الإصابة في تمييز الصحابة

حرف الغين المعجمة
القسم الأول
11561- غاثنة «2» :
بمثلثة بعد الألف وقبل النون، وقيل إنها مثناة تحتانية.
قال ابن مندة: روى ابن وهب، عن عثمان، عن عطاء الخراساني، عن أبيه- أنها أنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: إنّ أمّي ماتت وعليها نذر أن تمشي إلى الكعبة، فقال:
«اقضي عنها» .

11562- عزيلة:
بالتّصغير، ويقال غزيّة، بالتّشديد بدل اللّام «3» ، ويقال بفتح أوله مع
__________
(1) أسد الغابة ت (7098) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 286.
(2) أسد الغابة ت (7157) .
(3) أسد الغابة ت (7158) ، الاستيعاب ت (3493) . أعلام النساء 914، تجريد أسماء الصحابة 2/ 292، تقريب التهذيب 2/ 608، تهذيب التهذيب 12/ 440.

(8/254)


التّشديد بلا لام: هي أم شريك، مشهورة بكنيتها، وستأتي في الكنى.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ من مرسل سليمان بن يسار، قال: لما تزوّج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم الكنديّة، وخطب في العامريات، ووهبت له أمّ شريك غزية بنت جابر نفسها قالت أزواجه: لئن تزوّج الغرائب لا تبقى له فينا حاجة ... الحديث.

11563- غفيرة:
بفاء مصغّرة، بنت رباح «1» ، بفتح الرّاء والموحدة، أخت بلال المؤذّن وأخيه خالد.
ذكرها المستغفريّ، وقال: هم أخوان وأخت، قاله البخاريّ. ووقع في الطّحاويّ في أثناء إسناد عن عمير مولى غفيرة بنت رباح أخت بلال.

11564- غفيرة «2» :
تقدم في عنقودة.

11565- غفيلة:
مثلها، لكن بلام بدل الرّاء «3» . تقدّمت في العين المهملة.

11566- الغميصاء بنت ملحان الأنصارية «4» .
قيل هي أم والدة أنس، وهي مشهورة بكنيتها.
قال أحمد في مسندة: حدّثنا يحيى- هو القطان، حدّثنا حميد، عن أنس، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «دخلت الجنّة فسمعت خشفة «5» ، فقلت: ما هذا، فقال: الغميصاء بنت ملحان «6» » .
قلت: وقد تقدّم من وجه آخر عن أنس في حرف الرّاء.

11567- الغميصاء:
أو الرّميصاء «7» ، زوج عمرو بن حزم.
أخرج أبو نعيم من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- أن عمرو بن حزم طلّق الغميصاء. فنكحها رجل فطلّقها قبل أن يمسّها، فأتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
تسأله أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال: «حتّى يذوق الآخر من عسيلتها» ... الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (7159) .
(2) أسد الغابة ت (7160) .
(3) أسد الغابة ت (7161) .
(4) أسد الغابة ت (7163) .
(5) الخشفة بالسكون: الحس والحركة، وقيل: هو الصوت والخشفة بالتحريك: الحركة، وقيل: هما بمعنى وكذلك الخشف النهاية 2/ 34.
(6) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 78 والهيثمي في الزوائد 9/ 62 وقال رواه أحمد والطبراني بنحوه باختصار وفيهما مطرح بن زياد وعلي بن يزيد الألهاني وكلاهما مجمع على ضعفه وابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 316 عن أنس بن مالك.
(7) أسد الغابة ت (7162) .

(8/255)


قال أبو موسى: هي غير أم سليم. وقد روى ابن عبّاس الحديث، فقال: الغميصاء أو الرميصاء ولم يسمّ زوجها.
وأورد ابن مندة الحديث في ترجمة أم سليم. قال ابن الأثير: والصّواب مع أبي موسى، قلت: تقدّم حديث ابن عبّاس في حرف الرّاء.

11568- غنيّة بنت أبي إهاب:
هي أم يحيى التي تزوجها عقبة بن الحارث النوفلي فقالت له جارية سوداء: قد أرضعتكما. تأتي في الكنى.

القسم الثاني، والثالث، والرابع
لم يذكر فيها أحد.

حرف الفاء
القسم الأول
11569- فاختة بنت الأسود
بن المطّلب بن أسد «1» بن عبد العزّى القرشيّة الأسديّة «2» . كانت تحت صفوان بن أميّة بن خلف الجمحيّ، خلف عليها بعد أبيه، ففرّق الإسلام بينهما.
أخرجه المستغفريّ، من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريح، قال: فرّق الإسلام بين أربع وبين أبناء بعولتهنّ، فذكرها.

11570- فاختة بنت خارجة
بن زيد بن أبي زهير الأنصارية، زوج أبي بكر الصّديق، سمّاها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة «3» ، وأنها المراد بقول أبي بكر لعائشة عند موته: ذو بطن ابنة خارجة، وقيل اسمها حبيبة.

11571- فاختة بنت أبي أحيحة:
سعد بن العاص بن أميّة امرأة أبي العاص بن الرّبيع. تزوّجها بعد زينب بنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وولد [ت له] «4» منها بنته مريم- ذكرها الزّبير.

11572- فاختة بنت أبي طالب
بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشميّة»
، أم هانئ،
__________
(1) في أ: راشد.
(2) أسد الغابة ت (7162) .
(3) في أ: الآخرة.
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت (7165) ، الاستيعاب ت (3494) ، الاستبصار 359، تهذيب الكمال 1690، تاريخ الإسلام 2/ 332 تهذيب التهذيب 12/ 481، خلاصة تذهيب الكمال 500، طبقات ابن سعد 8/ 47، طبقات خليفة 330 المعارف 36 و 120، الجرح والتعديل 9/ 467.

(8/256)


أخت علي، وهي بكنيتها أشهر. وقيل اسمها هند. والأول أشهر.

11573- فاختة بنت قرظة
بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف القرشيّة النوفليّة، زوج معاوية بن أبي سفيان، لم يذكروا والدها في الصّحابة، فإن كان مات في الجاهليّة فكمن وقع له ذكر في العصر النّبويّ، فما قرب منه من أولاده له صحبة.
وقد ذكر الزّبير بن بكّار في النّسب أنّ معاوية تزوّج كنود بنت قرظة المذكورة، ثم تزوّج أختها فاختة، ووقع في ترجمة معاوية: لأبيها قرظة أخبار منها: غزت معه غزوة قبرس، وذكر ذلك في الصّحيح في خبر أم حرام خالة أنس، فما أدري أيّ الأختين هي؟

11574- فاختة بنت عمرو الزهرية «1»
: خالة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
أخرج الطّبرانيّ، من طريق عبد الرّحمن بن عثمان الوقّاصي، عن ابن المنكدر، عن جابر: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «وهبت خالتي فاختة بنت عمرو غلاما، وأمرتها ألّا تجعله جازرا ولا صائغا، ولا حجّاما» «2» .
والوقاصيّ ضعيف.

11575- فاختة بنت غزوان:
أخت عتبة.
تقدم نسبها في ترجمته، وكانت «3» من المهاجرات.

11576- فاختة بنت الوليد
بن المغيرة المخزوميّة «4» ، أخت خالد بن الوليد.
تقدم نسبها في ترجمته، وكانت زوج صفوان بن أمية. أسلمت يوم الفتح، وبايعت.
[قال أبو عمر: أسلمت] «5» قبل إسلام زوجها بشهر، قاله داود بن الحصين. وقال ابن مندة:
لها ذكر، وليس لها حديث.
وأخرج أبو نعيم، من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن عبد العزيز بن عبد الرّحمن الإمامي، عن الزّهري، قال: كانت فاختة بنت الوليد عند صفوان بن أمية، وأم حكيم بنت الحارث عند عكرمة، فأسلمتا يوم الفتح.

11577- فارعة بنت أبي أمامة:
أسعد بن زرارة الأنصاريّة «6» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7166) .
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 9417 وعزاه للطبراني عن جابر.
(3) في أ: الوليد بن الوليد بن المغيرة.
(4) أسد الغابة ت (7167) ، الاستيعاب ت (3495) .
(5) سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت (7168) ، الاستيعاب ت (3496) .

(8/257)


تقدّم نسبها في ترجمة أبيها، وقيل اسمها فريعة، وقد تقدّم ذكرها في ترجمة ابنتها زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك. قال أبو عمر: كان أبو أمامة أوصى ببناته: فارعة، وحبيبة، وكبشة- إلى النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فزوّج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم.
الفارعة- نبيط بن جابر من بني مالك بن النجار.
وأخرج ابن مندة، من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم- أنه سمع زينب بنت نبيط امرأة أنس تحدّث عن أمها فريعة بنت أبي أمامة، قالت: جاءت إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم رعاث «1» من ذهب فحلي أختي حبيبة وكبشة منها، فلم يؤخذ منها صدقة.
وقال ابن سعد: أمّها عميرة بنت سهل، وكانت الفريعة أكبر بنات أسعد بن زرارة، فلما بلغت خطبها نبيط بن جابر، فلما كانت الليلة التي زفت فيها قال لهم النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «قولوا: أتيناكم أتيناكم فحيّونا نحييكم» «2» .
فولدت لنبيط عبد الملك، فسماه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وبرك فيه.
وكانت الفريعة من المبايعات.
وأخرج ابن الأثير من طريق المعافى بن عمران- أنه روى في تاريخه عن أبي عقيل صاحب نهية، عن نهية، عن عائشة، قالت: أهدينا يتيمة من الأنصار، فلما رجعنا قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «ما قلتم؟» قلنا: سلمنا وانصرفنا، قال: «إنّ الأنصار قوم يعجبهم الغزل، ألا قلت يا عائشة: أتيناكم أتيناكم فحيّونا نحييكم؟» «3» .
قلت: وهذه اليتيمة هي الفارعة بنت أسعد بن زرارة.

11578- فارعة بنت ثابت
بن المنذر بن حزام الأنصارية، من بني النّجّار، أخت حسان بن ثابت شاعر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
__________
(1) الرّعاث: القرط، وهي من حلي الأذن، واحدتها رعثة ورعثة، وجنسها الرّعث. النهاية 2/ 234.
(2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 391 عن جابر بن عبد اللَّه وأخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 612- 613، كتاب النكاح (9) باب الغناء والدف (21) الحديث (1900) ولفظه عن ابن عباس وأخرجه البزار ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 164 كتاب النكاح باب اللهو عند العرس الحديث (1432) ولفظه عن جابر وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 289.
(3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 20 عن عبيد بن خالد السلمي قال آخر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.... الحديث كتاب الجهاد باب في النور يرى عند قبر الشهيد حديث رقم 2524 والنسائي في السنن 4/ 74 كتاب الجنائز باب الدعاء (77) حديث رقم 1985، وأحمد في المسند 4/ 219، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 371، 7/ 479، وابن أبي شيبة في المصنف 13/ 256 والطبراني في الكبير 5/ 90، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 286.

(8/258)


ذكر أبو الحسن المدائنيّ أن طويا غنّى عبد اللَّه بن جعفر بشعر، فقال: لمن هذا الشّعر؟ قال: لفارعة أخت حسّان في عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام.
قلت: مات والدها في الجاهليّة، وعبد الرّحمن بن الحارث كان في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم صغيرا كما تقدّم في ترجمته، فلا يتأتى أن يقال فيه الشّعر إلا بعد أن يبلغ، فتكون الفارعة من هذا القسم.

11579- فارعة بنت زرارة
بن عدس «1» بن حرام الأنصاريّة «2» ، من بني مالك بن النّجّار، قاله أبو موسى في «الذّيل» ، كذا قال ابن الأثير. ولم أرها في الذّيل الّذي بخط الصّريفيني، ولعلها التي قبلها بواحدة نسبت إلى جدّها، ثم ظهر لي أنها عمتها.
قال ابن سعد: الفارعة، وهي الفريعة بنت زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار، أخت أبي أمامة أسعد بن زرارة شقيقته، تزوّجها قيس بن فهد بن قيس بن ثعلبة، وأسلمت وبايعت.

11580- فارعة بنت أبي سفيان
بن حرب بن أميّة الأمويّة «3» .
ذكرها المستغفريّ، وأخرج من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: كان أوّل من خرج إلى الحبشة مهاجرا عبد اللَّه بن جحش حليف بني عبد شمس، احتمل بأهله وأخيه، وهو أبو أحمد، وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب.

11581- الفارعة بنت أبي الصّلت:
أخت أميّة بن أبي الصّلت «4» الشّاعر المشهور.
قال أبو عمر: قدمت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعد فتح الطائف، وكانت ذات لبّ وعفاف وجمال، وكان يعجب بها، وقال لها يوما: هل تحفظين من شعر أخيك شيئا؟ فأخبرته خبره وما رأت منه، وقصّت قصّته في شقّ جوفه وإخراج قلبه وردّه مكانه وهو نائم.
وأنشدته شعره الّذي أوله:
باتت همومي تسري طوارقها ... أكفّ عيني والدّمع سابقها
__________
(1) في أ: عدي. (2) أسد الغابة ت (7169) . (3) أسد الغابة ت (7170) . (4) أسد الغابة ت (7171) ، الاستيعاب ت (3497) ، أعلام النساء 4/ 19، تجريد أسماء الصحابة 2/ 293.

(8/259)


ما رغّب النّفس في الحياة وإن ... تحيا قليلا فالموت لا حقها «1»
[المنسرح] نحو ثلاثة عشر بيتا، يقول فيها:
يوشك من فرّ من منيّته ... يوما على غرّة يوافقها
من لم يمت عبطة يمت هرما ... للموت كأس والمرء ذائقها «2»
[المنسرح] وأنه قال عنده المعاينة:
كلّ عيش وإن تطاول يوما ... صائر مرّة إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في قلال الجبال أرعى الوعولا «3» .
[الخفيف] فقال لها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «كان مثل أخيك كمثل الّذي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ... » [الأعراف: 175] الآية.
قال أبو عمر: اختصرته واقتصرت منه على النكت، ثم ساق سنده إلى وثيمة بن موسى، عن سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، قال: قدمت الفارِعة، قال ... فذكره بتمامه.
قلت: وأخرج القصّة أبو نعيم من طريق ثعلب، عن ابن الأعرابيّ، قال: قال ابن إسحاق بهذا السّند نحوه، وأخرجها ابن أبي عاصم، وابن مندة، من طريق إبراهيم بن محمد بن يحيى السّجزيّ، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن الزّهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عبّاس- أنّ فارعة بنت أبي الصّلت الثّقفي جاءت إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فسألها عن قصّة أبيها وأخيها، فقالت: قدم أخي من سفر، فأتانا فنام على سريري، فأقبل طائران فسقط أحدهما على صدره فشقّ ما بين صدره إلى ستهه، قال: فذكر قصّة موته بطولها.
قلت: وفي السّند إلى ابن إسحاق ضعف. وأخرج القصّة الفاكهيّ في كتاب مكّة، من طريق الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس مطوّلة. وقد نقلها الثّعلبيّ في تفسيره، وفيها
__________
(1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3497) ، أسد الغابة ترجمة رقم (7171) .
(2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة (7171) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3497) .
(3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (7171) ، الاستيعاب ترجمة رقم (3497) ، خزانة الأدب 1/ 121.

(8/260)


أنها أنشدت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عدة قصائد من شعره يصرّح فيها بالإيمان والبعث، منها قوله من قصيدة:
يوقف النّاس للحساب جميعا ... فشقيّ معذّب وسعيد
[الخفيف] ومنها من قصيدة:
لك الحمد والنّعماء والفضل ربّنا ... ولا شيء أعلى منك جدّا وأمجد
مليك على عرش السّماء مهيمن ... لعزّته تعنو الوجوه وتسجد
[الطويل] ومنها من قصيدة:
يوم نأتي الرّحمن وهو رحيم ... إنّه كان وعده مأتيّا
إن أؤاخذ بما اجترمت فإنّي ... سوف ألقى من العذاب قويّا
ربّ إن تعف فالمعافاة ظنّي ... أو تعاقب فلم تعاقب بريّا
[الخفيف]
فقال لها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «آمن شعره وكفر قلبه» ، فنزلت: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ... [الأعراف: 175] الآية.

11582- فارعة بنت عبد الرحمن الخثعمية «1»
. لها ذكر في الصّحابة، روى عنها السّري بن عبد الرّحمن، كذا في الاستيعاب.

11583- فارعة بنت عتبة
بن عبد شمس العبشمية، أخت هند وخالة معاوية، كانت زوج حبيب بن عمرو بن حممة الدّوسيّ. ذكرها البلاذريّ.

11584- فارعة بنت مالك
بن سنان الخدرية «2» تأتي في الفريعة.

11585- فارعة الجنّية.
ذكرها حمزة بن يوسف الجرجانيّ في «تاريخ جرجان» ، قال: أخبرنا أبو أحمد بن عديّ، حدّثنا عبد المؤمن بن أحمد، حدّثنا جعفر بن الحكم، حدثنا لهيعة بن عبد اللَّه بن لهيعة، [عن أبيه] «3»
عن أبي الزّبير عن جابر- أن امرأة من الجنّ كانت تأتي النبيّ صلّى اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت (7172) ، الاستيعاب ت (3498) .
(2) أسد الغابة ت (7174) .
(3) سقط في أ.

(8/261)


عليه وآله وسلّم في نساء من قومها، فأبطأت عليه مرّة ثم جاءت فقال: «ما أبطأك؟» قالت:
موت ميّت لنا بأرض الهند، فذهبت في تعزيته، فرأيت إبليس في طريقي قائما يصلّي على صخرة، فقلت: «ما حملك على أن أضللت آدم؟ قال: دعي عنك هذا. قلت: تصلي وأنت أنت! قال: نعم يا فارعة بنت العبد الصّالح، إني لأرجو من ربي إذا أبر قسمه أن يغفر لي.
وفي سنده من لا يعرف. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.

11586- فاضلة، امرأة عبد اللَّه بن أنيس «1»
: مختلف في اسمها.
تقدّم ذكرها، كذا عند ابن مندة. وقال أبو عمر: فاضلة الأنصاريّة زوج عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ، حديثها عند أهل المدينة، قالت: خطبنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فحثنا على الصّدقة.
قلت: أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق موسى بن عبيدة الرّبذي أحد الضّعفاء، عن أخيه محمد بن عبيدة، عن أخيه عبد اللَّه بن عبيدة، عن يحيى بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أمّه، وهي بنت عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ، عن أمها فاضلة الأنصارية، قالت: خطبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فحثّ على الصّدقة، فبعثت إليه بحلي لي، وقلت: هو صدقة للَّه عزّ وجلّ، فردّه، وقال: إني لا أقبل صدقة من امرأة إلا بإذن زوجها، فبعثت إليه به مع زوجي، فقال: هو لها يا رسول اللَّه ورثته من أبيها، فقبله.

11587- فاطمة الزّهراء:
بنت إمام المتقين رسول اللَّه: محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم، الهاشميّة «2» ، صلّى اللَّه على أبيها وآله وسلّم ورضي عنها.
كانت تكنى أم أبيها، بكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة. ونقل ابن فتحون عن بعضهم بسكون الموحّدة بعدها نون، وهو تصحيف، وتلقّب الزهراء.
روت عن أبيها. روى عنها ابناها، وأبوهما، وعائشة، وأم سلمة، وسلمى أم رافع، وأنس. وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها.
__________
(1) أسد الغابة ت (7175) ، الاستيعاب ت (3499) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 293.
(2) أسد الغابة ت (7183) ، الاستيعاب ت (3505) ، مسند أحمد 6/ 282، طبقات ابن سعد 8/ 19، طبقات خليفة 330، تاريخ خليفة 65، المعارف 141، حلية الأولياء 2/ 39، المستدرك 3/ 151، جامع الأصول 9/ 125، تهذيب الكمال 690، تاريخ الإسلام 1/ 360، العبر 1/ 13، مجمع الزوائد 9/ 201، تهذيب التهذيب 12/ 440، كنز العمال 13/ 674، شذرات الذهب 1/ 9، خلاصة تذهيب الكمال 494.

(8/262)


قال عبد الرّازق، عن ابن جريج: قال لي غير واحد: كانت فاطمة أصغر بنات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأحبهنّ إليه.
وقال أبو عمر: اختلفوا أيتهن أصغر؟ والّذي يسكن إليه اليقين أنّ أكبرهنّ زينب، ثم رقيّة، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة. وقد تقدّم شيء من هذا في ترجمة رقية.
واختلف في سنة مولدها، فروى الواقديّ، عن طريق أبي جعفر الباقر، قال: قال العبّاس: ولدت فاطمة والكعبة تبنى، والنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابن خمس وثلاثين سنة، وبهذا جزم المدائنيّ.
ونقل أبو عمر عن عبيد اللَّه بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي- أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر، وهي أسنّ من عائشة بنحو خمس سنين، وتزوّجها عليّ أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر، وقيل غير ذلك. وانقطع نسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا من فاطمة.
ذكر ابن إسحاق في «المغازي الكبرى» : حدّثني ابن أبي نجيح، عن علي- أنه خطب فاطمة، فقال له النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «هل عندك من شيء؟» قلت: لا. قال:
«فما فعلت الدّرع التي أصبتها» - يعني من مغانم بدر.
وقال ابن سعد: أخبرنا خالد بن مخلد، حدّثنا سليمان- هو ابن بلال، حدّثني جعفر بن محمد، عن أبيه: أصدق عليّ فاطمة درعا من حديد.
وعن حازم، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة- أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لعليّ حين زوّجه فاطمة: «أعطها درعك «1» الحطميّة» «2» .
هذا مرسل صحيح الإسناد.
وعن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن أيّوب أتمّ منه.
وأخرج أحمد في مسندة، من طريق ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليّا يقول: أردت أن أخطب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابنته، فقلت: واللَّه ما لي من
__________
(1) هي التي تحطم السيوف أي تكسرها، وقيل: هي العريضة الثقيلة، وقيل: هي منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال لهم حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع وهذا أشبه الأقوال. النهاية 1/ 402.
(2) أخرجه أبو داود (2126) ، والطبراني في الكبير 11/ 355 والبيهقي في السنن 7/ 252 وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 199.

(8/263)


شيء، ثمّ ذكرت صلته وعائدته، فخطبتها إليه، فقال: «وهل عندك شيء؟ فقلت: لا. قال:
«فأين درعك الحطميّة الّتي أعطيتك يوم كذا وكذا؟» قلت: هو عندي. قال: «فأعطها إيّاها» .
وله شاهد عند أبي داود من حديث ابن عبّاس.
وأخرج ابن سعد، عن الواقديّ، من طريق أبي جعفر، قال: نزل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على أبي أيّوب، فلمّا تزوّج عليّ فاطمة قال له: «التمس منزلا» ، فأصابه مستأخرا، فبنى بها فيه، فجاء إليها، فقالت له: كلّم حارثة بن النّعمان. فقال: قد تحوّل حارثة حتى استحييت منه، فبلغ حارثة فجاء فقال: يا رسول اللَّه، واللَّه الّذي تأخذ أحبّ إلي من الّذي تدع. فقال: صدقت، بارك اللَّه فيك، فتحوّل حارثة من بيت له فسكنه عليّ بفاطمة.
ومن طريق عمر بن عليّ، قال: تزوّج عليّ فاطمة في رجب سنة مقدمهم المدينة، وبنى بها مرجعه من بدر، ولها يومئذ ثمان عشرة سنة.
وفي «الصّحيح» عن عليّ قصّة الشّارفين لما ذبحهما حمزة، وكان عليّ أراد أن يبني بفاطمة، فهذا يدفع قول من زعم أنّ تزويجه بها كان بعد أحد، فإن حمزة قتل بأحد.
قال يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، قالت عائشة: ما رأيت قط أحدا أفضل من فاطمة غير أبيها. أخرجه الطّبراني في ترجمة إبراهيم بن هاشم من المعجم الأوسط، وسنده صحيح على شرط الشّيخين إلى عمر.
وقال عكرمة، عن ابن عبّاس: خطّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أربعة خطوط، فقال: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة، وفاطمة، ومريم، وآسية» «1» .
وقال أبو يزيد المدائني، عن أبي هريرة- مرفوعا: «خير نساء العالمين أربع: مريم، وآسية، وخديجة، وفاطمة» «2» .
وقال الشّعبي، عن جابر: «حسبك من نساء العالمين أربع ... » «3» فذكرهن.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 185 وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 226 وقال رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح.
(2) أخرج ابن حبان في صحيحه 4/ 549 عن أنس بن مالك حديث رقم 2222 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 7/ 185، 9/ 404، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34404.
(3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 135 وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 134 وأبو نعيم في الحل 2/ 344 وقال هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرد به عنه معمر حدث به الأئمة عن عبد الرزاق أحمد وإسحاق وأبو مسعود وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 157 وقال هذا الحديث في المسند لأبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل هكذا. وقال الذهبي معمر عن أنس مرفوعا حسبك من النساء العالمين أربع مريم وآسية امرأة فرعون وخديجة وفاطمة البخاري ومسلم ويروى عن معمر عن الزهري.

(8/264)


وقال عبد الرّحمن بن أبي نعيم، عن أبي سعيد الخدريّ مرفوعا: «سيّدة نساء أهل الجنّة فاطمة إلّا ما كان من مريم» «1» .
وفي الصّحيحين- عن المسور بن مخرمة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على المنبر يقول: «فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما آذاها، ويريبني ما رابها» «2» .
وعن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن عليّ، قال: قال النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لفاطمة: «إنّ اللَّه يرضى لرضاك، ويغضب لغضبك» .
وأخرج الدولابيّ في الذّرية الطّاهرة بسند جيد عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ليلة بني عليّ بفاطمة: «لا تحدث شيئا حتّى تلقاني» ، فدعا بماء فتوضأ منه، ثم أفرغه عليهما، وقال: «اللَّهمّ بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما» «3» .
وقالت أم سلمة: في بيتي نزلت: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... [الأحزاب: 33] الآية.
قالت: فأرسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين، فقال: «هؤلاء أهل بيتي» الحديث.
وأخرج التّرمذيّ والحاكم في «المستدرك» ، وقال: صحيح على شرط مسلم.
وقال مسروق، عن عائشة: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «مرحبا بابنتي» «4» ، ثم أجلسها عن يمينه، ثم أسرّ إليها حديثا فبكت، ثم أسرّ إليها حديثا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم أقرب فرحا من حزن!
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيح 5/ 25، 36، وأحمد في المسند 3/ 80، 5/ 391، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34224.
(2) أخرج البخاري في الصحيح 5/ 26، 36 والحاكم في المستدرك 3/ 158 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله صحيح والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 64، 10/ 201 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 130، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34222، 34223.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 4 وابن سعد في الطبقات 8/ 13.
(4) أصله في البخاري 4/ 248 ومسلم 4/ 1905 (99- 2450) .

(8/265)


فسألتها عمّا قال. فقالت: ما كنت لأفشي على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سرّه، فلما قبض سألتها فأخبرتني أنه قال: «إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرة، وإنّه عارضني العام مرّتين، وما أراه إلّا قد حضر أجلي، وإنّك أوّل أهل بيتي لحوقا بي، ونعم السّلف أنا لك» . فبكيت: فقال: «ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين؟» فضحكت «1» .
أخرجاه.
وقالت أم سلمة: جاءت فاطمة إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسألتها عنه، فقالت: أخبرني أنه مقبوض في هذه السنة، فبكيت، فقال: «أما يسرّك أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنّة إلّا مريم» ، فضحكت.
أخرجه أبو يعلى.
وأخرج ابن أبي عاصم، عن عبد اللَّه بن عمرو بن سالم المفلوج بسند من أهل البيت عن علي أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لفاطمة: «إنّ اللَّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك» » .
وأخرج التّرمذيّ من حديث زيد بن أرقم أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين- أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم» «3» .
ونقل أبو عمر في قصّة وفاتها أنّ فاطمة أوصت عليّا أن يغسلها هو وأسماء بنت عميس. واستبعده ابن فتحون، فإن أسماء كانت حينئذ زوج أبي بكر الصّديق، قال: فكيف تنكشف بحضرة عليّ في غسل فاطمة، وهو محلّ الاستبعاد.
وقد وقع عند أحمد أنها اغتسلت قيل موتها بقليل، وأوصت ألّا تكشف، ويكتفى بذلك في غسلها، واستبعد هذا أيضا.
وقد ثبت في الصّحيح عن عائشة أنّ فاطمة عاشت بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ستة أشهر. وقال الواقديّ، وهو ثبت: وروى الحميديّ، عن سفيان، عن عمرو بن دينار-
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 248، 6/ 229 وأحمد في المسند 6/ 282، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 26 رواه الطبراني بإسناد ضعيف وروى البزار بعضه أيضا وفي رجاله ضعف، وأورده البيهقي في دلائل النبوة 7/ 155 وعزاه البخاري في الصحيح.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 66 والحاكم في المستدرك 3/ 154، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وعقب الذهبي بل حسين منكر الحديث ولا يحل أن يحتج به قال الهيثمي في الزوائد 9/ 206 رواه الطبراني وإسناده حسن.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 3/ 39، 11/ 444.

