سير أعلام النبلاء، ط الحديث

الطبقة الثامنة والعشرون
الأبيوردي، ابن عتاب:
4719- الأبِيَوْرِدى 1:
الشَّيْخُ الصَّالِحُ، المُعَمَّرُ العَفِيْفُ، مُسْنِدُ خُرَاسَان، أَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي مَنْصُوْرٍ الأَبِيْوَرْدِي، العَطَّار.
وُلِدَ قَبْلَ العِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنَ: العَارِف فَضلِ الله بن أَبِي الخَيْرِ المِيهَنِي، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ النِّيلِي، وَأَبِي حَفْصٍ بن مَسْرُوْر، وَأَبِي عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَسَمِعَ: "مُعْجَم أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيّ" مِنْ أَبِي نَصْرٍ الإِسْفَرَايينِي، رَحل إِلَيْهِ إِلَى إِسفرَايين، وَسَمِعَ "سُنَنَ الدَّارَقُطْنِيّ" مِنَ النَّوقَانِي، وَتَفَرَّد بِهِ مُدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: عُمَرُ الفرغولِي، وَإِبْرَاهِيْمُ بن سَهْلٍ المَسْجِدِي، وَيُوْسُف بن شُعَيْب، وَآخَرُوْنَ، وَرَوَى عَنْه "سُنَنَ الدَّارَقُطْنِيّ" أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللهِ بن عُمَرَ الصَّفَّار، وَانْفَرَدَ بعُلُوِّه.
قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ: شَيْخٌ مَسْتُوْرٌ، كَثِيْرُ العِبَادَة، مشتغل بِنَفْسِهِ، سَمِعَ الكَثِيْر مِنْ جَدِّي، وَابْنِ مَسْرُوْر، وَجَمَاعَة، وَقَدْ نَيَّف عَلَى المائَة، مَاتَ فِي سادس صفئر، سَنَة ثَمَانِ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، بِنَيْسَابُوْرَ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ العَلاَّمَةُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المَيْدَانِي، وَأَبُو إِبْرَاهِيْمَ إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ النُّوحِي خطيب سَمَرْقَنْد، وَأَبُو الفَتْحِ سُلْطَان بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ الشَّافِعِيّ، وَأَبُو طاهر الدشتج.
4720- ابن عَتَّاب 2:
الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ الأَنْدَلُسِ، أَبُو محمد عبد الرحمن بن المُحَدِّثِ مُحَمَّدِ بنِ عَتَّابِ بنِ محسن القُرْطُبِيّ.
سَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ فَأَكْثَر، وَحَاتِم بنِ مُحَمَّدٍ الطرابلسى، وطائفة.
__________
1 تقدمت ترجمته في هذا الجزء برقم ترجمة عام "4605"، وبتعليقنا رقم "291".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 348"، والعبر "4/ 47"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1271"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 61".

(14/364)


وَتَلاَ بِالسَّبْعِ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبٍ المُقْرِئ، وَأَجَازَ لَهُ: مَكِّيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن عَابِد، وَعَبْدُ اللهِ بن سَعِيْدٍ الشَّنْتَجَالِي، وَأَبُو عَمْرٍو السَّفَاقِسِي، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّهرَاوِي.
قَالَ خَلَفُ بنُ بَشْكُوَالَ: هُوَ آخِرُ الشيوخ الأكابر الجلة بالأندلس في علوِّ الإِسْنَاد، وَسَعَةِ الرِّوَايَة، سَمِعَ مُعْظَمَ مَا عِنْد أَبِيْهِ، وَكَانَ عَارِفاً بِالطُّرُقِ، وَاقفاً عَلَى كَثِيْر مِنَ التَّفْسِيْر وَالغَرِيْب وَالمَعَانِي، مَعَ حظٍّ وَافِرٍ مِنَ اللُّغَة وَالعَرَبِيَّة، وَتَفَقَّهَ عِنْد أَبِيْهِ، وَشُووِرَ فِي الأَحكَام بَقِيَّة عُمُرِه، وَكَانَ صدراً فِيْمَنْ يُسْتَفتَى لِسنه وَتَقدُّمِهِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الفَضْل وَالحِلم، وَالوَقَار وَالتَّوَاضع، وَجَمَعَ كِتَاباً حَفِيلاً فِي الزُّهْد وَالرقَائِق، سَمَّاهُ "شفَاء الصُّدُوْر"، وَكَانَتِ الرّحلَة إِلَيْهِ فِي وَقته، وَكَانَ صَابراً لِلطَّلبَة، مُوَاظباً عَلَى الإِسمَاعِ، يَجْلِسُ لَهُم النَّهَار كُلَّه، وَبَيْنَ العِشَاءيْنِ، سَمِعَ مِنْهُ الآبَاء وَالأَبْنَاءُ، وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ مُعْظَمَ مَا عِنْدَهُ، وَقَالَ: مَوْلِدي سَنَة "433"، وَمَاتَ: فِي جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الْجد، وَعبد الحَقّ بن بُونُه، وَأَخُوْهُ مُحَمَّد، وَأَحْمَد بن عبد الملك بن عميرة، وأحمد بن يوسف بنِ رُشد، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَادَةَ، وَمُحَمَّد بن يُوْسُفَ بنِ سعَادَة، وَمُحَمَّد بن عرَّاق، وَعَبْد اللهِ بن خَلَفٍ الفِهْرِيّ، وخلق.

(14/365)


4721- أبو بحر بن العاص 1:
الإِمَامُ المُتْقِنُ النَّحْوِيُّ، أَبُو بَحْرٍ سُفْيَانُ بنُ العَاصِ بنِ أَحْمَدَ بنِ العَاصِ بنِ سُفْيَانَ بن عيسى الأسدي, المربيطري، نزيل قرطبة.
رَوَى عَنْ: أَبِي عُمَرَ بنِ عَبْد البَرِّ، فَقَالَ ابْنُ الدَّبَّاغ: سَمِعَ مِنْهُ "المُوَطَّأ"، وَكِتَابه في الفرائض، "وبهجة المجالس".
قلت: وروى الكَثِيْرَ: عَنْ أَبِي العَبَّاسِ بن دِلْهَاث، وَاختص بِهِشَام بن أَحْمَدَ الكِنَانِيّ، وَرَوَى أَيْضاً عَنْ: أَبِي الوَلِيْدِ البَاجِي، وَأَبِي الفَتْحِ اللَّيْث بن الحَسَنِ التُّركِي، وَمُحَمَّد بن سعدُوْنَ، وَأَبِي دَاوُدَ بن نَجَاح.
قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاء، وَكِبَارِ الأُدبَاء، ضَابطاً لِكُتُبِهِ، صَدُوْقاً، سَمِعَ النَّاسُ مِنْهُ كَثِيْراً.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ ابْنُ بَشْكُوَال، وَأَبُو الوَلِيْدِ بنُ الدَّبَّاغ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الجدّ الفَقِيْه، وَعبد الحَقّ بن بُونُه العبدرِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَدْ كَمَّلَ الثَّمَانِيْنَ، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 230"، والعبر "4/ 46"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1271" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 61".

(14/365)


ابن أبي تليد، الحلواني، ابن منظور:
4722- ابن أبي تليد 1:
الشيخ الصدوق، وأبا عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَلَفِ بن مُوْسَى بن أَبِي تليد الشَّاطبِي.
مُكْثِر عَنْ أَبِي عُمَرَ بن عَبْد البَرِّ، وَسَمَاعُهُ بِخُطُوط الثِّقَات.
أَثْنَى عَلَيْهِ ابْنُ الدَّبَّاغ، وَقَالَ: سمع كتاب "الاستذكار"، وروى عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ زرقُوْنَ، وَطَائِفَة.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، وَكَانَ جَدُّهُم أَبُو تليد مِمَّنْ رَحَلَ، وَسَمِعَ مِنَ النسائي.
4723- الحُلْواني 2:
العَلاَّمَةُ أَبُو سَعْدٍ يَحْيَى بن عَلِيٍّ الحُلْوَانِيّ الشَّافِعِيّ، مُصَنّف كِتَاب "التَّلويح" فِي المَذْهَب.
كَانَ مِنْ كِبَارِ تَلاَمذَةِ الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ، لزمَه مُدَّةً، وَكَانَ مِنْ فُحُوْل المنَاظرِيْنَ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بن المُسْلِمَة, وَغَيْرهِ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَدِمَ مَرْو إِلَى خَاقَان صَاحِب مَا وَرَاء النَّهْر رَسُوْلاً، فَسَمِعْتُ مِنْهُ جُزْءاً، وَكَانَ سَيِّئَ الخُلُقِ، مُتَكَبِّراً عَسِراً، مَاتَ بِسَمَرْقَنْدَ في رمضان, سنة عشرين وخمس مائة.
4724- ابن مَنْظُور 3:
قاضي إشبيلية، أبو القاسم أحمد بن القَاضِي أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْظُوْر القَيْسِيّ المَالِكِيّ الإِشبيلِي.
فَقيهٌ إِمَامٌ, مُحَدِّثٌ محتشِمٌ، مِنْ بَيْت علم وَجَلاَلَة.
رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، وَعَن ابْنِ عَمّهِم أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ مَنْظُوْر.
أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ بَشْكُوَال، وَغَلِطَ فِي نسبه، وَجَعَله ابْناً لأَبِي عَبْدِ اللهِ ابْن مَنْظُوْر الرَّاوِي "الصَّحِيحَ" عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وتلاه في الوهم أبو جعفر بن عَمَيْرَة.
تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَكَانَ مِنْ روَاة "الصَّحِيح"، فَحَمَلَهُ عَنْهُ سَمَاعاً أَبُو بَكْرٍ بنُ الجدِّ الحافظ.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بَشْكوال "2/ 610".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 192"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 333".
3 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 78".

(14/366)


4725- طُغْتِكِين 1:
صَاحِبُ دِمَشْق، الْملك أَبُو مَنْصُوْرٍ طُغْتِكِين الأَتَابك، مِنْ أُمَرَاءِ السُّلْطَان تُتُش بن أَلب أَرْسَلاَن السَّلْجُوْقِي, فَزَوَّجَهُ بِأُمِّ وَلده دُقَاق، فَقتل السُّلْطَان، وَتَملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ دُقَاق، وَصَارَ طُغْتِكِين مُقَدَّم عَسْكَره، ثُمَّ تَملَّكَ بَعْدَ دُقَاق. وَكَانَ شَهْماً شُجَاعاً، مَهِيْباً مُجَاهِداً فِي الفِرَنْج، مُؤثراً لِلْعدل، يُلَقَّبُ ظهيرَ الدّين.
قَالَ أَبُو يَعْلَى بن القلاَنسِي: مَرِضَ وَنَحُلَ، وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَأَبْكَى العُيُونَ، وَأَنكَأَ القُلُوْبَ، وَفَتَّ فِي الأَعضَادِ، وَفتت الأَكبَادَ، وَزَادَ فِي الأَسَفِ، -فَرَحِمَهُ اللهُ، وَبرَّدَ مَضْجَعه- ثُمَّ مَاتَتْ زوجتُهُ الخَاتُوْنُ أُمُّ بُورِي بَعْدَهُ بِأَيَّام، فَدُفِنَتْ بِقُبَّتِهَا خَارِجَ بَابِ الفَرَادِيْس.
قُلْتُ: لَوْلاَ أَنَّ اللهَ أَقَامَ طُغْتِكِين لِلإِسْلاَم بِإِزَاء الفِرَنْج، وَإِلاَّ كَانُوا غلبُوا عَلَى دِمَشْقَ، فَقَدْ هزمهُم غَيْرَ مَرَّةٍ، وَأَنجده عَسْكَرُ المَوْصِلِ، مَعَ مَوْدُوْد، وَمَعَ البُرسُقِي، وَسَارَ إِلَى بَغْدَادَ هُوَ إِلَى خدمَة السُّلْطَان مُحَمَّد بن مَلِكْشَاه، فَبَالغ فِي احترَامه وَإِجلاَله.
قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: تَملَّك بَعْدَهُ ابْنُهُ الكَبِيْر تَاجُ المُلُوْك بُورِي بعهدٍ مِنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ طُغْتِكِين شَهْماً عَادِلاً، حزن عليه أهل دمشق، فلم تبقى محلَةٌ وَلاَ سُوْق إلَّا وَالمَأْتَمُ قائمٌ فِيْهِ عَلَيْهِ لِعَدله، وَحُسْنِ سيرَته، حكم عَلَى الشَّامِ خَمْساً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَسَارَ ابْنُهُ بِسِيرَتِهِ مُديدَة، ثُمَّ تَغَيَّرَ وَظَلَم.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ طُغْتِكِين سَيْفاً مسلَوْلاً عَلَى الفِرَنْج، وَلَكِن لَهُ خَرْمَةٌ كان قد استفحل البلاء بداعي الإسماعيلية بهران بِالشَّامِ، وَكَانَ يَطُوْفُ المَدَائِن وَالقِلاع متخفِياً، وَيُغوِي الأغتام
__________
1 ترجمته في العبر "4/ 51"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 234"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 65".

(14/367)


وَالشُّطَار، وَيَنْقَادُ لَهُ الجُهَّال، إِلَى أَنْ ظَهَرَ بِدِمَشْقَ بتقرِير قرَّره صَاحِبُ مَاردين إِيلغَازِي مَعَ طُغْتِكِين، فَأَخَذَ يُكرمه، وَيُبَالغ اتِّقَاءً لِشرِّه، فَتبعه الغَوْغَاءُ وَالسُّفَهَاء، وَالفلاَحُوْنَ، وَكَثُرُوا، وَوَافقه الوَزِيْرُ طَاهِر المزدقَانِي، وَبثَّ إِلَيْهِ سِرَّه، ثُمَّ الْتمس مِنَ الْملك طُغْتِكِين قَلْعَةً يَحتمِي بِهَا، فَأَعْطَاهُ بَانِيَاس فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَعَظُمَ الخطبُ، وَتَوَجَّعَ أَهْلُ الخَيْر، وَتَسَتَّرُوا مِنْ سَبِّهِم، وَكَانُوا قَدْ قتلُوا عِدَّةً مِنَ الكِبَارِ، فَمَا قَصَّر تَاجُ المُلُوْك فَقتل الوَزِيْرَ كَمَالَ الدّين طَاهِر بن سَعْدٍ المَذْكُور فِي رَمَضَانَ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ بِالقَلْعَة، وَنصبَ رَأْسَه، وَركب جندُهُ، فَوضعُوا السيف بدمشق بالملاحدة الإِسْمَاعِيْليَّة، فَسبَّكُوا مِنْهُم فِي الحَال نَحْواً مِنْ سِتَّة آلاَف نَفْسٍ فِي الطُّرقَات، وَكَانُوا قَدْ تَظَاهِرُوا، وَتَفَاقم أَمرُهُم، وَرَاح فِي هَذِهِ الكَائِنَة الصَّالِحُ بِالطَّالح.
وَأَمَّا بَهْرَامُ، فَتَمَرَّدَ وَعَتَا، وَقَتَلَ سابًا من أهل وادي التين اسْمه برْق، فَقَامَ عَشِيْرَتُهُ، وَتَحَالفُوا عَلَى أَخَذَ الثأر، فحاربهم بهران، فكبسوه وَذَبَحوهُ إِلَى اللَّعْنَة، وَسلَّمت الملاَحدَةُ بَانِيَاس لِلْفرنج، وَذلُّوا.
وَقِيْلَ: إِنَّ المزدقَانِي كَاتِب الفِرَنْجَ ليُسلم إِلَيْهِم دِمَشْق، وَيُعطوهُ صُوْرَ، وَأَنَّ يهجمُوا البلدَ يَوْمَ جُمُعَة، وَوكَّل الملاَحدَةَ تُغْلِقُ أَبْوَابَ الجَامِع عَلَى النَّاسِ، فَقَتَلَهُ لِهَذَا تَاجُ المُلُوْك -رَحِمَهُ اللهُ- وَقَدِ التَقَى الفِرَنْجَ وَهَزَمَهُم، وَكَانَتْ وَقْعَةٌ مَشْهُوْدَة.
وَفِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ أَقْبَلت جُمُوْعُ الفِرَنْج لأَخَذَ دِمَشْق، وَنَزَلُوا بِشَقْحَب، فَجمعَ طُغْتِكِينُ التُّركمَانِيين وَشُطَّار دِمَشْق، وَالتقَاهُم فِي آخِرِ العَامِ، وَحَمِيَ القِتَالُ، ثُمَّ فَرَّ طُغْتِكِين وَفُرْسَانُهُ عجزاً، فَعطفت الرَّجَّالَةُ عَلَى خيَام العَدُوِّ، وَقَتَلُوا فِي الفِرَنْج، وَحَازُوا الأَمْوَالَ وَالغَنَائِمَ، فَوَقَعتِ الهَزِيْمَةُ عَلَى الفِرَنْجِ، ونزل النصر.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 7"، والعبر "4/ 50"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 233"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 64".

(14/368)


4726- ابن الفاعوس 1:
الفَقِيْهُ الزَّاهِدُ، العَابِدُ القُدْوَةُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بن المبارك بن علي بن الفَاعوس البَغْدَادِيّ, الإِسكَاف، تِلْمِيْذُ الشَّرِيْف أَبِي جَعْفَرٍ بن أَبِي مُوْسَى الحَنْبَلِيّ.
رَوَى عَنِ القَاضِي أَبِي يَعْلَى، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ العَطَّار.
رَوَى عَنْهُ: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَكَانَ يَقرَأُ لِلنَّاسِ الحَدِيْثَ بِلاَ إِسْنَاد يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَلَهُ قبولٌ زَائِد لِصلاَحه وَإِخلاَصه.
قال ابن الجوزي: توفي الفقيه تَاسع عشر شَوَّالٍ, سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَغُلِّقَت الأَسواقُ, وَضج العوَامُّ بذِكْرِ السُّنَّةِ وَلَعْنِ أَهْلِ البِدَعِ، وَدُفِنَ بِقُرْبِ الإِمَام أَحْمَد.
وَقِيْلَ: كَانَ يَتمنَّع مِنَ الرِّوَايَة إِزرَاءً عَلَى نَفْسِهِ، رَحِمَهُ اللهُ.
مَاتَ عَنْ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ بِدِمَشْقَ يَقُوْلُ: أَهْلُ بَغْدَادَ يَعتقدُوْنَ فِيْهِ، وَكَانَ أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدي يَقُوْلُ: إِنَّ ابْنَ الخَاضبَة كَانَ يَقُوْلُ لابْنِ الفَاعوس: الحَجَرِيّ، لأَنَّه كَانَ يَقُوْلُ: الْحجر الأَسْوَدِ يَمِيْنُ الله حقيقَةً.
قَالَ كَاتِبه: هَذَا أَذَىً لاَ يَسوَغ فِي حقِّ رَجُلٍ صَالِحٍ، وَإِلاَّ فَهَذَا نَزَاع فِي إِطلاَق عبَارَةٍ مَا تَحْتهَا مَحْذُوْرٌ أَصلاً، وَهُوَ كقولنَا: بَيْتُ الله حقيقَة، وَنَاقَة الله حقيقَةً، وَروحُ الله ابْن مَرْيَم حقيقَةً، وَذَلِكَ مِنْ قبيل إِضَافَة التَّشرِيف، وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَمَا يَقُوْلُ مَنْ لَهُ عَقْلٌ قَطُّ: إِنَّ ذَلِكَ إِضَافَةُ صفَة، وَفِي سِيَاقِ الخَبَر مَا يُوَضِّح أَنَّهُ إِضَافَةُ مُلْكٍ، لاَ إِضَافَةُ صفَة، وَهُوَ قَوْله: "فَمَنْ صَافَحَهُ، فَكَأَنَّمَا صَافح الله" يَعْنِي أَنَّهُ بِمَنْزِلَة يَمِيْن البَارِئِ تَعَالَى فِي الأَرْضِ.
رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبَّاد بن جَعْفَرٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: هَذَا الركن السود يمين الله في الأرض يصافح به عباده مُصَافَحَةَ الرَّجُلِ أَخَاهُ.
وَلَكِنَّ الأَوْلَى فِي هَذَا ترك الْخَوْض فِي حقيقَة أَوْ مَجَاز، فَلاَ حَاجَةَ بِنَا إِلَى تَقييدِ مَا أَطْلَقَهُ السَّلَفُ، بَلْ نُؤمِنُ وَنسكُتُ، وَقَولُنَا فِي ذَلِكَ: حَقِيقَة أَوْ مَجَازاً؛ ضربٌ مِنَ العَيِّ وَاللَّكَنِ، فَنزجُرُ مَنْ بَحَثَ فِي ذَلِكَ، وَاللهُ الموفِّقُ.

(14/368)


4727- المَسْجِدي 1:
الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُسْنِدُ، أَبُو القَاسِمِ سَهْلُ بنُ إبراهيم النيسابوري المسجدي، ويعرف أيضًا: بالسبعي.
رَوَى عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيّ الفَقِيْه، وَأَبِي حَفْصٍ بنِ مَسْرُوْر، وَعَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيِّ، وَأَبِي عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَأَبِي سَعْدٍ الطَّبِيْب، وَوجيه بن أَبِي الطّيب.
رَوَى عَنْهُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَحَفِيْدُهُ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ المَسْجِدِي، وَعبدُ المُنْعِم بن
الفُرَاوِي، وَعبد الرَّحْمَن بن أَبِي القَاسِمِ الشّعرِي، وَأَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللهِ بن عُمَرَ الصَّفَّار، وَابْنُ يَاسِر الجيَّانِي، وَغَيْرهُم.
وَقِيْلَ لَهُ: المَسْجِدِي، لأَنَّه كَانَ خَادِمَ مَسْجِدِ الْمُطَرز، وَكَانَ دَيِّناً خَيراً، عَالِيَ الإِسْنَاد، وَكَانَ وَالِدُهُ قَدْ عُرِفَ بتِلاَوَة سُبْعٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَكَانَ وَلدُهُ أَحْمَد بن سَهْل يَرْوِي عَنْ: يَعْقُوْب بن أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيّ.
مَاتَ سهل سَنَة بِضْع وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي "تاريخ الإسلام" تقريبًا في اثنتين وعشرين.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 32"، واللباب لابن الأثير "2/ 100".

(14/369)


السلطان، الدينوري:
4728- السُّلطان 1:
صاحب العراق، مغيث الدين محمود بن السلطان محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي.
تملَّك بَعْد أَبِيْهِ وَهُوَ حَدَّثٌ أَمردُ فِي أَوّل سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَخُطِبَ لَهُ عَلَى مَنَابِر بَغْدَاد، وَكَانَ ذكيّاً فَطِناً، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالنَّحْوِ، وَمَيْل إِلَى العِلْم، وَنظر فِي التَّارِيْخ، مَدحه الحَيْصَ بَيْصَ، وَضَعُفَتْ دَوْلَةُ بنِي سَلْجُوق فِي أَوَاخر أَيَّامه، وَكَانَ عَمّه السُّلْطَان سَنجر أَعْلَى رُتْبَةً مِنْهُ.
مَاتَ بهَمَذَانَ, فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَيُكْنَى أَبَا القَاسِمِ، وَسَلْطَنُوا بَعْدَهُ أَخَاهُ طُغْرُلَ، فَمَاتَ بَعْدَ عَامَيْن، ثُمَّ تَسَلَّطن أَخُوْهُمَا مَسْعُوْدٌ، وَطوَّل.
4729- الدِّينَوَرِي 2:
الشَّيْخُ المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ الدِّيْنَوَرِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ.
سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ القَزْوِيْنِيّ، وَأَبَا طَالب بن غَيْلاَنَ، وَالحَافِظ أَبَا مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجوهري، وغيرهم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ، وَالحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَخُوْهُ الصَّائِنُ هِبَةُ اللهِ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ صَاحِبَ الخَبَرِ، تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ يَقُوْلُ: قَدْ مرَّ بِي أَبِي مِنَ الدِّينَوَر وَأَنَا صَبِيّ، وَاحترقت كُتُبِي زَمَن المُسْتظهر، وَقَدْ سَمِعَ أَبُو الحَسَنِ القَزْوِيْنِيّ مِنْ جدي أحمد.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 24"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 182"، والعبر "4/ 66"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 76".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 7"، والعبر "4/ 50"، وشذرات الذهب "4/ 64".

(14/370)


ابن البخاري، جعفر بن عبد الواحد:
4730- ابن البُخَاري 1:
الشَّيْخُ العَدْلُ، الكَبِيْرُ المُسْنِدُ، أَبُو البَرَكَات هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن أَحْمَدَ البَغْدَادِيّ, ابْنُ البُخَارِيّ، وَهُوَ المُبَخِّر.
وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
سَمِعَ: أَبَا طَالب بنَ غَيْلاَنَ، وَأَبَا القَاسِمِ التَّنُوْخِي، وَأَبَا عَلِيٍّ بنَ المُذْهِب، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَأَبَا الحَسَنِ البَاقِلاَّنِي، وَأَبَا طَالب العُشَارِي.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الجَبَّارِ بن هِبَةِ اللهِ البُنْدَار، وَالصَّائِنُ بنُ عَسَاكِرَ، ويحيى بن بوش، وجماعة. وَكَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعِ، تُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة بِبَغْدَادَ.
4731- جَعْفَرُ بنُ عبد الواحد 2:
ابن مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ أَحْمَدَ المَوْلَى، الرَّئِيْسُ المُعَمَّرُ، أَبُو الفَضْلِ الأَصْبَهَانِيّ الثَّقَفِيّ.
سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ رِيذه، وَعبدَ الرَّحْمَن بن أَبِي بكر الذكواني، وأبا طاهر بن عبد الرحيم، وَمُحَمَّدَ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَرْزُنَانِي، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ بن أَحْمَدَ الخَطِيْب، وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي سَعِيْدٍ العيَّار، وَأَحْمَدَ بنَ الفَضْلِ البَاطِرْقَانِي، وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ بن الزِّبْرِقَانِ، وَنَاصرُ بنُ مُحَمَّدٍ الويْرج، وَعبدُ الوَاحِد بنُ أَبِي المطهِّر الصَّيْدَلاَنِيّ، وَعبدُ الجَلِيْلِ بن أَبِي نَصْرٍ بن رَجَاء، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المهَّاد، وَخَلْق.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ صَالِحاً سدِيداً، وَمِنْ مَرْوِيَّاته: شُرُوط الذّمَة، وَكِتَاب السّنَة، وَالضَّحَايَا، وَالعقيقَة، وَالنَّوَادر، وَالعتق، وَالرَّمْي، وَالسَّبق، وَالسَّرقَة، وَفَوَائِد العِرَاقيين، الكُلّ لأَبِي الشَّيْخِ، سَمِعَهَا مِنِ ابْنِ عَبْد الرَّحِيْمِ عَنْهُ، وَالأَدب لابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، وَالآحَاد وَالمثَانِي لَهُ، وَكِتَاب "الجَامِع" لأَحْمَدَ بن الفُرَاتِ، وَالصَّلاَة لأَبِي نُعَيْمٍ.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتُوُفِّيَ: فِي تَاسع جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَمْ يَبْقَ بَعْدَهُ مِنْ أصحاب ابن ريذه سوى فاطمة.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 254"، والعبر "4/ 45"، وشذرات الذهب "4/ 60".
2 ترجمته في العبر "4/ 54"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 235"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 66".

(14/371)


الطرقي، خوارزمشاه، القطائفي:
4732- الطَّرْقِي 1:
الحَافِظُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ ثَابِتِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيّ، وَطَرْق: مِنْ قُرَى أَصْبَهَان.
سَكَنَ برد، وَكَانَ مُتَفَنِّناً، لَهُ تَصَانِيْفُ، إلَّا أَنَّهُ جهل، وقال بقدم الروح.
سَمِعَ: عَبْدَ الوَهَّابِ بنَ مَنْدَة وَطَبَقَتَه، وَجَال فِي الطَّلَب، وَلحق أَبَا القَاسِمِ بن البُسْرِيِّ.
تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ, سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائة.
4733- خُوارِزمشاه:
الملكُ العَالِمُ، أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ نُوْشْتِكِين، ديِّنٌ فَاضِل، خيرٌ تَقِي، سَخِيٌّ، كَثِيْرُ التِّلاَوَة وَالغَزْو، عَارِفٌ بِالتَّفْسِيْر، كَانَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ نِظَامَ المُلك يَقُوْلُ: صَلاَةُ الصُّبْح بغلسٍ تُذْهِبُ ظُلْمَةَ القَبْر.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ فِي شَوَّال، وَكَانَتْ دَوْلَتُهُ بِخُوَارزم ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، كَانَ مِنْ أَعْدَلِ المُلُوْك، وَتَسَلْطَنَ بَعْدَهُ ابْنُهُ أَتسز.
4734- القطَائِفِيّ:
الشَّيْخُ المُعَمَّرُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْد النُّهَاوندي، القطَائِفِيّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ.
وُلِدَ بِالدِّينَوَر، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَجَاءَ هُوَ وَأَبُوْهُ إِلَى بَغْدَادَ منجفلينَ وَقتَ ظُهُوْر الغُزِّ السّلجوقيَة.
سَمِعَ مِنْ: عَلِيّ بن المُحَسِّن التَّنُوْخِي، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، والقاضي أبي يعلى، والخطيب، وجماعة رَوَى عَنْهُ: أَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الخَبَّاز، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بن عبد الصَّمد السُّلَمِيّ.
قَالَ ابْنُ نَاصر: هُوَ رَجُلٌ صَالِح حَلَوَانِي، مِنْ أَهْلِ السُّنَّة، وَسمَاعُهُ صَحِيْح.
وَقَالَ ابْنُ كَامِل: مَاتَ فِي السَّادس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، سنة عشرين وخمس مائة.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 235"، واللباب لابن الأثير "2/ 280"، وميزان الاعتدال "1/ 86"، ولسان الميزان "1/ 143".

