سير أعلام النبلاء، ط الحديث

الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ مِنَ التَّابِعِيْنَ:
670- مُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ 1: "ع"
ابن إياس بن هلال بن رِئَابٍ الإِمَامُ، العَالِمُ, الثَّبْتُ، أَبُو إِيَاسٍ المُزَنِيُّ، البَصْرِيُّ, وَالِدُ القَاضِي إِيَاسٍ.
حَدَّثَ عَنْ: وَالِدِهِ. وَعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ -إِنْ صَحَّ إِسْنَادُهُ- وَابْنِ عُمَرَ، وَمَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ, وَأَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِدِ بنِ عَمْرٍو المُزَنِيِّ, وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَغَيْرِهِم. وَعَنْ: عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ, وَكَهْمَسٍ صَاحِبِ عُمَرَ، وَطَائِفَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ إِيَاسٌ, وَمَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ، وَقَتَادَةُ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ, وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ, وَزَيْدٌ العَمِّيُّ، وَعُرْوَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ قُشَيْرٍ، وَمُعَلَّى بنُ زِيَادٍ, وَخَالِدُ بنُ مَيْسَرَةَ، وَخَالِدُ بنُ أَبِي كَرِيْمَةَ, وَبِسْطَامُ بنُ مُسْلِمٍ، وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وَقُرَّةُ بنُ خَالِدٍ, وَشُعْبَةُ, وَالقَاسِمُ الحُدَّانِيُّ, وَمَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، وَحَمَّادُ بنُ يَحْيَى الأبح، وَأَبُو عَوَانَةَ, وَحَفِيْدُهُ؛ المُسْتَنِيْرُ بنُ أَخْضَرَ بنِ مُعَاوِيَةَ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، حَتَّى إِنَّ شَهْرَ بنَ حَوْشَبٍ رَوَى عَنْهُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَالعِجْلِيُّ, وأبو حاتم، وابن سعد, والنسائي.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 221"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1413"، الكنى للدولابي "1/ 115"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1734"، العبر "1/ 234"، الكاشف "3/ ترجمة 5632"، تاريخ الإسلام "4/ 304"، تهذيب التهذيب "10/ 216"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7089"، شذرات الذهب "1/ 147".

(5/470)


رَوَى مَطَرٌ الأَعْنَقُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، قَالَ: لَقِيْتُ كَثِيْراً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُم مِنْ مُزَيْنَةَ: خَمْسَةٌ وَعِشْرُوْنَ رَجُلاً.
وَرَوَى أَبُو طَلْحَةَ شَدَّادُ بنُ سَعِيْدٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلاَثِيْنَ مِنَ الصَّحَابَةِ، لَيْسَ فِيْهِم إلَّا مَنْ طَعَنَ أَوْ طُعِنَ، أَوْ ضَرب أَوْ ضُرب مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ تَمَّامُ بنُ نَجِيْحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، قَالَ: أَدْرَكْتُ سَبْعِيْنَ مِنَ الصَّحَابَةِ لَوْ خَرَجُوا فِيْكُمُ اليَوْمَ، مَا عَرَفُوا شَيْئاً مِمَّا أَنْتُم فِيْهِ إلَّا الأَذَانَ.
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بنَ قُرَّةَ قَالَ: مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى رَجُلٍ بَكَّاءٍ بِاللَّيْلِ، بَسَّامٍ بِالنَّهَارِ.
وَرَوَى عَوْنُ بنُ مُوْسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، قَالَ: بُكَاءُ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بُكَاءِ العَيْنِ.
وَرَوَى عَلِيُّ بنُ المُبَارَكِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، قَالَ: لاَ تُجَالِسْ بِعِلْمِكَ السُّفَهَاءَ، وَلاَ تُجَالِسْ بِسَفَهِكَ العُلَمَاءَ.
أَسَدُ بنُ مُوْسَى، عَنْ عَوْنِ بنِ مُوْسَى: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بنَ قُرَّةَ يَقُوْلُ: لأَنْ لاَ يَكُوْنَ فِيَّ نِفَاقٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا، كَانَ عُمَرُ يَخْشَاهُ وَآمَنُهُ أَنَا?!.
قِيْلَ: مَوْلِدُ معاوية يوم الجمل.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَاتَ هُوَ ابْنُ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
ابْنُهُ:

(5/471)


671- إياس بن معاوية 1:
قَاضِي البَصْرَةِ، العَلاَّمَةُ، أَبُو وَاثِلَةَ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ وَأَنَسٍ، وَابْنِ المُسَيِّبِ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: خَالِدٌ الحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وَمُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الضَّائِعُ، وَغَيْرُهُم, وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الذَّكَاءِ، وَالدَّهَاءِ وَالسُّؤْدُدِ، وَالعَقْلِ قَلَّمَا رُوي عَنْهُ
وَقَدْ وَثَّقَهُ: ابْنُ مَعِيْنٍ. لَهُ شَيْءٌ فِي مُقَدِّمَةِ "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ". وَاسْتَوْعَبَ شَيْخُنَا المِزِّيُّ أَخْبَارَهُ فِي "تَهْذِيْبِهِ" وَابْنُ عَسَاكِرَ قَبْلَهُ. تُوُفِيَّ: سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ, كهلا.
__________
1 ترجمته في حلية الأولياء "3/ 123"، وفيات الأعيان "1/ ترجمة 105"، ميزان الاعتدال "1/ 283"، شذرات الذهب "1/ 160".

(5/471)


672- مكحول 1: "م، 4"
عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ: يُكْنَى: أَبَا عَبْدِ اللهِ. وَقِيْلَ: أَبُو أَيُّوْبَ. وَقِيْلَ: أَبُو مُسْلِمٍ الدمشقي, الفقيه، وداره بطرف سوق الأحد.
أَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيْثَ. وَأَرْسَلَ عَنْ عِدَّةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ؛ لَمْ يُدْرِكْهُم؛ كَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ, وَثَوْبَانَ, وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ, وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ، وَأَبِي جَنْدَلٍ بنِ سُهَيْلٍ، وَأَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ وَأُمِّ أَيْمَنَ وَعَائِشَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وَرَوَى أَيْضاً عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ قُدَمَاءِ التَّابِعِيْنَ، مَا أَحْسِبُهُ لَقِيَهُم؛ كَأَبِي مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ وَمَسْرُوْقٍ، وَمَالِكِ بنِ يَخَامِرَ, وَحَدَّثَ عَنْ وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ، وَأَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ, وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَمَحْمُوْدِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَشُرَحْبِيْلَ بنِ السِّمْطِ، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَيْرِيْزٍ وَجُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ وطاوس، وَأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ، وَأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ وَأَبِي أَسْمَاءَ، الرَّحَبِيِّ وَوَقَّاصِ بنِ رَبِيْعَةَ وَكُرَيْبٍ وَغُضَيْفِ بنِ الحَارِثِ وَعَنْبَسَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَيَبْعُدُ أَنَّهُ لَقِيَهُ وَأَبِي سَلاَّمٍ الأَسْوَدِ، وَأَبِي الشِّمَالِ بنِ ضَبَابٍ, وَأَبِي مُرَّةَ الطَّائِفِيِّ, وَقَبِيْصَةَ بنِ ذُؤَيْبٍ, وَقَزَعَةَ بنِ يَحْيَى، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَنْمٍ وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ وَنَحْوِهِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَرَبِيْعَةُ، الرَّأْيُ وَزَيْدُ بنُ وَاقِدٍ وَسُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى وَأَيُّوْبُ بنُ مُوْسَى, وَعَامِرٌ الأَحْوَلُ, وَقَيْسُ بنُ سَعْدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَابْنُ عَجْلاَنَ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ، وَبَحِيْرُ بنُ سَعِيْدٍ, وَثَابِتُ بنُ ثَوْبَانَ، وَبُرْدُ بنُ سِنَانٍ، وَتَمِيْمُ بنُ عَطِيَّةَ، وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ, وَصَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيُّ, وَيَزِيْدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ, وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَبُو مُعَيْدٍ حَفْصُ بنُ غَيْلاَنَ، وَأَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ، بنِ جَابِرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ تَمِيْمٍ, وَعَبْدُ القُدُّوْسِ، بنُ حَبِيْبٍ, وَعِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بن أبي حملة ومحمد بن راشد
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 453"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2008"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1867"، تذكرة الحفاظ "1/ 107"، تاريخ الإسلام "5/ 3"، تهذيب التهذيب "10/ 289"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7187"، شذرات الذهب "1/ 146"، النجوم الزاهرة "1/ 272"، حسن المحاضرة "1/ 119".

(5/472)


المَكْحُوْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، وَهِشَامُ بنُ الغَازِ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم، ذَكَرَهُمْ صَاحِبُ "التَّهْذِيْبِ" شَيْخُنَا, وَذَكَرَ فِيْهِم: الهَيْثَمَ بنَ حُمَيْدٍ، فَوَهِمَ وَإِنَّمَا رَوَى عَنْ أَصْحَابِ مَكْحُوْلٍ، وَكَانَ يُفْتِي بِقَوْلِهِ وَيَدْرِيْهِ.
وَاخْتُلِفَ فِي وَلاَءِ "مَكْحُوْلٍ: فَقِيْلَ: مَوْلَى امْرَأَةٍ هُذَلِيَّةٍ، وَهُوَ أَصَحُّ وَقِيْلَ: مَوْلَى امْرَأَةٍ أُمَوِيَّةٍ. وَقِيْلَ: كَانَ لِسَعِيْدِ بنِ العَاصِ، فَوَهَبَهُ لِلْهُذَلِيَّةِ فَأَعْتَقَتْهُ وَكَانَ نُوْبِيّاً. وَقِيْلَ: مَنْ سَبْيِ كَابُلَ. وَقِيْلَ: مِنَ الأَبْنَاءِ1 وَلَمْ يُمَلَّكْ وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ وَقِيْلَ: أَصْلُهُ مِنْ هَرَاةَ، وَهُوَ: مَكْحُوْلُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ شَهْرَابَ بنِ شَاذِلَ بنِ سَنَدَ بنِ شُرْوَانَ بنِ يَزْدَكَ بنِ يَغُوْثَ بنِ كِسْرَى، وَأَنَّ مَكْحُوْلاً سُبِيَ مِنْ كَابُلَ.
عِدَادُهُ فِي أَوْسَاطِ التَّابِعِيْنَ، مِنْ أَقْرَانِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَنْبَسَةَ. وَسُئِلَ أَبُو مُسْهِرٍ: هَلْ سَمِعَ مِنَ الصَّحَابَةِ? قَالَ: سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فَقُلْتُ لأَبِي مُسْهِرٍ: هَلْ سَمِعَ مِنْ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَلْتَفِت إِلَى ذَلِكَ، فَقُلْتُ لَهُ: فَوَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِ؟ قَالَ: مَنْ? فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ, حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ, عَنْ العَلاَءِ بنِ الحَارِثِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو الأَزْهَرِ عَلَى وَاثِلَةَ فَكَأَنَّهُ أَوْمَأَ بِرَأْسِهِ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ عَنِ العَلاَءِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ. وَقَالَ أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعَ مِنْ: وَاثِلَةَ وَأَنَسٍ وَأَبِي هِنْدٍ. يُقَالُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ سِوَى هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ.
يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ سَمِعْتُ مَكْحُوْلاً يَقُوْلُ: طُفْتُ الأَرْضَ كُلَّهَا فِي طَلَبِ العِلْمِ.
قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مِنْهُ عَلَى سَبِيْلِ المُبَالَغَةِ، لاَ عَلَى حَقِيْقَتِهِ.
أَبُو وَهْبٍ الكَلاَعِيُّ: اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدٍ فِيْمَا رَوَاهُ: يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ القَاضِي، عَنْهُ, عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَالَ: عُتِقْتُ بِمِصْرَ فَلَمْ أَدَعْ بها علماإلَّا احْتَوَيْتُ عَلَيْهِ فِيْمَا أَرَى، ثُمَّ أَتَيْتُ العِرَاقَ، فلم أدع بها علماإلَّا احْتَوَيْتُ عَلَيْهِ فِيْمَا أَرَى، ثُمَّ أَتَيْتُ المَدِيْنَةَ, فَلَمْ أَدَعْ بِهَا عِلْماً إلَّا احْتَوَيْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَتَيْتُ الشَّامَ فَغَرْبَلْتُهَا، كُلُّ ذَلِكَ أَسْأَلُ عَنِ النَّفَلِ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً يُخْبِرُنِي عَنْهُ, حَتَّى مَرَرْتُ بِشَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيْمٍ يُقَالُ لَهُ: زِيَادُ بنُ جَارِيَةَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ، فسألته
__________
1 الأبناء: تطلق على كل من ولد باليمن من أبناء الفرس الذين وجههم كسرى مع سيف ذي يزن.

(5/473)


فَقَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيْبُ بنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ فِي البُدَاءةِ الرُّبُعَ وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ1.
إِبْرَاهِيْمُ بن عبد الله بنُ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيْهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: العُلَمَاءُ أَرْبَعَةٌ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ بِالمَدِيْنَةِ وَالشَّعْبِيُّ بالكوفة, والحسن بالبصرة, ومكحول بالشام.
وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى يَقُوْلُ: إِذَا جَاءنَا العِلْمُ مِنَ الحِجَازِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَبِلْنَاهُ وَإِذَا جَاءنَا مِنَ الشَّامِ عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَبِلْنَاهُ، وَإِذَا جَاءنَا مِنَ الجَزِيْرَةِ عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ قَبِلْنَاهُ وَإِذَا جَاءنَا مِنَ العِرَاقِ عَنِ الحَسَنِ، قَبِلْنَاهُ، هَؤُلاَءِ الأَرْبَعَةُ عُلَمَاءُ النَّاسِ فِي خِلاَفَةِ هِشَامٍ.
وَرَوَى مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: كَانَ مَكْحُوْلٌ أَفْقَهَ مِنَ الزُّهْرِيِّ مَكْحُوْلٌ أَفْقَهُ أَهْلِ الشَّامِ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ عَطَاءٍ: كَانَ مَكْحُوْلٌ رَجُلاً أَعْجَمِياً لاَ يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَقُوْلَ: قُلْ, يَقُوْلُ: كُل، فَكُلُّ مَا قَالَ بِالشَّامِ قُبِلَ مِنْهُ.
وَرَوَى أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَنِ مَكْحُوْلٍ أَبْصَرَ بِالفُتْيَا مِنْهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: مَكْحُوْلٌ إِمَامُ أَهْلِ الشَّامِ. وَقَالَ العِجلي: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: صَدُوْقٌ يَرَى القَدَرَ.
وَرَوَى مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: لَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ أَحَداً مِنَ التَّابِعِيْنَ تَكَلَّمَ فِي القَدَرِ إِلاَّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ: الحَسَنُ, وَمَكْحُوْلٌ, فَكَشَفْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَإِذَا هُوَ بَاطِلٌ. قُلْتُ: يَعْنِي: رَجَعَا عَنْ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِالشَّامِ أَحَدٌ أَفْقَهُ مِنْ مَكْحُوْلٍ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: ذُكِرَ أَنَّ مَكْحُوْلاً مِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَيُقَالُ: كَانَ لِرَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ مِصْرِيٌّ، فَأَعْتَقَهُ فَسَكَنَ الشَّامَ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِنَ الفُرْسِ مِنَ السَّبْيِ الَّذِيْنَ سُبُوا مِنْ فَارِسٍ، وَيُكْنَى: أَبَا مُسْلِمٍ وَكَانَ فَقِيْهاً عَالِماً وَرَأَى: أَبَا أُمَامَةَ, وَأَنَساً، وَسَمِعَ: وَاثِلَةَ بنَ الأَسْقَعِ.
وَفَاتُهُ مُخْتَلَفٌ فِيْهَا: فَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَدُحَيْمٌ, وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ. وَقَالَ: مَرَّةً بَعْدَ سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ. وَقَالَ مَرَّةً: أَوْ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَةٍ وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ، وَآخَرُ سَنَةَ ثَمَانِيَ عشرة ومائة وهذا بعيد.
أما:
__________
1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "9331" و "9333"، وأحمد "4/ 159 و 159- 160 و 160"، وأبو اود "2748" و "2749" و "2750"، وابن ماجه "2851" وابن الجارود "1078" و "1079"، والطحاوي "3/ 240"، والطبراني "3518- 3527 و 3531"، والحاكم "2/ 133"، والبيهقي "6/ 313 و 314"، من طرق عن مكحول، عن زياد بن جارية اللخمي، عن حبيببن مسلمة الفهري مرفوعًا.

(5/474)


673- مَكْحُوْلٌ الأَزْدِيُّ البَصْرِيُّ 1:
أَبُو عَبْدِ اللهِ، فَرَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسٍ. وَعَنْهُ: عُمارة بنُ زَاذَانَ وَالرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ وَهَارُوْنُ بنُ مُوْسَى النَّحْوِيُّ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: لَهُ فِي "الأَدَبِ" لِلْبُخَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، فَعَطَسَ رَجُلٌ مِنْ نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَرْحَمُكَ اللهُ إِنْ كُنْتَ حَمِدْتَ اللهَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ الجُرْجَانِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكنْجُروذي، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، عَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ عَالٍ، صَالِحُ الإِسْنَادِ. أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ مِنْ حديث عبد الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيْهِ. وَحَسَّنَهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَعِنْدَ القَزْوِيْنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فَلَمْ يَصْنَع شَيْئاً، صَوَابُهُ ابْنُ عُمَرَ.
قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: مَكْحُوْلٌ رَأَى أَبَا هِنْدٍ الدَّارِيَّ, وَوَاثِلَةَ، وَسَمِعَ أيضا من: واثلة وفضالة بن عبيد وأنسا وَخَطَّأَ مَنْ رَوَى: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي أمامة.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2099"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1866"، تاريخ الإسلام "5/ 6"، تهذيب التهذيب "10/ 293"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7188".
2 حسن: أخرجه أحمد "2/ 132 و 153"، والترمذي "3537"، وابن ماجه "4253"، والحاكم "4/ 257"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 190"، والبغوي "1306"، من طريق عبد الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيْهِ، به.
قلت: إسناده حسن، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ العَنْسِيُّ الدمشقي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

(5/475)


وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: رَوَى مَكْحُوْلٌ عَنْ: سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ لَمْ يَسْمَعْ عَنْهُم.
قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ: قَالَ لِي مَكْحُوْلٌ: عَامَّةُ مَا أُحَدِّثُكَ فَعَنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَالشَّعْبِيِّ. وَقَالَ تَمِيْمُ بنُ عَطِيَّةَ: سَمِعْتُ مَكْحُوْلاً يَقُوْلُ: اختلفتُ إِلَى شُريح سِتَّة أَشْهُرٍ أَسْمَعُ مَا يَقْضِي بِهِ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: قَالَ مَكْحُوْلٌ: مَا اسْتَوْدَعْتُ صَدْرِي شَيْئاً سَمِعْتُهُ إلَّا وَجَدْتُهُ حِيْنَ أُرِيْدُ. ثُمَّ قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ مَكْحُوْلٌ أَفْقَهَ أَهْلِ الشَّامِ.
قَالَ سَعِيْدٌ: كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، لاَ يُجِيْبُ حَتَّى يَقُوْلَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ, هَذَا رَأْيٌ والرأي يخطىء وَيُصِيْبُ. قَالَ تَمِيْمُ بنُ عَطِيَّةَ العَبْسِيُّ: كَثِيْراً مَا كَانَ مَكْحُوْلٌ يُسْأَلُ, فَيَقُوْلُ: نَدَانَمْ يَعْنِي: لاَ أَدْرِي.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَحْسَنَ سَمْتاً فِي العِبَادَةِ مِنْ مَكْحُوْلٍ، وَرَبِيْعَةَ بنِ يَزِيْدَ.
قُلْتُ: هَذَا هُوَ رَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْدَ الدِّمَشْقِيُّ، القَصِيْرُ, أَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ، تَابِعِيٌّ صَغِيْرٌ. يَرْوِي عَنْ: أَنَسٍ, وَعِدَّةٍ.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ, وَغَيْرُهُ: عَنْ مَكْحُوْلٍ: لأَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلِيَ القَضَاءَ، وَلأَنْ أَلِيَ القَضَاءَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلِيَ بَيْتَ المَالِ.
وَرَوَى الأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيْدٌ, عَنْهُ، قَالَ: إِنْ يَكُنْ فِي مُخَالَطَةِ النَّاسِ خَيْرٌ فَالعُزْلَةُ أَسْلَمُ.
أَبُو المَلِيْحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الشَّامِيِّ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى مَكْحُوْلٍ, فَقَالَ: بِأَيِّ وَجْهٍ تَلْقَوْنَ رَبَّكُم وَقَدْ زَهَّدَكُم فِي أَمْرٍ، فَرَغِبْتُم فِيْهِ, وَرَغَّبَكُم فِي أَمْرٍ، فَزَهِدْتُم فِيْهِ?
الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيْدٍ: أَنَّ مَكْحُوْلاً أُعْطِيَ مَرَّةً عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ، فَكَانَ يُعْطِي الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِهِ خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً ثَمَنَ الفَرَسِ.
الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: أَقْبَلَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ إِلَى مَكْحُوْلٍ فِي أَصْحَابِهِ, فَلَمَّا رَأْيْنَاهُ هَمَمْنَا بِالتَّوْسِعَةِ لَهُ, فَقَالَ مَكْحُوْلٌ: دَعُوْهُ يَجْلِسْ حَيْثُ أَدْرَكَ، يَتَعَلَّمِ التَّوَاضُعَ.
وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: كَانُوا يُؤَخِّرُوْنَ الصَّلاَةَ زَمَنَ الوَلِيْدِ، وَيَسْتَحْلِفُوْنَ النَّاسَ: أَنَّهُم مَا صَلَّوْا فَأَتَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زَكَرِيَّا, فَاسْتُحْلِفَ: مَا صَلَّى، فَحَلَفَ. وَأَتَى مَكْحُوْلٌ، فَقَالَ: فَلِمَ جِئْنَا إِذاً؟ قَالَ: فَتُرِكَ.

(5/476)


قَالَ أَبُو حَازِمٍ المَدِيْنِيُّ: كَتَبَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ إِلَى الشَّامِ: أَنِ انْظُرُوا الأَحَادِيْثَ الَّتِي رَوَاهَا مَكْحُوْلٌ فِي الدِّيَاتِ، فَأَحْرِقُوْهَا. فَأُحْرِقَتْ.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: كَانَ الزُّهْرِيُّ، وَمَكْحُوْلٌ, يَقُوْلاَنِ: أَمِرُّوا هَذِهِ الأَحَادِيْثَ كَمَا جَاءتْ.
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَجَاءَ بنَ حَيْوَةَ يَلْعَنُ أَحَداً إِلاَّ رَجُلَيْنِ: يَزِيْدَ بنَ المُهَلَّبِ، وَمَكْحُوْلاً. قُلْتُ: أَظُنُّهُ لأَجْلِ القَدَرِ.
ضَمْرَةُ، عَنْ عَلِيِّ بنِ حَمَلَةَ، قَالَ: كُنَّا عَلَى سَاقِيَةٍ بِأَرْضِ الرُّوْمِ، وَالنَّاس يَمُرُّوْنَ وَذَلِكَ فِي الغَلَسِ, وَرَجُلٌ يَقُصُّ، فَدَعَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا رِزْقاً طَيِّباً، وَاسْتَعْمِلْنَا صَالِحاً. فَقَالَ مَكْحُوْلٌ، وَهُوَ فِي القَوْمِ: إِنَّ اللهَ لاَ يَرْزُقُ إلَّا طَيِّباً. وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، وَعَدِيُّ بنُ عَدِيٍّ نَاحِيَةً، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَسَمِعْتَ? قَالَ: نَعَمْ فَقِيْلَ لِمَكْحُوْلٍ إِنَّ رَجَاءً وَعَدِيّاً سَمِعَاكَ. فَشَقَّ عَلَيْهِ, فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدٍ: أَنَا أَكْفِيْكَ رَجَاءً فَلَمَّا نَزَلُوا، جَاءَ ابْنُ زَيْدٍ، فَأَجْرَى ذِكْرَ مَكْحُوْلٍ. فَقَالَ رَجَاءٌ: دَعْهُ عَنْكَ, أَلَيْسَ هُوَ صَاحِبُ الكَلِمَةِ؟ فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ -رَحِمَكَ اللهُ- فِي رَجُلٍ قَتَلَ يَهُوْدِياً، فَأَخَذَ مِنْهُ أَلْفَ دِيْنَارٍ، فَكَانَ يَأْكُلُ مِنْهَا حَتَّى مَاتَ: أَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللهُ إِيَّاهُ؟ فَقَالَ رَجَاءٌ: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَمَلَةَ لِمَكْحُوْلٍ: يُجَالِسُكَ غَيْلاَنُ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا لَنَا مَجْلِسٌ, فَلاَ أَسْتطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ لِهَذَا: قُمْ, وَلِهَذَا: اجْلِسْ.
وَقَالَ رَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بنِ رَجَاءٍ، قَالَ: جَاءَ مَكْحُوْلٌ إِلَى أَبِي، فَقَالَ: يَا أَبَا المِقْدَامِ, إِنَّهُم يُرِيْدُوْنَ دَمِي. قَالَ: قَدْ حَذَّرْتُكَ القُرَشِيِّيْنَ, وَمُجَالَسَتَهُم، وَلَكِنَّهُم أَدْنَوْكَ, وَقَرَّبُوْكَ, فَحَدَّثْتَهُم بِأَحَادِيْثَ، فَلَمَّا أَفْشَوْهَا عَنْكَ, كَرِهْتَهَا. فَرَاحَ، فَجَاءَ الَّذِيْنَ يَعِيْبُوْنَهُ, فَذَكَرُوْهُ. فَقَالَ أَبِي: دَعُوْهُ فَقَدْ كُنْتُم حَدِيْثاً وَأَنْتُم تُحْسِنُوْنَ ذِكْرَهُ.
قَالَ رَجَاءٌ: قَالَ مَكْحُوْلٌ: مَا زِلْتُ مُسْتَقِلاًّ بِمَنْ بَغَانِي حَتَّى أَعَانَهُم عَلَيَّ رَجَاءٌ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَجُلُ أَهْلِ الشَّامِ فِي أَنْفُسِهِم.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كَانَ مَكْحُوْلٌ يقوله -يعني: القدر وبلغنا أن مكحولا تَنَصَّلَ مِنَ القَدَرِ, فَرَضِيَ عَنْهُ الدَّوْلَةُ، وَكَانَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ يُبَرِّئُهُ مِنَ القَدَرِ.

(5/477)


674- قيس بن مسلم 1: "ع"
الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، أَبُو عَمْرٍو الجَدَلِيُّ، الكُوْفِيُّ.
رَوَى عَنْ: طَارِقِ بنِ شِهَابٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى، وَمُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَيُّوْبُ بنُ عَائِذٍ, وَأَبُو حَنِيْفَةَ، وَمِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ, وَأَبُو العُمَيْسِ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ. قَالَ: أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مُرْجِئاً.
أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ, قَالَ: كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: مَا رَفَعَ قَيْسُ بنُ مُسْلِمٍ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا؛ تَعْظِيْماً للهِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
وَرَفَعُ الرَّأْسِ إِلَى السَّمَاءِ يَلْزَمُ المُسْلِمَ لِيَعْرِفَ مَوَاقِيْتَ الصَّلاَةِ، وَالنُّجُوْمَ الَّتِي يُهْتَدَى بِهَا وَاللهُ أَعْلَمُ.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 317"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 691"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 588"، الكاشف "2/ ترجمة 4687"، تاريخ الإسلام "4/ 297"، تهذيب التهذيب 8/ 403"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5895"، شذرات الذهب "1/ 157".

(5/478)


675- سعيد بن الحارث 1: "ع"
ابن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري الفقيه، قاضي المدينة. حدث عن أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ وَغَيْرِهِم.
حَدَّثَ عَنْهُ: زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ, وَعُمَارَةُ بنُ غَزِيَّةَ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَفُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَآخَرُوْنَ.
مُجْمَعٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ. مَاتَ: فِي حُدُوْدِ سَنَةِ عِشْرِيْنَ ومائة، وقد شاخ.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1542"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 40"، تاريخ الإسلام "5/ 78"، الكاشف "1/ ترجمة 1881"، تهذيب التهذيب "4/ 15"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2427".

