سير أعلام النبلاء، ط الحديث

الطبقة الثانية والعشرون:
3637- الخَطَّابي 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ اللُّغَوِيُّ، أَبُو سُلَيْمَانَ، حَمْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ خَطَّابٍ البُسْتِيّ الخطَّابي، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
وُلِدَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيّ بِمَكَّةَ، وَمن إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ الصفَّار وَطبقتِه بِبَغْدَادَ، وَمن أَبِي بَكْرٍ بنِ دَاسَة وغيره بالبصرة، ومن أبي العَبَّاس الأَصَمّ، وَعِدَّة بِنَيْسَابُوْرَ. وعُنِيَ بِهَذَا الشَّأْن مَتْناً وَإِسْنَاداً.
وَرَوَى أَيْضاً عَنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ السَّمَّاك، ومُكْرَم القَاضِي، وَأَبِي عُمَرَ غُلاَم ثَعْلَب، وَحَمْزَة بنِ مُحَمَّدٍ العَقَبي، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الخُلْدِي.
وَأَخَذَ الفِقْهَ عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ القفَّال الشَّاشِي، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَنُظَرَائِهِمَا.
حدَّث عنه: أبو عبد الله الحاكم, وهو مِنْ أَقْرَانِهِ فِي السنِّ والسَّنَد، وَالإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَأَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّزجاهي، والعلَّامة أَبُو عُبَيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيّ، وَأَبُو مَسْعُوْدٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَرَابِيْسِيّ، وَأَبُو ذَر عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البَلْخِيّ الغَزْنوِي، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ المَرُّوْذِيّ المُجَاور، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الغزنوِي المُقْرِئ، وَعَلِيُّ بن الحسن السِّجْزِيّ الفَقِيْه، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الفَارِسِيّ الفَسَويّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَشُهْدَةُ بِنْتُ حسَّانٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ المَالِكِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفي قَالَ: وَأَمَّا أَبُو سُلَيْمَان الشَّارحُ لِكتَاب أَبِي دَاوُدَ، فَإِذَا وَقَفَ مُنْصِفٌ عَلَى مصنَّفاته، واطَّلَع عَلَى بَدِيْع تَصَرُّفَاتِه فِي مُؤَلَّفَاته، تحقَّق إِمَامتَهَ وَديَانتَه فِيمَا يُورِدُهُ وَأَمَانتَه، وَكَانَ قَدْ رحلَ فِي الحَدِيْثِ وَقرَاءةِ العُلوم، وطوَّف، ثُمَّ ألَّف فِي فُنُوْنٍ مِنَ العِلْم وصنَّف، وَفِي شُيُوْخه كَثْرَةٌ، وَكَذَلِكَ فِي تصانيفه، منها "شرح السنن"، الذي عوَّلنا
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 397"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 246"، واللباب لابن الأثير "1/ 151"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 590"، والعبر "3/ 39"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 199".

(12/496)


عَلَى الشّروع فِي إِملاَئِه وَإِلقَائِه، وَكِتَابه فِي غَرِيْب الحَدِيْثِ، ذَكر فِيْهِ مَا لَمْ يَذكُرْهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَلاَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي كتَابَيْهِمَا، وَهُوَ كِتَابٌ مُمتع مُفِيْد، وَمُحصِّلُه بِنِيَّةٍ موفَّقٌ سَعِيْدٌ، ناوَلَنِيه القَاضِي أَبُو المَحَاسِنِ بِالرَّيّ، وَشَيْخُه فِيْهِ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ, يَرْوِيْهِ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَلَمْ يَقع لِي مِنْ تَوَالِيفه سِوَى هذَيْن الكتَابينِ مَنَاولَةً لاَ سَمَاعاً عِنْد اجتمَاعِي بِأَبِي المَحَاسِن، لِعَارضَةٍ قَدْ بَرَّحت بِي، وَبلغتْ مِنِّي، لولاَهَا لمَا تَوَانيتُ فِي سَمَاعهِمَا، وَقَدْ رَوَى لَنَا الرَّئِيْس أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ كِتَاب "العُزلَة" عَنْ أَبِي عَمْرٍو الرَّزْجَاهِي، عَنْهُ، وَأَنَا أَشكُّ هَلْ سَمِعتُه كَامِلاً أَوْ بَعْضه.
إِلَى أَنْ قَالَ السِّلَفي: وحدَّث عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ الهَرَوِيّ فِي كِتَاب"الغَرِيْبين"، فَقَالَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطَّابِي، وَلَمْ يكنِّه. وَوَافقه عَلَى ذَلِكَ أَبُو مَنْصُوْرٍ الثَّعَالِبِيّ فِي كِتَاب "اليَتيمَةِ"، لكنَّه كَنَّاه، وقال: أبو سُلَيْمَان أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُسْتِي صَاحب "غَرِيْبِ الحَدِيْثِ"، وَالصَّوَابُ فِي اسْمِهِ: حَمْدٌ، كَمَا قَالَ الجمُّ الغَفِيْرُ، لاَ كَمَا قَالاَهُ، وَقَالَ أَحدُ الأُدَبَاء مِمَّنْ أَخَذَ عَنِ ابْنِ خُرَّزاذ النَّجيرمي: وَهُوَ أَبُو سُلَيْمَانَ حَمْد بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الخَطَّابِ البُسْتِيّ مِنْ وَلدِ زَيْد بن الخَطَّابِ، وَلَهُ -رَحِمَهُ اللهُ- شِعْرٌ هُوَ سحر.
قُلْتُ: وَلَهُ "شَرْحُ الأَسْمَاء الحُسْنَى"، وَكِتَابُ: "الغُنيَة عَنِ الكَلاَم وَأَهلِه" وَغَيْر ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ وَشُهْدَةُ قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ الرُّويَانِي، سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ البَلْخِيّ، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الخَطَّابِي، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ بن الأَعْرَابِيِّ وَنَحْنُ نَسْمَعُ عَلَيْهِ هَذَا الكِتَاب -يَعْنِي: سُنَن أَبِي دَاوُدَ- يَقُوْلُ: لَوْ أنَّ رَجُلاً لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنَ العِلْمِ إلَّا المُصْحَفُ الَّذِي فِيْهِ كِتَابُ اللهِ، ثُمَّ هَذَا الكِتَاب، لَمْ يَحْتَجْ معهما إلى شيء من العلم بتة.
قَالَ أَبُو يَعْقُوْبَ القرَّاب: توفِّي الخَطَّابِي ببُسْتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: وَفِيْهَا مَاتَ محدِّث إِسْفَرَايِيْن أَبُو النَّضْرِ شَافعُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَوَانَة الإِسْفَرَايِيْنِيّ فِي عَشرِ التِّسْعِيْنَ، وَمُحَدِّث بُرُوجرد؛ القَاضِي أَبُو الحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ البُرُوْجِرْدِيُّ فِي عشر المائَة، يَرْوِي عَنِ ابْنِ جَرِيْر، وَالبَاغَنْدِي. وَمسندُ نَيْسَابُوْر أَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الفَامِي، وَمُقْرِئُ مِصْر أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عِرَاك الحَضْرَمِيّ، وَمُقْرِئُ العِرَاق أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الشَّنَبُوْذِي، وَشَيْخ الأَدبِ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ المُظَفَّر الحَاتِمِيُّ بِبَغْدَادَ، وَمُسندُ مَرْو أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحَدَّادِيُّ الفَقِيْهُ عَنْ مائَة عَام، وَعَالِمُ مِصْر أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأُدْفُوِيُّ المُقْرِئ المفسِّر، ومحدِّث مَكَّة أَبُو يَعْقُوْبَ يُوْسُفُ بن أَحْمَدَ بنِ الدَّخِيل.

(12/497)


أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ كِتَابَةً، عَنْ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ سرُور الحَافِظ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ غَانِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البَلْخِيّ، حدَّثنا حَمْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا أَبُو داود، حدثنا بنُ حُزابة، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا أسباط، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الإِيْمَانُ قَيَّدَ الفَتْكَ، لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ" 1.
وَهُوَ القَائِلُ:
وَمَا غُرْبَةُ الإِنسَانِ فِي شُقَّة النَّوَى ... ولكنَّها وَاللهِ فِي عَدَمِ الشَّكْلِ
وَإِنِّيْ غريبٌ بَيْنَ بستٍ وَأَهْلِهَا ... وَإِنْ كَانَ فِيْهَا أُسرتي وَبِهَا أهلي
__________
1 صحيح لغيره: أخرجه أبو داود "2769"، والبخاري في "التاريخ الكبير" "1/ 1/ 403" من طريق إسحاق بن منصور السلولي، به.
قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الرحمن بن أبي كريمة، والد السدى، فإنه مجهول.
وله شاهد من حديث الزبير بن العوام: عند عبد الرزاق "9676"، "9677"، وابن أبي شيبة "15/ 123، 279"، وأحمد "1/ 166" من طريق الحسن -وهو البصري- قال: جاء رجل إلى الزبير بن العوام فقال: ألا أقتل لك عليًّا؟ قال: لا، وكيف تقتله ومعه الجنود؟ قال: ألحق به فأفتك به. قال: لا. أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الإيمان قَيَّدَ الفتك، لا يفتك مؤمن".
قلت: إسناده ضعيف، الحسن البصري رأى الزبير يبايع عليًّا، وهو ابن أربع عشرة سنة، لكنه لم يسمع منه كما قال أحمد بن حنبل, وله شاهد من حديث معاوية: عند أحمد "4/ 92". وإسناده ضعيف، آفته علي بن زيد بن جدعان، فإنه ضعيف، لكنَّه حسن في الشواهد، وجملة القول فالحديث صحيح بشواهده، والله تعالى أعلم. قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" "4/ 83": والفتك: أن يأتي الرجل الرجل وهو غار غافل، فيشد عليه فيقتله، والغيلة: أن يخدعه ثم يقتله في موضع خفي.
و"الإيمان قيد الفتك"، أي: إن الإيمان يمنع من القتل، كما يمنع القيد عن التصرف، فكأنه جعل الفتك مقيدًا، ومنه في صفة الفرس: قيد الأوابد، يريد أن يلحقها بسرعة، فكأنها مقيدة به لا تعدوه.

(12/498)


3638- ابن مَنْدَه 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ الجوَّال، محدِّث الإِسْلاَم، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ ابْنُ المُحَدِّثِ أَبِي يَعْقُوْبَ إِسْحَاقَ بن الحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ، وَاسم مَنْدَةَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ سندَة بنِ بُطَّة بنِ أَستُنْدَار بنِ جَهَارْ بُخت، وَقِيْلَ: إِنَّ اسْمَ أُسْتَنْدَار هَذَا فَيْرُزَانُ، وَهُوَ الَّذِي أَسلَمَ حِيْنَ افتَتَحَ أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَصْبَهَانَ، وَوَلاَؤُهُ لعبد القيس، وكان مجوسيًّا فأسلم، وناب عن بَعْضِ أَعمَالِ أَصْبَهَانَ, العَبْدِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ الحَافِظُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، أَوْ إِحْدَى عَشْرَةَ.
وَأَوّلُ سَمَاعه فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
سَمِعَ مِنْ: أَبِيهِ، وَعمِّ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يَحْيَى بنِ مَنْدَة، وَمُحَمَّدِ بن القَاسِمِ بنِ كُوْفِيٍّ الكَرَّانِي، وَمُحَمَّدِ بن عُمَرَ بنِ حَفْص، وَعَبْدِ اللهِ بن يَعْقُوْبَ بن إِسْحَاقَ الكَرْمَانِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ النَّضْرِ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بن إِبْرَاهِيْمَ المُقْرِئ، وَمُحَمَّدِ بن حَمْزَةَ بن عُمَارَةَ، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ حَكِيْم، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ اللُّنْبَانِيِّ، وَخَلْقٍ بِأَصْبَهَانَ، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ, وَطَبَقَتِه بِمَكَّةَ، وَجَعْفَرِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى العَلَوِيِّ بِالمَدِيْنَةِ، وَأَحْمَدَ بن زَكَرِيَّا المَقْدِسِيِّ، وَعِدَّةٍ ببَيْتِ المَقْدِسِ، وَأَبِي حَامِدٍ بنُ بِلاَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ، وَأَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ المَيْدَانِيِّ، وَحَاجِبِ بن أَحْمَدَ، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الأَخْرَمِ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ عُمَرَ، وَالحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاذٍ قوهيار، وأبي عثمان عمرو بن عبد الله البَصْرِيّ، وَطَبَقَتِهِم بِنَيْسَابُوْرَ، ارْتَحَلَ إِلَيْهَا أَوَّلاً وَعُمرُهُ تِسْعَ عشرَةَ سَنَة، وَسَمِعَ بِهَا نَحْواً مِنْ خَمْسِ مائَةِ أَلْفِ حَدِيْث، وَسَمِعَ بِبُخَارَى مِنَ الهَيْثَم بن كُلَيْب الشَّاشِي، وَطَائِفَة، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ إِسْمَاعِيْل الصَّفَّار، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ البَخْتَرِيِّ الرَّزَّاز وَطَبَقَتِهِمَا، وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنْ أَبِي الطَّاهِرِ أَحْمَد بن عَمْرٍو المَدِيْنِيّ، وَالحَسَنِ بن يُوْسُفَ الطَّرَائِفِيّ، وَأَحْمَد بن بُهزَادَ الفَارِسِيِّ وَأَقرَانِهم، وَبِسَرخسَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَل، وبمَرْو مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ مَحْبُوْب وَنُظَرَائِهِ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحِ بنِ سِنَانِ القَنْطَرِي، وَجَعْفَرِ بن مُحَمَّدِ بنِ هِشَام، وَابْن أَبِي الْعقب، وَخَلْق، وَبِطَرَابُلُس خَيْثَمَة بن سُلَيْمَانَ القُرَشِيّ، وَبحِمْص الحَسَن بن مَنْصُوْرٍ الإِمَام، وَبِتِنِّيس عُثْمَان بن مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِي، وَبغَزَّةَ عَلِيّ بن العَبَّاسِ الغَزِّي، وَسَمِعَ مِنْ خلقٍ سِوَاهُم بِمدَائِنَ كَثِيْرَة.
وَلَمْ أَعلم أَحداً كَانَ أَوسعَ رِحلةً مِنْهُ، وَلاَ أَكْثَر حَدِيْثاً مِنْهُ مَعَ الحِفْظ وَالثِّقَة، فَبَلَغَنَا أَنَّ عِدَّة شُيُوْخه أَلفٌ وَسَبْعُ مائَةِ شَيْخٍ.
وَيَرْوِي بِالإِجَازَةِ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَةَ، وَالفَضْلِ بن الحَصِيبِ، وَطَائِفَةٍ أَجَازوا لَهُ بِاعتنَاءِ أَبِيهِ, وَأَهْلِ بَيْته.
وَلَمْ يُعمَّر كَثِيْراً، بل عاش أربعًا وثمانين سنة.
__________
1 ترجمته في أخبار أصبهان "2/ 306"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 232"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 959"، وميزان الاعتدال "3/ 479"، ولسان الميزان "5/ 70"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 213"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 146".

(12/499)


وَأَخَذَ عَنْ أَئِمَّة الحُفَّاظِ كَأَبِي أَحْمَدَ العسَّال، وَأَبِي حَاتِمٍ بن حِبَّانَ، وَأَبِي عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ بنِ حَمْزَةَ، وَالطَّبَرَانِيِّ، وَأَمثَالِهِم.
حدَّث عَنْهُ: الحافَّظُ أَبُو الشَّيْخ أَحَدُ شُيُوْخهِ، وَأَبُو بكر ابن المُقْرِئِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ غُنْجَار، وَأَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيّ، وَتَمَّامُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، وَحَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ البَاطِرْقَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُنْدَار الرَّازِيُّ، وَأَبُو المظفَّر عَبْدُ اللهِ بنُ شَبِيْبٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ البَقَّالُ، وَأَبُو طَاهِرٍ عُمَرُ بن مُحَمَّدٍ المُؤَدِّب، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ المُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدٍ البَزَّارُ الزَّاهِد، وَأَبُو الفَتْحِ طَاهِرُ بنُ مَمُّويه، وَأَبُو الحَسَنِ عَدنَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُؤَذِّن، وَأَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ، وَحَمْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ وَلْكيزَ، وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ المَرْزُبَانِ المُقْرِئُ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَأَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ التَّاجِرُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُقْبَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسلمٍ الصَّبَّاغُ الأَعْرَجُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ شَاذه الثَّقَفِيُّ الوَاعِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ شُجَاعٍ المَصْقَلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ سِبْطُ الصَّالِحَانِي، وَأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ النّقَّاشُ، وَحَمْدُ بنُ مُحَمَّدٍ العسَّال، وَزِيَادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد البَقَّالُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الحَسْنَاباذِيُّ، وَشَيْبَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ البُرْجِيُّ الوَاعِظ، وَطَلْحَةُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَهْرَامَ القَصَّار، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زُفَر الدَّلَّال، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ المعلِّم، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بن سَلْهَب، وَأَخُوْهُ عُمَرُ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ القَطَّان، وَالفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ الأَعمَى، وَالفَضْلُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ النَّجَّاد، وَمُحَمَّد بن عُمَرَ البَقَّالُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَسِيدٍ الوَاعِظُ، وَمُحَمَّدُ بن عُمَرَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الطِّهْرَانِيّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ يَنَالَ الشَّاعِر، وَأَبُو طَاهِرٍ مُنتجِعُ بن أَحْمَدَ الأَنْصَارِيّ، والمطَهَّر بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البُزَانِيُّ، وَكَرِيْمَةُ بِنْت أَبِي سَعْدٍ التَّمِيْمِيُّ، وَعَائِشَةُ بِنْتُ الحسن الوركانية من شيوخ الخلّال، وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَبُّوْيَه الخَيَّاطُ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ المَعْدَانِي، وَأَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ وَرْقَاءَ، وَشُجَاعٌ المَصْقَلِي، وَخَلْقٌ، وَأَوْلاَدُه؛ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الوَهَّابِ، وَعُبَيْدُ اللهِ، وَإِسْحَاقُ.
قَالَ البَاطِرْقَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة إِمَامُ الأَئِمَّة فِي الحَدِيْثِ -لقَّاه اللهُ رِضْوَانَه.
وَقَالَ الحَاكِمُ: التَقَينَا بِبُخَارَى فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ زَادَ زِيَادَةً ظَاهِرَةً، ثُمَّ جَاءنَا إِلَى نَيْسَابُوْرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ ذَاهباً إِلَى وَطَنِه، فَقَالَ شَيْخُنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ: بَنو مَنْدَةَ أَعلاَمُ الحُفَّاظِ فِي الدُّنْيَا قَدِيْماً وَحديثاً، ألَا تَرَوْنَ إِلَى قَريحَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ؟

(12/500)


وَقِيْلَ: إنَّ أَبَا نُعَيْمٍ الحَافِظَ ذُكر لَهُ ابْنُ مَنْدَة، فَقَالَ: كَانَ جبلاً مِنَ الجِبَالِ. فَهَذَا يَقُوْلُه أَبُو نُعَيْمٍ مَعَ الوَحشةِ الشديدَةِ التي بينه وبينه.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي ذُهل: سمعت أبا عبد الله بن مندة يقول: لاَ يُخَرِّج الصَّحِيْحَ إلَّا مَنْ يَنزِلُ فِي الإِسْنَاد أَوْ يَكذب, يَعْنِي: أَنَّ المَشَايِخ المُتَأَخِّرين لاَ يبلغُونَ فِي الإِتْقَان رُتْبَة الصّحَّة، فيقعُ فِي الكذبِ الحَافِظُ إِن خَرَّجَ عَنْهُم وسمَّاه صَحِيْحاً، أَوْ يَرْوِي الحَدِيْثَ بِنزُولِ درجَةٍ وَدرجتينِ.
وَقِيْلَ: كَانَ ابْنُ مَنْدَةَ إِذَا قِيْلَ لَهُ: فَاتَكَ سَمَاعُ كَذَا وَكَذَا, يَقُوْلُ: مَا فَاتَنَا مِنَ البَصْرَة أَكْثَرُ.
قُلْتُ: مَا دَخَلَ البَصْرَةَ، فَإِنَّهُ ارْتَحَلَ إِلَيْهَا إِلَى مُسنِدِهَا عَلِيِّ بنِ إسحاق المادرائي، فبلغ مَوْتُه قَبْل وُصولِه إِلَيْهَا، فَحزِنَ وَرَجَعَ.
وَمن تَصَانِيْفِه: كِتَابُ "الإِيْمَان"، كِتَابُ "التَّوحيد"، كِتَابُ "الصِّفَاتِ"، كِتَابُ "التَّارِيْخِ" كَبِيْر جِدّاً، كِتَابُ "مَعْرِفَة الصَّحَابَةِ"، كِتَابُ "الكُنَى"، وَأَشْيَاءُ كَثِيْرَة.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: لابْنِ مَنْدَةَ فِي كِتَاب "مَعْرِفَة الصَّحَابَةِ" أَوهَامٌ كَثِيْرَة.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي "تَاريخِ أَصْبَهَان": ابْنُ مَنْدَة حَافِظٌ مِنْ أولاد المُحَدِّثِيْنَ، اخْتَلَط فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فَحَدَّث عَنِ ابْنِ أَسِيد، وَابْن أَخِي أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيّ، وَابنِ الجَارُوْدِ بَعْدَ أَنْ سُمِعَ مِنْهُ أَنَّ لَهُ عَنْهُم إِجَازَةً، وَتَخَبَّط فِي أَمَاليه، وَنسبَ إِلَى جَمَاعَةٍ أَقوَالاً فِي المُعتقدَاتِ لَمْ يُعرفُوا بِهَا، نَسْأَلُ اللهَ السترَ وَالصِّيَانَة.
قُلْتُ: لاَ نعبأ بقولك في خصمك للعداوة السَّائِرَة، كَمَا لاَ نَسْمَعُ أَيْضاً قَوْلَه فِيك، فَلَقَدْ رَأَيْتُ لاِبْنِ مَنْدَة حَطّاً مُقذِعاً عَلَى أَبِي نُعَيْمٍ وَتَبْدِيْعاً، وَمَا لاَ أُحِبُّ ذِكرَهُ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا فَصدوقٌ فِي نَفْسِهِ، غَيْرُ متَّهم فِي نَقلِهِ بِحمدِ الله.
قَالَ أَحْمَدُ البَاطِرْقَانِي: كتبَ إِمَامُ دَهْره أَبُو أَحْمَدَ العسَّال إِلَى ابْنِ مَنْدَة, وَهُوَ بِنَيْسَابُوْرَ فِي حَدِيْثٍ أَشكَلَ عَلَيْهِ، فَأَجَابَهُ بِإِيضَاحِه، وَبيَان علّته.
وَنقل غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بن حَمْزَةَ أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة.
أَنْبَأَنِي عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ وَطَائِفَةٌ، عَنْ زَاهِرِ بن أَحْمَدَ: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ قَالَ: كَتَبَ إليَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ: إنَّ وَالدَه كتب عَنْ أَرْبَعَة مَشَايِخَ أَرْبَعَةَ آلاَفِ جُزءٍ، وَهُم: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، وَخَيْثَمَةُ الأَطْرَابُلُسِيُّ، وَالهَيْثَم الشَّاشِيُّ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفٍ وَسَبْعِ مائَةِ نَفْس.

(12/501)


قَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْتَغْفرِي: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة، سأَلتُه يَوْماً: كم تكُونُ سَمَاعَاتُ الشَّيْخ? فَقَالَ:
تَكُون خَمْسَةَ آلاَف مَنٍّ.
قُلْتُ: يَكُون المَنُّ نَحْواً مِنْ مُجلَّدينِ أَوْ مُجَلَّداً كَبِيْراً.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الحَافِظ: كتبتُ عَنْ أَزيدَ مِنْ أَلفِ شَيْخٍ، مَا فِيْهِم أَحفظُ مِنِ ابْنِ مَنْدَة.
وَقَالَ شَيْخُ هَرَاةَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ سيد أهل زمانه.
وأنبئونا عَنْ زَاهِرٍ الثَّقَفيِّ: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ الخلَّال، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَوَارِس العَنْبَرِيّ، سَمِعَ أَبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بن الحسن الإِسكَافَ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ مَنْدَةَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ ثَلاَثِيْنَ أَلفَ شَيْخٍ، فَعشرَةُ آلاَفٍ مِمَّنْ أَرْوِي عَنْهُم، وَأَقتدِي بِهِم، وَعشرَةُ آلاَفٍ أَرْوِي عَنْهُم، وَلاَ أَقتدِي بِهِم، وَعشرَةُ آلاَفٍ مِنْ نُظَرَائِي، وَلَيْسَ مِنَ الكُلِّ وَاحِدٌ إلَّا وأحفظ عنه عشرة أحاديث أقلّها.
قُلْتُ: قَوْلُه: إِنَّهُ كتب عَنْ أَلفٍ وَسَبْع مائَة شَيْخٍ أَصحُّ، وَهُوَ شَيءٌ يقبله العقلُ، وَنَاهيكَ بِهِ كَثْرَةً، وقلَّ مَنْ يبلُغُ مَا بلغه الطَّبَرَانِيُّ، وَشُيُوْخُه نَحْوٌ مِنْ أَلف، وَكَذَا الحَاكِمُ، وَابْنُ مَرْدَوَيْه، فَالله أَعلم.
قَالَ الحَاكِمُ: أَوّلُ خُرُوْج ابْنِ مَنْدَة إِلَى العِرَاقِ مِنْ عِنْدنَا سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فسَمِعَ بِهَا وَبِالشَّامِ، وَأَقَامَ بِمِصْرَ سِنِيْنَ، وصنَّف " التَّارِيْخَ" وَ"الشُّيُوْخ".
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ السُّوْذَرْجَانِيّ: سَمِعْتُ ابنَ مَنْدَةَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفِ شَيْخٍ، لَمْ أَرَ فِيْهِم أَتقنَ مِنَ القَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العسَّال.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَظِيْمِ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُفَضَّلِ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا طَاهِر المَقْدِسِيّ، سَمِعْتُ سَعْد بن عَلِيٍّ الحَافِظ بِمَكَّةَ, وَسُئِلَ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، وَابنِ مَنْدَة، وَالحَاكِمِ، وَعَبْدِ الغَنِيِّ، فَقَالَ: أمَّا الدَّارَقُطْنِيُّ فَأَعلمُهُم بِالعِلَل، وَأَمَّا ابْنُ مَنْدَةَ فَأَكْثَرُهُم حَدِيْثاً مَعَ المَعرفَةِ التامَّة، وَأَمَّا الحَاكِمُ فَأَحسنهُم تَصنِيفاً، وَأَمَّا عَبْدُ الغَنِيّ فَأَعرفُهُم بِالأَنسَاب.
قُلْتُ: بَقِيَ أَبُو عَبْدِ اللهِ فِي الرّحلَةِ بِضْعاً وَثَلاَثِيْنَ سنَةً، وَأَقَامَ زمَاناً بِمَا وَرَاء النَّهر، وَكَانَ رُبَّمَا عَمل التِّجَارَة، ثُمَّ رجع إلى بلده, وَقَدْ صَارَ فِي عَشر السَّبْعِيْنَ، فوُلد لَهُ أَرْبَعَةُ بَنِينَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْد اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحِيْم، وَعَبْد الوَهَّابِ.
قَالَ الحَافِظُ يَحْيَى بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: كُنْتُ مَعَ عمِّي عُبَيْد اللهِ فِي طَرِيْقِ نَيْسَابُوْر، فَلَمَّا بلغْنَا

(12/502)


بئر مَجَنَّة، قال عمي: كنت ههنا مَرَّةً، فَعَرضَ لِي شَيْخٌ جَمَّال، فَقَالَ: كُنْتُ قَافلاً مِنْ خُرَاسَانَ مَعَ أَبِي، فلمَّا وَصلنَا إلى ههنا إِذَا نَحْنُ بِأَرْبَعِيْنَ وِقْراً مِنَ الأَحمَالِ، فَظنَنَّا أَنَّهَا مَنسوجُ الثِّيَابِ، وَإِذَا خَيمَةٌ صَغِيْرَةٌ فِيْهَا شَيْخ، فَإِذَا هُوَ وَالدُكَ، فَسَأَلَهُ بَعْضُنَا عَنْ تِلْكَ الأَحمَالِ، فَقَالَ: هَذَا مَتَاعٌ قَلَّ مَنْ يرغب فِيْهِ فِي هَذَا الزَّمَانِ، هَذَا حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الباطِرْقاني: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: طُفت الشَّرقَ وَالغربَ مرَّتين.
وَهَذِه حِكَايَةٌ نكتبهَا للتعجُّبِ: قَالَ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ: حُكِي لِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الهَمَذَانِيِّ رَئِيْسِ حُجَّاجِ خُرَاسَانَ قَالَ: سَأَلتُ بَعْضَ خَدَمِ تُربَة رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ مائَةٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، قَالَ: رَأَيْتُ يَوْماً رَجُلاً عَلَيْهِ ثِيَابٌ بيضٌ دَخَلَ الحَرَمَ وَقتَ الظّهرِ، فانشقَّ حَائِطُ التُّرْبَة، فَدَخَلَ فِيْهَا وَبِيَدِهِ مِحبرَةٌ وَكَاغَدٌ وَقَلَمٌ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ انشقَّ فَخَرَجَ، فَأَخذتُ بِذَيلِهِ، فَقُلْتُ: بِحقِّ مَعبودِكَ مَنْ أَنْتَ? قَالَ: أَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَنْدَة، أَشكل عليَّ حَدِيْثٌ، فَجِئتُ فَسَأَلْتُ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأَجَابَنِي وَأَرجِعُ. إِسْنَادهَا مُنْقَطِع.
وَقَدْ رَوَى أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا النَّسَوِيّ فِي "تَاريخِ الصُّوْفِيَّة" عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَنْدَة, وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ.
قَالَ الباطِرْقاني: وَكُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي توفِّي فِيْهَا، فَفِي آخِرِ نَفَسِه قَالَ وَاحِدٌ منَّا: لاَ إِلَهَ إلَّا الله -يُرِيْدُ تَلْقينه- فَأَشَار بِيَدِهِ إِلَيْهِ دفْعَتَيْنِ ثَلاَثَةً. أَي: اسْكُتْ, يُقَالُ لِي مِثْلُ هَذَا.
رَوَى يَحْيَى بنُ مَنْدَة فِي تَارِيْخِهِ، عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّه, أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَا افتصدتُ قَطُّ، وَلاَ شَرِبتُ دوَاءً قَطُّ، وَمَا قَبِلتُ مِنْ أَحدٍ شَيْئاً قَطُّ.
قَالَ يَحْيَى: وَذَكَر لِي عَمِّي عُبَيْدُ اللهِ قَالَ: قَفَلْتُ مِنْ خُرَاسَان وَمعِي عِشْرُوْنَ وِقْراً مِنَ الكُتُبِ، فنزلتُ عِنْد هَذَا البِئرِ -يَعْنِي: بِئر مَجَنَّة- فَنزلتُ عِنْدَهُ اقتدَاءً بِالوَالدِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرهُ: مَاتَ ابْنُ مَنْدَةَ فِي سَلْخِ ذِي القَعْدَةِ سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقَدْ أَفردتُ تأليفًا بابن منده وأقاربه.
وَمَا علمتُ بَيْتاً فِي الرُّوَاة مِثْلَ بَيْتِ بنِي مَنْدَةَ؛ بَقيتِ الرِّوَايَةُ فِيْهِم مِنْ خِلاَفَةِ المُعْتَصِم وَإِلَى بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَسِتّ مائَة، وَقَدْ ذكرنَا أَنَّ وَالدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ الشَّيْخَ أَبَا يَعْقُوْبَ مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، يَرْوِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَاصِمٍ، وَجَمَاعَة.

(12/503)


وآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَلَدُه عَبْد الوَهَّابِ، عُمِّر زمَاناً، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ فِي كِتَاب السَّابق: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ حَيَّانَ الأَصْبَهَانِيّ إِجَازَةً، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الجوَّال، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبَ القَزْوِيْنِيّ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ يَحْيَى الأَصْبَهَانِيّ، حَدَّثَنَا سُعَيْر بنُ الخِمْس، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَنْ أَحَبّ أَنْ يلقَى اللهَ غَداً مُسْلِماً فليحَافِظ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوات الخَمْس حَيْثُ يُنَادَى بهنَّ1.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: وَأَمُّ أَولاَد أَبِي عَبْدِ اللهِ هِيَ: أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيِّ، وَلَهَا بِنتَانِ مِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ الأَصْبَهَانِيِّ.
قُلْتُ: النَّوَاحِي الَّتِي لَمْ يَرْحَلْ إِلَيْهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ: هَرَاة وَسِجِسْتَان وَكرْمَان وَجُرْجَان وَالرَّيُّ وَقَزْوين وَاليَمَن, وَغَيْر ذَلِكَ, وَالبَصْرَة، وَرَحَلَ إِلَى خُرَاسَانَ, وَمَا وَرَاء النَّهر, وَالعِرَاقِ وَالحِجَازِ وَمِصْر وَالشَّام.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَة: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ الجَهْم المُسْتَمْلِي يَقُوْلُ لِجليسٍ لَهُ بِحضرتِي: سَأَلتُ أَبَاهُ حِيْنَ وُلدَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَهَذَا الحَدِيْثُ فِي العَقيقَة صَحِيْح? فَكَأَنَّهُ فَهِمَ المَعْنَى، فَقَالَ: حَتَّى يُولد الآخرُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ جَدِّي فِي المَنَامِ، وَأَشَار إِليَّ بِأَرْبَعٍ.
أَنْبَأَنَا الثِّقَةُ عَنْ مثلِه، عَنْ يَحْيَى بنِ مَنْدَة قَالَ: سَمِعْتُ عمِّي عبد الرحمن، سمعت محمد بن عبيد اللهِ الطَّبَرَانِيّ يَقُوْلُ: قُمْتُ يَوْماً فِي مَجْلِس وَالدِك -رَحِمَهُ اللهُ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، فِيْنَا جماعة ممن يدخل على هذا المشئوم -أَعنِي: أَبَا نُعَيْمٍ الأَشْعَرِيَّ- فَقَالَ: أَخرجُوْهُم. فَأَخْرَجْنَا مِنَ المَجْلِسِ فُلاَناً وَفلاَناً، ثُمَّ قَالَ: عَلَى الدَّاخلِ عَلَيْهِم حَرَجٌ أَنْ يَدخُلَ مَجلِسَنَا، أَوْ يَسمعَ منَّا، أَوْ يَرْوِي عنَّا، فَإِنْ فعلَ فلَيْسَ هُوَ منَّا فِي حِلّ.
قُلْتُ: رُبَّمَا آل الأَمْرُ بِالمَعْرُوف بصَاحِبه إِلَى الغضبِ والحِدَّة، فيقعُ فِي الهِجْرَان المحرَّم، وَرُبَّمَا أَفضَى إِلَى التكفير2 وَالسَّعْي فِي الدَّمِ، وَقَدْ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَافرَ الجَاهِ وَالحُرمَةِ إِلَى الغَايَة بِبَلَدِهِ، وَشَغَّب عَلَى أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ الحَافِظِ، بحيث إن أحمد اختفى.
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم "654"، والنسائي "2/ 108"، وابن ماجه "777".
2 في الأصل: والتفكير، وهو تصحيف والصواب [التكفير] وهو ما يقتضيه السياق وهو ما أثبتناه.

(12/504)


وَلأَبِي عَبْدِ اللهِ كِتَابٌ كَبِيْرٌ فِي الإِيْمَان فِي مُجَلَّد، وَكِتَابٌ فِي النَّفْس وَالرُّوحِ، وَكِتَابٌ فِي الرَّدِّ عَلَى اللَّفظيَّةِ.
وَإِذَا رَوَى الحَدِيْثَ وَسكت أَجَاد، وَإِذَا بوَّب أَوْ تَكَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ انحرفَ، وحَرْفَشَ، بَلَى ذَنْبُه وَذنبُ أَبِي نُعَيْمٍ أَنَّهُمَا يَرويَانِ الأَحَادِيْثَ السَّاقطَة وَالمَوْضُوْعَةَ، وَلاَ يَهتِكَانِهَا، فنسأَلُ اللهَ الْعَفو.
وَقَدْ سَمِعْتُ جُمْلَةً مِنْ حَدِيْثِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بِإِجَازَةٍ، وَلَمْ يَقَعْ لِي شَيْءٌ متصلاً، وَكَانَ القَاضِي نَجمُ الدِّيْنِ بنُ حَمْدَانَ آخرَ مَنْ رَوَى حَدِيْثاً عَالِياً.
أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الفَقِيْهُ فِي كِتَابِهِ سنة أربع وَسَبْعِيْنَ وَسِتّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ القَادِر بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ بِحَرَّانَ سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّ مائَة، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ مَنْدَةَ، أَخْبَرَنَا وَالدِي، أَخْبَرَنَا الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَيُّوْبَ بنِ هَانِئ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ يَوْماً وَخَرَجتُ مَعَهُ, حَتَّى انتَهَينَا إِلَى المقَابرِ، فَأَمَرَنَا فَجَلَسْنَا، ثُمَّ تخطَّى القُبُوْر حَتَّى انْتَهَى إِلَى قبرٍ مِنْهَا، فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَنَاجَاهُ طَوِيْلاً، ثُمَّ ارتَفَعَ نَحيبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَاكياً، فَبكينَا لبُكَائِه, ثُمَّ أَقبل إِلَيْنَا، فتلقَّاه عُمرُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله! مَا الَّذِي أَبكَاكَ? فَقَدْ أَبكَانَا وَأَفزَعَنَا. فَأَخَذَ بِيَدِ عُمرَ، ثُمَّ أَومأَ إِلَيْنَا فَأَتينَاهُ، فَقَالَ: "أَفزعَكُم بُكَائِي?" قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: "إنَّ القَبْرَ الَّذِي رأَيتمونِي عِنْدَهُ إِنَّمَا هُوَ قَبْر آمنَةَ بِنْتِ وَهبٍ، وَإِنِّي اسْتَأَذنتُ رَبِّي فِي الاسْتِغْفَار لَهَا، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَنَزَلَ عَلَيَّ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِين} [التَّوبَة: 113] فَأَخذنِي مَا يَأْخُذُ الوَلَدَ لوَالِدِه مِنَ الرقِّة، فَذَاكَ الَّذِي أَبكَانِي، إِنِّيْ كُنْتُ نَهَيتُكُم عَنْ زِيَارَةِ القُبُوْرِ فَزُورُوهَا، فَإِنَّهُ يُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا وَيُذَكِّرُ الآخِرَةَ".
هَذَا مِنْ غَرَائِب الحَدِيْث، أخرجه ابن ماجه عن الثقة، عن ابْنِ وَهْبٍ مُختصراً، وَأَيُّوْبُ هَذَا كُوْفِيٌّ ضعَّفه يحيى بن معين.
__________
1 ضعيف: أخرجه ابن ماجة "1571" حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وهب، به.
قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: أيوب بن هانئ, ضعيف كما قال ابن معين. والعلة الثانية: ابن جريج مدلس، وقد عنعنه. والقصة صحيحة دون ذكر الانتهاء إلى قبر أمه، والجلوس إليه، ومناجاته طويلًا؛ فأخرجه مسلم "976" من حديث أبي هريرة قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى وأبكى مَنْ حوله، فقال: "استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور، فإنها تذكر الموت".

(12/505)


3639- عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زُرْعَة:
مُحَمَّد بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَج بنِ مَتُّويه القَزْوِينِي الحَافِظُ.
ذَكَرَهُ الخَلِيْلِيُّ فِي "إِرشَادِه" فَقَالَ: حَافِظٌ فَقِيْهٌ عارِف بِالأَنسَابِ وَالتَّوَاريخِ، جَامِعٌ فِي العُلُومِ.
سَمِعَ: عَلِيَّ بن مِهْرَوَيْهِ، وَعَلِيّ بن إِبْرَاهِيْمَ القَطَّان، وَأَبَا عَلِيٍّ الصفَّار، وَبِوَاسِط عَبْد اللهِ بن شَوْذَب، وَبِالبَصْرَة مُحَمَّدَ بن جَعْفَرٍ الزِّئبقي، وَابْن دَاسَة، وَرَجَعَ إِلَى قزْوِين، وَارْتَحَلَ ثَانياً إِلَى العراق، وَسَمِعَ بِمَكَّةَ الفَاكهِي، وَولِيَ القَضَاءَ بِخُرَاسَانَ، وَأَقَامَ بِهَا سِتّ سِنِيْنَ، وَكَتَبَ وَنَاظر, وَاشْتُهِرَ فضلُه ثَمَّ.
وَكَانَ عَارِفاً بِمخَارج الأَحَادِيْث، لَمْ يُرَ أَجمع مِنْهُ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
وَابنه: أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ، سَمِعَ بِالعِرَاقِ الدَّارَقُطْنِيّ، وَابنَ شَاهِيْن، وَبَالأَهْوَاز ابْنَ عَبْدَان، قُتِلَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة.
وَأَبُوْهُ أَبُو زرعة ذُكِرَ سنة 330.

(12/506)


3640- أبو زُرْعَة الكَشِّي 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ، أَبُو زُرْعَةَ، مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ الجُرْجَانِيُّ الْكَشِّيُّ، وكَشّ: مِنْ قُرَى جُرْجَان, عَلَى ثَلاَثَة فِرَاسخ مِنْهَا -بشين مُعْجَمَة، فأمَّا كِس الَّتِي بِمَا وَرَاء النَّهر، فمدينَةٌ صَغِيْرَةٌ مِنْهَا عَبْدُ بنُ حُمَيْد، بِكَسْر الكَاف وَبِمُهمَلَةٍ.
سَمِعَ أَبَا نُعَيْمٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيٍّ الجُرْجَانِيَّ، وأبا العَبَّاس الدَّغُوْلِيّ، وَابنَ أَبِي حَاتِمٍ، وَمَكِّيَّ بنَ عَبْدَان، وَطَبَقَتهُم بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاق وَالحِجَاز.
حدَّث عَنْهُ: عَبْدُ الغَنِيّ الحَافِظ، وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيّ، وَحَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيُّ، وَطَائِفَة.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: جمع أَبُو زُرْعَةَ الكَشِّي الأَبْوَابَ وَالمَشَايِخ، وَكَانَ يفهم، أَمْلَى عَلَيْنَا بِالبَصْرَةِ، ثُمَّ إِنَّهُ جَاوَرَ بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ توفِّي بِهَا فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ الصَّالِحيّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِيّ، عَنْ أَبِي الفَضْلِ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ السَّعْدِيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الغَنِيّ بنُ سَعِيْدٍ الحَافِظ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بِمَكَّةَ -بَعْد جُهدٍ وَعنَاء- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُوْلِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُشْكَان، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي حِكِيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: غزونَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ الجَرَاد2.
هَذَا غَرِيْبٌ، وَإِنَّمَا المَحْفوظُ حَدِيْثُ سُفْيَان عَنْ أَبِي يَعْفُوْرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى.
__________
1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص412-413"، وتاريخ بغداد "3/ 408"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 186"، والأنساب للسمعاني "10/ 440"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 213"، والعبر "3/ 47"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 928"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 134".
2 صحيح: أخرجه البخاري "5495"، ومسلم "1952"، وأبو داود "3812".

(12/506)


3641- أبو زُرْعَة الرازي 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ، الرحَّال الصَّدُوْقُّ، أَبُو زُرْعَةَ، أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَكَمِ، الرَّازِيُّ الصَّغِيْرُ.
سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أَبِي حَاتِمٍ، وَالقَاضِي أَبَا عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيّ، وَابنَ مَخْلَد العَطَّار، وَعَلِيَّ بن أَحْمَدَ الفَارِسِيّ نَزِيْل بَلْخ، وَأَبَا حَامِدٍ بنَ بِلاَلٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ البُخَارِيُّ الأُسْتَاذ، وَأَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ، وَأَبَا الفَوَارِس أَحْمَدَ بن محمد الصابوني المصري، وأبا الحسين الرازي وَالد تَمَّام، وَطَبَقَتهُم.
وَكَانَ وَاسِعَ الرّحلَة، جَيِّد المعرفَة.
حَدَّث عَنْهُ: تَمَّامٌ الرَّازِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الفلاَّكِي، وَعَبْدُ الغَنِيّ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُودِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ رَوْحُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيّ، وَعَلِيّ بن المُحَسِّن التَّنُوْخِيّ، وَخَلْق.
وصنَّف التَّصَانِيْفَ.
وكَانَتْ رحلتُهُ إِلَى بَغْدَادَ فِيمَا نَقله التَّنُوْخِيّ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَهُوَ حَدَثٌ لَهُ أربع عشرة سنة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 109"، وتذكرة الحفَّاظ "3/ ترجمة 930"، والعبر "2/ 368"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 147"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 84".

(12/507)


قُلْتُ: قَدْ سأَله حَمْزَة السَّهْمِيُّ عَنِ الجَرح وَالتَّعديل.
مَاتَ بطرِيق مَكَّة قَدِيْماً فِي سَنَةِ خمس وسبعين وثلاث مائة.
وكنت قد وَقفتُ عَلَى تَأْلِيْفٍ كَبِيْرٍ فِي السُّنَن، وَهُوَ نَاقصٌ، فِيْهِ أَحَادِيْثُ غَرِيْبَة، فَقِيْلَ: إِنَّهُ تصنيفُه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ اليُونِينِي, أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفي، أَخْبَرَنَا المُعَمَّر بنُ مُحَمَّدٍ الحَبَّال بِالكُوْفَةِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الجَعْفَرِيّ، حدَّثنا أَبُو زُرْعَة أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ، حدَّثنا حَامِدُ بنُ حَمَّاد بِنصيبين، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ سيَّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَضْلِ قَالَ: قَالَ لِي هِشَامُ بن عروة: تشرب النبيذ? قلت: نعم. قَالَ: فَلاَ تشربْهُ، فَإِنَّ أَبِي حدَّثني عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حرَامٌ أَوّلُه وآخِرهُ".
أَبُو الفَضْلِ لاَ أَعرفه، وَالخَبَر مُنكر.

(12/508)


3642- أبو زُرْعَة الأسْتَرابَاذي 1:
هُوَ الإِمَامُ الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، الجوَّال، أَبُو زُرْعَةَ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُنْدَارَ، الأَستَرَابَاذيُّ، الملقَّب بِاليَمَنِيِّ؛ لِسُكنَاهُ مُدَّةً بِاليَمَنِ.
سَمِعَ أَبَا العَبَّاسِ السرَّاج، وَعَلِيَّ بن الحُسَيْنِ بنِ مَعْدَانَ الفَارِسِيّ، وَأَبَا عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيّ، وَأَبَا القَاسِم البَغَوِيّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بن صَاعِدٍ، وَطَبَقَتهُم.
وَلَهُ رحلَةٌ طَوِيْلَةٌ، وَمَعْرِفَةٌ جليلَةٌ، وَجمعٌ وَتَأْلِيْف.
حدَّث عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيّ، وَحَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اليَزْدِيّ، وَآخَرُوْنَ.
بقِي إِلَى حُدُوْد نيفٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة، وإنما أخرته عن طبقته قليلًا لأَجمعَ بَيْنَ آبَاء زُرْعَة -رَحِمَهُمُ الله جُمْلَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّلْم، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الأوَقْي، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بِإِسْتِرَاباذ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاج قَالَ: قُلْتُ لقُتَيْبَة: أَخبركُم مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: صَلاَةُ الجَمَاعَة تَفْضُلُ عَلَى "صَلاَةِ الفَذِّ بِسبعٍ وعشرين درجة " 2، فأقرَّ به، وقال: نعم.
__________
1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص495"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 929".
2 صحيح: أخرجه مالك "1/ 129"، والشافعي في "مسند" "1/ 121-122"، وأحمد "2/ 65، 112"، والبخاري "645"، "649"، ومسلم "649" "248"، "650"، والنسائي "2/ 103"، وأبو عوانة "2/ 3"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "2/ 29"، والبيهقي "3/ 59"، والبغوي "784"، "785"، من طريق نافع، عن ابن عمر، به.

(12/508)


أبو زرعة الآستراباذي، وأبو زرعة الدمشقي الصغير:
3643- أبو زُرْعَة الأسْتَراباذي 1:
آخر، هو قاضي إستراباذ، أَبُو زُرْعَة، أَحْمَدُ بنُ بُنْدَارَ بنِ مُحَمَّدِ بن مِهْرَانَ، العَيْشِيُّ الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ، مِنْ كِبَارِ تَلاَمِذَةِ أَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
يَرْوِي عَنِ الحَافِظ حَفْصِ بن عُمَرَ الأَرْدَبيلِي, وَنَحْوه.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيّ: مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وثمانين وثلاث مائة.
فهذا أبو زُرْعَة الأستراباذي الصغير.
3644- أبو زرعة الدِّمَشْقي الصغير 2:
هُوَ الإِمَامُ المحدِّث، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي دُجَانَةَ عَمْرِو بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ صَفْوَانَ، النَّصْرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ, ابْنُ ابْنِ أَخِي الحَافِظِ أَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيِّ الكَبِيْرِ.
حدَّث عَنْ: الحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بنِ جُمعَة، وَإِبْرَاهِيْم بن دُحَيْم، وَجَمَاعَة.
رَوَى عَنْهُ: تَمَّام الرَّازِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ مهنَّا، وَغيرهُمَا.
مَاتَ قَبْل السِّتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
أَمَا أَبُو زُرْعَة النَّصْري الدِّمَشْقِيّ فمشهور، مات بعد الثمانين ومائتين.
__________
1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص470"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 933".
2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 932".

(12/509)


3645- أبو زُرْعَة الرَّازِي 1:
ثَلاَثَةٌ: فَالكَبِيْرُ مِنْ أَقْرَانِ البُخَارِيِّ مَرَّ، وَالأَوسَطُ ذَكَرتُهُ الآنَ، وَالأَصغَرُ هُوَ العلَّامة قَاضِي أَصْبَهَانَ، أَبُو زُرْعَةَ رَوْحُ بنُ مُحَمَّدٍ سِبْطِ الحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ بنِ السُّنِّيِّ.
سَمِعَ مِنْ: إِسْحَاق بن سَعْدٍ النَّسَوِيّ، وَجَعْفَرِ بن فَنَّاكي، وَأَبِي زُرْعَةَ أَحْمَدَ بن الحُسَيْنِ الرَّازِيّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ فَارس اللُّغَوِيّ، وَعِدَّة.
قَالَ الخَطِيْبُ: قَدِمَ عَلَيْنَا فحدَّث بِبَغْدَادَ وَبَالكَرج أَيْضاً، وَكَانَ صَدُوْقاً فَهماً، أَديباً شَاعِراً، وَلِي قَضَاءَ أَصْبَهَان. ثُمَّ قَالَ: وَبلغنِي مَوْتُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِالكَرج.
قُلْتُ: سَمِعَ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ مِنْ أَصْحَاب هَذَا، وَهُوَ مُتَأَخِّرٌ عَنْ هَذِهِ الطَّبَقَة، كتبنَاهُ لِلتَّمْيِيْزِ.
قَرَأْتُ عَلَى سُلَيْمَان بن قُدَامَةَ الفَقِيْه: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المصري، أخبرنا القاضي أبو زرعة رَوْحُ بنُ مُحَمَّدٍ السُّنِّي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجوَالِيقِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُدْرِك بن زَنْجَلَةَ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بن حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بن الْورْد، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَة، سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بنَ أَبِي يَزِيْدَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ ليومٍ فَضْلٌ عَلَى يَوْمٍ فِي الصِّيَامِ إلَّا شَهْر رَمَضَان، وَيوم عَاشُورَاء2".
هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ فِيْهِ نكَارَة، وَابْنُ الورد صدوق، وهو أخو وهيب الزاهد.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 410"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 70"، وتذكرة الحفَّاظ "3/ ترجمة رقم 931".
2 منكر: أخرجه الطبراني في "الكبير" "11/ 11253"، والطحاوي في "معاني الآثار" "3371"، وابن عدي في "الكامل" "5/ 325" من طريق عبد الأعلى بن حماد، به.
قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الجبار بن الورد، فإنه ضعيف في حفظه، وقد أخطأ في رواية هذا الحديث, فاضطرب في إسناده؛ فمرَّةً رواه كما سبق عن ابن أبي مليكة، ورواه مرَّة عن "عمرو بن دينار" عن عبيد الله بن أبي يزيد، به.
ثم إنه قد خولف في متن هذا الحديث, فرواه جماعة من الثقات, عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَزِيْدَ، عَنْ ابن عباس قال: "ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرَّى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر -يعني رمضان "، أخرجه البخاري "4/ 200-201"، ومسلم، وأحمد "رقم 1938، 2856، 3475"، والطحاوي، والطبراني، والبيهقي "4/ 286" من طرق عبيد الله، به.
وأحد أسانيده عند أحمد ثلاثي, فهذا هو أصل الحديث، وهو كما ترى من قول ابن عباس, ولفظه بناءً على ما علمه من صيامه -صلى الله عليه وسلم، فجاء عبد الجبار فرواه مرفوعًا من قول النبي -صلى الله عليه وسلم، وشَتَّان ما بين الروايتين, فإن هذه الرواية الضعيفة تتعارض مع الأحاديث الأخرى التي تصرح بأن لبعض أيام أخرى غير يوم عاشوراء فضلًا على سائر الأيام؛ كقوله -صلى الله عليه وسلم: "صوم يوم عرفة يكفِّر السنة الماضية والباقية" رواه مسلم وغيره عن أبي قتادة، فكيف يعقل مع هذا أن يقول عليه السلام ما رواه عنه عبد الجبار هذا؟!
أمَّا الرواية الصحيحة لحديث ابن عباس، فإنما فيها إثبات التعارض بين نفي ابن عباس فضل يوم غير عاشوراء، وإثبات غيره كأبي قتادة, وهذا الأمر فيه هين لما تقرَّر في الأصول: "إن المثبت مقدَّم على النافي", وإنما الإشكال الواضح أن ينسب النفي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم, مع أنه قد صرَّح فيما صحَّ عنه بإثبات ما عزي إليه من النفي.
ومما تقدَّم تبيِّن أن لا إشكال، وأن نسبة النفي إليه -صلى الله عليه وسلم- وَهْمٌ من بعض الرواة.

(12/510)


الزكي، وجيش بن محمد:
3646- الزَّكي:
أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن يعقوب النيسابوري، الأديب.
سَمِعَ: ابْنَ بِلاَلٍ، وَمُحَمَّدَ بن الحُسَيْنِ القَطَّان، وَابْن قُوهيَار، وَعَمْرو بن عَبْدِ اللهِ البَصْرِيّ، وَعَبْد اللهِ بن يَعْقُوْبَ الكَرْمَانِيّ، وَأَبَا طَاهِرٍ المُحَمَّدَابَاذِي، وَعِدَّة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الإِسْمَاعِيْلِيّ.
توفِّي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ -رَحِمَهُ اللهُ.
3647- جيش بن محمد 1:
ابن صَمْصَامة، الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، نَائِبُ دِمَشْقَ، أَبُو الفَتْحِ المَغْرِبِيُّ.
وَلِيَ البلدَ مِنْ قِبَلِ خَاله الأَمِيْر أَبِي مَحْمُوْد الكُتَامِي فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، ثُمَّ وَلِيهَا مستقلاً بَعْد مَوْتِ خَاله سَنَة سَبْعِيْنَ، ثُمَّ صرف بَعْد عَامِين، ثُمَّ وَلِيهَا سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ.
وَكَانَ ظلوماً مُتجبراً سفَّاكًا للدمَاء، مُصَادِراً، خبيثَ العقيدَة، عَجَّ الخلقُ فِيْهِ إِلَى اللهِ حَتَّى هلك بالجُذَام.
وَكَانَ قَدِمَ الشَّامَ فِي جَيْشٍ، فَنَزَلَ الرَّمْلَة، وَبَادَرَ إِلَى خِدْمَته نُوَّابُ الشَّام، فَقبض عَلَى سُلَيْمَان بن فلاَح الأَمِيْر، وَجَهَّزَ طَائِفَةً لمنَازلَة صور لأَنَّهُم عَصَوْا، وَأَمَّرُوا عَلَيْهِم علاَّقَة الملاَح، فَاسْتنجد بالروم، فأمده بسيل الملك بعدَة مرَاكبَ، فَالتَقَوا هُم وَأُسطول جَيْشٍ، فَأُخِذَتْ
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 46"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 133".

(12/511)


مرَاكبُ الرُّوْم، وَهَرَبَ مِنْ نَجَا، ثُمَّ أُخِذَتْ صور، وَأُسِرَ علاَّقَة، وَسُلخ بِمِصْرَ حياً، وَوَلِي عَلَى صور حُسَيْنُ بنُ صَاحِب المَوْصِل نَاصِرِ الدَّوْلَة, وَهَرَبَ مُفَرِّج أَمِيْرُ العَرَب مِنْ جَيْشٍ إِلَى جبال طَيء.
وَأَقبلَ جيشٌ طَالباً لجموع الرُّوْم النَّازلين عَلَى فَامِيَة، وَأَقبلَ عَلَى أَحدَاثِ دِمَشْق وَاحْتَرَمهُم، وَخلعَ عَلَى أَعيَانهم، وَسَارَ إِلَى حِمْصَ، وَأَتته الأَمدَادُ وَالمُطَّوِّعَة، فَالتقَاهُ الذُّوفس -لَعنه الله- وَحملت الرُّوْمُ، فَطحنت القَلْبَ، ثُمَّ انْهَزَمت مِيسرَةُ جَيْشٍ وَعَلَيْهَا مِيسورٌ نَائِبُ طَرَابُلُس، وَهَرَبَ جَيْشٌ فِي المِيمنَة، فَرَكبت الرُّوْمُ أَقفيتهُم، وَقتلُوا نَحْو الأَلفين، وَأَخَذُوا الخيَام، فثبتَ بِشَارَةُ الإِخشيدِي فِي خَمْس مائَة فَارس، فضجَّ الخلقُ مِنْ دَاخل فَامِيَة إِلَى اللهِ بِالدُّعَاء، وَكَانَ طَاغيَةُ الرُّوْم الذُّوفس عَلَى رَابيَةٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ابْنَاهُ وَعشرَةُ فوَارس، فَقصدهُ أَحْمَدُ بنُ ضحَّاكٍ الكُرْدِي عَلَى جَوَاده، فَظَنَّه مُستَأْمناً، فلمَّا قرب طَعنه أَحْمَد، قَتَلَه، فصَاح أَهْلُ فَامِيَة: ألَا إِنّ عدوَّ الله قُتِل، فانهزمت الملاعين, ثم تراجع المصريون وركبوا أقفية العدو, وألجئوهم إِلَى مضيقِ الْجَبَل، إِلَى جَانب بحيرَة فَامِيَة، وَأُسِرَ وَلد الطَّاغيَة، وَحُمِلَ إِلَى مِصْرَ مِنْ رءوسهم نحو عشرين ألف رأس، وألفا أَسير، وَسَارَ جَيْشٌ إِلَى أَنطَاكيَة فسبَى وَغنم.
وقَدِمَ دِمَشْقَ وَقَدْ عَظُمَتْ سَطْوَتُهُ، وَنَزَلَ بِظَاهِرهَا، وَزُينَت دِمَشْقُ، فَأَظهر العَدْل، وَشرع يُلاَطِفُ الأَحدَاثَ حَتَّى طَمَّنَهم، وَأَمر قوَّاده بِالأُهبَة، وهيَّأ رِقَاعاً مختومَةً، وقسَّم البَلَد، وعَيِّن كُلَّ دربٍ لقَائِد، وَأَن يَبْذُلُوا السَّيْفَ، وَهَيَّأ فِي حمَّام دَاره الَّتِي ببَيْت لهيَا مائَتَيْنِ بِالسُّيوف، ومدَّ السِّمَاطَ للأَحدَاثِ، فَلَمَّا قَامُوا لغسلِ الأَيدِي أَغلقَ عَلَيْهِم، وَكَانَ كُلّ مُقَدَّم مِنَ الأَحدَاثِ يركب فِي جمعه بِالسِّلاَح، وَكَانَ الَّذِيْنَ أُغلق عَلَيْهِم اثْنَيْ عَشَرَ مُقَدّماً، فَقُتلُوا، وَمَالت أَعوَانُهُ عَلَى أَصحَابهم قتلًا، ودخل المِصْرِيّون دِمَشْقَ بِالسَّيْف، فَكَانَ يَوْماً عصيباً، نَسْأَلُ اللهَ العَافيَةَ، ثُمَّ جهَّز إِلَى قُرَى الغوطَة وَالمرج نصرُوْنَ القَائِدَ، فَقَتَل نَحْو الأَلْفِ، وَاسْتَغَاثَ أَهْلُ البَلَدِ إِلَى جَيْشٍ: العَفْوَ العَفْوَ, فكفَّ, وطلب الأكابر، فلمَّا اجتمعوا أخرج رءوس الأَحْدَاث قَدْ ضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ، ثُمَّ شَرَعَ فِي المُصَادَرَة وَالعَذَاب، وَوَضَعَ عَلَيْهِم خَمْس مائَة أَلْف دِيْنَار، فَقِيْلَ: عِدَّةُ مِنْ قُتل مِنَ الأَحْدَاث وَالشُّطَّار ثَلاَثَةُ آلاَف نَفْس، فَاسْتَأصَلَهُ اللهُ بَعْد أَشْهُر، فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَلقَدْ لَقِيَ المُسْلِمُوْنَ مِنَ العُبَيْدِيَّة وَالمغَارِبَة أَعْظَمَ البَلاَء فِي النَّفْسِ وَالمَالِ وَالدِّيْنِ، فَالأَمْرُ للهِ، وَابتُلِيَ جَيْشٌ بِمَا لاَ مَزِيْدَ عَلَيْهِ، حَتَّى أَلْقَى مَا فِي بَطْنِهِ، وَكَانَ يَقُوْلُ لأصحابه: اقتلوني، ويلكم! أريحوني من الحياة.
ويقال: نفذت فيه دعوة أبي بَكْرٍ بنُ الحرمِي الزَّاهِد، وَأَرَاقَ لَهُ خُمُوراً فما سلطه الله عليه.

(12/512)


3648- ابن ضَيْفُون 1:
الشَّيْخُ المُحَدِّث المُعَمَّر، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن ضَيْفُون اللَّخْمِيّ القرطبي الحَدَّادُ.
سَمِعَ عَبْد اللهِ بن يُوْنُسَ القَبْرِي، وَأَحْمَد بن زِيَادٍ، وَقَاسِم بن أَصْبَغَ، ثُمَّ حجَّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فَشَهِدَ رَدَّ الحَجَرِ الأَسْوَدِ إِلَى مَكَانِهِ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ بن النَّسَائِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بن يَحْيَى بنِ دحمَان المِصِّيصي، لَقِيَهُ بِطَرَابُلُس، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ مَسْرُور القَيْرَوَانِيّ.
وَكَانَ صَالِحاً مُعَدَّلًا، آخرُ أَصْحَابه مَوْتاً أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ.
قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضِيّ: علتْ سنُّه، وَاضطرَبَ فِي أَشْيَاء قُرِئَت عَلَيْهِ لَمْ يَسْمَعْهَا، وَلَمْ يَكُنْ ضَابطاً، قَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وتوفِّي فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: هُوَ آخِر مَنْ حدَّث عَنِ القبرِي، وَابْن الأَعْرَابِيِّ بالأندلس.
__________
1 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ 633"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 144".

(12/513)


3649- ابن بَرْطَال:
القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى، التَّمِيْمِيُّ القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ، ابْنُ بَرْطَالٍ.
وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ خَالِدٍ الجَبَّابِ الحَافِظ، وَمُحَمَّدِ بن عِيْسَى، وَقَاسِمِ بنِ أَصْبَغ، وَإِبْرَاهِيْم بن فِرَاس المَكِّيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن الجِرَاب، وَعُثْمَانَ بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَمُحَمَّدِ بن مُحَمَّدِ بنِ الخَيَّاش، وَعِدَّة.
ووَلِي الخطَابَةَ وَقضَاءَ الجَمَاعَة إِلَى أَنْ علت سنُّه، وَتفلّت ذِهْنُه، فَصَرفهُ أَبُو عَامِرٍ الحَاجِبُ عَنِ القَضَاء إِلَى الوزارَة.
رَوَى عَنْهُ: الفَرَضِيّ، وَسِرَاج بنُ عَبْدِ اللهِ، وعمَّر دَهْراً.
وَكَانَ حجُّه فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وتفرَّد بِأَشْيَاء عَالِيَة.
توفِّي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ خمس وتسعين سنة.

(12/513)


ابن عبدوس، وأبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس:
3650- ابن عَبْدُوس:
الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبدوس بن أحمد، النيسابوري النحوي الفقيه.
سَمِعَ مَكِّيَّ بن عَبْدَانَ، وَأَبَا عَمْرٍو الحِيْرِيّ، وَأَبَا حَامِدٍ بنَ الشَّرْقِيّ، وَعَمَّه إِبْرَاهِيْمَ بن عَبْدُوْس.
وَعَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَقَالَ: عقدتُ لَهُ مَجْلِسَ الإِملاَء سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ، وَرَوَى عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى بن الصَّابُوْنِيّ، وَآخَرُوْنَ.
توفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَمِنْ طَبَقَتِهِ: الحَافِظُ الرَّحَّال:
3651- أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ:
النَّسَوِيُّ، مُحَدِّثُ مَرْو.
حدَّث عَنْ: عَلِيِّ بنِ أَبِي العَقَبِ، وَبُكَيْرِ بنِ الحَسَنِ الحَدَّادِ، وطائفة.
حدَّث عنه: الفقيه أبو محمد بن عبد الله بن يوسف الجويني، والحسن ابن القَاسِمِ المَرْوَزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الفَقِيْه المَرْوَزِيّ.
كَانَ بَعْد الأَرْبَع مائَة.
وَمِنْ طَبَقَتِهِ:
3652- أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ:
الحَاتِمِيُّ النيسابوري، الفقيه الشافعي.
سَمِعَ أَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ، وَجَمَاعَةً.
وَمَاتَ فِي حَيَاةِ وَالِده سَنَة خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
ومن طبقته شيوخه:

(12/514)


أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ، وابن الحجاج، والرازي:
3653- أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ:
العَنَزيّ الطرائفِيّ، صَاحِبُ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيِّ، المتوفَّى سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
3654- ابْنُ الحَجَّاج 1:
شاعر العصر، وسفيه الأدباء، وأمير الفُحش، وديوانه مَشْهُوْرٌ فِي خَمْسِ مُجَلَّدَاتٍ، وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَجَّاج البَغْدَادِيُّ، المُحتَسِبُ، الكَاتِبُ.
وَقَدْ هَجَا المُتَنَبِّي، وَمَدَحَ المُلُوكَ، مثل عضد الدولة وبنيه وَالوُزَرَاء. وَلَهُ بَاعٌ أَطْوَل فِي الغَزَلِ, وَأَمَّا الزَّطاطة وَالتَفَحُّش فَهُوَ حَامِلُ لِوَائهَا، وَالقَائِمُ بِأَعبَائِهَا.
وَخدم بِالكِتَابَة فِي جهَات، وَأَخَذَ الجَوَائِز، وَوَلِي حِسْبَةَ بَغْدَاد مُدَّة وعُزِل، وَلَهُ معانٍ مُبْتَكَرَةٌ مَا سُبِقَ إِلَيْهَا.
وَكَانَ شِيْعِيّاً رقيعاً، مَاجِناً، مزَّاحًا، هجَّاءً، أُمَةً وَحدَهُ فِي نَظْمِ القَبَائِح، وَخِفَّة الرُّوْحِ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بفُنُوْنٍ مِنَ التَّارِيْخ وَالأَخْبَار وَاللغَات.
ورَأَيْتُ لَهُ أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مَا قُلْتُهُ مِنَ المجُوْن فَاللهُ يَشْهَدُ أَنَّنِي مَا قَصَدْتُ بِهِ إلَّا بَسْطَ النَّفِسِ، وَأَنَا اسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ هَذِهِ العَثْرَة.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ بَعَثَ دِيْوَانه بِخَطّ مَنْسُوبٍ إِلَى صَاحِبِ مِصْر، فأجازه بألف دينار.
مَاتَ بِبَلَدِ النِّيْل فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَقَدْ شَاخَ.
3655- الرَّازي 2:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ العَبَّاسِ، الرَّازِيُّ الفَقِيْهُ.
رَوَى عَن ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ فَأَكْثَر، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ قَارن بن العَبَّاسِ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ الكَاغَدِي، وَأَحْمَدَ بنِ خَالِدِ بن مُصْعَبٍ الحَزُّورِي، وَارْتَحَلَ بِأخَرَةٍ، فَحْمل عن النجاد، وابن السماك.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 14"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 216"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "9/ 206"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 192"، والعبر "3/ 50"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 204".
2 ترجمته في العبر "3/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 149".

(12/515)


أَكْثَر عَنْهُ الخَلِيْلِيّ، وَقَالَ: كَانَ عَالِماً، لَهُ فِي كلِّ عِلْمٍ حَظٌّ، وَكَانَ فِي الفِقْه إِمَاماً بَلَغَ قَرِيْباً مِنْ مائَة سَنَةٍ. وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّد الحَافِظ يَقُوْلُ: لَمْ يَعِش مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيّ أَحَدٌ أَكْثَرَ مِمَّا عَاشَ هَذَا، وَكَانَ عَالِماً بِالفتَاوَى وَالنَّظَر.
قُلْتُ: تفرَّد بِالرِّوَايَةِ عَنِ ابْنِ مُصْعَب وَغَيْره، وَبَقِيَ إِلَى حُدُوْد سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرْنَا ابن مَاك، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الفَقِيْه، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: دَخَلتُ قَزْوِين سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَدَاوُد العُقَيْلِيّ -يَعْنِي: ابْن إِبْرَاهِيْمَ- قَاضيهَا، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَدَفَعَ إِلَيْنَا مشرساً فِيْهِ مسندُ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَوَّلُ حَدِيْثٍ فِيْهِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ المُغِيْرَة بن سُبَيْع، فِي خُرُوْجِ الدَّجَّال مِنْ خُرَاسَان, فَقُلْتُ: لَيْسَ ذَا مِنْ حَدِيْثِ شُعبَة، إِنَّمَا هُوَ سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَقُلْتُ لخَالِي: لاَ أَكْتُبُ عَنْهُ إلَّا أَنْ يَرجِعَ عَنْ هَذَا، فَقَالَ خَالِي: أَسْتَحيي أَنْ أَقُوْلَ لَهُ. قَالَ: فَخَرَجْتُ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئاً.

(12/516)


العنزي، وابن الوزير:
3656- العَنَزِي:
الإِمَامُ الفَقِيْهُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُهَلَّبِ، العَنَزِيُّ، الجُرْجَانِيُّ، الوَرَّاقُ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ.
سَمِعَ أَبَا سَعِيْدٍ بنَ الأَعْرَابِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارَ، وَخَيْثَمَةَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَأَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي طلحة الفارسي، وطبقتهم.
وَلَهُ رحلَةٌ وَاسِعَةٌ، وَمَعْرِفَةٌ وَفهم.
حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَحَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، وَسُلَيْم الرَّازِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ المُحَسِّن التَّنُوْخِيّ، وَأَبُو مَسْعُوْد، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَجَلِيّ، وَعِدَّة.
قَالَ السَّهْمِيُّ: كَانَ سَكَنَ بَغْدَاد سِنِيْنَ كَثِيْرَةً يُوَرِّق، توفِّي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
3657- ابن الوزير:
الإِمَامُ الحَافِظُ، أَبُو أَحْمَدَ، حُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الوَزِيْرِ، الدِّمشقي الشَّاهِدُ، رَاوِي كِتَابِ "الأُمِّ" لِلْشَّافِعِيِّ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَضَائِرِيِّ، وحدَّث أَيْضاً عَنْ: أَبِيهِ، وَابنِ ملاس، وَهُوَ كَاتِب القَاضِي المَيَانَجِي.
رَوَى عَنْهُ: عليٌّ الحِنَّائي، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيّ.
يوصَف بِالحِفْظ.
قَالَ الأَهْوَازِيُّ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ, وَلَهُ مائَة سنة وسنة.

(12/516)


3658- ابن وكيع 1:
العَلاَّمَةُ البَلِيْغُ الشَّاعِرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، الحَسَنُ بنُ علي بن أحمد بن القَاضِي مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ، ابْنُ وَكِيْعٍ الضَّبِّيُّ البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ التِّنِّيْسِيُّ، مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ.
وَلهُ دِيْوَان، وَكَانَ يلقَّب بِالعَاطس، وَهُوَ القَائِلُ:
لَقَدْ شَمِتُّ بِقَلْبِي ... لاَ خَفَّفَ اللهُ عَنْهُ
كَمْ لُمْتُه فِي هَوَاهُ ... فَقَالَ: لاَ بُدَّ مِنْهُ
توفِّي فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِتِنِّيس، وَبنُوا عَلَى قَبْرِه قُبَّةً.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 171".

(12/517)


3659- الوليد بن بكر 1:
ابن مخلد بن أبي دبار، الحَافِظُ اللُّغَوِيُّ، الإِمَامُ أَبُو العَبَّاسِ، الغَمْرِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ السَّرَقُسْطِيُّ، أَحدُ الرحَّالة فِي الحَدِيْثِ.
حدَّث عَنْ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ الخَصِيْبِ بكتَابِ العِجْلِيّ فِي "مَعْرِفَةِ الرِّجَال"، وَعَنِ الحَسَنِ بنِ رَشِيْق، وَيُوْسُف المَيَانَجِي، وَأَبِي بَكْرٍ الرَّبَعِيّ، وَأَحْمَدَ بن جَعْفَرٍ الرَّمْلِيّ.
حدَّث عَنْهُ: أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الكُوْفِيّ ابْن عمشليق، وَعَبْدُ الغَنِيّ بنُ سَعِيْدٍ الحَافِظ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ العَتِيْقِيّ، وَأَبُو طَالِبٍ العُشَارِي، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمَّان، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْر بنِ خَلَفٍ المَغْرِبِيّ، وَالحُسَيْنُ بنُ جَعْفَرٍ السَّلَمَاسِي.
قَالَ ابْنُ الفَرَضِيّ: كَانَ إِمَاماً فِي الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ، عَالِماً بِاللغة وَالعَرَبِيَّة، كَانَ أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ النَّحْوِيّ يَرْفَعُهُ ويُثْنِي عَلَيْهِ، ذكر أَنَّهُ لقِي فِي الرّحلَة أَزْيَدَ مِنْ أَلْفِ شَيْخ، كَتَبَ عَنْهُم.
وَقَالَ الحَاكِمُ: سَكَنَ نَيْسَابُوْرَ، ثم انصرف إلى العراق، وعاد إلى نَيْسَابُوْر، وَسَمَاعَاتُه فِي أَقْطَار الأَرْضِ كَثِيْرَةٌ، وَهُوَ مقدَّم في الأدب، وشعره فائق.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 450"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 993"، والعبر "3/ 53".

(12/517)


وَقَالَ عَبْدُ الغَنِي فِي نَسَبِه: الغَمْرِي -بِغَيْن معجمة، حدثنا بـ"التاريخ" للعجلِي.
وَقَالَ الحَسَنُ بنُ شُرَيْح: هُوَ عُمَرِيّ، وَلَكِن قَدِمَ إِفْرِيْقِيَة، فَنقط العينَ حَتَّى يَسْلَم، وَكَانَ مؤدِّبي، وَقَالَ لِي: إِذَا رَجِعْتُ إِلَى الأَنْدَلُسِ جَعَلْتُ النّقطَةَ ضمَّةً.
قُلْتُ: فَعَلَهُ خوَفاً مِنَ الدَّوْلَة العُبَيْدِيَّة.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً، كَثِيْر السَّمَاع، سَافَرَ الكَثِيْر.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: أَخْبَرَنَا زَاهِر، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْر، أَخْبَرَنَا الوَلِيْدُ بنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الخَصِيْب بِالمَغْرِب، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الرِّشديني بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا خُشَيش بن أَصرم.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الغَفَّارِ بن شِيْرَوَيْه، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الكَرْمَانِيّ، أَنْشَدَنِي الوَلِيْدُ بنُ بَكْرٍ النَّحْوِيُّ لِنَفْسِهِ:
لأَيِّ بَلاَئِكَ لاَ تدَّكِر ... وَمَاذَا يَضُرُّكَ لَوْ تَعْتَبِرْ
بكاءٌ هُنَا وبراحٌ هناك ... وميتٌ يساق وقبرٌ حفر
وَبَانَ الشَّبَابُ وَحَلَّ المَشِيْبْ ... وَحَانَ الرَّحِيْلُ فَمَا تنتظر
كأنّك أعمى عدمت البصر ... كأنّ جَنَابَكَ جلدٌ حَجَرْ
وَمَاذَا تُعَايِنُ مِنْ آيةٍ ... لَوْ أَنَّ بِقَلْبِكَ صَحَّ النَّظَرْ
وَقَدْ ذكره ابْنُ الدّبَّاغ فِي "طبقَات الحُفَّاظ".
أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ العَطَّار، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بنُ بُنْدَارَ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا الوَلِيْد بن بَكْر، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثني دَاوُدُ بنُ يَحْيَى بنِ يَمَانٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَا بِالكُوْفَةِ شَابٌّ أَعقَلُ مِنْ أَبِي أُسَامَةَ.
توفِّي أَبُو الوَلِيْدِ بِالدِّيْنَوَر فِي رَجَبٍ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

(12/518)


3660- البديع 1:
العلَّامة البَلِيْغُ، أَبُو الفَضْلِ، أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ يَحْيَى الهَمَذَانِيُّ، بَدِيْعُ الزَّمَانِ.
صَاحِب كِتَاب "المقامات" التي على منوالها نسج الحريري.
وَلَهُ ترسُّل فَائِق، وَنَظْمٌ رَائِق، وَهُوَ القَائِلُ:
وَكَاد يَحْكِيْكَ صَوْتُ الغَيْثِ مُنْسَكِباً ... لَوْ كَانَ طَلْقَ المُحَيَّا يُمْطِرُ الذَّهَبَا
وَالدَّهْرُ لَوْ لَمْ يَخُنْ وَالشَّمْسُ لَوْ نَطَقَتْ ... وَاللَّيْثُ لَوْ لَمْ يَصُلْ وَالبَحْرُ لَوْ عَذُبَا
مَا اللَّيْثُ مُخْتَطِماً مَا السَّيْلُ مُرْتَطِمَا ... مَا البَحْرُ مُلْتَطِماً وَاللَّيْلُ مُقْتَرِبَا
أَمْضَى شَبَا مِنْكَ أَدْهَى مِنْكَ صَاعِقَةً ... أَجدَى يمِيناً وَأَدنَى مِنْكَ مُطَّلَبَا
مَاتَ بهَرَاة فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة مسمومًا أو مسبوتًا.
__________
1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "2/ 161"، واللباب لابن الأثير "3/ 392"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 52"، والعبر "3/ 67"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 218"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 150".

(12/519)


3661- البافي 1:
شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ محمد البخاري، المعروف بِالبَافِيِّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ، وَتِلْمِيْذُ أَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ، قَدْ عُمِّرَ دَهْراً.
وَكَانَ مِنْ بُحُورِ العِلْم، مَاهراً بِالعَرَبِيَّة، حَاضِرَ البَدِيْهَة، بَدِيْعَ النَّظْم.
وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الوجوه، تفقَّه بن جَمَاعَةٌ.
رَوَى عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ.
وَكَانَ أَحَدَ الفُصَحَاء، وَلَهُ:
قَدْ حَضَرْنَا وَلَيْسَ يُقْضَى تلاَقِي ... نَسْأَلُ اللهَ خَيْرَ هَذَا الفِرَاقِ
إِنْ تَغِبْ لَمْ أَغِبْ وَإِنْ لَمْ تَغِبْ ... غِبْتُ كَأَنَّ افِتِرَاقَنَا بَاتِّفَاقِ
مَاتَ البَافِيّ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 139"، والأنساب للسمعاني "2/ 47"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 240"، والعبر "3/ 68"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 219"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 152".

(12/519)


3662- ابن خُرَّشِيذ قُوله 1:
الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُسْنِدُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّد بن خُرَّشِيذَ قُوْلَه، الكَرْمَانِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، التَّاجِرُ.
سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ بنَ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَالقَاضِي المحَاملي، وَأَبَا العَبَّاسِ بنَ عُقدَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ مَخْلَد، وَالحَسَنَ بنَ أَبِي الرَّبِيْعِ الأَنْمَاطِيَّ، وَجَمَاعَةً، وتفرَّد فِي وَقْتِهِ.
حدَّث عَنْهُ: أَبُو الوَفَاءِ مُحَمَّدُ بنُ بَديع، وَظفرُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وَأَخُوَه عَبْدُ الوَهَّابِ، وَسُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الحَسْنَاباذي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السِّمْسَار، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الطَيَّان، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَكْرُوَيْه الأَصْفَهَانيون.
قَالَ المَصْقَلِي: سَمِعْتُ ابْنَ خُرَّشِيذ قوله يقول: ولدت في سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَدَخَلْتُ بَغْدَادَ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ.
قُلْتُ: مَا عَلِمْتُ فِيْهِ بَأْساً، وَسَمِعْنَا مِنْ طَرِيْقِهِ عِدَّة أَجْزَاء.
توفِّي فِي شَهْر المُحَرَّم سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ.
وخُرَّشِيْذ -بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وثَانِيه- هَكَذَا وَجَدْتُهُ مَضْبُوطاً، وَإِنَّمَا عَلَى أَفْوَاه الطّلبَة بِالضم وَالتثقيل.
وَفِيْهَا مَاتَ الحَافِظ أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد بنِ عُبَيْدَةَ الأُمَوِيّ الطُّلَيْطُلِي، صَاحِب أَبِي إِسْحَاقَ بن شِنْظِير الحَافِظ، اللَّذَيْن يُقَالُ لَهُمَا: الصَّاحبَان، وَالحَافِظ أَبُو مَسْعُوْد إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَالشَّرِيْفُ الطَّاهِر أَبُو أَحْمَدَ حُسَيْنُ بنُ مُوْسَى العَلَوي المُوْسَوِيّ وَالد الرَّضِي وَالمُرْتَضَى، وَسُلَيْمَانُ بنُ هِشَامٍ المُقْرِئُ ابْنُ الغمَّاز، وَأَبُو نُعَيْمٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ غِيَاث: بغدَادِي، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الخُشَنِيّ الطُّلَيْطُلِي، وَمُحَمَّدُ بنُ هِشَام بن عَبْدِ الجَبَّارِ المَهْدِيّ المرواني.
__________
1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 304"، والعبر "3/ 72"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 158".

(12/520)


3663- أبو نُعَيْم الإسفرايني 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ، مُسنِدُ خُرَاسَانَ، أَبُو نُعَيْمٍ، عَبْدُ الملك بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ الأَزْهَرِ, الأَزْهَرِيُّ الإِسْفَرَاينِيُّ.
حدَّث عَنْ خَالِ أَبِيهِ الحَافِظ أَبِي عَوَانَة بكتَابه "الصَّحِيْح"، سَمِعَهُ بقرَاءةِ وَالِدهِ الحَافِظ، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَتكَاثر عَلَيْهِ المُحَدِّثُونَ.
قَالَ الحَافِظُ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ هَذَا رَجُلاً صَالِحاً ثِقَةً، حَضَرَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَلَمْ يعهد بعد ذلك المجلس مثله لقرَاءةِ الحَدِيْث, كَمَا حَدَّثَنَا الثِّقَاتُ، وَعَاد إلِى إِسفرَاين, وَذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ الكِتَابَ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَزَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي عَلِيٍّ الدَّقَّاق، وَلَهَا فَوْتٌ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ وَعَبْدُ اللهِ ابْنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ البَحِيْرِي، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيَّك. وَرَوَى عنه أكثر الكتاب أو كُلَّه عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَحْمِيُّ، وَشَبِيْبُ بنُ أَحْمَدَ البَسْتِيْغِي، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ الجويني، وعليّ بن ماسرجس الخَازن، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الخَشَّاب، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البسْطَامِي، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حسَّان بنِ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّام، وَخَلْقٌ آخِرُهُم مَوْتاً أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَهْل السَّرَّاج، المتوفَّى فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقَدْ أَجَاز أَبُو عَوَانَةَ أَبَا نُعَيْمٍ جَمِيْعَ كُتُبِه فِي كِتَابٍ كَتَبَهُ فِي وَصِيَّتِه لَهُ, وَلجَمَاعَةٍ، فَقَالَ: قَدْ أجزت لهم جميع كتب الَّتِي سَمِعْتُهَا مِنْ جَمِيْعِ المَشَايِخ، مِنْهَا كُتُبُ عَبْد الرَّزَّاقِ، وَكُتُبُ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَأَحَادِيْثُ سُفْيَان، وَشُعْبَة، وَمَالِكٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَالتَّفَاسِيْر وَالقِرَاءات، لِيَرْووهَا عنِّي عَلَى سَبِيْل الإِجَازَةِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَلَمَّا مَاتَ أَبُو عَوَانَةَ كَانَ لأَبِي نُعَيْم سِتّ سِنِيْنَ وَعشرَةُ أَشْهُر، وَكَانَ يَسْمَع مِنْ أَبِي عَوَانَة مَعَ القَوْم وَوحده لَيْلاً وَنَهَاراً، وَيُلاَعِبُهُ أَبُو عَوَانَةَ، ويطعمه الفانيذ.
قَالَ الحَاكِمُ: توفِّي أَبُو نُعَيْمٍ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ.
قُلْتُ: وَقَدْ مَاتَ أَبُو عَوَانَةَ سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَكَانَ مَوْلِدُ أَبِي نُعَيْمٍ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَكَانَ وَالِدُهُ قَدِ ارْتَحَلَ، وَحمل السُّنَن عَنْ يُوْسُف القَاضِي، وَحمل عَنْ أَبِي خَلِيْفَة الجُمَحِيّ وَالكِبَار، وحدَّث، توفِّي الحسن سنة ست وأربعين وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 236"، والعبر "3/ 73"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 159".

(12/521)


3664- السلامي 1:
العلَّامة الأَدِيْبُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ، القُرَشِيُّ المَخْزُوْمِيُّ البَغْدَادِيُّ، مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ.
سَارَ إِلَى المَوْصِل، وَصَاحَبَ الخَالِدَيَّيْن والبَبَّغا، وَسَارَ إِلَى ابْنِ عَبَّاد، وامتدحه، وامتدح عضد الدولة بقصيدة منها:
إليك طوى عرض البسيطة جاعلٌ ... قصارى المنايا أَنْ يَلُوحَ لَهُ القَصْرُ
وَكَانَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ يَقُوْلُ: إِذَا رَأَيْتُ السَّلَامي فِي مَجْلِسِي، خِلْتُ أَنَّ عُطَارِد نَزَلَ مِنَ الفَلَك إِليَّ. وَلَهُ فِيْهِ:
يُشَبِّهُهُ المُدَّاحُ فِي البَأْس وَالنَّدَى ... بِمَنْ لَوْ رَآهُ كَانَ أَصْغَرَ خَادِمِ
فَفِي جَيْشِهِ خَمْسُوْنَ أَلْفاً كعنترٍ ... وَأَمْضَى وَفِي خُزَّانِهِ أَلْفُ حَاتِم
وَهُوَ القَائِلُ:
لَمَّا أُصيب الخَدُّ مِنْكَ بعارضٍ ... أَضْحَى بِسِلْسِلَةِ العِذَارِ مُقَيَّداً
توفِّي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عَنْ بِضْع وَخَمْسِيْنَ سنة.
ونسبته إلى مدينة السلام.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 335"، والأنساب للسمعاني "7/ 209"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 225"، ووفيَّات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 655"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 209".

(12/522)


3665- ابن الباجي 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَقِّقُ، أَبُو عُمَرَ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بنِ شَرِيعَةَ اللَّخْمِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ، عُرِفَ بِابْنِ البَاجِيِّ.
سَمِعَ مِنْ وَالِدِه جَمِيْع مَا عِنْدَهُ، مِنْ ذَلِكَ "مُصَنَّفُ ابْن أَبِي شَيْبَةَ" بروَايته عَنِ القَبرِي، عَنْ بَقِيَ بن مَخْلَدٍ، عَنْهُ.
قَالَ الخَوْلاَنِيّ: كَانَ أَبُو عُمَرَ عَارِفاً بِالحَدِيْثِ وَوُجُوهِه، إِمَاماً مَشْهُوْراً، لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَهُ فِي المُحَدِّثِيْنَ وَقَاراً وَسَمْتاً، رَحل بَابنِه مُحَمَّد، وَلقيَا شُيُوخاً جلَّة، وَولِي أَبُو عُمَرَ قَضَاءَ إِشْبِيْليَة مُدَّةً يَسِيْرَة، وَأَخَذْنَا عَنْهُ كَثِيْراً، توفِّي، فَشَهِدْتُ جِنَازَتَه فِي مَحْفِلٍ عَظِيْم فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ يَحْفَظ غَرِيْبي الحَدِيْث لأَبِي عُبَيْدٍ، وَابنِ قُتَيْبَةَ، وشُوور فِي الأَحْكَام وَلَهُ ثَمَان عَشْرَةَ سَنَةً، وَجَمَعَ لَهُ أَبُوْهُ عُلُوْمَ الأَرْضِ، وَلَمْ يَحْتَج إِلَى أَحَدٍ، رَحل بِأَخَرَةٍ، وَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ المُهَنْدس وَطَائِفَة، وَكَانَ فَقِيْهَ عَصْرِهِ، وَإِمَامَ زَمَانِهِ، لَمْ أَرَ بِالأَنْدَلُسِ مِثْلَه، كمَّلْتُ عَلَيْهِ "مُصَنَّف ابْنِ أَبِي شيبة"، وكان إمامًا في الأصول والفروع.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 18"، واللباب لابن الأثير "1/ 103"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 970"، والعبر "3/ 60"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 147".

(12/523)


366- ابن لال 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ، المحدِّث، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَج، بنِ لاَلٍ، الهَمَذَانِيُّ الشَّافِعِيُّ.
حدَّث عَنْ: أَبِيهِ، وَالقَاسِمِ بن أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الجَلاَّب، وَعَبْدِ اللهِ بن أَحْمَدَ الزَّعْفَرَانِيّ، وَإِسْمَاعِيْل الصَّفَّار، وَعَلِيِّ بن الفَضْلِ السُّتُوْرِي، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيّ، وَأَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بن حَمْدُوَيْه المَرْوَزِيّ، وَحَفْصِ بن عُمَرَ الأَرْدَبيلِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ بنِ شَوْذَب، وَخَلْقٍ كَثِيْر.
وَلَهُ رحلَةٌ وَحفظٌ وَمَعْرِفَةٌ.
حدَّث عَنْهُ: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الصُّوْفِيّ، وَحُمَيْدُ بنُ المَأْمُوْنِ، وَأَبُو مَسْعُوْد أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَجَلِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عبَّاد، وَأَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ الحَسَنِ، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ إِمَاماً مُفَنَّنًا.
قَالَ شِيْرَوَيْه: كَانَ ثِقَةً، أَوْحَدَ زمَانِهِ، مُفْتِي البَلَد، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ فِي علومِ الحَدِيْثِ، غَيْر أَنَّهُ كَانَ مَشْهُوْراً بِالفِقْه. قَالَ: وَرَأَيْتُ لَهُ كِتَاب السُّنَن، ومعجم الصَّحَابَة، مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ، وَالدُّعَاءُ عِنْد قَبْرِهِ مُسْتَجَابٌ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَمَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وثلاث مائة.
وَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ بُنْدَار الرَّنْجَانِيّ الفَرَضِيّ: مَا رَأَيْتُ قَطُّ مِثْلَ ابْنِ لاَل -رَحِمَهُ اللهُ.
قُلْتُ: وَالدُّعَاءُ مُسْتَجَاب عِنْد قُبُوْر الأَنْبِيَاء وَالأَوْلِيَاء، وَفِي سَائِر البِقَاع، لَكِن سَبَبُ الإِجَابَة حُضُورُ الدَّاعِي، وَخُشُوعُهُ وَابتِهَاله، وَبلاَ رَيْبٍ فِي البقعَةِ المُبَارَكَة، وَفِي المَسْجَدِ، وَفِي السَّحَر، وَنَحْوِ ذَلِكَ، يَتَحَصَّلُ ذَلِكَ للدَاعِي كَثِيْراً، وَكُلُّ مضطر فدعاؤه مجاب.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 318"، والعبر "3/ 67"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 151".