(14/372)


ابن رضوان، العطار:
4735- ابن رضوان:
الجَلِيْلُ الرَّئِيْسُ، أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رِضوَانَ بن مُحَمَّدِ بنِ رِضوَان البَغْدَادِيّ، المَرَاتِبِيّ.
سَمِعَ: أَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَأَبَا يَعْلَى بنَ الفَرَّاءِ، وَأَجَازَ لَهُ عَبْدُ العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِي.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ فِي "مُعْجَمه"، وَأَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ السِّبْط، وَطَائِفَة.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ صَالِحاً، صَدُوْقاً، كَثِيْرَ الصَّلاَة وَالصَّدَقَة، مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وله إحدى وثمانون سنة.
4736- العَطَّار 1:
الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بن أَحْمَدَ بنِ بِشْرٍ الكَرْخِيّ، البَغْدَادِيّ، العطار.
سَمِعَ: أَبَا طَالب بن غَيْلاَنَ، وَالجَوْهَرِيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ بنُ عَقِيْلٍ.
أَعرض عَنْهُ المُحَدِّثُونَ، لأَنَّ السَّمْعَانِيّ قَالَ: سَأَلت أَبَا المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ عَنْ أَبِي غَالِبٍ بن بِشْرٍ، فَقَالَ: كَانَ يَشْرَبُ إِلَى أَنْ مَاتَ- يَعْنِي: الخَمْرَ.
مَوْلِدُهُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ: فِي جُمَادَى الأولى، سنة عشرين وخمس مائة.
__________
1 ترجمته في لسان الميزان "1/ 210".

(14/373)


ابن عيذون، البطليوسي، البارع:
4737- ابن عَيْذُون 1:
لُغَوِيُّ الْعَصْر، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بن سَلاَمَةَ بن عَيْذُوْنَ الهُذَلِيّ، التُّوْنُسِيّ، المُعَمَّر.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
رَأَى ابْنَ البِرِّ، فَتَرَكَه لِتَهَتُّكِهِ، وَلقِي ابن رشيق الشاعر.
أَخَذَ عَنْهُ السِّلَفِيّ بِالثَّغْرِ، وَوصفه بِإِتْقَان اللُّغَة، وَأَنَّ لَهُ قصيدَةً أَحَدَ عشرَ أَلفَ بَيْتٍ فِي الرَّدِّ عَلَى المرتدّ البَغْدَادِيّ، وَلَوْ قِيْلَ: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ أَلغَى مِنْهُ، لَمَّا اسْتُبعِدَ، وَقَالَ لِي: لَمْ أَرَ أَحْفَظَ لِلُّغَةِ وَالعَرَبِيَّة مِنِ ابْنِ القطَاع، فَأَكْثَرتُ عَنْهُ.
مَاتَ ابن عيدون سنة تسع عشرة وخمس مائة.
4738- البَطَلْيَوْسى 2:
العَلاَّمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّيِّد النَّحْوِيّ اللُّغَوِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
أَقرَأَ الآدَابَ، وَشَرَحَ "المُوَطَّأ"، وَلَهُ كِتَاب "الاقتضَاب فِي شرح أَدب الكِتَاب"، وَكِتَاب "الأَسبَاب الموجبَة لاخْتِلاَف الأَئِمَّة"، وَأَشيَاء، وَنظمٌ فَائِق.
مَاتَ فِي رَجَب، سنة إحدى وعشرين وخمس مائة.
4739- البارع 3:
الإِمَامُ النَّحْوِيُّ، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ ابنُ الوَزِيْرِ القَاسِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ الحَارِثِيُّ، البَغْدَادِيّ، ابْن الدَّباس الشَّاعِر، المُلَقَّب بِالبَارع، مِنْ بَيْت حِشْمَة وَوِزَارَة، نَسَبه هَكَذَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّاب.
وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.
__________
1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "14/ 8"، والعبر "4/ 44"، وشذرات الذهب "4/ 59".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 292"، ووفيات الأعيان "3/ 96"، وشذرات الذهب "4/ 64".
3 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 16"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "10/ 147"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 181"، والعبر "4/ 56"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 236"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 69".

(14/374)


وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الخَيَّاط، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ البَنَّاء، وَيُوْسُفَ الغُورِي، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ اللِّحيَانِي، وَأَبِي الخَطَّابِ الصُّوْفِيّ، وَالحُسَيْن بن الحَسَنِ الإِسكَاف، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البصِيْر.
وَسَمِعَ مِنَ الحَسَنِ بنِ غَالِبٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن المُسْلِمَة، وَالقَاضِي أَبِي يَعْلَى، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن النَّرْسِيّ، وَعبدِ الوَاحِد بن بُرْهَان الأَسَدِيّ، وَعِدَّة.
وَبَرَعَ فِي اللُّغَات وَالنَّحْوِ، وَمَدَحَ الْمُقْتَدِي، وَالمُسْتظهِرَ، وَعِدَّة وُزرَاء وَكُبَرَاءَ، وَدَخَلَ خُرَاسَانَ وَاليَمَنَ وَالشَّامَ، ولعب وعاشر، ثم تاب وَأَنَابَ، وَلَزِمَ مَسْجده بِبَابِ المَرَاتِب، وَتَكَاثر عَلَيْهِ المُقْرِئونَ وَالمُحَدِّثُونَ وَالنُّحَاة، وَصَنَّفَ لَهُ سِبْطُ الخَيَّاط كِتَاب "الشَّمْس المُنِيْرَة فِي التِّسْعَة الشَّهيرَة".
قرَأَ عَلَيْهِ خلقٌ، مِنْهُم: أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ الوَاسِطِيّ الضّرِير، وَعَلِيُّ بنُ عَسَاكِرَ البَطَائِحِي، وَأَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيّ، وَنَصْرُ اللهِ ابْن الكيَال، وَيَعْقُوْبُ بنُ يُوْسُفَ الحَرْبِيّ، وَالحُسَيْنُ بن عَلِيِّ بنِ مُهجِل البَاقَدْرَائِي، وَعوضٌ المَرَاتِبِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَالِدِ بنِ بختيَار، وَأَبُو المُظَفَّرِ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حمْدي، وَآخَرُوْنَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ البَاقِلاَّنِيّ الوَاسِطِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيّ، وَأَبُو الفَتْح المَنْدَائِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن حَمدِيَّة، وَلَهُ "دِيْوَانُ" شعر، وَقَدْ أَضرَّ فِي آخِرِ عمره.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: مَا كَانَ بِهِ بَأْس.
وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ شَافع: فِيْهِ تسَاهُلٌ وَضَعف.
قَالَ ابْنُ الخَشَّاب: أَخْبَرَنَا شيخُنَا البَارع بِكِتَاب "إِصْلاَح الْمنطق" لابْنِ السّكيت بِقِرَاءتِي مِنْ أَصْلِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَة بقِرَاءة أَخِي الإِمَام أَبِي الْكَرم بن فَاخر النَّحْوِيّ عَلَيْهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ سُوَيْدٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ الأَنبارِي، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرْنَا ابْنُ رُسْتُمَ، أَخْبَرَنَا المُؤلف.
مَاتَ البَارِعُ فِي سَابع عشر جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وعشرين وخمس مائة.

(14/375)


4740- ابن الحُصَين 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، المُسْنِدُ الصَّدُوْق، مُسْنِدُ الآفَاق، أَبُو القاسم هبة الله بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ العَبَّاسِ بنِ الحُصَيْن الشيباني، الهمذاني الأصل، البغدادي، الكاتب.
مَوْلِدُهُ فِي رَابعِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ مِنْ أَبِي طَالِبٍ بن غَيْلاَنَ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ المُذْهِب، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ المُقْتَدِر، وَأَبِي القَاسِمِ التَّنُوْخِي، وَالقَاضِي أَبِي الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، وَطَائِفَة.
وَتفرَّد برِوَايَة "مُسْنَد أَحْمَدَ"، وَفَوَائِد أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ المَشْهُوْرَة بِـ "الغَيْلاَنِيَّات"، وَبِـ "اليشكرِيَات"، وَسمَاعُهُ لِكَثِيْر مِنَ "المُسْنَد" كَانَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ، كَذَلِكَ بَيَّنَهُ ابْنُ المُذْهِب فِي "الثَّبْت" لابْنِ الحُصَيْن، فَقَالَ: سَمِعَ مِنِّي الكِتَابَ فِي سَنَتَيْ سِتٍّ وَسَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ.
قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا يَكُوْنُ سَمَاعُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ، وَهُوَ فِي الخَامِسَة، وَأَملَى عِدَّة مَجَالِس، وَتَكَاثر عَلَيْهِ الطَّلبَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَالسِّلَفِيّ، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ ابن المَنِّي الفَقِيْه، وَقَاضِي بَغْدَاد أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الدَّامغَانِي، وَقَاضِي دِمَشْق أَبُو سَعْدٍ بنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ اللهِ وَإِبْرَاهِيْمُ ابْنَا مُحَمَّدِ بنِ حَمَدِيَّه، وَأَبُو محمد بن شدقينى، وَعبدُ الرَّحْمَن بن سعُوْد القَصْرِي، وَالعَلاَّمَة مُجيرُ الدِّين مَحْمُوْد الوَاسِطِيّ، وَعبدُ الخَالِق بن هِبَةِ اللهِ، وَالقَاضِي عُبيدُ الله بن مُحَمَّدٍ السَّاوِي، وَعبدُ الرَّحْمَن بن ملاَّح الشَّط، وَعَبْد اللهِ بن أَبِي بَكْرٍ بنِ الطَّوِيْلَة، وَعَلِيُّ بن عُمَرَ الحَرْبِيّ الوَاعِظ، وَعَبْدُ اللهِ بن أَبِي الْمجد الحَرْبِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بن الحَسَنِ السِّبْط، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بن نَصْرِ بن مَزْرُوع، وَعبدُ الرَّحْمَن بن أَحْمَدَ العُمَرِيّ، وَالحَسَنُ بن أشنَانَة، وَعَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عُليَان، وَلاَحِقُ بن قَنْدَرَة، وَفَاطِمَة بِنْتُ سَعْد الخَيْر، وَعُمَرُ بن جُرِيرَة القَطَّان، وَالمُبَارَك بن مُخْتَار السَّبتِي، وَعَبْد اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَقلِي، وَحَنْبَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُكَبَّر، وَأَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ أَبِي نَصْرٍ بن القَارص، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَهَّابِ بن سُكَيْنَة، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: شَيْخٌ، ثِقَةٌ، ديِّن، صَحِيْحُ السَّمَاع، وَاسِعُ الرِّوَايَة، تَفَرَّد وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مَعْمَرُ بنُ الفَاخر، وَأَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَعِدَّة، وَكَانُوا يَصفُوْنَهُ بِالسَّدَادِ وَالأَمَانَة وَالخيرِيَّة.
وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ، بكَّر بِهِ أَبُوْهُ وَبأَخِيْهِ عبد الوَاحِد، فَأَسْمَعَهُمَا، سَمِعْتُ مِنْهُ "المُسْنَد"، وَكَانَ ثِقَةً، تُوُفِّيَ فِي رَابِعَ عَشَرَ شَوَّالٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة.
وَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ خسرو: دُفِنَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، بِبَابِ حَرْب، فِي ثَالِث يَوْمٍ مِنْ وَفَاته.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 24"، والعبر "4/ 66"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 247"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 77".

(14/376)


4741- ابن تومرت 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ الأُصُوْلِيُّ الزَّاهِد، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ تُوْمَرت البربري، والمصمودى، الهرْغِي، الخَارِجُ بِالمَغْرِبِ، المدَّعِي أَنَّهُ علوِي حَسَنِي، وأنه الإمام المعصوم المهدي، وأنه مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هود بن خَالِدِ بنِ تَمَّام بن عَدْنَانَ بن صَفْوَانَ بنِ جَابِرِ بنِ يَحْيَى بنِ رَبَاح بن يَسَارِ بن العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ ابنِ الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ.
رَحَلَ مِنَ السُّوسِ الأَقْصَى شَابّاً إِلَى المَشْرِق، فَحجَّ وَتَفَقَّهَ، وَحَصَّل أَطرَافاً مِنَ العِلْمِ، وَكَانَ أَمَّاراً بِالمَعْرُوفِ، نَهَّاءً عَنِ المُنْكَر، قوِيَّ النَّفْس، زَعِراً شُجَاعاً، مَهِيْباً قَوَّالاً بِالْحَقِّ، عمَّالاً عَلَى الْملك، غَاوياً فِي الرِّيَاسَة وَالظُهُوْر، ذَا هيبَةٍ وَوقَار، وَجَلاَلَةٍ وَمعَامِلَة وَتَأَلُّه، انْتفع بِهِ خلقٌ، وَاهتَدَوْا فِي الجُمْلَةِ، وَملكُوا المَدَائِنَ، وَقهرُوا المُلُوْكَ.
أَخَذَ عَنْ إِلكيَا الهَرَّاسِي، وَأَبِي حَامِد الغزَالِي، وَأَبِي بَكْرٍ الطُّرطُوشِي، وَجَاور سَنَةً.
وَكَانَ لَهِجاً بِعِلْم الكَلاَمِ، خَائِضاً فِي مَزَالِّ الأَقدَامِ، ألف عقيدة لئقبها بـ "المُرْشِدَة"، فِيْهَا تَوحيد وَخير بِانحرَاف، فَحَمَلَ عَلَيْهَا أَتْبَاعَه، وَسمَّاهُم الْمُوَحِّدين، وَنَبَزَ مَنْ خَالف "المُرْشِدَةَ" بِالتَّجسيم، وَأَبَاحَ دَمَهُ، نَعُوذ بِاللهِ مِنَ الغَيِّ وَالهَوَى.
وَكَانَ خَشِنَ العيشِ، فَقيراً، قَانِعاً بِاليسير، مُقتصراً عَلَى زِيِّ الفَقْرِ، لاَ لَذَّةَ لَهُ فِي مَأْكَلٍ وَلاَ مَنْكِح، وَلاَ مَال، وَلاَ فِي شَيْءٍ غَيْر رِيَاسَة الأَمْر، حَتَّى لَقِي الله تَعَالَى.
لكنَّه دَخَلَ -وَاللهِ- فِي الدِّمَاء لِنَيلِ الرِّيَاسَة المُرديَة.
وَكَانَ ذَا عصاً وَرِكوَة وَدفَّاس، غَرَامُهُ فِي إِزَالَة المُنْكَر، وَالصَّدْعِ بِالْحَقِّ، وكان يتبسم إلى من لقبه.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 45"، والعبر "4/ 57"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1274"، والنجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "5/ 254"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 70".

(14/377)


وَلَهُ فَصَاحَةٌ فِي العَرَبِيَّة وَالبَرْبَرِيَة، وَكَانَ يُؤذَى ويضرب ويصبر، أُوذِيَ بِمَكَّةَ، فَرَاح إِلَى مِصْرَ، وَبَالَغَ فِي الإِنْكَار، فَطردُوْهُ، وَآذَوْهُ، وَكَانَ إِذَا خَاف مِنَ البطشِ بِهِ خلَّط وَتَبَالَه.
ثُمَّ سكنَ الثَّغْر مُدَّةً، ثُمَّ رَكِبَ البَحْر إِلَى المَغْرِب، وَقَدْ رَأَى أَنَّهُ شَرِبَ مَاءَ البَحْرِ مرَّتين، وَأَخَذَ يُنْكِرُ فِي الْمركب عَلَى النَّاسِ، وَأَلزمهُم بِالصَّلاَة، فآذَوْهُ، فَقَدِمَ المَهْدِيَّة وَعَلَيْهَا ابْنُ بَادِيس، فَنَزَلَ بِمسجد مُعَلّق، فَمتَى رَأَى مُنْكراً أَوْ خمراً، كَسَر وَبَدَّدَ، فَالتفَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ، وَاشْتَغَلُوا عَلَيْهِ، فَطَلَبَهُ ابْنُ بَادِيس، فَلَمَّا رَأَى حَالَه، وَسَمِعَ كلاَمَهُ، سَأَله الدُّعَاءَ، فَقَالَ: أَصْلَحَكَ اللهُ لِرعيتك.
وَسَارَ إِلَى بِجَايَة، فَبقِي يُنكِرُ كَعَادته، فَنُفِي، فَذَهَبَ إِلَى قَرْيَة ملاَّلَة، فَوَقَعَ بِهَا بِعَبْدِ المُؤْمِنِ الَّذِي تسلطَن، وَكَانَ أَمْرَدَ عَاقِلاً، فَقَالَ: يَا شَابّ، مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: عبدُ المُؤْمِن. قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، أَنْتَ طَلِبَتِي، فَأَيْنَ مقصِدُك؟ قَالَ: طلبُ العِلْم. قَالَ: قَدْ وَجَدْتَ العِلْمَ وَالشَّرَفَ، اصْحَبْنِي وَنظر فِي حليته، فَوَافَقَتْ مَا عِنْدَهُ مِمَّا قِيْلَ: إِنَّهُ اطَّلع عَلَى كِتَابِ الجَفْرِ -فَاللهُ أَعْلَمُ- فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: من كُومِيَة. فَربط الشَّابّ، وَشوَّقه إِلَى أُمُوْرٍ عَشِقَهَا، وَأَفضَى إِلَيْهِ بسرِّه، وَكَانَ فِي صُحبته الفَقِيْهُ عَبْدُ اللهِ الوَنْشَرِيسِي، وَكَانَ جَمِيْلاً نَحْويّاً، فَاتفقَا عَلَى أَنْ يُخفِي علمَه وَفصَاحته، وَيَتظَاهِر بِالجَهْل وَاللَّكَنِ مُدَّةً، ثُمَّ يَجعلُ إِظهَار نَفْسِهِ معجزَةً، فَفَعَل ذَلِكَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى سِتَّة مِنْ أَجلاَد أَتْبَاعِهِ، وَسَارَ بِهِم إِلَى مَرَّاكُش، وَهِيَ لابْنِ تَاشفِيْن، فَأَخذُوا فِي الإِنْكَار، فَخوَّفُوا الْملك مِنْهُم، وَكَانُوا بِمسجد خرَاب، فَأَحضرهُم الملكُ، فَكلمُوْهُ فِيمَا وَقَعَ فِيْهِ مِنْ سَبِّ الْملك، فَقَالَ: مَا نُقِلَ مِنَ الوقيعَة فِيْهِ، فَقَدْ قلتُه، هل مِنْ وَرَائِهِ أَقْوَال، وَأَنْتُم تُطرُوْنَهُ وَهُوَ مَغْرُوْرٌ بكُم، فَيَا قَاضِي، هَلْ بَلغَك أَنَّ الخَمْرَ تُبَاعُ جِهَاراً، وَتَمْشِي الخنَازِيْرُ فِي الأَسواق، وَتُؤْخَذُ أَمْوَالُ اليَتَامَى؟ فَذَرَفَتْ عَيْنَا الملكِ وَأَطرق، وَفَهِمَ الدُّهَاةُ طَمَعَ ابْن تُوْمَرت فِي المُلك فَنصح مَالِك بن وُهَيْب الفَيْلَسُوْف سُلْطَانَه، وَقَالَ: إِنِّيْ خَائِف عَلَيْك مِنْ هَذَا، فَاسجنْه وَأَصْحَابَه، وَأَنفق عَلَيْهِم مُؤنتهُم، وَإِلاَّ أَنفقتَ عَلَيْهِم خَزَائِنَك. فَوَافَقه، فَقَالَ الوَزِيْر: يَقْبُحُ بِالملك أَنْ يَبْكِي مِنْ وعظه، ثم يسئ إِلَيْهِ فِي مَجْلِس، وَأَنْ يظْهر خوفُك، وَأَنْت سُلْطَان: مِنْ رَجُل فَقير. فَأَخَذتهُ نَخوَةٌ، وَصَرَفَه، وَسَأَلَهُ الدُّعَاءُ.
وَسَارَ ابْنُ تُوْمَرت إِلَى أَغمَاتَ، فَنَزَلُوا عَلَى الفَقِيْه عَبدِ الحَقِّ المَصمودي، فَأَكْرَمَهُم، فَاسْتشَارُوهُ، فَقَالَ: هُنَا لاَ يَحمِيكُم هَذَا المَوْضِع، فَعليكُم بِتِينَمَلَّ، فَهِيَ يَوْمٌ عَنَّا، وَهُوَ أَحصنُ الأَمَاكنِ، فَأُقيمُوا بِهِ بُرْهَةً كِي يُنسَى ذِكرُكُم. فَتَجدد لابْنِ تُوْمَرت بِهَذَا الاسْمِ ذكرٌ لمَا عِنْدَهُ، فَلَمَّا رَآهُم أَهْلُ الْجَبَل عَلَى تِلْكَ الصُّوْرَة، علمُوا أَنَّهُم طَلَبَةُ علمٍ، فَأَنْزَلوهُم، وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِم، ثُمَّ تسَامَع بِهِ أَهْلُ الْجَبَل، فَتسَارعُوا إِلَيْهِم، فَكَانَ ابْنُ تُوْمرت مَنْ رأَى فِيْهِ جَلاَدَة، عَرَضَ عَلَيْهِ

(14/378)


مَا فِي نَفْسِهِ، فَإِنْ أَسرع إِلَيْهِ، أَضَافه إِلَى خوَاصِّه، وَإِن سكت، أَعرض عَنْهُ، وَكَانَ كُهولهُم يَنهون شُبَّانَهُم وَيُحَذِّرونهُم، وَطَالت المُدَّةُ، ثُمَّ كثر أتباعه من جبال دَرن، وَهُوَ جبل الثَّلج، وَطرِيقُهُ وَعرٌ ضيِّق.
قَالَ اليَسع فِي "تَارِيْخِهِ": لاَ أَعْلَم مَكَاناً أَحصنَ مِنْ تِينَمَلل لأَنَّهَا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، وَلاَ يَصِلُ إِلَيهِمَا إِلاَّ الفَارِسُ، وَرُبَّمَا نَزل عَنْ فَرسه فِي أَمَاكنَ صعبَة، وَفِي موَاضِع يَعْبُرُ عَلَى خَشَبَة، فَإِذَا أُزِيلت الخَشَبَة، انْقَطَع الدَّرْبُ، وَهِيَ مَسَافَة يَوْم، فَشَرعَ أَتْبَاعُهُ يُغِيروْنَ وَيَقتلُوْنَ، وَكثُرُوا وَقَوُوا، ثُمَّ غَدَرَ بِأَهْلِ تِيْنَمَلَل الَّذِيْنَ آوَوْهُ، وَأَمر خوَاصَّه، فَوضعُوا فِيهِم السَّيْف، فَقَالَ لَهُ الفَقِيْهُ الإِفْرِيْقِيّ أَحَدُ العَشْرَة مِنْ خوَاصِّهِ: مَا هَذَا؟! قَوْمٌ أَكرمونَا وَأَنْزَلونَا نَقتلُهُم!! فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: هَذَا شكَّ فِي عِصمتِي، فَاقتلُوْهُ، فَقُتِلَ.
قَالَ اليَسع وَكُلُّ مَا أَذْكُرُهُ مِنْ حَال المصَامِدَة، فَقَدْ شَاهَدتُهُ، أَوْ أَخذتُهُ مُتَوَاتِراً، وَكَانَ فِي وَصَيَّتِهِ إِلَى قَوْمه إِذَا ظَفِرُوا بِمُرَابِطٍ أَوْ تِلِمْسَانِي أَنْ يَحرِقوهُ.
فَلَمَّا كَانَ عَامُ تِسْعَةَ عَشرَ وَخَمْسِ مائَة، خَرَجَ يَوْماً، فَقَالَ: تَعلمُوْنَ أَنَّ البَشِيْر -يُرِيْد الوَنْشَرِيسِي- رَجُلٌ أُمِّي، وَلاَ يثبُت عَلَى دَابَّة، فَقَدْ جَعَلَه الله مُبَشِّراً لَكُم، مُطَّلِعاً عَلَى أَسرَارِكُم، وَهُوَ آيَةٌ لَكُم، قَدْ حَفِظَ القُرْآن، وَتعلَّمَ الرُّكوب، وقال: اقرأ، فقرأ لختمة فِي أَرْبَعَةِ أَيَّام، وَركب حصَاناً، وَسَاقه، فَبُهِتُوا، وَعدُّوهَا آيَةً لِغَبَاوَتِهِم، فَقَامَ خَطِيْباً، وَتَلاَ: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [الأَنْفَال: 37] ، وَتَلاَ: {مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آلُ عِمْرَان: 110] ، فَهَذَا البَشِيْرُ مطلع على الأنفس، ملهم وَنبيُّكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "إِنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مُحَدِّثين، وَإِنَّ عُمَرَ مِنْهُم" 1. وَقَدْ صحبنَا أَقْوَامٌ أَطلعه الله عَلَى سرِّهم، ولابد مِنَ النَّظَرِ فِي أَمرهِم، وَتَيَمُّمِ العَدْل فِيهِم، ثُمَّ نُودِي فِي جبال المصَامدة: مَنْ كَانَ مطيعاً لِلإِمَامِ، فَليَأْتِ، فَأَقْبَلُوا يُهْرَعُوْنَ، فَكَانُوا يُعرضون عَلَى البَشِيْر، فَيُخْرِجُ قَوْماً عَلَى يَمِيْنه، وَيَعُدُّهُم مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَقوماً عَلَى يَسَاره، فَيَقُوْلُ: هَؤُلاَءِ شَاكُّوْنَ فِي الأَمْر، وَكَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُل مِنْهُم فَيَقُوْلُ: هَذَا تَائِب رُدُّوْهُ عَلَى اليَمِين تَابَ البَارِحَة، فَيعتَرِفُ بِمَا قَالَ: وَاتَّفَقت لَهُ فِيهِم عَجَائِب، حَتَّى كَانَ يُطلِقُ أَهْل اليَسَار، وَهُم يَعلمُوْنَ أَن مآلهُم إِلَى الْقَتْل، فَلاَ يَفرُّ مِنْهُم أَحَد، وَإِذَا تجمَّع مِنْهُم عِدَّة، قتلهم قراباتهم حتى يقتل الأخ أخاه.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "3689" من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يك في أمتي فإنه عمر" زاد زكرياء ب أبي زائدة، عن سعد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر". أخرجه مسلم "2398"، والترمذي "3694"، من حديث عائشة، به.