(5/478)


676- عمرو بن شعيب 1: "4"
ابن محمد بنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ بنِ وَائِلٍ. الإِمَامُ، المُحَدِّثُ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، السَّهْمِيُّ، الحِجَازِيُّ، فَقِيْهُ أَهْلِ الطَّائِفِ, وَمُحَدِّثُهُم وَكَانَ يَتَرَدَّدُ كَثِيْراً إِلَى مَكَّةَ، وَيَنْشُرُ العِلْمَ، وَلَهُ مَالٌ بِالطَّائِفِ. وَأُمُّهُ حَبِيْبَةُ بِنْتُ مُرَّةَ الجُمَحِيَّةُ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ -فَأَكْثَرَ- وَعَنْ: سعيد بن المسيب، وطاووس وسليمان ابن يَسَارٍ، وَعَمْرِو بنِ الشَّرِيْدِ بنِ سُوَيْدٍ وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ سُفْيَانَ وَالزُّهْرِيِّ.
وَيَنْزِلُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَطَائِفَة. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ -وَلَهُمَا صُحْبَةٌ- وَعَنْ: عَمَّتِهِ؛ زَيْنَبَ السَّهْمِيَّةِ وَأَرْسَلَ عَنْ: أُمِّ كُرْزٍ الخُزَاعِيَّةِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ وَقَتَادَةُ وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ -شَيْخُهُ- وَعَمْرُو بن دِيْنَارٍ، وَمَكْحُوْلٌ وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ وَوَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ، وَحَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَابْنُ طَاوُوْسٍ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ رُفَيْعٍ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ وَبُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ وَمُوْسَى بنُ أَبِي عَائِشَةَ وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ وَحُسَيْنٌ المُعَلِّمُ وَحَبِيْبٌ المُعَلِّمُ وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى وَعَامِرٌ الأَحْوَلُ وَابْنُ عَوْنٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَالعَلاَءُ بنُ الحَارِثِ وَالضَّحَّاكُ بنُ حَمْزَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَعْلَى الطَّائِفِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْمَلَةَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ, وَدَاوُدُ بنُ شَابُوْرٍ, وَدَاوُدُ بنُ قَيْسٍ الفَرَّاءُ، وَرَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ, وَالأَوْزَاعِيُّ, وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ, وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَالمُثَنَّى بنُ الصَّبَّاحِ وَابْنُ لَهِيْعَةَ، وَهِشَامُ بنُ سَعْدٍ وَهِشَامُ بنُ الغَازِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
رَوَى صَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ، عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ، قَالَ: إِذَا رَوَى عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ الثِّقَاتُ, فَهُوَ ثِقَةٌ، مُحْتَجٌّ بِهِ. هَكَذَا نَقَلَ صَدَقَةُ.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قال: حديثه عندنا واه.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ 2578"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1323"، العبر "1/ 210"، الكاشف "2/ ترجمة 4231"، تاريخ الإسلام "4/ 285"، تهذيب التهذيب "8/ 48"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5315"، شذرات الذهب "1/ 155".

(5/479)


وَرَوَى عَلِيٌّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: كَانَ إِنَّمَا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ وَكَانَ حَدِيْثُهُ عِنْدَ النَّاسِ فِيْهِ شَيْءٌ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ العَلاَءِ يَقُوْلُ: كَانَ لاَ يُعَابُ عَلَى قَتَادَةَ وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، إلَّا أَنَّهُمَا كَانَا لاَ يَسْمَعَانِ شَيْئاً إلَّا حَدَّثَا بِهِ.
وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ المَيْمُوْنِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: لَهُ أَشْيَاءُ مَنَاكِيْرُ، وَإِنَّمَا نَكْتُبُ حَدِيْثَهُ نَعْتَبِرُ بِهِ فَأَمَّا أَنْ يَكُوْنَ حُجَّةً, فَلاَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الجُوْزَجَانِيُّ الوَرَّاقُ: قُلْتُ لأَحْمَدَ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ شَيْئاً? قَالَ: يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي أَبِي. قُلْتُ: فَأَبُوْهُ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو؟ قَالَ نَعَمْ أُرَاهُ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ.
وَقَالَ الأَثْرَمُ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فَقَالَ: رُبَّمَا احْتَجَجْنَا بِهِ وَرُبَّمَا وَجَسَ فِي القَلْبِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَمَالِكٌ يَرْوِي عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ البُخَارِيِّ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ وَعَلِيّاً، وَإِسْحَاقَ وَأَبَا عُبَيْدٍ وَعَامَّةَ أَصْحَابِنَا يَحْتَجُّوْنَ بِحَدِيْثِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ مَا تَرَكَهُ أَحَدٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ، فَمَنِ النَّاسُ بَعْدَهُم?.
قُلْتُ: أَسْتَبْعِدُ صُدُوْرَ هَذِهِ الأَلْفَاظِ مِنَ البُخَارِيِّ، أَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ أَبُو عِيْسَى وَهِمَ. وَإِلاَّ فَالبُخَارِيُّ لاَ يُعَرِّجُ عَلَى عَمْرٍو، أَفَتَرَاهُ يَقُوْلُ فَمَنِ النَّاسُ بَعْدَهُم، ثُمَّ لاَ يَحْتَجُّ بِهِ أَصْلاً وَلاَ مُتَابَعَةً؟.
بَلَى، احْتَجَّ بِهِ، أَرْبَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْن حِبَّانَ فِي بَعْضِ الصُّوَرِ، وَالحَاكِمُ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: أصحاب الحديث إذا شَاؤُوا، احْتَجُّوا بِحَدِيْثِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ وَإِذَا شَاؤُوا تَرَكُوْهُ.
قُلْتُ: هذا مكحول عَلَى أَنَّهُم يَتَرَدَّدُوْنَ فِي الاحْتِجَاجِ بِهِ، لاَ أَنَّهُم يَفْعَلُوْنَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيْلِ التَّشَهِّي.
وَرَوَى الكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنْهُ قَالَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ فَهُوَ كِتَابٌ وَيَقُوْلُ أَبِي عَنْ جَدِّي، فَمِنْ هُنَا جَاءَ ضَعْفُهُ، أَوْ نَحْوُ هَذَا القَوْلِ فَإِذَا حَدَّثَ عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، أَوْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، أَوْ عُرْوَةَ، فَهُوَ ثِقَةٌ عَنْهُم أَوْ قَرِيْبٌ مِنْ هَذَا.

(5/480)


وَرَوَى عَبَّاسٌ أَيْضاً، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْهُ فَغَضِبَ، وَقَالَ: مَا أَقُوْلُ؟ رَوَى عَنْهُ الأئمة. وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى لَيْسَ بِذَاكَ فَهَذَا إِمَامُ الصَّنْعَةِ أَبُو زَكَرِيَّا قَدْ تَلَجْلَجَ قَوْلُهُ فِي عَمْرٍو، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ حُجَّةً عِنْدَهُ مُطْلَقاً، وَأَنَّ غَيْرَهُ أَقْوَى مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ لِكَثْرَةِ رِوَايَتِهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ. وَقَالُوا: إِنَّمَا سَمِعَ أَحَادِيْثَ يَسِيْرَةً وَأَخَذَ صَحِيْفَةً كَانَتْ عِنْدَهُ فَرَوَاهَا, وَمَا أَقَلَّ مَا تُصِيْبُ عَنْهُ مِمَّا رَوَى عَنْ غَيْرِ أَبِيْهِ مِنَ المُنْكَرِ, وَعَامَّةُ هَذِهِ المَنَاكِيْرِ الَّتِي تُرْوَى عَنْهُ، إِنَّمَا هِيَ عَنِ المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ وَابْنِ لَهِيْعَةَ, وَالضُّعُفَاءِ، وَهُوَ ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ.
قُلْتُ: وَيَأْتِي الثِّقَاتُ عَنْهُ أَيْضاً بِمَا يُنْكَرُ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبِي أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْك هُوَ، أَوْ بَهْزُ بنُ حَكِيْمٍ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جَدِّهِ؟ فَقَالَ: عَمْرٌو أَحَبُّ إِلَيَّ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: قِيْلَ لأَبِي دَاوُدَ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عِنْدَكَ حُجَّةٌ؟ قَالَ: لاَ، وَلاَ نِصْفُ حُجَّةٍ وَرَجَّحَ بَهْزَ بنَ حَكِيْمٍ عَلَيْهِ.
وَرَوَى جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ لاَ يَعْبَأُ بِصَحِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو.
قَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ إِذَا قَعَدَ إِلَى عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، غَطَّى رَأْسَهُ -يَعْنِي: حَيَاءً مِنَ النَّاسِ- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فَقَالَ: مَا رَوَى عَنْهُ
أَيُّوْبُ وَابْنُ جُرَيْجٍ، فَذَاكَ كُلُّهُ صَحِيْحٌ، وَمَا رَوَى عَمْرٌو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَإِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ وَجَدَهُ، فَهُوَ ضَعِيْفٌ.
قُلْتُ: هَذَا الكَلاَمُ قَاعِدٌ قَائِمٌ.
قَالَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ، عَنْ مُغِيْرَةَ: كَانَ لاَ يَعْبَأُ بِحَدِيْثِ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، وَخِلاَسِ بنِ عَمْرٍو، وَأَبِي الطُّفَيْلِ, وَبِصَحِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، ثُمَّ قَالَ مُغِيْرَةُ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ صَحِيْفَةَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو عِنْدِي بِتَمْرَتَيْنِ، أَوْ بِفِلْسَيْنِ. قَالَ الحَافِظُ أَيْضاً: اعْتَبَرْتُ حَدِيْثَهُ، فَوَجَدْتُ أَنَّ بَعْضَ الرُّوَاةِ يُسَمِّي عَبْدَ اللهِ وَبَعْضَهُم يَرْوِي ذَلِكَ الحَدِيْثَ بِعَيْنِهِ فَلاَ يُسَمِّيْهِ وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِهَا قَدْ رَوَى عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ وَفِي بَعْضِهَا عَمْرٌو، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ قُلْتُ: جَاءَ هَذَا فِي حَدِيْثٍ وَاحِدٍ مُخْتَلِفٍ، وَعَمْرٌو لَمْ يَلْحَقْ جَدَّهُ مُحَمَّداً أَبَداً.

(5/481)


وَمِنَ الأَحَادِيْثِ الَّتِي جَاءَ فِيْهَا عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ: حَرْمَلَةُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، أَنَّ عَمْرَو بنَ شُعَيْبٍ حدثه، عن أبيه، عن عبد الله ابن عَمْرٍو: أَنَّ مُزَنِيّاً قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، كَيْفَ تَرَى فِي حَرِيْسَةِ الجَبَلِ؟ قَالَ: "هِيَ وَمِثْلُهَا وَالنَّكَالُ" قَالَ: فَإِذَا جَمَعَهَا المَرَاحُ? قَالَ: "قَطْعُ اليَدِ إِذَا بَلَغَ ثَمَنَ المِجَنِّ" 1.
ابْنُ عَجْلاَنَ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بِحَدِيْثٍ فِي اللُّقَطَةِ2.
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ -هُوَ ابْنُ رَاشِدٍ- عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى، عَنْ عَمْرٍو, عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "في كل أصبع عشر من الإبل" 3.
حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، مَرْفُوْعاً "فِي الموَاضِحِ خَمْسٌ" 4.
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ أَنْبَأَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده عبد
__________
1 حسن: أخرجه النسائي "8/ 85- 86" من طريق ابن وهب، به.
قلت: إسناده حسن، عمرو بن شعيب بن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، صدوق، وكذا أبوه شعيب بن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".
وقوله: "حريسة الجبل": تقال للشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مراحها حريسة.
و"النكال": العقوبة. و "المراح" بضم الميم: الموضع الذي تورح إليه الماشية أو تأوى إليه ليلا.
2 حسن: أخرجه أبو داود "1710" حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به في حديث طويل وفي آخره: وسئل عن اللقطة فقال: "ما كان منها في طريق الميتاء -أي الطريق المسلوكة بكسر الميم- أو القرية الجامعة فعرفعها سنة، فإن جاء طالبها فادفعها إليه، وإن لم يأت فهي لك، وما كان في الخراب يعني ففيها وفي الركاز الخمس".
قلت: إسناده حسن، محمد بن عجلان، وعمرو بن شعيب، وأبوه شعيب بن محمد كل منهم صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".
3 حسن لغيره: وهذا إسناد ضعيف، آفته سليمان بن داود وهو سليمان بن أرقم المتفق على ضعفه. وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" "17702"، لكن له شاهد عن أبي موسى عند أبي داود "4557". والنسائي "8/ 56"، وابن ماجه "2654".
4 حسن: أخرجه أبو داود "4566" من طريق خالد بن الحارث أخبرنا حسين المعلم، به.
قلت: إسناده حسن، عمرو بن شعيب، وأبوه صدوقان كما قال الحافظ في "التقريب". وقوله "المواضح": جمع الموضحة: وهي التي تبدى وضح العظم أي بياضه. وقد فرض فيها خمس من الإبل وتكون في الرأس والوجه فأما الموضحة في غيرهما ففيها الحكومة.

(5/482)


اللهِ، قَالَ: "لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَامَ الفَتْحِ، قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيْباً, وَقَالَ: "لاَ حِلْفَ فِي الإِسْلاَمِ" 1. الحَدِيْثَ.
جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِكَلِمَاتٍ مِنَ الفَزَعِ: "أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَمِنْ شَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِيْن وَأَنْ يَحْضُرُوْنَ".
كَذَا هَذَا، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، رَوَاهُ الحَاكِمُ فِي "الدَّعَوَاتِ": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَالَوَيْه، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ, فَذَكَرَهُ1 ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: صَحِيْحُ الإِسْنَادِ، مُتَّصِلٌ فِي مَوْضِعِ الخِلاَفِ. قال الحافظ
__________
1 حسن: أخرجه أحمد "2/ 180"، وابن جرير "9297" و "9298"، وابن الجارود "1052"، وابن خزيمة "2280"، والبيهقي "6/ 335- 336" و "8/ 29"، والبغوي "2542" من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
قلت: إسناده حسن، محمد بن إسحاق، قد صرَّح بالتحديث في رواية البيهقي، وهو صدوق وكذا عمرو بن شعيب، صدوق، وأبوه شعيب بن محمد صدوق أيضا، وتمام الحديث عند البيهقي: والمسلمون يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم يرد عليهم أقصاهم ترد سراياهم على قعدتهم"، والحديث رواه أيضا الترمذي "1585"، وابن جرير "9294" من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به.
2 حسن: أخرجه الحاكم "1/ 548"، من طرق جرير بن عبد الحميد، به.
وقال الحاكم في إثره: حديث صحيح الإسناد متصل في موضع الخلاف -يعني الاختلاف في سماع شعيب، عن جده، وسقطت هذه الرواية من تلخيص الذهبي، وأخرجه ابن أبي شيبة "8/ 39 و 63"، وأحمد "2/ 181"، وأبو داود "3893"، والترمذي "3528"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "766"، والبخاري في "خلق أفعال العباد" "ص89"، والطبراني في "الدعاء" "1086"، وابن السني "753"، والدارمي في "الرد على الجهمية" "ص150"، والبيهقي في "الآداب" "993" من طرق عن محمد بن إسحاق به.
ووقع عند النسائي أن خالد بن الوليد كان يفزع في منامه، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات، وعند البخاري أنه الوليد بن الوليد، ووقع عند ابن السني أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وله شاهد من حديث الوليد بن الوليد أخي خالد بن الوليد: عند ابن أبي شيبة "8/ 60"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص 185" من طريق يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان أن الوليد بن الوليد ... " الحديث.
قلت: رجال إسناده ثقات، غير أ، فيه انقطاعًا بين محمد بن يحيى بن حبان، وبين الوليد بن الوليد وأخرجه ابن السني "755" من حديث خالد بن الوليد، رواه من طريق مسدد، عن سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن محمد بن يحيى بن حبان، أن خالد بن الوليد" الحديث. =

(5/483)


الضِّيَاءُ: أَظُنُّ "عَنْ" فِيْهِ زَائِدَةً، وَإِلاَّ فَيَكُوْنُ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ: قُلْتُ: رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"1، عَنْ يَزِيْدَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى قَوْلِهِ: عَنْ جَدِّهِ.
الدَّارَقُطْنِيُّ فِي "سُنَنِهِ": حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَمِّي, حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ: سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ شُعَيْبٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ شُعَيْباً يَقُوْلُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو يَقُوْلُ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم "في البَيِّعَيْنِ بِالخِيَارِ" 2.
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عن أبيه عن
__________
= قلت: إسناده منقطع أيضًا بين محمد بن يحيى بن حبان، وبين خالد بن الوليد، وأخرجه مالك "2/ 950" عن يحيى بن سعيد أنه قال: بلغني أن خالد بن الوليد قَالَ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إني أروع في منامي ... ".
قلت: إسناده ضعيف، لإعضاله، وأخرجه ابن السني "747" عن محمد بن عبد الله بن غيلان، عن أبي هشام الرفاعي، عن وكيع بن الجراح، عن سفيان عن محمد بن المنكدر قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فشكا إليه أهاويل يراها في المنام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: إسناده ضعيف، أبو هشام الرفاعي، هو مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرِ بن رفاعة، مختلف فيه. قال ابن معين وغيره: لا بأس به. وقال البرقاني: ثقة. وضعفه البخاري وأبو حاتم والحاكم أبو أحمد والنسائي. قوله: همزات الشياطين: وساوسها. وقوله: "أن يحضرون": أن يصيبوني بسوء.
1 حسن: راجع تخريجنا السابق.
2 حسن: أخرجه الدارقطني "3/ 50". وأخرجه أبو داود "3456"، والنسائي "7/ 251- 252"، والترمذي "1247" من طريق ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به. ولفظه "المتبايعان بالخيار ما لم يفترقا إلا أن تكون صفقة خيار، ولا يحل له أن يفارق صاحبه خشية أن يستقيله"، وورد الحديث بإسناد صحيح عن حكيم بن حزام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا، بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محق بركة بيعهما" أخرجه الشافعي "2/ 154- 155"، وابن أبي شيبة "7/ 124"، وأحمد "3/ 402 و 403 و 434"، والطيالسي "1316"، والبخاري "2079" و "2082" و "2108" و "2110" و "2114"، ومسلم "1532"، وأبو داود "3459"، والنسائي "7/ 244- 245"، والطبراني "3115- 3119"، والبيهقي "5/ 269" والبغوي "2051" من طريق قتادة، عن أبي الخليل -صالح بن أبي مريم الضبعي، عن عبد الله بن الحارث الهاشمي، عن حكيم بن حزام، به.
ورواه مختصرا ابن عمر مرفوعا: عند الحميدي "654"، وعبد الرزاق "14262" و "14263"، وابن أبي شيبة "7/ 126"، والشافعي "2/ 154"، وأحمد "2/ 4 و 73"، والبخاري "2107"، و "2109"، ومسلم "1531"، وأبو داود "3455"، والنسائي "7/ 248 و 249"، والطحاوي "4/ 12"، والبغوي "2048" من طريق عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البيعان بالخيار ما لم تفرقا".

(5/484)


عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ عَلَى صَدَاقٍ أَوْ عِدَةٍ أَوْ حِبَاءٍ قَبْلَ عصمة النكاح، فهو لها" 1.
حَرْمَلَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ, عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ الَّذِي يَسْتَرِدُّ مَا وَهَبَ كَمَثَلِ الكَلْبِ يَقِيْءُ" 2.
وَعِنْدِي عِدَّةُ أَحَادِيْثَ سِوَى مَا مَرَّ يَقُوْلُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فَالمُطْلَقُ مَحْمُوْلٌ عَلَى المُقَيَّدِ المُفَسَّرِ بِعَبْدِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ، إلَّا إِذَا رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، يَكُوْنَ مُرْسَلاً، لأَنَّ جَدَّهُ عِنْدَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَلاَ صُحْبَةَ لَهُ قُلْتُ: الرَّجُلُ لاَ يَعْنِي بِجَدِّهِ إلَّا جَدَّهُ الأَعْلَى عَبْدَ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَقَدْ جَاءَ كَذَلِكَ مُصَرَّحاً بِهِ فِي غَيْرِ حَدِيْثٍ، يَقُوْلُ: عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ, فَهَذَا لَيْسَ بِمُرْسَلٍ. وَقَدْ ثَبَتَ سَمَاعُ شُعَيْبٍ وَالِدِهِ مِنْ: جَدِّهِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو, وَمِنْ مُعَاوِيَةَ, وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِم وَمَا عَلِمْنَا بِشُعَيْبٍ بَأْساً، رُبِّيَ يَتِيْماً فِي حَجْرِ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ وَسَافَرَ مَعَهُ وَلَعَلَّهُ وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَلِيٍّ، أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ ثُمَّ لَمْ نَجِدْ صَرِيْحاً لِعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ وَرَدَ نَحْوٌ مِنْ عَشْرَةِ أَحَادِيْثَ هَيْئَتُهَا: عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عبد اللهِ بنِ عَمْرٍو وَبَعْضُهَا: عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، وَمَا أَدْرِي؛ هَلْ حَفِظَ شُعَيْبٌ شَيْئاً مِنْ أَبِيْهِ أَمْ لاَ؟ وَأَنَا عَارِفٌ بِأَنَّهُ لاَزَمَ جَدَّهُ وَسَمِعَ منه.
__________
1 حسن: أخرجه عبد الرزاق "10740"، وأحمد "2/ 182"، وأبو داود "2129"، والنسائي "6/ 120"، وابن ماجه "1955"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "4471"، والبيهقي "7/ 248" من طرق عن ابن جريج، به.
قلت: إسناده حسن، ابن جريج، هو عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ جُرَيْجٍ، وقد صرح بالتحديث عند النسائي، والطحاوي، وله شاهد من حديث عائشة: عند عبد الرزاق "10740"، والبيهقي "7/ 248" قوله: "الحباء": أي العطية، وهي ما يعطيه الزوج سوى الصداق بطريق الهبة.
2 حسن: أخرجه أحمد "2/ 175"، وأبو داود "3540"، والبيهقي "6/ 181"، من طريق أسامة بن زيد به.
قلت: إسناده حسن، أسامة بن زيد، هو الليثي، صدوق، وعمرو بن شعيب، وأبوه كلاهما صدوق. وأخرجه البيهقي "6/ 179"، من طريق مطر الوراق، وعامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، به.
وأخرجه أحمد "2/ 208"، من طريق الحجاج عن عمرو بن شعيب، به ولفظه: "الراجع في هبته كالكلب يرجع في قيئه".

(5/485)


وَأَمَّا تَعْلِيْلُ بَعْضِهِم بِأَنُّهَا صَحِيْفَةٌ، وَرِوَايَتُهَا وِجَادَةً بِلاَ سَمَاعٍ، فَمِنْ جِهَةٍ أَنَّ الصُّحُفَ يَدْخُلُ فِي رِوَايَتِهَا التَّصْحِيْفُ لاَ سِيَّمَا فِي ذَلِكَ العَصْرِ، إِذْ لاَ شَكْلَ بَعْدُ فِي الصُّحُفِ وَلاَ نَقْطَ, بِخِلاَفِ الأَخْذِ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ ثِقَةٌ, بُلي بِكِتَابِ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ.
وَمِمَّنْ تَرَدَّدَ وَتَحَيَّرَ فِي عَمْرٍو أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، فَقَالَ في كتاب "الضعفاء" إذا روى عن طاوس، وَابْنِ المُسَيِّبِ، وَغَيْرِهِمَا مِنَ الثِّقَاتِ غَيْرَ أَبِيْهِ, فَهُوَ ثِقَةٌ يَجُوْزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ, وَإِذَا رَوَى عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ فَفِيْهِ مَنَاكِيْرُ كَثِيْرَةٌ، فلا يجوز عندي الاحتجج بِذَلِكَ.
قَالَ: وَإِذَا رَوَى عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ، فَإِنَّ شُعَيْباً لَمْ يَلْقَ عَبْدَ اللهِ، فَيَكُوْنُ الخَبَرُ مُنْقَطِعاً، وَإِذَا أَرَادَ بِهِ جَدَّهُ الأَدْنَى فَهُوَ مُحَمَّدٌ وَلاَ صُحْبَةَ لَهُ فَيَكُوْنُ مُرْسَلاً.
قُلْتُ: قَدْ أَجَبْنَا عَنْ هَذَا, وَأَعْلَمْنَا بِأَنَّ شُعَيْباً صَحِبَ جَدَّهُ، وَحَمَلَ عَنْهُ.
وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي كِتَابِهِ عَنِ الصَّيْدَلاَنِيِّ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ الجُوْزْدَانِيَّةُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ ريْذَةَ أَنْبَأَنَا الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَالكَجِّيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ الطَّبَرَانِيُّ, وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن محمد بن حَرْبٍ, حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ البناني، عن شُعَيْبِ بنِ عَبْدِ اللهِ، بنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو يَقُوْلُ: مَا رُئِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مُتَّكِئاً وَلاَ يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلاَنِ. فَهَذَا شُعَيْبٌ يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ.
ثُمَّ إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ بنَ حِبَّانَ تَحَرَّجَ مِنْ تَلْيِيْنِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَأَدَّاهُ اجْتِهَادُهُ إِلَى تَوْثِيْقِهِ، فَقَالَ: وَالصَّوَابُ فِي عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ أَنْ يُحَوَّلَ مِنْ هُنَا إِلَى تَارِيْخِ الثِّقَاتِ؛ لأَنَّ عَدَالَتَهُ قَدْ تَقَدَّمَتْ.
فَأَمَّا المَنَاكِيْرُ فِي حَدِيْثِهِ إِذَا كَانَتْ فِي رِوَايَتِهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ فَحُكْمُهُ حُكْمُ الثِّقَاتِ إِذَا رَوَوُا المَقَاطِيْعَ وَالمَرَاسِيْلَ بِأَنْ يُتْرَكَ مِنْ حَدِيْثِهِمُ المُرْسَلُ وَالمَقْطُوْعُ، وَيُحْتَجَّ بِالخَبَرِ الصَّحِيْحِ.
فَهَذَا يُوْضِحُ لَكَ أَنَّ الآخَرَ مِنَ الأَمْرَيْنِ عِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ: أَنَّ عَمْراً ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ، وَأَنَّ رِوَايَتَهُ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ إِمَّا مُنْقَطِعَةٌ أَوْ مُرْسَلَةٌ، وَلاَ رَيْبَ أَنَّ بَعْضَهَا، مِنْ قَبِيْلِ المُسْنَدِ المُتَّصِلِ، وَبَعْضُهَا يَجُوْزُ أَنْ تَكُوْنَ رِوَايَتُهُ وِجَادَةً أَوْ سَمَاعاً، فَهَذَا مَحَلُّ نَظَرٍ وَاحْتِمَالٍ. وَلَسْنَا مِمَّنْ نَعُدُّ نُسْخَةَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مِنْ أَقْسَامِ الصَّحِيْحِ الَّذِي لاَ نِزَاعَ فِيْهِ مِنْ أَجْلِ الوِجَادَةِ، وَمِنْ أَجْلِ أَنَّ فِيْهَا مَنَاكِيْرَ فَيَنْبَغِي أَنْ يُتَأَمَّلَ حَدِيْثُهُ، وَيَتَحَايَدَ مَا جَاءَ مِنْهُ مُنْكَراً وَيُرْوَى مَا عَدَا ذَلِكَ فِي السُّنَنِ وَالأَحْكَامِ مُحَسِّنِيْنَ لإِسْنَادِهِ، فَقَدِ احْتَجَّ بِهِ أَئِمَّةٌ كِبَارٌ، وَوَثَّقُوْهُ فِي الجُمْلَةِ، وَتَوَقَّفَ فِيْهِ آخَرُوْنَ قَلِيْلاً وَمَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَداً تَرَكَهُ.