(12/523)


أبو الرقعمق، والوصي:
3667- أَبُو الرَّقَعْمَق 1:
أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأنطاكي، الشاعر المشهور بمصر.
له شِعْرٌ كَثِيْرٌ، وَهُوَ فِي الشَّامِيّين كَابْن الحَجَّاجِ للعراقيين.
مَدَحَ الوَزِيْرَ ابْن كِلّس وَالكُبَرَاء، وَمَدَحَ المُعِزَّ أَيْضاً وَالعَزِيْزَ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.
3668- الوصِيّ 2:
الشَّرِيْفُ السَّيِّدُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي إسماعيل علي بن الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ، العَلَوِيُّ الحَسَنِيُّ الزَّيْدِيُّ، الهَمَذَانِيُّ الملَقَّب بِالوَصِيِّ.
وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْل الصفَّار، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسِيّ، وَالأَصَمِّ، وَابنِ الأَعْرَابِيّ، وَأَبِي المَيْمُوْنِ بن رَاشِد، وَعَبْدَان بن يَزِيْدَ الدَّقَّاق، وَعَبْد الرَّحْمَنِ الجَلاَّب، وَأَحْمَدَ بنِ عُبَيْدٍ، وَجَعْفَرٍ الخُلْدِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي اللَّيْث الصفَّار، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عُزَيْز، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرْوَذِيّ، وَعِدَّة.
قَالَ شِيْرَوَيْه: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ، صوفِّي وَاعِظ، تفقَّه بِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وتزهَّد وَجَاوَر، ثُمَّ رَجَعَ، فَأَقَامَ بِبُخَارَى مُدَّة، وَبِهَا مَاتَ فِي المحرَّم سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقِيْلَ: مَاتَ ببَلْخ.
وَقَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ أَحَدَ الأَشْرَافِ عِلْماً وَنَسَباً، وَمَحَبَةً لِلفُقَرَاء وَصُحْبَةً لَهُم مَعَ مَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ مِنَ الْعُلُوم، صَحِبَ الخُلْدِيّ، وَدَخَلَ دُويرَة الصُّوْفِيَّة بِالرَّمْلَة، فَكَانَ يَخْدُمُهُم أَيَّاماً، حَتَّى قَدِمَ فَقيرٌ، فقَبَّل رَأْسَه، وَقَالَ: هَذَا شَرِيْفُ الجَبَل. فَقَامَ عَبَّاسٌ، فقَبَّل رِجْلَهُ، فَأَخَذَ الشريف ركوته، وسافر.
قَالَ الإِدْرِيْسِيّ: يُحْكَى عَنْهُ أَنَّهُ جَازَفَ فِي آخر عمره في الرواية.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 54"، والعبر "3/ 70"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 155".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 90"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 230"، واللباب لابن الأثير "3/ 368".

(12/524)


التاهرتي، وسعيد بن نصر:
3669- التَّاهَرْتِي 1:
لشيخ المحدِّث، مُسْنِدُ الأَنْدَلُسِ، أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الفَضْلِ، التَّمِيْمِيُّ التَّاهَرْتِيُّ، المَغْرِبِيُّ البَزَّازُ.
مَوْلِدُهُ بِتَاهَرْتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وقَدِمَ بِهِ وَالِدَه قُرْطُبَة، فتديَّرها، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فسَمِعَ مِنْ: قَاسِم بن أَصْبَغَ، وَأَبِي عَبْدِ المَلِكِ بن أَبِي دُلَيْم، وَمُحَمَّدِ بن عِيْسَى بنِ رِفَاعَةَ، وَوَهْبِ بن مَسَرَّة، وَمُحَمَّدِ بن مُعَاوِيَةَ الأُمَوِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ الدِّيْنَوَرِيِّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الفَرَضِيّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَطَائِفَةٌ.
وَكَانَ ذَا زُهْدٍ وتعبُّد وَانقباضٍ مَعَ الثِّقَةِ وَالعِلْم.
توفِّي فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وثلاث مائة، وله ست وثمانون سنة.
3670- سعيد بن نصر 2:
لإمام المحدِّث، المُتْقِنُ الوَرِعُ، أَبُو عُثْمَانَ، مَوْلَى النَّاصِرِ لِدِيْنِ اللهِ الأُمَوِيِّ صَاحِبِ الأَنْدَلُسِ.
حَدَّثَ عَنْ: قَاسِمِ بن أَصْبَغَ، وَأَحْمَدَ بنِ مُطَرِّف، وَمُحَمَّدِ بن معاوية بن الأَحْمَر، وَعِدَّة.
وعُنِيَ بِالرِّوَايَةِ وَالضَّبْطِ، وَرَوَى الكَثِيْر.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَجَمَاعَة.
وَكَانَ مَوْصوفًا بِالعِلْم وَالعمل.
مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ أَيْضاً عَنْ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 14"، واللباب لابن الأثير "1/ 205"، والعبر "3/ 58"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 145".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 210"

(12/525)


3671- الجوهري 1:
إِمَامُ اللُّغَةِ، أَبُو نَصْرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَمَّاد التركي الأتراري، وأترار: هِيَ مَدِينَةُ فَارَابَ، مُصَنِّفُ كِتَابِ "الصِّحَاحِ"، وَأَحَدُ مَنْ يُضْرَب بِهِ المَثَلُ فِي ضَبطِ اللُّغَةِ، وَفِي الخَطِّ المَنسُوبِ، يُعَدُّ مَعَ ابْنِ مُقْلَةَ وَابنِ البَوَّابِ وَمُهَلْهلٍ وَالبَرِيْدِيِّ.
وَكَانَ يُحِبُّ الأَسْفَارَ وَالتَّغَرُّب، دَخَلَ بِلاَد رَبِيْعَةَ وَمُضَر فِي تَطَلُّب لِسَان العَرَب، وَدَارَ الشَّامَ وَالعِرَاقَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى خُرَاسَانَ، فَأَقَامَ بِنَيْسَابُوْرَ يدرِّس ويصنِّف، وَيُعَلِّمُ الكِتَابَة، وَيَنْسَخُ المَصَاحِف.
وَانْفَرَدَ أَهْلُ مِصْر برِوَايَة الصِّحَاح عَنِ ابْنِ القَطَّاع، فَيُقَالُ: ركَّب لَهُ إِسْنَاداً.
وفِي "الصِّحَاح" أَوهَامٌ قَدْ عُمِلَ عَلَيْهَا حَوَاشٍ.
اسْتَوْلَتْ السَّوْدَاءُ عَلَى أَبِي نَصْرٍ حَتَّى شَدَّ له دفين كجناحين، وقال: أُرِيْد أَنْ أَطِيْر. فَضَحِكُوا، ثُمَّ طَفر وَطَار, فتطحَّن.
وَقَدْ أَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ: أَبِي سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيّ، وَخَالِه صَاحِب "دِيْوَان الأَدَب" أَبِي إِبْرَاهِيْم الفَارَابِيّ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ بَقِيَ عَلَيْهِ قِطعَةٌ مِنَ "الصِّحَاح" مسوَّدة بَيَّضها بَعْدَهُ تِلْمِيْذُه إِبْرَاهِيْمُ بنُ صَالِحٍ الوَرَّاق، فَغَلِطَ فِي مَوَاضِع, حَتَّى قَالَ: فِي سَقَر: هُوَ بِالأَلِفِ وَاللاَّمِ. وَهَذَا يَدلُّ عَلَى جَهْلِهِ بِسُوْرَةِ المدثِّر. وَقَالَ: الحَرأْضلُ الجبلُ. فصحَّف، وَعَمِلَ الْكَلِمَتَيْنِ كَلِمَةً، وَإِنَّمَا هِيَ: الجَرُّ أَصل الْجَبَل.
وَلِلجَوْهَرِيِّ نَظْمٌ حَسَنٌ، وَمُقَدِمَةٌ فِي النَّحْوِ.
قَالَ جَمَالُ الدِّيْنِ عَلِيّ بن يُوْسُفَ القِفْطِي: مَاتَ الجَوْهَرِيّ مُتَرَدِّياً مِنْ سَطْحِ دَارِهِ بِنَيْسَابُوْرَ، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. ثُمَّ قَالَ: وَقِيْلَ: مَاتَ فِي حُدُوْدِ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ -رَحِمَهُ اللهُ.
__________
1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "6/ 151"، والعبر "3/ 55"، ولسان الميزان "1/ 400"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 207"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 142".

(12/526)


3672- ابن حَمَّة 1:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ، أَبُو الحُسَيْنِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَّة الخَلاَّلُ، بَغدَادِيٌّ.
مُكْثِرٌ عَنْ حَفِيْدِ يَعْقُوْب بن شَيْبَةَ، وَسَمِعَ مِنَ: المَحَامِلِيّ، وَعَبْدِ الغَافِرِ بن سَلاَمَةَ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَة.
وَعَنْهُ: البَرْقَانِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيّ، وَعُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ المُقْرِئ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الغَرِيْق.
وثَّقَه الخَطِيْب.
وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَمَاتَ أَبُوْهُ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَمَاتَ سَنَةَ سبعٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي، وَشَيْخُ المَالِكِيَّة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عُمَرَ القصار البغدادي.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 301"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 234".

(12/527)


ابن أسد الجهني، وعبد الوارث بن سفيان، والإخميمي:
3673- ابن أسد الجُهَنِيّ:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، عَالِمُ الأَنْدَلُس، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَسَدٍ الجهنِي الطُّلَيْطُلِيُّ المَالِكِيُّ البَزَّازُ.
وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ قَاسِمِ بنِ أَصْبَغَ وَعِدَّةٍ، وَارْتَحَلَ فسَمِعَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الْورْد، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ السَّكن بِمِصْرَ، وَمن أَحْمَد بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي المَوْت بمكة.
وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، رَأْساً فِي اللُّغَة، فَقِيْهاً مُحَرِّراً، عَالِماً بِالحَدِيْثِ، كَبِيْر القَدْر.
أَكْثَر عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو المُطَرِّف بن فُطَيْس، وَالخَوْلاَنِيّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَأَبُو مُصْعَب بن أَبِي الوَلِيْد بن الفَرَضِيّ.
وَكَانَ ذَا وَرَعٍ وَإِتْقَانٍ، وَتلاَوَةٍ فِي المُصْحَف.
مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي آخِر السّنَة.
3674- عَبْدُ الوَارِثِ بنُ سفيان 1:
ابن جبرون -بِضَمِ الجِيْم، المحدِّث الثِّقَةُ، العَالِمُ الزَّاهِدُ، أَبُو القَاسِمِ القُرْطُبِيُّ، الملقَّب بِالحَبِيْبِ.
أَكْثَر عَن: قَاسِمِ بن أَصْبَغَ، وَكَانَ مليّاً بِهِ، وَعَنْ وَهْبِ بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أَبِي دُلَيْم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الأَصِيلِي، وَأَبُو عِمْرَانَ الفَاسِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ.
قَالَ ابْنُ الحَذَّاء: كَانَ صَالِحاً عَفِيْفاً، يَعِيْشُ مِنْ ضَيعته، ولد سنة سبع عَشْرَة وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَطَلَبَ العِلْمَ فِي الحَدَاثَة.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ تَارِيْخَ ابن أبي خيثمة كله، وموطأ ابْن وَهْبٍ، وَغَيْر ذَلِكَ عَنْ قَاسِم، وَأَجْزَاء.
توفِّي لخمسٍ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خمس وتسعين وثلاث مائة.
3675- الإِخْمِيمِي 2:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ العبَّاس المِصْرِيُّ الإِخْمِيْمِيُّ، بَقِيَّةُ الرُّوَاةِ.
سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ زَبَّانَ، وَعَلِيَّ بن أَحْمَدَ عَلاَّنَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ المِهرَانِيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ وَرْدَانَ، وَأَبَا جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ المُهَنْدَسَ، وَجَمَاعَةً.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ ثَلاَثَةَ أَجزَاءٍ عَالِيَةٍ عِنْدَ أَبِي القَاسِمِ بنِ الحَرَستاني.
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ من أهل الطبقة الماضية, تأخَّرَت وفاته.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 59"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 145".
2 ترجمته في العبر "3/ 59"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 145".

(12/528)


السامري، والملاحمي، وابن الإسماعيلي:
3676- السَّامَريّ 1:
الإِمَامُ القَاضِي، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ السَّامَرِّيُّ, الرَّفَّاء.
حدَّث عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَاشِمِيِّ، وَحَمْزَةَ بنِ القَاسِمِ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: ابْنُ بنتِه أَبُو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُنْدَار الرَّازِيّ، وَجَمَاعَة.
وثَّقَه الخَطِيْب، وَقَالَ: قَالَ لِي سبطه ابْنُ حَسْنُوْنَ: مَا رَأَيْتهُ مُفطراً قَطُّ.
توفِّي سنة اثنتين وأربع مائة.
3677- الملاحمي 2:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو نَصْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى البُخَارِيُّ المَلاَحِمِيُّ.
حدَّث بنيسابور, وبغداد بكتاب رفع اليدين، والقراءة خلف الإِمَام, عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ إِسْحَاقَ، وَرَوَى عَنْ سَهْلِ بن السَّرِيِّ، وَالهَيْثَمِ بن كُلَيْبٍ، وَعَلِيِّ بن قُرَيْش، وَعَبْدِ اللهِ الأُسْتَاذ.
وَعَنْهُ: الحَاكِمُ، وَأَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّرْسِيّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بن المَأْمُوْنِ، وَعِدَّة، وَكَانَ مِنْ جلَة المُحَدِّثِيْنَ.
قَالَ أَبُو العَلاَءِ: كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ، توفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ زَادَ غَيْره: فِي جُمَادَى الآخِرَةِ, وَلَهُ ثلاث وثمانون سنة.
3678- ابن الإسماعيلي 3:
العلَّامة، شيخ الشافعية، أبو سعد، إسماعيل بن الإِمَامِ شَيْخِ الإِسْلاَمِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ العَبَّاسِ، الإِسْمَاعِيْلِيُّ الجُرْجَانِيُّ الشافعي، صاحب التصانيف.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 327"، والأنساب للسمعاني "7/ 15"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 259"، والعِبَر "3/ 79".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 230"، واللباب لابن الأثير "3/ 277"، والعبر "3/ 59"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 145".
3 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص106"، وتاريخ بغداد "6/ 309"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 231"، والعِبَر "3/ 60".

(12/529)


وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وحدَّث عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَحْمَدَ بنِ كَامِلٍ القَاضِي، وَابْنِ دُحَيْم الشَّيْبَانِيِّ، وَعُمَرَ بنِ حَفْصٍ المَكِّيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيٍّ، وَطَبَقَتِهِم.
حدَّث عَنْهُ: بنوهُ؛ المفضَّل وَمَسْعَدة وَسَعْدٌ وَالسَّرِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَحَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ: وَرد أَبُو سَعْدٍ الإِمَامُ بَغْدَادَ، فأقام بها سنةً، ثُمَّ حجَّ، عَقَدَ لَهُ الفُقَهَاء مَجْلِسَيْنِ، تولَّى أَحَدَهُمَا الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَالآخر أَبُو مُحَمَّدٍ البَافِي.
وَقَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: كَانَ أَبُو سَعْدٍ إِمَامَ زَمَانِه، مقدَّمًا فِي الفِقْهِ وَأُصُوْلِهِ, وَالعَرَبِيَّةِ وَالكِتَابَةِ, وَالشُرُوْطِ وَالكَلاَمِ، صنَّف فِي أُصُوْلِ الفِقْهِ كِتَاباً كَبِيْراً، وتخرَّج بِهِ جَمَاعَةٌ، مَعَ الوَرَعِ الثَّخِين، وَالمُجَاهَدَة وَالنُّصْحِ لِلإِسْلاَمِ، وَالسَّخَاءِ وَحُسْنِ الخُلُق. وَبَالَغَ السَّهْمِيُّ فِي تَعْظِيْمِهِ.
توفِّي فِي نِصْفِ رَبِيْعٍ الآخِرِ لَيْلَةَ جُمُعَة، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فتوفِّي إِكرَاماً مِنَ اللهِ لَهُ فِي صَلاَةِ المَغْرِبِ, وَهُوَ يَقْرَأُ: "إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعين" فَفَاضَتْ نَفْسُه -رَحِمَهُ اللهُ.
أخوه:

(12/530)


3679- أبو نصر محمد بن أبي بكر 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ، صَدْرُ الكُبَرَاءِ.
ذُو الجَاهِ العَرِيْض، وَالرِئاسَةِ الكَامِلَةِ بِجُرْجَانَ.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي يَعْقُوْبَ البَحِيْرِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمّ، وَدَعْلَج، وَعِدَّة.
رَوَى عَنْهُ: حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مَنْدَة، وَجَمَاعَة.
وَأَمْلَى عِدَّةَ مَجَالِس.
وَكَانَ ذَا فَهْمٍ وَعِلْمٍ وَقبُولٍ عَظِيْمٍ.
وَذَكَرَ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَسَاكِر أَنَّهُ كَانَ أَشْعَرِيّاً.
توفِّي فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ بَيَانٍ البَزَّاز بِطَرَابُلُس، أَنْبَأَنَا مَحْمُوْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو رَشِيْد أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الإِسْمَاعِيْلِيّ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ الخَلِيْل الآمُلِي، حدَّثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عَوْنٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا دَخَلَ أَحَدكُم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس" 2.
__________
1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص409"، والأنساب للسمعاني "1/ 251"، واللباب لابن الأثير "1/ 58".
2 صحيح: أخرجه مالك "1/ 621"، وأحمد "5/ 295، 296، 303، 305، 311"، وعبد الرزاق "1673"، والحميدي "421"، وابن أبي شيبة "1/ 339"، والبخاري "444"، "1163"، ومسلم "714" "69"، وأبو داود "467"، "468"، والترمذي "316"، والنسائي "2/ 53"، وابن ماجه "1013"، والدارمي "1/ 323-324"، وابن خزيمة "1825"، "1826"، "1827"، والبيهقي "3/ 53"، أبو عوانة "1/ 415"، والبغوي "480" من طرق عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، به.

(12/530)


3680- البَحِيريّ 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ، النَّاقِد الثِّقَة، أَبُو عَمْرٍو، مُحَمَّدُ بن الشَّيْخ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَر بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَحِيْرِ بن نُوْح، البَحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ المُزَكِّي. سَمِعَ أَبَاهُ، وَيَحْيَى بن مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ الكَعْبِي، وَمُحَمَّدَ بن المُؤَمَّل بن الحَسَنِ، وَأَبَا بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَطَبَقَتهُم.
حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَابنه أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيّ، وَجَمَاعَة.
وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً سمِعنَاهَا، وَأَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً أُخْرَى عِنْدِي لَمْ تَقَعْ لَنَا.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبٍ الرُّويَانِيّ.
قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ مِنْ حفَّاظ الحَدِيْثِ المُبرِّزِين فِي المذَاكرَة، توفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً.
وسَيَأْتِي أَبُو عثمان ولده مع أقرانه.
__________
1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص502"، والأنساب للسمعاني "2/ 98"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 232"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 985".

(12/531)


3681- البَبَّغَاء 1:
شَاعِرُ وَقْتِهِ، الأَدِيْبُ أَبُو الفَرَجِ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ نَصْرِ بنِ مُحَمَّدٍ، المَخْزُوْمِيُّ النَّصِيْبِيُّ.
لَهُ دِيْوَانٌ وَمدَائِحٌ فِي سَيْفِ الدَّوْلَة.
وَتَنَقَّلَ فِي البِلاَدِ، وَمَدَحَ الكِبَار.
ولُقِّبَ بِالبَبَّغَاءِ لفَصَاحَتِهِ، وَقِيْلَ: بَلْ لِلَثْغَةٍ فِي لِسَانِهِ.
توفِّي فِي شَعْبَانَ سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 11"، والأنساب للسمعاني "2/ 70"، واللباب لابن الأثير "1/ 117"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 241"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 391"، والعبر "3/ 68"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 219"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 152".

(12/532)


3682- صاحب بخارى:
المَلِكُ الملقَّب بِالمُنْتَصِرِ، أَبُو إِبْرَاهِيْمَ، إِسْمَاعِيْلُ ابنُ مُلُوْكِ مَا وَرَاء النَّهْر، وَلَدُ المَلِكِ نُوْحِ بن نَصْرِ بن نُوْح بن إِسْمَاعِيْلَ بن أَحْمَدَ بنِ أَسَد بن سَامَانَ, السَّامَانِيُّ البُخَارِيُّ.
طوَّل المُلْكُ فِي هَذَا البَيْت، وَقَدْ وَلِي جَدُّهُم إِسْمَاعِيْلُ ممَالِكَ خُرَاسَان للمُعْتَضِد.
وَكَانَ قَدْ عُزِلَ مِنَ المُلك مَنْصُوْرُ بنُ نُوْح، وَاعْتُقِلَ بِسَرخس، وملَّكوا أَخَاهُ عَبْدَ المَلِكِ بن نُوْح، فَطَمِعَ فِي البِلاَد أَيلك خَان، وَحَاربَهُم، وَظفر بِعَبْدِ المَلِكِ، وَسَجَنَهُ، وَاسْتَوْلَى عَلَى بُخَارَى، فَمَاتَ فِي السِّجْنِ بَعْدَ قَلِيْلٍ، ثُمَّ قَامَ المُنْتَصِرُ أَخُوْهُمَا، فَسَجَنَهُ أَيْضاً أَيلك خَان وَأَقَارِبَهُ، فَيَهْرُبُ المُنْتَصِرُ فِي هَيْئَةِ امْرَأَةٍ كَانَتْ تَتَرَدَّدُ إِلَى السِّجْنِ، وَاخْتَفَى أَمْرُهُ، فَذَهَبَ إِلَى خُوَارَزْم، فَتَلاَحقَ بِهِ مَنْ بذَّ مِنْ بَقَايَا السَّامَانيَّة، حَتَّى اسْتَقَامَ أَمْرُهُ، وَكثُر جَيْشُهُ، فَأَغَارَ عسكرهُ عَلَى بُخَارَى، وَكبسُوا بَضْعَة عشر أَمِيْراً مِنَ الخَانِيَّة، وأسروهم، وجاءوا بِهِم إِلَى المُنْتَصِر، وَهَرَبَ بقَايَا عَسْكَر أَيلك خَان، وَجَاءَ المُنْتَصِرُ، وَفَرِحَ بِهِ الرَّعِيَّةُ، فجمعَ أَيلك خَان عَسَاكِره، فَعبر المُنْتَصِرُ إِلَى خُرَاسَانَ، ثُمَّ حَارب مُتَوَلِّيَ نَيْسَابُوْر نَصْرَ بنَ سُبُكْتِكِيْن أَخَا السُّلْطَان مَحْمُوْد، وَأَخَذَ مِنْهُ نَيْسَابُوْر، فتنمَّر السلطان، وطوى المفاوز، ووافى نيسابور، ففر مِنْهَا المُنْتَصِر، وَجَالَ فِي أَطرَافِ خُرَاسَان، وَجَبَى الخَرَاج، وَصَادَرَ، وَوزنَ لَهُ شَمْسُ المعَالِي ثَمَانِيْنَ أَلفَ دِيْنَار، وَخَيْلاً وَبِغَالاً مصَانعَةً عَنْ جُرْجَان، ثُمَّ إِنَّهُ عَاود نَيْسَابُوْر، فَهَرَبَ مِنْهَا أَخُو السُّلْطَان، فَدَخَلهَا المُنْتَصِر، وعثَّر أَهلَهَا، ثُمَّ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السُّلْطَان مَحْمُوْد ملحمَةٌ مَشْهُودَة، وَانْهَزَمَ المُنْتَصِرُ إِلَى جُرْجَان، ثُمَّ التقَى هُوَ وَالعَسَاكِر السُّبُكْتكينية عَلَى سَرخس، وقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ، وتمزَّق جمعُ المُنْتَصِر، وَقُتِلَ أَبطَالُهُ، فَسَارَ يَعْتسِفُ المهَالكَ حَتَّى وَقَعَ إِلَى محَالِّ التُّرك الغُزِّيّة، وَكَانَ لَهُم ميلٌ إِلَى آل سَامَان، فحرَّكتهُم الحمِيَّةُ لَهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، وَالتَقَوا أَيلك خَان، وَحَاربُوهُ، ثُمَّ إِنَّ المُنْتَصِر تخيَّل مِنْهُم، وَهَرَبَ، ثُمَّ رَاسل السُّلْطَانَ مَحْمُوداً يذكر سَلفه، فعطفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ تمَاثل حَالُه، وَتمَّت له أمور طويلة.
وكان بطلًا شطاعًا مقدامًا، وافر الهيبة، ثم التقى أيلك فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، فَانهزم أَيلك، ثُمَّ حشد وَجمع وَأَقبلَ، فَالتَقَوا أَيْضاً، فَانْهَزَم المُنْتَصِر بِمُخَامرَة عسكرِهِ، وفَرَّ إِلَى بِسطَام، وضَاقت عَلَيْهِ المسَالكُ، ثُمَّ بَيَّتُوهُ، وقُتِلَ، وَأُسرت إِخوتُه فِي سنة خمس وتسعين وثلاث مئة حَتَّى مَاتَ بَيْنَ الطعْن وَالضَّربِ مِيتَةً تقومُ مقَامَ النَّصْر؛ إِذْ فَاتَه النَّصْرُ، كَمَا قِيْلَ:
وَأَثْبَتَ فِي مُسْتَنْقَعِ المَوْتِ رِجْلَهُ ... وَقَالَ لَهَا: من دون أخمصك الحشر

(12/532)


3683- الكَلَابَاذي 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ الأَوْحَدُ، أَبُو نَصْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ رُسْتُم، البُخَارِيُّ الكَلاَبَاذِيُّ، وَكَلاَباذ: محلَّةٌ مِنْ بُخَارَى.
وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنَ: الهَيْثَم بن كُلَيْب الشَّاشِي، وَعَلِيِّ بن مُحتَاج، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بن مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيّ الجَمَّال، وَعَبْدِ المُؤْمِنِ بن خَلَفٍ النَّسَفِي، وَمُحَمَّدِ بن مَحْمُوْد بن عَنْبَر، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الحَارِثِيّ، وَطَبَقَتهم.
رَوَى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي كِتَاب "المدَبَّج"، والحاكم، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْتَغْفِرِي، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ المُسْتَغْفِرِي: هُوَ أَحْفَظُ مَنْ بِمَا وَرَاء النَّهر اليَوْم فِيمَا أَعْلَم.
وَقَالَ الحَاكِمُ: أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيّ الكَاتِبُ مِنَ الحُفَّاظِ، حسنُ الفَهْمِ وَالمعرفَةِ، عَارِفٌ
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 434"، والأنساب للسمعاني "10/ 506"، واللباب لابن الأثير "3/ 122"، ووفيات الأعيان "4/ 210"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 956"، والعبر "3/ 67"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 151".

(12/533)


"بِصَحِيْحِ البُخَارِيّ"، كتب بِمَا وَرَاء النَّهر وَخُرَاسَان وَبَالعِرَاق، وَوجدتُ شَيْخَنَا أَبَا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ قَدْ رَضِيَ فَهْمَهُ وَمَعْرِفَته، وَهُوَ مُتْقِنٌ ثَبْتٌ، توفِّي فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَلَمْ يُخَلِّف بِمَا وَرَاء النَّهر مثله.
قُلْتُ: لَهُ مصنَّف فِي مَعْرِفَة رِجَال "صَحِيْح البُخَارِيِّ".
وَقَالَ السِّلَفِيُّ: أَخْبَرَنَا بكتَابِ "الإِرْشَاد فِي مَعْرِفَة رِجَال البُخَارِيّ" خَالِدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ التَّاجِر بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ بنِ سيَاوش الكَازرُونِي عَنْ مُؤلِّفه أَبِي نَصْرٍ.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ المالكي، أنبأنا السلفي، أَخْبَرَنَا حَمْدُ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ البُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا الحسين بن محمد القُمِّيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ حَبِيْبٍ البَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: لُبْسُ الصُّوفِ فِي السَّفَرِ سُنَّة, وَفِي الحَضَر بِدْعَةٌ.
أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ إِذْناً عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ أَحْمَدَ الفَقِيْه البُخَارِيّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ مَنْصُوْر قَاضِي خَان، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا عمِّي مَحْمُوْد قَالَ: قَاضِي خَان: هُوَ جَدِّي, حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ مَنْصُوْر الحَافِظُ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِح، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْعَر، حَدَّثَنَا عَطِيَّة، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلَائِكَةُ" الحَدِيْث1.
الحَافِظ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَامَا: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ الكَلاَبَاذِيُّ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَعرِفُ حليَةَ الصَّحَابَةِ وَصِفَتَهُم، كَأَنِّيْ أَنْظُرُ إِلَيْهِم، فلمَّا اشتغلت بالكتابة للسلطان ذهب ذلك عني.
__________
1 باطل: أخرجه العقيلي في "الضعفاء" "1/ 77" حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، به.
قلت: إسناده واهٍٍ بمرة، فيه علتان: إسماعيل بن إسحاق الأنصاري, قال العقيلي: منكر الحديث، وذكر العقيلي هذا الحديث في ترجمته, وقال: وهذا حديث باطل ليس له أصل، وليس هذا الشيخ ممن يقيم الحديث. العلة الثانية: عطية، وهو ابن سعد العوفي الكوفي، ضعيف بالاتفاق.
وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" "1/ 45" من طريق أبي زكريا يحيى بن هاشم، عن مسعر بن كدام، به.
قلت: إسناده تالف بمرة، آفته أبو زكريا يحيى بن هاشم السمسار الغسَّاني الكوفي، كذَّبه ابن معين. وقال النسائي وغيره: متروك. وقال ابن عدي: كان ببغداد يضع الحديث ويسرقه.
وقال صالح جزرة: رأيت يحيى بن هاشم، وكان يكذب في الحديث.

(12/534)


3684- الضَّبِّي 1:
القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ هَارُوْنَ بن محمد، الضبي البغدادي.
حدَّث عَنْ: القَاضِي المَحَامِلِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَة، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الأَدَمِيّ المُقْرِئ، وَمُحَمَّد بن صَالِح بن زِيَادٍ، وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ الجُوْزَجَانِيّ، وَأَمْلَى مَجَالِس عِدَّة.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْر، وَجَمَاعَة.
وكَانَتْ أُصُوْلهُ قَدْ ذَهَبت إلَّا جزئين مِنْ مَسْمُوعَاتِه، قَاله الخَطِيْبُ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الكَرِيْم المَحَامِلِيّ، أَخْبَرَنَا الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ: القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الضَّبِّيُّ غَايَةٌ فِي الفَضْلِ وَالدِّيْنِ، عَالِمٌ بِالأَقضيَة، مَاهرٌ بصنَاعَةِ المَحَاضِر والتَّرَسُّل، موفَّق فِي أَحْوَاله كُلّهَا.
وَقَالَ البَرْقَانِيّ: حُجَّةٌ فِي الحَدِيْثِ، وَأَي شَيْء كَانَ عِنْدَهُ مِنَ السَّمَاع، جُزْءان، وَالبَاقِي إِجَازَة.
مَاتَ الضَّبِّيُّ بِالبَصْرَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ وَلِيَ قَضَاء الْكَرْخِ، ثُمَّ أُضِيفَ إِلَيْهِ قَضَاءُ مدينَة المَنْصُوْر، وَقضَاء الكُوْفَة.
وَفِيْهَا مَاتَ البَدِيْعُ الهَمَذَانِيّ صَاحِبُ التَّرسُّل وَالمَقَامَات؛ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ يَحْيَى الأَدِيْب بَدِيْع الزَّمَان، وَالإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ لاَل الهَمَذَانِيّ، وَالحَافِظ أَبُو نصر الكلاباذي، وشيخ الشافعية أبو محمد عبد الله بن محمد البَافِيّ البُخَارِيّ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ آخر تلاَمِذَة أَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ نَصْرٍ البَبَّغاء الشَّاعِر، وَعُبَيْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ بن علي الصيدلاني، لحق ابن صاعد.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 146"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 240"، والعبر "3/ 68"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 151".

(12/535)


العلوي، وأبو علي محمد بن الحسين، وابن زنبيل:
3685- العَلَويّ 1:
الإِمَامُ السَّيِّدُ، المحدِّث الصَّدُوْقُ، مُسند خُرَاسَان، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ دَاوُدَ بن عَلِيٍّ، العَلَوِيُّ الحسنِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَسيبُ، رَئِيْس السَّادَة.
سَمِعَ مُحَمَّدَ بن إِسْمَاعِيْلَ بن إِسْحَاقَ المَرْوَزِيّ صَاحِبَ عَلِيِّ بن حُجْر، وَأَبَا حَامِدٍ بن الشَّرْقِيّ، وَأَخَاهُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّد بن عمر بن جَمِيْل، وَأَبَا نَصْرٍ مُحَمَّدَ بن حَمْدُويَه الغَازِي، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ دلّويَه الدَّقَّاق، وَمُحَمَّدَ بن الحُسَيْنِ القَطَّان، وَعُبَيْد اللهِ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ بَالُوَيْه، وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَاكِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَهُوَ أَكْبَر شَيْخٍ لَهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ الصفَّار، وَأَبُو عُبَيْدٍ صَخْرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ زَاهِر، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّام، وَعُثْمَان بن محمد المحمي، وَعُمَرُ بنُ شَاهُ المُقْرِئ، وَشَبيبُ بنُ أَحْمَدَ البَسْتِيغِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُكْرَم الصَّيْدَلاَنِيّ، وَمُوْسَى بن عِمْرَانَ الأَنْصَارِيّ، وَأَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بن عبد الملك المُؤَذِّن، وَفَاطِمَةُ بِنْت أَبِي عَلِيٍّ الدَّقَّاق، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ ذُو الهمَّة العَالِيَة، وَالعِبَادَة الظَاهِرَة، وَكَانَ يُسأَلُ أَنْ يُحَدِّثَ فَلاَ يُحَدِّث، ثُمَّ فِي الآخر عقدتُ لَهُ مَجْلِس الإِملاَء، وَانتقيتُ لَهُ أَلفَ حَدِيْث، وَكَانَ يُعدُّ فِي مَجْلِسه أَلفُ محبرَة، فحدَّث وَأَمْلَى ثَلاَث سِنِيْنَ، مَاتَ فَجْأَةً فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة.
أَخُوْهُ السَّيِّدُ:
3686- أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ:
العَلَوِيُّ، هُوَ الأَصغر.
سَمِعَ ابْن بِلاَلٍ، وَأَبَا بَكْرٍ القَطَّان.
رَوَى عَنْهُ الحَاكِم، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ آثَارٌ, وَمَعْرُوْفٌ بِنَيْسَابُوْرَ، عَاشَ نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مِنْ سَمَاعَه الصَّحِيْح، فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
3687- ابْن زَنْبِيل:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، المُسْنِدُ الصَّادِقُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ زَنْبِيل النُّهَاوَنْدِيُّ.
قدم هَمَذَان فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائة، فحدَّث بالتاريخ الصَّغِيْر لِلْبُخَارِيِّ، عَنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ الأَشقر القَاضِي البَغْدَادِيّ، عَنِ المُصَنِّف.
وَقَدِ ارْتَحَلَ فِي الكُهُوْلَة، فسَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَمُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ المُفِيْد، وَطَبَقَتهم.
رَوَى عَنْهُ: حَمْزَةُ بنُ أَحْمَدَ الرُّوذْرَاوَرِي، وَهَنَّاد بن إِبْرَاهِيْمَ النَّسَفِيّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ الجَعْفَرِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوذْرَاوَرِي، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ النُّهَاوَنْدِيّ، وَآخَرُوْنَ.
وثَّقه شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيّ فِي "تَارِيْخ هَمَذَان"، وَلَمْ يذكر له وفاة.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 76"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 162".

(12/536)


3688- ابن النَّجَّار 1:
الإِمَامُ المُقْرِئ، المُعَمَّرُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ بنِ فَرْوَةَ، التَّمِيْمِيُّ النَّحْوِيُّ الكُوْفِيُّ، ابْنُ النَّجَّارِ.
تلاَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بن عَوْنٍ النَّقار بِحرف عَاصِم، عَنْ تلاَوته عَلَى القَاسِم بن أحمد الخياط تلميذ الشموني.
وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الخَثْعَمِي الأُشْنَانِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بن دُرَيْد، وَإِبْرَاهِيْم نِفْطَوَيْه، وَأَبِي رَوْقٍ الهِزَّانِيّ.
وَعَاشَ مائَة عَام.
حَدَّث عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيّ، وَجَمَاعَة.
وَتَلاَ عَلَيْهِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ غُلاَم الهرَّاس، وَطَائِفَة.
قَالَ العَتِيْقِيّ: هُوَ ثِقَةٌ، مَاتَ بِالكُوْفَةِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: كَانَ مَوْلِدُهُ فِي المحرَّم سَنَةَ ثلاث وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 158"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 260"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "8/ 103"، والعبر "3/ 80"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 164".

(12/537)


3689- الهَرَوَانِيّ 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحَنَفِيَّة، القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ حَاتِمٍ، الجُعْفِيّ الكُوْفِيّ الحَنَفِيّ، المَعْرُوف بالهَرَوَاني.
تلاَ لعَاصِم عَلَى أَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّد بن الحَسَنِ بنِ يُوْنُس النَّحْوِيّ.
وَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّد بن القَاسِمِ المُحَارِبِيّ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدِ بن جَعْفَرِ بنِ رِيَاح الأَشْجَعِيّ.
قرأَ عَلَيْهِ أبو علي غُلَام الهراس.
وحدَّث عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ العَلَوِيّ الأَقسَاسِي، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلاَّن، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ المنثَوْر الجُهَنِيّ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العُكْبَري النَّدِيم، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً، حدَّث بِبَغْدَادَ.
قَالَ: وَكَانَ مِنْ عَاصره بِالكُوْفَةِ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ بِالكُوْفَةِ مِنْ زَمَنِ ابْنِ مَسْعُوْد إِلَى وَقته أَحدٌ أَفقه مِنْهُ، حدَّثني عَنْهُ غَيْر وَاحِد.
قُلْتُ: بَلْ كَانَ بِالكُوْفَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْن مَسْعُوْد جَمَاعَةٌ أَفقهُ مِنْهُ؛ كعَلْقَمَة، وَعَبِيْدَة السَّلْمَانِيّ، وَجَمَاعَة، ثُمَّ كَالشَّعْبِيّ وَإِبْرَاهِيْم النَّخَعِيّ، ثُمَّ كحمَّاد وَالحَكَمَ وَمُغيرَة وَعِدَّة، ثُمَّ كَابنِ شُبْرُمَة وَأَبِي حَنِيْفَةَ وَابنِ أَبِي لَيْلَى وحجَّاج بن أَرْطَاةَ، ثُمَّ كَسُفْيَان الثَّوْرِيّ وَمِسْعَرٍ وَالحَسَنِ بن صَالِحٍ وَشَريك، ثُمَّ كوَكِيْعٍ وَحَفْصِ بن غِيَاث, وَابْن إِدْرِيْسَ, وَخَلْق.
قَالَ الخَطِيْبُ: وَقَالَ لِي العَتِيْقِيّ: مَا رَأَيْتُ بِالكُوْفَةِ مِثْلَ القَاضِي الهَرَوَانِيّ.
وَقَالَ أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ، بَقِيَ عَلَى قَضَاءِ الكُوْفَةِ سِنِيْنَ، مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة.
قلت: عاش سبعًا وتسعين سنة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 472"، واللباب لابن الأثير "3/ 386"، والعبر "3/ 81"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 165".

(12/538)


3690- ابن فارس 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، اللُّغَوِيُّ المُحَدِّثُ، أَبُو الحُسَيْنِ، أَحْمَدُ بنُ فَارسِ بنِ زَكَرِيَّا بن مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ القَزْوِيْنِيُّ، المَعْرُوفُ بِالرَّازِيِّ، المَالِكِيُّ، اللُّغَوِيُّ، نَزِيْلُ هَمَذَان، وَصَاحِب كِتَاب "المُجْمَل".
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَلَمَةَ القَطَّانُ، وسليمان بن يَزِيْدَ الفَامِي، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ مِهْرَويه القَزْوينيين، وَسَعِيْدِ بن مُحَمَّدٍ القَطَّان، وَمُحَمَّدِ بن هَارُوْنَ الثَّقَفِيّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدَانَ الجَلاَّبُ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْد الهَمَذَانيين، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ السنِّي الدينوري، وأبي القاسم الطبراني، وطائفة.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 103"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 80"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 49"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 212"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 132".

(12/538)


حدَّث عَنْهُ: أَبُو سَهْلٍ بنُ زيرك، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ الخَيَّاط المُقْرِئ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ المُحْتَسِب، وَآخَرُوْنَ.
مَوْلِدُهُ بقَزْوِين, وَمَرْبَاهُ بهَمَذَان، وَأَكْثَر الإِقَامَةَ بِالرَّيِّ.
وَكَانَ رَأْساً فِي الأَدب، بَصِيْراً بفقهِ مَالِك، مُنَاظراً مُتَكَلِماً عَلَى طريقَةِ أَهْلِ الحَقّ، وَمَذْهَبُهُ فِي النَّحْوِ عَلَى طريقَةِ الكُوْفِيِّين، جمع إِتْقَانَ العِلْم إِلَى ظَرْفِ أَهْل الكِتَابَةِ وَالشّعر.
وَلَهُ مُصَنَّفَات وَرسَائِلُ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّة.
وَكَانَ يَتَعَصَّبُ لآل العَمِيْدِ، فَكَانَ الصَّاحِبُ بنُ عَبَّاد يَكْرَهُهُ لذلك، وَقَدْ صنَّف باسمه كِتَاب "الحِجْر"، فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ قَلِيْلَةٍ.
وَكَانَ يَقُوْلُ: مَنْ قَصُرَ عِلْمُهُ فِي اللُّغَةِ وغُولِطَ غَلِطَ.
قَالَ سَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيّ: كَانَ أَبُو الحُسَيْنِ مِنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، مُحْتَجّاً بِهِ فِي جَمِيْعِ الجِهَات غَيْرَ مُنَازع، رَحَلَ إِلَى الأَوْحدِ فِي العُلُوم أَبِي الحسَن القَطَّان، وَرَحَلَ إِلَى زَنْجَان، إِلَى صَاحِبِ ثَعْلَب أَحْمَدَ بن الحَسَنِ الخَطِيْب، وَرَحَلَ إِلَى مَيَانَج إِلَى أَحْمَدَ بن طَاهِر بن النَّجم، وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ. قَالَ سَعْدٌ: وَحُمِلَ أَبُو الحُسَيْنِ إِلَى الرَّيِّ؛ لِيَقْرَأ عَلَيْهِ مجد الدولة ابن فَخر الدَّوْلَة، وَحصَّل بِهَا مَالاً مِنْهُ، وَبرع عَلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو الحُسَيْنِ مِنَ الأَجَوَاد, حَتَّى إِنَّهُ يَهَبُ ثِيَابَهُ وَفَرْشَ بَيْتِهِ، وَكَانَ مِنْ رءوس أَهْلِ السُّنَّة المجرَّدين عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ الحَدِيْثِ.
قَالَ: وَمَاتَ بِالرَّيِّ فِي صَفَرٍ سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَفِيْهَا ورَّخه أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيّ، أَخْبَرَنَا هَادِي بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ القاسم، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ فَارس اللُّغَوِيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَبِي خَالِد بقَزْوين، حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَان، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ للهِ مَلاَئِكَةً فِي الأرض سياحين يبلِّغوني عن أمتي السلام" 1.
__________
1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "3116"، وابن أبي شيبة "2/ 517"، وأحمد "1/ 387، 441، 452" والنسائي "3/ 43"، وفي "عمل اليوم والليلة" "66"، والدارمي "2/ 317"، والبزار "1/ 395"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "2/ 205"، والطبراني في "الكبير" "10528"، "10529"، "10530"، وإسماعيل القاضي "21"، والبغوي في "شرح السنة" "687" من طريق سفيان الثوري، به.

(12/539)


وَمن نظمِ ابْن فَارس.
سَقَى هَمَذَانَ الغَيْثُ لَسْتُ بقائلٍ ... سِوَى ذَا وَفِي الأَحْشَاءِ نارٌ تضرّم
وما لي لا أُصغي الدُّعَاءَ لبلدةٍ ... أَفَدْتُ بِهَا نِسْيَانَ مَا كُنْتُ أَعْلَمُ
نَسِيْتُ الَّذِي أَحْسَنْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِي ... مدينٌ وَمَا فِي جَوْفِ بَيْتِي دِرْهَمُ
وَلَهُ:
إِذَا كُنْتَ تُؤذَى بِحَرِّ المَصِيف ... وَيُبْسِ الخَرِيفِ وَبَرْدِ الشِّتَا
وَيُلْهِيْكَ حُسْنُ زَمَانِ الرَّبِيْع ... فَأَخْذُكَ لِلْعِلْمِ قل لي متى?

(12/540)


3691- الأكواخي 1:
المحدِّث الحُجَّةُ، أَبُو أَحْمَدَ، عَبْدُ اللهِ بنُ بكر بن محمد، الطَّبَرَانِيُّ الزَّاهِدُ، نَزِيْلُ أَكواج بَانيَاس.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَأَحْمَدَ بن زَكَرِيَّا المَقْدِسِيّ، وَعُثْمَان بن مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسِيّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
رَوَى عَنْهُ: تَمَّامٌ الرَّازِيّ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّبَعِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ روَّاد العَكَّاوِيّ، وأبو علي الأهوازي، ومحمد بن علي الصوري.
وَقَالَ الصُّوْرِيّ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً مُكْثِراً، حَكَى عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيّ.
وَقَالَ الكتَّانِي: ثِقَةٌ يتشيِّع، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: وَلَهُ رحلَةٌ إِلَى بَغْدَادَ، وَلَقِيَ أَبَا سَهْل بن زياد وأمثاله.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 423".

(12/540)


القصار، والقصار، وابن يونس:
3692- القَصَّار 1:
شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، القَاضِي أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ، البَغْدَادِيُّ, ابْنُ القَصَّارِ.
حَدَّثَ عن علي بن الفض السُّتُوري, وَغَيْره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَر الحَافِظ، وأبو الحسين بن المهتدي بالله.
ووثَّقه الخطيب.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ تَلاَمِذَةِ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ الأَبْهَرِيّ، يُذكر مَعَ أَبِي القَاسِمِ الجَلاَّب.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيّ: لَهُ كِتَابٌ فِي مَسَائِل الخلاَف كَبِيْرٌ، لاَ أَعرف لَهُم كِتَاباً فِي الخِلاَفِ أَحسنَ مِنْهُ.
قَالَ القَاضِي عِيَاض: كَانَ أُصُوْلِياً نظَّارًا، وَلِي قَضَاءَ بَغْدَاد.
وَقَالَ أَبُو ذَر: هُوَ أَفْقَهُ مَنْ لقِيت مِنَ المَالِكيين، وَكَانَ ثِقَةً قَلِيْل الحَدِيْث.
قَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِس: مَاتَ فِي ثَامن ذِي القَعْدَةِ، سَنَة سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَيُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ ثمان، والأول أصحّ.
3693- القَصَّار 2:
الفَقِيْهُ الإِمَامُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ القَصَّار، مِنْ كِبَارِ الشَّافِعِيَّة.
حدَّث عَنْ أَبِي عَلِيِّ بنِ عَاصِم، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ فَارِسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بن خَالِدٍ الزَّاذَانِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ عَبَّاد، وَالقَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّال.
وَكَانَ ثَبْتاً، كَبِيْرَ القَدْر.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وَأَخُوْهُ عَبْدُ الوَهَّابِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السِّمسَار، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الصَّفَّار، وَجَمَاعَة.
توفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وثلاث مائة.
3694- ابن يونس 3:
المنجِّم الكَبِيْرُ، مُصَنِّف الزِّيْج الحَاكِمِيّ، أَبُو الحَسَنِ علي ابن محدِّث مِصْر أَبِي سَعِيْدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الفقيه أحمد ابن شَيْخ الإِسْلاَمِ يُوْنُس بن عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِيّ المِصْرِيّ. وَأَهْلُ التَّنْجِيْم يَخْضَعُوْنَ لِفَضِيلَة هَذَا التَأْلِيْف.
وله نظم رائق.
ليس مرَّةً ثِيَابَ النِّسَاء، وضَرَبَ بِالعُودِ، وبخَّر، وَرَقَبَ الزُّهرَة، وَكَانَ يلبس تَحْتَ العمَامَة طُرْطُوراً كَالبدو، وَلَهُ إِصَابَاتٌ عَجِيْبَةٌ تُضِلُّ الجَهَلَة.
وَقَدْ عدَّلَهُ القَاضِي مُحَمَّدُ بنُ النُّعْمَانِ وقَبِلَه، فَلاَ حول وَلاَ قوَة إلَّا بِاللهِ.
وَلَهُ سَمَاعَاتٌ عَالِيَة.
مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 41"، والعبر "3/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 149".
2 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 169".
3 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 488"، وميزان الاعتدال "3/ 123"، ولسان الميزان "4/ 232"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 156".

(12/541)


الجيزي، وابن أبي عمران:
3695- الجِيزي:
القَاضِي الإِمَامُ المُقْرِئ الأَوْحَدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد بنِ عُمَرَ بن مَحفُوظٍ المِصْرِيُّ الجِيْزِيُّ.
تلاَ عَلَى أَبِي الفَتْح بن بُدهن.
وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ بُهْزَاد السِّيْرَافِيّ، وَأَحْمَدَ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَامع، وَأَحْمَدَ بنِ مَسْعُوْد الزُّبَيْرِيّ، وَالعَلاَّمَة أَبِي جَعْفَرٍ بنِ النَّحَّاسِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: فَارسُ بنُ أَحْمَدَ الضَّرِيْر، وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَجَمَاعَة.
قَالَ الدَّانِي: كتبنَا عَنْهُ شَيْئاً كَثِيْراً مِنَ القِرَاءات وَالحَدِيْثِ، وتوفِّي سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقِيْلَ: توفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ.
وَأَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيّ صَاحِبُ يُوْنُس بن عَبْدِ الأَعْلَى.
رَوَى عنه المصريون.
3696- ابن أبي عمران 1:
الإِمَامُ القُدْوَةُ الرَّبَّانِيّ، الحَافِظُ الرحَّال، أَبُو الفَضْلِ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ، الهَرَوِيُّ الصَّرَّامُ، المُجَاورُ، شَيْخُ الحرمِ.
حدَّث عَنْ خَيْثَمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المَحْبُوْبِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ بُنْدَار، وَدَعْلَجٍ السِّجْزِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيِّ، وَعِدَّةٍِ.
وَكَانَ مِنْ أَوعيَةِ الحَدِيْثِ، رَوَى الكَثِيْرَ بِمَكَّةَ.
وحدَّث عَنْهُ: أَبُو يَعْقُوْبَ القَرَّاب، وَأَبُو نُعَيْم الأَصْبَهَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحِنَّائِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وأبو الفضل بن بندار الرازي، وآخرون.
وَقَدْ صَحِبَ مُحَمَّدَ بن دَاوُدَ الدُّقِّي وَالكِبَارَ، وَأَخَذَ عَنْهُ خلقٌ مِنَ المغَاربَة والرحَّالة، وَوَصَفَهُ الأَهْوَازِيُّ بِالحِفْظِ.
توفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 165"، والعبر "3/ 69"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 153".

(12/542)


3697- أبو علي البغدادي 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ، مُسندُ أَصْبَهَان، أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ البَغْدَادِيِّ، الشِّطْرنْجِيُّ، التَّاجِرُ، نَزِيْلُ أَصْبَهَانَ.
حدَّث جَدُّهُم سُلَيْمَانُ عَنْ هِشَامِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيِّ، وحدَّث أَبُوهُمَا الأَقربُ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ عنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ.
رَوَى أَبُو عَلِيٍّ عَنْ: أَبِيهِ، وَالفَضْلِ بن الخَصِيْبِ، وَأَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بنِ إِسْحَاقَ الخَطْمِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ ابْنِ أَخِي أَبِي زُرْعَةَ، وَالحَسَنِ بن عَلِيِّ بنِ أَبِي الحِنَّاءِ المِردَاسِيِّ الهَمَذَانِيِّ، وَأَبِي أَسِيدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَسِيدٍ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ اللُّنْبَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نَبِيلٍ الهَمَذَانِيِّ، وَأَبِي الأَسْوَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الفَيْضِ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الهَمَذَانِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ السُّحَيمِيِّ، وعِدَّة.
حدَّث عَنْهُ: مَحْمُوْدُ بنُ جَعْفَرٍ الكَوْسَجُ، وَابْنُ مَنْدَةَ أَبُو القَاسِمِ، وَعِدَّةٌ.
وهُمْ بَيْتُ حَدِيْثٍ وَإِسْنَادٍ.
توفِّي فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَعَاشَ أَرْبَعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً -رحمه الله.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ -عُرِفَ بِسَلَّةَ, وَالحَسَنُ بنُ عُمَرَ بنِ يُوْنُسَ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ شَكْرُوَيْه.
__________
1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 274"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1029".

(12/543)


3698- خلف بن القاسم 1:
ابن سهل الحافظ الإمام المتقن أبو القاسم بن الدَّبَّاغِ الأَزْدِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ أَبَا المَيْمُوْنِ بنَ رَاشِدٍ، وَعَلِيَّ بنَ أَبِي العَقَبِ، وَجَمَاعَةً، وَبِمِصْرَ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي المَوْتِ، وَحَمْزَةَ الحَافِظ، وَابنَ النَّاصِح، وَسَلَمَ بنَ الفَضْلِ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ الوردِ, وَعِدَّةً، وَبِمَكَّةَ بُكَيْراً الحَدَّادَ والآجُرِيّ، وَأَبَا الحَسَنِ الخُزَاعِيّ، وَبقُرطبَة مُحَمَّدَ بنَ مُعَاوِيَةَ المَرْوَانِي، وَأَحْمَدَ بنَ الشَّامة. وَكَانَ مِنْ بُحور الرِّوَايَة.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَضِيِّ، وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِي، وَابْن عَبْدِ البَرِّ، وَغَيْرهُم.
قَالَ الحُمَيْدِيُّ: جَمع ابْنُ الدبَّاغ "مُسنَدَ أَحَادِيْثِ مَالِكٍ"، وَ"مُسنَدَ أَحَادِيْثَ شُعبَةَ"، وَ"الكُنَى الَّتِي للصَّحَابَة"، وَ"أَقضيَة شُرَيْح"، وَكِتَاب "الخَائِفين"، وَ"زُهْدَ بِشْرٍ الحَافِي"، أَكْثَر عَنْهُ شَيْخُنَا أَبُو عُمَرَ، وَكَانَ لاَ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ مِنْ شُيُوخِهِ أَحداً، وَبَالَغَ فِي وصفه، وقال: كتب بالمشرق عن نَحْو ثَلاَثِ مائَة شَيْخٍ، وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِرجَالِ الحَدِيْثِ وَأَكتَبِهِم لَهُ، وَهُوَ محدِّث الأَنْدَلُس فِي وَقتِهِ. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: وَقَدْ كَتَبَ عَنْهُ أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مَسرورٍ.
قُلْتُ: وَقرأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى جَمَاعَةٍ؛ مِنْهُم: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ تِلْمِيْذُ ابْنِ مُجَاهِدٍ.
توفِّي فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ عَطَاءِ اللهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ السِّبطُ، أَنْبَأَنَا خَلَفٌ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الحَافِظِ، أَخْبَرَنَا خَلَفُ بنُ القَاسِمِ، حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا جَرَّاحُ بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عَمْرٍو، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسرٍ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الدُّعَاءُ كُلُّهُ مَحْجُوبٌ حَتَّى يَكُونَ أَوَّلُهُ ثَنَاءً عَلَى اللهِ، وَصَلاَةً عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَدعُوهُ، فيستجاب الدعاء به". إسناده مظلم.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 955"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 211"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 144".

(12/544)


منصور بن عبد الله، وابن تركان:
3699- منصور بن عبد الله 1:
ابن خالد بن أحمد بن خَالِدِ بنِ حَمَّاد، الحَافِظُ، العَالِمُ الرَّحَّال، أَبُو عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ الخَالديُّ الهَرَوِيُّ.
حدَّث عَنْ: أَبِي سعيد بن الأعرابي، وأبي نصر محمد بن حَمْدُوَيْه المَرْوَزِيِّ، وَعَبْد اللهِ بن أَحْوَصَ الدَّبُوْسِيِّ لَقِيَه بِسَمَرْقَنْدَ، وَالحَسَنِ بن مُحَمَّد بنِ عُثْمَانَ الفَسَوِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيِّ، وَأَبِي حَامِدٍ بنِ بِلاَلٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ شَوْذَبٍ، وَعَبْدِ اللهِ بن يَعْقُوْبَ الكَرْمَانِيِّ، وَإِسْمَاعِيْل الصفَّار، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَعَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ النَّسَفِيِّ، وَابْن السَّمَّاكِ، وَطَبَقَتهِم.
وَكَتَبَ الكَثِيْر وَتَعِبَ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يَعْلَى بنُ الصَّابُوْنِيّ، وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدُونِي الحَافِظ، وَأَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ الرحمن بن محمد المؤدِّب، وَنَجِيْبُ بنُ مَيْمُوْنٍ الوَاسِطِيّ ثُمَّ الهَرَوِيّ، وَعَدَدٌ كَثِيْر، إلَّا أَنَّهُ غَيْرُ ثِقَة.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيّ: كذَّاب لاَ يُعْتَمَد عَلَيْهِ.
وَذكره جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْتَغْفِرِيُّ فَقَالَ: رَوَى عَنْ مَنْصُوْرِ بن مُحَمَّدٍ البَزْدَوِي -يَعْنِي: صَاحِبَ البُخَارِيِّ, ثُمَّ قَالَ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: توفِّي سَنَةَ إِحْدَى وأربع مائة.
3700- ابن تُرْكَان:
المحدِّث الصَّالِحُ الصَّدُوْقُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ تُرْكَان، التَّمِيْمِيُّ الهَمَذَانِيُّ, الخَفَّاف.
رَوَى عَنْ: أَوسٍ الخَطِيْبِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الجَلاَّبِ، وَأَبِي سَهْلٍ بن زِيَادٍ القَطَّان، وَدَعْلَجٍ السِّجْزِيّ، وَطَبَقَتِهِم.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، وَأَبُو الفَرَجِ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الجَرِيْرِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عبَّاد، وَيُوْسُفُ الخَطِيْب، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ شِيْرَوَيْه: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ، وُلِدَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَمَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وأربع مائة، وقبره يزار، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 84"، واللباب لابن الأثير "1/ 413"، وميزان الاعتدال "4/ 185"، ولسان الميزان "6/ 96"، والعبر "3/ 76"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 162".

(12/545)


3701- ملك سِجِسْتَان 1:
المَلِكُ المحدِّث، صَاحِبُ سِجِسْتَان، خَلَفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ اللَّيْث، السِّجِسْتَانِيُّ الفَقِيْهُ، مِنْ جِلَّةِ المُلُوك، لَهُ إِفضَالٌ كَثِيْرٌ عَلَى أَهْلِ العِلْمِ.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بن عَلِيٍّ المَالِيْنِيّ صَاحِبِ عُثْمَان بن سَعِيْدٍ الدَّارِمِيِّ، وَمن عَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الفَاكهِي المَكِّيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ الصَّوَّاف، وَعَلِيِّ بن بُنْدَار الصُّوْفِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَأَبُو يَعْلَى بن الصابوني، وطائفة.
وانتخب عليه الدارقطني.
وَامتدت دَوْلَتُه، ثُمَّ حَاصره السُّلْطَان مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِيْن، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، وآذَاهُ، وضَيِّقَ عَلَيْهِ، فَنَزَلَ بِالأَمَان إِلَيْهِ، فَبعثَه مُكرماً فِي هَيْئَة جَيِّدَة إِلَى الجُوزجَانِ، ثُمَّ بَعْد أَرْبَع سِنِيْنَ وُصف للسُلْطَان أَنَّهُ يُكَاتِب سُلْطَانَ مَا وَرَاء النَّهر أَيلكَ خَانَ، فضَيِّق عَلَيْهِ.
وَكَانَ فِي أَيَّامه مَلِكاً جَوَاداً مَغْشِيَّ الجنَاب، مُفْضِلًا مُحسِناً مُمَدَّحاً، جَمعَ عِدَّةً مِنَ الأَئِمَّة عَلَى تَأْلِيْف تَفْسِيْرٍ عَظِيْمٍ حاوٍ لأَقوَالِ المُفَسِّرين وَالقُرَّاء وَالنُّحَاة وَالمُحَدِّثِيْنَ. فَقَالَ أَبُو النَّضْر فِي كِتَاب "اليَمِينِيِّ": بَلَغَنِي أَنَّهُ أَنفقَ عَلَيْهِم فِي أَسبوعٍ عِشْرِيْنَ أَلْف دِيْنَار. قَالَ: وَالنُّسْخَةُ بِهِ بِنَيْسَابُوْرَ تَسْتغرِقُ عُمُر النَّاسخِ. أَخْبَرَنِي أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ قَالَ: عَملتُ فِي المَلِك خَلَف ثَلاَثَةَ أَبيَاتٍ، لَمْ أُبلغْهَا إِيَّاهُ لكنَّها اشْتَهَرَتْ، فَلَمْ أَشعر إلَّا بِثَلاَث مائَة دِيْنَارٍ بعثَهَا إِليَّ، وَهِيَ هَذِهِ:
خَلَفُ بنُ أحمدَ أحمدُ الأَخْلاَفِ ... أَرْبَى بِسُؤْدُدِهِ عَلَى الأَسْلاَفِ
خَلَفُ بنُ أَحْمَدَ فِي الحَقِيْقَةِ واحدٌ ... لَكِنَّهُ مربٍ عَلَى الآلاَفِ
أَضْحَى لآلِ اللَّيْثِ أَعْلاَمِ الوَرَى ... مِثْلَ النَّبِيِّ لآلِ عَبْدِ مَنَافِ
وَقَدِ امتَدَحَه البَدِيْعُ الهَمَذَانِيُّ وَغَيْرهُ، وَفِيْهِ يَقُوْلُ الثَّعَالِبِيُّ:
مَنْ ذَا الَّذِي لاَ يُذِلُّ الدَّهْرُ صَعْبَتَهُ ... وَلاَ تُلِينُ لَهُ الأَيَّامُ صَعْدَتَهُ
أَمَا تَرَى خَلَفاً شَيْخَ المُلُوكِ غَدَا ... مملوك من فتح العذراء بلدته
توفِّي فِي السجْن فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَورثه ابْنُهُ أَبُو حَفْصٍ.
__________
1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 105"، والعبر "3/ 70"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 156".

(12/546)


قَالَ الحَاكِمُ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِبُخَارَى انْتِخَابَ الدَّارَقُطْنِيِّ لَهُ، وَمَاتَ شهيداً فِي الحَبْسِ بِبلاَدِ الهِنْد, ثُمَّ سَاق الحَاكِمُ فِي تَرْجَمَتِهِ تِسْعَةَ أَحَادِيْث.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بِقِرَاءتِي، عَنْ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَاعِظُ سنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا الأَمِيْرُ أَبُو أَحْمَدَ خَلَفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَف، حدَّثنا خَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا خلف بن محمد كُردوسٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ مُوْسَى بن خَلَفٍ العَمِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي وَلفُلاَن. قَالَ: مَنْ فُلاَن? قَالَ: جَارٌ لِي أَمَرَنِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهُ. قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكَ وَلصَاحِبِكَ, إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمِعَ رَجُلاً يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي وَلفُلاَن. قَالَ: مَنْ فُلاَن? قَالَ: جَارٌ لِي أَمَرَنِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهُ. قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكَ وله.
هذا مسلسل بخمسة خلفين.

(12/547)


3702- أبو حَيِّان التَّوْحِيدِي 1:
الضَّال الموحد، أَبُو حَيَّانَ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ، البَغْدَادِيُّ الصُّوْفِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الأَدبيَة وَالفلسفيَة، وَيُقَالُ: كَانَ مِنْ أَعيَان الشَّافِعِيَّة.
قَالَ ابْنُ بَابِي فِي كِتَاب "الخَريدَةِ وَالفَريدَةِ": كَانَ أَبُو حَيَّانَ هَذَا كذَّابًا, قَلِيْلَ الدِّين وَالوَرَعِ عَنِ القَذْفِ وَالمُجَاهرَة بِالبُهْتَان، تعرَّض لأُمُورٍ جِسَامٍ مِنَ القَدْحِ فِي الشَّريعَةِ, وَالقَوْلِ بِالتَّعطيل، وَلَقَدْ وَقَفَ سيدُنَا الوَزِيْرُ الصَّاحبُ كَافِي الكفَاة عَلَى بَعْضِ مَا كَانَ يُدغِلُه وَيُخفيه مِنْ سوء الاعْتِقَادِ، فَطَلَبَهُ لِيَقتُلَهُ، فَهَرَبَ، وَالتَجَأَ إِلَى أَعدَائِه، وَنَفَقَ عَلَيْهِم تزخرفُهُ وَإِفكُه، ثُمَّ عَثَرُوا مِنْهُ عَلَى قَبِيح دِخْلَتِهِ وَسُوءِ عقيدَتِهِ، وَمَا يُبطِنُه مِنَ الإِلْحَاد، وَيرومُهُ فِي الإِسْلاَمِ مِنَ الفسَاد، وَمَا يُلصِقُه بِأَعلاَمِ الصَّحَابَة مِنَ القبَائِح، وَيُضِيفُه إِلَى السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنَ الفضَائِح، فَطَلَبَهُ الوَزِيْرُ المُهَلَّبِيّ، فَاسْتَتَر مِنْهُ، وَمَاتَ فِي الاسْتتَارِ، وَأَرَاح اللهُ، وَلَمْ يُؤْثَر عَنْهُ إلَّا مثلبَةٌ أَوْ مُخزيَة.
وَقَالَ أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ: زَنَادقَةُ الإِسْلاَمِ ثَلاَثَةٌ: ابْنُ الرَّاوَنْدِي، وَأَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيْدِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ المَعَرِيُّ، وَأَشدُّهُم عَلَى الإِسْلاَم أَبُو حَيَّانَ، لأَنَّهُمَا صرَّحا، وَهُوَ مَجْمَجَ ولم يصرِّح.
__________
1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "15/ 5"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 112"، وميزان الاعتدال "4/ 518"، ولسان الميزان "7/ 38".

(12/547)


قُلْتُ: وَكَانَ مِنْ تَلاَمِذَة عَلِيِّ بن عِيْسَى الرمَّاني، وَرَأَيْتُهُ يُبالغ فِي تَعَظِيْم الرُّمَّانِي فِي كِتَابِهِ الَّذِي أَلّفه فِي تَقْرِيظ الجَاحظ، فَانْظُرْ إِلَى المَادحِ وَالممدوحِ! وَأَجودُ الثَّلاَثَةِ الرُّمَّانِيُّ مَعَ اعتِزَالِهِ وَتَشيُّعِهِ.
وأَبُو حَيَّانَ لَهُ مصنَّف كَبِيْر فِي تَصوُّفِ الحُكَمَاءِ، وزهَّاد الفَلاَسِفَة، وَكِتَابٌ سَمَّاهُ "البصائر والذخائر"، وكتاب "الصديق وَالصَّدَاقَة" مُجَلَّد، وَكِتَاب "المقَابسَات"، وَكِتَاب "مَثَالب الوَزِيْرين" يَعْنِي ابْن العَمِيْد وَابْن عَبَّاد, وَغيرُ ذَلِكَ.
وَهُوَ الَّذِي نسب نَفْسَه إِلَى التَّوحيد، كَمَا سمَّى ابْنُ تُومرت أَتْبَاعَه بِالمُوحِّدينَ، وَكَمَا يُسَمِّي صُوفيَّةُ الفَلاَسِفَة نُفُوسَهُم بِأَهْل الوحدَة وَبَالاتحَادِيَّة.
أنبَانِي أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوْسِيّ، عَنِ ابْنِ طَاهِرٍ: سَمِعْتُ أَبَا الفَتْحِ عَبْدَ الوَهَّابِ الشِّيْرَازِيَّ بِالرَّيِّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا حَيَّان التَّوْحِيْدِيّ يَقُوْلُ: أُنَاسٌ مَضَوْا تَحْتَ التَّوَهُم، وَظَنُّوا أَنَّ الحَقَّ مَعَهُم، وَكَانَ الحَقُّ وراءهم.
قُلْتُ: أَنْتَ حَامِلُ لِوَائِهِم.
قَالَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّيْنِ فِي "تَهْذِيبِ الأَسْمَاءِ": أَبُو حَيَّانَ مِنْ أَصْحَابِنَا المصنِّفين، فَمِنْ غَرَائِبِهِ أَنَّهُ قَالَ فِي بَعْضِ رَسَائِلِهِ: لاَ رِبَا فِي الزَّعْفَرَانِ. وَوَافَقهُ عَلَيْهِ أَبُو حَامِدٍ المَرُّوْذِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: له المصنفات الحسنة كـ"البصائر" وَغَيْرِهَا. قَالَ: وَكَانَ فَقيْراً صَابِراً مُتَدَيِّناً، صَحِيْحَ العَقِيْدَةِ. سَمِعَ جَعْفَراً الخُلْدِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيَّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيَّ، وَالقَاضِي أَحْمَدَ بنَ بِشْرٍ العَامِرِيَّ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ الفَامِي، وَمُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ جِيْكَانَ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّاوُوْدِيُّ، وَنَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فَارِسٍ الشِّيْرَازِيُّوْنَ، وَقَدْ لَقِيَ الصَّاحِبَ بنَ عَبَّادٍ وَأَمثَالَهُ.
قُلْتُ: قَدْ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَمَّجَة الأَصْبَهَانِيُّ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِ مائَةٍ، وَهُوَ آخِرُ العَهْدِ بِهِ.
وَقَالَ السِّلَفِي: كَانَ نَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ يَنْفَرِدُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ بِنُكَتٍ عَجِيْبَةٍ.
وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ الحَافِظُ فِيْمَا يَأْثُرُوْهُ عَنْهُ جَعْفَر الحَكَّاك: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ المَالِيْنِيَّ يَقُوْلُ: قَرَأْتُ الرِّسَالَةَ -يَعْنِي: المَنْسُوْبَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- على أبي حيان، فقال: هذه الرسالة عملتها ردًّا على الرافضة، وَسَبَبُهُ أَنَّهُم كَانُوا يَحْضُرُوْنَ مَجْلِسَ بَعْضِ الوُزَرَاءِ، وَكَانُوا يُغْلُوْنَ فِي حَالِ عليِّ، فَعَمِلْتُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ.
قُلْتُ: قَدْ بَاءَ بِالاخْتِلاَفِ عَلَى عَلِيٍّ الصَّفْوَةُ، وَقَدْ رَأَيْتُهَا وَسَائِرُهَا كَذِبٌ بَيِّنٌ.

(12/548)


3703- هشام المؤيَّد بالله:
ابن المُسْتَنْصِرِ صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ، بَايَعُوْهُ صَبِيّاً، فَقَامَ بِتَشْيِيْدِ الدَّوْلَةِ الحَاجِبُ المَنْصُوْرُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَامِرٍ، فَكَانَ مِنْ رِجَالِ الدَّهْرِ رَأْياً وَحَزْماً، وَدَهَاءً وَشَجَاعَةً وَإِقدَاماً -أَعْنِي الحَاجِبَ, فَعَمَدَ أَوَّلَ تَغَلُّبِهِ إلى خزائن كتب الحكم، فأبرز ما فيها بِمِحْضَرٍ مِنَ العُلَمَاءِ، وَأَمَرَ بِإِفْرَازِ مَا فِيْهَا مِنْ تَصَانِيْفِ الأَوَائِلِ وَالفَلاسِفَةِ، حَاشَا كُتُبِ الطِّبِّ وَالحِسَابِ، وَأَمَرَ بِإِحْرَاقِهَا، فَأُحْرِقَتْ، وَطَمَرَ بَعْضَهَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ تَحَبُّباً إِلَى العَوَامِّ، وَتَقْبِيْحاً لِمَذْهَبِ الحَكَمِ.
وَلَمْ يَزَلِ المؤيَّد بِاللهِ هِشَامٌ غَائِباً عَنِ النَّاسِ لاَ يَظْهَرُ وَلاَ يُنَفِّذُ أَمْراً.
وَكَانَ ابْنُ أَبِي عَامِرٍ مِمَّنْ طَلَبَ العِلْمَ وَالأَدَبَ، وَرَأَسَ وترقَّى، وَسَاعَدَتْهُ المَقَادِيْرُ، وَاسْتَمَالَ الأُمَرَاءَ وَالجَيْشَ بالأموال، ودانت لهيبته الرجال، وتلقَّب بِالمَنْصُوْرِ، وَاتَّخَذَ الوُزَرَاءَ لِنَفْسِهِ، وَبَقِيَ المؤيَّد مَعَهُ صُوْرَةً بِلاَ مَعْنَى؛ لأَنَّ المؤيَّد كَانَ أَخْرَقَ، ضَعِيْفَ الرَّأْي، وَكَانَ لِلْمَنْصُوْرِ نِكَايَةٌ عَظِيْمَةٌ فِي الفِرَنْجِ، وَلَهُ مَجْلِسٌ فِي الأُسْبُوْعِ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ فِيْهِ الفُضَلاَءُ لِلْمُنَاظَرَةِ، فَيُكْرِمُهُم وَيَحْتَرِمُهُم وَيَصِلُهُمْ، ويجيز الشعراء، افتتح عِدَّةَ أَمَاكِنَ، وَمَلأَ الأَنْدَلُسَ سَبْياً وَغَنَائِمَ، حَتَّى بِيْعَتْ بِنْتُ عَظِيْمٍ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّوْمِ ذَاتُ حُسْنٍ وَجَمَالٍ بِعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً، وَكَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ قِتَالِ العَدُوِّ نَفَضَ مَا عَلَيْهِ مِنْ غُبَارِ المَصَافِّ، ثُمَّ يَجْمَعُهُ وَيَحْتَفِظُ بِهِ، فلمَّا احْتُضِرَ أَمَرَ بِمَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ بأن يذر على كفته، وَغزَا نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ غَزْوَةً، وتوفِّي مَبطوناً شَهِيْداً وَهُوَ بِأَقصَى الثَّغْر، بقُرْبِ مَدِيْنَةِ سَالِمٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ حَاجِباً للمؤيَّد بِاللهِ، فَكَانَ يَدخُلُ عَلَيْهِ القَصرَ، وَيَخْرُجُ فَيَقُوْلُ: أَمَرَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ بكذَا، وَنَهَى عَنْ كَذَا, فَلاَ يُخَالِفُهُ أَحَدٌ، وَلاَ يَعْتَرِضُ عَلَيْهِ مُعْتَرِضٌ، وَكَانَ يَمْنَعُ المؤيَّد مِنَ الاجْتِمَاعِ بِالنَّاسِ، وَإِذَا كَانَ بَعْد مُدَّةٍ ركّبَه، وَجَعَلَ عَلَيْهِ بُرْنُساً، وَأَلبس جَوَارِيه مثلَه، فَلاَ يُعْرَفُ المؤيَّد مِنْ بَيْنِهِنَّ، فَكَانَ يَخْرُجُ يَتَنَزَّهُ فِي الزَّهْرَاء، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى القصرِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَة.
وَلَمَّا توفِّي الحَاجِبُ ابْنُ أَبِي عَامِر، قَامَ فِي مَنْصِبِهِ ابْنُهُ الملقَّب بِالمُظَفَّر: أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ. وَجرَى عَلَى مِنْوَالِ وَالِدِه، فَكَانَ ذَا سَعْدٍ عَظِيْمٍ، وَكَانَ فِيْهِ حَيَاءٌ مُفْرِطٌ يُضْرَب بِهِ المَثَلُ، لَكِنَّهُ كَانَ مِنَ الشُّجَعَان المُذْكُورِين، فَدَامَتِ الأَنْدَلُسُ فِي أَيَّامه فِي خَيْرٍ وَخِصْبٍ وَعِزٍّ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.
وقَام بتدبِير دَوْلَةِ المؤيَّد بِاللهِ النَّاصرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَخُو المظفَّر المَذْكُوْر المَعْرُوف بشنشولَ,

(12/549)


فَعتَا وتَمَرَّد، وَفسقَ وتهتَّك، وَلَمْ يَزَلْ بالمؤيَّد بِاللهِ حَتَّى خَلَعَ نَفْسَه مِنَ الخِلاَفَةِ، وفوَّضها إِلَى شَنشولَ هَذَا مُكْرَهاً، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَمن قصَة شنشول -وَيُقَالُ: شَنجولُ- وَهُوَ أَصحّ, أنَّ أَبَاهُ المَنْصُوْر غَزَا غَزْوَةَ البررت، وَهُوَ مَكَانٌ مضيقٌ بَيْنَ جَبَلَين, لاَ يمْشِيه إلَّا فَارسٌ بَعْد فَارس، فَالتَقَى الرُّوْمُ هُنَاكَ، ثُمَّ نَزَلَ، وَأَمر برفعِ الخيَامِ, وَبنَاءِ الدُّورِ وَالسُّور، واختطَّ قَصْراً لِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ إِلَى ابْنِهِ وَمَوْلاَهُ وَاضِحٍ بِالنِّيَابَةِ عَلَى البِلاَدِ، يَقُوْلُ فِي كِتَابِهِ: وَلَمَّا أَبصرتُ بلاَد أَرغون اسْتَقصرتُ رَأْي الخُلَفَاءِ فِي تَرْكِ هَذِهِ المَمْلَكَة العَظِيْمَة, فلمَّا عَلِمَتِ الرُّوْمُ بِعَزْمِه رَغِبُوا إِلَيْهِ فِي أَدَاء القطِيْعَةِ، فَأَبَى عَلَيْهِم إلَّا أَنْ يهبُوهُ ابْنَةَ مَلِكِهِم الَّذِي مِنْ ذُرِّيَّة هِرقل، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا لَعَارٌ, فَالتقوهُ فِي أُمَمٍ لاَ تُحْصَى فِي وَسَطِ بِلاَدهم، وَهُوَ فِي عِشْرِيْنَ أَلْف فَارس، فَكَانَ للمُسْلِمِيْنَ جَوْلَةٌ، فثبتَ المَنْصُوْرُ وَولدَاهُ، وَكَاتبه ابْنُ برد، وَالقَاضِي ابْنُ ذَكْوَان فِي جَمَاعَةٍ، فَأَمَرَ أَنْ تُضْرَبَ خَيْمَةٌ لَهُ، فَرَآهَا المُسْلِمُوْنَ، فَتَرَاجَعُوا، فَهَزَمَ اللهُ الكَافرينَ، وَنَزَلَ النَّصْرُ، ثُمَّ حَاصَرَ مَدِينَةً لَهُم، فلمَّا همَّ بِالظَّفَر بَذَلُوا لَهُ ابْنَةَ المَلِكِ، وَكَانَتْ فِي غَايَة الجَمَال وَالعَقْلِ، فلمَّا شَيَّعَهَا أَكَابِرُ دَوْلَتهَا سَأَلُوهَا البِرَّ وَالعنَايَةَ بِهِم، فَقَالَتْ: الجَاهُ لاَ يُطْلَبُ بِأَفخَاذِ النِّسَاء, بَلْ بِرِمَاحِ الرِّجَال. فَوَلَدَتْ لِلْمَنْصُوْرِ شنجولَ هَذَا، وَهُوَ لَقَبٌ لِجَدِّه لأُمِّهِ لُقِّب هُوَ بِهِ.
وَمن مفَاخر المَنْصُوْر: أَنَّهُ قَدِمَ مِنْ غَزْوَةٍ فتعرَّضت له امرأة عند الْقصر، فَقَالَتْ: يَا مَنْصُوْرُ! يَفْرَحُ النَّاسُ وَأَبكِي? إِنَّ ابْنِي أَسِيْرٌ فِي بِلاَدِ الرُّوْم. فثنَى عِنَانَه وَأَمَرَ النَّاسَ بِغَزْو الجِهَةِ الَّتِي فِيْهَا ابْنُهَا.
وَقَدْ عَصَاهُ مرَّةً وَلدٌ لَهُ، فَهَرَبَ وَلجأَ إِلَى مَلِكِ سَمّورَةَ، فَغَزَاهَا المَنْصُوْرُ وَحَاصَرَهَا، وَحَلَفَ ألَّا يَرْحَلَ إلَّا بِابنِهِ، فَسَلَّمُوهُ إِلَيْهِ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَقُتِلَ بِقُرْبِ سَمُّورَةَ.
وَمن رُجْلَة المَنْصُوْرِ: أَنَّهُ أُحِيْطَ بِهِ فِي مَدِيْنَةِ فُتَّة، فَرَمَى بِنَفْسِهِ مِنْ أعَلَى جَبَلِهَا، وَصَارَ فِي عَسْكَرِهِ، فَبَقِيَ مُفْدَعَ القَدَمِين لاَ يَرْكَبُ، إِنَّمَا يُصْنَعُ لَهُ مَحْمَلٌ عَلَى بغلٍ يُقَادُ بِهِ فِي سَبْعِ غَزَوَاتٍ, وَهُوَ بَضْعَةُ لَحْمٍ، فَانْظُرْ إِلَى هَذِهِ الهمَّة العليَّة، وَالشَّجَاعَةِ الزَّائِدَة.
وَكَانَ مَوْتُه آخِرَ الصَّلاَحِ وَأَوّلَ الفَسَادِ بِالأَنْدَلُسِ؛ لأَنَّ أَفعَالَه كَانَتْ حَسَنَةً فِي الحَالِ، فَاسِدَةً فِي المآلِ، فَكَانَتْ قبله القبَائِلُ، كُلُّ قَبِيْلَةٍ فِي مَكَانٍ، فَإِذَا كَانَ غَزْو وَضعتِ الخُلَفَاءُ عَلَى كُلِّ قَبِيْلَةٍ عَدَداً، فيغزُونَ، فلمَّا اسْتولَى المَنْصُوْرُ أَدخل مِنْ صِنْهَاجَة وَنَفْزنَ عِشْرِيْنَ أَلْفاً إِلَى الأَنْدَلُسِ، وَشَتَّتَ العَرَبَ عَنْ مَوَاضِعِهَا، وَأَخْمَلَهُم، وَأَبقَى عَلَى نَفْسه؛ لِكَوْنِهِ لَيْسَ مِنْ بُيُوتِ المُلْكِ، ثُمَّ قتلَ فِي بَنِي أُمَيَّةَ جَمَاعَةً، وَاحتَاطَ عَلَى المُؤَيَّدِ، وَمَنَعَهُ مِنَ الاجْتِمَاعِ بِأَحَدٍ، وَرُبَّمَا

(12/550)


أَخْرَجَهُ لَهُم فِي يَوْم العِيْدِ لِلهَنَاء، فلمَّا مَاتَ المَنْصُوْرُ وَابنُهُ المُظَفَّر أَبُو مَرْوَانَ، انْخَرَمَ النِّظَامُ، وَشرع الفسَادُ، وَهَلَكَ النَّاسُ، فَقَامَ شنجولُ وَطغى وبَغَى، وَفعل العظَائِمَ، والمؤيَّد بِاللهِ تَحْتَ الاحْتِجَارِ، فدسَّ عَلَى المؤيَّد مِنْ خَوّفه وَهدّده، وأعمله أَنَّهُ عَازِمٌ عَلَى قَتْلِهِ إِنْ لَمْ يُوَلِّه عهدَهُ، ثُمَّ أَمرَ شنجول القُضَاةَ وَالأَعلاَم بِالمُثُولِ إلى القصر الذي بالزهراء، فَأَخْرَجَ لَهُم المُؤَيَّدَ، وَأَخْرَجَ كِتَاباً قُرِئَ بَيْنهُم بِأَنَّ المؤيَّد قَدْ خَلَعَ نَفْسه، وَسَلَّمَ الأَمْرَ إِلَى النَّاصرِ لِدِيْنِ اللهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عَامِرٍ. فَشَهِدَ مَنْ حَضَرَ بِذَلِكَ علَى المؤيَّد، وَأَخَذَ النَّاصرُ هَذَا فِي التهتُّك وَالفِسْقِ، وَكَانَ زِيُّهُم المكشوفَة، فَأَمَرَ جُنده بِحَلْقِ الشَّعر، وَلبس العَمائِم تَشَبُّهاً ببنِي زِيرِي، فَبقُوا أَوْحَشَ مَا يَكُونُ وَأَسمَجَهُ، لفُّوا العَمَائِم بِلاَ صنعَةٍ، وَبقُوا ضُحْكَةً، ثُمَّ سَارَ غَازياً، فَجَاءهُ الخَبَرُ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بنَ هِشَامِ بن عَبْدِ الجَبَّارِ الأُمَوِيّ ابْنَ عَمِّ المُؤَيَّد بِاللهِ قَدْ توثَّب بِقُرْطبَة، وَهدم الزَّهرَاءَ، وَأَقَامَ مَعَهُ القَاضِي ابْنَ ذَكْوَانَ، وَأَنْفَقَ الأَمْوَالَ فِي الشُّطَّار، فَاجْتَمَعَ لَهُ أَرْبَع مائَة رَجُلٍ، وَأَخَذَ يُرتِّبُ أَموره فِي السِّرِّ، ثُمَّ ركب، وَقصدَ دَارَ وَالِي قُرطبَةَ فَقطع رَأْسَهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ الأُسْتَاذُ جُوذَرُ الكَبِيْر، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بنُ هِشَام: أَيْنَ المُؤَيَّد بِاللهِ? أَخْرِجْهُ. فَقَالَ: أذلَّ نَفْسه وَأَذلَّنَا بضَعْفِه. فَخَرَجَ يَطْلُبُ أَمَانَهُ، فَقَالَ: أَنَا إِنَّمَا قُمْتُ لأُزيل الذُّلَّ عَنْكَ، فَإِن خَلعتَ نَفْسَكَ طَائِعاً فلك كُلُّ مَا تُحِبُّ. ثُمَّ طلبَ ابْنَ المكُوي الفَقِيْه، وَابنَ ذَكْوَانَ القَاضِي, وَالوُزَرَاء، فَدَخَلُوا على المؤيَّد، فَشَهِدُوا عَلَيْهِ بِتَفْوِيض الأَمْرِ إِلَى ابْنِ عَمِّه هَذَا، وَضعف أَمرُ شنجول، وَظفر بِهِ مُحَمَّدٌ، فَذَبَحه فِي أَثْنَاء هَذَا العَامِ، وَلَهُ بِضْعٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً.
قَالَ ابْنُ أَبِي الفيَاض: كَانَ خِتَان شُنشول فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَانتهت النَّفقَةُ يَوْمَئِذٍ إِلَى خَمْس مائَة أَلْف دِيْنَار، وَخَتَنُوا مَعَهُ خَمْسَ مائَةٍ وَسبعَةً وَسَبْعِيْنَ صَبِيّاً.
وأَمَا مُحَمَّدُ بنُ هِشَام بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بن النَّاصر لِدِيْنِ اللهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فتلقَّب بِالمَهْدِيّ، وَنصبَ الدِّيْوَان، وَاسْتخدمَ، فَلَمْ يَبْقَ زَاهدٌ وَلاَ جَاهِلٌ وَلاَ حجَّامٌ حَتَّى جَاءهُ، فَاجْتَمَعَ لَهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِيْنَ أَلْفاً، وَدَانت لَهُ الوُزَرَاءُ وَالصَّقَالِبَةُ، وَبَايعُوهُ، فَأَمر بِنَهْب دُورِ آل المَنْصُوْر أَبِي عَامِر، وَانتهبَ جَمِيْعَ مَا فِي الزَّهْرَاءِ مِنَ الأَمْوَالِ وَالسِّلاَحِ، وَقُلعتِ الأَبْوَابُ. فَقِيْلَ: وَصل مِنْهَا إِلَى خِزَانَة المَهْدِيّ هَذَا خَمْسَةُ آلاَف أَلف دِيْنَار سِوَى الفِضَّة، وصلَّى بِالنَّاسِ الجُمُعَة بقُرطُبَة، وَقُرِئ كِتَابهُ بلعنَة شنشول، ثُمَّ سَارَ إِلَى حَربه، فَكَانَ القَاضِي ابْنُ ذَكْوَان يُحرِّضُ عَلَى قِتَاله، وَيَقُوْلُ: هُوَ كَافِرٌ. وَكَانَ شنشول قَدِ اسْتَعَان بِعَسْكَر الفِرنج؛ لأَنَّ أُمَّه مِنْهُم، وَقَامَ مَعَهُ ابْنُ غومِش، فَجَاءَ إِلَى قُرطبَة، فتسحَّب جُنده، فَقَالَ لَهُ ابْنُ غومش: ارْجِع بِنَا قَبْلَ أَنْ تُؤخذ, فَأبَى، وَمَال إِلَى دير شربش جوعَانَ سَهرَان، فَأَنزل لَهُ رَاهبٌ دجَاجةً وخُبزاً، فَأَكل وَشرب وَسَكِرَ، وَجَاءَ لِحَرْبِهِ ابْنُ عَمِّ المَهْدِيِّ وَحَاجِبُه مُحَمَّدُ بنُ المُغِيْرَةِ الأُمَوِيُّ، فَقبضَ عَلَيْهِ، فَظَهَرَ منه

(12/551)


الجَزَعُ، وقَبَّل قَدَم ابْنِ المُغِيْرَةِ، وَقَالَ: أَنَا فِي طَاعَةِ المَهْدِيّ. ثُمَّ ضُربت عُنُقُه، وَطيف بِرَأْسِهِ: هَذَا شنشول المأَبُوْنُ المَخْذُول. فلمَّا اسْتوثق الأَمْرُ للمَهْدِيّ، أَظهرَ مِنَ الخَلاَعَة وَالفسَادِ أَكْثَرَ مِمَّا عَمِله شنشول.
قَالَ الحُمَيْدِيّ: فَقَامَ عَلَى المَهْدِيّ ابْنُ عَمِّهِ هِشَامُ بنُ سُلَيْمَانَ بن النَّاصر لِدِيْنِ اللهِ، فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وتسعين، وقام مع البَرْبَرُ، وَأُسر هِشَام هَذَا، فَقَتَلَهُ المَهْدِيّ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: زَادَ المَهْدِيُّ فِي الغَيِّ, وَأَخْذِ الْحرم، وَعمد إِلَى نَصْرَانِي يُشبه المُؤَيَّد بِاللهِ، فَفَصَده حَتَّى مَاتَ، وَأَخرجهُ إِلَى النَّاس، وَقَالَ: هَذَا المؤيَّد. فصلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَه، وَقَدِمَ عَلَى المَهْدِيِّ رَسُوْلُ فُلفلِ بنِ سَعِيْدٍ الزَّنَاتِي صَاحِب طَرَابُلُس دَاخلاً فِي طَاعَتِهِ، يلتمسُ إِرسَالَ سِكَّةٍ عَلَى اسْمِه لِيُعينَه عَلَى بَادِيس، فَغلبَ بَادِيسُ عَلَى طَرَابُلُس وَتَمَلَّكَهَا، وَكَتَبَ إِلَى ابْنِ عمِّه حمَّاد ليُغْرِيَ القبَائِل عَلَى المَهْدِيّ لخِذْلاَنه، قَدْ هَمَّ بِالغَدْرِ بِالبَرْبَرِ الَّذِي حَوْلَهُ، ولوَّح بِذَلِكَ، فَهَذَا سَبَبُ خُرُوْجِهِم عَلَيْهِ مَعَ ابْنِ عَمِّه هِشَامِ بن سُلَيْمَانَ، فَقتلُوا أَوَّلاً وَزيرَيه: مُحَمَّدَ بن دُرِّي، وَخَلَفَ بنَ طَرِيْف، وَأَحرقُوا السَّرَّاجين، وَعبرُوا القنطرَةَ، ثُمَّ تَخَاذلُوا عَنْ هِشَامٍ حَتَّى قُتِلَ، وتحيِّز جُلُّهُم إِلَى قَلْعَةِ رَبَاح، فَهَرَبَ مَعَهُم سُلَيْمَانُ بنُ الحَكَمِ بنِ سُلَيْمَانَ بن النَّاصر، وَهُوَ ابْنُ أَخِي هِشَامٍ المَقْتُولِ، فَبَايَعُوهُ، وَسَمَّوهُ: المُسْتَعِيْن بِاللهِ، وَجَمَعُوا لَهُ مَالاً، حَتَّى صَارَ لَهُ نَحْوٌ مِنْ مائَةِ أَلْف دِيْنَار، فتوجَّه بِالبَرْبَرِ إِلَى طُلَيْطُلَة فتملَّكَها، وَقَتَلَ وَالِيَهَا، فَجَزِعَ المهدي، واعتد للحصار، وتجرأت عليه العامَّة، ثُمَّ بعثَ عَسْكَراً فَهَزمهُم سُلَيْمَانُ المُسْتَعِيْن، ثُمَّ سَارَ حَتَّى شَارف قُرْطُبَة، فَبرز لِحَرْبِهِ عَسْكَرُ المَهْدِيِّ، فَنَاجَزَهُم سُلَيْمَانُ، فَكَانَ مَنْ غَرِقَ مِنْهُم فِي الوَادِي أَكْثَرَ مِمَّنْ قُتِلَ، وَكَانَتْ وَقعَة هَائِلَة هَلَكَ فِيْهَا خَلْقٌ مِنَ الأَخْيَار والأئمة والمؤذنين، فَلَمَّا أَصْبَحَ المَهْدِيُّ بِاللهِ أَخرج لِلنَّاسِ الخَلِيْفَةَ المُؤَيَّد بِاللهِ هِشَامَ بنَ الحَكَمِ، الَّذِي كَانَ أَظْهَرَ لَهُم مَوْتَهُ، فَأَجْلَسَهُ لِلنَّاسِ، وَأَقبلَ قَاضِي الجَمَاعَةِ يَقُوْلُ: هَذَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، وَإِنَّمَا مُحَمَّدُ بنُ هِشَام بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ نَائِبُه. فَقَالَ لَهُ البَرْبَرُ: يَا ابْنَ ذَكْوَانِ: بِالأَمْسِ تُصَلِّي عَلَيْهِ، وَاليَوْمَ تُحييه ?! ثُمَّ خَرَجَ أَهْلُ قُرْطُبَة إِلَى المُسْتَعِيْن سُلَيْمَانَ, فَأحسنَ مَلقَاهُم, وَاختفى مُحَمَّد المَهْدِيّ, وَاسْتوثق أَمرُ المُسْتَعِيْن, وَدَخَلَ قصرَ الإِمَارَةِ، وَوَارَى النَّاسُ قَتْلاَهُم، فَكَانُوا نَحْواً مِنِ اثنَيْ عشرَ أَلْفاً، ثُمَّ تسحَّب المَهْدِيُّ إِلَى طُلَيْطُلة، فَقَامُوا مَعَهُ، وَكَتَبَ إِلَى الفِرنجِ وَوعدَهُم بِالأَمْوَال، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ خَلْقٌ عَظِيْم، وَهُوَ أَوّلُ مَالٍ انْتَقَلَ مِنْ بَيْتِ المَالِ بِالأَنْدَلُسِ إِلَى الفِرنج، وَكَانَتِ الثُّغُوْرُ كُلُّهَا بَاقِيَةً عَلَى طَاعَة المَهْدِيِّ، فَقَصَدَ قُرْطُبَة فِي جحفلِ عَظِيْمٍ، فَالتَقَى الجَمْعَان عَلَى عقبَة الْبَقر عَلَى بَرِيْدٍ مِنْ قُرْطُبَةَ، فاقتتلوا أشد قتال، فانهزم سليمان المستمعين، وَاسْتَوْلَى المَهْدِيُّ عَلَى قُرْطُبَة ثَانياً، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ أَيَّامٍ إِلَى قِتَالِ جَمَاهِيْرِ البَرْبَر، فَالتقَاهُم بوَادِي آرُهْ، فَهَزمُوهُ أَقْبَحَ هَزِيْمَةٍ، وَقُتِلَ مِنْ

(12/552)


جُنْدِهِ الفِرَنجِ ثَلاَثَةُ آلاَف، وَغَرِقَ خَلْقٌ، فَجَاءَ إِلَى قُرْطُبَة، ثُمَّ وَثَبَ عَلَيْهِ العَبِيْدُ، فَضُرِبَتْ عُنُقُه، وَقُطِعَتْ أَرْبَعَتُهُ، وَكَفَى الله شَرَّهُ فِي ثَامنِ ذِي الحِجَّةِ عَامَ أَرْبَعِ مائَةٍ، وَعَاشَ أَرْبَعاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً.
قَالَ الحُمَيْدِيُّ: أُعِيْدَ المؤيَّد بِاللهِ إِلَى الخِلاَفَةِ فِي آخر سَنَةِ أَرْبَع مائَة، فَحَاصَرَتْهُ جُيُوْشُ البَرْبَر مَعَ سُلَيْمَان المُسْتَعِيْن مُدَّةً، وَاتَصَلَ ذَلِكَ إِلَى شَوَّال سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة، فَدَخَلَ البَرْبَرُ قُرْطُبَةَ بِالسَّيْفِ، وقُتِلَ المؤيَّد بِاللهِ. وَقَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي الوَلِيْد بن الحَاج: إنَّ طَائِفَةً وثَبُوا عَلَى المَهْدِيِّ فَقَتَلُوهُ، وَأَخْرَجُوا المُؤَيَّد بِاللهِ، فَطيَّر عَنْبَرٌ رَأْسَ المَهْدِيّ بَيْنَ يدِي المُؤَيَّد، وَسَكَنَ النَّاسُ، وَكَتَبَ المُؤَيَّد إِلَى البَرْبَر ليدخُلُوا فِي الطَّاعَة فَأَبُوا، وَصَارَ يَرْكَبُ وَيَظْهَرُ، فَهَابَه النَّاسُ، وَعَاثت البَرْبَرُ، وَعملت مَا لاَ يعملُه مُسْلِمٌ، وَنَازلُوا قُرْطُبَة سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة، واشتدَّ القَحطُ وَالبلاَءُ، وَفنِي النَّاسُ، وَدَخَلَ البَرْبَرُ بِالسَّيْفِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ، فَقَتَلُوا حَتَّى الولدَانَ، وَهَرَبَ الخَلْقُ، وَهَرَبَ المؤيَّد بِاللهِ إِلَى المَشْرِقِ فحَجَّ، وَلَقَدْ تصرَّف فِي الدُّنْيَا عَزِيْزاً وَذليلاً، وَالعزَةُ للهِ جَمِيْعاً.
وَقَالَ غَيْرُهُ: أَمَا المؤيَّد فَانْقَطَعَ خَبَرُهُ، وَنُسِي ذِكره.
وَقَالَ عُزَيْز فِي "تَاريخ القَيروَانِ": إنَّ المؤيَّد بِاللهِ هَرَبَ بِنَفْسِهِ مِنْ قُرْطُبَة، فَلَمْ يَزَلْ فَارّاً وَمُسْتَخْفِياً حَتَّى حَجَّ، وَكَانَ مَعَهُ كِيْسُ جَوْهَرٍ، فَشَعَرَ بِهِ حرَّابَةُ مَكَّةَ، فَأَخَذُوْهُ مِنْهُ، فَمَالَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الحَرَمِ، وَأَقَامَ يَوْمَين لَمْ يَطْعَم طَعَاماً، فَأَتَى المَرْوَةَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: تُحْسِنُ تَجبلُ الطِّيْنَ? قَالَ: نَعَمْ. فَذَهَبَ بِهِ، فَلَمْ يُحْسِنَ الجَبْل، وَشَارط عَلَى دِرْهَمٍ وَرَغِيْفٍ، فَقَالَ: عجِّلِ القرصَ، فَإِنِّي جَائِع. فَأتَاهُ بِهِ، فَأَكلَه، وَعَمِلَ حَتَّى تَعِبَ، وَهَرَبَ، وَخَرَجَ مَعَ الرَّكبِ إِلَى الشَّامِ فِي أَسْوَأِ حَالٍ، فَقَدم القُدْسَ، فَمَشَى، فَرَأَى رَجُلاً يَعْمَلُ الحُصُرَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ? قَالَ غَرِيْبٌ. قَالَ: تُحْسِنُ هَذِهِ الصَّنْعَة? قَالَ: لا. قال: فتكون عندي تناولني الحَلْفَاءَ وَأُعْطِيْكَ أُجْرَةً? قَالَ: نَعَمْ. فَأَقَامَ عِنْدَهُ يُعَاوِنه، وَيَأْكُلُ مَعَهُ، فتعلَّم صَنْعَة الحُصُر، وَأَقَامَ بِالقُدْسِ سِنِيْنَ، وَلَمْ يَدْرِ بِهِ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الأَنْدَلُسِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قَالَ عُزَيْزٌ: فَهَذَا نَصُّ مَا رواه مشايخ أَهْل الأَنْدَلُس، وَالَّذِي ذكره ابْنُ حَزْم فِي كِتَابِ "نُقط الْعَرُوس" أَنَّهُ قَالَ: أُخلوقهٌ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا: ظهر رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ خَلَفٌ الحُصْرِي بَعْد اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً مِنْ مَوْت المؤيَّد بِاللهِ هِشَامِ، فَبُوْيِع لَهُ، وَخُطِبَ لَهُ عَلَى مَنَابِرِ الأَنْدَلُسِ فِي أَوْقَاتٍ شتَّى، وادَّعى أَنَّهُ المؤيَّد بِاللهِ هِشَامٌ، وَسُفِكت الدِّمَاءُ، وَتَصَادمتِ الجُيُوشُ فِي أَمره.