(14/379)


قَالَ: فَالَّذِي صَحَّ عِنْدِي أَنَّهُم قُتِلَ مِنْهُم سَبْعُوْنَ أَلْفاً عَلَى هَذِهِ الصِّفَة، وَيُسمونه التّمْيِيْز، فَلَمَّا كَمُلَ التَّمْيِيْز، وَجَّه جُمُوْعه مَعَ البَشِيْر نحو أغمات، فالتفاهم المرَابطون، فَهَزَمَهُمُ المرَابطون، وَثبت خلقٌ مِنَ المصَامدة، فَقُتِلُوا، وَجُرِحَ عُمَر الهِنْتَانِي عِدَّةَ جِرَاحَات، فَحُمِلَ على أَعْنَاقِهِم مُثْخَناً، فَقَالَ لَهُم البَشِيْر: إِنَّهُ لاَ يَموتُ حَتَّى تُفتح البِلاَد. ثُمَّ بَعْدَ مُدَّة، فَتح عينِيه، وَسلَّم، فَلَمَّا أَتَوْا، عَزَّاهُم ابْن تُوْمرت، وَقَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمٍ، وَكَذَلِكَ حربُ الرُّسل.
وَقَالَ عبدُ الوَاحِد المَرَّاكُشِي: سَمِعَ ابْنَ تُوْمرت بِبَغْدَادَ مِنَ المُبَارَك بن الطُّيُورِي، وَأَخَذَ الأُصُوْلَ عَنِ الشَّاشِيّ، وَنَفَاهُ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَمِيْرُهَا، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ اسْتمرَّ يُنكر فِي الْمركب، فَأَلْقَوْهُ، فَأَقَامَ نِصْفَ يَوْم يَعوم، فَأَنْزَلُوا مَنْ أَطلعه، وَاحتَرَمُوْهُ، فَنَزَلَ بِبِجَايَة، فَدرَّس وَوعظ، وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ، فَخَافَ صَاحِبُهَا، وَأَخْرَجه، وَكَانَ بارعاً فِي خطِّ الرَّمل.
وَقِيْلَ: وَقَعَ بِالجفر، وَصَادف عبدَ المُؤْمِن، ثُمَّ لقيهُمَا عبدُ الوَاحِد الشَّرْقِيّ، فَسَارُوا إِلَى أَقْصَى المَغْرِب.
وَقِيْلَ: لقِيَ عبدَ المُؤْمِن يُؤدِّب بِأَرْضِ متيّجَة، وَرَأَى عبدَ المُؤْمِن أَنَّهُ يَأْكُلُ مَعَ الْملك عَلِيٍّ بن تَاشفِيْن، وَأَنَّهُ زَادَ عَلَى أَكله، ثُمَّ اخْتطف مِنْهُ الصّحفَةَ، فَقَالَ لَهُ العَابر: لاَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُوْن هَذِهِ الرُّؤيَا لَكَ، بَلْ لِمَنْ يَثُوْرُ عَلَى أَمِيْرِ المُسْلِمِين إِلَى أَنْ يَغْلِبَ عَلَى بلاَده.
وَكَانَ ابْنُ تُوْمرت طَوِيْلَ الصَّمْت، دَائِمَ الِانْقِبَاض، لَهُ هَيْبَةٌ فِي النُّفُوْس، قِيْلَ لَهُ مرَّة: فُلاَن مسجُوْنٌ، فَأَتَى الحَبْسَ، فَابْتدر السجَانُوْنَ يَتمسَّحُوْنَ بِهِ، فَنَادَى: فُلاَن, فَأَجَابَهُ، فَقَالَ: اخْرج، فَخَرَجَ، وَالسَّجَّانُوْنَ باهتُوْنَ، فَذَهَبَ بِهِ، وَكَانَ لاَ يَتعذر عَلَيْهِ أَمرٌ، وَانفصل، عَنْ تِلمسَان وَقَدِ اسْتحوذ عَلَى قلوبِ كُبرَائِهَا، فَأَتَى فَاس، وَأَخَذَ فِي الأَمْر بِالمَعْرُوف.
قَالَ: وَكَانَ جلُّ مَا يَدعُو إِلَيْهِ الاعتقَادَ عَلَى رَأْي الأَشْعَرِيّ، وَكَانَ أَهْلُ الغَرْب ينَافِرُوْنَ هَذِهِ العُلُوْم، فَجمعَ مُتَوَلِّي فَاس الفُقَهَاء، وَنَاظروهُ، فَظَهَرَ، وَوجد جَوّاً خَالياً، وَقوماً لاَ يَدرُوْنَ الكَلاَمَ، فَأَشَارُوا عَلَى الأَمِيْرِ بِإِخرَاجه، فَسَارَ إِلَى مَرَّاكُش، فَبعثَوا بِخَبَرِهِ إِلَى ابْنِ تَاشفِيْن، فَجمعَ لَهُ الفُقَهَاءَ، فنَاظره ابْنُ وُهَيْب الفَيْلَسُوْف، فَاسْتشعر ذكَاءهُ وَقُوَّةَ نَفْسه، فَأَشَارَ عَلَى ابْنِ تَاشفِيْن بِقَتْلِهِ، وَقَالَ: إِنّ وَقَعَ إِلَى المصَامدة، قَوِيَ شرُّه، فَخَافَ الله فِيْهِ، فَقَالَ: فَاحبسه، قَالَ: كَيْفَ أَحبِسُ مسلماً لَمْ يَتعين لَنَا عَلَيْهِ حقٌّ؟ بَلْ يُسَافر. فَذَهَبَ وَنَزَلَ بِتِينَمَلَل، وَمِنْهُ ظهر، وَبِهِ دُفِنَ، فَبثَّ فِي المصَامدة العِلْم، وَدعَاهُم إِلَى الأَمْر بِالمَعْرُوف، وَاسْتمَالهُم وَأَخَذَ يُشوِّق إِلَى المَهْدِيّ، وَيَرْوِي أَحَادِيْثَ فِيْهِ، فَلَمَّا تَوثَّق مِنْهُم قَالَ: أَنَا هُوَ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَسَاقَ نسباً لَهُ إِلَى عليّ، فَبَايعُوْهُ، وَأَلف لَهُم كِتَابَ "أَعزّ مَا يَطلب"، ووافق المعتزلة

(14/380)


فِي شَيْءٍ، وَالأَشعرِيَة فِي شَيْءٍ، وَكَانَ فِيْهِ تَشيُّع، وَرتَّب أَصْحَابَه، فَمنهُم العَشْرَةُ، فَهُمْ أَوَّل مَنْ لَبَّاهُ، ثُمَّ الخَمْسِيْنَ، وَكَانَ يُسمِّيهم المُؤْمِنِيْنَ، وَيَقُوْلُ: مَا فِي الأَرْضِ مَنْ يُؤمن إِيْمَانَكُم، وَأَنْتُم العِصَابَة الَّذِيْنَ عَنَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: "لاَ يَزَالُ أَهْلُ الغَرْبِ ظَاهِرِيْنَ" 1 وَأَنْتُم تَفتحُوْنَ الرُّوْم، وَتَقتلُوْنَ الدَّجَّال، وَمِنْكُم الذي يؤم بعيسى، وحدثهم بجزئيات اتَّفَقَ وُقُوْعُ أَكْثَرهَا، فَعَظُمَتْ فِتْنَةُ القَوْم بِهِ حَتَّى قتلُوا أَبْنَاءَهُم وَإِخْوَتهُم لِقسوتهِم وَغِلَظِ طبَاعهِم، وَإِقدَامِهِم عَلَى الدِّمَاء، فَبَعَثَ جَيْشاً، وَقَالَ: اقصِدُوا هَؤُلاَءِ المَارقين المُبَدِّلين الدّين، فَادعوهُم إِلَى إِمَاتَة المُنْكَر وَإِزَالَةِ البِدَع، وَالإِقرَار بِالمَهْدِيّ المَعْصُوْم، فَإِنْ أَجَابُوا، فَهُمْ إِخْوَانُكُم، وَإِلاَّ فَالسّنَةُ قَدْ أَبَاحت لَكُم قِتَالَهُم، فَسَارَ بِهِم عبدُ المُؤْمِن يَقصِدُ مراكش، فالتقاه الزبير ابن أَمِيْر المُسْلِمِين، فَكلَّموهُم بِالدَّعوَة، فَردُّوا أَقبحَ ردٍّ، ثُمَّ انْهَزَمت المصَامدة، وَقُتِلَ مِنْهُم ملحمَة، فَلَمَّا بلغَ الخَبَرُ ابْنَ تُوْمرت، قَالَ: أَنَجَى عبدُ المُؤْمِن؟ قِيْلَ: نَعم. قَالَ: لَمْ يُفْقَدْ أَحَد. وَهَوَّن عَلَيْهِم، وَقَالَ: قتلاَكُم شُهَدَاء.
قَالَ الأَمِيْر عزِيز فِي "أَخْبَار القَيْرَوَان": سَمَّى ابْنُ تُوْمرت أَصْحَابَه بِالموحِّدين، وَمَنْ خَالَفه بِالمُجَسِّمِين، وَاشْتُهِرَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَبَايعته هَرْغَة عَلَى أَنَّهُ المَهْدِيّ، فَقصدهُ المُلَثَّمُوْنَ، فَكسَرُوا الملثمِين، وَحَازُوا الغنَائِم، وَوثقت نُفُوْسُهُم، وَأَتتهُم أَمْدَادُ القبَائِل، وَوحَّدت هنتَاتَة، وَهِيَ مِنْ أَقوَى القبَائِل.
ثُمَّ قَالَ عزِيز: لَهُم تَودُّد وَأَدبٌ وَبشَاشَة، وَيلبَسُوْنَ الثِّيَاب القصِيْرَةَ الرّخيصَة، وَلاَ يُخلوْنَ يَوْماً مِنْ طِرَادٍ وَمثَاقفَة وَنضَال، وَكَانَ فِي القبَائِل مفسدُوْنَ، فَطَلَبَ ابْنُ تُوْمرت مَشَايِخَ القبَائِل وَوعظهُم، وَقَالَ: لاَ يَصْلُحُ دينُكُم إِلاَّ بِالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر، فَابحثُوا عَنْ كُلِّ مُفسد، فَانهوهُ، فَإِنْ لَمْ يَنْتَهِ، فَاكتُبُوا إِلَيَّ أَسْمَاءهُم، فَفَعلُوا، ثُمَّ هدَّد ثَانِياً، فَأَخَذَ مَا تَكرَّر مِنَ الأَسْمَاء، فَأَفردهَا ثُمَّ جمع القبَائِلَ، وحضهم على أنه لاَ يغِيبَ مِنْهُم أَحَد، وَدفعَ تِلْكَ الأَسْمَاء إِلَى البَشِيْر، فَتَأَمَّلهَا، ثُمَّ عَرَضَهُم رَجُلاً رَجُلاً، فمن وجند اسْمَه، رَدَّهُ إِلَى الشِّمَال، وَمَنْ لَمْ يَجده، بعثَه عَلَى اليَمِين، ثُمَّ أَمر بتكتيف أَهْلِ الشِّمَال، وَقَالَ لقرَابَاتهِم: هَؤُلاَءِ أَشقيَاء مِنْ أَهْلِ النَّار، فَلتقْتُلْ كُلُّ قبيلَة أَشقيَاءهَا، فَقتلوهُم، فَكَانَتْ وَاقعَةً عجيبَة، وَقَالَ: بِهَذَا الفِعْل صَحَّ دينكُم، وَقَوِيَ أَمرُكُم.
وَأَهْلُ العَشْرَة هُم: عبدُ المُؤْمِن، والهزرجي، وعمرو بن يحيى الهنتاتى، وعبد الله البشير،
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم "1925"، من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعًا وتمامه: لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة".

(14/381)


وَعبدُ الوَاحِد الزوَاوِي طير الجَنَّة، وَعَبْدُ اللهِ بن أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرُ بن أَرنَاق، وَوَاسنَار أَبُو مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بن جَامِعٍ، وَآخر.
وَفِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ؛ جهَّز عِشْرِيْنَ أَلْفَ مقَاتل عَلَيْهِم البَشِيْر، وَعبدُ المُؤْمِن بَعْدَ أُمُوْرٍ يَطولُ شرحُهَا، فَالتَقَى الجمعَانِ، وَاسْتَحَرَّ القتلُ بِالموحِّدين، وَقُتِلَ البَشِيْر، وَدَام الحَرْبُ إِلَى اللَّيْل، فَصَلَّى بِهِم عبدُ المُؤْمِن صَلاَةَ الْخَوْف، ثُمَّ تحيَّز بِمَنْ بَقِيَ إِلَى بُستَان يُعرف بِالبُحَيْرَة، فَرَاح مِنْهُم تَحْتَ السَّيْف ثَلاَثَةَ عَشَرَ أَلْفاً، وَكَانَ ابْنُ تُوْمرت مَرِيضاً، فَأَوْصَى بَاتِّبَاع عبدِ المُؤْمِن، وَعَقَدَ لَهُ، وَلقَّبه أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، وَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَفتح البِلاَدَ، فَاعضُدُوْهُ بِأَنْفُسكُم وَأَمْوَالكُم، ثُمَّ مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قَالَ اليَسع بنُ حَزْم: سمَّى ابْنُ تُوْمرت المرَابطين بِالمُجَسِّمِين، وَمَا كَانَ أَهْلُ المَغْرِب يَدينُوْنَ إِلاَّ بِتَنْزِيه الله -تَعَالَى- عَمَّا لاَ يَجِبُ وَصفُهُ بِمَا يَجِبُ لَهُ، مَعَ تركِ خوضهِم عَمَّا تَقَصْر العُقُوْلُ عَنْ فَهمه.
إِلَى أَنْ قَالَ: فَكفَّرهُم ابْنُ تُوْمرت لِجهلهِم العَرض والجوهر، وأن من لم يعرف ذلك، لن يَعرفِ المَخْلُوْقَ مِنَ الخَالِق، وَبأَنَّ مَنْ لَمْ يهاجر إِلَيْهِ، وَيُقَاتِل مَعَهُ، فَإِنَّهُ حَلاَلُ الدَّم وَالحرِيْم، وَذَكَرَ أَن غضبَهُ للهِ وَقيَامَه حسبَةٌ.
قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: قَبْره بِالجَبَل مُعَظَّم، مَاتَ كَهْلاً، وَكَانَ أَسْمَرَ ربعَةً، عَظِيْمَ الهَامَة، حديدَ النَّظَر مَهِيْباً، وَآثَارُه تغنِي عَنْ أَخْبَاره، قَدَمٌ فِي الثَّرَى، وَهَامَةٌ فِي الثُّرِيَّا، وَنَفْسٌ تَرَى إِرَاقَةَ مَاءِ الحَيَاة دُوْنَ إِرَاقَةِ مَاءِ المُحَيَّا، أَغفلَ المرَابطون رَبطه وَحلَّه، حَتَّى دبَّ دبِيْبَ الفَلَقِ فِي الغَسَقِ، وَكَانَ قُوتُه مِنْ غزل أُخْته رَغِيْفاً بزَيْت، أَوْ قَلِيْل سمن، لَمْ يَنْتقِلْ عَنْ ذَلِكَ حِيْنَ كَثُرَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا، رَأَى أَصْحَابَهُ يَوْماً، وَقَدْ مَالت نُفُوْسُهُم إِلَى كَثْرَة مَا غنِمُوْهُ، فَأَمر بِإِحرَاق جَمِيْعه، وَقَالَ: مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا، فَهَذَا لَهُ عِنْدِي، وَمَنْ كَانَ يَبغِي الآخِرَةَ، فَجزَاؤُه عِنْد الله، وَكَانَ يَتَمَثَّل كَثِيْراً:
تَجَرَّدْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّك إِنَّمَا ... خَرَجْتَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنْتَ مُجَرَّدُ
وَلَمْ يَفتتح شَيْئاً مِنَ المَدَائِن، وَإِنَّمَا قرر القوَاعد، وَمهَّد، وَبغته المَوْت، وَافتَتَح بَعْدَهُ البِلاَدَ عبدُ المُؤْمِن.
وَقَدْ بَلَغَنِي -فِيمَا يُقَالَ: أَنَّ ابْنَ تُوْمرت أَخفَى رِجَالاً فِي قُبُوْر دَوَارِسَ، وَجَاءَ فِي جَمَاعَةٍ لِيُرِيَهُم آيَة، يَعْنِي فَصَاحَ: أَيُّهَا الموتَى أَجيبُوا، فَأَجَابوهُ: أَنْتَ المَهْدِيّ المَعْصُوْمُ، وَأَنْت وَأَنْت، ثُمَّ إِنَّهُ خَاف مِنِ انتشَارِ الحِيلَةِ، فَخسف فَوْقهُم القبور فماتوا.

(14/382)


وَبِكُلِّ حَالٍ، فَالرَّجُل مِنْ فُحُوْل العَالَمِ، رَام أمرًا، فتم له، وربط البربر بالعصمة، وَأَقْدَمَ عَلَى الدِّمَاء إِقدَامَ الخَوَارِج، وَوجد مَا قَدَّمَ.
قَالَ الحَافِظُ مَنْصُوْر بن العمَادِيَة فِي "تَارِيخ الثَّغْر": أَملَى عليّ نسبَه فُلاَن، وَفِي ذَلِكَ نَظَرٌ مِنْ حَيْثُ إِنَّ مُحَمَّد بن الحَسَنِ لَمْ يُعقب.
وَلابْنِ تُوْمرت:
دَعْنِي فَفِي النَّفْسِ أَشْيَاءٌ مُخَبَّأَةٌ ... لأَلبسن بِهَا دِرْعاً وَجِلْبَابَا
وَاللهِ لَوْ ظَفِرَتْ نَفْسِي بِبُغْيَتِهَا ... مَا كُنْتُ عَنْ ضَرَبِ أَعْنَاقِ الوَرَى آبَى
حَتَّى أُطَهِّرَ ثَوْبَ الدِّيْنِ عَنْ دَنَسٍ ... وَأُوجبَ الحَقَّ لِلسَّادَاتِ إيجابا

(14/383)


ابن صدقة، البطائحي:
4742- ابنُ صَدَقة 1:
الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، جلاَلُ الدِّين أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ صَدَقَة النَّصِيْبِيّ.
تَنَقَّل فِي الأَعْمَال، ثُمَّ تَزَوَّجَ بِبنتِ الوَزِيْر ابْنِ المُطَّلِبِ، وولي الحِلَّةَ، ثُمَّ وَزَرَ بَعْدَ أَبِي شُجَاعٍ، وَكَانَ شَهْماً كَافِياً مَهِيْباً سَائِساً، فَوَزَرَ ثَلاَثَةَ أَعْوَامٍ، وَأُمْسِكَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، وَنُهِبَتْ دَارُه، وَسُجِنَ، ثُمَّ احتَاجُوا إِلَيْهِ بَعْدَ عَام، وَوَزَرَ إِلَى أن توفي في رجب سنة اثنتين وعشرون وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ يَد بَيضَاءُ فِي النَّظمِ والنثر، عاش ثلاثًا وستين سنة.
4743- البَطَائِحي 2:
هُوَ وَزِيْرُ الدِّيَار المِصْرِيّة، وَالدَّوْلَة العُبَيْدِيَّة، الملكُ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَأْمُوْنُ بنُ البطَائِحِي، وَكَانَ مِنْ قصَّته أَنْ أَبَاهُ كَانَ صَاحِبَ خَبَرٍ بِالعِرَاقِ لِلمصرِيين مِنْ أَجلاَدِ الرَّافِضَّة، فَمَاتَ، وَنَشَأَ المَأْمُوْنُ فَقيراً صُعْلُوكاً، فَكَانَ حمَالاً فِي السُّوق بِمِصْرَ، فَدَخَلَ مرَّةً إِلَى دَار الأَفْضَل أَمِيْرِ الجُيُوْش مَعَ الحمَّالين، فَرَآهُ الأَفْضَلُ شَابّاً مَلِيحاً، خفِيفَ الحَرَكَات، فَقَالَ: مَنْ هَذَا? قَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا ابْنُ فُلاَن، فَاسْتَخدمه فرَّاشاً مَعَ الجماعة، فتقدم وتميز، وترقى به الحَالُ إِلَى الْملك، وَهُوَ الَّذِي أَعَان الآمِرَ بِاللهِ عَلَى الفتكِ بِأَمِيْرِ الجُيُوْش، وَوَلِيَ منصبَه، وَكَانَ شَهْماً مِقْدَاماً، جَوَاداً بِالأَمْوَال، سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، عُضْلَةً مِنَ العُضَلِ، ثُمَّ إِنَّهُ عَامل أَخَا الخَلِيْفَةِ الآمِرِ عَلَى قَتلِ الآمرِ، وَدَخَلَ مَعَهُمَا أُمَرَاء، فَعَرف بِذَلِكَ الآمرُ، فَقَبَضَ عَلَى المَأْمُوْنِ، وَصلبَه، وَاسْتَأْصَلَه فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائة.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 9"، والعبر "4/ 51"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 233"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 66".
2 ترجمه في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 263" و"5/ 299 و 302"، والعبر "4/ 44"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 229"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 60".

(14/383)


الغزي، ابن الأخشيذ:
4744- الغَزِّي 1:
شَاعِرُ خُرَاسَان، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يَحْيَى بنِ عُثْمَانَ الكَلْبِيّ، صَاحِبُ الدِّيْوَان.
سَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنَ: الفَقِيْه نَصْر، وَأَقَامَ بِنظَامِيَّة بَغْدَاد مُدَّةً، وَمدح الأَعيَانَ، ثُمَّ تَحَوَّل إِلَى خُرَاسَانَ، وَمدح وَزِيْر كِرْمَان، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إلَّا قَصِيدَته:
بِجَمْعِ جَفْنَيْكِ بَيْنَ البُرْءِ وَالسَّقَمِ ... لاَ تَسْفِكِي مِنْ دُمُوعِي بِالفِرَاقِ دَمِي
إِشَارَةٌ مِنْكِ تَكفِيْنَا وَأَحْسَنُ مَا ... رُدَّ السَّلاَمُ غَدَاةَ البَيْنِ بِالعَنَمِ
تَعْلِيْقُ قَلْبِي بِذَاتِ القِرْطِ يُؤْلِمُهُ ... فَلْيَشْكُرِ القرط تعليقا بلا ألم
تَبَسَّمَتْ فَأَضَاءَ اللَّيْلُ فَالتَقَطَتْ ... حبَات مُنْتَثِر فِي ضوء مُنْتَظم
مَاتَ بِنوَاحِي بَلخ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعشرون وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ ثَلاَث وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
4745- ابْنُ الأخشيذ 2:
الشَّيْخُ الأَمِيْنُ، المُسْنِدُ الكَبِيْرُ، أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الأَخشيذ الأَصْبَهَانِيّ التَّاجِر، وَيُعْرَفُ بِالسَّرَّاج.
سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بكرٍ الذَّكوَانِيُّ، وأبا طاهر بن عبد الرحيم الكَاتِب، وَعَلِيَّ بنَ القَاسِمِ المُقْرِئ، وَأَبَا العَبَّاسِ بن النُّعْمَانِ الصَّائِغ، وَأَبَا الفَضْل الرَّازِيّ المُقْرِئ، وَأَحْمَدَ بنَ الفَضْلِ البَاطِرْقَانِي، وَعِدَّة مِنْ أَصْحَاب ابْنِ المُقْرِئ، وَغَيْرِهِ، وَيُكْنَى أَيْضاً أَبَا الفَتْح، وَبِهَا كَنَّاهُ السَّمْعَانِيّ، وَكَنَّاهُ بِأَبِي سَعْدٍ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَوَثَّقَهُ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: هُوَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَيَحْيَى بنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيّ، وَنَاصرٌ الويرج، وَخَلَفُ بنُ أَحْمَدَ الفَرَّاء، وَأَسَعْدُ بنُ أحمد الثقفي، وأبو جَعْفَر الصَّيْدَلاَنِيّ، وَجَمْعٌ كَثِيْر.
قَالَ أَبُو مُوْسَى: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ لَيْلَةَ نِصْفِ شَعْبَانَ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ اسمُ أَبِي: مُحَمَّداً، وَيُكْنَى أَبَا الفَضْل، فَغَلَبَ عَلَيْهِ الفَضْلُ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ سَدِيدَ السِّيرَةِ، قرَأَ بِروَايَات، وَنسخ أَجزَاء كَثِيْرَة، وَكَانَ وَاسِعَ الرِّوَايَة، موثوقاً بِهِ، كَتَبَ إِلَيَّ بِالإِجَازَةِ، فَمِنْ مَسْمُوْعه "طَبَقَات الصَّحَابَة" لأَبِي عَرُوْبَةَ مُجلَّد سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ عبد الرحيم عن ابن المقرئ عنه، وكتاب "الأَشْرَاف" لابْنِ المُنْذِر, سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ عَبْد الرَّحِيْمِ عَنِ ابْنِ المُقْرِئ عَنْهُ، وَكِتَاب "السُّنَن" لِلْحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيّ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شعبان، وقيل: في رمضان سنة أربع وعشرون وخمس مائة.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 15"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 57"، والعبر "4/ 55"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 236"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 67".
2 ترجمته في العبر "4/ 55"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 68".

(14/384)


4746- الكُرَاعي 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ مَرْوَ، أَبُو مَنْصُوْرٍ محمد بن علي بن مَحْمُوْدٍ الزُّولهِي، التَّاجِر، المَرْوَزِيّ، المَشْهُوْرُ بِالكُرَاعِي، وَيُقَالُ: إِنَّ اسْمَه أَحْمَد، مِنْ قَرْيَة زُولاَه بِنوَاحِي مَرْوَ، شَيْخٌ صَالِحٌ، صيِّنٌ دَيِّنٌ، رَحل إِلَيْهِ النَّاسُ، وَصَارَت زُولاَه مقصداً لطلبَة الحَدِيْث، وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ أَبِي غَانم الكُرَاعِي صَاحِب عَبْد اللهِ بن الحُسَيْنِ النَّضْرِي، فَسَمِعَ مِنْهُ نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ جُزْءاً.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ مِنْهُ بقِرَاءة أَبِي طَاهِر السِّنْجِيّ اثْنَيْ عَشَرَ جُزْءاً، ثُمَّ أَحضره شيخنَا الخَطِيْبُ أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْوَزِيّ فِي الخَانقَاه، وَقُرِئت عَلَيْهِ الأَجزَاء المَسْمُوْعَةُ لَهُ، فَسمِعتهَا.
إِلَى أَنْ قَالَ: ولد في العشرون مِنْ شَوَّالٍ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قال: ومات في أواخر سنة أربع وعشرون وَخَمْسِ مائَةٍ، أَوْ فِي أَوَائِل سَنَةِ خَمْسٍ بقَرْيَته.
قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ بِالشَّامِ: أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْوَزِيّ البَاقِي إِلَى سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدَاوُدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَالِدي.
وَمَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ: أَبُو الموَاهِبِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُلُوْك الوَرَّاق، وَشَاعِرُ وَقته أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ الغزِي بِبلخَ عَنْ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَإِسْمَاعِيْل بن الأَخشيذ السَّرَّاج، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البَارع، وَعَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّدِ بن إسماعيل الغزال بمكة.
وَقِيْلَ: مَاتَ فِيْهَا سهل المَسْجِدِي، وَفِيْهَا مَاتَتْ: فَاطِمَة الجُوْزْدَانِيَّة، وَقرَاتكين بن الأَسْعَد التركِي، وَالحَافِظُ أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّدُ بنُ سعدُوْنَ العبدرِيّ، وَابْنُ تُوْمرت كَبِيْر الموحِّدين، وَالآمِرُ بِأَحكَام الله مَنْصُوْر، وَهِبَة اللهِ بن الأَكْفَانِي، وَهِبَة اللهِ بن القاسم المهراني.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 325".

(14/385)


4747- ابن كادش 1:
الشَّيْخُ الكَبِيْرُ، أَبُو العِز أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ بن عُمَرَ بن إبراهيم بن عيسى بن صَاحِب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُتبَةَ بنِ فَرْقَدٍ السُّلَمِيّ, العُكْبَرِيّ، المَعْرُوف: بِابْنِ كَادش، أَخُو المُحَدِّث أَبِي يَاسِر مُحَمَّد.
وُلِدَ فِي صَفَرٍ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ, وَقرَأَ عَلَى المَشَايِخ، وَنسخ بخطِّه الرديءِ الْمعقد جُمْلَةً، وَجَمَعَ وَخَرَّجَ.
سَمِعَ: أَبَا الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، وَأَقضَى القُضَاة أَبَا الحَسَنِ المَاوردي، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَأَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الجَازِرِي، وَأَبَا طَالب العُشَارِي، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن النَّرْسِيّ، وَعِدَّة.
سَمِعَ مِنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَالسِّلَفِيّ، وَأَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَمَعْمَر بن الفَاخر، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَهِبَة الله بن السِّبْط، وَعَبْدُ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَيُّوْبَ الحَرْبِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ ضَعِيْفاً فِي الرِّوَايَة، مُخلطاً، كَذَّاباً، لاَ يُحْتَجُّ بِهِ، وَللأَئِمَّة فِيْهِ مَقَالٌ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ ابْنُ نَاصر يُسيءُ القَوْل فِيْهِ.
وَقَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ: كَانَ مُخلطاً.
وَقَالَ ابْنُ نَاصر: لَمْ يَسْمَعْ كُلّ كِتَاب "الجَلِيْس" مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الجَازِرِي، قَالَ السَّمْعَانِيّ: فَذَكَرتُ هَذَا لأَبِي القَاسِم الدِّمَشْقِيّ، فَأَنْكَرَهُ غَايَةَ الإِنْكَار، وَقَالَ: كَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعِ، وَرَأَيْتُ سَمَاعه لِهَذَا الكِتَاب فِي الأَصْل مثبتاً، وَأَثْنَى عَلَى أَبِي الْعِزّ.
ثُمَّ قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ نَاصر يَقُوْلُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعِزّ بن كَادش يَقُوْلُ: وضعتُ حَدِيْثاً عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقرَّ عِنْدِي بِذَلِكَ.
قَالَ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيّ: سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ عَلِيَّ بنَ الحَسَنِ الحَافِظ يقول: قال لي ابن
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 28"، والعبر "4/ 68"، وميزان الاعتدال "1/ 118"، ولسان الميزان "1/ 218"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 250"ن وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 78".

(14/386)


كَادش: وَضَع فُلاَنٌ حَدِيْثاً فِي حقِّ عَلِيٍّ، وَوضعتُ أَنَا فِي حقِّ أَبِي بَكْرٍ حَدِيْثاً، بِاللهِ أَلَيْسَ فَعَلتُ جَيِّداً?
قُلْتُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى جَهله، يَفتخِرُ بِالكَذِبِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: رَأَيْتُ لَهُ كِتَاباً سَمَّاهُ "الانتصَارَ لرُتم القِحَاب" فِيْهِ أَشعَار، فَيَقُوْلُ: أَنشدتَنِي المُغَنِّيَةُ فُلاَنَةٌ، وَأَنشدتَنِي ستوت المغنية بِأَوَانَا، وَقَدْ قرَأَه عَلَيْهِ ابْنُ الخَشَّاب.
قَالَ مرَّة: وُلِدْتُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ، وَسُئِلَ مرَّة، فَقَالَ: سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ.
وَقَالَ يُوْسُف الدِّمَشْقِيّ: سَأَلته فَقَالَ: سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ.
وَقَالَ الصَّائِنُ بن عَسَاكِرَ: سَأَلته، فَقَالَ: فِي المُحَرَّمِ, سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ.
مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ست وعشرون وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَفِيْهَا مَاتَ: الملكُ الأَكملُ أَحْمَد ابْن أَمِيْرِ الجُيُوْش بِمِصْرَ، وَتَاجُ المُلُوْك بُورِي بن الأَتَابك طُغْتِكِين صَاحِبُ دِمَشْق، وَالمُحَدِّثُ الحُسَيْنُ ابن مُحَمَّدِ بنِ خُسرو بِبَغْدَادَ، وَفقيهُ المَغْرِبِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ المُرسِي المَالِكِيّ، وَعبدُ الكَرِيْم بن حَمْزَةَ السُّلَمِيّ، وَشيخُ الحنابلة أبو الحسين محمد بن القَاضِي أَبِي يَعْلَى، وَأَبُو عَلِيٍّ مَنْصُوْرُ بنُ الخير المالقي.

(14/387)


4748- المسترشد بالله 1:
أمير المؤمنين أبو منصور الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بأمر الله عبد الله بن محمد بن القَائِم عَبْد اللهِ بن القَادِر القُرَشِيّ الهَاشِمِيّ, العَبَّاسِيّ, البَغْدَادِيّ.
مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ فِي أَيَّامِ جدِّه الْمُقْتَدِي، وَخُطِبَ لَهُ بِوِلاَيَةِ العَهْدِ وَهُوَ يَرْضَعُ، وَضُرِبَتِ السِّكَّةُ باسمِهِ.
وَسَمِعَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ العَلاَّف، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ بيَان، وَمِنْ مُؤَدِّبه أَبِي البَرَكَات بن السِّيبِي.
رَوَى عَنْهُ: وَزِيْرُه عَلِيُّ بنُ طِرَاد، وَحَمْزَةُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بن المُلَقَّب.
وَلَهُ خطٌّ بَدِيع، وَنثر صَنِيع، وَنظم جَيِّد، مَعَ دينٍ ورأيٍ، وشهامةٍ وَشجَاعَة، وكان خليقًا للإمامة، قليل النظير.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 54"، والعبر "4/ 75"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 257" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 256"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 86".