(5/486)


شَرِيْكٌ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قال: ما يُرغبني فِي الحَيَاةِ إِلاَّ خَصْلَتَانِ: الصَّادِقَةُ وَالوَهْطَةُ, فَأَمَّا الصَّادِقَةُ: فَصَحِيْفَةٌ كَتَبْتُهَا عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّا الوَهْطَةُ: فَأَرْضٌ تَصَدَّقَ بِهَا عَمْرُو بنُ العَاصِ، كَانَ يَقُوْمُ عَلَيْهَا.
أَيُّوْبُ بنُ سُوَيْدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِيّاً أَفْضَلَ -وَفِي لَفْظٍ: مَا أَدْرَكْتُ قُرَشِيّاً أَكْمَلَ- مِنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعَ شُعَيْبٌ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَسَمِعَ مِنْهُ: ابْنُهُ عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ.
وَرَوَى الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ رَاهُوَيْه، قَالَ: إِذَا كَانَ الرَّاوِي عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جده ثِقَةً، فَهُوَ كَأَيُّوْبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ مَرَّةً: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ: ثِقَةٌ. رَوَى عَنْهُ الَّذِيْنَ نَظَرُوا فِي الرِّجَالِ مِثْلَ أَيُّوْبَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَالحَكَمِ, وَاحْتَجَّ أَصْحَابُنَا بِحَدِيْثِهِ، وَسَمِعَ أَبُوْهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو, وَابْنِ عُمَرَ, وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ [النَّيْسَابُوْرِيُّ] : صَحَّ سَمَاعُ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَصَحَّ سَمَاعُ شُعَيْبٍ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لِعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ ثَلاَثَةُ أَجْدَادٍ: الأَدْنَى مِنْهُم: مُحَمَّدٌ, وَالأَوْسَطُ: عَبْدُ اللهِ, وَالأَعْلَى: عَمْرٌو, وَقَدْ سَمِعَ شُعَيْبٌ مِنَ الأَدْنَى مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدٌ تَابِعِيٌّ، وَسَمِعَ جَدَّهَ عَبْدَ اللهِ, فَإِذَا بَيَّنَهُ وَكَشَفَ, فَهُوَ صَحِيْحٌ حِيْنَئِذٍ. قَالَ: وَلَمْ يَتْرُكْ حَدِيْثَهُ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ جده عمرو بن العاص.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضاً: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّقَّاشَ يَقُوْلُ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ: لَيْسَ مِنَ التَّابِعِيْنَ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: عِشْرُوْنَ مِنَ التَّابِعِيْنَ.
قُلْتُ: فَسَكَتَ الدَّارَقُطْنِيُّ، بَلْ عَمْرٌو تَابِعِيٌّ, قَدْ سَمِعَ مِنْ رَبِيْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ, وَمِنَ الرُّبَيِّعِ، وَلَهُمَا صُحْبَةٌ.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ النَّاسِ وَثِقَاتُهُم، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ، إِلاَّ أَنَّ أَحَادِيْثَهُ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ مَعَ احْتِمَالِهِم إِيَّاهُ، لَمْ يُدْخِلُوْهَا فِي صِحَاحِ مَا خَرَّجُوا، وَقَالُوا: هِيَ صحيفة.

(5/487)


قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَشَبَابٌ: مَاتَ عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. زَادَ ابْنُ بُكَيْرٍ: بِالطَّائِفِ.
قُلْتُ: الضُّعَفَاءُ الرَّاوُوْنَ عَنْهُ مِثْلُ: المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ العَرْزَمِيِّ, وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ, وَإِسْحَاقَ بنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَالضَّحَّاكِ بنِ حَمْزَةَ، وَنَحْوِهِم فَإِذَا انْفَرَدَ هَذَا الضَّرْبُ عَنْهُ بِشَيْءٍ، ضَعُفَ نُخَاعُهُ, وَلَمْ يُحْتَجَّ بِهِ، بَلْ وَإِذَا رَوَى عَنْهُ رَجُلٌ مُخْتَلَفٌ فِيْهِ كَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَهِشَامِ بنِ سَعْدٍ, وَابْنِ إِسْحَاقَ فَفِي النَّفْسِ مِنْهُ، وَالأَوْلَى أَنْ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ بِخِلاَفِ رِوَايَةِ حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى الفَقِيْه وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، فَالأَوْلَى أَنْ يُحْتَجَّ بِذَلِكَ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّفْظُ شَاذّاً وَلاَ مُنْكَراً فَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ إِمَامُ الجَمَاعَةِ: لَهُ أَشْيَاءُ مَنَاكِيْرُ.
قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى زينب بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ فَحَدَّثَتْهُ: أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَبِيْبٌ المُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَحْضُرُ الجُمُعَةَ ثَلاَثَةٌ وَاعٍ دَاعٍ أَوْ لاَغٍ أَوْ مُنْصِتٌ" 1.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، وَمَكْحُوْلٌ جَالِسٌ.
قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ, سَمِعَ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ لِلَّيْثِ بنِ أَبِي سليم: شد يدك بما سمعت من طاوس وَمُجَاهِدٍ، وَإِيَّاكَ وَجَوَالِيْقَ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ, وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فَإِنَّهُمَا صَاحِبَا كُتُبٍ يَعْنِي: يَرْوِيَانِ عَنِ الصُّحُفِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا كَامِلُ بنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ, حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ بِنُسْخَةٍ طَوِيْلَةٍ, وَابْنُ لَهِيْعَةَ نَبْرَأُ مِنْ عُهْدَتِهِ. قَالَ:
فَمِنْهَا: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الله زادكم صلاة, فحافظوا عليها، وهي الوتر" 2.
__________
1 حسن: أخرجه أبو داود "1113" من طريق يزيد، عن حبيب المعلم، به. بلفظ: "يحضر الجمعة ثلاثة نفر: رجل حضرها بلغو وهو حظه منها، ورجل حضرها يدعو، فهو رجل دعا الله -عز وجل: إن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا، فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها" وزيادة ثلاثة أيام، وذلك بأن الله -عز وجل- يقول: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] .
2 حسن لغيره: أخرجه أحمد "2/ 180" من طريق حجاج، عن عمرو بن شعيب، به. قلت إسناده ضعيف، آفته حجاج، وهو ابن أرطأة، ضعيف لسوء حفظه، وأخرجه الدارقطني "2/ 31" من طريق محمد بن عبيد الله العزرمي، عن عمرو بن شعيب، به.
قلت: إسناده واه، العرزمي هذا متروك، وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" "2/ 73" من طريق ابن لهيعة حدثنا عمرو بن شعيب، به.
وفي الباب عن معاد بن جبل: عند أحمد "5/ 242"، وفي إسناده عبيد الله بن زحر، وهو ضعيف وعن بريدة بن الحصيب: عند أحمد "5/ 357" بلفظ: "الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا" وفي إسناده أبو المنيب عبيد الله العتكي، ضعيف، أجمعوا على ضعفه، وعن أبي بصرة الغفاري: عند أحمد "6/ 7" وإسناده صحيح.

(5/488)


وَمِنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنِ اسْتُوْدِعَ وَدِيْعَةً, فَلاَ ضَمَانَ عَلَيْهِ" 1.
وَمِنْهَا: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ أَتَتَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي أَيْدِيْهِمَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: "أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللهُ بِسِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ "؟ قَالَتَا: لاَ. قَالَ: "فَأَدِّيَا زَكَاتَهُ" 2.
وَمِنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ صَلَّى مَكْتُوْبَةً فَلْيَقْرَأْ بِأُمِّ القُرْآنِ وقرآن معها"3.
__________
1 حسن لغيره: أخرجه ابن ماجه "2401"، من طريق أيوب بن سويد، عَنِ المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده، به مرفوعا ولفظه: "من أودع وديعة، فلا ضمان عليه".
قلت: إسناده ضعيف، آفته المثنى بن الصباح، والراوي عنه ضعيفان، وأخرجه الدارقطني "3/ 41"، والبيهقي "6/ 289" من طريق يزيد بن عبد الملك، عن محمد بن عبد الرحمن الجمحي، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده، به مرفوعا بلفظه: "لا ضمان على مؤتمن".
قلت: إسناده ضعيف، يزيد بن عبد الملك، ضعيف، ومحمد بن عبد الرحمن الجمحي، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة وأخرجه الدارقطني "3/ 41" من طريق عمرو بن عبد الجبار، عن عبيد بن حسان، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده مرفوعا بلفظ: "ليس على مؤتمن ضمان".
قلت: إسناده ضعيف، عمرو بن عبد الجبار، وعبيدة ضعيفان.
2 حسن: أخرجه عبد الرزاق "7065"، من طريق المثنى بن الصباح، وأبو داود "1563"، والنسائي "5/ 38" من طريق حسين المعلم، والترمذي "637"، من طريق ابن لهيعة ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، به.
3 ضعيف: أخرجه عبد الرزاق "2/ 2787" عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، به.
قلت: إسناده ضعيف، آفته المثنى بن الصباح فإنه ضعيف. لكن قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب". =

(5/489)


ومنها: أنه -عليه السلام- قَالَ: "مَنْ أَعْهَرَ بِحُرَّةٍ أَوْ أَمَةِ قَوْمٍ، فولدت، فالولد ولد زنى لا يرث ولايورث" 1.
وَمِنْهَا: "لاَ تَمْشُوا فِي المَسَاجِدِ وَعَلَيْكُم بِالقَمِيْصِ وَتَحْتَهُ الإِزَارُ"2.
وَمِنْهَا: "العِرَافَةُ: أَوَّلُهَا مَلاَمَةٌ, وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ، وَآخِرُهَا عَذَابٌ يَوْمَ القِيَامَةِ"3.
وَمِنْ أَفْرَادِ عَمْرٍو: حَدِيْثُ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيْبٍ وَدَاوُدَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ: عَنْ جَدِّهِ، مَرْفُوْعاً: "لاَ يَجُوْزُ لامْرَأَةٍ أَمْرٌ في مالها إذا ملك زوجها عصمتها" 4.
__________
= أخرجه الشافعي في "مسنده" "1/ 75"، والحميدي "386"، وأحمد "5/ 314"، والبخاري "756" ومسلم "394"، وأبو داود "822"، والنسائي، "2/ 137"، وابن ماجه "837"، والدارقطني "1/ 321"، وابن الجارود "185"، وأبو عوانة "2/ 124"، والبيهقي في "السنن" "2/ 38 و 164" والبغوي في "شرح السنة" "576" من طرق عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، به مرفوعا.
1 حسن لغيره: أخرجه الترمذي "2113" من طريق ابن لهيعة، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده، به.
قلت: إسناده ضعيف، ابن لهيعة، ضعيف لسوء حفظه، وأخرجه أبو داود "2265"، والبيهقي "6/ 260"، من طريق سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب، به. نحوه. وإسناده ضعيف، سليمان بن موسى، لين كما قال الحافظ في "التقريب".
2 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الأوسط" "7380"، وفيه مجاهيل.
3 ضعيف: أخرجه الطيالسي "2526" ومن طريقه البيهقي "10/ 97" حدثنا هشام، حدثنا عباد بن أبي علي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: العرافة أولها ملامة.." فذكره موقوفًا عليه.
قلت: إسناده ضعيف، آفته عباد بن أبي على البصري، مجهول.
لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول.
والعرافة: هي الإمارة.
لكن قد صح عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي. ثم قال: "يا أبا ذر إنك ضعيف. وإنها أمانة. وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" أخرجه مسلم "1825"، وأحمد "5/ 173" من حديث أبي ذر به.
4 حسن: أخرجه أبو داود "3546" حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن داود بن أبي هند وحبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، به.

(5/490)


وَحَدِيْثُ: "مَنْ زَوَّجَ فَتَاتَهُ، فَلاَ يُنظرن إِلَى مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ". رَوَاهُ: سَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ, عَنْهُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوْعاً1.
فأما:
__________
1 حسن: أخرجه أحمد "2/ 187"، والدارقطني "1/ 230- 231"، والبيهقي "2/ 229"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "2/ 278" من طريق عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا سوار أبو حمزة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع، وإذا أنكح أحدكم عبده أو أجيره، فلا ينظرن إلى شيء من عورته، فإن ما أسفل من سرته إلى ركبتيه من عورته".
قلت: إسناده حسن، سوار أبو حمزة، هو سوار بن داود الصيرفي، وثقه ابن معين، وقال أحمد في "الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1176": لا بأس به.
وقال ابن أبي حاتم: وهم وكيع في اسمه فقال: داود بن سوار، وأخرجه أبو داود "496"، وأبو نعيم في "الحلية" "10/ 26"، والبغوي "500" من طريق وكيع والدارقطني "1/ 230"، ومن طريقه البيهقي في "السنن" "2/ 229" من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن سوار أبي حمزة، به.

(5/491)


677- شُعَيْبٌ 1: "4"
فَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْساً. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ"، وَقَالَ: رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَأَبِيْهِ مُحَمَّدٍ، وَمُعَاوِيَةَ.
قُلْتُ: مَعَ أَنَّ رِوَايَتَهُ عَنْ أَبِيْهِ مُحَمَّدٍ فِي "سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ" وَ "النَّسَائَيِّ" وَ "التِّرْمِذِيِّ" وَالمَتْنُ هُوَ "لاَ يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ" 2.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ؛ عَمْرٌو وَعُمَرُ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، فَنَسَبَهَ إِلَى جَدِّهِ، فَقَالَ: شُعَيْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ أَيْضاً: عُثْمَانُ بنُ حَكِيْمٍ, وَعَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ. وَقَدْ ذَكَرَ البُخَارِيُّ, وَأَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ، وَمِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ. وَلَمْ نَعْلَمْ مَتَى تُوُفِّيَ، فَلَعَلَّهُ مَاتَ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ، فِي دَوْلَةِ عبد الملك.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 243"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2562"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1539"، الكاشف "2/ ترجمة 2316"، تاريخ الإسلام "39/ 255"، تهذيب التهذيب "4/ 356"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2967".
2 حسن: أخرجه الطيالسي "2257"، والنسائي "7/ 295"، والحاكم "2/ 16- 17" والدارقطني "3/ 74- 75"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 46" من طرق عن أيوب عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا يحل سلف وبيع، ولا شرطان في بيع".
قلت: إسناده حسن، عن عمرو بن شعيب مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاص، وأبوه شعيب كلاهما صدوق، وأيوب، هو ابن أبي تميمة السختياني، ثقة ثبت، من كبار الفقهاء العباد، من الطبقة الخامسة، روى له الجماعة، وأخرجه أحمد "2/ 178- 179"، وأبو داود "3504"، والترمذي "1234"، والنسائي "7/ 288 و 295"، وابن الجارود "601" من طرق عن إسماعيل بن علية، حدثنا أيوب، حدثنا عمرو بن شعيب، قال: حدثني أبي، عن أبيه حتى ذكر عبد الله بن عمر، فذكره.
قلت: ادخلوا محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، بين شعيب بن محمد، وعبد الله بن عمرو بن العاص.

(5/491)


وَأَمَّا أَبُو شُعَيْبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن عمرو:
678- وَأَمَّا أَبُو شُعَيْبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن عمرو 1: "د، ت، س"
السهمي، فَذَكَرَهُ ابْنُ يُوْنُسَ فِي "تَارِيْخِهِ", وَقَالَ: رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ, رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ شُعَيْبٌ, وَحَكَمُ بنُ الحَارِثِ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: أُمُّهُ هِيَ بِنْتُ مَحْمِيَةَ بنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الوَلِيْدِ الأَزْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا عبد المجيد بن أبي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ, وَالمُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، قال: طَاف مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو مَعَ أَبِيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي السَّابِعِ، أَخَذَ بِيَدِهِ إِلَى دُبُرِ الكَعْبَةِ ... , الحَدِيْثَ.
وَمُحَمَّدٌ نَزْرُ الرِّوَايَةِ، قَدْ ذَكَرْنَا لَهُ حَدِيْثَ: "لاَ يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ"2.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خُرَّزَاذَ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بنُ بَكَّارٍ، عَنْ وُهَيْبٍ عَنِ ابْنِ طَاوُوْسٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِيْهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ -قَالَ مَرَّةً: عَنْ أَبِيْهِ، وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُوْمِ الحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، وَعَنِ الجَلاَّلَةِ"3.
هَكَذَا يَرْوِيْهِ أَبُو عَلِيٍّ الأَسْيُوْطِيُّ، عَنِ النَّسَائِيِّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ حَيُّوْيَه، عَنِ النَّسَائِيِّ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ؛ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَهُوَ وَهْمٌ. وَأَمَّا أَبُو دَاوُدَ فَرَوَاهُ عَنْ: سَهْلِ بنِ بَكَّارٍ بِإِسْنَادِهِ، فَقَالَ: عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جده كباقي أحاديثه.
__________
1 ترجمته في الكاشف "3/ ترجمة 5037"، ميزان الاعتدال "3/ 593"، تهذيب التهذيب "9/ 226"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6384".
2 حسن: راجع تخريجنا قبل السابق بتعليق رقم "513".
3 حسن: أخرجه النسائي "7/ 239- 240"، وأبو داود "3811".

(5/492)


فَهَذَا كُلُّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِهِ مِنْ أَنَّ لِمُحَمَّدٍ رِوَايَةً. وَالظَّاهِرُ مَوْتُهُ فِي حَيَاةِ أَبِيْهِ -وَاللهُ أَعْلَمُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي شَرِيْكٍ, أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ الجَرَّاحِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائة، قرىء عَلَى أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ -وَأَنَا أَسْمَعُ- قِيْلَ لَهُ: حَدَّثَكُم عَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ, حَدَّثَنَا سفيان، حدثنا عمرو ابن دِيْنَارٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلاَةُ القَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ القَائِمِ" 1.
هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ، مَحْفُوْظُ المَتْنِ. وَقَدْ جَمَعَ الحَافِظُ الضِّيَاءُ فِي كِتَابِ "المُخْتَارَةِ" لَهُ نُسْخَةً لِعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ.
وَآلُ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ -إِلَى اليَوْمِ- لَهُم بَقِيَّةٌ بِالطَّائِفِ، يَتَوَارَثُوْنَ الوَهْطَ؛ وَهُوَ بُسْتَانٌ كَبِيْرٌ إِلَى الغَايَةِ لِجَمَاعَةٍ كَبِيْرَةٍ هُوَ مَعَاشُهُم.
وَالطَّائِفُ: وَادٍ طَيِّبٌ كَثِيْرُ الفَوَاكِهِ، وَالأَعْنَابِ، وَالمِيَاهِ البَارِدَةِ، وَيَتَجَلَّدُ فِيْهِ المَاءُ فِي البَرْدِ أَخْبَرَنِي صَدُوْقٌ عَايَنَ الجَلِيْدَ بِهَا، وَلَهُم جَامِعٌ كَبِيْرٌ، وَهُوَ مَسِيْرَةُ أَرْجَحَ مِنْ يَوْمٍ عَنْ مَكَّةَ، وَخَيْرَاتُ الطَّائِفِ تُجْلَبُ إِلَى مكة وغيرها.
__________
1 صحيح: هذا إسناد حسن، وأخرجه مسلم "735"، وأبو داود "950"، والنسائي "3/ 223"، من طريق منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو قال حدثت أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "صلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة" قال فأتيته فوجدته يصلي جالسا، فوضعت يدي على رأسه. فقال: مالك يا عبد الله بن عمرو؟ قلت: حدثت يا رسول الله أنك قلت: "صلاة الرجل قاعدا على نصف الصلاة" وأنت تصلي قاعدا. قال: "أجل ولكني لست كأحد منكم".

(5/493)


679- المنهال 1: "خ، 4"
ابن عمرو، أبو عمرو الأسدي مولاهم الكُوْفِيُّ. يَرْوِي عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ.
رَوَى عَنْهُ: حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَمَنْصُوْرٌ, وَشُعْبَةُ, وَالمَسْعُوْدِيُّ،
وَسَوَّارُ بنُ مُصْعَبٍ، وَطَائِفَةٌ كَبِيْرَةٌ. وَقِيْلَ: إِنَّ سَوَّاراً إِنَّمَا رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْهُ, ثُمَّ إِنَّ شُعْبَةَ تَرَكَ الرِّوَايَةَ عَنْهُ لِكَوْنِهِ سَمِعَ آلَةَ الطَّرَبِ مِنْ بَيْتِهِ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ.
قُلْتُ: حَدِيْثُهُ فِي شَأْنِ القَبْرِ بِطُوْلِهِ فِيْهِ نَكَارَةٌ وَغَرَابَةٌ، يَرْوِيْهِ عَنْ زَاذَانَ, عَنِ البَرَاءِ.
وَقَدْ تَلاَ عَلَى: سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ: ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ: سَنَةَ بضع عشرة ومائة.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 1963"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوى "1/ 527 و 535" و "2/ 657 و 680"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1634"، الكاشف ""3/ ترجمة رقم 5752"، تاريخ الإسلام "5/ 7"، ميزان الاعتدال "4/ 192"، تهذيب التهذيب "10/ 319"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7223".

(5/493)


680- سليم بن عامر 1: "م، 4"
الكلاعي الخبائري الحِمْصِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَتَمِيْمٍ الدَّارِيِّ، وَالمِقْدَادِ بنِ الأَسْوَدِ، وَعَوْفِ بنِ مَالِكٍ, وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَمْرِو بنِ عَبَسَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَيَجُوْزُ أَنَّ رِوَايَتَهُ عَنِ المِقْدَادِ وَنَحْوِهِ مُرْسَلَةٌ، وَأَنَّهُ مَا شَافَهَهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيُّ، وَحَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَعُفَيْرُ بنُ مَعْدَانَ وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَآخَرُوْنَ وَعُمِّرَ دَهْراً. وَكَانَ يَقُوْلُ: اسْتَقْبَلْتُ الإِسْلاَمَ مِنْ أَوَّلِهِ؛ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ.
رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بنَ عَامِرٍ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: سُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ الكَلاَعِيُّ زَعَمَ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِم كِتَابَ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وقال أبو القاسم بن عساكر: شهد فتح القادسية.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الحِمْصِيُّ: عَاشَ سُلَيْمٌ بَعْدَ سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، قُلْتُ: جَاوَزَ المائَةَ بِسَنَتَيْنِ، فَأَمَّا قَوْلُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ، وَخَلِيْفَةَ بنِ خَيَّاطٍ: أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ فَهُوَ بَعِيْدٌ، مَا أَعْتَقِدُ أَنَّهُ بَقِيَ إِلَى هَذَا الوَقْتِ, وَلَوْ عَاشَ إِلَى هَذَا الوَقْتِ، لَسَمِعَ مِنْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عياش وأقرانه.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 464"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2190"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 909"، أسد الغابة "2/ 348"، تاريخ الإسلام "4/ 255"، الكاشف "1/ ترجمة 2094"، تهذيب التهذيب "4/ 166"، الإصابة "2/ ترجمة 3795"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2665"، شذرات الذهب "1/ 140".

(5/494)


681- محمد بن يحيى 1: "ع"
ابن حبان بن مُنْقِذِ بنِ عَمْرٍو، الإِمَامُ الفَقِيْهُ الحُجَّةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، النَّجَّارِيُّ, المَازِنِيُّ, المَدَنِيُّ حَفِيْدُ الصَّحَابِيِّ الَّذِي كَانَ يُخدع فِي البُيُوْعِ، وَيَقُوْلُ: "لاَ خِلاَبَةَ"2. مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ, وَرَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ، وأنس بن مالك, وعبد الله بن مُحَيْرِيْزٍ، وَعَمْرِو بنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، وَعَمِّهِ وَاسِعِ بنِ حَبَّانَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ، وَعَمْرُو بنُ يَحْيَى المَازِنِيُّ، وَمَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَاللَّيْثُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وَهُوَ إِمَامٌ مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ لِلْفَتْوَى، وَكَانَ ثِقَةً, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، عَاشَ أَرْبَعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: أَرَّخَ جَمَاعَةٌ مَوْتَهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ مِنْ أعيان مشيخة مالك رحمه الله.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ 848"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 263 و 389" و "2/ 362" و "3/ 6"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 549"، الكاشف "3/ ترجمة 5293"، تاريخ الإسلام "5/ 162"، تهذيب التهذيب "9/ 507"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6735".
2 الخلابة: الخداع. وقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رجلًا ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم أنه يُخدع في البيوع، فقال: "إذا بايعت فقل لا خلابة" أخرجه مالك "2/ 685". والبخاري "2117" و "4964"، وأبو داود "3500"، والنسائي "7/ 252"، والبغوي "2052" كلهم من طريق مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ عبد الله بن عمر، به.

(5/495)


682- ابن موهب 1: "خَ، م، ت، س، ق"
الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَوْهَبٍ التَّيْمِيُّ، المَدَنِيُّ, الأَعْرَجُ.
سَكَنَ العِرَاقَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ, وَجَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حَنِيْفَةَ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ, وَإِسْرَائِيْلُ، وَشَيْبَانُ, وَأَبُو عَوَانَةَ، وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ: ابْنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ: بَعْدَ سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ وَهِمَ ابْنُ سَعْدٍ، فَقَالَ: مَا لاَ يَسُوْغُ وَهُوَ: مَاتَ فِي خِلاَفَةِ المَهْدِيِّ، سَنَةَ ستين ومائة.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2256"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 89". و 160"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 854"، الكاشف "2/ ترجمة 3769"، / تاريخ الإسلام "6/ 248"، تهذيب التهذيب "7/ 132"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4758".

(5/496)


683- عدي بن ثابت 1: "ع"
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الوَاعِظُ الأَنْصَارِيُّ, الكُوْفِيُّ، سِبْطُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الخَطْمِيِّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَنِ: البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ, وَسُلَيْمَانَ بنِ صُرَدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى, وَعَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الخَطْمِيِّ، وَزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ, وَيَزِيْدَ بنِ البَرَاءِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ، وَيَحْيَى بنُ سعيد الأنصاري, وأبان ابن تَغْلِبَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ, وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ, وَأَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ، وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ, وَأَبُو اليَقْظَانِ عُثْمَانُ بنُ عُمَيْرٍ، وَفُضَيْلُ ابن مَرْزُوْقٍ، وَمِسْعَرٌ وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَشُعْبَةُ وَالعَلاَءُ بنُ صَالِحٍ وَخَلْقٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَالعِجْلِيُّ، ثِقَةٌ، وَتَبِعَهُمَا النَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ, كَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ الشِّيْعَةِ, وَقَاصَّهُم. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: عُبَيْدُ بنُ عَازِبٍ أَخُو البَرَاءِ هُوَ جَدُّ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، رَوَى فِي الوُضُوْءِ وَالحَيْضِ، شَهِدَ عُبَيْدٌ وَالبَرَاءُ مَعَ عَلِيٍّ مَشَاهِدَهُ كُلَّهَا.
وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ عَدِيُّ بنُ أَبَانَ بنِ ثَابِتِ بنِ قَيْسِ بنِ الخَطِيْمِ الأَنْصَارِيُّ، الظَّفَرِيُّ, وَثَابِتٌ صحابي كبير.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ عَدِيٌّ فِي وِلاَيَةِ خَالِدٍ القَسْرِيِّ عَلَى العِرَاقِ. وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: سنة 116هـ، وَأَمَّا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، فَقَالَ: هُوَ عَدِيُّ بنُ ثَابِتِ بنِ دِيْنَارٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُحْسِنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ, أَنْبَأَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ "ح" وَأُنْبِئْتُ عَنْهُمَا, قَالاَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ, أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ سَمِعْتُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ: "وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسْمَةَ، وَتَرَدَّى بِالعَظَمَةِ، إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ: "إِنَّهُ لاَ يُحِبُّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُكَ إِلاَّ مُنَافِقٌ" رَوَاهُ مُسْلِمٌ2 مِنْ طَرِيْقِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، ووكيع عن الأعمش.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 308"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 196"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 5"، الكاشف "2/ ترجمة 3813"، ميزان الاعتدال "3/ 61"، تاريخ الإسلام "4/ 277"، تهذيب التهذيب "7/ 165"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4809".
2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 84 و 95 و 128"، وفي "فضائل الصحابة" "948" و "961" والحميدي "58"، مسلم "78"، والترمذي "3736"، والنسائي "8/ 115- 116"، وفي "فضائل الصحابة" "50"، وفي "خصائص علي" "100" و "101" و "102"، وابن ماجه "114"، وأبو يعلى "391"، وابن منده في "الإيمان" "261"، والبغوي "3908" و "3909" من طرق عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ بن حُبيش، عن علي بن أبي طالب، به.

