري، وفيما ذكر عن قتادة ردّ على دعوى ابن حزم الإجماع على أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إنما تزوّج أم حبيبة وهي بالحبشة، وقد تبعه على ذلك جماعة آخرهم أبو الحسن بن الأثير في أسد الغابة، فقال: لا اختلاف بين أهل السير في ذلك، إلا ما وقع عند مسلم أن أبا سفيان لما أسلم طلب منه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يزوّجه إياها، فأجابه إلى ذلك.
وهو وهم من بعض الرواة، وفي جزمه بكونه وهما نظر، فقد أجاب بعض الأئمة باحتمال أن
__________
(1) الزّباد: بنت معروف، قال ابن سيده: والزبّاد والزّبدى والزّباد كله نبات سهلي له ورق عراض وقد ينبت في الجلد، يأكله الناس، وهو طيّب. اللسان 3/ 1803.
(2) أصل القدع: الكف والمنع يقال: قدعت الفحل وهو أن يكون غير كريم، فإذا أراد ركوب الناقة الكريمة ضرب أنفه بالرمح أو غيره حتى يرتدع وينكف، ويروى بالراء. النهاية 4/ 24.

(8/141)


يكون أبو سفيان أراد تجديد العقد، نعم، لا خلاف أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل على أم حبيبة قبل إسلام أبي سفيان.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن عبد اللَّه، عن الزهري، قال:
قدم أبو سفيان المدينة، فأراد أن يزيد في الهدنة، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم طوته دونه، فقال: يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنت امرؤ نجس مشرك، فقال: لقد أصابك بعدي شرّ.
أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون، قال:
لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ابنته قال: ذلك الفحل لا يقدع أنفه.
روت أم حبيبة عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث. وعن زينب بنت جحش أم المؤمنين.
روت عنها بنتها حبيبة، وأخواها: معاوية، وعتبة، وابن أخيها عبد اللَّه بن عتبة بن أبي سفيان، وأبو سفيان بن سعيد بن المغيرة بن الأخنس الثقفي، وهو ابن أختها، ومولياها:
سالم بن سوال، وأبو الجراح، وصفية بنت شيبة، وزينب بنت أم سلمة، وعروة بن الزبير، وأبو صالح السمان، وآخرون.
وأخرج ابن سعد، من طريق عوف بن الحارث، عن عائشة، قالت: دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فتحللينني من ذلك فحللتها، واستغفرت لها، فقالت لي: سررتني سرّك اللَّه، وأرسلت إلى أم سلمة بمثل ذلك، وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين، جزم بذلك ابن سعد، وأبو عبيد. وقال ابن حبان، وابن قانع:
سنة اثنتين. وقال ابن أبي خيثمة: سنة تسع وخمسين، وهو بعيد. واللَّه أعلم.

11192- رملة بنت شيبة
بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية «1» .
قتل أبوها يوم بدر كافرا، ذكرها أبو عمر، فقال: كانت من المهاجرات، هاجرت مع زوجها عثمان بن عفان، وفي ذلك تقول لها بنت عمها هند بنت عتبة:
لحي الرّحمن صابئة بوجّ ... ومكّة عند أطراف الحجون
تدين لمعشر قتلوا أباها ... أقتل أبيك جاءك باليقين «2» ؟
[الوافر]
__________
(1) الثقات 3/ 131، تجريد أسماء الصحابة 2/ 269.
(2) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3391) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (6933) ، والبيتان في كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 105، 156.