(12/553)


قَالَ عُزَيْزٌ: فَأَقَامَ المُدَّعَى أَنَّهُ هِشَامٌ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً, وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ ابْن عبَّاد كَالوَزِيْر بَيْنَ يَدَيْهِ وَالأَمْرُ إِلَيْهِ، فَاسْتقَام بِذَلِكَ لابْنِ عَبَّاد أَكْثَرُ بِلاَدِ الأَنْدَلُسِ، وَدَفَعَ عَنْهُ كَلاَم الحسَّاد إِلَى أَنْ مَاتَ هِشَامٌ.
قُلْتُ: هَذِهِ الحِكَايَة شبهُ خُرَافَة، وَمن بَعْد سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة انْقَطع خَبَرُ المؤيَّد بِاللهِ، وَانْتَقَلَ إِلَى اللهِ، وَأَظُنُّهُ قُتِلَ سِرّاً، فَكَانَ لَهُ حِيْنَئِذٍ خَمْسُوْنَ سَنَةَ، وَكَانَ ضَعِيْف الرَّأْي، قَلِيْلَ العَقْلِ، يُصَدِّق بِمَا لاَ يَكُون، وَلَهُ نَهْمَةٌ فِي جمع الْبَقر البُلْق، وَأَعطى مَرَّةً مَالاً عَظِيْماً لِمَنْ جَاءهُ بِحَافِرِ حِمَارٍ، وزعم أنه حافر حمار العزير، وَأَتَاهُ آخرُ بِحَجَرٍ، فَقَالَ: هَذَا مِنَ الصَّخْرَةِ. وَأَتَاهُ آخرُ بشَعْرٍ قَالَ: هَذَا مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقِيْلَ لِهَذَا السَّبَب: كَانَ المَنْصُوْرُ يَمْنَعُ النَّاسَ مِنَ الاجْتِمَاع بِهِ. وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: بَلْ خَنقهُ المَهْدِيُّ، وَأَخرجه مَيتاً كَمَا ذكرنَا، فَاللهُ أَعْلَم، وَبَالجُمْلَة فَالَّذِي جَرَى عَلَى أَهْلِ الأَنْدَلُسِ مِنْ جُنْدها البَرْبَرِ لاَ يُحَدُّ وَلاَ يُوْصَفُ، عَملُوا مَا يَصْنَعهُ كفَّار التُّركِ وَأَبْلَغَ، وَأَحْرَقُوا الزَّهْرَاء وَجَامِعَهَا وَقُصُورَهَا، وَكَانَتْ أَحْسَنَ مَدِيْنَةٍ فِي الدُّنْيَا وَأَطرَاهَا، قَالَ ابْنُ نبيط:
ثلاثةٌ مِنْ طَبْعِهَا الفَسَادُ ... الفَأْرُ وَالبَرْبَرُ وَالجَرَادُ
وَقَالَ مُحْيِي الدِّينِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيُّ المَرَّاكُشِيُّ فِي كِتَابِ "الْمُعْجب": دَخَلتِ البَرْبَرُ قُرْطُبَةَ وَعَلَيْهِم سُلَيْمَانُ المُسْتَعِيْن فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَقَتَلُوا المؤيَّد بِاللهِ، وَقُتِلَ فِي هَذِهِ الكَائِنَة بقُرْطُبَة مِنْ أَهْلِهَا نَيِّفٌ وَعِشْرُوْنَ أَلْفاً.

(12/554)


3704- سليمان المستعين بالله 1:
ابن الحكم بن سليمان بن الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد، الأُمَوِيُّ المَرْوَانِي.
دَانَتْ لَهُ الأَنْدَلُسُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وأربع مئة كَمَا ذَكَرْنَا، جَال بِالبَرْبَرِ يُفْسِدُ وَيَنْهَبُ البِلاَدَ، وَيَعْمَلُ كُلَّ قَبِيْحٍ، وَلاَ يُبْقِي عَلَى أَحَد، فَكَانَ مِنْ جُمْلَة جُنْدِهِ القَاسِمُ وَعلِيٌّ ابْنَا حَمُّود بن مَيْمُوْنٍ العَلَوِيِّ الإِدْرِيْسِيِّ، فَجَعَلَهُمَا قَائِدَيْن على البَرْبَرِ، وأمَّر عَلِيّاً عَلَى سَبْتَة وَطَنْجَة وَتِلْكَ العُدوَة، وأمَّر القَاسِمَ عَلَى الجَزِيْرَةِ الخَضْرَاءِ.
قَالَ الحُمَيْدِيُّ: لَمْ يَزَلِ المُسْتَعِيْنُ يَجُولُ بِالبَرْبَرِ يُفْسِدُ وَيَنْهَبُ، وَيُقفِر المَدَائِنَ وَالقُرَى بِالسَّيْفِ، لاَ يُبقِي مَعَهُ البَرْبَرُ عَلَى صَغِيْرٍ وَلاَ كَبِيْرٍ، إِلَى أَنْ غَلَبَ عَلَى قُرْطُبَة، ثُمَّ إِنَّ عَلِيَّ بنَ حَمُّوْد الإِدْرِيْسِيّ طَمِعَ فِي الخِلاَفَة، وَرَاسَلَ جَمَاعَةً، فَاسْتجَابَ لَهُ خَلْقٌ وَبَايعُوهُ، فعدَّى مِنْ سَبْتَة إِلَى الأَنْدَلُسِ، فَبَايعه مُتَوَلِّي مَالقه، وَاسْتحوذَ عَلَى الكِبَار، وَزحَفَ إِلَى قُرْطُبَة، فَجَهَّزَ المُسْتَعِيْنُ لِحَرْبِهِ وَلدهَ مُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ، فَالتَقَوا، فَانهزم مُحَمَّدٌ، وَهجم ابْنُ حَمُّوْد، فَدَخَلَ قُرْطُبَةَ فِي الحَال، وَظفر بِالمُسْتَعِيْن، فَذَبَحه بِيَدِهِ صَبراً، وَذبح أَبَاهُ الحَكَم وَهُوَ شَيْخٌ فِي عَشر الثَّمَانِيْنَ، وَذَلِكَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَانقضت دَوْلَةُ المَروَانيَة فِي جَمِيْع الأَنْدَلُس.
وَكَانَ المُسْتَعِيْن أَدِيْباً شَاعِراً، عَاشَ نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً.
وَلَهُ تِيكَ الأَبيَاتُ المَشْهُوْرَةُ:
عَجَباً يَهَابُ اللَّيْثُ حدّ سناني ... وأهاب لحظ فواتر الأجفان
وأُقارع الأَهْوَالَ لاَ مُتَهَيِّباً ... مِنْهَا سِوَى الإِعْرَاضِ وَالهِجْرَانِ
وَتَمَلَّكَتْ نَفْسِي ثلاثٌ كالدُّمَى ... زُهْرُ الوُجُوهِ نَوَاعِمُ الأَبْدَانِ
كَكَواكِبِ الظَّلْمَاءِ لُحْنَ لناظرٍ ... مِنْ فَوْقِ أغصانٍ عَلَى كُثْبَانِ
هَذِي الهِلاَلُ وَتِلْكَ بِنْتُ المُشْتَرِي ... حُسْناً وَهَذِي أُخت غُصْنِ البَانِ
حَاكَمْتُ فِيْهِنَّ السُّلُوَّ إِلَى الصَّبَا ... فَقَضَى بسلطانٍ عَلَى سُلْطَانِي
وَإِذَا تَجَارَى فِي الهَوَى أَهْلُ الهوى ... عاش الهوى في غبطةٍ وأمان
__________
1 ترجمته في فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "2/ 62"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 150"، وسيكرر المؤلف ترجمته في الجزء الثالث عشر برقم ترجمة عام "3800".

(12/555)


علي بن حمود بن ميمون، والقاسم بن حمود بن ميمون، ويحيى بن علي بن حمود المعتلي بالله:
3705- عليّ بن حمود بن ميمون 1:
ابن أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ إِدْرِيْسَ بنِ إِدْرِيْسَ بنِ عَبْدِ الله المحض بن الحسن المثنى بن رَيْحَانَةِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحَسَنَ بن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، النَّاصِرُ لِدِيْنِ اللهِ، الهَاشِمِيُّ، العَلَوِيُّ الإِدْرِيْسِيُّ.
اسْتَولَى عَلَى الأَمْر بقُرْطُبَة فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائة كما قدمنا، وكانت دولته اثنين وَعِشْرِيْنَ شَهْراً، ثُمَّ خَالَفَ عَلَيْهِ الموَالِي الَّذِيْنَ قَامُوا بِنَصْرِه وَبيعَتِه، فَخَرَجُوا عَلَيْهِ، وَقدّمُوا عَلَيْهِ الأمير عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بن النَّاصر لدينِ الله الأُمَوِيّ، وَلقبوهُ بِالمُرْتَضَى، وَزحفُوا إِلَى غِرْناطة، ثُمَّ ندمُوا عَلَى تَقْدِيْمه لمَا رَأَوا مِنْ قُوَّتِه وَصَرَامَتِه وثبَات جَأْشِه، فَخَافُوا مِنْ غَائِلته، فَفَرُّوا عَنْهُ، وَدسَّوا عَلَيْهِ مَنْ قَتَله غيلَة.
وأمَّا عَلِيُّ بنُ حَمُّوْد، فَوَثَبَ عَلَيْهِ غلمَانٌ لَهُ صَقَالبَةٌ فِي الحَمَّام، فَقَتَلُوهُ فِي آخِرِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة.
وَخلّف مِنَ الأَولاَد يَحْيَى المُعْتَلِي وَإِدْرِيْس، فشَيْخُنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِدْرِيْسِيّ مِنْ ذُرِّيَّته، حَدَّثَنَا بِمِصْرَ عَنِ ابْنِ باقَا.
3706- القَاسِمُ بنُ حَمُّود بنِ مَيْمُوْنٍ 2:
الإِدْرِيْسِيُّ، وَالِي إِمرَة الأَنْدَلُس بَعْد مَقْتَل أَخِيْهِ عَلِيّ بن حَمُّود سَنَة ثَمَان.
وَكَانَ هَادئاً سَاكناً، أمِنَ النَّاسُ مَعَهُ، وَكَانَ يتشيِّع قَلِيْلاً، فَبَقِيَ فِي المُلك إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ ابْنُ أَخِيْهِ يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ حَمُّوْد المُعْتَلِي، فَهَرَبَ القَاسِمُ مِنْ غَيْر قِتَالٍ إِلَى إِشْبِيْليَة، فَاسْتمَالَ البَرْبَر، وَجمع وَحَشَدَ، وَجَاءَ إِلَى قُرْطُبَة، فَهَرَبَ مِنْهُ المُعْتَلِي، ثُمَّ اضْطربَ أَمرُ القَاسِم بَعْد قَلِيْل، وَخَذَلهُ البَرْبَرُ، وتفرَّقوا فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وتغلَّبت كُلُّ فرقَةٍ عَلَى بَلَدٍ مِنَ الأَنْدَلُس، وَجَرَتْ خُطُوبٌ وَأُمُورٌ يطول شَرحُهَا، فَلحق القَاسِمُ بشَرِيش، فَقصدهُ المُعْتَلِي وَحَاصَرهُ، فَظَفِرَ بِهِ، وَسَجَنَهُ دَهْراً، وأمَّا أَهْلُ إِشْبِيْليَة فَطردُوا عَنْهَا ابْنَي القَاسِم بنِ حَمُّوْد، وأمَّروا عَلَيْهِم ثَلاَثَةً: قَاضِي البَلَد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ بن عَبَّاد، وَمُحَمَّد بن يَرِيْم الأَلْهَانِيُّ، وَمُحَمَّد بن الحَسَنِ الزُّبَيْدي، فَسَاسوهُم، ثُمَّ تملَّك عَلَيْهِم القَاضِي، وَأَظهر لَهُم ذَلِكَ الحُصْرِيَّ الَّذِي يُقَال: إِنَّهُ المُؤَيَّد كَمَا قدّمنَا، وَتملّك مَالَقَة يَحْيَى المُعْتَلِي, وَالجَزِيْرَةَ الخضرَاء، وَغَلبَ أَخُوْهُ إِدْرِيْسُ بنُ عليٍّ عَلَى طَنْجَة، وَطَال أَسْرُ القَاسِمِ، وَعَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، ثُمَّ خُنقَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
3707- يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بن حَمُّود المعتلي بالله 3:
أَبُو زَكَرِيَّا العَلَوِيُّ الحسنِيُّ الإِدْرِيْسِيُّ، وَأُمُّه علويَّةٌ أيضًا.
__________
1 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 152".
2 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 152"، وسيكرر المؤلّف ترجمته في الجزء الثالث عشر برقم ترجمة عام "3969".
3 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 153"، وسيكرر المؤلف ترجمته في الجزء الثالث عشر برقم ترجمة عام "3993".

(12/556)


غلب عَلَى أَكْثَر الأَنْدَلُس، وتسمَّى بِالخِلاَفَة، وَاسْتنَاب عَلَى قُرْطُبَةَ الأَمِيْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أَبِي عطَّاف إِلَى سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ، ثُمَّ قُطعت دعوتُه عَنْ قُرْطُبَة, فتردَّد عَلَيْهَا بِالعَسَاكِر إِلَى أَنْ أَطَاعته جَمَاعَة البَرْبَر وَسلَّمُوا إِلَيْهِ الحُصُونَ وَالقِلاع، وعَظُم سلطَانُه، ثُمَّ قَصَدَ إِشْبِيْليَة، فَحَاصَرَهَا، فخرج منها فوارس, وَهُوَ حِيْنَئِذٍ سكرَانُ، فَحْمَلَ عَلَيْهِم, وَكَانُوا قَدْ أَكمنُوا لَهُ، فَقتلُوهُ فِي المحرَّم سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَلَمَّا انْهَزَم البَرْبَرُ مَعَ القاسم بن حَمُّود بن قُرْطُبَة، اتَّفَقَ رَأْيُ أَهلهَا عَلَى ردِّ الأَمْرِ إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ، فَاخْتَارُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين اللهِ أَخَا المَهْدِيّ، فَبَايعُوهُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، ولقَّبوه بِالمُسْتَظْهر بِاللهِ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً.
ثُمَّ قَامَ عَلَيْهِ نَسِيْبُه مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي طَائِفَة مِنْ سفَلَةِ العوَامِّ، فَقتلُوا المُسْتَظْهِرَ بَعْد شَهْرَيْنِ، وَكَانَ قَدْ وَزر لَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْم الظَاهِرِيُّ، فأثنَى عَلَى المُسْتَظْهرِ، وَقَالَ: كَانَ فِي غَايَةِ الأَدب وَالبلاغَة وَالذَّكَاء، رَحِمَهُ اللهُ.
وقَوِيَ أَمرُ محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بنِ النَّاصر الأُمَوِيّ، ولقَّبوه بِالمستكفِي بِاللهِ، فبُويع وَلَهُ ثَمَان وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً، فتملَّك سِتَّةَ أَشهر، وَكَانَ أَحْمَقَ، قَلِيْلَ العَقْل، وَزَرَ لَهُ أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ الحَائِك، ثُمَّ قُتل وَزيرُه، وَخُلعَ هُوَ، وَسجنوهُ ثَلاَثاً لَمْ يُطعمُوهُ فِيْهَا شَيْئاً، ثُمَّ نَفَوْه المُعَثَّر، فَلَحِقَ بِالثُّغُوْر، وَأَضمرته البِلاَدُ، وَقِيْلَ: بَلْ سُمَّ فِي دجَاجَةٍ فَهَلَكَ، وَعَادَ أَمرُ النَّاسِ إِلَى المُعْتَلِي.
فَلَمَّا غَابَ المُعْتَلِي، أَجْمَعَ أَهْلُ قُرْطُبَة عَلَى رَدِّ الأَمْر إِلَى بني أمية، ونهض بِذَلِكَ الوَزِيْرُ أَبُو الْحزم جَهْوَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَهْوَر، وَبَايعُوا أَبَا بَكْرٍ هِشَام بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ النَّاصر لِدِيْنِ اللهِ، وَلُقِّب بِالمُعْتَدِّ بِاللهِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانَي عَشْرَة، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَة، فَبَقِيَ يَنْتَقلُ فِي الثُّغُوْر، وَدَخَلَ قُرْطُبَة فِي آخر سَنَة عِشْرِيْنَ، فَلَمْ يَلْبثْ إلَّا يَسِيْراً حَتَّى قَامَتْ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنَ الجُنْدِ، وَجَرَتْ أُمُورٌ يَطُوْلُ شَرْحُهَا، ثُمَّ خَلَعُوهُ، وَأُخْرِجَ مِنْ قَصْرِهِ وَالنِّسَاءُ مهتكَات حَافيَات، إِلَى أَنْ دَخَلُوا الجَامِعَ فِي هَيْئَة السَّبَايَا، فَبَقُوا هنَالِكَ أَيَّاماً يَتَعَطَّف عَلَيْهِم النَّاس بِالطَّعَامِ, إِلَى أَنْ خَرَجُوا مِنْ قُرْطُبَة، فَلَحِقَ هِشَامٌ هَذَا بِابْنِ هود المُتَغَلِّبِ عَلَى سَرَقُسْطَة وَلاردَة وَطَرْطُوْشَة، فَأَقَامَ عِنْدَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ فِي العَام الَّذِي قُتِلَ فِيْهِ المُعْتَلِي.
فهَذَا آخِرُ مُلُوْكِ بَنِي أُمَيَّةَ مُطْلَقاً، وتفرَّقت الكَلِمَةُ، وَصَارَ فِي الأَنْدَلُس عِدَّة مُلُوْك.

(12/557)


3708- جهور بن محمد بن جهور 1:
الرَّئِيْس أَبُو الْحزم القُرْطُبِيُّ الوَزِيْرُ، مِنْ بَيْتِ رِئاسَةٍ وَوزَارَةٍ، مِنْ دُهَاة الرِّجَالِ وَعُقَلاَئِهِم، دبَّر أَمْرَ قُرْطُبَة، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، لَكِنَّهُ مِنْ عقله لَمْ يتَّسم بِالإِمرَة، ورتَّب البَوَّابِيْن وَالحَشَمَ عَلَى بَابِ القَصْر، وَلَمْ يَنْتَقِل مِنْ بَيْتِهِ، وَأَنْفَقَ فِي الجُنْدِ الأَمْوَالَ، وَأَقَامَ العُمَال، وَفَرَّقَ العُدَدَ عَلَى العَامَة.
وَكَانَ عَلَى طَرِيْقَةِ الرُّؤَسَاء الصَّالِحِيْنَ، فاستمرَّ أَمْرُ النَّاسِ مَعَهُ مُسْتَقِيْماً إِلَى أَنْ توفِّي فِي صَفَرٍ، سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
فقَام بَعْدَهُ ابْنُهُ الرَّئِيْس أَبُو الوَلِيْدِ مُحَمَّدُ بنُ جَهْور، فَجَرَى فِي السّيَاسَةِ عَلَى مِنْهَاجِ أَبِيهِ سَوَاء، وَبَقِيَ كَذَلِكَ مُدَّة سِنِيْنَ.
وَكَانَ وَالِدُهُ أَبُو الْحزم مِنْ كِبَارِ العُلَمَاء, رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّجٍ، وَخَلَف بن القَاسِمِ، وَعَبَّاس بن أَصْبَغَ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عتَّاب، وَغَيْرهُ.
وَكَانَ مِنْ صِغَارِ وُزَرَاء دَوْلَةِ ابْنِ أَبِي عَامِر.
وَكَانَ يَقُوْلُ: أَنَا مُمْسِكٌ أَمْرَ النَّاسِ إِلَى أَنْ يتَهَيَّأَ لَهُم مَنْ يَصْلُح لِلْخِلاَفَةِ, فَاسْتقلَّ بِالسَّلْطَنَة، وَاسْترَاحَ مِنِ اسْمِهَا، وَكَانَ يَجْعَلُ ارتفَاع الأَمْوَالِ وَدَائِعَ عِنْد التُّجَّار وَمُضَاربَة.
وَكَانَ يَعُودُ المَرْضَى، وَيَشْهَدُ الجَنَائِز وَهُوَ بِزِيِّ الصَّالِحِيْنَ، وَلَهُ هَيْبَةٌ عَظِيْمَةٌ، وَأَمْرٌ مُطَاع، عَاشَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ سنة.
وأما ابنه:
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 183"، وفي تاريخ ابن خلدون "4/ 159" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 255"، وسيكرر المؤلف ترجمته في الجزء الثالث عشر برقم ترجمة عام "3980".

(12/558)


3709- أبو الوليد 1:
فَحكم عَلَى قُرْطُبَة ثَمَانِيَةَ أَعْوَام، فَقصدهُ ابْنُ عَبَّاد وَقهره، وَأَخَذَ البَلَدَ، ثُمَّ سَجَنَ أَبَا الوَلِيْدِ فِي حصن.
وَكَانَ قَدْ قرأَ عَلَى مَكِّيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي المُطَرِّف القَنَازِعِيّ، وَيُوْنُسَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْث، وَطَائِفَةٍ. وعُنِيَ بِالحَدِيْثِ.
فَبَقِيَ فِي سِجنِ ابْنِ عبَّاد إِلَى أَنْ مَاتَ فِي نِصْفِ شَوَّال، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقِيْلَ: بَلْ غَلَبَ عَلَى قُرْطُبَة المَأْمُوْنُ بنُ ذِي النُّوْنِ صَاحِبُ طُلَيْطُلَة، وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُ عكَاشة البَرْبَرِيّ، ثُمَّ غلب عَلَيْهَا أَبُو القَاسِمِ بنُ عباد، وصارت تبعًا لإشبيلية.
__________
1 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 159".

(12/558)


3710- إِدْرِيْسُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَمُّود الحَسَنِيُّ 1:
الإِدْرِيْسِيُّ، أَخُو المُعْتَلِي بِاللهِ، لَمَّا قُتِلَ أَخُوْهُ بَادَرَ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بن بَقَنَّة، وَنجَا الصَّقْلَبِيّ الخَادِمُ، فَأَتيَا مَالَقَةَ وَهِيَ دَارُ مُلْكهم، فَأَخبرَا إِدْرِيْسَ بنَ عَلِيّ بِقَتْلِ أَخِيْهِ وكان بسبتة، فدخل الأندلس.
بُوْيِع بِمَالَقَة بِالخِلاَفَة، ولقِّب بِالمُتَأَيِّد بِاللهِ، وَجَعَلَ ابْنَ أَخِيْهِ حسنَ بنَ المُعْتَلِي وَالِياً عَلَى سَبْتَة.
ثُمَّ إِنَّهُ اسْتَنْجَدَ بِإِدْرِيْسَ مُحَمَّدٌ البَرْبَرِيّ عَلَى حَرْبِ عَسْكَر إِشْبِيْليَة، فأمَدَّه بِجَيْشٍ عَلَيْهِم ابْنُ بَقَنَّة، فَهَزَمُوا عَسْكَر إِشْبِيْليَة، وَكَانَ عَلَيْهِ إِسْمَاعِيْلُ وَلَدُ القَاضِي ابْنِ عبَّاد، وَقُتِلَ إِسْمَاعِيْلُ، وَحُمِلَ رَأْسهُ إِلَى إِدْرِيْسَ بنِ عَلِيٍّ، فَوَافَاهُ وَهُوَ عَلِيْلٌ، فَلَمْ يَعِشْ إلَّا يَوْمَيْن وَمَاتَ، وَخلَّف مِنَ الوَلَدِ مُحَمَّداً الَّذِي لُقِّبَ بِالمَهْدِيِّ، وَالحَسَنَ الَّذِي لُقِّبَ بِالسَّامِي.
وَكَانَ المُعْتَلِي بِاللهِ قَدِ اعْتَقَلَ مُحَمَّداً وَحَسَناً ابْنَيْ عَمِّه القَاسِمِ بن حَمُّود بِالجَزِيْرَةِ الخَضْرَاءِ، ووكَّل بِهِمَا رَجُلاً مِنَ المغَاربَةِ، فَحِيْنَ بَلَغَهُ خَبَرُ مَقْتَل المُعْتَلِي جَمَعَ مَنْ كَانَ فِي الجَزِيْرَة مِنَ البَرْبَر وَالسُّودَان، وَأَخرج مُحَمَّداً وَحَسَناً، وَقَالَ: هَذَانِ سَيِّدَاكُم، فَسَارِعُوا إِلَى الطَّاعَةِ لَهُمَا, فَبُوْيِعَ مُحَمَّدٌ، وتملَّك الجَزِيْرَةَ، لَكِنَّهُ لَمْ يَتسمَّ بِالخِلاَفَة، وَأَمَّا أَخُوْهُ الحسن فأقام معه مدةً، ثم تزهَّد وليس الصُّوفَ، وَفرغ عَنِ الدُّنْيَا، وَحَجّ بِأُخْته فَاطِمَةَ.
وَلَمَّا بَلَغَ نَجَا الصَّقْلَبي وَهُوَ بِسَبْتَة مَوْتُ إِدْرِيْسَ، عدَّى إِلَى مَالَقَة وَمَعَهُ حَسَنُ بنُ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ، فَخَارت قُوَى ابْنِ بَقَنَّة، وَهَرَبَ، فتحصَّن بِحصنٍ لِمَارش وَهُوَ عَلَى بَرِيدٍ مِنْ مَالَقَة، فَبُوْيِعَ الحَسَنُ بنُ يَحْيَى بِالخِلاَفَة، وتسمَّى بالمستعلي، ثم آمن ابن يقنة، فلمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ قَتَلَهُ، ثُمَّ قَتَلَ ابْنَ عَمِّهِ يَحْيَى بنَ إِدْرِيْسَ بنِ عَلِيٍّ، وَرَجع نَجَا إِلَى سَبْتَة، ثُمَّ هَلَكَ حَسَنٌ المُسْتَعْلِي بعد سنتين.
فجاز نجا ليملك البلاد، فقتله البربر، وأخرجوا من السجن إدريس ابن المعتلي، فبايعوه
__________
1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 324".

(12/559)


وتلقَّب بِالعَالِي، وَكَانَ ذَا رَأْفَةٍ ورِقّة، لَكِن كَانَ دَنِيءَ النَّفْسِ يُقَرِّب السِّفَل، وَلاَ يَحْجِبُ حرمه عَنْهُم، وَلَهُ تَدْبِيرٌ سيِّئ. ثُمَّ إنَّ البَرْبَر مَقَتُوهُ، وَأَجْمَعُوا عَلَى مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ حَمُّوْد الإِدْرِيْسِيّ الكَائِنِ بِالجَزِيْرَةِ الخَضْرَاء, فَبَايعُوهُ، ولقَّبوه بِالمَهْدِيِّ، وَصَارَ الأَمْرُ فِي غَايَة الأُخْلُوقَة، اجْتمع فِي الوَقْتِ أَرْبَعَةٌ يُدْعَون بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فِي رُقْعَةٍ مِنَ الأَنْدَلُس، مِقدَارُ مَا بينهُم ثَلاَثُوْنَ فَرْسَخاً فِي مِثلِهَا، ثُمَّ افترقُوا عَنْ مُحَمَّدٍ بَعْد أَيَّامٍ، وَرُدَّ خَاسئاً، فَمَاتَ غَمّاً بَعْد أَيَّام، وَخلَّفَ ثَمَانِيَةَ أَولاَدٍ.
فتولَّى أَمرَ الجَزِيْرَةِ الخَضْرَاء بَعْدَهُ وَلَدُهُ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ الإِدْرِيْسِيّ.
ووَلِيَ مَالَقَة مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ المُعْتَلِي، فَبَقِيَ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَعُزِلَ أَبُوْهُ هَذِهِ المُدَّة، ثُمَّ ردُّوهُ بَعْد وَلده إِلَى إِمرَة مَالَقَة، فَهُوَ آخرُ مَنْ مَلَكهَا من الإدريسيين، فلمَّا مات اجتمع رَأْي البَرْبَر عَلَى نَفْي الإِدريسيَة عَنِ الأَنْدَلُس إِلَى العُدْوَة، وَالاستبدَاد بِضَبْطِ مَا بِأَيدِيهِم مِنَ الممَالِك، فَفَعلُوا ذَلِكَ، فَكَانَتِ الجَزِيْرَةُ وَمَا وَالاَهَا إِلَى تَاكزونَة وَمَالَقَة وَغرنَاطَة إِلَى قَبِيْلَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَزَالُوا كَذَلِكَ إِلَى أَنْ قَوِيَ المُعْتَضِدُ بِاللهِ عَبَّادُ بنُ القَاضِي بن عَبَّاد، وَغَلبَ علَى الأَنْدَلُس، فَأَجلاَهُم عَنْهَا، وَذَلِكَ مَذْكُوْر فِي تَاريخ الحُمَيْدِيّ وَغَيْرِهِ، وَغلبَ عَلَى كُلِّ قطرٍ مُتغلِّبٌ تسمَّى بِالمَأْمُوْنِ، وَمِنْهُم مِنْ تسمَّى بِالمُعْتَصِمِ، وَآخر بِالمُتَوَكِّلِ، حَتَّى قَالَ الحَسَنُ بنُ رَشِيْق:
مِمَّا يُزَهِّدُنِي فِي أَرْضِ أندلسٍ ... سَمَاعُ معتصمٍ فِيْهَا وَمُعْتَضِدِ
أَلْقَابُ مملكةٍ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا ... كَالهِرِّ يَحكِي انتِفَاخاً صولة الأسد

(12/560)


النوقاتي، وابن النعمان، وأبو عبيد الهروي:
3711- النُّوقاتي 1:
المحدِّث الحَافِظُ الأَدِيْبُ، أَبُو عُمَرَ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ النُّوقاتي السِّجِسْتَانِيّ. وَنُوقَاتُ: قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى سِجِسْتَانَ.
حدَّث عَنْ: عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ النَّسَفِيّ، وَمُحَمَّدِ بن خيْو بن حَامِدٍ التِّرْمِذِيّ، وَأَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بن محمد بن الحسين البوشنجي، وعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّدِ بنِ عُلْوِيَّهُ الأَبْهَرِيّ القَاضِي، وَعِدَّة.
وَلَهُ مِنَ التَّصَانِيْف: كِتَابُ "العِلْم وَالعُلَمَاء"، كِتَابُ "التّعظَةِ"، كِتَاب "العِتَاب"، كِتَاب "صَوْنِ المَشِيْبِ"، كِتَاب "الرَّيَاحين"، كِتَاب "المُسلسلاَت".
حدَّث عَنْهُ: وَلَدُهُ أَبُو سَعِيْدٍ عُثْمَانُ، وَعَلِيُّ بنُ بُشرَى اللَّيْثِيّ، وَعَلِيُّ بنُ طَاهِرٍ الشُّرُوطي، وَحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَرَابِيْسِيّ، وقاسِم بنُ عبَّاس الصِّلْحِي، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ التُّوْنِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَقَدْ لقِي المُسْنِدَ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ بنِ مَأْمُوْنٍ السِّجِسْتَانِيّ وَوَلَدَه عُثْمَانَ، وَسَمِعَ مِنْهُ.
توفِّي أَبُو عمر قبل الأربع مائة.
3712- ابن النُّعمان 2:
قَاضِي الدِّيَار المِصْرِيَّة، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بن قاضي القضاة أبي الحسن علي بن قَاضِي القُضَاة أَبِي حَنِيْفَةَ النُّعْمَانِ بنِ مُحَمَّدٍ، المَغْرِبِيُّ العُبَيْدِيُّ الرَّافضيُّ.
وَلِيَ بَعْد مَوْتِ عمِّه محمد بأيام، وتمكَّن، واستمرَّ, فحكم خمس سنين ونصف، فَعُزِلَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ 394 بِابْنِ عَمِّه أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ العَزِيْزِ بن مُحَمَّدٍ.
وَجرَى لَهُ أَمرٌ كَبِيْرٌ مَعَ الحَاكِم، ثُمَّ ضُرِبَتْ عُنُقه فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَأُحرق.
وَعلتْ رُتْبَةُ عَبْدِ العَزِيْزِ جِدّاً؛ بِحَيْثُ إنَّ الحَاكِم أَصعدَهُ مَعَهُ يَوْمَ العِيْد عَلَى المِنْبَر، وَتصلّب فِي الأَحكَام، وَقهرَ الظَّلمَة، إِلَى أَنْ عُزِلَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ بِالقَاضِي مَالِكِ بنِ سَعِيْدٍ الفَارِقِي، وَقتلَهُ الحَاكم -وقَتَل مَعَهُ القَائِدَ حُسَيْنَ بنَ جُوْهَرٍ وَأُمَرَاءَ لأَمرٍ طَوِيْلٍ- فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَعَاشَ عَبْدُ العَزِيْزِ سَبْعاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
3713- أَبُو عُبَيْدٍ الهَرَوِيُّ 3:
العَلاَّمَةُ أَبُو عُبَيْدٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَرَوِيُّ الشَّافِعِيُّ اللُّغَوِيُّ المؤدّب، صاحب "الغريبين".
أخذ علم اللسان عن الأزهري وغيره.
__________
1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "17/ 205"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 90".
2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 422"، والعبر "3/ 45"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 132".
3 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 260"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 228"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 161".

(12/561)


وَيُقَالُ لَهُ: الفَاشَانِيُّ. وَفَاشَان -بِفَاء مشوبَة بباءٍ: قَريَةٌ مِنْ أَعمَال هَرَاة.
وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصلاَحِ فِي طبقَاتِ الشَّافِعِيَةِ، فَقَالَ: رَوَى الحَدِيْثَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ البزَّاز الحَافِظِ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ، وَأَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ المَلِيْحِيُّ بِكتَابِ "الغَرِيْبينِ".
قُلْتُ: توفِّي فِي سَادسِ رَجَب سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ ابْنُ خلكان: سار كتاب في الآفاق، ومر مِنَ الكُتُب النَّافعَة.... ثُمَّ قَالَ: وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يُحبّ البِذْلَةَ، وَيَتنَاولُ فِي الخلوَة، وَيُعَاشِرُ أَهْلَ الأَدَبِ فِي مَجَالِس اللذَّة وَالطَّرب, عَفَا الله عنه.

(12/562)


3714- البُسْتِيّ 1:
العلَّامة شَاعِرُ زَمَانِه، أَبُو الفَتْحِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ البُسْتِيّ الكَاتِب.
قَالَ الحَاكِمُ بَعْدَ أَنْ رَوَى عَنْهُ: هُوَ وَاحِدُ عَصْرِهِ، حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ أَبِي حَاتِمٍ بن حِبَّان.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ البَرْدَعِيُّ، وَشَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ، وَآخَرُوْنَ.
مَاتَ سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة.
وَلَهُ نَظْمٌ فِي غاية الجودة, كبير, سائر بين الفضلاء.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 72"، والأنساب للسمعاني "2/ 210"، والعبر "3/ 75"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 159".

(12/562)


3715- ابن الجَسُور 1:
الإِمَامُ المحدِّث الثِّقَةُ الأَدِيْبُ، أَبُو عُمَرَ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ الحُبَابِ، الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُمُ القُرْطُبِيّ، ابْنُ الجَسُور، وَقَدْ كنَّاه أَبُو إِسْحَاقَ بن شِنْظير: أَبَا عُمَيْر، وَالأَوّلُ أَصحّ.
حدَّث عَنْ: قَاسِم بن أَصْبَغَ، ووهب بن مَسَرَّة، ومحمد بن عبد الله ابْن أَبِي دُلَيْم، وَمُحَمَّدِ بن مُعَاوِيَةَ، وَأَحْمَد بنِ مُطَرَّف.
حَدَّثَ عَنْهُ: الصَّاحبَان، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْم، وَهُوَ أَكْبَر شَيْخٍ لابْنِ حَزْم.
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة, ولَهُ نَيِّفٌ وثَمَانُوْنَ سَنَةً.
وَكَانَ خَيِّرًا صَالِحاً شَاعِراً، عَالِي الإِسْنَاد, وَاسِعَ الرِّوَايَة، صَدُوْقاً.
قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ المُدَوَّنَة عَنِ ابْنِ مَسَرَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاح، عَنْ مُؤَلّفهَا سُحْنُوْن، وَقَرَأْتُ تَفْسِيْر ابْنِ عُيَيْنَةَ بروَايته عَنْ قَاسِم بنِ أَصْبَغ, وَ"المُوَطَّأ" حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن رِفَاعَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ العَلاَّف، عَنِ ابْنِ بُكَيْر، عَنْ مَالِك.
وَمَاتَ فِي العَام قبلَه بِأَشهر شَيْخُ المَالِكِيَّة بِالأَنْدَلُسِ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ المَكْوِيّ مصَنّفُ "الاسْتيعَاب فِي المَذْهَب" فِي مائَة جُزْء. توفِّي فجأَةً عَنْ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً, وَكَانَ رَأْساً فِي العِلْمِ وَالعمل.
وَمَاتَ العلَّامة أَبُو عُبَيْدٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ صَاحِبُ "الغَرِيْبين" فِي رَجَبٍ، وَالعَدْلُ حَمْد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ صَاحِبُ دويرَة حمد مذبوحاً فِي دَاره، وَالأَدِيْبُ البَلِيْغُ أَبُو الفَتْحِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ البُسْتِيّ، وَشَيْخُ نَيْسَابُوْر السَّيِّد أَبُو الحَسَنِ العَلَوِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَالديُّ الهَرَوِيُّ أَحدُ الضعفاء.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 75"، والوافي بالوافيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 330"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 161".

(12/563)


3716- الحِنَّائي 1:
الشَّيْخُ المحدِّث الصَّدُوْقُ، أَبُو بَكْرٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هِلاَلٍ، البغدادي الحنائي الأديب.
حدَّث عَنْ: يَعْقُوْب الجصَّاص، وَالحُسَيْنِ بن عيَّاش، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ البَخْتَرِيّ، وَإِسْمَاعِيْل الصَّفَّار.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الكَفْرطَابِيّ، وَرَشَأ بنُ نَظِيْف، وَأَبُو القَاسِمِ الحنَّائي، وَأَبُو علِيّ الأَهْوَازِيّ.
وثَّقه الخَطِيْب.
توفِّي سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة بدمشق.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 140"، والأنساب للسمعاني "4/ 246"، والعِبَر "3/ 75"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 161".

(12/563)


3717- أبو جعفر أحمد بن محمد 1:
هُمَا الحَافِظَان الإِمَامَان الرَّفيقَان: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدَةَ بنِ مَيْمُوْن، الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُم الطُّلَيْطُلِيّ.
سَمِعَ بطُلَيْطُلَة مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ أُمَيَّة وَأَقرَانِه، وَبقُرْطُبَة مِنْ أحمد بن عون الله، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مِفَرّج، وعبَّاس بنِ أَصْبَغ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ المُؤْمِنِ. وَارتحلاَ جَمِيْعاً إِلَى المَشْرِق، فحجَّا وَسَمِعَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ المُهَنْدس، وَأَبِي عَدِيٍّ عَبْدِ العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ، وَأَبِي بَكْرٍ الأُذْفُوِيّ وَخَلْق، ثمَّ رُدَّ ابْنُ مَيْمُوْن إِلَى طُلَيْطُلَة.
قَالَ ابْنُ مظَاهِر: كَانَ مِنْ أَهْل العِلْمِ وَالفهم، حَافِظاً لِلْفِقْهِ، رَاوِيَةً لِلْحَدِيْثِ، دقيقَ الذِّهنِ فِي جَمِيْع العُلُوم، ذَا أَخلاَقٍ وآدَابٍ مَعَ الزُّهْد وَالفَضْل وَالوَرَعِ، مُقْبِلاً عَلَى طَرِيْقِ الآخِرَة، لَمْ يتَأَهَّل ... إِلَى أَنْ قال: قلَّ مَا يجوزُ عَلَيْهِ فِي كُتُبِه مَعَ كثرتهَا وَهْم ولاَ خَطَأ، كَانَتْ كُتُبُهُ وَكُتُبُ صَاحِبه ابْنِ شِنْظِيْر أَصَحَّ كُتُبٍ بطُلَيْطُلَة.
قُلْتُ: حمل النَاسُ عَنْهُ، وتوفِّي إِلَى رَحْمَةِ اللهِ فِي شَعْبَانَ سَنةََ أَرْبَعِ مائَةٍ بطُلَيْطُلَة كَهْلاً، وصلى عليه صاحبه ابن شنظير وهو:
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 991"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 158".

(12/564)


3718- الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد 1:
ابن حُسَيْنِ بنِ شِنْظِيْرٍ الأُمَوِيُّ.
ذكرهُمَا أَبُو القَاسِمِ بن بشكوال، فقال: كان كَفَرَسَيْ رِهَانٍ فِي العِنَايَةِ الكَامِلَة بِالعِلْم وَالبحث عَلَى الرِّوَايَة وضَبْطِهَا، سمعَا بطُلَيْطُلَةَ مَنْ لَحِقَاهُ بِهَا، وَبقُرْطُبَة وَمِصْرَ وَالحِجَازِ. وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ صوَّامًا قوَّامًا وَرِعًا، يَغْلِبُ عَلَيْهِ عِلْمُ الحَدِيْثِ وَمَعْرِفَةُ طُرُقه.. إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ سُنّيّاً مُنَافِراً لأَهْلِ البِدَع، مَا رُئِيَ أَزهدُ مِنْهُ وَلاَ أَوْقَر مَجْلِساً، رحلَ النَّاسُ إِليهُمَا، ثُمَّ تفرَّد أَبُو إِسْحَاقَ بِالمَجْلِس، ثُمَّ توفِّي يَوْمَ النَّحْر سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة, وَلَهُ خمسُوْنَ عامًا، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 89"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 992"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 163".

(12/564)


ابن الأكفاني، ورأس الإمامية بالعراق، وابن جميع:
3719- ابن الأَكْفَانِي 1:
قَاضِي القُضَاة بِبَغْدَادَ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ، المَعْرُوف بِابْنِ الأَكْفَانِي.
حدَّث عَنْ: القَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيّ، وَعَبْدِ الغَافِرِ بن سَلاَمَةَ، وَابْن عُقْدَة، وَأَحْمَد بنِ عَلِيٍّ الجُوْزَجَانِيّ، وَطَائِفَة.
حدَّث عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيُّ، وَعِدَّة.
قَالَ التَّنُوْخِيّ: قَالَ لِي أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيّ: مَنْ قَالَ إنَّ أَحَداً أَنفقَ عَلَى أَهْلِ العِلْمِ مائَةَ أَلْف دِيْنَار فَقَدْ كذب, غَيْرَ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الأَكفَانِيّ.
قَالَ التَّنُوْخِيّ: جُمع لَهُ جَمِيْعُ قَضَاء بَغْدَاد فِي سَنَةِ 396، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة, وَلَهُ تِسْعُوْنَ سَنَة إلَّا سَنَة.
3720- رَأْسُ الإِمَامِيَّةِ بِالعِرَاقِ:
أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ حسن الجوهري.
له تَصَانِيْف مِنْهَا "أَخْبَار الاَثنِي عشر"، وَكِتَاب "الشِّجاج"، وَأَشْيَاء.
مَاتَ سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة.
3721- ابْنُ جُمَيْع 2:
الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّالِح، المُسْنِدُ المُحَدِّثُ الرَّحَّال، أَبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَحْيَى بنِ جُمَيْع، الغَسَّانِيّ الصَّيْدَاوِيّ، صَاحِب "المُعْجَم".
سَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَبَالمَدِيْنَة أَوْ لَمْ يَسْمَعْ بِهَا، وَبِبَغْدَادَ مِنَ المَحَامِلِيّ، وَابنِ مَخْلَدٍ، وَالحُسَيْنِ بن سَعِيْدٍ المطبقِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ الأَثْرَم، وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ الجُوْزَجَانِيّ، وَخَلْقٍ، وَبَالكُوْفَةِ مِنَ الحَافِظ ابْنِ عُقْدَة، وَبِالبَصْرَة مِنْ أَبِي رَوْقٍ الهِزَّانِيّ، وَوَاهِب بن مُحَمَّدٍ، وَبِوَاسِط مِنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدَانَ، وَبكَفربَيَّا مِنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ البَزَّاز، وَببَلَد مِنْ أَحْمَدَ بن إِبْرَاهِيْمَ الإِمَام، وبالرملة من أحمد بن
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 141"، والأنساب للسمعاني "1/ 339"، واللباب لابن الأثير "1/ 82"، والعبر "3/ 90"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 174".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 116"، واللباب لابن الأثير "2/ 253"، والعبر "3/ 80"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 164".

(12/565)


عَمْرٍو الحَافِظ، وَبِمِصْرَ مِنْ أَبِي الطَّاهِرِ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ الخَامِي، وَعِدَّة، وَبصَيدَا مِنْ أَحْمَد بنِ رِيْحَان، وَبصُور مِنْ أَحْمَدَ بن سَعِيْدٍ الفَارِسِيّ، وَأَحْمَدَ بن هِشَامِ بن اللَّيْثِ، وَبمَنْبِج مِنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ، وَبحلبَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بن مَسْعُوْدٍ الوَزَّان، وَبسيرَاف مِنْ جَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيّ، وَبرَامَهُرْمُز مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَلاَّدٍ الحَافِظ، وَبَالمَصِّيْصَة مِنْ حَيَّان بن بِشْرٍ القَاضِي، وَبعين زَرْبَة مِنْ حَسْنُوْنَ بن مُحَمَّدٍ، وَبأَطْرَابُلُس مِنْ خَيْثَمَة القُرَشِيّ، وَبَالمَوْصِل مِنْ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العُمَرِيُّ، وَبِأَنْطَاكِيَةَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ خَلَفٍ الصَّيْدَلاني، وَبيَافَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي الخُنْبش، وبتَنِّيس مُؤنس بن وَصِيف، وَبشيرَاز مِنْ أَبِي الصَّقْرِ مُظَفّر بن مُحَمَّدٍ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَة، وَبطَرَسُوْس مِنْ مُحَمَّدِ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيّ، وبالرِّقة مِنْ مُحَمَّد بن الحَسَنِ بنِ أَبِي خُبْزَة، وَبَالقُلْزُم مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قنقل، وَبَالأَثَارب مِنْ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ العَمَّارِي، وَببَيْرُوْت مِنْ أَحْمَد بن مَكْحُوْل البَيْرُوْتِيّ، وَببيَّاس مِنْ أَحْمَد بن دِيْنَارٍ، وَبَالأَهْوَاز مِنْ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ شُجَاع، وَبعِرْقَة حُسَيْن بن عِيْسَى الخَزْرَجِيّ، وَبدِمْيَاط مِنْ خَالِد بن مُحَمَّدٍ، وَبقَرْقِيْسِيَا مِنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْد المَلِكِ بن مُحَمَّدٍ، وَبجَبْلَة مِنْ عَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ عَسَّال، وَبَالأُبُلَّة مِنْ عَلِيِّ بن عَبْدِ الوَهَّابِ الظَّاهِرِيّ، وَبدَيْرِ العَاقول عُمَر بن سُورين، وَبنهر المَلِك يَزِيْد بن إسماعيل الخلاَّل. وَأَعَانه عَلَى لُقِيِّ هَؤُلاَءِ فِي هَذِهِ البِلاَد الشَّاسعَة سفرُه فِي التِّجَارَة.
حدَّث عَنْهُ: عَبْدُ الغَنِيّ بن سَعِيْدٍ الحَافِظ، وتَمَّام الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَوَلَده السَّكَنُ بنُ جُمَيْع، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي عَقِيل، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ سَلَمَة الورَّاق، وَأَبُو نَصْرٍ الحُسَيْنُ بنُ طَلاَّب الخَطِيْب، وَآخَرُوْنَ.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقِيْلَ: فِي سَنَةِ سِتّ.
وَقَالَ ابْنُهُ: صَام أَبِي أَبُو الحُسَيْنِ وَلَهُ ثَمَان عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى أَنْ توفِّي.
قَالَ الصُّوْرِيّ فِي جُزْءٍ لَهُ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً ثِقَة مَأْمُوْناً.
وَقَالَ الخَطِيْبُ وَغَيْرهُ: ثِقَة.
قُلْتُ: قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ صفوَة فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وثمَان وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ أَسنَد مِنْ بَقِيَ بِالشَّامِ، وَلَمْ أَظفر لَهُ بِشَيْءٍ فِي طَيْبَة.
قَرَأْتُ مُعْجَمِه عَلَى ابْنِ القوّاس، عَنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ الحَرَسْتَانِيّ، سَنَة تِسْعٍ وَسِتّ مائَة

(12/566)


حضوراً، عَنْ جمَال الإِسْلاَم السُّلَمِيّ، عَنِ ابْنِ طَلاَّب، عَنْهُ قَالَ: هَذَا مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ ذكرُ شُيُوْخِي الَّذِيْنَ لقيتُهُم فِي سَائِر الآفَاقِ: بمكة والعراق وفارس وأرض إصطخر والثغور وديار بكر وَالشَّام وَمِصْر، وَأَبدأُ بِمَن اسْمه مُحَمَّد ... إِلَى أَنْ قَالَ: أَنشدنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّنَوبرِيّ بِحَلَب:
تَزَايدَ مَا أَلْقَى فَقَدْ جَاوَزَ الحَدَّا ... وَكَانَ الهوَى مَزْحًا فَصَارَ الهوَى جِدَّا
وَقَدْ كُنْتُ جَلْداً ثُمَّ أَوْهَننِي الهوَى ... وَهَذَا الهوَى مَا زَالَ يَسْتَوهِنُ الجَلْدَا
فَلاَ تَعْجَبِي مِنْ غَلْبِ ضَعْفِكِ قُوَّتِي ... فَكَمْ مِنْ ظباءٍ فِي الهوَى غَلَبَتْ أُسدا
غَلَبْتُم عَلَى قَلْبِي فَصِرْتُم أَحقَّ بِي ... وَأَملكَ بِي مِنِّي فَصِرْتُ لَكُم عَبْدَا
جَرَى حبُّكُم مَجْرَى حَيَاتِي فَفَقْدُكُم ... كَفَقْدِ حَيَاتِي لاَ رَأَيْتُ لَكُم فَقْدَا
وَقَدْ سقتُ مِنْ هَذَا المُعْجَم أَحَادِيْث فِيمَا مَضَى.
قَالَ أَبُو الفَضْلِ السَّعْدِيُّ، والسَّكَن وَلدُ ابْنِ جُمَيْع، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال: توفِّي ابْنُ جُمَيْع فِي رَجَبٍ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة، لكن ابنه ما ذكر الشهر، وَوَهِمَ الكنَّاني، فَقَالَ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة. وَالصَّحِيْحُ الأَوّلُ، وَعَاشَ ستاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.

(12/567)


أبوه أبو بكر، والسكن ابن جميع:
3722- أبوه أبو بكر 1:
وَكَانَ وَالِدُهُ أَبُو بَكْرٍ عَابداً صوَّامًا.
حدَّث عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدَان صَاحِبِ أَبِي مُصْعَب الزُّهْرِيّ.
رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ فِي مُعْجَمِه، وَحفيدُه الحسَن الملقَّب بالسَّكَن.
توفِّي فِي سَنَةِ بِضْع وخمسين وثلاث مائة.
3723- السَّكَن بن جُمَيْع 2:
وكان السكن يُكَنَّى أبا محمد.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ جَدِّه، وَعَنْ جَدِّه الآخر المُعَمَّر مُحَمَّد بن سُلَيْمَانَ بن أَحْمَدَ بنِ ذَكْوَان، وَيُوْسُفَ بن القَاسِمِ الميَانَجي، وأَحْمَدَ ابن عطاء الرُّوذَبَاري، وجماعة.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 119".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 117".

(12/567)


وعمَّر دَهْراً كَأَبِيهِ.
حدَّث عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الصَّقْرِ الأَنْبَارِيّ، وَعَلِيّ بن بكَّار الصُّوْرِيّ، وَجَمَاعَة، وَبَالإِجَازَة الفَقِيْهُ نَصْرٌ المَقْدِسِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ المَوَازِيْنِيِّ، حَكَى عَنْهُ مُنَجَّى بن سُلَيْم الكَاتِب قَالَ: مكثتُ سِتَّةَ أَشهر مَا شَرِبتُ المَاءَ.
وَقَالَ: سَمِعْتُ المُوَطَّأ مِنْ جَدِّي سَنَة سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَلِي الآنَ سبعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَقَدْ سردتُ الصَّوْمَ وَلِي ثَمَان وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَكَذَا سرد الصَّوْمَ أَبِي وَجَدِّي.
مَاتَ السَّكَنُ فِي يَوْم عِيْد الفِطْرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِصَيْدَا، وَمَا زَالَ بَلَدُ صَيدَا دَارَ إِسْلاَم إِلَى أَن اسْتولَى عَلَيْهِ الفرنجُ فِي حُدُوْدِ الخَمْسِ مائَة، فَدَام بِأَيدِيهِم دَهْراً إِلَى أَن افْتَتَحَهُ السُّلْطَانُ المَلِكُ الأَشرفُ صلاَحُ الدِّيْنِ سنَةَ تِسْعِيْنَ وَسِتّ مائَة وأخرب حصنه.
ومات مَعَ ابْنِ جُمَيْع فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة شَيْخُ هَمَذَان أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ تُركَانَ التَّمِيْمِيّ الخفَّاف، وَلَهُ رحلَةٌ سَمِعَ فِيْهَا مِنْ أَبِي سَهْل بن زياد، والوزير البليغ المنشئ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَزْمِ بنِ غَالِبٍ اليزيدي الأندلسي والد الفقيه أبي مُحَمَّد، وَالإِمَامُ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مِسْوَر السُّوسَنْجِرديُّ البَغْدَادِيُّ، ومحدِّث الأَنْدَلُس أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شِنْظِير الطُّلَيْطُلِي صَاحِبُ الحَافِظ أَبِي جَعْفَرٍ بنِ مَيْمُوْنٍ، وَيُقَالُ لَهُمَا: الصَّاحبَان؛ لكونهُمَا فِي الحِفْظِ وَالطّلب مَعاً كَفَرسي رِهَان، مَاتَا كَهْلَيْنِ، وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ عَابداً مُتَبَتِّلاً قَانتاً للهِ، دَاعِيَةً إِلَى السُّنَن. وَأَبُو القَاسِمِ خَلَفُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ محمد بن خاقان مقرئ مِصْر، وَالقُدْوَةُ الزَّاهِد طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَاهلَة الهَمَذَانِيّ، حدَّث عَنِ الكِبَار، وَقَاضِي قُرْطُبَة العلَّامة أَبُو المُطَرِّف عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن فُطَيْس المَالِكِيّ الحَافِظ، وَزَاهدُ بَغْدَاد أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ عِيْسَى البَاقِلاَّنِيّ العَابِد، والمحدِّث عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ السَّامَرِّيّ الرَّفاء صَاحِبُ الهَاشِمِيّ، وَإِمَامُ جَامع دِمَشْق أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ دَاوُدَ الدَّارَانِيّ المُقْرِئُ الزَّاهِدُ، والعلَّامة أَبُو الحُسَيْنِ بنُ اللبَّان الفَرَضِيّ، وَطَائِفَةٌ ذكرتُهُم فِي هَذَا الكتاب.

(12/568)


3724- القَابِسيّ 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ الفَقِيْه، العَلاَّمَةُ عَالِمُ المَغْرِب، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَف المَعَافِرِيُّ القَرَوِيُّ القَابسِيُّ المَالِكِيُّ، صَاحِب "الملخَّص".
حج، وَسَمِعَ مِن: حَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الكتَّانِي الحَافِظ، وَأَبِي زَيْدٍ المَرْوَزِيّ، وَابنِ مسرورٍ الدّبَّاغ بِإِفْرِيْقِيَةَ، درَّاس بن إِسْمَاعِيْلَ، وَطَائِفَة.
وَكَانَ عَارِفاً بِالعِلل والرِّجَال، وَالفِقْهِ وَالأُصُوْلِ وَالكَلاَمِ، مُصَنِّفاً يَقِظاً دَيِّنًا تَقِيّاً، وَكَانَ ضَرِيْراً، وَهُوَ مِنْ أَصحِّ العُلَمَاء كُتُباً، كتب لَهُ ثِقَاتُ أَصْحَابِهِ، وَضَبَطَ لَهُ بِمَكَّةَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ"، وحرَّرَه وَأَتْقَنَهُ رفيقُه الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَصِيلِي.
قَالَ حَاتِمٌ الأطرابُلُسي: كَانَ أَبُو الحَسَنِ القَابِسِي زَاهِداً وَرِعاً يَقِظاً، لَمْ أَرَ بِالقَيْرَوَان إلَّا مُعْتَرِفاً بِفَضْلِهِ. تفقَّه عَلَيْهِ أَبُو عِمْرَانَ القَابِسِي، وَأَبُو القَاسِمِ الَّلبيدِي، وَعَتِيْقٌ السُّوسِي، وَغَيْرُهُم.
ألَّف توَالِيف بَدِيْعَة ككتَاب "الممهّد" فِي الفِقْه، وَكِتَاب "أَحكَام الدّيَانَات"، وَ"المُنْقِذ مِنْ شُبَه التَّأْوِيْل"، وَكِتَاب "المنبّه للْفَطِنِ"، وَكِتَاب "مُلَخَّص المُوَطَّأ"، وَكِتَاب "المنَاسك"، وَكِتَاب "الاعْتِقَادَات"، وَغَيْر ذَلِكَ.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وتوفِّي فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ بِمدينَة القَيْرَوَان، وَبَات عِنْد قَبْره خلقٌ مِنَ النَّاس، وضُربت الأَخبيَةُ، وَرثَتْه الشُّعَرَاءُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة.
وَقَدْ أَخَذَ القِرَاءةَ عَرضاً بِمِصْرَ عَنْ أَبِي الفَتْح بنِ بُدْهُن، وَأَقرأَ النَّاسَ بِالقَيْرَوَان دَهْراً، ثُمَّ قطع الإِقْرَاءَ لمَّا بلغه أَن بَعْضَ أَصْحَابه أَقرأَ الوَالِي، ثُمَّ أَعمل نَفَسه فِي درس الفِقْه وَالحَدِيْث حَتَّى بَرَعَ فِيْهِمَا، وَصَارَ إِمَامَ العصرِ، أَثْنَى عَلَيْهِ بِأَكْثَر مِنْ هَذَا أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي، وَقَالَ: كتبنَا عَنْهُ شَيْئاً كَثِيْراً، وَبَقِيَ فِي الرّحلَة خَمْسَ سِنِيْنَ، وردَّ سَنَة سبعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ بنِ سَعْد الأَنْصَارِيّ الفَقِيْهُ شَيْخُ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَطَّاب الرَّازِيّ الإِسكندرَانِيّ.
وَقِيْلَ لَهُ: القَابسِيّ؛ لأَنْ عَمّه كَانَ يشدُّ عِمَامَته شِدَّةً قابسية، فاشتهر لذلك بالقابسي.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 446"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 982"، والعبر "3/ 85"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 233"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 168".

(12/569)


أَخْبَرَنَا قَاضِي دِمَشْق علمُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المِصْرِيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ البَاهِي، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ حَسَن اللُّغَوِيّ، أَخْبَرَنَا خَلَفُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عتَّاب، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ القَابسِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسْرُور، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سُحْنُوْن بنُ سَعِيْد، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ، حَدَّثَنَا مَالِكٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسَيْط، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَوْبَان، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ أَنْ نَسْتَمْتِعَ بجُلُود المَيْتَةِ إِذَا دُبِغَت1.
وَمَاتَ مَعَ القَابسِي: ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ الأصولي، وأحمد بن فراس المَكِّيّ باختلافٍ فِيْهِ، وَأَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الحسن الصوصري صَاحِبُ المَحَامِلِيّ، وَشَيْخُ الحَنَابِلَة أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ حَامِد الورَّاق وَاسمُه حسن، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو عَبْدِ اللهِ الحليمِي الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ البُخَارِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذَبَاري رَاوِي "سُنَن أَبِي دَاوُدَ"، وَالحَافِظُ أَبُو الوَلِيْدِ بنِ الفَرَضِيّ القُرْطُبِيّ، وَشَيْخُ الحَنَفِيَّة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الخُوَارِزْمِيّ مُفْتِي العِرَاق، وَشَاعِرُ الأَنْدَلُس يُوْسُفُ بنُ هَارُوْنَ الرَّمَادِيّ، وَمَلِكُ التّركُ أَيلك خَان، وَكَانَ خَيِّرًا عَادلاً ديِّنًا، فتملَّك بعده أخوه طغان خان.
__________
1 ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه مالك "2/ 498"، ومن طريقه أخرجه أبو داود "4124"، والنسائي "7/ 176"، وابن ماجه "3612"، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسَيْط، به.
ووقع عند النسائي [مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَوْبَان، عَنْ أبيه] ، ورواه جميعهم [عن أمه] ، ووروايته عن أبيه ضعيفة. كما أنَّ أمه مجهولة، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبولة.
لكن ورد عن ابن عباس قال: تصدَّق على مولاة لميمونة بشاة، فماتت، فمَرَّ بِهَا رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "هَلَّا أخذتم إهابها، فدبغتموه، فانتفعتم به"؟ فقالوا: إنها ميتة. فقال: "إنما حُرِّم أكلها". أخرجه البخاري "5531"، ومسلم "363"، وأبو داود "4120"، والنسائي "7/ 171"، وابن ماجة "3610"، والدارمي "2/ 86"، والدارقطني "1/ 42"، وأبو عوانة "1/ 209"، والبيهقي "1/ 15".

(12/570)


3725- الحَاكِمُ 1:
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حمدويه بن نعيم بن الحكم، الإِمَامُ الحَافِظُ، النَّاقِدُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع الضَّبِّيّ الطَّهْمَانِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
مَوْلِدُهُ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ, ثَالث شَهْر رَبِيْعِ الأَوَّلِ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِنَيْسَابُوْرَ.
وطلبَ هَذَا الشَّأْنَ فِي صِغَرِهِ بعنَايَة وَالدِه وَخَالِه، وَأَوّلُ سَمَاعه كَانَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ، وَقَدِ اسْتملَى عَلَى أَبِي حَاتِمٍ بن حِبَّان فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَهُوَ ابْنُ ثلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَلحق الأَسَانيد العَالِيَةَ بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاقِ وَمَا وَرَاء النَّهْرِ، وَسَمِعَ مِنْ نَحْو أَلفِي شَيْخ، ينقصُوْنَ أَوْ يزيدُوْنَ، فإنَّه سَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ وَحدَهَا مِنْ أَلفِ نَفْس، وَارْتَحَلَ إِلَى العِرَاقِ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً، فَقَدم بَعْد مَوْتِ إِسْمَاعِيْل الصفَّار بِيَسِيْرٍ.
وحدَّث عَنْ أَبِيهِ, وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ رَأَى مُسْلِماً صَاحِب الصَّحِيْح، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ المُذَكِّرِّ، وَمُحَمَّدِ بن يَعْقُوْبَ الأَصَمِّ، وَمُحَمَّدِ بن يَعْقُوْبَ الشيباني بن الأَخْرَم، وَمُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه الجَلاَّب، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الرَّازِيِّ صَاحِبِ ابْن وَاره، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن أَحْمَدَ الصَّفَّار، وَصَاحِبَي الحَسَن بن عرفة: عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ السُّتُوْرِي، وَعَلِيِّ بن عَبْدِ اللهِ الحَكِيمِي، وَإِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدٍ الرَّازِيّ، وَمُحَمَّدِ بن القَاسِمِ العَتَكِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيّ الجَمَّال، وَمُحَمَّدِ بن المُؤَمَّل المَاسَرْجِسِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ مَحْبُوب محدِّث مَرْو، وَأَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسْنُوَيْه، وَالحَسَنِ بن يَعْقُوْبَ البُخَارِيِّ، والقاسم ابن القَاسِمِ السَّيَّارِي، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْس العَنَزِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ الشُّعَيبِي الفَقِيْه، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الشَّعْرَانِيّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بَكْرِ بن محمد المروزي الصَّيْرَفِيّ، وأبي الوليد حسَّان ابن مُحَمَّدٍ الفَقِيْه، وَأَبِي عليٍّ الحُسَيْنِ بن عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيِّ الحَافِظِ، وَحَاجِبِ بن أحْمَدَ الطُّوْسِيّ، لَكِن عُدم سَمَاعُه مِنْهُ، وَعَلِيِّ بن حمشَاد العَدْل، وَمُحَمَّدِ بن صَالِح بن هَانِئ، وَأَبِي النَّضْرِ محمد ابن مُحَمَّدٍ الفَقِيْه، وَأَبِي عَمْرٍو وَعُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ الدَّقَّاق البَغْدَادِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَعَبْدِ اللهِ بنُ دُرُسْتَوَيْه، وَأَبِي سَهْلٍ بن زِيَادٍ، وَعَبْدِ البَاقِي بن قَانع، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حَمْدَان الجَلاَّب شَيْخِ هَمَذَان، وَالحُسَيْن بن الحَسَنِ الطُّوْسِيّ، وَعَلِيِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيّ، وَمُحَمَّدِ بن حَاتِمٍ بن خُزَيْمَةَ الكَشِّي شَيْخ زَعَمَ أَنَّهُ لقِي عَبْدَ بن حُمَيْد, وَأُمَمٍ سِوَاهُم؛ بِحَيْثُ إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي طَاهِرٍ الزِّيَادِيّ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ.
حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَأَبُو الفَتْح بن أبي الفَوَارِس، وَأَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَالزَّكِيُّ عَبْدُ الحَمِيْدِ البَحِيْرِي، ومؤمل بن
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 473"، والأنساب للسمعاني "2/ 370"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 274"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 962"، وميزان الاعتدال "3/ 608"، ولسان الميزان "5/ 232"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 238"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 176".

(12/571)


مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّام، وَعُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَحْمِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَف الشِّيْرَازِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وصنَّف وخرَّج، وجرَّح وعَدَّل، وصحَّح وَعلَّل، وَكَانَ مِنْ بُحور العِلْمِ عَلَى تشيُّعٍ قَلِيْلٍ فِيْهِ.
وَقَدْ قرأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى ابْنِ الإِمَام، وَمُحَمَّدِ بن أَبِي مَنْصُوْرٍ الصَّرَّام، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ النّقَّار مُقْرِئِ الكُوْفَة، وَأَبِي عِيْسَى بَكَّارٍ مُقْرِئِ بَغْدَاد.
وتَفَقَّه عَلَى أَبِي عَلِيِّ بن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي الوَلِيْد حَسَّانِ بن مُحَمَّدٍ، وَأَبِي سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِي.
وَأَخَذَ فُنُوْنَ الحَدِيْثِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ، وَالجِعَابِيّ، وَأَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَعِدَّة.
وَقَدْ أَخَذَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الحِيْرِيّ، وَرَأَيْتُ عَجِيْبَةً وَهِيَ أن محدّث الأندلس أبا عمر الطَّلَمَنْكِيّ قَدْ كتب كِتَاب "عُلُوم الحَدِيْث" للحَاكم فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ شَيْخٍ سَمَّاهُ، عَنْ رَجُلٍ آخر، عَنِ الحَاكِم.
وَقَدْ صَحِبَ الحَاكِمُ مِنْ مَشَايِخ الطَّرِيْق إِسْمَاعِيْلَ بنَ نُجَيْد، وَجَعْفَراً الخُلْدِيّ، وَأَبَا عُثْمَان المَغْرِبِيّ.
وَقَعَ لِي حَدِيْثُه عَالِياً بِإِسْنَادٍ فِيْهِ إِجَازَة.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ بنِ الخلاَّل: أَخْبَرَكُم جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، سَمِعْتُ الخَلِيْلَ بنَ عَبْدِ اللهِ الحَافِظ ذكر الحَاكِمَ وعظَّمه، وَقَالَ: لَهُ رحلتان إِلَى العِرَاقِ وَالحِجَاز، الثَّانِيَةُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وستين، وناظر الدراقطني فرَضِيَه، وَهُوَ ثِقَةٌ وَاسِعُ العِلْم، بلغت تَصَانِيْفُه قَرِيْباً مِنْ خَمْس مائَة جُزْء، يَسْتَقصِي فِي ذَلِكَ، يُؤلِّف الغَثّ وَالسَّمِين. ثُمَّ يَتَكَلَّم عَلَيْهِ، فيُبين ذَلِكَ.
قَالَ: وتوفَِّي فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة. كَذَا قَالَ.
قَالَ: وَسأَلنِي فِي اليَوْمِ الثَّانِي لَمَّا دَخَلتُ عَلَيْهِ، وَيُقرأُ عَلَيْهِ فِي فوائِد العِرَاقيين: سُفْيَان الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سهلٍ, حَدِيْث الاسْتِئذَان، فَقَالَ لِي: مَن أَبُو سَلَمَة هَذَا? فَقُلْتُ مِنْ وَقتِي: المُغِيْرَة بن مُسْلِمٍ السَّرَّاج. قَالَ: وَكَيْفَ يَرْوِي المُغِيْرَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ? فَبقيتُ، ثُمَّ قَالَ لِي: قَدْ أَمهلتُكَ أُسبوعاً حَتَّى تتفكَّر فيه. قال: فتفكَّرت لَيْلَتِي حَتَّى بقيتُ أُكَرِّرُ التَّفكُّر، فلمَّا وقعتُ إِلَى أَصْحَابِ الجَزِيْرَة مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيّ، تذكرتُ مُحَمَّدَ بن أَبِي

(12/572)


حَفْصَةَ، فَإِذَا كَنّيته أَبُو سَلَمَة، فَلَمَّا أَصبحتُ، حضَرتُ مَجْلِسَه، وَلَمْ أَذكر شَيْئاً حَتَّى قَرَأْتُ عَلَيْهِ نَحْو مائَة حَدِيْث، قَالَ: هَلْ تفكَّرت فِيمَا جرَى? فَقُلْتُ: نَعَمْ. هُوَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ، فتعجَّب، وَقَالَ لِي: نظرتَ فِي حَدِيْثِ سُفْيَانَ لأَبِي عَمْرٍو البَحِيْرِي? فَقُلْتُ: لاَ. وَذكرتُ لَهُ مَا أَمَمْتُ فِي ذَلِكَ، فتحيِّر، وَأَثْنَى عليَّ، ثُمَّ كُنْتُ أَسأَلُه، فَقَالَ: أَنَا إِذَا ذَاكرتُ اليَوْمَ فِي بَابٍ لاَ بُدَّ مِنَ المطَالعَةِ لكبَرِ سِنِّي. فرَأَيْتُهُ فِي كُلِّ مَا أُلقي عَلَيْهِ بَحْراً، وَقَالَ لِي: أَعلم بِأَنَّ خُرَاسَان وَمَا وَرَاءَ النَّهر، لِكُلِّ بَلَدَةٍ تَاريخٌ صنَّفه عَالِمٌ مِنْهَا، وَوجدتُ نَيْسَابُوْر مَعَ كَثْرَةِ العُلَمَاء بِهَا لَمْ يُصنِّفُوا فِيْهِ شَيْئاً، فَدَعَانِي ذَلِكَ إِلَى أَنْ صنَّفتُ "تَاريخ النِّيسَابوريين" فتأمَّلته، وَلَمْ يسْبقهُ إِلَى ذَلِكَ أَحد، وصنَّف لأَبِي عَلِيٍّ بنِ سَيْمَجُور كِتَاباً فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَزواجِه وَأَحَادِيْثِهِ، وسمَّاه "الإكليل"، لم أر أَحداً رتَّب ذَلِك التَّرتيب، وَكُنْتُ أَسأَلُه عَنِ الضعفاء الذين نشئوا بَعْد الثَّلاَث مائَة بِنَيْسَابُوْرَ وَغيرهَا مِنْ شُيُوْخ خُرَاسَان، وَكَانَ يُبَيِّنُ مِنْ غَيْر مُحَاباة.
أَخْبَرَنَا المُؤَمَّل بنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرهُ كِتَابَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع الحَاكِمُ ثِقَةً، أَوّلُ سَمَاعه سنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ يمِيلُ إِلَى التَّشَيُّع، فحدَّثني إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الأُرْمَوِيُّ بِنَيْسَابُوْرَ, وَكَانَ صَالِحاً عَالِماً قَالَ: جمع أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ أَحَادِيْثَ، وَزعمَ أنَّها صِحَاحٌ عَلَى شَرْطِ البُخَارِيِّ وَمُسْلِم، مِنْهَا حَدِيْثُ الطَّير، وَحَدِيْثُ: "مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ" فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ ذَلِكَ، وَلَمْ يَلْتَفتُوا إِلَى قَوْله.
أَبو نُعَيم الحَدَّاد: سَمِعْتُ الحَسَنَ بن أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيَّ الحَافِظَ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّاذْيَاخي الحَاكِم يَقُوْلُ: كنَّا فِي مَجْلِس السَّيِّد أَبِي الحَسَنِ، فسُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ عَنْ حَدِيْثِ الطَّير، فَقَالَ: لاَ يصحُّ، وَلَوْ صحَّ لَمَا كَانَ أَحدٌ أَفضَلَ مِنْ عَلِيٍّ بعد النبي -صلى الله عليه وسلم.
فَهَذِهِ حِكَايَةٌ قويَةٌ، فَمَا بَالُه أَخرجَ حَدِيْث الطَّير فِي الْمُسْتَدْرك? فَكَأَنَّهُ اخْتلف اجْتِهَادُه، وَقَدْ جمعت طرق حديث الطير في الجزء، وَطرق حَدِيْث: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ وَهُوَ أَصحُّ، وأصحّ منهما مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّهُ لعهدُ النَّبِيّ الأُمِّي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيَّ: "إِنَّهُ لاَ يحبك إلَّا
__________
1 صحيح بطرقه: ورد من حديث بريدة: عند أحمد "5/ 350، 358، 361"، وابن أبي شيبة "12/ 57"، وابن أبي عاصم "1354"، والبزار "2535"، والحاكم "2/ 129-130"، من طريق الأعمش عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه، به.
وورد عن زيد بن أرقم: عند أحمد "4/ 368، 372"، والترمذي "3713"، والحاكم "3/ 110"، وورد عن البراء بن عازب: عند ابن ماجه "116"، وأحمد "4/ 281"، وورد من حديث سعد بن أبي وقاص: عند ابن ماجه "121".

(12/573)


مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُكَ إلَّا مُنَافِقٌ" 1. وَهَذَا أَشكلُ الثَّلاَثَةِ، فَقَدْ أَحَبَّه قَوْمٌ لاَ خَلاَقَ لَهُم، وَأَبغضه بجهلٍ قَوْمٌ مِنَ النَّوَاصب، فَالله أَعلم.
أُنْبِئتُ عَنْ أَبِي سَعْدٍ الصَّفَّار: عَنْ عَبْدِ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ هُوَ إِمَامُ أَهْلِ الحَدِيْثِ فِي عَصْرِهِ، العَارِفُ بِهِ حقَّ مَعْرفَته، يُقَال لَهُ: الضَّبِّيّ؛ لأَنْ جدَّ جَدَّتِه هُوَ عِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الضَّبِّيّ، وَأُمُّ عِيْسَى هِيَ مَنْوِيه بِنْتُ إِبْرَاهِيْم بن طَهْمَان الفَقِيْه، وَبَيْتُه بَيْتُ الصَّلاَحِ وَالورعِ وَالتَأَذينِ فِي الإِسْلاَمِ، وَقَدْ ذكر أَبَاهُ فِي تَارِيْخِهِ، فَأَغنَى عَنْ إِعَادته، وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَلقِي عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الشَّرْقِيّ، وَأَبَا عَلِيٍّ الثَّقَفِيّ، وَأَبَا حَامِدٍ بنَ بِلاَلٍ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُم، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ المُحَمَّدَابَاذِي، وَأَبِي بَكْرٍ القَطَّان، وَلَمْ يظفر بِمَسْمُوْعِهِ مِنْهُمَا، وَتَصَانِيْفُه المَشْهُوْرَةُ تطفَحُ بذكرِ شُيُوْخِه، وَقرأَ بِخُرَاسَانَ عَلَى قراء وقته، وتفقَّه عَلَى أَبِي الوَلِيْد، وَالأُسْتَاذِ أَبِي سَهل، واختصَّ بِصُحْبَة الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِي، وَكَانَ الإِمَامُ يُرَاجِعُهُ فِي السُّؤَالِ وَالجَرْح وَالتَّعديل، وَأَوْصَى إِلَيْهِ فِي أُمُورِ مدرستِه دَارِ السُّنَّة. وفَوَّض إِلَيْهِ توَلِيَةَ أَوقَافِه فِي ذَلِكَ، وَذَاكر مِثْل الجِعَابِيّ، وَأَبِي عَلِيّ المَاسرْجِسِيِّ الحَافِظِ الَّذِي كَانَ أَحْفَظَ زَمَانِهِ، وَقَدْ شَرَعَ الحَاكِمُ فِي التَّصْنِيْف سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فاتَّفق لَهُ مِنَ التَّصَانِيْف مَا لَعَلَّهُ يَبْلغُ قَرِيْباً مِنْ أَلف جُزْءٍ مِنْ تخريج "الصحيحين"، و"العلل وَالتَّرَاجِمِ" وَالأَبْوَابِ وَالشُّيُوْخ، ثُمَّ المجموعَات مِثْل "مَعْرِفَة عُلُوم الحَدِيْث"، وَ"مُسْتَدرك الصَّحِيْحَيْنِ"، وَ"تَاريخ النيسابوريين"، و"كتاب مُزكِي الأَخْبَار"، وَ"الْمدْخل إِلَى علم الصَّحِيْح"، وَكِتَاب "الإِكليل"، وَ"فَضَائِل الشَّافِعِيّ"، وَغَيْر ذَلِكَ. وَلَقَدْ سَمِعْتُ مَشَايِخنَا يذكرُوْنَ أَيَّامه، وَيْحَكُون أَنَّ مُقَدَّمِي عصره مِثْلَ أَبِي سهلٍ الصُّعلوكِي, وَالإِمَام ابْنِ فُوْرَك, وَسَائِر الأَئِمَّة يُقدِّمونه عَلَى أَنفسهِم، وَيُرَاعُوْنَ حقَّ فَضله، وَيعرفُوْنَ لَهُ الحرمَة الأَكيدَة، ثُمَّ أَطنب عَبْد الغَافر فِي نَحْو ذَلِكَ مِنْ تَعَظِيْمه، وَقَالَ: هَذِهِ جملٌ يسيرَةٌ هِيَ غيضٌ مِنْ فيضِ سِيَرِهِ وَأَحْوَالِه، وَمن تأمَّل كَلاَمَهُ فِي تَصَانِيْفه، وَتَصَرُّفه فِي أَمَاليه، وَنَظَرَهُ فِي طُرُق الحَدِيْث، أَذعن بفضلِهِ، وَاعْتَرفَ لَهُ بالمزية عَلَى مَنْ تَقَدَّمه، وَإِتعَابَه مَنْ بَعْدَهُ، وَتعجِيزَه اللاَحقين عَنْ بُلوَغِ شَأْوِهِ، وَعَاشَ حمِيداً، وَلَمْ يُخلِّف فِي وَقْتِهِ مثلَه، مَضَى إِلَى رَحْمَة الله فِي ثَامن صفر سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ العَبْدُويي الحَافِظُ: سَمِعْتُ الحَاكِم أَبَا عَبْدِ اللهِ إِمَامَ أَهْلِ الحَدِيْثِ فِي عصره يَقُوْلُ: شَرِبْتُ مَاءَ زَمْزَم، وَسَأَلْتُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي حُسْنَ التصنيف.
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم "78" عن علي -رضي الله عنه, به.

(12/574)


قَالَ العَبْدُويي: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَلَى ظهر جُزءٍ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي الحُسَيْنِ الحجَّاجي الحَافِظِ، فَأَخَذَ القَلَمَ، وضَرَبَ عَلَى الحَافِظ، وَقَالَ: أَيش أَحفَظُ أَنَا? أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البيَّاع أَحْفَظُ مِنِّي، وَأَنَا لَمْ أَرَ مِنَ الحُفَّاظِ إلَّا أَبَا عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَبَا العَبَّاسِ بنَ عُقْدَة. وَسَمِعْتُ السُّلَمِيَّ يَقُوْلُ: سأَلتُ الدَّارَقُطْنِيّ: أَيهُمَا أَحْفَظُ: ابْنُ مَنْدَةَ أَوِ ابْنُ البَيِّع? فَقَالَ: ابْنُ البَيِّع أَتْقَنُ حِفْظاً.
قَالَ أَبُو حَازِمٍ: أَقَمْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ العُصْمِيّ قَرِيْباً مِنْ ثَلاَثِ سِنِيْنَ، وَلَمْ أَرَ فِي جُمْلَة مَشَايِخنَا أَتْقَنَ مِنْهُ وَلاَ أَكْثَرَ تَنْقِيْراً، وَكَانَ إِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم إلى أَبِي عَبْدِ اللهِ، فَإِذَا وَردَ جَوَابُ كِتَابِه، حَكَمَ بِهِ، وَقَطَعَ بِقَولِه.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو صالح المؤذن: أخبرنا مسعود بن علي السِّجْزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُوْرَك، حَدَّثَنَا الحَافِظ أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ البَحِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ مُطَرِّف الكَرَابِيْسِيّ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدُوَيْه الحَافِظ، حَدَّثَنَا النَّجَّاد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى الحِمَّانِيّ، حَدَّثَنَا سُعَيْرُ بنُ الخِمْس، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْل" وَذَكَرَ الحَدِيْثَ1، ثُمَّ قَالَ مَسْعُوْدٌ: وَحدَّثَنِيه الحَاكِمُ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَقَدْ كَانَ الحَاكِمُ لمَّا رَوَى عَنْهُ الكَرَابِيْسِيّ هَذَا شَابّاً طريّاً.
أَنْبَأَنَا ابْنُ سَلاَمَةَ عَنِ الحَافِظ عَبْدِ الغَنِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ الوَاسِطِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ النَّسَوِيُّ، حَدَّثَنَا الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ النَّسَوِيُّ، حَدَّثَنَا خِدَاشُ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا يعيشُ بنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا أَحْسَنَ الهَدِيَّةَ أَمَامَ الحَاجَة!.
قُلْتُ: هَذَا مُلْصَقٌ بِمَالِك، وقد حدَّث به الوليد الموْقِري2 أحد الضعفاء، عن الزهري مرسلًا.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "623"، ومسلم "1092" عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: "إِنَّ بِلاَلاً يؤذِّن بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يؤذِّن ابن أم مكتوم".
2 هو الوليد بن محمد الموقَّري، صاحب الزهري، يكنَّى أبا بشر البلقاوي، مولى بني أمية، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به. وكذبه يحيى بن معين. وقال النسائي: متروك الحديث.
قلت: والحديث الذي رواه باطل، وقد مَرَّ تخريجنا له.