(14/387)


قَالَ ابْنُ النَّجَّار: ذكر قُثَم بن طَلْحَةَ الزَّيْنَبِيّ -وَمِنْ خطِّه نَقُلْتُ- أَنَّ المُسْترشد كَانَ يَتنسَّكُ فِي أَوَّل زَمَنه، وَيَلْبَسُ الصُّوف، وَيَتعبَّدُ، وَختم القُرْآن، وَتَفَقَّهَ، لَمْ يَكُنْ فِي الخُلَفَاء مَنْ كَتَب أَحْسَنَ مِنْهُ، وَكَانَ يَسْتَدْرِكُ عَلَى كُتَّابه، وَيُصلِحُ أَغَاليطَ فِي كُتبهِم، وَكَانَ ابْنُ الأَنْبَارِيّ يَقُوْلُ: أَنَا وَرَّاق الإِنشَاء وَمَالِكُ الأَمْر يَتولَّى ذَلِكَ بِنَفْسِهِ الشَّرِيْفَة.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ ذَا شَهَامَةٍ وَهَيْبَة، وَشجَاعَةٍ وَإِقدَامٍ، وَلَمْ تَزَلْ أَيَّامُه مُكَدَّرَةً بِتَشْوِيشِ المخَالفِيْن، وَكَانَ يَخْرُجُ بِنَفْسِهِ لدفع ذَلِكَ وَمبَاشرته إِلَى أَنْ خَرَجَ، فَكُسِرَ، وَأُسِرَ، ثُمَّ اسْتُشْهِدَ عَلَى يَدِ الملاَحدَة، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ الحَدِيْثَ.
قَالَ: وَلَهُ نَظْمٌ، ونثرٌ مليح، وَنُبْلُ رَأْي.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عبد المُنْعِم، أَنْبَأَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ طِرَاد، أَخْبَرَنَا المُسْترشِدُ بِاللهِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ بيَان الرَّزَّاز، أَخْبَرْنَا ابْنُ مَخْلَد، أَخْبَرَنَا الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: أَنشدنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ السِبْط حِفْظاً لِلمُسْترشد بِاللهِ:
قَالُوا تُقِيْمُ وَقَدْ أَحَا ... طَ بِكَ العَدُوُّ وَلاَ تَفِرُّ
فَأَجَبْتُهُمْ المَرْءُ مَا لَمْ ... يَتَّعِظْ بِالوَعْظِ غِرُّ
لاَ نِلْتُ خَيراً مَا حَيِيْتُ ... وَلاَ عَدَانِي الدَّهْرَ شَرُّ
إِنْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنْ غَيْ ... رَ اللهِ يَنْفَعُ أَوْ يضر
وَلَهُ:
أَنَا الأَشْقَرُ المَوْعُوْدُ بِي فِي المَلاَحِمِ ... وَمَنْ يَمْلِكُ الدُّنْيَا بِغَيْرِ مُزَاحِمِ
سَتَبْلُغُ أَرْضَ الرُّوْمِ خَيْلِي وَتُنْتَضَى ... بِأَقْصَى بِلاَدِ الصِّيْنِ بِيْضُ صَوَارِمِي
وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لَمَّا أُسِرَ مُسْتشهداً:
وَلاَ عَجَباً لِلأُسْدِ إِنْ ظَفِرَتْ بِهَا ... كِلاَبُ الأَعَادِي مِنْ فَصِيْحٍ وَأَعْجَمِ
فَحَرْبَةُ وَحْشِيٍّ سَقَتْ حَمْزَةَ الرَّدَى ... وَمَوْتُ عَلِيٍّ مِنْ حُسَامِ ابْنِ ملحم
قَالَ سَعْدُ الله بنُ نَجَا بن الوَادِي: حَكَى لِي صَدِيْقِي مَنْصُوْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: لَمَّا عَادَ الحَيْصَ بَيْصَ إِلَى بَغْدَادَ، وَكَانَ قَدْ هجَا الخَلِيْفَةَ المُسْترشِد طَالباً لِذِمَامِهِ، فَقَالَ فيه:

(14/388)


ثَنَيْتُ رِكَابِي عَنْ دُبَيْس بنِ مَزْيَدٍ ... مَنَاسِمُهَا مِمَّا تُغِذُّ دَوَامِي
فِرَاراً مِنَ اللُّؤْمِ المُظَاهِرِ بِالخَنَا ... وَسُوْءِ ارتحالٍ بَعْدَ سُوْءِ مُقَامِ
لِيُخْصِبَ رَبْعِي بَعْدَ طُوْلِ مَحِيْلِهِ ... بِأَبْيَضَ وَضَّاحِ الجَبِيْنِ إِمَامِ
فَإِنْ يَشْتَمِلْ طُوْلُ العَمِيْمِ برأفةٍ ... بِلَفْظِ أمانٍ أو بعقد ذمام
فَإِنَّ القَوَافِي بِالثَّنَاء فصيحةٌ ... تُنَاضِلُ عَنْ أَنسَابِكُم وَتُحَامِي
قَالَ: فَخَرَجَ لفظ الخَلِيْفَة: سُرْعَةُ العفوِ عَنْ كَبِيْر الجُرم اسْتحقَارٌ بِالمعفو عَنْهُ.
وَبِخَطِّ قَاضِي المَارستَان قَالَ: حُكِيَ أَنَّ الوَزِيْر عَلِيّ بن طِرَاد أَشَارَ عَلَى المُسْترشد أَنْ يَنْزِلَ فِي مَنْزِل اخْتَاره، وَقَالَ: هُوَ أَصْوَنُ. قَالَ: كُفَّ يَا عَلِيّ، وَاللهِ لأَضربنَّ بسيفِي حَتَّى يَكِلَّ سَاعِدي، وَلأَلْقَيَنَّ الشَّمْسَ بِوَجْهِي حَتَّى يَشْحُبَ لونِي:
وَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ ... فَمِنَ العَجْزِ أَنْ تَكُوْنَ جَبَانَا
ابْنُ النَّجَّار: أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمنَاء عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الإِسكَافِي إِمَامِ الوَزِيْرِ، قَالَ: لَمَّا كُنَّا مَعَ المُسْترشد بِبَابِ هَمَذَان، كَانَ مَعَنَا "إِنْسَان يُعْرَفُ بـ" فارس الإِسْلاَم، وَكَانَ يَقْرُبُ مِنْ خدمَةِ الخَلِيْفَة، فَدَخَلَ عَلَى الوَزِيْر ابْن طِرَاد، فَقَالَ: رَأَيْتُ السَّاعَةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا تَقُوْلُ فِي هَذَا الجَيْش? قَالَ: مَكْسُور مَقْهُور، فَأُرِيْدُ أَنْ تُطَالِعَ الخَلِيْفَة بِهَذَا، فَقَالَ: يَا فَارِسَ الإِسْلاَم، أَنَا أَشرتُ عَلَى الخَلِيْفَة أَنْ لاَ يَخْرُجَ مِنْ بَغْدَادَ، فَقَالَ: يَا عليّ، أَنْتَ عَاجز رُدَّ إِلَى بَيْتك، فَلاَ أُبلِّغُه هَذَا، لَكِن قل لابْنِ طَلْحَةَ صَاحِبِ الْمخزن، فَذَهَبَ إِلَى ابْنِ طَلْحَةَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: لاَ أُنهِي إِلَيْهِ مَا يُتَطَيَّرُ بِهِ، فَاكتب هَذَا إِلَيْهِ وَاعْرِضهَا، وَأَخلِ مَوْضِع مَقْهُور، فَكَتَبتُهَا، وَجِئْت إِلَى السُّرَادِق، فَوَجَدْتُ نَجَا في الدهليز، وقد صَلَّى الخَلِيْفَة الفَجْر، وَبَيْنَ يَدَيْهِ مصحف، وَمقَابلهُ ابْنُ سُكَيْنَة إِمَامُه، فَدَخَلَ نَجَا الخَادِم، فَسَلَّمَ الرُّقعَة إِلَيْهِ، وَأَنَا أَنْظُرُهُ، فَقرَأَهَا غَيْرَ مَرَّةٍ، وَقَالَ: مَنْ كَتَبَ هَذِهِ? فَقَالَ: فَارِسُ الإِسْلاَم، قَالَ: أَحضره، فَجَاءَ، فَقَبَضَ عَلَى يَدي، فَأُرْعِدْتُ، وَقبلتُ الأَرْض، فَقَالَ: وَعليكُم السَّلاَم، ثُمَّ قرَأَ الرقعَة مَرَّات، ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَتَبَ هَذِهِ? قُلْتُ: أَنَا، قَالَ: وَيْلَك، لَمْ أَخلَيت مَوْضِعَ الكَلِمَة الأُخْرَى? قُلْتُ: هُوَ مَا رَأَيْتَ يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: وَيْلَك، هَذَا المَنَام أُرِيتُه أَنَا فِي هَذِهِ السَّاعَة، فَقُلْتُ: يَا مَوْلاَنَا، لاَ يَكُوْن أَصدق مِنْ رُؤيَاك، تَرْجِعُ مِنْ حَيْثُ جِئْت، قَالَ: وَيْلَك، وَيُكَذَّبُ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! لاَ وَاللهِ مَا بَقِيَ لَنَا رَجْعَة، وَيَقضِي الله مَا يَشَاء. فَلَمَّا كَانَ اليَوْمُ الثَّانِي أَوِ الثَّالِث، وَقَعَ المَصَافُّ، وَتَم مَا تَمّ، وَكُسِرَ وَأُسِرَ وَقُتِلَ، رحمه الله.

(14/389)


قَالَ ابْنُ نَاصر: خَرَجَ المُسْترشد بِاللهِ سَنَة تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ إِلَى هَمَذَان لِلإِصْلاَح بَيْنَ السّلاَطين، وَاخْتِلاَف الجُنْد، وَكَانَ مَعَهُ جمعٌ كَثِيْر مِنَ الأَترَاك، فَغَدَرَ بِهِ أَكْثَرهُم، وَلَحِقُوا بِمَسْعُوْد بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه، ثُمَّ التَقَى الجمعَانِ، فَانْهَزَم جَمعُ المُسْترشد بِاللهِ فِي رَمَضَانَ، وَقُبِضَ عَلَيْهِ، وَعَلَى خوَاصِّه، وَحُمِلُوا إِلَى قَلْعَةٍ هُنَاكَ، فَحُبِسُوا بِهَا، وَبَقِيَ الخَلِيْفَةُ مَعَ السُّلْطَان مَسْعُوْد إِلَى نِصْف ذِي القَعْدَةِ، وَحُمِلَ مَعَهُم إِلَى مرَاغَة، ثُمَّ إِنَّ البَاطِنِيَّة أَلَّفُوا عَلَيْهِ جَمَاعَةً مِنَ الملاَحدَة، وَكَانَ قَدْ أُنْزَل نَاحِيَة مِنَ المعَسْكَر، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَفَتكُوا بِهِ، وبجماعةٍ كَانُوا عَلَى بَاب خَرَكَاهِه، وَقُتِلُوا، وَنُقِلَ، فَدُفِنَ بمراغة، وكان مصرعه يوم الخَمِيْس سَادس عشر ذِي القَعْدَةِ.
وَجَاءَ الخَبَرُ يَوْمَ التَّاسع مِنْ مَقْتَله إِلَى بَغْدَادَ، فَكَثُرَ النَّوحُ وَالبُكَاءُ بِهَا، وَعُمِلَ العَزَاءُ.
وَقَالَ صَدَقَةُ بنُ الحُسَيْنِ الحَدَّاد: كَانَ قَدْ صَلَّى الظُّهْر، وَهُوَ يَقرَأ فِي المُصْحَف، وَهُوَ صَائِمٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مِنْ شَرْجِ الخَيْمَةِ جَمَاعَةٌ بِالسَّكَاكين، فَقتلُوْهُ، وَوقعت الصيحَةُ، فَقُتِلَ عَلَيْهِ جماعةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، مِنْهُم: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ سُكَيْنَة، وَابْن الخَزرِي، وَخرجُوا مُنْهَزِمِين، فَأُخِذُوا وَقُتِلُوا ثُمَّ أُحْرِقُوا، فَبقيت يَدُ أَحَدِهِم خَارِجَة مِنَ النَّارِ مَضْمُوْمَةً لَمْ تَحْترِقْ، فَفُتِحَتْ، وَإِذَا فِيْهَا شعراتٌ مِنْ لِحْيَتِهِ -صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِ- فَأَخَذَهَا السُّلْطَان مَسْعُوْد، وجعلها في تعويذ ذهب، وجلس للعزاء، وجاز الخَادِمُ وَمَعَهُ المُصْحَف، وَعَلَيْهِ الدَّمُ إِلَى السُّلْطَان، وَخَرَجَ أَهْلُ مرَاغَة فِي المُسُوح وَعَلَى وُجُوْهِهِم الرَّمَاد، وَكَانَتْ خِلاَفَتُهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَسِتَّة أَشْهُرٍ.
قَالَ قُثَمُ بنُ طَلْحَةَ: كَانَ أَشقرَ أَعْطرَ أَشهلَ، خفِيفَ العَارِضَيْنِ، وَخلَّف مِنَ الذُّكور: مَنْصُوْراً الرَّاشدَ بِاللهِ، وَأَحْمَدَ، وَعَبْدَ اللهِ، وَإِسْحَاقَ -تُوُفِّيَ قَبْلَهُ- وَبِنتَانِ، وَوَزَرَ لَهُ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ صَدَقَة، وَعَلِيّ بن طراد، وأنوشروان.
وَقضَاتُهُ: عَلِيُّ بنُ الدَّامغَانِي، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الزينبي.
قُلْتُ: بُوْيِع عِنْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، فَكَانَتْ دَوْلَتُهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَسَبْعَة أَشهر، وَعَاشَ سِتّاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، فَقِيْلَ: إِنَّ الَّذِيْنَ فَتكُوا بِهِ جَهَّزَهُم مَسْعُوْد، وَكَانُوا سَبْعَةَ عَشَرَ نَفْساً، فَأُمْسِكُوا، وَقَتَلَهُم السُّلْطَان، وَأَظهر الحزنَ وَالجزعَ.
وَقِيْلَ: بَعَثَ السُّلْطَان سَنجر بن مَلِكْشَاه إِلَى ابْنِ أَخِيْهِ مَسْعُوْد يُوَبِّخُهُ عَلَى انتهَاك حُرمَةِ المُسْترشد، وَيَأْمُرُهُ بِرَدِّهِ إِلَى مقرِّ عزِّهِ، وَأَنْ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ بِالغَاشيَة، وَيَخضَعَ، فَفَعَل ذَلِكَ ظَاهِراً، وَعَمِلَ عَلَى قتلِهِ، وَقِيْلَ: بَلِ الَّذِي جهَّزَ البَاطِنِيَّة عَلَيْهِ السُّلْطَان سَنجر مِنْ خُرَاسَان، وَفِيْهِ بُعد.

(14/390)


وَقِيْلَ: إِنَّ الشَّاشِيّ عَمِلَ "العُمدَة" فِي الفِقْه لِلمُسْترشد.
وَفِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ كَانَ المَصَافُّ بَيْنَ المُسْترشد وَبَيْنَ دُبيس الأَسَدِيّ، وَجذب يَوْمَئِذٍ المُسْترشد سَيْفَه، فَانْهَزَم دُبيس وَتَمَزَّقَ جمعُه, ثُمَّ كَانَتْ بَيْنهُمَا وقعةٌ سَنَة "519"، فَذلَّ دُبيس، وَجَاءَ وَقبَّل الأَرْض، فَلَمْ يُعْطَ أَمَاناً، فَفَرَّ إِلَى السُّلْطَان سَنجر، وَاسْتجَار بِهِ، فَحَبَسَهُ خِدمَةً لِلمُسْترشد، وَصَلَّى المُسْترشدُ بِالنَّاسِ يَوْم الأَضحَى وَخطبهُم، وَنَزَلَ، فَنحر بدنَة بِيَدِهِ.
وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ: وَصل السُّلْطَانُ مَحْمُوْد، وَحَاصَرَ بَغْدَاد، وَاسْتظهر الخَلِيْفَة.
وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَارَ المُسْترشد فِي اثني عشر ألف فَارِس، فَحَاصَر المَوْصِلَ ثَمَانِيْنَ يَوْماً، فَبذل لَهُ زنكِي مُتَوَلِّيهَا أَمْوَالاً لِيَرحل، فَأَبَى، ثُمَّ إِنَّهُ ارتحل، وَعظمت هيبتُه فِي النُّفُوْس، وَخضع زنكِي، وَبَعَثَ الْحمل إِلَى المُسْترشد، وَقَدِمَ رَسُوْلُ السُّلْطَان سَنجر، فَأُكْرِمَ، وَنفَّذ المُسْترشد لِسَنجر خِلْعَة السّلطنَة ثُمِّنَتْ بِمائَةِ أَلْفِ دِيْنَار وَعِشْرِيْنَ أَلْف دِيْنَار، وَعرض المُسْترشد جيوشَه فِي هيئَة لَمْ يُعهد مِثْلهَا مِنْ دَهْرٍ طَوِيْلٍ، فَكَانُوا خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً.
وَفَارق مَسْعُوْدٌ بَغْدَاد عَلَى غضب، وَانضمَّ إِلَيْهِ دُبيس، وَعزمُوا عَلَى أَخْذِ بَغْدَاد، فَطَلبَ المُسْترشدُ زنكِي بن آقسُنْقُر، وَهُوَ مُحَاصر دِمَشْق، وَطلبَ نائب البصرة بكبه، فبيت مسعود لطلائع المُسْترشد، فَانْهَزَمُوا، وَلَكِن خَامَرَ أَرْبَعَة أُمَرَاء إِلَى المُسْترشد، فَأَنْعَمَ عَلَيْهِم بِثَمَانِيْنَ أَلف دِيْنَار، وَسَارَ فِي سَبْعَةِ آلاَف، وَكَانَتِ المَلْحَمَةُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْع كَمَا ذكرنَا، فَانْهَزَم جَيْشُ الخَلِيْفَة، وَأَسلمُوْهُ، فَأَسره مَسْعُوْدٌ فِي نوعِ احترَام، وَحَاز خِزَانَته، وَكَانَتْ أَرْبَعَة آلاَف أَلف دِيْنَار، وَمجموعُ القَتْلَى خَمْسَة أَنْفُس، وَزوَّر السُّلْطَانُ عَلَى لِسَانِ الخَلِيْفَة كتباً إِلَى بَغْدَادَ بِمَا شَاءَ، وَقَامَت قِيَامَة البغَادِدَة عَلَى خَلِيفتِهِم، وَكَانَ مَحْبُوباً إِلَى الرَّعيَّة جِدّاً، وَبذلُوا السَّيْف فِي أَجنَاد السُّلْطَان، فَقُتِلَ مِنَ العَامَّة مائَة وَخَمْسُوْنَ نَفْساً، وَأَشرفت الرعيَة عَلَى البَلاَء، وَلَمَّا قُتِلَ المُسْترشد، بُوْيِع بالخلافة، ولده الراشد بالله ببغداد.

(14/391)


4749- الراشد با لله 1:
أمير المؤمنين، أبو جعفر منصور بن المسترشد بالله الفضل بن أحمد العباسي.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْس مائَة فِي رَمَضَانَ. فَقِيْلَ: وُلِدَ بِلاَ مَخْرَجٍ، فَفُتِقَ لَهُ مَخرج بآلةٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُمّه أُمُّ وَلد.
خُطِبَ لَهُ بِوِلاَيَةِ العَهْد سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَاسْتُخْلِفَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ.
وَكَانَ أَبْيَضَ مَلِيحاً، تَامَّ الشّكل، شَدِيد الأَيد، يُقَالَ: إِنَّهُ كَانَ بِدَارِ الخِلاَفَة أَيِّلٌ عَظِيْم اعترضَهُ فِي البُسْتَان، فَأَحجم الخَدَمُ، فَهجم عَلَى الأَيِّل، وَأَمسك بِقَرنَيْهِ وَرَمَاهُ، وَطلب مِنشَاراً، فَقطع قَرنَيْهِ.
وَكَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ، مُؤثراً لِلْعدل، فَصِيْحاً عذْبَ العِبَارَة، أَديباً شَاعِراً، جَوَاداً، لَمْ تَطُلْ أَيَّامُهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَى المَوْصِلِ، ثُمَّ إِلَى أَذْرَبِيْجَان، وَعَاد إِلَى أَصْبَهَانَ، فَأَقَامَ عَلَى بَابِهَا مَعَ السُّلْطَان دَاوُد، مُحَاصراً لَهَا، فَقتلته الملاَحدَةُ هُنَاكَ، وَكَانَ بَعْدَ خُرُوْجه مِنْ بَغْدَادَ مَجِيْءُ السُّلْطَان مَسْعُوْد بن مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه، فَاجتمع بِالأَعيَان، وَخلعُوا الرَّاشِدَ، وَبَايعُوا عَمَّه المقتفِي.
قَالَ أَبُو طَالِبٍ بنُ عبد السمِيْع: مِنْ كَلاَم الرَّاشد: إِنَّا نَكْرَهُ الفِتَنَ إِشفَاقاً عَلَى الرَّعِيَّة، وَنُؤْثِرُ العَدْلَ وَالأَمْنَ فِي البَرِيَّة، وَيَأْبَى المقدور إلَّا تَصَعُّبُ الأُمُوْر، وَاختلاَطُ الجُمْهُوْر، فَنَسْأَل الله العَوْنَ عَلَى لَمِّ شَعَثِ النَّاسِ بِإِطفَاءِ نَائِرَةِ البَأْسِ.
قَالَ أَبُو الحَسَنِ البَيْهَقِيّ فِي "وِشَاح دُمِيَة القَصْر": الرَّاشد بِاللهِ أَعْطَاهُ الله مَعَ الخِلاَفَة صورةٌ يُوْسُفِيَّة، وسيرةٌ عُمرِيَّةً.
أَنشدنِي رَسُوْلُه لَهُ:
زمانٌ قَدِ اسْتَنَّتْ فِصَالُ صُرُوْفِهِ ... وَذَلَّلَ آسَادَ الكِرَامِ لِذِي القَرْعَى
أَكُوْلَتُهُ تَشْكُو صُرُوْفَ زَمَانِهِ ... وَلَيْسَ لَهَا مَأْوَى وَلَيْسَ لَهَا مَرْعَى
فَيَا قَلْبُ لاَ تَأْسَفْ عَلَيْهِ فَرُبَّمَا ... تَرَى القَوْمَ فِي أَكْنَافِ أَفْنَائِهِ صَرْعَى
وَلَهُ قصيدَة طَوِيْلَة مِنْهَا:
أُقْسِمُ بِاللهِ وَهلْ خَلِيْفَه ... يَحْنَثُ أَنْ أَقْسَمَ فِي اليَمِيْنِ
لاَ تَّزِرَنَّ فِي الحُرُوْبِ صَادِقاً ... لأَكْشِفَ العَارَ الَّذِي يَعْلُوْنِي
مُشَمِّراً عَنْ سَاقِ عَزْمِي طَالباً ... ثأْرَ الإِمَامِ الوَالِدِ الأَمِيْنِ
عُمْرِيَ عُمْرِي وَالَّذِي قُدِّرَ لِي ... مَا يَنْمَحِي المَكْتُوْبُ عَنْ جَبِيْنِي
قَالَ ابْنُ نَاصر: بَقِيَ الأَمْر لِلرَاشِد سَنَة، ثُمَّ دَخَلَ مَسْعُوْد، وَفِي صحبته أصحاب المسترشد
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 76"، والعبر "4/ 89"، وشذرات الذهب "4/ 100".

(14/392)


الوزير علي بن طراد، وصاحب المخزن بن طَلْحَةَ، وَكَاتِبُ الإِنشَاء ابْنُ الأَنْبَارِيّ، وَخَرَجَ الرَّاشِدُ مع غلمان داره طالبًا المَوْصِل صُحْبَة زنكِي، فَأُحْضِرَ القُضَاةُ وَالشُّهُودُ وَالعُلَمَاء عِنْد الوَزِيْر أَبِي القَاسِمِ عَلِيّ، وَكتبُوا محضراً فِيْهِ شهَادَة الْعُدُول بِمَا جرَى مِنَ الرَّاشد مِنَ الظُّلم، وَأَخْذِ الأَمْوَال، وَسَفْكِ الدِّمَاءِ، وشُرب الخَمْر، وَاسْتفتِي الفُقَهَاء فِيْمَنْ فَعل ذَلِكَ، هَلْ تَصِحُّ إِمَامتُهُ? وَهل إِذَا ثَبَتَ فِسقُه بِذَلِكَ يَجوز لسُلْطَان الوَقْت أَنْ يَخلعه وَيستبدل بِهِ? فَأَفْتَوْا بجَوَازِ خلعه، وَالاستبدَال بِهِ، فَوَقَعَ الاختيَارُ مَعَ الغدِ بِحُضُوْر مَسْعُوْد وَأُمرَائِهِ فِي دَارِ الخِلاَفَة عَلَى عَمِّهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ المُسْتظهر بِاللهِ وَلَقَّبوهُ بِالمُقتفِي، وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ سَنَةً، وَقَدْ وَخطه شيب، وَهُوَ أَسْمَرُ، وَأُمُّه أُمُّ وَلد صَفْرَاء تُدْعَى سِتُّ السَّادَةِ.
قَالَ: ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّ الرَّاشد خَرَجَ مِنَ المَوْصِلِ إِلَى بِلاَدِ أَذْرَبِيْجَان إِلَى مُرَاغَةَ، وَكَانَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ، فَصَادرُوا أَهْلَهَا، وَعَاثُوا، ثُمَّ ذهبُوا إِلَى هَمَذَان، فَقتلُوا بِهَا، وَحلقُوا لِحَى جَمَاعَةٍ مِنَ الفُقَهَاء، وَعَتَوْا، وَمَضَوْا إِلَى نوَاحِي أَصْبَهَان، فَانْتهبُوا القُرَى، وَحَاصرُوا البلدَ فِي جَمعٍ مِنْ أَجنَاد دَاوُد بن مَحْمُوْدِ بنِ مُحَمَّدٍ، فَمَرِضَ الرَّاشدُ مرضاً أَشفَى مِنْهُ، بَلَغَنَا أَنَّ جَمَاعَة مِنَ العجم كانوا فراشين فِي خدمته؛ اتَّصَلُوا بِهِ هُنَاكَ؛ دَخَلُوا خَرَكَاهَهُ فِي السَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثلاثين، فقتلوه بِالسَّكَاكين، وَقُتِلُوا بَعْدَهُ كُلُّهُم.
وَقِيْلَ: كَانَ قَدْ سُقِيَ سُمّاً، ثُمَّ دُفِنَ بِالمَدِيْنَةِ العَتِيْقَة فِي حُجْرَة مِنْ بِنَاء نِظَام الْملك، وَجَاءَ الخَبَرُ إِلَى عَمِّه المقتفِي، فَعقدُوا لَهُ العزَاء يَوْماً وَاحِداً.
وَقَالَ عبدُ الجَلِيْل كوتَاه: دُفِنَ بِجنب الجَامِع بِمدينَة أَصْبَهَان. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: زُرتُ قَبْره بِجيَّ، وَهُوَ خشب مَنْقُوْش، وَعَلَيْهِ ستر أَسودُ، فِيْهِ كتابةٌ مِنْ إِبرِيسَم، وَلَهُ فَرَّاشُوْنَ وَخَدَمٌ، وَعَقِبُه باقٍ إِلَى آخِرِ سَنَةِ سِتِّ مائَةٍ.
قُلْتُ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ الرَّاشدُ، بَعَثَ إِلَيْهِ السُّلْطَانُ مَسْعُوْد يَتعنَّتُه، وَيطلُب مِنْهُ ذهباً كَثِيْراً، ثُمَّ قَدِمَ الأَتَابِكُ زنكِي وَغَيْرُهُ، فَحسَّنُوا لَهُ القِتَالَ لِمَسْعُوْدٍ، وَكَانَ شُجَاعاً، فَخَافُوهُ، ثُمَّ تَغَيَّر عَلَيْهِ زنكِي فَقَدِمَ الْملك دَاوُدُ بنُ مَحْمُوْدٍ إِلَى الرَّاشد، وَقصدُوا السُّلْطَان مسعُوْداً، فَسَارَ مسعودٌ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، فَنَازل بَغْدَاد يُحَاصِرُهَا، وَنهب عسكره واسطًا والنعمانية، وتملك بغداد.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَخرج خطَّ الرَّاشد يَقُوْلُ: إِنِّيْ مَتَى عَسْكَرتُ أَوْ خَرَجتُ، انعزلتُ، وَبَالَغَ عَلِيّ بن طِرَاد الوَزِيْر فِي ذَمِّ الرَّاشد، وَخوَّف القُضَاة مِنْ غَائِلته وَمِنْ جَوْرِه، فَحكم القَاضِي ابْنُ الكَرْخِيّ بِخلعه، وَعَاشَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ الله وسامحه.

(14/393)


حمزة بن هبة الله، تاج الملوك:
4750- حَمْزَةُ بنُ هِبَةِ اللهِ 1:
ابْنِ مُحَدِّثِ نَيْسَابُوْرَ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ بنِ دَاوُدَ العَلَوِيّ, الحُسَيْنِيّ، النَّيْسَابُوْرِيّ، شيخٌ حُسْنُ السِّيْرَةِ، تَفَرَّد بِأَشيَاءَ.
سَمِعَ: ابْنَ مَسْرُوْرٍ، وَعبدَ الغَافِر الفَارِسِيّ، وَعبدَ الرَّحْمَن بن مُحَمَّدٍ الأَنْمَاطِيّ صَاحِب الإِسْمَاعِيْلِي، وَمُحَمَّدَ بنَ الفَضْلِ النَّسوِي، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ زَيدياً.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: حَدَّثَنَا عَنْهُ جماعةٌ، عَاشَ سِتّاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، تُوُفِّيَ: فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة.
4751- تاج الملوك 2:
صاحب دمشق، تاج الملوك، بوري بن صاحب دمشق الأتابك طُغْتِكِين، مَوْلَى السُّلْطَان تُتُشَ السَّلجوقِي.
تَمَلَّك بَعْدَ أَبِيْهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ ذَا حلمٍ وكرمٍ، لَهُ أَثرٌ كَبِيْر فِي قتل وَزِيْرِهِ وَالإِسْمَاعِيْليَّة.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَلابْنِ الخَيَّاط فِيْهِ مدَائِح فِي "دِيْوَانه"، وَقَدْ وَزر لَهُ أَيْضاً أَبُو الذواد ابن الصوفي، ثم كريم الملك بن عَمِّ المزدقَانِي.
وَلَمَّا علم ابْنُ صَبَّاح صَاحِبُ الأَلمَوت بِمَا جرَى عَلَى أَشيَاعه الإِسْمَاعِيْليَّة بِدِمَشْقَ، تَنمَّر، وَنَدَبَ طَائِفَة لِقتل تَاج المُلُوْك، فَعيَّن اثْنَيْنِ بشربوشين فِي زِيِّ الجُنْد، ثُمَّ قدمَا، فَاجتمعَا بناسٍ مِنْهُم أجنادٌ، وَتَحَيَّلا عَلَى أَنَّ صَارَا مِنَ السَّلحدَانَة، وَضمنوهُمَا، ثُمَّ وَثبا عَلَيْهِ, فقتلاه. قال أبو يعلى القلاَنسِي: وَثبُوا عَلَيْهِ فِي خَامِس جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ، فَضَرَبَه الوَاحِدُ بِالسَّيْف قَصَدَ رَأْسَهُ، فَجرحه فِي رقبته جرحاً سليماً، وَضَرَبَه الآخرُ بِسكين فِي خَاصِرته، فَمرَّت بَيْنَ الجلدِ وَاللَّحْم.
قُلْتُ: كَانَ تَعلَّل مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَحلفُوا بَعْدَهُ لوَلَده شَمْس المُلُوْك إِسْمَاعِيْل.
قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: وَصَّى بِالأَمْرِ لإِسْمَاعِيْلَ، وَوصَّى بِبَعْلَبَكَّ لاِبْنِهِ مُحَمَّدٍ.
وَقِيْلَ: كَانَ عَجَباً فِي الجهاد، لا يفتر عن غَزوِ الفِرَنْج، وَلَوْ كَانَ لَهُ عَسْكَرٌ كَثِيْر، لاستأصل الفرنج.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 13".
2 ترجمته في العبر "4/ 69"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 249"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 78".