(8/266)


أنها بقيت بعده ثلاثة أشهر وقال غيره: بعده أربعة أشهر، وقيل شهرين، وعند الدّولابي في الذّرية الطّاهرة: بقيت بعده خمسة وتسعين يوما. وعن عبد اللَّه بن الحارث بقيت بعده ثمانية أشهر.
وأخرج ابن سعد، وأحمد بن حنبل، من حديث أمّ رافع، قال: مرضت فاطمة فلما كان اليوم الّذي توفيت قالت لي: يا أمة، اسكبي لي غسلا، فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل. ثم لبست ثيابا لها جددا ثم قالت: اجعلي فراشي وسط البيت، فاضطجعت عليه، واستقبلت القبلة، وقالت يا أمة، إني مقبوضة الساعة، وقد اغتسلت، فلا يكشفنّ لي أحد كنفا «1» ، فماتت، فجاء عليّ فأخبرته فاحتملها ودفنها بغسلها ذلك.
وأخرج ابن سعد من طريق محمد بن موسى- أنّ عليا غسّل فاطمة. ومن طريق عبيد اللَّه بن أبي بكر، عن عمرة، قالت: صلّى العباس على فاطمة، ونزل هو وعلي والفضل بن عبّاس في حفرتها.
وروى الواقديّ، عن طريق الشّعبي، قال: صلّى أبو بكر على فاطمة، وهذا فيه ضعف وانقطاع.
وقد روى بعض المتروكين عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه نحوه، ووهّاه الدّارقطنيّ، وابن عديّ.
قال ابن سعد: أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن علي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف ورحاءين وسقاءين، قال: فقال عليّ لفاطمة يوما: سنوت «2» حتى اشتكيت صدري، وقد جاء اللَّه بسبي فاذهبي فاستخدمي. فقالت: وأنا واللَّه قد طحنت حتى مجلت «3» يداي، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «ما جاء بك أي بنيّة؟» فقالت: جئت لأسلّم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت، فأتياه جميعا، فذكر له عليّ حالهما، قال: «لا واللَّه لا أعطيكما، وأدع أهل الصّفة تتلوّى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكن أبيع وأنفق عليهم أثمانهم» ، فرجعا، فأتاهما وقد دخلا قطيفتهما، إذ غطيا رءوسهما بدت أقدامهما، وإذا غطّيا أقدامهما انكشفت رءوسهما، فثارا، فقال: «مكانكما، ألا أخبركما بخير ممّا
__________
(1) الكنف: الجانب. النهاية 4/ 204.
(2) يقال: سنوت الدّلو سناوة إذا جررتها من البئر. اللسان 3/ 2129.
(3) ثخن جلدها وتعجّر وظهر فيها ما يشبه البثر من العمل بالأشياء الصّلبة الخشنة. النهاية 4/ 300.

(8/267)


سألتماني؟» فقالا: بلى. فقال: «كلمات علّمنيهنّ جبريل، تسبّحان، في دبر كلّ صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبّران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبّحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبّرا أربعا وثلاثين» . قال علي: فو اللَّه ما تركتهنّ منذ علمنيهن.
وقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم اللَّه يا أهل الطروق! ولا ليلة صفين.
وقال: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا عمرو بن سعيد، قال: كان في علي شدة على فاطمة، فقالت: واللَّه لأشكونك إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فانطلقت وانطلق عليّ في أثرها، فكلمته، فقال: «أي بنيّة، اسمعي واستمعي واعقلي، إنّه لا إمرة لامرأة لا تأتي هوى زوجها وهو ساكت» . قال علي: فكففت عما كنت أصنع، وقلت: واللَّه لا أتي شيئا تكرهينه أبدا.
أخبرنا عبيد اللَّه بن موسى، حدثنا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان بين عليّ وفاطمة كلام، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج، قال: فقيل له: دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك! فقال: وما يمنعني وقد أصلحت بين أحبّ اثنين إلي.
وأخرج الواقديّ بسند له، عن أبي جعفر، قال: دخل العباس على عليّ وفاطمة وهي تقول: أنا أسن منك. فقال العباس: ولدت فاطمة وقريش تبني الكعبة، وولد علي قبلها بسنوات.
وقال الواقديّ: توفيت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
ومن طريق عمرة: صلّى العباس على فاطمة، ونزل في حفرتها هو وعليّ والفضل.
ومن طريق علي بن الحسين أنّ عليّا صلّى عليها ودفنها بليل بعد هدأة.
وذكر عن ابن عباس أنه سأله فأخبره بذلك. وقال الواقديّ: قلت لعبد الرحمن بن أبي الموالي: إن الناس يقولون: إن قبر فاطمة بالبقيع. فقال: ما دفنت إلا في زاوية في دار عقيل، وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع.

11588- فاطمة بنت أسد بن هاشم «1»
بن عبد مناف الهاشمية، والد علي وإخوته.
__________
(1) أسد الغابة ت (7176) ، الاستيعاب ت (3500) ، أعلام النساء ج 3/ 33، الثقات ج 3/ 336، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 293، تلقيح فهوم أهل الأثر 317، مقاتل الطالبيين 7، 8، 9، 10، 24.

(8/268)


قيل: إنها توفّيت قبل الهجرة. والصحيح أنها هاجرت وماتت بالمدينة، وبه جزم الشعبي، قال: أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة.
وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كفّن فاطمة بنت أسد في قميصه، وقال: لم نلق بعد أبي طالب أبرّ بي منها.
وقال الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري عن علي: قلت لأمي: اكفي فاطمة سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك الطحن والعجن.
وقال الزّبير بن بكّار: هي أوّل هاشمية ولدت خليفة، ثم بعدها فاطمة الزهراء، وسيأتي لها ذكر في فاطمة بنت حمزة يدلّ على أنها ماتت بالمدينة.
قال ابن سعد: كانت امرأة صالحة، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يزورها ويقيل في بيتها.

11589- فاطمة بنت أبي الأسد «1»
: وقيل بنت الأسود بن عبد الأسد.
قال أبو عمر: هي التي قطعها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في السرقة، وقال لأسامة بن زيد لما شفع فيها: «أتشفع في حدّ من حدود اللَّه؟» «2» .
روى حديثها حبيب بن أبي ثابت، وسماها.
قلت: وأخرج عبد الغنيّ بن سعيد في «المبهمات» ، من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن عمار الدهني، عن أبي وائل، قال: سرقت فاطمة بنت أبي الأسد بنت أخي أبي سلمة فأشفقت قريش بأن تقطع فكلموا أسامة ... الحديث.
وقال ابن سعد: فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد أسلمت وبايعت، وهي التي سرقت فقطع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يدها.
أخبرنا ابن نمير، عن الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت- يرفع الحديث- أن فاطمة
__________
(1) أسد الغابة ت (7177) ، الاستيعاب ت (3501) .
(2) أخرجه البخاري 4/ 213، 8/ 199 عن عائشة من كتاب الحدود باب 12 كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان حديث رقم 6788 ومسلم 3/ 1315 من كتاب الحدود باب 2 قطع السارق الشريف وغيره والنهي عن الشفاعة في الحدود حديث رقم 1688. والنسائي 8/ 73 في كتاب قطع السارق باب 6 ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين حديث رقم 4899. وأبو داود 2/ 537 من كتاب الحدود باب في الحد يشفع حديث رقم 4373 والترمذي 4/ 29 كتاب الحدود باب 6 ما جاء من كراهية أن يشفع في الحدود حديث رقم 1430. وابن ماجة 2/ 851 كتاب الحدود باب 6 الشفاعة في الحدود حديث رقم 2547 والدارميّ 2/ 173، البيهقي 8/ 253.

(8/269)


بنت الأسود بن عبد الأسد سرقت على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حليا، فاستشفعوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بغير واحد، وكلّموا أسامة بن زيد ليكلم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان يشفعه، فلما أقبل أسامة ورآه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «لا تكلّمني يا أسامة، فإنّ الحدود إذا انتهت إليّ فليس لها مترك، ولو كانت بنت محمّد فاطمة لقطعتها» .
قال ابن سعد: وفي رواية أهل المدينة وغيرهم من أهل مكة- أن التي سرقت فقطع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يدها أم عمرو بنت سفيان بن عبد الأسد.

11590- فاطمة بنت جنيد
بن عمرو بن عبد شمس بن عمرو، زوج العباس بن عبد المطلب، ووالدة الحارث ولده. ذكرها الزبير بن بكار.

11591- فاطمة بنت الحارث
بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب «1» بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية. تقدم ذكرها في ترجمة أمها رائطة.

11592- فاطمة بنت أبي
حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى «2» بن قصيّ القرشية الأسدية.
ثبت ذكرها في الصّحيحين من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، «إنّي امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصّلاة» ؟ قال: «لا» ، «إنّما ذلك عرق، وليست الحيضة ... » الحديث.
ورواه المنذر بن المغيرة، عن عروة- أن فاطمة بنت أبي حبيش، وفي لفظ عن فاطمة، وفي لفظ: حدثتني فاطمة، حديثه أخرجه أبو داود والنسائي. والأول هو المشهور.

11593- فاطمة بنت حمزة
بن عبد المطلب «3» بن هاشم الهاشمية، أمّها سلمى بنت عميس.
قال ابن السّكن: تكنى أم الفضل. وقال الدار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة: يقال لها أم أبيها. زوجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سلمة بن أبي سلمة بن عبد الأسد.
وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق أبي فاختة، عن جعدة بن هبيرة، عن علي، قال: أهدي إلى رسول اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت (7178) ، الاستيعاب ت (3502) .
(2) أسد الغابة ت (7179) ، الاستيعاب ت (3503) ، بقي بن مخلد 430.
(3) أسد الغابة ت (7180) .

(8/270)


صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حلة إستبرق، فقال: «اجعلها خمرا بين الفواطم» «1» ، فشققتها أربعة أخمرة: خمارا لفاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وخمارا لفاطمة بنت أسد، وخمارا لفاطمة بنت حمزة، ولم يذكر الرابعة.
قلت: ولعلها امرأة عقيل الآتية قريبا.

11594- فاطمة بنت الخطاب بن نفيل القرشية
العدوية، أخت عمر «2» .
تقدم نسبها في ترجمة أخيها، أسلمت قديما مع زوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وحكى الدار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» أن اسمها أميمة، قال: وولدت لسعد بن زيد ابنه عبد الرحمن. وقال أبو عمر: خبرها في إسلام عمر خبر عجيب.
قلت: أخرجه محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، وأبو نعيم في «3» طريقه، ومن طريق إسحاق بن عبد اللَّه، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: سألت عمر عن إسلامه، قال: خرجت بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام فإذا فلان بن فلان المخزوميّ، فقلت له: أرغبت عن دين آبائك إلى دين محمد؟ قال: قد فعل ذلك من هو أعظم عليك حقا مني؟ قال: قلت: ومن هو؟ قال: أختك وختنك «4» . قال: فانطلقت فوجدت الباب مغلقا، وسمعت همهمة، قال: ففتح لي الباب، فدخلت، فقلت: ما هذا الّذي أسمع؟
قالت: ما سمعت شيئا، فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأسها، فقالت: قد كان ذلك رغم أنفك. قال: فاستحييت حين رأيت الدم، وقلت: أروني الكتاب ... فذكر القصة بطولها.
وروى الواقديّ عن فاطمة بنت مسلم الأشجعيّة، عن فاطمة الخزاعية، عن فاطمة بنت الخطاب- أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «لا تزال أمّتي بخير ما لم يظهر فيهم حبّ الدّنيا في علماء فسّاق، وقرّاء جهّال، وجبابرة، فإذا ظهرت خشيت أن يعمّهم اللَّه بعقاب» .
وسيأتي في الكنى أن الزبير قال: إن والدة عبد الرحمن الأكبر بن سعيد بن زيد هي أم جميل بنت الخطاب، فكأن اسمها فاطمة، ولقبها أميمة، وكنيتها أم جميل.
__________
(1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1189 في كتاب اللباس باب 19 لبس الحرير والذهب للنساء حديث رقم 3596.
(2) أسد الغابة ت (8182) ، الاستيعاب ت (3504) .
(3) في أ: من طريقه.
(4) الأختان من قبل المرأة والأحماء من قبل الرجل والصهر يجمعهما، وخاتن الرّجل الرّجل إذا تزوج إليه. النهاية 2/ 10.

(8/271)


وقال ابن سعد: وقع في كتاب النسب أنّ التي تزوّج بها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رملة، وهي أم جميل بنت الخطاب.

11595- فاطمة بنت سودة
بن أبي ضبيس «1» - بضاد معجمة وموحدة ثم مهملة مصغر، الجهنية.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11596- فاطمة بنت شريح الكلابية:
نقل ابن بشكوال، عن أبي عبيدة- أنه ذكرها في زوجات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.

11597- فاطمة بنت شريك بن سحماء:
لها ذكر في ترجمة والدها.

11598- فاطمة بنت شيبة بن ربيعة
بن عبد شمس العبشمية «2» .
تزوجها عقيل بن أبي طالب، ذكر ابن هشام أنّ عقيلا دخل عليها يوم حنين بعد الوقعة، فقالت له: ماذا غنمت؟ فناولها إبرة، فإذا منادي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: أن أدوا «3» الخياط والمخيط، فأخذ الإبرة منها فألقاها في المغانم.
وذكر الواقديّ هذا لفاطمة بنت الوليد بن عتبة، وقيل اسم امرأة عقيل فاطمة بنت عتبة أخت هند، جاء ذلك عن ابن أبي مليكة.

11599- فاطمة بنت صفوان
بن أمية بن محرث بن حمل بن شق «4» بن رقبة بن مخدج «5» الكنانية، امرأة عمرو بن أبي أحيحة سعيد بن العاص.
ذكرها ابن إسحاق في تسمية من هاجر من بني أمية إلى الحبشة، فقال: وعمرو بن سعيد ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية، وماتت بها، ونسبها ابن سعد وقال: أسلمت بمكة قديما.

11600- فاطمة بنت الضحاك
بن سفيان الكلابية «6» .
ذكرها أبو عمر، فقال: قال ابن إسحاق: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد وفاة ابنته زينب، وخيّرها حين أنزلت آية التخيير، فاختارت فاختارت الدنيا، ففارقها،
__________
(1) أسد الغابة ت (7184) .
(2) أسد الغابة ت (7185) .
(3) في أ: ينادي أن أدوا.
(4) أسد الغابة ت (7186) ، الاستيعاب ت (3506) .
(5) في أ: رقبة بن محرم.
(6) أسد الغابة ت (7187) ، الاستيعاب ت (3507) .

(8/272)


فكانت بعد ذلك تلتقط البعر وتقول: أنا الشّقيّة، اخترت الدنيا.
قال أبو عمر: هذا عندنا غير صحيح، لأن ابن شهاب يروي عن أبي سلمة وعروة عن عائشة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين خيّر أزواجه بدأ بها، فاختارت اللَّه ورسوله، قال: وتتابع أزواج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كلهن على ذلك.
وقال قتادة، وعكرمة: كان عنده حين خيرهن تسع نسوة، وهن اللاتي توفّي عنهن، وكذا قال جماعة: إن التي كانت تقول أنا الشقية هي التي استعاذت، واختلف في المستعيذة اختلافا كثيرا، ولا يصحّ فيها شيء،
وقد قيل: إن الضحاك بن سفيان عرض عليه ابنته فاطمة، وقال: إنها لم تصدع قط، فقال: «لا حاجة لي بها» ،
وقد قيل: إنه تزوّجها سنة ثمان. انتهى كلام ابن عبد البرّ.
ويحتاج كلامه إلى شرح، وعليه في بعضه مؤاخذات: أما حديث ابن شهاب بما ذكر فهو في الصحيح.
[لكن آخره: وأبي سائر ... وأما قول قتادة فأخرجه ... وأما قول عكرمة فأخرجه ... وأما قوله: وهن اللاتي توفّي عنهن، ففيه نظر، لأن آية التخيير كانت ...
وتزوج بعد ذلك ... ] «1» .
وأما الّذي قال: إن التي كانت تقول أنا الشقية هي المستعيذة فهو قول حكاه الواقديّ، عن ابن مناح، قال: استعاذت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهذا لا يبطل قول ابن إسحاق إن الكلابية اختارت، وكانت تقول: أنا الشقية، لأنّ الجمع ممكن.
وأما قوله: اختلف في المستعيذة اختلافا كثيرا فهو حقّ، فقال ابن سعد: اختلف علينا في الكلابية، اختلف علينا في اسمها، فقيل فاطمة بنت الضحاك بن سفيان، وقيل عمرة بنت يزيد بن عبيد، وقيل سنا بنت سفيان بن عوف، ثم قيل هي واحدة اختلف في اسمها، وقيل ثلاث، ثم أسند عن الواقديّ عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، قال: هي فاطمة بنت الضحاك دخل عليها فاستعاذت منه، فطلّقها فكانت تلقط البعر، وتقول: أنا الشقية.
وأسنده بالسند المذكور، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وعلى وآله وسلّم الكلابية، فلما دخلت عليه فدنا منها قالت: أعوذ باللَّه منك.
فقال: «لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك» .
ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون، عن أم منّاح- بتشديد النون وبالمهملة- قالت:
__________
(1) ما بين المعقوفين هكذا في الأصل، وكذا في هامش هـ.

(8/273)


كانت التي استعاذت قد ولهت وذهب عقلها، وكانت تقول: إذا استأذنت على أمهات المؤمنين: أنا الشقية، وتقول: إنّما خدعت.
ومن طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: كان دخل بها، ولكنه لما خير نساءه اختارت قومها، ففارقها، فكانت تلقط البعر، وتقول: أنا الشقية.
وقيل: إن المستعيذة سنا بنت النعمان بن أبي الجون، أسنده ابن سعد عن الواقديّ، عن محمد بن يعقوب بن عتبة، عن عبد الواحد بن أبي عون. وقيل أسماء بنت النعمان بن أبي الجون، أسنده عن الواقدي، عن عمرو بن صالح، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن هشام بن الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس. ومن طريق أبي أسيد الساعدي كالقصة التي في الصحيح، وفي آخرها: فكانت تقول: أدعوني الشقية.
ومن وجه آخر، عن أبي أسيد- أن المستعيذة توفيت في خلافة عثمان.
وأما قوله: ولا يصح منها شيء فعجيب، فقد ثبتت قصتها في الصحيح من حديث أبي أسيد الساعدي، إلا أن كان مراده بنفي الصحة الجزم بالكلابية دون غيرها، فهو ممكن على بعده.
وأما قوله: إن الضحاك بن سفيان، عرض عليه ابنته، وقال: إنها لم تصدع- فأخرجه في الصحيح.
وأما قوله: وقد قيل إنه تزوجها سنة ثمان، فالظاهر أن الضمير لصاحبة الترجمة، ومقتضاه أنه تقدم قول يخالفه، ولم يتقدم إلا قوله في أول الترجمة إنه تزوجها بعد وفاة ابنته زينب.
وقد أسند ابن سعد، عن الواقديّ، عن إبراهيم بن وثيمة، عن أبي وجزة، قال: تزوّج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الكلابية في ذي العقدة سنة ثمان منصرفة من الجعرانة، وعن إسماعيل بن مصعب، عن شيخ من رهطها- أنها توفيت سنة ستين.

11601- فاطمة بنت أبي طالب «1» :
قيل: هي أم هانئ. وستأتي في الكنى- ذكرها أبو نعيم.

11602- فاطمة بنت عامر
بن حذيم القرشية الجمحية، أخت سعيد بن عامر الصحابي المشهور.
__________
(1) أسد الغابة ت (7188) ، الثقات 3/ 337، الدر المنثور 356، تجريد أسماء الصحابة 2/ 294، تقريب التهذيب 2/ 609، 625، تهذيب التهذيب 12/ 440، 481.

(8/274)


كانت زوج المغيرة بن أبي العاص عم عثمان بن عفان، فولدت له عائشة التي تزوّجها مروان، فولدت له عبد الملك. ذكر ذلك الزبير بن بكار.

11603- فاطمة بنت عبد اللَّه:
والدة عثمان بن أبي العاص الثقفي «1» .
ذكرها أبو عمر، فقال: شهدت ولادة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين وضعته أمه آمنة، وكان ذلك ليلا، قالت: فما شيء انظر إليه من البيت إلا نور، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى أني لأقول ليقعن عليّ.
قلت: أسند ذلك [أبو عمر] «2» .

11604- فاطمة بنت عتبة
بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية «3» ، أخت هند أم معاوية.
روت عنها أم محمد بن عجلان، وهي مولاتها، قاله أبو عمر.
قلت: أسنده ابن مندة، من طريق أبي بكر بن عياش، عن محمد بن عجلان، عن أمه، عن فاطمة، قالت: قلت: يا رسول اللَّه، ما كان على ظهر الأرض خباء أحب إلى أن يذلهم اللَّه من أهل خبائك ... الحديث. قال:
ورواه ابن أبي أويس، عن أبيه، عن ابن عجلان، وزاد شيئا فيه، والطبراني من طريق يعقوب بن محمد، عن أبي بكر بن أويس، عن أبي أيوب مولى القاسم، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن فاطمة بنت عتبة- أن أبا حذيفة بن عتبة ذهب بها وبأختها فبايعتا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلما اشترط قالت له هند: هل تعلم في نساء قومك من هذه المنهيات شيئا؟ فقال: بايعيه، فهكذا الشرط.
قال ابن سعد: تزوجها قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف، فولدت له الوليد، وهشاما، ومسلما، وعتبة، وأبي بن قرظة، وآمنة بنت قرظة، وفاختة التي تزوجها معاوية.
ثم أسلمت وبايعت، فتزوجها أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن ابن أبي مليكة، قال: تزوّج عقيل بن أبي طالب فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، فكانت تقول له إذا دخل: أين عتبة بن ربيعة؟ فقال لها يوما، وقد أضجرته: عن يسارك إذا دخلت النار، فقالت: لا يجمع رأسي ورأسك بيت، وأتت عثمان فبعث معها ابن عباس ومعاوية فوعداها، فلما حضر وجداهما مصطلحين.
__________
(1) أسد الغابة ت (7189) ، الاستيعاب ت (3508) .
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (7190) ، الاستيعاب ت (3509) .

(8/275)


وأخرجه موصولا عن ابن عباس باختصار، وفي سنده والواقدي.

11605- فاطمة بنت علقمة
بن عبد اللَّه بن أبي قيس، أم قهطم العامرية، هاجرت مع زوجها سليط بن عمرو إلى الحبشة، فولدت له سليط بن سليط، كذا سماها، وكناها ابن سعد، قال: وأمها عاتكة بنت أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعية، وقال: [كانت قديما بمكة] «1» ، وبايعت. وتقدم في ترجمة والدها أنها أم معظم، فذلك كنيتها.

11606- فاطمة بنت عمرو
بن حزام الأنصارية، عمة جابر «2» .
تقدم نسبها مع أخيها عمرو بن حزام، ثبت ذكرها في الحديث الصحيح من رواية شعبة، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: لما قتل أبي جعلت أكشف التراب عن وجهه والقوم ينهونني، فجعلت عمتي فاطمة بنت عمرو تبكيه ... الحديث، وهذا لفظ رواية الطيالسي عن شعبة.

11607- فاطمة بنت عمرو بن حزم «3» :
ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، ونقل عن المستغفريّ أنه قال: لها صحبة. وجوز أبو موسى أنها التي قبلها.

11608- فاطمة بنت قيس
بن خالد القرشية الفهرية «4» أخت الضحاك بن قيس.
تقدم نسبها في ترجمته، وكانت أسنّ منه. قال أبو عمر: كانت من المهاجرات الأول، وكانت ذات جمال وعقل، وكانت عند أبي بكر بن حفص المخزوميّ فطلقها فتزوجت بعده أسامة بن زيد.
قلت:
وخبرها بذلك في الصحيح لما طلبت النفقة من وكيل زوجها، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «اعتدي عند أم شريك» ،
ثم قال: عند ابن أم مكتوم، فلما خطبت أشار عليها بأسامة بن زيد، وهي قصة مشهورة، وهي التي روت قصة الجسّاسة بطولها فانفردت بها مطولة. رواها عنها الشعبي لما قدمت الكوفة على أخيها، وهو أميرها، وقد وقفت على
__________
(1) في أ: أسلمت وبايعت.
(2) أسد الغابة ت (7191) ، الاستيعاب ت (3510) .
(3) أسد الغابة ت (7192) ، الثقات 3/ 336، تجريد أسماء الصحابة 2/ 295، الاستبصار 152.
(4) مسند أحمد 6/ 373، التاريخ لابن معين 739، طبقات خليفة 335، المستدرك 4/ 55، تهذيب الكمال 1692، تاريخ الإسلام 2/ 310، تهذيب التهذيب 12/ 443، خلاصة تذهيب الكمال 494، أسد الغابة ت (7193) ، الاستيعاب ت (3511) .

(8/276)


بعضها من حديث جابر وغيره. وقيل إنها أكبر من الضحاك بعشر سنين، قاله أبو عمر. قال:
وفي بيتها اجتمع أهل الشورى لما قتل عمر. قال ابن سعد: أمها أميمة بنت ربيعة، من بني كنانة.

11609- فاطمة بنت قيس «1»
: قيل هي بنت أبي جبيش، وإن اسم أبي حبيش قيس.

11610- فاطمة بنت المجلل
بن عبد اللَّه بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشية العامرية، تكنى أم جميل «2» ، وهي بها أشهر.
قال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره في مهاجرة الحبشة: هاجر حاطب بن الحارث ومعه امرأته فاطمة بنت المجلل، فتوفي زوجها هناك، وقدمت المدينة هي وابناها مع أهل السفينتين، فروى عبد اللَّه بن الحارث بن محمد بن حاطب، عن أبيه، عن جده، قال: لما قدمنا من أرض الحبشة خرجت بي أمي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ...
فذكر الحديث المتقدم في محمد بن حاطب.

11611- فاطمة بنت منقذ
بن عمرو بن خنساء بن مبذول الأنصارية»
، من بني مازن بن النجار.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وكذا ذكرها ابن سعد، وقال: إنها أم ولد، وتزوجها داود بن أبي داود بن عامر بن مالك بن خنساء، فولدت له.

11612- فاطمة بنت الوليد
بن عبد شمس بن الوليد بن المغيرة المخزومية.
قتل أبوها باليمامة، وأمّها أم حكيم بنت أبي جهل، وتزوّج فاطمة المذكورة عثمان بن عفان، فولدت له سعيدا والوليد، ويقال إن اسمها أسماء.

11613- فاطمة بنت الوليد
بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية «4» .
__________
(1) الثقات 3/ 335، الكاشف 3/ 477، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 294، تقريب التهذيب 2/ 609، تهذيب التهذيب 12/ 442، أزمنة التاريخ الإسلامي 997، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 389 تلقيح أهل الأثر 3200، تفسير الطبري 3/ 2527.
(2) أسد الغابة ت (7194) ، الاستيعاب ت (3512) ، الكاشف 3/ 485 أعلام النساء 1/ 174- الثقات 3/ 336- تهذيب التهذيب 12/ 444، 461- تهذيب الكمال 3/ 1693، 1700 تجريد أسماء الصحابة 2/ 295.
(3) أسد الغابة ت (7195) تقريب التهذيب 2/ 609، 619.
(4) أسد الغابة ت (7196) ، الاستيعاب ت (3513) ، أعلام النساء 3/ 141، الدر المنثور 365، تجريد أسماء الصحابة 4/ 296.

(8/277)


قتل أبوها ببدر كافرا، وتقدم ذكر عمتها فاطمة بنت عتبة، وكانت هذه من المهاجرات الفاضلات، زوّجها عمّها أبو حذيفة بن عقبة سالما الّذي يقال له مولى أبو حذيفة، فاستشهد باليمامة.
قال أبو عمر: فخلف عليها الحارث بن هشام، كذا قال، وفيه نظر بينه، ابن الأثير وصوب أن زوج الحارث بن هشام هي المذكورة بعد هذه، وهو كما قال.

11614- فاطمة بنت الوليد
بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم «1» القرشية [المخزوميّة] «2» أخت خالد بن الوليد.
قال ابن سعد: أمها حنتمة، بمهملة مفتوحة ونون ساكنة ثم مثناة من فوق مفتوحة، بنت عبد اللَّه بن عمرو بن كعب الكنانيّة. أسلمت يوم الفتح، وبايعت «3» ، وهي زوج الحارث بن هشام، وهي والدة عبد الرحمن وأم حكيم ابني الحارث. قال أبو عمر: ويقال:
إن عمر تزوجها بعد الحارث، وفيه نظر.
قلت: وترجم لها ابن مندة: فاطمة بنت الوليد القرشية، وأورد لها حديث الإزار، وقد أ
خرجه العقيليّ من طريق عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة، عن إبراهيم بن العباس بن الحارث، عن أبي بكر بن الحارث، عن فاطمة بنت الوليد أم أبي بكر- أنها كانت بالشام تلبس الجباب من ثياب الخز، ثم تأتزر، فقيل لها: ما يغنيك عن هذا الإزار، فقالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يأمر بالإزار.
قال ابن الأثير:
قوله أم أبي بكر، يعني ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فهي أمّ أبيه، وهي جدة أبي بكر. وهو كما قال، فقد قال ابن عساكر: فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد لها صحبة، وخرجت مع زوجها الحارث إلى الشام، واستشارها خالد أخوها في بعض أمره.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا واحدا رواه عنها ابن ابنها أبو بكر بن عبد الرحمن، فذكر حديث الإزار.

11615- فاطمة بنت يعار:
قيل هو اسم مولاة سالم مولى أبي حذيفة.

11616- فاطمة بنت اليمان العبسية:
أخت حذيفة «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7197) ، الاستيعاب ت (3514) .
(2) سقط في أ.
(3) في أ: وبايعت قال: وهي ...
(4) أسد الغابة ت (7198) ، الاستيعاب ت (3515) ، الثقات 3/ 336، أعلام النساء 4/ 151، تقريب التهذيب 2/ 610، تهذيب التهذيب 12/ 445.

(8/278)


تقدم نسبها في ترجمة حذيفة.
روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنها دخلت عليه تعوده في نسوة، فإذا سقاء معلق يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حر الحمى، وفيه: «إنّ أشدّ النّاس بلاء الأنبياء ثمّ الّذين يلونهم» .
روى عنها ابن أخيها أبو عبيدة بن حذيفة، أخرج حديثها النسائيّ، وابن سعد بسند قوي، ورويناه بعلو في المعرفة لابن مندة، وفي جزء ابن مسعود بن الفرات، وقال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وقال منصور عن ربعي بن خراش: قلت لمجاهد: حدثني ربعي عن امرأة، عن أخت حذيفة، وكانت له أخوات أدركن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: فقال مجاهد: قد أدركتهن ... الحديث في دم التحلي بالذهب.