(5/496)


684- الجراح 1:
مُقَدَّمُ الجُيُوْشِ، فَارِسُ الكَتَائِبِ، أَبُو عُقْبَةَ الجَرَّاحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَكَمِيُّ. وَلِيَ البَصْرَةَ مِنْ جِهَةِ الحَجَّاجِ، ثُمَّ وَلِيَ خُرَاسَانَ وَسِجِسْتَانَ لِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَكَانَ بَطَلاً، شُجَاعاً, مَهِيْباً طُوَالاً, عَابِداً، قَارِئاً, كَبِيْرَ القَدْرِ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ سِيْرِيْنَ. وَعَنْهُ: صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو, وَيَحْيَى بن عطية، وربيعة بن فضالة.
رَوَى أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ حَكَمٍ، قَالَ: قَالَ الجَرَّاحُ الحَكَمِيُّ: تَرَكْتُ الذُّنُوْبَ حَيَاءً أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، ثُمَّ أَدْرَكَنِي الوَرَعُ.
قَالَ شَبَابٌ: هُوَ دِمَشْقِيٌّ, نَزَلَ البَصْرَةَ وَالكُوْفَةَ، وَكَانَ مِنَ القُرَّاءِ. قَالَ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: كَانَ إِذَا مَرَّ فِي جَامِعِ دِمَشْقَ، يُمِيْلُ رَأْسَهُ عَنِ القَنَادِيْلِ مِنْ طُوْلِهِ.
وَقَالَ مُجَالِدٌ: وَلِيَ يَزِيْدُ بنُ المُهَلَّبِ العِرَاقَ، فَلَمَّا سَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، اسْتَخْلَفَ الجَرَّاحَ عَلَى العِرَاقِ. وَعَنِ الحَسَنِ الزُّرقي، قَالَ: كَانَ الجَرَّاحُ بنُ عَبْدِ اللهِ عَلَى خُرَاسَانَ كُلِّهَا؛ حَرْبِهَا وَصِلاَتِهَا، وَمَالِهَا.
قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَةٍ غَزَا الجَرَّاحُ بِلاَدَ التُّرْكِ، وَرَجَعَ فَأَدْرَكَتْهُ التُّرْكُ، فَقُتِلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ.
وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ الحِمْيَرِيُّ: كَانَ الجَرَّاحُ عَلَى أَرْمِيْنِيَةَ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً، فَقَتَلَتْهُ الخَزَرُ، فَفَزِعَ النَّاسُ لِقَتْلِهِ فِي البُلْدَانِ.
قَالَ سُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ: دَخَلْتُ عَلَى الجَرَّاحِ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَرَفَعَ الأُمَرَاءُ أَيْدِيَهُم، فَمَكَثَ طَوِيْلاً، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا يَحْيَى، هَلْ تَدْرِي مَا كُنَّا فِيْهِ؟ قُلْتُ: لاَ، وَجَدْتُكُم فِي رَغْبَةٍ، فَرَفَعْتُ يَدِي مَعَكُم. قَالَ: سَأَلْنَا اللهَ الشهادة، فوالله بَقِيَ مِنْهُم أَحَدٌ فِي تِلْكَ الغَزَاةِ حَتَّى اسْتُشْهِدَ.
قَالَ خَلِيْفَةُ: زَحَفَ الجَرَّاحُ مِنْ بَرْذَعَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ إِلَى ابْنِ خَاقَانَ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيْداً، فَقُتِلَ الجَرَّاحُ فِي رَمَضَانَ، وَغَلَبَتِ الخَزَرُ عَلَى أَذْرَبِيْجَانَ، وَبَلَغُوا إِلَى قَرِيْبٍ مِنَ المَوْصِلِ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ البَلاَءُ بِمَقْتَلِ الجَرَّاحِ عَلَى المُسْلِمِيْنَ عَظِيْماً، بَكَوْا عَلَيْهِ فِي كُلِّ جند.
__________
1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 2173"، تاريخ الإسلام "4/ 237- 238"، العبر "1/ 137"، شذرات الذهب "1/ 144".

(5/497)


685- طلحة بن مصرف 1: "ع"
ابن عمر بن كَعْبٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُقْرِئُ، المُجَوِّدُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ اليَامِيُّ، الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ.
تَلاَ عَلَى يَحْيَى بنِ وَثَّابٍ، وَغَيْرِهِ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى، وَمُرَّةَ الطَّيِّبِ، وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَخَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَذَرٍّ الهَمْدَانِيِّ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَطَائِفَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، وَمَنْصُوْرٌ، وَالأَعْمَشُ، وَمَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، وَشُعْبَةُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: أُخْبِرْتُ أَنَّ طَلْحَةَ بنَ مُصَرِّفٍ شُهِرَ بِالقِرَاءةِ، فَقَرَأَ عَلَى الأَعْمَشِ لِيَنْسَلِخَ ذَلِكَ الاسْمُ عَنْهُ، فَسَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ: كَانَ يَأْتِي، فَيَجْلِسُ عَلَى البَابِ حَتَّى أَخْرُجَ، فَيَقْرَأُ، فَمَا ظَنُّكُم بِرَجُلٍ لاَ يُخْطِئُ وَلاَ يَلْحَنُ.
وَقَالَ مُوْسَى الجُهَنِيُّ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بنَ مُصَرِّفٍ يَقُوْلُ: قَدْ أَكْثَرْتُمْ عَلَيَّ فِي عُثْمَانَ، وَيَأْبَى قَلْبِي إِلاَّ أَنْ يُحِبَّهُ.
وَعَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبْجَرَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ طَلْحَةَ بنَ مُصَرِّفٍ فِي مَلأٍ إِلاَّ رأيت له الفضل عليهم.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 308"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 3080"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 2080 و 2082"، حلية الأولياء "5/ 14"، "الكاشف "2/ ترجمة 2500"، تاريخ الإسلام "4/ 260"، تهذيب التهذيب "5/ 25"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3202"، شذرات الذهب "1/ 145".

(5/498)


وَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَمْرٍو: قَالَ لِي طَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ: لَوْلاَ أَنِّي عَلَى وُضُوْءٍ، لأَخْبَرْتُكَ بِمَا تَقُوْلُ الرَّافِضَّةُ.
قَالَ فُضَيْلُ بنُ غَزْوَانَ: قيل لطلحة بن مصرف: لو ابتلت طَعَاماً، رَبِحْتَ فِيْهِ.
قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللهُ مِنْ قَلْبِي غِلاًّ عَلَى المُسْلِمِيْنَ.
وَقَالَ فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: بَلَغَنِي عَنْ طَلْحَةَ أَنَّهُ ضَحِكَ يَوْماً، فَوَثَبَ عَلَى نَفْسِهِ، وَقَالَ: وَلِمَ تَضْحَكُ؟ إِنَّمَا يَضْحَكُ مَنْ قَطَعَ الأَهْوَالَ، وَجَازَ الصِّرَاطَ. ثُمَّ قَالَ: آلَيْتُ أَنْ لاَ أَفْتَرَّ ضَاحِكاً حَتَّى أَعْلَمَ بِمَ تَقَعُ الوَاقِعَةُ. فَمَا رُئِيَ ضَاحِكاً حَتَّى صَارَ إِلَى اللهِ.
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بنَ مُصَرِّفٍ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ الجَمَاجِمَ1، فَمَا رُمِيْتُ، وَلاَ طُعِنْتُ، وَلاَ ضُرِبْتُ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ هَذِهِ سَقَطَتْ هَا هُنَا وَلَمْ أَكُنْ شَهِدْتُهَا.
قَالَ لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ: حَدَّثْتُ طَلْحَةَ بنَ مصرف في مرضه: أن طاوسا كَرِهَ الأَنِيْنَ، فَمَا سُمِعَ طَلْحَةُ يَئِنُّ حَتَّى مَاتَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: كُنَّا فِي جَنَازَةِ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو مَعْشَرٍ، وَقَالَ: ما خلَّف مثله.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ طَلْحَةُ يُحَرِّمُ النَّبِيْذَ. قُلْتُ: وَكَانَ يُحِبُّ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَهَاتَانِ خَصْلَتَانِ عَزِيْزَتَانِ فِي الرَّجُلِ الكُوْفِيِّ.
تُوُفِّيَ طَلْحَةُ فِي آخِرِ سَنَةِ اثنتي عشرة ومائة.
__________
1 أي موضع الواقعة التي كانت بين عبد الرحمن بن الأشعث والحجاج، وكانت الغلبة فيها للحجاج وكانت هذه الواقعة سنة 82 أو 83هـ قرب الكوفة.

(5/499)


686- أبو الزاهرية 1: "م، د، س، ق"
حدير بن كريب الحمصي إِمَامٌ مَشْهُوْرٌ، مِنْ عُلَمَاءِ الشَّامِ. سَمِعَ: أَبَا أُمَامَةَ البَاهِلِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ، وَجُبَيْرَ بنَ نُفير، وَطَائِفَةً. وَأَرْسَلَ عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَسَعِيْدُ بنُ سِنَانٍ، وَأَحْوَصُ بنُ حَكِيْمٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى فِي "تَارِيْخِهِ": زَعَمُوا أَنَّهُ أَدْرَكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَكَانَ أُمِّيّاً لاَ يَكْتُبُ. وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ.
قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بنُ خِرَاشٍ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَغْفَيْتُ فِي صَخْرَةِ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَجَاءتِ السَّدَنَةُ، فَأَغْلَقُوا عَلَيَّ البَابَ، فَمَا انْتَبَهْتُ إِلاَّ بِتَسْبِيْحِ المَلاَئِكَةِ، فَوَثَبْتُ مَذْعُوْراً، فَإِذَا المَكَانُ صُفُوْفٌ، فَدَخَلْتُ مَعَهُم فِي الصَّفِّ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ سَنَةَ مائَةٍ, وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَشَبَابٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 450"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 340"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 448" و "3/ 203"، الكنى للدولابي "1/ 183"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1313"، الحلية لأبي نعيم "6/ 100"، تاريخ الإسلام "5/ 193"، تهذيب التهذيب "2/ 218"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1709".

(5/499)


678- القاسم 1: "4"
ابن عبد الرحمن الإِمَامُ، مُحَدِّثُ دِمَشْقَ. أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ القَاسِمُ بنُ أَبِي القَاسِمِ. يُرْسِلُ كَثِيْراً عَنْ: قُدَمَاءِ الصَّحَابَةِ؛ كَعَلِيٍّ، وَتَمِيْمٍ الدَّارِيِّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ. وَيَرْوِي عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَعِدَّةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ الحَارِثِ الذِّمَارِيُّ، وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَخَلْقٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ أُمِّ حَبِيْبَةَ. وَقِيْلَ: مَوْلَى مُعَاوِيَةَ. لَهُ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ، وَفِي بَعْضِ حَدِيْثِ الشَّامِيِّيْنَ: أَنَّ القَاسِمَ أَدْرَكَ أَرْبَعِيْنَ بَدْرِيّاً.
ذَكَرَ البُخَارِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيّاً، وَابْنَ مَسْعُوْدٍ، وَهَذَا مِنْ وَهْمِ البُخَارِيِّ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.
وَرَوَى ابْنُ شَابُوْرٍ، عَنْ يَحْيَى الذِّمَارِيِّ: سَمِعْتُ القَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: لَقِيْتُ مائَةً مِنَ الصَّحَابَةِ.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 449- 250"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 712"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 375"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 649"، المجروحين لابن حبان "2/ 211"، الكاشف "2/ ترجمة 4587"، ميزان الاعتدال "3/ 373"، تهذيب التهذيب "8/ 322"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5785"ن شذرات الذهب "1/ 145".

(5/500)


وَرَوَى يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ رويُم، عَنِ القَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ دِمَشْقَ. قُلْتُ: أَنْكَرَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ هَذَا، وَقَالَ: كَيْفَ يَكُوْنَ لَهُ هَذَا اللِّقَاءُ، وَهُوَ مَوْلَىً لِخَالِدِ بنِ يزيد.
عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي الرَّبِيْعِ، عَنِ القَاسِمِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِيْنَ عَلَى شَيْخٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: سَهْلُ ابْنُ الحَنْظَلِيَّةِ.
قَالَ دُحَيْمٌ: كَانَ القَاسِمُ مَوْلَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، فَوُرِثَتْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْضَلَ مِنَ القَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ كُنَّا بِالقُسْطَنْطِيْنِيَّةِ، وَكَانَ النَّاسُ يُرْزَقُوْنَ رَغِيْفَيْنِ رَغِيْفَيْنِ، فَكَانَ يَتَصَدَّقُ بِرَغِيْفٍ، وَيَصُوْمُ وَيُفْطِرُ عَلَى رَغِيْفٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: فِي حَدِيْثِ القَاسِمِ مَنَاكِيْرُ مِمَّا تَرْوِيْهِ الثِّقَاتُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مِنْهُم مَنْ يُضَعِّفُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدِيْثُ القَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: "الدِّبَاغُ طَهُوْرٌ" هَذَا مُنْكَرٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضاً: رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بنُ يَزِيْدَ أَعَاجِيْبَ، وَمَا أُرَاهَا إِلاَّ مِنْ قِبَلِ القَاسِمِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الصَّحَابَةِ المُعْضِلاَتِ، وَكَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَقِيَ أَرْبَعِيْنَ بَدْرِيّاً.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيُّ: كَانَ خِيَاراً، فَاضِلاً، أَدْرَكَ أَرْبَعِيْنَ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ثِقَةٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.

(5/501)


688- القاسم 1: "ح، 4"
ابن عبد الرحمن بنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الله بن مسعود الهذلي الإِمَامُ، المُجْتَهِدُ قَاضِي الكُوْفَةِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكُوْفِيُّ، عَمُّ القَاسِمِ بنِ مَعْنٍ الفَقِيْهِ.
وُلِدَ فِي صَدْرِ خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَجَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، وَمَسْرُوْقٍ، وَطَائِفَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وَالمَسْعُوْدِيُّ، وَمِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ, وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَمْ يَلْقَ ابْنَ عُمَرَ قَالَ الأَعْمَشُ: كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَيْهِ وَهُوَ قَاضٍ. وَقَالَ مُحَارِبُ بنُ دِثَارٍ: صَحِبْنَاهُ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، فَفَضَلَنَا بِكَثْرَةِ الصَّلاَةِ وَطُوْلِ الصَّمْتِ وَالسَّخَاءِ. قُلْتُ: وَمَا كَانَ يَأْخُذُ عَلَى القَضَاءِ رِزْقاً، كَانَ فِي كِفَايَةٍ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قُلْتُ لِمِسْعَرٍ: مَنْ أَشَدُّ مَنْ رَأَيْتَ تَوَقِّياً لِلْحَدِيْثِ? قَالَ القَاسِمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 303"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 710"، الجرح والتعديل "7/ ترجمته 647"، الكاشف "2/ ترجمة 4586"، تاريخ الإسلام "6/ 269"، ميزان الاعتدال "3/ 374"، تهذيب التهذيب "8/ 321"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5784".

(5/501)


689- عمرو بن مُرة 1: "ع"
ابن عبد الله بن طَارِقٍ بنِ الحَارِثِ بنِ سَلَمَةَ بنِ كَعْبِ بن وائل بن جمل ابن كِنَانَةَ بنِ نَاجِيَةَ بنِ مُرَادٍ، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الحافظ, أبو عبد الله المرادي ثم الجَمَلِيُّ، الكُوْفِيُّ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ.
حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى وَأَرْسَلَ عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ. وَرَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ, وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى, وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيُّ، وَمُرَّةَ الطَّيِّبِ، وَخَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَهِلاَلِ بنِ يِسَافٍ, وَأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ, وَيُوْسُفَ بنِ مَاهَكَ، وَأَبِي البَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلِمَةَ, وَأَبِي الضُّحَى، وَمُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ, وَأَبِي بُرْدَةَ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ -وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ- وَالأَعْمَشُ، وَإِدْرِيْسُ بنُ يَزِيْدَ، وَالعَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ، وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ, وَأَبُو خَالِدٍ الدَّالاَنِيُّ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ, وَمِسْعَرٌ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوُ مائَتَيْ حَدِيْثٍ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الرَّازِيُّ: سُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْهُ، فَزَكَّاهُ وَرَوَى الكَوْسَجُ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ ثِقَةٌ يَرَى الإِرْجَاءَ. قَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، مَا سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يُثْنِي عَلَى أَحَدٍ إلَّا عَلَى عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: كَانَ مَأْمُوْناً على ما عنده قال بقية:
__________
1 ترجمته ي طبقات ابن سعد "6/ 315"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2662"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1421"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 105"، الكاشف "2/ ترجمة 4297"، العبر "1/ 234" تاريخ الإسلام "4/ 286"، ميزان الاعتدال "3/ 228"، تهذيب التهذيب "8/ 102"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5382"، شذرات الذهب "1/ 152".

(5/502)


قُلْتُ لِشُعْبَةَ: عَمْرُو بنُ مُرَّةَ؟ قَالَ: كَانَ أَكْثَرَهُم عِلْماً. وَرَوَى: مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ إلَّا يُدَلِّسُ، إِلاَّ عَمْرَو بنَ مُرَّةَ، وابن عون.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالاَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, أَنْبَأَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَفِيْفٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ ومائة، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَزْوَانَ، أَبُو نُوْحٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ عَمْرَو بنَ مُرَّةَ فِي صَلاَةٍ قَطُّ، إلَّا ظَنَنْتُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَتِلُ حَتَّى يُسْتَجَابَ لَهُ.
وَبِهِ إِلَى البَغَوِيِّ: حَدَّثَنَا الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ القُرَشِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالكُوْفَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ وَلاَ أَفْضَلُ مِنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ.
وَبِهِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بنُ المُغِيْرَةِ، قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: قُلْتُ لِمِسْعَرٍ: مَنْ أَفْضَلُ مَنْ أَدْرَكْتَ؟ قَالَ: مَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ.
وَبِهِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ إِلَى المَسْجِدِ، وَكَانَ ضَرِيْراً.
وَبِهِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الأَصْبَهَانِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالاَنِيِّ, قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بنِ مُرَّةَ: تُحَدِّثُ فُلاَناً وَهُوَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: إِنَّمَا اسْتُوْدِعْنَا شَيْئاً فَنَحْنُ نُؤَدِّيْهِ.
وَبِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ, حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ عَنْ مُغِيْرَةَ قَالَ: لَمْ يَزَلْ فِي النَّاسِ بَقِيَّةٌ حَتَّى دَخَلَ عَمْرُو بنُ مُرَّةَ فِي الإِرْجَاءِ فَتَهَافَتَ النَّاسُ فِيْهِ.
وَبِهِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ بَشِيْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مَيْسَرَةَ وَنَحْنُ فِي جَنَازَةِ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، وَهُوَ يَقُوْلُ: إِنِّي لأَحْسِبُهُ خَيْرَ أَهْلِ الأَرْضِ.
وَرَوَى مِسْعَرٌ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: عَلَيْكُم بِمَا يَجْمَعُ اللهُ عَلَيْهِ المُتَفَرِّقِيْنَ، يُرِيْدُ -وَاللهُ أَعْلَمُ: الإِجْمَاعَ وَالمَشْهُوْرَ.
رَوَى عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَلاَءِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بنُ مُرَّةَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ.
أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بنِ زَاذَانَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: حُفَّاظُ الكُوْفَةِ أَرْبَعَةٌ: عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، وَمَنْصُوْرٌ, وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ، وَأَبُو حُصَيْنٍ.

(5/503)


أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَرْبَعَةٌ بِالكُوْفَةِ لاَ يُخْتَلَفُ فِي حَدِيْثِهِم فَمَنِ اختلف عليهم, فهو مخطىء مِنْهُم عَمْرُو بنُ مُرَّةَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَاتَ عَمْرٌو سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ.
وَمِنْ حَدِيْثِهِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ البُخَارِيِّ, وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً، قَالُوا: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الحَافِظُ, أَنْبَأَنَا ابْنُ هَزَارْمَرْدَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَبَابَةَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ, أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي أَوْفَى, وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَةٍ، قَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِم". فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أبي أوفى" 1.
وَبِهِ عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، فَقَرَأَ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} ثُمَّ قَرَأَ {وَلا الضَّالِّين} ثُمَّ قَرَأَ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} وَكَانَ لاَ يُتِمُّ التَّكْبِيْرَ وَيُسَلِّمُ تَسْلِيْمَةً وَاحِدَةً.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ, أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ, أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ الجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جِئْتُ أَنَا وَغُلاَمٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى حِمَارٍ، فَمَرَرْنَا بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصلي فَنَزَلْنَا عَنْهُ وَتَرَكْنَاهُ يَأْكُلُ مِنْ بَقْلِ الأَرْضِ -أَوْ مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ- فَدَخَلْنَا مَعَهُ فِي الصَّلاَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ؟ قال: لا2.
__________
1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "6957"، وأحمد "4/ 353 و 355 و 381 و 388"، والطيالسي "819"، والبخاري "1497" و "4166" و "6332" و "6359"، ومسلم "1078"، وأبو داود "1590" والنسائي "5/ 31"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 96"، والبيهقي "2/ 152"، و "4/ 157"، من طرق عن شعبة بن عمرو بن مرة قال: سمعت ابن أبي أوفى يقول: فذكره.
2 صحيح: وقد تقدم تخريجنا له. وهو عند مالك "1/ 155- 156"، والبخاري، ومسلم "504" عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابن عباس قال: أقبلت راكبا على أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بالناس يمنى، فمررت بين يدي الصف، فنزلت، فأرسلت الاتان ترتع، ودخلت في الصف فلم ينكر ذلك عليَّ أحدٌ".

(5/504)


سعيد بن عمرو، يعلى بن عطاء، القاسم بن مخيمرة:
690- سعيد بن عمرو 1: "خ، م"
ابن سعيد بن العَاصِ بنِ أَبِي أُحَيْحَةَ القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ, المَدَنِيُّ، نَزِيْلُ الكُوْفَةِ. كَانَ مَعَ أَبِيْهِ عَمْرٍو الأَشْدَقِ، إِذْ تَمَلَّكَ دِمَشْقَ ثُمَّ أَمَّنَهُ عَبْدُ المَلِكِ، وَغَدَرَ بِهِ فَذَبَحَهُ فَسَارَ سَعِيْدٌ بِآلِهِ إِلَى المدينة.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ, وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَابْنِ عُمَرَ, وَأُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ, وَوَالِدِهِ.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوْهُ؛ عَمْرٌو, وَإِسْحَاقُ, وَخَالِدٌ، وَحَفِيْدُهُ؛ عَمْرُو بنُ يَحْيَى، وَشُعْبَةُ, وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ قومه، وعلمائهم. وفد على الوليد ابن يَزِيْدَ فِي خِلاَفَتِهِ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ, وقد أسن.
691- يعلى بن عطاء 2: "م، 4".
العامري شَيْخٌ، ثِقَةٌ طَائِفِيٌّ، سَكَنَ وَاسِطَ. يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ وَوَكِيْعِ بنِ عُدُسٍ، وَعُمَارَةَ بنِ حَدِيْدٍ، وَعَمْرِو بنِ الشَّرِيْدِ، وَجَمَاعَةٍ كَثِيْرَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَشَرِيْكٌ, وَهُشَيْمٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ عشرين ومائة.
692- القاسم بن مُخيمرة 1: "خت، م، 4"
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الحَافِظُ، أَبُو عُرْوَةَ الهمداني، الكوفي, نزيل دمشق.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 327"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1662"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 209"، تاريخ الإسلام "4/ 252" و "5/ 79"، الكاشف "1/ ترجمة 1957"، تهذيب التهذيب "4/ 68"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2515".
2 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 520" و "7/ 310"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3538"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1302"، الكاشف "3/ ترجمة 6533"، تاريخ الإسلام "5/ 20"، تهذيب التهذيب "11/ 403".
3 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 303"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 743"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 684"، حلية الأولياء "6/ 79- 80"، الكاشف "2/ ترجمة 4602"، تاريخ الإسلام "4/ 294"، تهذيب التهذيب "8/ 337"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5809"، شذرات الذهب "1/ 144".

(5/505)


حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ, وَأَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ. وَعَنْ: عَلْقَمَةَ بنِ قَيْسٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ عكيم، وشريح بن هانىء, وَوَرَّادٍ كَاتِبِ المُغِيْرَةِ, وَأَبِي عَمَّارٍ الهَمْدَانِيِّ, وَسُلَيْمَانَ بنِ بُرَيْدَةَ, وَأَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى, وَأَبِي مَرْيَمَ الأَزْدِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُوْهُ؛ إِسْحَاقُ السَّبِيْعِيُّ, وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ، وَالحَكَمُ, وَسِمَاكُ بنُ حَرْبٍ, وَعَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ, وَهِلاَلُ بنُ يِسَافٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ وَأَبُو حُصَيْنٍ، وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَحَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ وَالحَسَنُ بنُ الحُرِّ وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ الشَّامِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَزَيْدُ بنُ وَاقِدٍ, وَالضَّحَّاكُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَوْشَبٍ النَّصْرِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ يَزِيْدَ، بنِ جَابِرٍ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَة مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً, وَلَهُ أَحَادِيْثُ. وَرَوَى: عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, قَالَ: هُوَ كُوْفِيٌّ, وَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، وَلَمْ نَسْمَعْ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. وَقَالَ يَحْيَى وَأَبُو حَاتِمٍ وَالعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ: أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ, كُوْفِيٌّ, كَانَ مُعَلِّماً بِالكُوْفَةِ, ثُمَّ سَكَنَ الشَّامَ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: كُنَّا فِي كُتَّابِ القَاسِمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ، فَكَانَ يُعَلِّمُنَا وَلاَ يَأْخُذُ مِنَّا.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: كَانَ القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ يَقْدَمُ عَلَيْنَا هَا هُنَا مُتَطَوِّعاً فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ اسْتَأْذَنَ الوَالِي، فَقِيْلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَأْذَنْ لَكَ؟ قَالَ: إِذاً أُقِيْمُ ثُمَّ قَرَأَ {وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوه} . [النُّوْرُ:62] .
وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، نَحْوَ ذَلِكَ. وَزَادَ فِيْهَا: وَيَقُوْلُ: مَنْ عَصَى مَنْ بَعَثَهُ, لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ حَتَّى يَرْجِعَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ أَبِي حَمَلَةَ: ذَكَرَ الوَلِيْدُ بنُ هِشَامٍ القَاسِمَ بنَ مُخَيْمِرَةَ لِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: سَلْ حَاجَتَكَ. قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَدْ عَلِمْتَ مَا يُقَالُ فِي المَسْأَلَةِ قَالَ: لَيْسَ أَنَا ذَاكَ، إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ سَلْ حَاجَتَكَ. قَالَ: تُلْحِقُنِي فِي العَطَاءِ قَالَ: قَدْ أَلْحَقْنَاكَ فِي خَمْسِيْنَ فَسَلْ حَاجَتَكَ. قَالَ: تَقْضِي عَنِّي دَيْنِي. قَالَ: قَدْ قَضَيْنَاهُ فَسَلْ حَاجَتَكَ قَالَ: تَحْمِلُنِي عَلَى دَابَّةٍ. قَالَ: قَدْ حَمَلْنَاكَ فَسَلْ. قَالَ: تُلْحِقُ بَنَاتِي فِي العِيَالِ قَالَ: قَدْ فَعَلْنَا فَسَلْ حَاجَتَكَ قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ فَقَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِخَادِمٍ فَخُذْهَا مِنْ عِنْدَ أَخِيْكَ الوَلِيْدِ بن هشام.