(14/394)


4752- شمس الملوك 1:
صَاحِبُ دِمَشْق، شَمْسُ المُلُوْكِ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ بُورِي بن الأَتَابَك طُغْتِكِين التُّركِي.
تَملَّك بَعْدَ أَبِيْهِ فِي رَجَب سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً، شَهْماً مِقْدَاماً كآبَائِهِ، لَكنَّه جبارٌ عَسُوْف.
استنقذَ بَانِيَاس مِنَ الفِرَنْج فِي يَوْمَيْن، وَكَانَتِ الإِسْمَاعِيْليَّةُ بَاعوهَا لَهُم مِنْ سَبْع سِنِيْنَ، وَسَعَّرَ بلادَهم، وَأَوطَأَهُم ذُلاًّ، ثُمَّ سَارَ، فَحَاصَر أَخَاهُ بِبَعْلَبَكَّ، وَنَازل حَمَاة، وَهِيَ لِلأَتَابك زنكِي، وَأَخَذَهَا لَمَّا سَمِعَ بِأَنَّ المُسْترشد يُحَاصِرُ المَوْصِل، وَصَادَرَ الأَغنِيَاءَ وَالدَّوَاوِيْن، وَظَلَمَ وَعتَا، ثُمَّ بدَا لَهُ، فَكَاتَبَ الأَتَابَك زنكِي لِيسلم إِلَيْهِ دِمَشْق، فَخَافته أُمُّه زُمُرُّد وَالأُمَرَاء، فَهيَّأَت أُمُّهُ مَنْ قَتَلَهُ، لأَنَّه تَهدَّدهَا لَمَّا نَصَحته بِالقتل، وَكَانَتِ الفِرَنْجُ تخَافُه لمَا هزمهُم، وَبَيَّتهُم، وَشنَّ الغَارَة عَلَى بلادِهِم، وعثرهم، وَكَانَ قَدْ تسودَن وَتَخيَّل مِنْ أُمَرَائِهِ، وَأَخَذَ يُحَوِّل أَمْوَاله إِلَى قَلْعَة صَرْخَدَ.
قَالَ ابْنُ القلاَنسِي: بَالغ فِي الظُّلْمِ، وَصَادر وَعذَّب، وَلَمَّا علم بِأَنَّ زنكِي عَلَى قصدِ دِمَشْق، بَعَثَ يَسْتَحِثُّه ليُعْطِيَه إِيَّاهَا لِهذيَانٍ تَخَيَّلَهُ، وَيَقُوْلُ: إِنْ لَمْ تجِئ، سلَّمتُهَا إِلَى الفِرَنْج، كتب هَذَا بِيَدِهِ، فَأَشفق النَّاسُ، فَحَمَلَ صفوَةَ المُلْكِ دِينُهَا عَلَى حسمِ الدَّاءِ، فَأَهْلكته، وَكَثُرَ الدُّعَاءُ لَهَا.
قُتِلَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَتَملَّكَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ مَحْمُوْد، ثُمَّ تَزَوَّجت أُمّه بصَاحِب حلب زنكي.
__________
1 ترجمته في العبر "4/ 77"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 255"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 90".

(14/395)


ابن الأكفاني، ابن يربوع:
ابن الأكفاني 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُفَنَّنُ المُحَدِّثُ الأَمِيْنُ، مفِيدُ الشَّام، أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ بن عَلِيِّ بنِ فارس الأنصاري الدِّمَشْقِيّ المُعَدَّل، المَعْرُوف بِابْنِ الأَكْفَانِي. وُلِدَ سَنَةَ "444".
وَسَمِعَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِيْنَ، وَبعد ذَلِكَ مِنْ: وَالِده، وَأَبِي القَاسِمِ الحِنَّائِي، وَأَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّد بنِ مَكِّيٍّ، وَعبد الدَّائِم بن الحَسَنِ الهِلاَلِي، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَعَبْدِ العَزِيْزِ الكَتَّانِي، وَلاَزمه مُدَّةً، وَأَبِي نَصْرٍ بن طَلاب، وَأَبِي الحسن بن أَبِي الْحَدِيد، وَطَاهِرِ بن أَحْمَدَ القَاينِي، وَعَبْد الجَبَّارِ بن بُرزَة الوَاعِظ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الطُّبيز.
حَدَّثَ عنه: غيث الأرمنازي، وأبو بكر بن العربِي، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَخُوْهُ الصَّائِن، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ النَّجَّار، وَإِسْمَاعِيْل بن عَلِيٍّ الجَنْزَوِي، وَأَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْر، وَكَانَ ثِقَةً, ثَبْتاً, متيقظاً، معْنِيّاً بِالحَدِيْثِ وَجَمْعِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ عَسِراً فِي التَّحْدِيْث، وَتَفَقَّهَ عَلَى القَاضِي المَرْوَزِيّ مُدَّةً، وَكَانَ يَنظُر فِي الوُقُوْف، وَيُزَكِّي الشُّهُود.
وَقَالَ السِّلَفِيّ: هُوَ حافظٌ مُكْثِرٌ ثِقَةٌ، كَانَ تاريخ الشام، كتب الكثير.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: مَاتَ الأَمِيْنُ فِي سَادس المُحَرَّم سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، رَحِمَهُ الله.
4754- ابن يَرْبُوع 2:
الأُسْتَاذُ الحَافِظُ، المُجَوِّدُ الحُجَّةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ سُلَيْمَانَ، بنِ يَرْبُوْعٍ الشَّنْترِينِي، ثُمَّ الإِشْبِيلِيُّ، نَزِيْلُ قُرْطُبَة.
__________
1 ترجمته في العبر "4/ 63"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 235"، وشذرات الذهب "4/ 73".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 293"، والعبر "4/ 51"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1071"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 66".

(14/396)


سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ مَنْظُوْر "صَحِيْح البُخَارِيِّ"، وَمِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ خَزْرَج، وَحَاتِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي مَرْوَانَ بنِ سِرَاجٍ، وأبي علي الغساني، وعدة.
وأجاز له العَبَّاسِ بنُ دِلْهَاث.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال، وَقَالَ: كَانَ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ وَعِلله، عَارِفاً برِجَالِهِ، وَبَالجرحِ وَالتَّعديل، ضَابطاً ثِقَةً، كتبَ الكَثِيْر، وَصَحِبَ أَبَا عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، وَاختصَّ بِهِ، وَكَانَ أَبُو عَلِيٍّ يُفَضِّلُهُ، وَيَصِفُهُ بِالمَعْرِفَة وَالذَّكَاء.
إِلَى أَنْ قَالَ: صَنَّفَ كِتَاب "الإِقليد فِي بيان الأسانيد"، وكتاب "تَاج الحليَة وَسرَاج البُغيَة فِي مَعْرِفَة أَسَانِيْد المُوَطَّأ"، وَكِتَاب "البيَان عَمَّا فِي كِتَاب أَبِي نَصْرٍ الكَلاَبَاذِي مِنَ النُّقصَان"، وَكِتَاب "المنهَاج فِي رِجَال مُسْلِم"، سَمِعْتُ مِنْهُ مَجَالِسَ، وَتُوُفِّيَ: فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ ثَمَان وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
وَفِيْهَا مَاتَ: وَزِيْرُ العِرَاقِ جلال الدِّين أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ صَدَقَة وَزِيْر المُسْترشد، وَصَاحِب دِمَشْق الأَتَابك طُغْتِكِين ظهيرُ الدِّين وَالِدُ تَاجِ المُلُوْك بُورِي، وَالمُسْنِدُ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الكُرَاعِي بِمَرْوَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَهْلٍ النَّيْسَابُوْرِيّ المَسْجِدِي.

(14/397)


4755- العَبْدَرِي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، الحَافِظُ النَّاقِدُ الأَوحدُ، أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّد بن سعدُوْنَ بن مُرَجَّى بن سَعدُوْنَ القُرَشِيّ العَبْدَرِي، المَيُوْرقِي, المَغْرِبِيّ, الظَّاهِرِي، نَزِيْلُ بَغْدَادَ.
مَوْلِدُهُ بِقُرْطُبَة، وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، لَوْلاَ تجسيم فيه، نسأل الله السلامة.
سَمِعَ مِنْ: مَالِك البَانِيَاسِيّ، وَرزق الله التَّمِيْمِيّ، وَيَحْيَى السِّيبِي، وَطِرَاد الزَّيْنَبِيّ، وَنَصْر بن البَطِرِ، وَالحُمَيْدِيّ، وَابْن خَيْرُوْنَ، وَطَبَقَتِهِم.
حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو المُعَمَّر، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَيَحْيَى بن بوش، وَأَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ العربِي فِي "مُعْجَمه": أَبُو عَامِرٍ العبدرِي هُوَ أَنبلُ مَنْ لَقِيْتُهُ.
وَقَالَ ابْنُ نَاصر: كَانَ فَهماً عَالِماً، متعففاً مَعَ فَقره، وَيَذْهَب إلى أن المناولة كالسماع.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 564"، والمنتظم لابن الجوزي "10/ 19"، والعبر "4/ 57"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1072"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 70".

(14/397)


وَقَالَ السِّلَفِيّ: هُوَ مِنْ أَعيَان عُلَمَاءِ الإِسْلاَم بِمدينَة السَّلاَم، متصرِّف فِي فُنُوْن مِنَ العِلْمِ أَدباً وَنحواً، وَمَعْرِفَةً بِالأَنسَابِ، وَكَانَ دَاوُودِيَّ المَذْهَبِ، قُرَشِيَّ النَّسَبِ، كتب عَنِّي، وَكَتَبتُ عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ البندنِيجِي أَنَّ الحَافِظَ ابْنَ نَاصرٍ لَمَّا دَفَنُوا العبدري، قال: خلاَ لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي وَاصفِرِي. مَاتَ أَبُو عَامِرٍ حَافظُ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ شَاءَ، فَلْيَقُلْ مَا شَاءَ.
وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ العَبْدَرِيُّ أَحْفَظَ شَيْخٍ لَقِيْتُهُ، وَكَانَ فَقِيْهاً دَاوودياً، ذكر أَنَّهُ دَخَلَ دِمَشْق فِي حَيَاة أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، وَسَمِعتُهُ وَقَدْ ذُكِرَ مَالِك، فَقَالَ: جِلْفٌ جَاف، ضَرَبَ هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ بِالدُّرَّة، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ "الأَمْوَال" لأَبِي عُبَيْدٍ, فَقَالَ _ وَقَدْ مرَّ قَوْلٌ لأَبِي عُبَيْدٍ: مَا كَانَ إلَّا حِمَاراً مُغَفَّلاً، لاَ يَعرِفُ الفِقْه. وَقِيْلَ لِي عَنْهُ: إِنَّهُ قَالَ فِي إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيّ: أَعْوَرُ سوء، فَاجتَمَعْنَا يَوْماً عِنْد ابْن السَّمَرْقَنْدي فِي قِرَاءة كِتَاب "الكَامِل"، فَجَاءَ فِيْهِ: وَقَالَ السَّعْدِيُّ كَذَا، فَقَالَ: يَكْذِبُ ابْنُ عَدِيٍّ، إِنَّمَا ذَا قَوْلُ إِبْرَاهِيْم الجَوْزَجَانِيّ، فَقُلْتُ لَهُ: فَهُوَ السَّعْدِيّ، فَإِلَى كَمْ نحتمِلُ مِنْكَ سوءَ الأَدَب، تَقُوْلُ فِي إِبْرَاهِيْمَ كَذَا وَكَذَا، وَتَقُوْلُ فِي مَالِكٍ جَاف، وَتَقُوْلُ فِي أَبِي عُبَيْدٍ?! فَغَضِبَ وَأَخَذته الرِّعدَة، وَقَالَ: كَانَ ابْنُ الخَاضبَة وَالبَرَدَانِي وَغَيْرهُمَا يَخَافُونِي، فآلَ الأَمْرُ إِلَى أَنْ تَقُوْلُ فِيَّ هَذَا?! فَقَالَ لَهُ ابْنُ السَّمَرْقَنْدي: هَذَا بِذَاكَ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا نَحْتَرِمُكَ مَا احترمتَ الأَئِمَّة، فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ علمتُ مِنْ علم الحَدِيْث مَا لم يَعلمه غَيْرِي مِمَّنْ تَقدَّم، وَإِنِّيْ لأَعْلَمُ مِنْ صحيح البخاري ومسلم مَا لَمْ يَعلمَاهُ، فَقُلْتُ مُسْتهزئاً: فَعلمُك إِلهَامٌ إِذاً، وَهَاجرتُهُ، وَكَانَ سَيِّئَ الاعتقَادِ، يَعتقِدُ مِنْ أَحَادِيْث الصِّفَات ظَاهِرهَا، بَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لي فِي سُوْقِ بَاب الأَزَجِ: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القَلَمُ: 42] ، فَضَرَبَ عَلَى سَاقِهِ، وَقَالَ: سَاقٌ كَسَاقِي هَذِهِ.
وَبَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أَهْلُ البِدَعِ يَحْتَجُّوْنَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّوْرَى: 11] ، أَي: فِي الإِلَهيَّةِ، فَأَمَّا فِي الصُّوْرَة، فَهُوَ مِثْلِي وَمِثْلُكَ، قَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} [الأَحزَاب: 32] ، أَي: فِي الحرمَة.
وَسَأَلتُه يَوْماً عَنْ أَحَادِيْثِ الصِّفَاتِ، فَقَالَ: اخْتلف النَّاسُ فِيْهَا، فَمنهُم مَنْ تَأَوَّلَهَا، وَمِنْهُم مَنْ أَمْسَكَ، وَمِنْهُم مِنِ اعتَقَدَ ظَاهِرَهَا، وَمَذْهَبِي أَحَدُ هَذِهِ المَذَاهِب الثَّلاَثَةِ، وَكَانَ يُفْتِي عَلَى مَذْهَبِ دَاوُدَ، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ وُجُوبِ الْغسْل عَلَى مَنْ جَامَعَ وَلَمْ يُنْزِلْ، فَقَالَ: لاَ غُسلَ عَلَيْهِ، الآنَ فَعَلتُ ذَا بِأُمِّ أَبِي بَكْرٍ.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ بَشِعَ الصُّوْرَةِ زرِيَّ اللّباس.
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ حَافظ مبرز فِي صنعَةِ الحَدِيْث، سَمِعَ الكَثِيْر، وَنسخ بخطِّه وَإِلَى آخر عُمُرِهِ، وَكَانَ يَنسخ وَقت السَّمَاع.
وَقَالَ ابْنُ نَاصر: فِيْهِ تسَاهُلٌ فِي السَّمَاع، يَتحدَّث وَلاَ يُصْغِي، وَيَقُوْلُ: يكفِيْنِي حُضُوْرُ المَجْلِسِ، وَمَذْهَبُهُ فِي القُرْآنِ مَذْهَبُ سُوءٍ. مَاتَ: فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ, سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: مَا ثَبَتَ عَنْهُ مَا قِيْلَ مِنَ التَّشبيه، وإن صح، فبعدًا له وسحقًا.

(14/398)


4756- الرَّازِي 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ، المُعَمَّرُ الثِّقَةُ، مُسْنِدُ الإِسْكَنْدَرِيَّة وَمِصْر، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ، ثُمَّ المِصْرِيّ, الشُّروطِي المُعَدَّل، المَعْرُوف بِابْنِ الحطَاب الَّذِي يَقُوْلُ فِيْهِ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ فِيمَا نَقلتُهُ مِنْ خطِّه: لَمْ يَكُ فِي وَقته فِي الدُّنْيَا مَنْ يدانيه في علو الإسناد.
قُلْتُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَاعْتَنَى بِهِ وَالِدُهُ المُحَدِّثُ أَبُو العَبَّاسِ، فَسَمَّعَهُ الكَثِيْرَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ، وَبعْدَهَا سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ بنَ حِمِّصَة رَاوِي مَجْلِس البِطَاقَة، وَعَلِيّ بن رَبِيْعَةَ، وَعَلِيّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الطَّفَّالُ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ الفَتْح الحكيمِي، وَأَبَا الفَضْل السَّعْدِيّ، وَتَاجُ الأَئِمَّة أَحْمَدَ بن عَلِيِّ بنِ هَاشِم، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ بنِ سعدُوْنَ، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ بنِ التَّرْجُمَان، وَعدد شُيُوْخه سَبْعَة وَأَرْبَعُوْنَ، خَرَّج لَهُ عَنْهُم أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَخَرَّج لَهُ أَيْضاً السُّدَاسيَات، وَرَوَى عَنْهُ هُوَ وَيَحْيَى بن سعدُوْنَ القُرْطُبِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيّ، وَعبد الوَاحِد بن عَسْكَر، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَضْرَمِيُّ، وأبو طالب محمد بن المُسَلَّمِ، وَإِسْمَاعِيْلُ بن عَوْفٍ الفَقِيْه، وَإِسْمَاعِيْلُ بن يَاسينَ، وَعبدُ الرَّحْمَن بن مُوْقَا، وَآخَرُوْنَ.
مَاتَ فِي سَادس جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ إِحْدَى وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.
وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو السعُوْد أَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ المُجْلِي -بِجِيمٍ سَاكنَةٍ- وَالخَطِيْب أَبُو نَصْرٍ أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي بِالمَوْصِلِ، وَمُدَرِّس النِّظَامِيَة أَبُو عَلِيٍّ الحَسَن بن سَلْمَانَ بن الفَتَى، وَالشَّيْخ القُدْوَة حَمَّادُ بن مُسْلِمٍ الدَّبَّاس، وَطَبِيْبُ الأَنْدَلُس أَبُو العَلاَءِ زُهْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ زُهر الإِشبيلِي، وَأَبُو غالب محمد بن الحسن الماوردي، وَالسُّلْطَان مَحْمُوْدُ بن مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه، وَأَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، وَيَحْيَى بن المشرف المصري التمار.
__________
1 ترجمته في العبر "4/ 65"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 247"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 75".

(14/399)


ابن أبي ذر، ابن ملوك:
4757- ابن أبي ذر 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ وَقته، أَبُو بَكْرٍ محمد بن علي بن الشَّيْخِ أَبِي ذَرٍّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الصَّالْحَانِي, الأَصْبَهَانِيّ. وَالصَّالْحَان: مَحلَّة مَشْهُوْرَة.
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي طَاهِر بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَخَلَفُ بنُ أَحْمَدَ، وَتَمِيمُ بن أَبِي الفُتُوْح المُقْرِئ، وَسَعِيْدُ بن رَوْحٍ الصَّالحَانِي، وَعُبيدُ الله بن أَبِي نَصْرٍ اللَّفْتُوَانِي، وَمُحَمَّد بن أَبِي عَاصِمٍ بنِ زَيْنَة، وَمُحَمَّد بن أَبِي نَصْرٍ الحَدَّاد الضّرِير، وَزَاهِر بن أَحْمَدَ الثَّقَفِيّ، وَالمُخْلص مُحَمَّد بن الفَاخر، وَأَبُو مُسْلِمٍ بن الإِخْوَة، وَإِدْرِيْس بن مُحَمَّدٍ العَطَّار، وَمَحْمُوْد بن أَحْمَدَ المُضَرِيّ، وَعينُ الشَّمْس بِنْت أَحْمَد الثقفِيَة، وَعِدَّة.
مَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الآخِرَةِ, سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, عَنِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ سنة.
4758- ابن مُلوك 2:
الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ، أَبُو الموَاهِب أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُلُوْك البَغْدَادِيّ الوَرَّاق، شَيْخٌ خَيِّر، صَحِيْحُ السَّمَاع.
سَمِعَ: القَاضِي أَبَا الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَعبدُ الخَالِق بن هِبَةِ اللهِ البُنْدَار، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَجَمَاعَة، عِنْدَهُ "جُزْء الغِطْرِيْفِيّ".
تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: تُوُفِّيَ سنة أربع.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 13"، والعبر "4/ 83"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 96".
2 ترجمته في العبر "4/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 73".

(14/400)


ابن عطية، ابنه عبد الحق بن أبي بكر:
4759- ابن عطية 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ، النَّاقِدُ المُجَوِّدُ، أَبُو بَكْرٍ غَالِبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَالِب بن تَمَّام بن عطية المحاربي الأندلسي، الغرناطي المالكي.
رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، وَالحَسَن بن عُبيد الله الحَضْرَمِيّ، وَمُحَمَّد بن حَارِث، وَمُحَمَّد بن أَبِي غَالِبٍ القروِي، وَرَأَى ابْنَ عَبْد البَرِّ، وَحَجَّ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ، فَسَمِعَ عِيْسَى بنَ أَبِي ذَرٍّ، وَالحُسَيْنَ بن عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ، وَأَبَا الفَضْل الجَوْهَرِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُعَاذٍ التَّمِيْمِيّ المهدوِي.
رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ صَاحِب التَّفْسِيْر الكَبِيْر.
قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ وَطُرُقِهِ وَعِلَلِهِ، عَارِفاً بِالرِّجَال، ذَاكِراً لِمُتُونِهِ وَمَعَانِيهِ، قَرَأْتُ بِخَطِّ بَعْضِ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ سَمِعَهُ يذكر أَنَّهُ كرَّرَ عَلَى "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" سَبْعَ مائَة مرَّة.
قَالَ: وَكَانَ أَديباً شَاعِراً لُغَويّاً، دَيِّناً فَاضِلاً، أَكْثَرَ النَّاسُ عَنْهُ، وَكُفَّ بَصَرُه فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَتَبَ إلينا بإجازة ما رواه.
مولده سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ: فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ سَبْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ.
4760- ابْنُهُ عبد الحق بن أبي بكر 2:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ المفسِّرِيْنَ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحق بن الحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ غَالِب بن عَطِيَّةَ المُحَارِبِيّ الغرناطي.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَنِ الحَافِظ أَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، وَمُحَمَّد بن الفَرَجِ مَوْلَى ابْنِ الطَّلاَّع، وَأَبِي الحُسَيْنِ يَحْيَى بن أَبِي زَيْدٍ المُقْرِئ بن البيَاز، وَعِدَّة.
وَكَانَ إِمَاماً فِي الفِقْه، وَفِي التَّفْسِيْر، وَفِي العَرَبِيَّة، قوِيَّ المشَاركَة، ذكيّاً فَطِناً مدركًا، من أوعية العلم.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 457"، والعبر "4/ 43"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1069"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 59".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 386" وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 73".

(14/401)


مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، اعْتَنَى بِهِ وَالِده، وَلحق بِهِ الكِبَار، وَطَلَبَ العِلْمَ وَهُوَ مُرَاهِق، وَكَانَ يَتوَقَّدُ ذكَاءً، وَلِيَ قَضَاءَ المرِيَّة فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَوْلاَدُهُ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ حُبَيْش الحَافِظ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُبيدِ الله، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ مَضَاء، وَعبدُ المُنْعِم بن الْفرس، وَأَبُو جَعْفَرٍ بن حَكم، وَآخَرُوْنَ.
تُوُفِّيَ بِحصن لُوْرقَة, فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شهرِ رَمَضَانَ، سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَالَ الحَافِظُ خَلَف بن بَشْكُوَال: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ: كَانَ وَاسِعَ المَعْرِفَة، قَوِيَّ الأَدَبِ، مُتَفَنِّناً فِي العُلُوْمِ، أَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

(14/402)


4761- أبو غالب الماوردي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بن الحَسَنِ التَّمِيْمِيُّ البَصْرِيُّ المَاوردي.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ بن النَّقُّوْرِ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ الأَنْمَاطِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بن الخَلاَّل، وَعِدَّةً بِبَغْدَادَ، وَأَبَا عَمْرٍو بن مَنْدَه، وَمَحْمُوْدَ بن جَعْفَرٍ، وَعِدَّةً بِأَصْبَهَانَ، وَمُحَمَّد بن المَنْثُوْر الجُهَنِيّ، وَأَبَا الفَرَجِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ علاَّن بِالكُوْفَةِ، وَأَبَا عَلِيٍّ التُّسْتَرِيّ، وَعَبْدَ الْملك بن شَغَبَة بِالبَصْرَةِ.
وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً عَالِماً، يَنسَخُ لِلنَّاسِ بالأجرة.
حدث عنه أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ، وَيَحْيَى بن بَوش، وَعَبْد الوَهَّابِ بن سُكَيْنَة.
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: نسخ بخطِّه الكَثِيْرَ، وَكَانَ صَالِحاً، مَاتَ فِي رَمَضَانَ, سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قَالَ: وَرُئِي فِي المَنَامِ، فَقَالَ: غَفَرَ اللهُ لِي بِبَرَكَات الحَدِيْثِ، وَأَعْطَانِي جَمِيْع مَا أَمَّلْتُهُ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ ثِقَةً صَالِحاً عَفِيْفاً، حدث بالكثير.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 23"، واللباب لابن الأثير "3/ 156"، والعبر "4/ 65"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 75".

(14/402)


صاعد بن سيار، ابن صاعد، طاهر بن سهل:
4762- صاعد بن سَيَّار 1:
ابن محمد بن عبد الله، المُحَدِّثُ الحَافِظُ، أَبُو العَلاَءِ الإِسْحَاقِي، الهَرَوِيّ, الدَّهَان.
حَجَّ وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عَاصِمٍ، وَأَبِي عَامِرٍ الأَزْدِيّ، وَشَيخِ الإِسْلاَمِ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ، وَعَلِيَّ بن فَضَالٍ النَّحْوِيَّ، وَعِدَّة.
قرَأَ عَلَيْهِ ابْنُ نَاصر "جَامِع أَبِي عِيْسَى"، فَسَمِعَهُ مِنْهُ أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ المُنْعِم بن كُلَيْبٍ وَغَيْرهُ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ حَافِظاً مُتْقِناً، وَاسِعَ الرِّوَايَةِ، كتب الكَثِيْرَ، وَجَمَعَ الأَبْوَاب، وَعرفَ الرِّجَال، حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ نَاصر، وَأَبُو العَلاَءِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل، وَأَبُو المُعَمَّرِ الأَنْصَارِيّ.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، مَاتَ بقَرْيَة غُورَج بِقُرْبِ هَرَاة, فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائة كهلًا، رحمه الله.
4763- ابنُ صاعد 2:
قَاضِي نَيْسَابُوْر، وَصدرُهَا وَكَبِيْرُهَا، أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بن القَاضِي أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ الصَّاعدي.
سَمِعَ: أَبَاهُ وَعَمَّه يَحْيَى، وَعُمَرَ بنَ مَسْرُوْر، وَأَبَا عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَعَبْد الغَافِرِ بن مُحَمَّد. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ، فَرَوَى عَنْهُ ابْنُ نَاصر، وَغَيْرُهُ، وَابْن السَّمْعَانِيّ.
مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ بِضْع وَثَمَانِيْنَ سنة.
4764- طاهر بن سهل 3:
ابن بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ، الشَّيْخُ الكَبِيْرُ، المُسْنِدُ أَبُو مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايينِي، ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ الصَّائِغ.
سَمَّعَهُ أَبُوْهُ المُحَدِّثُ أَبُو الفَرَجِ مِنْ أَبِي القَاسِمِ الحِنَائِي، وَعبدِ الدَّائِم الهِلاَلِي، وَأَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّد بن مَكِّيّ الأَزْدِيّ، وَالحَافِظ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَأَحْمَد بن عبد الوَاحِد بن أَبِي الْحَدِيد، وَعَبْد العَزِيْزِ بن أَحْمَدَ الكتَانِي، وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ، وَالخُشُوْعِيّ, وَعبدُ الرَّحْمَن بن عَلِيٍّ الخرقِي، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَآخَرُوْنَ.
تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ نيفٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، فَإِنَّهُ وُلِدَ عَامَ خَمْسِيْنَ، غَمَزَه ابْنُ عَسَاكِرَ، وَقَالَ: كَانَ شَيْخاً عَسِراً، مَعَ جَهله بِالحَدِيْثِ، وَعدم ثِقَته، حكَّ اسمَ أَخِيْهِ مِنْ كِتَاب "الشِّهَابِ" لِلْقضَاعِي، وَأَثْبَت بدلَه اسْم نَفْسه.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 223"، واللباب لابن الأثير "1/ 52"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 262"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1070"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 61".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 33"، والعبر "4/ 72"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 82".
3 ترجمته في العبر "4/ 85"، وميزان الاعتدال "2/ 335"، ولسان الميزان "3/ 206"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 97".