11617- فرتنى:
بفتح الفاء وسكون الراء وفتح المثناة الفوقانية بعدها نون: إحدى القينتين اللتين كان ابن خطل يعلمهما الغناء بهجاء النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأصحابه، فكانتا ممّن أهدر دمهما يوم الفتح، فأسلمت هذه، فتركت، وقتلت الأخرى، قاله السهيليّ.

11618- الفرعة بنت مالك الخدرية:
تأتي في الفريعة.

11619- فروة بنت الحارث العتوارية:
والدة عقيلة.
تقدمت في عقيلة، قرأتها بالفاء والراء الساكنة بخط الخطيب.

11620- فريعة بنت أبي أمامة:
أسعد بن زرارة الأنصارية. تقدمت في رفاعة «1» .

11621- فريعة بنت الحباب «2»
بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الجراح الأنصاريّة، من بني الأبجر. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11622- فريعة بنت خالد
بن خنيس بن لوذان الأنصاريّة، والدة حسّان بن ثابت، وإليها كان ينسب فيقال: قال ابن الفريعة، ونسب هو نفسه إليها في قوله:
أمسى الجلابيب قد عزّوا وقد كبروا ... وابن الفريعة أضحى بيضة البلد
[البسيط] وذكرها ابن سعد في المبايعات، وقيل اسم والدها عمرو.

11623- فريعة بنت زرارة «3»
: تقدمت في رفاعة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7201) .
(2) أسد الغابة ت (7201) .
(3) أسد الغابة ت (7202) .

(8/279)


11624- فريعة بنت عمرو بن خنيس:
بن لوذان «1» ، أخت المنذر بن عمرو. تقدّم نسبها مع أختها، وأخوها من مشاهير الصّحابة.

11625- فريعة بنت عمرو بن لوذان:
والدة حسان، وقيل بنت خالد. تقدّمت.

11626- فريعة بنت قيس الأنصاريّة:
من بني جحجبى «2» ، ذكرها ابن إسحاق فيمن بايع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.

11627- فريعة بنت مالك بن الدخشم:
من بني عوف بن الخزرج «3» . تقدم نسبها في ترجمة والدها. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11628- فريعة بنت مالك
بن سنان الخدرية، أخت أبي سعيد «4» .
تقدّم نسبها في ترجمة أخيها، كذا عند الأكثر، ووقع في سنن النّسائيّ في سياق حديثها الفارعة، وعند الطّحاويّ الفرعة، وأمّها حبيبة بنت عبد اللَّه بن أبي، ومدار
حديثها على سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة- أن الفريعة بنت مالك بن سنان، وهي أخت أبي سعيد الخدريّ- أخبرتها أنها جاءت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة، فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا فقتل ... فذكر الحديث، وفيه: «امكثي في بيتك حتّى يبلغ الكتاب أجله» ،
وفيه: فلما كان عثمان بن عفان أرسل إليّ يسألني، فأخبرته فاتّبعه وقضى به.
رواه مالك في الموطّأ عن سعد بن إسحاق، ورواه النّاس بن مالك، عن شيخه الزّهريّ، قال ابن مندة: أخبرنا محمد بن يعقوب النّيسابوري، حدّثنا محمد بن سليمان بن الحارث، حدّثنا أحمد بن عبد اللَّه النّساج، حدّثنا أحمد بن سيف بن سعيد، حدّثني أبي، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، حدّثني من يقال له مالك بن أنس ... فذكره.

11629- فريعة بنت معوّذ بن عفراء الأنصاريّة:
أخت الربيع «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7203) .
(2) أسد الغابة ت (7203) .
(3) أسد الغابة ت (7205) .
(4) أسد الغابة ت (7206) ، الاستيعاب ت (3517) ، الثقات 3/ 337، أعلام النساء 4/ 169- تجريد أسماء الصحابة 2/ 296، 293. الكاشف 3/ 478 تقريب التهذيب ج 2/ 610، تهذيب التهذيب 12/ 445، تهذيب الكمال 3/ 1693، الاستبصار 128، 133، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 390، تلقيح فهوم أهل الأثر 370 بقي بن مخلد 225، الفوائد العوالي 71، 81، التبصرة والتذكرة 2/ 503، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1934.
(5) أسد الغابة ت (7207) ، الاستيعاب ت (3518) .

(8/280)


تقدم نسبها في أبيها. قال أبو عمر: لها صحبة، حديثها في الرّخصة في الغناء وضرب الدّفّ في العرس من حديث أهل البصرة. وقال ابن مندة: روى حديثها خالد بن دينار عن أمه عنها- أنها دخلت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.

11630- فريعة بنت وهب الزهريّة «1»
: رفعها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بيده، وقال: من أراد أن ينظر إلى خالة رسول اللَّه فلينظر إلى هذه.
ذكره أبو موسى في الذيل عن المستغفري، وقال: لم يزد على هذا.
قلت: وقد تقدّم شيء من هذا في «2» فاختة بنت عمرو.

11631- فسحم:
بفاء ومهملة مضمومتين بينهما سين مهملة ساكنة، بنت أوس «3» ابن خولى بن عبد اللَّه بن الحارث الأنصاريّة. تقدّم ذكر نسبها في والدها. قال ابن حبيب:
بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهي من بني الحبلى.

11632- فضة النّوبيّة:
جارية فاطمة الزهراء «4» .
أخرج أبو موسى في الذّيل والثّعلبيّ في تفسير سورة هَلْ أَتى [سورة الإنسان آية 1] ، من طريق عبد اللَّه بن عبد الوهاب الخوارزميّ ابن عم الأحنف، عن أحمد بن حماد المروزي، عن محبوب بن حميد،
وسأله روح بن عبادة، عن القاسم بن بهرام، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ... [سورة الإنسان آية 7] الآية، قال: مرض الحسن والحسين فعادهما جدّهما صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعادهما عامة العرب، فقالوا لأبيهما: لو نذرت. فقال: عليّ إن عوفيا صيام ثلاثة أيام شكرا. وقالت فاطمة كذلك. وقالت جارية يقال لها فضة النوبية ... فذكر حديثا طويلا.
قال الذّهبيّ: كأنه موضوع، وليس ما قاله بعيد.
وذكر ابن صخر في «فوائده» ، وابن بشكوال في كتاب المستغيثين من طريقه بسند له، من طريق الحسين بن العلاء، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه، عن علي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخدم فاطمة ابنته جارية اسمها [فضّة النوبيّة] «5» ، وكانت تشاطرها الخدمة، فعلّمها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دعاء تدعو به، فقالت لها
__________
(1) أسد الغابة ت (7208) ، الثقات 3/ 337، تجريد أسماء الصحابة 2/ 297.
(2) في أ: من ترجمة فاختة.
(3) أسد الغابة ت (7209) .
(4) أسد الغابة ت (7210) .
(5) سقط في أ.

(8/281)


فاطمة: أتعجنين أو تخبزين؟ فقالت: بل أعجن يا سيّدتي، وأحتطب، فذهبت واحتطبت وبيدها حزمة، وأرادت حملها فعجزت فدعت بالدّعاء الّذي علّمها وهو: يا واحد، ليس كمثله أحد، تميت كلّ أحد، وتفني كل أحد، وأنت على عرشك واحد، ولا تأخذه سنة ولا نوم، فجاء أعرابيّ كأنّه من أزد شنوءة فحمل الحزمة إلى باب فاطمة.

11633- فكيهة:
بنت [السّكن] «1» الأنصاريّة، من بني سواد «2» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت. وقال ابن السّكن: أسماء بنت يزيد بن السّكن تكنى أم عامر، ويقال إن اسم أم عامر فكيهة.

11634- فكيهة بنت عبيد
بن دليم الأنصاريّة «3» ، من بني دليم، وهي والدة قيس بن سعد بن عبادة ربيب عم والدها.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11635- فكيهة بنت المطّلب
بن خلدة بن مخلد الأنصاريّة «4» ، من بني زريق.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11636- فكيهة بنت يزيد بن السكن:
أم عامر. تأتي في الكنى.

11637- فكيهة بنت يسار «5»
: امرأة خطّاب بن الحارث الجمحيّ.
ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم قديما من المهاجرات. وأخرج ذلك محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، وأبو نعيم من طريقه، من رواية زياد الكبائيّ، عن ابن إسحاق، وقال ابن سعد: أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت الهجرتين.

القسم الثاني
11638- فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس
بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم.
مات أبوها شهيدا باليمامة، وأمّها أم حكيم بنت أبي جهل، وتزوّجها عثمان بن عفّان فولدت له سعيدا والوليد.
__________
(1) في أ: يزيد.
(2) أسد الغابة ت (7211) .
(3) أسد الغابة ت (7212) .
(4) أسد الغابة ت (7213) .
(5) أسد الغابة ت (7214) ، الثقات 3/ 317، تجريد أسماء الصحابة 2/ 297.

(8/282)


ذكرها الزّبير بن بكّار.

القسم الثالث
خال.

القسم الرابع
11639- فروة «1»
: ظئر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قالت: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إذا أويت إلى فراشك فاقرئي: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، فإنّها براءة من الشّرك» «2» .
ذكرها أبو أحمد العسكريّ هكذا. استدركها ابن الأثير، وأقره الذّهبيّ، وهو خطأ نشأ عن تحريف، وإنما هو قال بغير تاء تأنيث، فإن هذا معروف لفروة بن نوفل، وهو رجل من التّابعين غلط بعض الرواة عن ابن إسحاق فقال: عن فروة بن نوفل أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقلت. والصّواب ما رواه غيره، فقال عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل الدّيلميّ، عن أبيه، فذكره. وقد بينته في القسم الرّابع، من حرف الفاء.

11640- فريعة أم إبراهيم بن نبيط:
لها صحبة، ذكرها ابن الأمين في ذيله على الاستيعاب، كذا في التّجريد، واستدراكها وهم، فإن أبا عمر ذكر في الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زوّجها نبيط بن جابر، وقد ذكرت في الفارعة رواية من سمّاها الفريعة، والإيراد في هذا على الذّهبي أشدّ منه على ابن الأمين. وباللَّه التوفيق.

حرف القاف
القسم الأول
11641- قبيسة بنت صيفي
بن صخر بن خنساء، زوج بشر بن البراء بن معرور.
ذكرها هكذا في التّجريد، وقد تقدم في الزّاي زينب بنت صيفي، ولعلها أختها.

11642- قتلة:
بفتح أوله وسكون المثناة الفوقانية، وقيل بالتّصغير، بنت عبد
__________
(1) أسد الغابة ت (7199) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 296.
(2) أخرجه الترمذي 5/ 442 في كتاب الدعوات باب 22 ما جاء فيمن يقرأ القرآن عند المنام حديث رقم 3403 وقال صحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41298 وعزاه إلى الترمذي وابن حبان والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان، وأورده الحسيني في كتاب اتحاف السادة المتقين 5/ 133.

(8/283)


العزّى بن سعد بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّة العامريّة، والدة أسماء بنت أبي بكر، وشقيقها عبد اللَّه.
كذا نسبها الزّبير وغيره.
وقال أبو موسى في الذّيل: قتيلة بنت سعد بن عامر بن لؤيّ: كذا اختصر النسب وحذف منه جماعة، ثم قال: أوردها المستغفريّ في الصّحابيات، وقال، تأخر إسلامها، وسماها الحاكم أبو أحمد في الكنى. وحديثها عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق، قالت: قدمت على أمي وهي مشركة في عهد قريش ومدتهم، فاستأذنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنّ أصلها ... الحديث.
وهو في الصّحيح، وفي بعض طرقه، «وهي راغبة» ، قال أبو موسى: ليس في شيء من الروايات ذكر إسلامها، وقولها «راغبة» ليست تريد في الإسلام، بل في الصّلة، ولو كانت مسلمة لما احتاجت أسماء أن تستأذن في صلتها إلا أن تكون أسلمت بعد ذلك.
قلت: إن كانت عاشت إلى الفتح فالظّاهر أنها أسلمت.

11643- قتيلة بنت صيفي:
ويقال الأنصاريّة «1» .
قال أبو عمر كانت من المهاجرات الأول. روى عنها عبد اللَّه بن يسار، ولم أر من نسبها أنصاريّة، وقوله: من المهاجرات يأبى ذلك، وقد أخرج حديثها ابن سعد، وأشار إلى أنها ليس لها غيره،
والطّبراني من طريق مسعر، عن سعيد بن خالد الجدلي، عن عبد اللَّه بن يسار، عن قتيلة امرأة من جهينة، قالت: جاء يهوديّ وفي رواية ابن سعد: حبر من الأحبار- إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «إنّكم تشركون، تقولون: ما شاء اللَّه، وشئت:
وتقولون: والكعبة» «2» فأمرهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يقولوا «3» ما شاء اللَّه: ثم شئت.
وأخرجه النّسائيّ، وسنده صحيح، وأخرجه ابن مندة من طريق المسعوديّ، عن سعيد، عن ابن يسار، عن قتيلة بنت صيفي الجهنيّة.

11644- قتيلة بنت العرباض:
من بني مالك بن حسل «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7216) ، الاستيعاب ت (3519) ، الثقات 3/ 349، أعلام النساء 4/ 190، تجريد أسماء الصحابة 2/ 297، تقريب التهذيب 2/ 611، تهذيب التهذيب 2/ 445، الكاشف 3/ 479، تهذيب الكمال 3/ 1694، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 390، بقي بن مخلد 996.
(2) أخرجه ابن عدي في الكمال 5/ 1987.
(3) في أ: أن يقولوا: ورب الكعبة ما شاء اللَّه.
(4) أسد الغابة ت (7217) .

(8/284)


لها ذكر أخرجها ابن مندة مختصرا، وتبعه أبو نعيم.

11645- قتيلة بنت عمرو
بن هلال الكنانية «1» .
بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حجّة الوداع. قاله ابن حبيب وابن سعد.

11646- قتيلة بنت النّضر بن الحارث
بن علقمة بن كلدة «2» بن عبد مناف بن عبد الدّار بن قصيّ القرشيّة.
كانت زوج عبد اللَّه بن الحارث بن أمية الأصغر، فهي أم علي بن عبد اللَّه وإخوته:
الوليد، ومحمد، وأم الحكم. قال أبو عمر: قال الواقديّ: هي التي قالت الأبيات القافية في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما قتل أباها النضر بن الحارث يوم بدر:
يا راكبا إنّ الأثيل مظنّة ... من صبح خامسة وأنت موفّق
أبلغ به ميتا فإنّ تحيّة ... ما إن تزال بها النّجائب تخفق
منّي إليه. وعبرة مسفوحة ... جادت لمائحها وأخرى تخنق
هل يسمعنّ النّضر إن ناديته ... بل كيف يسمع ميّت لا ينطق
ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه ... للَّه أرحام هناك تشقّق
قسرا يقاد إلى المنيّة متعبا ... رسف المقيّد وهو عان موثق
أمحمّد ولدتك خير نجيبة ... في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرّك لو مننت وربّما ... منّ الفتى وهو المغيظ المحنق
فالنّضر أقرب إن تركت قرابة ... وأحقّهم إن كان عتق يعتق» .
[الكامل]
فلما بلغ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ذلك بكى حتى اخضلت لحيته، وقال:
لو بلغني شعرها قبل أن أقتله ما قتلته.
قال أبو عمر: هذا لفظ عبد اللَّه بن إدريس، وفي رواية الزّبير بن بكّار: فرقّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حتى دمعت عيناه، وقال لأبي بكر: «يا أبا بكر، لو سمعت شعرها لم أقتل أباها» .
وقال الزّبير: سمعت بعض أهل العلم يغمز هذه الأبيات، ويقول:
إنها مصنوعة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7215) ، الثقات 3/ 350.
(2) أسد الغابة ت (7220) ، الاستيعاب ت (3521) .
(3) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (3521) ، أسد الغابة ترجمة (7220) ، الأبيات في كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 255، والبيان والتبيين للجاحظ: 4/ 43- 44.

(8/285)


قلت: ولم أر التّصريح بإسلامها، لكن إن كانت عاشت إلى الفتح فهي من جملة الصّحابيات، ورأيت في آخر كتاب البيان للجاحظ أن اسمها ليلى، وذكر أنها جذبت رداء النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يطوف، وأنشدته الأبيات المذكورة.

11647- قرصافة بنت الحارث بن عوف:
يقال هو اسم البرصاء، وخبرها في ترجمة والدها المذكور.

11648- قرة العين بنت عبادة
بن نضلة «1» بن مالك بن العجلان الأنصاريّة، من بني المخزوميّة «2» ، أخت أم سلمة.
تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد اللَّه.
قالت أم سلمة: لما وضعت زينب جاءني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخطبني، فذكرت قصّة تزويجها ودخوله عليها واشتغالها برضاع زينب، حتى جاء يوما فلم يرها، فقال: أين زينب؟ فقالت قريبة ووافقها عبدها:
أخذها عمار بن ياسر، فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أنا آتيكم اللّيلة» . فدخل على أم سلمة.
وقال البلاذريّ. تزوّجها معاوية بن أبي سفيان لما أسلم. وقال ابن سعد: هي قريبة الصّغرى، أمّها عاتكة بنت عتبة بن ربيعة، قال: وتزوّجها عبد الرّحمن بن أبي بكر فولدت له عبد اللَّه، وأم حكيم، وحفصة، ثم ساق بسند صحيح إلى ابن أبي مليكة، قال: تزوّج عبد الرحمن قريبة أخت أم سلمة، وكان في خلفه شدة، فقالت له يوما: أما واللَّه لقد حذّرتك.
قال: فأمرك بيدك. قالت: لا أختار على ابن الصّديق أحدا، فأقام عليها.
قلت: وكانت موصوفة بالجمال، فقد وقع عند عمر بن شبة في كتاب مكّة، عن يعقوب بن القاسم الطّلحيّ، عن يحيى بن عبد اللَّه بن أبي الحارث الزّمعيّ، قال: لما فتحت مكة قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لسعد بن عبادة لما قال: ما رأينا من نساء قريش ما كان يذكر من جمالهن: هل رأيت بنات أبي أميّة بن المغيرة؟ هل رأيت قريبة؟ الحديث.

11650- قريبة بن زيد:
بنت عبد ربه الأنصاريّة «3» ، من بني جشم.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: هي أخت عبد اللَّه بن زيد الّذي أري النّداء.
__________
(1) أسد الغابة ت (7221) .
(2) أسد الغابة ت (7222) .
(3) أسد الغابة ت (7224) .

(8/286)


11651- قريبة بنت أبي سفيان
بن حرب الأمويّة، أخت معاوية، ذكرها صاحب التاريخ المظفريّ، قال: خطبها أربعة عشر رجلا من أهل بدر، فأبت وتزوّجت عقيل بن أبي طالب، وقالت: كان مع الأحبة يوم بدر- تعني أباه وأخاه «1» حنظلة وجدّها عتبة، وأخاه شيبة، ومن كان معه من المشركين يوم بدر.

11652- قريبة بنت أبي قحافة:
أخت الصّديق «2» .
ذكرها ابن سعد، وذكر أنّ قيس بن سعد بن عبادة تزوّجها فلم تلد له شيئا، وهي شقيقة أم فروة.

11653- قريرة بنت الحارث:
العتوارية «3» . تقدم ذكرها في ترجمة بنتها عقيلة العتوارية في حرف العين المهملة.

11654- قسرة بنت رؤاس الكنديّة «4»
: ذكرها أبو نعيم، وأخرج لها من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، أحد المتروكين، قال: حدّثتنا ميسرة بنت حبشي الطائية، عن قتيلة بنت عبد اللَّه، عن قسرة الكندية، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أيا قسرة، اذكري اللَّه عند الخطيئة يذكرك عند المغفرة، وأطيعي زوجك يكفك شرّ الدّنيا والآخرة، وبرّي والديك يكثر خير بيتك» .
قال أبو عمر: بكسر القاف وسكون المهملة، وقال غيره بالشين المعجمة، وقيل بفتح القاف مع إهمال السين.

11655- القصواء:
جدة القاسم بن غنام.
لها حديث في مسند ابن سنجر، كذا في التجريد.

11656- قفيرة:
بقاف ثم فاء مصغرة، الهلاليّة «5» ، ويقال لها مليكة.
قال أبو عليّ الغسّانيّ في ذيله على «الاستيعاب» : ذكرها مسلم في «الوحدان» ، وقال:
زوج عبد اللَّه بن أبي حدرد، ولم يرو عنها إلا الأعرج.
__________
(1) في أ: أباها وأخاها.
(2) الثقات 3/ 350، تجريد أسماء الصحابة 2/ 298.
(3) أسد الغابة ت (7225) .
(4) أسد الغابة ت (7226) ، الاستيعاب ت (3522) ، المستدرك 4/ 35، أعلام النساء 4/ 7، تجريد أسماء الصحابة 2/ 298.
(5) أسد الغابة ت (7227) ، الاستيعاب ت (3523) .

(8/287)


11657- قهطم بنت علقمة
بن عبد اللَّه بن أبي قيس «1» ، امرأة سليط بن عمرو. ذكر ابن إسحاق أنها هاجرت هي وزوجها إلى الحبشة، ثم رجعا إلى المدينة مع أهل السفينتين.

11658- قيلة بنت مخرمة التميمية «2»
: ثم من بني العنبر، ومنهم من نسبها غنوية، فصحّف.
هاجرت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع حريث «3» بن حسّان وافد بني بكر بن وائل. روى حديثها عبد اللَّه بن حسّان العنبري عن جدّتيه: صفيّة ودحيبة ابنتي عليبة، وكانتا ربيبتي قيلة، وكانت قيلة جدّة أبيها- أنها قالت: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... الحديث بطوله، أخرجه الطّبراني مطوّلا.
وأخرج البخاريّ في «الأدب المفرد» طرفا منه، وأبو داود طرفا منه أيضا، والتّرمذيّ من أول المرفوع إلى قوله: يتعاونان، قال: فذكر الحديث بطوله، وقال: لا نعرفه إلا من حديث عبد اللَّه بن حسان.
قال أبو عمر: هو حديث طويل فصيح حسن، وقد شرحه أهل العلم بالغريب.
وقال أبو عليّ بن السّكن. روي عنها حديث طويل فيه كلام فصيح، وساقه من طريق عن عبد اللَّه بن حسان مختصرا، وقال: لم يروه غير عبد اللَّه بن حسان، وقال فيه: أنّ أم قيلة صفية بنت صيفي أخت أكثم بن صيفي.
قلت:
ساقة الطّبرانيّ وابن مندة بطوله، وهذا لفظ ابن مندة من طرق ثلاثة، عن عبد الله بن حسّان بهذا السند- أنها أخبرتهما أنها كانت تحت حبيب بن أزهر، أحد بني جناب، فولدت النّساء ثم توفي فانتزع بناتها منها ثوب بن أزهر، وهو عمّهنّ، فخرجت تبتغي الصّحبة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في أول الإسلام، أي إسلام قومها، فبكت جويرية منهن هي أصغرهنّ حديباء كانت قد أخذتها الفرصة «4» ، عليها مسح من صوف، فاحتملتها معها، فبينما هما ترتكان الجمل إذ انتفجت الأرنب، فقالت الحديباء: الفصية «5» ،
__________
(1) أسد الغابة ت (7228) .
(2) أسد الغابة ت (7231) ، الاستيعاب ت (3524) ، الثقات 3/ 349، أعلام النساء 4/ 226- تجريد أسماء الصحابة 2/ 229- تقريب التهذيب 2/ 611- الكاشف 3/ 479- تقريب التهذيب 12/ 446- تهذيب الكمال 3/ 1694- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 390.
(3) في أ: حرب.
(4) الفرصة داء يصيب فقار الظهر يؤدي إلى الحدب. النهاية 3/ 432.
(5) أرادت بالفصية الخروج من الضيق إلى السّعة، والفصية: الاسم من التفصّي أرادت أنها كانت في ضيق وشدة من قبل بناتها فخرجت منه إلى السعة والرخاء. النهاية 3/ 452.

(8/288)


لا، واللَّه لا يزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا، ثم لما سنح الثعلب سمّته اسما غير الثّعلب، فقالت فيه ما قالت في الأرنب، فبينما هما ترتكان الجمل إذ برك وأخذته رعدة، فقالت الحديباء: أدركتك والأمانة أخذة أثوب. قال: فقلت، واضطررت إليها: ويحك! فما أصنع؟ قالت: قلّبي ثيابك ظهورها لبطونها، وتدحرجي ظهرك لبطنك، وقلبي أحلاس جملك، ثم جعلت سبيّجها فقلبتها، ثم تدحرجت ظهرها لبطنها، ففعلت ما أمرتني به، فانتقض الجمل، فقام فناخ وبال، فقالت: أعيدي عليه أذانك، ففعلت ثم خبا يرتد، فإذا أثوب يسعى على آثارنا بالسيف صلتا، فوألنا إلى حواء «1» ضخم فداراه حيث ألقي الجمل إلى رواق البيت الأوسط، وكان جملا ذلولا، ثم اقتحم داخله، فأدركني أثوب بالسّيف، فأصابت ظبته طائفة من فروتيه، فقال: ألقي إليّ ابنة أخي يادفار «2» ، فرمت بها إليه فجعلها على منكبه، فذهب بها، فكنت أعلم به من أهل البيت.
فمضيت إلى أخت لي ناكح «3» في بني شيبان أبتغي الصّحابة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فبينا أنا عندها ذات ليلة من الليالي تحسب أني نائمة إذ جاء زوجها من السامر، فقال: وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق. فقالت أختي: من هو؟ فقال: هو حريث بن حسان الشّيبانيّ وافد بكر بن وائل. فقالت أختي: الويل لي، لا تخبر بهذا أختي، فتذهب مع أخي بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها ليس معها من قومها رجل. قال: لا ذكرته لها. قالت: وأنا غير ذاكرة لهذا.
فغدوت وشددت على جمل وسمعت قائلا يقول، فنشدت عنه، فوجدته غير بعيد، وسألته الصحبة، فقال: نعم وكرامة، وركابه مناخة عنده.
فخرجنا معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يصلّي بالنّاس صلاة الغداة قد أقيمت حين شقّ الفجر والنّجوم شابكة في السّماء، والرجل لا تكاد تعارف مع ظلمة الليل، فصففت مع الرجال وأنا امرأة حديثة عهد بالجاهليّة، فقال لي الرّجل الّذي يليني من الصّف: امرأة أنت أم رجل؟ فقلت: لا، بل امرأة، فقال: إنك كدت تفتنيني فصلّي وراءك في النّساء، فإذا صفّ من النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حيث دخلت، فكنت معهن.
__________
(1) الحواء: بيوت مجتمعة من النّاس على ماء، ووألنا أي لجأنا. اللسان 2/ 1063.
(2) أي يا منتنة. اللسان 2/ 1393.
(3) أي ذات نكاح يعني متزوّجة. اللسان 6/ 4537.

(8/289)


فلما طلعت الشّمس دنوت، فكنت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر «1» طمح إليه بصري لأرى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فوق النّاس، فلما ارتفعت الشّمس جاء رجل، فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه، فقال: «وعليك السّلام ورحمة اللَّه» ، وعليه أسمال مليّتين «2» قد كانتا مزعفرتين، وقد نقضتا، وبيده عسيب نخلة قفر غير خوصتين من أعلاه وهو قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق، فقال لي جليسه: يا رسول اللَّه، أرعدت المسكينة، فقال بيده ولم ينظر إليّ وأنا عند ظهره: «يا مسكينة، عليك السّكينة» ، فلما قالها أذهب اللَّه ما كان في قلبي من الرّعب، وتقدم صاحبي فبايعه على الإسلام وعلى قومه، ثم قال: يا رسول اللَّه، اكتب بيننا وبين بني تميم بالدّهناء لا يجاوزها إلينا إلا مسافر أو مجاوز.
فقال: «أكتب له يا غلام بالدّهناء» ، فلما رأيته قد أمر له بها شخص «3» بي، وهي وطني وداري، فقلت: يا رسول اللَّه، إنه لم يسألك السّويّة من الأرض إذ سألك، إنما هي الدّهناء مقيد الجمل «4» ، ومرعى الغنم، ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك.
فقال: «أمسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشّجر، ويتعاونان على الفتّان «5» » «6» ، فلما رأى حريث أنه قد حيل دون كتابه ضرب بيديه إحداهما على الأخرى، ثم قال: كنت أنا وأنت كما قال: حفتها ضائن تحمل بأظلافها «7» .
فقلت: أنا واللَّه ما علمت إن كنت لدليلا في الظلماء، جوادا أبدى الرجل عفيفا عن
__________
(1) القشر: اللباس. النهاية 4/ 64.
(2) مليّتين: تصغير ملاءة مثناة مخففة الهمز والملاءة هي الإزار والرّيطة. النهاية 4/ 352.
(3) يقال للرّجل إذا أتاه ما يقلقه: قد شخص به كأنه رفع من الأرض لقلقه وانزعاجه. النهاية 2/ 450.
(4) أرادت أنها مخصبة ممرعة، فالجمل لا يتعدى مرتعه، والمقيد هاهنا: الموضع الذي يقيد فيه: أي أنه مكان يكون الجمل فيه ذا قيد. النهاية 4/ 130.
(5) الفتّان: يروى بضم الفاء وفتحها، فالضم جمع فاتن أي يعاون أحدهما الآخر على الذين يضلّون الناس عن الحق ويفتنونهم، وبالفتح هو الشيطان، لأنه يفتن الناس عن الدّين، وفتّان: من أبنية المبالغة في الفتنة. النهاية 3/ 410.
(6) أخرجه أبو داود في السنن. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 746 وعزاه لأبي داود عن صفية ودحيبة.
(7) هذا مثل، وأصله أن رجلا كان جائعا بالبلد القفر فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاة على الأرض فظهر فيها مدية فذبحها بها فصار مثلا لكل من أعان على نفسه بسوء تدبيره. النهاية 1/ 338، وانظر جمهرة الأمثال 1/ 293.