(12/575)


أَبُو مُوْسَى: حَدَّثنا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ سَعْدِ بنِ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيّ، سَمِعَ أَبَا نَصرٍ الوَائِلِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا وَرد أَبُو الفَضْلِ الهَمَذَانِيُّ نَيْسَابُوْر تعصَّبوا لَهُ، ولقَّبوه: بَدِيْعَ الزَّمَان، فَأُعْجِبَ بِنَفْسِهِ؛ إِذْ كَانَ يَحْفَظُ المائَة بَيْتٍ إِذَا أُنْشِدَتْ مرَّةً، وَيُنْشِدُهَا مِنْ آخرهَا إِلَى أَولهَا مَقْلُوبَةً، فَأَنْكَرَ عَلَى النَّاسِ قَوْلَهُم: فلانٌ الحَافِظُ فِي الحَدِيْثِ. ثُمَّ قَالَ: وَحِفْظُ الحَدِيْثِ مما يذكر?! فسمع به الحاكم ابن البَيِّع، فَوجَّهَ إِلَيْهِ بجُزْء، وَأَجَّل لَهُ جُمعَةً فِي حفظه، فردَّ إِلَيْهِ الجُزء بَعْد الجُمُعَة، وَقَالَ: مَنْ يَحْفَظُ هَذَا? مُحَمَّدُ بنُ فُلاَن، وَجَعْفَرُ بنُ فُلاَن، عَنْ فُلاَن? أَسَامِي مُخْتَلِفَة، وَأَلْفَاظ مُتَبَاينَة? فَقَالَ لَهُ الحَاكِم: فَاعرفْ نَفْسَك، وَاعلمْ أنَّ هَذَا الحِفْظَ أَصعبُ مِمَّا أَنْتَ فِيْهِ.
ثُمَّ رَوَى أَبوَ مُوْسَى المَدِيْنِيّ: أنَّ الحَاكِم دَخَلَ الحمَّام، فَاغتسل، وَخَرَجَ. وَقَالَ: آهِ. وَقُبِضَتْ رُوحُهُ وَهُوَ متَّزر لَمْ يَلْبِس قمِيصَهُ بَعْدُ، ودُفِنَ بَعْد العَصْرِ يَوْمَ الأَرْبعَاء، وصلَّى عَلَيْهِ القَاضِي أَبو بكر الحِيْرِيّ.
قَالَ الحَسَنُ بنُ أَشعث القُرَشِيّ: رَأَيْت الحَاكِمَ فِي المَنَامِ عَلَى فَرَسٍ فِي هَيْئَةٍ حَسَنَة وَهُوَ يَقُوْلُ: النَّجَاةَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيُّهَا الحَاكِم! فِي مَاذَا? قال: في كتبة الحديث.
الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ: حدَّثني الأَزْهَرِيُّ قَالَ: وَرد ابْنُ البَيِّع بَغْدَادَ قَدِيْماً، فَقَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ حَافِظكم -يَعْنِي الدَّارَقُطْنِيّ- خرَّج لِشَيْخٍ وَاحِدٍ خَمْس مائَة جُزْء، فَأَرُونِي بَعْضَهَا. فَحُمِلَ إِلَيْهِ مِنْهَا، وَذَلِكَ مِمَّا خرَّجه لأَبِي إِسْحَاقَ الطَّبَرِيّ، فَنَظَرَ فِي أَوِّلِ الجُزء الأَوَّل حَدِيْثاً لِعَطيَّة العَوْفِيّ، فَقَالَ: اسْتَفْتَحَ بِشَيْخٍ ضَعِيْفٍ. وَرَمَى الجُزْء، وَلَمْ يَنْظُرُ فِي البَاقِي.
قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: سَأَلتُ سَعْدَ بن عَلِيٍّ الحَافِظ عَنْ أَرْبَعَة تَعَاصرُوا: أَيُّهُم أَحْفَظُ? قَالَ: مَن? قُلْتُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَعَبْدُ الغَنِي، وَابْنُ مَنْدَةَ، وَالحَاكِم. فَقَالَ: أَمَا الدَّارَقُطْنِيُّ فَأَعْلَمُهُم بِالعِلَل، وَأَمَّا عَبْدُ الغَنِي فَأَعْلَمُهُم بِالأَنْسَابِ، وَأَمَّا ابْنُ مَنْدَةَ فَأَكْثَرُهُم حَدِيْثاً مَعَ مَعْرِفَة تامَّة، وَأَمَّا الحَاكِمُ فَأَحْسَنُهُم تَصْنِيْفاً.
أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوْسِيّ، عَنِ ابْنِ طَاهِر: أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا إِسْمَاعِيْل عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيَّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، فَقَالَ: ثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ، رَافضيٌّ خَبِيْث.
قُلْتُ: كَلاَّ لَيْسَ هُوَ رافضيًّا، بل يتشيِّع.
قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: كَانَ شَدِيدَ التَّعَصُّب للشيعة في الباطن، وكان يُظْهِر التسنُّن فِي التَّقَدِيْم

(12/576)


وَالخِلاَفَة، وَكَانَ مُنْحَرِفاً غَالياً عَنْ مُعَاوِيَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، يَتَظَاهرُ بِذَلِكَ، وَلاَ يعتذِرُ مِنْهُ، فَسَمِعْتُ أَبَا الفَتْحِ سمكويه بهَرَاة، سَمِعْتُ عَبْدَ الوَاحِد المَلِيْحِيّ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ يَقُوْلُ: دَخَلتُ عَلَى الحَاكِم وَهُوَ فِي دَارِه، لاَ يُمْكِنُه الخُرُوجُ إِلَى المَسْجَد مِنْ أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ كَرَّام، وَذَلِكَ أنَّهم كسرُوا مِنْبَرهُ، وَمنعُوهُ مِنَ الخُرُوج، فَقُلْتُ لَهُ: لَوْ خَرَجْتَ وَأَمْلَيْتَ فِي فَضَائِلِ هَذَا الرَّجُل حَدِيْثاً، لاَسترحتَ مِنَ المِحْنَة، فَقَالَ: لاَ يَجِيْءُ مِنْ قَلْبِي، لاَ يَجِيْءُ مِنْ قَلْبِي.
وَسَمِعْتُ المظَفَّر بن حَمْزَةَ بِجُرْجَانَ، سَمِعْتُ أَبَا سَعْد المَالِيْنِيّ يَقُوْلُ: طَالعتُ كِتَاب "الْمُسْتَدْرك عَلَى الشَّيخين" الَّذِي صنَّفه الحَاكِمُ مِنْ أَوله إِلَى آخِره، فَلَمْ أَرَ فِيْهِ حَدِيْثاً عَلَى شَرْطِهِمَا.
قُلْتُ: هَذِهِ مُكَابرَةٌ وَغُلُوّ، وَلَيْسَتْ رتبةُ أَبِي سَعْدٍ أَنْ يَحكُم بِهَذَا، بَلْ فِي "المُستدرك" شَيْءٌ كَثِيْرٌ عَلَى شَرْطِهِمَا، وَشَيءٌ كَثِيْرٌ عَلَى شَرْطِ أَحَدِهِمَا، ولعلَّ مَجْمُوع ذَلِكَ ثُلثُ الكِتَابِ بَلْ أَقلُّ، فَإِنَّ فِي كَثِيْر مِنْ ذَلِكَ أَحَادِيْثَ فِي الظَّاهِر عَلَى شَرْطِ أَحَدِهِمَا أَوْ كليهُمَا، وَفِي البَاطن لَهَا عللٌ خَفِيَّة مُؤَثِّرَة، وَقطعَةٌ مِنَ الكِتَاب إِسْنَادُهَا صَالِحٌ وَحسنٌ وَجيّدٌ، وَذَلِكَ نَحْو رُبُعِه، وَبَاقِي الكِتَاب مَنَاكِير وَعجَائِبُ، وَفِي غُضُون ذَلِكَ أَحَادِيْثُ نَحْو المائَة يَشْهَد القَلْبُ بِبُطْلاَنهَا، كُنْتُ قَدْ أَفردت منها جُزْءاً، وَحَدِيْثُ الطَّير بِالنِّسبَة إِلَيْهَا سمَاءٌ، وَبِكُلِّ حَالٍ فَهُوَ كِتَابٌ مُفِيْدٌ قَدِ اختصرتُهُ، وَيعوزُ عَمَلاً وَتحريراً.
قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: قَدْ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ السَّمَرْقَنْدِيّ يَقُوْلُ: بَلَغَنِي أَنَّ "مُستدرك" الحَاكِم ذُكر بَيْنَ يدِي الدَّارَقُطْنِيّ، فَقَالَ: نَعَمْ، يَسْتَدركُ عَلَيْهِمَا حَدِيْثَ الطَّير! فَبَلَغَ ذَلِكَ الحَاكِمَ، فَأَخْرَجَ الحَدِيْثَ مِنَ الكِتَاب.
قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ، بَلْ لَمْ تَقَعْ، فَإِنَّ الحَاكِم إِنَّمَا أَلَّف "المُستخرج" فِي أَوَاخِرِ عُمُره، بَعْد مَوْتِ الدَّارَقُطْنِيّ بِمُدَّة، وَحَدِيْثُ الطَّير فَفِي الكِتَاب لَمْ يحوَّل مِنْهُ، بَلْ هُوَ أَيْضاً فِي جَامع التِّرْمِذِيّ.
قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: وَرَأَيْتُ أَنَا حَدِيْثَ الطَّير جَمْعَ الحَاكِم بخطِّه فِي جُزء ضَخْم، فكتبتُه للتعجُّب.
قَالَ الحَاكِمُ فِي تَارِيْخِهِ: ذكرنَا يَوْماً مَا رَوَى سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَس، فمررتُ أَنَا فِي التَّرْجَمَة، وَكَانَ بحضرَةِ أَبِي عليٍّ الحَافِظ وَجَمَاعَةٍ مِنَ المَشَايِخ، إِلَى أَنْ ذكرتُ حَدِيْثَ: "لاَ يَزْنِي

(12/577)


الزَّانِي حِيْنَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ". فَحْمل بَعْضُهُم عليَّ، فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: لاَ تَفْعل، فَمَا رَأَيْتَ أَنْتَ وَلاَ نَحْنُ فِي سِنِّه مثلَه، وأنا أقول: إذا رأيته رأيت ألف رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْث.
قد مرَّ أَنَّ الحَاكِم مَاتَ فَجْأَةً فِي صَفَرٍ سَنَة خَمْسٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ القَاضِي أَبو بكر الحِيْرِيّ.
وَفِيْهَا مَاتَ مسنِدُ مَكَّة أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس العَبْقَسِيّ، وَمسنِدُ بَغْدَاد أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى المُجْبر، وَحَافِظُ شِيرَاز أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ اللَّيْث الشِّيْرَازِيّ المُقْرِئُ، وَمسندُ دِمَشْقَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي الحَدِيْد السُّلَمِيّ، وَقَاضِي بَغْدَاد عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَكْفَانِيّ، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ كَجّ الدِّيْنَوَرِيّ، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة بالبصرة أبو القاسم عبد الواحد ابن الحسين الصَّيْمري.

(12/578)


فهرس الجزء الثاني عشر:
فهرس الموضوعات:
الصفحة/ الموضوع
5/ 3038/ ابْنُ القَاصِّ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ.
5/ 3039/ الممسي، العباس بن عيسى.
6/ 3040/ الحلبي، محمد بن الحلبي.
7/ 3041/ حمزة بن القاسم.
7/ 3042/ الجورجيري، محمد بن عمر الأصبهاني "مكرر".
7/ 3043/ السمسار، محمد بن عمر النيسابوري.
8/ 3044/ المدائني، محمد بن الحسين.
8/ 3045/ أبو زرعة، محمد بن أحمد.
8/ 3046/ أحمد بن محمد.
9/ 3047/ ابن زبان، أحمد بن سليمان.
9/ 3048/ ابن حيكويه، محمد بن يحيى.
10/ 3049/ أحمد بن عبيد.
10/ 3050/ محمد بن حاتم.
10/ 3051/ المصري، علي بن محمد.
11/ 3052/ ابن دينار، محمد بن عبد الله.
12/ 3053/ الحصائري، الحسن بن حبيب.
13/ 3054/ الأنطاكي، إبراهيم بن عبد الرزاق.
13/ 3055/ ابن البختري، محمد بن عمرو.
14/ 3056/ الأزدي، يزيد بن محمد.
14/ 3057/ الشعراني، محمد بن معاذ.
15/ 3058/ ابن أوس، أحمد بن محمد.
15/ 3059/ ابن أبي صالح، القاسم بن أبي صالح.
16/ 3060/ إبراهيم بن محمد.
16/ 3061/ الميداني، محمد بن أحمد.
17/ 3062/ الصعلوكي، أحمد بن محمد.

(12/581)


الصفحة/ الموضوع
17/ 3063/ القرميسيني، إبراهيم بن شيبان.
19/ 3064/ أبو العرب، محمد بن أحمد.
19/ 3065/ أبو ميسرة أحمد بن نزار.
20/ 3066/ ابن مهرويه، علي بن محمد.
21/ 3067/ الجوزي، أحمد بن محمد.
21/ 3068/ علي بن حمشاذ.
23/ 3069/ ابن النحاس، أحمد بن محمد.
23/ 3070/ عماد الدولة، علي بن بويه.
24/ 3071/ الكراني، أحمد بن محمد بن عاصم.
25/ 3072/ السوسي، أحمد بن محمد ابن فضالة.
25/ 3073/ الرياشي، الحسن بن إبراهيم.
26/ 3074/ الفامي، سليمان بن يزيد.
26/ 3075/ الأشناني، عمر بن الحسن.
27/ 3076/ ابن الأعرابي، أحمد بن محمد.
29/ 3077/ خيثمة بن سليمان بن حيدرة.
32/ 3078/ الفارابي، محمد بن محمد بن طرخان.
33/ 3079/ ابن مليح، الحسن بن يوسف.
33/ 3080/ ابن بالويه، محمد بن أحمد.
34/ 3081/ ابن حيكان، محمد بن أحمد.
34/ 3082/ ابن داود، محمد بن داود.
35/ 3083/ السمرقندي، عثمان بن محمد.
36/ 3084/ الأستاذ، عبد الله بن محمد.
37/ 3085/ الكرخي، عبيد الله بن الحسين.
38/ 3086/ الدينوري، أحمد بن مروان.
39/ 3087/ أبو إسحاق المروزي، إبراهيم بن أحمد.
40/ 3088/ ابن أبي هريرة، الحسن بن الحسين.
40/ 3089/ الخامي، أحمد بن محمد بن عمرو.
41/ 3090/ الحوراني، محمد بن حميد.
42/ 3091/ البخاري، الحسن بن يعقوب.
42/ 3092/ الأردبيلي، حفص بن عمر.
43/ 3093/ الحسن بن سعد.
43/ 3094/ الختلي، عبد الرحمن بن أحمد.
44/ 3095/ الصفَّار، محمد بن عبد الله.
45/ 3096/ الصفَّار، أحمد بن عبيد.
46/ 3097/ الصفار، إسماعيل بن محمد.
47/ 3098/ أحمد بن عبيد الصفار الرعيني.
47/ 3099/ ابن صفوان، الحسين بن صفوان.

(12/582)


الصفحة/ الموضوع
48/ 3100/ الستوري، علي بن الفضل.
48/ 3101/ ابن عقبة، علي بن محمد.
49/ 3102/ ابن السماك، عثمان بن أحمد.
50/ 3103/ ابن الحداد، محمد بن أحمد.
53/ 3104/ المادرائي، محمد بن علي.
54/ 3105/ الأصم، محمد بن يعقوب.
58/ 3106/ ابن أبي ثابت، إبراهيم بن محمد.
58/ 3107/ الطحَّان، أحمد بن عمرو.
60/ 3108/ القطَّان، علي بن إبراهيم.
61/ 3109/ ابْنُ شَوْذَبٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أحمد.
62/ 3110/ ابن الأخرم، محمد بن يعقوب.
64/ 3111/ الأخرم أبو يوسف الشافعي.
65/ 3112/ البحري، إسحاق بن إبراهيم.
66/ 3113/ قاسم بن أصبغ.
66/ 3114/ البغدادي، علي بن أحمد.
67/ 3115/ الزجاجي، عبد الرحمن بن إسحاق.
68/ 3116/ الجلّاب، عبد الرحمن بن حمدان.
68/ 3117/ الأسواري، محمد بن أحمد.
69/ 3118/ الأذرعي، إسحاق بن إبراهيم.
70/ 3119/ العباداني، أحمد بن سليمان.
70/ 3120/ عبد المؤمن بن خلف.
72/ 3121/ الصبغي، أحمد بن إسحاق.
الطبقة العشرون:
76/ 3123/ أبو النصر الطوسي.
77/ 3124/ أبو الوليد الفقيه، حسَّان بن محمد.
79/ 3125/ ابن طباطبا، عبد الله بن أحمد.
80/ 3126/ ابن الجراب، إسماعيل بن يعقوب.
80/ 3127/ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
81/ 3128/ التنوخيّ، علي بن محمد.
81/ 3129/ السياري، القاسم بن القاسم.
82/ 3130/ ابن الخضر، أحمد بن الخضر.
82/ 3131/ ابن ماهيان، محمد بن حسين.
82/ 3132/ النَّجاد، أحمد بن سلمان.
84/ 3133/ ابن الحجَّام، عبد الله بن أبي هاشم.
84/ 3134/ أبو وهب زاهد الأندلس.
85/ 3135/ أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ.

(12/583)


الصفحة/ الموضوع
88/ 3136/ ابن نجيح، محمد بن العباس.
89/ 3137/ ابن حذلم، أحمد بن سليمان.
89/ 3138/ ابن خزيمة، أحمد بن الفصل.
90/ 3139/ العقبي، حمزة بن محمد.
90/ 3140/ الأمين، إبراهيم بن محمد.
91/ 3141/ مكرم بن أحمد.
91/ 3142/ أحمد بن بهزاد.
92/ 3143/ السمسار، أحمد بن جعفر.
92/ 3144/ الطرائفي، أحمد بن محمد.
93/ 3145/ العلّاف، محمد بن عيسى.
93/ 3146/ أبو سهل القطان، أحمد بن محمد.
94/ 3147/ الخطبي، إسماعيل بن علي.
95/ 3148/ ابن خنب، محمد بن أحمد.
95/ 3149/ الهجيمي، إبراهيم بن علي.
96/ 3150/ ابن قانع، عبد الباقي بن قانع.
97/ 3151/ ابن شعيب، محمد بن هارون.
98/ 3152/ العتكي، محمد بن القاسم.
98/ 3153/ السكري، أحمد بن إبراهيم.
98/ 3154/ ابن نيخاب، أحمد بن إسحاق.
99/ 3155/ الكعبي، عبد الله بن محمد.
99/ 3156/ ابن درستويه، عبد الله بن جعفر.
100/ 3157/ أبو ميمون، عبد الرحمن بن عبد الله.
101/ 3158/ العنبري، يحيى بن محمد.
101/ 3159/ ابن سنان، إبراهيم بن محمد.
102/ 3160/ الإسفراييني، الحسن بن محمد.
102/ 3161/ أحمد بن منصور.
103/ 3162/ المحبوبي، محمد بن أحمد.
103/ 3163/ بكر بن محمد.
104/ 3164/ ابن داسة، محمد بن بكر.
105/ 3165/ ابن الوزان، إبراهيم بن عثمان.
105/ 3166/ ابن الخصيب، عبد الله بن محمد.
106/ 3167/ السندي، أحمد بن محمد.
107/ 3168/ الخراساني، عبد الله بن إسحاق.
107/ 3169/ ابن علم، محمد بن عبد الله بن عمرويه.
108/ 3170/ ابن كامل، أحمد بن كامل.
109/ 3171/ القنطري، القاسم بن إبراهيم.
109/ 3172/ الجَمَّالُ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ.

(12/584)


الصفحة/ الموضوع
110/ 3173/ ابن حسنويه، أحمد بن علي.
111/ 3174/ ميمون بن إسحاق.
111/ 3175/ ابن بريه، عبد الله بن إسماعيل.
112/ 3176/ ابن فارس، عبد الله بن جعفر.
113/ 3177/ الدخميني، بكر بن محمد.
114/ 3178/ الطستي، عبد الصمد بن علي.
114/ 3179/ وهب بن مسرة.
115/ 3180/ الخلدي، جعفر بن محمد.
116/ 3181/ الصرفندي، إبراهيم بن إسحاق.
117/ 3182/ ابن الجزار، أحمد بن إبراهيم.
117/ 3183/ صاحب الأندلس، عبد الرحمن بن محمد.
118/ 3184/ ابن الأخرم، محمد بن النضر.
119/ 3185/ ابن عمار، أحمد بن محمد.
119/ 3186/ ابن ماتي، علي بن عبد الرحمن.
120/ 3187/ ابن الزبير، علي بن محمد.
120/ 3188/ العطشي، أحمد بن عثمان.
121/ 3189/ القصار، أحمد بن محمد.
121/ 3190/ المسعودي، علي بن الحسين.
121/ 3191/ ابن بنت عدبس، جعفر بن محمد.
122/ 3192/ الأسداباذي، الزبير بن عبد الواحد.
123/ 3193/ أَبُو الفَضْلِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ.
123/ 3194/ ابن معروف، محمد بن القاسم.
124/ 3195/ النَّقاش، محمد بن الحسن.
125/ 3196/ ابن أبي دارم، أحمد بن محمد.
126/ 3197/ ابن يونس، عبد الرحمن بن أحمد.
127/ 3198/ القزويني، محمد بن عيسى.
128/ 3199/ ابن سعد، عبد الله بن أحمد.
129/ 3200/ العسَّال، محمد بن أحمد بن إبراهيم.
134/ 3201/ ابن عبيد، عبد الرحمن بن الحسن.
134/ 3202/ الرفاء، حامد بن محمد بن عبد الله.
135/ 3203/ والد تمام، محمد بن عبد الله.
136/ 3204/ خالد بن سعد.
137/ 3205/ ابن علّان، علي بن الحسن.

(12/585)


الصفحة/ الموضوع
138/ 3206/ ابن أبي هاشم، عبد الواحد ابن عمر.
138/ 3207/ أبو الخير التياني، حماد.
139/ 3208/ الماسرجسي، محمد بن المؤمّل.
140/ 3209/ ابن جامع، أحمد بن إبراهيم.
140/ 3210/ ابْنُ أَبِي المَوْتِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
140/ 3211/ قاضي الحرمين، أحمد بن محمد بن عبد الله.
141/ 3212/ ابن بدر، إسماعيل بن بدر القرطبي.
141/ 3213/ سلم بن الفضل.
11/ 3214/ فقيه قرطبة، محمد بن أحمد اللؤلؤي.
142/ 3215/ يحيى بن منصور.
142/ 3216/ ابن أفرجة، أحمد بن إبراهيم.
143/ 3217/ ابن الحيري، أحمد بن أبي بكر.
143/ 3218/ ابْنُ الحَكَمِ، جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ.
143/ 3219/ دعلج بن أحمد بن دعلج.
146/ 3220/ البلاذري، أحمد بن محمد.
147/ 3221/ ابن دحيم، محمد بن علي.
147/ 3222/ شجاع بن جعفر.
148/ 3223/ ابن أبي العقب، علي بن يعقوب.
148/ 3224/ ابن الورد، عبد الله بن جعفر.
149/ 3225/ الشافعي، محمد بن عبد الله.
151/ 3226/ ابن بندار، عبد الله بن الحسن.
152/ 3227/ الفاكهي، عبد الله بن محمد.
152/ 3228/ الرافقي، العباس بن محمد بن نصر.
153/ 3229/ القالي، إسماعيل بن القاسم.
153/ 3230/ أبو السائب، عتبة بن عبيد الله.
154/ 3231/ الحبيبي، علي بن محمد.
154/ 3232/ ابن قاج، أحمد بن قاج.
154/ 3233/ أبو عمرو الصغير، محمد بن أحمد.
155/ 3234/ الإسفراييني، الحسن بن محمد.
156/ 3235/ ابن فحلون، سعيد بن فحلون.
156/ 3236/ أبو علي النيسابوري، الحسين بن علي.
161/ 3237/ ابن مروان، محمد بن إبراهيم.

(12/586)


الصفحة/ الموضوع
161/ 3238/ النضري، عبد الله بن الحسين.
162/ 3239/ ابْنُ مُحرمٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ.
162/ 3240/ الشعار، أحمد بن بندار.
163/ 3241/ أبو علي الطبري، الحسن بن القاسم.
164/ 3242/ الأنباري، محمد بن جعفر بن محمد.
164/ 3243/ البروجردي، أحمد بن محمد.
165/ 3244/ الطوماري، عيسى بن محمد.
165/ 3245/ الرازي، عبد الله بن محمد.
166/ 3246/ محمد بن الحسن.
167/ 3247/ ابن الأحمر، محمد بن معاوية.
167/ 3248/ ابن خلّاد، أحمد بن يوسف.
168/ 3249/ الخيَّام، خلف بن محمد.
169/ 3250/ ابن عِمَارة، أحمد بن محمد.
169/ 3251/ الوضاحي، محمد بن الحسن.
169/ 3252/ الطرازي، سعيد بن القاسم.
170/ 3253/ الرامهرمزي، الحسن بن عبد الرحمن.
171/ 3254/ الأسيوطي، الحسن بن الخضر.
172/ 3255/ السليطي، محمد بن عبد الله.
172/ 3256/جمح بن القاسم.
173/ 3257/ أبو نصر القاضي، يوسف بن عمر.
174/ 3258/ ابن شعبان، محمد بن القاسم.
175/ 3259/ التجيبي، إسحاق بن إبراهيم.
175/ 3260/ ابن الحداد، أحمد بن إبراهيم.
176/ 3261/ ابْنُ أَبِي رُوْبَا، عَبْدُ الخَالِقِ بنُ الحَسَنِ.
176/ 3262/ سنقة، عثمان بن محمد.
176/ 3263/ ابن سلم، عمر بن جعفر.
177/ 3264/ الحجة، أحمد بن جعفر.
177/ 3265/ محمد بن جعفر.
177/ 3266/ أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد.
181/ 3267/ الجعابي، محمد بن عمر.
183/ 3268/ ابن حبان، محمد بن حبان.
191/ 3269/ أَبُو عُمَرَ بنُ حَزْمٍ، أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ.
191/ 3270/ ابن مقسم، محمد بن الحسن.
192/ 3271/ إسحاق بن إبراهيم.
193/ 3272/ بندار بن الحسن.

(12/587)


الصفحة/ الموضوع
194/ 3273/ علي بن بندار.
194/ 3274/ مسلمة بن القاسم.
195/ 3275/ أبو بشر، عمر بن أكثم.
195/ 3276/ الزاهي، علي بن إسحاق.
195/ 3277/ القراريطي، محمد بن أحمد.
196/ 3278/ الطبسي، أحمد بن محمد.
196/ 3279/ ابن عتبة، أحمد بن الحسن.
197/ 3280/ اللكي، أحمد بن القاسم.
197/ 3281/ والد المخلص، عبد الرحمن بن العباس.
197/ 3282/ المتقي لله.
198/ 3283/ ابن الداعي، محمد بن الحسن.
199/ 3284/ ابن السَّكَن، سعيد بن عثمان.
201/ 3285/ الطبراني، سليمان بن أحمد.
209/ 3286/ البلخي، محمد بن عبد الله.
209/ 3287/ ابن هاني، محمد بن هاني.
210/ 3288/ الصوناخي، صديق بن سعد.
210/ 3289/ الفرغاني، عبد الله بن أحمد.
210/ 3290/ الجابري، عبد الله بن جعفر.
211/ 3291/ الآجري، محمد بن الحسين.
212/ 3292/ ابن كيسان، الحسن بن محمد.
212/ 3293/ القرميسيني، إبراهيم بن أحمد.
213/ 3294/ ابن العميد، محمد بن الحسين.
213/ 3295/ الدقي، محمد بن داود.
214/ 3296/ ابن أبي يعلى.
214/ 3297/ الفرائضي، الحسين بن إبراهيم.
215/ 3298/ فاروق، بن عبد الكبير.
215/ 3299/ النقوي، بن عبد الكبير.
216/ 3300/ البربهاري، محمد بن الحسن.
217/ 3301/ غلام الخلال، عبد العزيز بن جعفر.
218/ 3302/ الشمشاطي، محمد بن جعفر.
219/ 3303/ ابن نجيد، إسماعيل بن نجيد.
220/ 3304/ الشهيد محمد بن أحمد.
221/ 3305/ النّعمان بن محمد.
222/ 3306/ ابن الخشاب، أحمد بن القاسم.
223/ 3307/ الأبزاري، إبراهيم بن أحمد.
223/ 3308/ عبد الجبار، ابن عبد الصمد ابن إسماعيل.
224/ 3309/ القهندزي، عبد الرحمن بن محمد.
224/ 3310/ ابن عدي، عبد الله بن عدي.
226/ 3311/ ابن ميكال، إسماعيل بن عبد الله.

(12/588)


الصفحة/ الموضوع
227/ 3312/ ابن فضالة، محمد بن موسى.
228/ 3313/ ابن القَطَّان، أحمد بن محمد.
228/ 3314/ ابن حيويه، محمد بن عبد الله.
229/ 3315/ السَّرَّاج، محمد بن الحسن.
230/ 3316/ ابن مطر، محمد بن جعفر.
231/ 3317/ المزكي، إبراهيم بن محمد.
232/ 3318/ ابن برزة، محمد بن عبد الله.
232/ 3319/ ابن حارث، محمد بن حارث.
233/ 3320/ المروزوذي، أحمد بن بشر.
233/ 3321/ ابن عمارة، أحمد بن محمد.
233/ 3322/ السقطي، عبد الملك بن الحسن.
234/ 3323/ ابن علَّك، عبد الله بن عمر.
234/ 3324/ ابن رميح، أحمد بن محمد.
236/ 3325/ ابن النجم، أحمد بن طاهر.
237/ 3326/ عمر البصري، عمر بن جعفر.
237/ 3327/ منذر بن سعيد البلوطي.
241/ 3328/ حمزة بن محمد.
243/ 3329/ المغفلي، أحمد بن عبد الله.
245/ 3330/ أبو حامد، أحمد بن بشر.
245/ 3331/ ابن الصواف، محمد بن أحمد.
246/ 3332/ ناصر الدولة، الحسن بن عبد الله.
247/ 3333/ سيف الدولة، علي بن عبد الله.
248/ 3334/ معز الدولة، أحمد بن بويه.
249/ 3335/ كافور، كافور الإخشيدي.
251/ 3336/ ابن حمدان، محمد بن أحمد.
253/ 3337/ أبو فراس، الحارث بن سعيد.
254/ 3338/ المهلبي، الحسن بن محمد.
254/ 3339/ المهلبي، نصر بن جعفر.
255/ 3340/ المتنبي، أحمد بن حسين.
256/ 3341/ صاحب الأغاني، علي بن حسين.
257/ 3342/ ركن الدولة، الحسن بن بويه.
258/ 3343/ الخيام، خلف بن محمد.
258/ 3344/ الذهلي، محمد بن أحمد.
262/ 3345/ القطيعي، أحمد بن جعفر.
264/ 3346/ القَصَّاب، محمد بن علي.
265/ 3347/ غندر، محمد بن جعفر بن الحسين.
266/ 3348/ غندر، محمد بن جعفر بن دران.
266/ 3349/ غندر، محمد بن جعفر بن العباس.

(12/589)


الصفحة/ الموضوع
266/ 3350/ غندر، محمد بن جعفر مولى فاتن.
267/ 3351/ غندر، محمد بن جعفر الرازي.
267/ 3352/ الغَزَّال، محمد بن عبد الرحمن.
267/ 3353/ الرَّفَّاء، السري بن أحمد.
268/ 3354/ المصيصي، علي بن أحمد.
268/ 3355/ ابن القوطية، محمد بن عمر.
269/ 3356/ ابن بقية، محمد بن محمد.
270/ 3357/ الناشئ الصغير، علي بن عبد الله.
271/ 3358/ الشيرازي، العباس بن الحسن.
271/ 3359/ ابن الإخشيذ، الحسين بن عبيد الله.
272/ 3360/ الجعل، الحسين بن علي.
272/ 3361/ ابْنُ أُخْتِ وَلِيْدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ.
273/ 3362/ ابن أم شيبان، محمد بن صالح.
274/ 3363/ الروذباري، أحمد بن عطاء.
274/ 3364/ الإسفراييني، بشر بن أحمد.
275/ 3365/ المستنصر، عبد الرحمن بن محمد الأموي.
276/ 3366/ عِزّ الدَّوْلَةِ، بُخْتِيَارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُوَيْه.
277/ 3367/ الصكوكي، محمد بن زكريا.
277/ 3368/ ابن حرارة، محمد بن أحمد.
278/ 3369/ التنيسي، محمد بن علي.
279/ 3370/ الصعلوكي، محمد بن سليمان.
281/ 3371/ الحجاجي، محمد بن محمد.
284/ 3372/ ابن السليم، محمد بن محمد.
284/ 3373/ يحيى بن مجاهد.
286/ 3374/ شيخ الشافعية، علي بن أحمد.
286/ 3375/ الجرجاني، علي بن أحمد.
286/ 3376/ السيرافي، الحسن بن عبد الله.
287/ 3377/ عضد الدولة، حسن بن بويه.
289/ 3378/ ابن ماسي، عبد الله بن إبراهيم.
290/ 3379/ الباقرحي، مخلّد بن جعفر.
291/ 3380/ ابن السنِّي، أحمد بن محمد.
293/ 3381/ القَبَّاب، عبد الله بن محمد.
293/ 3382/ الزبيبي، عبد الله بن إبراهيم.
294/ 3383/ النجيرمي، يوسف بن يعقوب.

(12/590)


الصفحة/ الموضوع
294/ 3384/ المطوعي، الحسن بن سعيد.
295/ 3385/ الميمذي، إبراهيم بن أحمد.
295/ 3386/ الأبندوني، عبد الله بن إبراهيم.
296/ 3387/ ابن بهتة، عمر بن محمد.
296/ 3388/ النصراباذي، إبراهيم بن محمد.
299/ 3389/ عمران بن شاهين.
299/ 3390/ الليثي، يحيى بن عبد الله.
300/ 3391/ عمر بن بشران.
300/ 3392/ المفيد، محمد بن أحمد.
301/ 3393/ بصلة، محمد بن محمد.
301/ 3394/ ظالم بن مرهوب.
302/ 3395/ ابن سالم، محمد بن أحمد.
303/ 3396/ ابن شارك، أحمد بن محمد.
303/ 3397/ القرمطي، الحسن بن أحمد.
305/ 3398/ أبو الشيخ، عبد الله بن محمد.
307/ 3399/ الحسن بن رشيق.
308/ 3400/ وَالِدُ أَبِي نُعَيْم، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ.
308/ 3401/ ابن النَّاصح، عبد الله بن محمد.
309/ 3402/ القَفَّال الشاشي، محمد بن علي.
310/ 3403/ كشاجم، محمود بن حسين.
311/ 3404/ الشرمقاني، أحمد بن محمد.
311/ 3405/ الماسرجسي، الحسين بن محمد.
313/ 3406/ الرازي، أحمد بن محمد.
313/ 3407/ عبد الصمد بن محمد.
314/ 3408/ ابن حسنويه، أحمد بن محمد.
314/ 3409/ ابن شاقلا، إبراهيم بن أحمد.
314/ 3410/ الإسماعيلي، أحمد بن إبراهيم.
317/ 3411/ السبيعي، الحسن بن أحمد.
319/ 3412/ الآبري، محمد بن الحسين.
319/ 3413/ الجلودي، محمد بن عيسى.
321/ 3414/ ابن بابويه، محمد بن علي.
321/ 3415/ الباهلي، أبو الحسن البصري.
322/ 3416/ ابن مجاهد، محمد بن أحمد.
322/ 3417/ ابن أبي الزمزام، الحسين بن إبراهيم.
323/ 3418/ الغضنفر، أبو تغلب بن الحسن.
323/ 3419/ هفتكين.
324/ 3420/ الشيرازي، محمد بن العباس.

(12/591)


الصفحة/ الموضوع
325/ 3421/ الشيرازي، الوزير أبو الفضل.
325/ 3422/ البكائي، علي بن عبد الرحمن.
326/ 3423/ ابن خمرويه، محمد بن عبد الله.
326/ 3424/ الأحدب الكاتب.
327/ 3425/ أبو زيد المروزي، محمد بن أحمد.
328/ 3426/ الأزهري، محمد بن أحمد.
329/ 3427/ الخياش، أحمد بن محمد.
329/ 3428/ العسكري، الحسين بن محمد.
330/ 3429/ الفهريّ، أبيض بن محمد.
330/ 3430/ والد بن جُمَيْع، أحمد بن محمد.
330/ 3431/ ابن التبان، عبد الله بن إسحاق.
331/ 3432/ أبو عثمان المغربي، سعيد بن سلام.
332/ 3433/ ابن نباتة، عبد الرحيم بن محمد.
332/ 3434/ أبو الليث، نصر بن محمد.
333/ 3435/ ابْنُ مَحْمُوَيْه، عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ.
333/ 3436/ ابن الزَّيَّات، عمر بن محمد.
334/ 3437/ ابن السِّمسَار، محمد بن موسى.
334/ 3438/ ابن قريعة، محمد بن الرحمن.
335/ 3439/ ابن لؤلؤ، علي بن محمد.
336/ 3440/ ابن صابر، محمد بن محمد.
336/ 3441/ ابن ياسين، بشر بن محمد.
337/ 3442/ ابن كيسان، علي بن محمد.
338/ 3443/ محمد بن المؤمّل، محمد بن حيويه.
338/ 3444/ النضروي، العباس بن الفضل.
339/ 3445/ الأبهري، محمد بن عبد الله.
340/ 3446/ ابن بخيت، محمد بن عبد الله.
341/ 3447/ ابن مهران، عبد الرحمن بن محمد.
342/ 3448/ الفضل بن جعفر.
343/ 3449/ الربعي، محمد بن سليمان.
343/ 3450/ هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ.
344/ 3451/ أَبُو بَكْرٍ الرازي، أحمد بن علي.
345/ 3452/ ابن وصيف، محمد بن العباس.

(12/592)


الصفحة/ الموضوع
345/ 3453/ ابن خفيف، محمد بن خفيف.
349/ 3454/ أبو الفتح الأزدي، محمد بن الحسين.
350/ 3455/ ابن السقا، محمد بن علي.
351/ 3456/ ابن السقا، عبد الله بن محمد.
352/ 3457/ الغطريفي، محمد بن أحمد.
354/ 3458/ أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ.
356/ 3459/ الصَّفَّار، محمد بن إسحاق.
356/ 3460/ ابن جيان، محمد بن خلف.
357/ 3461/ الشماخي، الحسين بن أحمد.
357/ 3462/ الميانجي، يوسف بن القاسم.
359/ 3463/ قسام الجبلي التلفيتي.
359/ 3464/ الرَّازِي، محمد بن عبد الله.
360/ 3465/ إسحاق بن سعد، الحسن بن سفيان.
360/ 3466/ البجيري، أحمد بن محمد.
361/ 3467/ قاضي مصر، علي بن النعمان.
362/ 3468/ ابن النحاس، أحمد بن محمد.
362/ 3469/ الحِرَفِيّ، المحسن بن جعفر.
363/ 3470/ ابن البواب، عبيد الله بن أحمد.
363/ 3471/ أبو أحمد الحاكم، محمد بن محمد.
368/ 3472/ ابن الباجي، عبد الله بن محمد.
369/ 3473/ ابن سبنك، عمر بن محمد.
369/ 3474/ الأموي، محمد بن العباس.
369/ 3475/ أبو علي الفارسي، الحسن بن أحمد.
370/ 3476/ ابن أبي ذهل، محمد بن أبي العباس.
371/ 3477/ الوكيل، أحمد بن موسى.
371/ 3478/ الميغي، عبد الكريم بن محمد.
372/ 3479/ الجلّاب، عبيد الله بن الحسين.
372/ 3480/ السلطان، شيرويه بن الملك.
372/ 3481/ ابن ياسين، بشر بن محمد.
373/ 3482/ الخالديان، محمد وسعيد ابنا هاشم.
374/ 3483/ شافع بن محمد.
375/ 3484/ الوراق، محمد بن إسماعيل.
376/ 3485/ ابْنُ عَوْنِ اللهِ، أَحْمَدُ بنُ عَوْنِ اللهِ.
376/ 3486/ ابن مفرج، محمد بن أحمد.
377/ 3487/ الزهري، عبيد الله بن عبد الرحمن.

(12/593)


الصفحة/ الموضوع
379/ 3488/ المرواني، أحمد بن الحسين.
379/ 3489/ الصندوقي، أحمد بن محمد.
379/ 3490/ النَّسفي، بكر بن محمد.
380/ 3491/ طلحة بن محمد.
380/ 3492/ محمد بن إبراهيم.
381/ 3493/ ابن المقرئ، محمد بن إبراهيم.
383/ 3494/ ابن محمويه، محمد بن الحسين.
384/ 3495/ ابن شيرويه، محمد بن عبد الله.
384/ 3496/ القطان، عبد الله بن محمد.
384/ 3497/ البلوطي، محمد بن الطيب.
385/ 3498/ الداركي، عبد العزيز بن عبد الله.
386/ 3499/ ابن مهران، أحمد بن الحسين.
387/ 3500/ حسينك، الحسين بن علي.
388/ 3501/ ابن حيويه، محمد بن العباس.
389/ 3502/ القزويني، علي بن أحمد.
389/ 3503/ ابن يبقى، محمد بن يبقى.
389/ 3504/ النسائي، عبد الله بن أحمد.
390/ 3505/ السرخسي، عبيد الله بن عبد الله.
390/ 3506/ العسكري، الحسن بن عبد الله.
392/ 3507/ الحسن بن عبد الله.
392/ 3508/ الكرابيسي، محمد بن بشر.
392/ 3509/ نَقَّاش الفضة، محمد بن أحمد.
393/ 3510/ الزَّبيدي، محمد بن الحسن.
393/ 3511/ ابن المظفّر، محمد بن المظفر.
396/ 3512/ يحيى بن مالك.
396/ 3513/ ابن مسرور، عبد الواحد بن محمد.
397/ 3514/ ابن شبويه، محمد بن عمر.
398/ 3515/ ابن حسكويه، أحمد بن حسين.
398/ 3516/ ابن ناقب، محمد بن حم.
398/ 3517/ ابن كنانة، أحمد بن عبد الله.
398/ 3518/ الشافعي، محمد بن القاسم.
399/ 3519/ السمسار، محمد بن الحسين.
399/ 3520/ ابن معقل، إبراهيم بن محمد.
399/ 3521/ ابن معروف، عبيد الله بن أحمد.
400/ 3522/ الرازي، عبد الله بن أحمد.
401/ 3523/ ابن شاذان، أحمد بن إبراهيم.

(12/594)


الصفحة/ الموضوع
401/ 3524/ الجوري، أحمد بن محمد.
402/ 3525/ الفناكي، جعفر بن عبد الله.
402/ 3526/ ابن شاهين، عمر بن أحمد.
405/ 3527/ الجوهري، عبد الرحمن بن عبد الله.
406/ 3528/ الزهري، الحسن بن علي.
406/ 3529/ الخليل بن أحمد.
407/ 3530/ ابن حَمَّاد، محمد بن أحمد.
408/ 3531/ ابن غريب، محمد بن غريب.
408/ 3532/ ابن زبر، محمد بن القاضي.
409/ 3533/ ابن كلس، يعقوب بن يوسف.
411/ 3534/ القلعي، عبد الله بن محمد.
411/ 3535/ أحمد بن سهل بن إبراهيم.
412/ 3536/ الماسرجسي، محمد بن علي.
413/ 3537/ المرزباني، محمد بن عمران.
414/ 3538/ الدارقطني، علي بن عمر.
421/ 3539/ ابن الثَّلاج، عبد الله بن محمد.
421/ 3540/ ابن المهندس، أحمد بن محمد.
422/ 3541/ ابن زولاق، الحسن بن إبراهيم.
423/ 3542/ الريحاني، الحسين بن أحمد.
423/ 3543/ الكاتب، الحسين بن محمد.
423/ 3544/ الأذني، علي بن الحسين.
424/ 3545/ الكسائي، محمد بن إبراهيم.
425/ 3546/ الأودني، محمد بن عبد الله.
425/ 3547/ الطرازي، محمد بن محمد.
425/ 3548/ جوهر، جوهر الرومي.
426/ 3549/ ابن مزدين، أحمد بن محمد.
426/ 3550/ الأسدي، إبراهيم بن محمد.
427/ 3551/ الحدادي، محمد بن الحسين.
427/ 3552/ ابن الرومي، عبد الله بن محمد.
428/ 3553/ البوزجاني، محمد بن محمد.
428/ 3554/ أحمد بن منصور.
429/ 3555/ الرقي، محمد بن يوسف.
429/ 3556/ الدممي، علي بن حسان.
430/ 3557/ القوّاس، يوسف بن عمر.
431/ 3558/ زاهر بن أحمد.
432/ 3559/ المخلص، محمد بن عبد الرحمن.
434/ 3560/ الكشاني، إسماعيل بن محمد.
434/ 3561/ الخفَّاف، أحمد بن محمد.
435/ 3562/ الكتاني، عمر بن إبراهيم.
436/ 3563/ ابن حنزابة، جعفر بن الفضل.

(12/595)


الصفحة/ الموضوع
438/ 3564/ النعيمي، أحمد بن عبد الله.
439/ 3565/ ابن عبدان، أحمد بن عبدان.
439/ 3566/ حفيد ابن خزيمة، محمد بن الفضل.
440/ 3567/ الكشميهني، محمد بن مكي.
441/ 3568/ المستملي، إبراهيم بن أحمد.
441/ 3569/ ابن حمويه، عبد الله بن أحمد.
442/ 3570/ الجوزقي، محمد بن عبد الله.
443/ 3571/ ابن الفرات، محمد بن العباس.
443/ 3572/ ابن حماد، محمد بن أحمد.
444/ 3573/ ابن المزكي، أحمد بن الشيخ.
444/ 3574/ عبد الرحمن بن إبراهيم المزكي.
445/ 3575/ ابن حمشاذ، محمد بن عبد الله.
445/ 3576/ الحاتمي، محمد بن الحسين.
446/ 3577/ الملك سبكتكين.
447/ 3578/ المأموني، عبد السلام بن الحسين.
447/ 3579/ ابن الطحان، إسماعيل بن إسحاق.
448/ 3580/ جبريل بن محمد.
448/ 3581/ الدمياطي، محمد بن يحيى.
448/ 3582/ العبدويي، أحمد بن إبراهيم.
449/ 3583/ ابن سمعون، محمد بن أحمد.
453/ 3584/ الصاحب، إسماعيل بن عباد.
455/ 3585/ الساماني، نوح بن منصور.
455/ 3586/ السامري، عبد الله بن الحسين.
456/ 3587/ ابن مسرور، عبد الواحد بن محمد.
457/ 3588/ الزعفراني، الحسين بن محمد.
457/ 3589/ صالح بن أحمد.
458/ 3590/ أبو الحسين البزاز.
459/ 3591/ الأشتيخني، محمد بن أحمد.
459/ 3592/ ابن سكرة، محمد بن عبد الله.
460/ 3593/ ابْنُ أَبِي غَالِبٍ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ.
460/ 3594/ الصابئ، إبراهيم بن هلال.
461/ 3595/ التنوخي، المحسن بن علي.
462/ 3596/ الطبرخزي، محمد بن العباس.
462/ 3597/ ابْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ.
464/ 3598/ ابن بطة، عبيد الله بن محمد.

(12/596)


الصفحة/ الموضوع
467/ 3599/ الرماني، علي بن عيسى.
467/ 3600/ ابن جميل، عبيد الله بن يعقوب.
468/ 3601/ ابن ماهان، عبد الوهاب بن يعقوب.
468/ 3602/ صاحب القوت، محمد بن علي.
469/ 3603/ السكري، علي بن عمر.
470/ 3604/ المخلدي، الحسن بن أحمد.
472/ 3605/ الضراب، المحسن بن إسماعيل.
473/ 3606/ الحربي، يحيى بن إسماعيل.
473/ 3607/ المعافي، يحيى بن زكريا.
475/ 3608/ ابن النعمان، محمد بن القاضي.
476/ 3609/ ابن حبابة، عبيد الله بن محمد.
476/ 3610/ ابن الجراح، عيسى بن علي.
478/ 3611/ ابن واضح، أحمد بن يوسف.
478/ 3612/ ابن زريق، أحمد بن عبد الله.
479/ 3613/ الحلبي، علي بن محمد.
480/ 3614/ ابن زنبور، محمد بن عمر.
481/ 3615/ الأبهريّ، أحمد بن محمد.
481/ 3616/ ابن الجندي، أحمد بن محمد.
482/ 3617/ المؤمّل بن أحمد.
482/ 3618/ الكلابي، عبد الوهاب بن الحسن.
483/ 3619/ ابن درستويه، الحسن بن محمد.
484/ 3620/ أبو مسلم الكاتب، محمد بن أحمد.
484/ 3621/ الأصيلي، عبد الله بن إبراهيم.
485/ 3622/ النَّصيبي، أحمد بن نصر.
486/ 3623/ ابن خرشيذ قوله, أحمد بن عمر.
486/ 3624/ الختن، محمد بن الحسن.
487/ 3625/ ابْنُ أَخِي مِيْمِي، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
488/ 3626/ صاحب الموصل، مقلد بن المسيب.
488/ 3627/ الطوسي، نصر بن أبي نصر محمد.
489/ 3628/ ابْنُ بُكَيْرٍ، الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الله بن بكير.
490/ 3629/ ابن أبي زيد، عبد الله بن أبي زيد.

(12/597)


الصفحة/ الموضوع
491/ 3630/ أبو الهيثم، عتبة بن خيثمة بن محمد.
492/ 3631/ الصيمري، عبد الواحد بن الحسين الصيمري.
492/ 3632/ ابن أبي عامر، محمد بن عبد الله.
493/ 3633/ المرجي، نصر بن أحمد بن محمد.
494/ 3634/ ابن جني، عثمان بن جني.
494/ 3635/ الجرجاني، علي بن عبد العزيز الجُرْجَانِيُّ.
495/ 3636/ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الجرجاني.
496/ 3637/ الخطابي، حمد بن محمد بن إبراهيم الخطاب.
498/ 3638/ ابن منده، محمد بن المحدّث.
506/ 3639/ عبد الله بن أبي زرعة.
506/ 3640/ أَبُو زُرْعَةَ، الكَشِّيُّ، مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ محمد.
507/ 3641/ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ علي.
508/ 3642/ أبو زرعة الإستراباذي، محمد بن إبراهيم.
509/ 3643/ أبو زرعة الإستراباذي، أحمد بن بندار.
509/ 3644/ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ الصَّغِيْرُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله.
510/ 3645/ أبو زرعة الرازي، روح بن محمد.
511/ 3646/ الزكي، محمد بن أحمد بن محمد.
511/ 3647/ جيش بن محمد بن صمصامة.
513/ 3648/ ابن ضَيْفون، محمد بن عبد الملك.
513/ 3649/ ابْنُ بَرْطَالٍ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا.
514/ 3650/ ابن عَبْدوس، محمد بن أحمد.
514/ 3651/ أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ.
514/ 3652/ أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ.
515/ 3653/ أبو الحسن، أحمد، محمد بن عبدوس العنزي.
515/ 3654/ ابن الحجاج، الحسين بن أحمد.
515/ 3655/ الرازي، علي بن عمرو بن العباس.
516/ 3656/ العنزي، الحسين بن جعفر.

(12/598)


الصفحة/ الموضوع
516/ 3657/ ابن الوزير، حسين بن محمد.
517/ 3658/ ابْنُ وَكِيْعٍ, الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ.
517/ 3659/ الوليد بن بكر بن مخلد.
519/ 3660/ البديع، أحمد بن الحسين بن يحيى.
519/ 3661/ الباقي، عبد الله بن محمد البخاري.
520/ 3662/ ابْنُ خُرَّشِيْذَ قُوْلَه، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
521/ 3663/ أَبُو نُعَيْمٍ الإِسْفَرَايْنِيُّ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ.
522/ 3664/ السلامي، محمد بن عبيد الله.
522/ 3665/ ابن الباجي، أحمد بن عبد الله.
523/ 3666/ ابن لال، أحمد بن علي بن أحمد.
524/ 3667/ أبو الرقعمق، أحمد بن محمد الأنطاكي.
524/ 3668/ الوصي، محمد بن أبي إسماعيل.
525/ 3669/ التَّاهَرْتِيُّ، أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
525/ 3670/ سعيد بن نصر.
526/ 3671/ الجوهري، إسماعيل بن حَمَّاد التركي.
527/ 3672/ ابن حمة، عبد الرحمن بن عمر.
527/ 3673/ ابن أسد الجهني، عبد الله بن محمد.
528/ 3674/ عبد الوارث بن سفيان.
528/ 3675/ الإخميمي، محمد بن أحمد.
529/ 3676/ السامري، علي بن أحمد بن محمد.
529/ 3677/ الملاحمي، محمد بن أحمد.
529/ 3678/ ابن الإسماعيلي، إسماعيل ابن الإمام.
530/ 3679/ أَخُوْهُ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ.
531/ 3680/ البحيري، محمد بن الشيخ.
532/ 3681/ الببغاء، عبد الواحد بن نصر.
532/ 3682/ صاحب البخاري، إسماعيل بن ملوك.
533/ 3683/ الكلاباذي، أحمد بن محمد بن الحسين.
535/ 3684/ الضبي، الحسين بن هارون.
535/ 3685/ العلوي، محمد بن الحسين.
536/ 3686/ أبو علي محمد بن الحسين.

(12/599)


الصفحة/ الموضوع
536/ 3687/ ابن زنبيل، أحمد بن الحسين.
537/ 3688/ ابن النجار، محمد بن جعفر.
537/ 3689/ الهرواني، محمد بن عبد الله.
538/ 3690/ ابن فارس، أحمد بن فارس.
540/ 3691/ الأكْوَاخي، عبد الله بن بكر.
540/ 3692/ القَصَّار، علي بن عمر بن أحمد.
541/ 3693/ القصَّار، أحمد بن محمد بن أحمد.
541/ 3694/ ابن يونس، علي بن محمد.
542/ 3695/ الجيزي، أحمد بن عمر.
542/ 3696/ ابن أبي عمران، أحمد بن أبي عمران.
543/ 3697/ أبو عليّ البغدادي، الحسن بن علي.
544/ 3698/ خلف بن القاسم.
545/ 3699/ منصور بن عبد الله.
545/ 3700/ ابن تركان، أحمد بن إبراهيم.
546/ 3701/ ملك سجستان، خلف بن أحمد.
547/ 3702/ أبو حَيَّان التوحيدي، علي بن محمد.
549/ 3703/ هشام بن المؤيّد بالله.
554/ 3704/ سليمان المستعين بالله.
555/ 3705/ عليّ بن حَمُّود بن ميمون.
556/ 3706/ القاسم بن حمود بن ميمون.
556/ 3707/ يحيى بن علي بن حمود المعتلي بالله.
558/ 3708/ جمهور بن محمد بن جهور.
558/ 3709/ أبو الوليد.
559/ 3710/ إدريس بن علي بن حمود الحسني.
560/ 3711/ النوقاني، محمد بن أحمد بن محمد.
561/ 3712/ ابن النعمان، الحسين ابن قاضي القضاة.
561/ 3713/ أَبُو عُبَيْدٍ الهَرَوِيُّ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الرحمن.
562/ 3714/ البستي، علي بن محمد البستي.
562/ 3715/ ابن الجسور، أحمد بن محمد أحمد.
563/ 3716/ الحنائي، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ.
564/ 3717/ أبو جعفر، أحمد بن محمد.
564/ 3718/ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد.
565/ 3719/ ابن الأكفاني.

(12/600)


الصفحة/ الموضوع
565/ 3720/ رأس الإمامية بالعراق، أحمد بن محمد بن عبد الله.
565/ 3721/ ابْنُ جُمَيْع، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ.
567/ 3722/ أبوه أبو بكر.
567/ 3723/ السَّكَن بن جُمَيْع.
569/ 3724/ القابسي، علي بن محمد بن خلف.
570/ 3725/ الحَاكِمُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ.
579/ فهرس الموضوعات.
603/ فهرس التراجم.

(12/601)


فهرس التراجم على حروف المعجم:
الصفحة/ التراجم
16/ 3060/ إبراهيم بن محمد.
322/ 3417/ ابن أبي الزمزام، الحسين بن إبراهيم.
148/ 3223/ ابن أبي العقب، علي بن يعقوب.
140/ 3209/ ابْنُ أَبِي المَوْتِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
58/ 3106/ ابن أبي ثابت، إبراهيم بن محمد.
125/ 3196/ ابن أبي دارم، أحمد بن محمد.
370/ 3476/ ابن أبي ذهل، محمد بن أبي العباس.
176/ 3161/ ابْنُ أَبِي رُوْبَا، عَبْدُ الخَالِقِ بنُ الحَسَنِ.
490/ 3629/ ابن أبي زيد، عبد الله بن أبي زيد.
462/ 3597/ ابْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ.
15/ 3059/ ابن أبي صالح، القاسم بن أبي صالح.
492/ 3632/ ابن أبي عامر، محمد بن عبد الله.
542/ 3696/ ابن أبي عمران، أحمد بن أبي عمران.
460/ 3593/ ابْنُ أَبِي غَالِبٍ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ.
138/ 3206/ ابْنُ أَبِي هَاشِمٍ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُمَرَ.
40/ 3088/ ابن أبي هريرة، الحسن بن الحسين.
214/ 3296/ ابن أبي يعلى.
272/ 3361/ ابْنُ أُخْتِ وَلِيْدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ.
487/ 3625/ ابْنُ أَخِي مِيْمِي، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
527/ 3673/ ابن أسد الجُهَنِيّ، عبد الله بن محمد.

(12/605)


الصفحة/ التراجم
142/ 3216/ ابن أفرجة، أحمد بن إبراهيم.
167/ 3247/ ابن الأحمر، محمد بن معاوية.
118/ 3184/ ابن الأخرم، محمد بن النضر.
62/ 3110/ ابن الأخرم، محمد بن يعقوب.
271/ 3359/ ابن الإخشيذ، الحسن بن عبيد الله.
529/ 3678/ ابن الإسماعيلي، إسماعيل بن الإمام.
27/ 3076/ ابن الأعرابي، أحمد بن محمد.
565/ 3719/ ابن الأكفاني.
522/ 3665/ ابن الباجي، أحمد بن عبد الله.
368/ 3472/ ابن الباجي، عبد الله بن محمد.
13/ 3055/ ابن البختري، محمد بن عمرو.
363/ 3470/ ابن البواب، عبيد الله بن أحمد.
330/ 3431/ ابن التبان، عبد الله بن إسحاق.
421/ 3539/ ابن الثلاج، عبد الله بن محمد.
80/ 3126/ ابن الجراب، إسماعيل بن يعقوب.
476/ 3610/ ابن الجراح، عيسى بن علي.
117/ 3182/ ابن الجزار، أحمد بن إبراهيم.
562/ 3715/ ابن الجسور، أحمد بن محمد.
481/ 3616/ ابن الجندي، أحمد بن محمد.
515/ 3654/ ابن الحجاج، الحسين بن أحمد.
84/ 3133/ ابن الحَجَّام، عبد الله بن أبي هاشم.
175/ 3260/ ابن الحدَّاد، أحمد بن إبراهيم.
50/ 3103/ ابن الحداد، محمد بن أحمد.
143/ 3218/ ابْنُ الحَكَمِ، جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ.
143/ 3217/ ابن الحيري، أحمد بن أبي بكر.
222/ 3306/ ابن الخشَّاب، أحمد بن القاسم.
105/ 3166/ ابن الخصيب، عبد الله بن محمد.
82/ 3130/ ابن الخضر، أحمد بن الخضر.
198/ 3283/ ابن الداعي، محمد بن الحسن.
427/ 3552/ ابن الرومي، عبد الله بن محمد.
120/ 3187/ ابن الزبير، علي بن محمد.
333/ 3436/ ابن الزيات، عمر بن محمد.
351/ 3456/ ابن السقا، عبد الله بن محمد.
350/ 3455/ ابن السقا، محمد بن علي.
199/ 3284/ ابن السكن، سعيد بن عثمان.
284/ 3372/ ابن السليم، محمد بن محمد.
49/ 3102/ ابن السماك، عثمان بن أحمد.
334/ 3437/ ابن السمسار، محمد بن موسى.
291/ 3380/ ابن السنّي، أحمد بن محمد.
245/ 3331/ ابن الصوَّاف، محمد بن أحمد.

(12/606)


الصفحة/ التراجم
447/ 3579/ ابن الطحَّان، إسماعيل بن إسحاق.
213/ 3294/ ابن العميد، محمد بن الحسين.
443/ 3571/ ابن الفرات، محمد بن العباس.
5/ 3038/ ابْنُ القَاصِّ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ.
228/ 3313/ ابن القطان، أحمد بن محمد.
268/ 3355/ ابن القوطية، محمد بن عمر.
444/ 3573/ ابن المزكّي، أحمد بن الشيخ.
393/ 3511/ ابن المظفّر، محمد بن المظفر.
381/ 3493/ ابن المقرئ، محمد بن إبراهيم.
421/ 3540/ ابن المهندس، أحمد بن محمد.
308/ 3401/ ابن الناصح، عبد الله بن محمد.
537/ 3688/ ابن النجار، محمد بن جعفر.
236/ 3325/ ابن النجم، أحمد بن طاهر.
23/ 3069/ ابن النحاس، أحمد بن محمد.
362/ 3468/ ابن النحاس، أحمد بن محمد.
561/ 3712/ ابن النعمان، الحسين ابن قاضي القضاة.
475/ 3608/ ابن النعمان، محمد ابن القاضي أبي حنيفة.
148/ 3224/ ابن الورد، عبد الله بن جعفر.
105/ 3165/ ابن الوزان، إبراهيم بن عثمان.
516/ 3657/ ابن الوزير، حسين بن محمد.
273/ 3362/ ابن أم شيبان، محمد بن صالح.
15/ 3058/ ابن أوس، أحمد بن محمد.
321/ 3414/ ابن بابويه، محمد بن علي.
33/ 3080/ ابن بالويه، محمد بن أحمد.
340/ 3446/ ابن بخيت، محمد بن عبد الله.
141/ 3212/ ابن بدر، إسماعيل بن بدر القرطبي.
232/ 3318/ ابن برزة، محمد بن عبد الله.
513/ 3649/ ابْنُ بَرْطَالٍ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا.
111/ 3175/ ابن بريه، عبد الله بن إسماعيل.
464/ 3598/ ابن بطة، عبيد الله بن محمد.
269/ 3356/ ابن بقية، محمد بن محمد.
489/ 3628/ ابْنُ بُكَيْرٍ، الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الله بن بكير.
121/ 3191/ ابن بنت عديس، جعفر بن محمد.
151/ 3226/ ابن بندار، عبد الله بن الحسن.
296/ 3387/ ابن بهتة، عمر بن محمد.
545/ 3700/ ابن تركان، أحمد بن إبراهيم.
140/ 3209/ ابن جامع، أحمد بن إبراهيم.
565/ 3721/ ابْنُ جُمَيْع، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ.

(12/607)


الصفحة/ التراجم
467/ 3600/ ابن جميل، عبيد الله بن يعقوب.
494/ 3634/ ابن جني، عثمان بن جني.
356/ 3460/ ابن جيان، محمد بن خلف.
232/ 3319/ ابن حارث، محمد بن حارث.
476/ 3609/ ابن حبابة، عبيد الله بن محمد.
183/ 3268/ ابن حبان، محمد بن حبان.
89/ 3137/ ابن حذلم، أحمد بن سليمان.
277/ 3368/ ابن حرارة، محمد بن أحمد.
398/ 3515/ ابن حسكويه، أحمد بن حسين.
110/ 3173/ ابن حسنويه، أحمد بن محمد.
314/ 3408/ ابن حسنويه، أحمد بن محمد.
407/ 3530/ ابن حَمَّاد، محمد بن أحمد.
443/ 3572/ ابن حماد، محمد بن أحمد.
527/ 3672/ ابن حَمَّة، عبد الرحمن بن عمر.
251/ 3336/ ابن حمدان، محمد بن أحمد.
445/ 3575/ ابن حمشاذ، محمد بن عبد الله.
441/ 3569/ ابن حمويه، عبد الله بن أحمد.
436/ 3563/ ابن حنزابة، جعفر بن الفضل.
34/ 3081/ ابن حيكان، محمد بن أحمد.
9/ 3048/ ابن حيكويه، محمد بن يحيى.
388/ 3501/ ابن حيويه، محمد بن العباس.
228/ 3314/ ابن حيويه، محمد بن عبد الله.
486/ 3623/ ابن خرشيذ قوله، أحمد بن عمر.
520/ 3662/ ابْنُ خُرَّشِيْذَ قُوْلَه، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
89/ 3138/ ابن خزيمة، أحمد بن الفصل.
345/ 3453/ ابن خفيف، محمد بن خفيف.
167/ 3248/ ابن خلاد، أحمد بن يوسف.
326/ 3423/ ابن خميرويه، محمد بن عبد الله.
95/ 3148/ ابن خنب، محمد بن أحمد.
104/ 3164/ ابن داسة، محمد بن بكر.
34/ 3082/ ابن داود، محمد بن داود.
147/ 3221/ ابن دُحَيْم، محمد بن علي.
483/ 3619/ ابن درستويه، الحسن بن محمد.
99/ 3156/ ابن درستويه، الحسن بن محمد.
11/ 3052/ ابن دينار، محمد بن عبد الله.
478/ 3612/ ابن رزيق، أحمد بن عبد الله.
234/ 3324/ ابن رميح، أحمد بن محمد.
9/ 3047/ ابن زبان، أحمد بن سليمان.
408/ 3532/ ابن زبر، محمد ابن القاضي عبد الله.
480/ 3614/ ابن زنبور، محمد بن عمر.
536/ 3687/ ابن زنبيل، أحمد بن الحسين.
422/ 3541/ ابن زولاق، الحسن بن إبراهيم.

(12/608)


الصفحة/ التراجم
302/ 3395/ ابن سالم، محمد بن أحمد.
368/ 3473/ ابن سبنك، عمر بن محمد.
128/ 3199/ ابن سعد، عبد الله بن أحمد.
459/ 3592/ ابن سكرة، محمد بن عبد الله.
176/ 3263/ ابن سلم، عمر بن جعفر.
449/ 3583/ ابن سمعون، محمد بن أحمد.
101/ 3159/ ابن سنان، إبراهيم بن محمد.
401/ 3523/ ابن شاذان، أحمد بن إبراهيم.
303/ 3396/ ابن شارك، أحمد بن محمد.
314/ 3409/ ابن شاقلا، إبراهيم بن أحمد.
402/ 3526/ ابن شاهين، عمر بن أحمد.
397/ 3514/ ابن شبويه، محمد بن عمر.
174/ 3258/ ابن شعبان، محمد بن القاسم.
97/ 3151/ ابن شعيب، محمد بن هارون.
61/ 3109/ ابْنُ شَوْذَبٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أحمد.
384/ 3495/ ابن شيرويه، محمد بن عبد الله.
336/ 3440/ ابن صابر، محمد بن محمد.
47/ 3099/ ابن صفوان، الحسين بن صفوان.
513/ 3648/ ابن ضيفون، محمد بن عبد الملك.
79/ 3125/ ابن طباطبا، عبد الله بن أحمد.
80/ 3127/ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
439/ 3565/ ابن عبدان، أحمد بن عبدان.
514/ 3650/ ابن عبدوس، محمد بن أحمد.
134/ 3201/ ابن عبيد، عبد الرحمن بن الحسن.
196/ 3279/ ابن عتبة، أحمد بن الحسن.
224/ 3310/ ابن عدي، عبد الله بن عدي.
48/ 3101/ ابن عقبة، علي بن محمد.
137/ 3205/ ابن علان، علي بن الحسن.
234/ 3323/ ابن علَّك، عبد الله بن عمر.
107/ 3169/ ابن علم، محمد بن عبد الله بن عمرويه.
119/ 3185/ ابن عمَّار، أحمد بن محمد.
169/ 3250/ ابن عمارة، أحمد بن محمد.
233/ 3321/ ابن عمارة، أحمد بن محمد.
376/ 3485/ ابْنُ عَوْنِ اللهِ، أَحْمَدُ بنُ عَوْنِ اللهِ.
408/ 3531/ ابن غريب، محمد بن غريب.
538/ 3690/ ابن فارس، أحمد بن فارس.
112/ 3176/ ابن فارس، عبد الله بن جعفر.
156/ 3235/ ابن فحلون، سعيد بن فحلون.
227/ 3312/ ابن فضالة، محمد بن موسى.
154/ 3232/ ابن قاج، أحمد بن قاج.
96/ 3150/ ابن قانع، عبد الباقي بن قانع.
34/ 3438/ ابن قريعة، محمد بن عبد الرحمن.
108/ 3170/ ابن كامل، أحمد بن كامل.

(12/609)


الصفحة/ التراجم
409/ 3533/ ابن كلس، يعقوب بن يوسف.
398/ 3517/ ابن كنانة، أحمد بن عبد الله.
212/ 3292/ ابن كيسان، الحسن بن محمد.
337/ 3442/ ابن كيسان، علي بن محمد.
523/ 3666/ ابن لال، أحمد بن علي بن أحمد.
335/ 3439/ ابن لؤلؤ، علي بن محمد.
119/ 3186/ ابن ماتي، علي بن عبد الرحمن.
289/ 3378/ ابن ماسي، عبد الله بن إبراهيم.
468/ 3601/ ابن ماهان، عبد الوهاب بن يعقوب.
82/ 3131/ ابن ماهيان، محمد بن حسين.
322/ 3416/ ابن مجاهد، محمد بن أحمد.
162/ 3239/ ابْنُ مُحرمٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ.
333/ 3435/ ابْنُ مَحْمُوَيْه، عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ.
383/ 3494/ ابن محمويه، محمد بن الحسين.
161/ 3237/ ابن مروان، محمد بن إبراهيم.
426/ 3549/ ابن مزدين، أحمد بن محمد.
396/ 3513/ ابن مسرور، عبد الواحد بن محمد.
456/ 3587/ ابن مسرور، عبد الواحد بن محمد.
230/ 3316/ ابن مطر، محمد بن جعفر.
399/ 3521/ ابن معروف، عبيد الله بن أحمد.
123/ 3194/ ابن معروف، محمد بن القاسم.
399/ 3521/ ابن معروف، محمد بن القاسم.
399/ 3520/ ابن معقل، إبراهيم بن محمد.
376/ 3486/ ابن مفرج، محمد بن أحمد.
191/ 3270/ ابن مقسم، محمد بن الحسن.
33/ 3079/ ابن مليح، الحسن بن يوسف.
498/ 3638/ ابن منده، محمد ابن المحدث أبي يعقوب.
386/ 3499/ ابن مهران، أحمد بن الحسين.
341/ 3447/ ابن مهران، عبد الرحمن بن محمد.
20/ 3066/ ابن مهرويه، علي بن محمد.
226/ 3311/ ابن ميكال، إسماعيل بن عبد الله.
398/ 3516/ ابن ناقب، محمد بن حم.
332/ 3433/ ابن نباتة، عبد الرحيم بن محمد.
88/ 3136/ ابن نجيح، محمد بن العباس.
219/ 3303/ ابن نجيد، إسماعيل بن نجيد.
98/ 3154/ ابن نيخاب، أحمد بن إسحاق.
209/ 3287/ ابن هاني، محمد بن هاني.
478/ 3611/ ابن واضح، أحمد بن يوسف.
345/ 3452/ ابن وصيف، محمد بن العباس.

(12/610)


الصفحة/ التراجم
517/ 3658/ ابْنُ وَكِيْعٍ, الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ.
336/ 3441/ ابْنُ يَاسِيْنَ، بِشْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن ياسين.
372/ 3481/ ابن ياسين، بشر بن محمد.
389/ 3503/ ابن يبقى، محمد بن يبقى.
541/ 3694/ ابن يونس، عبد الرحمن بن أحمد.
126/ 3197/ ابن يونس، علي بن محمد.
363/ 3471/ أبو أحمد الحاكم، محمد بن محمد.
39/ 3087/ أبو إسحاق المروزي، إبراهيم بن أحمد.
177/ 3266/ أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد.
514/ 3652/ أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ النيسابوري.
515/ 3653/ أبو الحسن، أحمد بن محمد عبدوس العنزي.
458/ 3590/ أبو الحسين البزاز.
138/ 3207/ أبو الخير التيناتي، حماد.
524/ 3667/ أبو الرقعمق، أحمد بن محمد الأنطاكي.
153/ 3230/ أبو السائب، عتبة بن عبيد الله.
305/ 3398/ أبو الشيخ، عبد الله بن محمد.
19/ 3064/ أَبُو العَرَبِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَمِيْمٍ.
349/ 3454/ أبو الفتح الأزدي، محمد بن الحسين.
123/ 3193/ أَبُو الفَضْلِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ.
332/ 3434/ أبو الليث، نصر بن محمد.
100/ 3157/ أَبُو المَيْمُوْنِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ.
76/ 3123/ أبو النصر الطوسي.
491/ 3630/ أبو الهيثم، عتبة بن خيثمة بن محمد.
77/ 3124/ أبو الوليد الفقيه، حسان بن محمد.
558/ 3709/ أبو الوليد.
195/ 3275/ أبو بشر، عمر بن أكثم.
344/ 3451/ أبو بكر الرازي، أحمد بن علي.
514/ 3651/ أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ.
564/ 3717/ أبو جعفر، أحمد بن محمد.
245/ 3330/ أبو حامد، أحمد بن بشر.
547/ 3702/ أبو حيان التوحيدي، علي بن محمد.
509/ 3643/ أبو زرعة الإستراباذي، أحمد بن بندار.

(12/611)


الصفحة/ التراجم
508/ 3642/ أبو زرعة الإستراباذي، محمد بن إبراهيم.
509/ 3644/ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ الصَّغِيْرُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله.
507/ 3641/ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ علي.
510/ 3645/ أبو زرعة الرازي، روح بن محمد.
506/ 3640/ أَبُو زُرْعَةَ الكَشِّيُّ، مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ محمد.
8/ 3045/ أبو زرعة، محمد بن أحمد.
327/ 3425/ أبو زيد المروزي، محمد بن أحمد.
93/ 3146/ أبو سهل القطان، أحمد بن محمد.
561/ 3713/ أَبُو عُبَيْدٍ الهَرَوِيُّ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الرحمن.
331/ 3432/ أبو عثمان المغربي، سعيد بن سلام.
543/ 3697/ أبو علي البغدادي، الحسن بن علي.
163/ 3241/ أبو علي الطبري، الحسن بن القاسم.
369/ 3475/ أبو علي الفارسي، الحسن بن أحمد.
156/ 3236/ أبو علي النيسابوري، الحسين بن علي.
536/ 3686/ أبو علي محمد بن الحسين.
85/ 3135/ أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ.
191/ 3269/ أَبُو عُمَرَ بنُ حَزْمٍ، أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ.
154/ 3233/ أبو عمرو الصغير، محمد بن أحمد.
354/ 3458/ أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ.
253/ 3337/ أبو فِرَاس، الحارث بن سعيد.
483/ 3620/ أبو مسلم الكاتب، محمد بن أحمد.
19/ 3065/ أبو ميسرة أحمد بن نزار.
173/ 3257/ أبو نصر القاضي، يوسف بن عمر.
530/ 3679/ أبو نصر محمد بن أبي بكر.
521/ 3663/ أَبُو نُعَيْم الإِسْفَرَايْنِيُّ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ.
84/ 3134/ أبو وهب زاهد الأندلس.
567/ 3722/ أبوه أبو بكر.
177/ 3264/ أخوه أبو بكر أحمد بن جعفر.
91/ 3142/ أحمد بن بهزاد.
411/ 3535/ أحمد بن سهل بن إبراهيم.

(12/612)


الصفحة/ التراجم
47/ 3098/ أحمد بن عبيد الصفار الرعيني.
10/ 3049/ أحمد بن عبيد بن إبراهيم.
8/ 3046/ أحمد بن محمد بن متّويه.
428/ 3554/ أحمد بن منصور بن ثابت.
102/ 3161/ أحمد بن منصور بن عيسى.
559/ 3710/ إدريس بن علي بن حَمُّود الحسنى.
192/ 3271/ إسحاق بن إبراهيم.
360/ 3465/ إسحاق بن سعد، الحسن بن سفيان.
319/ 3412/ الآبري، محمد بن الحسين.
223/ 3307/ الأبزاري، إبراهيم بن أحمد.
295/ 3386/ الآبندوني، عبد الله بن إبراهيم.
481/ 3615/ الأبهري، أحمد بن محمد.
339/ 3445/ الأبهري، محمد بن عبد الله.
211/ 3291/ الآجري، محمد بن الحسين.
326/ 3424/ الأحدب الكاتب.
64/ 3111/ الأخرم أبو يوسف الشافعي.
528/ 3675/ الإخميمي، محمد بن أحمد.
69/ 3118/ الأذرعي، إسحاق بن إبراهيم.
423/ 3544/ الأذني، علي بن الحسين.
42/ 3092/ الأردبيلي، حفص بن عمر.
14/ 3056/ الأزدي، يزيد بن محمد.
328/ 3426/ الأزهري، محمد بن أحمد.
36/ 3084/ الأستاذ، عبد الله بن محمد.
122/ 3192/ الأسداباذي، الزبير بن عبد الواحد.
426/ 3550/ الأسدي، إبراهيم بن محمد.
102/ 3160/ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ.
155/ 3234/ الإسفراييني، الحسن بن محمد ابن إسحاق بن أزهر.
274/ 3364/ الإسفراييني، بشر بن أحمد.
314/ 3410/ الإسماعيلي، أحمد بن إبراهيم.
68/ 3117/ الأسواري، محمد بن أحمد.
171/ 3254/ الأسيوطي، الحسين بن الخضر.
459/ 3591/ الأشتيخني، محمد بن أحمد.
26/ 3075/ الأشناني، عمر بن الحسن.
54/ 3105/ الأصمّ، محمد بن يعقوب.
484/ 3621/ الأصيلي، عبد الله بن إبراهيم.
540/ 3691/ الأكْواخي، عبد الله بكر.
564/ 3718/ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد.
369/ 3474/ الأموي، محمد بن العباس.
90/ 3140/ الأمين، إبراهيم بن محمد.
164/ 3242/ الأنباري، محمد بن جعفر بن محمد.
13/ 3054/ الأنطاكي، إبراهيم بن عبد الرزاق.

(12/613)


الصفحة/ التراجم
424/ 3546/ الأودني، محمد بن عبد الله.
519/ 3661/ عبد الله بن محمد البخاري.
290/ 3379/ الباقرحي، مخلد بن جعفر.
321/ 3415/ الباهلي، أبو الحسن البصري.
532/ 3681/ الببغاء، عبد الواحد بن نصر.
65/ 3112/ البحري، إسحاق بن إبراهيم.
360/ 3466/ البحيري، أحمد بن محمد.
531/ 3680/ البحيري، محمد بن الشيخ.
42/ 3091/ البخاري، الحسن بن يعقوب.
519/ 3660/ البديع، أحمد بن الحسين بن يحيى.
216/ 3300/ البربهاري، محمد بن الحسن.
164/ 3243/ البروجردي، أحمد بن محمد.
562/ 3714/ البستي، علي بن محمد البستي.
66/ 3114/ البغدادي، علي بن أحمد.
325/ 3422/ البكائي، علي بن عبد الرحمن.
146/ 3220/ البلاذري، أحمد بن محمد.
209/ 3286/ البلخي، محمد بن عبد الله.
384/ 3497/ البلوطي، محمد بن الطيب.
428/ 3553/ البوزجاني، محمد بن محمد.
525/ 3669/ التَّاهَرْتِيُّ، أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
175/ 3259/ التجيبي، إسحاق بن إبراهيم.
461/ 3595/ التنوخي، المحسن بن علي.
81/ 3128/ التنوخي، علي بن محمد.
278/ 3369/ التنيسي، محمد بن علي.
210/ 3290/ الجابري، عبد الله بن جعفر.
495/ 3636/ الجُرْجَانِيُّ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ.
494/ 3635/ الجرجاني، علي بن عبد العزيز.
286/ 3375/ الجرجاني.
181/ 3267/ الجعابي، محمد بن عمر.
272/ 3360/ الجعل، الحسين بن علي.
68/ 3116/ الجلّاب، عبد الرحمن بن حمدان.
372/ 3479/ الجلّاب، عبيد الله بن الحسين.
319/ 3413/ الجلودي، محمد بن عيسى.
109/ 3172/ الجَمَّالُ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ.
7/ 3042/ الجورجيري، محمد بن عمر الأصبهاني "مكرر".
401/ 3524/ الجوري، أحمد بن محمد.
442/ 3570/ الجوزقي، محمد بن عبد الله.
21/ 3067/ الجوزي، أحمد بن محمد.
526/ 3671/ الجوهري، إسماعيل بن حَمَّاد التركي.
405/ 3527/ الجوهري، عبد الرحمن بن عبد الله.
542/ 3695/ الجيزي، أحمد بن عمر.
445/ 3576/ الحاتميّ، محمد بن الحسين.

(12/614)


الصفحة/ التراجم
570/ 3725/ الحَاكِمُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ.
6/ 3040/ الحبلي، محمد بن الحبلي.
154/ 3231/ الحبيبي، علي بن محمد.
281/ 3371/ الحجاجي، محمد بن محمد.
427/ 3551/ الحدَّادي، محمد بن الحسين.
473/ 3606/ الحربي، يحيى بن إسماعيل.
362/ 3469/ الحرفي، الحسن بن جعفر.
307/ 3399/ الحسن بن رشيق.
43/ 3093/ الحسن بن سعد بن إدريس.
392/ 3507/ الحسن بن عبد الله.
12/ 3053/ الحصائري، الحسن بن حبيب.
479/ 3613/ الحلبي، علي بن محمد.
563/ 3716/ الحنائي، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ.
41/ 3090/ الحوراني، محمد بن حميد.
373/ 3482/ الخالدين، محمد وسعيد ابنا هاشم.
40/ 3089/ الخامي، أحمد بن محمد بن عمرو.
43/ 3094/ الختلي، عبد الرحمن بن أحمد.
486/ 3624/ الختن، محمد بن الحسن.
107/ 3168/ الخراساني، عبد الله بن إسحاق.
496/ 3637/ الخطَّابي، حمد بن محمد بن إبراهيم الخطاب.
94/ 3147/ الخطبي، إسماعيل بن عليّ.
434/ 3561/ الخفَّاف، أحمد بن محمد.
115/ 3180/ الخلدي، جعفر بن محمد.
406/ 3529/ الخليل بن أحمد.
329/ 3427/ الخَيَّاش، أحمد بن محمد.
168/ 3249/ الخيام، خلف بن محمد.
258/ 3343/ الخيام، خلف بن محمد.
414/ 3538/ الدارقطني، علي بن عمر.
385/ 3498/ الداركي، عبد العزيز بن عبد الله.
113/ 3177/ الدخميني، بكر بن محمد.
213/ محمد.
429/ 3295/ الدقي، محمد بن داود.
448/ 3556/ الدممي، علي بن حسان.
38/ 3581/ الدمياطي، محمد بن يحيى.
258/ 3086/ الدينوري، أحمد بن مروان.
313/ 3344/ الذهلي، محمد بن أحمد.
3406/ الرازي، أحمد بن محمد.
165/ 3245/ الرازي، عبد الله بن محمد الحيري.
515/ 3655/ الرازي، علي بن عمرو بن العباس.
359/ 3464/ الرازي، محمد بن عبد الله.

(12/615)


الصفحة/ التراجم
152/ 3228/ الرافقي، العباس بن محمد بن نصر.
170/ 3253/ الرامهرمزي، الحسن بن عبد الرحمن.
343/ 3449/ الربعي، محمد بن سليمان.
267/ 3353/ الرفَّاء، السري بن أحمد.
134/ 3202/ الرفاء، حامد بن محمد بن عبد الله.
429/ 3555/ الرّقي، محمد بن يوسف.
467/ 3599/ الرماني، علي بن عيسى.
274/ 3363/ الروذباري، أحمد بن عطاء.
25/ 3073/ الريَّاش، الحسن بن إبراهيم.
423/ 3542/ الريحاني، الحسين بن أحمد.
195/ 3276/ الزاهي، علي بن إسحاق.
293/ 3382/ الزبيبي، عبد الله بن إبراهيم.
393/ 3510/ الزبيدي، محمد بن الحسن.
67/ 3115/ الزجَّاجي، عبد الرحمن بن إسحاق.
457/ 3588/ الزعفراني، الحسين بن محمد.
511/ 3646/ الزكي، محمد بن أحمد بن محمد.
406/ 3528/ الزهري، الحسن بن علي.
377/ 3487/ الزهري، عبيد الله بن عبد الرحمن.
455/ 3585/ الساماني، نوح بن منصور.
455/ 3586/ السامري، عبد الله بن الحسين.
529/ 3676/ السامري، علي بن أحمد بن محمد.
317/ 3411/ السبيعي، الحسن بن أحمد.
48/ 3100/ الستوري، علي بن الفضل.
229/ 3315/ السرَّاج، محمد بن الحسن.
390/ 3505/ السرخسي، عبيد الله بن عبد الله.
233/ 3322/ السقطي، عبد الملك بن الحسن.
98/ 3153/ السكري، أحمد بن إبراهيم.
469/ 3603/ السكري، علي بن عمر.
567/ 3723/ السَّكَن بن جميع.
522/ 3664/ السلامي، محمد بن عبيد الله.
372/ 3480/ السلطان، شيرويه بن الملك.
172/ 3255/ السليطي، محمد بن عبد الله.
35/ 3083/ السمرقندي، عثمان بن محمد.
92/ 3143/ السمسار، أحمد بن جعفر.
399/ 3519/ السمسار، محمد بن الحسين.
7/ 3043/ السمسار، محمد بن عمر النيسابوري.
106/ 3167/ السندي، أحمد بن محمد.
25/ 3072/ السوسي، أحمد بن محمد بن فضالة.
81/ 3129/ السياري، القاسم بن القاسم.
286/ 3376/ السيرافي، الحسن بن عبد الله.
398/ 3518/ الشافعي، محمد بن القاسم.
149/ 3225/ الشافعي، محمد بن عبد الله.

(12/616)


الصفحة/ التراجم
311/ 3404/ الشرمقاني، أحمد بن محمد.
162/ 3240/ الشعار، أحمد بن بندار.
14/ 3057/ الشعراني، محمد بن معاذ بن فهد.
357/ 3461/ الشماخي، الحسين بن أحمد.
218/ 3302/ الشمشاطي، محمد بن جعفر.
220/ 3304/ الشهيد محمد بن أحمد.
271/ 3358/ الشيرازي، العبَّاس بن الحسين.
35/ 3421/ الشيرازي، الوزير أبو الفضل.
324/ 3420/ الشيرازي، محمد بن العباس.
460/ 3594/ الصابئ، إبراهيم بن هِلال.
453/ 3584/ الصاحب، إسماعيل بن عباد.
72/ 3121/ الصبغي، أحمد بن إسحاق.
116/ 3181/ الصرفندي، إبراهيم بن إسحاق.
17/ 3062/ الصعلوكي، أحمد بن محمد بن سليمان.
279/ 3370/ الصعلوكي، محمد بن سليمان.
45/ 3096/ الصفَّار، أحمد بن عبيد.
46/ 3097/ الصفَّار، إسماعيل بن محمد.
356/ 3459/ الصفَّار، محمد بن إسحاق.
44/ 3095/ الصفَّار، محمد بن عبد الله.
277/ 3367/ الصكوكي، محمد بن زكريَّا.
379/ 3489/ الصندوقي، أحمد بن محمد.
210/ 3288/ الصوناخي، صديق بن سعد.
492/ 3631/ الصيمريّ، عبد الواحد بن الحسين الصيمريّ.
472/ 3605/ الضرَّاب، الحسن بن إسماعيل.
535/ 3684/ الضبيّ، الحسين بن هارون.
201/ 3285/ الطبراني، سليمان بن أحمد.
492/ 3596/ الطبرخزي، محمد بن العبّاس.
196/ 3278/ الطبسيّ، أحمد بن محمد.
58/ 3107/ الطحان، أحمد بن عمرو.
92/ 3144/ الطرائفي، أحمد بن محمد.
169/ 3252/ الطرازي، سعيد بن القاسم.
425/ 3547/ الطرازي، محمد بن محمد بن أحمد.
114/ 3178/ الطستي، عبد الصمد بن علي.
488/ 3627/ الطوسي، نصر بن أبي نصر محمد.
165/ 3244/ الطوماري، عيسى بن محمد.
70/ 3244/ الطوماري، عيسى بن محمد.
70/ 3119/ العباداني، أحمد بن سليمان.
448/ 3583/ العبدويي، أحمد بن إبراهيم.
98/ 3152/ العتكيّ، محمد بن القاسم.
129/ 3200/ العسَّال، محمد بن أحمد بن إبراهيم.
329/ 3428/ العسكري، الحسين بن محمد.
390/ 3506/ العسكري، الحسن بن عبد الله.
120/ 3188/ العطْشِيّ، أحمد بن عثمان.
90/ 3139/ العقبي، حمزة بن محمد.
93/ 3145/ العلَّاف، محمد بن عيسى.

(12/617)


الصفحة/ التراجم
535/ 3685/ العلوي، محمد بن الحسين.
101/ 3158/ العنبريّ، يحيى بن محمد.
516/ 3656/ العنزيّ، الحسين بن جعفر.
267/ 3352/ الغزَّال، محمد بن عبد الرحمن.
323/ 3418/ الغضنفر، أبو تغلب بن الحسن.
352/ 3457/ الغطريفي، محمد بن أحمد.
32/ 3078/ الفارابي، محمد بن محمد بن طرخان.
152/ 3227/ الفاكهي، عبد الله بن محمد.
26/ 3074/ الفامي، سليمان بن يزيد.
214/ 3297/ الفرائضي، الحسين بن إبراهيم.
210/ 3289/ الفرغاني، عبد الله بن أحمد.
342/ 3448/ الفضل بن جعفر.
402/ 3525/ الفناكي، جعفر بن عبد الله.
330/ 3429/ الفهري، أبيض بن محمد.
569/ 3724/ القابسي، علي بن محمد بن خلف.
556/ 3706/ القاسم بن حَمّود بن ميمون.
152/ 3229/ القالي، إسماعيل بن القاسم.
293/ 3381/ القباب، عبد الله بن محمد.
195/ 3277/ القراريطي، محمد بن أحمد.
303/ 3397/ القرمطي، الحسن بن أحمد.
212/ 3293/ القرميسيني، إبراهيم بن أحمد.
17/ 3063/ القرميسيني، إبراهيم بن شيبان.
389/ 3502/ القزويني، علي بن أحمد.
127/ 3198/ القزويني، محمد بن عيسى.
264/ 3346/ القصَّاب، محمد بن علي.
121/ 3189/ القصَّار، أحمد بن محمد بن أحمد.
541/ 3693/ القصَّار، أحمد بن محمد.
540/ 3692/ القصار، علي بن عمر بن أحمد.
384/ 3496/ القطان، عبد الله بن محمد.
60/ 3108/ القطان، علي بن إبراهيم.
262/ 3345/ القطيعي، أحمد بن جعفر.
309/ 3402/ القفال الشاشي، محمد بن علي.
411/ 3534/ القلعي، عبد الله بن محمد.
109/ 3171/ القنطري، القاسم بن إبراهيم.
224/ 3309/ القندزي، عبد الرحمن بن محمد.
430/ 3557/ القوَّاس، يوسف بن عمر.
423/ 3543/ الكاتب، الحسين بن محمد.
435/ 3562/ الكتَّاني، عمر بن إبراهيم.
392/ 3508/ الكرابيسي، محمد بن بشر.
24/ 3071/ الكرَّاني، أحمد بن محمد بن عاصم.
37/ 3085/ الكرخِيّ، عبيد الله بن الحسين.
424/ 3545/ الكسائي، محمد بن إبراهيم.
434/ 3560/ الكشاني، إسماعيل بن محمد.
440/ 3567/ الكشميهني، محمد بن مكي.

(12/618)


الصفحة/ التراجم
99/ 3155/ الكعبي، عبد الله بن محمد.
533/ 3683/ الكلاباذي، أحمد بن محمد بن الحسين.
482/ 3618/ الكلابي، عبد الوهاب بن الحسن.
197/ 3280/ اللكي، أحمد بن القاسم.
299/ 3390/ الليثي، يحيى بن عبد الله.
53/ 3104/ المادرائي، محمد بن علي.
311/ 3405/ الماسرجسي، الحسين بن محمد.
139/ 3208/ الماسرجسي، محمد بن المؤمّل.
412/ 3536/ الماسرجسي، محمد بن علي.
482/ 3617/ المؤمّل بن أحمد.
447/ 3578/ المأموني، عبد السلام بن الحسين.
197/ 3282/ المتقي لله.
255/ 3340/ المتنبي، أحمد بن حسين.
103/ 3162/ المحبوبي، محمد بن أحمد.
470/ 3604/ المخلدي، الحسن بن أحمد.
432/ 3559/ المخلص، محمد بن عبد الرحمن.
8/ 3044/ المدائني, محمد بن الحسين.
493/ 3633/ المرجي، نصر بن أحمد بن محمد.
413/ 3537/ المرزباني، محمد بن عمران.
379/ 3488/ المرواني، أحمد بن الحسين.
233/ 3320/ المروروذي، أحمد بن بشر.
231/ 3317/ المزكي، إبراهيم بن محمد.
441/ 3568/ المستملي، إبراهيم بن أحمد.
275/ 3365/ المستنصر، عبد الرحمن بن محمد الأموي.
121/ 3190/ المسعودي، علي بن الحسين.
10/ 3051/ المصري، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ.
268/ 3354/ المصيصي، علي بن أحمد.
294/ 3384/ المطوعي، الحسن بن سعيد.
473/ 3607/ المعافى، بن زكريا بن يحيى.
75/ 3122/ المعمر، محمد بن إسحاق.
243/ 3329/ المغفلي، أحمد بن عبد الله.
300/ 3392/ المفيد، محمد بن أحمد.
529/ 3677/ الملاحمي، محمد بن أحمد.
446/ 3577/ الملك سبكتكين.
5/ 3039/ الممسي، العباس بن عيسى.
254/ 3338/ المهلبي، الحسن بن محمد.
254/ 3339/ المهلبي، نصر بن جعفر.
357/ 3462/ الميانجي، يوسف بن القاسم.
16/ 3061/ الميداني، محمد بن أحمد.
371/ 3478/ الميغي، عبد الكريم بن محمد.
295/ 3385/ الميمذي، إبراهيم بن أحمد.
270/ 3357/ الناشئ الصغير، علي بن عبد الله.
82/ 3132/ النَّجاد، أحمد بن سلمان.