(14/403)


ابن خسرو، ابن الطبر:
4765- ابن خُسْرو 1:
المُحَدِّثُ العَالِمُ، مُفِيدُ أَهْل بَغْدَادَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خُسْرو البَلْخِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ الحَنَفِيّ، جَامِع "مُسْنَدِ أَبِي حَنِيْفَةَ".
سَمِعَ مِنْ: مَالِكٍ البَانِيَاسِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ الأَنْبَارِيِّ، وَعبدِ الوَاحِد بن فَهْدٍ، وَالنِّعَالِيّ، فَمَنْ بَعْدَهُم، فَأَكْثَر وَجَمَعَ، وَأَفَاد وَتَعِبَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الجَوْزِيِّ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلت عَنْهُ ابْن ناصر، فقال: فيه لين، يذهب إِلَى الاعتزَال، وَكَانَ حَاطِبَ ليلٍ، وَسَأَلت عَنْهُ ابْن عَسَاكِرَ، فَقَالَ: مَا كَانَ يَعْرِفُ شَيْئاً.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ, سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة.
4766- ابن الطَّبَر 2:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُقْرِئُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ القُرَّاء وَالمُحَدِّثِيْنَ، أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عُمَرَ البَغْدَادِيّ الحَرِيْرِيّ.
وُلِدَ يَوْم عَاشُورَاء، سَنَة خمس وثلاثين وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 547"، ولسان الميزان "2/ 312".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 71"، والعبر "4/ 86"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 97".

(14/404)


وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّد بن عبد الوَاحِد بن زوج الحرَّة، وَأَبِي إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَأَبِي طَالِبٍ العُشَارِي، وَطَائِفَة، وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى الخَيَّاط تِلْمِيْذِ أَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو الفَرَجِ بن الجَوْزِيّ، وَيَحْيَى بن يَاقُوْت، وَعبدُ الخَالِق بن هِبَةِ اللهِ البُنْدَار، وَعَبْد اللهِ بن الطَّوِيْلَة، وَعَلِيُّ بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأَنْبَارِيّ، وَفَاطِمَةُ بِنْت سَعْدِ الخَيْرِ، وَعبدُ الرَّحْمَن بن أَحْمَدَ العمري، وبقاء بن حنذ، وأبو الفتح المدائني، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَتَلاَ عَلَيْهِ الكِنْدِيّ بِستِّ رِوَايَاتٍ، وَكَانَ خَاتِمَةَ مَنْ روى عنه في الدنيا.
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ صَحِيْحَ السَّمَاع، قوِيَّ الْبدن، ثَبْتاً، كَثِيْرَ الذِّكْرِ، دَائِمَ التِّلاَوَةِ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنِ ابْنِ زوج الحرّة، قَرَأْتُ عَلَيْهِ، وَكُنْت أَجِيْءُ إِلَيْهِ فِي الحَرِّ، فَنصعدُ سطحَ المَسْجَد، فَيسبقنِي فِي الدّرج.
مَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الآخِرَةِ, سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قَالَ أَبُو مُوْسَى: ذَهَبَ بَصَرُهُ، ثم عاد بصيرًا.

(14/405)


4767- حَمَّاد بن مسلم 1:
ابن ددُّوْهُ الشَّيْخُ الْقدَم، علمُ السَّالكين، أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّبَّاس, الرَّحَبِيّ، رَحْبَةُ مَالِك بن طَوْق.
نشَأَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ يَجلسُ فِي غُرفَة كَاركه الدّبس، وَكَانَ مِنْ أَوليَاء الله أُولِي الكرَامَاتِ، انْتفع بصُحبَتِه خلقٌ، وَكَانَ يَتَكَلَّم عَلَى الأَحْوَال، كَتَبُوا مِنْ كلاَمه نَحْواً مِنْ مائَة جُزْء، وَكَانَ قَلِيْلَ العِلْم أُمِّيّاً.
فَعَنْهُ قَالَ: مَاتَ أَبوَاي فِي نَهَارٍ وَلِي ثَلاَث سِنِيْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجيلِي: سَمِعَ مِنْ أَبِي الفضل بن خيرون، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلَى آفَاتِ الأَعْمَال، وَالإِخلاَصِ، وَالوَرَعِ، وقد جَاهدَ نَفْسَه بِأَنْوَاعِ المُجَاهِدَاتِ، وَزَاوَلَ أَكْثَرَ المِهَنِ وَالصَّنَائِع فِي طَلَبِ الحَلاَل، وَكَانَ مكَاشفاً.
فَعَنْهُ قَالَ: إِذَا أَحَبَّ اللهُ عبداً، أَكْثَر هَمَّهُ فِيمَا فَرَّط، وَإِذَا أَبغض عَبداً، أَكْثَرَ هَمَّه فِيمَا قَسَمَه لَهُ.
وَقَالَ: العِلْمُ مَحَجَّةٌ، فَإِذَا طلبتَهُ لِغَير الله، صَارَ حُجَّة.
وَقِيْلَ: كَانَ يَقْبَلُ النَّذر، ثُمَّ تَركه، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُ يُسْتَخْرَجُ مِنَ البَخِيْلِ" 2، ثُمَّ صَارَ يَأْكُلُ بِالمَنَام.
قَالَ المُبَارَكُ بن كَامِلٍ: مَاتَ العَارِفُ الوَرِعُ النَّاطق بِالحِكْمَة حَمَّاد فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، لَمْ أَرَ مِثْلَهُ، كَانَ بِزِيِّ الأَغنِيَاء، وَتَارَةً بزِيِّ الفُقَرَاء.
وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ يَتصَوَّفُ، وَيَدَّعِي المَعْرِفَة وَالمكَاشفَة، وَعُلُوْمَ البَاطِن، وَكَانَ عَارِياً عَنْ علمِ الشَّرع، وَنَفَقَ عَلَى الجهَال، كَانَ ابْنُ عَقِيْلٍ يُنَفِّرُ النَّاسَ عَنْهُ، وَبَلَغَهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُعطِي المَحمُومَ لَوْزَةً وَزبِيْبَة ليبرَأَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ: إِنْ عُدْتَ لِهَذَا ضربتُ عُنُقَك، تُوُفِّيَ في رمضان.
قُلْتُ: نَقم ابْنُ الأَثِيْرِ وَسِبْطُ ابْن الجَوْزِيّ هَذَا، وَعظَّمَا حمَاداً -رَحِمَهُ اللهُ- وَكَانَ الشَّيْخ عبد القادر من تلامذته.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 22"، والعبر "4/ 64"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 73".
2 صحيح: أخرجه البخاري "6692" و "6693"، ومسلم "1639" وأبو داود "3287" والنسائي "7/ 15- 16"، وابن ماجة "2122"، وأحمد "2/ 61 و 86"، من حديث عبد الله بن عمر، به.
وأخرجه البخاري "6694"، ومسلم "1640"، وأبو داود "3288"، من حديث أبي هريرة، به.

(14/405)


4768- ابن زُهْر 1:
العَلاَّمَةُ الأَوحدُ، أَبُو العَلاَءِ زُهْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ زُهْرٍ الإِيَادِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ، الطَّبِيْب, الشَّاعِر.
أَخَذَ الطِّبّ عَنْ أَبِيْهِ، فَسَاد فِيْهِ، وَصَنَّفَ، حَتَّى إنَّ أَهْلَ الأَنْدَلُس لَيفتخِرُوْنَ بِهِ، وَحَمَلَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الجيَّانِي، وَعَبْد اللهِ بن أَيُّوْبَ.
وَلَهُ النّظمُ الفَائِق، وَفِيْهِ كَرَمٌ وَسُؤْدُد، لَكنَّه فِيْهِ بَذَاء، وَنَفَقَ عَلَى السُّلْطَان، حَتَّى صَارَت إِلَيْهِ رِيَاسَةُ بَلَده.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو مَرْوَانَ، وَأَبُو عَامِرٍ بن يَنق، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي مَرْوَانَ.
أَلَّف كِتَاب "الأَدويَةِ المُفردَة"، وَكِتَاب "الخَواصِّ"، وَكِتَاب "حل شكوك الرَّازِيّ"، وَأَشيَاء، وَكَانَ أَبُوْهُ ملكَ الأَطبَاء، وَكَانَ جَدُّهُ فَقِيْهاً مُفْتِياً.
تُوُفِّيَ أَبُو العَلاَءِ بقُرْطُبَة سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائة منكوبًا.
__________
1 ترجمته في شذرات الذهب "4/ 74".

(14/406)


ظافر بن القاسم، ابن حمويه:
4769- ظافر بن القاسم 1:
ابن مَنْصُوْرٍ، شَاعِرُ زَمَانِهِ، أَبُو مَنْصُوْرٍ الجُذَامِيّ, الإِسْكَنْدَرَانِي, الحَدَّاد، لَهُ "دِيْوَانٌ" مَشْهُوْر.
رَوَى عَنْهُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَغَيْرهُ، وَهُوَ القَائِلُ:
يَذُمُّ المُحِبُّوْنَ الرَّقِيْبَ وَلَيْتَ لِي ... مِنَ الوَصْلِ مَا يَخْشَى عَلَيْهِ رَقِيْبُ
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الآمِدِيّ: دَخَلت عَلَى مُتَوَلِّي الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَقَدْ وَرِمَ خِنْصرُهُ مِنْ خَاتَمٍ، فَقُلْتُ: المصلحَةُ قطعُ الخَاتم، وَطلبتُ لَهُ ظَافراً الحَدَّاد، فَقطع الحَلْقَة وَارتجل:
قَصَّرَ عَنْ أَوْصَافِكَ العَالَمُ ... وَأَكْثَرَ النَّاثِرُ وَالنَّاظِمُ
مَنْ يَكُنِ البَحْرُ لَهُ رَاحَةً ... يَضِيْقُ عَنْ خِنْصَرِهِ خَاتَمُ
فَوَهَبَه الحَلْقَة، وَكَانَتْ ذهباً.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تسع وعشرين وخمس مائة.
4770- ابن حمُّويه 2:
الإِمَامُ العَارِفُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ حمويه بن محمد بن حمويه الجُوَيْنِيّ الصُّوْفِيّ، جدّ آل حَمُّوْيَه الَّذِيْنَ رَأَسُوا بِمِصْرَ.
كَانَ ذَا تَأَلُّهٍ وَتَعَبُّدٍ ومجاهدةٍ وَصدقٍ.
حَجَّ مَرَّتَيْنِ، وَحَدَّثَ عَنْ: عَائِشَةَ بِنْت البِسْطَامِي، وَمُوْسَى بن عِمْرَانَ الصُّوْفِيّ، وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّاب، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَة, وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: صَاحِبُ كرَامَات وَآيَات، اشْتُهِرَ بِتربيَة المُرِيْدين، وَلَهُ إجازةٌ مِنَ الأُسْتَاذ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَعَاشَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: لَهُ فِي التَّصَوُّف تَأْلِيف، وَقَبْرُهُ يُزَارُ بقَرْيَةِ بُحَيْرَابَاذَ.
تُوُفِّيَ إِلَى رِضوَان الله فِي مُسْتهلِّ رَبِيْعٍ الأَوّلِ، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وخمس مائة، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 27"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 540"، والعبر "4/ 78"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 91".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 230"، واللباب لابن الأثير "1/ 392"، والمنتظم لابن الجوزي "10/ 63"، والعبر "4/ 83"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 95".

(14/407)


ابن عيذون، عبد الكريم بن حمزة:
4771- ابْنُ عَيْذُوْنَ 1:
ذُو الوَزَارتَيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ المجيد بن عيذون، وهو منسوب إلى جدّه لأُمِّهِ عَبْد المَجِيد بن عَبْدِ اللهِ بن عَيْذُوْنَ الفِهْرِيّ الأَنْدَلُسِيّ، اليَابُرِي النَّحْوِيّ، الشَّاعِرُ المفلِق.
أَخَذَ عَنْ: أَبِي الحجَّاج الأَعْلَم، وَعَاصِمِ بنِ أَيُّوْبَ، وَأَبِي مَرْوَانَ بن سرَاج، وَلَهُ نظمٌ فَائِق، وَمُؤلَّف فِي الانتصَار لأَبِي عُبَيْدٍ عَلَى ابْنِ قُتَيْبَة، وَكَانَ مِنْ بُحُوْر الآدَاب، كتب الإِنشَاءَ لِلمُتَوكِّلِ بنِ الأَفْطَس صَاحِب بَطَلْيَوْسَ وَأُشبونَة، وَلَهُ فِيهِم مرثيَة باهرَة أَوَّلُهَا:
الدَّهْرُ يَفْجَعُ بَعْدَ العَيْنِ بِالأَثَرِ ... فَمَا البُكَاءُ عَلَى الأَشْبَاحِ وَالصُّوَرِ
ثُمَّ تَضَعْضع، وَاحتَاج، وَعُمِّرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ زُهر: دَخَلَ عَلَيْنَا رَجُل رَثُّ الهيئَة، كَأَنَّهُ بدوِي، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، اسْتَأْذِن لِي عَلَى الوَزِيْر أَبِي مَرْوَانَ، فَقُلْتُ: هُوَ نَائِم، فَقَالَ: مَا هَذَا الكِتَاب? قُلْتُ: وَمَا سُؤَالك عَنْهُ?! هَذَا مِنْ كِتَاب "الأَغَانِي"، فَقَالَ: تُقَابِله? فَقُلْتُ: مَا هُنَا أَصل، قَالَ: إِنِّيْ حَفِظته فِي الصِّغَر، فَتبسَّمتُ، فَقَالَ: فَأَمسك عليَّ، فَأَمسكت، فَوَاللهِ مَا أَخْطَأَ شَيْئاً، وَقرَأَ نَحْواً مِنْ كُرَّاسَينِ، فَقُمْتُ مُسْرِعاً إِلَى أَبِي، فَخَرَجَ حَافِياً وَعَانقهُ، وَقبَّل يَدَه وَاعْتَذَرَ، وَسَبَّنِي وَهُوَ يُخَفِّض عَلَيْهِ، ثُمَّ حَادثه، وَوهبه مركوباً، ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَبتِ، مَنْ هَذَا? قَالَ: وَيْحَك! هَذَا أَديبُ الأَنْدَلُس ابْنُ عَيْذُوْنَ، أَيْسَرُ محفوظاته كتاب "الأغاني".
تُوُفِّيَ ابْنُ عيذُوْنَ بيَابُرَة سَنَة سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة.
4772- عبد الكريم بن حمزة 2:
ابن الخَضِرِ بن العَبَّاسِ، الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ السُّلَمِيّ, الدِّمَشْقِيّ، الحَدَّاد، وَكيل المُقْرِئِين.
سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ الحِنَّائِي، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْب، وَمُحَمَّد بن مَكِّيّ الأَزْدِيّ، وَعبد الدَّائِم بن الحَسَنِ الهِلاَلِي، وَأَحْمَد بن عبد الوَاحِد بن أَبِي الْحَدِيد، وَعُبيد الله بن عَبْدِ اللهِ الدَّارَانِيّ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن أَحْمَدَ الكتَانِي، وَجَمَاعَة.
وَأَجَازَ لَهُ مِنْ بَغْدَادَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَة، وَمِنْ وَاسِط: أَبُو الحَسَنِ بنُ مَخْلَدٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَالسِّلَفِيّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَإِسْمَاعِيْل الجَنْزَوِي، وَعبد الرَّحْمَن بن الخرقِي، وَأَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَآخِر مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الحَرَسْتَانِيّ المَذْكُور.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ شَيْخاً ثِقَةً، مَسْتُوْراً سهلاً، قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكَثِيْر، وَتُوُفِّيَ: فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ست وعشرين وخمس مائة.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 388".
2 ترجمته في العبر "4/ 69"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 249"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 78".

(14/408)


4773- أبو الحسين بن الفرَّاء 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الفَقِيْهُ القَاضِي، أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ ابنُ القَاضِي الكَبِيْر أَبِي يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بنِ الفَرَّاءِ الحَنْبَلِيّ, البَغْدَادِيّ.
وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ.
وَسَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بن المُسْلِمَة، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْب، وَعَبْد الصَّمَدِ بن المَأْمُوْن، وَأَبَا المُظَفَّر هنَّاد النَّسفِي، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن النَّقُّوْرِ، وَعِدَّةٍ.
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، وَتَفَقَّهَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ، وَبَرَعَ وَنَاظر، وَدرس وَصَنَّفَ، وَكَانَ يُبَالِغُ فِي السُّنَّةِ، وَيلهَجُ بِالصفَة، وَجَمَعَ طَبَقَاتِ الفُقَهَاء الحنَابلَة.
حدث عنه: السلفي، وابن عساكر، وأبو موسى المَدِيْنِيّ، وَتَمَّامُ بن الشنَّا، وَذَاكرُ الله الحَرْبِيّ، وَمُظَفَّر بن البَري، وَعَلِيّ بن عُمَرَ الوَاعِظ وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عُليَّانَ، وَمُحَمَّد بن غنيمة بن القاق، وعدة.
وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ أَبُو الحُسَيْنِ مُتَعَصِّباً فِي مَذْهَبِهِ، وَكَانَ كَثِيْراً مَا يَتَكَلَّم فِي الأَشَاعِرَة وَيُسْمِعُهُم، لاَ تَأْخُذُه فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِم، وَلَهُ تَصَانِيْف فِي مَذْهَبِهِ، وَكَانَ دَيِّناً ثِقَةً ثَبْتاً، سَمِعْنَا مِنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ لَهُ بَيْت فِي دَارِهِ بِبَابِ المَرَاتِب، يَبِيْتُ وَحْدَه، فَعَلِمَ مَنْ كَانَ يَخدُمُهُ بِأَنَّ لَهُ مَالاً، فَذَبَحوهُ ليلاً، وَأَخَذُوا المَال لَيْلَةَ عَاشُورَاء، سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، ثُمَّ وَقعُوا بِهِم فَقُتِلُوا.
وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: تَمَيز وَصَنَّفَ فِي الأَصْلين وَالخلاَف وَالمَذْهَب، وَكَانَ دَيِّناً ثِقَةً، حميد السيرة, رحمه الله.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 29"، والعبر "4/ 69"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبي "4/ 79".

(14/409)


ابن أبي جعفر، أبو غالب بن البناء:
4774- ابن أبي جعفر 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، فَقِيْهُ المَغْرِب، شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الخُشنِي، المُرسِي.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي عُمَرَ بنِ عَبْدِ البَرّ، وَابْن دِلهَاث العُذْرِيّ، وَأَبِي الوَلِيْدِ البَاجِي، وَابْنِ مَسْرُوْر، وَمُحَمَّدِ بن سعدُوْنَ القروِي، وَحَاتِم بن مُحَمَّد، سَمِعَ مِنْهُ "الْمُلَخَّص"، أَخْبَرَنَا القَابِسِيّ، وَحَجَّ، فَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنَ الحُسَيْن بن عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ، وَأَخَذَ الفِقْه بقُرْطُبَة عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَد بن رزق المَالِكِيّ، وَانتهت إِلَيْهِ الإِمَامَةُ فِي مَعْرِفَةِ المذهب، وكان رأسًا في التَّفْسِيْر، لَهُ معرفةٌ بِالحَدِيْثِ، لَهُ حُرمَة وَجَلاَلَة، وَفِيْهِ تَعبُّد، وَلَهُ بِرٌّ وَمَعْرُوْف.
أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عِيْسَى التَّمِيْمِيُّ قَاضِي سبتَة، وَجَمَاعَة، أَصَابه شيءٌ مِنَ الفَالِج، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ حِفْظه.
مَاتَ فِي ثَالِث رَمَضَانَ سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَرَوَى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ شبُّونه، وَعُمِّر، وَارْتَحَلَ إِلَيْهِ النَّاسُ مِنْ كُلِّ قُطر، رَحِمَهُ اللهُ.
4775- أَبُو غَالِبٍ بن البنَّاء 2:
الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ، مُسْنِدُ بَغْدَادَ، أَبُو غَالِبٍ أحمد بن الإمام أبي علي الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البَنَّاءِ البَغْدَادِيّ الحَنْبَلِيّ.
سَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَتَفَرَّد عنه بأجزاء عالية، وأبا الحسين بن حسون النرسي،
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 294"، والعبر "4/ 69"، وشذرات الذهب "4/ 78".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "1/ 31"، والعبر "4/ 71"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1288"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 79".

(14/410)


وَالقَاضِي أَبَا يَعْلَى بن الفَرَّاءِ، وَأَبَا الغنَائِم بن المَأْمُوْن، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن الغرِيق، وَوَالِده أَبَا عليّ، وَعِدَّة، وَلَهُ "مشيخَة" بِانتقَاء الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ.
وُلِدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ إجازةٌ مِنَ الفَقِيْه أَبِي إسحاق البرمكي، والقاضي أبي الطيب الطبري.
حدث عنه: السلفي، وابن عساكر، وأبو موسى المَدِيْنِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بن مَسْعُوْدٍ البَاذبينِي، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّد بن هِبَةِ اللهِ الوَكِيْل، وَإِسْمَاعِيْل بن عَلِيٍّ القَطَّان، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَخَلْق، وَكَانَ مِنْ بَقَايَا الثِّقَات.
مَاتَ فِي صَفَرٍ، وَقِيْلَ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَفِيْهَا مَاتَ: أَسَعْدُ بن أَبِي نَصْرٍ المِيهنِي الشَّافِعِيّ صَاحِب التعليقَة، وَالحَافِظُ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم اليُونَارتِي الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ الفَقِيْه، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ المَزْرَفِي، وَأَبُو خَازِم مُحَمَّد بن أَبِي يَعْلَى مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الفَرَّاء الفَقِيْه.

(14/411)


4776- أبو خازم بن الفراء 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ القُدْوَةُ، الزَّاهِدُ العَابِدُ، أَبُو خازم محمد بن القَاضِي الكَبِيْر أَبِي يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الفَرَّاء البَغْدَادِيّ الحَنْبَلِيّ.
وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ، فَمَاتَ أَبُوْهُ وَهُوَ يَرْضَعُ، وَسَمِعَ مِنْ: أبي جعفر بن المسلمة، وعبد الصمد بن المَأْمُوْنِ، وَجَابِر بن يَاسينَ، وَطَائِفَةٍ، وَتَفَقَّهَ عَلَى: القَاضِي يَعْقُوْب البرزبينِي تِلْمِيْذ أَبِيْهِ، حَتَّى بَرَعَ فِي العِلْمِ، وَصَنَّفَ "التَّبصرَة" فِي الخلاَف، وَكِتَاب "رُؤُوْس المَسَائِل"، وَشرح "مُخْتَصَر الخرقِي".
حَدَّثَ عَنْهُ أَوْلاَدُهُ أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد، وَأَبُو الفَرَجِ عَلِيٌّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، وَابْنُ نَاصرٍ، وَيَحْيَى بن بَوْش وَآخَرُوْنَ.
وَقَدْ مرَّ أَخُوْهُ الإِمَامُ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ أَبِي يَعْلَى.
تُوُفِّيَ أَبُو خَازِم فِي صَفَرٍ, سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَعَاشَ سَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكنوهُ بكُنْيَة عَمّه أبي خازم محمد الراوي عن الدارقطني.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 34"، والعبر "4/ 73"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 82".

(14/411)


4777- أبو الحسن بن الزَّاغوني 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحَنَابِلَةِ، ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ نَصْر بن عُبيد الله بن سَهْلِ الزَّاغونِي البَغْدَادِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، وأبي مُحَمَّدٍ بنِ هَزَارْمَرْدَ، وَابْنِ النَّقُّوْرِ، وَابْنِ البُسْرِيّ، وَعَدَدٍ كَثِيْر، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَقَرَأَ الكَثِيْرَ، وَأَسَمَعَ أَخَاهُ المُعَمَّرَ أَبَا بَكْرٍ بنَ الزَّاغونِي.
حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَابْنُ نَاصر، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَعَلِيُّ بنُ عَسَاكِرَ البطَائِحِي، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ شدّقينِي، وَمَسْعُوْدُ بنُ غَيْث الدَّقَّاق، وأبو الفرج بن الجَوْزِيِّ، وَبَرَكَاتُ بن أَبِي غَالِبٍ، وَعُمَرُ بن طَبَرْزَدَ، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، كَثِيْرَ التَّصَانِيْف، يَرْجِعُ إِلَى دِينٍ وَتَقوَى، وَزُهْد وَعِبَادَة.
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: صَحِبتُه زَمَاناً، وَسَمِعْتُ مِنْهُ، وَعلقتُ عَنْهُ الفِقْه وَالوعظ، وَمَاتَ: فِي سَابع عشر المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ الجَمْعُ يَفوتُ الإِحصَاءَ.
قَالَ ابْنُ الزَّاغونِيِّ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ:
إِنِّيْ سَأَذْكُرُ عَقْدَ دِيْنِي صَادِقاً ... نَهْجَ ابْنِ حَنْبَلٍ الإِمَامِ الأَوْحَدِ
منهَا:
عالٍ عَلَى العَرْشِ الرَّفِيْعِ بِذَاتِهِ ... سُبْحَانَهُ عَنْ قول غاوٍ ملحد
قد ذكرنَا أَن لفظَة "بِذَاته" لاَ حَاجَةَ إِلَيْهَا، وَهِيَ تَشْغَبُ النُّفُوْسَ، وَتركُهَا أَوْلَى، وَاللهُ أَعْلَمُ.
قُلْتُ: وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ حَامِد بن أَبِي الفَتْحِ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ الزَّاغونِي يَقُوْلُ: حَكَى بعضهُم مِمَّنْ يُوْثَقُ بِهِ أَنَّهُ رَأَى فِي المَنَامِ ثَلاَثَةً، يَقُوْلُ واحدٌ مِنْهُم: اخْسِفْ، وَآخر يَقُوْلُ: أَغْرِقْ، وَآخر يَقُوْلُ: أَطْبِق -يَعْنِي الْبَلَد- فَأَجَابَ أَحَدُهُم: لاَ، لأَن بِالقُرْبِ منا ثلاثة: علي ابن الزَّاغونِي، وَأَحْمَد بن الطَّلاَيَة، وَمُحَمَّد بن فُلاَن.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 32"، والعبر "4/ 72"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 80".

(14/412)


أَملَى عليَّ القَاضِي عَبْدُ الرَّحِيْمِ بن الزَّرِيْرَانِي أَنَّهُ قرَأَ بِخَطِّ أَبِي الحَسَنِ بنِ الزَّاغونِي: قرَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ الضّرِير عليَّ القُرْآن لأَبِي عَمْرٍو، وَرَأَيْتُ فِي المَنَامِ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ القُرْآن مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ بِهَذِهِ القِرَاءة، وَهُوَ يَسْمَع، وَلَمَّا بلغت فِي الحَجّ إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الحَجّ: 14] الآيَة، أَشَارَ بِيَدِهِ، أَي: اسْمَعْ، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ الآيَة مَنْ قرَأَهَا، غُفِرَ لَهُ، ثُمَّ أَشَارَ أَن اقرَأْ، فَلَمَّا بلغتُ أَوّل يَس، قَالَ لِي: هَذِهِ السُّورَة مَنْ قرَأَهَا، أَمِنَ مِنَ الفَقْر، وَذَكَرَ بَقِيَّةَ المَنَام.
وَرَأَيْتُ لأَبِي الحَسَن بخطِّه مقَالَةً فِي الْحَرْف وَالصَّوت عَلَيْهِ فِيْهَا مآخذُ، وَاللهُ يغفِرُ لَهُ، فَيَا لَيتَهُ سكت.

(14/413)


4778- أبو علي الفارقي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ، شَيْخُ الشَّافعيَة، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بَرهون الفَارِقِي.
وُلِدَ بِمَيَّافَارِقينَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتَفَقَّهَ بِهَا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ بَيَانٍ الكَازْرُوْنِي، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَلَزِمَ الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاقَ حَتَّى بَرَعَ وَفَاقَ وَحَفِظَ "المُهَذَّبِ"، ثُمَّ تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ بن الصَّبَّاغِ، وَحَفِظَ عَلَيْهِ "الشَّامِلُ" كُلُّهُ.
وَسَمِعَ مِنْ: أبي جعفر بن المسلمة، وأبي الغنائم بن المَأْمُوْنِ، وَجَمَاعَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: الصَّائِنُ بنُ
عَسَاكِرَ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ عَصْرُوْنَ، وَطَائِفَة.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ إِمَاماً زَاهِداً وَرِعاً، قَائِماً بِالْحَقِّ، سَمِعْتُ عُمَرَ بن الحَسَنِ الهَمَذَانِيّ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ الفَارقِي يَقُوْلُ لَنَا: كررتُ البَارِحَةَ الرُّبُعَ الفُلاَنِي مِنَ "الْمُهَذّب"، كررتُ البَارِحَة الرُّبع الفُلاَنِي مِنَ "الشَّامل".
وَلِيَ قَضَاءَ وَاسِط، فَحُمِدَ، وَدَامَ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ مُمَتَّعاً بِحوَاسِّه، عَاشَ خمسًا وتسعين سنة.
وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: وَلِيَ قَضَاءَ وَاسِط فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَعُزِلَ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ، وَلاَزَمَ الإِشغَال بِوَاسِط، وَكَانَ إِمَاماً وَرِعاً مَهِيْباً، لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ.
رَوَى عَنْهُ أَهْلُ وَاسِط، وَكَانَ مَعْدُوْداً فِي الأَذكيَاء.
مَاتَ فِي المُحَرَّمِ, سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ، وَعَلَيْهِ تَفَقَّهَ فَقِيْهُ الشَّام أَبُو سَعْدٍ بنُ أَبِي عَصْرُوْنَ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: القُدْوَة الزَّاهِد أَبُو الوَفَاء أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الشِّيرَازِي، وَأَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ سَلْمَوَيْهِ الصُّوْفِيّ بِنَيْسَابُوْرَ، وَالطَّبِيْب الفَيْلَسُوْف أُمَيَّة بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي الصَّلْتِ الدَّانِي، وَأَبُو الحُسَيْنِ سُلَيْمَان بن مُحَمَّدِ بنِ الطّرَاوَة نَحْوِي زَمَانه، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفِ بنِ البَاذش المُقْرِئُ، وَأَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بن عبد الله الواسطي.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 37"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 77"، والعبر "4/ 74"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 57"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 85".