(8/290)


الرفيقة، حتى قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولكن لا تلمني أن أسأل حظي إذا سألت حظّك. فقال: وما حظّك في الدّهناء؟ لا أبا لك! فقلت: مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك. فقال: لا جرم، إني أشهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أني لك لا أزال أخا ما حييت إذ أثنيت على هذا عنده.
فقلت: أما إذ بدأتها فلن أضيعها. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أيلام أهل ودّ أن يفصل الخطة أو ينتظر من وراء الحجزة» ؟ قالت: فبكيت، فقلت: واللَّه يا رسول اللَّه، لقد كنت ولد حرام فقاتل معك يوم الرَّبَذَة، ثم ذهب يمتري من خيبر فأصابته حماها فمات. فقال: «والّذي نفس محمّد بيده، لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك، أتغلب إحداهنّ أن تصاحب صويحبة في الدّنيا معروفا، فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به استرجع، ثمّ قال: ربّ أنسني ما أمضيت، وأعنّي على ما أبقيت، فو الّذي نفس محمّد بيده إنّ إحداكنّ لتبكي فتستعيذ إليه صويحبة، فيا عباد اللَّه، لا تعذّبوا إخوانكم» ، ثم كتب لها في قطعة أديم أحمر لقيلة والنسوة بنات قيلة بأن «لا يظلمن حقا، ولا يكرهن على منكر، وكلّ مؤمن مسلم لهنّ نصير حسن ولا يسأن» .

11659- قيلة الأنمارية «1»
: يقال لها أم بني أنمار، وأخت بني أنمار.
وقال الطّبريّ العقيلية، وقال ابن أبي خيثمة الأنصاريّة: أخت بني أنمار، لها صحبة،
وأخرج حديثها هو وابن ماجة، من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عنها، قالت: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عند المروة يحل من عمرة له، فقلت: إني امرأة اشتري وأبيع فأستام أكثر مما أريد ثم أنقص ... الحديث. وفيه: «لا تفعلي» .
وأخرجه ابن سعد من طريق ابن خثيم مطولا، وأخرجه ابن السكن، ووقع في روايته أن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم قال: إنه سمع قيلة.
وقال الفاكهيّ: دار أم أنمار بمكة، وكانت برزة من النساء بأخرة.

11660- قيلة الخزاعية:
أم سباع بن عبد العزى بن عمرو بن نضلة، من حلفاء بني زهرة.
ذكرها ابن عبد البرّ، وقال: فيها نظر.
__________
(1) أسد الغابة ت (7229) ، الاستيعاب ت (3525) ، أعلام النساء 4/ 222- تجريد أسماء الصحابة 2/ 299- تقريب التهذيب 2/ 611- الكاشف 3/ 179- تهذيب الكمال 3/ 1696- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- بقي بن مخلد 1007.

(8/291)


القسم الثاني
خال.

القسم الثالث
11661- قيلة بنت قيس بن معديكرب «1»
الكندية، أخت الأشعث بن قيس.
قاله أبو عمر. ويقال قيلة: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سنة عشر، ومات ولم تك قدمت عليه ولا رآها ولا دخل بها. وقيل: كان تزويجه إياها قبل وفاته بشهرين، وقيل تزوجها في مرض موته، وقيل: أوصى أن تخيّر، فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتحرم على المؤمنين، وإن شاءت فلتنكح من شاءت، فاختارت النكاح، فتزوجها عكرمة بحضرموت، فبلغ أبا بكر، فقال: لقد هممت أن أحرق عليهما بيتهما، فقال له عمر: ما هي من أمهات المؤمنين، ولا دخل بها، ولا ضرب عليها الحجاب.
وقال بعضهم: مات قبل خروجها من اليمن فحلف عليها عكرمة، وقيل: إنها ارتدّت فاحتج عمر على أبي بكر بأنها ليست من أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بارتدادها، فقال: ولم تلد لعكرمة. والاختلاف فيها كثير جدا. انتهى كلام ابن عبد البرّ.
وأخرج أبو نعيم من طريق إسحاق بن حبيب الشهيدي، عن عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس- أن النبي صلى اللَّه تعالى عليه وسلم تزوّج قيلة أخت الأشعث، ومات قبل أن بخيرها، وهذا موصول قويّ الإسناد أيضا.
وأخرجه أيضا من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن داود، عن الشعبي مرسلا، ولفظه [ ... ] قتيلة بنت الأشعث، ومات فتزوّجها عكرمة فشقّ على أبي بكر، فذكر كلام عمر المتقدم، وفي آخره: فاطمأنّ أبو بكر وسكن.

القسم الرابع
11662- قريبة بنت الحارث العتوارية «2»
: أخرج حديثها ابن مندة من طريق حفص بن عمر، عن بكار بن عبد العزيز، عن موسى بن عبيدة، حدثنا يزيد بن عبد الرحمن، عن أمه حجة بنت قرط «3» ، عن أمها عقيلة بنت عبيد بن الحارث، قال: جئت أنا وأمي قريبة بنت الحارث العتوارية، كذا عنده،
__________
(1) في أ: معدي الكندية.
(2) أسد الغابة ت (7223) .
(3) في أ: بنت قريط.

(8/292)


والصواب قريرة براء بدل الموحدة، كما تقدم في عقيلة في حرف العين.
قال أبو نعيم: ترجم ابن مندة قريبة وساق الحديث، فقال في روايته: قريرة، وكذا ساقه الطّبرانيّ وغيره.
قلت: هو الصواب.

حرف الكاف
القسم الأول
11663- كبشة بنت أبي أمامة،
أسعد بن زرارة «1» .
تقدم نسبها في ترجمة أبيها، وأوصى بها أبوها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فتزوّجها عبد اللَّه بن أبي حبيبة، من بني الأغر بن زيد بن العطاف، وكانت أصغر بنات أسعد، وكانت من المبايعات، وقد تقدم ذكرها في ترجمة أختها حبيبة.

11664- كبشة بنت أوس
بن شريق الأنصارية، من بني خطمة «2» ، وهي أم خزيمة بن ثابت. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11665- كبشة بنت ثابت
بن حارثة بن الجلاس، بضم الجيم مخففة، الأنصارية «3» . من بني خدارة، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: اسم أمها سلامة.

11666- كبشة بنت ثابت
بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، تكني أم سعيد.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها معاذة بنت أنس بن قيس بن عبيد، وتزوجها يزيد بن أبي اليسر كعب بن عمرو، فولدت له سعيدا وعبد الرحمن وأم كثير.

11667- كبشة بنت ثابت
بن المنذر بن حرام، أخت حسان لأبيه «4» ، من بني مالك بن النّجّار.
__________
(1) أسد الغابة ت (7232) .
(2) أسد الغابة ت (7226) .
(3) أسد الغابة ت (7227) .
(4) الثقات 3/ 357، أعلام النساء 4/ 232، تجريد أسماء الصحابة 2/ 299، تقريب التهذيب 2/ 612- تهذيب التهذيب 12/ 447، الكاشف 3/ 480، تهذيب الكمال 3/ 1696، الاستبصار 356، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 391.

(8/293)


وأخرج حديثها التّرمذيّ، وأبو يعلى، من طريق يزيد بن يزيد بن جابر، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن جدته كبشة، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشرب من في قربة معلقة قائما، فقمت إلى فمها فقطعته،
كذا في خبرها ليس فيه ذكر أبيها ولا نسب، ونسبها أبو عروبة كما ذكرت،
ورواه عبد العزيز بن الحصين، عن يزيد، عن عبد الرحمن، فقال: عن جدته البرصاء، أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم شرب وهو قائم.
أخرجه ابن مندة وكأنه لقيها. ورواه ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد، فقال عن جدته كلثم. وستأتي. وقال ابن سعد: أمها سخطى بنت حارثة بن لوذان، تزوّجها عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك، فولدت له ثعلبة، وأبا عمرو، وأبا حبيبة، ثم تزوجها الحارث بن ثعلبة فولدت له أم ثابت رملة، ثم تزوجها حارثة بن النعمان.

11668- كبشة بنت حاطب بن قيس بن هيشة:
من بني معاوية»
. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11669- كبشة بنت رافع
بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر «2» ، وهو خدرة، الأنصارية الخدرية، والدة سعد بن معاذ- عاشت حتى مات وندبته بقولها:
ويل أمّ سعد سعدا ... صرامة وجدّا
[الرجز]
ذكر ذلك ابن إسحاق في قصة موت سعد، قال: فذكروا أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «كلّ نادبة تكذب إلّا نادبة سعد» .

11670- كبشة بنت عبد عمرو
بن عبيد بن قميئة بن عامر «3» بن الخزرج الأنصارية، من بني ساعدة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11671- كبشة بنت الفاكه
بن قيس الأنصارية الزرقية- ذكرها ابن سعد في المبايعات.
__________
(1) أسد الغابة ت (7236) .
(2) أسد الغابة ت (7238) ، الاستيعاب ت (3528) .
(3) أسد الغابة ت (7239) ، الثقات 3/ 357، تجريد أسماء الصحابة 2/ 300.

(8/294)


11672- كبشة بنت فروة
بن عمرو بن فروة الأنصارية «1» ، من بني بياضة ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11673- كبشة بنت كعب
بن مالك الأنصارية «2» ، زوج عبد اللَّه بن أبي قتادة.
قال ابن حبّان: لها صحبة، وتبعه المستغفريّ، وحديثها عن أبي قتادة في سؤر الهر في الموطأ والسنن الأربعة.
وقال ابن سعد تزوّجها ثابت بن أبي قتادة، فولدت له، أمها صفية من أهل اليمن.

11674- كبشة بنت مالك
بن سنان، أخت أبي سعد «3» ، هي الفريعة. تقدمت.

11675- كبشة بنت مالك
بن قيس. في كبيشة. تأتي.

11676- كبشة بنت معديكرب:
عمة الأشعث بن قيس «4» ، وهي والدة معاوية بن حديج الصحابي المعروف.
روى قصتها الدّارقطنيّ، من طريق ولدها معاوية- أنه قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومعي أمي كبشة بنت معديكرب عمة الأشعث، فقالت: يا رسول اللَّه، إني آليت أن أطوف بالبيت حبوا، فقال: طوفي على رجليك سبعين: سبعا عن يديك، وسبعا عن رجليك.
وسنده ضعيف، استدركها ابن الدباغ وغيره على الاستيعاب.

11677- كبشة بنت معن
بن عاصم الأنصارية، كانت زوج أبي قيس بن الأسلت، ويقال لها كبيشة.
قال ابن جريج- عن عكرمة: نزلت فيها: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً [النساء: 19] ، أخرجه أبو موسى، عن المستغفري، ثم من طريق أبي ثور، عن ابن جريج، وذكرته في الأنساب من عدّة طرق.

11678- كبشة بنت واقد بن عمرو
بن عامر بن زيد مناة «5» ، وعمرو هو ابن الإطنابة، من بني الحارث بن الخزرج، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي أم عبد اللَّه بن رواحة، وكذا ذكرها ابن سعد، ويقال فيها كبيشة بالتصغير، وزاد: ولما مات رواحة خلف عليها قيس بن شماس فولدت له ثابتا.
__________
(1) أسد الغابة ت (7240) .
(2) أسد الغابة ت (7241) ، الثقات 3/ 357- أعلام النساء 4/ 233، تهذيب الكمال 3/ 1696- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 391.
(3) في أ: سعيد.
(4) أسد الغابة ت (7242) .
(5) أسد الغابة ت (7243) .

(8/295)


11679- كبيرة «1»
: وقيل بالمثلثة بدل الموحدة.
ذكرها ابن مندة بالمثلثة، وتبعه أبو نعيم، وذكرها أبو موسى في الذّيل بالموحدة تبعا لابن ماكولا.
قلت: وسبق ابن ماكولا الخطيب، فقال: كبيرة- بالباء المعجمة بواحدة- هو اسم كبيرة بنت أبي سفيان لها صحبة ورواية، ثم
ساق من طريق محمد بن سليمان بن مسمول، عن يحيى بن أبي روقة بن سعيد، عن أبيه، قال: حدثتني مولاتي كبيرة بنت أبي سفيان، وكانت قد أدركت الجاهلية، وكانت من المبايعات، قالت: قلت: يا رسول اللَّه، إني وأدت أربع بنين لي في الجاهلية، قال: «أعتقي أربع رقاب» . فأعتقت أبا سعيد، وابنه ميسرة، وأم ميسرة.
قال الخطيب: لم يذكر الرابع، ولعله راوي هذا الحديث، يعني أبا روقة. انتهى.
وقال ابن الأثير تبعا لسلفه: إنها خزاعية، وقيل ثقفية، ومنهم من قال كبيرة بنت أبي سفيان، وأورد لها بالإسناد المذكور حديثا آخر: دم عفراء أزكى عند اللَّه من دم سوداوين.

11680- كبيشة بنت مالك
بن قيس الأنصارية «2» ، من بني مازن.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي الشموس، وذكرها ابن سعد بغير تصغير وقال:
أمها سهمية بنت عويمر بن أسعر، تزوجها ثعلبة بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، ثم خلف عليها الحباب بن عمرو بن مبذل، فولدت له زينب.

11681- كبيشة بنت معن بن عاصم «3»
: تقدمت في كبشة- بغير تصغير.

11682- كثيرة:
بالمثلثة بنت أبي سفيان «4» تقدمت في كبيرة بالموحدة.

11683- كحيلة:
لها ذكر في حديث لأبي أمامة في المعجم الكبير للطبرانيّ.

11684- كريمة بنت أبي حدرد الأسلمية «5»
: يقال لها صحبة، ذكرها ابن حبّان ثم المستغفري، وقيل هي أم الدرداء الكبرى وليست هي انتهى.
والمعروف في أم الدرداء الكبرى أن اسمها خيرة كما تقدم في حرف الخاء المعجمة.
__________
(1) أعلام النساء 4/ 235- تجريد أسماء الصحابة 2/ 300.
(2) أسد الغابة ت (7245) .
(3) أسد الغابة ت (7246) .
(4) أسد الغابة ت (7244) ، الاستيعاب ت (3530) .
(5) أسد الغابة ت (7247) ، الثقات 3/ 358، أعلام النساء 1/ 337، 351، ج 4/ 241، تجريد أسماء الصحابة 2/ 300.

(8/296)


11685- كريمة بنت كلثوم الحميرية «1»
: تقدم ذكرها في ترجمة عكاف بن وداعة.
وقيل هي زينب بنت كلثوم.

11686- كعيبة «2»
: بالتصغير، بنت سعيد الأسلمية.
ذكر أبو عمر عن الواقديّ أنها شهدت حيبر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأسهم لها سهم رجل. وقال ابن سعد: هي التي كانت تكون في المسجد لها خيمة تداوي المرضى والجرحى، وكان سعد بن معاذ حين رمي عندها تداوي جرحه حتى مات.

11687- كلبة بنت يثربي:
لها صحبة، كذا في التجريد بلا زيادة، وأنا أظنها التي بعدها، ثم وجدت ذلك صريحا في كلام «3» إبراهيم الحربي، وسمى أباها كما سماها غيره.

11688- كلثم:
ويقال كليبة بالتصغير «4» بنت برثن، بضم الموحدة ثم المثلثة بينهما راء وآخرها نون، من بني العنبر بن تميم، هي والدة زينب بن ثعلبة-
أخرج الطبرانيّ في «الكبير» ، من طريق زينب «5» بن ثعلبة، قال: دعتني أم «6» كليبة بنت برثن العنبرية، فقالت:
يا ابني، إن هذا أخذ زربيتي «7» التي كنت ألبس، فلقيت الرجل فأتيت به النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، إن هذا زربية أمي فقال: ردها عليه.
ذكرها أبو نعيم، وهذا مختصر من حديث طويل، قال أبو نعيم: ويقال اسمها كليم.

11689- كلثم:
بنت محرز النجارية، أخت أسماء التي تقدمت.
ذكرها ابن سعد في المبايعات.

11690- كلثم:
جدة عبد الرحمن بن أبي عمرة «8» . تقدمت في كبشة.

11691- كنود بنت قرظة:
في فاختة بنت قرظة.

11692- كنود:
أم سارة. تقدمت في سارة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7248) ، الثقات 3/ 358- تجريد أسماء الصحابة 2/ 300.
(2) أسد الغابة ت (7249) ، الاستيعاب ت (3531) ، الثقات 3/ 358، أعلام النساء 4/ 245- تجريد أسماء الصحابة 2/ 300.
(3) في أ: كليم.
(4) أسد الغابة ت (7250) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 301.
(5) في أ: زينب بنت ثعلبة.
(6) في أ: دعتني أخي كليبة.
(7) الزّربيّة: الطنفسة، وقيل: البساط ذو الخمل وتكسر زايها وتفتح وتضم، وجمعها زرابيّ. النهاية 2/ 300.
(8) أسد الغابة ت (7251) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 301.

(8/297)


11693- كويسة «1»
: [يتيمة] «2» كانت في حجر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله كليب بن عيسى عن زجلة عنها، كذا في التّجريد، وقد أجحف في الاختصار، وزجلة، بضم الزاي المنقوطة وسكون الجيم بعدها لام: امرأة من أهل الشام روت عن أم الدرداء وغيرها، وأخرج الخطيب في المؤتلف، من طريق الهيثم بن خارجة، عن كليب بن عيسى بن أبي حجر الثقفي، سمعت زجلة مولاة معاوية تقول: أدركت يتامى [كنّ] «3» في حجر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إحداهن تسمى كويسة، فذكرت قصة إن النساء لا يتبعن الجنازة إلا إن كانت امرأة نفساء أو مبطونة فتخرج امرأة [مما بها] إلى المصلى، فإذا وضعت الجنازة وضعت يدها تنظر هل خرج منها شيء، وهم ينظرونها حتى إذا تورات قالوا للإمام: كبر.

11694- كيّسة:
بتشديد المثناة التحتانية بعدها مهملة، بنت الحارث بن كريز بن عبد شمس. كانت زوج مسيلمة الكذاب، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن عامر الأكبر. ذكرها الزّبير ابن بكّار وضبطها.

القسم الثاني
11695- كبيشة بنت حكيم الثقفية «4»
: جدة أم الحكم بنت يحيى بن عقبة.
روت أم الحكم عنها أنها رأت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ذكرها هكذا ابن مندة، ونقله أبو نعيم، فقال: لم يزد عليه- يعني لم يسق حديثها.

القسم الثالث
11696- كبشة بنت مكشوح المرادية:
أخت قيس الفارس المشهور.
ذكرها ابن شاهين في ترجمة أبان بن سعيد بن العاص، وأنها كانت موصوفة بالجمال، فزوّجها أخوها قيس بن أبان لما ولي إمرة اليمن في خلافة أبي بكر الصديق. أورد ذلك من طريق سليمان الأنباري، عن النعمان بن بزرج في خبر طويل.

القسم الرابع
11697- كبشة بنت برثن:
وقيل يثربي العنبرية- ذكرها أبو عمر في حديث زينب بنت ثعلبة، كذا في التّجريد، وهو تصحيف، وإنما هي كليبة، بالتصغير، كما تقدم قريبا في كلثم.
__________
(1) أعلام النساء 4/ 269.
(2) سقط في أ.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (7237) ، الاستيعاب ت (3527) .

(8/298)


حرف اللام
القسم الأول
11698- لبابة بنت أسلم
بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: هي أخت سلمة «1» شقيقته، وتزوّجها زيد بن سعد بن زيد الأشهلي.

11699- لبابة بنت الحارث
بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة «2» بن عبد اللَّه بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، أم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب، ووالدة أولاده: الفضل، وعبد اللَّه، وغيرهما، وهي لبابة الكبرى، مشهورة بكنيتها، ومعروفة باسمها. وستأتي في الكنى. وأمها خولة بنت عوف القرشية.

11700- لبابة بنت الحارث
بن حزن الهلالية «3» ، أخت التي قبلها، وهي لبابة الصغرى، وأنها تلقب العصماء، وأمها فاختة بنت عامر الثقفية، وهي والدة خالد بن الوليد الصحابي المشهور.
قال أبو عمر: في إسلامها وصحبتها نظر، وأقره ابن الأثير. وهو عجيب، وكأنه استبعده من جهة تقدّم وفاة زوجها الوليد أن تكون ماتت معه أو بعده بقليل، وليس ذلك بلازم، فقد ثبت أنها عاشت بعد وفاة ولدها خالد، ولها في ذلك قصة، فذكر أبو حذيفة في المبتدإ والفتوح عن محمد بن إسحاق قال: لما مات خالد بن الوليد خرج عمر في جنازته فإذا أمّه تندبه وتقول:
أنت خير من ألف ألف من القوم ... إذا ما كنت في وجوه الرّجال
[الخفيف] قال: فقال عمر: صدقت وإن كان لكذلك.
وقال سيف بن عمر في الرّدّة والفتوح بسند له ذكر فيه قصة عزل خالد وإقامته
__________
(1) في أ: سلمة بن أسلم شقيقته.
(2) أسد الغابة ت (5252) ، الاستيعاب ت (3532) .
(3) أسد الغابة ت (7253) ، الاستيعاب ت (3533) ، الثقات 3/ 361، أعلام النساء 4/ 170، 272، الكاشف 3/ 480، تجريد أسماء الصحابة 2/ 301، تقريب التهذيب 2/ 613، تهذيب التهذيب 12/ 449، تهذيب الكمال 3/ 1697، أزمنة التاريخ الإسلامي 1000، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 392، 405.

(8/299)


بالمدينة، قال: فلما رأى عمر أنه قد زال ما كان يخشاه من افتتان الناس به عزم على أن يوليه بعد أن يرجع من الحجّ، فخرج معه خالد بن الوليد، فاستسقى خارجا من المدينة، فقال: احدروني إلى مهاجري، فقدمت به أمه المدينة ومرضته حتى ثقل، فلقي عمر لاق وهو راجع من الحجّ، فقال له: ما الخبر؟ فقال: خالد لما به، فطوى عمر ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى، فرّق عليه واسترجع، فلما جهز بكته البواكي. قيل له: ألا تنهاهن! فقال: وما على نساء قريش أن تبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة «1» . فلما أخرج بجنازته إذا امرأة محرمة تبكيه وتقول: أنت خير من ألف ألف ... البيت المتقدم، وبعده:
أشجاع فأنت أشجع من ليث ... صهر ابن جهم أبي أشبال
أجواد فأنت أجود من سيل ... أتى يستقلّ بين الجبال
[الخفيف] فقال عمر: من هذه؟ فقيل: أمه. فقال: أمه، والإله- ثلاثا، وهل قامت النساء عن مثل خالد!.
وهذا وإن كان من رواية أبي حذيفة وهو ضعيف، وكذلك سيف، لكن قد ذكر ابن سعد وهو ثقة عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، قال: لما توفي خالد بن الوليد بكت عليه أمّه، فقال عمر: يا أم خالد، أخالدا أو أجره ترزئين! عزمت عليك إلا تثبت، حتى تسود يداك من الخضاب.
وهذا مسند صحيح، وعلق البخاري قول عمر في النّقع واللقلقة في البكاء على خالد، لكن لم يسمّ أمّه.
ومجموع ذلك يفيد أنها عاشت بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أفيظن بها أنها استمرت على الكفر من بعد الفتح إلى أن مات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم؟ هذا بعيد عادة، بل يبطله ما تقدم أنه لم يبق بالحرمين ولا الطائف أحد في حجة الوداع إلا أسلم وشهدها.

11701- لبابة بنت أبي لبابة الأنصارية «2» .
__________
(1) النّقع: رفع الصّوت، ونقع الصّوت واستنقع إذا ارتفع، وقيل: أراد بالنقع شق الجيوب، وقيل: أراد به وضع التراب على الرءوس من النقع: الغبار وهو أولى لأنه قرن به اللّقلقة وهي الصوت، فحمل اللفظين على معنيين أولى من حملهما على معنّى واحد. النهاية 5/ 109.
(2) أسد الغابة ت (7254) .

(8/300)


أدركت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولها ذكر، كذا ذكرها ابن مندة مختصرا.
وساق أبو نعيم قصتها من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ- أحد الضعفاء- عن سعيد بن جبير مولى أبي لبابة، ويعقوب بن زيد، عن لبابة، قالت: كنت أنا صاحبته، فكان يقول: شدي وثاق عدو اللَّه الّذي خان اللَّه ورسوله، ومر به أخوه فقال: يا أخي، هلم إليّ! فقال: لا واللَّه لا أكلمك حتى يرضى اللَّه عنك ورسوله، فسأل عنه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «هو في المسجد» ، وأخبره بخبره، فقال: لو جاءني لكان فيه أمر، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ ... [الأنفال: 27] الآية، والآية الأخرى: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ [التوبة: 106] .

11702- لبني بنت ثابت
بن المنذر بن حرام الأنصارية الخزرجية، أخت حسان الشاعر المشهور.
ذكر ابن سعد أنها بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم هي وأختها كبشة، وكانت لبني شقيقة أوس بن ثابت.

11703- لبني بنت الخطيم الأنصارية:
الأوسية، أخت قيس بن الخطيم الشاعر «1» .
كانت عند [عبد] قيس بن زيد بن عامر الظفري، وذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: أمها أمّ قيس قريبة بنت قيس بن قريم بن أمية بن سنان السلمية، تزوجها عبد اللَّه بن نهيك بن إساف، فولدت له، وأسلمت لبني وبايعت، وسيأتي ذكر أختها ليلى.

11704- لبني بنت قيظي
بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصارية، ذكرها ابن سعد في المبايعات.

11705- لبيبة:
جارية بني المؤمل بن حبيب بن تميم بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب.
كانت أحد من يعذب من المستضعفين فاشتراها أبو بكر الصديق في سبعة سيأتي ذكرهم في أم عبيس، ووردت في غالب الروايات غير مسماة، وسماها البلاذريّ عن أبي البختري.

11706- لبيسة بنت عمرو
بن حرام الأنصارية «2» ، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: أمها أم قراد بنت موهبة بن عدي بن مجدعة بن حازم، تزوجها أبو ثابت بن عبد بن
__________
(1) أسد الغابة ت (7255) .
(2) أسد الغابة ت (7257) .

(8/301)


عبد عمرو»
بن قيظي، ثم تزوجها قيس بن قيس بن لوذان.

11707- لبيسة بنت عمرو الأنصارية «2»
: أم عمارة، ذكرها الطبراني في حرف اللام، وبه جزم ابن نقطة، والمشهور أنها بالنون بدل اللام، وهي مشهورة بكنيتها، وستأتي.
ويقال، إنها لبيسة غير نسيبة، وأنها بنت حرب. واللَّه أعلم.

11708- لهيّة:
بمثناة تحتانية مثقلة: جارية عمر بن الخطاب «3» وأم ولده، وكانت تخدم ابنته حفصة.
وقال ابن ماكولا: هي أم عبد الرّحمن بن عمر الّذي يكنى أبا شحمة، وقيل إنها نهية بالنّون بدل اللّام، وذكرها المستغفريّ وقال: لها صحبة، وأورد من طريق إبراهيم بن موسى بن تيم، قال: حدّثني عمي زكريّا بن يحيى، قال: حدّثني ابن أخي ابن شهاب عن عمه، قال: حدّثني رجال من أهل العلم أن حفصة زوج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أرسلت لهيّة أم ولد عمر في يومها الّذي يدور إليها فيه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: إنه خرج من عندي فاحتبس عني، فانظري عند أيّ نسائه؟ فانطلقت لهية فوجدته عند صفيّة، فرجعت إلى حفصة فأخبرتها، فطفقت حفصة تقول: خلا بيهودية، ثم أمرت لهيّة أن ترجع إلى صفيّة حتى يخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من عندها فتخبرها بالذي قالت حفصة، فقالت صفية: واللَّه إني لابنة هارون، وإنّ عمي لموسى، وإن زوجي لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ما أعرف لأحد أن يكون أفضل مني، فدخل وصفيّة تبكي، فقال لها في ذلك، فأخبرته بالذي بلغتها لهية عن حفصة وبالذي قالت لها، فصدّقها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلما رأت حفصة ذلك قالت: واللَّه لا أوذي صفيّة أبدا.

11709- ليلى بنت الإطنابة بن منصور
بن معيص- بمهملتين- الأنصاريّة «4» ، من بني الحبلي، ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11710- ليلى بنت بلال:
أو بليل، الأنصاريّة، أخت أبي ليلى، وهي عمّة عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال أبو عمر: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وروت عنه.

11711- ليلى بنت ثابت بن المنذر بن عمرو
بن حرام «5» ، أخت حسان. ذكرها ابن حبيب أيضا.
__________
(1) في أ: ثابت بن عدي بن عمرو.
(2) أسد الغابة ت (7256) .
(3) أسد الغابة ت (7258) .
(4) أسد الغابة ت (7259) .
(5) أسد الغابة ت (7260) .

(8/302)


11712- ليلى بنت أبي حثمة «1»
بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن ابن عويج بن كعب بن لؤيّ القرشيّة العدويّة، أخت سليمان، وكانت زوج عامر بن ربيعة العنبريّ فولدت له عبد اللَّه. وقال ابن سعد: أسلمت قديما، وبايعت وكانت من المهاجرات الأوّل، هاجرت الهجرتين إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، يقال: إنها أول ظعينة دخلت المدينة في الهجرة، ويقال أم سلمة.
وذكر ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره، عنه، عن عبد الرّحمن بن الحارث، عن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، عن أمه ليلى، قالت: كان عمر بن الخطّاب من أشدّ النّاس علينا في إسلامنا، فلما تهيّأنا للخروج إلى أرض الحبشة جاءني عمر وأنا على بعيري، فقال: إلى أين أمّ عبد اللَّه؟ فقلت: آذيتمونا في ديننا، فنذهب في أرض اللَّه. قال:
صحبكم اللَّه، ثم ذهب فجاءني زوجي عامر بن ربيعة فقال لما أخبرته خبرهم: ترجين أن يسلم. فذكر القصّة.
وروى اللّيث بن سعد، عن محمد بن عجلان- أن رجلا من موالي عبد اللَّه بن عامر حدّثه عن عبد اللَّه بن عامر، قال: دعتني أمي يوما ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قاعد في بيتنا، فقالت: هاك، تعال أعطيك شيئا. فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
«ماذا أردت أن تعطيه؟» فقالت: أعطيه: تمرا. فقال: «أما إنّك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة» .
رواه السّراج، عن قتيبة عنه، وتابع اللّيث حيوة بن شريح، ويحيى بن أيّوب، وحاتم بن إسماعيل، وعن يحيى بن أيوب مولى زياد، وهو عند ابن مندة من طريقه.