(12/619)


الصفحة/ التراجم
294/ 3383/ النجيرمي، يوسف بن يعقوب.
389/ 3504/ النسائي، عبد الله بن أحمد.
379/ 3490/ النسفي، بكر بن محمد.
396/ 3388/ النصراباذي، إبراهيم بن محمد.
485/ 3622/ النصيبي، أحمد بن نصر.
338/ 3444/ النضروي، العباس بن الفضل.
161/ 3238/ النضري، عبد الله بن الحسين.
221/ 3305/ النعمان بن محمد.
438/ 3564/ النعيمي، أحمد بن عبد الله.
124/ 3195/ النقاش، محمد بن الحسن.
215/ 3299/ النقوي، محمد بن أحمد.
560/ 3711/ النوقاتي، محمد بن أحمد بن محمد.
95/ 3149/ الهجيمي، إبراهيم بن علي.
537/ 3689/ الهرواني، محمد بن عبد الله.
375/ 3484/ الورَّاق، محمد بن إسماعيل.
524/ 3668/ الوصيّ، محمد بن أبي إسماعيل.
169/ 3251/ الوضَّاحي، محمد بن الحسن.
371/ 3477/ الوكيل، أحمد بن موسى.
517/ 3659/ الوليد بن بكر بن مخلد.
301/ 3393/ بصلة، محمد بن محمد.
103/ 3163/ بكر بن محمد.
193/ 3272/ بندار بن الحسين.
448/ 3580/ جبريل بن محمد.
172/ 3256/ جمح بن القاسم.
558/ 3708/ جهور بن محمد بن جهور.
425/ 3548/ جوهر، جوهر الرومي.
511/ 3647/ جيش بن محمد بن صمصامة.
387/ 3500/ حسينك، الحسين بن علي.
439/ 3566/ حفيد ابن خزيمة، محمد بن الفضل.
7/ 3041/ حمزة بن القاسم.
241/ 3328/ حمزة بن محمد.
136/ 3204/ خالد بن سعد.
554/ 3698/ خلف بن القاسم.
29/ 3077/ خيثمة بن سليمان بن حيدرة.
143/ 3219/ دعلج، بن أحمد بن دعلج.
565/ 3720/ رأس الإمامية بالعراق، أحمد بن محمد بن عبد الله.
257/ 3342/ ركن الدولة، الحسن بن بويه.
431/ 3558/ زاهر بن أحمد.
525/ 3670/ سعيد بن نصر.
141/ 3213/ سلم بن الفضل.
176/ 3262/ سنقة، عثمان بن محمد.
247/ 3333/ سيف الدولة، علي بن عبد الله.
374/ 3483/ شافع بن محمد.
147/ 3222/ شجاع، بن جعفر.
286/ 3374/ شيخ الشافعية، علي بن أحمد.

(12/620)


الصفحة/ التراجم
256/ 3341/ صاحب الأغاني، علي بن حسين.
117/ 3183/ صاحب الأندلس، عبد الرحمن بن محمد.
468/ 3602/ صاحب القوت، محمد بن علي.
488/ 3626/ صاحب الموصل، مقلد بن المسيب.
532/ 3682/ صاحب بخارى، إسماعيل بن ملوك.
457/ 3589/ صالح بن أحمد.
380/ 3490/ طلحة بن محمد.
301/ 3394/ ظالم بن مرهوب.
223/ 3308/ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الصَّمدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ.
444/ 3574/ عبد الرحمن بن إبراهيم المزكي.
313/ 3407/ عبد الصمد بن محمد.
506/ 3639/ عبد الله بن أبي زرعة.
70/ 3120/ عبد المؤمن بن خلف.
528/ 3674/ عبد الوارث بن سفيان.
276/ 3366/ عِزُّ الدَّوْلَةِ، بُخْتِيَارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُوَيْه.
287/ 3377/ عضد الدولة، حسن بن بويه.
194/ 3273/ علي بن بندار.
21/ 3068/ علي بن حمشاذ بن سختويه.
555/ 3705/ علي بن حَمُّود بن ميمون.
23/ 3070/ عماد الدولة، علي بن بويه.
237/ 3326/ عمر البصري، عمر بن جعفر.
300/ 3391/ عمر بن بشران.
299/ 3389/ عمران بن شاهين.
217/ 3301/ غلام الخلّال، عبد العزيز بن جعفر.
267/ 3351/ غندر، محمد بن جعفر الرازي.
265/ 3347/ غندر، محمد بن جعفر بن الحسين.
266/ 3349/ غندر، محمد بن جعفر بن العباس.
266/ 3348/ غندر، محمد بن جعفر بن دران.
266/ 3350/ غندر، محمد بن جعفر مولى فاتن.
215/ 3298/ فاروق بن عبد الكبير.
141/ 3214/ فقيه قرطبة، محمد بن أحمد اللؤلؤي.
66/ 3113/ قاسم بن أصبغ.
140/ 3211/ قاضي الحرمين، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ.
361/ 3467/ قَاضِي مصر، علي بن النعمان.
359/ 3463/ قسام الجبلي التلفيتي.
249/ 3335/ كافور، كافور الإخشيذي.
310/ 3403/ كشاجم، محمود بن حسين.

(12/621)


الصفحة/ التراجم
380/ 3492/ محمد بن إبراهيم.
166/ 3246/ محمد بن الحسن.
338/ 3443/ محمد بن المؤمل، محمد بن حيويه.
10/ 3050/ محمد بن حاتم بن خزيمة الكشي.
194/ 3274/ مسلمة بن القاسم.
248/ 3334/ معز الدولة، أحمد بن بويه.
91/ 3141/ مكرم بن أحمد.
546/ 3701/ ملك سجستان، خلف بن أحمد.
237/ 3327/ منذر بن سعيد البلوطي.
545/ 3699/ منصور بن عبد الله.
111/ 3174/ ميمون بن إسحاق.
246/ 3332/ ناصر الدولة، الحسن بن عبد الله.
392/ 3509/ نقاش الفضة، محمد بن أحمد.
549/ 3703/ هشام المؤيد بالله.
323/ 3419/ هفتكين.
343/ 3450/ هلال بن محمد بن محمد.
308/ 3400/ وَالِدُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ.
197/ 3281/ والد المخلص، عبد الرحمن بن العباس.
330/ 3430/ والد بن جميع، أحمد بن محمد.
135/ 3203/ والد تمام، محمد بن عبد الله.
114/ 3179/ وهب بن مسرة.
556/ 3707/ يحيى بن علي بن حمود المعتلي بالله.
396/ 3512/ يحيى بن مالك.
284/ 3373/ يحيى بن مجاهد.
142/ 3215/ يحيى بن منصور.

(12/622)


المجلد الثالث عشر
تابع الطبقة الثانية والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
3726- ابن الفرضي 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ، البَارِعُ الثِّقَةُ، أَبُو الوَلِيْدِ، عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ نَصْرٍ القُرْطُبِيُّ، ابْنُ الفَرَضِيّ، مُصَنِّف "تَاريخ الأَنْدَلُسِيّين".
أَخذ عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بنِ عون الله، وأبي عَبْدِ اللهِ بنُ مفرج، وَعَبْدُ اللهِ بنُ قاسم، وعباس ابن أَصْبَغَ، وَخَلَفِ بن القَاسِمِ، وَخَلْقٍ. وَحَجَّ، فَحْمل عَنْ: أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُهَنْدس، وَيُوْسُفَ بنِ الدَّخِيْل، وَالحَسَنِ بن إِسْمَاعِيْلَ الضَّرَّاب، وَأَبِي مُحَمَّدِ بن أَبِي زَيْدٍ، وَأَحْمَد بن رحمون، وأمد بن نَصْرٍ الدَّاوُوْدِيّ.
وَلَهُ تَأْلِيْفٌ فِي "أَخْبَار شعرَاء الأَنْدَلُس" وَمُصَنَّف فِي "المُؤْتَلِف وَالمُخْتَلِف، وَفِي "مُشتبِه النّسبَة".
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَقَالَ: كَانَ فَقِيْهاً حَافِظاً، عَالِماً في جميع فنون العلم في الحديث والفرجال، أخذت معه عن أكثر شوخي، وكان حَسَنَ الصُّحْبَة وَالمعَاشرَة، قَتَلَتْهُ البَرْبَرُ، وَبَقِيَ مُلقَىً في داره ثلاثة أيام.
وَقَالَ أَبُو مَرْوَانَ بنُ حَيَّانَ، وَمِمَّنْ قُتِلَ يوم أخذ يوم قربطة الفقيه الأديب الفصيح ابن الفرضي، وورى متغيرًا من غير غسلن وَلاَ كَفَن، وَلاَ صَلاَة، وَلَمْ يُرَ مثلُه بقُرْطُبَة فِي سعَة الرِّوَايَةِ، وَحفظِ الحَدِيْثِ، وَمَعْرِفَةِ الرِّجَال، وَالاَفتنَانِ فِي الْعُلُوم، وَالأَدب البَارع، وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَحَجَّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ، وَجمعَ مِنَ الكُتُب أَكْثَرَ مَا يَجْمَعُهُ أَحَدٌ فِي عُلَمَاءِ البَلَد، وَتَقَلَّد قِرَاءةَ الكُتُب بِعَهْد العَامِرِيَّة، وَاسْتقضَاهُ مُحَمَّدٌ المَهْدِيُّ بَبَلنْسِيَة، وَكَانَ حَسَنَ البلاغَةِ وَالخَطِّ.
قَالَ الحُمَيْدِيّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الوَلِيْد بنُ الفَرَضِيّ قَالَ: تَعلَّقْتُ بِأَستَار الكَعْبَة، وَسَأَلتُ الله -تَعَالَى- الشَّهَادَةَ، ثُمَّ فكّرتُ فِي هَول القتل، فندمت، وهممت أن أرجع، فأستقبل الله ذَلِكَ، فَاسْتحييتُ. قَالَ الحَافِظُ عليّ: فَأَخْبَرَنِي من رآه بين القتلى،
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 251 "، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 105"، والعبر "3/ 85"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 981"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 168".

(13/5)


وَدنَا مِنْهُ، فسَمِعَهُ يَقُوْلُ بِصَوْت ضَعِيْف: "لاَ يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيله إلَّا جَاءَ يَوْم القِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دماً، اللُوْنُ لُوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيْحُ رِيْحُ المِسْكِ". كَأَنَّهُ يُعيدُ عَلَى نَفْسِهِ الحَدِيْثَ، ثُمَّ قَضَى عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ، رَحِمَهُ الله.
وله شعر رائق فمنه:
إِنَّ الَّذِي أَصْبَحْتُ طَوْعَ يَمِيْنِهِ ... إِنْ لَمْ يَكُنْ قَمَراً فلَيْسَ بِدُوْنِهِ
ذُلِّي لَهُ فِي الحُبِّ مِن سُلْطَانِهِ ... وَسَقَامُ جِسْمِي مِنْ سَقَام جُفُونِهِ
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الفَرَضِيّ لِنَفْسِهِ:
أَسِيْرُ الخَطَايَا عِنْدَ بَابِكَ واقفٌ ... عَلَى وجلٍ مِمَّا بِهِ أَنْتَ عَارِفُ
يَخَافُ ذُنُوباً لَمْ يَغِبْ عَنْكَ غَيْبُهَا ... وَيَرْجُوكَ فِيْهَا فَهُوَ راجٍ وَخَائِفُ
وَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْجُو سِواكَ وَيَتَّقِي ... وَمَالِكَ فِي فَصْلِ القَضَاء مُخَالِفُ
فيا سيّدي! لا تخزني في صحيفتي ... إذا نُشِرَتْ يَوْمَ الحِسَابِ الصَّحَائِفُ
قُتِلَ رَحِمَهُ اللهُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة كَهْلاً.

(13/6)


3727- صاحب اليمن:
كان ابن زياد وآله ملك اليَمَن مِنْ أَكْثَرَ مِنْ مائَتَي عَام، وَبدأَتْ دَوْلَتُهُم تُوَلِّي، وَمَلَّكوا صَغِيْراً قَامَ بتدبيرِه مَوْلاَهُ حسين ابن سلامة النّوبِي، وَكَانَ خَيِّراً صَالِحاً، أَنشَأَ مدينَةَ الكَدْرَاء، وَمدينَةَ المَعْقِر، وَأَنشَأَ الجَوَامع، وَعدل وَتصدَّق، تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة أَعنِي حُسَيْناً وَكَانَ فِي المائَة الرَّابِعَة بِاليَمَنِ دُعَاةٌ لِلْقَرَامِطَة.

(13/6)


3728- العبقسي 1:
القَاضِي العَدْلُ، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ فِرَاس وَقِيْلَ: بَيْنَ عَلِيٍّ وَفِرَاسٍ "أَحْمَدُ" العَبْقَسِيُّ، المَكِّيُّ، العَطَّار، مُسنِدُ الحِجَاز.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ فِي صِباهُ -وَهُوَ ابْنُ عشرِ سِنِيْنَ- مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بن إِبْرَاهِيْمَ الدَّيْبُلِيّ، وَأَبِي
التُّرَيكِ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى السَّعْدِيِّ الحِمْصِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ الجِيْزِيّ، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَعَبْدِ الرحمن بن عبد الله بن المقرىء، وَبُكَيْر بن مُحَمَّدٍ الحَدَّاد، وَأَبِي اليَسَع إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ المِصِّيْصِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحُسَيْن بن الفَتْح النَّيْسَابُوْرِيّ الفَقِيْه كِمَام، وَالعَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَغَيْرِهِم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيّ، وَأَبُو سعد إسماعيل ابن عَلِيٍّ السَّمَّان، وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَطْرَابُلُسِيّ ثُمَّ الأَنْدَلُسِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِي، وَالحَسَنُ بنُ النُّعْمَانِ الصَّيْمَرِيّ، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِيّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ شُبَانَةَ الدِّيْنَوَرِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ التُّجِيْبِيُّ الفُرْشِيّ، وَسُلَيْمٌ الرَّازِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُنْدَار الرَّازِيُّ، وَأَبُو طَالِبٍ العُشَارِي، وَأَبُو عِمْرَانَ الفَارِسِيُّ، وَمَكِّيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شجاع الربعي، ومظفر ابن الحَسَنِ سِبْط ابْن لاَل، وَعَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الهَمَذَانِيّ الكِسَائِيّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو ذَر فِي "مُعْجَمِه": ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
وَذكره أَبُو العَبَّاسِ أحمد بن محمد بن زكريا النسوي في تَرْجَمَة أَبِيهِ إِبْرَاهِيْم، وَقَالَ: وَوَلَدهُ اليَوْمَ هُوَ شَيْخُ مَكَّة، وَمُحَدِّثُهَا فِي وَقْتِهِ، سَمِعَ مَعَ أَبِيهِ وَعُنِي بِهِ، وَكُتُبُه صِحَاح.
وَكَذَا وَثَّقَهُ السِّجْزِيُّ، وَيَقُوْلُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَاضِي جدَّة.
وَقَالَ العَتِيْقِيّ: كَانَ قَدِ انْفَرد فِي وَقْتِهِ بجَمَاعَةِ شُيُوْخٍ، ثِقَة صَدُوْقٌ.
وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللهِ بنُ مُعَاذ السِّجْزِيّ فِي كِتَاب "السبعيَّات" مِنْ جمعه: كَانَ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَإِليه الرّحلَةُ فِي أَوَانه، وَهُوَ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ بِالإِجَازَةِ، وآخرُ مِنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِهِ رَاوِي نُسْخَةِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَر أبو علي الحسن بن عبد الرحمن ابن الحَسَن المَكِّيّ الشَّافِعِيّ الحَنَّاط.
وَقَالَ ابْنُ بَشْكُوَالٍ في ترجمة حام الأَطْرَابُلُسِيّ: كَانَ أَحْمَدُ مِنَ المُسْنِدِيْن الثِّقَات.
وَقَالَ ابْنُ بَشْكُوَالٍ فِي جمعه لشُيُوْخِ ابْن عَبْدِ البَرِّ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَع مائَة بِمَكَّةَ، وَقَدْ نيَّف عَلَى المائَة. ثُمَّ قَالَ: ذكر ذَلِكَ حَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ الحَبَّال: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة.
وَقَالَ العَتِيْقِيّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ فِي جُمَادَى الأُولَى. وَقَالَ الكَتَانِي: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ. فَوَهِمَ.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنِ الأَرْتَاحِي، عَنِ الفَرَّاء قَالَ: أَخْبَرَنَا الحَبَّالُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بِمَكَّةَ بوَفَاة أَبِيهِ وَمولده، فذكرهُمَا كما مضى.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 370"، واللباب لابن الأثير "2/ 317"، والعبر "3/ 89"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1063"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 173".

(13/7)


3729- ابن كج 1:
القَاضِي العَلاَّمَة، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو القَاسِمِ، يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ كَجٍّ، الدِّيْنَوَرِيُّ، تِلْمِيْذُ أَبِي الحسين بن القطان. وحضر مجلس الداركي.
وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي حفظ المَذْهَب، وَلَهُ وَجه، وَتصَانيفُ كَثِيْرَة، وَأَمْوَالٌ وَحِشْمَةٌ، ارْتَحَلَ إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ الآفَاق.
وَكَانَ بَعْضُهُم يُقَدِّمه عَلَى الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ، وَقَالَ: هُوَ ذَاكَ رَفَعَتْهُ بَغْدَاد، وَحَطَّتْ مِنِّي الدِّيْنَوَر. قَالَ ذَلِكَ عِنْدَمَا قَالَ لَهُ تِلْمِيْذ: يَا أُسْتَاذ! الاسْمُ لأَبِي حَامِدٍ، وَالعِلْمُ لَكَ.
قتلتْهُ الحَرَامِيَّة بِالدِّيْنَوَر لَيْلَةَ سبعٍ وَعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة، وَلَمْ يبلُغنِي مقدَار مَا عَاشَ.
__________
1 ترجمته في الأنساب "10/ 360" واللباب لابن الأثير "3/ 85"، ووفيات الاعيان لابن خلكان "7/ 65" والعبر "3/ 92" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 177".

(13/8)


3730- ابن أبي حديد 1:
العَدْلُ الأَمِيْنُ العَالِمُ، مُسْنِدُ دِمَشْقَ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ الوَلِيْدِ بنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي الحَدِيْدِ السُّلَمِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: أَبَا الدحدَاح أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بن جَعْفَرٍ الخَرَائِطيّ، وَمُحَمَّدَ بن يُوْسُفَ الهَرَوِيَّ، وَعَبْدَ الغَافر بن سَلاَمَةَ، وَبِمِصْرَ مِنْ مُحَمَّدِ بن بِشْرٍ الزُّبَيْرِيّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بن أَحْمَدَ الآجري، وعبد العزيز بن قيس، وطائفة.
حَدَّثَ عَنْهُ: حفيدَاهُ: أَحْمَدُ وَعُبَيْد اللهِ ابْنَا عَبْدِ الوَاحِدِ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الشَّرَابِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ السِّمْسَار، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الحِنَّائِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَتَفَرَّدَ بِعُلُوِّ الرِّوَايَة.
قَالَ أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلاَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَكَانَ مِنَ الأَعيَان.
وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً أَعرفُه، وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ أَبُو الفَرَجِ بنُ عَمْرو: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، فَقَالَ لِي: أَبُو بَكْرٍ ابن أبي الحديد قوال بالحق.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 55"، والعبر "3/ 91".

(13/8)


3731- بهاء الدولة 1:
أبو نصر، أحمد بن عضد الدَّوْلَةِ ابْنِ بُوَيْه، مَلِكُ العِرَاقِ.
مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة بعلَّة الصَّرْع المُتَتَابع كَأَبِيهِ، تُوُفِّيَ بِأَرَّجَان فِي سنّ اثنتين وأربعين سنة وَتِسْعَة أَشهر.
وكَانَتْ أَيَّامُهُ أَرْبَعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَتملَّك ابْنُهُ سُلْطَانُ الدَّوْلَة أَبُو شُجَاعٍ.
وَكَانَ بَهَاءُ الدَّوْلَة خَاضِعاً لِلْسُلْطَان مَحْمُوْد بن سُبُكْتِكِيْن، مداريًا له.
وقَام ابْنُهُ بَعْدَهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَأَخذت الدَّوْلَةُ البُوَيْهِيَّةُ تَتَنَاقص.
وَقِيْلَ: بَلْ كَانَ مُلْكُ بهاء الدولة اثنتين وعشرين سنة ويومين.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 264"، والعبر "3/ 83"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 461-462-463"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 166".

(13/9)


3732- المجبر 1:
مُسْندُ بَغْدَادَ أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ القَاسِمِ بنِ الصَّلْت بن الحَارِثِ بنِ مَالِكِ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْس بن عَبْدِ شُرَحْبِيْل بن هَاشم بن عَبْدِ مَنَاف بنِ عَبْدِ الدَّارِ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ، القُرَشِيُّ، العَبْدرِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الجَرَائِحِي، المُجْبِر.
وَلد سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الصَّمدِ الهَاشِمِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَكِيْلُ أَبِي صَخْرَةَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الأَنْبَارِيِّ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيّ، وَجَمَاعَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: عُبَيْد اللهِ بنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ، وَعَبْدُ البَاقِي الأَنْصَارِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيّ، وَمَالِكُ بنُ أَحْمَدَ البَانْيَاسِيّ، وَعِدَّة.
قَالَ الخَطِيْبُ: سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيّ -وَأَنَا أَسمعُ- عَنِ ابْنِ الصَّلْتِ المُجْبِر، فَقَالَ: ابْنَا الصَّلْتِ ضَعِيْفَان.
قَالَ: وَسَأَلتُ حَمْزَةَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ طاهر عن المجبر، فقال: كان صَالِحاً دَيِّناً، وَسَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز الأَزَجِيّ يَقُوْلُ: عَمَدَ ابْنُ الصَّلْت إِلَى كُتُبٍ لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، فَحَدَّثَ بِهَا عَنِ البَرْذَعِيّ، يُشير الأَزَجِيّ إِلَى أَنْ تِلْكَ الكُتُب لَمْ تَكُنْ عِنْد البَرْذَعِيّ.
مَاتَ المُجْبِر وَلَهُ إِحْدَى وَتِسْعُوْنَ سَنَةً، فِي شَهْر رَجَب سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة.
وَهُوَ صَاحِبُ "جُزْء" البَانْيَاسِيّ.
فَأَمَّا سَمِيُّهُ: المُسْنِدُ الكبير.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 94"، واللباب لابن الأثير "3/ 165"، والعبر "3/ 89"، وميزان الاعتدال "1/ 132"، ولسان الميزان "1/ 255"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 174".

(13/9)


3733- أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ 1:
ابْنِ مُوْسَى بنِ هَارُوْنَ بنِ الصَّلْتِ، الأَهْوَازِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، فَمَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
سَمِعَ: القَاضِي أَبَا عَبْدِ اللهِ المحاملي، وأبا العباس بن عقدة، ومحمد بن مخلد العطار، وعبد الغفر بن سَلاَمَةَ الحِمْصِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وَجَمَاعَة.
قَالَ الخطيبك كَانَ صَدُوْقاً صَالِحاً. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة.
وآخرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابه عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ قُرَيْش البناء.
وَقِيْلَ: إِنَّ يَحْيَى بن أَحْمَدَ السِّيبِي رَوَى عَنْهُ. وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 370"، والعبر "3/ 100"، وميزان الاعتدال "1/ 132" ولسان الميزان "1/ 255"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 188".

(13/10)


3734- ابن أبي زمنين 1:
الإِمَامُ القُدْوَةُ الزَّاهِد، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى بن مُحَمَّدٍ المُرِّيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، الإِلبيرِي، شَيْخُ قُرْطُبَةَ.
قرأَ ببَجَّانَة عَلَى سَعِيْدِ بنِ فحلُوْنَ "مُخْتَصر" ابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ.
وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بن مُعَاوِيَةَ الأُمَوِيّ، وَأَحْمَد بن المُطَرِّف، وَأَحْمَد بن الشَّامَة، وَوَهْب ابن مَسَرَّة.
وَتَفَقَّه بِإِسْحَاق الطُّلَيْطُلِي.
وَتَفَنَّنَ، وَاسْتبحر مِنَ العِلْم، وَصَنَّفَ فِي الزُّهْد وَالرَّقائِق. وَقَالَ الشّعر الرائق.
وكان صاحب جد وإخلاص، ومجانية للأمراء.
روى عنه: أبو عمر والداني، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَجَمَاعَة.
وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.
وتوفي في ربع الآخِرِ، سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
واخْتَصَر "المُدَوَّنَة"، وَلَهُ، "مُنْتَخب الأَحكَام" مَشْهُوْرٌ، وَكِتَابُ "الوَثَائِق"، وَ"مُخْتَصر تَفْسِيْر ابْنِ سَلاَّمٍ"، وَكِتَاب "حَيَاة القُلُوْبِ" فِي الزُّهْد، وَكِتَاب "أَدب الإِسْلاَم"، وَكِتَاب "أُصُوْل السُّنَّة"، وَأَشْيَاء كَثِيْرَة.
وَكَانَ مِنْ حَمَلَة الحُجّة. وَزَمَنِين بِفَتْح المِيم، ثُمَّ كسر النُّوْنَ.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 71"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 156".

(13/11)


3735- ابن الباقلاني 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، أَوْحَدُ المُتَكَلِّمِيْن، مُقَدَّم الأُصُوْلِيين، القَاضِي، أبو بكر محمد بن الطيب ابن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ قَاسِم البَصْرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَكَانَ يُضَرَبُ المَثَلُ بِفَهْمِهِ وَذَكَائِه.
سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بن جَعْفَرٍ القَطِيْعِيّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ مَاسِي، وَطَائِفَة.
وخَرَّج لَهُ أَبُو الفَتْح بنُ أَبِي الفَوَارِس.
وَكَانَ ثِقَةً إِمَاماً بَارِعاً، صَنَّفَ فِي الرَّدِّ عَلَى الرَّافِضَةِ، وَالمُعْتَزِلَةِ، وَالخَوَارِجِ وَالجَهْمِيَّة وَالكَرَّامِيَّة، وَانْتَصَرَ لِطَرِيْقَةِ أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ، وَقَدْ يُخَالِفُهُ فِي مَضَائِق، فَإِنَّهُ مِنْ نُظَرَائِهِ، وَقَدْ أَخَذَ علم النظر على أصحابه.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 379"، والأنساب للسمعاني "2/ 51"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 265"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 269"، والعبر "3/ 86"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 234"، وشذرات الذهب لان العماد "3/ 168".

(13/11)


وَقَدْ ذكره القَاضِي عِيَاض فِي طبقَات المَالِكِيَّة، فَقَالَ: هُوَ المُلَقَّب بِسيف السُّنَّة، وَلسَان الأُمَّة، المتكلم على لسان أهل الحديث، وَطريق أَبِي الحَسَنِ، وَإِليه انْتَهَتْ رِئاسَةُ المَالِكِيَّة فِي وَقْتِهِ، وَكَانَ لَهُ بِجَامع البَصْرَة حَلَقَةٌ عَظِيْمَةٌ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو ذَرّ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ السِّمْنَانِي، وَقَاضِي المَوْصِل، وَالحُسَيْن بن حَاتِمٍ الأُصُوْلِيّ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ وِرْدُهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ عِشْرِيْنَ ترويحَةً فِي الحَضَر وَالسَّفَر، فَإِذَا فرغ مِنْهَا، كتب خمساً وَثَلاَثِيْنَ وَرقَةً مِنْ تَصْنِيْفه. سَمِعْتُ أَبَا الْفرج مُحَمَّدَ بن عِمْرَانَ يَقُوْلُ ذَلِكَ. وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ الحَرْبِيّ يَقُوْلُ: جَمِيْعُ مَا كَانَ يذكر أَبُو بَكْرٍ بنُ البَاقِلاَّنِيّ مِنَ الخِلاَف بَيْنَ النَّاس صَنَّفَهُ مِنْ حِفْظِهِ، وَمَا صَنَّفَ أَحَدٌ خِلاَفاً إلَّا احْتَاجَ أَنْ يُطَالع كُتُب المُخَالفين، سِوَى ابْنِ البَاقِلاَّنِيّ.
قُلْتُ: أَخذ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ المعقولَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بنِ أَحْمَدَ ابن مُجَاهِد الطَّائِيّ صَاحِبِ أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ.
وَقَدْ سَارَ القَاضِي رسولاً عَنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى طَاغيَةِ الرُّوْمِ، وَجَرَتْ لَهُ أُمُورٌ، مِنْهَا أَنَّ الملِكَ أَدْخَلَه عَلَيْهِ مِنْ بَاب خَوخَةٍ ليدخُل رَاكعاً لِلْمَلِكِ، فَفَطِنَ لَهَا القَاضِي، وَدَخَلَ بِظَهْرِهِ.
وَمِنْهَا أَنَّهُ قَالَ لرَاهبهم، كَيْفَ الأَهْلُ وَالأَولاَدُ؟ فَقَالَ المَلِكُ: مَهْ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الرَّاهبَ يتنزّه عَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: تُنَزِّهُونه عَنْ هَذَا، ولا تنزهون رب العَالَمِين عَنِ الصَّاحبَة وَالوَلَد! وَقِيْلَ: إِنَّ الطَّاغيَةَ سأَلَه: كَيْفَ جَرَى لزَوْجَةِ نَبِيِّكُم؟ يَقْصِدُ تَوْبِيْخاً قال: كَمَا جَرَى لمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَان، وَبَرَّأَهُمَا اللهُ، لَكِنَّ عَائِشَةَ لَمْ تَأَتِ بِوَلَدٍ. فَأَفْحَمَهُ.
قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الخُوَارِزْمِيّ يَقُوْلُ: كُلّ مُصَنِّفٍ بِبَغْدَادَ إِنَّمَا يَنْقُلُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ سِوَى القَاضِي أَبِي بَكْرٍ، فَإِنَّمَا صَدْرُه يحوِي عِلْمَهُ وَعِلْمَ النَّاسِ.
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ البَافِي: لَوْ أَوْصَى رَجُلٌ بِثُلُث مَالِهِ لأَفْصحِ النَّاس، لَوَجَبَ أَنْ يُدْفع إِلَى أَبِي بَكْرٍ الأَشْعَرِيّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَحْمُوْدُ بنُ الحُسَيْنِ القَزْوِيْنِيّ: كَانَ مَا يُضْمِرهُ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَشْعَرِيّ مِنَ الوَرَع وَالدِّين أَضعَافَ مَا كَانَ يُظْهِرُهُ، فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا أُظْهِرُ مَا أُظْهِرُهُ غَيْظاً لِليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى، وَالمُعْتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ، لِئَلاَّ يَسْتَحْقِرُوا عُلَمَاءَ الحَقّ.
وَعمل بَعْضُهُم فِي موت القاضي:

(13/12)


انْظُرْ إِلَى جبلٍ تَمْشِي الرِّجَالُ بِهِ ... وَانْظُرْ إِلَى القَبْرِ مَا يَحْوِي مِنَ الصَّلَفِ
وَانْظُرْ إِلَى صَارِمِ الإِسْلاَم مُنْغَمِداً ... وَانْظُرْ إِلَى دُرَّةِ الإسلام في الصّدف
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ حسنٌ، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُودَةً، وَكَانَ سَيْفاً عَلَى المُعْتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ وَالمُشَبِّهَة، وَغَالِبُ قَوَاعِدِهِ عَلَى السُّنَّة، وَقَدْ أَمر شَيْخُ الحَنَابلَة أَبُو الفَضْلِ التَّمِيْمِيُّ مُنَادِياً يَقُوْلُ بَيْنَ يدِي جِنَازَتِهِ: هَذَا نَاصِرُ السُّنَّة وَالدّينِ، وَالذَّابُّ عَنِ الشَّرِيْعَة، هَذَا الَّذِي صَنَّفَ سَبْعِيْنَ أَلفَ وَرقَة. ثُمَّ كَانَ يَزُورُ قَبره كُلَّ جُمعة.
قِيْلَ: نَاظَرَ أَبُو بَكْرٍ أَبَا سَعِيْدٍ الهَارُونِي، فَأَسهبَ، وَوسَّعَ العبارَةَ، ثُمَّ قَالَ للجَمَاعَة: إِنْ أَعَادَ مَا قُلْتُ، قنعتُ بِهِ عَنِ الجَوَاب. فَقَالَ الهَارُونِي: بَلْ إِنْ أَعَادَ مَا قَالَهُ، سلمت له.

(13/13)


3736- أبو حامد الإسفراييني 1:
الأُسْتَاذُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو حَامِدٍ، أَحْمَدُ ابن أبي طاهر مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة بِبَغْدَادَ.
وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقَدِمَ بَغْدَادَ وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، فَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ المَرْزُبَان، وَأَبِي القَاسِمِ الدَّارَكِي، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب، وَأَربَى عَلَى المُتَقَدِّمِيْنَ، وَعظُمَ جَاهُهُ عِنْدَ المُلُوك.
حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَدِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَسَمِعَ السُّنَن مِنَ الدَّارَقُطْنِيِّ.
حَدَّثَ عَنْهُ تَلاَمِذَتُهُ أَقْضَى القُضَاة أَبُو الحَسَنِ المَاوردِي، وَالفَقِيْهُ سُلَيْمٌ الرَّازِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ السِّنْجِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ المَحَامِلِيّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "الطَّبَقَات": انْتَهَت إِلَيْهِ رِئاسَةُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا بِبَغْدَادَ، وَعُلِّق عَنْهُ تَعَاليقُ فِي شرح المُزَنِيّ، وَطبّق الأَرْضَ بِالأَصْحَاب، وَجمع مَجْلِسُهُ ثَلاَثَ مائَة مُتَفَقِّه.
وَقَالَ الشَّيْخُ محيي الدِّيْنِ النَّوَاوِي: تَعليقَةُ الشَّيْخِ أَبِي حَامِد فِي نَحْوٍ مِنْ خَمْسِيْنَ مُجَلَّداً، ذَكَرَ فِيْهَا مَذَاهِبَ العُلَمَاء، وَبَسَطَ أَدلَّتَهَا وَالجَوَابَ عَنْهَا، تَفَقَّهَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُم: أَبُو عَلِيٍّ السِّنْجِيّ، وَقَدْ تَفَقَّهَ السِّنْجِيّ عَلَى القَفَّال أَيْضاً، وَهُمَا شَيْخَا طريقَتَي العِرَاقِ وخراسان، وعنهما انتشر المذهب.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 368"، والأنساب للسمعاني "1/ 237"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 277"، ووفيات الاعيان لابن خلكان "1/ 72"، والعبر "3/ 92"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 239"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 178".

(13/13)


قَالَ الخَطِيْبُ: حدّثُونَا عَنْ أَبِي حَامِد، وَكَانَ ثِقَةً، حَضَرْتُ تَدْرِيْسَهُ فِي مَسْجِد ابْنِ المُبَارَكِ، وَسَمِعْتُ مَنْ يذكُر أَنَّهُ كَانَ يحضُر درسَه سبع مائَة فَقِيْه، وَكَانَ النَّاسُ يَقُوْلُوْنَ: لَوْ رَآهُ الشَّافِعِيُّ، لَفَرِحَ بِهِ.
قَالَ الخَطِيْبُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ قَالَ: سَأَلتُ القَاضِي أَبَا عَبْدِ اللهِ الصَّيْمَرِيَّ: مَنْ أَنْظَرُ مَنْ رَأَيْتَ مِنَ الفُقَهَاء؟ فَقَالَ: أَبُو حَامِد الإِسْفَرَايِيْنِيّ.
قَالَ أَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيْدِيّ فِي رسَالَة لَهُ: سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا حَامِدٍ يَقُوْلُ لطَاهرٍ العَبَّادَانِي: لاَ تُعَلِّق كَثِيْراً مِمَّا تسمعُ منَّا فِي مَجَالِس الجَدَل، فَإِنَّ الكَلاَم يجرِي فِيْهَا عَلَى خَتْلِ الخَصم وَمُغَالطته وَدفعِهِ وَمُغَالبتِهِ، فلسنَا نَتَكَلَّمُ لِوَجْهِ الله خَالصّاً، وَلَوْ أَردنَا، لكَانَ خطوُنَا إِلَى الصَّمْتِ أَسرَعَ مِنْ تطَاوُلِنَا فِي الكَلاَم، وَإِنْ كُنَّا فِي كَثِيْرٍ مِنْ هَذَا نبوءُ بغضبِ الله، فَإِنَّا نطمعُ فِي سعَةِ رَحْمَةِ الله.
قُلْتُ: أَبُو حَيَّانَ غَيْرُ مُعْتَمد.
قَالَ ابْنُ الصَّلاَح: وَعَلَى الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ تَأَوَّلَ بَعْضُ العُلَمَاء حَدِيْثَ: إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلّ مائَة سَنَةٍ مَنْ يجدِّد لها دينها، فكان الشافعي على رأس المائةين، وَابْنُ سُرَيْجٍ عَلَى رَأْس الثَّلاَث مائَة، وَأَبُو حامد على رأس الأربع مائة.
وَرُوِيَ عَنْ سُلَيْم الرَّازِيّ قَالَ: كَانَ أَبُو حَامِدٍ فِي أَوَّلِ أَمره يَحرُسُ فِي درب، وَكَانَ يُطَالِعُ عَلَى زيتِ الحَرَس، وَإِنَّهُ أَفتى وَهُوَ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ أَبُو حَامِدٍ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوداً، وَدُفِنَ فِي دَارِهِ، ثُمَّ نُقِلَ بَعْد أَرْبَع سِنِيْنَ، وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْب، رَحِمَهُ اللهُ.
وَمَاتَ مَعَهُ بَادِيس بن مَنْصُوْرٍ الحِمْيَرِيّ، صَاحِب المَغْرِب، وَشَيْخ الصُّوْفِيَّة أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاق، وَأَبُو القَاسِمِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ المُفَسِّر، وَحَمْزَةُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ المُهَلَّبِيّ، وَشَيْخُ مَكَّة عُبَيْدُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ السَّقَطِيّ، وَشَيْخُ بَغْدَاد أَبُو أَحْمَدُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ الفَرَضِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ البُرْجِيّ بِأَصْبَهَانَ، وَشَيْخُ المُتَكَلِّمِيْن أَبُو بَكْرٍ بن فورك.
أَخْبَرَنَا عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا إِليَاسُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بنُ كَرّوس، أَخْبَرَنَا الفَقِيْه نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا سُلَيْم بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ أَبِي طَاهِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الشّعرَانِي، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ كَهْمَس، عَنِ ابْنِ بُريدَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ يَعْمَر قَالَ: ظَهَرَ هَا هُنَا مَعْبَدٌ الجُهَنِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ فِي القَدَرِ هَا هُنَا. وَذَكَرَ الحديث1.
__________
1 صحيح: وهو حديث طويل أخرجه مسلم "8"، وأبو داود "4695"، والترمذي "2610"، والنسائي "8/ 97".

(13/14)


3737- ابن بيري 1:
المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ، شَيْخُ وَاسِط، أَبُو بَكْرٍ بنُ عُبَيْد بنِ الفَضْل بن سَهْلِ بنِ بِيرِي الوَاسِطِيّ.
آخرُ أَصْحَاب عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبشِّرٍ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَ عَنْهُ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بن عُثْمَانَ بنِ سَمْعَان، وَعَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ بنِ شَوْذَب، وَمُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيّ، وَمُحَمَّدِ بن يَحْيَى الصُّوْلِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بن مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدِ البَاقِي بن قَانع، وَعِدَّة، حَتَّى إِن خَمِيس بن عَلِيٍّ الحَوْزِي زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَابنِ أَبِي دَاوُدَ، وَهَذَا غَلَطٌ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، كُفَّ بَصَره بِأَخَرَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الكَرِيْم بنُ مُحَمَّدٍ الشُّرُوطي، وَأَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ الحَسَنِ، ومحمد بن علي بن عيسى القارىء، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الطَّيِّب الصُّوْفِيّ، وَأَبُو غَالِبٍ بنُ بِشْرَان النَّحْوِيُّ، وَالقَاضِي أَبو علي إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الطَّيِّب بن كَمَارِي، وَالفَقِيْه أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الشَّافِعِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ البَزَّاز: الوَاسطيون وَسَمَاعُ ابْنِ مَخْلَد مِنْهُ فِي سَنَة نَيِّف وَأَرْبَع مائَة، رَحِمَهُ الله.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "1/ 521"، والأنساب للسمعاني "2/ 365"واللباب لابن الأثير "1/ 197".

(13/15)


3738- ابن خزفة 1:
الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ خَزَفَةَ، الوَاسِطِيُّ، الصَّيْدَلاَنِيُّ الأَدِيْبُ، رَاوِي التَّارِيْخ الكَبِيْر لأَحْمَدَ بن أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيّ، عَنْهُ، وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي وَطَن، وَأَبِي العَلاَءِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ.
وَعَنْهُ: اللاَّلْكَائِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ البَيْطَار، وَأَبُو عَلِيٍّ غُلاَم الهَرَّاس، وَأَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ سُفْيَان، وَعَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ اللهِ العَلاَّف، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الجُمَّارِي، وَعِدَّة.
وَكَانَ خِصّيصاً بِالوَزِيْر فَخرِ المُلك وَنديماً لَهُ.
تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَع مائة.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 411"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1049".

(13/15)


3739- الخزاعي 1:
الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ، العَالِمُ المُحَدِّثُ، أَبُو القَاسِمِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، الخُزَاعِيُّ البَلْخِيُّ، مِنْ وَلد مُكَلِّم الذّئب أُهبَان بنِ عيَاذ الخُزَاعِيّ، -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
سَمِعَ مِنَ: الهَيْثَم بن كُلَيْب الشَّاشِي مُسْنده، وَكِتَاب الشَّمَائِل، وَكِتَاب غَرِيْب الحَدِيْث لابْنِ قُتَيْبَة، وَغَيْر ذَلِكَ، وطال عمره، وتفرد.
وَحَدَّثَ أَيْضاً عَنْ أَبِيهِ، وَالأُسْتَاذِ عَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ البُخَارِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ طَرْخَان البَلْخِيّ، وَمُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ خَنْب، وَأَبِي عَمْرو مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ العُصْفُرِي، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الجَمَّال، وَمُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ السُّلَمِيّ، وَطَائِفَة.
وَارْتَحَلَ فِي كبره، فَحَدَّثَ بِبُخَارَى، وَبلخ وَسَمَرْقَنْد وَنسف.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الدِّيَار، وآخرُ أَصْحَابه مَوتاً أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلِيْلِيّ الدِّهْقَان.
مَاتَ بِبُخَارَى فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائة.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 107"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 195".

(13/16)


3740- السليماني 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ المُعَمَّرُ، مُحَدِثُ مَا وَرَاء النَّهر، أبو الفضل، أحمد بن علي بن عمرو بنِ حَمْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ بنِ عَنْبَرٍ، سِبْطُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ، السُّلَيْمَانِيُّ البِيْكَنْدِيُّ البُخَارِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مُحَمَّدَ بن حَمْدُوَيْه بن سَهْل المَرْوَزِيّ، وَعَلِيَّ بن سَخْتُويه، وَعَلِيَّ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدَ بن إِسْحَاقَ الخُزَاعِيّ، وَمُحَمَّدَ بن صَابر بن كَاتب، وَصَالِح بن زُهَيْر البُخَارِيين، وَعَلِيَّ بن إِسْحَاقَ المَادَرَائِي، وَأَبَا العَبَّاسِ الأَصَمُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ فَارس، وَطَبَقَتَهُم، وَتَفَرَّد بِالرِّوَايَة عَنِ ابْنِ حَمْدُوَيْه وَغَيْرِه.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي "الأَنسَاب": السُّلَيْمَانِيّ مَنْسُوبٌ إِلَى جدِّه لأُمِّهِ: أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ البِيْكَنْدِيّ، لَهُ التَّصَانِيْفُ الكِبَارُ، رَحَلَ إِلَى الآفَاق، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيْرٌ فِي زَمَانِهِ إِسْنَاداً وَحِفْظاً وَدِرَايَةً وَإِتقَاناً، وَكَانَ يُصَنِّفُ فِي كُلِّ جُمعَة شَيْئاً، وَيَدْخُلُ مِنْ بِيْكَنْد إِلَى بُخَارَى، وَيُحَدِّثُ بِمَا صَنَّف.
حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المستغفري، وولده أبو ذَر مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، وَجَمَاعَةٌ لاَ نَعْرِفُهُم بِتِلْكَ الدِّيَار.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ ثَلاَثٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ عَلِيٍّ البِيْكَنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الخَطَّاب مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ الكعبِيّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبِيوردِيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو السُّلَيْمَانِيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِي، حَدَّثَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ السَّمَرْقَنْدِي، حَدَّثَنَا عِيْسَى بن مينا، حدثنا محمد ابن جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْر، عَنِ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ يَفْتَحُ أَحَدٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إلَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ" 2.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ يُوْنُسَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ عَبْدُ الأَوّل، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن علي الحافظ بيكند، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عِيْسَى الخُوَارِزْمِيّ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيّ، حَدَّثَنِي محمد ابن إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ حَمْدَان البَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ نَهْشَل المَرْوَزِيّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ قَالَ: وَلدُ الزِّنَى لاَ يَكْتُب الحَدِيْث.
رَأَيْتُ لِلسُّلَيْمَانِيّ كِتَاباً فِيْهِ حَطٌّ عَلَى كِبَارٍ، فَلاَ يُسمَعُ مِنْهُ مَا شذ فيه.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 122"، واللباب لابن الأثير "2/ 132"، والعبر "3/ 87"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 960"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 172".
2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 418"، من طريق قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن محمد، عن العلاء يعني ابن عبد الرحمن، عن أبيه، به.
قلت: إسناده حسن، عبد العزيز بن محمد الدراوردي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".
وأخرجه أحمد "4/ 231"، والترمذي "2325"، من طريق يونس بن خباب، عن سعيد الطائي أبي البختري أنه قال حدثني أبو كبشة الأنماري أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم- يقول: فذكره في حديث طويل، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

(13/17)


3741- ابن حامد 1:
شَيْخُ الحَنَابِلَة، وَمُفتيهُم، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحَسَنُ بنُ حَامِد بن عَلِيِّ بنِ مَرْوَانَ، البَغْدَادِيُّ الوَرَّاق، مُصَنِّف كِتَاب الجَامع فِي عِشْرِيْنَ مُجَلَّداً فِي الاختِلاَفِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ النَّجَّادِ، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، وَابنِ سَلْم الخُتَّلِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو طَالِبٍ العُشَارِيّ، والقاضي أبو يعلى، وتفقه عليه، والمقرىء أَبُو بَكْرٍ الخَيَّاط.
وَكَانَ يَتَقَوَّتُ مِنَ النَّسْخِ، وَيُكْثِرُ الحَجّ.
وَهُوَ أَكْبَرُ تَلاَمذَةِ أَبِي بَكْرٍ غلام الخلال.
هَلَكَ شَهِيْداً فِي أَخذ الْوَفْد سَنَةَ ثَلاَثٍ وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 303"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 263"، والعبر "3/ 84"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 232"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 166".

(13/18)


3742- ابن وجه الجنة 1:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ، أَبُو بَكْرٍ، يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ مُوْسَى، القُرْطُبِيُّ، عُرِفَ بِابْنِ وَجْهِ الجَنَّةِ.
سَمِعَ مِنْ: قَاسِمِ بنِ أَصْبَغَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي دُلَيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ حَزْمٍ الصَّدَفِي، وَأَحْمَدَ بنِ مُطَرِّفٍ.
وَكَانَ خَيِّراً دَيِّناً، مِنْ عُدُولِ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ بنِ السَّلِيْم، وَكَانَ يَلْتَزِمُ صنعَة الخَزِّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْم، وَطَائِفَة.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَمَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة.
وَهُوَ أكبر شيخ لقيه ابن حزم.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 663"، والعبر "3/ 82"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 165".

(13/18)


ابن الرسان، لحية الزبل:
3743- ابن الرسان 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو القَاسِمِ، أَحْمَدُ بن فتح بن عبد الله ابن عَلِيٍّ القُرْطُبِيّ، التَّاجِرُ السَّفَّار، المَعْرُوفُ بِابْنِ الرّسَّان.
حج، وَأَخَذَ عَنْ أَبِي الحَسَنِ عُتْبَة الرَّازِيّ، وَحَمْزَةَ الكِنَانِيّ، وَالحَسَنِ ابْنِ رَشِيْق، وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْمَ فَقِيْهِ قُرْطُبَة، وَحمل صَحِيْح مُسْلِم عَنْ أَبِي العَلاَءِ بن مَاهَان.
رَوَى عَنْهُ: الصَّاحبَان: ابْنُ مَيْمُوْنٍ وَابْنُ شِنْظِير، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عتَّاب، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَالخَوْلاَنِيُّ، وَقَالَ: هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ عَلَى هُدَى وَسُنَّة، صَنَّفَ فِي الفَرَائِضِ، وَكَانَ عِنْدَهُ فوائِد جَمَّةٌ عَوَالٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ عَنْ أَرْبَع وَثَمَانِيْنَ سَنَةً فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، مختفياً بَعْد طلبٍ شَدِيد بِسبب مصَادرَة وَعسف.
وَقَدْ رَوَى ابْنُ حَزْم فِي توَالِيفه عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائة.
3744- لحية الزبل 2:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، شَيْخُ اللُّغَة، أَبُو عُثْمَانَ، سعيد بن عثمان بن سَعِيْدٍ، البَرْبَرِيّ الأَنْدَلُسِيُّ، ابْنُ القَزَّاز، اللُّغَوِيُّ القُرْطُبِيُّ، تلميذ أبي علي القالي.
مولده في سنة خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
حَدَّثَ عَنْ: قَاسِمِ بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عَبْدِ اللهِ ابْن أَبِي دُلَيْم، وَمُحَمَّدِ بن عِيْسَى بنِ رِفَاعَةَ، وَسَعِيْدِ بن جَابِرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الخُشَنِيُّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَجَمَاعَة
وَكَانَ أَحَدَ الثِّقَاتِ.
عُدم فِي وَقعَة الأَنْدَلُس، في ربيع الأول، سنة أربع مائة.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 26".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 208"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 585".

(13/19)


ابن المكوي، الصعلوكي:
3745- ابن المكوي 1:
عَالِمُ الأَنْدَلُس، وَشَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو عُمَرَ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ هَاشِمٍ، الإِشْبِيْلِيُّ، ابْنُ المَكْوِيِّ.
تَفَقَّهَ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الفَقِيْه.
وبرعَ، وَفَاقَ الأَقرَانَ، وَانتهت إِلَيْهِ مَعْرِفَةُ المَذْهَبِ وغوامضه مع الصَّلاَبَةِ فِي الدِّين، وَالبُعد عَنِ الهوَى، وَالإِنصَافِ فِي النَّظَر.
صَنّف هُوَ وَالعَلاَّمَة أَبُو بَكْرٍ المُعَيْطي مَعاً كِتَاب الاسْتيعَاب فِي المَذْهَب، فِي مائَة جُزْء، لصَاحِبِ الأَنْدَلُس المُسْتَنْصِر، فسُرَّ بِذَلِكَ، وَوصلَهُمَا بِمَبْلَغٍ، وَقدَّمهُمَا للشُّوْرَى.
تَفَقَّهَ عَلَى ابْنِ المَكْوِيّ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَخَذَ عَنْهُ "المُدَوَّنَة".
مَاتَ فجأَةً فِي جُمَادَى الأُولَى، سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة عَنْ سبعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهودَةً، رَحِمَهُ اللهُ.
3746- الصُّعْلُوْكِيُّ 2:
العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة بِخُرَاسَانَ، الإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ، سهل بن الإِمَامِ أَبِي سَهْلٍ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بن مُحَمَّدٍ، العِجْلِيُّ الحَنَفِيُّ، ثُمَّ الصُّعْلُوْكِيّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الفَقِيْهُ الشافعي.
تفقه على والده.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الرّفَّاء، وَطَائِفَة.
وَدرَّس وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّة.
قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ مِنْ أَنْظَرِ مَنْ رأَينَا، تَخَرَّجَ به جمعة، وحدث وأملى.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 22"، والعبر "3/ 74"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 161".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 64"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 435"، والعبر "3/ 88"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 172".

(13/20)


قَالَ: وَبلغنِي أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسه أَكْثَرُ مِنْ خَمْس مائَة محبرَة.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيّ: كَانَ أَبُو الطَّيِّبِ فَقِيْهاً أَدِيْباً، جَمَعَ رِئاسَةَ الدُّنْيَا وَالدِّيْن، وَأَخَذَ عَنْهُ فُقَهَاءُ نَيْسَابُوْر. وقال الحاكم: كان أبو يُجِلُّه، وَيَقُوْلُ: سهلٌ وَالد.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الحَاكِم وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَهْل الشَّاذْيَاخِيّ، وَآخَرُوْنَ.
وَلَهُ أَلْفَاظٌ بَدِيْعَة، مِنْهَا: مَنْ تَصَدَّرَ قَبْلَ أَوَانِهِ، فَقَدْ تَصَدَّى لِهَوَانِهِ.
وَقَالَ: إِذَا كَانَ رِضَى الْخلق معسوراً لاَ يُدرك، كَانَ رِضَى الله مِيسوراً لاَ يُترك، إِنَّا نحتَاج إِلَى إِخوَان العُشرَة لوقت العُسْرَة.
وَكَانَ بَعْضُ العُلَمَاء يعدُّ أَبَا الطَّيِّبِ المجدِّدَ للأُمَّة دِيْنَهَا عَلَى رَأْسِ الأَرْبَع مائَة، وَبَعْضُهُم عدَّ ابْن البَاقِلاَّنِيّ، وبعضهم عد الشيخ أبا حامد الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَهُوَ أَرجحُ الثَّلاَثَة.
تُوُفِّيَ الإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَع مائَة فِي عشر الثَّمَانِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: السُّلَيْمَانِيّ، وَشَيْخُ القرَّاء أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ المَلِكِ بن بَكْرَانَ النَّهروَانِيّ، وَقَاضِي قُرْطُبَة أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَاقِد المَالِكِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ حَاتِم بن أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّد بن يَعْقُوْبَ الهَرَوِيّ مُؤَلّف "السُّنَن الكبير".

(13/21)


3747- ابن الليث 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ الفَقِيْهُ، العَلاَّمَةُ أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بن أحمد بن محمد ابن اللَّيْثِ الكَشِّي، ثُمَّ الشِّيْرَازِيُّ الشَّافِعِيّ، مِنْ أَعْيَانِ القُرَاء وَالحُفَّاظ وَالفُقَهَاء.
وُلِدَ فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّار، وَأَبِي العباس الأصم، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وَعَبْد اللهِ بن دُرُسْتَوَيْه النَّحْوِيِّ، وَالحَافِظِ الحَسَن بن عبد الرحمن الرامهرمزي.
وَارْتَحَلَ وَجمع، وَشَاركَ فِي الفَضَائِل، وَرَوَى الكَثِيْر ببلاَد فَارس.
سَمِعَ مِنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَقَالَ: هُوَ متقدِّمٌ فِي مَعْرِفَةِ القرَاءاتِ، حَافِظٌ لِلْحَدِيْثِ، رَحَّالٌ، قَدِمَ عَلَيْنَا أَيَّامَ الأَصَمِّ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَذَكَرَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَح أَبَا عَلِيٍّ بنَ اللَّيْثِ فِي "طبقَات الشَّافِعِيَّة" مختصراً، وَقَالَ: هُوَ وَالِدُ اللَّيْثِ وَأَبِي بَكْرٍ.
ذكره أَيْضاً أبوز عبد الله القاء في "طبقات أهل شيراز"، وأثنى عليه كثييرًا ثُمَّ قَالَ وَمن أَصْحَابه: زَيْدُ بنُ عُمَرَ الحَافِظ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَافِظ.
قَالَ: وَتُوُفِّيَ لثمَان عَشْرَة مَضَت مِنْ شَعْبَانَ سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة.
قُلْتُ: وَمَاتَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ. وَقِيْلَ: بَلْ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فيُحرّر هَذَا.
وَقَدْ ذكر الحَافِظُ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: أَنَّ الحَافِظ أَبَا الشَّيْخ مَعَ تَقَدُّمِهِ رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ اللَّيْثِ حَدِيْثاً. فَهَذَا من رواية الشيوخ عن التلامذة.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 441" "الكشي" و"الليثي" واللباب "3/ 100، 138"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 961"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 175".

(13/21)


3748- ابن فطيس 1:
الإمام العلامة الحافظن ذو الفنون، قَاضِي الجَمَاعَة، أَبُو المُطَرِّفِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن فُطَيْس بن أَصْبَغَ بن فُطَيْس القُرْطُبِيُّ، المَالِكِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عِيْسَى اللَّيْثِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن عَوْنٍ الله وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّجٍ، وَأَبِي الحَسَنِ الأنطاكي، وأبي محمد الأًيلي، وأبي محد بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ، وَعِدَّة.
وَأَجَاز لَهُ الحَسَنُ بنُ رَشِيْق، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيّ. وَطَائِفَة.
وَكَانَ حَافِظاً نَاقِداً جِهْبذاً، مُجَوِّداً مُحَقِّقاً، بَصِيْراً بالعلل والرجال، مع قوته في الفقه والفضاسئل، وَكَانَ يُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الصَّاحبَان، وَأَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ سُميق، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَآخَرُوْنَ.
صَنّف كِتَاب "الْقَصَص" وَهُوَ ثَلاَث مُجَلَّدَات، وَكِتَاب "أَسبَاب النُّزَول" فِي مائَة جُزْء،
وَكِتَاب "فَضَائِل الصَّحَابَة" فِي مائَة جُزْء، وَكِتَاب "فَضَائِل التَّابِعِيْنَ" فِي سبع مجلدات، وكتاب "الناسخ والمنسوخ" ثلاثون جزءًا، وكتاب "الإخوة من أهل العمل" مُجَلَّدَان، وَكِتَاب "أَعلاَم النُّبُوَّة" فِي عَشْرَة أَسفَار، وَكِتَاب "الكَرَامَات" فِي مُجَلَّدين، وَ"مُسْند" مُحَمَّد بن فُطَيْس، خمسُوْنَ جُزْءاً وَ"مُسْند" قَاسِم بن أَصْبَغَ العوَالِي ثَلاَث مُجَلَّدَات، وَكِتَاب "المنَاولَة وَالإِجَازَة" مُجَلَد.
وَكَانَ قَدْ وَلِي الوزَارَة للمُظَفَّر بنِ أَبِي عَامِر، فَلَمَّا أَن وَلِي القَضَاءَ، تركَ زِيَّ الوُزَرَاء.
وَكَانَ عَادلاً، شَدِيداً فِي أحكامه، بحر مِنْ بُحُورِ العِلْمِ، عَظِيْم الْخطر.
عَاشَ خمساً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ فِي نِصْفِ ذِي القَعْدَةِ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة، وَصَلَّى عَلَيْهِ وَلدُهُ محمد، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 309"، والعبر "3/ 78"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 972"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 163".

(13/22)


3749- أبو أحمد الفرضي 1:
الإِمَامُ القُدْوَةُ، شَيْخُ العِرَاق، أَبُو أَحْمَدَ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي ابن أَبِي مُسْلِمٍ البَغْدَادِيُّ، الفَرَضِيُّ، المُقْرِئ.
تلاَ عَلَى ابن بويان.
وَسَمِعَ مِنَ: القَاضِي المَحَامِلِيّ، وَيُوْسُف بن البُهلول الأَزْرَق، وَحَضَرَ مَجْلِس أَبِي بَكْرٍ بنِ الأَنْبَارِيِّ.
تَلاَ عَلَيْهِ: أَبُو بَكْرٍ بنُ مُوْسَى الخَيَّاط، وَأَبُو عَلِيٍّ غُلاَم الهَرَّاس، وَنَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَعَلِيُّ بنُ البُسْرِيّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ الخَطِيْب، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً وَرِعاً دَيِّناً.
وَقَالَ العَتِيْقِيّ: مَا رَأَيْتُ فِي مَعْنَاهُ مثلَه.
وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ كَانَ إِمَاماً مِنَ الأَئِمَّة.
قَالَ عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ: كَانَ أَبُو أَحْمَدَ إِذَا جَاءَ إِلَى أَبِي حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، قَامَ وَمَشَى حَافيّاً إِلَى بَاب مَسْجِدِهِ مُسْتَقْبِلاً لَهُ.
وَقَالَ مَنْصُوْرٌ الفَقِيْه: لَمْ أَرَ فِي الشُّيُوْخ مَنْ يُعلِّم لله غير أبي أحمد الفَرَضِيّ، اجْتَمَعَتْ فِيْهِ أَدَوَاتٌ مِنْ علمٍ وَقُرآنٍ وَإِسْنَاد، وَحَالَةٍ مِنَ الدُّنْيَا مُتّسعَة، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ أَورعَ الخَلْقِ، لَمْ أَرَ مثله.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ اثْنَتَانِ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
وَقَدِ اسْتَوْفَيْتُ أَمره فِي "طبقَات المُقْرِئين".
سَمِعْتُ قِرَاءة قَالُوْنَ عَلَى عُمَرَ بن عَبْدِ المُنْعِمِ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو اليُمْن الكِنْدِيُّ قَالَ: تلوتُ بِهَا عَلَى هِبَةِ اللهِ بنِ الطَّبَرِ قَالَ: قَرَأْتُ بِهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى الخَيَّاط سَنَة إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، قَالَ: قَرَأْتُ بِهَا عَلَى أَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِيّ، عَنِ ابْنِ بُويَان، عَنْ أَبِي حَسَّانٍ، عَنْ أَبِي نشيط، عن قالون صاحب نافع.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 380"، والأنساب للسمعاني "9/ 272"، واللباب لابن الأثير "2/ 422"، والعبر "3/ 94"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 181".

(13/23)


3750- ابن فورك 1:
الإمام العلامة الصالح، شيخ المتكلمين، أبو بكرن محمد بن الحَسَنِ بنِ فُوْرَكَ الأَصْبَهَانِيّ.
سَمِعَ مُسْنَد أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ فَارِسٍ، وَسَمِعَ مِن ابْنِ خُرَّزَاذ الأَهْوَازِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف، وَآخَرُوْنَ.
وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ الكَثِيْرَة.
قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي "سيَاق التَّارِيْخ": الأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ قَبْرُهُ بِالحِيرَة يُسْتَسقَى بِهِ.
وَقَالَ القَاضِي ابْنُ خَلِّكَان فِيْهِ: أَبُو بَكْرٍ الأُصُوْلِيّ، الأَدِيْبُ النَّحْوِيُّ الوَاعِظُ، دَرَّسَ بِالعِرَاقِ مُدَّةً، ثُمَّ تَوَجَّه إِلَى الرَّيّ، فسعَتْ بِهِ المبتدعَةُ يَعْنِي الكَرَّامِيَّة فَرَاسلهُ أَهْلُ نَيْسَابُوْر، فوردَ عَلَيْهِم، وَبنَوا لَهُ مَدْرَسَةً وَدَاراً، وَظهرت بَرَكَتُهُ عَلَى المُتَفَقّهَة، وَبلغت مُصَنَّفَاتُه قَرِيْباً مِنْ مائَة مصَنّف، وَدُعِي إِلَى مدينَة غَزْنَة، وَجرتْ لَهُ بِهَا مُنَاظَرَات، وَكَانَ شَدِيدَ الرَّدِّ عَلَى ابْنِ
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 272"، والعبر "1/ 95"، والنجوم الزاهرة لابن تغري "4/ 240"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 181".

(13/24)


كرَّام، ثُمَّ عَادَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، فسُمَّ فِي الطَّرِيْق، فَمَاتَ بقُرْبِ بُسْت1، وَنُقِلَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، ومشهده بالحيرة يزار، ويستجاب الدعاء عنده2.
قُلْتُ: كَانَ أَشْعَريّاً، رَأْساً فِي فَنِّ الكَلاَم، أَخَذَ عَن أَبِي الحَسَنِ البَاهِلِيّ صَاحِبِ الأَشْعَرِيّ.
وَقَالَ عَبْدُ الغَافِرِ: دَعَا أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ فِي مَجْلِسه لطَائِفَةٍ، فَقِيْلَ: إلَّا دعوتَ لابْنِ فُوْرَك؟ قَالَ: كَيْفَ أَدْعُو لَهُ، وَكُنْتُ البَارِحَة أُقْسِمُ عَلَى اللهِ بِإِيْمَانِهِ أَنْ يَشْفينِي ?.
قُلْتُ: حُمِلَ مُقَيَّداً إِلَى شيرَاز للعقَائِد.
وَنَقَلَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ أَنَّ السُّلْطَانَ مَحْمُوْداً سأَله عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ، وَأَمَّا اليَوْم فَلاَ. فَأَمر بِقَتْلِهِ بِالسُّمّ.
وَقَالَ ابْنُ حَزْم: كَانَ يَقُوْلُ: إِنَّ روحَ رَسُوْلِ اللهِ قَدْ بطلت، وَتلاشَتْ، وَمَا هِيَ فِي الجَنَّةِ.
قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الحَاكِم حَدِيْثاً، وَتُوُفِّيَ قبلَه بِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ.
__________
1 بست هي: مدينة بين سجستان وغزنين وهراة، كما قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان" "1/ 492".
2 الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين من البدع المنكرة التي لا يقرها الشرع، وهو ذريعة إلى الشرك. وقد كان صحَابَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أراد أحدهم أن يدعو لنفسه استقبل القبلة ودعا في مسجده كما كانوا يفعلون في حياته، لا يقصدون الدعاء عند الحجرة ولا يدخل أحدهم إلى القبر. وكل من يقصد زيارة القبر أي قبر ولو كان قبر سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- للدعاء عنده فهو ضال مبتدع؛ فإن الدعاء عند القبور لم يشرعه النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يفعله الصحابة ومن تبعهم خير القرون سلف الأمة. فالدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين من البدع المنكرة، ومن جنس الشرك، وذريعة إليه، ولو قصد الصلاة عند قبور الأنبياء والصالحين من غير أن يقصد دعاءهم والدعاء عندهم مثل أن يتخذ قبورهم مساجد لكان ذلك الفعل محرمًا ومنهيًا عنه، ولتعرض صاحبه لغضب الله ولعنته كما قال -صلى الله عليه وسلم: "اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، وعن أبي هريرة مرفوعًا: "قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وعن زيد بن ثابت مرفوعًا: "لعن الله اليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"؛ فإن اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد من أسباب غضب الله ولعنته، كما وردت به الأحاديث، فكيف بمن يقصد دعاء الميت والدعاء عند قبره، واعتقد أن ذلك من أوكد الأسباب لاستجابة الدعوات فهذا من جنس الشرك الذي كان يفعله قوم نوح -عليه السلام- ومن كانوا يعبدون الأوثان.

(13/25)


باديس، ابن اللبان:
3751- باديس 1:
ابن مَنْصُوْرِ بنِ يُوْسُفَ بنِ بَلّكِيْنَ بنِ زِيْرِي، صَاحِبُ المَغْرِب، وَابْنُ مُلُوْكِهَا مِنْ جِهَةِ العُبَيْدِيَّة، أبو مناد الصنهاجي.
ولي ممالك إفريقية للحاكم، فلقبه: نصير الدولة.
وَكَانَ سَائِساً حَازِماً، شَدِيدَ البَأْس، إِذَا هَزَّ رُمْحاً، كَسَرَهُ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وفِي سَنَة سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة أَمَرَ جَيْشَهُ بِالعرض، فَسَرَّهُ حُسْن شَارتِهم وَهَيْئَتِهم، ثُمَّ مَدَّ السِّمَاط وَأَكَلَ، فَمَاتَ فَجْأَةً لِلَيْلَته، فَأَخْفَوا مَوْتَهُ، وَرتَّبُوا فِي المُلْكِ أَخَاهُ كرَامت، ثُمَّ عطفُوا، فَبَايَعُوا ابْنه المُعِزَّ بنَ بَادِيس.
وَيُقَالُ: مَاتَ بِالخوَانيق، دَعَا عَلَيْهِ الصَّالِحُ مُحرِزٌ الطَّرَابُلُسِيّ المُؤَدِّب، لِكَوْنِهِ هَمَّ بِخَرَابِ طَرَابُلُس المَغْرِب.
وصِنْهَاجَة مِنْ حِمْيَر بِالكسر. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْد: لاَ يجوز إلَّا ضم الصاد.
3752-ابن اللبان 2:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الكَبِيْر، إِمَامُ الفَرَضِيّين فِي الآفَاق، أَبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ، البَصْرِيُّ، ابْنُ اللَّبَّانِ، الفَرَضِيُّ، الشَّافِعِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا العَبَّاسِ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ الأَثْرَم، وَابنَ داسه، وحدث عنه بِبَغْدَادَ ب "سُنَن أَبِي دَاوُدَ"، فسَمِعَهَا مِنْهُ القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيّ.
وَثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: انْتَهَى إِلَيْهِ عِلْمُ الفَرَائِضِ، صَنَّف فِيْهَا كتباً، وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة.
قُلْتُ: أَظنُّه مِنْ أَبْنَاءِ الثمانين.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 265"، وتاريخ بغداد "6/ 157".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 472"، والعبر "3/ 80"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 164".

(13/26)


قِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا فَرَضِيٌّ إلَّا مِنْ أَصحَابِي، أَوْ أَصْحَابِ أَصحَابِي، أَوْ لاَ يُحسِنُ شَيْئاً.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيّ: كَانَ ابْنُ اللَّبَّان إِمَاماً فِي الفِقْه وَالفَرَائِض، صَنَّفَ فِيْهَا كُتُباً لَيْسَ لأَحَدٍ مِثْلُهَا، أَخَذَ عَنْهُ أَئِمَّةٌ وَعُلَمَاء.
وَقَالَ ابْنُ أَرسلاَن فِي "تَارِيْخِهِ": دَخَلَ ابْنُ اللَّبَّان خُوَارَزْم فِي دولة مَأْمُوْن بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مأْمُوْن خُوَارَزْم شَاه، فَأَكرمه، وَبَرَّهُ، وَبَالَغَ، وَبنَى لَهُ مَدْرَسَةً بِبَغْدَادَ يَنْزِلُ فِيْهَا فُقَهَاء خُوَارَزْم، فَكَانَ أَبُو الحُسَيْنِ يُدَرِّسُ بِهَا، وَكَانَ خُوَارَزْم شَاه يَبْعَثُ إِلَيْهِ كُلَّ سَنَةٍ بِمَال.
قَالَ ابْنُ أَرسلاَن: وَأَنَا رَأَيْتُ هَذِهِ المَدْرَسَة وَقَدْ خربَتْ بقرب قطيعة الربيع.

(13/27)


أبو علي الروذباري، ابن ثرثال:
3753- أبو علي الروذباري 1:
الإِمَامُ المُسْنِدُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَاتِم، الرُّوْذَبَارِيّ، الطُّوْسِيُّ.
سَمِعَ إِسْمَاعِيْل الصَّفَّار، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ بن شَوْذَب، وَابنَ دَاسَة، وَالحُسَيْنَ بن الحَسَنِ الطُّوْسِيّ، وَطَائِفَة.
وَحَدَّثَ ب "سُنَن أَبِي دَاوُدَ" بِنَيْسَابُوْرَ، وَعُقَدَ لَهُ مَجْلِسٌ فِي الجَامع، ثُمَّ مَرِضَ، وَرُدَّ إِلَى وَطَنه بِالطَّابَرَان، فَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الحَاكِمُ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وأبو بكر البيهقي، وأبو الفَتْح نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الطُّوْسِيّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي عَلَى الدَّقَّاق، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ نَيَّف عَلَى الثمانين.
3754- ابن ثرثال 2:
الشَّيْخُ المُعَمَّرُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ عبد العزيز بن أحمد ابن حَامِدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ ثَرْثَالٍ، التَّيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ، نَزِيْلُ مِصْر.
حَدَّثَ بِجُزءٍ وَاحِدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ سِوَاهُ عَنِ القَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيّ، وَمُحَمَّدِ بن مَخْلَدٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدِ بنِ بَطْحَاء.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَسَمَاعُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيّ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي، وَخَلَفُ بنُ أَحْمَدَ الحَوْفِيّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ الحَبَّال، وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ.
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مائَة.
وفيها توفي المقرىء أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بن الفحام السَّامَرِّيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ البَيِّع، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ بُديل الخُزَاعِيّ المقرىء، وأبو عمر محمد بن الحسين البسطامي.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 180"، واللباب لابن الأثير "2/ 41"، والعبر "3/ 85" وشذارت الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 168".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 257"، والأنساب للسمعاني "3/ 114"، واللباب لابن الأثير "1/ 232"، والعبر "3/ 98"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 187".

(13/27)


ابن البيع، ابن مهدي:
3755- ابن البيع 1:
الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، مُسْندُ بَغْدَادَ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى، البَغْدَادِيُّ المُؤَدِّب، عُرِفَ بِابْنِ البَيِّع.
حَدَّثَ عَنْ القَاضِي أبي عبد الله المحاملي بالدعاء لَهُ، وَبعدَّةِ أَجزَاء تَفَرَّد بِهَا.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَخُوْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ البَقَّال عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الدَّجَاجِي، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العُكْبَرِيّ، وَأَبُو الخَطَّاب نَصْر بن البَطِر.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ يَسْكُنُ بِدَرْب اليَهُوْد، وَكَانَ ثِقَةً، لَمْ أُرْزَق السَّمَاعَ مِنْهُ، وَأَعرفُ لَمَّا ذَهَبُوا إِلَيْهِ، فَلَمْ أَذهب لأَجلِ الحَرِّ، مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة، وَلَهُ سبعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
3756- ابْنُ مهدي 2:
الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ الوَقْت، أَبُو عُمَرَ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَهْدِيّ، الفَارِسِيُّ الكَازَرُونِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ البَزَّاز.
سَمِعَ: كَثِيْراً مِنَ القَاضِي المَحَامِلِيّ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَة، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ بن شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بن مخلد العطار، والحسين ابن يَحْيَى بنِ عَيَّاشٍ، وَتَفَرَّد وَبعُد صيتُه.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَوَثَّقَهُ، وَهِبَةُ اللهِ بن الحُسَيْنِ البَزَّاز، وَيُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ المِهْرَوَانِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَبُو القاسم ابن البُسْرِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ الطَّبَرِيّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ، وَعَاصِمُ بنُ الحَسَنِ العَاصمِيُّ، وَكبِيرُ المُعْتَزِلَة أَبُو يُوْسُفَ عَبْدُ السَّلاَّم بنُ مُحَمَّدٍ القَزْوِيْنِيّ المُفَسِّر، وَرزقُ الله بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ التَّمِيْمِيُّ، وَالخَطِيْبُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طَلْحَة النِّعَالِيّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً، مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ: وَمَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثمَانِي عَشْرَة وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا مِنْ طَرِيقه أَجزَاءٌ عَالِيَةٌ من "المحامليات" وغيرها، وحدث في أسفاره.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 39"، والعبر "3/ 99"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 187".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 13"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 295"، والعبر "3/ 103"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 245"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 192".

(13/28)


3757- أبو علي الفارسي 1:
أَخُوْهُ: الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ المَلِكِ بن مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ مَهْدِيّ بن خُشْنَام بن النُّعْمَانِ بن مَخْلَدٍ، سَمِعَ إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّار، وَعُثْمَان بن السَّمَّاكِ، وَجَمَاعَة.
وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ وَالرَّيِّ وَقَزْوين وَهَمَذَان فِي التِّجَارَة.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ بُشْرَى اللَّيْثِيّ، وَأَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمَّان.
وَسَكَنَ قَزْوين، وَكَانَ صَدُوْقاً.
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وثلاث مائة، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في ذيل تاريخ بغداد لابن النجاز "1/ 134".

(13/29)


3758- ابن أبي الفوارس 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَقِّقُ الرَّحَّال، أَبُو الفَتْحِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فَارسِ ابْنِ أَبِي الفَوَارِسِ سهلٍ، البَغْدَادِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَأَوّلُ سَمَاعه فِي سَنَةِ ست وأربعين وثلاث مائة.
سَمِعَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ بنِ خُزَيْمَة، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الخُلْدِيّ، وَدَعْلَج بن أَحْمَدَ، وَأَبِي عِيْسَى بَكَّارِ بن أَحْمَدَ، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَقَّاش المُفَسِّر، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ الصَّوَّاف، وَمُحَمَّدِ بن الحَسَنِ بنِ مِقْسَم، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الهَيْثَمِ الأَنْبَارِيّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَارْتَحَلَ إِلَى البَصْرَةِ وَبلاَدِ فَارس وَخُرَاسَان، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَانتخب عَلَيْهِ المَشَايِخُ، وَكَانَ مَشْهُوْراً بِالحِفْظ وَالصَّلاَح وَالمعرفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاء، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سِكِّيْنَة، وَمَالِكُ بنُ أَحْمَدَ البَانْيَاسِيّ، وَعِدَّة.
وَقَالَ الحَاكِمُ: أَوّلُ سَمَاع ابْنِ أَبِي الفَوَارِس مِنْ أَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد.
قَالَ الخَطِيْبُ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ قطعَةً مِنْ حَدِيْثه، وَكَانَ يُمْلِي فِي جَامع الرُّصَافَة.
قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا ملكُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَتْح بنُ أَبِي الفَوَارِس الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا الأَبَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَقِيق، سَمِعْتُ عَبْدَان يَقُوْلُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ: الإِسْنَاد عِنْدِي مِنَ الدِّينِ، لَوْلاَ الإِسْنَادُ، لقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ، فَإِذَا قِيْلَ لَهُ: مِنْ حَدَّثَكَ؟ بَقِيَ.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 352"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 5"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 967"، والعبر "3/ 109"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 196".

(13/30)


3759- أبو عمر الهاشمي 1:
الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُعَمِّرُ، مُسْندُ العِرَاق، القَاضِي أَبُو عُمَرَ، القَاسِمُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بن العباس بن عبد الواحد بن الأمير جعفر بن سليمان ابن عَلِيِّ بنِ الحَبْرِ البَحْرِ عَبْدِ اللهِ بن عَبَّاس، الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البَصْرِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ أَبَا رَوْق أَحْمَدَ بن محمد الهِزَّانِي، وَأَبَا العَبَّاسِ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ الأَثْرَم، وَعَبْدَ الغَافر بن سَلاَمَةَ، وَعَلِيَّ بن إِسْحَاقَ المَادَرَائِي، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيّ الوَاسِطِيّ، وَأَبَا عَلِيٍّ اللُّؤْلُؤي، وَالحُسَيْنَ بن يَحْيَى بنِ عَيَّاش القَطَّان، وَيَزِيْد بن إِسْمَاعِيْلَ الخلاَّل صَاحِبَ الرَّمَادِيّ، وَالحَسَنَ بن مُحَمَّد بنِ عُثْمَانَ الفَسَوِيَّ، وَعِدَّة.
وَانْتَهَى إِلَيْهِ علوُّ الإِسْنَاد بِالبَصْرَةِ.
حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الرَّحَّالَة وَغَيْرهم: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُسْتَمْلِي الأَصْبَهَانِيّ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو عَلِيٍّ الوَخْشِيُّ، وَهَنَّادُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّسَفِيّ، وَسُلَيْم بن أَيُّوْبَ الرَّازِيُّ، وَالمُسَيَّب بن مُحَمَّدٍ الأَرْغِيَانِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ التُّسْتَرِيُّ وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ شَغَبَة، وَجمعٌ آخِرُهُم مَوْتاً جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العَبَّادَانِي.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً، وَلِي القَضَاء بِالبَصْرَةِ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ سُنَن أَبِي دَاوُدَ وَغيرهَا.
وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرَ الدِّيْنَوَرِيّ: سَمِعْتُ عَلَيْهِ "السُّنَن" بِقِرَاءتِي سِتّ مَرَّات، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَحضرنِي أَبِي سَمَاعَ هَذَا الكِتَاب وَأَنَا ابْنُ ثمَانِ سِنِيْنَ، فَأَثبتَ حضورِي وَلَمْ يُثبِتْه سَمَاعاً، ثُمَّ سمِعتُه وَأَنَا ابْنُ عشر.
قَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 451"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 14"، والعبر "3/ 117"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 201".

(13/31)


3760- الإدريسي 1:
الحَافِظُ الإِمَامُ المُصَنِّفُ، أَبُو سَعْدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، الإِدْرِيْسِيُّ الإِسْتِرَابَاذِيُّ، مُحَدِّثُ سَمَرْقَنْد، أَلّف تاريخها، وتاريخ إِسْتِرَاباذ وَغَيْر ذَلِكَ.
سَمِعَ: أَبَا العَبَّاسِ مُحَمَّدَ بن يَعْقُوْبَ الأَصَمَّ وَهُوَ أَكْبَر شَيْخٍ لَهُ، وَأَبَا نُعَيْمٍ مُحَمَّدَ بنَ حَمُّوَيْه الإِسْتِرَاباذِيّ، وَأَبَا سَهْلٍ هَارُوْنَ بنَ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ، وَأَبَا أَحْمَد بنَ عَدِيّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً، وَصَنَّفَ الأَبْوَاب وَالشُّيُوْخ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الشَّاشِي، وَأَبُو عبد الله الخبازي، وأبو مسعود أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَجَلِيّ، وَالقَاضِي أَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرْوَذِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وَثَّقَه الخَطِيْبُ، وَقَدْ حدَّث بِبَغْدَادَ.
مَاتَ بِسَمَرْقَنْدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة، مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ.
وَكَانَ حَافِظَ وَقته بِسَمَرْقَنْدَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الطبيب، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ابن مُحَمَّدٍ قَدِمَ حَاجّاً، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ بِسَمَرْقَنْدَ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ حَنْبَل السَّرَخْسِيّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ السَّمَرْقَنْدِيّ، حَدَّثَنَا مَعْرُوف بن حَسَّان السَّمَرْقَنْدِيّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ رَبَّى شَجَرَةً حَتَّى نَبَتَتْ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ قَائِمِ اللَّيْل، صَائِم النَّهَارِ، وَكَأَجْرِ غَازٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ دَهْرَهُ".
هَذَا إِسْنَادٌ مُظْلِمٌ، وَمَتْنٌ لاَ يصح، ألصق بابن أبي ذئب.
__________
1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص219"، وتاريخ بغداد "10/ 302"، والأنساب للسمعاني "1/ 160"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 273" وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 973"، والعبر "3/ 90". والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 237"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 175".

(13/32)


3761- أبو مسعود 1:
الحَافِظُ المُجَوِّدُ البَارِعُ، أَبُو مَسْعُوْدٍ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ محمد بن عبيد، الدِّمَشْقِيُّ، مُصَنِّف كِتَاب "أَطرَاف الصَّحِيْحَيْنِ"، وَأَحَدُ مَنْ بَرَّزَ فِي هَذَا الشَّأْن.
سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ بنَ لُؤْلُؤ الوَرَّاق، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ السَّقَّا الوَاسِطِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ عَبْدَ اللهِ بنَ فُوْرَك القَبَّابَ الأَصْبَهَانِيّ، وَعَلِيَّ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَكَّائِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ عَبْدَان الشِّيْرَازِيّ، وَأَصْحَابَ مُطَيَّن، وَأَصْحَاب أَبِي خَلِيْفَة الجُمَحِيّ، وَالفِرْيَابِيّ.
وَجمع فَأَوعَى، وَلَكِنَّهُ مَاتَ فِي الكُهُوْلَة قَبْلَ أَنْ ينْفق مَا عِنْدَهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الهَرَوِيّ، وَحَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بن الحَسَنِ اللاَّلْكَائِيّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: سافر الكثير، وكتب ببغداد والبصرة والأهواز وَواسط وَخُرَاسَان وَأَصْبَهَان، وَكَانَ لَهُ عِنَايَةٌ بِالصَّحِيْحَيْنِ، رَوَى القَلِيْلَ عَلَى سَبِيْلِ المُذَاكَرَة.
قَالَ: وَكَانَ صَدُوْقاً دَيِّناً، وَرِعاً فَهماً، صَلَّى عَلَيْهِ الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ بِبَغْدَادَ وَكَانَ وَصيَّهُ، حَدَّثَنِي العَتِيْقِيّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة.
قُلْتُ: ذكر غَيْره أَنَّهُ مَاتَ فِي شَهْر رَجَب سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقفتُ عَلَى جُزءٍ فِيْهِ أَحَادِيْثُ مُعَلَّلَةٌ لأَبِي مَسْعُود يقْضِي بإِمامته.
كتب إِلَيَّ المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ القَيْسِيّ، وَمُؤَمَّل بنُ مُحَمَّدٍ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الطَّبَرِيّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المُزَنِيّ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ أَبَان الوَاسِطِيّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الفِهْرِيّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عَنْ أَخِيْهِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا أَتَى وَادِي مُحَسِّر، حَرَّكَ رَاحِلتَهُ، وَقَالَ: "عَلَيْكُم بِحَصَى الخذف" 2.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 172"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 252"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة رقم 977"، والعبر "3/ 72"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 162".
2 صحيح: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد "6/ 173". =

(13/33)


وَبِهِ: قَالَ الخَطِيْبُ: وَحَدَّثَنَا أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ المُزَنِيّ، وَقَالَ فِيْهِ: عَبْد اللهِ بن عَمْرٍو الفِهْرِيّ.
أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سلامة، عن يحيى بن أسعد، عن أح0مد بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصَّيْرَفِيّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أحمد بن محمد العتيي، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُوْدٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ بِنَهر الدّير، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنُ حَمُّوَيْه بِالبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بنُ الحَارِثِ المُحَارِبِيّ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بنُ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ أَبِي: كُنَّا نُصلِّي مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجُمُعَة، وليس للحيطان فئ نَسْتَظِلُّ بِهِ1.
رَوَاهُ مُسْلِم، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْه، عَنْ أَبِي الوَلِيْد، وَتَابَعَهُ وَكِيْعُ بنُ الجراح.
__________
وله شاهد من حديث الفضل بن عباس: عند أحمد "1/ 210-213"، ومسلم "1282"، والنسائي "5/ 258، 269"، وابن خزيمة "2483"، "2860"، "2873"، والطبراني في "الكبير" "18/ 686، 687، 688، 690، 691، 692"، والبيهقي "5/ 127"، من طرق عن أبي الزبير، عن أبي معبد، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس، به.
قلت: إسناده صحيح، وقد صرح أبو الزبير المكي بالتحديث عند مسلم وغيره فانتفت شبهة تدليسه، وأبو معبد: هو نافذ مولى ابن عباس.
1 صحيح: أخرجه البخاري "4168"، ومسلم "860"، "32".

(13/34)


3762- عميد الجيوش 1:
الأَمِيْرُ الوَزِيْرُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ أَبِي جعفر. كان أبوه الأمير أبو جَعْفَر حَاجِباً لِعَضُد الدَّوْلَة.
وَخدم أَبُو عَلِيٍّ بَهَاءَ الدَّوْلة فَاسْتنَابَهُ عَلَى العِرَاق، فَقَدِمَهَا فِي سنة 396 سَنَةِ وَالفِتَنُ ثَائِرَةٌ بِهَا، فَضبط العِرَاقَ بِأَتمِّ سِيَاسَة، وَأَبَاد الحَرَامِيَّة، وَقُتِلَ عِدَّةً، وَأَبْطَلَ مآتم عَاشُورَاء، وَأَمر مَمْلُوكاً لَهُ بِالمَسِيرِ فِي مَحَالِّ بَغْدَاد، وَعَلَى يَده صِيْنِيَةٌ مَمْلُوءةٌ دَنَانِيْر، فَفَعَلَ، فَمَا تَعرّضَ لَهُ أَحَدٌ لاَ فِي اللَّيْلِ وَلاَ فِي النَّهَار. وَمَاتَ نَصْرَانِيٌّ تَاجرٌ مِنْ مِصْرَ، وَخَلَّفَ أَمْوَالاً، فَأَمر بِحِفْظِهَا حَتَّى جَاءَ الوَرَثَةُ مِنْ مِصْرَ، فَتَسَلَّمُوهَا.
وَكَانَ مَعَ فرط هَيْبَته ذَا عَدْلٍ وَإِنْصَافٍ، وَلِي العِرَاق تِسْع سِنِيْنَ سِوَى أَشهر.
وَفِيه يَقُوْلُ البَبّغَا:
سَأَلْتُ زَمَانِي: بِمَنْ أَسْتَغِيْثُ: ... فَقَالَ: اسْتَغِثْ بِعَمِيْدِ الجُيُوش
. . . القَصِيْدَة.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة، وَولِي بعده فخر الملك.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 252"، والعبر "3/ 74"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 228"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 160".

(13/34)


3763- الحليمي 1:
القَاضِي العَلاَّمَةُ، رَئِيْسُ المُحَدِّثِيْنَ وَالمُتَكَلِّمِيْنَ بِمَا وَرَاء النهر، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَلِيْم البُخَارِيُّ الشَّافِعِيُّ.
أَحَدُ الأَذكيَاء المُوْصُوفِيْنَ، وَمن أَصْحَابِ الوُجُوهِ فِي المَذْهَب.
وَكَانَ مُتفنِّناً، سيَّال الذِّهن، مُنَاظِراً، طَوِيْلَ البَاعِ فِي الأَدب وَالبيَان.
أَخَذَ عَنِ: الأُسْتَاذ أَبِي بَكْرٍ القَفَّال، وَالإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ الأُوْدَنِي، وَحَدَّثَ عَنْ: خَلَفِ بن مُحَمَّدٍ الخيَّام، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ خَنْب، وَبَكْرِ بن مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيّ الدُّخَمْسِينِي، وَجَمَاعَة.
وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فَقِيْلَ: إِنَّهُ وُلِدَ بِجُرْجَانَ، وَحُمِلَ، فَنشَأَ بِبُخَارَى، وَقِيْلَ: بَلْ وُلِدَ بِبُخَارَى.
وَلَهُ مُصَنَّفَات نَفِيْسَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَالحَافِظ أَبُو زَكَرِيَّا عَبْدُ الرَّحِيْم بنُ أَحْمَدَ البُخَارِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرْوَذِيّ، وَآخَرُوْنَ.
وَلم أَقع لَهُ بِتَرْجَمَةٍ تَامَةٍ، وَلَهُ عَمَلٌ جَيِّدٌ فِي الحَدِيْثِ، لَكِنَّهُ لَيْسَ كَالحَاكِم وَلاَ عَبْدِ الغَنِيّ، وَإِنَّمَا خَصَصْتُه بالذكر لشهرته.
تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة.
وَللحَافِظ أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيِّ اعْتِنَاءٌ بكَلاَم الحَلِيْمِي وَلاَ سِيَّمَا فِي كِتَاب: "شُعُبُ الإيمان".
__________
1 ترجمته في تاريخ جرجان "ص156"، والأنساب للسمعاني "4/ 198". والمنتظم لابن الجوزي "7/ 264"، واللباب لابن الأثير "1/ 382"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 137"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 958"، والعبر "3/ 84"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 167".