(8/142)


قال أبو عمر: في قول ابن الأثير: هاجرت مع زوجها عثمان إنما هاجر بزوجته رقية بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال: ولو لم يقل هاجرت مع زوجها عثمان لأمكن أن يقال هاجرت فتزوجها عثمان بعد ذلك.
قلت: أظن قوله: هاجرت مع زوجها عثمان، أي إلى المدينة لا إلى الحبشة، فلعل عثمان تزوجها في عمرة القضية، وهاجرت معه حينئذ، فأما قبل ذلك إلى الحبشة ثم إلى المدينة في أول الهجرة فلم تكن له زوجة إلا رقية، فكأنه تزوجها بعد رقية أو بعد أم كلثوم.
ويحتمل أن يكون الصواب أن زوجها عثمان غير ابن عفان، ولعله عثمان بن أبي العاص الثقفي بقرينة قولها بوج، ووج هي الطائف، وعثمان بن أبي العاص من أهل الطائف، بخلاف ابن عفان.
ثم رأيت في طبقات ابن سعد: تزوّجها عثمان بن عفان، فولدت له عائشة، وأم أبان، وأم عمرو. وقال أبو الزناد مولاها: أسلمت وبايعت، وأنشد الزبير من قول هند يعيب عليها إسلامها ويعيرها بقتل أبيها يوم بدر ... فذكر البيتين، قال: وأمها أم شريك بنت وقدان بن عبد شمس بن عبد ود من بني عامر بن لؤيّ، وكذا قال ابن سعد: لكن قال أم شريك.

11193- رملة بنت عبد اللَّه
بن أبي ابن سلول «1» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11194- رملة بنت أبي عوف
بن صبرة بن سعيد بن سعد بن سهم «2» ، زوج المطلب بن أزهر بن عوف الزهري.
ذكرها ابن إسحاق في تسمية من أسلم من أهل مكة، وهاجر إلى الحبشة، قال:
وولدت للمطلب بن أزهر بن عوف الزهري هناك عبد اللَّه بن المطلب. قال: ويقال إنّه أول من ورث أباه في الإسلام. وذكرها أبو عمر في ترجمة زوجها. وقال ابن سعد: أسلمت بمكة قديما قبل دار الأرقم، وبايعت وهاجرت.

11195- رملة بنت الوقيعة «3»
بن حرام بن غفار بن مليل «4» - بلامين مصغر.
قال خليفة «5» بن خيّاط: هي أم أبي ذر الغفاريّ، سماها غير واحد، وثبت ذكرها في
__________
(1) أسد الغابة: ت 6934.
(2) أسد الغابة: ت 6935، الاستيعاب: ت 3392.
(3) في أ: الربيعة.
(4) أسد الغابة: ت 6936.
(5) في أ: خليفة.

(8/143)


قصة إسلام أبي ذر، ولم تسمّ فيه. وقيل: إنها أم عمرو بن عبسة السلمي أيضا.

11196- رميثة «1»
، بمثلثة مصغرة، بنت عمرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت. وقال البخاري: روى عنها القعقاع بن حكيم. وقال أبو عمر: هي جدة عاصم بن قتادة، روى عنها.
قلت: كذا قال، والّذي يظهر لي أنها غيرها، وجدة عاصم هي التي بعدها، وأما هي فلها حديث في ترجمة محمد بن محمد التمار من المعجم الأوسط.

11197- رميثة الأنصارية،
جدة عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري التابعي المشهور.
أخرج التّرمذيّ،
من طريق يوسف الماجشون، عن أبيه، عن عاصم بن عمر، عن جدته رميثة، قالت سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- ولو أشاء أن أقبل الخاتم الّذي بين كتفيه من قربه لفعلت. يقول لسعد بن معاذ يوم مات: «اهتزّ له عرش الرّحمن» .
وروى ابن المنكدر عن ابن رميثة عنها، عن عائشة حديثا في صلاة الضحى.