(14/413)


ابن قبليل، ابن الرطبي:
4779- ابن قِبْلَيل 1:
شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ خَلَفِ بنِ قِبْلَيل الهَمَذَانِيّ الغَرْنَاطِي الفَقِيْه. تَحَمَّل عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ فَرج الطلاعِي، وَأَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ الحَافِظ، وَأَصْبَغ بن مُحَمَّد.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَأَبُو خَالِدٍ بن رِفَاعَةَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ البَاذَش، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّار: دَارت عَلَيْهِ الفُتْيَا، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الفُقَهَاء المُشَاورِيْنَ.
تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ, سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
4780- ابْنُ الرُّطَبي 2:
العَلاَّمَةُ المُفْتِي، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ بن عُبَيْدِ اللهِ بنِ مَخْلد الكَرْخِيّ, الشَّافِعِيّ, ابْن الرُّطَبِي، أَحَد أَذكيَاءِ الْعَصْر.
رَوَى عَنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ البُسْرِيِّ وَجَمَاعَةٍ، وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ، وَبِابْنِ الصَّبَّاغ، وَلاَزَمَ أَبَا بَكْرٍ الشَّاشِيّ، وَمَضَى إِلَى أَصْبَهَانَ، وَجَالَس مُحَمَّد بن ثَابِتٍ الْخُجَنْدِي، وَبَرَعَ وَسَاد، وَوَلِيَ قَضَاءَ الحرِيْم وَالحِسبَة، وَأَدَّبَ أَوْلاَدَ الخَلِيْفَة، وَكَانَ مِنْ رِجَالِ العالم عقلًا وسمتًا ووقارًا.
رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِر، وَيَحْيَى بنُ ثَابِتٍ البَقَّالُ، وَيَحْيَى بن بوش، وَكَانَ بَصِيْراً بِالكَلاَم، وَبِهِ تَأَدَّبَ الرَّاشد بِاللهِ، وَكَانَ رَأْساً فِي المَذْهَب.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، في أول رجب، ببغداد.
__________
1 ترجمته في الديباج المذهب لابن فرحون المالكي "1/ 220".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 31"، والعبر "4/ 71"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1288".

(14/414)


ابن الفتى، دبيس:
4781-ابن الفتى 1:
العَلاَّمَةُ، مُدَرِّس النِّظَامِيَة، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ سَلْمَانَ بن عَبْدِ اللهِ أَبِي طَالِبٍ بنِ مُحَمَّدٍ النَّهْرَوَانِي، ثُمَّ الأَصْبَهَانِيّ.
سَمِعَ مِنَ: الرَّئِيْس أَبِي عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ وَاعِظاً باهراً مُتَضَلِّعاً مِنَ الفِقْهِ وَالكَلاَمِ، وَافِرَ الجَلاَلَة.
قَالَ أَبُو المُعَمَّرِ: لَمْ تَرَ عَينَاي مِثْله.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر فِي "طَبَقَات الأَشعرِيَة": كَانَ مِمَّنْ يَملأُ العينَ جَمَالاً، وَالأُذُنَ بيَاناً، وَيُرْبِي عَلَى أَقرَانه فِي النَّظَر، لأَنَّه كَانَ أَفصحَهُم لِسَاناً، تَفَقَّهَ بِأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ الْخُجَنْدِي مُدَرِّسِ نِظَامِيَّةِ أَصْبَهَانَ. قِيْلَ: إِنَّهُ سُئِلَ: مَا عَلاَمَةُ قبُول صومِ رَمَضَانَ? قَالَ: أَنْ يَموتَ فِي شَوَّالٍ قَبْل التلبُّسِ بِرَدِيءِ الأَعْمَال، فَمَاتَ فِي سادس شوال سنة خمس وعشرين وخمس العلاء وَأَظهر عَلَيْهِ أَهْلُ بَغْدَادَ مِنَ الْجزع مَا لم يعهد مثله.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ.
وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: وَعَظَ بِجَامِع القَصْرِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: أَنَا فِي الْوَعْظ مبتدئٌ، أَنشَأَ خُطباً كَانَ يُورِدُهَا، وَيَنْظِمُ فِيْهَا مَذْهَب الأَشْعَرِيّ فَنَفَقَتْ، وَمَالَ عَلَى المُحَدِّثِيْنَ وَالحنَابلَة، فَاسْتُلِبَ عَاجِلاً.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ كَهْلاً، وَكَانَ أَبُوْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ رَأْساً فِي اللُّغَة وَالنَّحْوِ، لَهُ كِتَاب القَانُوْنِ عشر مجلَّدَات فِي اللُّغَة، وَفسَّر القُرْآن، وَأَلَّف فِي علل القِرَاءات، أَخَذَ عَنِ ابْنِ بُرْهَان، وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ غَيْلاَنَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أُدبَاءُ أَصْبَهَانَ، وَرَوَى عَنْهُ السِّلَفِيّ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، تَأَدَّب بِهِ أَوْلاَدُ نِظَامُ المُلك. وَقَدْ شاخ.
4782- دبيس 2:
صَاحِب الحِلَّة، الملِكُ نُور الدَّوْلَة أَبُو الأَعزّ دبيس بن الملك سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس الأسدي.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 22".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 52"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 263"، والعبر "4/ 78"، والنجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "5/ 256"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 90".

(14/415)


كَانَ أَديباً جَوَاداً مُمَدَّحاً، مِنْ نُجَبَاءِ العربِ، تَرَامت بِهِ الأَسفَارُ إِلَى الأَطرَاف، وَجَالَ فِي خُرَاسَانَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى كَثِيْرٍ مِنْ بِلاَدِ العِرَاق، وَخِيفَ مِنْ سَطوَتِهِ، وَحَارَبَ المُسْترشِدَ بِاللهِ، ثُمَّ فَرَّ مِنَ الحِلَّةِ إِلَى صَاحِبِ مَاردِينَ نَجمِ الدّين، وَصَاهَرَهُ، وَصَارَ إِلَى الشَّامِ، وَأَمرُهَا فِي شدةٍ مِنَ الفِرَنْج، ثُمَّ ردَّ إِلَى العِرَاقِ، وَجَرَتْ لَهُ هَنَاةٌ، فَفَرَّ إِلَى سَنْجَر صَاحِبِ خُرَاسَان، فَأَقْبَل عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمسكه مِنْ أَجْل الخَلِيْفَة مُدَّةً، ثُمَّ أَطْلَقَهُ، فَلحِقَ بِالسُّلْطَان مَسْعُوْد، فَقَتَلَهُ غَدراً بِمَرَاغَةَ, فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَأَرَاح اللهُ الأُمَّةَ مِنْهُ، فَقَدْ نَهَبَ وَأَرجَفَ، وَفعل العَظَائِمَ، وَلَمَّا هَرَبَ فِي خوَاصِّهِ، قصد مرِّي بن رَبِيْعَةَ أَمِيْر عربِ الشَّام، فَهَلَكُوا فِي البَرِيَّة مِنَ العَطشِ، وَمَاتَ عدةٌ مِنْ مَمَالِيكِهِ، فَحصل فِي حِلَّة مكتُوْم بنِ حَسَّانٍ، فَبَادَرَ إِلَى مُتَوَلِّي دِمَشْق تَاجِ المُلُوْكِ، فَأَخْبَرَهُ بِهِ، فَبَعَثَ خَلِيْلاً، فَأَحضَرُوهُ إِلَى دِمَشْقَ، فَاعْتقله مُكرَّماً، ثُمَّ أَطْلَقَهُ لِلأَتَابِكِ زنكِي لِيُطلق مِنْ أَسره ولدَه سُوْنج بن تَاج المُلُوْك، وَكَانَ دُبيس شِيْعِيّاً كآبَائِهِ، وَلَهُ نَظْمٌ جيد.

(14/416)


تاج الملوك، ابن الحاج:
وأما أخوه:
4783- تاج الملوك 1:
سيف الدولة بن بَدْرَانُ، فشاعرٌ مُحسن، تَحَوَّل بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ إِلَى مِصْرَ، فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ مُدَّة، ثُمَّ نُفِيَ إِلَى حلب. مَاتَ بَعْدَ دُبيس بِسَنَةٍ، وَسِيرَةُ دُبيس وَأَقَارَبِه تَحْتمل أَنْ تُعْمَل فِي مُجَيْلِيدٍ.
4784- ابن الحاج 2:
شَيْخُ الأَنْدَلُس وَمُفتيهَا، وَقَاضِي الجَمَاعَةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ لُبٍّ التُّجِيْبِيّ, القُرْطُبِيّ, المَالِكِيّ, ابْن الحَاج.
تَفقَّه: بِأَبِي جَعْفَرٍ بن رزق، وَتَأَدَّب: بِأَبِي مَرْوَانَ بنِ سِرَاجٍ، وَسَمِعَ الكَثِيْر مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الفَرَجِ، وَخَازِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَعِدَّةٍ.
قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاءِ، مَعْدُوْداً فِي المُحَدِّثِيْنَ وَالأُدبَاء، بَصِيْراً بِالفَتْوَى، كَانَتِ الفَتْوَى تَدورُ عَلَيْهِ لِمَعْرِفَتِهِ وَدِينِهِ وَثِقَتِهِ، وَكَانَ مُعتَنِياً بِالآثَارِ، جَامِعاً لَهَا، ضَابطاً لأَسْمَاءِ رِجَالِهَا وَرُوَاتِهَا، مُقَيِّداً لِمعَانِيْهَا وَغرِيبهَا، ذَاكراً لِلأَنسَاب وَاللُّغَة وَالنَّحْو.
إِلَى أَنْ قَالَ: قَيَّدَ العِلْمَ عُمُرَه كُلَّه، مَا أَعْلَمُ أَحَداً فِي وَقته عُنِيَ بِالعلم كعنَايته، سَمِعْتُ مِنْهُ، وَكَانَ ليِّناً حليماً مُتَوَاضِعاً، لَمْ يُحْفَظْ لَهُ جورٌ فِي قَضِيَّة، وَكَانَ كَثِيْرَ الْخُشُوع وَالذِّكر، قُتِلَ ظُلماً يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَهُوَ سَاجِد، فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ إحدى وسبعين سَنَةً.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بن عبد الملك بن عميرة، وأحمد بن يُوْسُفَ بنِ رُشْد، وَابْن بَشْكُوَالٍ، وَوَلَدُه أَبُو القاسم محمد بن الحَاج، وَعَبْدُ اللهِ بن مُغِيْث قَاضِي الجَمَاعَة، وَعَبْدُ اللهِ بن خَلَفٍ الفِهْرِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ طَلْحَةَ المُحَارِبِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ النِّعمَة، وَهُوَ مِنْ أَجدَادِ شَيخِنَا أَبِي الوَلِيْدِ إِمَامِ المالكية بدمشق.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 264"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 260".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 580"، والعبر "4/ 79"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 93".

(14/416)


4785- الفُرَاوي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ المُفْتِي، مُسْنِدُ خُرَاسَان، فَقِيْهُ الْحرم، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بن محمد بن أبي العباس الصَّاعدي, الفُرَاوِي، النَّيْسَابُوْرِيّ, الشَّافِعِيّ.
وُلِدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ تَقدِيراً، لأَنَّ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبَا عُثْمَانَ الصَّابونِيَّ أَجَازَ لَهُ فِيْهَا.
وسمع "صحيح مسلم" من: أبي الحسن عبد الغافر بن محمد الفَارِسِيّ، وَسَمِعَ "جُزْء ابْن نُجيد" مِنْ: عُمَرَ بن مَسْرُوْر الزَّاهِد، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عُثْمَانَ الصابوني أيضًا. ومن أبي سعيد الكَنْجَرُوذِي، وَالحَافِظ أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ الخَبَّازِيّ، وَأَبِي يَعْلَى إِسْحَاق الصَّابونِي، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ، وَأَحْمَد بن الحَسَنِ الأَزْهَرِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَأَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الخَشَّاب، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ العَدَوِيّ الهَرَوِيّ، وَعبدِ الرَّحْمَن بن عَلِيٍّ التَّاجِر، وَنَصْرِ بن عَلِيٍّ الطُّوْسِيّ الحَاكِم، وَعَلِيِّ بن يُوْسُفَ الجُوَيْنِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن مَسْعَدَةَ بن الإِسْمَاعِيْلِي، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ زَاهِر، وَأَبِي عَامِرٍ مَحْمُوْدِ بن القَاسِمِ الأَزْدِيّ، وَإِمَامِ الحَرَمَيْنِ أَبِي المَعَالِي، وَأَبِي الوَلِيْدِ الحَسَن بن مُحَمَّدٍ البَلْخِيّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ النسوِي، وَالأَمِيْرِ مُظَفَّر بن مُحَمَّدٍ المِيكَالِي، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ اللحسَانِي.
وَسَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ: سَعِيْدِ بنِ أَبِي سعيد العيار، وأبي سهل الحفصي.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 65"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 290"، والعبر "4/ 83"، وطبقات الشافعية للسبكي "6/ 166".

(14/417)


وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: أَبِي عُثْمَانَ البَحيرِي، وَالشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِي، وَطَائِفَة. وَبِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَتَفَرَّد بِـ"صَحِيْحِ مُسْلِمٍ"، وَبِالأَسْمَاء وَالصِّفَاتِ، وَدَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ، وَالدَّعوَاتِ الكَبِيْرِ، وَبِالبَعْثِ لِلبَيهَقِيِّ. قَالَهُ السَّمْعَانِيّ، وَقَالَ: هُوَ إمامٌ مفتٍ، مُنَاظر وَاعِظ، حسنُ الأَخلاَق وَالمعَاشرَة، مكرمٌ لِلْغربَاء، مَا رَأَيْتُ فِي شُيُوْخِي مِثْله، وَكَانَ جَوَاداً كَثِيْرَ التبسم.
قلت: روى عنه أبو سعيد السَّمْعَانِيُّ، وَيُوْسُفُ بن آدَمَ، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وأبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو الحَسَنِ المُرَادِيّ، وَابْنُ يَاسِر الجيَّانِي، وَأَبُو الخَيْرِ القَزْوِيْنِيّ، وَابْن صَدَقَة الحَرَّانِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ الصَّفَّارُ، وَعبدُ السَّلام بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَكَاف، وَعبدُ الرَّحِيْم بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشّعرِي، وَمَنْصُوْرُ بن عَبْد المُنْعِمِ الفُرَاوِي، وَأَبُو الفُتُوْح مُحَمَّد بن المُطَهَّر الفَاطِمِي، وَأَبُو المفَاخر سَعِيْد بن المَأْمُوْني، وَالمُؤَيَّد بن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ، وَعِدَّة.
وَبِالإِجَازَة القَاضِي أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ وَغَيْرُهُ.
ذكره عَبْد الغَافِرِ فِي "سيَاقه"، فَقَالَ: فَقِيْهُ الحرمِ، البَارعُ فِي الفِقْه وَالأُصُوْل، الحَافِظُ لِلْقوَاعدِ، نَشَأَ بَيْنَ الصُّوْفِيَّة، وَوصل إِلَيْهِ بركَةُ أَنفَاسِهِم، دَرسَ الأُصُوْل وَالتَّفْسِيْرَ عَلَى زَيْنِ الإِسْلاَمِ القُشَيْرِيِّ، ثُمَّ اخْتلف إِلَى مَجْلِس أَبِي المَعَالِي، وَلاَزَمَ دَرسَه مَا عَاشَ، وَتَفَقَّهَ، وَعلَّق عَنْهُ الأُصُوْلَ، وَصَارَ مِنْ جُمْلَةِ المَذكُورِيْنَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَحَجَّ، وَعَقَدَ المَجْلِس بِبَغْدَادَ وَسَائِرِ البِلاَدِ، وَأَظهر العِلْمَ بِالحَرَمَيْنِ، وَكَانَ مِنْهُ بِهِمَا أثرٌ, وَذِكْرٌ، وَمَا تَعدَّى حدَّ العُلَمَاء وَسِيرَةَ الصَّالِحِيْنَ مِنَ التَّوَاضُعِ وَالتَّبَذُّلِ فِي المَلبَسِ وَالعيش، وَتَسَتَّر بِكِتَابَة الشُّروط لاتصَاله بِالزمرَّة الشحَامِيَة مُصَاهرَةً، وَدرَّس بِالمدرسَة النَّاصحيَة، وَأَمَّ بِمسجد المطرّز، وَعَقَدَ بِهِ مَجْلِسَ الإِملاَء فِي الأُسْبُوْع يَوْمَ الأَحَد، وَلَهُ مَجَالِسُ الْوَعْظ المشحونَة بِالفَوَائِد وَالمُبَالَغَة فِي النُّصْح، حَدَّثَ بِـ "الصَّحِيْحَيْنِ" وَ "غَرِيْب الحَدِيْث" لِلْخطَابِي، وَاللهِ يَزِيْد فِي مُدَّته وَيَفسَحُ فِي مُهْلَته، إِمْتَاعاً للمسلمين بفائدته.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ عبدَ الرَّشِيْد بن عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ بِمَرْو يَقُوْلُ: الفُرَاوِي أَلفُ رَاوِي.
وَحَكَى وَالِدُه الفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ عَنِ الأَمِيْر أَبِي الحَسَنِ السمحورِي: أَنَّهُ رَأَى فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُوْلُ لابني محمد: قد جعلتك نائبي فِي عقد المَجْلِس.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: إِلَى الفُرَاوِي كَانَتْ رحلتِي الثَّانِيَة، وَكَانَ يُقْصَدُ مِنَ النَّوَاحِي لِمَا اجْتَمَع فِيْهِ مِنْ عُلُوِّ الإِسْنَاد، وَوُفُورِ العِلْم، وَصحَّةِ الاعتقَاد، وَحُسنِ الخلقِ، وَالإِقبالِ بِكُلِّيَّتِهِ عَلَى الطَّالب.

(14/418)


قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وَسَمِعْتُ الفُرَاوِي يَقُوْلُ: كُنَّا نَسْمَعُ مُسْنَدَ أَبِي عَوَانَةَ عَلَى القُشَيْرِيِّ، وَكَانَ يَحْضُرُ رَئِيْس يَجْلِسُ بِجنب الشَّيْخِ، فَغَاب يَوْماً، وَكَانَ الشَّيْخ يَجْلِسُ وَعَلَيْهِ قميصٌ أَسودُ خشن، وَعِمَامَةٌ صَغِيرَةٌ، وَكُنْتُ أَظُنّ أَنَّ السَّمَاع عَلَى ذَلِكَ الْمُحْتَشَمَ، فَشرع أَبِي فِي القِرَاءةِ، فَقُلْتُ: عَلَى مَنْ تَقرَأُ وَالشَّيْخ مَا حضَر? فَقَالَ: وَكَأَنَّك تَظُنّ أَن شيخَك ذَلِكَ الشَّخْص? قُلْتُ: نَعم، فَضَاق صَدْرُهُ وَاسْترجع، وَقَالَ: يَا بُنَيَّ شيخُك هَذَا القَاعِد، ثُمَّ أَعَاد لِي مِنْ أَوَّل الكِتَاب.
ثُمَّ قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ بن أَبِي نَصْرٍ الطَّبَسِي يَقُوْلُ: قَرَأْت صَحِيْح مُسْلِم عَلَى الفُرَاوِي سَبْعَ عَشْرَةَ نَوْبَة، وَقَالَ: أُوصيك أَنْ تحضر غسلِي، وَأَن تُصلِي عَلَيَّ في الدار، وأن تدخل لسانك في فمي، فَإِنَّك قَرَأْت بِهِ كَثِيْراً حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: فَصُلِّيَ عَلَيْهِ بُكْرَةً، وَمَا وَصلُوا بِهِ إِلَى المَقْبَرَة إِلَى بَعْدَ الظُّهْر مِنَ الزِّحَام، وَأَذْكُر أَنَّا كُنَّا فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَحملنَا مِحَفَّتَهُ عَلَى رقَابِنَا إِلَى قَبْرِ مُسْلِم لإِتْمَام الصَّحِيح، فَلَمَّا فَرَغَ القَارِئ مِنَ الكِتَاب، بَكَى الشَّيْخُ، وَدَعَا وَأَبْكَى الحَاضرِيْنَ، وَقَالَ: لَعَلَّ هَذَا الكِتَاب لاَ يُقرَأُ عليَّ بَعْدَ هَذَا، فَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّال، وَدُفِنَ عِنْد إِمَامِ الأَئِمَّة ابْنِ خُزَيْمَةَ.
قَالَ: وَقد أَملَى أَكْثَر مِنْ أَلف مَجْلِس.
قُلْتُ: وَخَرَّجُوا لَهُ أَحَادِيْث سُدَاسيَة سَمِعْنَاهَا، وَمائَة حَدِيْثٍ عَوَالِي عِنْد أَصْحَابِ ابْنِ عَبدِ الدَّائِمِ، وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ المسَاوَاة وَغَيْرُ ذَلِكَ.

(14/419)


ابن آسه:
الإِمَامُ العَالِمُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ القَاهِرِ بن آسَة، وَاسْمُهُ الخَضِرُ بنُ عَلِيٍّ المَرَاتِبِيّ الفَرَضِيّ، تِلْمِيْذُ أَبِي حَكِيْم الخبْرِي.
سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الصَّمَدِ بن المَأْمُوْن، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَابْن النَّقُّوْرِ، وَأَلَّف فِي الفَرَائِضِ، وَكَانَ خَيِّراً صَالِحاً.
رَوَى عَنْهُ هِبَة اللهِ بن الحَسَنِ السِّبْط، وَطَائِفَة.
عَاشَ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثلاثين وخمس مائة، رحمه الله.

(14/419)


الخلال، اليونارتي:
4787- الخَّلال 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ أَصْبَهَان، شَيْخُ العَرَبِيَّة، بقية السلف، أبو عبد الله الحسين بن عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيّ، الخَلاَّل، الأَثرِي، الأَدِيْب.
وُلِدَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وسَمِعَ: أَحْمَد بن مَحْمُوْد الثَّقَفِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن مَنْصُوْر سِبْط بحرويه، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ بنَ شمَّة، وَأَبَا الفَضْل عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ، وَسَعِيْدَ بن أبي سعيد العيار، وأحمد بن الفضل البَاطِرْقَانِي، وَعبدَ الرَّحْمَن بنَ مَنْدَة، وَأَخويه عَبْدَ الوَهَّابِ وَعُبيدَ الله، وَخَلْقاً كَثِيْراً.
وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ فِي الكُهُوْلَة مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ بَيَانٍ، وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَالسَّمْعَانِيّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالمَدِيْنِيّ، وَمَعْمَر، وَبَنوهُ، وَأَبُو الْمجد زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو نَجِيْحٍ فَضلُ الله بن عُثْمَانَ، والمؤيد بن الإخوة، ومحمود بن أحمد المضري، وَتَقيَةُ بِنْتُ أَموسَان، وخلقٌ سِوَاهُم.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: رَأَيْتُهُ بَعْدَ أَنْ كَبِرَ وَأَضرَّ، وَكَانَ حَسَنَ المُعَاشرَة وَالمُحَاورَة، بَسَّاماً كَثِيْرَ المَحْفُوْظ، قرَأَ عَلَيْهِ ابْنُ نَاصر بِبَغْدَادَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ"، وَكَانَ عَزِيزَ النَفْس قَانِعاً، لاَ يَقبلُ
مِنْ أَحَد شَيْئاً مع فقره، خَرَّج لَهُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ اللفتوَانِي "مُعْجَماً" فِي أَكْثَر مِنْ عَشْرَة أَجزَاء، تُوُفِّيَ: فِي حَادِي عشر جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ يُلَقَّبُ بِالأَثرِي.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: لَمْ يُحَدِّثنَا عَنْهُ مِنْ بَلَده إلَّا دَاوُدُ بن سُلَيْمَانَ بن نِظَام الْملك، وَكَانَ مِنَ الأُدبَاء الفُضَلاَء، سَمِعَ الكَثِيْرَ.
4788- اليُونَارتي 2:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُفِيْدُ الحَافِظُ، أَبُو نَصْرٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ اليُونَارتِي، الأَصْبَهَانِيّ، وَيُونَارتُ: قَرْيَة عَلَى بَابِ أَصْبَهَان.
وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ مَاجَه، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بن شَكْرُويه، وَعِدَّة، وَلَمْ يَلحق أَبَا عَمْرٍو بن مَنْدَه، وَارْتَحَلَ فَأَكْثَر عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ وَطَبَقَته بِنَيْسَابُوْرَ، وَلقِيَ أَبَا عَامِرٍ الأَزْدِيّ بِهَرَاةَ، وَلقِي بِبلخ أَبَا القَاسِمِ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ الخَلِيْلِي، وَبِبَغْدَادَ أَحْمَدَ بنَ عَبْد القَادِرِ اليُوسفِي، وَابْن العلاَف.
رَوَت عَنْهُ فَاطِمَةُ بنت سعد الخير "جزءا" مشهورًا به.
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: قَالَ لِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ: مَا كَانَ لَهُ كَبِيْرُ مَعْرِفَةٍ، غَيْر أَنَّهُ كَانَ نَظيفَ الأَجزَاء.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنده: كَانَ حَافِظاً لأَحَادِيْثِ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلأَطرَافٍ مِنَ الأَدبِ وَالنَّحْو، حسنَ الْخلق، شُجَاعاً، سَمِعْنَا مِنْهُ "طَبَقَات السَّمَرْقَنْديين" لِلإِدرِيسِي.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, عَنْ نيفٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1277"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 536".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 32"، والعبر "4/ 71"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1078"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 80".

(14/420)


4789- الصَّيْرَفي 1:
الشَّيْخُ الصَّالِحُ، العَالِمُ الثِّقَةُ، بَقِيَّةُ المَشَايِخ، أَبُو الفَرَجِ سَعِيْدُ بن أَبِي الرَّجَاءِ مُحَمَّد بن أَبِي مَنْصُوْرٍ بَكْر بن أَبِي الفَتْحِ بن بَكْرِ بنِ حجَاج الأَصْبَهَانِيّ الصَّيْرَفِيّ، السِّمْسَار فِي العقَار.
وُلِدَ فِي حُدُوْدِ عَام أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ الصَّائِغ مُسْنَدَ العَدَنِيّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ، وَسَمِعَ "مُسْنَد أَحْمَدَ بن مَنِيْع" مِنْ عبد الوَاحِد بن أَحْمَدَ المُعَلِّم، وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ النُّعْمَانِ، وَمِنْ سِبْط بحرويه "مُسْنَدَ أَبِي يَعْلَى" ملفقاً، وَسَمِعَ مِنْ مَنْصُوْر بن الحُسَيْنِ التاني، وأحمد بن الفضل البَاطِرْقَاني، وَأَبِي المُظَفَّر بن شَبِيْبٍ، وَأَبِي نَصْرٍ إِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الكِسَائِيّ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ هَاموشَة، وَأَبِي مُسْلِمٍ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مهربزد، وَسَعِيْد العيَّار، وَبنِي مَنده، وَخَلْق.
حدث عنه: السلفي، وابن عساكر، وأبو موسى، وَالسَّمْعَانِيّ، وَأَبُو الخَيْرِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بن مُوْسَى، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ بنِ فَضْلٍ، وَمَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيّ، وَمَحْفُوْظُ بنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، وأبو المجد زاهر ابن أَحْمَدَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ بنُ الإِخْوَة، وَعَائِشَة بِنْت مَعْمر، وَعينُ الشَّمْس بِنْت سُلِيم، وَزليخَا بِنْتُ أَبِي حَفْصٍ الغضَائِرِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ الإِخْوَة يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ الدُّوْرِيّ، لأَنَّه كَانَ يُسَمْسِرُ فِي الدُّور.
وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ، كَثِيْرُ السَّمَاع.
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: شيخٌ صَالِحٌ مُكْثِرٌ، صَحِيْحُ السَّمَاع، سَمَّعَهُ خَالُه، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَكَانَ حرِيصاً عَلَى الرِّوَايَة، سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَقَالَ لِي: رويتُ بِبَغْدَادَ جُزْءاً وَاحِداً. مَاتَ: فِي تَاسع عشر صفرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: خَالُهُ هُوَ المُحَدِّث مُحَمَّد بن أحمد الخلال.
__________
1 ترجمته في العبر "4/ 87"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 99".

(14/421)


4790- ابن القُشَيْرِي 1:
عبد المنعم، الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُسْنِدُ المُعَمَّرُ، أَبُو المُظَفَّرِ ابنُ الأُسْتَاذِ أَبِي القَاسِمِ عبدِ الكَرِيْمِ بنِ هَوَازِن القُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيّ.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مُسْنَدَ أَبِي يَعْلَى مِنْ: أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوذِي، وَسَمِعَ "مُسْنَدَ أَبِي عوَانَة" مِنْ: وَالِده، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عُثْمَانَ سَعِيْد بن مُحَمَّدٍ البحيرِي، وَالحَافِظِ أبي بكر البيهقي، والحسن بن محمد البندري، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ خَلَفٍ المَغْرِبِيّ، وَبِمَكَّةَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ الشَّافِعِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ الزَّنجَانِي، وَبِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيُّ، وَأَبِي القَاسِمِ يُوْسُف المِهروَانِي، وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَغَيْرهَا.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ عَبْد السَّلاَمِ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَعبدُ الرَّحِيْم بن أَبِي القَاسِمِ الشّعرِي، وَأُخْته زَيْنَب الشَّعْرِيَّة, وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: شيخٌ ظرِيف، مَسْتُوْرُ الحَال، سلِيمُ الجَانب، غَيْرُ مدَاخِل لِلأُمُوْر، رباهُ أَخُوْهُ أَبُو نَصْرٍ، وَحَجَّ مَعَهُ، وَخَرَجَ ثَانِياً، فَأَقَامَ بِبَغْدَادَ، وَمَضَى إِلَى كِرْمَان، سَمِعْتُ مِنْهُ "مُسْنَد أَبِي عَوَانَة"، وَأَحَادِيْث السَّرَّاج مجلَّدَة، وَ "الرِّسَالَة" لأَبِيْهِ، وَكَانَ حَسَنَ الإِصغَاء لِمَا يُقرَأُ عَلَيْهِ، كَانَ ابْنُ عَسَاكِر يُفَضِّلُه فِي ذَلِكَ عَلَى الفُرَاوِي.
وَقَالَ عبد الغَافِرِ: خَرَّج لَهُ أَخُوْهُ أَبُو نَصْرٍ فَوَائِد.
وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: لزم البَيْت، وَاشْتَغَل بِالعِبَادَة، وَكِتَابَةِ المَصَاحِف، وَكَانَ لطيفَ المُعَاشرَة، ظرِيفاً كَرِيْماً، خَرَّج لَهُ أَخُوْهُ فَوَائِدَ عَشْرَة أَجزَاء، مَاتَ: بَيْنَ الْعِيدَيْنِ, سَنَة اثْنَتَيْنِ وثلاثين وخمس مائة، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 156"، والمنتظم لابن الجوزي "10/ 75"، والعبر "4/ 88" وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 192"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 99".