(5/506)


وَرَوَى سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: لَمْ يَجْتَمِعْ عَلَى مَائِدَتِي لَوْنَانِ مِنْ طَعَامٍ قَطُّ, وَمَا أَغْلَقْتُ بَابِي قَطُّ وَلِي خَلْفَهُ هَمٌّ.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: أَتَى القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَفَرَضَ لَهُ وَأَمَرَ لَهُ بِغُلاَمٍ, فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَغْنَانِي عَنِ التِّجَارَةِ. وَكَانَ لَهُ شَرِيْكٌ، كَانَ إِذَا رَبِحَ قَاسَمَ شَرِيْكَهُ ثُمَّ يَقْعُدُ فِي بَيْتِهِ لاَ يَخْرُجُ حَتَّى يَأْكُلَهُ.
وَقَالَ عُمَرُ بنُ أَبِي زَائِدَةَ: كَانَ القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ إِذَا وَقَعَتْ عِنْدَهُ الزُّيُوْفُ، كَسَرَهَا, وَلَمْ يَبِعْهَا.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: عَنْ مُوْسَى بنِ سُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى, عَنِ القَاسِمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: مَنْ أَصَابَ مَالاً مِنْ مَأْثَمٍ, فَوَصَلَ بِهِ, أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ، أَوْ أَنْفَقَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ, جُمِعَ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ: كَانَ القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ يَدْعُو بِالمَوْتِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ, قَالَ لأُمِّ وَلَدِهِ: كُنْتُ أَدْعُو بِالمَوْتِ, فَلَمَّا نَزَلَ بِي, كَرِهْتُهُ قُلْتُ: هَكَذَا يَتِمُّ لِغَالِبِ مَنْ يَتَمَنَّى المَوْتَ وَالنَبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى أَنْ يَتَمَنَّى أَحَدُنَا المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، وَقَالَ: "لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي إِذَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْراً لِي, وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْراً لِي" 1.
قَالَ المَدَائِنِيُّ، وَالهَيْثَمُ, وَشَبَابٌ، وَطَائِفَةٌ: مَاتَ القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بِدِمَشْقَ. وَقَالَ الفَلاَّسُ، وَالمُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: سَنَةَ مائَةٍ وَقَالَ: ابْنُ مَعِيْنٍ: سَنَةَ مائَةٍ, أَوْ إِحْدَى وَمائَةٍ.
أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: قَالَ القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ: مَا اجْتَمَعَ عَلَى مَائِدَتِي لَوْنَانِ.
وَقَالَ ابْنُ جَابِرٍ: رَأَيْتُ القَاسِمَ بنَ مُخَيْمِرَةَ يُجِيْبُ إِذَا دُعي، ولايأكل إلَّا مِنْ لَوْنٍ وَاحِدٍ.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: كَانَ القَاسِمُ يَقْدَمُ عَلَيْنَا مُرَابِطاً، مُتَطَوِّعاً, وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لأَنْ أَطَأَ عَلَى سِنَانٍ مَحْمِيٍّ يَنْفُذُ مِنْ قَدَمِي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَطَأَ عَلَى قبر مؤمن متعمدا2.
__________
1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 101 و 281"، والبخاري "6351"، ومسلم "2680" "10"، وأبو داود "3108"، والترمذي "2971"، والنسائي "4/ 3"، وفي "عمل اليوم والليلة" "1057" من طريق عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد متمنيا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي".
وأخرجه أحمد "3/ 163 و 195 و 208 و 247"، والبخاري "5671"، ومسلم "2680"، والنسائي "4/4 "، والبيهقي "3/ 377"، والبغوي "1444"، من طرق عن ثابت، عن أنس، به.
2 نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الجلوس على القبر؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه أبو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر" أخرجه أحمد "2/ 311 و 389 و 444 و 528"، ومسلم "971"، وأبو داود "3228"، والنسائي "4/ 95"، وابن ماجه "1566"، والبيهقي "4/ 79"، والبغوي "1519" من طرق عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن أبي هريرة، به.

(5/507)


693- ثُمَامة 1: "ع"
ابن عَبْدِ اللهِ بنِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَالبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ.
وَعَنْهُ: ابن عون, ومعمر، وَعَزْرَةُ بنُ ثَابِتٍ, وَمُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الضَّالُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ, وَعِدَّةٌ.
وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ الصَّادِقِيْنَ، وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: صَحِبْتُ جدي ثلاثين سنة.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 239"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2119"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 504" و 2/ 244"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1893"، تاريخ الإسلام "4/ 237" تهذيب التهذيب "2/ 28".

(5/508)


694-معبد 1: "ع"
ابن خالد الجدلي الكوفي العَابِدُ، قَاصُّ الكُوْفَةِ، وَأَحَدُ الأَثْبَاتِ، أَبُو القَاسِمِ.
حَدَّثَ عَنْ: جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، وَالمُسْتَوْرِدِ بنِ شَدَّادٍ, وَحَارِثَةَ بنِ وَهْبٍ، وَمَسْرُوْقٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ, وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: مِسْعَرٌ، وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَغَيْرُهُم. وَثَّقَهُ: غَيْرُ وَاحِدٍ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ رَحِمَهُ الله.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 318"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1744"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 89 و 226"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1284"، الكاشف "3/ ترجمة 5637"، تاريخ الإسلام "4/ 305"، تهذيب التهذيب "10/ 221"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة رقم 7095"، شذرات الذهب "1/ 156".

(5/508)


جامع بن شداد، علقمة بن مرثد، علي بن زيد:
695- جامع بن شداد 1: "ع"
الإِمَامُ، الحُجَّةُ، أَبُو صَخْرَةَ المُحَارِبِيُّ، أَحَدُ علماء الكوفة.
حَدَّثَ عَنْ: صَفْوَانَ بنِ مُحْرِزٍ, وَحُمْرَانَ بنِ أَبَانٍ، وَأَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى, وَجَمَاعَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الأَعْمَشُ, وَمِسْعَرٌ, وَشُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ، وَشَرِيْكٌ, وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ. وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِ الأَعْمَشِ، وَإِنَّمَا قَدَّمْتُهُ؛ لأَنَّهُ قَدِيْمُ المَوْتِ. تُوُفِّيَ: سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
696- عَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَد 2: "ع"
الإِمَامُ، الفَقِيْهُ الحُجَّةُ، أَبُو الحَارِثِ الحَضْرَمِيُّ, الكُوْفِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَطَارِقِ بنِ شِهَابٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى, وَسَعْدِ بنِ عُبَيْدَةَ, وَأَمْثَالِهِم. عِدَادُهُ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ، وَلَكِنَّهُ قَدِيْمُ المَوْتِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: غَيْلاَنُ بنُ جَامِعٍ, وَأَبُو حَنِيْفَةَ، وَالأَوْزَاعِيُّ, وَشُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ، وَالمَسْعُوْدِيُّ, وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: هُوَ ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
697- عَلِيُّ بنُ زيد 3: "4، م مقرونًا"
ابن جدعان، الإِمَامُ العَالِمُ الكَبِيْرُ، أَبُو الحَسَنِ القُرَشِيُّ, التَّيْمِيُّ, البصري، الأعمى.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 318"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2322"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 2201"، تاريخ الإسلام "4/ 237"، تهذيب التهذيب "2/ 56".
2 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 331"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 180"، الجرح والتعدليل "6/ ترجمة 2269"، تاريخ الإسلام "4/ 281"، العبر "1/ 271"، الكاشف "2/ ترجمة رقم 3931"، تهذيب التهذيب "7/ 278"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4937"، شذرات الذهب "1/ 157".
3 أخرج له مسلم مقرونا بغيره. ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 252"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2389"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1021"، تاريخ الإسلام "5/ 111 و 283"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 133"، الكاشف "2/ ترجمة 3975"، ميزان الاعتدال "3/ 127"، تهذيب التهذيب "7/ 322"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4985"، شذرات الذهب "1/ 176".

(5/509)


وُلِدَ -أَظُنُّ فِي دَوْلَةِ يَزِيْدَ. وَحَدَّثَ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ, وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي قِلاَبَةَ، وَالحَسَنِ، وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَعِدَّةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَعَبْدُ الوَارِثِ وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ، وَشَرِيْكٌ, وَعِدَّةٌ.
وُلِدَ أَعْمَى كَقَتَادَةَ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، عَلَى تَشَيُّعٍ قَلِيْلٍ فِيْهِ, وَسُوْءِ حَفِظٍ يَغُضُّهُ مِنْ دَرَجَةِ الإِتْقَانِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لاَ أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوْءِ حِفْظِهِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صَدُوْقٌ، وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُلَيِّنُهُ. وَقَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، وَكَانَ رَفَّاعاً. وَقَالَ مَرَّةً: حَدَّثَنَا قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ.
وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ وَكَانَ يَقْلِبُ الأَحَادِيْثَ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يَتَّقِيْهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيْفٌ. وَرَوَى: عَبَّاسٌ, عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَمَرَّةً قَالَ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ ابْنِ عَقِيْلٍ، وَعَاصِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ.
وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِذَاكَ القَوِيِّ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ يَتَشَيَّعُ, لَيْسَ بِالقَوِيِّ.
وَقَالَ الفَسَوِيُّ: اخْتُلِطَ فِي كِبَرِهِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ يَزَالُ عِنْدِي فِيْهِ لِيْنٌ.
قُلْتُ: قَدِ اسْتَوْفَيْتُ أَخْبَارَهُ فِي "المِيْزَانِ" وَغَيْرِهِ، وَلَهُ عَجَائِبُ وَمَنَاكِيْرُ، لَكِنَّهُ وَاسِعُ العِلْمِ. قَالَ مَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ: لَمَّا مَاتَ الحَسَنُ قُلْنَا لِعَلِيِّ بنِ زَيْدٍ: اجْلِسْ مَكَانَهُ وَقَالَ الجُرَيْرِيُّ: أَصْبَحَ فُقَهَاءُ البَصْرَةِ عُمْيَاناً: قَتَادَةُ، وَابْنُ جُدْعَانَ وَأَشْعَثُ الحُدَّانِيُّ.
مَاتَ عَلِيٌّ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.

(5/510)


698- الحكم بن عُتَيْبَة 1: "ع"
الإِمَامُ الكَبِيْرُ، عَالِمُ أَهْلِ الكُوْفَةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الكِنْدِيُّ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ وَيُقَالُ أَبُو عَمْرٍو. وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ، وشُريح القَاضِي, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى, وَأَبِي وَائِلٍ شَقِيْقِ بنِ سَلَمَةَ, وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَمُصْعَبِ بنِ سعد, وطاوس, وَعِكْرِمَةَ, وَمُجَاهِدٍ, وَأَبِي الضُّحَى, وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، وَأَبِي الشَّعْثَاءِ المُحَارِبِيِّ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ, وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالحَسَنِ بنِ مُسْلِمٍ، وَعَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيِّ، وَمِقْسَمٍ وَأَبِي عُمَرَ الصِّيْنِيِّ, وَعِرَاكِ بنِ مَالِكٍ, وَيَحْيَى بنِ الجَزَّارِ، وَخَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، وَقَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، وَعَمْرِو بنِ نَافِعٍ, وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَإِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم.
وَعَنْهُ: مَنْصُوْرٌ، وَالأَعْمَشُ, وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَأَبَانُ بن تغلب، ومسعر ابن كِدَامٍ، وَمَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ, وَحَمْزَةُ بنُ حَبِيْبٍ الزَّيَّاتُ، وَشُعْبَةُ، وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَأَبُو عَوَانَةَ, وَمَعْقِلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ, وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مِنْ أَقْرَانِ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وُلِدَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ. قُلْتُ: مَا عيَّن السَّنَةَ، وَهِيَ نَحْوُ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ.
كَتَبَ إِلَيَّ مَنْ سَمِعَ أَبَا حَفْصٍ المُعَلِّمَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ, أَنْبَأَنَا ابْنُ حَبَابَةَ, حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ شِهَابٍ فِي أَصْحَابِهِ بِمَنْزِلَةِ الحَكَمِ فِي أَصْحَابِهِ.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: حَجَجْتُ، فَلقِيْتُ عبدة ابن أَبِي لُبَابَةَ، فَقَالَ لِي: هَلْ لَقِيْتَ الحَكَمَ؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: فَالْقَهُ، فَمَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَفْقَهُ مِنْهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي إِبْرَاهِيْمَ.
قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: مَا كَانَ بِالكُوْفَةِ مِثْلُ الحَكَمِ، وَحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ.
قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: كَانَ الحَكَمُ صَاحِبَ عِبَادَةٍ وَفَضْلٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ الحَكَمُ ثِقَةً، ثَبْتاً فَقِيْهاً، مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ, وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ.
قَالَ سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: كَانَ الحَكَمُ يُفَضِّلُ عَلِيّاً عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، قُلْتُ: الشاذكوني ليس بمتعمد، وَمَا أَظُنُّ أَنَّ الحَكَمَ يَقعُ مِنْهُ هَذَا.
وَرَوَى أَبُو إِسْرَائِيْلَ المُلاَئِيُّ، عَنْ مُجَاهِدِ بنِ رُوْمِيٍّ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ فَضْلَ الحَكَمِ إلَّا إِذَا اجْتَمَعَ عُلَمَاءُ النَّاسِ فِي مَسْجِدِ مِنَىً، نَظَرْتُ إِلَيْهِم, فَإِذَا هُم عِيَالٌ عَلَيْهِ.
وَبِإِسْنَادِي إِلَى البَغَوِيِّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، حدثنا ابن نمير، حدثنا ابن إدريس,
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 331"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2654"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 567"، تاريخ الإسلام "4/ 242"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 102"، العبر "1/ 143"، تهذيب التهذيب "2/ 432"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1555"، شذرات الذهب "1/ 151".

(5/511)


عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: رَأَيْتُ الحَكَمَ وَحَمَّاداً فِي مجلس محارب، وهو على القَضَاءِ, أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِيْنِهِ, وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ, فَيَنْظُرُ إِلَى هَذَا مَرَّةً, وَإِلَى هَذَا مَرَّةً. قَالَ شُعْبَةُ: أَحَادِيْثُ الحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ كِتَابٌ سِوَى خَمْسَةِ أَحَادِيْثَ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: هِيَ حَدِيْثُ الوَتْرِ، وَحَدِيْثُ القُنُوْتِ وَحَدِيْثُ عَزِيْمَةِ الطَّلاَقِ، وَجَزَاءِ الصَّيْدِ، وَإِتْيَانِ الحَائِضِ.
ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: وَالحِجَامَةُ لِلصَّائِمِ لَيْسَ بِصَحِيْحٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, قَالاَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ بِالقَاحَةِ. لَمْ يَقُلْ بهز بالقاحة1.
حدثناأحمد بنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: قال شعبة: لم يسمع الحَكَمُ مِنْ مِقْسَمٍ- يَعْنِي: حَدِيْثَ الحِجَامَةِ.
حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ, قَالَ: وَاللهِ إِنَّ الَّذِي يُفْتِي النَّاسَ فِي كُلِّ مَا يَسْأَلُوْنَهُ لَمَجْنُوْنٌ. قَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي الحَكَمُ لَوْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْكَ قَبْلَ اليَوْمِ، مَا كُنْتُ أُفْتِي فِي كَثِيْرٍ مِمَّا كُنْتُ أُفْتِي.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ, حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، قَالَ: خَرَجْتُ عَلَى جِنَازَةٍ وَأَنَا غُلاَمٌ, فَصَلَّى عَلَيْهَا زَيْدُ بنُ أَرْقَمَ، فَسَمِعْتُ النَّاسَ يَقُوْلُوْنَ: كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعاً.
وَقَالَ مَعْقِلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: أَيُّ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ أَحَبُّ إِلَيْكَ? قَالَ: الحَكَمُ وَمَنْصُوْرٌ مَا أَقْرَبَهُمَا! قَالَ المَدَائِنِيُّ: الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ كِنْدِيٌّ. وَيُقَالُ: أَسَدِيٌّ مَوْلَىً.
قَالَ حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْرَائِيْلَ يَقُوْلُ: إِنَّ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُ فِيْهِ الحَكَمَ يَوْمَ مَاتَ الشَّعْبِيُّ، جَاءَ إِنْسَانٌ يَسْأَلُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالُوا عَلَيْكَ بِالحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ.
أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَعِيْنٍ حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ قَالَ: كَانَ الحَكَمُ إِذَا قَدِمَ المَدِيْنَةَ فُرغت لَهُ سَارِيَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم يصلي إليها.
__________
1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 244"، والطبراني في "الكبير" "12053"، من طريق شعبة عن الحكم، به.
قوله: "القاحة" موضع يبعد عن المدينة حوالي خمسة وتسعين كيلوا متر تقريبًا في الجنوب الغربي منها.

(5/512)


حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ليلى يقول: كان الشعبي يقول: مَا قَالَتِ الصَّعَافِقَةُ1 مَا قَالَ النَّاسُ -يَعْنِي: الحَكَمَ.
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ: لَقِيْتُ الحَكَمَ بِمِنَىً، فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ السَّمْتِ مُتقنعا.
وَقَالَ أَبُو هَمَّامٍ: حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ وَنَحْنُ بِمِنَىً: لَقِيْتَ الحَكَمَ بنَ عُتَيْبَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَحَدٌ أَفْقَهُ مِنْهُ. قَالَ: وَبِهَا عَطَاءٌ وَأَصْحَابُهُ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ الحَكَمِ، قَالَ لِرَجُلٍ: أَنْتَ مِثْلُ الطِّيْرِ الَّذِي يَرَى الكَوَاكِبَ فِي السَّمَاءِ يَحْسِبُ أَنَّهَا سَمَكٌ.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ: مَتَى مَاتَ الحَكَمُ? قَالَ: سنة خمس عشرة ومئة قَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: فِيْهَا وُلِدْتُ وَفِيْهَا أَرَّخَهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَغَيْرُهُ وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ، أَنْبَأَنَا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عبد اللهِ المَحَامِلِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ -هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ- حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنِ الحَكَمِ, عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلاً مِنْ بَنِي مَخْزُوْمٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: لأَبِي رَافِعٍ: اصْحَبْنِي كَيْمَا تُصِيْبَ مِنْهَا. فَقَالَ: حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْأَلَهُ، فَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه سلم- فَسَأَلَهُ فَقَالَ: "إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ لَنَا وإن مولى القوم من أنفسهم".
هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، غَرِيْبٌ، أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ2، مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِياً. وَابْنُ أَبِي رَافِعٍ: هُوَ عُبَيْدُ اللهِ.

(5/513)


699- ابن أبي المهاجر 3: "خ، م، د، س، ق"
إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر الإِمَامُ الكَبِيْرُ، أَبُو عَبْدِ الحَمَيْدِ الدِّمَشْقِيُّ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُوْمٍ، وَمُفَقِّهُ أَوْلاَدِ عَبْدِ المَلِكِ الخَلِيْفَةِ، مِنَ الثِّقَاتِ العُلَمَاءِ.
حَدَّثَ عَنْ: السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ, وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَنْمٍ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ, وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ رَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَعْنٍ التَّنُوْخِيِّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَزْهَدَ مِنْهُ، وَمِنْ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَقَدْ كَانَ وَلاَّهُ عُمَرُ المَغْرِبَ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَتَيْنِ، وَوَلَّوْا بَعْدَهُ يَزِيْدَ بنَ أَبِي مُسْلِمٍ.
قَالَ شَبَابٌ: أَسْلَمَ عَامَّةُ البَرْبَرِ فِي وِلاَيَةِ إِسْمَاعِيْلَ، وَكَانَ حَسَنَ السِّيْرَةِ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَدْرَكَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ غُلاَمٌ. قِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ المَلِكِ قَالَ لَهُ: يَا إِسْمَاعِيْلُ عَلِّمْ وَلَدِي، وَلَسْتُ أُعْطِيْكَ عَلَى القُرْآنِ، إِنَّمَا أُعْطِيْكَ عَلَى النَّحْوِ.
مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ، قَبْلَ دُخُوْلِ بَنِي العَبَّاسِ دمشق بالسيف بثلاثة أشهر.
__________
1 الصعافقة: الذين يحضرون السوق وليس معهم مال، والمقصود أنهم ليسوا ذوي علم.
2 صحيح: أخرجه أبو داود "1650"، والترمذي "657"، والنسائي "5/ 107"، وأحمد "6/ 8 و 10".
3 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1158"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 621"، تاريخ الإسلام "5/ 226"، تهذيب التهذيب "1/ 317".

(5/514)


700- أبو يعفور 1: "ع"
العبدي الكوفي، مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِيْنَ. اسْمُهُ: وَاقِدٌ وَقِيْلَ: وَقْدَانُ. وَهُوَ أَبُو يَعْفُوْرٍ الكَبِيْرُ.
حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى، وَمُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ.
رَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَإِسْرَائِيْلُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَابْنُهُ يُوْنُسُ بنُ أَبِي يَعْفُوْرٍ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَآخَرُوْنَ.
وثقه غير واحد، لم أقع بوفاته.
__________
1 ترجمته في ابن سعد "6/ 348"، التاريخ الكبير "9/ ترجمة 800"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 207"، تاريخ الإسلام "5/ 197"، تهذيب التهذيب "11/ 123".

(5/514)


701- أبو قََبيل 1: "ت، س"
المعافري المحدث، حي بن هانىء بنِ نَاضِرٍ -بِمُعْجَمَةٍ- يَمَانِيٌّ، قَدِمَ وَاسْتَوْطَنَ مِصْرَ. وَرَوَى عَنْ: عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو, وشُفي بنِ مَاتِعٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَضِمَامُ بنُ إسماعيل، وبكر بن مضر, وجماعة.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. رَوَى ضِمَامٌ، عَنْهُ، قَالَ: جَاءنَا بِاليَمَنِ مَقْتَلُ عُثْمَانَ, فَفَزِعْنَا.
وَقِيْلَ: اسْمُهُ حُيَيٌّ.
قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ ومائة.
قلت: لعله جاوز المائة.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 512"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 267"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "5/ 507"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1227"، تاريخ الإسلام "5/ 195"، ميزان الاعتدال "1/ 624"، تهذيب التهذيب "3/ 72"، شذرات الذهب "1/ 175".

(5/514)


702- زياد بن عِلاقة 1: "ع"
ابن مالك، أبو مالك الثعلبي الكُوْفِيُّ، مِنَ الثِّقَاتِ المُعَمَّرِيْنَ.
يُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ ابْنَ مَسْعُوْدٍ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: عَمِّهِ قُطْبَةَ بنِ مَالِكٍ، وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ، وَالمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ, وَأُسَامَةَ بنِ شَرِيْكٍ، وَعَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيِّ, وَجَمَاعَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، وَزَائِدَةُ, وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَإِسْرَائِيْلُ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَطَائِفَةٌ. وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لابْنِ عُيَيْنَةَ.
قَالَ لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ: أَدْرَكَ ابْنَ مَسْعُوْدٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ.
قِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَسِيْرٍ. قُلْتُ: أَحْسِبُهُ جَاوَزَ المائَةَ، وَقَعَ لِي حَدِيْثُهُ عَالِياً.
قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ عِيْسَى المُعَدَّلِ، أَخْبَرَكُم مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَارِسِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ, أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ, حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زياد بن علاقة، سَمِعَ أُسَامَةَ بنَ شَرِيْكٍ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ الأَعْرَابَ يَسْأَلُوْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ عَلَيْنَا مِنْ جُنَاحٍ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: "عباد الله وضع الله الحرج إلا امرأ اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيْهِ شَيْئاً فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ". قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ, مَا خَيْرُ ما أعطي العبد قال: "خلق حسن" 2.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 316"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1234"، الكنى للدولابي "2/ 104"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2437"، تاريخ الإسلام "5/ 72"، العبر "1/ 236"، تهذيب التهذيب "3/ 380"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2215"، شذرات الذهب "1/ 166".
2 صحيح: أخرجه ابن ماجه "3436" من حديث سفيان، عن زياد بن علاقة، به.

(5/515)


703- سعيد المَقْبُرِي 1: "ع"
الإِمَامُ، المُحَدِّثُ, الثِّقَةُ، أَبُو سَعْدٍ سَعِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ كَيْسَانَ اللَّيْثِيُّ مَوْلاَهُم, المَدَنِيُّ, المَقْبُرِيُّ، كَانَ يَسْكُنُ بِمَقْبُرَةِ البَقِيْعِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَعَنْ: عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ, وَسَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عُمَرَ وَأَبِي شُرَيْحٍ الخُزَاعِيِّ, وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وَعِدَّةٍ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الحَدِيْثِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَوْلاَدُهُ؛ عَبْدُ اللهِ وَسَعْدٌ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وَحَدِيْثُهُ مُخَرَّجٌ فِي الصِّحَاحِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حِرَاشٍ: ثِقَةٌ, جَلِيْلٌ, وَأَثْبَتُ النَّاسِ فِيْهِ اللَّيْثُ. وَقَالَ: ابْنُ سَعْدٍ ثقة، لَكِنَّهُ اخْتُلِطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِيْنَ.
قُلْتُ: مَا أَحْسِبُهُ رَوَى شَيْئاً فِي مُدَّةِ اخْتِلاَطِهِ، وَكَذَلِكَ لاَ يُوْجَدُ لَهُ شَيْءٌ مُنْكَرٌ.
تُوُفِّيَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ. وَقِيْلَ: سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ.
وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ البَنَّاءِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ زُنْبُوْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ حَمَّادٍ أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ, عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيْرُ الرَّاكِبُ في ظلها مائة سنة" 2.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1585"، الكنى للدولابي "1/ 186"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 251"، تاريخ الإسلام "5/ 80"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 101"، الكاشف "1/ ترجمة 1915" ميزان الاعتدال "2/ 139"، تهذيب التهذيب "4/ 38"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2467" شذرات الذهب "1/ 163".
2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 452"، ومسلم "2826" "6"، وابن جرير "27/ 183"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "401"، من طريق الليث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به.=

(5/516)


704- مُحارِب بن دِثار 1: "ع"
ابن كردوس بن قرواش السدوسي الكُوْفِيُّ، الفَقِيْهُ، قَاضِي الكُوْفَةِ، وَلِيَهَا لِخَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ القَسْرِيِّ.
حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الخَطْمِيِّ, وَالأَسْوَدِ بنِ يَزِيْدَ، وَجَمَاعَةٍ. وَلَيْسَ حديثه بالكثير.
حَدَّثَ عَنْهُ: زُبيد اليَامِيُّ، وَمِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ، وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ.
وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، قَالَ سُفْيَانُ: مَا يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّنِي رَأَيْتُ أَحَداً أُفَضِّلُهُ عَلَى مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مِنَ المُرْجِئَةِ الأُوْلَى الَّذِيْنَ يُرْجِئُوْنَ عَلِيّاً وَعُثْمَانَ إِلَى أَمْرِ اللهِ, وَلاَ يَشْهَدُوْنَ عَلَيْهِمَا بِإِيْمَانٍ وَلاَ بِكُفْرٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: رَأَيْتُ مُحَارِباً يَقْضِي فِي المَسْجِدِ. وَرَوَى: عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: رَأَيْتُ الحَكَمَ وَحَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ فِي مَجْلِسِ حُكم مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِيْنِهِ، وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ.
قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: اسْتُعْمِلَ مُحَارِبٌ عَلَى القَضَاءِ، فَبَكَى أَهْلُهُ وَعُزِلَ عَنِ القَضَاءِ فَبَكَى أَهْلُهُ.
وَقَالَ سَعْدُ بنُ الصَّلْتِ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ الجَهْمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ, قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ قَضَاءِ مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ, فَادَّعَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ, فَأَنْكَرَ، فَقَالَ: أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فُلاَنٌ فَقَالَ خَصْمُهُ: إِنَّا للهِ, لَئِنْ شَهِدَ عَلَيَّ, لَيَشْهَدَنَّ بِزُوْرٍ، وَلَئِنْ سَأَلْتَنِي عَنْهُ, لأُزَكِّيَنَّهُ. فَلَمَّا جَاءَ الشَّاهِدُ، قَالَ مُحَارِبٌ: حَدَّثَنَا ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الطَّيْرَ لَتَضْرِبُ بِمَنَاقِيْرِهَا، وَتَقْذِفُ مَا فِي حَوَاصِلِهَا مِنْ هَوْلِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَإِنَّ شَاهِدَ الزُّوْرِ لاَ تَقَارُّ قَدَمَاهُ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى يُقْذَفَ بِهِ فِي النَّارِ" ثُمَّ قَالَ: بِمَ تَشْهَدُ؟ قَالَ: قَدْ نَسِيْتُ، أَرْجِعُ فأتذكر2.
تُوُفِّيَ مُحَارِبٌ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
رَوَى زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مُحَارِبٍ, قَالَ: رَأَيْتُ عِمْرَانَ بنَ حِطَّانَ، فَمَا سَأَلَ وَاحِدٌ مِنَّا صَاحِبَهُ عَنِ الهَوَى. كَانَ عمران خارجيا, وكان محارب يتشيع.
__________
= وأخرجه أحمد "2/ 418"، والحميدي "1131"، والبخاري "4881"، ومسلم "2826" "7" وأبو نعيم في "صفة الجنة" "403"، والبيهقي في "البعث" "268" من طرق عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
وأخرجه أحمد "2/ 482"، والبخاري "3252"، وأبي جرير "27/ 183"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "403"، من طريق فليح بن سليمان، عَنْ هِلاَلِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عمرة، عن أبي هريرة، به.
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 307"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2040"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1899"، الكاشف "3/ ترجمة 5398"، العبر "1/ 253"، تاريخ الإسلام "4/ 297"، ميزان الاعتدال "3/ 441"، تهذيب التهذيب "10/ 49"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7369"، شذرات الذهب "1/ 152".