(13/35)


أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ بِقِرَاءةِ أَبِي الحَجَّاج الحافظ فِي سَنَةِ 695 أَنْبَأَنَا عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَزَّازِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّبيب، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الحَلِيْمِي، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا أَحْيَدُ بنُ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُقَاتِل بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا نُوْح بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَزِيْدَ الرَّقاشِيّ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لِصَاحِبِ القُرْآنِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ خَتْمَتِهِ"1.
هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ لاَ يَثْبُتُ مثلُه لِوَهْنِ الرَّقَاشِيِّ وَنُوْحٍ فِي ضَبْطِ الحَدِيْث.
وَمَاتَ فِي سَنَةِ الحَلِيْمِي -سَنَةَ ثَلاَثٍ- القَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الطَّيِّب ابْن البَاقِلاَّنِيّ الأُصُوْلِيّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَعَالِمُ المَغْرِب أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَف القَابسِي المَالِكِيّ صَاحِب كِتَاب المُلخص، وَشَيْخُ البَيْهَقِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّوْذَبَارِيّ رَاوِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ، وَشَيْخُ الحنَابِلَة أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَسَنُ بنُ حَامِد البَغْدَادِيّ الوَرَّاق، وَحَافِظُ الأَنْدَلُس أَبُو الوَلِيْدِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ الفَرَضِيّ، وَمسندُ بَغْدَاد أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الحَسَنِ بنِ هِشَام الصَّرْصرِي، رَحِمَهُمُ الله.
__________
1 موضوع: فيه نوح بن أبي مريم من رءوس الكذب.

(13/36)


3764- ابن نباتة 1:
شَاعِرُ العِرَاق، أَبُو نَصْرٍ، عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عمر بن محمد بن أحمد ابن نُبَاتَة بن حُمَيْد، التَّمِيْمِيُّ السَّعْدِيُّ.
لَهُ نَظْمٌ عَذْبٌ، مَدَحَ المُلُوكَ وَالكُبَرَاء، سَيْفَ الدَّوْلَة فَمَنْ بَعْدَهُ، وَلَهُ بَيْتٌ سَائِر:
وَمَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ ... تَنَوَّعَتِ الأَسْبَابُ وَالدَّاءُ وَاحِدُ
وَلَهُ دِيْوَانٌ كَبِيْرٌ.
مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِيْنَ، عفا الله عنه.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 466"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 274"، واللباب لابن الأثير "3/ 294"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 190"، والعبر "3/ 91"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 238"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 175".

(13/36)


الخوارزمي، ابن جوله، السقطي:
3765- الخوارزمي 1:
المُفْتِي العَلاَّمَة، شَيْخُ الحَنَفِيَّة، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، الخُوَارِزْمِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، تِلْمِيْذُ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الرَّازِيّ.
سَمِعَ: مِنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ وَغَيْرِه، وَهُوَ قَلِيْلُ الرِّوَايَة.
حدث عنه البرقاني، وقال: سمع: ته يَقُوْلُ: دِيْنُنَا دينُ العَجَائِز، لَسْنَا مِنَ الكَلاَمِ فِي شَيْءٍ. وَكَانَ لَهُ إِمَامٌ حَنْبَلِيٌّ يُصَلِّي بِهِ.
قَالَ القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّيْمَرِيُّ: ثُمَّ صَارَ إِمَامَ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيْفَةَ وَمفتيَهُم شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ الخُوَارزْمِيّ، وَمَا شَاهد النَّاسُ مِثْلَهُ فِي حُسْنِ الفَتْوَى وَحُسْنِ التَّدْرِيْس، وَقَدْ دُعِي إِلَى القَضَاءِ مِرَاراً، فَامْتَنَعَ، رَحِمَهُ اللهُ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة، تَخَرَّجَ بِهِ فُقَهَاءُ بَغْدَاد.
3766- ابْنُ جوله:
الإِمَامُ الثِّقَةُ الأَدِيْبُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن جوله ابن جهور الأبهري الأصبهاني. وأبهر هذه غير أبهر زنجان المشهورة، هذه قريَةٌ مِنْ عَمل أَصْبَهَان.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بنِ حَكِيْم، وَمُحَمَّدِ بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُس الغَزَّال، وَأَبِي عَلِيٍّ أَحْمَد بن عَلِيٍّ الأَبْهَرِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الخَشَّاب.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَة، وَمَحْمُوْدُ بن جعفر الكوسج، والقاسم ابن الفَضْلِ الثَّقَفِيُّ، وَجَمَاعَة.
تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة عَنْ سنٍّ عَالِيَة.
3767- السقطي:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو القَاسِمِ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ، البَغْدَادِيُّ السَّقَطِيُّ المُجَاور.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّار، وَأَبَا جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ، وَمُحَمَّدَ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 247"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 266"، والعبر "3/ 86"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 234"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 170".

(13/37)


حَرْب، وَعُثْمَانَ بن السَّمَّاكِ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّجَّاد، وَخَلْقاً بِبَغْدَادَ، وَلحق بِمَكَّةَ أَبَا سَعِيْدٍ بنَ الأَعْرَابِيّ.
رَوَى الكَثِيْر، وَانتخب عَلَيْهِ ابْنُ أَبِي الفَوَارِس.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، وَمُظَفَّر سِبْطُ ابن لال، وأبو ذر الهَرَوِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَكِّيّ، وَخَلْقٌ مِنَ الوَافدين.
قَالَ سَعْدٌ الزَّنْجَانِيّ: كَانَ السَّقَطِيُّ يَدْعُو اللهَ أَنْ يَرْزُقَهُ المُجَاورَة أَرْبَعَ سِنِيْنَ، فجَاور أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، فَرَأَى كَأنَّ مَنْ يَقُوْلُ لَهُ: يَا أَبَا القَاسِم! طَلَبْتَ أَرْبَعَ سِنِيْنَ وَقَدْ أَعْطَيْنَاكَ أَرْبَعِيْنَ، إِنَّ الحَسَنَة بِعَشْرِ أَمْثَالهَا. قَالَ: وَمَاتَ لِسنتِهِ.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ النَّجَّار: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: انْتَقَى لَهُ ابْن أَبِي الفَوَارِس فوائِدَ فِي مائَة جُزْء، وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

(13/38)


3768- ابن حبيب 1:
العَلاَّمَةُ أَبُو القَاسِمِ، الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ بن أَيُّوْبَ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، المُفَسِّرُ الوَاعِظُ، صَاحِبُ كِتَاب: "عُقلاَء المجَانين"، الَّذِي سَمِعنَاهُ.
سَمِعَ: أَبَا العباس الأصم، ومحمد بن صالح بن هانىء، وأبا الحسن الكَارِزِيَّ، وَأَبَا حَاتِم بن حِبَّان، وَعِدَّة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحِيْرِيُّ الوَاعِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَرْغَانِي، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّكَّاكِيُّ، وَجَمَاعَة.
وَصَنَّفَ فِي التَّفْسِيْر وَالآدَاب.
تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة.
وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ الحَاكِمُ فِي رُقْعَةٍ نقلهَا عَنْهُ مَسْعُوْدُ بنُ عَلِيٍّ السِّجْزِيّ، فَالله أعلم.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 93"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 181".

(13/38)


ابن حبيب، عبد الله بن يوسف، النجاد:
3769- ابن حبيب:
القَاضِي أَبُو زَيْدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَبِيْبٍ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الفَقِيْه.
سَمِعَ: الأَصَمَّ، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ بَالُوَيْه القُشَيْرِيّ، وَالبَيْهَقِيَّ، وَابنَ خَلَفٍ الشِّيْرَازِيَّ، وَالرَّئِيْس الثَّقَفِيّ، وَعِدَّة.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، فِي جمادى الآخرة، وكان مدرسًا.
3770- عبد الله بن يوسف 1:
ابن أحمد بن بامويه، الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّالِحُ. شَيْخُ الصُّوْفِيَّة، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَرْدَسْتَانِي، المَشْهُوْرُ بِالأَصْبَهَانِيّ، نَزِيْلُ نَيْسَابُوْر.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وحجّ وَصَحِبَ شَيْخَ الْحرم أَبَا سَعِيْدٍ بنَ الأَعْرَابِيّ، وَأَكْثَر عَنْهُ، وَسَمِعَ: بِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ القَطَّان، وَأَبِي الحَسَنِ البُوْشَنْجِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي رَجَاء مُحَمَّدِ بن حَامِد التَّمِيْمِيّ، وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف الشِّيْرَازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَهْدِيّ العَلَوِيُّ، وَمُحَمَّد بن عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّام، وَأَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بن عَبْدِ اللهِ الحَسْكَانِي، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وَأَضَرَّ بِأَخَرَة.
تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة، عَنْ أَرْبَع وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ الله.
أكثر عنه البيهقي.
3771- النجاد:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ العَالِمُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ القَاسِمِ بنِ الحَسَنِ، البَصْرِيُّ النَّجَّاد، مسندُ البَصْرِيّين مَعَ أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ.
كَانَ مِنْ كِبَارِ العُدول، وَمِنْ آخر مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي رَوْقٍ الهِزَّانِي وَرَوَى عَنْ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْد الصَّفَّار "سُننه".
لم أَظفر بِأَخْبَاره.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُسْتَمْلِي العَطَّار، وَالحَسَنُ بنُ عُمَرَ بنِ يُوْنُسَ الأَصْبَهَانِيّ، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة حيّاً، وَقَدْ عُمِّر وَتَفَرَّد.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 177"، واللباب لابن الأثير "1/ 41"، والعبر "3/ 100"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1049"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 188".

(13/39)


ابن بالويه، ابن الدباغ:
3772- ابن بالويه 1:
الرَّئِيْسُ الأَوْحَدُ، الثِّقَةُ المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الرحمن بن محمد ابن أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه، النَّيْسَابُوْرِيُّ المُزَكِّي.
حَدَّثَ عَنْ: أبي بكر محمد بن الحسين القطان، وأبي العَبَّاسِ الأَصَمّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ المُؤَمّل، وَأَبِي الحَسَنِ الطَّرَائِفِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الكَعْبِي، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ الصَّوَّاف البَغْدَادِيّ.
وَهُوَ آخر أَصْحَاب القَطَّان مَوْتاً.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المُزَكِّي، وَالرَّئِيْسُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ، وَآخَرُوْنَ.
وَقع لَنَا مَجْلِسٌ مِنْ أَمَاليه، وَكَانَ مِنْ وُجُوهِ البَلَد، عقد مَجْلِسَ الإِملاَءِ فِي دَارِهِ، وَكَانَ صَادِقاً أَمِيناً.
مَاتَ فَجْأَةً فِي شَعْبَانَ سنة عشر وأربع مائة.
3773- ابن الدباغ 2:
الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، أَبُو القَاسِمِ، خَلَفُ بنُ القَاسِمِ بنِ سَهْل، الأَنْدَلُسِيُّ ابْنُ الدَّبَّاغ.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بن مُعَاوِيَةَ ابْنِ الأَحْمَر، وَبِمِصْرَ أَبَا مُحَمَّدٍ بن الْورْد، وَسَلْمَ بن الفَضْلِ، وَبِمَكَّةَ بُكَيْراً الحَدَّاد، وَالآجُرِّيّ، وَبِدِمَشْقَ عَلِيَّ بنَ أَبِي العَقَب، وَأَبَا المَيْمُوْنِ بنَ رَاشِد.
صَنّف "حَدِيْث مَالِك"، وَ"حَدِيْث شُعبَة"، وَكتَاباً فِي الزُّهْد.
وَتلاَ بِالسَّبْع عَلَى جَمَاعَة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ.
وَكَانَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ يُعَظِّمه وَلاَ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحداً مِنْ شُيُوخِهِ.
تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 59"، والعبر "3/ 102"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1051"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 190".
2 تقدمت ترجمته في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة عام "3698"، وبتعليقنا رقم "730".

(13/40)


3774- الشيرازي 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى، الشِّيْرَازِيُّ، مُصَنِّف كِتَاب "الأَلقَاب" سَمَاعنَا.
سَمِعَ: أَبَا بَحر مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ البَرْبَهَارِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَعَلِيَّ بن أَحْمَدَ المِصِّيْصِيّ، وَأَبَا القَاسِم الطَّبَرَانِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عَدِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَأَبَا الشَّيْخ، وَمُحَمَّدَ بن الحَسَنِ السَّرَّاج النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَعَبْدَ الوَاحِدِ بن الحَسَنِ الجُنْدَيْسَابُورِيّ، وَسَعِيْدَ بن القَاسِمِ بن العَلاَءِ المُطَّوِّعِيّ، لقِيه بِطرَاز مِنْ بلاَد التُّرك، وَمُحَمَّدَ بن مُحَمَّدِ بنِ صَابر، لقِيه بِبُخَارَى، وَأُسَامَةَ بن زَيْدٍ القَاضِي بشيرَاز، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَارَكِي بِالبَصْرَةِ.
وَأَقَامَ مُدَّة بهَمَذَان، فَحَدث عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، وَأَبُو مُسْلِم بن غَزْو، وَحُمَيْد بن المَأْمُوْنِ، وَأَبُو الفَرَجِ البَجَلِيّ، وَآخَرُوْنَ.
وَرَوَى عَنْهُ كَثِيْراً أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ، فَيَقُوْلُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ الفَارِسِيّ الحَافِظ.
قَالَ جَعْفَرٌ المُسْتَغْفِرِي: كَانَ يفهُمُ وَيحفَظُ.
وَقَالَ الحَافِظُ شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيّ: كَانَ ثِقَةً صَادقاً حَافِظاً، يُحْسِنُ هَذَا الشَّأْن جَيِّداً جيداً، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدنَا يَعْنِي مِنْ هَمَذَان سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَع مائَة إِلَى شيرَاز، وَأُخبرت أَنَّهُ مَاتَ بِهَا سنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. كَذَا قَالَ. وَأَمَّا أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، فَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَهَذَا أَشبه.
قُلْتُ: كَانَ مِنْ فُرْسَان الحَدِيْث، وَاسِع الرّحلَةِ، لقِي بِمَرْو عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ بن علك.
قال المستغفري: سمع: ته يَقُوْلُ: وَقع بَيْنِي وَبَيْنَ الحَافِظ ابْنِ البَيِّع منَازعَةٌ فِي عَمْرو بن زُرَارَة، وَعُمَر بن زُرَارَة، فَقَالَ: هُمَا وَاحِد. فَحَاكمتُه إِلَى أَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، فَقُلْنَا: مَا يَقُوْلُ الشَّيْخُ فِيْمَنْ قَالَ: عَمْرُو بنُ زُرَارَةَ وَعُمَر بن زُرَارَة وَاحِد؟ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الطّبلُ الَّذِي لاَ يفصل بينهُمَا?.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدٍ القَرَافِي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ عَبْدُ السَّلاَّم بن فتحَة سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَسِتّ مائَة حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا شَهْردَار ابْن شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ البَيّع، أَخْبَرَنَا أَبو غَانِم حَمِيْد ابْن مأْمُوْن سَنَة 444، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيْرَازِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد بنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي سُوَيْدٍ، حدثنا شاذ ابن فَيَّاض، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَس قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِن أَخَفِّ النَّاسِ صَلاَةً فِي تمَام2.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ يَرْوِ شَاذ عَنْ شعبة غير هذا الحديث.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 975"، والعبر "3/ 96"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 184".
2 صحيح: أخرجه البخاري "706"، ومسلم "469"، "189"، والترمذي "237"، والنسائي "2/ 94"، والدارمي "1/ 289".

(13/41)


3775- القاضي عبد الجبار 1:
ابن أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ أَحْمَدَ بنِ خليل، العَلاَّمَةُ المُتَكَلِّمُ، شَيْخُ المُعْتَزِلَة، أَبُو الحَسَنِ الهَمَذَانِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، مِنْ كِبَار فُقَهَاء الشَّافِعِيَّة.
سَمِعَ: مِنْ: عَلِيِّ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَلَمَةَ القَطَّان، وَلَعَلَّهُ خَاتمَةُ أَصْحَابه، وَمن عَبْد اللهِ بن جَعْفَرِ بنِ فَارس بِأَصْبَهَانَ، وَمن الزُّبَيْر بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حَمْدَان الجَلاَّب.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الصَّيْمَرِيُّ الفَقِيْه، وَأَبُو يُوْسُفَ عَبْدُ السلام القزويني المفسر، وجماعة.
وَلِي قَضَاء القُضَاة بِالرَّيّ، وَتَصَانِيْفُه كَثِيْرَة، تَخَرَّجَ بِهِ خلقٌ فِي الرَّأْي الْمَمْقُوت.
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وأربع مائة، من أبناء التسعين.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 113"، والأنساب للسمعاني "1/ 225"، والعبر "3/ 119"، وميزان الاعتدال "2/ 533"، ولسان الميزان "3/ 386"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 202".

(13/42)


الإسفراييني، السلمي:
3776- الإسفراييني 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوهاب الإِسْفَرَايِيْنِيّ الحديثِي الرَّحَّال.
ارْتَحَلَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلقِي الكِبَارَ كَأَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيّ وَأَقرَانه.
قَالَ أَبُو مَسْعُوْدٍ البَجَلِيُّ: سمع: ت أَبَا عَبْدِ اللهِ الحَاكِمَ يَقُوْلُ: أَشهدُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ أَنَّهُ يحفظُ مِنْ حَدِيْثِ مَالِك وَشُعْبَة وَمِسْعَر وَالثَّوْرِيّ أَكثَرَ مِنْ عِشْرِيْنَ أَلْف حَدِيْث.
قُلْتُ: لَمْ تَبْلُغْنَا أَخْبَارُ هَذَا الحَافِظُ مُفَصَّلَة.
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتّ وَأَرْبَع مائَة.
وَمَعَهُ تُوُفِّيَ مُفْتِي العِرَاق أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَشَيْخُ الصُّوْفِيَّة الأُسْتَاذ أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاق، وَشَيْخُ الأطباء أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المُهَلَّبِيّ بِنَيْسَابُوْرَ، وَمسندُ الْحرم عُبَيْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ السَّقَطِيّ، وَالإِمَامُ أَبُو أَحْمَدَ الفَرَضِيّ، وَالأُسْتَاذ أَبُو بَكْرٍ بنُ فُوْرَك، وَنَقِيْبُ العَلَويين العَلاَّمَةُ الشَّرِيْفُ الرَّضِيُّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ المُوْسَوِيّ الشَّاعِر.
وَقَدْ سقتُ حَدِيْثَيْنِ فِي تَرْجَمَةِ هَذَا الحَافِظ في "تذكرة الحفاظ".
3777- السُّلَمِيُّ 2:
مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ موسى بن خَالِد بن سَالِم بن زَاويَةَ بن سَعِيْدِ بنِ قَبِيْصَة بن سَرَّاق، الأَزْدِيُّ، السُّلَمِيُّ الأُمِّ، الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَدِّثُ، شَيْخُ خُرَاسَان وَكبِيرُ الصُّوْفِيَّة، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ الصُّوْفِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
أَفرد لَهُ المُحَدِّثُ أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَشَّابُ تَرْجَمَةً فِي جُزء، فَقَالَ: وُلِدَ فِي عَاشر جمُادَى الآخِرَة سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَذَلِكَ بَعْد مَوْتِ مَكِّيّ بن عَبْدَانَ بِسِتَّةِ أَيَّام، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ فِي سَنَة ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِي، وَمن الأَصَمِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الأَخْرَم، وَسَمِعَ كَثِيْراً: مِنْ جَدِّه لأُمِّهِ إِسْمَاعِيْل بن نُجَيْد، ومن خلق كثير. وله رحلة -يعني
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 974"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 184".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 248"، والأنساب للسمعاني "7/ 113"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 6"، والعبر "3/ 109"، وميزان الاعتدال "3/ 523"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 963"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 256"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 196".

(13/43)


إِلَى العِرَاقِ- ابْتَدَأَ بِالتَّصْنِيْفِ سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَصَنَّفَ فِي عُلُوْمِ القَوْمِ سبع مائَة جُزء، وَفِي أَحَادِيْث النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منْ جمع الأَبْوَاب وَالمَشَايخ وَغَيْر ذَلِكَ ثَلاَث مائَة جُزء، وَكَانَتْ لَهُ تَصَانِيْفُهُ مقبولة.
قَالَ الخَشَّاب: كَانَ مَرْضِيّاً عِنْد الخَاصّ وَالعَامّ، وَالمُوَافق وَالمُخَالف، وَالسُّلْطَانِ وَالرَّعِيَّةِ، فِي بَلَدِهِ وَفِي سَائِرِ بِلاَدِ المُسْلِمِيْنَ، وَمَضَى إِلَى اللهِ كَذَلِكَ، وحبب تصانيفه إلى الناس وبيعت بأغللاى الأَثمَانِ، وَقَدْ بعتُ يَوْماً مِنْ ذَلِكَ عَلَى رداءة خطى بعشرين دينارًا، وكان في الحياء، وقد سمع منه كتا "حَقَائِق التَّفْسِيْر" أَبُو العَبَّاسِ النَّسَوِيُّ، فَوَقَعَ إِلَى مِصْرَ، فَقُرِئَ عَلَيْهِ، وَوزَّعُوا لَهُ أَلفَ دِيْنَار، وَكَانَ الشَّيْخُ بِبَغْدَادَ حَيّاً. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْلِم غَالِبَ بنَ عَلِيٍّ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا قَرَأنَا كِتَاب "تَاريخ الصُّوْفِيَّة" فِي شُهُور سَنَةَ أَرْبَعٍ وثمانين وثلاث مائة بالري، قتل في صَبِيٌّ فِي الزِّحَام، وَزعقَ رَجُلٌ فِي المَجْلِسِ زَعْقَةً، وَمَاتَ، وَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ هَمَذَان، تَبِعَنَا النَّاسُ لِطَلَبِ الإِجَازَة مَرحلَةً.
قَالَ السُّلَمِيُّ: وَلَمَّا دَخَلْنَا بَغْدَادَ، قَالَ لِي الشَّيْخ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ: أُرِيْدُ أَنْ أَنْظُرَ فِي "حَقَائِق التَّفْسِيْر"، فبعثت به إ ليه، فمظر فِيْهِ، وَقَالَ: أُرِيْدُ أَنْ أَسمعه، وَوضعُوا لِي مِنْبَراً.
قَالَ: وَرأَينَا فِي طَرِيْقِ هَمَذَان أَمِيْراً، فَاجْتَمَعْتُ بِهِ، فَقَالَ: لاَ بُدَّ مِنْ كِتَابَة "حقائق التفسير". فنسخ له في يومن فرق على خمسة وثمانين ناسخًا، ففرغوها إِلَى العَصْر، وَأَمَرَ لِي بِفَرَسٍ جَوَادٍ وَمائَة دِيْنَارٍ وثِيَابٍ كَثِيْرَة. فَقُلْتُ: قَدْ نَغَّصتَ عَلِيَّ، وَأَفْزَعْتَنِي، وَأَفزعتَ الحَاجَّ وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم- عن ترويح المُسْلِمِ، فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ يُبَارَكَ لَكَ فِي الكِتَاب، فَاقضِ لِي حَاجَتِي. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: أَنْ تُعْفِينِي مِنْ هَذِهِ الصِّلَة، فَإِنِّي لاَ أَقْبَلُ ذَلِكَ. فَفَرَّقهَا فِي نُقَبَاء الرِّفْقَة، وَبَعَثَ مِنْ خَفَّرَنَا، وَكَانَ الأَمِيْر نَصْرُ بنُ سُبُكْتِكِيْن صَاحِبُ الجَيْشِ عَالِماً، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ التفسير، أعبجه وَأَمَرَ بِنَسْخِهِ فِي عشر مُجَلَّدَات، وَكِتْبةِ الآيَات بِمَاءِ الذَّهَب، ثُمَّ قَالُوا: تَأَتِي حَتَّى يسمعَ الأَمِيْرُ الكِتَابَ. فَقُلْتُ: لاَ آتِيه البتَّة. ثُمَّ جَاؤُوا خَلْفِي إِلَى الخَانقَاه، فَاختَفَيْتُ، ثُمَّ بَعَثَ بِالمُجَلَّدِ الأَوّل، وَكتبتُ لَهُ بِالإِجَازَةِ.
قَالَ: وَلَمَّا توفى جدي أبو عمرو، خلف ثلاثة أسمهم فِي قريَة، قيمتُهَا ثَلاَثَةُ آلاَف دِيْنَار، وَكَانُوا يتوَارِثُونَ ذَلِكَ عَنْ جدِّه أَحْمَدَ بن يُوْسُفَ السُّلَمِيّ، وَكَذَلِكَ خَلَّفَ أَيْضاً ضِيَاعاً وَمَتَاعاً، وَلَمْ يكن له وراث غَيْرَ وَالدتِي، وَكَانَ عَلَى التَّرِكَات رَجُلٌ مُتَسَلِّطٌ، فَكَانَ مِنْ صُنعِ الله أَنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً، وَسَلَّمَ إِليَّ الكُلَّ، فَلَمَّا تَهَيَّأَ أَبُو القَاسِمِ النَّصرَاباذِي للحجّ، اسْتَأْذنتُ أُمِّي في الحج، فبعث سَهْماً بِأَلف دِيْنَار، وَخَرَجتُ سَنَة 366. فَقَالَتْ: أُمِّي توجَّهْتَ إِلَى بَيْت

(13/44)


الله، فَلاَ يَكْتُبَنَّ عَلَيْك حَافِظَاك شَيْئاً تَسْتحِي مِنْهُ غداً. وَكُنْتُ مَعَ النَّصرَاباذِي أَيَّ بَلَدٍ أَتينَاهُ يَقُوْلُ: قُمْ بِنَا: نَسْمَعِ الحَدِيْثَ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: إِذَا بدَا لَكَ شَيْءٌ مِنْ بَوَادِي الحَقّ، فَلاَ تَلْتَفتْ مَعَهَا إِلَى جَنَّةٍ وَلاَ نَارٍ، وَإِذَا رجعتَ عَنْ تِلْكَ الحَالِ، فَعَظِّم مَا عَظَّمَهُ اللهُ.
وَقَالَ: أَصْلُ التَّصَوُّفِ مُلاَزَمَةُ الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وعظيم حُرُمَاتَ المَشَايِخ، وَرؤيَةُ أَعذَار الخَلْق، وَالدَّوَامُ عَلَى الأَورَاد.
قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيّ فِي "سيَاق التَّارِيْخ": أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَيْخُ الطَّرِيْقَة فِي وَقْتِهِ، المُوَفَّقُ فِي جَمِيْعِ عُلُومِ الحقائق، ومعرفة طريق التصوفغ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ المَشْهُوْرَةِ العَجِيْبَة، وَرِثَ التَّصَوُّفَ مِنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ، وَجَمَعَ مِنَ الكُتُبِ مَا لَمْ يُسْبَقْ إِلَى تَرْتِيْبِهِ حَتَّى بَلَغَ فَهْرَسُ كُتُبه المائَةَ أَوْ أَكْثَر، حَدَّثَ أَكْثَر مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً قِرَاءةً وَإِملاَءً، وَكَتَبَ الحَدِيْثَ بِنَيْسَابُوْرَ وَمرو وَالعِرَاق وَالحِجَاز، وَانتخب عَلَيْهِ الحُفَّاظ. سَمِعَ مِنْ: أَبِيهِ، وَجَدِّهِ ابْنِ نُجَيْد، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الصفار، وأبي العباس الأصم، ومحمد بن يعقوب الحَافِظ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الحِيْرِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ الكَارِزِي، وَأَبِي الحَسَنِ الطَّرَائِفِيّ، وَالإِمَام أَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِي، وَالأُسْتَاذِ أَبِي الوَلِيْد حسَّان، وَابني المُؤَمَّل، وَيَحْيَى بن مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ رُميح، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَطَبَقَتِهِم.
ووُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، كَذَا وَرّخه عَبْد الغَافر، فَالله أَعلم.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ جَدِّي زَيْنُ الإِسْلاَمِ القُشَيْرِيّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ رَامش، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زَكَرِيَّا، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّفْليسِي، وَأَبُو نَصْرٍ الجُوْرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المَدِيْنِيّ.
قُلْتُ: وَمُحَمَّد بن يَحْيَى المُزَكِّي، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَالقَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الثَّقَفِيّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَمَا هُوَ بِالقَوِيِّ فِي الحَدِيْثِ.
ذَكَرَهُ الخَطِيْبُ، فَقَالَ: مَحَلُّهُ كَبِيْرٌ، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ، مُجَوِّداً، جَمَعَ شُيُوخاً وَتَرَاجمَ، وَأَبوَاباً، وَعمل دُوَيرَةً لِلْصُّوْفِيَّة، وَصَنَّفَ سُنَناً وَتَفْسِيْراً.
قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ القُشَيْرِيّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ يَسْأَلُ أَبَا عَلِيٍّ الدَّقَّاق، فَقَالَ الذِّكْرُ أَتَمُّ أَم الفِكْرُ؟ فَقَالَ: مَا الَّذِي يُفْتَحُ لِلشَّيْخِ فِيْهِ؟ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عِنْدِي الذِّكْرُ أَتَمُّ، لأَنَّ الحَقَّ يُوْصَفُ بِالذِّكْرِ، وَلاَ يُوْصَفُ بِالفِكْر. فَاسْتحسنه أَبُو عَلِيٍّ.
السُّلَمِيّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الضَّبِّيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ

(13/45)


مُحَمَّدِ بنِ نعيم، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ حُجْرٍ، سمعت أبا حَاتِمٍ الفَرَاهيجِي، سَمِعْتُ فَضَالَة النَّسَوِيَّ، سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَك يَقُوْلُ: حقٌّ عَلَى العَاقِلِ أَنْ لاَ يَسْتَخفَّ بِثَلاَثَةٍ: العُلَمَاءِ وَالسَّلاَطِيْنِ وَالإِخْوَانِ، فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِالعُلَمَاءِ ذَهَبتْ آخِرَتُهُ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالسُّلْطَانِ ذَهَبتْ دُنْيَاهُ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالإِخْوَانِ ذَهَبتْ مُرُوءتُهُ.
القُشَيْرِيّ: سَمِعْتُ السُّلَمِيّ يَقُوْلُ: خَرَجْتُ إِلَى مَرْو فِي حَيَاةِ الأُسْتَاذ أَبِي سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِي، وَكَانَ لَهُ قَبْلَ خُرُوْجِي أَيَّام الجُمَع بِالغَدَوات مَجْلِسُ دوْر القُرْآن بِخَتْم، فَوَجَدتُهُ عِنْد رُجُوعِي قَدْ رَفَعَ ذَلِكَ المَجْلِس، وَعَقَدَ لابْنِ العُقَابِي فِي ذَلِكَ الوَقْتِ مَجْلِسَ القَوْل فَدَاخلنِي مِنْ ذَلِكَ شَيْء، وَكُنْتُ أَقُولُ فِي نَفْسِي: اسْتبدلَ مَجْلِس الْخَتْم بِمَجْلِس القَوْل يَعْنِي الغِنَاء فَقَالَ لِي يَوْماً: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَيشٍ يَقُوْلُ النَّاس لِي؟ قُلْتُ: يَقُوْلُوْنَ: رَفَعَ مَجْلِسَ القُرْآن، وَوَضَعَ مَجْلِسَ القَوْل. فَقَالَ: مَنْ قَالَ لأُسْتَاذِه: لِمَ؟ لاَ يفْلح أَبَداً.
قُلْتُ: يَنْبَغِي لِلْمُرِيْدِ أَنْ لاَ يَقُوْلُ لأُسْتَاذِهِ: لِمَ، إِذَا علمه مَعْصُوْماً لاَ يَجُوْزُ عَلَيْهِ الخَطَأ، أَمَا إِذَا كَانَ الشَّيْخُ غَيْرَ مَعْصُوْمٍ وَكَرِهَ قَوْلَ: لِمَ؟ فَإِنَّهُ لاَ يُفلح أَبَداً، قَالَ الله تَعَالَى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2] وقال: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقّ} [العصر:3] ، {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [البَلَد: 17] بَلَى هُنَا مُريدُوْنَ أَثقَالٌ أَنكَاد، يَعْتَرِضُون وَلاَ يَقْتَدُوْنَ، وَيَقُوْلُوْنَ وَلاَ يَعْمَلُوْنَ، فَهَؤُلاَءِ لاَ يُفْلِحُون.
قَالَ الخَطِيْبُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ القَطَّان النَّيْسَابُوْرِيُّ: كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ غَيْرَ ثِقَةٍ، وَكَانَ يَضَعُ لِلْصُوْفِيَّة الأَحَادِيْثَ.
قُلْتُ: وَللسُّلَمِيِّ سُؤَالاَتٌ للدَارَقُطْنِيِّ عَنْ أَحْوَالِ المَشَايخ الرُّوَاةِ سُؤَالَ عَارِفٍ، وَفِي الجُمْلَةِ فَفِي تَصَانِيْفِهِ أحاديث وَحكَايَاتٌ مَوْضُوعَة، وَفِي حَقَائِقِ تَفْسِيْره أَشْيَاءُ لاَ تسوَغُ أَصْلاً، عَدَّهَا بَعْضُ الأَئِمَّة مِنْ زَنْدَقَةِ البَاطِنيَّة، وَعَدَّهَا بَعْضُهُم عِرْفَاناً وَحَقِيْقَةً، نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الضَّلاَلِ وَمِنَ الكَلاَمِ بهوَى، فَإِنَّ الخَيْرَ كُلَّ الخَيْرِ فِي مُتَابَعَةِ السُّنَّة وَالتَّمَسُّكِ بِهَدْي الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ -رَضِي الله عَنْهُم.
مَاتَ السُّلَمِيُّ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائة، وقيل: في رجب بينسابور، وَكَانَتْ جِنَازَتُه مَشْهُودَة.
وَفِيْهَا مَاتَ عَبْدُ الجَبَّارِ الجَرَّاحِيّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ بنِ بَرْهَان الغَزَّال، وأبو الحسن بن رزقويه، ومنير أحمد الخشاب، وَالمُحَدِّثُ أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الكَرْجِي السُّكَّرِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أحمد غنجار.

(13/46)


أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الفَارِسِيُّ وَأَبُو سَعِيْدٍ الحَلَبِيّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْد، وَأَخْبَرَنَا بلاَلٌ الحَبَشِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ ظَافر قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْن الشَّيْبَانِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ زُغْبَة، حَدَّثَنَا حَامِدُ بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَمْرو بنُ دِيْنَار، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَة: أَنَّ الزُّبَيْرَ خَاصَمَ رَجُلاً، فَقَضَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للزبِير، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا قَضَى لَهُ أَنَّهُ ابْنُ عَمَّتِهِ. فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَة: {فَلا وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} .. الآيَة [النِّسَاء: 65] 1.
تَفَرَّد بِهِ حَامِدٌ البَلْخِيّ، وَهُوَ صَدُوْقٌ مُكْثِر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بن محمد بن عساكر "ح" وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَازِم، أَخْبَرْنَا ابْنُ غَسَّان وَأَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا مكرمُ بنُ أَبِي الصَّقْرِ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو المُظَفَّرِ سَعِيْدُ بنُ سَهْلٍ الفلكِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المَدِيْنِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْس، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا القَعْنَبِيّ، حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنِ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إِذَا دَعَا أَحَدكُم، فَلاَ يَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ. وَلَكِنْ لِيَعْزِمْ، وَليُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ شَيْءٌ أَعْطَاهُ" 1 رَوَاهُ مُسْلِم.
وِمِنْ كِبَارِ شُيُوخِهِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حسنويه المقرىء وَأَبُو ظُهَير عَبْدُ اللهِ ابْن فَارس العُمَرِيّ البَلْخِيّ، وَسَعِيْدُ بنُ القَاسِمِ البَرْدَعِيّ.
قَالَ الخَطِيْبُ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ قَالَ: جَرَى ذِكْرُ السُّلَمِيّ، وَأَنَّهُ يقومُ فِي السَّمَاعِ مُوَافقَةً للفُقَرَاء، فَقَالَ أَبُو علِي الدَّقَّاق: مثلُه فِي حَالِهِ لَعَلَّ السُّكُونَ أَوْلَى بِهِ، امضِ إِلَيْهِ، فَسَتَجِدُهُ قَاعِداً فِي بَيْتِ كُتُبِهِ، عَلَى وَجه الكُتُبِ مُجلَّدَةٌ مربعَة فِيْهَا أَشعَارُ الحَلاَّج، فَهَاتِهَا، وَلاَ تَقُلْ لَهُ شَيْئاً. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَإِذَا هُوَ فِي بَيْتِ كُتُبه، وَالمُجلَّدَةُ بحيثُ ذكر،
__________
1 صحيح: أخرجه الحميدي "300"، ومن طريقه الطبري "9914"، عن سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عن سلمة رجل من ولد أم سلمة، عن أم سلمة، به.
وله شاهد من حديث عبد الله بن الزبير: عند البخاري "2359"، "2360"، ومسلم "2357"، وابو داود "3637"، والترمذي "1363"، والنسائي "8/ 245"، وأحمد "1/ 165-166"، "4/ 4-5".
2 صحيح: أخرجه البخاري "6339"، ومسلم "2679".

(13/47)


فَلَمَّا قَعَدْتُ، أَخَذَ فِي الحَدِيْثِ، وَقَالَ: كَانَ بَعْضُ النَّاسِ يُنْكِرُ عَلَى عَالِمٍ حَرَكتَهُ فِي السَّمَاع، فرُئي ذَلِكَ الإِنسَانُ يَوْماً خَالياً فِي بَيْتٍ وَهُوَ يَدُورُ كَالمُتَواجد، فسُئِلَ عَنْ حَاله، فَقَالَ: كَانَتْ مَسأَلَةٌ مشكلَة عليّ، تبيَّن لِي معنَاهَا، فَلَمْ أَتمَالك مِنَ السُّرُور، حَتَّى قُمْتُ أَدورُ فَقُلْ لَهُ: مِثْلَ هَذَا يَكُون حَالهم. قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ مِنْهُمَا، تَحَيَّرتُ كَيْفَ أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلَّا الصِّدْقُ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا عَلِيّ وَصَفَ هَذِهِ المُجَلَّدَةَ، وَقَالَ: احْمِلْهَا إِليَّ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُعْلِمَ الشَّيْخَ، وَأَنَا أَخَافُكَ، وَلَيْسَ يُمْكِنُنِي مُخَالَفَتُهُ، فَأَيشٍ تَأَمُرُ؟ فَأَخْرَجَ أَجْزَاء مِنْ كَلاَمِ الحُسَيْن الحَلاَّج، وَفِيْهَا تَصْنِيْفٌ لَهُ سَمَّاهُ الصّيهور فِي نقضِ الدُّهور، وَقَالَ: احْمِلْ هَذِهِ إِلَيْهِ.
وَقِيْلَ: بلغت تآليف السلمي ألف جزء، وحقائقه قرمطَة، وَمَا أَظنّه يَتَعَمَّدَ الكَذِّبَ، بَلَى يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيِّ الصُّوْفِيِّ أَباطيلَ وَعَنْ غَيْره.
قَالَ الإِمَامُ تَقِيُّ الدِّيْن ابْنُ الصَّلاَح فِي "فتَاويه": وَجدتُ عَنِ الإِمَامِ أَبِي الحَسَنِ الوَاحِدِيّ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ قَالَ: صَنَّفَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ "حَقَائِق التَّفْسِيْر"، فَإِنْ كَانَ اعتَقَدَ أَنَّ ذَلِكَ تَفْسِيْرٌ فقد كفر.
قلت: واغوثاه! واغربتاه!.

(13/48)


3778- الخركوشي 1:
الإِمَامُ القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو سَعْدٍ، عَبْدُ المَلِكِ بن أَبِي عُثْمَانَ مُحَمَّدِ بن إِبْرَاهِيْمَ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الوَاعِظُ. وَخَرْكُوْش: سِكَّةٌ بِنَيْسَابُوْرَ.
حَدَّثَ عَنْ: حَامِدٍ الرَّفَّاء، وَيَحْيَى بنِ مَنْصُوْرٍ، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ مَطَر، وَإِسْمَاعِيْل بن نُجَيْد، وَطَبَقَتهِم.
وَتَفَقَّهَ بِأَبِي الحَسَنِ المَاسَرْجِسِي.
وَسَمِعَ: بِدِمَشْقَ وَبِبَغْدَادَ وَمَكَّة، وَجَاور، وَصَحِبَ الكِبَارَ، وَوَعَظَ وَصَنَّفَ، وَرُزِقَ القَبُول الزَّائِد، وَبَعُدَ صِيْتُهُ.
لَهُ "تَفْسِيْرٌ" كَبِيْرٌ، وَكِتَابُ "دلاَئِلِ النُّبُوَّة"، وَكِتَاب "الزُّهْد".
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَاكِمُ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَعَبْد العَزِيْزِ الأَزَجِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف، وَخَلْق.
قَالَ الحَاكِمُ: أَقُولُ إِنِّيْ لَمْ أَرَ أَجمعَ مِنْهُ عِلْماً وَزُهْداً، وَتَوَاضُعاً وَإِرْشَاداً إِلَى اللهِ وَإِلَى الزُّهْد، زَادَه اللهُ تَوْفِيْقاً، وَأَسْعَدَنَا بِأَيَّامِهِ، وقد سارت مصنفاته.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً وَرِعاً صَالِحاً.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَكَانَ مِمَّنْ وُضِعَ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَكَانَ الفُقَرَاءُ فِي مَجْلِسِهِ كَالأُمَرَاء، وَكَانَ يَعْمَلُ القَلاَنس، وَيَأْكُل مِن كَسْبِهِ، بَنَى مَدْرَسَةً وَدَاراً لِلْمَرْضَى، وَوقفَ الأَوقَافَ، وَلَهُ خِزَانَةُ كُتُب موقوفة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 432"، والأنساب للسمعاني "5/ 93"، واللباب لابن الأثير "1/ 436" وتذكرة الحفاظ "3/ 1066"، والعبر "3/ 96"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 184".

(13/48)


3779- الجراحي 1:
الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الجَرَّاحِ بنِ الجُنَيْدِ بنِ هِشَامِ بنِ المَرْزُبَانِ، المَرْزُبَانِيُّ الجَرَّاحِيُّ المَرْوَزِيُّ.
وُلِدَ فِي سنة إحدى وثلاثيني وَثَلاَثِ مائَةٍ بِمَرْوَ.
وَسَكَنَ هَرَاةَ، فَحَدَّثَ بِهَا بـ"جامع التِّرْمِذِيّ" عَنْ أَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ مَحبوبٍ التَّاجِر، فَحَمَلَ الكِتَابَ عَنْهُ خَلْقٌ، مِنْهُم: أَبُو عَامِرٍ مَحْمُوْدُ بنُ القَاسِمِ الأَزْدِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَد الغُوْرَجِي، وَأَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ شَيْخُ الإِسْلاَمِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ التِّرْيَاقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَلاَئِي، وَآخَرُوْنَ.
قَدِمَ هَرَاةَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ المُؤتَمَنُ بنُ أَحْمَدَ السَّاجِيُّ: روى الحسين بن أحمد الصفار هذا "الجَامِعَ"، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بن مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القَرَّابِ، عَنْ أَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيِّ، فسَمِعَهُ مِنْهُ القَاضِي أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيّ وَنُظرَاؤُه، فَسَمِعْتُ أَبَا عَامِرٍ الأَزْدِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا مَنْصُوْر القَاضِي يَقُوْلُ: اسْمَعُوا فَقَدْ سَمِعْنَا هَذَا الكِتَابَ مُنْذُ سِنِيْنَ، وَأَنْتُم تُسَاوُونَا فِيْهِ الآنَ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة إِنْ شَاءَ اللهُ. قَالَ: وَهُوَ صَالِحٌ ثِقَةٌ.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 214"، واللباب لابن الأثير "1/ 268"، والعبر "3/ 108"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1052"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 195".

(13/49)


3780- ابن رزقويه 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ، المُتْقِنُ، المُعَمَّرُ، شَيْخُ بَغْدَاد، أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رَزْقِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ، البَغْدَادِيُّ البَزَّاز.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَذكرَ أَنَّ أَوَّلَ سَمَاعِهِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ.
سَمِعَ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ الطَّائِيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بن محمد الصفار، وأبا جعفر بن البختري، وَعَلِيَّ بن مُحَمَّدٍ المِصْرِيَّ الوَاعِظ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيَّ، وَعُثْمَانَ بن السَّمَّاكِ، وطبقتهم ومن بعدهم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو الحُسَينِ بن الغريق، ومحمد بن علي بن الحَنْدقُوقِيِّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ طَاهِرٍ الزَّاهِد، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ البَاقَرْحِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَأَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي عثمان، وأحمد بن الحسين بن سلمان العَطَّارُ، وَنَصْرُ بنُ البَطِرِ، وَأَخُوْهُ عَلِيُّ بنُ البَطِرِ، وَآخَرُوْنَ، وَأَمْلَى مُدَّة.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً كَثِيْرَ السَّمَاعِ وَالكِتَابَةِ، حَسَنَ الاعْتِقَادِ، مُدِيْماً لِلْتِّلاَوَة، بَقِيَ يُمْلِي فِي جَامع المَدِيْنَة مِنْ بَعْد ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ إِلَى قُرْبِ مَوْته، وَهُوَ أَوَّلُ شَيْخٍ كَتَبْتُ عَنْهُ، وَذَلِكَ في سنة ثلاث وأربع مائة بعدما كُفَّ بَصَرُهُ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ: أَرْسَلَ بَعْضُ الوزَرَاء إِلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ رَزْقُوَيْه بِمَالٍ، فَرَدَّهُ توَرُّعاً.
وَكَانَ ابْنُ رَزْقُوَيْه يُذكر أَنَّهُ درس الفِقْهَ للشَافعِي.
قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا أُحِبُّ الحَيَاةَ إلَّا لِلذِّكر وَللتحديثِ. وَسَمِعْتُ البَرْقَانِيَّ يُوَثِّق ابْنَ رَزْقُوَيْه. مَاتَ سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 351"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 4"، والعبر "3/ 108"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1052"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 256"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 196".

(13/50)


3781- خلف 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ، أَبُو عَلِيٍّ، خَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْدُوْنَ، الوَاسِطِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ القَطِيْعِيّ وَطبقته بِبَغْدَادَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ السَّقَّا بِوَاسِطَ، وَأَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيَّ بِجُرْجَانَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ خَمِيْرُوَيْه بِهَرَاةَ، وَأَمثَالَهُم بِالشَّامِ وَمِصْرَ وَخُرَاسَان وَالعَجَمِ وَالعِرَاقِ، وَكَانَ رَفِيْقَ أَبِي الفَتْحِ بنِ أَبِي الفَوَارِسِ فِي الرِّحلَةِ إِلَى أَكْثَر النَّوَاحِي.
صَنَّفَ كِتَابَ: "أَطرَافِ الصَّحِيْحَيْنِ"، وَسَافَرَ الكَثِيْر فِي التِّجَارَة، وَكِتَابُهُ قَالُوا: أَقلُّ أَوهَاماً مِنْ أَطرَاف أَبِي مَسْعُوْدٍ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: صَحِبنَاهُ بِنَيْسَابُوْرَ وَأَصْبَهَانَ.
وَذَكَرَهُ الحَاكِمُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ وَكَانَ حَافِظاً لِحَدِيْثِ شُعبَةَ وَغَيْرهِ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيّ، وطائفة. وأقام بالرملة يتجر.
قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ الأَزْهَرِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ خَلَفٌ حَافِظاً، وَكَانَ أَبُو الفَتْح بنُ أَبِي الفَوَارِسِ أُسْتَاذَهُ.
أَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بن مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بن أَبِي الفَتْحِ، أَخْبَرَنَا خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بِنَيْسَابُوْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الطُّوْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ صَالِح بنِ رَسْلاَنَ الفَيُّومِي بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا ذُو النُّوْنِ المِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَجَافَوْا عَنْ ذَنْبِ السَّخِيِّ، فَإِنَّ اللهَ آخِذٌ بِيَدِهِ كُلَّمَا عَثَرَ عَثْرَةً".
هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ.
لَمْ أَظفرْ لِخَلَفٍ بِتَارِيْخِ وَفَاةٍ، وَقَدْ بَقِيَ إِلَى بُعيدِ الأَرْبَعِ مائَةٍ بِيَسِيْرٍ.
وَقَدْ مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِ مائَةٍ مُسند خُرَاسَان أَبُو نُعَيْمٍ عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَهُوَ رَاوِي "مُسْند أَبِي عَوَانَة الحَافِظ" عَنْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ غِيَاث الرَّزَّازُ البَغْدَادِيُّ، وَكَانَ يذكر أَنَّهُ سَمِعَ: مِنَ البَغَوِيّ، وَزَاهدُ الأَنْدَلُس الشَّيْخُ سليمان بن بنج مال عن تِسْع وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَمسندُ أَصْبَهَان أَبُو إِسْحَاقَ بن عبد الله بن خرشيذ2 قوله.
__________
1 ترجمته في أخبار أصبهان "1/ 310"، وتاريخ بغداد "8/ 334"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 196"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 976".
2 تقدمت ترجمته في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة عام "3662"، وبتعليقنا رقم "696" فراجعها تمت.

(13/51)


الشيباني، ظفر بن محمد:
3782- الشيباني 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ المُؤَدِّبُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرِ بن مُحَمَّدٍ، الشَّيْبَانِيُّ السَّامَرِّيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ البَزَّازُ.
سَمِعَ: ابْنَ حَبِيْبٍ الحَصَائِرِي، وَخَيْثَمَة بن سُلَيْمَانَ، وَعُثْمَانَ بنَ مُحَمَّدٍ الذَّهبِي، وَأَبَا يَعْقُوْب الأَذْرَعِي، وَخلقاً سِوَاهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: العَتِيْقِيّ، وَعَلِيُّ بنُ صَصْرَى، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَدَّادُ، وَالشَّيْخُ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيُّ، وَغَيْرُهُم.
قَالَ الكَتَّانِيُّ: كتب الكَثِيْرَ، وَاتُّهُم فِي لِقَاءِ أَبِي إِسْحَاقَ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَكَانَ يُتَّهَمُ بِالاعتزَالِ، تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قُلْتُ: لَهُ جَمَاعَةُ أَجزَاءٍ مَرويَّة، وَلَمْ يَقَعْ لِي حَدِيْثُهُ إلَّا بِنُزول.
وَفِيْهَا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه، وَأَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ الفَارِسِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ التَّمِيْمِيُّ، وَابْنُ مَحْمِشٍ الزيادي، وَالقَاضِي أَبو مَنْصُوْرٍ الأَزْدِيُّ، وَابْنُ بَابَكَ شَاعِرُ وَقْتِهِ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ سَلاَمَةَ الضَّرِيْرُ المُفَسِّرُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه الحَافِظُ، وَظَفَرُ بنُ محمد العلوي.
3783- ظفر بن محمد:
ابن أحمد بن محمد بن زبارة بن عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَن بن عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ بن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، السَّيِّدُ المُسْنِدُ، الرَّئِيْسُ المُجَاهِدُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، العَلَوِيُّ الحُسَيْنِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، البَيْهَقِيُّ، الغَازِي.
سَمِعَ: عَمّه أَبَا عَلِيٍّ بن زَبَّارَة، وَأَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ، وَمُحَمَّدَ بن عَلِيِّ بنِ دُحَيْم الشَّيْبَانِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّجَّادَ، وَعَلِيَّ بنَ عِيْسَى بنِ مَاتِي، وَخَلَفَ بنَ مُحَمَّدٍ البُخَارِيَّ الخيَّامَ، وَأَبَا زَكَرِيَّا العَنْبَرِيَّ، وَعِدَّةً، وَانْتَقَى عَلَيْهِ الحَاكِم.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ بن خلف الأديب، وعمر بن الإِمَامِ أَبِي عُمَرَ البَسْطَامِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي "السِّيَاقِ": كَانَتْ أُصُوْلُهُ صَحِيْحَةً، ثُمَّ احْتَرَقَ قَصْرُهُ بِمَا فِيْهِ، وَرَاحَتْ أُصُوْلُهُ، فَصَارَ يَرْوِي مِنْ فُرُوعهَا، تُوُفِّيَ بِقَرْيَتِهِ، وَبِهَا دُفِنَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة.
قُلْتُ: نَيَّفَ عَلَى الثمانين فيما أرى.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 102"، وميزان الاعتدال "2/ 580"، ولسان الميزان "3/ 424"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 190".

(13/52)


3784- المهلبي 1:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ العَالِمُ، شَيْخُ الأَطِبَّاء، أَبُو يَعْلَى، حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن حَمْزَة، المُهَلَّبِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، بَقِيَّةُ المَشَايِخ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ دلُّويه، صَاحِبَ البُخَارِيِّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ، القَطَّانَ، وَأَبَا حَامِدٍ بنَ بِلاَلٍ، وَأَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِيّ، وَجَمَاعَةً.
وَتَفَرَّدَ فِي وَقْتِهِ. وَهُوَ رَاوِي المُسَلْسَلِ بِالأَوَّلِيَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَأَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّفْلِيْسِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَفٍ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الحَاكِمُ: صَحِبَ أَبُو يَعْلَى الصَّيْدَلاَنِيُّ المَشَايخَ، وَطلبَ الحَدِيْثَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فِي مَعْرِفَةِ الطِّبِّ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ عِيْدِ النَّحْرِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ.
وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَمِيْرِ خُرَاسَانَ المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ الأزدي.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 122"، واللباب لابن الأثير "2/ 254"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1064"، والعبر "3/ 94"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 181".

(13/53)


المحاملي، ابن برهان:
3785- المحاملي 1:
الفَقِيْهُ الإِمَامُ، أَبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، الضَّبِّيُّ المَحَامِلِيُّ البَغْدَادِيُّ من كبار الشافعية.
ولد سنة اثتين وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارَ، وَعُثْمَانَ بنَ السَّمَّاكِ، وَالنَّجَّاد، وَأَبَا عُمَرَ الزَّاهِدَ، وَجَمَاعَةً.
رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمٌ الرَّازِيُّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَخُوْهُ أَحْمَدُ وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: حَفِظَ القُرْآنَ وَالفَرَائِضَ وَدَرَسَ المَذْهَبَ، وَكَتَبَ الحَدِيْثَ، وَهُوَ مِمَّنْ يَزْدَادُ كُلَّ يَوْمٍ خَيْراً.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: حَضَرْتُ مَجْلِسَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ ثِقَةً صَادِقاً خَيِّراً فَاضِلاً، لَمْ يَحصلْ عِنْدِي شَيْءٌ مما سمعت منه.
3786- ابن برهان 2:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ الصَّالِحُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ بنِ برهان، البَغْدَادِيُّ الغَزَّال البَزَّاز، وَالدُ عَبْد الوَهَّابِ وَمُحَمَّدٍ.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّار، وَعَلِيَّ بن إِدْرِيْسَ السُّتُوْرِيَّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ، وَابنَ السَّمَّاكِ.
رَوَى عنه: أبو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ وَالخَطِيْبُ، وَأَبُو الفَوَارِسِ طِرَادٌ النَّقِيْبُ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً صَالِحاً، مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا حَدِيْثُهُ مِنْ عَوَالِي طراد.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 333"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 285"، والعبر "3/ 97"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 185".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 82"، والعبر "3/ 108"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 195".

(13/54)


ابن الدلم، منير بن أحمد، عبد الغني بن سعيد:
3787- ابن الدلم 1:
المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ، أَبُو القَاسِمِ، بَقِيَّةُ الْمُسْندين، صَدَقَةُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ القُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، ابْنُ الدَّلمِ.
سَمِعَ: مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ بِمَكَّةَ، وَعُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ الذّهبِيِّ، وَأَبِي عَلِي الحَصَائِرِي، وَأَبِي الطَّيِّبِ بن عَبَادل، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ البُخَارِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وعلي بن الخَضِر السُّلَمِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الكَتَّانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ صَدَقَة الشَّرَابِيُّ.
قَالَ الكَتَّانِيّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ، مَضَى عَلَى سَدَادٍ، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قُلْتُ: هَذَا أَكْبَرُ شَيْخٍ عِنْدَ الكَتَّانِيِّ.
3788- مُنِيْرُ بنُ أحمد 2:
ابن الحسن بن علي بن منير، أَبُو العَبَّاسِ المِصْرِيُّ الخَشَّاب المُعَدَّل.
حَدَّثَ عَنْ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي مَطرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ الصَّمُوتِ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الأَصْبَغِ، وَأَحْمَدَ بنِ الضَّحَّاكِ، وَطَبَقَتِهِم.
وَعَنْهُ: الصُّوْرِيُّ، وَخَلَفٌ الحَوْفِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الحَبَّال: ثِقَةٌ لاَ يَجُوْزُ عَلَيْهِ تَدْلِيْسٌ، مَاتَ فِي حَادِي عَشَرَ ذِي القعدة سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.
3789- عبد الغني بن سعيد 3:
ابن عَلِيِّ بنِ سَعِيْدِ بنِ بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ، الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ النَسَّابَة، مُحَدِّثُ الدِّيَار المِصْرِيَّةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ المِصْرِيُّ، صَاحِبُ كِتَابِ "المُؤتَلَفِ والمختلف".
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 112"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1055".
2 ترجمته في العبر "3/ 110"، وشذرات الذعب لابن العماد الحنبلي "3/ 197".
3 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 198"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 291"، ووفيات الأعيان "3/ 223"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 964"، والعبر "3/ 100"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 244"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 188".

(13/55)


مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَكَانَ أَبُوْهُ سَعِيْدٌ فَرَضِيَّ مِصْرَ فِي زَمَانِهِ.
سَمِعَ أَبُو مُحَمَّدٍ مِنْ: عُثْمَان بن مُحَمَّدٍ السمرقندي، -وهو أكبر شيخ لَهُ-، وَمن: أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَطِيَّةَ، وأحمد بن بهزاد السيرافي، -وسماعه منه في عام اثنين وَأَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ يَعْقُوْبَ بن الجِرَاب، وَعَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرِ بنِ الْورْد، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَامعٍ، وَأَبِي الطَّيِّبِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ الرُّوْذَبَارِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَالحَسَنِ بنِ يَحْيَى القُلْزُمِيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ النَّاصِحِ المُفَسِّرِ، وَالحَسَنِ بنِ الخَضِرِ الأُسْيُوْطِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ النَقَّاشِ التِّنِّيْسِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ جَعْفَرٍ الفِرْيَابِيِّ، وَأَبِي قُتَيْبَة سَلْمِ بنِ الفَضْلِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ الحِنَّائِيِّ، -صاحب الكَجِّيِّ، وَأَبِي نُجَيْد مُحَمَّدِ بن القَاسِمِ الحَذَّاءِ، وَالخَضِرِ بنِ مُحَمَّدٍ المَرَاغِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، وَيَعْقُوْبَ بن مُبَاركٍ، وَحَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الكِنَانِيِّ الحافظ، والقاضي أبو طاهر السَّدُوْسِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ حَيُّوَيْه، وَطَبَقَتهِم بِمِصْرَ، وَالقَاضِي يُوْسُفَ بنِ القَاسِمِ المَيَانَجِي، وَأَبِي سُلَيْمَانَ بنِ زَبْرٍ، وَالفَضْلِ بنِ جَعْفَرٍ المُؤَذِّنِ، وَطَبَقَتِهِم بِدِمَشْقَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصوري، ورشأ بن نظيف المقرىء، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ البُخَارِيُّ، وَابْنُ بقَاءٍ الوَرَّاقُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّالُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم، وَبَالإِجَازَة أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الحُفَّاظِ.
قَالَ البَرْقَانِيّ: سَأَلتُ الدَّارَقُطْنِيّ لَمَّا قَدِمَ مِنْ مِصْرَ: هَلْ رَأَيْتَ فِي طَرِيْقِكَ مَنْ يَفْهَمُ شَيْئاً مِنَ العِلْم? قَالَ: مَا رَأَيْتُ فِي طُوْلِ طَرِيْقِي إلَّا شَابّاً بِمِصْرَ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الغَنِيِّ، كَأَنَّهُ شُعْلَةُ نَارٍ......، وَجَعَلَ يُفَخِّمُ أَمره، وَيَرْفَعُ ذِكْرَهُ.
وَقَالَ أَبُو الفَتْحِ مَنْصُوْرُ بنُ عَلِيٍّ الطَّرَسُوْسِيُّ: أَرَادَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ الخُرُوجَ مِنْ عِنْدنَا مِنْ مِصْرَ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ نُوَدِّعُهُ، فَلَمَّا وَدَّعنَاهُ بكينَا، فَقَالَ لَنَا: تَبكُون وَعندكُم عَبْدُ الغَنِيِّ بن سَعِيْدٍ، وَفِيْهِ الخَلَفُ.
وَلعَبْد الغَنِيِّ "جُزْءٌ" بَيَّنَ فِيْهِ أَوهَامَ كِتَابِ المدخلِ إِلَى الصَّحِيْحِ لِلْحَاكِمِ، يَدُلُّ عَلَى إِمَامته وَسعَة حِفظِه.
قَالَ عَبْدُ الغَنِيِّ: لمَا رددتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم "الأَوهَامَ الَّتِي فِي المدخلِ" بَعثَ إِليَّ يَشْكُرُنِي، وَيَدْعُو لِي، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ عاقل.

(13/56)


قَالَ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ بَعْد الدَّارَقُطْنِيّ أَحْفَظَ مِنْ عَبْدِ الغَنِيّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيُّ: قَالَ لِي الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيّ: ابتدأَتُ بعملِ كِتَابِ المُؤتلف وَالمُخْتَلِف فَقَدم عَلَيْنَا الدَّارَقُطْنِيّ، فَأَخذتُ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيْرَةً مِنْهُ، فَلَمَّا فرغتُ مِنْ تَصْنِيْفِهِ، سَأَلَنِي أَنْ أَقرأَهُ عليه ليسمع: هـ مِنِّي، فَقُلْتُ: عَنْكَ أَخذتُ أَكْثَرَهُ. قَالَ: لاَ تَقُلْ هَكَذَا، فَإِنَّكَ أَخَذْتَهُ عَنِّي مُفَرَّقاً، وَقَدْ أَوْرَدْتَهُ فِيْهِ مَجْمُوعاً، وَفِيْهِ أَشْيَاءُ كَثِيْرَةٌ أَخَذْتَهَا عَنْ شُيُوخِكِ. قَالَ: فَقَرأْتُهُ عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْد حَافِظٌ مُتْقِنٌ، قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيّ: أَخذتَ عَنْ عَبْدِ الغَنِيّ؟ فَقَالَ: لاَ إِنْ شَاءَ اللهُ. عَلَى مَعنَى التَأْكيدِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لِعَبدِ الغني اتصال ببني عبيد-، بعني أَصْحَاب مِصْر.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيّ: كَانَ عَبْدُ الغَنِيّ إِمَامَ زَمَانِه فِي علمِ الحَدِيْثِ وَحِفْظِهِ، ثِقَةً مَأْمُوْناً، مَا رَأَيْتُ بَعْد الدَّارَقُطْنِيِّ مِثْلَهُ.
قُلْتُ: اتصَالُهُ بِالدَّوْلَة العُبَيْدِيَّة كَانَ مُدَارَاةً لَهُم، وَإِلاَّ فَلَو جَمحَ عَلَيْهِم، لاَستَأْصَلَهُ الحَاكِمُ خَلِيْفَةُ مِصْرَ، الَّذِي قِيْلَ: إِنَّهُ ادَّعَى الإِلهيَة. وَأَظُنُّهُ وَلِيَ وَظِيفَةً لَهُم، وَقَدْ كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الأَثَرِ، نَشَأَ فِي سُنَّةٍ وَاتِّبَاع قَبْل وُجود دَوْلَةِ الرَّفضِ، وَاسْتمرَّ هُوَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِالحَدِيْثِ، وَلَكِنَّهُ دَارَى القَوْمَ، وَدَاهَنَهُم، فَلِذَلِكَ لَمْ يُحِبَّ الحَافِظُ أَبُو ذرٍّ الأَخْذَ عَنْهُ.
وَقَدْ كَانَ لِعَبْدِ الغَنِيّ جِنَازَةٌ عَظِيْمَةٌ تَحَدّثَ بِهَا النَّاسُ، وَنُودِي أَمَامهَا: هَذَا نَافَي الكَذِبَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال: تُوُفِّيَ فِي سَابعِ صَفَرٍ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة.
قُلْتُ: وَمَاتَ معه في هذا العام المحدثون المسنون: أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُتَيَّمِ البَغْدَادِيُّ الوَاعِظُ، وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ ابن أَحْمَدَ بنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، شَيْخا أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ الصُّوْفِيُّ شَيْخُ البَيْهَقِيِّ، وَالمُعَمَّر أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن خزفة، الصَّيْدَلاَنِيُّ الوَاسِطِيُّ، وَأَبُو طَلْحَةَ القَاسِمُ بنُ أَبِي المنذر القزويني الخطيب، راوي "سنن ابن ماجه".
أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّزَّاق، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، سَمِعْتُ جَعْفَر بن أَحْمَدَ اللُّغَوِيّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الصُّوْرِيَّ الحَافِظَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الغنِي بنَ سَعِيْد، سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ الحُسَيْنَ بنَ عَبْدِ اللهِ القُرَشِيّ، سَمِعْتُ بُنَاناً الزَّاهِدَ يَقُوْلُ: مَنْ كَانَ يَسُرُّهُ مَا يَضُرُّهُ مَتَى يُفْلِحُ?.

(13/57)


أخبرنا أحمد بن سلامة المقرىء إِجَازَةً عَنْ هِبَةِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا عبدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عبدُ الغني ابن سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العَطَّار، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ دَنُوقَا، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، عَنْ غَالِبٍ القَطَّانِ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "كنا نصلي مع رسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي شِدَّة الحَرِّ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَسْجُدَ عَلَى الأَرْضِ بَسَطَ ثَوْبَه، فَسَجَدَ عَلَيْهِ"1.
غَالِبٌ هُوَ ابْنُ خَطَّاف، قَيَّدهُ الدَّارَقُطْنِيُّ بِفَتحِ الخَاء، اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَيْهِ مِنْ طريق بشر.
قَالَ عَبْدُ الغَنِيّ بن سَعِيْد فِي كِتَابِ "العلم"، وهو جُزْآنِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَيَّاع فِي كِتَابِهِ مِنْ نَيْسَابُوْر، حَدَّثَنَا الأَصَمُّ....، فذكر حديثًا.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "385"، ومسلم "620"، وأبو داود "660".

(13/58)


أبو الفضل التميمي، أبو منصور الأزدي:
3790- أبو الفضل التميمي 1:
الإِمَامُ الفَقِيْهُ، رَئِيْسُ الحَنَابِلَة، أَبُو الفَضْلِ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحَارِثِ، التَّمِيْمِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ إِسْحَاقَ الخُرَاسَانِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّادِ، وَأَحْمَدَ بنِ كَامِل، وَعِدَّة.
وَعَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَرِزْقُ اللهِ التَّمِيْمِيُّ -ابْنُ أَخِيْهِ، وَعُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ ابن عمر المقرىء، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً، دُفِنَ إِلَى جَنْبِ قَبْرِ الإِمَام أَحْمَد، وَحَدَّثَنِي أَبِي وَكَانَ مِمَّنْ شَيَّعَه أَنَّه صَلَّى عَلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِيْنَ أَلْفاً، رَحِمَهُ اللهُ.
قُلْتُ: كَانَ صَدِيْقاً لِلْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ بنِ البَاقِلاَّنِيِّ، وَمُوَادّاً لَهُ.
توفي سنة عشر وأربع مائة.
3791- أبو منصور الأزدي 2:
العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ، القَاضِي أَبُو مَنْصُوْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ، الأَزْدِيُّ الهَرَوِيُّ الشَّافِعِيُّ.
رَوَى عَنِ: الحَسَنِ بنِ عِمْرَان الحَنْظَلِيِّ الهَرَوِيِّ، وَسَمِعَ: لَمَّا حَجَّ بِالكُوْفَةِ مِنْ مُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ دُحَيْم، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ دَعْلَجٍ السِّجْزِيّ، وَأَحْمَدَ بن عُثْمَانَ الأَدَمِيِّ، وَعِدَّة.
وأملَى مُدَّةً، وَكَانَ رَأْسَ الشَّافِعِيَّة فِي عَصْرِهِ بِهَرَاةَ مَعَ الدِّينِ وَالخَيْرِ وَعُلُوِّ الإِسْنَاد.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدينَ، وَأَبُو سَعْدٍ يَحْيَى بنُ أَبِي نَصْرٍ العَدْلُ، وَأَبُو عَدْنَان القَاسِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العُمَيرِي، وَشَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ السُّلْطَانُ مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِيْنَ يُجِلُّه، وَيَحْتَرِمُهُ لخَيْرِهِ وَاتِّبَاعه وَمَحَاسِنِهِ.
قَارَبَ التِّسْعِيْنَ، وَمَاتَ بِهَرَاة فَجْأَةً فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة.
وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّة الأَمِيْر المُهَلَّبِ بن أبي صفرة.
وابنه: هو الإمام:
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 14"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 295".
2 ترجمته في العبر "3/ 103"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 192".

(13/58)


أبو أحمد منصور بن محمد، ابن جهضم:
3792- أَبُو أَحْمَدَ مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدٍ 1:
المُهَلَّبِيُّ الأَدِيْبُ.
عَلَّقَ المَذْهَبَ بِبَغْدَادَ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ.
وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَمِيْرُوَيْه، وَالخَلِيْلِ بن أَحْمَدَ السِّجْزِيِّ، وَالعَبَّاس بن الفَضْلِ النَّضْرَوِيِّ.
وَأَمْلَى مَجَالِس، وَكَانَ يَخْتُمُ كُلَّ يَوْم.
وَأَمَّا نظمُهُ الفَائِق وَنثره البَدِيْع، فَإِليه المُنْتَهَى.
قَالَ الرُّهَاوِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.
3793- ابن جهضم 2:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الكَبِيْر، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة بِالحرمِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بن جهضم الهمذاني المجاور، مصنف "بهجة الأَسرَار". يَرْوِي فِيْهِ عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ سَلَمَةَ القَطَّانِ، وَأَحْمَد بن عُثْمَانَ الأَدَمِيِّ، وَعَلِيِّ بن أَبِي العَقبِ، وَخَلْق.
لَيْسَ بثِقَةٍ بَلْ مُتَّهَمٌ يَأْتِي بِمصَائِب.
قَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: قِيْلَ: إِنَّهُ يكذب.
قُلْتُ: سُقتُ أَخْبَاره فِي "التَّارِيْخ" "والميزان".
مات سنة أربع عشرة وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 191".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 14"، والعبر "3/ 116"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1057"، وميزان الاعتدال "3/ 142"، ولسان الميزان "4/ 238"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 200".

(13/59)


3794- ابن محمش 1:
الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ، شَيْخُ خُرَاسَان، أَبُو طَاهِرٍ، محمد بن محمد ابن مَحْمِش بنِ عَلِيِّ بنِ دَاوُدَ، الزِّيَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الأَدِيْبُ.
كَانَ يَسْكُن بِمَحَلَّة مَيْدَان زِيَادِ بن عبد الرحمن، فنسب إليها، وكان وَالده مِنَ العَابدين.
وَلد أَبُو طَاهِرٍ: سَنَةَ سبع وعشرين وثلاث مائة.
وأسمع: هـ أَبُوْهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَبعدهَا مِنْ أَبِي حَامِدٍ بنُ بِلاَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ، وَعَبْدِ اللهِ بن يَعْقُوْبَ الكَرْمَانِيّ، وَالعَبَّاس بن مُحَمَّدِ بنِ قُوهيَارَ، وَأَبِي عُثْمَانَ عَمْرِو بن عَبْدِ اللهِ النَّصْرِي، وَمُحَمَّدِ بن الحَسَنِ المُحَمَّدَابَاذِي، وَمُحَمَّدِ بن عُمَرَ بنِ حَفْص الجُورْجِيْرِي، وَعَبْدُوْسِ بنِ الحُسَيْنِ، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي عليٍّ المَيْدَانِيّ، وَحَاجِبِ بن أَحْمَدَ الطُّوْسِيّ، وَعَلِيِّ بن حَمشَاذ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارِ، وَعِدَّةٍ. وَكَادَ أَنْ يَسمَعَ: مِنِ ابْنِ الشَّرْقِيِّ.
وَكَانَ إِمَاماً فِي المَذْهَبِ، مُتَبَحِّراً فِي عِلْمِ الشُّرُوطِ، لَهُ فِيْهِ مُصَنَّفٌ، بَصِيْراً بِالعَرَبِيَّةِ، كَبِيرَ الشَّأْنِ، وَكَانَ إِمَامَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ وَمُسْنِدَهُم وَمُفْتِيَهُم.
قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: أَمْلَى نَحْواً مِنْ ثَلاَث سِنِيْنَ، وَلَوْلاَ مَا اخْتُصَّ بِهِ مِنَ الإِقتَارِ وَحِرفَةِ أَهْلِ العِلْمِ لَما تَقَدَّمَ عَلَيْهِ أحد، أخبرنا عنه الإمام حدي، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ رَامِش، وَعُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المحمي، ومحمد ابن يَحْيَى المُزَكِّي، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيّ المُفَسِّر.
قُلْتُ: وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُرزَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّامَاتِي، وَالقَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الثَّقَفِيُّ، وَخَلْقٌ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ الحَاكِمُ ابْنُ البَيِّعِ.
مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 336"، واللباب لابن الأثير "2/ 84"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص1051"، والعبر "3/ 103"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 192".

(13/60)


طغان خان، الناصر، ابن بابك:
3795- طُغَانُ خَانَ:
التُّرْكِيُّ، صَاحِبُ تُرْكِسْتَان، وَبَلاَسَاغُون وَكَاشْغر وَخُتَن وَفَارَاب.
قَصَدَتْهُ جُيُوشُ الصِّيْنِ وَالخَطَا فِي جمع ما سمع: بمثله حتى قيل: كَانُوا ثَلاَثَ مائَة أَلْف. وَكَانَ مَرِيْضاً فَقَالَ: اللَّهُمَّ عَافِنِي لأَغْزُوَهُم، ثُمَّ تَوَفَّنِي إِنْ شِئْتَ. فَعُوْفِيَ، وَجَمَعَ عَسَاكِرَهُ، وَسَاقَ، فَبَيَّتَهُم، وَقَتَلَ مِنْهُم نحو مائةي أَلف، وَأَسَرَ مائَة أَلْف، وَكَانَتْ مَلْحَمَةً مَشْهُوْدَةً فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة، وَرجعَ بِغَنَائِمَ لاَ تُحْصَى إِلَى بَلاَسَاغُونَ، فَتَوَفَّاهُ اللهُ عَقِيْبَ وُصُولِهِ.
وَكَانَ دَيِّناً عَادِلاً، بَطَلاً شُجَاعاً.
وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ أَرسلاَن خَان، أَرَّخ ذَلِكَ صَاحِبُ حماة المؤيد.
3796- الناصر 1:
تَقَدَّمَ، وَهُوَ صَاحِبُ الأَنْدَلُس، النَّاصر لِدِيْنِ اللهِ، أبو الحسن علي ابن حمود بن ميمون بن أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عمر بن إدريس بنِ إِدْرِيْسَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بن السَّيِّد الحَسَن بن عَلِيٍّ، العَلَوِيُّ الحَسَنِيُّ، ثُمَّ الإِدْرِيْسِيُّ.
كَانَ مِنْ قُوَّادِ المُسْتَعِيْن المَرْوَانِي، فَلَمَّا طَغَى المُسْتَعِيْنُ، وَعَثَّرَ الرَّعِيَّة، حَارَبَهُ عَلِيٌّ هَذَا وَقَتَلَهُ وَتَمَلَّكَ وَتَمَكَّنَ، ثُمَّ خَالَفَ عَلَيْهِ الموَالِي الَّذِيْنَ كَانُوا قَدْ نَصَرُوْهُ، وَمَالُوا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الناصر الأُمَوِيّ، وَلَقَّبُوهُ بِالمُرْتَضَى، وَنَازَلُوا غَرْنَاطَة، ثُمَّ نَدِمُوا عَلَى بَيْعَتِهِ لِمَا رَأَوا مِنْ صَوْلَتِهِ، فَتَنَقَّلُوا عَنْهُ، وَدَسُّوا مَنْ قَتَلَه غِيْلَةً.
وكَانَتْ دَوْلَةُ الإِدْرِيْسِيّ اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ شَهْراً، ثُمَّ قَتَلَهُ غِلْمَانٌ لَهُ صَقَالبَةُ فِي حَمَّامٍ، فِي أَواخِرَ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مائَة، فَقَامَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ القَاسِم.
وَتَرَكَ عَلِيٌّ مِنَ الوَلَد إِدْرِيْس، وَيَحْيَى المُعْتَلِي، فشيخنا جعفر ابن مُحَمَّدٍ الإِدْرِيْسِيّ مِنْ نَسْلِ المُعْتَلِي.
3797- ابْنُ بَابَكَ 2:
شَاعِرُ وَقْته، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ منصور بن بابك، البغدادي.
وديوانه كَبِيْرٌ فِي مُجَلَّدين.
طَوَّفَ النَّوَاحِي، وَمَدَحَ الكِبَارَ، وَلَمَّا سَأَلَهُ الصَّاحِبُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبَّاد وَقَدْ وَفَدَ عَلَيْهِ: أَأَنْتَ ابْنُ بَابَك؟ قَالَ: بَلْ أَنَا ابْنُ بَابِك. فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ عشر وأربع مائة.
__________
1 تقدمت ترجمته في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة عام "3705"، وبتعليقنا رقم "735".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 295"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 196"، والعبر "3/ 102"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 245"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 191".

(13/61)


ابن سراقة، فخر الملك:
3798- ابن سراقة 1:
الحَافِظُ العَلاَّمَةُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ سُرَاقَةَ، العَامِرِيُّ البَصْرِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ دَاسَة، وَأَبِي إِسْحَاق الهُجَيْمِيِّ، وَابنِ عَبَّاد، وَطَائِفَة.
وَأَخَذَ عَنْ أَبِي الفَتْحِ الأَزْدِيّ "مُصَنَّفَهُ" فِي الضُّعَفَاءِ، ثُمَّ هَذَّبَهُ، وَرَاجَعَ فِيْهِ أَبَا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ.
وَارْتَحَلَ فِي الحَدِيْثِ إِلَى فَارِس وَأَصْبَهَان وَالدِّيْنَوَر، وَسَكَنَ آمِد مُدَّة.
وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الشَّافِعِيَّة.
لَهُ تآلِيفُ فِي الفَرَائِضِ وَالسِّجِلاَّت.
كَانَ حيًا في سنة أربع مائة.
3799- فخر الملك 2:
الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو غَالِبٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَف بن الصَّيْرَفِيِّ. وبَاسْمِهِ صُنِّفَ كِتَاب "الفَخرِي" فِي الجَبْر وَالمُقَابلَة.
كَانَ صَدْراً مُعَظَّماً، جَوَاداً مُمَدَّحاً مِنْ رِجَالِ الدَّهْر، كَانَ أَبُوْهُ صَيْرَفِيّاً بِدِيْوَانِ وَاسِط، وَكَانَ أَبُو غَالِبٍ مِنْ صِبَاهُ يَتعَانَى المَكَارم وَالأَفْضَال، وَيُلقِّبُونه بِالوَزِيْر الصَّغِيْر، ثُمَّ وَلِيَ بَعْضَ الأَعمَالِ، وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الأَحْوَالُ إِلَى أَنْ وَلِي دِيْوَانَ وَاسِط، ثُمَّ وَزَرَ، ونَابَ لِلْسُّلْطَان بَهَاءِ الدَّوْلَة بِفَارِس، وافْتَتَحَ قِلاَعاً، ثم الولي العِرَاقَ بَعْد عَمِيْد الجُيُوش، فَعَدَلَ قَلِيْلاً، وَأَعَادَ اللَّطْمَ يَوْم عَاشُورَاء، وَثَارَت الفِتَنُ لِذَلِكَ، وَمَدَحَتْهُ الشُّعَرَاء، وَدَام سِتَّ سِنِيْنَ، ثُمَّ أُمْسِكَ بِالأَهْوَازِ،
__________
1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 195".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 286"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 124"، والعبر "3/ 97" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 242"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 185".

(13/62)


وَقُتِلَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَأَخَذُوا لَهُ جَوْهَراً وَنَفَائِسَ، وَأَلفَ أَلفِ دينار وغير ذلك، وطمر في ثيابه.
وَكَانَ شَهْماً كَافياً، خَبِيْراً بِالتَّصَرُفِ، سَدِيْدَ التَّوقِيْع، طَلق المحيَا، يُكَاتِبُ مُلُوْكَ النَّوَاحِي، وَيُهَادِيهم، وَفِيْهِ عدلٌ فِي الجُمْلَةِ، عُمِرت العِرَاقُ فِي أَيَّامِهِ، وَكَانَ مِنْ مَحَاسِنِ الدَّهْرِ، أَنشَأَ بِيمَارستَاناً عَظِيْماً بِبَغْدَادَ، وَكَانَتْ جَوَائِزُهُ مُتَوَاتِرَةً عَلَى العُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ، وَعَاشَ ثَلاَثاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً.
رُفِعَتْ إِلَيْهِ سِعَايَةٌ بِرَجُل، فَوَقَّعَ فِيْهَا: السِّعَايَةُ قَبِيْحَةٌ، وَلَوْ كَانَتْ صَحِيْحَة، وَمَعَاذَ اللهِ أَنْ نَقْبَلَ مِنْ مَهْتُوكٍ فِي مَسْتُور، وَلَوْلاَ أَنَّك فِي خِفَارَة شَيْبِكَ، لَعَاملنَاك بِمَا يُشْبِه مَقَالَك، وَيَرْدَعُ أَمثَالَكَ، فَاكْتُم هَذَا العَيْب، وَاتَّقِ مَنْ يَعْلَمُ الغَيْبَ. فَأَخَذَهَا فُقَهَاءُ المَكَاتب، وَعَلَّمُوهَا الصِّغَار.
وَقَدْ أَنْشَأ بِبَغْدَادَ دَاراً عَظِيْمَةً، وَكَانَ يُضْرَبُ المَثَلُ بِكَثْرَةِ جَوَائِزِهِ وعطاياه.

(13/63)


3800- المستعين 1:
صَاحِبُ الأَنْدَلُس، المُلَقَّب بِالمُسْتَعِيْن، أَبُو الرَّبِيْع، سُلَيْمَانُ بن الحكم بن سليمان بن النَّاصرِ لِدِيْنِ اللهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الأُمَوِيُّ، المَرْوَانِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ.
خَرَجَ عَلَى ابْنِ عَمّه المُؤَيَّد بِاللهِ هِشَامٍ عَلَى رَأْسِ عَام أَرْبَع مائَة، وَالتَفَّ عَلَيْهِ البَرْبَرُ بِالأَنْدَلُسِ، وَغَلَبُوا عَلَى قَلْعَةِ رَبَاح، وملكوه، وجمعوا له أَمْوَالاً نَحْوَ المائَة أَلْفِ دِيْنَار، فَسَارَ بِهِم إِلَى طُلَيْطُلَة، فَحَارَبَهُم، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَذَبَحَ والِيَهَا، ثُمَّ هَزَمَ عَسْكَراً وَاقعُوهُ، ثُمَّ قَصَدَ قُرْطُبَة، فبرز لقتاله جيش محمد بن عبد الجبار المَهْدِيِّ، فَحَطَمَهُم سُلَيْمَانُ، وَغَرِقَ خَلْقٌ مِنْهُم فِي النَّهر، وَقُتِلَ خَلْقٌ، وَكَانَتْ مَلْحَمَةً كُبْرَى، ذَهَبَ فِيْهَا عِدَّةٌ مِنَ العُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ، فَعَمَدَ المَهْدِيُّ، فَأَخْرَجَ المُؤَيَّد بِاللهِ، بَعْدَ أَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مَاتَ، فَأَجْلَسَهُ لِلنَّاسِ، وَجَعَلَ القَاضِي ابْنُ ذَكْوَانَ يَقُوْلُ: هَذَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، وَإِنَّمَا ابْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ نَائِبُه. فَقَالَتِ البَرْبَرُ: يَا ابْنَ ذَكْوَان! بِالأَمْسِ تُصَلِّي عَلَيْهِ، وَاليَوْمَ تُحييه! وَأَمَّا الرَّعِيَّةُ فَخَرَجُوا يَطْلبُونَ أَمَاناً مِنْ سُلَيْمَان، فَأَكْرَمَهُم، وَاخْتَفَى ابْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، وَاسْتوسَقَ لسُلَيْمَان الأَمْرُ، وَدَخَلَ القَصَرَ، وَوَارَى النَّاسُ قَتْلاَهُم، فَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً، وَهَرَبَ ابْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ إِلَى طُلَيْطُلَة، فَقَامُوا مَعَهُ، وَاسْتَنْجَدَ بِالفِرَنْجِيَّة، وَبَعَثَ إِلَيْهِم مِنْ بَيْت المَالِ بَذَهَبٍ عَظِيْمٍ، فَلِلَّه الأَمْرُ، ثُمَّ أَقْبَلَ فِي عَسْكَرٍ عَظِيْمٍ، فَكَانَ المَصَافُّ عَلَى عقبَة البقرِ بقُرْبِ قُرْطُبَة، فَيَنْهَزِمُ ابْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، وَقُتِلَ مِنَ الفِرنج ثَلاَثَةُ آلَاف، وَغَرِقَ خلائق، ثم
__________
1 تقدمت ترجمته في الجزء الثاني برقم ترجمة عام "3800"، وبتعليقنا رقم "734".

(13/63)


ظَفِرُوا بِابْنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، فَذُبِحَ صبراً، وَقُطِعَتْ أَرْبَعَتُهُ فِي يَوْم التَّرويَة سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وثَلاَثُوْنَ سَنَةً، ثُمَّ اسْتَمَرَّ فِي المُلك المُؤَيَّدُ بِاللهِ، وَعَاث المُسْتَعِيْنُ بِالبَرْبَرِ، وَجَرَتْ أُمُورٌ طَوِيْلَة، وَحَاصَرَ قُرْطُبَةَ مُدَّةً طَوِيْلَةً إِلَى شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ، فَشَدُّوا، وَزَحَفُوا عَلَى البَلَدِ، فَأَخَذُوْهُ، وَبَذَلُوا السَّيْف وَالنَّهب وَبَعْضَ السَّبْي، وَقَتَلُوا المُؤَيَّد، فيُقَالُ: قُتِلَ بقُرْطُبَةَ نَيِّف وَعِشْرُوْنَ أَلْفاً، وَفَعَلَتْ عَسَاكِرُ المُسْتَعِيْن مَا لاَ تَفْعَلُهُ النَّصَارَى، وَاسْتوسق الأَمْرُ للمُسْتَعِيْنِ، فعسف وَجَارَ، وَأَخْرَبَ البِلاَد، وَكَانَ مِنْ قُوَّادِه القَاسِمُ وَعلِيٌّ ابْنَا حَمُّوْد بن مَيْمُوْنٍ العَلَوِيّ الإِدْرِيْسِيّ، فَقَدَّمَهُمَا عَلَى جَيْشِهِ، ثُمَّ اسْتنَاب أَحَدَهُمَا عَلَى الجَزِيْرَةِ الخَضْرَاءِ، وَالآخَرَ عَلَى سَبْتَة، فَرَاسَلَ عَلَيٌّ مُتَوَلِّي سَبْتَة جَمَاعَةً، وَحَدَّثَ نَفْسَهُ بِالخِلاَفَةِ، فَبَادَرَ إِلَيْهِ خَلْقٌ، وَبَايَعُوهُ، فَعدَّى إِلَى الأَنْدَلُسِ، فَانْضَمَّ إِلَيْهِ أَمِيْرُ مَالَقَة، وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ، ثُمَّ نَازل قُرْطُبَة، فَبرز لِحَرْبِهِ مُحَمَّدٌ وَلدُ المُسْتَعِيْن، فَالتَقَوا، فَانْهَزَمَ مُحَمَّدٌ، وَهَجَمَ الإِدْرِيْسِيُّ قُرْطُبَةَ، وَتَمَلَّكَ، وَذَبَحَ المُسْتَعِيْنَ وَللهِ الحمدُ بِيَدِهِ صَبْراً، وَذَبَحَ أَبَاهُ الحَكَم أَيْضاً. وَكَانَ شَيْخاً مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ، وَذَلِكَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَزَالَت الدَّوْلَة المَرْوَانِيَّةُ، وَعَاشَ المُسْتَعِيْنُ نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، وَلَهُ شِعْرٌ جيد قد تقدم منه.

(13/64)


3801- الرضي 1:
الشريف أبو الحسن، محمد بن الطَّاهِرِ أَبِي أَحْمَدَ الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى، الحُسَيْنِيُّ، المُوْسَوِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الشَّاعِرُ، صَاحِبُ "الدِّيْوَانِ".
لَهُ نَظْمٌ فِي الذِّروَة حَتَّى قِيْلَ: هُوَ أَشْعَرُ الطَّالبيّين.
ولي النقابة بعد أبيه، وديوانه يَكُونُ أَرْبَعَ مُجَلَّدَات.
وَلَهُ كِتَابُ "مَعَانِي القُرْآنِ" مُمْتِعٌ يَدُلُّ عَلَى سَعَةِ عِلْمِهِ.
مَاتَ فِي المُحَرَّمِ -وقِيْلَ: صفر- سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة، وله سبع وأربعون سنة، وكان شيعيًا.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 246"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 279"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 414"، والعبر "3/ 95"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 182".

(13/64)


3802- الجرجاني 1:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ العَالِمُ، مُسْنِدُ أَصْبَهَان، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ إبراهيم ابن جَعْفَرٍ اليَزْدِيّ الجُرْجَانِيّ، صَاحِبُ تِلْكَ "الأَمَالِي الأَرْبَعِيْنَ".
وُلِدَ بِجُرْجَانَ سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَنَشَأَ بِنَيْسَابُوْرَ، فسَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ القَطَّان، والعباس بن محمد ابن قُوهيَار، وَحَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ الطُّوْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ المُحَمَّدَابَاذِي، وَأَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّار، وَالحَسَنَ بن يَعْقُوْبَ البُخَارِيّ، وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ سُلَيْم القَاضِي، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بن عَبْدِ الكَرِيْمِ الحَسْنَابَاذِي، وَأَبُو مَسْعُوْد سُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظ، وَأَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الوَهَّابِ بنَ مَنْدَةَ، وَسَهْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الغَازِي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَرَا، وَمَحْمُوْدُ بنُ جَعْفَرٍ الكَوْسَج، والرئيس القاسم ابن الفَضْلِ، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَار، وَرَجَاءُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ قَوْلويه، وَآخَرُوْنَ. وَهَذَا السِّمْسَار خَاتمتُهُم، حَدِيْثُهُ مِنْ أَعْلَى شَيْءٍ فِي "الثقفيَّات".
وَقَعَ لِي مِنْ أَمَاليه أَرْبَعَةُ مَجَالِس.
مَاتَ بِأَصْبَهَانَ، فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة، عَنْ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمَذَانِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَأْمُوْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّان، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الأَزْهَر، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاوُوس، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا اشتَدَّ الحَرُّ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ" 2.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 99"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 187".
2 صحيح: أخرجه من طرق عن أبي هريرة: مالك "1/ 16"، والشافعي "1/ 48، 49"، وابن أبي شيبة "1/ 334، 325"، وعبد الرزاق "2048"، "2049"، "2051"، والحميدي "942"، وأحمد "2/ 229، 256، 266، 318، 348، 393، 394، 462، 501، 507"، والبخاري "533"، "534"، "536" ومسلم "615"، وابن الجارود "156"، والطحاوي "1/ 187"، والبغوي "364".
وورد من حديث المغيرة بن شعبة: عند ابن ماجه "680"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 187" والطبراني في "الكبير" "20/ 949" =

(13/65)


3803- ابن المتيم 1:
الإِمَامُ الوَاعِظُ المُعَمَّرُ، أَبُو الحُسَيْن، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ، البَغْدَادِيُّ، ابْنُ المُتَيَّمِ.
شَيْخٌ صَدُوْقٌ، لَكِنَّهُ كَثِيْر المُزَاح.
حَدَّثَ عَنْ: القَاضِي المَحَامِلِيّ، وَيُوْسُفَ بن يَعْقُوْبَ الأَزْرَق، وَالحَافِظ أَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقدَة، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد، وَإِسْمَاعِيْل الصَّفَّار، وَحَمْزَةَ بنِ القَاسِمِ.
قِيْلَ: جَمِيْعُ مَا كَانَ عِنْدَهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مَجْلِسٌ إلَّا الأَزْرَقَ، فسَمِعَ: مِنْهُ سِتَّة مَجَالِس.
وَتَفَرَّدَ، وَاشْتُهِرَ، وَكَانَ يَعِظُ فِي جَامِع المَنْصُوْر.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَقَالَ: لَمْ أَكْتُبْ عَنْ أَقدمَ سَمَاعاً مِنْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ البَاقَرْحِي، وَعَاصِمُ بنُ الحَسَنِ العَاصِمِي، وَرزقُ الله التميمي، وآخرون. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ فِي مَجْلِس رِزْقِ اللهِ.
مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة.
وَمَاتَ فِيْهَا ابْنُ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ الَّذِي ذُكِرَ مَعَ سَمِيِّه المُجْبِرِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَخْلَدِ بنِ جَعْفَرٍ البَاقَرْحِي، الفَقِيْهُ الجَرِيْرِيُّ المَذْهَبِ سَمِعَ: مِن ابْنِ عَيَّاش القَطَّان، وَالفَقِيْهُ رَجَاءُ بن عيسى الأنصناني المالكي، وعبد الله ابن يُوْسُفَ بنِ بَامويه الأَصْبَهَانِيّ، وَالحَافِظُ عَبْدُ الغَنِي بنُ سَعِيْدٍ المِصْرِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ بنِ خَزَفَة الواسطي الصيدلاني، -رَاوِي "تَاريخ أَحْمَد بن أَبِي خَيْثَمَةَ" عَنِ الزَّعْفَرَانِيّ، عَنْهُ، وَأَبُو طَلْحَةَ القَاسِمُ بنُ أَبِي المنذر القزويني الخطيب، راوي "سنن ابن ماجه"، عاش إلى هذه السنة.
__________
= وورد من حديث أبي ذر: عند ابن أبي شيبة "1/ 324"، والطيالسي "445"، وأحمد "5/ 155، 162، 176"، والبخاري "535، 539، 629"، "3258"، ومسلم "616"، وأبو داود "401"، والترمذي "158"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 186"، والبغوي "363".
1 ترجمته في تاري بغداد "4/ 370"، ومعجم الأدباء الحموي "4/ 244"، والعبر "3/ 100"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 188".