11713- ليلى بنت حكيم:
الأنصاريّة الأوسيّة «2» .
قال أبو عمر: ذكرها أبو أحمد بن صالح المصريّ في أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وعلى آله وسلّم، ولم يذكرها غيره. وجوّز ابن الأثير أن تكون هي التي بعدها، لأنّ الحكيم يشبه بالخطيم.

11714- ليلى بنت الخطيم
بن عديّ «3» بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاريّة الأوسيّة ثم الظفريّة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7261) ، الاستيعاب ت (3534) ، الثقات 3/ 362، أعلام النساء 4/ 302- تجريد أسماء الصحابة 2/ 302 خلاصة تهذيب الكمال 3/ 407.
(2) الاستيعاب ت (3535) .
(3) أسد الغابة ت (7263) - أعلام النساء 2/ 101- تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 301- تلقيح فهوم أهل الأثر 27226.

(8/303)


استدركها أبو عليّ الجيّانيّ على الاستيعاب، وقال:
ذكرها ابن أبي خيثمة، وقال: أقبلت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: أنا ليلى بنت الخطيم، جئتك أعرض نفسي عليك، فتزوّجني. قال: «قد فعلت» ، ورجعت إلى قومها، فقالوا: بئس ما صنعت؟
أنت امرأة غيري، وهو صاحب نساء، ارجعي، فاستقيليه، فرجعت فقالت: أقلني، فقال:
«قد فعلت» .
قلت: ذكر ذلك ابن سعد عن ابن عبّاس بسند فيه الكلبيّ، فذكروا أتمّ منه، وأوله:
أقبلت ليلى بنت الخطيم إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو مولّ ظهره الشّمس فضربت على منكبه، فقال: من هذا أكلة الأسد، وكان كثيرا ما يقولها، وفي آخره: فقال: «قد أقلتك» ، قال: وتزوجها مسعود بن أوس بن سواد بن ظفر، فولدت له، فبينا هي في حائط من حيطان المدينة تغتسل إذ وثب عليها ذئب فأكل بعضها فأدركت فماتت.
ثم أسند عن الواقديّ، عن محمد بن صالح بن دينار، عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: كانت ليلى بنت الخطيم وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقبلها، وكانت تركب بعولتها ركوبا منكرا، وكانت سيّئة الخلق ... فذكر نحو القصّة دون ما في آخرها، وقال في روايته: فقالت: إنك نبيّ اللَّه، وقد أحلّ اللَّه لك النساء، وأنا امرأة طويلة اللّسان لا صبر لي على الضّرائر واستقالته.
ومن طريق ابن أبي عون أنّ ليلى وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ووهبن نساء أنفسهن، فلم يسمع أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبل منهن أحدا، قال: وأمّها مشرفة الدّار بنت هيشة بنت الحارث.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ، حسبته عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: أوّل من بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم سعد بن معاذ، وهي كبشة بنت أبي رافع بن عبيد، ومن بني ظفر ليلى بنت الخطيم، ومن بني عمرو بن عوف ليلى ومريم وسهيمة بنات أبي سفيان اللّيثي، يقال له أبو البنات ... الحديث.
وذكر ابن سعد أيضا أنّ مسعود بن أوس تزوّجها في الجاهليّة، فولدت له عمرة وعميرة، وكان يقال لها أكلة الأسد، وكانت أول امرأة بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومعها ابنتاها وابنتان لابنتها، ووهبت نفسها له ثم استقالة بنو ظفر فأقالها.

11715- ليلى بنت رافع بن عمرو:
الأنصاريّة، والدة أبي عبس بن حرب.
ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمّها أمّ البراء بنت سلمة بن عرفطة.

(8/304)


11716- ليلى بنت ربعي بن عامر
بن خالدة الأنصاريّة «1» ، من بني بياضة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11717- ليلى بنت رئاب
بن حنيف الأنصاريّة «2» ، من بني عوف بن الخزرج.
ذكرها ابن حبيب أيضا، وكانت زوج عتبان بن مالك.

11718- ليلى بنت أبي سفيان
بن الحارث بن قيس بن زيد بن أمية الأنصاريّة «3» الأشهليّة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقد تقدّم لها ذكر في ترجمة ليلى بنت الخطيم قريبا.

11719- ليلى بنت سماك بن ثابت
بن سفيان بن عديّ بن عمرو بن امرئ القيس ابن مالك الأغر.
ذكر ابن سعد عن الواقديّ أنه قال: أسلمت وبايعت، قال: ولم يذكرها غيره.
قلت: ستأتي في ترجمة أم ثابت بنت قيس بن شماس أخت قيس- أنها ولدت من ثابت بن سفيان ولده سماكا، فعلى هذا تكون ليلى وأبوها سماك وأمّه وأم ثابت ثلاثة من الصّحابة في نسق.

11720- ليلى بنت سماك:
بن ثابت بن سنان بن جشم بن عمرو «4» بن امرئ القيس الأنصاريّة، من بني الحارث بن الخزرج. ذكرها ابن حبيب أيضا.

11721- ليلى بنت طناة
بن معيص الأنصاريّة.
ذكرها ابن سعد، كذا في التّجريد، وقال: أخشى أن تكون ليلى بنت الإطنابة المذكورة أول من اسمها ليلى.

11722- ليلى بنت عبادة:
الأنصاريّة السّاعديّة «5» ، أخت عبادة بن عبادة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11723- ليلى بنت عبد اللَّه العدويّة «6»
: هي الشّفاء. تقدّمت، سماها المستغفريّ عن ابن حبّان.
__________
(1) أسد الغابة ت (7264) .
(2) أسد الغابة ت (7265) .
(3) أسد الغابة ت (7267) .
(4) أسد الغابة ت (7268) .
(5) أسد الغابة ت (7270) .
(6) أسد الغابة ت (7271) ، الثقات 3/ 361- أعلام النساء 2/ 300- الكاشف 3/ 474- تجريد أسماء الصحابة 2/ 281، 303- تهذيب الكمال 3/ 1686- تقريب التهذيب 2/ 602- تهذيب التهذيب 12/ 428.

(8/305)


11724- ليلى بنت عطارد
بن حاجب التميميّة، زوج عبد اللَّه بن أبي ربيعة الصّحابي، ووالدة عبد الرّحمن. ذكرها الزّبير بن بكّار.

11725- ليلى بنت قانف الثقفيّة «1»
: أخرج حديثها أحمد، وأبو داود، من طريق محمد بن إسحاق، عن نوح بن حكيم الثقفيّ، عن رجل من ولد عروة بن مسعود يقال له داود ولدته أم حبيب بنت أبي سفيان، عن ليلى بنت قانف، بقاف ثم فاء، ذكر أنها قالت: كنت ممّن شهد غسل أم كلثوم بنت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأول ما أعطاني من كفنها الحقو «2» ثم الدّرع ثم الخمار ثم الملحفة، ثم أدرجت في الآخر إدراجا ... الحديث.
قلت: وداود المذكور هو ابن عاصم بن عروة بن مسعود.

11726- ليلى بنت النّضر العبدريّة:
تقدّمت في قتيلة في حرف القاف.

11727- ليلى بنت نهيك
بن إساف بن عديّ بن زيد بن جشم الأنصاريّة «3» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي أخت البراء. وقال ابن سعد: تزوّجها سهل بن الربيع بن عمرو بن عديّ، وأمها أم عبد اللَّه بن أسلم بن حريش بن مجدعة.

11728- ليلى بنت يسار:
أحد ما قيل في اسم أخت معقل بن يسار التي نزلت فيها: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ [سورة البقرة آية 232] . سماها السهيليّ في مبهمات القرآن، وتبعه المنذري، والراجح أن اسمها جميل كما تقدم في حرف الجيم.
__________
(1) أسد الغابة ت (7274) ، الاستيعاب ت (3538) ، الثقات 3/ 361- تجريد أسماء الصحابة 2/ 303- تقريب التهذيب 2/ 613- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- تهذيب التهذيب 12/ 450- الكاشف 3/ 481- تهذيب الكمال 3/ 1697- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 392- التاريخ الصغير 1/ 19- بقي بن مخلد 11/ 9. تعجيل المنفعة 559- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1932- تبصير المنتبه 3/ 1119- الطبري 1/ 1755.
(2) أي الإزار، والأصل في الحقو معقد الإزار، وجمعه أحق وأحقاء ثم سمي به الإزار للمجاورة. النهاية 1/ 417.
(3) أسد الغابة ت (7275) .

(8/306)


11729- ليلى السّدوسيّة «1»
: امرأة بشير بن الخصاصيّة، يقال لها الجهدمة، ويقال هي غيرها. وقد تقدّم بيان ذلك في الجهدمة.

11730- ليلى بنت يعار «2» :
أحد ما قيل في التي أعتقت سالما مولى أبي حذيفة.

11731- ليلى الغفاريّة «3»
: قال أبو عمر: كانت تخرج مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في مغازية تداوي الجرحى، وتقوم على المرضى، حديثها
أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لعائشة: «هذا عليّ أوّل النّاس إيمانا» .
روى عنها محمد بن القاسم الطّائيّ.
قلت: أما الخبر الأوّل فتقدّم التنبيه عليه في القسم الأخير من حرف الألف في أمامة بنت أبي الحكم، وقد أخرجه العقيليّ في ترجمة موسى بن القاسم، من الضّعفاء،
وابن مندة من رواية علي بن هاشم بن البريد، حدّثني أبي حدّثنا موسى بن القاسم، حدّثتني ليلى الغفاريّة، قالت: كنت أغزو مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى، فلما خرج عليّ إلى البصرة خرجت معه، فلما رأيت عائشة أتيتها، فقلت: هل سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فضيلة في عليّ؟ قالت: نعم، دخل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو معي، وعليه جرد قطيفة، فجلس بيننا، فقلت:
أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا! فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا عائشة، دعي لي أخي، فإنّه أوّل النّاس إسلاما وآخر النّاس بي عهدا، وأوّل النّاس لي لقيا يوم القيامة» .
قال العقيليّ: لا يعرف إلا لموسى بن القاسم. قال النّجاريّ: لا يتابع عليه. انتهى.
وفي سنده عبد السّلام بن صالح أبو الصّلت، وقد كذّبوه.
وأما الخبر الأخير فقال في التّجريد: هو باطل.
__________
(1) أسد الغابة ت (7266) ، الاستيعاب ت (3539) .
(2) سقط من أ.
(3) أسد الغابة ت (7273) ، الإستيعاب ت (3540) ، الثقات 3/ 361- أعلام النساء 4/ 336- تجريد أسماء الصحابة 2/ 303.

(8/307)


قلت: ومحمد القاسم هو الطّايسكاني لا الطّائيّ، وهو متروك، وهو غير موسى بن القاسم، وقد جاء نحوه لمعاذة.
ففي تفسير ابن مردويه: وأخرجه أبو موسى من طريقه، ثم من رواية يعلى بن عبيد، عن حارثة بن أبي الرّجال، عن عمرة، قالت: قالت معاذة الغفارية: كنت أنيسا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أخرج معه في الأسفار، أقوم على المرضى، وأداوي الجرحى، فدخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بيت عائشة، وعليّ خارج من عندها، فسمعته يقول لعائشة: «إنّ هذا أحبّ الرّجال إليّ، وأكرمهم عليّ، فأعرفي لي حقّه، وأكرمي مثواه ... » الحديث.
وفيه: النّظر إلى عليّ عبادة.
قلت: وحارثة ضعيف، وهذا هو الحديث الّذي أشار إليه أبو عمر.

11732- ليلى:
عمة عبد الرحمن بن أبي ليلى «1» : في ليلى بنت بلال.
وقد تقدّم في ترجمة أبي ليلى أنه اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا، والأقرب أنّ اسم أبيه بلال أو بليل.

11733- ليلى:
مولاة عائشة «2» .
قال أبو عمر: حديثها ليس بالقائم الإسناد. روى عنها أبو عبد اللَّه المدنيّ، وهو مجهول.
قلت:
أسنده المستغفريّ، من طريق عبد الكريم الجرار، عن أبي عبد اللَّه المدنيّ، عن حاجبة عائشة ومولاتها، قالت: يا رسول اللَّه، إنك تخرج من الخلاء فأدخل في أثرك فلا أرى شيئا إلا أني أجد رائحة المسك! فقال: «إنّا معاشر الأنبياء تنبت أجسادنا على أرواح أهل الجنّة، فما خرج منّا من نتن ابتلعته الأرض» .

11734- ليلى:
روى عنها حبيب بن زيد، خرج حديثها أبو يعلى- من التّجريد.

11735- لينة:
حديثها في جزء بن ديزيل الصغير.

11736- لينة:
صاحبة مكان «3» قباء.
أخرج عمر بن شبّة في أخبار المدينة بسند صحيح إلى عروة، قال: كان موضع مسجد قباء لامرأة يقال لها لينة، كانت تربط حمارا لها، فابتنى فيه سعد بن خيثمة مسجدا، فقال
__________
(1) الاستيعاب ت (3537) .
(2) أسد الغابة ت (7269) ، الاستيعاب ت (3539) .
(3) في أ: صاحبة مكان مسجد قباء.

(8/308)


أهل مسجد الضرار: أنحن نصلّي في مربط حمار لينة، لا، لعمر اللَّه، لكنا نبني مسجدا فنصلي فيه إلى أن يجيء أبو عامر فيؤمنا فيه، فأنزل اللَّه تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً ... [التوبة: 107] الآية.

القسم الثاني
خال.

القسم الثالث
11737- ليلى بنت الجوديّ
بن عديّ بن عمرو بن أبي عمرو الغساني. زوج عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
لها إدراك، وكان رآها الجاهلية فأحبّها، فلما افتتحت دمشق صارت إليه فشغف بها في قصة طويلة ذكرها الزّبير بن بكّار في ترجمته، فقال: كان قدم دمشق في تجارة فرآها، على طنفسة حولها ولائد، فلما غزوا الشام كتب عمر لهم: إني غنّمت عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي، فلما سبوها أعطوها له، فقدم بها المدينة، فقالت عائشة: فشغف بها، فكنت ألومه، فيقول: يا أختيه، دعيني، فكأني أرشف من ثناياها حب الرمان، ثم تمادي الزمان، فكنت أكلمه فيها، فكان إحسانه إليها أن ردّها إلى أهلها، فكنت أقول له:
لقد أحببتها فأفرطت، وأبغضتها فأفرطت.
وفيها يقول عبد الرحمن الأبيات المشهورة:
تذكّرت ليلى والسّمارة بيننا ... فما لابنة الجوديّ ليلى وما ليا
[الطويل] كذا في خبر الزّبير.
وفي رواية عمر بن شبّة، عن الصّلت بن مسعود، عن أحمد بن شنويه، عن سليمان بن صالح، عن ابن المبارك، عن مصعب بن ثابت، عن عروة بن الزّبير- أن أبا بكر هو الّذي نفله إياها.
ورويناه في آخر الجزء التّاسع من أمالي المحامليّ رواية أهل بغداد عنه بسند له إلى ابن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه- أنّ عبد الرحمن بن أبي بكر قدم دمشق في أول الإسلام في أواخر أيام أبيه، فنظر إلى ليلى بنت الجوديّ، فلم ير أجمل منها، فقال فيها:
تذكرت ليلى ...
الأبيات.

(8/309)


فكتب عمر إلى عامله: إن فتح اللَّه عليكم دمشق فأسلموا ابنة الجوديّ لعبد الرّحمن.
فأسلموها له، فقدم بها، فأنزلها على نسائه ... فذكر الخبر، وفيه قوله: فكأني أرشف من ثناياها حب الرّمان. قالت: فعمل لها شيء حتى سقطت أسنانها، فهجرها، ثم ردها إلى أهلها.
وهذا أخر شيء في الجزء المذكور، وهو آخر مجلس أملاه المحامليّ.

11738- ليلى بنت حابس التميميّة:
أخت الأقرع بن حابس الصّحابيّ المشهور، هي:
أم غالب بن صعصعة بن معاوية، والد الفرزدق الشاعر المشهور.
لها إدراك، وقد ذكرها الفرزدق في مرثية أبيه حيث يقول:
أبى الصّبر أن لا أرى البدر طالعا ... ولا الشّمس إلّا أذكرتني بغالب
شبيهين كانا لابن ليلى ومن يكن ... شبيه ابن ليلى يلج ضوء الكواكب
[الطويل]

القسم الرابع
11739- ليلى بنت حكيم:
تقدم كلام ابن الأثير أنه جوّز أنها بنت الخطيم فصحفت، والّذي يظهر أنها هي. واللَّه أعلم.

حرف الميم
القسم الأول
11740- الماردة:
لها ذكر في حديث حكيم بن حزام من مسند أبي يعلى، وقيل المراديّة.

11741- مارية القبطيّة:
أمّ ولد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «1» .
ذكر ابن سعد من طريق عبد اللَّه بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة، قال: بعث المقوقس صاحب الإسكندريّة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في سنة سبع من الهجرة بمارية وأختها سيرين، وألف مثقال ذهبا، وعشرين ثوبا لينا، وبغلته الدّلدل، وحماره عفيرا، ويقال
__________
(1) أسد الغابة ت (7276) ، الاستيعاب ت (3543) .

(8/310)


يعفور، ومع ذلك خصيّ يقال له مأبور، شيخ كبير، كان أخا مارية، وبعث بذلك كلّه مع حاطب بن أبي بلتعة، فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت، وأسلمت أختها، وأقام الخصيّ على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه على أبيها وآله وسلّم، وكانت مارية بيضاء جميلة، فأنزلها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في العالية في المال الّذي صار يقال له سريّة أمّ إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك، وكان يطؤها بملك اليمين، وضرب عليها مع ذلك الحجاب، فحملت منه، ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان.
ومن طريق عمرة عن عائشة، قالت: ما عزّت عليّ امرأة إلا دون ما عزّت عليّ مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة، فأعجب بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت لحارثة بن النّعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها حتى فزعنا لها، فجزعت فحوّلها إلى العالية، وكان يختلف إليها، هناك فكان ذلك أشدّ علينا.
وفي السّند عن الواقديّ، قال: وقال الواقديّ: كانت مارية ممن حفر كورة الصّفا.
وقال البلاذريّ: كانت أم مارية روميّة، وكانت مارية بيضاء جعدة جميلة.
وأخرج البزّار بسند حسن، عن عبد اللَّه: بن بريدة، عن أبيه، قال أهدى أمير القبط إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جاريتين وبغلة، فكان يركب البغلة بالمدينة، واتخذ إحدى الجاريتين لنفسه. وقد تقدم لها ذكر في ترجمة إبراهيم ولدها. وفي ترجمة مأبور الخصيّ وفي ترجمة صالح.
وقال الواقديّ: حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: كان أبو بكر ينفق على مارية حتى مات، ثم عمر حتى توفيت في خلافته.
قال الواقديّ: ماتت في المحرم سنة ست عشرة، فكان عمر يحشر الناس لشهودها، وصلّى عليها بالبقيع. وقال ابن مندة: ماتت مارية بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بخمس سنين.

11742- مارية «1»
: خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قال أبو عمر: تكنى أم الرباب، حديثها عند أهل البصرة أنها تطأطأت للنبيّ صلّى اللَّه
__________
(1) أسد الغابة: ت (7278) ، الاستيعاب ت (3542) ، أعلام النساء 5/ 11، السمط الثمين 162، تجريد أسماء الصحابة 2/ 303، حلية الأولياء 2/ 70، تلقيح فهوم أهل الأثر 377.

(8/311)


عليه وآله وسلّم حين صعد حائطا ليلة فرّ من المشركين.
قلت: أخرجه ابن مندة من طريق يعلى بن أسد، عن عبد اللَّه بن حبيب، عن أم سليمان، عن أمها، عن جدّتها مارية، قالت: تطأطأت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ...
فذكره.
وترجم لها مارية جارية النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
قلت: وسيأتي قريبا أنّ اسم أمّها مرضية، وأنها صحابية، وأما أمّ سليمان فما عرفت اسمها.

11743- مارية:
خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «1» .
قال أبو عمر: لها حديث واحد من حديث أهل الكوفة رواه أبو بكر بن عياش، عن المثنى بن صالح، عن جدّته مارية، قالت: صافحت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلم أر كفّا ألين من كفّه. قال أبو عمر في التي قبلها: لا أدري أهي هذه أم لا؟
قلت: وأخذ ذلك من كلام ابن السّكن برمّته. وقال ابن السّكن: مارية مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم روي عنها حديث مخرج عن أهل الكوفة لا أعلم رواه غير ابن عباس، ثم ساقه من طريقين عنه، ثم قال: روى عن مارية حديث آخر مخرجه عن البصريّين، ولست أدري أهي التي روى حديثها أبو بكر أو غيرها؟ ثم ساق من طريق يعلى بن أسد، عن محمد بن حمران، عن عبد اللَّه بن حبيب، عن أم سليمان، عن أمها، عن جدّتها مارية، قالت: تطأطأت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حتى صعد حائطا ليلة فر من المشركين.
وقال أبو نعيم: أفردها ابن مندة وهما عندي واحدة.
قلت: وصله ابن مندة من وجهين، عن أبي بكر بن عياش: أحدهما كما قال أبو عمر عن المثنى بن صالح، عن جدّته، والآخر عن أبي بكر، قال: حدّثنا واللَّه محمد بن المثنى بن صالح عن جدّته. واللَّه أعلم. قال أبو عمر: المثنى بن صالح هو ابن مهران مولى عمرو بن حريث، كذا قال.

11744- مارية، أو ماوية «2»
: بواو بدل الراء مع تشديد المثناة التحتانية.
__________
(1) أسد الغابة ت (7277) .
(2) أسد الغابة ت (7279) ، الاستيعاب ت (3541) .

(8/312)


اختلف فيه الرّواة عن ابن إسحاق، فقال يونس بن بكير وغيره عنه ماوية بالواو، فذكر قصّة خبيب بن عدي لما أسره المشركون من بئر معونة وصفدوه ليقتلوه.
قال ابن إسحاق: فحدثني عبد اللَّه بن أبي نجيح، عن مارية مولاة حجير بن أبي إهاب، قالت: حبس خبيب بمكّة في بيتي، فلقد اطلعت عليه يوما وإن في يده لقطفا من عنب أعظم من رأسه يأكل منه وما في الأرض يومئذ حبّة عنب.
قلت: وهذا ذكره البخاريّ في الصّحيح في قصّة قتل خبيب، لكن ليس في روايته:
أعظم من رأسه، وقال في روايته: وما بمكّة يومئذ، وهو المراد، فكأنه أطلق الأرض وأراد أرض مكّة.
وذكر أبو عمر، عن العقيليّ بسنده إلى عبد اللَّه بن إدريس الأودي، عن محمد بن إسحاق: حدّثني ابن أبي نجيح، أنه حدّث عن مارية مولاة حجير، كذا ذكرها بالرّاء والتخفيف، وكان خبيب بن عدي حين حبس في بيتها، فكانت تحدّث بعد أن أسلمت قالت: واللَّه إنه لمحبوس في بيتي مغلق دونه إذ اطلعت من خلل الباب وفي يده قطف من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه، وما أعلم في الأرض حبّة عنب، فلما حضره القتل قال: يا مارية، التمسي لي حديدة أتطهر بها. قالت: فأعطيت الموسى غلاما منّا، وأمرته أن يدخل بها عليه، فما هو إلا أن ولّى داخلا عليه، فقلت: فأعطيت الموسى غلاما منّا، وأمرته أن يدخل بها عليه، فما هو إلا أن ولّى داخلا عليه، فقلت: أصاب الرجل ثأره، يقتل هذا الغلام بهذه الحديدة ليكون رجل برجل، فلما انتهى إليه الغلام أخذ الحديدة، وقال: لعمري! ما خافت أمّك غدري حين أرسلت إليّ بهذه الحديدة- يعني معك، ثم خلّي سبيله.
وهذه القصّة عند البخاريّ أيضا، وفيها بعض مغايرة. وذكره ابن سعد عن الواقديّ عن رجاله من أهل العلم، وفيها أنهم حبسوه عندها حتى يخرج الشّهر الحرام فيقتلوه، وكانت تحدّث بقصّته بعد، وأسلمت وحسن إسلامها، وفيها: وكان يتهجد بالقرآن، فإذا سمعه النّساء بكين ورققن عليه، فقلت له: هل لك من حاجة؟ قال: لا، إلا أن تسقيني العذيب، ولا تطعميني ما ذبح على النّصب، وتخبريني إذا أرادوا قتلي، فلما أرادوا قتله أخبرته، فو اللَّه ما اكترث بذلك، وقال: ابعثي لي حديدة أستصلح بها، فبعثت إليه بموسى مع ابني أبي حسين، وكانت أرضعته، ولم يكن ابنها ولادة، فذكرت نحو ما تقدّم، وفيه: ما كنت لأقتله ولا يستحلّ في ديننا الغدر.

11745- محبة بنت الربيع
بن عمرو بن أبي زهير الأنصاريّة «1» ، من بني الحارث بن الخزرج.
__________
(1) أسد الغابة (7280) .

(8/313)


ذكرها ابن سعد وابن حبيب فيمن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهي أخت سعد بن الربيع، تزوّجها أبو الدّرداء عامر بن زيد بن قيس الأنصاريّ الخزرجيّ، فولدت له بلالا، وأمها هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم.

11746- محجنة:
وقيل أم محجن «1» ، امرأة سوداء كانت تقمّ المسجد.
وقع ذكرها في الصّحيح بغير تسمية.
وسمّاها يحيى بن أبي أنيسة، وهو متروك، عن علقمة بن مرثد، عن رجل من أهل المدينة، قال: كانت امرأة من أهل المدينة يقال لها محجنة تقمّ المسجد، فتفقّدها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأخبر أنها قد ماتت، فقال: «ألا آذنتموني بها؟» فخرج فصلّى عليها، وكبّر أربعا.
قال يحيى: وحدّثنا الزّهريّ، عن أبي أمامة بن سهل، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نحوه.
ومن طريق عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرّ على قبر حديث عهد بدفن، فقال: «متى دفن هذا؟» فقيل: هذه أم محجن التي كانت مولعة بلقط القذى من المسجد، فقال: «أفلا آذنتموني؟» «2» قالوا: كنت نائما فكرهنا أن نوقظك ...
الحديث.

11747- محيّاة بنت خالد
بن سنان العبسيّ «3» .
ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ،
وساق من طريق محمد بن عمر الرّازي الحافظ، عن عمرو بن إسحاق بن العلاء، عن إبراهيم بن العلاء، حدّثنا أبو محمد القرشيّ الهاشميّ، عن هشام بن عروة، عن ابن عمارة، عن أبيه عمارة بن حزن بن شيطان بقصّة خالد بن سنان، قال: فلما بعث اللَّه محمدا أتته محياة بنت خالد فانتسبت له، فبسط لها رداءه وأجلسها عليه. وقال: «ابنة أخي نبيّ ضيّعه قومه» .
ووردت تسميتها أيضا فيما ذكره ابن الكلبيّ، قال: قال أبي: وأخبرني ابن أبي عمارة قال: أتانا خالد بن سنان فقال: يا معشر بني عبس، إنّ اللَّه أمرني بإطفاء هذه النار. قال أبي: فكان أبي هو الّذي ذهب معه، فذكر القصّة مطوّلة.
وفي آخر الحديث قال هشام بن محمّد: فقدمت المحياة بنت خالد بن سنان على النبيّ
__________
(1) أسد الغابة ت (7281) .
(2) أخرجه البخاري 3/ 117، 1247، ومسلم 2/ 658 (69/ 954) .
(3) أسد الغابة ت (7282) .

(8/314)


صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فقال: «مرحبا بابنة أخي، نبيّ ضيّعه قومه» .
وقد ذكرت في ترجمة خالد بن سنان لقصّته في طفئ النار طرقا كثيرة.

11748- محيّاة بنت أبي نائلة:
سلكان بن سلامة بن وقش الأشهليّة.
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت في رواية ابن عمارة، وقال الواقديّ: هي عبادة التي تقدّمت في حرف العين وتشديد [الباء] .

11749- مرضية «1»
: ذكرها ابن أبي عاصم في كتاب «الوحدان» ، وأسند عن أبي حفص الصّيرفي، عن محمد بن راشد عن محمد بن حمران، عن عبد اللَّه بن خبيب، عن أم سليمان، عن أمّها مرضية، قالت: أراكم تنكرون شيئا رأيته يصنع على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، رأيت الميت يتبع بالمجمر.

11750- مريم بنت إياس الأنصاريّة:
مدنيّة» .
روى عنها عمرو بن يحيى المازني، كذا قال أبو عمر: إنها أنصارية، وليس كذلك، بل هي ليثية، وهي بنت إياس بن الكبير، تقدّم نسبها في ترجمة والدها، وهم أهل بيت صحابة، شهد أبوها وأعمامها بدرا، وهم من حلفاء بني عديّ، ورواية عمرو بن يحيى المازني عنها عند أحمد والنّسائيّ بسند صحيح عنها عن بعض أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وصرّح في المسند بأنها بنت إياس بن البكير.

11751- مريم بنت أبي سفيان الأنصاريّة:
الدّوسية، من بني عمرو بن عوف.
تقدّم ذكرها في ترجمة ليلى بنت الخطيم، وأبو سفيان والدها كان يقال له أبو البنات، واستشهد بأحد.