(5/517)


705- عامر 1: "ع"
ابن عبد الله بن الزبير بن العوام، الإِمَامُ، الرَّبَّانِيُّ أَبُو الحَارِثِ الأَسَدِيُّ، المَدَنِيُّ, أَحَدُ العُبَّادِ.
سَمِعَ أَبَاهُ، وَعَمْرَو بنَ سُلَيْمٍ وَعَنْهُ: أَبُو صَخْرَةَ جَامِعٌ, وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ, وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَالِكٌ, وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: أَنَّ عَامِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللهِ سِتَّ مَرَّاتٍ يَعْنِي: يَتَصَدَّقُ كُلَّ مَرَّةٍ بِدِيَتِهِ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ أَبُوْهُ لِمَا يَرَى مِنْهُ يَقُوْلُ: قَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، لَمْ يَكُوْنَا هَكَذَا قال مالك: كان عامر يواصل ثلاثا.
قَالَ مُصْعَبٌ: سَمِعَ عَامِرٌ المُؤَذِّنَ وَهُوَ يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: خُذُوا بِيَدِي. فَقِيْلَ: إِنَّكَ عَلِيْلٌ! قَالَ أَسْمَعُ دَاعِيَ اللهِ، فَلاَ أُجِيْبُهُ. فَأَخَذُوا بِيَدِهِ، فَدَخَلَ مَعَ الإِمَامِ فِي المَغْرِبِ, فَرَكَعَ رَكْعَةً, ثُمَّ مَاتَ.
القَعْنَبِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: كَانَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ يَقِفُ عِنْدَ مَوْضِعِ الجَنَائِزِ يَدْعُو وَعَلَيْهِ قَطِيْفَةٌ، فَتَسْقُطُ وَمَا يَشْعُرُ.
مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: رُبَّمَا انْصَرَفَ عَامِرٌ مِنَ العَتَمَةِ، فَيَعْرِضُ لَهُ الدُّعَاءُ فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو إِلَى الفَجْرِ.
قُلْتُ: مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ: خُبَيْبٌ, وَمُحَمَّدٌ، وَأَيُّوْبُ, وَهَاشِمٌ, وَحَمْزَةُ, وعباد، وثابت.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2951"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1810"، الكاشف "2/ ترجمة 2560"، تاريخ التهذيب "5/ 91"، تهذيب التهذيب "5/ 74"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3270".

(5/518)


706- ثابت بن أسلم 1: "ع"
الإِمَامُ، القُدْوَةُ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ البُنَانِيُّ مَوْلاَهُم, البَصْرِيُّ. وَبُنَانَةُ: هُم بَنُو سَعْدِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ. وَيُقَالُ: هُم بَنُو سَعْدِ بنِ ضُبيعة بنِ نِزار.
وُلِدَ: فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ -وَذَلِكَ فِي "مُسْلِمٍ"- وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيِّ -وَذَلِكَ فِي "سُنَنِ النَّسَائِيِّ"- وَعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ -وَذَلِكَ فِي "البُخَارِيِّ" وَأَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، وَعُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ المَخْزُوْمِيِّ رَبِيْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ فِي "التِّرْمِذِيِّ" وَ "النَّسَائِيِّ" وَأَنَسِ بنِ مالك, ومطرف بن عبد اللهِ، وَأَبِي رَافِعٍ الصَّائِغِ, وَأَبِي بُرْدَةَ الأَشْعَرِيِّ، وَصَفْوَانَ بنِ مُحْرِزٍ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَالجَارُوْدِ بنِ أَبِي سَبْرَةَ, وَشُعَيْبِ بنِ مُحَمَّدٍ وَوَلَدِهِ؛ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ وَعَبْدِ اللهِ بنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ، وَكِنَانَةَ بنِ نُعَيْمٍ وَأَبِي أَيُّوْبَ المَرَاغِيِّ, وَأَبِي ظَبْيَةَ الكَلاَعِيِّ, وَأَبِي العَالِيَةِ وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي ضُبَيْعَةَ الضُّبَعِيِّ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبَّاسٍ القُرَشِيِّ, وَوَاقِعِ بنِ سَحْبَانَ, وَمُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ وَشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ, وَبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ, وَخَلْقٍ سِوَاهُم.
وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ وَالعَمَلِ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ -مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَقَتَادَةُ, وَابْنُ جُدْعَانَ, وَيُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ, وَحَبِيْبُ بنُ الشَّهِيْدِ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ, وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَسَيَّارٌ أَبُو الحَكَمِ, وعبد الله بن عبيد
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 232"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2052"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوى "2/ 98"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1805"، حلية الأولياء "3/ 180"، تاريخ الإسلام "5/ 50"، تذكرة الحفاظ "1/ 125"، العبر "1/ 260 و 271"، تهذيب التهذيب "2/ 2"، شذرات الذهب "1/ 161"، النجوم الزاهرة "1/ 290".

(5/519)


ابن عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُثَنَّى، وَأَشْعَثُ بنُ بَرَازٍ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، وَابْنُ شَوْذَبٍ، وَمَعْمَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَسَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ، وَحَاتِمُ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَالحَكَمُ بنُ عَطِيَّةَ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بنُ يَحْيَى الأَبَحُّ، وَبَكْرُ بنُ خُنَيْسٍ، وَبَكْرُ بنُ الحَكَمِ أَبُو البِشْرِ المُزَلَّقُ، وَبَحْرُ بنُ كَنِيْزٍ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَدَيْلَمُ بنُ غَزْوَانَ، وَسَعِيْدُ بنُ زَرْبَى، وَسُهَيْلُ بنُ أَبِي حَزْمٍ، وَأَبُو المُنْذِرِ سَلاَمُ بنُ سُلَيْمَانَ القَارِّيُّ، وَالضَّحَّاكُ بنُ نَبَرَاسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ البَاهِلِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المُخْتَارِ، وَمُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، وَمَرْحُوْمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ العَطَّارُ، وَهَارُوْنُ بنُ مُوْسَى النَّحْوِيُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ الوَضَّاحُ، وَعُمَارَةُ بنُ زَاذَانَ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بنُ ثَابِتٍ، وَجَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ ثَابِتٍ، وَقَتَادَةَ, فَقَالَ: ثَابِتٌ تَثَبَّتَ فِي الحَدِيْثِ، وَكَانَ يَقُصُّ، وَقَتَادَةُ كَانَ يَقُصُّ، وَكَانَ أَذْكَرَ، وَكَانَ مُحدثا مِنَ الثِّقَاتِ المَأْمُوْنِيْنَ, صَحِيْحَ الحَدِيْثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ, رَجُلٌ صَالِحٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَثْبَتُ أَصْحَابِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الزُّهْرِيُّ, ثُمَّ ثَابِتٌ, ثُمَّ قَتَادَةُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِنْ تَابِعِي أَهْلِ البَصْرَةِ، وَزُهَّادِهِم، وَمُحَدِّثِيْهِم. كَتَبَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ، وَأَرْوَى النَّاسِ عَنْهُ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَأَحَادِيْثُهُ مُسْتقِيْمَةٌ إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ، وَمَا وَقَعَ فِي حَدِيْثِهِ مِنَ النَّكِرَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرَّاوِي عَنْهُ فَقَدْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مَجْهُوْلُوْنَ ضُعَفَاءُ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ حَدَّثَنِي عبد الرحمن -أبو بَهْزٌ- عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ, قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ القُصَّاصَ لاَ يَحْفَظُوْنَ الحَدِيْثَ, فَكُنْتُ أَقْلِبُ الأَحَادِيْثَ عَلَى ثَابِتٍ أَجْعَلُ أَنَساً لابْنِ أَبِي لَيْلَى وَبِالعَكْسِ, أُشَوِّشُهَا عَلَيْهِ فَيَجِيْءُ بِهَا عَلَى الاسْتِوَاءِ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: إِنَّ لِلْخَيْرِ أَهْلاً, وَإِنَّ ثَابِتاً هَذَا مِنْ مَفَاتِيْحِ الخَيْرِ.
عَفَّانُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ ثَابِتٌ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَداً الصَّلاَةَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِي الصَّلاَةَ فِي قَبْرِي. فَيُقَالُ إِنَّ هَذِهِ الدَّعْوَةَ اسْتُجِيْبَتْ لَهُ وَإِنَّهُ رُئِيَ بَعْدَ مَوْتِهِ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ فِيْمَا قِيْلَ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ, عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ ثَابِتٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ فِي شَأْنِ الحُدَيْبِيَةِ، وَصَحِبْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً مَا رَأَيْتُ أَعَبْدَ مِنْهُ!.

(5/520)


وَقِيْلَ: بُنَانَةُ هِيَ وَالِدَةُ سَعْدِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ.
وَاخْتَلَفُوا فِي وَفَاةِ ثَابِتٍ: فَعَنْ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، مِمَّا رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ الأَوْسَطِ"، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مَحْبُوْبٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ، عَنْهُ، قَالَ: مَاتَ ثَابِتٌ، وَمَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ عَنِ الثَّلاَثَةِ: مَاتُوا فِي سَنَةِ وَاحِدَةٍ، قَبْلَ الطَّاعُوْنِ, أُرَاهُ بِسَنَتَيْنِ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ، قَالَ: مَاتَ ثَابِتٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وَمَاتَ ابْنُ جُدْعَانَ بَعْدَهُ.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ، قَالَ: مَاتَ ثَابِتٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ, حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ الجَرَّاحِ, حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ إِمْلاَءً, حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بنُ أَبِي حَزْمٍ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَة} [المدثر: 56] قَالَ: "يَقُوْلُ رَبُّكُم -عَزَّ وَجَلَّ: "أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى فَلاَ يُشْرَكَ بِي غَيْرِي، وَأَنَا أَهْلٌ لِمَنِ اتَّقَى أَنْ يُشْرِكَ بِي أَنْ أَغْفِرَ لَهُ"1.
هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ، غَرِيْبٌ أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَة ثَلاَثَتُهُم مِنْ طَرِيْقِ زَيْدِ بنِ الحُبَابِ، عَنْ سُهَيْلٍ القُطَعِيِّ فَوَقَعَ لَنَا بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أبو نعيم،
__________
1 ضعيف: أخرجه الترمذي "3325" وابن ماجه "4299"، من طريق زيد بن الحباب بن سهيل بن أبي حزم القطعي، به.
وأخرجه النسائي من طريق المعافي بن عمران عن سهيل القطعي، به.
قلت: إسناده ضعيف، آفته سهيل بن أبي حزم مهران أبو عبد الله القطعي، ضعيف، كما قال الحافظ في "التقريب"، وقد ذكر الحافظ الذهبي سهيل القطيعي هذا في "الميزان" ونقل كلام علماء الجرح والتعديل على تضعيفه، وذهل عنه هنا فحكم عليه بالحسن تساهلًا منه، وتساهله في موافقته للحاكم في تلخيص المستدرك حتى عُرف بهذا التساهل بين علماء الحديث قاطبة يعرف ذلك أصاغر طلاب الحديث بله العلماء الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الحديث الشريف.

(5/521)


حَدَّثَنَا ابْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أحمد القواريري، حدثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ يَوْماً: إِنَّ لِلْخَيْرِ مَفَاتِيْحَ، وَإِنَّ ثَابِتاً مِنْ مَفَاتِيْحِ الخَيْرِ.
وَقَالَ غَالِبٌ القَطَّانُ، عَنْ بَكْرٍ المُزَنِيِّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، فَمَا أَدْرَكْنَا الَّذِي هُوَ أَعَبْدُ مِنْهُ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَحْفَظِ أَهْلِ زَمَانِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى قَتَادَةَ.
وَعَنِ ابْنِ أَبِي رَزِيْنٍ, أَنَّ ثَابِتاً قَالَ: كَابَدْتُ الصَّلاَةَ عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَتَنَعَّمْتُ بِهَا عِشْرِيْنَ سَنَةً.
رَوْحٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كَانَ ثَابِتٌ البُناني يَقْرَأُ القُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَيَصُوْمُ الدَّهْرَ1.
وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُ ثَابِتاً يَبْكِي حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: بَكَى ثَابِتٌ حَتَّى كَادَتْ عَيْنُهُ تَذْهَبُ، فَنَهَاهُ الكحال عن البكاء، فقال: فما خيرهم إذا لم يبكيا. وأبى أن يعالج2.
وَقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: قَرَأَ ثَابِتٌ: {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا} [الكَهْفُ: 37] ، وَهُوَ يُصَلِّي صَلاَةَ اللَّيْلِ يَنْتَحِبُ وَيُرَدِّدُهَا.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: رَأَيْتُ ثَابِتاً يَلْبَسُ الثِّيَابَ الثَّمِيْنَةَ، وَالطَّيَالِسَ, وَالعَمَائِمَ.
وَقَالَ مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ: دَخَلْتُ عَلَى ثَابِتٍ، فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهُ، لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُصَلِّيَ البَارِحَةَ كَمَا كُنْتُ أُصَلِّي، وَلَمْ أَقْدِرْ أَنْ أَصُوْمَ، وَلاَ أَنْزِلَ إِلَى أَصْحَابِي فَأَذْكُرَ مَعَهُم اللَّهُمَّ إِذْ حَبَسْتَنِي عَنْ ذَلِكَ فَلاَ تَدَعْنِي في الدنيا ساعة3.
__________
1 نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صوم الأبد فقال في الحديث الصحيح: "لا صام من صام الابد" أخرجه البخاري"1977"، ومسلم "1159" "186"، من طريق ابن جريج قال: سمعت عطاء يزعم أن العباس أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: فذكره في حديث طويل.
2 هذا يخالف ما أَمرَ بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح عن أسامة بن شريك مرفوعا: "تداووا فإن الله -عز وجل- لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم".
أخرجه أحمد "4/ 278"، والطيالسي "1232"، والبخاري في "الأدب المفرد" "291"، وأبو داود "3855"، والترمذي "2038"، والطبراني في "الصغير" "559"، وفي "الكبير" "463 467"، و "471 و 474" و "477- 480"، والحاكم "4/ 399- 400"، والبيهقي "9/ 343"، والبغوي "3226"، من طرق عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير، فسلمتُ ثم قعدت، فجاء الاعراب من ههنا وههنا، فقالوا: يا رسول الله انتداوى؟ فقال: "تداووا فإن الله -عز وجل- لم يضع داء" الحديث، وإسناده صحيح.
3 نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ تمني الموت لوقوع الضر بالإنسان فروى أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد فاعلا، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي" أخرجه أحمد "3/ 101 و 281"، والطيالسي "1/ 152"، والبخاري "6351"، ومسلم "2680" "10"، وأبو داود "3108"، والترمذي "2971"، والنسائي "4/ 3"، وفي "عمل اليوم والليلة" "1057"، وابن ماجه "4265" من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، به.

(5/522)


707- محمد بن عمرو 1: "ع
ابن عطاء الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، العَامِرِيُّ، المَدَنِيُّ، أَحَدُ الثِّقَاتِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ فِي عَشْرَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، فِي وَصْفِ صَلاَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي قَتَادَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَعِيْدِ بن المسيب، وجماعة.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ، وَعَمْرُو بنُ يَحْيَى المَازِنِيُّ، وَالوَلِيْدُ بنُ كَثِيْرٍ، وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَتْ لَهُ هَيْئَةٌ وَمُرُوْءةٌ، كَانُوا يَتَحَدَّثُوْنَ أَنَّهُ تُفْضِي إِلَيْهِ الخِلاَفَةُ؛ لِهَيْئَتِهِ، وَعَقْلِهِ، وَكَمَالِهِ، لَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَغَيْرَهَ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيْثُ. تُوُفِّيَ: فِي آخِرِ خِلاَفَةِ هِشَامِ بن عبد الملك.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 577"، والمعرفة والتاريخ "2/ 477"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 131"، الكاشف "3/ ترجمة 5168"، تاريخ الإسلام "4/ 300"، تهذيب التهذيب "9/ 373"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6551"، شذرات الذهب "1/ 144".

(5/523)


708- وهب بن كيسان 1: "ع"
الفَقِيْهُ، أَبُو نُعَيْمٍ الأَسَدِيُّ، المَدَنِيُّ، المُؤَدِّبُ، مِنْ مَوَالِي آلِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ.
رَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وَجَابِرٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَعُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَمَالِكٌ، وَآخَرُوْنَ، وَثَّقُوْهُ.
مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ ومئة.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "8 ترجمة 2563"، المعرفة والتاريخ "3/ 300"، الكنى للدولابي "1/ 138"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 104"، الكاشف "3/ ترجمة 6223"، تاريخ الإسلام "5/ 179"، تهذيب التهذيب "11/ 166"، شذرات الذهب "1/ 173".

(5/523)


709- نُعَيم بن عبد الله 1: "ع"
المجمر المدني الفَقِيْهُ، مَوْلَى آلِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، كَانَ يُبَخِّر مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
جَالَسَ أَبَا هُرَيْرَةَ مُدَّةً. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَكَانَ مِنْ بَقَايَا العُلَمَاءِ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ: العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي هِلاَلٍ، وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وَفُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَهِشَامُ بنُ سَعْدٍ، وَمُسْلِمُ بنُ خَالِدٍ، وَآخَرُوْنَ.
رَوَى سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مَالِكٍ: سَمِعَ نُعَيْماً المُجْمِرَ يَقُوْلُ: جَالَسْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عِشْرِيْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: عَاشَ إِلَى قَرِيْبِ سَنَةِ عشرين ومائة.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 309"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2310"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 317 و 566" و "2/ 477"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 2106"، الكاشف "3/ ترجمة 5965" تاريخ الإسلام "5/ 12"، تهذيب التهذيب "10/ 465"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7544".

(5/524)


710- يزيد بن صهيب 1: "خ، م، د، س، ق"
الفقير أبو عثمان الكوفي، ثِقَةٌ، مُقِلٌّ.
حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ.
وَعَنْهُ: الحَكَمُ, وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، وَمِسْعَرٌ، وَعِدَّةٌ. وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ. وَقَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
قلت: لقب بالفقير؛ لأنه اشتكا فَقَارَ ظَهْرِهِ, وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوْخِ أَبِي حنيفة.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 305"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3251"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 209 و 659"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1144"، الكاشف "3/ ترجمة 6433"، تاريخ الإسلام "4/ 212"، تهذيب التهذيب "11/ 338".

(5/524)


711- عبد العزيز بن رُفَيع 1: "ع"
المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، الطَّائِفِيُّ, ثُمَّ الكُوْفِيُّ.
حَدَّثَ عَنِ: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَالقَاضِي شُريح، وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ، وَعُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، وَعِدَّةٍ.
رَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَشَرِيْكٌ، وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَحَدِيْثُهُ: نَحْوٌ مِنْ سِتِّيْنَ حَدِيْثاً.
رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوْخِهِ وَرِفَاقِهِ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَلَّمَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً إلَّا وَطَلَبَتِ الطَّلاَقَ؛ لِكَثْرَةِ اسْتِمْتَاعِهِ بِهَا، وَقَدْ أَسَنَّ وَمَاتَ وَهُوَ فِي عَشْرِ المائَةِ أَوِ التِّسْعِيْنَ. تُوُفِيَّ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ البُخَارِيُّ: رَأَى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ البَطِّيِّ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلْحَةَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً دَخَلَ الجَنَّةَ" قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ؟: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ" ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ2 عَالٍ.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 323"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1523"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1782"، الكاشف "2/ ترجمة 3434"، تاريخ الإسلام "5/ 102"، تهذيب التهذيب "6/ 337"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4347".
2 صحيح: أخرجه البخاري "1237"، ومسلم "94"، من طريق وَاصل الأَحْدَب، عَنِ المَعْرُور بن سُويد، عَنْ أبي ذر، به.

(5/525)


712- عَبْدَةُ بن أبي لُبابة 1: "خ، م، ت، س، ق"
أبو القاسم الأسدي ثُمَّ الغَاضِرِيُّ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ، التَّاجِرُ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ، نَزَلَ دِمَشْقَ.
وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَعَلْقَمَةَ، وَسُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ، وزِر، وَأَبِي وَائِلٍ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَآخَرُوْنَ، وَكَانَ شَرِيْكاً لِلْحَسَنِ بنِ الحُرِّ، فَقَدِمَا مَكَّةَ بِتِجَارَةٍ فَتَصَدَّقَا بِرَأْسِ المَالِ أَرْبَعِيْنَ أَلْفاً قَالَ أَحْمَدُ بن حنبل: لقي عبدة بن عُمَرَ بِالشَّامِ.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: لَمْ يَقْدَمْ عَلَيْنَا مِنَ العِرَاقِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدَةَ وَابْنِ الحُرِّ.
وَرَوَى ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ عَبْدَةَ، قَالَ: كُنْتُ فِي سَبْعِيْنَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ, وَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ.
وَرَوَى الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدَةَ، قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ لَجُوْجاً، مُمَارِياً، مُعْجَباً، بِرَأْيِهِ, فَقَدْ تَمَّتْ خَسَارَتُهُ.
قَالَ حُسَيْنٌ الجُعَفي: قَدِمَ ابْنُ الحُرِّ وَعَبْدَةُ فِي تِجَارَةِ مَكَّةَ وَبِهَا فَاقَةٌ، فَتَصَدَّقَا بِعَشْرَةِ آلاَفٍ، فَفَضَلَ خَلْقٌ مِنَ المَسَاكِيْنِ، فَمَا تَخَلَّصُوا مِنْهُم إلَّا بِإِنْفَاقِ أَرْبَعِيْنَ أَلْفاً، وَخَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ لَيْلاً.
يُرْوَى عَنْ عَبْدَةَ، قَالَ: ذُقْتُ مَاءَ البَحْرِ لَيْلَةَ سبعة وعشرين، فوجدته عذبا.
وَرَوَى الأَوْزَاعِيُّ، عَنْهُ، قَالَ: أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَى الرِّيَاءِ آمَنُهُم مِنْهُ. وَقَالَ رَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَةَ يَقُوْلُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّيَ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ أَنَّهُم لاَ يَسْأَلُوْنِي عَنْ شَيْءٍ، وَلاَ أَسْأَلُهُم، إِنَّهُم يَتَكَاثَرُوْنَ بِالمَسَائِلِ كَمَا يَتَكَاثَرُ أَهْلُ الدَّرَاهِمِ بِالدَّرَاهِمِ مَاتَ: فِي حُدُوْدِ سنة سبع وعشرين ومائة.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 328"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1877"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 587" و "2/ 407 و 794" و "3/ 101"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 455"، الكاشف "2/ ترجمة 3575"، تاريخ الإسلام "5/ 106"، تهذيب التهذيب "6/ 461"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4523".

(5/526)


713- يونس بن ميسرة 1: "د، ت، ق"
ابن حلبس أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو حَلْبَسٍ الجُبلاني، الأَعْمَى، عَالِمُ دِمَشْقَ، وَأَخُو أَيُّوْبَ، وَيَزِيْدَ. طَالَ عُمُرُهُ وَحَدَّثَ عَنْ: مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَوَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ، والصنُّابحي، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بنُ وَاقِدٍ، وَمَرْوَانُ بنُ جَنَاحٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: بلغ مائة وعشرين سنة، وكان يقرىء القُرْآنَ فِي الجَامِعِ، وَلَهُ كَلاَمٌ نَافِعٌ فِي الزُّهْدِ وَالمَعْرِفَةِ.
وَثَّقَهُ العِجْلِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَهُوَ القَائِلُ: إِذَا تَكَلَّفْتَ مَا لاَ يَعْنِيْكَ، لَقِيْتَ مَا يُعنِّيك.
قَالَ عَمْرُو بنُ وَاقِدٍ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ عَلَى المِنْبَرِ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عِمْرَانَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ ابْنِ حَلْبَسٍ، وَكَانَ يَدْعُو عِنْدَ المَغِيْبِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الشَّهَادَةَ فِي سَبِيْلِكَ. فَأَقُوْلُ: مَنْ أَيْنَ يُرْزَقُهَا وَهُوَ أَعْمَى؟! فَلَمَّا دَخَلَتِ المُسَوِّدَةُ دِمَشْقَ، قُتِلَ، فَبَلَغَنِي أَنَّ اللَّذَيْنِ قَتَلاَهُ بَكَيَا لَمَّا أُخْبِرَا بِصَلاَحِهِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 466"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3487"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 118 و 129 و 235" و "2/ 300 و 523" و "3/ 357"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1036"، حلية الأولياء "5/ 250"، الكاشف "3/ ترجمة 6595"، تاريخ الإسلام "5/ 320"، تهذيب التهذيب "11/ 448".

(5/527)


714- حماد بن أبي سليمان 1: "4، قَرَنَهُ م"
العَلاَّمَةُ، الإِمَامُ، فَقِيْهُ العِرَاقِ، أَبُو إِسْمَاعِيْلَ بنُ مُسْلِمٍ الكُوْفِيُّ، مَوْلَى الأَشْعَرِيِّيْنَ، أَصْلُهُ مِنْ أَصْبَهَانَ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَتَفَقَّهَ: بِإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وَهُوَ أَنْبَلُ أَصْحَابِهِ وَأَفْقَهُهُم، وَأَقْيَسُهُم، وَأَبْصَرُهُم بِالمُنَاظَرَةِ، وَالرَّأْيِ، وَحَدَّثَ أَيْضاً عَنْ: أَبِي وَائِلٍ، وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ مِنَ الرِّوَايَةِ؛ لأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ وَأَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ: أَنَسُ بنُ مَالِكٍ، فَهُوَ في عداد صغار التابعين.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 332"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 75"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 642"، أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 288"، تاريخ الإسلام "5/ 243"، ميزان الاعتدال "1/ 595"، تهذيب التهذيب "3/ 16"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1603"، شذرات الذهب "1/ 156".

(5/527)


رَوَى عَنْهُ: تِلْمِيْذُهُ؛ الإِمَامُ أَبُو حَنِيْفَةَ، وَابْنُهُ؛ إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَمَّادٍ، وَالحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَالأَعْمَشُ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَمُغِيْرَةُ، وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ الجُعْفِيُّ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَمِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، وَخَلْقٌ.
وَكَانَ أَحَدَ العُلَمَاءِ الأَذْكِيَاءِ، وَالكِرَامِ الأَسْخِيَاءِ، لَهُ ثَرْوَةٌ، وَحِشْمَةٌ، وَتَجَمُّلٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: كَانَ أَبُو سُلَيْمَانَ، وَالِدُ حَمَّادٍ مَوْلَى أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
قَالَ الحُميدي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ جاء إلى أَبِي طَلْحَةَ الكَحَّالِ يَسْتَنْعِتُهُ مِنْ شَيْءٍ بِعَيْنِهِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ, فَرَأَيْتُهُ أَشْهَبَ اللِّحْيَةِ.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ إِيَاسٍ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: لإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ: مَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ? قَالَ: حَمَّادٌ. قَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: فَمَا سَمِعْتُ الشَّيْبَانِيَّ ذَكَرَ حَمَّاداً إلَّا أَثْنَى عَلَيْهِ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: رَأَيْتُ حَمَّاداً وَقَدْ دَخَلَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَمَعَهُ أَطْرَافٌ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ إِبْرَاهِيْمَ عَنْهَا. فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيْمُ: مَا هَذَا? أَلَمْ أَنْهَ عَنْ هَذَا? فَقَالَ إِنَّمَا هِيَ أَطْرَافٌ.
رَوَى مَنْصُوْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: لاَ بَأْسَ بِكِتَابَةِ الأَطْرَافِ. وَرَوَى: شَرِيْكٌ، عَنْ جَامِعٍ أَبِي صَخْرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّاداً يَكْتُبُ عِنْدَ إِبْرَاهِيْمَ، وَيَقُوْلُ: إِنَّا لاَ نُرِيْدُ بِذَلِكَ دُنْيَا، وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ أَنْبِجَانِيٌّ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مَعْمَرٌ يَقُوْلُ: لَمْ أَرَ مِنْ هَؤُلاَءِ أَفْقَهَ مِنَ: الزُّهْرِيِّ، وَحَمَّادٍ، وَقَتَادَةَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَكَانَ حَمَّادٌ أَبْصَرَ بِإِبْرَاهِيْمَ مِنَ الحَكَمِ.
ابْنُ إِدْرِيْسَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنِ ابْنِ شُبرمة، قَالَ: مَا أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ بِعِلْمٍ مِنْ حَمَّادٍ.
أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا إِبْرَاهِيْمَ نَعُوْدُهُ حِيْنَ اخْتفَى، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِحَمَّادٍ، فَإِنَّهُ قَدْ سَأَلَنِي عن جميع ما سألني عنه الناس.
يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا نُرَى أَنَّ بَعْدَ إِبْرَاهِيْمَ الأَعْمَشُ، حَتَّى جَاءَ حَمَّادٌ بِمَا جَاءَ بِهِ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادٌ، وَمُغِيْرَةُ أَحْفَظَ مِنَ الحَكَمِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: حَمَّادٌ أَحَبُّ إِلَيَّ من مغيرة.