(13/66)


3804- تمام بن محمد 1:
ابن عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ، الإِمَامُ الحَافِظُ، المُفِيْدُ الصادق، محدث الشام، أبو القاسم بن الحَافِظِ الثِّقَة أَبِي الحُسَيْنِ، البَجَلِيُّ، الرَّازِيُّ، ثُمَّ الدمشقي.
كَانَ أَبُوْهُ مِنْ أَعْيَانِ الرَّحَّالِيْن الَّذِيْنَ سَكَنُوا دِمَشْق، وَكَتَبُوا الكَثِيْر، فَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنُ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ البَجَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ القَتَّات، وَهَذِهِ الطَّبَقَة، وَأَسْمعَ: وَلَدُهُ تَمَّاماً بِدِمَشْقَ وَاعْتَنَى بِهِ.
مَوْلِدُهُ بِدِمَشْقَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَخَيْثَمَة بن سُلَيْمَانَ، وَالحَسَنَ بن حَبِيْب الحصَائِرِي، وَمُحَمَّد بن حُمَيْد الحورَانِي، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ حَذْلَم، وَأَبَا عَلِيٍّ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة، وَأَبَا المَيْمُوْنِ بنَ رَاشِدٍ، وَأَبَا يَعْقُوْب الأَذْرَعِيَّ، وَعَلِيَّ بن أَبِي العَقب، وَأَبَا عَلِيّ بنَ هَارُوْنَ، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة الحِمْصِيّ، -صَاحِبَ بَحْرِ بنِ نَصْرٍ، وَعَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ بنِ الوَلِيْدِ المُرِّيّ -حَدَّثَهُ عَنْ أَخطلَ بنِ الحَكَمِ-، وَعَلِيَّ بن الحُسَيْنِ بنِ السَّفْر الجُرَشِيّ -عَنْ بَكَّارِ بن قُتَيْبَةَ- وَمُحَمَّدَ بن هِمْيَان القَيْسِيَّ حَدَّثَهُ عَنِ ابنِ عَرَفَة، وَهِشَامَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَدَبَّس، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سِنَان، عَنِ ابْنِ بِنْتِ مَطَرٍ، وَخَلْقاً سِوَاهُم.
وتلا لأبي عمرو على أحمد بن عثمان غُلاَم السَّبَّاك صَاحِب الحَسَنِ بنِ الحُبَابِ، وَالحَسَنِ بن الحُسَيْنِ الصَّوَّاف، عَنْ قرَاءتِهِمَا عَلَى أَبِي عمر الدوري.
خَرَّجَ الفوائِد فِي مُجَلَّدَةٍ انتقَاءَ مَنْ يَدْرِي الحَدِيْثَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الوَهَّابِ الكِلاَبِيُّ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ- وَأَبُو الحُسَيْنِ المَيْدَانِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ اللبَّادُ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ: تُوُفِّيَ أُسْتَاذُنَا أَبُو القَاسِمِ تَمَّامٌ الحَافِظُ لِثَلاَثٍ خَلَوْنَ مِنَ المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً حَافِظاً، لَمْ أَرَ أَحْفَظَ مِنْهُ فِي حَدِيْث الشَّامِيّين، ذكر أن مولده، سنة ثلاثين وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 969"، والعبر "3/ 115"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 259".

(13/67)


وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ تَمَّامٍ فِي مَعْنَاهُ، كَانَ عَالِماً بِالحَدِيْثِ وَمَعْرِفَة الرِّجَال.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا لَقينَا مِثْلَهُ فِي الحِفْظِ وَالخَيْرِ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي إِجَازَةً أَخْبَرَنَا عَبْدُ الكَرِيْم بن حَمْزَةَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْس مائَة، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا تَمَّامُ بنُ مُحَمَّدٍ الحافظ، أخبرنا الحسن ابن حَبِيْبٍ، أَخْبَرَنَا العَبَّاس بنُ الوَلِيْدِ البَيْرُوْتِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ شُعَيْب، حَدَّثَنَا مُعَانُ بنُ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَعْدِ بن مُعَاذٍ أَنْ يَكْتَوِيَ فِي أَكْحَلِهِ، حِيْنَ رَمَتْهُ بَنو النَّضِيْر، فَاكْتَوَى.
هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ، وَمُعَانٌ لَيْسَ بذَاكَ القَوِيّ.
وَمَاتَ مَعَ تَمَّامٍ فِي العَامِ الحَافِظُ أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَمْرٍو الأَصْبَهَانِيّ النَّقَّاشُ الحَنْبَلِيُّ، صَاحِبُ التَّوَالِيف، وَشَيْخُ الحَرَم أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَهْضَم الهَمَذَانِيُّ الزَّاهِدُ صَاحِبُ "بهجَة الأَسرَار" -وَكَانَ ضَعِيْفاً- وَمُحَدِّثُ بَغْدَاد أَبُو الفَتْحِ هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَفَّار، وَمُسْندُ نَيْسَابُوْر أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ المُزَكِّي، وَمسند البَصْرَة القَاضِي أَبُو عُمَرَ القَاسِمُ بنُ جَعْفَرٍ الهَاشِمِيّ، وَشَيْخُ أَصْبَهَانَ القُدْوَةُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ مِيْلَةَ الفَرَضِيُّ، ومحدث طرابلس أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أبي كامل.

(13/68)


الحفار، المزكي:
3805- الحفار 1:
الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ بَغْدَادَ، أَبُو الفَتْحِ، هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ سَعْدَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَاهويه بن مهيَار بنِ المَرْزُبَانِ، الكَسْكَرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنَ: الحُسَيْنِ بن يَحْيَى بنِ عَبَّاس القَطَّان صَاحِبِ أَحْمَدَ بنِ المِقْدَامِ العِجْلِيّ، فَكَانَ آخِرَ أَصْحَابِهِ، وَمن إِسْمَاعِيْلَ الصفار، وأبي جعفر ابن البَخْتَرِيّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الوَاعِظِ، وَعُثْمَان بنِ أَحْمَدَ الدَّقَّاق، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَلِيٍّ الخُزَاعِيّ، وَجَمَاعَة.
وَسَمِعَ مِنَ: الحُسَيْنِ بن يَحْيَى بنِ عَبَّاس القَطَّان صَاحِبِ أَحْمَدَ بنِ المِقْدَامِ العِجْلِيّ، فَكَانَ آخِرَ أَصْحَابِهِ، وَمن إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّار، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ البَخْتَرِيّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الوَاعِظِ وَعُثْمَان بنِ أَحْمَدَ الدَّقَّاق، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَلِيٍّ الخُزَاعِيّ، وَجَمَاعَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ السِّجْزِيُّ، وَالرَّئِيْسُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ البَقَّال، وَعَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، وَطَاهرُ بنُ الحُسَيْنِ القَوَّاس، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُسْلِمَة، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زينه، وأبو الفوارس طراد الزيني، وَهِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاق الأَنْصَارِيُّ، وَخَلْقٌ سواهم.
وَقَدْ رَوَى جُزءَ الحَفَّار عَالِياً إِبْرَاهِيْمُ بنُ الخير، ثم بالإجازة زين الدين ابن عَبْدِ الدَّايم.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً، مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، كتبنَا عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ أَحْمَدَ السَّعْدِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُخْتَارٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى القَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ العِجْلِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّب قَالَ: إِنَّ شَرَّ الطَّعَامِ طَعَامُ العُرْسِ، يطعمه الأغنياء، ويمنعه المساكين.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بنُ عِيَاض، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ مُجَاهِد: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُون} [الذَّارِيَاتُ: 13] ، قَالَ: يُحْرَقُوْنَ عَلَيْهَا، ويعذبون.
3806- المزكي 2:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الصَّدُوْقُ، القُدْوَةُ الصَّالِحُ، أَبُو زَكَرِيَّا، يحيى بن المُحَدِّثِ المُزَكِّي أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْم بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، النَّيْسَابُوْرِيُّ، شَيْخُ التَّزْكِيَة بِبَلَدِهِ.
أَمْلَى مُدَّةً عَلَى وَرَعٍ وَإِتْقَانٍ.
وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الأَخْرَم، وَالحَسَنِ بن يَعْقُوْبَ البُخَارِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ إِسْحَاقَ الصِّبْغِي، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْس، وَعِدَّةٍ من
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 75"، والأنساب للسمعاني "10/ 428"، الكسكري، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 15"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1057-1058"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 201".
2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص1058"، والعبر "3/ 118".

(13/69)


النِّيْسَابُورِيين، وَأَبِي سَهْل بنِ زِيَادٍ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَاد، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ الخُرَاسَانِيُّ، وَالقَاضِي أَحْمَدَ بنِ كَامِل، وَأَحْمَدَ بن عُثْمَانَ الأَدَمِيِّ مِنَ البَغْدَادِيِّيْنَ، وَمُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ دُحَيْم، وَغَيْرِهِ مِنَ الكُوْفِيّين، انْتَقَى عَلَيْهِ الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيّ، وَقَعَ لَنَا جَمَاعَةُ أَجزَاء من حديثه.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ كَثِيْراً، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى وَلدُهُ، وَعُثْمَان بن مُحَمَّدٍ المَحْمِيُّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي الصَّهْبَاء، وَالقَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الثَّقَفِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الأَخْرَم، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ شَيْخاً ثِقَةً، نَبِيْلاً خَيِّراً، زَاهِداً وَرِعاً مُتْقِناً، مَا كَانَ يُحَدِّثُ إلَّا وَأَصلُهُ بِيَدِهِ يُعَارض، حَدَّثَ بِالكَثِيْر.
وَكَانَ بَصِيْراً بِمَذْهَبِ الشَّافِعِيّ، تَفَقَّهَ عَلَى الأُسْتَاذ أَبِي الوَلِيْد حَسَّانِ بن مُحَمَّد.
تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ المَكِّيّ بِهَا، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ، وقرأت على سنقر الزينبي بِحَلَب، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْدٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْج: أَخْبَرَنِي عَمْرو بن يَحْيَى بنِ عُمَارَة: أَنَّهُ سَمِعَ: القَرَّاظَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ: أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَرَادَ بِهَا سُوءاً أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوْبُ المِلْحُ فِي المَاءِ" 1.
أَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ محمد بن حاتم، عن حجاج.
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم "1386".

(13/70)


3807- ابن ميلة 1:
الإِمَامُ القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مَاشَاذَه مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مِيْله بن خُرَّة، الأَصْبَهَانِيُّ الزَّاهِدُ الفَرَضِيُّ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة.
وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: مِنْ: أَبِي عَمْرٍو أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَكِيْم، وَمُحَمَّدِ بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُس الأَبْهَرِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الصَّحَّاف، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الأَسْوَارِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارِسٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أسيد، وَأَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ ابن عَاصِم، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الخَشَّاب، وَالقَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّالِ، وَغيَاثِ بن مُحَمَّدٍ، وَعِدَّة.
وَأَمْلَى عِدَّةَ مَجَالِس وَقَعَ لَنَا مِنْهَا.
حَدَّثَ عَنْهُ: رَجَاءُ بنُ قولويه، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ الرَّئِيْسُ، وَأَبُو الحُسَيْنِ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السُّوْذَرْجَانِيّ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَار، وَآخَرُوْنَ.
وَحَدِيْثُهُ مِنْ أَعْلَى مَرْوِيَّاتِ السِّلَفِيّ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: صَحِبَ أَبَا بَكْرٍ عَبْدَ اللهِ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ وَاضِح، وَأَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ، وَزَاد عَلَيْهِمَا فِي طَرِيْقِهِمَا خُلُقاً وَفتوَّةً، جَمَعَ بَيْنَ عِلْمِ الظَّاهِرِ وَعِلْمِ البَاطِنِ، لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ، وَكَانَ يُنْكِرُ عَلَى المُتَشَبِّهَة بِالصُّوْفِيَّة وَغَيْرهِم مِنَ الجُهَّال فسَادَ مقَالاَتِهِم فِي الحُلُولِ وَالإِباحَةِ وَالتَّشْبِيْهِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ ذَمِيْمِ أَخْلاَقِهِم، فَعَدَلُوا عَنْهُ لِمَا دَعَاهُم إِلَى الحَقِّ جَهْلاً وَعِنَاداً، وَانْفَرَدَ فِي وَقْتِهِ بِالرِّوَايَةِ ثُمَّ سَمَّى جَمَاعَة.
قَالَ: وَتُوُفِّيَ يَوْم عِيْد الفِطْرِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ اليَزْدِيّ: سَمِعْتُ الإِمَامَ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ مَنْدَة وَقْتَ قُدُوْمِهِ مِنْ خُرَاسَان، سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ يَقُوْلُ وَعِنْدَهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَلدُ القَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّال وَعِدَّةُ مَشَايخ فَسَأَلَهُ ابْنُ العَسَّال عَنْ أَخْبَار مَشَايخ البِلاَد الَّتِي شَاهدَهَا فَقَالَ: طفتُ الشَّرْقَ وَالغَرْبَ لَمْ أَرَ فِي الدُّنْيَا مِثْلَ رَجُلَيْنِ: أَحَدُهُمَا وَلَدُكَ، وَالثَّانِي أَبُو الحَسَنِ بنُ مَاشَاذَه الفَقِيْه، وَمِنْ عَزمِي أَنْ أَجْعَلَهُ وَصيِّي، وَأُسَلِّمَ كُتُبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ أَهْلٌ لَهُ. أَوْ كَمَا قَالَ.
قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ، أَخْبَرَكُم يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ المقرىء، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي "الحِلْيَة" لَهُ قَالَ: خُتِمَ التّحقيقُ بطريقَة المُتَصَوِّفَة بِأَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بن مَاشَاذه، لِما أَولاَهُ اللهُ -تَعَالَى- مِنْ فُنُوْنَ العِلْمِ وَالسَّخَاءِ وَالفُتُوَة، كَانَ عَارِفاً بِاللهِ، فَقِيْهاً عَامِلاً، لَهُ مِنَ الأَدَبِ الحَظُّ الجَزِيل.
أخبرنا الأستاذ بلال المغيثي، أخبرنا ابن روج، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ ابْنَا عَبْد اللهِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو علِي الصَّحَّاف، حَدَّثَنَا أَبُو علِي الصَّحَّاف، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النبي مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الكَشْرُ، وَلَكِن تَقْطَعُهَا القَرْقَرَةُ".
هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ مَعَ قُوَّةِ إِسْنَادِهِ، وَالعَجَبُ مِنَ البُخَارِيِّ حَدَّثَ عَنْ ثَابِتِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدِ فِي صَحِيْحِهِ! وَذَكَرَهُ فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاء". وَقَالَ فِيْهِ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ.
__________
1 ترجمته في أخبار أصبهان "2/ 24"، والعبر "3/ 117".

(13/71)


الرازي، عبد الرحيم بن إلياس:
3808- الرازي:
شَيْخُ الحَرَمِ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارَ، الرَّازِيُّ المُحَدِّثُ.
حَدَّثَ بِأَمَاكِنَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَهْوَازِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَأَبِي بَكْرِ بنِ خَلاَّد، وَأَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَابنِ الرَّيَّانِ، الُّلكِّي، وَابنِ عَدِيٍّ، وعدة.
رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ الإِمَامُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ الخَطَّابِ الرَّازِيُّ، وَأَبُو مَسْعُوْدٍ البَجَلِيُّ، وَطَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ المَيْدَانِيّ.
وَكَانَ مِنْ عُلَمَاء الحَدِيْث.
عَاشَ إِلَى سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة.
3809- عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ إِليَاسَ:
العُبَيْدِيُّ ابْنُ عَمِّ الحَاكِم، وَولِيُّ عَهْدِهِ، فَاسِقٌ ظَالِمٌ.
وَلِي الشَّامَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة، وَرَخَّصَ فِي الخَمْرِ وَالغِنَاءِ مِمَّا كَانَ الحَاكِمُ شَدَّدَ فِيْهِ، وَكَانَ بَخِيْلاً، فَأَبْغَضَهُ الأُمَرَاءُ، وَكَاتَبُوا الحَاكِمَ بِأَنَّهُ مُضمِرٌ لِلْشِرِّ، فَطَلَبَهُ بَعْد سَنَة، فَرَاحَ، وَتَغَلَّبَ عَلَى دِمَشْق مُحَمَّدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الخَزَّازُ مَعَ الأَحدَاثِ، وَقَهَرَ الجُنْدَ، وَعرفَ الحَاكِمُ أَنَّ وَلِيَّ العَهْدِ عَلَى الطَّاعَةِ، فَرَدَّهُ، فَتَمَكَّنَ، وَالتَفَّ عَلَيْهِ الأَحْدَاثُ، وَطَغَى ابْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَتَمَرَّدَ، فَأَخذته الجُنْدُ، وَصُلِبَ، ثُمَّ صَادَرَ وَلِيُّ العَهْدِ العَامَّةَ وَعَسَفَ، فَلَمَّا هَلَكَ الحَاكِمُ، قَبَضُوا عَلَى وَلِيِّ العَهْدِ، وَقُيِّدَ وَسُجِنَ بِمِصْرَ مُدَّة، وَقُتِلَ جَمَاعَةٌ فِي أَخْذِهِ وَلَمْ يُصَلِّ صَلاَةَ العِيْد، ثُمَّ إِنَّهُ قَتَلَ نَفْسَهُ فِي الحَبْسِ، لاَ رَحِمَهُ الله.

(13/72)


3810- الماليني 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ، الزَّاهِدُ الجَوَّالُ، أَبُو سَعْدٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَفْص بن الخَلِيْلِ، الأَنْصَارِيُّ الهَرَوِيُّ، المَالِيْنِيُّ الصُّوْفِيُّ، المُلَقَّبُ بطَاوُوس الفُقَرَاءِ.
جَالَ فِي طَلَبِ العِلْمِ وَلقَاءِ المَشَايِخِ إِلَى نَيْسَابُوْرَ وَأَصْبَهَان، وَبغدَاد وَالشَّام وَمِصْر وَالحَرَمَيْنِ، وَحَصَّلَ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ وَفَهمٌ جَمَعَ وَصَنَّفَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ نُجَيْد، وَأَبِي الشَّيْخ بن حَيَّانَ، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ بنِ إبراهيم السليطي، ويوسف ابن القَاسِمِ المَيَانَجِي، وَالحَسَنِ بن رَشِيْق المِصْرِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ النُّعْمَانِ الرَّمْلِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَالفَضْلِ بن جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيّ، وَأَبِي أَحْمَدَ العَسْكَرِي، وعبد العزيز بن هارون البصري، وطبقتهم.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظَان تَمَّام الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ الغَنِي المِصْرِيُّ، -وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ- وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَاطِرْقَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ الحَبَّان، وَأَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَبِيْب الكَاغَدِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طَلْحَة النِّعَالِيّ، وَالقَاضِي أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِي، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وَكَانَ ذَا صِدْقٍ وَوَرَعٍ وَإِتْقَانٍ، حَصَّلَ المَسَانِيْدَ الكِبَار.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: دَخَلَ المَالِيْنِيّ جُرْجَان فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَرَحَلَ رحلاَتٍ كَثِيْرَةٍ إِلَى أَصْبَهَانَ وَمَا وَرَاءَ النَّهرِ وَمِصْر وَالحِجَاز.
قَالَ: وَتُوُفِّيَ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة. كَذَا قَالَ، وَهَذَا وَهْم. وقَدْ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال: تُوُفِّيَ فِي يَوْم الثلاَثَاء السَّابع عشر مِنْ شَوَّال سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
قُلْتُ: أُرَاهُ مَاتَ بِمِصْرَ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الإِمَامُ ابْنُ الصَّلاَح فِي "طَبَقَات الشَّافِعِيَّة".
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، سَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز بن عَلِيٍّ الأَزَجِيّ يَقُوْلُ: أَخَذْتُ مِنْ أَبِي سَعْدٍ المَالِيْنِيّ أُجْرَة النَّسْخِ وَالمُقَابلَة خَمْسِيْنَ دينارًا في دفعة واحدة.
__________
1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص82"، وتاريخ بغداد "4/ 371"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 3" وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 978"، والعبر "3/ 107"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 256".

(13/73)


قُلْتُ: وَقَدْ أَلَّفَ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً، كُلُّ حَدِيْث مِنْ طَرِيْقِ صُوَفَاي مُعْتَبَر، وَجَاءَ فِي ذَلِكَ مَنَاكِيرُ لاَ تُنْكَرُ لِلْقَوم، فَإِنَّ غَالبَهُم لاَ اعتنَاء لَهُم بِالرِّوَايَة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القُرَشِيّ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أحمد ابن مُحَمَّدٍ المَالِيْنِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي خَالِد بِنَيْسَابُوْرَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْر الحَافِظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عبد الوهاب عن أيوب، عن أبي قلابة، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيْمَان: أَنْ يَكُوْنَ اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُ، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إلَّا للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ توقد له نار، فيقذف فيها" 1.
__________
1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 103"، والبخاري "16"، "6941"، ومسلم "43"، والترمذي "2624".

(13/74)


3811- غنجار 1:
الإِمَامُ المُفِيْدُ الحَافِظُ، مُحَدِّثُ بُخَارَى، وَصَاحِبُ تَارِيخِهَا، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بن كَامِل، البُخَارِيُّ. وَلَقَبُهُ غُنْجَار بِلَقَبِ غُنْجَار الكَبِيْر عِيْسَى بن مُوْسَى البُخَارِيّ.
حَدَّثَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عَنْ: خَلَفِ بن مُحَمَّدٍ الخَيَّام، وَسَهْلِ بنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيّ، وَأَبِي عُبَيْد أَحْمَد بنِ عُرْوَةَ الكَرْمِينِيّ، وَمُحَمَّدِ بن حَفْص بن أَسْلَم، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ هَارُوْنَ المَلاَحمِي، وَالحَسَنِ بنِ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ، وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الدِّيَار، وَلَمْ يَرْحَلْ.
حَدَّثَ عَنْهُ: هَنَّادُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّسَفِيّ، وَجَمَاعَة.
وَمَا بَلَغَتْنِي أَخْبَارُهُ كَمَا يَنْبَغِي، وَمَا هُوَ ببارح المَعْرِفَة.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَقَدْ شَاخَ.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الأَمِيْنُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْرٍ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِيّ وَأَبُو الحُسَيْنِ الصَّيْرَفِيّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا هَنَّاد القَاضِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ ابن إِبْرَاهِيْمَ السَّمَرْقَنْدِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ نَصْر المَرْوَزِيُّ، حدثنا عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو جَعْفَرٍ المُسنَدِي، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بنُ عمارة، حدثنا شعبة، عن واقد
ابن مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهُ، وَيُقِيْمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ. فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهُم وَأَمْوَالَهُم إلَّا بحق الإسلام، وحسابهم على الله" 2.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 177"، واللباب لابن الأثير "2/ 390"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 966"، والعبر "3/ 108"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 196".
2 صحيح: أخرجه البخاري "25"، وابن مندة في "الإيمان" "25"، والبيهقي في "السنن" "3/ 367" و"8/ 177"، والبغوي "33" من طريق حرمي بن عمارة به.

(13/74)


ابن السقا، اليزدي:
3812- ابن السقا:
الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ، القَاضِي أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ ابن حُسَيْن بن شَاذَانَ بن السَّقَّا، الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، مِنْ أَوْلاَدِ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ.
سَمِعَ: الكُتُب الكِبَار، وَأَمْلَى، وَصَنَّفَ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي عبد الله محمد بن يعقوب ابن الأَخْزم، وَعَلِيِّ بنِ حَمْشَاذ، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ الصَّفَّار، وَأَبِي الطَّيِّبِ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ الشَّعِيْرِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ الطَّرَائِفِيّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ محمد ابن القَاسِمِ العَتَكِيّ، وَأَبِي سَهْل بنِ زِيَادٍ القَطَّان، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَاد، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ الخُرَاسَانِيُّ، وَجَعْفَرِ الخُلْدِيّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَسَنِ الهَمَذَانِيّ، وَطَبَقَتِهِم بِنَيْسَابُوْرَ وَهمذَان وَبغدَاد، وَغَيْر ذَلِكَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَسِبْطُهُ حَكِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَجَمَاعَةٌ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعَ عشرة وأربع مائة.
3813- اليزدي:
الإِمَامُ القَاضِي، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جعفر ابن المَرْزُبَان، اليَزْدِيُّ، نَزِيْلُ أَصْبَهَان.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرِ بنِ فَارس، وَعَلِيِّ بن الفَضْلِ بنِ شَهْرَيَار، وَمُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ بن أَيُّوْبَ، وَأَبِي أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبِي بَكْرٍ الجِعَابِيّ، وَالطَّبَرَانِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بنِ نُجَيْد، وَفَارُوْق الخَطَّابِي.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَة، وَعَلِيُّ بنُ شُجَاع، وَالخَصِيْبُ بنُ قَتَادَة، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ المَدِيْنِيّ، وَجَمَاعَةٌ سَمَّاهُم يحيى ابن مَنْدَة فِي تَرْجَمَتِهِ، وَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ مَقْبُولُ القَوْلِ، صَاحِبُ أُصُوْلٍ، عَلَى غَايَةٍ مِنَ العَقْلِ وَالدِّيَانَة وَالرَّزَانَة، تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ إحدى عشرة وأربع مائة.

(13/75)


3814- النقاش 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ، البَارِعُ الثَّبْتُ، أَبُو سَعِيْدٍ، مُحَمَّدُ بن علي بن عمرو ابن مَهْدِيّ، الأَصْبَهَانِيُّ، الحَنْبَلِيُّ النَّقَّاشُ.
وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ لأُمِّهِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أَيُّوْب التَّمِيْمِيّ، وَعَبْد اللهِ ابن جَعْفَرِ بنِ فَارس، وَأَحْمَدَ بنِ مَعَبْد السِّمْسَارِ، وَعَبْدِ اللهِ بن عِيْسَى الخَشَّاب، وَأَبِي أَحْمَدَ العَسَّال، وَالطَّبَرَانِيّ، وَخَلْقٍ. وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَابْن مِقْسَم، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ الصَّوَّاف، وَابْن مُحْرِم. وَبِالبَصْرَة مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ الهُجَيْمِيّ، وَفَارُوق الخَطَّابِي، وَحَبِيْب القَزَّاز وَبَالكُوْفَةِ مِنَ القَاضِي نَذِيْر بنِ جنَاح المُحَارِبِيّ، وَصباح بن مُحَمَّدٍ النَّهْدِيّ، وَعِدَّة. وَبِمَرْو مِنْ حَاضِرِ بن مُحَمَّدٍ الفَقِيْه. وَبِجُرْجَانَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ. وَبَهَرَاة مِنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسْنُوَيْه، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ الأَزْهَرِيِّ. وَبَالدِّيْنَوَرِ مِنِ ابْنِ السُّنِّي. وَبَالحَرَمَيْنِ وَنَيْسَابُوْر وَنَهَاوَنْد وَإِسْفَرَايِيْن وَعسكر مكرم. وصنف وأملى.
حَدَّثَ عَنْهُ: الفَضْل بنُ عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْنُ أُشْتَه، وَأَبُو مُطِيع مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَسُلَيْمَانُ الحَافِظ، وَأَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السُّوْذَرْجَانِيّ.
وَقَعَ لَنَا جُزْآن مِنْ أَمَالِيْهِ، وَكِتَابُ "القُضَاة"، وَكِتَابُ "طبقَات الصُّوْفِيَّة"، وَغَيْر ذَلِكَ.
مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الأَثر، رَحِمَهُ اللهُ وَرضي عَنْهُ. مَاتَ فِي عشر التسعين.
__________
1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 308"، والعبر "3/ 118"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 971"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 201".

(13/76)


3815- ابن مردويه 1:
الحَافِظُ المُجَوِّدُ العَلاَّمَةُ، مُحَدِّثُ أَصْبَهَان، أَبُو بَكْرٍ، أحمد بن موسى ابن مَرْدَوَيْه بن فُوْرَك بن مُوْسَى بن جَعْفَرٍ، الأَصْبَهَانِيُّ، صَاحِبُ "التَّفْسِيْر الكَبِيْر"، وَ"التَّارِيْخ"، وَ"الأَمَالِي" الثَّلاَث مائَة مَجْلِس، وَغَيْر ذَلِكَ.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَحَدَّثَ عن: أبيه أبي عمران بحديث سمع: هـ من إبراهيم بن متويه، وَمَاتَ أَبُوْهُ سَنَة 356.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ -وَذكر أَبَا بَكْرٍ بنَ مَرْدَوَيْه: هُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ ندلَّ عَلَيْهِ وَعَلَى فَضْلِهِ، وَعِلْمِهِ وَسيره، وَأَشْهَرُ بِالكَثْرَةِ وَالثِّقَة مِنْ أَنْ يُوْصَف حَدِيْثُهُ، أَبقَاهُ اللهُ، وَمَتَّعَهُ بِمحَاسِنِهِ.
قَالَ أَبُو مُوْسَى فِي تَرْجَمَة ابْنِ مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ أَبِي يَحْكِي عَمَّنْ سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ مَرْدَوَيْه يَقُوْلُ: مَا كَتَبْتُ بَعْد العَصْرِ شَيْئاً قَطُّ، وَعَمِيْتُ قَبْلَ كُلّ أَحد يَعْنِي مِنْ أَقْرَانِهِ، وَسَمِعْتُ أَنَّهُ كَانَ يُمْلِي حِفْظاً بعدما عَمِي.
ثُمَّ قَالَ: وَسَمِعْتُ الإِمَامَ إِسْمَاعِيْل يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ ابْنُ مَرْدَوَيْه خُرَاسَانيّاً، كَانَ صِيْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ صِيْتِ الحَاكِم.
وَأَجَاز لِي أَبُو نُعَيْمٍ الحَدَّاد: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْدَوَيْه يَقُوْلُ: رَأَيْتُ مِنْ أَحْوَالِ جَدِّي مِنَ الدِّيَانَةِ فِي الرِّوَايَة مَا قضيتُ مِنْهُ العَجَبَ مِنْ تَثَبُّتِهِ وَإِتْقَانِهِ، وَأَهدَى لَهُ كَبِيْرٌ حَلاَوَةً، فَقَالَ: إِنْ قَبِلْتُهَا، فَلاَ آذن لَكَ بَعْدُ فِي دخُول دَارِي وَإِنْ تَرْجَعْ بِهِ، تَزِدْ عليَّ كرَامَةً.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْ أَبِي سَهْلٍ بن زِيَادٍ القَطَّان، وَمَيْمُوْنِ بن إِسْحَاقَ، وَعَبْدِ اللهِ بن إِسْحَاقَ الخُرَاسَانِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ علم الصَّفَّار، وَإِسْمَاعِيْل بنِ عَلِيٍّ الخُطَبِيّ، وَمُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ دُحَيْم الشَّيْبَانِيّ الكُوْفِيّ، وَإِسْحَاق بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الكُوْفِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن عُبَيْدِ اللهِ الشَّافِعِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ دُلَيل، وَمُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الأَسْوَارِيّ، وَأَحْمَد بن عِيْسَى الخفَّاف، وَأَحْمَد بُنْدَار الشَّعَّار، وَأَحْمَد بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِم الكَرَّانِي، وَأَبِي أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبِي إِسْحَاقَ بن حمزة، وسليمان الطبراني، وخلق كثير.
__________
1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 168"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 965"، والعبر "3/ 102"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 190".

(13/77)


حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُسْتَمْلِي العَطَّار، وَأَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الوَهَّابِ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: ابْنَا الحَافِظ ابْنِ مَنْدَة، وَأَبُو الخَيْر مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَرَا، وَالقَاضِي أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ شَكْرُوَيْه، وَأَبُو بَكْرٍ محمد ابن الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَليم، وَسُلَيْمَان بنَ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظ، وَأَحْمَد بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّكْوَانِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ القَاسِم بن الفَضْلِ الثَّقَفِيّ، وَأَبُو مُطِيع مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الصَّحَّاف، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَمِنْ تَصَانِيْفه كِتَابُ "الْمُسْتَخْرج عَلَى صَحِيْح البُخَارِيِّ"، بِعُلُوٍّ فِي كَثِيْرٍ مِنْ أَحَادِيْثِ الكِتَاب حَتَّى كَأَنَّهُ لَقِيَ البُخَارِيّ.
وَكَانَ مِنْ فُرْسَان الحَدِيْثِ، فَهماً يَقِظاً مُتْقِناً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ جِدّاً، وَمَنْ نَظَرَ فِي توَالِيفِهِ، عَرَفَ مَحَلَّهُ مِنَ الحِفْظِ.
وَلَهُ كِتَاب "التشهُّد وَطُرُقُهُ وَأَلفَاظُهُ"، في مجلد صغير، وتفسيره لِلْقرآن فِي سبع مُجَلَّدَات.
يَقَعُ لَنَا حَدِيْثُه فِي "الثقفيَات" وَغَيْرِهَا.
مَاتَ لَسْتٍّ بَقِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة عَنْ سبع وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ مُسْنِدُ نَيْسَابُوْر وَمُفْتِيهَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمِش الزِّيَادِيُّ، وَمُسْنِدُ العِرَاق أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ ابن مَهْدِيّ الفَارِسِيُّ، وَمُسْنِدُ هَرَاة القَاضِي أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْد اللهِ الأَزْدِيُّ، وَمُؤَلِّف النَّاسخ وَالمنسوخ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلاَمَةَ البَغْدَادِيُّ، وَمُحَدِّثُ دِمَشْق أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ الشَّيْبَانِيّ، وَمُسْنِدُ بَغْدَاد إبرَاهيم بنُ مَخْلَدٍ البَاقَرْحِيّ، وَالمُعَمَّر أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه المُزَكِّي، صاحب ذاك المجلس العالي.
أخبرنا أبو الحسن اليُونينِي، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ وَغَيْرهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى الحَافِظ إِمْلاَءً، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ دُحَيْم، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الأَسوَارِيّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَبْسِي، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاَةِ عَلَى المُنَافِقِيْنَ صَلاَةُ العِشَاءِ وَالفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُوْنَ مَا فِيْهِمَا، لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً". متفق عليه1.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "657"، ومسلم "651".

(13/78)


3816- ابن بشران 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ المُعَدَّلُ، المُسْنِدُ، أَبُو الحُسَيْنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بِشْرَان بن مُحَمَّدِ بنِ بشر، الأُمَوِيُّ البَغْدَادِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدٍ المِصْرِيّ، وَإِسْمَاعِيْل الصَّفَّار، وَالحُسَيْن بنِ صَفْوَانَ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الجَوْزِيّ، وَإِسْحَاق بن أَحْمَدَ الكَاذِي، وَعُثْمَانَ بن السَّمَّاكِ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَعِدَّة.
رَوَى شَيْئاً كَثِيْراً عَلَى سَدَادٍ وَصِدْقٍ وَصحَّة رِوَايَة، كَانَ عَدْلاً وَقُوْراً.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ تَامَّ المُرُوْءةِ، ظَاهِرَ الدِّيَانَة، صَدُوْقاً ثَبْتاً.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: البَيْهَقِيُّ، وَالخَطِيْبُ، وَالحَسَنُ بنُ البَنَّاءِ، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنِ زِكْرِي الدَّقَّاق، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَنْصُوْرِي، وَنَصْرُ بنُ البَطِر، وَالرَّئِيْسُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ، وَالحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العُكْبَرِيّ، وَأَبُو الفَوَارِس طِرَاد، وَعَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، وأحمد بن عبد العزيز ابن شَيْبَان، وَآخَرُوْنَ.
تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ.
وَقَعَ لَنَا عِدَّةُ أَجزَاء مِنْ حَدِيْثه وَمِنْ طَرِيقه.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ هِلاَل الدَّقَّاق، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بِشْرَان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا القاسم بن محمد، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّداً رَأَى رَبَّهُ، فَقَدْ أَعْظَمَ الفِرْيَةَ عَلَى اللهِ، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيْلَ مَرَّتَيْنِ فِي صُوْرَتِهِ وَخَلْقِهِ سَادّاً مَا بَيْنَ الأُفُق2.
أَخرجه البُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن أبي الثلج، عن الأنصاري.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 98"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 18"، والعبر "3/ 120".
2 صحيح: أخرجه البخاري "3234"، ومسلم "177".

(13/79)


3817- ابن النحاس 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّة، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ، التُّجِيْبِيُّ المِصْرِيُّ المَالِكِيُّ البَزَّاز، المَعْرُوفُ: بِابْنِ النَّحَّاس.
وُلِدَ لَيْلَةَ الأَضْحَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وثَلاَث مائَة.
وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ وَهُوَ ابْنُ ثمَانِ سِنِيْنَ، فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ، وَحَجَّ سَنَةَ تِسْعٍ وثَلاَثِيْنَ، وَجَاور، فَأَكْثَرَ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَسَمِعَ: بِمِصْرَ أَبَا الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو المَدِيْنِيُّ، وَعَلِيَّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي مَطرٍ الإِسكندرَانِيُّ، وَأَحْمَد بن بُهْزَاذ السِّيْرَافِيّ، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة الدِّمَشْقِيّ قَدِمَ عَلَيْهِم، وَمُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَفْصٍ البَصْرِيّ ابْنَ الوصيِّ، وَعُثْمَانَ بن مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَالحَسَنَ بن مُليح الطَّرَائِفِيّ، وَمُحَمَّدَ بن بِشْرٍ العَكَرِي، وَمُحَمَّدَ بن أَيوب بن الصَّمُوت، وَعَبْدَ اللهِ بنَ محمد بن الخَصِيْب، وَأَبَا الفَوَارِس أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ الصَّابُوْنِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرِ بنِ وَرد -وَسَمِعَ مِنْهُ "السِّيْرَة"- وَالحَسَنَ بن مَرْوَانَ القَيْسَرَانِيّ، وَمُحَمَّدَ بن مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الخَيَّاش، وَالحَافِظَ أَبَا سعيد بن يونس الصدفي، والفضل ابن وَهْبٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ وَرْدَان العَامِرِيّ، وَفَاطِمَةَ بِنْتَ الرَّيَّان، وَعِدَّة.
وَلَهُ "مَشْيَخَةٌ" فِي جزئين.
حَدَّثَ عَنْهُ: الصُّوْرِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيْم البُخَارِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ الكُوْفَانِيّ كَاكو، وَخَلَفُ بنُ أَحْمَدَ الحَوْفِيّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ القُضَاعِي، وَالحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ العَدَّاس، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال، وَالقَاضِي أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِي، وَخَلْقٌ.
وَكَانَ الخَطِيْبُ قَدْ عَزَمَ عَلَى الرّحلَة إِلَيْهِ، فَلَمْ يُقْضَ.
قَالَ الحَبَّالُ: مَاتَ فِي عَاشر صَفَر سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَفِيْهَا مَاتَ الخَصِيْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الخَصِيْب بِمِصْرَ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَانجَان بِهَمَذَان، وَشَاعِرُ الوَقْت أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ التِّهَامِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارَانِيّ القَطَّان، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ المَعْدَانِي أَبُو بَكْرٍ، وَالفَضْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ شَهْرَيَار.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 121"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 263"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 204".

(13/80)


محمد بن أسد، علي بن هلال بن البواب:
3818- محمد بن أسد 1:
ابن علي، الإمام المقرىء، شَيْخُ الكِتَابَة، وَكبِير المُجَوِّدِيْنَ بِالعِرَاقِ، أَبُو الحُسَيْنِ، البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ، الكَاتِبُ، شَيْخُ ابْنِ البَوَّاب.
سَمِعَ مِنْ: جَعْفَر الخُلْدِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد.
رَوَى عَنْهُ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: كَانَ صَدُوْقاً، تُوُفِّيَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة فِي أَوِّلِ السَّنَة.
قُلْتُ: انْتَهَى إِلَيْهِ حسنُ الخَطّ، وَلَكِنْ أَربَى عَلَيْهِ تِلْمِيْذُهُ أَبُو الحَسَنِ.
3819- عَلِيُّ بنُ هِلاَلٍ ابْنُ البَوَّابِ 2:
البَغْدَادِيُّ، مَوْلَى مُعَاوِيَة بن أَبِي سُفْيَانَ الأُمَوِيّ.
وَكَانَ ابْنُ البَوَّاب دَهَّاناً يُجِيْدُ التَّزْوِيْق.
وصحب أبا الحسين بن سمع: ون الوَاعِظَ، وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي عُبَيْد اللهِ المَرْزُبَانِيّ، وَقَرَأَ النَّحْو عَلَى أَبِي الفَتْحِ بنِ جِنِّي.
وَبَرَعَ فِي تَعْبِيْرِ الرُّؤيَا، وَقَصَّ عَلَى النَّاسِ بِجَامع المَنْصُوْر، وَلَهُ نَظْمٌ وَنَثَرٌ وَإِنْشَاءٌ.
قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: هَذَّبَ ابْنُ البَوَّاب طَرِيْقَةَ ابْنِ مُقْلَة، وَنَقَّحَهَا، وَكَسَاهَا طَلاَوَةً وَبَهْجَةً.
وَكَانَ يُذْهِبُ إِذْهَاباً فَائِقاً، وَكَانَ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ مُزَوِّقاً يُصَوِّرُ الدُّور فِيْمَا قِيْلَ، ثُمَّ أَذْهَبَ الكُتُبَ، ثُمَّ تَعَانَى الكِتَابَة، فَفَاق الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ فِيْهَا، وَنَادم الوَزِيْرَ فَخْرَ المُلك أَبَا غَالِب، وَقِيْلَ: وَعَظَ بِجَامع المَنْصُوْر، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ فِي عَصْرِهِ ذَاكَ النِّفَاقُ الَّذِي تَهَيَّأَ لَهُ بَعْد مَوْتِهِ، لأَنَّهُ وَجَدَ بِخَطِّهِ وَرَقَةٌ قَدْ كَتَبَهَا إِلَى كَبِيْرٍ يَسْأَلُهُ فِيْهَا مُسَاعَدَةَ صَدِيْقٍ لَهُ بِشَيْءٍ لاَ يُسَاوِي دِيْنَارَيْنِ، وَقَدْ بَسَطَ القَوْلَ فِيْهَا نَحْو السَّبْعِيْنَ سَطْراً، وَقَدْ بِيْعَتْ بَعْدَ ذَلِكَ بِسبعَة عشر دِيْنَاراً إِمَامِيَّة.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاء: حَكَى لِي أَبُو طَاهِرٍ بنُ الغُبَارِي أَنَّ الحَسَنَ بنَ البَوَّاب أَخْبَرَهُ أن ابن سهلان استدعاه، فأبى، وتكرر ذَلِكَ. قَالَ: فَمَضَيْتُ إِلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ القَزْوِيْنِيّ، وَقُلْتُ: مَا يُنْطِقُهُ اللهُ بِهِ أَفْعَلُهُ، فَلَمَّا دَخَلْتُ، قَالَ: يَا أَبَا الحَسَنِ: اصْدُقْ والق من شئت. فعدت، فإذا
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 83"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 296"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 342".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 10"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "15/ 120"، ووفيات الأعيان "3/ 342"، والعبر "3/ 113".

(13/81)


عَلَى بَابِي رسُلُ الوَزِيْر، فَمَضَيْتُ مَعَهُم، فَلَمَّا دَخَلْتُ، قَالَ: مَا أَخَّرَكَ عَنَّا؟ فَاعْتَذَرْتُ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ مَنَاماً. فَقُلْتُ: مَذْهَبِي تَعْبِيْرُ المَنَامِ مِنَ القُرْآن. فَقَالَ: رَضِيْتُ. قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ قَدِ اجْتَمَعَا وَسَقَطَا فِي حَجْرِي. قال وعند فَرَحٌ بِذَلِكَ: كَيْفَ يَجْتَمِعُ لَهُ المُلْكُ وَالوزَارَة؟ قُلْتُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ، كَلَّا لَا وَزَرَ} [القِيَامَة: 9-11] ، وَكَرَّرْتُ عَلَيْهِ هَذَا ثَلاَثاً. قَالَ: فَدَخَلَ إِلَى حُجْرَةِ النِّسَاء، وَذَهَبْتُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْد ثَلاَثٍ، انْحَدَرَ إِلَى وَاسط عَلَى أَقْبَحِ حَالٍ، وَكَانَ قَتْلُه هُنَاكَ.
قَالَ الخَطِيْبُ: ابْنُ البَوَّاب صَاحِبُ الخَطّ لاَ أَعْلَمُهُ رَوَى شَيْئاً.
أَبُو غَالِبٍ بن الخَالَة: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْرٍ الكَاتِبُ، حَدَّثَنِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ هِلاَل ابْنُ البَوَّاب ... فَذَكَرَ حِكَايَةً مَضْمُوْنُهَا: أَنَّهُ ظَفرَ بِرَبْعَةٍ ثَلاَثِيْنَ جُزْءاً فِي خِزَانَة بَهَاء الدَّوْلَة بخطّ أَبِي عَلِيٍّ بنِ مُقْلَة، تَنْقُصُ جُزءاً، وَأَنَّهُ كَتَبَهُ وَعَتَّقَهُ، وَقلع جِلداً مِنَ الأَجزَاء، فَجَلَّدَهُ بِهِ. وَاسْتَجَدَّ جِلْداً للجُزء الَّذِي قَلَعَ عَنْهُ، فَاخْتَفَى الجُزء الَّذِي كتبه على حذاق الكتاب.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: تُوُفِّيَ ابْنُ البَوَّاب صَاحِبُ الخَطِّ الحَسَن فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ فِي وَفَاته كَذَلِكَ وَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ السّنَة.
قُلْتُ: عبثَ بِهِ شَاعِرٌ، فَقَالَ:
هَذَا وَأَنْتَ ابْنُ بوابٍ وَذُو عدمٍ ... فَكَيْفَ لَوْ كُنْتَ رَبَّ الدَّارِ وَالمَالِ
وَلأَبِي العَلاَءِ المَعَرِيّ:
وَلاَحَ هلالٌ مِثْلَ نونٍ أَجَادَهَا ... بِمَاءِ النَّضَارِ الكَاتِبُ ابْنُ هِلاَلِ
وَقَدْ رثَاهُ الشَّرِيْفُ المُرْتَضَى بِقَوْله:
رُدِّيْتَ يَا ابْنَ هلالٍ وَالرَّدَى عرضٌ ... لَمْ يُحْمَ مِنْهُ عَلَى سخطٍ لَهُ البَشَرُ
مَا ضَرَّ فَقْدُكَ وَالأَيَّامُ شاهدةٌ ... بِأَنَّ فَضْلَكَ فِيْهَا الأَنْجُمُ الزُّهُرُ
أغْنَيْتَ فِي الأَرْضِ وَالأَقْوَامِ كُلِّهِم ... مِنَ المَحَاسِنِ مَا لَمْ يُغْنِهِ المَطَرُ
فلِلْقُلُوْبِ الَّتِي أَبْهَجْتَهَا حزنٌ ... وَلِلْعُيُونِ الَّتِي أَقْرَرْتَهَا سَهَرُ
وَمَا لعيشٍ وَقَدْ وَدَّعْتَهُ أرجٌ ... وَلاَ لليلٍ وَقَدْ فَارَقْتَهُ سَحَرُ
وَمَا لَنَا بَعْدَ أَنْ أَضْحَتْ مَطَالِعُنَا ... مَسْلُوْبَةً مِنْكَ أوضاعٌ وَلاَ غُرَرُ

(13/82)


قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: رَوَى الكَلْبِيُّ وَالهَيْثَمُ بنُ عدي أن الناقل للكتابة العَرَبِيَّة مِنَ الحِيْرَةِ إِلَى الحِجَاز هُوَ حَرْبُ بنُ أُمَيَّةَ. فَقِيْلَ لأَبِي سُفْيَانَ: مِمَّنْ أَخَذَ أَبُوكَ الكِتَابَة؟ قَالَ: مِنِ ابْنِ سِدْرَة، وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَخَذَهَا مِنْ وَاضعهَا مرَامر بنِ مُرَّةَ، قَالَ: وَكَانَتْ لِحِمْيَر كِتَابَةٌ تُسَمَّى المُسْنَد، حُرُوْفُهَا مُنْفَصِلَةٌ، غَيْرُ مُتَّصِلَة، وَكَانُوا يَمْنعُوْنَ العَامَّةَ مَنْ تَعَلُّمِهَا، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلاَمُ، لَمْ يَكُنْ بجَمِيْع اليَمَن مَنْ يَقْرَأ وَيَكَتُب.
قُلْتُ: هَذَا فِيْهِ نَظَرٌ، فَقَدْ كَانَ بِهَا خَلْقٌ مِنْ أَحْبَار اليَهُوْدِ يَكْتُبُوْنَ بِالعبرَانِي.
إِلَى أَنْ قَالَ: فَجَمِيْعُ كِتَابَات الأُمَم اثْنَتَا عَشْرَةَ كِتَابَةً، وَهِيَ: العَرَبِيَّةُ، وَالحِمْيَرِيَّةُ، وَاليُوْنَانيَّة، وَالفَارِسِيَّة، وَالرُّوْمِيَّةُ، وَالسِّرْيَانيَّة، وَالقِبْطِيَّة، وَالبَرْبَريَّة، وَالأَنْدَلُسِيَّة، وَالهِنْدِيَّةُ، وَالصِّيْنِيَّةُ، وَالعِبْرَانِيَّة، فَخَمْسٌ مِنْهَا ذَهَبَتْ: الحِمْيَرِيَّةُ، وَاليُوْنَانِيَّةُ، وَالقِبْطِيَّةُ، وَالبَرْبَرِيَّةُ، وَالأَنْدَلُسِيَّةُ، وَثَلاَثٌ لاَ تُعْرَفُ بِبِلاَدِ الإِسْلاَم: الرُّوْمِيَّةُ، وَالصِّيْنِيَّةُ، وَالهِنْدِيَّةُ.
قُلْتُ: الكِتَابَةُ مُسَلَّمَةٌ لابْنِ البَوَّاب، كَمَا أَنَّ أَقرأَ الأُمَّةِ أُبَيُّ بنُ كَعْب، وَأَقْضَاهُم عَلِيٌّ، وَأَفْرَضَهُم زَيْد، وَأَعْلَمَهُم بِالتَّأْوِيْلِ ابْنُ عَبَّاس، وَأَمِيْنَهُم أَبُو عُبَيْدَةَ، وَعَابِرَهُم مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِين، وَأَصْدَقَهُم لَهْجَة أَبُو ذَر، وَفَقِيْهَ الأُمَّةِ مَالِك، وَمُحَدِّثَهُم أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَلُغَويّهُم أَبُو عُبَيْدٍ، وَشَاعِرَهُم أَبُو تَمَّام، وَعَابدَهُم الفُضَيْل، وَحَافِظَهُم سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ، وَأَخْبَاريَّهُم الواقدي، وزاهدهم معروف الكرخي، ونحويهم سِيبَوَيْهٍ، وَعَرُوضِيَّهُم الخَلِيْلُ، وَخَطِيْبَهُم ابْنُ نُبَاتَة، وَمُنْشِئَهُم القَاضِي الفَاضِل، وَفَارِسَهُم خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ. رَحِمَهُمُ الله.

(13/83)


3820- البسطامي 1:
شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، قَاضِي نَيْسَابُوْر، الإِمَامُ أَبُو عُمَرَ، مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الهَيْثَم، البَسْطَامِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الوَاعِظُ.
لَهُ رحلَةٌ وَاسِعَةٌ، وَفَضَائِلُ.
سَمِعَ الطَّبَرَانِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ الجَارُوْدِ الرَّقِّيّ، وَالقَطِيْعِيّ، وعلي ابن حَمَّاد الأَهْوَازِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ مَحْمُوْد بن خُرَّزَاذ.
وَوَعَظَ مُدَّةً، ثُمَّ تَصَدَّرَ للإِفَادَةِ وَالفُتْيَا، وَوَلِيَ القَضَاءَ، فَأَظْهَرَ المُحَدِّثُونَ مِنَ الفَرَحِ أَلْوَاناً.
رَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ، وَالبَيْهَقِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَمُحَمَّدُ ابن يَحْيَى المُزَكِّي، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّام، وَيُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيُّ، وَخَلْق.
وَكَانَ وَافِرَ الحِشْمَة، كَبِيرَ الشَّأْنِ، تَزَوَّجَ بَابنَةِ الأُسْتَاذ أَبِي الطيب الصعلوكي، فولدت له المؤيد والموفق.
مات سنة ثمان وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ "2/ 247"، والأنساب للسمعاني "2/ 215"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 285".

(13/83)


3821- العيسوي 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، القَاضِي الصَّدُوْقُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ، الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ العِيْسَوِيُّ، مِنْ أَوْلاَد وَلِيِّ العَهْد عِيْسَى بنِ مُوْسَى ابْنِ عَمِّ المَنْصُوْر.
سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّد بنَ عَمْرِو بنِ البَخْتَرِيّ، وَأَبَا عَمْرٍو بن السَّمَّاكِ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بن الواثق، وموسى بن القَاضِي إِسْمَاعِيْل، وَكَانَ مُوْسَى هَذَا يَرْوِي عَنْ وَالده إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَطِرَادٌ الزَّيْنَبِيّ، وَآخَرُوْنَ.
وَقَعَ لِي جُزْآنِ مِنْ حَدِيْثه.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلِيَ قَضَاءَ مَدِيْنَة المَنْصُوْر، وَمَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
أَخْبَرَنَا أَيُّوْبُ بنُ طَارِق، وَسُنْقُر بنُ عَبْدِ اللهِ الحَلَبِيَّان قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الخَازنُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُقَرِّبِ، أَخْبَرَنَا طِرَادُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا أحمد بن ملاعب، حدثنا عفان، حماد بن سلمة، أخبرنا يُوْنُس، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ: أَنَّ رَجُلاً لَقِيَ امْرَأَة كَانَتْ بَغِيّاً فِي الجَاهِلِيَّة، فَجَعَلَ يُلاَعِبُهَا حَتَّى بَسَطَ يَدَهُ إلِيهَا، فَقَالَتْ: مَه! إِنَّ اللهَ قَدْ ذَهَبَ بِالشِّرْكِ، وَجَاءَ بِالإِسْلاَمِ، فَوَلَّى، فَأَصَابَ وَجْهَهُ الحَائِط، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: "أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللهُ بِكَ خَيْراً، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً، عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ شَرّاً، أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِي بِهِ يوم القيامة كأنه عير".
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 8"، والعبر "3/ 119"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 203".

(13/84)


ابن دوست، صريع الدلاء:
3822- ابن دوست:
الإِمَامُ الحَافِظُ الأَوْحَدُ، المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، أحمد بن المُحَدِّثِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ دُوْسْتَ، البَغْدَادِيُّ البزاز، أخو عثمان ابن دُوْسْتَ العَلاَّف.
حَدَّثَ عَنْ: الحُسَيْن بنِ يَحْيَى بنِ عَيَّاش القَطَّان، وَمُحَمَّدِ بن جَعْفَرٍ المَطِيْرِي، وإسماعيل الصفار، وطبقتهم.
حَدَّثَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ اللاَلْكَائِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَأَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَرزقُ الله التَّمِيْمِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
أَثنَوا عَلَى حِفْظِهِ وَفَهْمِهِ، وَاخْتَلَفُوا فِي عَدَالَتِهِ، ضَعَّفَهُ الأَزْهَرِيُّ، وَطَعَنَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِس فِي روَايته عَنِ المَطِيْرِي.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ مُحَدِّثاً مُكْثِراً، حَافِظاً عَارِفاً، مَكَثَ مُدَّةً يُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ بِجَامع المَنْصُوْر بَعْد أَبِي طَاهِرٍ المُخَلِّص.
وَكَانَ عَارِفاً بِمَذْهَبِ مَالِك.
وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: كَانَ يَسْرُدُ الحَدِيْثَ مِنْ حِفْظِهِ، وَتكَلَّمُوا فِيْهِ، فَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ الأَجزَاءَ، وَيُتَرِّبُهَا، لِيُظَنَّ أَنَّهَا عُتُق.
وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: غَرِقَتْ كُتُبه، فَكَانَ يُجَدِّدُهَا.
وَأَثْنَى عَلَيْهِ بَعْضُ الأَئِمَّة، وَكَانَ يُذَاكِر الدَّارَقُطْنِيّ، وَيَسْرُدُ مِنْ حِفْظِهِ كُتُبَه.
قَالَ الخَطِيْبُ: تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
وَفِيْهَا مَاتَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الشِّيْرَازِيّ مُصَنِّفُ الأَلقَاب، وَالإِمَامُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي عُثْمَانَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الوَاعِظُ المُفَسِّر، وَأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَف بن خَاقَان العُكْبَرِيُّ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي ذَرٍّ بن البَاغَنْدِي؛ وَمُقْرِىءُ الشَّامِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن أحمد الجبني.
3823- صريع الدلاء 1:
الأَدِيْبُ الخليعُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الواحد، البصري، نزيل بغداد.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 383"، والعبر "3/ 110".

(13/85)


له "ديوان" مشهور، وَقَدْ تَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ، فَمَاتَ بِهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَكَانَ صَاحِبَ مُزَاحٍ وَلَعِبٍ، وَلَهُ تِيْكَ القَصِيْدَة السَّائِرَة.
وَهِيَ:
قَلْقَلَ أَحْشَائِي تَبَارِيْحُ الجَوَى ... وَبَانَ صَبْرِي حِيْنَ حَالَفْتُ الأَسَى
وَطَارَ عَقْلِي حِيْنَ أَبْصَرْتُهُمُ ... تَحْتَ ظلام اللّيل يطوون السّرى
لم أَزَلْ أَسْعَى عَلَى آثَارِهِمْ ... وَالبَيْنُ فِي إِتْلاَفِ رُوْحِي قَدْ سَعَى
فَلَو دَرَتْ مَطِيُّهُم مَا حَلَّ بِي ... بَكَتْ عَلَيَّ فِي الصَّبَاحِ وَالمَسَا
فَسَوْفَ أَسْلِي عَنْهُم خَوَاطِرِي ... بحمقٍ يَعْجَبُ مِنْهُ مَنْ وَعَا
وطرفٍ أَنْظِمُهَا مَقْصُورَةً ... إِذْ كُنْتُ قَصَّاراً صَرِيْعاً للدِّلاَ
مَنْ صَفَعَ النَّاسَ وَلَمْ يَدَعْهُمُ ... أَنْ يَصْفَعُوهُ مِثْلَهُ قَدِ اعْتَدَى
مَنْ صَعَدَ السَّطْحَ وَأَلْقَى نَفْسَهُ ... إِلَى قَرَارِ الأَرْضِ يَوْماً ارْتَدَى
وَلَيْسَ للبَغْلِ إِذَا لَمْ يَنْبَعِثَ ... مِنَ الطَّرِيْقِ باعثٌ مِثْلُ العَصَا
وَالذَّقْنُ شعرٌ فِي الوُجُوهِ نابتٌ ... وَإِنَّمَا الدُّبْرُ الَّذِي تَحْتَ الخُصَى
وَالجَوْزَ لاَ يُؤْكَلُ مَعَ قُشُورِهِ ... وَيُؤْكَلُ التَّمْرُ الجَدِيْدُ بِالِّلبا
مَنْ طَبَخَ الدِّيْكَ وَلاَ يَذْبَحُهُ ... طَارَ مِنَ القِدْرِ إِلَى حَيْثُ اشْتَهَى
مَنْ دَخَلَتْ فِي عَيْنِهِ مسلّةٌ ... فَسَلْهُ مِنْ سَاعَتِهِ كَيْفَ العَمَى
مَنْ فَاتَهُ العِلْمُ وَأَخْطَاهُ الغنى ... فذاك والكل على حدٍّ سوا

(13/86)


القزاز، الراشد بالله، الغضائري:
3824- القزاز 1:
العَلاَّمَةُ، إِمَامُ الأَدَب، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، القَيْرَوَانِيُّ، النَّحْوِيّ.
مُؤَلِفُ كِتَابِ "الجَامع" فِي اللُّغَة، وَهُوَ مِنْ نفَائِس الكُتُب.
وَكَانَ يُعْرَفُ بِالقَزَّاز، صَنَّفَ كُتُباً لِلعَزِيْزِ العُبَيْدِي صَاحِب مِصْر.
وَكَانَ مَهِيْباً، عَالِي المَكَانَة، مُحَبَّباً إِلَى العَامَّة، لاَ يَخُوْضُ إلَّا فِي عِلْمِ دِيْنٍ أَوْ دُنْيَا.
وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ، وَشُهْرَةٌ بمصر، وعمر تسعين عامًا.
قِيْلَ: مَاتَ بِالقَيْرَوَان سَنَة اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائة.
3825- الراشد بالله:
الشَّرِيْفُ، صَاحِبُ مَكَّة، الحَسَنُ بنُ جَعْفَرٍ، العَلَوِيُّ.
كَانَ الوَزِيْر أَبُو القَاسِمِ بنُ المَغْرِبِيّ قَدْ هَرَبَ مِنَ الحَاكِمِ، وَصَارَ إِلباً عَلَيْهِ؛ فحسَّن لحَسَّانِ بنِ مُفَرِّج الخُرُوجَ عَلَى الحَاكِمِ لِجَوْرِهِ وَكفر نَفْسه، وَأَمَرَهُ بِنَصْب صَاحِبِ مَكَّةَ إِمَاماً لِصِحَةِ نَسَبِهِ، فَبَادَرَ حَسَّانٌ إِلَى مَكَّةَ، وَبَايع صَاحِبَهَا، وَأَخَذَ مَالَ الكَعْبَة، وَمَالَ التُّجَّار، وَلَقَّبُوهُ بِالرَّاشد، وَأَقبلَ إِلَى الشَّامِ، فَتَلَقَّاهُ وَالِدُ حَسَّان وَوُجُوهُ العَرَبِ، وَتَمَكَّنَ، وَخُطِبَ لَهُ عَلَى المنَابِرِ، وَكَانَ مُتَقَلِّداً سَيْفاً زَعَمَ أَنَّهُ ذُو الفَقَار، وَفِي يَدِهِ قَضِيْبُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمَعَهُ عَدَدٌ مِنْ أَقَارِبِهِ، وَفِي ركَابِهِ أَلفُ عَبْدٍ، فَنَزَلَ الرَّمْلَةَ، فَرَاسَلَ الحَاكِمُ مُفَرِّجَ بنَ جرَّاحٍ المَذْكُوْر، وَاسْتمَاله بِالرَّغْبَة وَالرَّهْبَة، وَأَحَسَّ الرَّاشِدُ بِالأَمْرِ، فَذلَّ، وَتَذَمَّم بِمُفَرِّجٍ، وَقَالَ: أَنَا رَاضٍ مِنَ الغَنِيْمَةِ بِالإِيَاب، أَنْتُم غَرَّيْتُمُونِي. فَجَهّزَه مُفَرِّجٌ إِلَى الحِجَاز، وَتسحّبَ ابْنُ المَغْرِبِيّ إِلَى العِرَاقِ، وَجرَى ذَلِكَ سَنَة بِضْعٍ وَأَرْبَع مائَة.
3826- الغضائري 2:
الإِمَامُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَلْبَس، المَخْزُوْمِيُّ، الغَضَائِرِيُّ، البَغْدَادِيُّ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الصُّوْلِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّفَّار، وَأَبَا جَعْفَرٍ البَخْتَرِيّ، وَأَبَا عَمْرٍو بن السَّمَّاكِ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّجَّاد.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو الحُسَيْنِ ابْن المُهْتَدِي بِاللهِ، وَعَبَّاسُ بنُ بَكْرَانَ الهَاشِمِيُّ، وأبو عبد الله القاسم ابن الفضل الثقفي، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً فَاضِلاً مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
قُلْتُ: لَعَلَّهُ جَاوز التِّسْعِيْنَ، وَلَهُ "جُزءٌ" مَشْهُوْرٌ سمعناه.
__________
1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "18/ 105"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 374".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 34"، والأنساب للسمعاني "9/ 155"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 14".

(13/87)


الغضائري، ابن الحاج:
3827- الغضائري 1:
شَيْخُ الشِّيْعَةِ وَعَالِمُهُم، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، البَغْدَادِيُّ الغَضَائِرِيُّ.
يُوْصَفُ بِزُهْدٍ وَوَرَعٍ وَسعَة علم.
يُقَالُ: كَانَ أَحْفَظَ الشِّيْعَةِ لِحَدِيْثِ أَهْل البَيْتِ غَثِّه وَسمِينِه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوْسِيُّ، وَابْنُ النَّجَاشِيّ الرافضيان.
وَهُوَ فَيَرْوِي عَنْ: أَبِي بَكْرٍ الجِعَابِيّ، وَسَهْل بنِ أَحْمَدَ الدِّيْبَاجِي، وَأَبِي المُفَضَّل الشَّيْبَانِيّ.
قَالَ الطُّوْسِيُّ تلمِيذُهُ: خَدَمَ العِلْمَ، وَطَلَبَهُ للهِ، وَكَانَ حُكْمُهُ أَنفذَ مِنْ حُكْمُ المُلُوك.
وَقَالَ ابْنُ النَّجَاشِيّ: صَنَّفَ كُتُباً مِنْهَا: "كِتَاب يَوْم الْغدير"، وكتاب "مواطىء أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ"، وَكِتَاب "الرَّدُّ عَلَى الغُلاَة"، وَغَيْر ذَلِكَ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
قُلْتُ: هُوَ مِنْ طَبَقَةِ الشَّيْخ المُفِيْد فِي الجَلاَلَة عِنْد الإِمَامِيَّة، يَفْتَخِرُوْنَ بِهِمَا، ويخضعون لعلمهما حقه وباطله.
3828- ابن الحاج 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحاج ابن يَحْيَى، الإِشْبِيْلِيُّ الشَّاهِدُ، نَزِيْلُ مِصْر.
سَمِعَ: عُثْمَانَ بن مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَالحَسَنَ بنَ مَرْوَانَ القَيْسَرَانِيّ، وَأَبَا الفَوَارِس أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّابُوْنِيّ، وَعَلِيَّ بنَ أَبِي العَقب الدِّمَشْقِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَة، وَالعَبَّاسَ بنَ مُحَمَّدٍ الرَّافِقِيَّ، وَأَحْمَدَ بن أبي الموت، وطبقتهم بمصر ودمشق.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ، وَالحَافِظُ عَبْدُ الرَّحِيْم بنُ أَحْمَدَ البُخَارِيّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ القُضَاعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال، وَأَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَانْتَقَى عَلَيْهِ السِّجْزِيُّ أَجزَاءً عديدةً، وأثنى عليه الحبال.
__________
1 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 541"، ولسان الميزان "2/ 288".
2 ترجمته في العبر "3/ 119"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 202".

(13/88)


وَكَانَ صَاحِبَ مَعْرِفَةٍ وَفهْمٍ، وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ.
قَالَ الحَبَّال: مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القُرَشِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ بنُ الحَاجِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ السَّقَطِيُّ بِالبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شعبة، أخبرنا محمد ابن زِيَاد، سَمِعَ: أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ أَوْ صُورَتَهُ صُورَة حِمَار" 1.
وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو الفَرَجِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ المُسْلِمَة، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القَاسِم بن المَحَامِلِيّ، وَالقَاضِي عَبْدُ الجَبَّارِ شيخ المعتزلة، وأبو الحسن عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ العِيْسَوِي، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، وَأَبُو صَادِق مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شَاذَانَ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَضْلِ القَطَّان، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ الجَرْجَرَائِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَرِيْر الدَّشْتِي، وَابْنُ عَقِيْل البَاوَرْدِي، وَعَلِيُّ بنُ أحمد بن عبدان الأهوازي.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "691"، ومسلم "427"، وأبو داود "623".

(13/89)


3829- القطان 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ، المُسْنِدُ، أَبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل، البَغْدَادِيُّ القطان الأزرق.
ذكر لأبي بكر الخَطِيْب: أَنَّهُ وُلِدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِيْنَ مِنْ إِسْمَاعِيْل الصَّفَّار وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ، وَمِنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَرْب، وَعَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرِ بنِ دُرُسْتَوَيْه الفَارِسِيّ، وَعِنْدَهُ عَنْهُ تَاريخُ الفَسَوِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَأَبِي عمرو بن السماك، وعدة.
وَانْتَقَى عَلَيْهِ ابْنُ أَبِي الفَوَارِس، وَهِبَةُ اللهِ اللاَّلْكَائِيّ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: البَيْهَقِيُّ، وَالخَطِيْبُ، وَمُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ اللاَّلْكَائِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُم.
وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.
تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائة، عن ثمانين سنة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 249"، والأنساب للسمعاني "10/ 186"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 20"، والعبر "3/ 120".

(13/89)


الوهراني، العبدوني:
3830- الوهراني:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ الجَلِيْلُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ مُسَافِر، الهمداني المَغْرِبِيُّ الوَهْرَانِي ثُمَّ البَجَّانِيّ. وَبَجَّانَةُ مِنْ مُدُنِ الأَنْدَلُسِ، وبِجَايَةُ النَّاصِرِيَة أُحدثت فِي المائَة الخَامِسَةِ بِالمَغْرِب، وَهِيَ أَشْهَرُ وَأَكْبَرُ، وَلَكِن خَرَجَ مِنَ الأُولَى جِلَّةٌ وَعُلَمَاء.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَافَرَ فِي التِّجَارَةِ إِلَى أقصى خراسان، وعني بالرواية.
وَأَخَذَ عَنِ: الحَسَنِ بنِ رَشِيْق وَنَحْوهِ بِمِصْرَ، وَعَنِ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ الأَبْهَرِيّ، وَطَائِفَةٍ بِبَغْدَادَ، وَعَنْ تَمِيْم بن مُحَمَّد بِالقَيْرَوَان، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الشُّبُّويي بِمَرْو، وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ بن أَحْمَدَ المُسْتَمْلِي بِبَلخ.
وَقَدِمَ إِلَى بلاَده بِإِسْنَادٍ عَالٍ، فَحَمَلَ عَنْهُ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو عمر ابن سُمَيْق، وَأَبُو حَفْصٍ الزَّهْرَاوِيُّ، وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وأبو عمر أحمد ابن الحَذَّاء، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْم، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ خَيِّراً صَالِحاً مُتقبضاً، يَتَكَسَّبُ بِالتِّجَارَةِ.
سَمِعَ: مِنْ تَمِيْمٍ "المُوَطَّأ": أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ مِسْكِيْن عَنْ سُحْنُوْن، عَنِ ابْنِ القَاسِمِ.
مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
حَدَّثَ "بصحيح البخاري".
3831- العبدويي 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ، شَرَفُ المُحَدِّثِيْنَ، أَبُو حَازِمٍ، عُمَرُ بن أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدُوَيْه بنِ سَدُوْسَ بن علي بن عبد الله بن الفقيه عبيد الله ابن عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُوْدٍ، الهُذَلِيُّ المَسْعُوْدِيُّ، العَبْدُويي، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الأَعْرَجُ، ابْنُ المُحَدِّث أَبِي الحسن.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 272"، والأنساب للسمعاني "8/ 354"، واللباب لابن الأثير "2/ 314"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 979"، والعبر "3/ 125"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 208".

(13/90)


مَاتَ أَبُوْهُ أَبُو الحَسَنِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَهُوَ فِي عَشْر التِّسْعِيْنَ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَالسَّرَّاج، رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَالحَاكِم، وَأَبُو سَعِيْدٍ الكَنْجَرْوَذِي، وَعِدَّة.
وَابنُهُ أَبُو حَازِمٍ وُلِدَ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ بنَ نُجَيْد، وَأَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدَة السَّلِيْطِيّ، وَأَبَا عَمْرٍو بن مَطَر، وَأَبَا الفَضْل بنَ خَمِيْرُوَيْه الهَرَوِيّ، وَأَبَا أَحْمَد الغِطْرِيْفِيّ، وَأَبَا عَمْرٍو بن حَمْدَان، وَأَبَا سَعِيْدٍ بن عَبْدِ الوَهَّابِ، وَأَبَا أَحْمَد الحَاكِم، وَطَبَقَتَهُم. وَتَأَخَّر عَنِ الرّحلَة إِلَى بَغْدَادَ، وَلَحِقَ بِهَا عِيْسَى بن الوَزِيْر، وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص.
وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازل، وَجَمَعَ وَخَرَّجَ، وَتمِيَّزَ فِي عِلْمِ الحَدِيْثِ.
حَدَّثَ عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ المُحَسِّنِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الوَكيل، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى المُزَكِّي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ الرَّئِيْسُ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ يَقُوْلُ: لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غَيْرَ رَجُلَيْنِ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدُويي.
قلت: وقد سمع: هـ وَالدُهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِي، وَحَامِدٍ الرَّفَّاء.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِم الحَافِظَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ بِخَطِّي عَنْ عَشْرَة مِنْ شُيُوْخِي عَشْرَةَ آلاَفِ جُزء، عَنْ كُلِّ وَاحِد أَلف جُزْء.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ أَبُو حَازِمٍ ثِقَةً صَادِقاً، حَافِظاً عَارِفاً.
قُلْتُ: مِنْ وَرَعِهِ أَنَّهُ مَا حَدَّثَ عَنِ الصِّبْغِي، وَلاَ عَنْ حَامِد الرَّفَّاء لصِغَرِهِ، وَقَدْ كَانَا أَكْبَر مَشَايِخه.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الطُّوْسِيّ: رَأَيْتُ بخَطِّ زَاهِرِ بن طَاهِر قَالَ: كَتَبَ مَسْعُوْدُ بنُ نَاصِر وَرقَةً قَالَ: وَجَدْتُ عِنْد مَسْعُوْدِ بن عَلِيِّ بنِ مُعَاذٍ السِّجْزِيّ بِخَطّ الحَاكِم أَبِي عَبْدِ اللهِ قال: اجتمعنا سنة 381، فذكرنا الكذابين بنيسابور، والذين ظَهَرَ لَنَا مِنْ جرحهمْ، فَأَثبتنَاهُ للاعتبَار، فَذَكَرَ جَمَاعَةً مِنْهُم أَبُو بَكْرٍ الكِسَائِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الطِّرَازِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدُويي، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ حَبِيْبٍ المُفَسِّر، وَقَالَ: هُم كَذَبَةٌ فِي الرِّوَايَة. قَالَ مَسْعُوْد بن عَلِيٍّ: وَاسْتَشْهَدَ جَمَاعَةً أَثْبَتُوا خطوطهم عَقِيْبَ خَطِّهِ فِيْمَنْ كَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ العَزَائِمِي.

(13/91)


أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بن علي المقرىء، وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ البَرْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَحْمُوْدِي قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ ابن الفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الحَافِظُ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ مَطَر، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى: قُلْتُ لمَالِك: حدثَكَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْم الزُّرَقِي، عَنْ أَبِي قَتَادَة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَاملٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَب ابْنَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَبِي العَاصِ بن الرَّبِيْعِ، فَإِذَا قَامَ حَمَلهَا، وَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ1.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الوَخْشِي: مَاتَ أَبُو حَازِمٍ العَبْدُويي يَوْمَ عِيْدِ الفِطْرِ سَنَة سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
قُلْتُ: وَفِيْهَا تُوُفِّيَ مُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى السُّكَّرِيّ، وَمُقْرِىء الوَقْتِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَفْص بن الحَمَّامِي، وَمُحَدِّثُ دِمَشْق أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّد بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ ابْن الجُنْدِي الغَسَّانِيّ إِمَامُ جَامع دِمَشْق لَقِيَ خَيْثَمَة، وَالمُسْنِدُ البَقِيَّةُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ العُكْبَرِيّ البَزَّاز وَقَاضِي بَغْدَاد أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الشَّوَارِبِ عَنْ ثَمَان وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ المَرْوَزِيُّ القَفَّال، وَالمُسْنِدُ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ سلامة الطحان الستيتي صاحب خيثمة.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "516"، ومسلم "543"، وأبو داود "917"، "918"، "919".

(13/92)


3832- ابن حسنون 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّادِقُ الصَّالِحُ الخَيِّرُ، أَبُو نَصْرٍ، أحمد بن محمد ابن أَحْمَدَ بنِ حَسْنُوْنَ، النَّرْسِيُّ البَغْدَادِيُّ، وَالِدُ صَاحِب "المشيخة" أبي الحسين ابن النَّرْسِيِّ. وَفِي ذُرِّيَته جَمَاعَةٌ مِنَ المَشَايخِ.
سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ بنَ البَخْتَرِيّ، وَعَلِيَّ بنَ إِدْرِيْسَ السُّتُوْرِيَّ، وَعُثْمَان بن أَحْمَدَ ابْن السَّمَّاكِ.
رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ أَبُو بَكْرٍ الحَافِظ -وَقَالَ: كَانَ صدوقًا، صالحًان- وَأَبُو الفَوَارِس طرَاد الزَّيْنَبِيّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُلوَان، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ وَلده، وَآخَرُوْنَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة في شهر ذي القعدة.
وَفِيْهَا مَاتَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ بنِ المُنْذِر، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن اليزدي القَاضِي، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الخُزَاعِيّ بِبَلخ، وَالحَاكِمُ صَاحِبُ مِصْر، وَآخَرُوْنَ.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 371"، والعبر "3/ 104"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 192".

(13/92)


ابن المنذر، ابن أبي كامل:
3833- ابن المنذر 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ القَاضِي العَلاَّمَةُ، أَبُو القَاسِمِ، الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ المُنْذِرِ، البَغْدَادِيُّ.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّفَّار، وَأَبَا جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ، وَأَبَا عَمْرٍو بن السَّمَّاكِ، وَطَبَقَتَهُم.
وَكَانَ مُكْثِراً مِنَ السَّمَاع.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً ضَابِطاً، كَثِيْرَ الكِتَاب، حَسَنَ الفَهْم، حَسَنَ العِلْم بِالفَرَائِض. اسْتَنَابَهُ القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ الضَّبِّيُّ عَلَى القَضَاءِ، ثُمَّ وَلِي قَضَاءَ مَيَّافَارِقين عِدَّةَ سِنِيْنَ، ثُمَّ ردَّ إِلَى بَغْدَادَ، فَأَقَامَ يُحَدِّثُ إِلَى أَنْ مَاتَ في شعبان وله ثمانون سنة.
قلت: آخر من تَبَقَّى مِنْ أَصْحَابِهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طَلْحَة النِّعَالِيُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائة.
3834- ابن أبي كامل 2:
العَدْلُ المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ أَبِي كَامِلٍ، العَبْسِيُّ البَصْرِيُّ الأَصْلِ، الطَّرَابُلُسِي.
حَدَّثَ عَنْ: خَالِ أَبِيهِ خَيْثَمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ حَذْلَمٍ، وَأَبِي المَيْمُوْنِ بنِ رَاشِدٍ، وَأَبِي يَعْقُوْبَ الأَذْرَعِيِّ بِدِمَشْقَ، وَمُحَمَّدِ بن إِبْرَاهِيْمَ السَّرَّاجِ لَقِيَهُ بِبَيْتِ المَقْدِس، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الوردِ، وَطَائِفَةٍ بِمِصْرَ.
انْتَقَى عَلَيْهِ خَلَفٌ الوَاسِطِيّ، وَوثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ الحَدَّاد.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: الصُّوْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ البُخَارِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وأبو الحَسَنِ بنُ صَصْرَى، وَآخَرُوْنَ.
يَقَعُ حَدِيْثُهُ فِي فَوَائِدِ النَّسِيْبِ.
تُوُفِّيَ بِأَطْرَابُلُس، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 304"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 301"، والعبر "3/ 106".
2 ترجمته في العبر "3/ 116"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص1057".

(13/93)


الباشاني، النعيمي، ابن المسلمة

3835- الباشاني:
الثِّقَةُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسين، البَاشَانِيُّ الهَرَوِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِينَ، فَكَانَ آخِرَ أَصْحَابه، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَافِعٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: شَيْخُ الإِسْلاَمِ الأَنْصَارِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
وُثِّقَ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ عَاشَ مائَةً وَسِتَّ سِنِيْنَ. مَاتَ سَنَةَ أربع عشرة وأربع مائة.
3836- النعيمي:
الحَافِظُ الإِمَامُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ، النُّعَيْمِيُّ الجُرْجَانِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيٍّ، وَالإِسْمَاعِيْلِيّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ الغِطْرِيْفِ، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَانَ، وَالحَاكِمِ أَبِي أَحْمَدَ، وَنَصْرِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ.
وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي أَخْبَارِ الجَبَلِ، وآخرُ سَمَّاهُ "المُجْتَبَى".
ذَكَرَهُ أَبُو نَصْرٍ الأَمِيْرُ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة.
3837- ابْنُ المسلمة 1:
الإِمَامُ القُدْوَةُ، أَبُو الفَرَجِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حَسَنِ ابنِ المُسْلِمَةِ، البَغْدَادِيُّ المُعَدَّلُ.
سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ كَامِلٍ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّجَّادَ، وَابنَ عَلم، وَدَعْلَجَ بنَ أَحْمَدَ، وَطَائِفَة.
رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَطِرَادٌ الزَّيْنَبِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً، يُمْلِي فِي العَامِ مَجْلِساً وَاحِداً، وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالعَقْلِ وَالفَضْلِ وَالبِرِّ، وَدَارُهُ مألف لأهل العلم، وكان صوامًا، كثيرة التِّلاَوَةِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيِّ شَيْخِ الحَنَفِيَّة، وَكَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَيَتَهَجَّدُ -بِسُبُعٍ رَحِمَهُ اللهُ- وَرُئيَ لَهُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ.
تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ ثَمَانٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً.
وَهُوَ وَالِدُ المُسْنِدُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَجَدُّ الوزير رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 67"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 16".

(13/94)


حمد بن عمر، القنازعي:
3838- حمد بن عمر 1:
ابن أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، الزَّجَّاجُ الحَافِظُ، مُحَدِّثُ هَمَذَان، أَبُو نَصْرٍ.
سَمِعَ: مِنْ: أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الكَرَابِيْسِيِّ صَاحِبِ الكَجِّيِّ، وَمِنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مِهْرَانَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ القَطَّانِ، وَطَاهرِ بنِ سَهْلُوَيْه، وَأَبِي زُرْعَةَ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ، وَخَلْقٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ الفَلَكِيُّ فِي تَوَالِيفه، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الصُّوْفِيُّ، وَيُوْسُفُ الخَطِيْبُ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ شِيْرَوَيْه: كَانَ ثِقَةً حَافِظاً، يُحْسِنُ هَذَا الشَّأْنَ، سَمِعْتُ عَبْدُوْسَ ابن عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: كَانَ حَمْدٌ الزَّجَّاجُ يَقرأُ عَلَى المَشَايِخِ، وَيَنَامُ وَيَقْرَأُ مُستوياً لحفظِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِالأَسَانيدِ وَالمُتُوْنَ.
إِلَى أَنْ قَالَ: تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
3839- القنازعي 2:
العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ، أَبُو المُطَرِّف، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مروان بن عبد الرحمن، الأنصاري القرطبي القَنَازِعِيّ. وَقنَازع قريَة.
سَمِعَ: "المُوَطَّأ" مِنْ أَبِي عِيْسَى اللَّيْثِيّ، وَسَمِعَ: مِنَ القَاضِي مُحَمَّد بن السَّلِيْم، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ عَوْن الله.
وَتَلاَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ الأَنْطَاكِيِّ، وَأَصْبَغَ بنِ تَمَّامٍ.
وَارْتَحَلَ سَنَة 67، فسَمِعَ: الحَسَنَ بنَ رَشِيْقٍ، وَلَقِيَ حُسَيْنكَ التَّمِيْمِيّ فِي الْمَوْسِم، وَأَكْثَرَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي زَيْدٍ، وَأَقبلَ عَلَى شَأْنِه، وَتَصَدَّرَ للإِقرَاءِ وَالفِقْهِ بقُرْطُبَة.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَتَّابٍ، وَابْنُ عَبْدِ البَرِّ، وَطَائِفَةٌ.
وَكَانَ إمامًا، متفننًا، حافظًا، خَاشِعاً، مُتَهَجِّداً، مُفَسّراً، بَصِيْراً بِالفِقْهِ وَاللُّغَة، امْتَنَعَ مِنَ الشُّوْرَى.
وَكَانَ زَاهِداً، وَرِعاً، قَانِعاً بِاليَسِيْر، مُجَابَ الدَّعْوَةِ، بَعِيْدَ الصِّيْت، رَأْساً فِي القِرَاءات، صَاحِبَ تَصَانِيْف.
مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَلاَثَ عشر وأربع مائة، عن ثنتين وسبعين سنة.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص1055".
2 ترجمته في العبر "3/ 112"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 198".

(13/95)


3840- الشيخ المفيد 1:
عَالِمُ الرَّافِضَة، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، الشَّيْخُ المُفِيْد، وَاسْمُهُ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ البَغْدَادِيُّ، الشِّيْعِيُّ، وَيُعْرَفُ: بِابْنِ المُعَلِّمِ.
كَانَ صَاحِبَ فُنُوْنٍ وَبُحُوثٍ وَكَلاَمٍ، وَاعْتِزَالٍ وَأَدَبٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي طَيٍّ فِي "تَاريخ الإِمَامِيَّة"، فَأَطْنَبَ وَأَسْهَبَ، وَقَالَ: كَانَ أَوْحَدَ فِي جَمِيْع فُنُوْن العِلْمِ: الأَصْلَين، وَالفِقْهِ، وَالأَخْبَارِ، وَمَعْرِفَةِ الرِّجَال، وَالتَّفْسِيْرِ، وَالنَّحْوِ، وَالشِّعرِ.
وَكَانَ يُنَاظِرُ أَهْلَ كُلِّ عَقِيْدَةٍ مَعَ العَظَمَة فِي الدَّوْلَة البُوَيْهِيَّة، وَالرُّتبَةِ الجَسِيْمَةِ عِنْدَ الخُلَفَاء، وَكَانَ قَويَّ النَّفْسِ، كَثِيْرَ البِرِّ، عَظِيْمَ الخُشُوعِ، كَثِيْرَ الصلاة والسوم، يَلْبَسُ الخَشِنَ، مِنَ الثِّيَابِ، وَكَانَ مُدِيْماً للمُطَالعَة وَالتَّعلِيم، وَمِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ. قِيْلَ: إِنَّهُ مَا ترك للمخالفين كتابًا إلى وَحَفِظَه، وَبهَذَا قَدَر عَلَى حَلِّ شُبَه القَوْم، وَكَانَ مِنْ أَحرصِ النَّاسِ عَلَى التَّعْلِيمِ، يَدُورُ عَلَى المكَاتبِ وَحوَانيتِ الحَاكَةِ، فَيَتَلَمَّحُ الصَّبيَّ الفَطِنَ، فَيستَأْجِرُهُ مِنْ أَبَويه -يَعْنِي فَيُضِلُّهُ- قَالَ: وَبِذَلِكَ كَثُرَ تَلاَمِذَتُهُ. وَقِيْلَ: رُبَّمَا زَارَهُ عَضُدُ الدَّوْلَة، ويقول له: اشفع تشعع. وكان ربعة نحيفًا أمر، عَاشَ سِتاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَلَهُ أَكْثَرُ مِنْ مائَتَي مُصَنَّف -إِلَى أَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، وَشَيَّعَهُ ثَمَانُوْنَ أَلْفاً.
وَقِيْلَ: بَلَغَتْ تَوَالِيفُهُ مائَتَيْنِ، لَمْ أَقِفْ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا -وَلله الحَمْدُ- يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الله.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 231"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 11"، وميزان الاعتدال "4/ 30"، ولسان الميزان "5/ 368".

(13/96)


3841- سلطان الدولة 1:
مَلِكُ العِرَاقِ وَفَارس، سُلْطَانُ الدَّوْلَة، أَبُو شُجَاعٍ، فناخسرو بن الملك بهاء الدولة خره فيروز بن الملك عضد الدولة أبي شجاع بن ركن الدولة حسن بن بويه الديلمي.
تملك بَعْد أَبِيهِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة، فَكَانَتْ أَيَّامُه اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَوَزَرَ لَهُ فَخرُ الملك أبو غالب، فقرىء عهدُ سُلْطَانِ الدَّوْلَة مِنَ القَادِرِ بِاللهِ، وَالأَلقَابُ كَانَتْ: عمَادَ الدِّيْنِ، مُشَرِّفَ الدَّوْلَة، مُؤَيِّد المِلَّة، مُغِيْثَ الأُمَّة، صَفِيَّ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ. ثُمَّ أُحضرتِ الخِلَعُ وَهِيَ سبعٌ عَلَى العَادَة، وَعِمَامَةٌ سَوْدَاء، وتاج مرصع، وسيف، وسواران، وطوق، وَفَرَسَان، وَلوَاءان عقدهُمَا القَادِر بِيَدِهِ، وَتَلَفَّظَ بِالحلفِ لَهُ بِمسمع: مِنَ الوَزِيْر أَبِي غَالِب وَالكِبَار وَنُفِّذَ ذَلِكَ مَعَ القَاضِي أَبِي خَازمٍ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ وَخَادمِين إِلَى فَارس، أَوّلُ العَهْدِ: مِنْ عَبْدِ اللهِ أَحْمَد الإِمَامِ القَادِر بِاللهِ أمير المؤمنين إلى فناخسرو بن بَهَاءِ الدَّوْلَة مَوْلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ: سَلاَمٌ عَلَيْك ... فَإِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ. وَمِنْهُ: أَمَّا بَعْدُ -أَطَال اللهُ بَقَاءَك- إِلَى أَنْ قَالَ: وَكُتِبَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ فِي "تَاريخه": لمَا صَارَ الأَمْرُ إِلَى سُلْطَان الدَّوْلَة، اسْتخلَف بِبَغْدَادَ أَخَاهُ مُشَرِّف الدَّوْلَة أَبَا عَلِيّ، وَجَعَلَ إِلَيْهِ إِمَارَةَ الأَترَاكِ خَاصّةً، فَحَسَّنُوا لَهُ العصيَانَ، فَاسْتولَى عَلَى بَغْدَاد وَواسط، وَتردَّد الأَترَاكُ إِلَى الدِّيْوَان، فَأَمر بِقطع خُطبَة سُلْطَانِ الدَّوْلَة، وَأَنَّ يُخْطَبَ لمُشَرِّف الدَّوْلَة.
وَكَانَ دخولُ سُلْطَانِ الدَّوْلَة بَغْدَاد سَنَة تِسْعٍ، وَتلقَّاهُ الخَلِيْفَةُ، وضُربت لَهُ النَّوبَةُ فِي أَوقَات الصَّلواتِ الْخمس، فَأُوحش القَادِرُ، وَكَانَتِ العَادَةُ جَارِيَةً مِنْ أَيَّام عضد الدولة بضرب النَّوبَة ثَلاَثَ أَوقَات.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَمَّا تَمَكَّنَ مُشَرِّف الدَّوْلَة، انحَاز أَخُوْهُ إِلَى أَرَّجَان، وَتنَاقضت أَمورُه، وَكَانَ يُوَاصِلُ الشُّرب حَتَّى فسد خلقه، وطلب طبيبًا لفصده، فَفَصده بِحضرَةِ الأَوْحَد، وَنفذَ قَضَاءُ الله فِيْهِ بشيرَاز فِي شَوَّالٍ سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة عَنِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً وَخمسَة أَشهر. وَلَمَّا مَاتَ، نهبت الدَّيْلَمُ مَا قدرُوا عَلَيْهِ، وَأَشَارَ عَلَيْهِم الأَوْحَدُ بَابنه أَبِي كَالِيْجَارَ، فَخُطِبَ لَهُ بخُوِزسْتَان. وَظَهَرَ الْملك أَبُو جَعْفَرٍ بنُ كَاكويه فَتَمَلَّكَ هَمَذَان، وَقهر بنِي بُويه، وافتتح الدينور وشابور خواست، وعظمت هيبته.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 17".