11752- مريم بنت عثمان الأنصاريّة:
لعلها المغالية، لها ذكر في كتاب المدينة لمحمد بن الحسن بن زبالة، قال: عن محمد بن فضالة، عن عبد الحميد بن جعفر، قال: ضرب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبّته حين حاصر بني قريظة على بئر أبي، وصلّى في المسجد، وربط دابّته بالسّدرة التي في دار مريم بنت عثمان.
__________
(1) أسد الغابة ت (7283) ، تهذيب الكمال 3/ 1698- تجريد أسماء الصحابة 2/ 305- تهذيب التهذيب 12/ 452- تقريب التهذيب 2/ 614- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393.
(2) أسد الغابة ت (7284) .

(8/315)


11753- مريم المغالية «1» :
من بني مغالة، بفتح الميم والمعجمة الخفيفة: بطن من الأنصار.
كانت زوج ثابت بن قيس بن شمّاس، روى حديثها يونس بن بكير في المغازي، والحسن بن سفيان، من طريقه، عن ابن إسحاق، عن قتادة بن الوليد، عن عبادة بن الصّامت، عن الرّبيع بنت معوّذ- أنها اختلعت من زوجها، فأمرها عثمان أن تستبرئ رحمها بحيضة واحدة، قالت الرّبيع: وإنما أخذ عثمان ذلك عن قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لمريم المغالية حين افتدت من زوجها.

11754- مسرّة «2»
: كان اسمها غيرة، فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسرة، لها ذكر في حديث رواه زيد بن أبي أنيسة، عن الزّهري مرسلا، قاله ابن مندة.

11755- مسكة:
ويقال مسيكة «3» - بالتّصغير، جارية عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول، تأتي في معاذة رقيقتها.

11756- مطيعة بنت النعمان
بن مالك الأنصاريّة «4» .
من بني عمرو بن عوف. كان اسمها عاصية، فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مطيعة، قاله ابن حبيب.

11757- معاذة بنت عبد اللَّه
بنت عمرو بن مرة بن قيس بن عديّ بن أمية بن خلاوة الأنصاريّة.
قال ابن سعد، ذكر الواقديّ أنها أسلمت وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.

11758- معاذة: زوج الأعشى المازنيّة «5» .
تقدّم ذكرها في ترجمة الأعشى المازني.

11759- معاذة: زوج شجاع بن الحارث السّدوسي.
تقدم ذكرها في شجاع.

11760- معاذة: جارية عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول «6» ،
رقيقة مسيكة، جارية عبد اللَّه بن أبيّ.
ثبت ذكر مسيكة في صحيح مسلم وغيره، من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: كانت جارية لعبد اللَّه بن أبيّ يقال لها مسيكة فأكرهها على البغاء، فأتت النبيّ
__________
(1) أسد الغابة ت (7285) .
(2) أسد الغابة ت (7287) .
(3) أسد الغابة ت (7288) .
(4) أسد الغابة ت (7289) .
(5) أسد الغابة ت (7290) .
(6) أسد الغابة ت (7291) ، الاستيعاب ت (3546) .

(8/316)


صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشكت له، فأنزل اللَّه تعالى: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً [سورة النور آية 33] الآية، ووقع لنا بعلو في المعرفة، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، ولفظه: أما أميمة ومسيكة جاريتا عبد اللَّه بن أبيّ جاءتا إلى النبيّ ... صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشكتا عبد اللَّه بن أبي، فنزلت فيهما: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ... [سورة النور آية 33] .
وثبت ذكر معاذة في مرسل الشّعبيّ، قال: التي اختلعت من زوجها وتزوّجها خولة أمّها معاذة التي نزلت فيها: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً [سورة النور آية 33] . أخرجه عمر بن شبة بسند صحيح إلى الشّعبي.
وأخرج أبو موسى، من طريق آدم بن أبي إياس، عن اللّيث، عن عقيل، عن ابن شهاب: حدّثني محمد بن ثابت أخو بني الحارث بن الخزرج في قوله تعالى: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ [سورة النور آية 33]- نزلت في معاذة جارية عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول، وذلك أنه كان عندهم أسيرا، فكان عبد اللَّه بن أبي يضربها لتمكنه من نفسها رجاء أن تحبل منه فيأخذ في ذلك فداء، وهو العرض الّذي قال اللَّه تعالى: لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا [سورة النور آية 33] ، وكانت الجارية تأبى عليه، وكانت مسلمة، فأنزل اللَّه فيها الآية، فنهاهم عن ذلك فيها.
وذكره أبو عمر، من طريق إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن الزّهري، قال: كانت معاذة مولاة عبد اللَّه بن أبيّ امرأة مسلمة فاضلة، وكانت تأبى عليه ما يدعوها إليه. انتهى.
وعند أبي عمر أنّهما واحدة، واختلف في اسمها، فقال: قال الزّهري: معاذة، وقال الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر: مسيكة، قال: والصّحيح ما قاله ابن شهاب إن شاء اللَّه، قال: وقد روى أبو صالح عن ابن عباس القصّة وسمى الجارية مسيكة، فوافق الأعمش.
قلت: لا ترجيح مع إمكان الجمع، وقد دلّ أثر الشّعبي على التعدّد، وظاهر الآية من قوله تعالى: فَتَياتِكُمْ [سورة النور آية 33] يشعر بأنه أزيد من واحدة ثم قال ابن إسحاق متصلا بأثر الزهري. وبلغني ممّن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بيعة النساء، فتزوّجها سهل بن قرظة، أخو بني عمرو بن الحارث، فولدت له عبد اللَّه بن سهل، وأمّ سعيد بنت سهل، ثم هلك عنها أو فارقها، فتزوجها الحميّر بن عديّ القاري أخو بني حنظلة، فولدت له توأما: الحارث، وعديا، وأم سعد، ثم فارقها فتزوّجها عامر بن عديّ، من بني خطمة،

(8/317)


فولدت له أم حبيب بنت عامر، وهي معاذة بنت عبد اللَّه بن جرير الضّرير، بضاد معجمة مصغّرا، ابن أميّة بن خدارة بن الحارث بن الخزرج.
تنبيه: ظن ابن الأثير أنّ القائل: «وبلغني» هو الزّهري، ثم قال: قول الزّهري في نسبها ما ذكر يدلّ على أنّ الأنصار كان يسبي بعضهم بعضا في الجاهليّة، فكانت معاذة وهي من الخزرج أمة لعبد اللَّه بن أبيّ.
قلت: وفيما قاله نظر، لأنه لم يتعين ذلك في السّبي مع احتمال أن يكون والد معاذة تزوّج أمّة رقيقة لعبد اللَّه أو بغى بها فجاءت بمعاذة، فكانت رقيقة لعبد اللَّه. وقد دلّ الأثر على أن عبد اللَّه إذ أمر معاذة أن تمكّن الأسير من نفسها أنه أراد أن تحمل من الأسير فيصير الولد رقيقا فيفديه أبوه، ولا يلزم من ذلك ما ذكر من أنهم كان يسبي بعضهم بعضا.

11761- معاذة الغفاريّة:
تقدّمت في ليلى «1» .

11762- مليكة بنت أبي أمية:
لها ذكر في طبقات النّساء من طبقات ابن سعد، وأن عمر طلّقها لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [سورة الممتحنة آية 10] ، فتزوّجها معاوية، وهي والدة عبيد اللَّه، بالتّصغير، ابن عمر بن الخطّاب.

11763- مليكة بنت ثابت بن الفاكه:
ذكرها ابن سعد في المبايعات.

11764- مليكة بنت خارجة بن زيد
بن أبي زهير الأنصاريّة «2» . تقدّمت في حبيبة.

11765- مليكة بنت خارجة
بن سنان. تأتي في القسم الثّالث «3» .

11766- مليكة بنت داود:
ذكرها ابن بشكوال في المزدوجات، ولم يصحّ. وستأتي مليكة بنت كعب، فليحرر ذلك.

11767- مليكة بنت سهل بن زيد
بن عمرو بن عامر بن جشم الأنصاريّة، امرأة أبي الهيثم بن التيّهان.
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت في رواية: محمد «4» بن عمر.
__________
(1) أسد الغابة ت (7292) ، أعلام النساء 5/ 61، تجريد أسماء الصحابة 2/ 305.
(2) أسد الغابة ت (7294) .
(3) أسد الغابة ت (7295) .
(4) في أ: محمد بن عمرو.

(8/318)


11768- مليكة بنت عبد اللَّه
بن أبيّ ابن سلول الأنصاريّة الخزرجيّة. ذكرها ابن سعد أيضا.

[11769- مليكة بنت عبد اللَّه
بن صخر بن خنساء الأنصاريّة.
ذكرها ابن سعد في المبايعات] «1» .

11770- مليكة
بنت عمرو الأنصاريّة «2» ، من بني زيد اللّات بن سعد.
ذكرها أبو عمر فقال: حديثها عند زهير بن معاوية، عن امرأة من أهله، عنها، أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال في البقرة: «ألبانها شفاء، وسمنها دواء، ولحمها داء» «3» .
قلت: أخرجه أبو داود في المراسيل، ووصله ابن مندة، ووقع لنا عنه بعلوّ.
وأخرج في ترجمتها أيضا ما أخرجه ابن أبي عاصم في الوحدان، من طريق ابن وهب، قال: كتب إليّ حمزة بن عبد الواحد بن محمد بن عمرو بن حلحل: عن محمد بن عمر- أنّ مليكة أخبرته أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إذا سمعتم بقوم قد خسف بهم فقد أظلّت السّاعة» .
وهو بعلو عند ابن مندة أيضا، ولم ينسب مليكة في هذا الخبر الثّاني، فيحتمل أن تكون أخرى.

11771- مليكة بنت عمرو بن سهل الأنصاريّة «4»
: من بني عبد الأشهل.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وكانت زوج أبي الهيثم بن التيهان.

11772- مليكة بنت عويمر الهذلية:
وقيل بنت عويم بغير راء، وتكنى أم عفيف «5» ، وقيل أم قطيف، والأول المعتمد، والثّاني وقع في كلام أبي عمر، فهو تصحيف.
وقد تقدم ذكر حديثها في حرف العين من الرّجال، وذكر الاختلاف هل هو عويمر أو
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت (7298) ، تهذيب الكمال 3/ 1698- تجريد أسماء الصحابة 2/ 305- تهذيب التهذيب 12/ 452- تقريب التهذيب 2/ 614- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393.
(3) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 93 رواه الطبراني والمرأة لم تسم وبقية رجاله ثقات. قال العجلوني في كشف الخفاء 2/ 200 رواه أبو داود في المراسيل وأخرجه الطبراني في الكبير وابن مندة في المعرفة وأبو نعيم في الطب بنحوه.
(4) أسد الغابة ت (7299) .
(5) أسد الغابة ت (7300) ، الاستيعاب ت (3550) .

(8/319)


عويم بغير راء، وسند الحديث ضعيف، وهو في قصّة المرأتين اللتين كانتا تحت حمل بن النابغة الهذلي، فضربت إحداهما الأخرى فأسقطت جنينا ... الحديث.

11773- مليكة بنت كعب الكنانيّة:
ذكر الواقديّ، عن أبي معشر- أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوّج بها وكانت تذكر بجمال بارع، فدخلت عليها عائشة، فقالت لها: أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك، وكان أبوها قتل يوم فتح مكّة قتله خالد بن الوليد، قال: فاستعاذت من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فطلّقها، فجاء قومها يسألونه أن يراجعها، واعتذروا عنها بالصغر وضعف الرأي، وأنها خدعت، فأبى، فاستأذنوه أن يزوّجوها قريبا لها من بني عذرة فأذن لهم.
ومن طريق عطاء بن يزيد الجندعيّ: تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مليكة بنت كعب في شهر رمضان، ودخل عليها، وماتت عنده، قال الواقديّ: أصحابنا ينكرون هذا، وأنه لم يتزوّج كنانية قطّ.

11774- مليكة:
امرأة خبّاب بن الأرتّ «1» .
قال ابن مندة: أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى حديثها أبو خالد الوالبيّ، عن المنهال بن عمرو موقوفا.

11775- مليكة الأنصاريّة «2»
: جرى ذكرها في الصّحيحين من رواية مالك عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس- أنّ جدته مليكة دعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى طعام صنعته ... الحديث.
وفيه صلاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بيتهم، قال أنس: فقمت أنا واليتيم من ورائه والعجوز من ورائنا. واختلف في الضّمير في قوله: جدّته، فقيل لأنس، وقيل لإسحاق. وجزم أبو عمر بالثّاني، وقوّاه ابن الأثير، فإن أنسا لم يكن في خالاته من قبل أبيه ولا أمه من تسمّى مليكة.
قلت: والنّفي الّذي ذكره مردود، فقد ذكر العدويّ في نسب الأنصار أنّ اسم والدة أم سليم مليكة. ولفظه سليم بن ملحان وإخوته: زيد، وحرام، وعباد، وأم سليم، وأم حرام، بنو ملحان، وأمّهم مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار، وظهر بذلك أنّ الضّمير في قوله: «جدّته» لأنس، وهي جدّته أم أمّه،
__________
(1) أسد الغابة ت (7297) .
(2) الاستيعاب ت (3548) .

(8/320)


وبطل قول من جعل الضّمير لإسحاق، وبنى عليه أنّ اسم أم سليم مليكة. واللَّه الموفق.

11776- مليكة:
والدة السّائب بن الأقرع «1» .
تقدم خبرها في حرف السّين من الرجال في القسم الأول
أنها كانت تبيع العطر فقال لها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ألك حاجة؟» قالت: تدعو لابني ... الحديث.

11777- مليكة الهلاليّة:
امرأة عبد اللَّه بن أبي حدرد. ذكرها مسلم في الأفراد، وكذا في التجريد.

11778- مندوس بنت خلاد
بن سويد بن ثعلبة الأنصاريّة الخزرجيّة «2» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11779- مندوس بنت عبادة
بن دليم بن حارثة «3» بن أبي خزيمة الأنصاريّة الخزرجيّة. أخت سيد الخزرج سعد بن عبادة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11780- مندوس بنت عمرو بن خنيس «4»
بن لوذان بن عبد ودّ الأنصاريّة، أخت المنذر بن عمرو، وأم سلمة بن مخلد- ذكرت في المبايعات،
وذكر ابن الأثير أنّ بنتها «5» قريبة روت عنها أنها أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، النار، فقال: «ما فحواك» ، فأخبرته بأمرها وهي منتقبة، فقال: «يا أمة اللَّه، اسفري، فإنّ الإسفار من الإسلام، وإنّ النّقاب من الفجور» «6» .
ونسبه إلى ابن مندة، وأبي نعيم، ولم أره في واحد منهما.

11781- مندوس بنت قطبة
بن عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار.
قال ابن سعد في المبايعات: اسم أمها عميرة بنت قرط بن خنساء بن سنان، تزوّجها عمارة بن الحباب بن سعد بن قيس بن عمرو بن زيد مناة، ثم ولدت له أبا عمرو، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن كعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل، فولدت له أم عتبة، وأم سعد، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن أبي سليط بن عمرو بن قيس، فولدت له مروان.
__________
(1) أسد الغابة ت (7297) .
(2) أسد الغابة ت (7301) .
(3) أسد الغابة ت (7302) .
(4) أسد الغابة ت (7303) .
(5) في أ: فقالت: يا رسول اللَّه، النار النار.
(6) وهو على فرض ثبوته شاذ إذ لا يصح من النبيّ- صلّى اللَّه عليه وسلم- أن يمدح الإسفار ويذم الواجب أو المندوب وأيضا يمكن حمله على ما يجب على المرأة في الحج.

(8/321)


11782- موهبة:
مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقع ذكرها في حديث أبي نضرة الغفاريّ في قصّة إسلامه، ووقع الحديث في الجزء الرابع من حديث إسماعيل الصّفار،
من طريق ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي نضرة الغفاريّ ... فذكر الحديث، وفيه: فدعا موهبة بعيرا منها فحلبها فسقاني، فكأني لم أشرب شيئا، ثم دعا بأخرى إلى أن قال: فغضبت موهبة، وأبغضتني، وفيه: «الكافر يأكل في سبعة أمعاء» .

11783- ميمونة بنت الحارث
بن حزن الهلاليّة «1» ، أخت أم الفضل لبابة.
تقدم نسبها مع أختها في حرف اللّام وميمونة في أمّ المؤمنين، كان اسمها برّة، فسماها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ميمونة، وكانت قبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عند أبي رهم بن عبد العزى بن عبد ودّ بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ، وقيل عند سخبرة بن أبي رهم المذكور، وقيل عند حويطب بن عبد العزّى، وقيل عند فروة أخيه، وتزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في ذي القعدة سنة سبع لما اعتمر عمرة القضيّة، فيقال: أرسل جعفر بن أبي طالب يخطبها، فأذنت للعبّاس فزوّجها منه، ويقال: إنّ العبّاس وصفها له، وقال: قد تأيّمت من أبي رهم فتزوّجها.
وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه: ثم تزوج بعد صفية ميمونة، وكانت عند أبي رهم.
قال يونس بن بكير: وحدّثني جعفر بن برقان، عن ميمونة بن مهران، عن يزيد بن الأصمّ، قال: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو حلال، وبنى بها في قبة لها، وماتت بعد ذلك فيها. انتهى.
وهذا مرسل، عن ميمونة بنت خالد بن يزيد بن الأصمّ، وقد خالفه ابن خالتها الأخرى عبد اللَّه بن عبّاس، فجزم بأنه تزوّجها وهو محرم.
وهو في صحيح البخاريّ، وقد انتشر الاختلاف في هذا الحكم بين الفقهاء، ومنهم من جمع بأنه عقد عليها. وهو محرم، وبنى بها بعد أن أحلّ من عمرته بالتنعيم وهو حلال
__________
(1) أعلام النساء 5/ 138- تنوير قلوب المسلمين 93- السمط الثمين 131- الكاشف 1/ 482- التمهيد 1/ 206- تجريد أسماء الصحابة 2/ 306- تقريب التهذيب 2/ 614- تهذيب التهذيب 12/ 453- تهذيب الكمال ج 3/ 1698- التاريخ الصغير 1/ 112، 114، 126. أزمنة التاريخ الإسلامي 4/، علوم الحديث لابن الصلاح 240، أسد الغابة ت (7305) ، الاستيعاب ت (3552) .

(8/322)


في الحلّ، وذلك بيّن من سياق القصّة عند ابن إسحاق. وقيل: عقد له عليها قبل أنّ يحرم، وانتشر أمر تزويجها بعد أن أحرم، فاشتبه الأمر.
وقد ذكر الزّهريّ وقتادة أنها التي وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنزلت فيها الآية. وقيل الواهبة غيرها. وقيل إنهن تعدّدن، وهو الأقرب.
قال ابن سعد: كانت آخر امرأة تزوّجها- يعني ممن دخل بها، وذكر بسند له أنه تزوّجها في شوال سنة سبع، فإن ثبت صحّ أنه تزوّجها وهو حلال، لأنه إنما أحرم في ذي القعدة منها، وذكر بسند له فيه الواقديّ إلى علي بن عبد اللَّه بن عباس، قال: لما أراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الخروج إلى مكّة للعمرة بعث أوس بن خولي، وأبا رافع إلى العبّاس ليزوّجه ميمونة، فأضلّا بعيريهما، فأقاما أياما ببطن رابغ إلى أن قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فوجدا بعيريهما، فسارا معه حتى قدما مكّة، فأرسل إلى العبّاس يذكر ذلك له فجعلت أمرها إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فجاء إلى منزل العباس فخطبها إلى العبّاس فزوّجها إيّاه.
ومن طريق سليمان بن يسار أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث أبا رافع، وآخر يزوّجانه ميمونة قبل أن يخرج من المدينة.
وأخرج ابن سعد أيضا من طريق عبد الكريم، عن ميمون بن مهران، قال: دخلت على صفية بنت شيبة وهي كبيرة، فسألتها أتزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ميمونة وهو محرّم؟ فقالت: لا، واللَّه، لقد تزوّجها وإنهما لحلالان.
وقال ابن سعد: حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا هشام بن سعد، عن عطاء الخراسانيّ، قلت لابن المسيّب: إن عكرمة يزعم أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوّج ميمونة وهو محرم، فقال: سأحدّثك، قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو محرم، فلما حلّ تزوّجها.
وقال ابن سعد: حدّثنا محمد بن عمر، وأنبأنا ابن جريج، عن أبي الزّبير، عن عكرمة- أنّ ميمونة بنت الحارث وهبت نفسها لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وعن محمد بن عمر، عن موسى بن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عمرة، قال: قيل لها إنّ ميمونة وهبت نفسها: فقالت: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على مهر خمسمائة درهم، وولي نكاحه إياها العبّاس.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح إلى ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. «الأخوات مؤمنات: ميمونة، وأمّ الفضل، وأسماء» .
وقال ابن سعد: أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا

(8/323)


جعفر بن برقان، حدّثنا يزيد بن الأصمّ، قال: تلقيت عائشة من مكّة أنا وابن طلحة من أختها، وقد كنّا وقفنا على حائط من حيطان المدينة، فأصبنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومه، ثم أقبلت عليّ فوعظتني موعظة بليغة، ثم قالت: أما علمت أنّ اللَّه ساقك حتى جعلك في بيت من بيوت نبيّه، ذهبت واللَّه ميمونة ورمى بحبلك على غاربك، أما إنها كانت من أتقانا للَّه وأوصلنا للرّحم. وهذا سند صحيح.
وقال أيضا: حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا جعفر بن برقان، أخبرني ميمون بن مهران: سألت صفية بنت شيبة، فقالت: تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ميمونة بسرف «1» وبنى بها في قبّة لها، وماتت بسرف، ودفنت في موضع قبّتنا، وكانت وفاة ميمونة سنة إحدى وخمسين.
ونقل ابن سعد عن الواقديّ أنها ماتت سنة إحدى وستين، قال: وهي آخر من مات من أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. انتهى.
ولولا هذا الكلام الأخير لاحتمل أن يكون قوله وستين وهما من بعض الرّواة، ولكن دل أثر عائشة الّذي حكاه عنها يزيد بن الأصمّ أنّ عائشة ماتت قبل الستين بلا خلاف، والأثر المذكور صحيح، فهو أولى من قول الواقديّ.
وقد جزم يعقوب بن سفيان بأنها ماتت سنة تسع وأربعين، وقال غيره: ماتت سنة ثلاث وستين. وقيل: سنة ست وستين، وكلاهما غير ثابت. والأول أثبت.

11784- ميمونة بنت سعد «2» :
ويقال سعيد: كانت تخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وروت عنه، روى عنها زياد وعثمان ابنا أبي سودة، وهلال بن أبي هلال، وأبو يزيد الضّبي، وآمنة بنت عمر بن عبد العزيز، وأيّوب بن خالد بن صفوان، وطارق بن عبد الرّحمن، وغيرهم.
روى لها أصحاب السّنن الأربعة، مما أخرج لها بعضهم ما رواه معاوية بن صالح، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة، وليست زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أفتنا عن بيت المقدس. قال: «أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلّوا فيه ... » «3»
الحديث.
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 252 وقال رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(2) أعلام النساء 5/ 140- الثقات 3/ 408- تجريد أسماء الصحابة 2/ 306- تقريب التهذيب 2/ 614- الكاشف 3/ 482- تهذيب التهذيب 12/ 545- تهذيب الكمال 3/ 1698- تلقيح فهوم أهل الأثر 377، 375- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393- بقي بن مخلد 552، 435، 549.
(3) أخرجه ابن ماجة 1/ 451 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب 196 ما جاء في الصلاة في مسجد بيت المسجد حديث رقم 1407 قال البوصيري في مصباح الزجاجة روى أبو داود بعضه وإسناد طريق بن ماجة صحيح ورجاله ثقات وهو أصح من طريق أبي داود وأحمد في المسند 6/ 463.

(8/324)


قال أبو عمر: ميمونة بنت سعد مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنها أبو يزيد الضّبيّ بن خالد حديثا مرفوعا في قبلة الصائم، وعتق ولد الزنا، وليس سنده بالقويّ، ثم قال: ميمونة أخرى حديثها عند أهل الشّام في فضل بيت المقدس، وإن أشد عذاب القبر في الغيبة والبول.
روى عنها زياد بن أبي سودة، والقاسم بن عبد الرّحمن.
قلت: قد صرّح زياد بن أبي سودة بأن التي روى عنها ميمونة بنت سعد، فالظّاهر أنهما واحدة، وسبق ابن عبد البرّ إلى التفرقة بينهما أبو علي بن السّكن، فقال: ميمونة بنت سعد، مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رويت عنها أحاديث، ثم
ساق من طريق عكرمة بن عمار، عن طارق بن القاسم، عن ميمونة مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «يا ميمونة، تعوّذي باللَّه من عذاب القبر» . قالت:
وإنه لحق؟ قال: «نعم، والغيبة والبول» «1» ،
من طريق أبي يزيد الضبي، عن ميمونة مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قالت: سئل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن ولد الزنا، فقال: «لا خير فيه» ... الحديث.
قلت: وهذا أخرجه الزّهريّ من هذا الوجه.
ومن طريق أيّوب بن خالد، عن ميمونة بنت سعد خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «مثل الرافلة «2» في الزّينة كمثل الظّلمة لا نور فيها» «3» ،
ثم قال: ميمونة مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قلت: بنت سعد روي عنها حديث واحد في فضل بيت المقدس فيه نظر، ثم ساقه من
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 223. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42935 وعزاه للبيهقي في عذاب القبر عن ميمونة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.
(2) الرّافلة: هي التي ترفل في ثوبها: أي تتبختر. النهاية 2/ 247.
(3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 470 عن ميمونة بنت سعد ... الحديث بلفظه في كتاب الرضاع (10) باب ما جاء في كراهية خروج النساء في الزينة (13) حديث رقم 1167 قال أبو عيسى هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث من قبل حفظه وهو صدوق. وقد رواه بعضهم عن موسى بن عبيدة ولم يرفعه. وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 424، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45041.

(8/325)


طريق عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثمّ قال: رواه سعيد بن عبد العزيز، عن ثور، عن زياد، عن ميمونة ليس بينهما عثمان بن سعد.
قلت: وقد أخرجه ابن مندة من الوجهين، وترجم لهما كما ترم ابن السّكن ميمونة مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولكن زاد عليه أنها روى عنها علي بن أبي طالب، ولم يسق روايته عنها، ثم ساق حديث عتق ولد الزنا لكون الرّاوي قال: عن ميمونة مولاة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، كما في حديث التعوّذ من عذاب القبر من طريق طارق بن القاسم بن عبد الرّحمن، وفيه: عن ميمونة بنت حبيب، ثم ترجم لميمونة بنت سعد خادم النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم،
وأورد حديث محمد بن هلال، عن أبيه أنه سمع ميمونة بنت سعد قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من أجمع الصّوم من اللّيل فليصم ... » الحديث.
ومن طريق أيّوب بن خالد، عن ميمونة بنت سعد- وكانت تخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- حديث الرافلة في الزينة، فاتّفق ابن السّكن وابن مندة وأبو عمر على أنهما اثنتان، وخالفهم أبو نعيم، فقال: عندي أنهما واحدة. وصوّبه ابن الأثير، وبذلك صدر المزّي في التهذيب كلامه، ثم قال: وقيل: إنهما اثنتان.
قلت: قول ابن السّكن في الثانية وليست بنت سعد، مع أنه أورد لها حديث الصّلاة في بيت المقدس- يشعر بأنه لم يقع في رواية ... أخرجه ... فهذا يقوّي قول أبي نعيم إنهما واحدة.
ثم ذكر ابن مندة ميمونة ثالثة، فقالت: ميمونة، غير منسوبة،
روت عنها أميّة بنت عمر- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أفتنا عن الصّدقة. قال: «إنّها حجاب من النّار» «1» . قالت:
«أفتنا عن ثمن الكلب. قال: «طعمة جاهليّة» . قالت: أفتنا عن عذاب القبر. قال: «من أمر البول» .
وأورده أبو نعيم، من طريق إسحاق بن زريق، عن عثمان بهذا السّند، فقال: عن ميمونة بنت سعد، وساق حديثا آخر لفظه: أفتنا عن السّرقة. فقال: «من أكلها ولم يعلم فقد شرك في إثمها وعارها» .
__________
(1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 114 وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه.

(8/326)


ومن طريق عمرو بن هشام، عن عثمان به: أفتنا عن الغسل من الجنابة: كم يكفي الرأس؟ قال: «ثلاث حثيات» » .
قال أبو نعيم: أفردها ابن مندة، وأورد الطّبرانيّ حديثهما في مسند ميمونة بنت سعد.
قلت: والّذي يغلب على الظّن أن الثلاثة واحدة.

11785- ميمونة:
خادم النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «2» ، تقدمت في التي قبلها.

11786- ميمونة:
غير منسوبة، تقدمت كذلك «3» .

11787- ميمونة بنت صبيح:
أو صفيح «4» ، بموحدة، أو فاء، مصغرة.
قال الطّبرانيّ: هي أم أبي هريرة، وساق قصّتها، وقد مضت في أميمة.

11788- ميمونة بنت عبد اللَّه:
من بني مريد «5» ، براء مصغّرة: بطن من بليّ، يقال لهم الجعادرة، وكانوا حلفاء بني أمية بن زيد من الأنصار.
ذكرها [ابن إسحاق] «6» وابن سعد، وذكر إسلامها. وقال ابن هشام: هي التي أجابت كعب بن الأشرف بمراثيه التي رثى فيها قتلى بدر من المشركين من قولها:
تحنّن هذا العبد كلّ تحنّن ... يبكّي على القتلى وليس بناصب
بكت عين من يبكي لبدر وأهله ... وعلّت بمثليه لؤيّ بن غالب
فليت الّذين ضرّجوا بدمائهم ... يرى ما بهم من كان بين الأخاشب
[الطويل] قال ابن هشام: وأكثر أهل العلم بالشّعر ينكرها لها.