(5/528)


وَقَالَ مَعْمَرٌ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا إِسْحَاقَ، فَيَقُوْلُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُم? فَنَقُوْلُ: مِنْ عِنْدِ حَمَّادٍ فَيَقُوْلُ: مَا قَالَ لَكُم أَخُو المُرْجِئَةِ? فَكُنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَى حَمَّادٍ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُم? قُلْنَا: مِنْ عِنْدِ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: الْزَمُوا الشَّيْخَ، فَإِنَّهُ يُوْشَكُ أَنْ يُطْفَى. قَالَ: فَمَاتَ حَمَّادٌ قَبْلَهُ.
قَالَ مَعْمَرٌ: قُلْتُ لِحَمَّادٍ: كُنْتَ رَأْساً، وَكُنْتَ إِمَاماً فِي أَصْحَابِكَ، فَخَالَفْتَهُم، فَصِرْتَ تَابِعاً! قَالَ: إِنِّي أَنْ أَكُوْنَ تَابعاً فِي الحَقِّ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ أَكُوْنَ رَأْساً فِي البَاطِلِ.
قُلْتُ: يُشِيْرُ مَعْمَرٌ إِلَى أَنَّهُ تَحَوَّلَ مُرْجِئاً إِرْجَاءَ الفُقَهَاءِ، وَهُوَ أَنَّهُم لاَ يَعُدُّوْنَ الصَّلاَةَ وَالزَّكَاةَ مِنَ الإِيْمَانِ، وَيَقُوْلُوْنَ: الإِيْمَانُ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وَيَقِيْنٌ فِي القَلْبِ، وَالنِّزَاعُ عَلَى هَذَا لَفْظِي -إِنْ شَاءَ اللهُ- وَإِنَّمَا غُلُوُّ الإِرْجَاءِ مَنْ قَالَ: لاَ يَضُرُّ مَعَ التَّوْحِيْدِ تَرْكُ الفَرَائِضِ، نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ.
رَوَى حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَنَّ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: مَنْ أَمِنَ أَنْ يُسْتَثْقَلَ, ثَقُلَ.
قَالَ شُعْبَةُ: سَأَلْتُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَيْنِ الأُضْحِيَةِ يَكُوْنُ فِيْهَا البَيَاضُ؟ فَلَمْ يَكْرَهْهَا.
وَسَأَلَتُهُ عَنِ الرَّجُلِ: يَحْلِفُ عَلَى الشَّيْءِ كَاذِباً وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ صَادِقٌ؟ قَالَ: لاَ يَكُفِّرُ.
وَسَأَلْتُهُ عَنِ التَّرَبُّع فِي الصَّلاَةِ؟ فَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ.
وَسَأَلْتُ حَمَّاداً عَنِ الرَّجُلِ يَسْرِقُ مِنْ بَيْتِ المَالِ؟ فَقَالَ: يُقْطَعُ.
وَسَأَلْتُهُ عَنْ رجل قال: إن فارقت غريمي، فمالي عَلَيْهِ فِي المَسَاكِيْنِ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَسَأَلْتُهُ عَنِ الصُّفْرِ بِالحَدِيْدِ نَسِيْئَةٌ.
قَالَ مُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيْمَ: إِنَّ حَمَّاداً قَدْ جَلَسَ يُفْتِي. قَالَ: وَمَا يَمْنَعُهُ وَقَدْ سَأَلَنِي عَمَّا لَمْ تَسْأَلْنِي عَنْ عُشرِه?.
وَقَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُ الحَكَمَ يَقُوْلُ: وَمَنْ فِيْهِم مِثْلُ حَمَّادٍ؟ يَعْنِي: أَهْلَ الكُوْفَةِ.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ: حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ أَفْقَهُ مِنَ الشَّعْبِيِّ، مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْ حَمَّادٍ! وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادٌ صَدُوْقَ اللِّسَانِ، لاَ يَحْفَظُ الحَدِيْثَ. وَقَالَ النسائي: ثقة، مرجىء.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ مُسْتقِيْمٌ فِي الفِقْهِ، فَإِذَا جَاءَ الأَثَرُ شوَّش.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ أَفْقَهَ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ، وَكَانَتْ رُبَّمَا تَعْتَرِيْهِ مُوْتَةٌ وَهُوَ يُحَدِّثُ.

(5/529)


وَبَلَغَنَا أَنَّ حَمَّاداً كَانَ ذَا دُنْيَا مُتَّسِعَةٍ، وَأَنَّهُ كَانَ يُفَطِّر فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسَ مائَةِ إِنْسَانٍ، وَأَنَّهُ كَانَ يُعْطِيْهِم بَعْدَ العِيْدِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مائَةَ دِرْهَمٍ.
وَحَدِيْثُهُ فِي كُتُبِ السُّنَنِ، مَا أَخْرَجَ لَهُ البُخَارِيُّ، وَخَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيْثاً وَاحِداً مَقْرُوْناً بِغَيْرِهِ. وَلاَ يُلْتَفَتُ إِلَى مَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي -حَمَّادٌ- وَكَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ- عَنْ إِبْرَاهِيْمَ. وَفِي لَفْظٍ: وَمَا كُنَّا نَثِقُ بِحَدِيْثِهِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ: إِنَّهُ ذَكَرَ لَهُ عَنْ حَمَّادٍ شَيْئاً، فَقَالَ: كَذَبَ.
يُوْسُفُ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ مغيرة، قال: حج حماد بن أبي سُلَيْمَانَ، فَلَمَّا قَدِمَ أَتَيْنَاهُ نُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَبْشِرُوا يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ فَإِنِّي قَدِمْتُ عَلَى أهل الحجاز فرأيت عطاء، وطاوسا، وَمُجَاهِداً فَصِبْيَانُكُم بَلْ صِبْيَانُ صِبْيَانِكُم أَفْقَهُ مِنْهُم قال مغيرة فرأينا ذَاكَ بَغْيٌ مِنْهُ.
خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الرَّأْيُ الَّذِي أَحْدَثْتَ؟ لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ! فَقَالَ: لَوْ كَانَ حَيّاً, لَتَابَعَنِي عَلَيْهِ يَعْنِي: الإِرْجَاءَ.
الفِرْيَابِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: مَا كنا نأتي حماد إلَّا خِفْيَةً مِنْ أَصْحَابِنَا.
عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ, قَالَ: كَانَ حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ يُصرعُ وَإِذَا أَفَاقَ, تَوَضَّأَ. قُلْتُ: نَعَمْ, لأَنَّهُ نَوْعٌ مِنَ الإِغْمَاءِ, وَهُوَ أَخُو النَّوْمِ, فَيَنْقُضُ الوُضُوْءَ.
وَرَوَى جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: كَانَ حَمَّادٌ يُصِيْبُهُ المَسُّ، فَإِذَا أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ ذَهَبَ عَنْهُ عَادَ إِلَى المَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيْهِ.
حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ قَبْلَ أَنْ يُحْدِثَ مَا أَحْدَثَ.
قَالَ العُقَيْلِيُّ فِي تَرْجَمَةِ حَمَّادٍ الفَقِيْهِ وَطَوَّلَهَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَصْرَمَ، حَدَّثَنَا القَوَارِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا حماد بن زيد، قال: قدم علينا حماد بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ البَصْرَةَ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ فَجَعَلَ صِبْيَانُ البَصْرَةِ يَسْخَرُوْنَ بِهِ فَقَالَ له رجل ما تقول في رجل وطىء دَجَاجَةً مَيْتَةً فَخَرَجَتْ مِنْ بَطْنِهَا بَيْضَةٌ? وَقَالَ لَهُ آخَرُ مَا تَقُوْلُ فِي رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ مِلْءَ سُكُرُّجَةٍ?.
وَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الأَبَّارُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا أَبُو المَلِيْحِ, قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا

(5/530)


حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الرَّقَّةَ، فَخَرَجْتُ لأَسْمَعَ مِنْهُ، فَإِذَا عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ حَمْرَاءُ, وَقَدْ خَضَبَ لِحْيَتَهُ بِالسَّوَادِ، فَرَجَعْتُ فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ.
حَدَّثَنَا عَلَيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَحَادِيْثِ "المُسْنَدِ"، وَالنَّاسُ يَسْأَلُوْنَهُ عَنْ رَأْيِهِ، فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ قَالَ لاَ جَاءَ اللهُ بِكَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: حَمَّادٌ مُقَارَبُ الحَدِيْثِ، مَا رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَلَكِنَّ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ عِنْدَهُ عَنْهُ تَخْلِيْطٌ فَقُلْتُ لأَحْمَدَ: أَبُو مَعْشَرٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ حَمَّادٌ فِي إِبْرَاهِيْمَ؟ قَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا.
وَقَالَ الأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ: أَمَّا رِوَايَاتُ القُدَمَاءِ عَنْ حَمَّادٍ فَمُقَارِبَةٌ، كَشُعْبَةَ، وَسُفْيَانَ، وَهِشَامٍ وَأَمَّا غَيْرُهُم، فَقَدْ جَاؤُوا عَنْهُ بِأَعَاجِيْبَ. قُلْتُ لَهُ: حَجَّاجٌ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ? فَقَالَ: حَمَّادٌ عَلَى ذَاكَ لاَ بَأْسَ بِهِ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: وَقَدْ سَقَطَ فِيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِثْلُ مُحَمَّدِ بنِ جَابِرٍ وَذَاكَ. وَأَشَارَ بِيَدِهِ، فَظَنَّنَا أَنَّهُ عَنَى سَلَمَةَ الأَحْمَرَ أَوْ عَنَى غَيْرَهُ.
قَالَ كَاتِبُهُ: إِنَّمَا التَّخْلِيْطُ فِيْهَا مِنْ سُوْءِ حِفْظِ الرَّاوِي عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَقَعُ فِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ أَفْرَادٌ وَغَرَائِبُ، وَهُوَ لاَ بَأْسَ بِهِ مُتَمَاسِكٌ فِي الحَدِيْثِ.
مَاتَ حَمَّادٌ: سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. أَرَّخَهُ: خَلِيْفَةُ. وَقِيْلَ: سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
فَأَفْقَهُ أَهْلِ الكُوْفَةِ عَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِهِمَا: عَلْقَمَةُ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِهِ: إِبْرَاهِيْمُ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ: حَمَّادٌ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِ حَمَّادٍ: أَبُو حَنِيْفَةَ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِهِ أَبُو يُوْسُفَ، وَانْتَشَرَ أَصْحَابُ أَبِي يُوْسُفَ فِي الآفَاقِ، وَأَفْقَهُهُم: مُحَمَّدٌ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الكُوْفِيُّ: مَاتَ حَمَّادٌ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ قُلْتُ: مَاتَ كَهْلاً رَحِمَهُ اللهُ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ المُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ حَبَابَةَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ, عَنْ حَمَّادٍ, عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُم بِالتَّشَهُّدِ: "التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطِّيِّبَاتُ, السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهِ, السَّلاَمُ

(5/531)


عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ" 1.
وَبِهِ إِلَى البَغَوِيِّ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ, عَنْ حَمَّادٍ, سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يَقُوْلُ: قَالَ أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" 2.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ السَّيِّدِ الأَنْصَارِيُّ بِالمِزَّةِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ طاوس سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ قِرَاءةً عَلَيْهِمَا قَالاَ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَمِّي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَعْرُوْفٍ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ القَاضِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَمَّادٍ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، قَالُوا: "المَيْتُ يُغَسَّلُ وِتْراً، وَيُكَفَّنُ وِتْراً, وَيُجَمَّرُ وِتْراً".
وَبِهِ عَنْ حَمَّادٍ، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِداً، وَإِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُوْنَ: إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِن شِئْتَ فَأَفْطِرْ، وَالصَّوْمُ أَفْضَلُ يَعْنُوْنَ: رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ.
وَبِهِ عَنْ حَمَّادٍ، سَأَلْتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ عَنِ الجُنُبِ يَقْرَأُ القُرْآنَ؟ قَالَ: أَوَ لَيْسَ هُوَ فِي جَوْفِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ البُرْجُلاني، عَنْ إِسْحَاقَ السَّلُوْلِيِّ، سَمِعْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ سَخِيّاً عَلَى الطَّعَامِ، جَوَاداً بِالدَّنَانِيْرِ، وَالدَّرَاهِمِ.
وَقَالَ أَيْضاً عَنْ: زَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ، عَنِ الصَّلْتِ بنِ بِسْطَامَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ حماد بن
__________
1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 422"، والطيالسي "275"، وأبو داود "970"، والدارمي "1/ 309"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 275"، والدارقطني "1/ 353"، والطبراني في "الكبير" "9925"، من طريق زهير بن معاوية، حدثني الحسن بن الحر، عن القاسم بن مُخيمرة، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، به.
2 صحيح على شرطهما: أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 763"، وأحمد "3/ 116 و 166 و 176 و 203 و 209 و 223"، وابنه عبد الله في "زوائد المسند" "3/ 278 و 279"، ومسلم في "مقدمة صحيحه" "2"، والدارمي "1/ 76 و 77" من حديث أنس بن مالك، به.

(5/532)


أَبِي سُلَيْمَانَ يَزُوْرُنِي, فَيُقِيْمُ عِنْدِي سَائِرَ نَهَارِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ، قَالَ: انْظُرِ الَّذِي تَحْتَ الوِسَادَةِ, فَمُرْهُم يَنْتَفِعُوْنَ بِهِ فَأَجِدُ الدَّرَاهِمَ الكَثِيْرَةَ.
وَعَنِ الصَّلْتِ بنِ بِسْطَامَ، قَالَ: وَكَانَ يُفَطّر كُلَّ يَوْمٍ فِي رَمَضَانَ خَمْسِيْنَ إِنْسَاناً، فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ الفِطْرِ، كَسَاهُم ثَوْباً ثَوْباً.
رَوَى عُثْمَانُ بنُ زُفَرَ التَّيْمِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ صَبِيْحٍ يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو الزِّنَادِ الكُوْفَةَ عَلَى الصَّدَقَاتِ، كَلَّمَ رَجُلٌ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ فِيْمَنْ يُكَلِّمُ أَبَا الزِّنَادِ يَسْتَعِيْنُ بِهِ فِي بَعْضِ أَعْمَالِهِ. فَقَالَ حَمَّادٌ: كَمْ يُؤَمِّلُ صَاحِبُكَ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ أَنْ يُصِيْبَ مَعَهُ؟ قَالَ: أَلْفُ دِرْهَمٍ. قَالَ: قَدْ أَمَرْتُ لَهُ بِخَمْسَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ، وَلاَ يُبْذَلُ وَجْهِي إِلَيْهِ. قَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْراً.
قَالَ البُخَارِيُّ فِي "صَحِيْحِهِ": قَالَ حَمَّادٌ: إِذَا أَقَرَّ مَرَّةً عند الحاكم، رُجِمَ يَعْنِي: الزَّانِي وَرَوَى لَهُ فِي كِتَابِ "الأَدَبِ"، وَأَخْرَج لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُوْناً بغيره والباقون.

(5/533)


715- غيلان بن جرير 1: "ع"
الإِمَامُ، أَبُو يَزِيْدَ الأَزْدِيُّ، المِعْوَلِيُّ، بَصْرِيٌّ، ثِقَةٌ.
حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، وَزِيَادِ بنِ رَبَاحٍ، وَأَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى.
حَدَّثَ عَنْهُ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَشُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَمَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَأَبُو هِلاَلٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمٍ، وَآخَرُوْنَ تُوُفِيَّ: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ رَحِمَهُ اللهُ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ فِرَاسُ بنُ يَحْيَى الهَمْدَانِيُّ بِالكُوْفَةِ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ بِاليَمَامَةِ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ المَدَنِيُّ، وَخَالِدُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ قَاضِي أَفْرِيْقِيَةَ، وَعَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ، وَقَيْسُ بنُ حجاج السلفي.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 240"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 455"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 297"، الكاشف "2/ ترجمة 4503"، تاريخ الإسلام "5/ 121"، تهذيب التهذيب "8/ "، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5681".

(5/533)


716- ربيعة 1: "ع"
ابن يزيد الإِمَامُ، القُدْوَةُ، أَبُو شُعَيْبٍ الإِيَادِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، القَصِيْرُ.
حَدَّثَ عَنْ: وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ، وَجُبَيْرِ بنِ نُفير، وَأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ ثَمَانِيْنَ سَنَةً رَحِمَهُ اللهُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ سمع من معاوية.
حَدَّثَ عَنْهُ: حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ المِصْرِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَفَرَجُ بنُ فَضَالَةَ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ فَرَجُ بنُ فَضَالَةَ: كَانَ رَبِيْعَةُ يُفَضَّلُ عَلَى مَكْحُوْلٍ، يَعْنِي فِي العِبَادَةِ.
وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَحْسَنَ سَمْتاً فِي العِبَادَةِ مِنْهُ، وَمِنْ مَكْحُوْلٍ. وَقِيْلَ: كَانَتْ دَارُ رَبِيْعَةَ القَصِيْرِ بِنَاحِيَةِ بَابِ الفَرَادِيْسِ2.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَامِرٍ، سَمِعْتُ رَبِيْعَةَ بنَ يَزِيْدَ يَقُوْلُ:
مَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ لصلاة الظهر منذ أربعين سنةإلَّا وَأَنَا فِي المَسْجِدِ، إلَّا أَنْ أَكُوْنَ مَرِيْضاً أَوْ مُسَافِراً.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: رَبِيْعَةُ: يُعْرَفُ بِالقَصِيْرِ يُعْتَبَرُ بِهِ.
وَقَالَ مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ: خَرَجَ رَبِيْعَةُ القَصِيْرُ مَعَ كُلْثُوْمِ بنِ عِيَاضٍ غَازِياً، فَقَتَلَهُ البَرْبَرُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ الغَسَّانِيُّ: اسْتُشْهِدَ رَبِيْعَةُ -رحمه الله- بأفريقية.
تم الجزء الخامس ويليه:
الجزء السادس: وأوله: عاصم بن عمر
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 465"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 980"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2128"، تاريخ الإسلام "5/ 86"، الكاشف "1/ ترجمة 1571"، العبر "1/ 250"، تهذيب التهذيب "3/ 264"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2052"، شذرات الذهب "1/ 161".
2 باب الفراديس أحد أبواب دمشق السبعة، ويقع شمال شرق جامع بني أمية. والفراديس: هي البساتين.

(5/534)


فهارس
فهرس الموضوعات
الصفحة الموضوع
5 376- يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
7 377- عبيدة بن عمرو.
10 378- عبد الرحن بن غنم.
11 379- كثير بن مُرة.
12 380- هرم بن حبان.
14 381- الأسود بن يزيد.
16 382- عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسِ بنِ عَبْدِ اللهِ أَبُو شبل النخعي.
22 383- علقمة بن وقاص بن محصن.
23 384- جنادة بن أبي أمية الأزدي.
23 385- مسروق بن الأجدع الهمداني.
28 386- سويد بن غفلة.
30 387- أَبُو تَمِيْمٍ الجَيْشَانِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكٍ بن أبي الأسحم.
31 388- أبو سالم الجيشاني سفيان بن هانئ.
31 389- مرة الطيب بن شراحيل.
32 390- الحارث بن قيس الجُعفي الكوفي.
32 391- جبير بن نفير.
33 392- عبد الرحمن بن يزيد بن قيس أبو بكر النخعي.
34 393- ابنه محمد بن عبد الرحمن النخعي.
34 394- عمرو بن الأسود العنسي.
36 395- عمير بن هانئ العنسي.
36 396- أبو الأسود الدؤلي.
39 397- الأحنف بن قيس.
46 398- عاصم بن عمر بن الخطاب.
47 399- أسلم مولى عمر بن الخطاب.
48 400- شريح القاضي بن الحارث بن قيس الكندي.
53 401- شريح بن هانئ الحارثي المذحجي.
54 402- خرشة بن الحر.
55 403- مالك السرايا بن عبد الله الخثعمي.

(5/537)


بقية الصفحة الأولى من كبراء التابعين
الصفحة الموضوع
55 404- ابن الحنفية محمد بن علي بن أبي طالب.
66 405- ابناه عبد الله بن محمد بن الحنفية.
67 406- الحسن بن محمد ابن الحنفية.
68 407- سليم بن عتر.
69 408- أبو معمر عبد الله بن سخبرة.
69 409- عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ.
70 410- أَبُو ميسرة عمر بن شرحبيل.
71 411- الجرشي يزيد بن الأسود.
72 412- عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي.
72 413- عياض بن عمرو الأشعري.
73 414- معاوية بن يزيد بن معاوية.
73 415- حسان بن النعمان بن المنذر الغساني.
73 416- مُصعب بن الزبير بن العوام.
76 417- بشر بن مروان بن الحكم.
77 418- شبيب بن يزيد الخارجي.
79 419- شبث بن ربعي.
79 420- عَبْدِ اللهِ بنِ صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ خلف.
80 421- قطري بن الفجاءة.
81 422- الحارث الأعور بن عبد الله بن كعب.
83 423- الحارث بن سويد التيمي.
84 428- عبيد بن عمير.
85 425- عبد الله بن عبيد بن عمير.
85 426- عمرو بن ميمون.
87 427- شقيق بن سلمة.
91 428- زر بن حبيش.
93 429- عبد الله بن أبي الهذيل.
94 430- مالك بن أوس بن الحدثان.
95 431- عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مَعْمَرٍ.
95 432- أَبُو عمرو الشيباني سعيد بن إياس.
96 433- المعرور بن سويد.
96 434- طَلْحَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ.
96 435- أبو عثمان النهدي عبد الرحمن ابن مل.
99 436- أبو الشعثاء المحاربي سليم بن أسود.
99 437- عابس بن ربيعة النخعي.
100 438- سعيد بن وهب.
100 439- جميل بن عبد الله بن معمر.
101 440- القُبَاعُ الحَارِثَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ.
101 441- حمران بن أبان.
102 442- ابن الأشعث عبد الرحمن بن محمد.
103 443- أعش همدان.
103 444- مَعْبَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُوَيْمِرٍ الجُهَنِيُّ.

(5/538)


105 445- مطرف بن عبد الله بن الشخير.
110 446- زيد بن وهب أبو سليمان الجهني.
110 447- حفص بن عاصم.
111 448- أيوب ابن القرية بن يزيد بن قيس.
111 449- قيس بن أبي حازم.
114 450- العلاء بن زياد بن مطر.
116 451- عبد الله بن معقل بن مقرن.
117 452- عبد الله بن معبد الزماني.
117 453- أبو العالية الرياحي رفيع بن مهران.
121 454- عمران بن حطان.
123 455- عباد بن عبد الله بن الزبير.
123 456- سعبد بن المسيب.
139 457- عبد الملك بن مروان بن الحكم.
141 458- عبد العزيز بن مروان بن الحكم.
142 459- روح بن زنباع.
143 460- ابْنُ أُمِّ بُرْثُنٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ آدَمَ.
144 461- أبو رجاء العطاردي عمران بن ملحان.
146 462- الأسود بن هلال أبو سلام المحاربي.
147 463- الربيع بن خثيم.
150 464- عبد الرحمن بن أبي ليلى.
153 465- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ حبيب.
155 466- أُمَيَّةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ أَسِيْدٍ.
156 467- أبو إدريس الخولاني.
159 468- أم الدرداء هجيمة الطائي سعيد بن فيروز.
160 469- أبو البختري الطائي سعيدبن فيروز.
161 470- زاذان أبو عمر الكندي.
162 471- قبيصة بن ذؤيب.
163 472- همام بن الحارث النخعي.
164 473- مَرْثَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو الخَيْرِ اليَزَنِيُّ.
164 474- بلال بن أبي الدرداء.
165 475- صفوان بن محرز المازني.
الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ التَّابِعِيْنَ
166 476- أَبُو سَلَمَةَ بنُ عبد الرحمن بن عوف.
169 477- إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
170 478- حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
170 479- حميد بن عبد الرحمن الحميري.
171 480- حسان أمير المغرب.

(5/539)


171 481- الشعبي عامر بن شراحيل.
185 482- عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي.
186 483- خَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي سَبْرَةَ.
186 484- سعيد بن جبير.
199 485- الحجاج بن يوسف الثقفي.
199 486- أبو بردة بن أبي موسى الأشعري.
201 487- أيوب ابن القرية.
202 488- الوليد بن عبد الملك بن مروان.
203 489- محمد بن سعد بن أبي وقاص.
203 490- عامر بن سعد بن أبي وقاص.
204 491- عمر بن سعد بن أبي وقاص.
204 492- عمرو بن سعد بن أبي وقاص.
204 493- مصعب بن سعد بن أبي وقاص.
204 494- إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص.
204 495- عمير بن سعد بن أبي وقاص.
205 496 - إسماعيل بن سعد بن أبي وقاص.
205 497- يحيى بن سعد بن أبي وقاص.
205 498- عبد الرحمن بن سعد بن أبي وقاص.
205 499- بشير بن كعب.
205 500- بشير بن كعب.
205 501- أبان بن عثمان بن عفان.
206 502- عمرو بن عثمان بن عفان.
207 503- مورق العجلي أبو المعتمر البصر.
208 504- أبو سلام ممطور الحبشي.
208 505- مالك بن أسماء بن خارجة.
209 506- أبو الأشعث النصعاني شراحيل بن آدة.
210 507- ربعي بن حراش.
212 508- أبو ظبيان الجنبي حصين بن جندب.
212 509- أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ.
213 510- طويس أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله.
213 511- موسى بن طلحة بن عبيد الله.
215 512- عيسى بن طلحة بن عبيد الله.
215 513- محمد بن طلحة بن عبيد الله "السجاد".
215 514- إسحاق بن طلحة.
216 515- عائشة بنت طلحة بن عبيد الله.
216 516- عمران بن طلحة بن عبيد الله.
217 517- عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث.
217 518- أَبُو الجَوْزَاءِ أَوْسُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّبَعِيُّ.

(5/540)


218 519- شهر بن حوشب.
222 520- عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ.
222 521- يحيى بن وثاب.
224 522- خالد ابن الخليفة يزيد بن معاوية.
225 523- المهلب بن أبي صفرة.
226 524- جميل بن عبد الله بن معمر.
227 525- علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
235 526- أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسين بن علي.
241 527- قرة بن شريك القيسي.
241 528- قتيبة بن مسلم.
242 529- عبد الرحمن بن أبي بكرة.
243 530- تبيع بن عامر.
244 531- أبو رافع الصائغ.
245 532- خالد بن مهاجر بن خالد بن الوليد.
245 533- أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ.
247 534- عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث.
248 535- الحارث بن هشام.
249 536- عروة بن الزبير بن العوام.
258 537- خارجة بن زيد بن ثابت.
261 538- يحيى بن يعمر.
262 539- عمير بن سعيد النخعي.
262 540- يزيد بن أبي كبشة.
263 541- سليمان بن يسار.
265 542- عطاء بن يسار.
266 543- مجاهد بن جبير أبو الحجاج المكي الأسود.
271 544- سالم بن عبد الله بن عمر.
277 545- أبو الطفيل عامر بن واثلة.
277 546- أَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ.
281 547- عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ.
284 548- صالح بن أبي مريم أبو خليل الضبعي.
284 549- كريب بن أبي مسلم أبو رشدين.
285 550- بشير بن نهيك أبو الشعثاء.
285 551- سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى.
285 552- أبو الشعثاء جابر بن زيد.
286 553- الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طالب.
289 554- زيد بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ.
289 555- عبد الرحمن بن عائذ الحمصي.
290 556- علي بن ربيعة أبو المغيرة الوالبي.
291 557- راشد بن سعد الحبراني.