(13/97)


المستظهر بالله، الحناط، الخصيب:
3842- المُسْتَظْهِرُ بِاللهِ:
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هِشَامِ بنِ عبد الجبار بن الناصر لدين الله، المرواني.
قَام مَعَهُ كُبَرَاء قُرْطُبَة، وَمَلَّكوهُ بَعْد ذَهَاب القَاسِم الإِدْرِيْسِيّ، فَبَايعُوهُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ ثنتَان وَعِشْرُوْنَ سَنَةً.
وَكَانَ عَجَباً فِي الذَّكَاء وَالبلاغَة. يُكْنَى أَبَا المُطَرِّف. وَزر لَهُ ابْنُ حَزْم الظَاهِرِي.
وَلَمْ تَطُلْ أَيَّامُهُ، بَلْ قُتِلَ بَعْد أَيَّام فِي ذِي القَعْدَةِ مِنْ عَامه، توثّب عَلَيْهِ ابْنُ عَمِّهِ المُسْتَكفِي بِاللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وتملك ستة أشهر، ونزع.
3843- الحناط:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ، أَبُو بَكْرٍ، خَلَفُ بنُ عمرو بن خلف بن محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ، الهَمَذَانِيُّ الحَنَّاط. كَانَ مِنْ نُبذَاء المَشَايِخ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الجَلاَّب، وَأَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدٍ، وَجَعْفَرٍ الْخُلْدِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَعِدَّة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْل العَطَّار، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّاز، وَالخَلِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَلِيْلِيّ، وآخرون.
ذَكَرَهُ شِيْرَوَيْه، فَقَالَ: كَانَ صَدُوْقاً حَافِظاً، يُحْسِنُ هَذَا الشَّأْن.
قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ بِضْع وَأَرْبَع مائَة، لَمْ يَقع لِي شَيْء مِنْ عواليه.
3844- الخصيب 1:
ابن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الخصيب، الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ، القَاضِي، أَبُو الحَسَنِ المِصْرِيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُثْمَان بن مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بن الجِرَاب، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ بن النَّسَائِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَرْوَانَ، وَمُحَمَّدِ بن العَبَّاسِ بنِ كوْذَك، وَمُحَمَّدِ بن أَبِي كَرِيْمَة الصَّيْدَاوِي، وَجَمَاعَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللهِ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيّ، وَعَبْدُ الرَّحِيْم بن أَحْمَدَ البُخَارِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بن إِبْرَاهِيْمَ الصَّوَّاف، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال، وَأَبُو الحَسَنِ الخِلَعِي.
تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِيْنَ.
محلُّه الصدق.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 121"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 204".

(13/98)


3845- الصيرفي 1:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ، أَبُو سَعِيْدٍ، مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بن الفَضْلِ بنِ شَاذَانَ، الصَّيْرَفِيُّ، ابْنُ أَبِي عَمْرٍو، النَّيْسَابُوْرِيُّ.
كَانَ وَالِدُهُ أَبُو عَمْرٍو مُثْرِياً، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى الأَصَمِّ، فَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ حَتَّى يَحْضُرَ مُحَمَّدٌ هَذَا، وَإِنْ غَابَ عَنْ سَمَاع جُزءٍ، أَعَاده لَهُ، فَأَكْثَرَ عَنْهُ جِدّاً.
وَسَمِعَ: أَيْضاً مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الشَّيْبَانِيّ، وَيَحْيَى بنِ مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَأَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْب، وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَالخَطِيْبُ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، وَطَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّحَّامِي، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وَالقَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الثَّقَفِيّ، وَمَكِّيُّ بنُ عَلاَّنَ الكَرْجِي، وَأَحْمَدُ بنُ سَهْل السَّرَّاج، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ آخِرُهُم مَوْتاً عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شِيْرَوَيْه التَّاجِرُ البَاقِي إِلَى سَنَة عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَةٍ.
مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عَنْ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ سُلَيْمَانَ السَّلِيْطِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ النحوي المعدل، -سمع: الأصم وَكَانَ ثِقَةً- وَفَاتحُ الهِنْدِ السُّلْطَانُ مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِيْن، وَرَاوِي التِّرْمِذِيّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَنَال المَرْوَزِيّ- سَمِعَ "الجَامع" مِنْ مَوْلاَهُ المَحْبوبِي وَعُمِّرَ- وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَصْبَهَانِيُّ الجَمَّال، وَالأَدِيْبُ العَلاَّمَةُ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَاصِ بنِ دَرَّاج القَسْطَلِّيُّ الأَنْدَلُسِيُّ شَاعِرُ عَصْرِهِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَعْقُوْبَ البَجَّانِيّ رَاوِي الوَاضحَة عَنْ سَعِيْدِ بن فحلون عن خمس وتسعين سنة.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 144"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 220".

(13/99)


3846- ابن خواستى 1:
الشيخ الإمام المعمر المرىء، مُسْنِدُ الأَنْدَلُس، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُوَاسْتَى، الفَارِسِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، النَّحْوِيُّ.
وُلِدَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ يذكرُ وَفَاةَ ابْنِ مُجَاهِد.
وَسَمِعَ: مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّار، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَأَبِي بكر ابن دَاسَة البَصْرِيِّ، وَأَبِي عُمَرَ الزَّاهِد، وَأَبِي بَكْرٍ بن زياد النقاش المقرىء، وَهُوَ مِنْ تَلاَمِذَتِهِ فِي القِرَاءات. وَتلاَ أَيْضاً عَلَى عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي هَاشِم.
وَدَخَلَ الأندلس، ففرحوا بعلو أسانيده، وأخذوا عنه.
تَلاَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرٍو بِثَلاَثِ رِوَايَات، وَأَسندهَا عَنْهُ فِي "تيَسِيْره".
وَرَوَى عَنْهُ: هُوَ وَأَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضِيِّ، وَقَالَ: لَقِيْتُهُ بِمدينَة التُّرَاب.
وَقَالَ الدَّانِيُّ: دَخَلَ إِلَى الأَنْدَلُسِ تَاجراً سَنَةَ خَمْسِيْنَ، فَسَكَنَهَا.
قَالَ: وَكَانَ خَيِّراً فَاضِلاً، صَدُوْقاً ضَابِطاً، وَكَانَ يُعْرَفُ بِابْنِ أَبِي غَسَّان، قَالَ لِي: أَذكرُ اليَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ ابْنُ مجاهد، وقرأت القرآن في حُدُوْد سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ عَلَى النَّقَّاش وَلاَزَمْتُهُ مُدَّةً، وَكَانَ أَسخى النَّاسِ، وَسَمِعْتُ سُنَن أَبِي دَاوُدَ مِنِ ابْنِ دَاسَة سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَاخْتَلَفْتُ إِلَى أَبِي سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيّ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ عِدَّةَ كتب. قَالَ الدَّانِيُّ: تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
قُلْتُ: لَمْ أَرَهُ فِي مَشَايِخ ابْنِ عَبْدِ البَرِّ وَلاَ ابْنِ حَزْم.
وَفِيْهَا مَاتَ صَدَقَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الدَّلم، وَأَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَبِيْبٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ هِلاَل ابنُ البَوَّاب المُجَوِّدُ، وَشَيْخُ الشِّيْعَة المُفِيْد مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ، وَأَبُو الفضل محمد بن أحمد الجارودي.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "5/ 375"، والعبر "3/ 112"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 198".

(13/100)


3847- أبو إسحاق الإسفراييني 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الأَوْحَدُ، الأُسْتَاذُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مِهْرَانَ، الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الأُصُوْلِيُّ الشَّافِعِيُّ، المُلَقَّبُ رُكْن الدِّيْن. أَحَدُ المُجْتَهِدِيْن فِي عَصْرِهِ، وَصَاحِبُ المُصَنَّفَات البَاهرَة.
ارْتَحَلَ فِي الحَدِيْثِ، وَسَمِعَ مِنْ: دَعْلَجٍ السِّجْزِيّ، وَعَبْدِ الخَالِقِ بنِ أَبِي رُوْبَا، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَزْدَاد بنِ مَسْعُوْد، وَأَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَعِدَّةٍ، وَأَمْلَى مَجَالِسَ وَقَعَ لِي مِنْهَا.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَتَخَرَّجَ بِهِ فِي المُنَاظرَة، وَأَبُو السَّنَابِل هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي الصَّهْبَاء، وَطَائِفَةٌ.
وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ كِتَابُ جَامع الخلِي فِي أُصُوْل الدِّيْنِ وَالرَّدّ على الملحدين، في خمس مجلدات.
وبُنِيَتْ لَهُ بِنَيْسَابُوْرَ مَدْرَسَةٌ مَشْهُوْرَةٌ. تُوُفِّيَ بِنَيْسَابُوْرَ يَوْمَ عَاشُورَاء مِنْ سَنَة ثمَانِي عَشْرَة وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي الطَّبَقَات: درَس عَلَيْهِ شَيْخُنَا أَبُو الطَّيِّبِ، وَعَنْهُ أَخَذَ الكَلاَمَ وَالأُصُوْلَ عَامَّةُ شُيُوْخِ نَيْسَابُوْر.
وَقَالَ غَيْرُهُ: نُقِلَ تَابُوتُهُ إِلَى إِسْفَرَايين، وَدُفِنَ هُنَاكَ بِمَشْهَده.
قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ طِرَازَ نَاحِيَةِ المَشْرِقِ، فَضْلاً عَنْ نَيْسَابُوْر، وَمِنَ المُجْتَهِدِيْنَ فِي العِبَادَةِ، المُبَالِغِيْنَ فِي الوَرَع، انْتَخَبَ عَلَيْهِ الحَاكِمُ عَشْرَةَ أَجزَاء، وَذكره فِي تَارِيْخِهِ لِجَلاَلَتِهِ، وَانْتَقَى لَهُ الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ أَلفَ حَدِيْثٍ، وَعَقَدَ مَجْلِسَ الإِملاَء، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ.
وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ عَسَاكِر: حَكَى لِي مَنْ أَثِقُ بِهِ: أن الصاحب إسماعيل ابن عَبَّاد كَانَ إِذَا انْتَهَى إِلَى ذكر هَؤُلاَءِ، يَقُوْلُ: ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ بَحْرٌ مُغْرِق، وَابْن فُوْرَك صِلٌّ مُطْرِق، وَالإِسْفَرَايِيْنِيّ نَارٌ تُحْرِق.
قَالَ الحَاكِمُ فِي "تَارِيْخِهِ": أَبُو إِسْحَاقَ الأُصُوْلِيُّ الفَقِيْهُ المُتَكَلِّمُ، المُتَقَدِّمُ فِي هَذِهِ الْعُلُوم، انْصَرَفَ مِنَ العِرَاقِ وقد أقر له العلماء بالتقدم. إلى أَنْ قَالَ: وَبُنِي لَهُ بِنَيْسَابُوْرَ المَدْرَسَةُ الَّتِي لَمْ يُبْنَ بِنَيْسَابُوْرَ مِثْلُهَا قبلَهَا، فَدَرَّسَ فِيْهَا.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 237"، واللباب لابن الأثير "1/ 55"، والعبر "3/ 128".

(13/101)


وَمِنْ كَلاَم هَذَا الأُسْتَاذ قَالَ: القَوْلُ بِأَنَّ كُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِيْبٌ أَوّلُهُ سَفْسَطَةٌ وآخِرُهُ زَنْدَقَة. فَقَالَ أَبُو القَاسِمِ الفَقِيْهُ: كَانَ شَيْخُنَا الأُسْتَاذُ إِذَا تَكَلَّمَ فِي هَذِهِ المَسْأَلَة، قِيْلَ: القلمُ عَنْهُ مَرْفُوعٌ حِيْنَئِذٍ يَعْنِي أَبَا إِسْحَاقَ لأَنَّه كان يشتم ويصول، ويفعل أشياء.
وحكى أبو القَاسِم القُشَيْرِيُّ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاء وَلاَ يُجَوِّزُهَا، وَهَذِهِ زَلَّةٌ كَبِيْرَةٌ.
وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ ثمَانِي عَشْرَة أَبُو عَلِيٍّ أحمد بن إبراهيم بن يزداد الأصبهاني غلام مُحْسِن، وَالوَزِيْرُ العَلاَّمَةُ أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ المَغْرِبِيّ بَمَيَّافَارِقِيْن. وَقَدْ قَتَلَ الحَاكِمُ أَبَاهُ وَعَمَّهُ وَإِخوَتَهُ. وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ السَّرَّاجُ صَاحِبُ الأَصَمِّ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ جَعْفَرٍ المَيْدَانِيُّ النَّاسخُ، وَالفَقِيْهُ مُحَمَّدُ بنُ زُهَيْر النَّسَائِيُّ الشَّافِعِيُّ الخَطِيْبُ -سَمِعَ الأَصَمَّ- وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الرُّوز بهَان البَغْدَادِيُّ الرَّاوِي عن الستوري، وشيخ الصوفية معمر بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد الأَصْبَهَانِيُّ، وَمَكِّيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الغَمْر الدِّمَشْقِيُّ مُسْتَمْلِي المَيَانَجِيّ، وَالحَافِظُ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ اللاَّلْكَائِيّ.

(13/102)


3848- الحيري 1:
الإِمَامُ العَالِمُ المُحَدِّثُ، مُسْنِدُ خُرَاسَان، قَاضِي القُضَاة، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الحَسَن بن الحَافِظِ أَبِي عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَفْص بن مُسْلِمِ بنِ يَزِيْدَ، الحَرَشِيّ الحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَجَدُّهُ هُوَ سِبْطُ أَحْمَدَ بن عَمْرٍو الحَرَشِيّ.
وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَرَّخَهُ أَبُو بكر محمد بن منصور السمع: اني، وَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ مَعْقلٍ المَيْدَانِيّ، وَحَاجِبِ بن أَحْمَدَ الطُّوْسِيُّ، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَابنِهِ أَبِي عَلِيٍّ، وَأَبِي سَهْل بنِ زِيَادٍ القَطَّان، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي دَارمٍ الكُوْفِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الفَاكهِي المَكِّيّ، وَبُكَيْرِ بن أَحْمَدَ الحَدَّاد، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيٍّ، وَخَلْقٍ.
وتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي الوَلِيْد حَسَّانِ بنِ محمد، ودرس الكلام والأصول على أَصْحَابِ أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ، وَانْتَقَى عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَقَدْ أَمْلَى مِنْ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَكَانَ بَصِيْراً بِالمَذْهَبِ، فَقِيْهَ النَّفْسِ، يفهمُ الكَلاَمَ، وَقُلِّدَ قَضَاءَ نَيْسَابُوْر مدة.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 141"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 217".

(13/102)


حدث عنه: الحاكم، وهو أكبر منه، وأبو مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّار، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المقرىء، وَمُحَمَّدُ بنُ مأْمُوْنَ المُتَولِّي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ المُظَفَّرِي، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكِسَائِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى المُزَكِّي، وَقَاضِي القُضَاة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النَّاصحِي، وَشَيْخُ الحَنَفِيَّة مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بن حَسْنُويه، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العُميرِيُّ الزَّاهِدُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ الرَّئِيْسُ، وَمَكِّيُّ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّلاَّر، وَأَسَعْدُ بنُ مَسْعُوْدٍ العُتْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكَامخِي، وَنَصْرُ اللهِ بن أَحْمَدَ الخُشْنَامِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الأَخْرَم، وَعَبْدُ الغفار بن محمد الشيروبي خَاتمَةُ أَصْحَابِهِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": أَصَابه وَقْرٌ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ يُقْرأُ عَلَيْهِ مَعَ ذَلِكَ، وَيحتَاطُ، إِلَى أَنِ اشْتَدَّ ذَلِكَ قَرِيْباً مِنْ سَنَتَيْن أَوْ ثَلاَث، فَمَا كَانَ يُحسِنُ أَنْ يَسْمَعَ:، وَكَانَ مِنْ أَصحِّ أَقرَانِهِ سَمَاعاً، وَأَوْفَرِهِم إِتقَاناً، وَأَتَمِّهم ديَانَةً وَاعْتِقَاداً. صَنَّفَ فِي الأُصُوْلِ وَالحَدِيْثِ.
قُلْتُ: وَقَدْ قَرَأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى أَحْمَدَ بنِ العَبَّاسِ الإِمَامِ تِلْمِيْذ الأُشْنَانِي، وَسَمِعْنَا "مُسْند الشَّافِعِيّ" مِنْ طَرِيقه.
أَثْنَى عَلَيْهِ الحَاكِم، ُوَفَخَّمَ أَمْرَهُ، وَقَالَ: كَانَ جَدُّهُم الأَكبَرُ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرَشِيّ خَلِيْفَةَ الأَمِيْرِ عَبْدَِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ كُرَيز عَلَى نَيْسَابُوْر. تَلاَ أَبُو بَكْرٍ بِأَحرفٍ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِمَام، وَعَقَدَ لَهُ مَجْلِس النَّظَرِ فِي حَيَاةِ الأُسْتَاذ أَبِي الوَلِيْد.
ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي عليٍّ المَعْقِلِي: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحسن وأخبرنا "ح". بِعُلُوِّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ عَلاَّنَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ المَيْدَانِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تَقَاطَعُوا....." وَذَكَرَ الحَدِيْثَ1.
مَاتَ الحِيْرِيُّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ ست وتسعون سنة. رحمه الله.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "6076"، ومسلم "2559"، وأبو داود "4910".
وتمامه عن أنس مرفوعًا: "لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث".

(13/103)


الستيتي، ابن أبي الشوارب:
3849- الستيتي 1:
الشَّيْخُ أَبُو الحُسَيْنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سلامة بن عبد الله، الستيتي، الدِّمَشْقِيُّ، الأَدِيْبُ، وَيُعْرَفُ: بِابْنِ الطَّحَّان.
حَدَّثَ عَنْ: خَيْثَمَة الطَّرَابُلُسِيّ، وَأَبِي الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي، وَأَبِي القَاسِمِ الزَّجَّاجِيّ النَّحْوِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَذْلَم، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي العَلاَءِ المِصِّيْصِيُّ وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَنَامُ فِي مَجْلِس خَيْثَمَة بنِ سُلَيْمَانَ، فَيُنَبِّهَنِي أَبِي، فَأَنْظُرُ إِلَى خَيْثَمَةَ عَظِيْمَ الهَامَةِ، كَبِيْر الأُذُنَيْن وَالأَنف.
قَالَ الكَتَّانِيّ: وُلِدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَمَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، وَكَانَ يُتَّهُم بِتَشَيُّعٍ، فَحَلَفَ لَنَا أَنَّهُ برِيْءٌ مِنْ ذَلِكَ. وَأَنَّهُ مِنْ مَوَالِي يَزِيْد مِنْ وَلد سُتَيْتَة مولاَة يَزِيْد. وَأَنَّهُ قَدْ زَار قَبْر يَزِيْد. قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ أُصُوْل حسنة.
3850- ابن أبي الشوارب 1:
قَاضِي القُضَاة، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاس ابْن المُحَدِّث مُحَمَّدِ بن أَبِي الشَّوَارِبِ، الأُمَوِيُّ.
وَلِي بَعْد أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الأَكفَانِي.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ عَفِيْفاً نَزِهاً رَئِيْساً، سَمِعَ: مِنِ: ابْنِ قَانع، وأبي عُمَر الزَّاهِد. وَلَمْ يروِ. وَحَدَّثَنِي أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ أَنَّهُ أَنْشَدَهُ بَيْتَيْن، قَالَ: أنْشَدنَا أَبُو عُمَرَ. يُقَالُ: عَرَضَ المُتَوَكِّلُ القَضَاءَ عَلَى جَدِّهِم مُحَمَّدٍ، فَامْتَنَعَ، فَيَرَوْنَ أَن بَرَكَةَ امْتِنَاعِهِ دَخَلَتْ عَلَى وَلده، فَوَلِيَ مِنْهُم القَضَاءَ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُوْنَ، فثَمَانِيَةٌ مِنْهُم تَقَلَّدُوا قَضَاءَ القُضَاة، آخِرُهُم هَذَا، وَمَا رأَينَا مِثْلَهُ جَلاَلَةً وَشَرَفاً، وَلِي أَوَّلاً قَضَاء البَصْرَة، ثُمَّ وَلِي بَغْدَادَ فِي سَنَةِ خمس وأربع مائة، ومات في شوال سنة سبع عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ ثَمَان وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "5/ 128"، والأنساب للسمعاني "7/ 41"، واللباب لابن الأثير "2/ 103".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 47"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 25"، والعبر "3/ 124".

(13/104)


العكبري، الرباطي، المسبحي:
3851- العُكْبَرِيُّ 1:
أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، العُكْبَرِيُّ، البَزَّازُ، أَحَدُ المُسْنِدِيْن.
سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الطَّائِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّقَّاش، وَعَلِيَّ بنَ صَدَقَة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَنَصْرُ بنُ البَطِر، وَجَمَاعَة.
أَرَّخَ الخَطِيْبُ وَفَاتَهُ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائة.
قُلْتُ: إِنَّمَا سَمِعَ: مِنَ الطَّائِيّ وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، وَلَوْ سَمِعَ فِي صِبَاهُ، لجَاءَ بِالمَحَامِلِيّ وذويه.
3852- الرباطي 2:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، الأَصْبَهَانِيُّ الرِّبَاطِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا أَحْمَد العَسَّال، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الرِّقَاعِي، -الرَّاوِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِي- وَعَبْدِ اللهِ بن الحَسَنِ بنِ بُنْدَار، وَأَبَا بَكْرٍ الجِعَابِيَّ وَالطَّبَرَانِيَّ.
وَزَارَ بَيْت المَقْدِس، وَأَمْلَى بِهِ مَجَالِس.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر بن الحَسَنِ بنِ سُلَيْم المُعَلِّم، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْدَوَيْه وَجَمَاعَة.
تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
3853- المُسَبِّحِيُّ 3:
الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، عِزُّ الملكِ، وَيُلَقَّبُ بِالمُخْتَارِ، مُحَمَّدُ بن عبيد الله ابن أحمد المسبحي، الجندي.
نَالَ دُنْيَا وَرتبَةً مِنَ الحَاكِم. وَكَانَ رَافِضِيّاً مُنَجِّماً، رَدِيءَ الاعْتِقَاد.
لَهُ كِتَاب "التَّنْجِيم وَالإِصَابَات" فِي عشر مُجَلَّدَات، وَكِتَاب "الدّيَانَات" فِي اثْنَيْ عَشَرَ مُجَلَّداً، وَكِتَاب الشّعر ثَلاَثُ مُجَلَّدَات، وَكِتَاب أَصنَاف الجِمَاع ثَلاَث مُجَلَّدَات، وَكِتَاب "التَّارِيْخ" وَأَشْيَاء.
مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَة عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَخمسُوْنَ سَنَة.
وَلَهُ يدٌ طولِى فِي الشِّعر وَالأَدب وَالأَخْبَار.
وَكَانَ أَبُوْهُ مِنَ الأَعيَان، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ عَنْ سن عالية.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 273"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 27"، والعبر"3/ 126".
2 ترجمته في العبر "3/ 138"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 216".
3 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 377"، والعبر "3/ 139"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 216".

(13/105)


التباني، أبو أسامة الهروي:
3854- التباني 1:
الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ تُبَانَ، التُّبَانِيُّ الوَاسِطِيُّ البَيِّع. لَهُ مَجْلِسٌ مَشْهُوْرٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ السَّقَّا، وَعَلِيِّ بن أَحْمَدَ الغَزَّال، وَمُحَمَّد ابن جَعْفَرٍ الشِّمْشَاطِي.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خلف الجمازي، وَأَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ البَزَّاز، وَأَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ نَفِيس، وَهِبَةُ اللهِ الصَّفَّار.
وَثَّقَهُ خمِيسٌ الحَوْزِي.
بقِي إِلَى سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَمن قَاله: البُنَانِي بِموحدَة ثم نونين، فقد وهم.
3855- أبو أسامة الهروي 2:
الإمام المحدث المقرىء، أَبُو أُسَامَة، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ الهَرَوِيُّ، شَيْخُ الحَرَم.
تَلاَ عَلَى السَّامَرِّيّ، وَأَبِي الطَّيِّبِ بن غَلْبُوْنَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ النَّقَّاش مُحَدِّث تِنِّيس، وَأَبِي عَلِيِّ بنِ أَبِي الرَّمْرَام، وَالفَضْلِ بنِ جَعْفَرٍ المُؤَذِّن، وَمُحَمَّد بن وَصيف الغَزِّي، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ المَكِّيّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ السَّلاَمِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ الفَرَّاء، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المُطَرِّز.
وَحَدَّثَ بِمَكَّةَ وَبِدِمَشْقَ، وَسَمِعَ مِنْهُ طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الجِيْرُفْتِي.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: رأيته يقرىء بِمَكَّةَ، وَرُبَّمَا أَمْلَى الحَدِيْثَ مِنْ حِفْظِهِ، فَقَلَبَ الأسانيد، وغير المتون.
عَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ سبع عشرة وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في الأنساب "3/ 19"، واللباب لابن الأثير "1/ 206".
2 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ 464"، ولسان الميزان "5/ 55".

(13/106)


ابن دراج، ابن أبي نصر:
3856- ابن دراج 1:
الأَدِيْبُ، إِمَامُ البُلَغَاء، وَالشُّعَرَاء، أَبُو عُمَرَ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَاصِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بن عِيْسَى بنِ دَرَّاجٍ، القَسْطَلِّيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ.
قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: لَوْ قُلْتُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِالأَنْدَلُسِ أَشْعَرُ مِنْهُ، لَمْ أُبْعِد، وَقَالَ: لاَ يتَأَخَّر عَنْ شَأْوِ حَبِيْبٍ وَالمُتَنَبِّي.
وَكَانَ مِنْ كُتَّاب الإِنْشَاء فِي دَوْلَةِ المَنْصُوْرِ بن أَبِي عَامِر.
لَهُ دِيْوَانٌ مَشْهُوْرٌ. عَاشَ أَرْبَعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وأربع مائة. وقسطلة بليدة.
3857- ابن أبي نصر 2:
الشَّيْخُ الإِمَامُ المُعَدَّلُ الرَّئِيْسُ، مُسْنِدُ الشَّامِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ عُثْمَانَ بنِ القَاسِمِ بنِ مَعْرُوف بن حَبِيْب، التَّمِيْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، المُلَقَّب بِالشَّيْخِ العَفِيْف.
وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَتَلاَ لأَبِي عَمْرٍو عَلَى أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، غُلاَم السَّبَّاك.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أبي ثابت البغدادي، صَاحِبِ الحَسَن بنِ عَرَفَةَ، وَعَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ حَبِيْبٍ الحَصَائِرِي، وَخَيْثَمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ، وَأَبِي الحسن بن
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 40"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 135"، والعبر "3/ 142".. وسيكرر المؤلف ترجمته في هذا الجزء برقم ترجمة عام "3950".
2 ترجمته في العبر "3/ 137"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 215".

(13/107)


حَذْلَم، وَجَعْفَر بن عَدَبَّس، وَأَحْمَد بنِ سُلَيْمَانَ بن زبَّان الكِنْدِيّ، ثُمَّ امْتَنَعَ مِنَ التَّحْدِيْث عَنْهُ لضَعْفِهِ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَة الليثي، وأبي علي ابن هَارُوْنَ، وَعِدَّة. وَتَفَرَّد بِالرِّوَايَة عَنْ كَثِيْرٍ مِنْ هَؤُلاَءِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَرشَأُ بنُ نَظِيْف، وَأَبُو القَاسِمِ الحِنَّائِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ طَلاَّب، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمَّان، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي العَلاَءِ المِصِّيْصِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ آخِرُهُم مَوْتاً عَبْدُ الكَرِيْم بنُ المُؤَمَّل الكَفْرطَابِي.
قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ الدَّرْبَنْدِي: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ خَيراً مِنْ أَلفٍ مِثْلِه إِسْنَاداً وَإِتقَاناً وَزُهْداً مَعَ تَقَدُّمِهِ.
قَالَ رشَأ بنُ نَظِيْف: قَدْ شَاهَدْتُ سَادَاتٍ، فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي نَصْرٍ، كَانَ قُرَّةَ عين.
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ: تُوُفِّيَ شَيْخُنَا ابْنُ أَبِي نَصْرٍ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَلَمْ أَرَ جِنَازَةً كَانَتْ أَعْظَمَ مِنْ جِنَازَتِهِ، كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْث يُهَلِّلُوْنَ وَيُكَبِّرُوْنَ، وَيُظهرُوْنَ السُّنَّة، وَحَضَرَهَا جَمِيْعُ أَهْلِ البلد، حتى اليهود والنصارى، ولم ألف شَيْخاً مِثْلَهُ زُهْداً، وَوَرَعاً وَعِبَادَةً وَرِئَاسَة.
قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً عَدْلاً رضىً. وَكَانَ يُلَقَّبُ بِالعَفِيْفِ. وَكَانَتْ أُصُوْلُهُ حِسَاناً بخطِّ ابْنِ فُطَيْس وَالحَلَبِيّ، وَقَدْ جمع لَهُ أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ السمسار طرق حديث: "نعم الإدام الخل" 1.
قُلْتُ: آخِرُ مَنْ رَوَى حَدِيْثَهُ عَالِياً كَرِيْمَةُ القُرَشِيَّة. وَقَعَ لَنَا جُمْلَةٌ مِنْ طَرِيْقِهِ، مِنْهَا أكثر مغازي ابن عائذ.
__________
1 أخرجه أحمد "3/ 301-304، 352، 364، 371، 389، 390، 400"، ومسلم "2052"، وأبو داود "3820"، "3821"، والترمذي "1839"، من حديث جابر بن عبد الله، به.

(13/108)


الكاغدي، الرزاز:
3858- الكاغدي 1:
مُسْنِدُ سَمَرْقَنْد، الشَّيْخُ أَبُو الفَضْلِ، مَنْصُوْرُ بنُ نَصْرِ بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن مَتّ، السَّمَرْقَنْدِيُّ الكَاغَديُّ، وَإِليه يُنْسَبُ الوَرَقُ العَالِي المَنْصُوْرِي.
كَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنِ الهَيْثَمِ بنِ كُلَيْب الشَّاشِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الجَمَّال، وَعَاشَ نَحْواً مِنْ مائَة عَام.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ خِذَام، وَأَبُو إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ البُخَارِيّ، وَالفَقِيْه أَبُو بَكْرٍ الشَّاشِيُّ، وَآخَرُوْنَ مِنْ أَهْلِ مَا وَرَاء النَّهر.
تُوُفِّيَ بِسَمَرْقَنْدَ في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة.
وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحُرْفِيّ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُوْمِسَانِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله ابن شَهْرَيَار، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسْنُوَيْه المُعَلِّم، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ رَجَاء بعسقلاَن.
3859- الرزاز 2:
الشَّيْخُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ، البَغْدَادِيُّ الرَّزَّاز.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلَاث مائَة.
وَسَمِعَ: عُثْمَانَ بنَ أَحْمَدَ بنِ السَّمَّاكِ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّجَّاد، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بن عَلِيٍّ الطَّسْتِي، وَأَبَا سَهْل بنَ زِيَادٍ، وَأَبَا عُمَرَ غُلاَم ثَعْلَب، وَمَيْمُوْنَ بن إِسْحَاقَ، وَجَعْفَراً الخُلْدِيّ، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيْرِ القُرَشِيّ، وَدعْلَجاً السِّجْزِيَّ.
وَتَلاَ لحَمْزَةَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ مِقْسَم، عَنْ إِدْرِيْس الحَدَّاد.
تَلاَ عَلَيْهِ عَبْد السَّيِّد بنُ عتَّاب وَغَيْرهُ.
وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الطريثيثي، وجماعة من البغاددة والخراسانية وغيرهم.
وَرَوَى الكَثِيْر، وَكُفَّ بَصَره بِأَخَرَة، وَكَانَ لَهُ حَانُوْتٌ فِي الرَّزَّازين.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ كَثِيْرَ السَّمَاع وَالشُّيُوْخ، وَإِلَى الصِّدْقِ مَا هُوَ، شَاهدتُ جُزءاً مِنْ أُصُوْله مِنْ أَمَالِي ابْنِ السَّمَّاكِ، فِي بَعْضِهَا سَمَاعُهُ بِالخَطِّ القَدِيْمِ ثُمَّ رَأَيْتُهُ قَدْ غُيِّر بَعْد وَقتٍ وَفِيْهِ إِلحَاقٌ بخطٍّ جَدِيد. مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْر العَالِي بهَرَاة، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جِبارَة بِكَسْر الْجِيم الجَوْهَرِيُّ بِدِمَشْقَ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مِشْماس الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَد بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّكْوَانِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ البَزَّاز، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ علي ابن مُحَمَّدِ بنِ حِيْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أحمد الثقفي.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 337"، واللباب لابن الأثير "3/ 76"، والعبر "3/ 152".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 330"، والأنساب للسمعاني "6/ 108"، وميزان الاعتدال "3/ 113"، ولسان الميزان "4/ 196".

(13/109)


ابن مخلد، ابن الفخار:
3860- ابن مخلد 1:
الشَّيْخُ المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ وَقْتِهِ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن مخلد، البغدادي البزاز.
وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: مِنْ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ الصَّفَّار، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ، وَعُمَر بن الحَسَنِ الأُشْنَانِيّ، وَعُثْمَان بنِ السَّمَّاكِ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَجَعْفَرٍ الخُلْدِيّ، وَغَيْرهم. وَهُوَ خَاتمَةُ أَصْحَابِ ابْن البَخْتَرِيِّ وَالصَّفَّار.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَعَلِيُّ بنُ طَاهِرٍ المَوْصِلِيُّ، وأبو القاسم ابن أَبِي العَلاَءِ المِصِّيْصِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ البُسْرِيّ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الرَّبَعِيّ، وَعَبْدُ السَّمِيع بنُ عَلِيٍّ الهَاشِمِيّ، وَأَبُو تَمَّام هِبَةُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيْثِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بن خُشَيْش، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَيَانٍ الرَّزَّاز، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً، أَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو القَاسِمِ اللاَّلْكَائِيُّ، وَكَانَ جَمِيْلَ الطَّريقَةِ، لَهُ أُنْسَةٌ بِالعِلْم، وَمَعْرِفَةٌ بِشَيْءٍ مِنَ الفِقْه عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ العِرَاقِ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ. كتبنَا عَنْهُ. وَبلغنِي أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ كفن.
قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ تسع عشرة وأربع مائة.
3861- ابن الفخار 2:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، عَالِمُ الأَنْدَلُس، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ يوسف بن الفخار، القرطبي المالكي.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 231"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 37"، والعبر "3/ 133".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 510"، والعبر "2/ 132"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 268"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 213".

(13/110)


وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عِيْسَى اللَّيْثِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ البَاجِي، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن عَوْنِ اللهِ، وَطَبَقَتِهِم، وَحَجَّ، وَسَمِعَ: بِمِصْرَ مِنْ طَائِفَة. وَجَاوَرَ بِالمَدِيْنَةِ.
وَقَدْ تَفَقَّهَ بِأَبِي مُحَمَّدٍ الأَصِيْلِي، وَأَبِي عُمَرَ بن المكْوِي.
وَكَانَ رَأْساً فِي الفِقْهِ، مُقَدَّماً فِي الزُّهْد، مَوْصُوَفاً بِالحِفْظ، مُفْرِطَ الذَّكَاء، عَارِفاً بِالإِجْمَاعِ وَالاخْتِلاَف، عَدِيْمَ النَّظِيْر، يَحْفَظُ المُدَوَّنَة سرداً، وَالنَّوَادر لأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي زَيْدٍ.
أُريد عَلَى الرُّسليَّة إِلَى أُمرَاء البَرْبَر، فَأَبَى، وَقَالَ: بِي جفَاءٌ، وَأَخَافُ أَنْ أُوذى. فَقَالَ الوَزِيْر: وَرَجُلٌ صَالِحٌ يخَافُ المَوْتَ! فَقَالَ: إِنْ أَخَفْهُ، فَقَدْ خَافَهُ أَنْبِيَاءُ الله، هَذَا مُوْسَى قَدْ حَكَى الله عنه: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ} [الشُّعَرَاء: 21] .
قَالَ ابْنُ حَيَّان: توفي الفقيه الحافظ المشاور، المستبحر الرِّوَايَة، البَعِيْدُ الأَثَر، الطَّوِيْلُ الهِجْرَةِ فِي طَلَبِ العِلْمِ، النَّاسكُ المُتَقَشِّفُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الفَخَّار بِمَدِينَةِ بَلَنْسِيَة فِي عَاشر ربيع الأَوّل سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. فَكَانَ الحفلُ فِي جِنَازَتِهِ عَظِيْماً. وَعَاين النَّاسُ فِيْهَا آيَةً مِنْ طيورٍ شبهِ الخُطَّافِ وَمَا هِيَ بِهَا تخلَّلتِ الجمعَ رَافَّةً فَوْقَ النَّعشِ، جَانحَةً إِلَيْهِ، مشِفَّةً إِلَيْهِ، لَمْ تُفَارق نَعْشَهُ إِلَى أَنْ وُورِي، فَتَفَرَّقَتْ، وَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِذَلِكَ وَقتاً. مَكَثَ مُدَّة بِبَلَنْسِيَة مُطَاعاً، عَظِيْمَ القَدْرِ عِنْد السُّلْطَان وَالعَامَّة، وَكَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ عَظِيْمَةٍ فِي الفِقْهِ وَالنُّسك، صَاحِبَ أَنباء بَدِيْعَة.
قَالَ جُمَاهر بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: صَلَّى عَلَى ابْنِ الفَخَّار الشَّيْخُ خَلِيْلٌ التَّاجِرُ، وَرَفْرَفَتْ عَلَيْهِ الطَّيرُ إِلَى أَنْ تَمَّتْ مُوَارَاتُهُ.
وَكَذَا ذَكَرَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ القُبَّشِيُّ مِنْ خَبَرِ الطُّيُور، وَزَاد: كَانَ عُمُرُه نَحْو الثَّمَانِيْنَ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ مُجَابُ الدَّعْوَةِ. وَاخْتُبِرَتْ دَعْوَتُهُ فِي أَشْيَاء.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: مَاتَ فِي سَابع ربيع الأَوّل سَنَة 419 عَنْ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَهُوَ آخِر الفُقَهَاء الحُفَّاظ، الرَّاسِخِيْن العَالِمِين بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بِالإِندلس. رَحِمَهُ الله.
وَقَالَ القَاضِي عِيَاض: كَانَ أَحَفَظَ النَّاسِ، وَأَحَضَرَهَم عِلْماً، وَأَسْرَعَهُم جَوَاباً، وَأَوقَفَهُم عَلَى اخْتِلاَفِ الفُقَهَاء وَتَرْجِيْحِ المَذَاهب، حَافِظاً للأَثر، مَائِلاً إِلَى الحُجَّة وانظر. فَرَّ عَنْ قُرْطُبَة إِذْ نذرت البَرْبَر دَمَهُ عِنْدَ غَلَبَتِهِم عَلَى قُرْطُبَة.
قُلْتُ: سَمِيُّه الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الفَخَّار المَالقِي، مَاتَ سنة تسعين وخمس مائة.

(13/111)


ابن العجوز، صالح بن مرداس:
3862- ابن العجوز 1:
مُفْتِي المَغْرِب، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَبْدُ الرَّحِيْم بنُ أَحْمَدَ، الكُتَامِيُّ المَالِكِيُّ، مِنْ بَيْت حِشْمَةٍ وَرِئاسَةٍ. دَارَتِ الفُتْيَا عَلَيْهِ بِسَبْتَة، وَفِي عَقِبِهِ أَئِمَّةٌ نُجَبَاء.
لاَزَمَ أَبَا مُحَمَّدٍ بن أَبِي زَيْدٍ. وَسَمِعَ: مِنَ الأَصِيْلِي.
رَوَى عَنْهُ: قَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ المَأْمُوْنِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ يَعْقُوْبَ الكَلاَعِيّ، وَأَهْلُ سَبْتَة. وَكَانَ مِنْ بُحُور العِلْم.
مَاتَ سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة أَوْ بَعْدهَا.
وَمَاتَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وفِي ذُرِّيَّتِهِ أَئِمَّةٌ كبار بالمغرب.
3863- صالح بن مرداس 2:
المَلِكُ، أَسَدُ الدَّوْلَةِ الكِلاَبِيُّ، مِنْ وُجُوْهِ العَرَبِ.
تَمَلَّكَ حَلَبَ، وَانْتَزَعَهَا مِنْ مُرْتَضَى الدَّوْلَةِ نَائِبِ الظَّاهِرِ العُبِيْدِيِّ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَأَقبَلَ لِمُحَارَبَتِهِ المِصْرِيُّونَ، عَلَيْهِم الدِّزْبَرِي، فَكَانَ المَصَافُّ بِالأُقْحُوَانَة فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة عِشْرِيْنَ، فَقُتِلَ صَالِح. وَكَانَ بِيَدِهِ بَعْلَبَكَّ أَيْضاً.
وَنَجَا وَلدُهُ أَبُو كَامِلٍ نَصْرٌ، فَتَمَلَّكَ حَلَبَ، وَلُقِّبَ سَيِّد الدَّوْلَة. وَبَقِيَ إِلَى سَنَة تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ، فَاقتتل هُوَ وَعسكرُ مِصْر عِنْد حمَاة، فَقُتِلَ نَصْرٌ، وَأَخَذَ الدِّزْبَرِيُّ حَلَبَ وَالشَّامَ كُلَّه، إِلَى أَنْ مَاتَ بِحَلَب فِي سَنَةِ 434، فَأَقبل مِنَ الرَّحْبَة ثُمَالُ بنُ صَالِحٍ، وَهُوَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ، فَتَمَلَّكَ حَلَبَ إِلَى سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ، فَقَاتله المِصْرِيُّون، فَهَزمَهُم، ثُمَّ التَقَوهُ، فَهَزَمَهُم، وَتَمَكَّنَ، ثُمَّ صَالَحَ صَاحِبَ مصر، وراح إلى مِصْر، فَتَوَثَّبَ ابْنُ أَخِيْهِ مَحْمُوْد، وَحَارَبَ وَتَمَلَّكَ، وَجرت لَهُ أَحْوَالٌ، حَتَّى مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ نَصْرُ ابن مَحْمُوْدِ بن نَصْرِ بن صَالِح بن مِرْدَاس أَيَّاماً، وَقُتِلَ، فَتَمَلَّكَ أَخُوْهُ سَابِق، فَدَام إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. فَانتزع مِنْهُ صَاحِبُ المَوْصِل حَلَبَ. وَهُوَ مُسْلِمُ بنُ قُرَيْش.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 138"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 216".
2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 487"، والعبر "3/ 136"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 214".

(13/112)


إسماعيل بن ينال، الجمال، البجاني:
3864- إسماعيل بن ينال 1:
الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو إِبْرَاهِيْمَ المَحْبُوْبِيُّ.
سَمِعَ مِنْ: مَوْلاَهُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَحْبُوْبٍ المَرْوَزِيُّ جَامِعَ أَبِي عِيْسَى. وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي بَكْرٍ الدَّاربُرْدِي وَهُوَ خَاتِمَةُ مَنْ سَمِعَ: مِنِ ابْنِ محبوب.
قال أبو بكر السمع: اني: كَانَ ثِقَةً عَالِماً، أَدْرَكْتُ بِحَمْدِ اللهِ نَفَراً مِنْ أَصْحَابِهِ.
قُلْتُ: وَلأَبِي الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَدَّاد مِنْهُ إِجَازَةٌ مَشْهُوْرَةٌ بِمَرْوِيَّاتِهِ.
قَالَ السمع: اني أَبُو بَكْرٍ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. زَادَ غيره: مات في صفر منها.
3865- الجمال 2:
الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ، الأَصْبَهَانِيُّ الجَمَّالُ.
لَهُ جُزْءٌ مشهور سمع: ناه.
يَرْوِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ فَارِس، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَبَّاز، وَعَلِيُّ بنُ الفَضْلِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاق اليَزْدِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مردويه وَآخَرُوْنَ.
مَاتَ فِي رَبِيْعِ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ.
3866- البجاني 3:
الشَّيْخُ الفَقِيْهُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ يَعْقُوْبَ، الأَنْدَلُسِيُّ البَجَّانِيُّ المَالِكِيُّ. وَبَجَّانَة: بُلِيْدَةٌ بِالأَنْدَلُسِ، مُسْتَفَادٌ مَعَ بِجَايَة المَدِيْنَةِ النَّاصِرِيَةِ، الَّتِي أَنشأَهَا الأَمِيْرُ النَّاصرُ بنُ عَلنَاس بغربِي إِفْرِيْقِيَة، وَهِيَ بَلَد كَبِيْرَةٌ عامرة.
سَمِعَ أَبُو عَلِيٍّ مِنْ أَبِي عُثْمَانَ سَعِيْدِ بن فَحْلُوْنَ خَاتمَةِ أَصْحَابِ يُوْسُف المغَامِي. وَتُوُفِّيَ ابْنُ فَحْلُوْنَ شَيْخُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ هُوَ آخِرَ مَنْ رَأَى ابن فحلون.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 142"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 219".
2 ترجمته في العبر "3/ 143"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 219".
3 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 141"، والعبر "3/ 143"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 219".

(13/113)


رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيُّ، وَقَالَ: كَانَ قَدِيْمَ الطَّلَبِ، كَثِيْرَ السَّمَاع، مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، عُمّر طَوِيْلاً، وَاحْتِيْجَ إِلَيْهِ، وَقَارب المائَة.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عتَّاب، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو بَكْرٍ المُصْحَفِي، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ العُذْرِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَانْتَهَى إِلَيْهِ علوُّ الإِسْنَاد بِالأَنْدَلُسِ.
مَاتَ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، عَنْ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
وَفِيْهَا مَاتَ الكِبَار: القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ مُوْسَى الصَّيْرَفِيّ، وَسُلْطَانُ الوَقْتِ مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِيْن، وَأَبُو إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَنَال المَحْبُوْبِي، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ البَاطِرْقَانِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْد بن الحُسَيْنِ السَّلِيْطِيّ، وَالحَسَنُ بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي الأَصَمُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجمال.

(13/114)


القراب، ابن العالي:
3867- القراب:
الإمام الحفاظ القدوة، شيخ الإسلام، أبو محمد، إسماعيل بن الحَافِظِ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، السَّرَخْسِيُّ ثُمَّ الهَرَوِيُّ القَرَّابُ، أَخُو الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبِي يَعْقُوْبَ إِسْحَاقَ.
كَانَ مِنْ أَفرَاد الدَّهْرِ، قُدوَةً فِي الزُّهْد، عَظِيْمَ القَدْرِ.
وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: مَنْصُوْر بنَ العَبَّاسِ، وَأَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ محمد بن مقسم المقرىء، وَأَبَا أَحْمَد بن الغِطْرِيْفِيّ، وَأَبَا عُمَرَ بنَ حَمْدَان، وَأَبَا أَحْمَد الحَاكِم، وَمَخْلَد بن جَعْفَرٍ البَاقَرْحِي، وَبِشْرَ بن أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَعَلِيَّ بنَ عِيْسَى العَاصمِي وَطَبَقَتَهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَطَاءٍ عَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَلِيْحِيّ، وَشَيْخُ الإِسْلاَمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ وَجَمَاعَة.
وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ، مِنْهَا كِتَابُ درجَات التَّائِبين، الَّذِي يَرْوِيْهِ أَبُو الوَقْتِ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْهُ.
وَكَانَ مُقَدَّماً فِي عِدَّةِ عُلُوم، رَأْساً فِي الزُّهْد وَالتَّأَلُّه.
وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي "منَاقب الشَّافِعِيّ".
قَالَ الحَافِظُ يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيُّ: كَانَ فِي عِدَّةٍ مِنَ العُلُوم إِمَاماً، مِنْهَا القرَاءاتُ وَالحَدِيْثُ وَالفِقْهُ وَمعَانِي القُرْآن وَالأَدبُ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِيْهَا فِي غَايَةِ الحُسْن. قَالَ: وَلَهُ كِتَاب "الجمعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ"، بِأَسَانيده، وَكَانَ فِي الزُّهْدِ وَالتَّقلُّل مِنَ الدُّنْيَا آيَةً، فَلَمْ تَجِدْ سُوقُ فضلِهِ بهَرَاةَ نَفَاقاً، كَانَ الصِّيْتُ إِذْ ذَاكَ لِيَحْيَى بنِ عَمَّار.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَح: رَأَيْتُ كِتَاب أَبِي مُحَمَّدٍ القَرَّاب المسمى بالكافي فِي علم القُرْآن، فِي عِدَّة مُجَلَّدَات، وَهُوَ كِتَابٌ مُمْتِعٌ، مُشْتَمِلٌ عَلَى عِلْمٍ كَثِيْرٍ، وَقَدْ قَالَ فِي منَاقب الشَّافِعِيّ: لقيتُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَاب ابْن سُرَيْج.
وَكَانَ القَرَّابُ قَدْ تَفَقَّهَ ببغداد على الإمام عبد العزيز الداركي.
مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَمَاتَ أَخُوْهُ أَبُو يَعْقُوْبَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَمَاتَ أَبوهُمَا الإِمَامُ أبو إسحاق في سنة.
3868- ابن العالي 1:
الشيخ الإمام الصادق، خَطِيْبُ بُوْشَنْجَ، أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْر بن العَالِي، الخُرَاسَانِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا أَحْمَد بنَ عَدِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ السَّرَّاج النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ السَّلِيْطِيّ، وَمُحَمَّدَ بن عَلِيٍّ الغَيْسَقَانِي، وَأَبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ كَثِيْر بن دَيْسَم، وَالإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيَّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَاصِمِي البُوْشَنْجِيّ وَجَمَاعَةٌ.
وَقَعَ لَنَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيْثه.
تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وأربع مائة، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 318"، واللباب لابن الأثير "2/ 305"، والعبر "2/ 131".

(13/115)


التهامي، الجرجرائي، ابن فنجويه:
3869- التهامي 1:
شَاعِرُ وَقْتِهِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بن فهد، التهامي.
لَهُ دِيْوَانٌ صَغِيْرٌ، وَكَانَ دَيِّناً، وَرِعاً عَنِ الهجَاء.
وُلِدَ بِاليَمَنِ، وَقَدِمَ الشَّامَ وَالعِرَاقَ وَالجبل، وَامتدح ابْنَ عَبَّاد، وَصَارَ مُعتزليّاً، ثُمَّ وَلِي خطَابَةَ الرَّمْلَة، وَزعم أَنَّهُ علوِيٌّ. وَذَهَبَ إِلَى مِصْرَ بِخَبَرٍ لحَسَّان بنِ مُفَرِّج، فَقُتِلَ سِرّاً سنة ست عشرة وأربع مائة.
3870- الجرجرائي 2:
الشَّيْخُ العَالِمُ، الحَافِظُ الرَّحَّالُ المُفِيْدُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ بنِ سُلَيْمَانَ، الجَرْجَرَائِيُّ، الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ، تِلْمِيْذُ مُحَدِّث بلده محمد بن أحمد المفيد.
سَمِعَ: بِبَغْدَادَ لَمَّا قَدِمَهَا مِنْ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ الذَّارع وَطَبَقَتِهِ، وَبِجُرْجَانَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ الغِطْرِيْف، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أبي بكر ابن المقرىء وَطَائِفَة، وَبِدِمَشْقَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الخَلاَّل وَغَيْرِهِ، وَببلخ وَأَنطَاكيَة وَالنَّوَاحِي، وَسَمِعَ: المُحَدِّثُونَ بَانْتِخَابه. وَمَا علمْتُ بِهِ بَأْساً.
ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ عَسَاكِر مُختصراً، وَعَرفه أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ النَّجَّار، وَذكر أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ هَنَّادُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّسَفِيُّ، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَامَا الحَافِظ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُخَارِيُّ الحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ البَاطِرْقَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِح العَطَّار وَآخَرُوْنَ.
سَكَنَ بُخَارَى فِي آخِرِ عُمُرِهِ. وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالفَهْم وَالمعرفَة.
تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. أَحسبه من أبناء السبعين.
3871- ابن فنجويه 3:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ المُفِيْدُ، بَقِيَّةُ المَشَايِخ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحِ بنِ شُعَيْب بن فنجويه، الثقفي الدينوري.
__________
1ترجمته في وفيات الأعيان "3/ 378"، والعبر "3/ 122"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 263".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 224"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 203".
3 ترجمته في العبر "3/ 116"، وتبصير المنتبه "3/ 1084"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 200".

(13/116)


رَوَى عَنْ: هَارُوْنَ العَطَّارِ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ حَبَش، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ السُّنِّي، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَعِيْسَى بنِ حَامِد الرُّخَّجِي، وَأَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ الدِّيْنَوَرِيّ، وَإِسْحَاقَ بن محمد النعالي، وعدد كَثِيْرٍ مِنْ أَهْلِ هَمَذَان وَغيرِهَا.
حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَرٌ الأَبْهَرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَة، وَسَعْدُ بنُ حَمْد وَابنَاهُ سُفْيَانُ وَمُحَمَّدٌ، وَأَبُو الفَضْلِ القُوْمِسَانِي، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُوْس بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعد، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الأَخْرَم المُؤَذِّن، وَأَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ المُؤَذِّن، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى الكَرْمَانِيّ وَخَلْق.
قَالَ شِيْرَوَيْه فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، كَثِيْرَ الرِّوَايَةِ لِلْمَنَاكِير، حسنَ الخَطِّ، كَثِيْرَ التَّصَانِيْفِ، دَخَلَ هَمَذَان فَقيراً، فَجَمَعُوا لَهُ، وَسَارَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، فَوَقَعَ لَهُ بِهَا حِشْمَةٌ جَلِيْلَةٌ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيّ فِي التَّفْسِيْر، وَتَكَلَّمَ فِيْهِ الحَافِظُ أَبُو الفَضْلِ الفَلَكِيُّ، وَقَالَ: مَا سَمِعَ: مِنْ عُبَيْد اللهِ بنِ شَيْبَةَ. فَخَرَجَ سَاخِطاً مِنْ هَمَذَان، فَتَبِعَهُ الفَلَكِيُّ، وَاعْتَذَرَ، وَرَجَعَ عَنْ مَقَالَتِهِ، فَكَانَ يَدْعُو عَلَى الفَلَكِيّ.
مَاتَ بِنَيْسَابُوْرَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَقَدْ حَدَّثَ بالمجتبى من "سنن" أبي داود.

(13/117)


3872- الجارودي 1:
الحَافِظُ الإِمَامُ، المُتْقِنُ الجَوَّالُ، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الجَارُوْدِيُّ، الهَرَوِيُّ.
سَمِعَ: حَامِدَ بنَ مُحَمَّدٍ الرَّفَّاء، وَسُلَيْمَانَ بن أَحْمَدَ الطبراني، ومحمد بن عَبْدِ اللهِ السَّلِيْطِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ نُجَيْد السُّلَمِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ الحُسَيْنِ النَّضْرِيَّ المَرْوَزِيَّ، وَأَبَا إِسْحَاقَ القَرَّاب، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ سَلْمَوَيْهِ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَعُمَر بن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الأَهْوَازِيَّ، وَخَلْقاً سُوَاهُم بِنَيْسَابُوْرَ وَأَصْبَهَان وَمَرو وَالحِجَازِ وَالعِرَاقِ وَالرَّيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَطَاءٍ عَبْدُ الأَعْلَى المَلِيْحِيّ، وَشَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ وَأَهْلُ هَرَاة.
وَكَانَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا إِمَامُ أهل المشرق أبو الفضل الجارودي.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 159"، واللباب لابن الأثير "1/ 249"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 968"، والعبر "3/ 114"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 199".

(13/117)


قَالَ أَبُو النَّضْر الفَامِي: كَانَ أَبُو الفَضْلِ عَدِيْمَ النَّظِيْر فِي العُلُوم، خُصُوْصاً فِي عِلْمِ الحِفْظِ وَالتَّحْدِيْثِ، وَفِي التَّقَلُّل مِنَ الدُّنْيَا وَالاَكتفَاءِ بِالقُوْت، كَانَ وَحيداً فِي الوَرَع، وَقَدْ رَأَى بَعْضُ النَّاس رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، فَأوصَاهُ بزيَارَة قَبْر الجَارُوديُّ، وَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ فَقيراً سُنّياً.
وَقَالَ بَعْضُ الكِبَار: الجَارُوْدِيِّ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ بهَرَاة تَخْرِيْجَ الفوائِد، وَشرح الرِّجَال وَالتَّصْحِيْح.
قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْمَاعِيْل الأَنْصَارِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الجَارُوْدِيَّ يَقُوْلُ: رَحَلْتُ إِلَى الطَّبَرَانِيّ، فَقَرَّبَنِي وَأَدنَانِي، وكان يَتَعَسَّر عَلِيَّ، وَيبذُلُ لِآخَرين، فَكَلَّمته فِي هَذَا، فَقَالَ: لأَنَّكَ تَعْرِفُ قدر هَذَا الشَّأْنِ.
مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَقَدْ شَاخَ وَأَسنَّ.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُوْدِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ القَاضِي بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الأَخْرَم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْر الطُّوْسِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ الحُبَاب، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أُسَامَة بن زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يَسْرُدُ سَرْدَكُم هَذَا، يَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ فَصْلٍ يحفظه كل من سمعه"1.
__________
1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 118، 157"، ومسلم "2493"،وأبو داود "3655".

(13/118)


السكري، سابور بن أردشير، غلام محسن، ابن حيد:
3873- السكري 1:
الشَّيْخُ المُعَمَّر الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ البَغْدَادِيُّ السُّكَّرِيُّ، ويعرف: بابن وجه العجوز.
سَمِعَ: مِنْ إِسْمَاعِيْل الصَّفَّار عِدَّةَ أَجزَاء انْفَرد بِعلُوِّهَا، وَسَمِعَ مِنْ جَعْفَر الخُلْدِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَجَمَاعَة.
رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالبَيْهَقِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ البُسْرِيّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْنَا عَنْهُ وَكَانَ صَدُوْقاً.
مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. رَحِمَهُ اللهُ.
3874- سابور بن أردشير 2:
الوَزِيْرُ الأَوْحَدُ البَلِيْغُ، بَهَاءُ الدَّوْلَةِ، أَبُو نَصْرٍ.
وزر لبهَاءِ الدَّوْلَة بنِ عَضُدِ الدَّوْلَة.
وَكَانَ شَهْماً مَهِيْباً كَافياً، جَوَاداً مُمَدَّحاً، لَهُ بِبَغْدَادَ دَارُ عِلْم.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة عَنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَمَاتَ مخدومُه بِأَرَّجَان سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة كَهْلاً.
وَقَدْ مَدَحَ سابور الببغاء وطائفة.
3875- غلام محسن:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ، أَبُو عَلِيٍّ، أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزْدَادَ، الأَصْبَهَانِيُّ، غُلاَم مُحْسِنٍ.
سَمِعَ: أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ فَارِس، وَأَبَا أَحْمَد العَسَّال.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ عُمَر بنُ أَحْمَدَ المُعَلِّم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحَافِظِ ابْن مَرْدَوَيْه، وَجَمَاعَةٌ مِنْ مَشَايخ الحَافِظ السِّلَفِيّ.
تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثمَانِي عَشْرَة وأربع مائة.
3876- ابن حيد:
العَدْلُ الرَّئِيْسُ، المُجَاهِدُ الغَازِي، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حِيْدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الجَوْهَرِيُّ الصَّيْرَفِيُّ، أَحَدُ الكُبَرَاء، وَإِليه يُنْسَبُ قَصْرُ حِيْد.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَمِنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ نُجَيْدٍ.
حَدَّثَ عنه: أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المُزَكِّي، وَجَمَاعَةٌ آخرهُم حَفِيْدُهُ مَنْصُوْرُ بنُ بَكْر بن مُحَمَّدِ بنِ حِيْدٍ.
تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَلَهُ جُزءٌ مشهور عن الأصم، سمعناه عاليًا.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 199"، والعبر "3/ 125"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 208".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 22"، ووفيات الأعيان "5/ 354".

(13/119)


السلهي، السليطي، المعاذي:
3877- السهلي 1:
الشَّيْخُ أَبُو الفَضْلِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ، السَّهْلِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَدِيْبُ، شَيْخُ النَّحْوِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي الوَلِيْد الفَقِيْه، وَأَبِي الفَضْلِ المُزَكِّي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ الوَاحِديُّ، وَبِهِ تَأَدَّبَ، وَأَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ القُشَيْرِيّ.
وَعَاشَ إِلَى حدود العشرين وأربع مائة.
3878- السليطي:
الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ سُلَيْمَانَ، السَّلِيْطِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، النَّحْوِيُّ المُعَدَّل.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المزكي، شيخ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ.
وَثَّقَهُ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة إحدى وعشرين وأربع مائة.
3879- المعاذي 2:
الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ حمد بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، المُعَاذِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ.
سَمِعَ: مَجْلِسَيْن مِنْ أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ.
قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ: سَمَاعهُ مِنْهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، وَجَمَاعَة.
وَثَّقَه عَبْدُ الغَافِرِ.
__________
1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 261"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 369".
2 ترجمته في العبر "3/ 143"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 219".

(13/120)


3880- الجصاص 1:
شَيْخُ الزُّهَّاد، أَبُو مُحَمَّدٍ، طَاهِرُ بنُ حَسَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، الهَمَذَانِيُّ، الجَصَّاصُ.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الكِسَائِيّ، صَاحِبِ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيّ، وَعَنْ غَيْرِهِ قَليلاً.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُسْلِم بنُ غَزْو. وَحَكَى عَنْهُ طَائِفَةٌ مِنَ الفُقَرَاء.
وَلَهُ أَحْوَالٌ وَخَوَارِقُ. وَبَعْضُهُم رمَاهُ بِالزَّنْدَقَةِ. وَقَدْ عظمه شيرويه الديلمي، وبالغ.
وَلَهُ مُصَنَّفَات عِدَّة، مِنْهَا أَحْكَام المُرِيْدِين مُجَلَّد.
وَكَانَ يقَرَأُ القُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيْلَ وَالزَّبُور، وَيَعْرِفُ تَفْسِيْرَهَا فِيْمَا قِيْلَ.
وَسُئِلَ عَنِ التَّوحيد، فَقَالَ: أَنْ يَكُوْنَ رُجُوعُك إِلَى نَفْسِكَ وَنظرُكَ إِلَيْهَا أَشَدَّ عَلَيْكَ مِنْ ضَرْبِ العُنُق.
قَالَ جَعْفَرٌ الأَبْهَرِيُّ: كَانَ لطَاهِرٍ الجَصَّاصِ ثَلاَثُ مائَة تِلْمِيْذ، كُلُّهُم مِنَ الأَوتَاد.
قَالَ مَكِّيُّ بنُ عُمَرَ البَيِّع: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى يَقُوْلُ: صَامَ طَاهِرٌ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً أَرْبَعِيْنَ مرَّة، فآخرُ أَرْبَعِيْنَ عَمِلَهَا صَامَ عَلَى قِشْرِ الدُّخْنِ، فَلِيُبْسِهِ قَرِعَ رَأَسُهُ، وَاخْتَلَطَ فِي عقله، وَلَمْ أَرَ أَكْثَرَ مُجَاهَدَةً مِنْهُ.
قُلْتُ: فِعْلُ هَذِهِ الأَرْبَعينَات حَرَامٌ قَطْعاً، فعُقباهَا مَوْتٌ مِنَ الخَوَر أَوْ جُنُوْنٌ وَاخْتِلاَطٌ، أَوْ جَفَافٌ يُوْجب للمَرْءِ سَمَاعَ خِطَابٍ لاَ وَجودَ لَهُ أَبَداً فِي الخَارج، فَيَظُنُّ صَاحِبُهُ أَنَّهُ خِطَابٌ إِلِّي. كلاَ وَاللهِ.
قَالَ شِيْرَوَيْه: كَانَ طَاهِرٌ يَذْهَبُ مَذْهَبَ أَهْلِ المَلاَمَة.
وَقَالَ ابْنُ زيرك: حَضَرتُ مَجْلِساً ذُكِرَ فِيْهِ الجَصَّاصُ، فَبَعْضُهُم نَسَبَهُ إِلَى الزَّنْدَقَة، وَبَعْضُهُم نَسَبَهُ إِلَى المَعْرِفَة.
وَقِيْلَ: كَانَ تَركَ اللَّحْمَ وَالخُبْزَ، فحوقق في ذلك، فقال: إذا أكلتهما، طالبتني نفسي بتقبيل أمرد مليح.
وكان عليه قمل مفرط، ولا يَقْتلُهُ، وَيَقُوْلُ: لاَ يُؤذِينِي.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَان عشرة وأربع مائة وقبره يزار بهمذان.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 260".

(13/121)


النسائي، الربعي، ابن مرزوق:
3881- النسائي 1:
شَيْخُ الشَّافِعِيَّةُ، العَلاَّمَةُ أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ زُهَيْر بن أَخطل، النَّسَائِيُّ، خَطِيْبُ نَسَا.
سَمِعَ مِنَ: الأَصَمِّ، وَأَبِي حَامِدٍ الحَسْنَوِي، وَابْن عَبْدُوْس الطَّرَائِفِيّ، وَحَسَّان بن مُحَمَّدٍ، وَأَبِي سَهْل بنِ زِيَادٍ القَطَّان. وَعُمِّرَ دَهْراً.
رَوَى عَنْهُ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ وَطَائِفَةٌ. وَرَحَلَ إِلَيْهِ الفُقَهَاءُ.
تُوُفِّيَ لَيْلَةَ عِيْدِ الفِطْرِ سَنَة ثمَانِي عَشْرَة وأربع مائة. رحمه الله.
3882- الربعي 2:
إِمَامُ النَّحْو، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عِيْسَى بن الفرج الربعي، البغدادي، صاحب التصانيف.
لاَزَمَ أَبَا سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيّ بِبَغْدَادَ، وَأَبَا عَلِيٍّ الفَارِسِيّ بِشِيْرَاز، حَتَّى بَلَغَ الغَايَة.
بَلَغَنَا أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ قَالَ: قُوْلُوا لعلِيٍّ البَغْدَادِيِّ، لَوْ سرتَ مِنَ الشَّرْقِ إِلَى الغَرْبِ، لَمْ تَجِدْ أَحَداً أَنْحَى مِنْكَ. وَيُقَالُ: وَاظبه بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَصَنَّفَ "شَرْحاً للإِيْضَاح"، وَشَرْحاً "لمُخْتَصَر الجَرْمِيّ". وَتَخَرَّجَ بِهِ كِبَارٌ.
مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَقَدْ بَلَغَ ثِنْتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
وَقِيْلَ: أَصْلُهُ مِنْ شِيْرَاز. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
3883- ابْنُ مَرْزُوْقٍ:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ مَرْزُوْقٍ، المِصْرِيُّ الأَنْمَاطِيُّ المُعَدَّل.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الْورْد "السِّيْرَةَ"، وسمع من: أحمد بن عبيد الحِمْصِيِّ الصَّفَّار، وَحَمْزَةَ الكِنَانِيّ، وَالحُسَيْنِ بن إِبْرَاهِيْمَ الفَرَائِضي الدِّمَشْقِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال، وَسَمِعَ: مِنْهُ الحَبَّالُ السِّيْرَةَ تَهْذِيْبَ ابْنِ هِشَام، وَإِنَّمَا يُعْرف الحَبَّالُ بروَايته للسِّيْرَة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ النَّحَاس.
مَاتَ ابْنُ مَرْزُوْق سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. رحمه الله.
__________
1 ترجمة في العبر "3/ 129"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 210".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 17"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 46"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 336"، والعبر "3/ 138"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 271"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 216".

(13/122)


3884- ابن المغربي 1:
الوزير الأديب البليغ، أبو القاسم، الحسين بن الوَزِيْرِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ، المِصْرِيُّ، المَعْرُوفُ بِابْنِ المَغْرِبِيِّ.
قَتَلَ الحَاكِمُ أَبَاهُ وَعَمَّه وَإِخْوَتَهُ، فَهَرَبَ هَذَا وَنَجَا، فَأَجَارَهُ أَمِيْرُ العَرَبِ حَسَّانُ بنُ مُفَرِّج الطَّائِيُّ، فَامْتَدَحَهُ، وَأَخَذَ صِلاَتِهِ.
رَوَى عَنِ الوَزِيْر جَعْفَر بن حِنْزَابه.
وَعَنْهُ: وَلَدُهُ عَبْدُ الحَمِيْدِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الطَّيِّب الفارقي.
وَوَزَرَ لِصَاحِب مَيَّافَارِقِيْن أَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ.
وَلَهُ نَظْمٌ فِي الذّروَة، وَرَأْيٌ وَدهَاءٌ وَشهرَةٌ وَجلاَلَةٌ، وَكَانَ جَدُّهُم يُلَقَّبُ بِالمَغْرِبِيّ لِكَوْنِهِ خدم كَاتِباً عَلَى دِيْوَان المَغْرِبِ، وَأَصْلُهُ بَصْرِيٌّ.
وَقَدْ قَصَدَ أَبُو القَاسِمِ الوَزِيْر فَخْرَ المُلك، وَتَوَصَّلَ إِلَى أَنْ وَلِيَ الوزَارَةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَلَهُ ترسُّلٌ فَائِقٌ وَذَكَاءٌ وَقَّاد.
قال مِهْيَارٌ الشَّاعِر: وَزر ابْنُ المَغْرِبِيّ بِبَغْدَادَ، وَتَعَظَّمَ وَتَكَبَّرَ، وَرهِبَهُ النَّاسُ، فَانقبضتُ عَنْ لقَائِه، ثُمَّ عَمِلْتُ فِيْهِ قَصِيْدَتِي البَائِيَّة، وَدَخَلْتُ، فَأَنْشَدتُهُ، فَرَفَعَ طَرْفَه إِليَّ، وَقَالَ: اجلسْ أَيُّهَا الشَّيْخ!. فَلَمَّا بَلَغْتُ:
جَاءَ بِكَ اللهُ عَلَى فترةٍ ... بآيةٍ مَنْ يَرَهَا يَعْجَبِ
لَمْ تَأْلَفِ الأَبْصَارُ مِنْ قبلها ... أن تطلع الشّمس من المغرب
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 32"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "10/ 79"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 172"، ولسان الميزان "2/ 310"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 266".

(13/123)


فقال: أحسنت يا سيدي. وأعطاني مائةي دينار.
ومن نظم الوزير:
وكلّ امرىءٍ يَدْرِي مَوَاقِعَ رُشْدِهِ ... وَلَكِنَّهُ أَعْمَى أَسِيْرُ هَوَاهُ
هَوَى نَفْسِهِ يُعْمِيهِ عَنْ قُبْحِ عَيْبِهِ ... وَيَنْظُرُ عَنْ حذقٍ عُيُوبَ سِوَاهُ
وَقَدْ وَصل القَاضِي ابْنُ خَلِّكَان نسب الوَزِيْر ببَهْرَام جُور، وَقَالَ: له ديوان شعر، ومختصر إِصْلاَح الْمنطق، وَكِتَاب الإِينَاس، وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَحَفِظَ كتباً فِي اللُّغَة وَالنَّحْو، وَتَحَفَّظَ مِنَ الشِّعْر نَحْو خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف بَيْت، وَبَرَعَ فِي الحسَاب، وَلَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَهُوَ القَائِلُ:
أَرَى النَّاسَ فِي الدُّنْيَا كراعٍ تَنَكَّرتْ ... مَرَاعِيهِ حَتَّى لَيْسَ فِيْهِنَّ مَرْتَعُ
فماءٌ بِلاَ مَرْعَىً وَمَرْعَىً بِغَيْرِ مَا ... وَحَيْثُ يُرَى ماءٌ وَمَرْعَىً فَمَسْبَعُ
وَكَانَ مِنْ دُهَاةِ العَالَم، هَرَبَ مِنَ الحَاكِمِ، فَأَفْسَدَ نيَّاتِ صَاحِبِ الرملة وأقاربه، وَسَارَ إِلَى الحِجَازِ، فَطَمَّعَ صَاحِبَ مَكَّة فِي الخِلاَفَة، وَأَخْذِ مِصْر، فَانزعج الحَاكِمُ، وَقَلِقَ. وَهُوَ القَائِلُ وَكَتَبَ إِلَى الحَاكِم:
وَأَنْتَ وَحَسْبِي أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي ... لِسَاناً أَمَامَ المَجْدِ يَبْنِي وَيَهْدِمُ
وَلَيْسَ حَلِيْماً مَنْ تُقَبَّلُ كَفُّهُ ... فَيْرْضَى وَلَكِنْ مَنْ تُعَضُّ فَيَحْلُمُ
قَالَ: وَمَاتَ بَمَيَّافَارِقِيْن سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، فَحُمِلَ تَابُوْتُهُ إِلَى الكُوْفَةِ بِوَصِيَّةٍ مِنْهُ، فَدُفِنَ بقُرْبِ المَشْهَد. وكان شيعيًا.

(13/124)


المستكفي، ابن عبدان، ابن شهريار:
3885- المُسْتَكْفِي 1:
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَاصِرِ، الأُمَوِيُّ المَرْوَانِيُّ.
خَرَجَ عَلَى ابْنِ عَمِّهِ المُلَقَّب بِالمُسْتَظْهِر بقُرْطُبَة، فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، وَقتله، وَتَمَكَّنَ.
وَكَانَ أَحْمَقَ طَائِشاً.
وزر لَهُ أَحْمَدُ الحَايك، ثُمَّ إِنَّهُ قَتَلَ وَزِيْرَهُ هَذَا، فَقَامُوا عليه، وخلعوه، وسجن وثلاثًا لاَ يُطعَمُ فِيْهَا، ثُمَّ طَردُوهُ، فَلَحِقَ بِالثُّغُوْر، ثُمَّ إِنَّ بَعْضَ أُمرَائِه سَمَّهُ فِي دَجَاجَةٍ فِي سَنَةِ بِضْع عَشْرَة وَأَرْبَع مائَة.
3886- ابْنُ عبدان:
الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ الحافظ أحمد بن عَبْدَانَ بنِ الفَرَجِ بنِ سَعِيْدِ بنِ عَبْدَانَ، الشِّيْرَازِيُّ ثُمَّ الأَهْوَازِيُّ.
ثِقَةٌ مَشْهُوْرٌ، عَالِي الإِسْنَاد.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَحْمَدَ بن عُبَيْد الصَّفَّار، وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُويه الأَزْدِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ الجِعَابِيّ، وَأَبَا القَاسِم الطَّبَرَانِيّ، وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ فِي تَصَانِيْفه، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَالقَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الثَّقَفِيّ، وَآخَرُوْنَ.
تُوُفِّيَ بِخُرَاسَانَ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَقَدْ مرّ أَبُوْهُ فِي زمن ابن المقرىء.
3887- ابن شهريار 2:
الشَّيْخُ الأَمِيْنُ، أَبُو القَاسِمِ، الفَضْلُ بنُ عُبَيْدِ الله بن أحمد بن الفضل ابن شَهْرَيَارَ، الأَصْبَهَانِيُّ، التَّاجِرُ، السَّفَّارُ.
سَمِعَ: عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارس، وَعمَّ وَالدِهِ الفَضْلَ بنَ عَلِيِّ بنِ شَهْرَيَار، وَأَحْمَدَ بنَ بُنْدَار الشَّعَّار، وَعُمَر بن مُحَمَّدٍ الجُمَحِيَّ المَكِّيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيَّ، وَطَائِفَةً.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو بنُ مَنْدَة، وَالرَّئِيْسُ أَبُو عَبْدِ الله الثقفي، وأحمد ابن عَبْدِ الغَفَّار بنِ أُشْتَه، وَأَبُو الفَتْحِ السُّوْذَرْجَانِيّ، وأخوه محمد، وأبو صادق مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْدَوَيْه، وَآخَرُوْنَ.
تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. من أبناء الثمانين.
__________
1 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 152".
2 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 157".

(13/125)


ابن الخلال، عبد المحسن:
3888- ابن الخلال:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثِّقَةُ، الرَّئِيْسُ أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن يَحْيَى بنِ يُوْنُسَ، الطَّائِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الدَّارَانِيُّ القَطَّانُ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الخَلاَّلِ.
حَدَّثَ عَنْ: خَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسِيّ، وَأَبِي المَيْمُوْنِ بنِ رَاشِد، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ حَذْلَم، وَإِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَذْرَعِيّ، وَجَمَاعَة.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحِنَّائِيّ، وَأَخُوْهُ أَبُو القَاسِمِ إِبْرَاهِيْم، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمَّان، وَالقَاضِي أَبُو يَعْلَى بنُ الفَرَّاء، وَعَبْد الواحد البري، وعبد الله بن كبية النَّجَّار، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ.
وَكَانَ ذَا زهدٍ وَصَلاَحٍ وَتَقْوَى.
قَالَ الكَتَّانِيُّ: تُوُفِّيَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ القَطَّان فِي رَابِعَ عَشَرَ ربيع الأَوّل، سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ: وَكَانَ قَدْ كُفَّ بَصَرُه فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ ثِقَةً نَبِيْلاً. مضى على سداد وأمر جميل.
3889- عبد المحسن 1:
ابن محمد بن أحمد، شَاعِرُ الشَّامِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الصُّوْرِيُّ.
رَوَى عَنْهُ الحَافِظُ مُحَمَّدٌ الصُّوْرِيُّ، وَمبشِّرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَسلاَمَةُ بنُ حُسَيْنٍ.
وَنَظْمُهُ فَائِقٌ، وَسَارَ لَهُ:
بِالَّذِي أَلْهَمَ تَعْـ ... ـذِيْبِي ثَنَايَاكَ العِذَابا
مَا الَّذِي قَالته عِيـ ... ـنَاك لقلبِي فَأَجَاْبَا
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 232"، والعبر "2/ 131"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 211".

(13/126)


ابن هارون، أبو صادق:
3890- ابن هارون 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، المَأْمُوْنُ، أَبُو نَصْرٍ، مُحَمَّد بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ بنِ مُوْسَى بنِ عَبْدَانَ، الغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، القَاضِي، المَعْرُوفُ بِابْنِ الجُنْدِيِّ، إِمَامُ جَامِعِ دِمَشْق وَقَاضيهَا نِيَابَةً، وَمُحَدِّثُهَا.
قَالَ الكَتَّانِيُّ: ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة.
سَمِعَ: مِنْ: خَيْثَمَة بن سُلَيْمَانَ أَحَادِيْثَ صَالِحَةً، وَمن عَلِيِّ بنِ أَبِي العَقب، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ جَابِر الفَرَائِضي، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَرْوَانَ، وَجَمَاعَةٍ.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحبَّانِ، وأبو علي المقرىء الأَهْوَازِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي الحَدِيْد، وَأَبُو نَصْرٍ الحُسَيْنُ بنُ طَلاَّب، وَالحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمَّان، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الكَتَّانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ المِصِّيْصِيّ.
قَالَ الكَتَّانِيّ: تُوُفِّيَ القَاضِي ابْنُ هَارُوْنَ إِمَامُ جَامع دِمَشْق وَقَاضيهَا فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً.
3891- أبو صادق:
الشَّيْخُ الفَقِيْهُ الإِمَامُ، الأَدِيْبُ المُسْنِدُ، أَبُو صَادِق، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ شَاذَانَ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الصَّيْدَلاَنِيُّ.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي العباس الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، وَأَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِي.
حَدَّثَ عَنْهُ: البَيْهَقِيُّ، وَالرَّئِيْسُ الثَّقَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المُؤَذِّن.
تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 222"، والأنساب للسمعاني "3/ 322"، والعبر "3/ 126".

(13/127)


3892- الحمامي 1:
الإمام المحدث، مقرىء العِرَاق، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَفْص بن الحَمَّامِي البَغْدَادِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: مِنْ عُثْمَان بن السَّمَّاكِ، وَأَبِي سَهْلٍ القَطَّان، وَأَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الأَدَمِيِّ، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَالنَّجَّاد، وَابنِ قَانع، وَمُحَمَّدِ بن جَعْفَرٍ الأَدَمِيّ، وَعِدَّة.
وَتلاَ عَلَى النَّقَّاش، وَزَيْدِ بنِ أَبِي بلاَل، وَأَبِي عِيْسَى بكَّار، وَهِبَةِ اللهِ ابن جَعْفَرٍ، وَابْن أَبِي هَاشِم، وَغَيْرهم.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالبَيْهَقِيُّ، وَرزقُ الله، وَعَبْدُ اللهِ بنُ زِكْرِي الدَّقَّاق، وَطِرَادٌ الزَّيْنَبِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ العَلاَّف، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ فَهد، وَآخَرُوْنَ.
وَتَلاَ عَلَيْهِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْهُم: أَبُو الفَتْح بنُ شِيطَا، وَنَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ غُلاَمُ الهَرَّاس، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَيَّاط، وَأَبُو الخَطَّاب الصُّوْفِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الشرمقاني، وحسن بن علي العطار، وعلي ابْنُ مُحَمَّدِ بنِ فَارِس الخَيَّاطُ، وَعَبْدُ السَّيِّدِ بنُ عتَّاب، وَيَحْيَى السِّيبِي، وَرزقُ اللهِ التَّمِيْمِيُّ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً دَيِّناً فَاضِلاً، تَفَرَّدَ بِأَسَانِيْدِ القِرَاءات وَعُلُوِّهَا فِي وَقْتِهِ، مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ سُلَيْمٌ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الفَتْح بنَ أَبِي الفوَارس يَقُوْلُ: لَوْ رَحَلَ رَجُلٌ مِنْ خُرَاسَان لِيَسْمَعَ: كَلِمَةً مِنْ أَبِي الحَسَنِ الحَمَّامِي أَوْ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِيّ، لَمْ تَكُنْ رِحْلَتُهُ عِنْدنَا ضَائِعَةً. هَذِهِ الحِكَايَةُ رَوَاهَا الخَطِيْبُ فِي "تَارِيْخِهِ" عَنِ نصر المقدسي، عنه.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 329"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 289"، والأنساب للسمعاني "4/ 207"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 28"، والعبر "3/ 125"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 208".

(13/128)


ابن المحاملي، القفال:
3893- ابن المحاملي 1:
الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القَاسِم بن إِسْمَاعِيْلَ، الضَّبِّيُّ البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ، ابْنُ المَحَامِلِيّ، أَحدُ الأعلام.
تَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ، وَخَلَفَهُ فِي حَلْقَتِهِ، وَكَانَ عَجَباً فِي الفَهْمِ وَالذَّكَاءِ وَسعَة العلم.
ارتحل به والده، فأسمع: هـ مِنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَكَّائِيّ، وَغَيْرِهِ. وَسَمِعَ: بِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ المُظَفَّر، وَالطَّبَقَة.
تُلْمِذَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَرَوَى عنه.
وروى أبوه عن إِسْمَاعِيْل الصَّفَّار وَنَحْوهُ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قَالَ الشَّرِيْفُ المُرْتَضَى: دَخَلَ عليَّ أَبُو الحَسَنِ بنُ المَحَامِلِيّ مَعَ الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ، وَلَمْ أَكن عَرَفْتُهُ، قَالَ لِي أَبُو حَامِدٍ: هَذَا أَبُو الحَسَنِ بنُ المَحَامِلِيّ، وَهُوَ اليَوْمَ أَحْفَظُ لِلْفقه مِنِّي.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ: تَفَقَّهَ بِأَبِي حَامِدٍ، وَلَهُ عَنْهُ تَعليقَةٌ تُنْسَبُ إِلَيْهِ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ فِي الخِلاَف وَالمَذْهَب.
قُلْتُ: أَلَّفَ كِتَاب "الْمَجْمُوع" فِي عِدَّة مُجَلَّدَات، والمقنع مُجَلَّد، وَكِتَاب الّلبَاب وَغَيْر ذَلِكَ.
وَلَمْ يَطُلْ عُمُره، تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ سبعٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَة. رحمه الله.
3894- القفال 2:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ، المروزي، الخراساني.
حَذَقَ فِي صنعَة الأَقْفَال حَتَّى عَمل قُفْلاً بآلاَته وَمِفتَاحه، زنَة أَرْبَع حبَّات، فَلَمَّا صَارَ ابْنَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، آنَس مِنْ نَفْسه ذكَاءً مُفرطاً، وَأَحَبَّ الفِقْهَ، فَأَقبل عَلَى قرَاءته حَتَّى بَرَع فِيْهِ، وَصَارَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ، وَهُوَ صاحب طريقة الخراسانيين في الفقه.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 372"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 17"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 74"، والعبر "3/ 119"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 262"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 202".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 212"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 46"، والعبر "3/ 124"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 265"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 207".

(13/129)


تَفَقَّهَ بِأَبِي زَيْدٍ الفَاشَانِي، وَسَمِعَ: مِنْهُ، وَمِنَ الخَلِيْلِ بنِ أَحْمَدَ السِّجْزِيّ، وَسَمِعَ: بِبُخَارَى وَهَرَاة. تَفَقَّهَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ المَسْعُوْدِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ شُعَيْب السِّنْجِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُورَان المَرَاوزَة.
قَالَ الفَقِيْه نَاصِرٌ العُمَرِيّ: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَان أَبِي بَكْرٍ القَفَّال أَفْقَهُ مِنْهُ، وَلاَ يَكُون بَعْدَهُ مثلهُ، وَكُنَّا نَقُوْلُ: إِنَّهُ مَلَكٌ فِي صورَة الإِنسَان. حَدَّثَ، وَأَمْلَى، وَكَانَ رَأْساً فِي الفِقْه، قُدْوَةً فِي الزُّهْد.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ فِي "أَمَاليه": كَانَ وَحيدَ زَمَانِهِ فقهاً وَحفظاً وَوَرِعاً وَزُهْداً، وَلَهُ فِي المَذْهَبِ مِنَ الآثَارِ مَا لَيْسَ لغيره مِنْ أَهْلِ عصره، وَطَرِيْقَتُهُ المُهَذَّبَة فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيّ الَّتِي حملهَا عَنْهُ أَصْحَابه أَمتنُ طريقَة، وَأَكْثَرُهَا تَحْقِيْقاً، رَحل إِلَيْهِ الفُقَهَاءُ من البلاد، وتخرج به أئمة. ابْتَدَأَ بِطَلَبِ العِلْمِ وَقَدْ صَارَ ابْنَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، فَتَرَكَ صَنْعَتَهُ، وَأَقبلَ عَلَى العِلْمِ.
وَذكر نَاصِر المَرْوَزِيُّ أَنَّ بَعْضَ الفُقَهَاء المُختلفين إِلَى القَفَّال احتسبَ عَلَى بَعْضِ أَتْبَاع مُتَوَلِّي مَرْو، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى السُّلْطَانِ مَحْمُوْدٍ، فَقَالَ: أَيَأْخذُ القَفَّال شَيْئاً مِنْ دِيْوَاننَا؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَهَلْ يتلبَّسُ بِشَيْءٍ مِنَ الأَوقَاف؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَإِنَّ الاحْتِسَابَ لَهُم سَائِغٌ، دَعْهُم.
حَكَى القَاضِي حُسَيْنٌ عَنِ القَفَّال أُسْتَاذِهِ أَنَّهُ كَانَ فِي كَثِيْرٍ مِنَ الأَوقَاتِ يَقَعُ عَلَيْهِ البُكَاءُ حَالَةَ الدَّرْسِ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَقُوْلُ: مَا أَغْفَلَنَا عَمَّا يُرَادُ بِنَا.
تَخَرَّجَ القَفَّال كَمَا قَدَّمنَا عَلَى أَبِي زَيْدٍ، وَقَبْرُهُ بِمَرْو يُزَار.
مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة فِي جُمَادَى الآخِرَةِ وَلَهُ مِنَ الْعُمر تِسْعُوْنَ سَنَة، وَسَمَاعَاتُهُ نَازلَةٌ، لأَنَّه سَمِعَ: فِي الكُهُوْلَة وَقبلَهَا.
وَمَاتَ فِيْهَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سلاَمَة السُّتَيْتِيُّ الأَدِيْبُ الرَّاوِي عَنْ خَيْثَمَة بِدِمَشْقَ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ أَبِي الشَّوَارِبِ الأُمَوِيُّ قَاضِي القُضَاة بِبَغْدَادَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى السُّكَّرِيّ الراوي عن الصفار، ومقرىء العصر أَبُو الحَسَنِ بنُ الحَمَّامِي، وَحَافِظُ نَيْسَابُوْر أَبُو حَازِمٍ العَبْدُويي، وَالمُسْنِدُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ العُكْبَرِيُّ شَيْخُ ابْنِ البَطِر، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ هَارُونَ الجُنْدِي بِدِمَشْقَ. وَلأَكْثَرهُم هُنَا ترَاجمُ، وَإِنَّمَا أَحْبَبْتُ الجمعَ لينضَبِطَ مَوْتُهُم.

(13/130)


مشرف الدولة، الطرازي:
3895- مُشَرِّفُ الدَّوْلَةِ 1:
أَبُو عَلِيٍّ بنُ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ بنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بنِ بُوَيْه.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ست عشرة وأربع مائة، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً.
كَانَتْ دَوْلَتُهُ خَمْسَ سِنِيْنَ، وَكَانَ فِيْهِ عدلٌ فِي الجُمْلَةِ. وَكَانَ لَهُ العِرَاقُ فِي وَقت وَشيرَاز وَكَرْمَان، وَلأَخِيهِ سُلْطَان الدَّوْلَة صَاحِب فَارس وَبُخَارَى ثُمَّ اصطلحَا.
وَتَمَلَّكَ بَعْد مُشَرِّف الدَّوْلَة أَخُوْهُ جَلاَلُ الدَّوْلَة ببغداد.
3896- الطرازي 2:
الشَّيْخُ الكَبِيْرُ، مُسْنِدُ خُرَاسَان، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، البَغْدَادِيُّ الطِّرَازِي، الحَنْبَلِيُّ الأَدِيْبُ، مِنْ كِبَارِ النِّيسَابوريين.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسْنُوَيْه، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَمَّل، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ مَطَر، وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَصَاعدُ بنُ سَيَّار، وَأَبُو سَعْدٍ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي صَادِق، وَجَمَاعَةٌ، وَهُوَ آخر مَنْ حَدَّثَ عَنِ الأَصَمِّ بِالسَّمَاع، وَبَقِيَ بَعْدَهُ يَرْوِي بِالأَجَازَة أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ عَنْهُ.
مَاتَ فِي الرَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَمَاتَ أَبُوْهُ بَعْد الثَّمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ يَرْوِي عَنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرْوَذِيُّ، وَطَائِفَة.
وَفِيْهَا مَاتَ قَبْلَ أَبِي الحَسَنِ الطِّرَازِيِّ بِأَشهرٍ الشَّيْخُ أَبُو نَصْرٍ مَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ المُفَسِّر يَرْوِي أَيْضاً عَنِ الأَصَمِّ، حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ. وَعَاشَ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ الخَلِيْفَةُ القَادِر بِاللهِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ المُقتدر العَبَّاسِيُّ عَنْ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَطَلْحَةُ بنُ الصَّقْر الكَتَّانِيّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدَكُويه الإِمَام، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ المُعَلِّم سَمِعَ: العَسَّالَ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس بِمَكَّةَ، وَالقَاضِي عَبْدُ الوَهَّابِ شَيْخُ المَالِكِيَّة، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ القَطَّان المُحَدِّث، وَيَحْيَى بنُ عَمَّار الوَاعِظ، وَأَبُو الحَسَنِ يَحْيَى بن نجاح القرطبي مؤلف "سبل الخيرات".
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 24"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 262".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 225"، والعبر "3/ 150"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 225".

(13/131)