11198- الرميصاء،
أو الغميصاء، لقب أم سليم والدة أنس «2» ، وزوج أبي طلحة.
تأتي في ترجمتها مبسوطة في الكنى.
قال عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أريت أنّي دخلت الجنّة فإذا أنا بالرّميصاء امرأة أبي طلحة» «3» .
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، حدثنا حميد، عن أنس، قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «دخلت الجنّة فسمعت مشية بين يديّ، فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان» «4» .
ومن طريق حماد عن ثابت عن أنس نحوه، لكن قال الرميضاء، أوردهما في ترجمة أم سليم.
__________
(1) الثقات 3/ 134، أعلام النساء 1/ 394، 403 تجريد أسماء الصحابة 2/ 269، تقريب التهذيب 2/ 598، تهذيب التهذيب 12/ 420، التمهيد 8/ 145.
(2) أسد الغابة: ت 6939، الاستيعاب: ت 3394.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34427 وعزاه إلى أبي يعلى عن جابر وحديث ورقم 33168 وعزاه إلى أحمد ومناد والحكيم والطبراني في الكبير وابن عساكر عن أبي أمامة وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
(4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1908 كتاب فضائل الصحابة باب 19 فضائل أم سليم، أم أنس بن مالك وبلال رضي اللَّه عنهما حديث رقم (105/ 2456) والحاكم في المستدرك 3/ 208، الهيثمي في الزوائد 9/ 316 وأحمد في المسند 3/ 99، 106، 125، 239، 368.

(8/144)


11199- الرميصاء،
أخرى «1» .
قال أحمد في مسندة: حدثنا هشيم، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبيد اللَّه بن العباس، قال: جاءت الرميصاء أو الغميصاء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تشكو زوجها، وتزعم أنه لا يصل إليها، فما كان إلا يسير حتى جاء زوجها، فزعم أنها كاذبة، ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ليس لك ذلك، حتّى تذوقي عسيلة رجل آخر غيره» .

11200- روضة،
وصيفة كانت لامرأة من أهل المدينة «2» .
أسلمت هي ومولاتها عند قدوم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، هكذا ذكرها أبو عمر مختصرا، وأخرج حديثهما ابن مندة، من طريق عبد الجليل بن الحارث، حدثتني ثبيتة بنت بنت عميا، قالت:
حدثتني روضة، قالت: كنت وصيفة لامرأة من أهل المدينة، فلما هاجر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من مكة إلى المدينة قالت لي مولاتي: يا روضة، قومي على الباب، فإذا مر هذا الرجل فأعلميني، فقمت على باب الدار فإذا هو قد مر ومعه نفر من أصحابه، فأخذت بطرف ردائه، فبشّ في وجهي، فقلت لمولاتي: قد جاء هذا الرجل، فخرجت مولاتي وكان زوجها في الدار فعرض عليهم الإسلام فأسلموا.
وأخرج النّسائيّ في الكنى، عن أبي صالح عبد الجليل بن الحارث بن عبد اللَّه بن النضر، حدثتني ثبيتة بنت الأسود، حدثتني روضة به. وفي رواية: فتبسم في وجهي، فأخذت بطرف ثوبه.

11201- روضة،
أخرى: كانت مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. ذكرها محمد بن هارون الرّوياني في مسندة، من طريق سفيان الثوري، عن رجل، عن كريب، عن ابن عباس، قال:
كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جارية اسمها روضة ... فذكر حديثا طويلا.
وذكرها ابن سعد والبلاذريّ في موالي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.

11202- روضة،
أخرى «3» .
ذكرها الطّبريّ في تفسير سورة النور عند قوله تعالى: لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ
__________
(1) الدر المنثور 208، الثقات 3/ 132، أعلام النساء 1/ 403، 2/ 256، تجريد أسماء الصحابة 2/ 270، تقريب التهذيب 2/ 599، تهذيب التهذيب 12/ 420، تهذيب الكمال 3/ 1684، حلية الأولياء 9/ 57.
(2) أسد الغابة: ت 6941، الاستيعاب: ت 3395.
(3) أسد الغابة: ت 6941.

(8/145)


حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها [النور: 27] .
فأخرج من طريق هشيم، أخبرنا منصور، عن ابن سيرين ويونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد الثقفي- أن رجلا استأذن على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: أألج؟ فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لأمة له يقال له روضة: «قومي إلى هذا فعلّميه، فإنّه لا يحسن يستأذن، فقولي له: يقول السّلام عليكم أأدخل؟» فسمعها الرجل فقالها. فقال: «أدخل» .