11789- ميمونة بنت أبي عسيب:
ويقال بنت عنبسة «7» .
جزم بالأول أبو نعيم. وبالثاني أبو عمر، فقال: ميمونة بنت أبي عنبسة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، روت عنه في الدّعاء.
وقال ابن مندة: ميمونة بنت عنبسة، ويقال بنت أبي عنبسة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
روى حديثها مشجع بن مصعب، عن ربيعة بن يزيد، عن منبه، عن ميمونة بنت
__________
(1) أي ثلاث غرف بيديه، واحدها حثية. النهاية 1/ 339.
(2) أسد الغابة ت (7307) ، الاستيعاب ت (3553) .
(3) أسد الغابة ت (7312) .
(4) أسد الغابة ت (7308) .
(5) أسد الغابة ت (7309) .
(6) سقط في أ.
(7) أسد الغابة ت (7310) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 307.

(8/327)


أبي عنبسة- أنّ امرأة من حريش أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: يا عائشة، أغيثيني بدعوة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تطمنني، فقال: «ضعي يدك اليمين على فؤادك فامسحيه، وقولي: «اللَّهمّ داوني بدوائك واشفني بشفائك، وأغثني بفضلك عمّن سواك» «1» .
قال ربيعة: فدعوت به فوجدته جيّدا، ووصله أبو نعيم من هذا الوجه، وقال: ميمونة بنت أبي عسيب.

11790- ميمونة بنت كردم الثقفيّة «2»
: روى عنها يزيد بن مقسم، حديثها عند أهل البصرة، وليس يزيد هذا بمعروف، كذا في بعض نسخ «الاستيعاب» ، ولم يقع في نسخة ابن الأثير، فأهملها.
وفي كلام أبي عمر نظر، لأنه قال: حديثها عند أهل البصرة، وإنما هو عند أهل الطّائف.
أخرجه أبو داود في كتاب «الإيمان والنّذور» من السّنن، من طريق عبد اللَّه بن يزيد ابن مقسم، عن أبيه، عن عمته [سارة] «3» عنها. ومنهم من أسقط سارة من السّند، ومنهم من أسقط عبد اللَّه.
وأخرج حديثها ابن ماجة أيضا، ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة،
وأخرجه من طريق أبي نعيم، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطّائفي، عن يزيد بن مقسم، عن ميمونة- أنها كانت رديفة أبيها، فسمعت أباها يسأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: إني نذرت أن أنحر ببوانة. قال: هل بها وثن أو طاغية؟ قال: «لا» . قال: «فأوف بنذرك حيث نذرت» «4» . كذا رواه مختصرا.
وأخرجه أحمد بن حنبل، عن يزيد بن هارون، عن عبيد اللَّه بن يزيد بن مقسم، عن عمته سارة بنت مقسم، عن ميمونة بنت كردم- مطوّلا.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال رقم 28377 وعزاه للطبراني عن ميمونة بنت أبي عيسى.
(2) أسد الغابة ت (7311) ، الاستيعاب ت (3556) ، الثقات 3/ 408- أعلام النساء 2/ 141- تجريد أسماء الصحابة 2/ 307- تقريب التهذيب 2/ 615- الكاشف 482- تهذيب التهذيب 12/ 454- تهذيب الكمال 3/ 1698- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393- بقي بن مخلد 361.
(3) سقط من أ.
(4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 258 عن ميمونة بنت كردم بن سفيان عن أبيها ... الحديث. كتاب الأيمان والنذور باب ما يؤمر به من الوفاء بالنذر حديث رقم 3315. وابن ماجة في السنن 1/ 688 كتاب الكفارات (11) باب الوفاء بالنذر (18) حديث رقم 2131.

(8/328)


وقد ذكرت بعضه في ترجمة طارق بن المرقع، وفيه: عن ميمونة، قالت: وبيد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم درّة كدرة الكتّاب، فسمعت الأعراب يقولون: الطّبطبيّة «1» ، فدنا منه أبي، فأخذ بقدمه، فأقرّ له، قالت: فما نسيت طول إصبع قدمه السّبابة على سائر أصابعه، فقال له أبي: إني شهدت جيش عثران ... الحديث. في قصّة طارق.

القسم الثاني
11791- ميمونة بنت الوليد بن الحارث
بن عامر بن نوفل، والدة عبد اللَّه بن أبي مليكة التّابعي المشهور. خبرها في ترجمة والدها في حرف الواو من الرجال.

11792- مريم بنت إياس
بن البكير الليثية.
لها رؤية. تقدمت في القسم الأوّل.

القسم الثالث
11793- مرجانة:
مولاة عمر، في المعرفة.

11794- مليكة بنت خارجة بن سنان
بن أبي حارثة بن مرة بن عوف.
ذكرها المستغفريّ من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن عكرمة، قال: فرّق الإسلام بين مليكة بنت خارجة بن سنان، كانت تحت زبّان فخلف عليها ولده منظور، وذكرها أبو موسى في الذيل.
قلت: وذكر عمر بن شبّة في «كتاب المدينة» : عن أبي غسان المدني، قال: دخلت في المسجد النّبوي- يعني لمّا زاد فيه عثمان دار عبد الرحمن بن عوف، وهي التي يقال لها دار مليكة، لأن عبد الرّحمن بن عوف أنزلها مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة حين قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصّديق، وكانت تحت زبان بن سيار. فهلك عنها، فخلف عليها ابنه منظور، فأقدمها أبو بكر المدينة ففرق بينهما، وقال: من ينزل هذه المرأة؟ فقال عبد الرّحمن بن عوف: أنا، فأنزلها في هذه الدّار، فنسبت إليها.
وقد حكيت في ترجمة منظور في القسم الأول من حرف الميم من الرّجال عن عمر بن شبّة أن هذه القصّة إنما وقعت في خلافة عمر، لكن يحتمل أنها قدمت مرّتين، وإنما لم أر من ذكر قدومها في العهد النبويّ، بخلاف منظور، فقد ذكرت في ترجمته ما يشعر بذلك.
__________
(1) قال الأزهري: هي حكاية وقع السّياط، وقيل: حكاية وقع الأقدام عند السعي يريد أقبل الناس إليه يسعون ولأقدامهم طبطبة أي صوت، ويحتمل أن يكون أراد بها الدرّة نفسها فسماها طبطبية، لأنها إذا ضرب بها حكت صوت طب طب، وهي منصوبة على التحذير. النهاية 3/ 112.

(8/329)


11795- مليكة:
والدة الحطيئة الشاعر، لها ذكر في ترجمته يدلّ على أنها عاشت إلى العهد النبويّ.

11796- مهدد بنت حمران
بن بشر بن عمرو بن مرثد، والدة سنان بن علقمة بن حاجب، من رواية التميميّ.
تقدم ذكر سنان وولده وجدّه في أماكنهم، ولهذه إدراك لا محالة، قرأت في مقدّمة كتاب الأنساب لأبي سعيد بن السّمعاني بسند له إلى يزيد بن سنان بن علقمة- أنه حج فلقي رجلا من بني مهرة، فانتسب له، فدار بينهما كلام إلى أن قال له المهريّ: فإن لعلقمة «1» ولدا واحدا يقال له سنان، وكنت أظنّه مات، فقلت: أنا يزيد ولده. قال: ممّن؟ قلت: من مهدد بنت حمران ... فذكر القصّة.

11797- ميّة بنت محرز:
من بني الحارث بن كعب، من أهل البصرة.
ذكرها ابن سعد فيمن لم يرو عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأورد لها بسند جيد إليها، قالت: سمعت عمر بن الخطاب يقول: أحجّوا هذه الذريّة، ولا تأكلوا أرزاقها، وتدعوا أرباقها «2» .

القسم الرابع
11798- مزيدة العصريّة «3»
: ذكرها أبو نعيم وأخرج من طريق قيس بن حفص، عن طالب بن حجير، عن هود بن عبد اللَّه بن سعد، عن جدّته مزيدة العصرية- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عقد رايات الأنصار، وجعلها صفراء «4» ، قال أبو موسى: كذا أورده، ومزيدة رجل لا امرأة. وقد ذكره أبو نعيم في الرّجال على الصّواب، وذكر ابن الأثير نحو كلام أبي موسى، ثم قال: هو رجل، وذكره في النساء وهم. وقد قال البخاريّ: مزيدة العصري له صحبة، روى عنه هود.
يعدّ في البصريين، وكذا ذكره غير واحد.
قلت: وقد مضى في الرّجال في حرف الميم.
__________
(1) في أ: فإن علقمة.
(2) شبه ما قلّد أعناقها من الأوزار والآثام أو من وجوب الحج بالأرباق اللازمة لأعناق البهم. النهاية 2/ 190.
(3) أسد الغابة ت (7286) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 304.
(4) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 324 عن مزيدة العبديّ وقال: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.

(8/330)


11799- ميمونة بنت سعد «1»
: التي روت عنها أمية بنت عمر بن عبد العزيز.
أفردها بعضهم عن ميمونة بنت سعد خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد أوضحت حالها في ذلك في

القسم الأول، وأن الّذي أفردها وهم في ذلك لكونها لم تنسب في روايته.

حرف النون
القسم الأول

11800- نائلة بنت الربيع بن قيس
بن عامر بن عبادة بن الأبجر، وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّة، أخت عبد اللَّه بنت الربيع البدريّ.
ذكرها ابن سعد، وقال: أمها فاطمة بنت عمرو بن عطيّة، من بني مازن بن النّجّار، وتزوجها أوس بن خالد بن قرط بن قيس بن وهب، من بني مالك بن النّجّار، فأسلمت وبايعت.

11801- نائلة بنت سعد
بن مالك الأنصاريّة «2» ، من بني ساعدة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11802- نائلة بنت سلامة
بن وقش، أخت سلمة بن سلامة الماضي ذكره، وأخت أم عمرو بنت سلامة.
ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت، قال: وأمها أم عمرو بنت عتيك بن عمرو الجشمية، قال: وكانت تزوجت عبد اللَّه بن سمّال- بفتح أوله وتشديد الميم ثم لام، ابن عمرو بن غزيّة ثم تزوّجت قيس بن كعب بن القين السّلمي- بفتح السين، فولدت له سهل بن قيس الّذي استشهد بأحد.

11803- نائلة بنت عبيد بن الحرّ
بن عمرو بن الجعد بن مبذول، من بني مازن بن النّجّار الأنصاريّة، من بني ساعدة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: أمها رغيبة بنت أوس بن خالد بن الجعد، وتزوّجها معمر بن حزم بن زيد بن لوذان، فولدت له عبد الرّحمن.

11804- نبعة الحبشية:
جارية أم هانئ «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7306) ، الاستيعاب ت (3554) .
(2) أسد الغابة ت (7313) .
(3) أسد الغابة ت (7315) .

(8/331)


ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وذكر من طريق الكلبيّ، عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب في مسرى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أنها كانت تقول: ما أسري به إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة، فصلّى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فلما كان الصّبح انتبهنا لنصلي الصّبح فصلّينا معه، قال: «يا أمّ هانئ، لقد صلّيت العشاء الآخرة كما رأيت ثمّ جئت بيت المقدس فصلّيت فيه، ثمّ صلّيت صلاة الغداة معكم» «1» ثم قام ليخرج، فأخذت بطرف ردائه فتكشفت عن بطنه، وكأنه قبطية مطويّة، فقلت له: يا نبي اللَّه، لا تحدّث الناس بهذا فيكذّبوك، ويؤذوك، قال: «واللَّه لأحدّثنّهم» . قال: فقلت لجارية حبشية يقال لها نبعة: ويحك! اتّبعي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاسمعي ما يقول للناس، وما يقولون له. فلما خرج إلى الناس فأخبرهم تعجّبوا، وقالوا: ما آية ذلك يا محمد؟ فذكر الحديث.
قلت:
وأخرجه أبو يعلى، من طريق يحيى بن أبي عمرو الشّيبانيّ، عن أبي صالح مولى أم هانئ، عن أم هانئ، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بغلس وأنا على فراشي، فقال: «شعرت أنّي نمت اللّيلة في المسجد الحرام، فأتاني جبرئيل ... »
فذكر حديث الإسراء إلى بيت المقدس، قال: فقلت لجاريتي نبعة: اتّبعيه فانظري ماذا يقول؟ وماذا يقال له؟ قالت: فلما رجعت نبعة أخبرتني أنه انتهى إلى نفر من قريش ...
الحديث.
وفيه وصفه لبيت المقدس، وقول أبي بكر الصّديق: صدقت. قالت: فسمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول يومئذ: «يا أبا بكر، إنّ اللَّه قد سمّاك الصّدّيق «2» » .
قلت: وهذا أصحّ من رواية الكلبيّ، فإنّ في روايته من المنكر أنه صلّى العشاء الآخرة والصبح معهم، وإنما فرضت الصّلاة ليلة المعراج، وكذا نومه الليلة في بيت أم هانئ، وإنما نام في المسجد.

11805- نبيتة:
بموحدة بعد النون ومثناة، بالتّصغير. تقدمت في ثبيتة بالمثلثة.

11806- نتيلة:
بمثناة مصغّر «3» ، بنت قيس بن جرير بن عمرو بن عوف بن مبذول الأنصاريّة، من بني مازن.
__________
(1) أخرجه ابن سعد 1/ 1/ 144 والطبري في التفسير 3/ 15 والسيوطي في الدر 4/ 149.
(2) أورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 149 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35664، 32615 وعزاه للديلمي عن أم هانئ.
(3) أسد الغابة ت (7316) .

(8/332)


ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11807- ندبة:
مولاة ميمونة «1» . لها ذكر في حديث لعائشة، ذكرها ابن مندة مختصرا.

11808- نسيبة:
بنت ثابت بن عمير «2» . ذكرها ابن الجوزي في التنقيح.

11809- نسيبة:
بالتّصغير، بنت الحارث الأنصاريّة «3» ، هي أم عطيّة، تأتي في الكنى.

11810- نسيبة بنت رافع
بن المعلّى بن لوذان بن حارثة بن عديّ بن زيد بن ثعلبة الأنصاريّة الأوسية، زوج أبي سعد بن أوس بن المعلّى ابن عمها، وأمّها من بني عبد اللَّه بن غطفان. وأسلمت وبايعت «4» ، قاله ابن سعد.

11811- نسبية:
بالتصغير، وقيل بفتح النّون، بنت سمّاك بن النعمان بن قيس بن عمرو بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن أوس الأنصاريّة الأوسيّة، أمها قسامة بنت عبد اللَّه بن أمية بن عبيد بن عمرو بن زيد.
تزوجها عثمان بن طلحة العبدريّ في الجاهليّة، فولدت له، ثم خلف عليها بجاد بن عثمان بن عامر بن مجمع قريبها، وأسلمت نسيبة وبايعت، قاله ابن سعد.

11812- نسيبة بنت أبي طلحة:
واسمه ثابت بن عصيمة بن زيد بن مخلد، من بني خطمة من الأوس، الأنصاريّة، من بني خطمة «5» .
ذكرها محمّد بن سعد فيمن بايع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقال: أمّها أم طلحة بنت مخلد بن زيد بن مخلد، وهي مضبوطة في نسخة معتمدة بفتح النون.

11813- نسيبة «6»
: بفتح النّون أيضا، بنت كعب بن عمرو بن عوف بن عمرو بن
__________
(1) أسد الغابة ت (7317) ، بقي بن مخلد 990، تفسير الطبري 4/ 4240.
(2) في أ: ثابت بن عصير.
(3) مسند أحمد 6/ 407، التاريخ لابن معين 742، الجرح والتعديل 9/ 465، الاستبصار 355، تهذيب الكمال 1698، تاريخ الإسلام 3/ 101، تهذيب التهذيب 12/ 455، خلاصة تذهيب الكمال 496، أسد الغابة ت (7318) ، الاستيعاب ت (3557) .
(4) في أ: وأسلمت نسيبة وبايعت.
(5) هذه العبارة مكررة في أ، هـ.
(6) أسد الغابة ت (7319) ، الاستيعاب ت (3558) ، 7/ 280 مسند أحمد 6/ 439، طبقات ابن سعد 8/ 412، طبقات خليفة 339، الاستبصار 82، تهذيب الكمال 1703، تهذيب التهذيب 12/ 74، خلاصة تذهيب الكمال 499.

(8/333)


مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النّجّار الأنصاريّة، أم عمارة، مشهورة بكنيتها واسمها معا.
قال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه في بيعة العقبة الثانية: وكان من بني الخزرج اثنان وستون رجلا وامرأتان، فيزعمون أن امرأتين بايعتا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان لا يصافح النّساء «1» ، إنما كان يأخذ عليهنّ، فإذا أقررن قال: «اذهبن» ،
والمرأتان هما من بني مازن بن النجار: نسيبة وأختها ابنتا كعب، فساق النسب، قال: وكان معها زوجها زيد بن عاصم، وابناها منه: حبيب الّذي قتله مسيلمة بعد، وعبد اللَّه، وهو راوي حديث الوضوء.
وذكر الواقديّ أنه لما بلغها قتل ابنها حبيب عاهدت اللَّه أن تموت دون مسيلمة أو تقتل، فشهدت اليمامة مع خالد بن الوليد ومعها ابنها عبد اللَّه، فقتل مسيلمة وقطعت يدها في الحرب.
وقال أبو عمر: شهدت أحدا مع زوجها زيد بن عاصم.
قلت: ذكر ابن هشام في زياداته من طريق أم سعد بنت سعد بن الرّبيع، قال: دخلت على أم عمارة فقلت: يا خالة، أخبريني، فقالت: خرجت- يعني يوم أحد- ومعي سقاء وفيه ماء، فانتهينا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكنت أباشر القتال وأذبّ عنهم بالسّيف، وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إليّ، فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قميئة.
قال أبو عمر: وشهدت بيعة الرّضوان، ثم شهدت اليمامة، فقاتلت حتى قطعت يدها وجرحت اثنا عشر جرحا،
وروت عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «الصّائم إذا أكل عنده صلّت عليه الملائكة» «2» .
قلت: روى عنها ابنها عباد بن تميم، ومولاتها ليلى، وعكرمة، والحارث بن كعب،
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 213، وابن سعد في الطبقات 1/ 8 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 216 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 1525 وعزاه لأبي يعلى، وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 269 عن عبد اللَّه بن عمرو وقال رواه أحمد وإسناده حسن وعن أسماء بنت يزيد وقال رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18500 وعزاه لأحمد في المسند عبد اللَّه بن عمرو.
(2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 365.

(8/334)


وأم سعد بن الربيع، وحديثها في السنن الأربعة.

11814- نسيبة بنت نيار
بن الحارث الأنصاريّة «1» من بني جحجبي. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، كذا وأوردها ابن الأثير بعد أم عمارة، ومقتضاه أن نونها مفتوحة، وقد تقدّمت فيمن اسمها مصغّر آنفا.

11815- نسيبة بنت نيار
بن الحارث بن بلال بن أحيحة بن الجلاح الأنصاريّة.
تزوجها عقبة بن عبد ودّ بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح قريبها، وأسلمت وبايعت، قاله ابن سعد. ورأيتها مضبوطة في نسخة من الطّبقات معتمده بالتصغير، وقيل فيها بالفتح كما سيأتي.

11816- نسيكة:
والدة عمرو بن الجلاس «2» .
روت عنها حبيبة بنت سمعان، أخرج حديثها الطّبرانيّ، من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن حبيبة بنت سمعان، عن نسيكة بنت عمرو بن الجلاس، قالت: إني لعند عائشة وقد ذبحت شاة لها، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وفي يده عصية فألقاها ثم هوى إلى المسجد فصلّى فيه ركعتين، ثم هوى إلى فراشه فانبطح عليها، ثم قال: «هل من غذاء؟» فأتيناه بصحفة فيها خبز شعير وفيها كسرة وقطعة من الكرش، وفيها الذّراع، فأخذت عائشة قطعة من الكرش فإنّها تنهشها إذ قلت: لقد ذبحنا شاة اليوم فما أمسكنا منها إلا هذا، فقال: «لا، بل أمسكت كلّها إلّا هذا» .

11817- نعامة:
من سبي بني العنبر» .
كانت جميلة، فعرض عليها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يتزوّجها فلم تلبث أن جاء زوجها الحريش.
وقد تقدّم ذلك في حرف الحاء المهملة في ترجمة الحريش المذكور مسند الرواية.

11818- نعم:
بضم النون، بنت حسّان، امرأة شماس بن عثمان المخزوميّ «4» .
أنشد لها ابن إسحاق أبياتا ترثي زوجها لما استشهد بأحد:
__________
(1) أسد الغابة ت (7320) .
(2) أسد الغابة ت (7321) ، الثقات 3/ 424، أعلام النساء 5/ 175، تجريد أسماء الصحابة 2/ 308.
(3) أسد الغابة ت (7322) .
(4) أسد الغابة ت (7323) .

(8/335)


يا عين جودي بدمع غير إبساس ... على كريم من الفتيان لبّاس
صعب البديهة ميمون نقيبته ... حمّال ألوية ركّاب أفراس
أقول لمّا خلت منه مجالسه ... لا يبعد اللَّه منّا قرب شمّاس «1» .
[البسيط] استدركها ابن الدّباغ عن أبي علي الغسّاني.

11819- نعمى بنت جعفر
بن أبي طالب «2» . قال ابن مندة: لها ذكر، وليست لها رواية.
قلت:
أسنده الطّبرانيّ من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أسماء بنت عميس- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لنعمى بنت جعفر بن أبي طالب: «ما لي أرى أجساد بني جعفر أنضاء؟ أبهم حاجة؟» «3» قالت: لا، ولكنهم تسرع إليهم العين أفأرقيهم؟ قالت: فعرضت عليه كلاما لا بأس به، فقال: «ارقيهم» .
قال ابن الأثير: هذا الخبر معروف لأسماء، ولا أعرف هذه في أولاد جعفر.
قلت: أخشى أن يكون في الخبر تصحيف، والصّواب قال لها في بيت جعفر [ ... ] .
إلخ. ويريد هذا [ ... ] أخرج من طريق [ ... ] عن إسماعيل بن عميس [ ... ] . قالت.

11820- نفيسة بنت أمية:
أخت يعلى «4» ..
تقدّم نسبها في ترجمة أخيها. قال أبو عمر: لها صحبة ورواية. وقال ابن سعد: أمها منية بنت جابر بن وهب، أسلمت نفيسة بنت منية، وهي التي مشت بين خديجة والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حتى تزوجها.

11821- نفيسة بنت ثعلبة «5»
: تقدمت في أنيسة.

11822- نفيسة بنت عمرو
بن خلدة بن مخلد الأنصاري «6» ، من بني زريق، ذكرها ابن حبيب في المبايعات.
__________
(1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (7323) .
(2) الثقات 3/ 423، تجريد أسماء الصحابة 2/ 308، أسد الغابة ت (7324) .
(3) بنحوه أخرجه مسلم 60 والبيهقي 9/ 348.
(4) أسد الغابة ت (7325) ، الاستيعاب ت (3559) ، الثقات 3/ 424- أعلام النساء 5/ 186- تجريد أسماء الصحابة 2/ 308- الإكمال 6/ 46.
(5) في أ: تقدمت في نفيسة.
(6) أسد الغابة ت (7326) .

(8/336)


11823- نفيسة:
جارية زينب بنت جحش، وهبتها للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما رضي عليها بعد أن كان غضب عليها وهجرها شهرا، سمّاها علي بن أحمد بن يوسف في كتاب أخبار النّساء، وأصل القصّة عند أحمد ولم يسمّها.

11824- نهية:
أم ولد عمر. تقدمت في لهية في حرف اللّام.

11825- النّوار بنت الحارث
بن قيس الأنصاريّة «1» ، زوج قيظيّ بن عمرو. ذكرها ابن سعد في المبايعات.

11826- النّوار بنت قيس
بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة الأنصاريّة.
ذكرها العدويّ «2» في الأنصار، واستدركها أبو عليّ الجيانيّ. وقال ابن سعد: كان أبوها يكنى بها، تزوّجها زيد بن نويرة بن الحارث بن عدي بن جشم، فولدت له، وأسلمت النّوار، وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.

11827- النوار بنت قيس
بن لوذان بن مجدعة الأنصاريّة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11828- النّوار بنت مالك
بن صرمة بن مالك بن عديّ بن النّجار الأنصاريّة «3» . من بني عدي بن غنم بن النّجّار. قال ابن سعد: أمها سلمى بنت عامر بن مالك بن عديّ، وهي والدة زيد بن ثابت الصّحابي المشهور وأخيه يزيد.
روت عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روت عنها أم سعد بنت أسعد بن زرارة، وتزوّجها بعد ثابت عمارة بن حزم فولدت له مالكا، وذكر من طريق ثابت بن عبيد قال: كبّر سعد زيد بن ثابت على أمّه أربعا.

11829- نوبة:
خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «4» ، أوردها أبو موسى في النّساء، ونسب ذلك لعبد الغني بن سعيد في المبهمات.
ذكرت في حديث زائدة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة، قالت:
__________
(1) أسد الغابة ت (7327) .
(2) في أ: في نسب الأنصار.
(3) أسد الغابة ت (7329) ، الاستيعاب ت (3560) ، أعلام النساء 5/ 195، تجريد أسماء الصحابة 2/ 308 الاستبصار 46.
(4) أسد الغابة ت (7330) .

(8/337)


مرض النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فاشتدّ مرضه فوجد من نفسه خفّة فخرج بين بريرة ونوبة «1» .
قلت: وهذا ليس بصريح في أنها امرأة، وقد وقعت في كتاب الرّدة لسيف بن عمر على ما يدلّ أنه رجل، فأخرج عن مسلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن شقيق بن سلمة، عن عائشة، قالت: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد دخل أبو بكر في الصّلاة، فأخذ عبدا يقال له نوبة وبريرة يهاديانه بينهما، فذكر الحديث.
ولكن أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه، من طريق معتمر بن سليمان، عن نعيم ابن أبي هند بهذا السّند، فقال: فجاءت نوبة وبريرة فاحتملتاه ... الحديث ...
أخرجه أبو موسى أيضا من طريقه، وهو ظاهر في أنها امرأة، إذ لو كان رجلا لقال فاحتملاه.

11830- نويلة بنت أسلم «2»
: أو مسلم، الأنصاريّة الحارثيّة.
ويقال أولها مثناة فوقانية، تقدمت في المثناة، وهذه التي بالنون رواية إسحاق بن إدريس، عن جعفر بن محمود والتي تقدّمت رواية إبراهيم بن حمزة، وهو أوثق.

القسم الثاني والقسم والثالث
خاليان.

القسم الرابع
11831- نبيشة بنت كعب:
صحّفه بعضهم بموحدة ومعجمة مصغّرا. والصّواب بمهملة ثم موحدة مصغّرا، وهي أم عمارة الآتي ذكرها في الكنى.

حرف الهاء
القسم الأول
11832- هالة بنت خويلد
بن أسد بن عبد العزى القرشيّة «3» الأسديّة، أخت خديجة
__________
(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 78 عن أبي موسى قال مرض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس ... الحديث وعزاه للبخاريّ في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن حسين الجعفري ومسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 309، الاستبصار 253، الاستيعاب ت (3561) ، أسد الغابة ت (7331) .
(3) أعلام النساء 5/ 202، أسد الغابة ت (7332) .

(8/338)


زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ووالدة أبي العاص بن الربيع.
قال ابن مندة:
روت عنها عائشة حرفا في حديث، كذا اختصر، وكأنه أشار إلى ما أخرجه البخاريّ في الصّحيح من طريق علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك، وقال: اللَّهمّ هالة فغرت! فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش ... الحديث «1» ...
وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه، وأصل الحديث في الصّحيحين من غير ذلك هالة.

11833- هالة بنت عوف الزّهريّة:
تقدم نسبها مع أخيها عبد الرحمن بن عوف، أحد العشرة.
روى الدّار الدّارقطنيّ من طريق حنظلة بن أبي سفيان الجمحيّ، عن أمه، قالت: رأيت أخت عبد الرحمن بن عوف تحت بلال، وسمّاها الإمام الرّافعي في شرح الوجيز في كتاب الكفاءة منه: هالة.

11834- هجيمة:
قيل هو اسم الصّماء أخت عبد اللَّه بن بسر.

11835- هريرة بنت زمعة:
القرشيّة الأسديّة، أخت أم المؤمنين سودة «2» .
تقدم نسبها في ترجمة أختها. ذكرها الطّبري في الصّحابة.
وقال المستغفريّ: لها صحبة، وقد تقدّم في ترجمة معبد بن وهب العبديّ أنه تزوّجها.

11836- هزيلة بنت ثابت
بن ثعلبة بن الجلاس «3» بن مالك الأغر الأنصاريّة.
ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: تزوجها ثابت بن الحارث بن ثعلبة بن جلاس، ثم خلف عليها عبد الرّحمن بن ساعدة. وقال ابن سعد: أسلمت هزيلة وبايعت.

11837- هزيلة بنت الحارث
بن حزن الهلالية «4» ، أخت ميمونة أم المؤمنين، قيل
__________
(1) أصله أخرجه البخاري 5/ 48 وسلم في فضائل الصحابة (78) .
(2) أسد الغابة ت (7334) .
(3) أسد الغابة ت (7335) .
(4) أسد الغابة ت (7336) ، الاستيعاب ت (3562) .

(8/339)


هي أم حفيد الآتية في الكنى، قاله أبو عمر، قال: وكانت نكحت في الأعراب، وهي التي أهدت الضّباب، وروى حديثها سليمان بن يسار وغيره عن ميمونة.
قلت:
قد أخرجه مالك في «الموطّأ» ، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن سليمان بن يسار، قال: دخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بيت ميمونة بنت الحارث، فإذا بضباب، ومعه عبد اللَّه بن عبّاس، وخالد بن الوليد، فقال: «من أين لكم هذا؟» قالت:
أهدته إليّ أختي هزيلة بنت الحارث. فقال لعبد اللَّه وخالد: «كلا» ، فقالا: ألا تأكل! قال:
«إنّي يحضرني من اللَّه حاضر» .
وأصل الحديث في الصّحيحين، من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قالت:
أهدت خالتي أم حفيد بنت الحارث إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سمنا وأقطا وضبابا، فدعا بهنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأكلن على مائدته ... الحديث.
وأخرجه أبو داود وغيره، من رواية عمر بن حرملة، عن ابن عبّاس، فوقع في مسند ابن أبي عمر العدني من هذا الوجه بلفظ أم عتيق، بعين مهملة بدل الحاء المهملة وقاف في آخره بدل الدّال، والمعروف أم حفيد. واللَّه أعلم.