(5/541)


292 558- خلاس بن عمرو الهجري.
292 559- أبو أسماء الرحبي.
293 560- حنش بن عبد الله بن عمرو الصنعاني.
293 561- يزيد بن عبد الله بن الشخير.
294 562- عبد الله بن محيريز.
295 563- موسى بن نصير.
297 564- طارق بن زياد.
299 565- يزيد بن المهلب.
302 566- حفصة بنت سيرين.
302 567- عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد.
303 568- مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ أُمُّ الصَّهْبَاءِ العَدَوِيَّةُ.
304 569- صلة بن أشيم.
304 570- ربيعة بن لقيط التجيبي.
304 571- مسلم بن يسار البصري.
306 572- مسلم بن يسار الطنبذى.
307 573- مسلم بن يسار الجهني.
307 574- مسلم بن يسار الدوسي.
307 575- زياد بن جبير بن حية.
307 576- عِيَاضُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْحٍ.
308 577- زرارة بن أوفى.
309 578- صلة بن زفر.
309 579- يزيد بن الأصم.
310 580- يزيد بن الحكم.
311 581- إبراهيم النخعي بن يزيدبن قيس.
317 582- أبو نضرة المنذر بن مالك العبدي.
318 583- بكر بن عبد الله المزني.
321 584- خالد بن معدان.
324 585- نَافِعُ بنُ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ.
325 586- محمد بن جبير بن مطعم بن عدي.
326 587- وهب بن منبه.
333 588- رجاء بن حيوة.
336 589- عمر بن هبيرة.
336 590- إبراهيم بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ.
337 591- الحسن البصري بن يسار.
351 592- سعيد بن يسار البصري.
352 593- الأخطل غياث بن غوث.
352 594- الفرزدق همام بن غالب.
353 595- جرير بن عطية بن الخطفي.
353 596- بشير بن يسار.
354 597- بسر بن عبيد الله الحضرمي.
354 598- الأحوص عبد الله بن محمد.
355 599- يزيد بن أبي مسلم الثقفي.
355 600- أَبُو بَحْرِيَّةَ عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ الكِنْدِيُّ التراغمي.

(5/542)


356 601- بسر بن سعيد الحضرمي.
356 602- سبلان سالم بن عبد الله.
357 603- سليمان بن قتة التيمي.
357 604- زياد الأعجم أبو أمامة بن سليم.
357 605- الراعي أبو جندل عبيد بن حصين.
358 606- الضحاك بن مزاحم الهلالي.
360 607- طلق بن حبيب العنزي.
361 608- الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب.
362 609- الضحاك المشرقي.
362 610- عبد الله بن حنين.
362 611- إبراهيم بن عبد الله بن حنين.
363 612- عبيد بن حنين.
363 613- زياد بن جبير.
363 614- محمد بن سيرين.
372 615- أنس بن سيرين.
373 616- أبو بردة الأشعري.
374 617- أبو حازم الأشجعي.
374 618- أبو زرعة بن عمرو البجلي.
375 619- أبو المتوكل الناجي البصري.
375 620- سعد بن عبيد أبو حمزة السلمي.
375 621- سعيد بن أبي هند.
376 622- عبد الرحمن بن أبان.
376 623- عبد الرحمن بن الأسود أبو حفص النخعي.
378 624- عكرمة مولى ابن عباس.
393 625- أبو صالح السمان.
394 626- أبو صالح باذام.
395 627- أبو صالح الحنفي.
395 628- طاوس كيسان اليماني.
402 629- عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية.
403 630- عبد الله بن بريدة.
405 631- سليمان بن بريدة.
405 632- عدي بن أرطاة.
406 633- القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ.
410 634- إبراهيم بن يزيد التيمي.
412 635- عبد الرحمن بن أبي نعم.
413 636- عراك بن مالك الغفاري.
413 637- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ.
414 638- القرظي محمد بن كعب.
416 639- يوسف بن ماهك.
417 640- الأعرج عبد الرحمن بن هرمز.
417 461- أبو السفر سعيد بن يحمد الهمداني.
418 642- أبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي.
418 643- ميمون بن مهران.

(5/543)


423 644- عطاء بن أبي رباح.
429 645- ابن أبي مليكة.
431 646- بلال سعد بن تميم السكوني.
432 647- أبو الحباب سعيد بن يسار المدني.
433 648- أبو المليح بن أسامة بن عمير.
433 649- نافع مولى ابن عمر.
437 650- علي بن رباح.
438 651- المسيب بن رافع أبو العلاء الأسدي الكاهلي.
439 652- عون بن عبد الله أبو عبد الله الهذلي.
440 653- عون بن أبي جحيفة السوائي.
440 654- محمد بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بن الخطاب.
441 655- محمد بن عباد بن جعفر القرشي المخزومي.
441 656- موسى بن يسار المخرمي.
441 657- عُبَادَةُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ.
442 658- موسى بن ودان.
442 659- سالم بن أبي الجعد.
443 660- عدي بن الرقاع العاملي الشاعر.
443 661- عَدِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ الحِمَارِ العِبَادِيُّ التَّمِيْمِيُّ.
444 662- سلميان بن عبد الملك.
445 663- عمر بن عبد العزيز.
467 664- محمد بن مروان بن الحكم.
467 665- عبد العزيز بن الخليفة الوليد بن عبد الملك.
467 666- عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ الخطاب.
468 667- عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيُّ.
468 668- يزيد بن عبد الملك.
470 669- كثير عزة.
470 670- معاوية بن قرية بن إياس المزني.
471 671- إياس بن معاوية.
472 672- مكحول الدمشقي.
475 673- مكحول الأزدي البصري.
478 674- قيس بن مسلم أبو عمرو الجدلي.
478 675- سعيد بن الحارث.
479 676- عمرو بن شعيب بن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ.
491 677- شعيب بن محمد.
792 678- أبو شعيب محمد بن عبد الله ابن عمر والسهمي.
493 679- المنهال بن عمرو أبو عمرو الأسدي.
494 680- سليم بن عامر الكلاعي.
495 681- محمد بن يحيى بن حبان أبو عبد الله الأنصاري.

(5/544)


495 682- ابن موهب أبو عبد الله عثمان ابن عبد الله بن موهب التيمي.
496 683- عدي بن ثابت.
497 684- الجرح بن عبد الله أبو عقبة الحكمي.
498 685- طلحة بن مصرف أبو محمد اليامي الهمداني.
499 686- أبو الزاهرية حدير بن كريب الحمصي.
500 687- القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي.
501 688- القاسم بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعود.
502 689- عمرو بن مرة.
505 690- سَعِيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ.
505 691- يعلى بن عطاء العامري.
505 692- القاسم بن مخيمرة أبو عروة الهمداني.
508 693- ثُمَامَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الأنصاري.
508 694- معبد بن خالد الجدلي أبو القاسم
509 695- جامع بن شداد.
509 696- علقمة بن مرث أبو الحارث.
509 697- علي بن زيد بن جدعان.
510 698- الحكم بن عتيبة.
513 699- ابْنُ أَبِي المُهَاجِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بن أبي المهاجر.
514 700- أبو يعفور العبدي الكوفي.
514 701- أبو قبيل المعافري.
515 702- زياد بن علاقة.
516 703- سعيد المقبري.
517 704- محارب بن دثار.
518 705- عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ.
519 706- ثابت بن أسلم.
523 707- محمد بن عمرو بن عطاء أبو عبد الله القرشي العامري.
523 708- وهب بن كيسان.
524 709- نعيم بن عبد الله المجمر.
524 710- يزيد بن صهيب.
525 711- عبد العزيز بن رفيع.
526 712- عبدة بن أبي لبابة.
527 713- يونس بن ميسرة.
527 714- حماد بن أبي سليمان.
533 715- غيلان بن جرير.
534 716- ربيعة بن يزيد أبوشعيب الأيادي الدمشقي القصير.
535 فهرس الموضوعات
547 فهرس التراجم

(5/545)


فهرس التراجم على حروف المعجم:
الجزء الخامس
الصفحة التراجم
205 501- أبان بن عثمان بن عفان.
204 494- إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص.
169 477- إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
362 611- إبراهيم بن عبد الله بن حنين.
336 590- إبراهيم بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ.
311 581- إبراهيم النخعي بن يزيد بن قيس.
410 634- إبراهيم بن يزيد التيمي.
39 397- الأحنف بن قيس.
354 598- الأحوص عبد الله بن محمد.
352 593- الأخطل غياث بن غوث.
156 467- أبو إدريس الخولاني.
215 514- إسحاق بن طلحة.
47 399- أسلم مولى عمر بن الخطاب.
292 559- أبو أسماء الرحبي.
205 496- إسماعيل بن سعد بن أبي وقاص.
36 395- أبو الأسود الدؤلي.
146 462- الأسود بن هلال أبو سلام المحاربي.
14 381- الأسود بن يزيد.
209 506- أبو الأشعث الصنعاني شراحيل بن آدة.
417 640- الأعرج عبد الرحمن بن هرمز.
103 443- أعشى همدان.
155 466- أُمَيَّةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ أَسِيْدٍ.
372 615- أنس بن سيرين.
أوس بن عبد الله الربعي = أبو الجوزاء.

(5/549)


471 671- إياس بن معاوية.
111 448- أيوب ابن القرية بن يزيد بن قيس.
160 469- أبو البحتري الطائي سعبد بن فيروز.
355 600- أَبُو بَحْرِيَّةَ عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ الكِنْدِيُّ.
143 460- ابْنُ أُمِّ بُرْثُنٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ آدَمَ.
199 486- أبو بردة بن أبي موسى الأشعري.
373 616- أبو بردة الأشعري.
356 601- بسر بن سعيد الحضرمي.
354 598- بسر بن عبد الله الحضرمي.
76 417- بشر بن مروان بن الحكم.
205 499- بُشير بن كعب.
205 500- بشير بن كعب.
285 550- بشير بن نهيك أبو الشعثاء.
353 596- بشير بن يسار.
245 533- أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ.
318 583- بكسر بن عبد الله المزني.
164 474- بلال بن أبي الدرداء.
431 646- بلال بن سعد بن تميم السكوني.
243 530- تبيع بن عامر.
30 387- أَبُو تَمِيْمٍ الجَيْشَانِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكٍ بن أبي الأسحم.
519 706- ثابت بن أسلم.
508 693- ثُمَامَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الأنصاري.
509 695- جامع بن شداد.
32 391- جبير بن نفير.
497 684- الجرح بن عبد الله أبو عقبة الحكمي.
71 411- الجرش يزيد بن الأسود.
353 595- جرير بن عطية بن الخطفي.
235 526- أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسين بن علي.
226 524- جميل بن عبد الله بن معمر.
23 384- جنادة بن أبي أمية الأزدي.
217 518- أَبُو الجَوْزَاءِ أَوْسُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّبَعِيُّ.
83 423- الحارث بن سويد التيمي.
81 422- الحارث الأعور بن عبد الله بن كعب.
32 390- الحارث بن قيس الجعفي.

(5/550)


248 535- الحارث بن هشام.
432 647- أبو الحباب سعيدبن يسار المدني.
199 485- الحجاج بن يوسف الثقفي.
حدير بن كريب الحمصي = أبو الزاهرية.
171 480- حسان أمير المغرب.
73 415- حسان بن النعمان بن المنذر الغساني.
337 591- الحسن البصري بن يسار.
286 553- الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طالب.
67 406- الحسن بن محمد ابن الحنفية.
302 567- حفصة بنت سيرين.
110 447- حفص بن عاصم.
510 698- الحكم بن عتيبة.
527 714- حماد بن أبي سليمان
101 441- حمران بن أبان.
170 479- حميد بن عبد الرحمن الحميري.
170 478- حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
293 560- حنش بن عبد الله بن عمرو الصنعاني.
55 404- ابن الحنفية محمد بن علي بن أبي طالب.
258 537- خارجة بن زيد بن ثابت.
224 522- خالد ابن الخليفة يزيد بن معاوية.
321 584- خالد بن معدان.
245 532- خالد بن مهاجر بن خالد بن الوليد.
54 402- خرشة بن الحر.
292 558- خلاص بن عمرو الهجري.
186 483- خَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي سَبْرَةَ.
159 468- أم الدرداء هجيمة الطائي سعيد بن فيروز.
291 557- راشد بن سعد الحبراني.
357 605- الراعي أبو جندل عبيد بن حصين.
244 531- أبو رافع الصائغ.
210 507- ربعي بن حراش.
147 463- الربيع بن خثيم.
304 570- ربيعة بن لقيط التجيبي.
534 716- رَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْدَ أَبُو شُعَيْبٍ الإِيَادِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
333 588- رجاء بن حيوة.

(5/551)


144 461- أبو رجاء العطاردي عمران بن ملحان.
رفيع بن مهران = أبو العالية الرياحي
142 459- روح بن زنباع.
161 470- زاذان أبو عمر الكندي.
499 686- أبو الزاهرية حدير بن كريب الحمصي.
91 428- زر بن حبيش.
308 577- زرارة بن أوفى.
374 618- أبو زرعة بن عمر البجلي.
357 604- زياد الأعجم أبو أسامة بن سليم.
363 613- زياد بن جبير.
307 575- زياد بن جبير بن حية.
515 702- زياد بن علاقة.
289 554- زيد بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ.
110 446- زيد بن وهب أبو سليمان الجهني.
442 659- سالم بن أبي الجعد.
31 388- أبو سالم الجيشاني سفيان بن هانئ.
271 544- سالم بن عبد الله بن عمر.
356 602- سبلان سالم بن عبد الله
سعبد بن إياس = أبو عمرو والشيباني.
375 620- سعد بن عبيد أبو حمزة السلمي.
375 621- سعيد بن أبي هند.
186 484- سعيد بن جبير.
478 675- سعيد بن الحارث.
285 551- سعيد بن عبيد الرحمن بن أبزى.
505 690- سَعِيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ.
123 456- سعيد بن المسيب.
516 703- سعيد المقبري.
100 407- سعيد بن وهب.
351 592- سعيد بن يسار البصري.
432 647- سعيد بن يسار المدني = أبو الحباب.
417 641- أبو السفر سعيد بن يحيى الهمداني.
سفيان بن هانئ =أبو سالم الجيشاني
207 504- أبو سلام ممطور الحبشي.
166 476- أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ.
494 680- سليم بن عامر الكلاعي.
68 407- سليم بن عنز.

(5/552)


405 631- سليمان بن بريدة.
444 662- سليمان بن عبد الملك.
357 603- سليمان بن قتة التيمي.
263 541- سليمان بن يسار.
28 386- سويد بن غفلة.
79 419- شبث بن ربعي.
77 418- شبيب بن يزيد الخارجي.
209 506- شراحيل بن آدة = أبو الأشعث الصنعاني.
48 400- شريح القاضي بن الحارث بن قيس الكندي.
53 401- شريح بن هانئ الحارثي المذحجي.
171 481- الشعبي عامر بن شراحيل.
285 552- أبو الشعثاء جابر بن زيد.
99 436- أبو الشعثاء المحاربي سليم بن أسود.
أبو الشعثاء البصري =بشير بن نهيك.
491 677- شعيب بن محمد.
492 668- أَبُو شُعَيْبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عمرو السهمي.
87 427- شقيق بن سلمة.
218 519- شهر بن حوشب.
284 548- صالح بن أبي مريم أبو خليل الضبعي.
394 626- أبو صالح باذام.
395 627- أبو صالح الحنفي.
393 625- أبو صالح السمان.
165 475- صفوان بن محرز المازني.
304 569- صلة بن أشيم.
309 578- صلة بن زفر.
361 608- الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب.
358 606- الضحاك بن مزاحم الهلالي.
362 609- الضحاك المشرقي.
418 642- أبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي.
395 628- طاوس بن كيسان اليماني.
96 434- طَلْحَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ.
498 685- طلحة بن مصرف أبو محمد اليامي الهمداني.
360 607- طلق بن حبيب العنزي.
213 510- طويس أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله.
212 508- أبو ظبيان الجني حصين بن جندب.

(5/553)


99 437- عابس بن ربيعة النخمي.
117 453- أبو العالية الرياحي رفيع بن مهران.
203 490- عامر بن سعد بن أبي وقاص.
518 705- عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ.
216 515- عائخشة بنت طلحة بن عبد الله.
123 455- عباد بن عبد الله بن الزبير.
441 657- عُبَادَةُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ.
467 666- عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ الخطاب.
376 622- عبد الرحمن بن أبان.
242 529- عبد الرحمن بن أبي بكرة.
150 464- عبد الرحمن بن أبي ليلى.
412 635- عبد الرحمن بن أبي نعم.
376 623- عبد الرحمن بن الأسود أبو حفص النخعي.
413 637 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ.
أبو عبد الرحمن الدمشقي =القاسم بن عبد الرحمن.
205 498- عبد الرحمن بن سعد بن أبي وقاص.
153 465- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ حبيب.
289 555- عبد الرحمن بن عائذ الحمصي.
عبد الرحمن بن مل =أبو عثمان النهدي.
402 629- عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية.
467 665- عَبْدُ العَزِيْزِ ابْنُ الخَلِيْفَةِ الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ الملك.
307 576- عبد العزيز بن رفيع.
141 458- عبد العزيز بن مروان بن الحكم.
93 429- عبد الله بن أبي الهزيل.
403 630- عبد الله بن بريدة.
362 610- عبد الله بن حنين.
عبد الله بن زيد =أبو قلابة الجرمي.
79 420- عَبْدِ اللهِ بنِ صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ خلف.
85 425- عبد الله بن عبيد بن عمير.
عبد الله بن قيس =أبو بحرية.
عبد الله بن مالك أبي الأسحم = أبو تميم الجيشاني.

(5/554)


294 562- عبد الله بن محيريز.
117 452- عبد الله بن معبد الزماني.
116 451- عبد الله بن معقل بن مقرن.
139 457- عبد الملك بن مروان بن الحكم.
526 712- عبدة بن أبي لبابة.
عبيد بن حصين = الراعي أبو جندل.
363 612- عبيد بن حنين.
84 424- عبيد بن عمير.
72 412- عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي.
281 547- عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ.
212 509- أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ.
96 435- أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُلٍّ.
405 632- عدي بن أرطأة.
496 683- عدي بن ثابت.
443 660- عدي بن الرقاع العاملي الشاعر.
443 661- عَدِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ الحِمَارِ العِبَادِيُّ التَّمِيْمِيُّ.
413 636- عراك بن مالك الغفاري.
249 536- عروة بن الزبير بن العوام.
423 644- عطاء بن أبي رباح.
265 542- عطاء بن يسار.
217 517- عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث.
378 624- عكرمة مولى ابن عباس.
114 450- العلاء بن زياد بن مطر.
509 696- علقمة بن مرث أبو الحارث.
227 525- علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
290 556- علي بن ربيعة أبو المغيرة الوالي.
437 650- علي بن رباح.
509 697- علي بن زيد بن جدعان.
204 492- عمر بن سعد بن أبي وقاص.
445 663- عمر بن عبد العزيز.
222 520- عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ.
95 431- عمر بن عبيد الله بن معمر.
336 589- عمر بن هبيرة.
121 454- عمران بن حطان.
216 516- عمران بن طلحة بن عبيد الله.

(5/555)


عمران بن ملحان = أبو رجاء العطاردي.
302 567- عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد.
204 491- عمرو بن سعد بن أبي وقاص.
479 410- عمرو بن شراحيل أبو ميسرة.
95 676- عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله.
70 432- أبو عمرو الشيباني سعد بن إياس.
206 502- عمرو بن عثمان بن عفان.
502 689- عمرو بن مرة.
85 426- عمرو بن ميمون.
204 495- عمير بن سعد بن أبي وقاص.
262 539- عمير بن سعيد النخعي.
440 653- عون بن أبي جحيفة السوائي.
439 652- عون بن عبد الله أبو عبد الله الهذلي.
307 576- عِيَاضُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدِ بنِ أبي السرح.
72 413- عياض بن عمرو الأشعري.
215 512- عيسى بن طلحة بن عبد الله.
352 594- الفرزدق همام بن غالب.
500 687- القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي.
501 688- القاسم بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعود.
406 633- القاسم بن محمد بن أبي بكر.
505 692- القاسم بن مخيمرة أبو عروة الهمداني.
101 440- القُبَاعُ الحَارِثَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ.
162 471- قبيصة بن ذؤيب.
514 701- ابو قبيل المعافري.
241 528- قتيبة بن مسلم.
241 527- قرة بن شريك القيسي.
80 421- قطري بن الفجاءة.
414 638- القرظي محمد بن كعب.
277 546- أَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ.
111 449- قيس بن أبي حازم.
478 674- قيس بن مسلم أبو عمرو الجدلي.
470 669- كثير عزة.
11 379- كثير بن مرة.

(5/556)


284 549- كريب بن أبي مسلم أبو رشدين.
94 430- مالك بن أوس بن الحدثان.
208 505- مالك بن أسماء بن خارجة.
55 403- مالك السرايا بن عبد الله الخثعمي الفلسطيني.
375 619- أبو المتوكل التابعي البصري.
266 543- مُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ أَبُو الحَجَّاجِ المَكِّيُّ الأَسْوَدُ.
517 704- محخارب نب دثار.
325 586- محمد بن جبير بن محمد بن عدي.
440 654- محمد بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بن الخطاب.
203 489- محمد بن سعد بن أبي وقاص.
363 614- محمد بن سيرين.
215 513- محمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد.
441 655- محمد بن عبادة بن جعفر القرشي المخزومي.
492 668- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو السَّهْمِيُّ.
34 393- محمد بن عبد الرحمن النخعي.
492 688- محمد بن علي الحسين بن علي =أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ.
مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ. ابْن الحنفية.
523 707- محمد بن عمرو بن عطاء أبو عبد الله القرشي العامري.
467 664- محمد بن مروان بن الحكم.
495 681- محمد بن يحيى بن حبان أبو عبد الله الأنصاري.
31 389- مرة بالطيب بن شراحيل.
164 473- مَرْثَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو الخَيْرِ اليَزَنِيُّ.
23 385- مسروق بن الأجدع الهمداني.
304 571- مسلم بن يسار البصري.
307 573- مسلم بن يسار الجهني.
307 574- مسلم بن يسار الدوسي.
306 572- مسلم بن يسار الطنبذى.
438 651- المسيب بن رافع أوب العلاء الأسدي الكاهلي.
73 416- مصعب بن الزبير بن العوام.
204 493- مصعب بن سعد بن أبي وقاص.
105 445- مطرف بن عبد الله بن الشخير.

(5/557)


303 568- مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ أُمُّ الصَّهْبَاءِ العَدَوِيَّةُ.
470 670- معاوية بن قرة بن إياس المزني.
73 414- معاوية بن يزيد بن معاوية.
508 694- معبد بن خالد الجدلي أبو القاسم.
103 44- مَعْبَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُوَيْمِرٍ الجُهَنِيُّ.
96 433- المعرور بن سويد.
69 408- أبو معمر عبد الله بن سخبرة.
475 673- مكحول الأزدي البصري.
472 672- مكحول الدمشقي.
433 648- أبو المليح بن أسامة بن عمير.
429 645- ابن أبي مليكة.
317 582- المنذر بن مالك العبدي أبو نضرة.
493 679- المنهاب بن عمرو أبو عمرو الأسدي.
513 699- ابْنُ أَبِي المُهَاجِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بن أبي المهاجر.
225 523- المهلب بن أبي صفرة.
207 503- مورق العجلي أبو المعتمر البصري.
213 511- موسى بن طلحة بن عبيد الله.
295 563- موسى بن نصير.
442 658- موسى بن ودان.
441 656- موسى بن يسار المخرمي.
495 682- ابن موهب أَبُو عَبْدِ اللهِ عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن موهب التيمي.
70 410- أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل.
418 643- ميمون بن مهران.
324 585- نَافِعُ بنُ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ.
433 649- نافع مولى ابن عمر.
317 582- أبو نضرة المنذر بن مالك العبدي.
524 709- نعيم بن عبد الله المجمر.
12 380- هرم بن حبان.
163 472- همام بن الحارث النخعي.
202 488- الوليد بن عبد الملك بن مروان.
523 708- وهب بن كيسان.
326 587- وهب بن منبه.
205 497- يحيى بن سعد بن أبي وقاص.
222 521 - يحيى بن وثاب.
261 538- يحيى بن يعمر.

(5/558)


262 540- يزيد بن أبي كبشة.
355 599- يزيد بن أبي مسلم.
309 579- يزيد بن الأصم.
310 580- يزيد بن الحكم.
524 710- يزيد بن صهيب.
293 561- يزيد بن عبد الله بن الشخير.
468 668- يزيد بن عبد الملك.
5 376- يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
299 565- يزيد بن المهلب.
514 700- أبو يعفور العبدي الكوفي.
505 691- يعلى بن عطاء العامري.
416 639- يوسف بن ماهك.
527 713- يونس بن ميسرة.

(5/559)


المجلد السادس
تابع الطبقة الثالثة

بسم الله الرحمن الرحيم
717- عاصم بن عمر 1: "ع"
ابن قتادة بن النعمان، أَبُو عُمَرَ الظَّفَرِيُّ, الأَنْصَارِيُّ المَدَنِيُّ وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو, أَحَدُ العُلَمَاءِ.
يَرْوِي عَنْ أَبِيْهِ: وَعَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَمَحْمُوْدِ بنِ لَبِيْدٍ, وَرُمَيْثَةَ الصَّحَابِيَّةِ- وَهِيَ جَدَّتُهُ- وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: بُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ, وَابْنُ عَجْلاَنَ, وابن إسحاق, وعبد الرحمن ابن سُلَيْمَانَ بنِ الغَسِيْلِ, وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ, وَالنَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُمَا, وَكَانَ عَارِفاً بِالمَغَازِيِ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ ابْنُ إِسْحَاقَ كَثِيْراً.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ ومئة وَقِيْلَ: سَنَةَ عِشْرِيْنَ, وَهُوَ أَصَحُّ. وَيُقَالُ: سَنَةَ ست أو سنة سبع وعشرين ومئة وَكَانَ جَدُّهُ مِنْ فُضَلاَءِ الصَّحَابَةِ وَهُوَ الَّذِي رَدَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَيْنَهُ فعادت -بإذن الله- كما كانت.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3040" المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 422" و"3/ 259" لجرح والتعديل "6/ ترجمة 1913"، الكاشف "2/ ترجمة 2533"، تاريخ الإسلام "4/ 261" ميزان الاعتدال "2/ 355" تهذيب التهذيب "5/ 53"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3240"، شذرات الذهب "1/ 157".

(6/5)


718- مسلمة بن عبد الملك 1: "د"
ابن مروان بن الحكم الأَمِيْرُ الضِّرْغَامُ, قَائِدُ الجُيُوْشِ أَبُو سَعِيْدٍ, وَأَبُو الأَصْبَغِ الأُمَوِيُّ, الدِّمَشْقِيُّ وَيُلَقَّبُ: بِالجَرَادَةِ الصَّفْرَاءِ.
حَكَى عَنْهُ: يَحْيَى بنُ يَحْيَى الغَسَّانِيُّ, وَمُعَاوِيَةُ بنُ صالح وله حديث في "سنن أبي
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1683" الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1214" الكاشف "3/ ترجمة 5537" تاريخ الإسلام "5/ 163", تهذيب التهذيب "10/ 144"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7003".

(6/5)


دَاوُدَ". لَهُ مَوَاقِفُ مَشْهُوْدَةٌ مَعَ الرُّوْمِ, وَهُوَ الَّذِي غَزَا القُسْطَنْطِيْنِيَّةَ, وَكَانَ مَيْمُوْنَ النَّقِيْبَةِ, وَقَدْ وَلِيَ العِرَاقَ لأَخِيْهِ يَزِيْدَ ثُمَّ أَرْمِيْنِيَةَ.
قَالَ اللَّيْثُ: وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَمائَةٍ غَزَا مَسْلَمَةُ التُّرْكَ وَالسِّنْدَ.
قَالَ خَلِيْفَةُ: مَاتَ مَسْلَمَةُ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
قُلْتُ: كَانَ أَوْلَى بِالخِلاَفَةِ مِنْ سَائِرِ إِخْوَتِهِ. وَفِيْهِ يَقُوْلُ أَبُو نُخَيْلَةَ:
أَمَسْلَمُ إِنِّي يَا ابْنَ خَيْرِ خَلِيْفَةٍ ... وَيَا فَارِسَ الهَيْجَاءِ يَا جَبَلَ الأَرْضِ
شَكَرْتُكَ إِنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ مِنَ التُّقَى ... وَمَا كُلُّ مَنْ أَوْلَيْتَهُ نعمة يغضي
وَأَحْسَنْتَ لِي ذِكْرِي, وَمَا كُنْتُ خَامِلاً ... وَلَكِنَّ بَعْضَ الذِّكْرِ أَنْبَهُ مِنْ بَعْضِ

(6/6)


عبيد الله بن أبي يزيد

(6/)