11203- ريحانة بنت شمعون
بن زيد «1» ، وقيل زيد بن عمرو بن قنافة، بالقاف، أو خنافة بالخاء المعجمة، من بني النضير. وقال ابن إسحاق: من بني عمر بن قريظة: وقال ابن سعد: ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن شمعون بن زيد من بني النضير، وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له الحكم، ثم روى ذلك عن الواقدي.
قال ابن إسحاق في «الكبرى» : كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في نفسه، فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه، فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فبشره وعرض عليها أن يعتقها ويتزوجها ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول اللَّه، بل تتركني في ملكك، فهو أخف عليّ وعليك، فتركها.
وماتت قبل وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بستة عشر. وقيل لما رجع من حجة الوداع.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن عمر بن الحكم، قال: كانت ريحانة عند زوج لها يحبها، وكانت ذات جمال، فلما سبيت بنو قريظة عرض السبي على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فعزلها، ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت قيس حتى قتل الأسرى، فرق السبي، فدخل إليها فاختبأت منه حياء. قالت: فدعاني فأجلسني بين يديه وخيرني فاخترت اللَّه ورسوله، فأعتقني وتزوّج بي. فلم تزل عنده حتى ماتت. وكان يستكثر منها ويعطيها ما تسأله، وماتت مرجعه من الحج، ودفنها بالبقيع.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمّد بن عمر: قال: حدثني صالح بن جعفر، عن محمد بن كعب، قال: كانت ريحانة مما أفاء اللَّه على رسوله، وكانت جميلة وسيمة، فلما قتل زوجها وقعت في السبي، فخيرها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فاختارت الإسلام، فأعتقها وتزوجها وضرب عليها الحجاب، فغارت عليه غيرة شديدة فطلقها، فشق عليها وأكثرت البكاء، فراجعها، فكانت عنده حتى ماتت قبل وفاته.
وأخرج من طريق الزّهريّ أنّه لما طلقها كانت في أهلها، فقالت: لا يراني أحد بعده.
قال الواقدي: وهذا وهم، فإنّها توفيت عنده.
__________
(1) أسد الغابة: ت 6942، الاستيعاب: ت 3396.

(8/146)


وذكر محمّد بن الحسن في أخبار المدينة، عن الدراوَرْديّ، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم صلّى في منزل من دار قيس بن قهد، وكانت ريحانة القرظية زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تسكنه.
وقال أبو موسى: ذكرها ابن مندة في ترجمة مارية، ولم يفردها بترجمة. وقيل:
اسمها ربيحة- بالتصغير.
قلت: بل أفردها، فإنه قال ما هذا نصه بعد ذكره الأزواج الحرائر: وسبي جويرية في غزوة المريسيع، وهي ابنة الحارث بن أبي ضرار، وسبي صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير، وكانت مما أفاء اللَّه عليه، فقسم لهما، واستسرى جاريته القبطية، فولدت له إبراهيم، واستسرى ريحانة من بني قريظة، ثم أعتقها فلحقت بأهلها، واحتجبت وهي عند أهلها. وهذه فائدة جليلة أغفلها ابن الأثير.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ من عدة طرق- أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّجها وضرب عليها الحجاب، ثم قال: وهذا الأثر عند أهل العلم. وسمعت من يروي أنه كان يطؤها بملك اليمين. وأورد ابن سعد من طريق أيوب بن بشر المعافري- أنها خيرت، فقالت: يا رسول اللَّه، أكون في ملكك فهو أخفّ عليّ وعليك، فكانت في ملكه يطؤها إلى أن ماتت.

11204- ريطة بنت أبي أمية
بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومية، أخت أم سلمة، كانت زوج صهيب بن سنان- ذكرها البلاذري.

11205- ريطة بنت الحارث التيمية «1»
. هاجرت مع زوجها الحارث بن خالد التيمي إلى الحبشة، فولدت له.
تقدمت في رائطة.

11206- ريطة بنت حبان.
تقدمت أيضا في رائطة، وأن ابن إسحاق ذكرها في «المغازي» في سبي هوازن، قال:
فأما عليّ فأعف صاحبته وعلمها شيئا من القرآن.