11838- هزيلة بنت سعيد
بن سهيل بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل «1» بن حارثة بن دينار بن النّجّار الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد، وابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: أمها شباث بنت خديج بن أوس بن القراقر بن الضحيان، حليف بني حرام.

11839- هزيلة بنت عتبة
بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث «2» بن الخزرج الأنصاريّة. هي والدة زيد بن خارجة الّذي تكلم بعد الموت في زمن عثمان. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت.

11840- هزيلة بنت مسعود
بن زيد الأنصاريّة «3» ، من بني حرام. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11841- همينة بنت خلف «4»
بن أسعد بن عامر بن بياضة بن ربيع الخزاعيّة.
قال ابن سعد: أسلمت قديما وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها خالد بن سعيد،
__________
(1) أسد الغابة ت (7337) .
(2) أسد الغابة ت (7338) .
(3) أسد الغابة ت (7339) .
(4) أسد الغابة ت (7340) ، الثقات 3/ 440- تجريد أسماء الصحابة 2/ 309.

(8/340)


فولدت له هناك سعيدا وأمة، فتزوج الزّبير بعد ذلك أمة. انتهى. وقد تقدّمت في أمية بالهمزة بدل الهاء.

11842- هند بنت أبي خلف الجمحيّة:
زوج مسعود بن أمية بن خلف، ووالدة ابنه عامر. ذكرها الزّبير بن بكّار.

11843- هند بنت أثاثة
بن عباد بن المطّلب بن عبد مناف القرشيّة المطلبيّة «1» ، أخت مسطح.
ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم بمكّة، وقال في وقعة أحد: لما قالت هند بنت عتبة تفتخر بقتل حمزة وغيره ممن أصيب من المسلمين: إنها علت على صخرة مشرفة فنادت بأعلى صوتها:
نحن جزيناكم بيوم بدر ... والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر ... أبي وعمّي وشقيق بكري
شفيت وحشيّ غليل صدري ... شفيت نفسي وقضيت نذري «2»
[الرجز] قال: فأجابتها هند بنت أثاثة بن المطلب:
خزيت في بدر وغير بدر ... يا بنت وقّاع عظيم الكفر
صبّحك اللَّه غداة الفجر ... بالهاشميّين الطّوال الزّهر
بكلّ قطّاع حسام يفري ... حمزة ليثي وعليّ صقري «3»
[الرجز] وأنشد لها ابن إسحاق مرثية في النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقال ابن سعد: أطعمها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بخيبر مع أخيها مسطح ثلاثين وسقا، واغتربت عند أبي جندب، فولدت له ابنته ريطة.

11844- هند بنت أسيد
بالتصغير، ابن حضير الأنصاريّة «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7341) ، الثقات 3/ 439- أعلام النساء 5/ 221- الاستبصار 216- تجريد أسماء الصحابة 2/ 309.
(2) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (7341) .
(3) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (7341) .
(4) أعلام النساء 5/ 221، الاستبصار 216، تجريد أسماء الصحابة 2/ 309، حاشية الإكمال 2/ 482، أسد الغابة ت (7342) ، الاستيعاب ت (5664) .

(8/341)


تقدّم نسبها مع والدها. قال ابن مندة: لها ذكر في حديث محمد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة. وقال أبو عمر: روى أبو الرجال عنها عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه كان يخطب بالقرآن، قالت: وما تعلّمت سورة «ق» إلا من كثرة ما كنت أسمعه يخطب بها على المنبر.

11845- هند بنت أوس
بن شريق «1» ، والدة سعد بن خيثمة الأنصاريّة، من بني خطمة، ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11846- هند بنت أوس
بن عدي بن أمية الأنصاريّة، من خطمة. ذكرها ابن حبيب أيضا.

11847- هند بنت البراء
بن معرور الأنصاريّة.
كانت عند جابر بن عتيك، ذكرها ابن سعد في المبايعات.

11848- هند بنت الحارث
بن عبد المطّلب بن هاشم، بنت عم النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأنشد لها محمد بن سعد في الوفاة النبويّة مرثية.

11849- هند بنت أبي أمية «2»
: واسمه حذيفة، وقيل سهل بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشيّة المخزوميّة، أم المؤمنين أم سلمة، مشهورة بكنيتها، معروفة باسمها.
وشذّ من قال: إن اسمها رملة. وكان أبوها يلقّب زاد الركب، لأنه كان أحد الأجواد فكان إذا سافر لم يحمل أحد معه من رفقته زادا، بل هو كان يكفيهم.
وأمّها عاتكة بنت عامر، كنانية من بني فراس، وكانت تحت أبي سلمة بن عبد الأسد، وهو ابن عمها.
وهاجرت معه إلى الحبشة، ثم هاجرت إلى المدينة، فيقال: إنها أول ظعينة دخلت إلى المدينة مهاجرة. ولما مات زوجها من الجراحة التي أصابته خطبها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
__________
(1) أسد الغابة ت (7344) .
(2) مسند أحمد 6/ 288، التاريخ لابن معين 742، طبقات ابن سعد 8/ 86، طبقات خليفة 334، المعارف 128، الجرح والتعديل 9/ 464، المستدرك 4/ 16، تهذيب الكمال 1698، العبر 1/ 65، مجمع الزوائد 9/ 245، تهذيب التهذيب 12/ 455، خلاصة تذهيب الكمال 496، شذرات الذهب 1/ 69- اعلام النساء 5/ 221، تجريد أسماء الصحابة 2/ 310، أزمنة التاريخ الإسلامي 985، أسد الغابة ت (7343) الاستيعاب ت (3565) .

(8/342)


وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، قالت: لما خطبني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قلت له: فيّ خلال ثلاث: أما أنا فكبيرة السنّ، وأنا امرأة معيل، وأنا امرأة شديدة الغيرة. فقال: «أنا أكبر منك. وأمّا العيال فإلى اللَّه. وأمّا الغيرة فأدعو اللَّه فيذهبها عنك» ، فتزوّجها: فلما دخل عليها قال: «إن شئت سبّعت لك وإن سبّعت لك سبّعت لنسائي» ، فرضيت بالثّلاث «1» .
والحديث في الصحيح من طرق.
وأخرج ابن سعد، من طريق عاصم الأحول، عن زياد بن أبي مريم، قال: قالت أم سلمة لأبي سلمة: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنّة ثم لم تتزوّج بعده إلا جمع اللَّه بينهما في الجنّة، وكذا إذا ماتت امرأة وبقي الرجل بعدها، فتعال أعاهدك أن لا أتزوّج بعدك ولا تتزوّج بعدي، قال: أتطيعيني؟ قالت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال: فإذا متّ فتزوّجي. ثم قال: اللَّهمّ ارزق أمّ سلمة بعدي رجلا خيرا مني، لا يخزيها ولا يؤذيها. قالت: فلما مات قلت: من هذا الّذي هو خير لي من أبي سلمة، فلبثت ما لبثت، ثم تزوّجني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وفي «الصّحيح» ، عن أم سلمة- أن أبا سلمة قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، اللَّهمّ عندك أحتسب مصيبتي وآجرني فيها» ، وأردت أن أقول: «وأبدلني بها خيرا منها» ،
فقلت: من هو خير من أبي سلمة؟ فما زلت حتى قلتها، فذكرت القصّة.
وقال ابن سعد: أخبرنا معمر، عن الزّهري، عن هند بنت الحارث الفراسيّة، قالت:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّ لعائشة منّي شعبة ما نزلها منّي أحد» ، فلما تزوّج أم سلمة سئل: ما فعلت الشّعبة؟ فعرف أن أمّ سلمة قد نزلت عنده.
وقال: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: لما تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا في جمالها، قالت: فتلطّفت لها حتى رأيتها، فرأيتها أضعاف ما وصف لي في الحسن والجمال، فقالت حفصة [ ... ] واللَّه إن هذا إلا الغيرة، فتلطّفت لها حفصة
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 307، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 301 والبيهقي في دلائل النبوة 3/ 464، وعبد الرزاق في مصنفه حديث رقم 16044 وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4150.

(8/343)


حتى رأتها، فقالت لي: لا، واللَّه ما هي كما تقولين، وإنها لجميلة، قالت: فرأيتها بعد فكانت كما قالت حفصة.
روت أمّ سلمة عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كثيرا، وعن أبي سلمة، وروى عنها أولادها: عمر، وزينب، ومكاتبها نبهان، وأخوها عامر بن أبي أميّة، ومواليها: عبد اللَّه بن رافع، ونافع، وسفينة، وأبو كثير، وسليمان بن يسار.
وروى عنها أيضا ابن عبّاس، وعائشة، وأبو سعيد الخدريّ، وقبيصة بن ذؤيب، ونافع مولى ابن عمر، وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وآخرون.
قال الواقديّ: ماتت في شوال سنة تسع وخمسين، وصلّى عليها أبو هريرة، ولها أربع وثمانون سنة، كذا قال.
وتلقّاه عنه جماعة، وليس بجيد، فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد اللَّه ابن أبي ربيعة، وعبد اللَّه بن صفوان- دخلا على أم سلمة في ولاية يزيد بن معاوية فسألاها عن الجيش الّذي يخسف به ... الحديث. وكانت ولاية يزيد بعد موت أبيه في سنة ستين.
وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين بعد ما جاءها الخبر بقتل الحسين بن علي.
قلت: وهذا أقرب. قال محارب بن دثار: أوصت أمّ سلمة أن يصلّي عليها سعيد بن زيد، وكان أمير المدينة يومئذ مروان بن الحكم، وقيل: الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
قلت والثّاني أقرب، فإن سعيد بن زيد مات قبل تاريخ موت أم سلمة على الأقوال كلها، فكأنها كانت أوصت بأن يصلّي سعيد عليها في مرضة مرضتها ثم عوفيت. ومات سعيد قبلها.

11850- هند بنت الحصين بن المطّلب:
ذكرها ابن سعد، وتقدم ذكرها في ترجمة أختها خديجة.

11851- هند بنت الحكم بن أبي العاص
بن أميّة. تأتي في القسم الثالث.

11852- هند بنت ربيعة بن الحارث
بن عبد المطّلب «1» ، زوج حبان بن واسع.
قاله أبو عمر: قال: ولما مات في خلافة عثمان كانت له امرأة أخرى أنصاريّة طلّقها وهي ترضع، فمات فمرت بها سنة ولم تحض فاختصمتا إلى عثمان، فقضى بأنها ترثه مع هند، فلامته هند، فقال: عمل ابن عمك، يعني عليّا، هو أشار بهذا.
__________
(1) أسد الغابة ت (7347) ، الاستيعاب ت (3566) .

(8/344)


قلت: وهذه القصّة ذكرها الزّبير بن بكّار في الموفقيات.

11853- هند بنت زياد:
زوج سهل بن سعد السّاعديّ.
ذكر الزّبير بن بكّار في «أخبار المدينة» بسنده عنها- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل على سهل بن سعد فجلس في وسط البيت، فاتخذه سهل مسجدا، قالت: فلما دخلت على سهل رأيت المسجد في وسط البيت.

11854- هند بنت أبي سفيان
بن حرب بن أمية الأمويّة «1» ، أخت معاوية.
كانت زوج الحارث بن نوفل بن عبد المطّلب، فولدت له ابنه محمّدا. ذكر ذلك ابن سعد، وزاد: وعبد اللَّه، وربيعة، وعبد الرّحمن، ورملة، وأم الزّبير، قال: وأمّها صفية بنت أبي عمرو بن أمية.

11855- هند بنت أبي سفيان:
يقال: إنه اسم أم حبيبة زوج النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، والمعروف أن اسمها رملة، كما تقدم.

11856- هند بنت سماك
بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل»
الأنصاريّة، عمة أسيد بن حضير.
قال ابن حبيب: هي زوج سعد بن معاذ، والدة عمر، وعبد اللَّه. وقال العدويّ: هي والدة الحارث بن أوس بن معاذ، وكانت من المبايعات. وقال ابن سعد: أمها أم جندب بنت رفاعة أم زنبر بن زيد بن مالك الأوسيّة، وهند عمة أسيد بن حضير بن سماك، وكانت أولا عند أوس بن معاذ، فولدت له الحارث بن أسلم. وشهد بدرا، ثم خلف عليها أخوه سعد بن معاذ، فولد له عبد اللَّه، وعمر، وأسلمت وبايعت.

11857- هند بنت سهل الجهنية:
يقال: إنها أمّ معاذ بن جبل.
ذكر ذلك ابن سعد، وفي حديث أم عطيّة الصّحيح في النهي عن النّياحة: فما وفت منهن غير خمس نسوة، فذكرت منهن أم معاذ.

11858- هند بنت سهل
بن عمرو بن جشم الأنصاريّة الجشميّة، أسلمت وبايعت.
__________
(1) الثقات 3/ 439.
(2) أسد الغابة ت (7348) .

(8/345)


قاله الواقديّ فيما حكاه ابن سعد.

11859- هند بنت أبي طالب «1»
بن عبد المطّلب، يقال: إنه اسم أم هانئ، وهي مشهورة بكنيتها. وقيل: اسمها عاتكة، والمشهور فاختة، قاله ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه في قصة فتح مكّة. وأما هبيرة بن أبي هبيرة بن أبي وهب المخزومي- وكان زوج أم هانئ فإنه تزوج بنجران مشركا، وقال، لما بلغه إسلام أم هانئ:
أشاقتك هند أم أتاك سؤالها ... كذاك النّوى أسبابها وانفتالها
وقد أرّقت في رأس حصن ممرّد ... بنجران يسري بعد يوم خيالها
[الطويل]

11860- هند بنت عتبة
بن ربيعة «2» بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّة «3» ، والدة معاوية بن أبي سفيان.
أخبارها قبل الإسلام مشهورة. وشهدت أحدا، وفعلت ما فعلت بحمزة، ثم كانت تؤلّب على المسلمين إلى أن جاء اللَّه بالفتح فأسلم زوجها ثم أسلمت هي يوم الفتح، وقصّتهما- في قولها عند بيعة النساء: وأن لا يسرقن ولا يزنين، فقالت: وهل تزني الحرّة؟
وعند قوله: وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ: وقد ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا مشهورة.
ومن طرقه ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح مرسل عن الشّعبي، وعن ميمون بن مهران، ففي رواية الشّعبي: وَلا يَزْنِينَ- قالت هند: وهل تزني الحرّة؟ وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ- قالت: أنت قتلتهم.
وفي رواية نحوه، لكن قالت: وهل تركت لنا ولدا يوم بدر، وسؤالها عن أخذها من مال زوجها بغير إذنه ما يكفيها، وهل عليها فيه من حرج- مخرج
في الصّحيحين، وفيه:
«خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك وولدك» . وهو من رواية هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
__________
(1) أسد الغابة ت (7349) ، الاستيعاب ت (3567) ، الثقات 3/ 440، أعلام النساء 5/ 203، تجريد أسماء الصحابة 2/ 310، الكاشف 3/ 492.
(2) أسد الغابة ت (7350) ، الثقات 3/ 439- أعلام النساء 5/ 239- تجريد أسماء الصحابة 2/ 310- أعلام النساء 5/ 239- تجريد أسماء الصحابة 2/ 310- أزمنة التاريخ الإسلامي 1008- تلقيح فهوم أهل الأثر 319- وله در السحابة 824- الاستيعاب ت (3568) .
(3) في أ: القرشية العبشمية.

(8/346)


وشذّ عبد اللَّه بن محمّد بن عروة، فقال: عن هشام، عن أبيه، عن هند، أخرجه ابن مندة، وأوله: قالت هند: إني أريد أن أبايع محمدا، قال: قد رأيتك تكفرين. قالت: أي واللَّه، واللَّه ما رأيت اللَّه تعالى عبد حقّ عبادته في هذا المسجد قبل الليلة، واللَّه إن باتوا إلا مصلّين قياما وركوعا وسجودا. قال: فإنك قد فعلت ما فعلت، فاذهبي برجل من قومك معك، فذهبت إلى عمر، فذهب معها فاستأذن لها، فدخلت وهي متنقبة، فذكر قصّة البيعة، وفيه ما قدمته، وفيه: فقالت: إن أبا سفيان رجل بخيل، ولا يعطيني، ما يكفيني إلا ما أخذت منه من غير علمه.. الحديث.
وفيه، عن مرسل الشّعبي المذكور: قالت هند: قد كنت أفنيت من مال أبي سفيان.
فقال أبو سفيان: ما أخذت من مالي فهو حلال.
وقال ابن سعد: قال الواقديّ: لما أسلمت هند جعلت تضرب صنما لها في بيتها بالقدوم حتى فلذته فلذة فلذة، وتقول: كنّا معك في غرور.
قال أبو عمر: ماتت في خلافة عمر بعد أبي بكر بقليل في اليوم الّذي مات فيه أبو قحافة، كذا قال.
وقد ذكر صاحب «الأمثال» ما يدلّ على أنها بقيت إلى خلافة عثمان، بل بعد ذلك، لأنّ أبا سفيان مات في خلافة عثمان بلا خلاف، وقال هذا: قال رجل لمعاوية زوجني هندا، قال: إنها قعدت عن الولد، ولا حاجة إلى الزّواج. قال: فولّني ناحية كذا، فأنشد معاوية:
طلب الأبيض العقوق فلمّا ... أعجزته أراد بيض الأنوق
[الخفيف] يعني أنه طلب ما لا يصل إليه، فلما عجز عنه طلب أبعد منه. ثم رأيت في طبقات ابن سعد الجزم بأنها ماتت في خلافة عثمان.

11861- هند بنت عتيق بن عائذ
بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، أمّها خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وقال: أسلمت وتزوّجت ولم ترو عنه شيئا.
وقال ابن سعد في ترجمة خديجة: خلف على خديجة بعد أبي هالة عتيق بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، فولدت له جارية يقال لها هند، فتزوجها صيفي بن أميّة بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، وهو ابن عمها، فولدت له محمد بن صيفي، فولد محمد يقال لهم بنو الطّاهرة لمكان خديجة.

(8/347)


11862- هند بنت عقبة
بن أبي معيط الأمويّة، أخت الوليد.
تقدم أن أباها قتل ببدر، وأسلمت أمّها أروى بنت كريز، وأخواها: الوليد، وخالد يوم الفتح.

11863- هند بنت عمرو
بن الجموح الأنصاريّة.
تقدم نسبها في ترجمة والدها. وذكرها ابن سعد في المبايعات.

11864- هند بنت عمرو
بن حزام الأنصاريّة «1» .
عمة جابر بن عبد اللَّه الصّحابي المشهور.
تقدم نسبها في ترجمة والدها. قال ابن مندة: روى حديثها الواقديّ، عن أيّوب بن النعمان، عن أبيه، عنها.
قلت: ورويناه في أمالي المحاملي من طريقه.

11865- هند بنت محمود بن سلمة
بن خالد بن عدي الأنصاريّة «2» .
ذكرها ابن سعد وابن حبيب في المبايعات، [وقال ابن سعد] «3» : وأمها الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة السلمية، وتزوّجها عمرو بن سعد بن معاذ الأشهليّ.

11866- هند بنت المقوّم بن عبد المطلب
بن هاشم.
ذكرها ابن سعد، وأنّ أبا عمرة الأنصاريّ تزوّجها، فولدت له عبد الرّحمن، وعبد اللَّه، وقال: أمها قلابة بنت عمرو بن جعونة السّهميّة.

11867- هند بنت منبه بن الحجاج السّهميّة:
والدة عبد اللَّه بن عمرو «4» ، هي من مسلمة الفتح، ذكرها الواقديّ، واستدركها ابن الدّبّاغ عن أبي علي الجياني.

11868- هند بنت المنذر
بن الجموح بن زيد بن المنذر الأنصاريّة. من بني ساعدة «5» .
ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11869- هند بنت هبيرة «6» .
__________
(1) أسد الغابة ت (7351) ، الاستيعاب ت (3569) .
(2) أسد الغابة ت (7352) .
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (7353) .
(5) أسد الغابة ت (7354) .
(6) أسد الغابة ت (7355) .

(8/348)


ذكرت في حديث ثوبان الّذي أخرجه النّسائيّ، من طريق أبي سلام الحبشيّ، عن أبي أسماء الرّحبي- أن ثوبان مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حدث قال: جاءت هند بنت هبيرة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم [وفي يدها فتخ، أي خواتم، فجعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم] يضرب يدها، فدخلت على فاطمة تشكو إليها الّذي صنع بها.. الحديث، وفيه قوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «الحمد للَّه الّذي نجّى فاطمة من النّار» .
قال ابن الأثير: ذكرها أبو موسى.
قلت: ولم يقع في النسخة التي وقفت عليها بخط الصّريفيني.

11870- هند بنت الوليد بن عتبة
بن ربيعة بن عبد شمس «1» .
يقال: تزوّجها سالم مولى عمّها أبي حذيفة، ووقع ذلك في سنن أبي داود، ومن طريق يونس، عن الزّهري: حدّثني عروة، عن عائشة وأم سلمة- أن أبا حذيفة تبنّى سالما، وأنكحه ابنة أخيه هند بنت الوليد بن عتبة. الحديث لقدامة بن مظعون، وللمهاجر بن أبي أميّة.

11871- هند بنت يزيد الكلابيّة «2»
: المعروفة بابنة البرصاء.
سمّاها أبو عبيدة، وذكرها فيمن تزوّجها النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.

11872- هند:
امرأة بلال. تأتي في القسم الثالث.

11873- هند الجهنيّة.
ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، عن المستغفريّ، عن الحسن بن محمد بن أبي عبد اللَّه بن محفوظ السّمرقنديّ، عن أبي بكر الشّافعيّ، عن أبي العبّاس مسروق، عن عمر بن الحكم، وحفص الوراق، والقاسم بن الحسن، عن ابن سعد، عن أبيه، قال: كان في بدء الإسلام رجل شاب يقال له بشر، وكان من بني أسد بن عبد العزّى، وكان إذا توّجه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخذ على جهينة، فنظرت إليه فتاة جميلة ولها زوج يقال له سعد بن سعيد، فعلقته، فكانت تعقد له كل غداة لينظر إليها ... فذكر القصّة مطوّلة.
وقد تقدّمت الإشارة إليها في ترجمة بشر الأسديّ من حرف الباء الموحدة من الرّجال.
__________
(1) أسد الغابة ت (7356) .
(2) أسد الغابة ت (7357) ، الاستيعاب ت (3570) ، طبقات ابن سعد 8/ 220، تاريخ خليفة 92، المعارف 140، المستدرك 4/ 35.

(8/349)


11874- هند:
غير منسوبة.
وقع ذكرها في حديث أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام عند مسلم- أنه سمع حديث عائشة في قصّة أم حبيبة بنت جحش في الاستحاضة، فقال: رحم اللَّه هندا لو سمعت هذه الفتيا، واللَّه إن كانت لتبكي، لأنها كانت لا تصلّي.

القسم الثاني
11875- هند بنت الحكم بن العاص
بن أميّة الأموية، ابنة عم عثمان بن عفّان، وأخت مروان.
ذكر الزّبير بن بكّار أنّ عبد الرحمن بن سمرة العبشمي الصّحابي المشهور تزوّجها فولدت له أولادا، وهي ممّن ولد قبل موت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.

11876- هند بنت زياد:
زوج سهل بن سعد. تقدّمت في الأول.

القسم الثالث
11877- هند الخولانيّة.
لها إدراك. قال ابن مندة: سماها سعيد بن عبد الملك، عن الأوزاعيّ، عن عمير بن هانئ، عن هند الخولانية- امرأة بلال، قالت: كان بلال إذا أوى إلى فراشه قال: اللَّهمّ اغفر زلاتي، وتقبل حسناتي، واعذرني في علّاتي. ثم ساقه بسند إلى سعيد بن عبد الملك، قال: ولها حديث مسند رواه الجريريّ، عن أبي الورد، عن امرأة من بني عامر، عنها.
قلت: ووصله أبو نعيم، ولكنها لم تسمّ فيه، وهو
في مسند يعقوب بن شيبة بسند حسن إلى أبي سعيد الجريريّ، ولفظه: عن أبي الورد، حدّثتني امرأة من بني عامر، عن امرأة بلال أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أتاها فسلم، فقال: أثمّ بلال؟ فقالت: لا.
فقال: لعلك غضبى على بلال؟ فقالت: إنّه يجيئني كثيرا فيقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فقال:
«ما حدّثك بلال عني فقد صدقك، بلال لا يكذب، لا تغضبي بلالا، فلا يقبل منك عمل ما غضب عليك بلال» «1» .
قال ابن الأثير: هذا عندي فيه نظر، فإن بلالا إنما تزوّج في خولان بعد ما أقام في الشّام، وليس في الحديث أنها من خولان، ولعلها غير الخولانية.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33173 وعزاه لابن عساكر عن امرأة بلال.

(8/350)


قلت: هذا محتمل، وعلى هذا فتذكر امرأة بلال صاحبة الحديث المرفوع في المبهمات.

11878- هنيدة بنت صعصعة
بن ناجية التميميّة المجاشعيّة، أخت غالب والد الفرزدق، وهي زوج الزبرقان بن بدر.
لها إدراك، ولها ذكر في قصّة الحطيئة مع الزّبرقان بن بدر في خلافة أبي بكر، وكانت تدعى ذات الخمار «1» .
وذكر أبو عبيدة أنها كانت تقول: من جاء بأربعة يحلّ لها أن تضع عندهم خمارها بمثل أربعتي: أبي صعصعة، وأخي غالب، وزوجي الزّبرقان، وخالي الأقرع بن حابس.

القسم الرابع
11879- هجيمة:
وقيل: خيرة، أم الدرداء «2» .
قال ابن الأثير: ذكرها أبو نعيم، وكلامه يدلّ على أنها واحدة، واختلف في اسمها.
والصّحيح أنهما اثنتان: الكبرى، واسمها خيرة، والصّغرى واسمها هجيمة، ولا صحبة لها.

11880- هند بنت الحارث الفراسيّة.
وقع في كتاب «الصّلاة» من صحيح البخاري عند ذكر اختلاف أصحاب الزّهري عليه في حديثه عنها عن أم سلمة- أن في بعض طرقه: رواه يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن ابن شهاب، عن امرأة من قريش، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بدون ذكر أم سلمة، وهذه الرواية في هند بنت الحارث، ولعل من نسبها قرشية تصحّفت عليه من الفراسية، أو أنها نسبت لقريش، لكونها من بني كنانة، لأن بني فراس بطن من كنانة.

حرف الواو
القسم الأول
11881- ودّة بنت عقبة
بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأشهليّة، أم الحكم، زوج قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وهي عمة محمود بن لبيد، وأمّها أم البنين بنت حذيفة بن ربيعة القضاعيّة، من بني سلامان.
__________
(1) في أ: خمارتنا.
(2) أسد الغابة ت (7333) .

(8/351)


11882- وسناء بنت الصّلت السلمية.
ذكر ابن ماكولا أن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوج بها فماتت قبل الدخول، كذا في «التّجريد» ، وقد ذكرها ابن أبي خيثمة (وابن أبي عبدة) «1» ، وسمّي جدّها الصّلت.
وقال عبد القاهر بن السّريّ: اسمها سنا- يعني بغير واو. وقال قتادة: اسمها أسماء، وقد تقدم جميع ذلك.

11883- م- وقصاء بنت مسعود
بن عامر بن عديّ بن جشم الأنصاريّة.
قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، قال: وأمها كبشة بنت أوس بن أمية بن عامر بن خطمة. وتزوّج الوقصاء النعمان بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الحارثي.

11884- م- وهبة بنت أبي بن خلف الجمحيّة:
زوج عبد اللَّه بن حميد. ذكرها الزّبير ابن بكّار.

القسم الثاني والقسم الثالث
خاليان.

القسم الرابع
11885- وصلة بنت وائل.
ذكرها ابن بشكوال.
قلت: وهو تصحيف، وإنما هي فاضلة. وقد تقدم ذكرها في حرف الفاء.

حرف الياء آخر الحروف
11886- يسيرة:
بمهملة مصغّرة «2» ، بنت مليكة، بالتّصغير، ابن زيد بن خالد بن العجلان الأنصاريّة من بني عوف بن الخزرج، ذكرها ابن حبيب في المبايعات.

11887- يسيرة:
أمّ ياسر «3» ، ويقال بنت ياسر الأنصاريّة، وتكنى أم حميضة.
__________
(1) سقط من أ.
(2) أسد الغابة ت (7358) .
(3) الثقات 3/ 450- أعلام النساء 5/ 229- تجريد أسماء الصحابة 2/ 312- تقريب التهذيب 2/ 618- تهذيب التهذيب 12/ 458- الكاشف 3/ 482- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 395- تهذيب الكمال 3/ 1699- حلية الأولياء 2/ 68- تبصير المنتبه 4/ 1493- الإكمال 7/ 431، أسد الغابة ت (7359) ، الاستيعاب ت (3572) .

(8/352)


قال ابن سعد: أسلمت وبايعت وروت حديثا. وقال أبو عمر: كانت من المهاجرات.
وأخرج التّرمذيّ وابن سعد، من طريق هانئ بن عثمان، عن أم حميضة بنت ياسر، عن جدتها يسيرة، وكانت من المهاجرات، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «عليكنّ بالتّسبيح والتّقديس والتّهليل، واعقدن بالأنامل فإنّهنّ مسئولات ومستنطقات» «1» .
__________
(1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 533 عن يسيرة كتاب الدعوات (49) باب في فضل التسبيح والتهليل والتقديس (121) حديث رقم 3583 قال أبو عيسى هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث هانئ بن عثمان، وأحمد في المسند 6/ 371، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 333، وابن أبي شيبة في المصنف 10/ 89، 13/ 453، والحاكم في المستدرك 1/ 547، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2006.

(8/353)