11207- ريطة بنت أبي رهم
القرشية التيمية. يقال هو اسم أم مسطح.

11208- ريطة بنت سفيان،
زوج قدامة بن مظعون. تقدمت في رائطة.

11209- ريطة بنت أبي طالب
بن عبد المطلب، أخت أم هانئ.
__________
(1) الاستيعاب: ت 3397.

(8/147)


ذكرها ابن سعد في ترجمة أمها فاطمة بنت أسد، ويقال: كانت تكنى أم طالب. وتأتي في الكنى.

11210- ريطة بنت عبد اللَّه بن معاوية الثقفية «1»
، امرأة عبد اللَّه بن مسعود، ويقال اسمها رائطة، ويقال بل اسمها زينب، فرائطة لقب، وقيل هما اثنتان.
روى حديثها ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عبد اللَّه الثقفي، عن أخته رائطة. وقيل: عن عروة، عن ريطة بغير واسطة، ولفظه عند ابن أبي عاصم: عن رائطة امرأة عبد اللَّه بن مسعود، وأم ولده، وكانت صناعا، وليس لعبد اللَّه بن مسعود مال، وكانت تنفق عليه وعلى ولده ... الحديث.
وقد ورد نحو هذه القصة لزينب امرأة عبد اللَّه، وهي في الصحيح. وستأتي.

11211- ريطة بنت عبد اللَّه
بن الحارث بن المطلب المطلبية.
ذكرها ابن سعد في ترجمة والدها، وكان موته سنة اثنتين من الهجرة.

11212- ريطة بنت منبه
بن الحجاج السهمية، والدة عبد اللَّه بن عمرو بن العاص «2» .
أسلمت وبايعت، لها ذكر، وليست لها رواية، قاله ابن مندة.
وذكر ابن سعد من طريق أبي حبيبة مولى الزبير بسند فيه الواقدي- أنها أسلمت يوم الفتح، وبايعت، ونسبه لعبد اللَّه بن الزبير.

القسم الثاني
11213- ريطة بنت أبي جندب.
يأتي ذكرها في ترجمة أمها هند بنت أمامة.

القسم الثالث
11214- ريحانة بنت معدي كرب الزبيدية،
أخت عمرو بن معديكرب الفارس المشهور.
لها إدراك، وكان أخوها يتغزل فيها، وهي المرادة بقوله في أول قصيدته المشهورة:
__________
(1) أسد الغابة: ت 6943، الاستيعاب: ت 3399.
(2) الثقات 3/ 132، أعلام النساء 1/ 413، أسد الغابة: ت 6944.

(8/148)


أمن ريحانة الدّاعي السّميع ... يورّقني وأصحابي هجوع
[الوافر] وقيل: بل كان يتغزل بأم دريد بن الصمة، وهي ريحانة امرأة أخرى سباها الصمة الجشمي في الجاهلية، وكان لها ذكر، فولدت له دريد بن الصمة الفارس المشهور، وماتت في الجاهلية، وقتل ولدها دريد يوم حنين على المشهور. وأما ريحانة أخت عمرو فإنّها سبيت في الردة ففداها خالد بن سعيد بن العاصي، وردّها إلى أخيها عمرو، فأهدى له الصمصامة، فلهذا صارت في بني أمية. ذكر ذلك أبو الفرج الأصبهاني.

11215- ريحانة،
أخرى. لها إدراك.
روى عنها عامر بن عبد اللَّه بن الزبير، قال سعيد بن منصور: حدثنا عبد العزيز بن محمد- هو الدراوَرْديّ، عن محمد بن عجلان، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير، عن ريحانة، قالت: جئت عمر، فقلت: أألج؟ فقال لي: إذا جئت فقولي السلام عليكم، فإن قالوا: وعليكم السلام فقولي: أأدخل؟.

القسم الرابع
11216- رميثة بنت حكيم «1»
. بايعت وأرسلت حديثا، فذكرها بعضهم في الصحابة، وذكرها أبو موسى في الذيل، وقال: روى الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب حديثا لها عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهو مرسل، إنما هي تابعية تروي عن عائشة.