(14/422)


4791- بنت زَعْبَل 1:
الشيخَةُ العَالِمَةُ، المُقْرِئَةُ الصَّالِحَةُ المعمَرَّةُ، مُسْنِدَةُ نَيْسَابُوْرَ، أم الخير فاطمة بنت علي بن مظفر بن الحَسَنِ بنِ زَعْبَل بن عَجْلاَنَ البَغْدَادِيَّة، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيَة.
وُلِدَتْ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَتْ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ عَبْد الغَافِرِ الفَارِسِيّ، فَكَانَتْ آخرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: امرأةٌ صَالِحَةٌ عَالِمَةٌ، تُعَلِّمُ الجَوَارِي القُرْآن، سَمِعَتْ مِنْ عَبْد الغَافِرِ جَمِيْعَ "صَحِيْح مُسْلِم"، وَ"غَرِيْب الحَدِيْث" لِلْخطَابِي، وَغَيْر ذَلِكَ.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهَا: أَبُو سَعْدٍ السمعاني، وأبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَالمُؤَيَّد بن مُحَمَّدٍ، وَزَيْنَبُ الشعْرِيَّة، وَجَمَاعَة.
تُوُفِّيَت فِي أَوَائِل المُحَرَّمِ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقِيْلَ: تُوُفِّيَت فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيِّ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي القَاسِمِ أَن فَاطِمَةَ بِنْت الحسن العجلانية أَخْبَرَتْهُم فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ قَالَتْ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْروِ بنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَسُلَيْمَانُ بن أَيُّوْبَ صَاحِب البَصْرِيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي المَلِيْح، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لاَ يَقْبَلُ اللهُ صَلاَةً بِغَيْرِ طهورٍ، وَلاَ صَدَقَةً مِنْ غلولٍ" 2 رواه: النسائي، عن قتيبة، فوافقناه.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 279"، واللباب لابن الأثير "2/ 68"، والعبر "4/ 89"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 100".
2 صحيح: أخرجه الطيالسي "1319"، وابن أبي شيبة "1/ 51"، وأحمد "5/ 74 و 75"، وأبو داود "59"، والنسائي "1/ 87- 88" و "5/ 56- 57"، وابن ماجه "271"، والطبراني في "الكبير" "505" و "506"، وأبو عوانة "1/ 235"، والبيهقي "1/ 230"، والبغوي "157" من طريق قتادة، به.
ووالد أبي المليح اسمه: أسامة بن عمير. وهو صحابي أخرج له أصحاب السنن، وأبو المليح: اسمه عامر وقيل: زيد. وقيل: زياد، ثقة روى له الجماعة.

(14/423)


ابن المؤذن، عيسى بن محمد:
4792- ابن المؤذن 1:
الإمام الفقيه الأوحد، أبو سعد إسماعيل بن الحَافِظ المُؤَذِّنِ أَبِي صَالِحٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيِّ النَّيْسَابُوْرِيّ الوَاعِظُ، المَشْهُوْرُ بِالكِرْمَانِيّ، لِسُكنَاهُ بِهَا.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ ذا رأي وعقل وعلم، برع في الفِقْه، وَكَانَ لَهُ عِزٌّ وَوجَاهَةٌ عِنْدَ المُلُوْكِ.
تَفَقَّهَ عَلَى: أَبِي المَعَالِي الجُوَيْنِيّ، وَأَبِي المُظَفَّر السَّمْعَانِيّ، وَأَسْمَعَهُ أَبُوْهُ مِنْ طَائِفَة.
وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ -أَوِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ- وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا حَامِد أَحْمَد بن الحَسَنِ الأَزْهَرِيّ، وَأَحْمَد بن مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيّ، وَالحَاكِمَ أَحْمَدَ بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ الإِسْمَاعِيْلِي، وَبَكْرَ بن مُحَمَّدِ بنِ حِيْدٍ، وَشُجَاعَ بنَ طَاهِر، وَشَبِيْبَ بن أَحْمَدَ البَسْتِيغِي، وَصَاعِدَ بن مَنْصُوْرٍ الأَزْدِيّ، وَالأُسْتَاذ أَبَا القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَأَبَا سهلٍ الحَفصي، وَيَعْقُوْب بن أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيّ، وَعِدَّة.
وَلَهُ إِجَازَة مِنْ أَبِي سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِي.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِر في "معجمه"، وأبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَالقَاضِي أَبُو سَعْدٍ بنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَعبدُ الخَالِق بن الصَّابونِي، وهبة الله بن الحسن السبط، وعلي بن فاذشاه، وعبد الواحد ابن أبي المطهر الصيدلاني، وأبو الفرج بن الجوزي، وآخرون، وعمل الرسليَة مِنْ مَلِك كِرْمَان، وَقرَأَ "الإِرشَاد" عَلَى إِمَام الحَرَمَيْنِ، وَكَانَ وَافِرَ الجَلاَلَة، كَامِلَ الحِشْمَةِ. مَاتَ: لَيْلَة الْفطر, سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, بِكِرمَانَ، وَقَعَ لَنَا ثَمَانِيَة أَجزَاء مِنْ حديثه.
4793- عيسى بن محمد 2:
ابن عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى بنِ مُؤَمَّلِ بنِ أَبِي البَحْرِ الشَّيْخُ، العَالِمُ، المُعَمَّرُ، أَبُو الأَصْبَغِ الزُّهْرِيّ، الشَّنْتَرِينِي.
سَمِعَ مِنْ: كَرِيْمَةَ، وَالحبَالِ، وَأَبِي مَعْشَرٍ الطَّبَرِيّ، وَأَبِي الوَلِيْدِ البَاجِي، وَابْن دِلْهَاث، وَعِدَّة.
أَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ، وَسكنَ العُدوَةَ.
قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كتبَ لِي القَاضِي أَبُو الفَضْلِ أنه توفي نحو سنة ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَأَنَّهُ أَخَذَ عَنْهُ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ خَيْر، وَقَدْ رَوَى ابْنُ دِحْيَة عَنِ ابْنِ خَيْر عَنْهُ، عن كريمة من الصحيح.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 74"، والعبر "4/ 87"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1277"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 99".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 440".

(14/424)


4794- البآر 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ، المُحَدِّثُ الرّحَالُ المُكْثِرُ، أَبُو نَصْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الفَضْلِ الأَصْبَهَانِيّ البَآّرُ، وَيُلَقَّبُ بِدَعْلَجٍ، كَانَ أَبُوْهُ يَحْفِرُ الْآبَار.
وُلِدَ سَنَةَ بضعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بن النَّقُّوْرِ وَطَبَقَتِهِ بِبَغْدَادَ، وَمِنَ الفَضْلِ بن عَبْدِ اللهِ بن الْمُحب وَطَبَقَتِهِ بِنَيْسَابُوْرَ، وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَنْدَه، وَطَائِفَةٍ بِأَصْبَهَانَ، وَمِنْ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيّ، وَجَمَاعَةٍ بِهَرَاةَ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: رحلَ، وَسَمِعَ، وَنسخَ، وَجَمَعَ، وَمَا أَظُنُّ أَنْ أَحَداً بَعْد ابْن طَاهِر رَحل وَطَوَّف مِثلَهُ، أَوْ جَمَعَ جَمعَهُ، إلَّا أَنَّ الإِدبار لَحِقَه فِي آخِرِ الأَمْرِ، وَكَانَ يَقفُ فِي أَسواق أَصْبَهَان، وَيَرْوِي مِنْ حِفْظِهِ بِالإِسْنَادِ، وَسَمِعْتُ أَنَّهُ يَضَعُ فِي الحَال. قَالَ لِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ: اشكرِ الله كَيْفَ ما لحقت البآر، وأساء الثناء عليه.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ السِّلَفِيّ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَدَاوُدُ بن نِظَام الْملك، وَغَيْرهُم.
قَالَ السِّلَفِيُّ: يُسَمَّى بِدَعِلْجٍ، لَهُ مَعْرِفَةٌ، سَمِعْنَا بِقِرَاءتِه كَثِيْراً، وَغَيْرُهُ أَرْضَى مِنْهُ.
وَقَالَ مَعْمَرُ بنُ الفَاخر: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيْمَ البَآّر وَاقفاً فِي السُّوق، وَقَدْ رَوَى أَحَادِيْثَ مُنْكَرَة بِأَسَانِيْدَ صِحَاح، فَكُنْت أَتَأَمَّلُه تَأَمُّلاً مفرطاً، ظنّاً مِنِّي أَنَّ الشَّيْطَانَ عَلَى صُوْرته.
وقال ابن طاهر: حدثت الأنباري عَنْ مَشَايِخ مكِّيين وَمصرِيين، فَبعدَ أَيَّامٍ بَلَغَنِي أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْهُم، فَبلغتِ القِصَّةُ إِلَى شَيْخِ الإِسْلاَمِ الأَنْصَارِيّ، فَسَأَلَهُ عَنْ لُقي هَؤُلاَءِ بِحَضْرَتِي، فَقَالَ: سَمِعْتُ مَعَ هَذَا، قُلْتُ: مَا رَأَيتُكَ قَطُّ إلَّا هَا هُنَا، قَالَ لَهُ الشَّيْخ: أحججت? قال: نعم، قال:
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 27"، واللباب لابن الأثير "1/ 106"، والعبر "4/ 81"، وميزان الاعتدال "1/ 52"، ولسان الميزان "1/ 89"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 94".

(14/425)


فَمَا علاَمَاتُ عرفَات? قَالَ: دَخَلنَاهَا بِاللَّيْلِ، قَالَ: يَجُوزُ، فَمَا علاَمَة مِنَى? قَالَ: كُنَّا بِهَا بِاللَّيْلِ، فَقَالَ: ثَلاَثَة أَيَّامٍ وَثَلاَث لَيَالٍ لَمْ يُصْبِح لَكُم الصُّبْح?! لاَ بَارَكَ اللهُ فِيكَ، وَأَمر بِإِخرَاجه مِنَ الْبَلَد، وَقَالَ: هَذَا دجَّال، ثُمَّ انْكَشَفَ أَمرُهُ حَتَّى صَارَ آيَةً فِي الكذب.
قَالَ ابْنُ الفَاخر: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ, سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَفِيْهَا مَاتَ: صَاحِبُ الحِلَة تَاج المُلُوْك بَدْرَان بنُ صَدَقَةَ الأَسَدِيّ المزِيدي الشَّاعِر، وَصَاحِبُ جَعْبَرَ بَدْرَانُ بنُ مَالِكِ بنِ سالم العقيلي، وزين القضاة سلطان بن القَاضِي يَحْيَى بن عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ القُرَشِيّ بِدِمَشْقَ، وَعَبْدُ اللهِ بن عِيْسَى السَّرَقُسْطِي الَّذِي حَفِظ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" وَ "سُنَن أَبِي دَاوُدَ"، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الموحّد الوَكِيْل ابْن البقشلاَمِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ قُبَيس المَالِكِيّ، وأبو سهل محمد بن إبراهيم بن سَعْدَوَيْه الأَصْبَهَانِيّ، وَالقُدْوَةُ مُحَمَّدُ بنُ حَمُّوَيْه الجُوَيْنِيّ، وَالواعظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَبِيْبٍ العَامِرِيّ، وَالفُرَاوِي، وَابْن أَبِي ذَرٍّ الصالحاني.

(14/426)


4795- الِمزْرَفي 1:
الإِمَامُ، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحسين بن علي البَغْدَادِيّ، وَمِزْرفَةُ: دُوْنَ عُكبرَا.
وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وثلاثين وأربع مائة.
وسمع: أبا حفص من المُسْلِمَة وَطَبَقَته، وَتَلاَ عَلَى أَصْحَابِ الحمَامِي.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِر، وَابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَابْنُ الجَوْزِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ.
وَكَانَ ثِقَةً، مُتْقِناً.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 33"، والعبر "4/ 72"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 81".

(14/426)


العجلي، الميهني:
4796- العَجَلي 1:
شَيْخُ الشَّافعيَة، القُدْوَةُ الكَبِيْر، أَبُو سَعْدٍ عُثْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ شرَاف المَرْوَزِيّ البَنْجَدِيهِي, العَجَلِيّ -بِفَتحَتَينِ- نِسبَة إِلَى نِجَارَة العَجَلة.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلاَزَمَ القَاضِي حُسَيْناً، وبرع في الفقه.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مَسْعُوْدٍ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ البَجَلِيّ، وَسَعِيْد بن أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّار، وَالقَاضِي حُسَيْن، وَجَمَاعَة.
أَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ وَوصفه بِالزُّهْد وَالوَرَع وَالإِمَامَةِ، وَأَنَّهُ كَانَ لاَ يُمَكِّنُ أَحَداً مِنَ الغِيبَة عِنْدَهُ، وَأَنَّهُ مَاتَ بِبَنْجَدِيه فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائة.
4797- المِيهَنِي 2:
شَيْخُ الشَّافعيَة، مَجْدُ الدِّين، أَبُو الفَتْحِ أَسَعْدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ بنِ الفَضْلِ القُرَشِيّ, العُمَري, المِيهنِي، صَاحِب "التعليقَة" البديعَة.
تَفقه بِمَرْو، وَسَارَ إِلَى غَزْنَةَ وَشَاعَ فَضلُهُ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الكِبَارُ، وَمَدَحَهُ أَبُو إِسْحَاقَ الغزِّي، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَاد، وَدرَّس بِالنِّظَامِيَة سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْس مائَة، ثُمَّ عُزِلَ بَعْد سِتِّ سِنِيْنَ، ثُمَّ وَلِيَهَا سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَنشر العِلْم.
تَفقَّه عَلَى: العَلاَّمَة أَبِي المُظَفَّر السَّمْعَانِيّ، وَالمُوفَّق الهَرَوِيّ، وَكَانَ يَتوَقَّدُ ذكَاءً، وَأَخَذَ الأُصُوْل عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ الفُرَاوِي، وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْل بن الحَسَنِ الفَرَائِضِي، ولم يرو.
وَنَقَلَ السَّمْعَانِيُّ أَنَّ فَقِيْهاً سَمِعَ أَسْعَدَ المِيهنِيَّ يلطم وجهه ويقول: {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزُّمر: 56] ، وَبَكَى، وَردَّدَ الآيَةَ، إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَمَذَان فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ قَدْ نُفِّذَ رَسُوْلاً إِلَى سَنْجَر بِمَرْوَ، وَرَسُوْلاً إِلَى هَمَذَان، وَخلَّف أَمْوَالاً كَثِيْرَة، وَعبيداً. وَعَاشَ سِتّاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَقَدْ ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَبيِينِ كَذِبِ المُفترِي، وَمِيْهنَةُ: قَرِيْبَة مِنْ طُوْس، صغيرة.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 399"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 208".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 13"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 207"، والعبر "4/ 71"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1288"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 252"، وشذرات الذهب "4/ 80".

(14/427)


ابن أبي الصلت، الإسلامي، الواسطي:
4798- ابن أبي الصَّلْت 1:
العلامة القيلسوف، الطَّبِيْبُ الشَّاعِرُ المُجَوِّدُ، أَبُو الصَّلْتِ أُمَيَّة بن عَبْد العَزِيْزِ بن أَبِي الصَّلْتِ الدَّانِي، صَاحِب الكُتُب.
وُلِدَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَتَنَقَّلَ، وَسَكَنَ الإِسْكَنْدَرِيَّة، ثُمَّ رُدَّ إِلَى الْغرب، وَأَقْبَلَ عليه علي ابن بَادِيسَ، وَكَانَ رَأْساً فِي النُّجُوْم وَالوَقْتِ وَالموسيقَى، عجباً فِي لعب الشَّطرنج، رَأْساً فِي الْمنطق وَهَذَيَانِ الأَوَائِل، سجنه صَاحِبُ مِصْرَ مُدَّةً لِكَوْنِهِ غَرَّق لَهُ سَفِيْنَةً مُوقرَةً صُفْراً، فَقَالَ لَهُ: أَنَا أَرْفَعُهُ، وَعَمَدَ إِلَى حبَالٍ دَلاَّهَا مِنْ سَفِيْنَة، وَنَزَلَ البحرِيَةُ، فَرَبَطُوا السَّفِيْنَةَ، ثُمَّ اسْتُقِيَتْ بِدوَالِيبَ، فَارتفعت، وَوصلَت، لَكِن تَقطَّعتِ الحبَال، فَوَقَعت، فَغَضِبَ الأَمِيْرُ عَلَيْهِ.
مَاتَ بِالمهديَة فِي آخِرِ سنة ثمان وعشرين وخمس مائة.
4799- الإسلامي:
العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحَنَفِيَّة بِبَلْخَ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السجزي، ثم البلخي الزاهد.
حدث علي سَعِيْدٍ العَيَّارِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ إِسْحَاقَ الحَافِظِ، وَأَبِي عَلِيٍّ الوخشِي.
سَمِعَ مِنْهُ سُنَن أَبِي دَاوُدَ، وَسَمِعَ مِنَ العَيَّارِ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ".
أَجَازَ لأَبِي سعيد السَّمْعَانِيّ، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائة.
4800- الواسطي 2:
الإِمَامُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو القَاسِمِ، هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الوَاسِطِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الشُّرُوْطِيُّ.
سَمِعَ: ابْنَ المُسْلِمَةِ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَأَبَا الغَنَائِمِ بنَ المَأْمُوْنِ، وَطَبَقَتَهُم.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَطَائِفَةٌ آخِرُهُم عُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ ثِقَةٌ صَالِحٌ مُكْثِرٌ، نَسَخَ، وَحَصَّلَ الأُصُوْلَ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَسَمِعْتُهُم يُثنُوْنَ عَلَيْهِ، وَيَصِفُوْنَهُ بِالفَضْلِ والعلم والاشتغال بما يعنيه.
مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة، عن ست وثمانين سنة.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 243"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 83".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 41"، والعبر "4/ 75"، وشذرات الذهب "4/ 86".

(14/428)


الحاكمي، ابن البناء:
4801- الحاكمي 1:
العَلاَّمَةُ أَبُو القَاسِمِ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ, الحَاكمِيُّ, الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ إِمَامِ الحَرَمَيْنِ.
سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ الأَزْهَرِيَّ، وَأَبَا صَالِحٍ المُؤَذِّنَ.
وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَسَافَرَ إِلَى العِرَاقِ وَالشَّامِ مَعَ الغَزَّالِيِّ، وَهُوَ مَدْفُوْنٌ إِلَى جَنْبِهِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عن سن عالية.
4802- ابن البَنَّاء 2:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، الصَّادِقُ العَابِدُ، الخَيِّرُ, المُتَّبِعُ, الفَقِيْهُ، بقية المشايخ، أبو عبد الله يحيى بن الإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن البَنَّاءِ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ.
رَوَى شَيْئاً كَثِيْراً عَنْ: عبد الصَّمد بن المَأْمُوْنِ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ الآبَنُوْسِيِّ، وَابْنِ النَّقُّوْرِ، وَعِدَّةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو موسى المديني، وابن الجوزي، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَيَحْيَى بنُ يَاقُوْتٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ الخَيْرِ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ الحَافِظَ عَبْدَ اللهِ بنَ عِيْسَى الأَنْدَلُسِيَّ يُثْنِي عَلَى يَحْيَى بنِ البَنَّاءِ، وَيَمدَحُهُ وَيُطرِيهِ، وَيَصِفُهُ بِالعِلْمِ وَالتَّمْيِيْزِ وَالفَضْلِ، وَحُسْنِ الأَخلاَقِ، وَتَركِ الفُضُولِ، وَعِمَارَةِ المَسْجَدِ وَمُلاَزَمَتِهِ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ فِي حَنَابِلَةِ بَغْدَادَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وَكَذَا كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ كَانَ يُثْنِي عَلَيْهِ، وَيَمدَحُهُ.
وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَتُوُفِّيَ فِي ثَامنِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَدْ مَرَّ أَخُوْهُ أَبُو غَالِبٍ.
وَمَاتَ قَبْلَهُمَا أَخُوْهُمَا أَبُو الفَضْلِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ البَنَّاءِ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ, وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً، يَرْوِي عَنِ ابْنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَابْنِ النَّقُّوْرِ. سَمِعَ مِنْهُ: يَحْيَى بنُ بَوْشٍ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: أَبُو القَاسِمِ تَمِيْمٌ الجُرْجَانِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَرْحَانِ السُّمْنَانِيُّ، وَطَاهِرُ بنُ سَهْلٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ بِدِمَشْقَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ المُحَدِّثُ، وَهِبَةُ اللهِ بن الطبر الحريري المقرىء.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 52"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 47".
2 ترجمته في العبر "4/ 86"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 98".

(14/429)


4803- الغازي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، الحَافِظُ المُتْقِنُ، المُسْنِدُ الصَّالِحُ الرَّحَالُ، أبو نصر، أحمد بن عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، الأَصْبَهَانِيُّ, الغَازِي.
وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَجَالَ وَطَوَّفَ، وَجَمَعَ فَأَوعَى.
سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ بنَ النَّقُّوْرِ، وَعَبْدَ البَاقِي بنَ مُحَمَّدٍ العَطَّارَ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ، وَعِدَّةً بِبَغْدَادَ، وَأَبَا عليٍّ التُّسْتَرِيَّ بِالبَصْرَةِ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ المُظَفَّرِيَّ بسَرَخْس، وَعبدَ الرَّحْمَن بنَ مَنْدَه، وَأَخَاهُ أَبَا عَمْرٍو، وَابْنَ شَكْرُويه، وَخَلْقاً كَثِيْراً بِأَصْبَهَانَ، وَالفَضْلَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ المُحِبِّ، وَطَبَقَتَهُ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبَا عَامِرٍ الأَزْدِيَّ، وَأَبَا إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيَّ، وَطَبَقَتَهُمَا بِهَرَاةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ الإِخْوَةِ، وَمَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ المُضَرِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ وَالحِفْظِ، سَمِعْنَا بقراءته كثيرًا، وأملى علي.
وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: ثِقَةٌ حَافِظٌ، دَيِّنٌ، وَاسِعُ الرِّوَايَةِ، كتبَ الكَثِيْرَ، وَحصَّلَ الكُتُبَ، مَا رَأَيْتُ فِي شُيُوخِي أَكْثَرَ رِحلَةً مِنْهُ، أَكْثَرتُ عَنْهُ، وَكَانَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا يُفَضِّلُونَهُ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ فِي الإِتْقَانِ وَالمَعْرِفَةِ، وَلَمْ يَبلغْ هَذَا الحدَّ، لَكنَّهُ أَعْلَى إِسْنَاداً مِنْ إِسْمَاعِيْلَ، مَاتَ فِي ثَالِثِ رَمَضَانَ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَشَهِدتُهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ إِسْمَاعِيْلُ الحَافِظُ.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 115"، والتجبير للسمعاني "1/ 261"، والمنتظم لابن الجوزي "10/ 73"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1074"، والعبر "4/ 86"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 98".

(14/430)


4804- زاهر بن طاهر 1:
ابن مُحَمَّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَرْزُبَانَ، الشَّيْخُ العَالِمُ، المُحَدِّثُ المُفِيْدُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ خُرَاسَانَ، أَبُو القاسم بن الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّحَّامِيُّ, المُسْتَمْلِي الشُّرُوطِيُّ, الشَّاهدُ.
وُلِدَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَاعْتَنَى بِهِ أَبُوْهُ، فَسَمَّعَهُ فِي الخَامِسَةِ وَمَا بَعْدَهَا، وَاسْتجَازَ لَهُ.
أَجَازَ لَهُ أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ، وأبو حفص بن مَسْرُوْرٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ مُسْنِدُ بَغْدَادَ.
وَسَمِعَ من: أبي عثمان سعيد بن محمد البحيري، وَأَبِي سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ، وَأَبِي يَعْلَى بنِ الصَّابُوْنِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ محمد بن الحسن المقرىء، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الخَشَّابِ، وَأَبِي الوَلِيْدِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ القُشَيْرِيِّ، وَأَبِي سَعْدٍ أَحْمَدَ بنِ أَبِي شَمْسٍ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّارِ، وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَحَّاثِيِّ "كِتَابَ ابْنِ حِبَّانَ"، وَسَمِعَ مِنَ: البَيْهَقِيِّ
"سُنَنَهُ" الكَبِيْرَ، وَمِنَ: الكَنْجَرُوْذِيِّ أَكْثَرَ "مُسْنَدِ" أَبِي يَعْلَى.
وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَاسْتَمْلَى عَلَى جَمَاعَةٍ، وَخَرَّجَ، وَجَمَعَ، وَانتقَى لِنَفْسِهِ السُّبَاعِيَّاتِ، وَأَشيَاءَ تَدُلُّ عَلَى اعتنَائِهِ بِالفَنِّ، وَمَا هُوَ بِالمَاهرِ فِيْهِ، وَهُوَ وَاهٍ مِنْ قِبَلِ دِيْنِهِ.
وَكَانَ ذَا حبٍّ للرِّوَايَةِ، فَرَحَلَ لَمَّا شاخ، وروى الكثير ببغداد وبهراة, وَأَصْبَهَانَ, وَهَمَذَانَ, وَالرَّيِّ, وَالحِجَازِ, وَنَيْسَابُوْرَ. وَاسْتَمْلَى عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ الأَدِيْبِ فَمَنْ بَعْدَهُ، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ أَيْضاً عَوَالِي مَالِكٍ، وَعَوَالِي ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَمَا وَقَعَ لَهُ مِنْ عَوَالِي ابْنِ خُزَيْمَةَ، فَجَاءَ أَزْيَدَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ جُزْءاً، وَعَوَالِي السَّرَّاجِ، وَعَوَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بِشْرٍ، وَعَوَالِي عَبْدِ اللهِ بنِ هَاشِمٍ، وَ"تُحْفَتَي العِيدَينِ"، وَ"مشيختَهُ"، وَأَملَى نَحْواً مِنْ أَلفِ مَجْلِسٍ، وكان لا يمل من التسميع.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 79- 80"، والعبر "4/ 91"، وميزان الاعتدال "2/ 64"، ولسان الميزان "2/ 470"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 102".

(14/431)


قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ مُكْثِراً, متيَقِّظاً، وَرَدَ عَلَيْنَا مَرْوَ قصداً لِلرِّوَايَةِ بِهَا، وَخَرَجَ مَعِي إِلَى أَصْبَهَانَ لاَ شُغْلَ لَهُ إلَّا الرِّوَايَةُ بِهَا، وَازدحَمَ عَلَيْهِ الخَلْقُ، وَكَانَ يَعرفُ الأَجزَاءَ، وَجَمَعَ وَنسخَ وَعُمِّرَ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ "تَارِيخَ نَيْسَابُوْرَ" فِي أَيَّامٍ قلاَئِلَ، كُنْتُ أَقرَأُ فِيْهِ سَائِرَ النَّهَارِ، وَكَانَ يُكرِمُ الغُربَاءَ، وَيُعِيرُهُمُ الأَجزَاءَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُخِلُّ بِالصَّلَوَاتِ إِخلاَلاً ظَاهِراً وَقتَ خُرُوْجِهِ مَعِي إِلَى أَصْبَهَانَ، فَقَالَ لِي أَخُوْهُ وَجيهٌ: يَا فُلاَنُ، اجْتهدْ حَتَّى يَقعُدَ، لاَ يَفتَضِح بِتركِ الصَّلاَةِ، وَظهرَ الأَمْرُ كَمَا قَالَ وجيه، وعرف أهل أصبهان ذلك، وَشَغَبُوا عَلَيْهِ، وَتركَ أَبُو العَلاَءِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ الرِّوَايَةَ عَنْهُ، وَأَنَا فَوَقْتَ قِرَاءتِي عَلَيْهِ "التَّارِيْخ" مَا كُنْتُ أَرَاهُ يُصَلِّي، وَعَرَّفَنَا بِترْكِهِ الصَّلاَةَ أَبُو القَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: أَتيتُهُ قَبْلَ طُلُوْعِ الشَّمْسِ، فَنَبَّهُوهُ، فَنَزَلَ لنقرَأَ عَلَيْهِ، وَمَا صَلَّى، وقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: لِي عُذرٌ، وَأَنَا أَجْمَعُ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا، وَلَعَلَّهُ تَابَ، وَاللهُ يَغفِرُ لَهُ، وَكَانَ خَبِيْراً بِالشُّرُوطِ، وَعَلَيْهِ العُمْدَةُ فِي مَجْلِسِ الحُكْمِ، مَاتَ: بِنَيْسَابُوْرَ, فِي عَاشرِ رَبِيْعٍ الآخرِ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: الشَّرَهُ يَحمِلُنَا عَلَى الرِّوَايَةِ لِمِثْلِ هَذَا.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَصَاعِدُ بنُ رَجَاءٍ، وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الحَسَنِ الطَّبَرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ الثَّقَفِيُّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ المُضَرِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَأَبُو المَجدِ زَاهِرٌ الثَّقَفِيُّ، وعبد اللطيف بن محمد الخوارزمي، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ، وَعَبْدُ البَاقِي بنُ عُثْمَانَ الهَمَذَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ بَرَكَةَ البَيِّعُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ حَمَدِيَّةَ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ يَعِيشَ، وَمَوْدُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَزَيْنَبُ الشَّعْرِيَّةُ، وَعبدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَعَاشَ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي جَمْرَةَ المُرْسِيُّ الَّذِي أَجَازَ لَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَالفَقِيْهُ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ الخَلِيْلِ النَّسَفِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ اليُوْسُفِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الخَطِيبِيُّ بِأَصْبَهَانَ، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أَفلحَ البَغْدَادِيُّ الشَّاعِرُ، وَجَمَال الإِسْلاَمِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ الشَّافِعِيُّ، وَأُمُّ المُجْتَبَى فَاطِمَةُ بِنْتُ نَاصرٍ العَلَوِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ اللَّفْتُوَانِيُّ المُحَدِّثُ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْدٍ الأَصْبَهَانِيُّ الطِّيْبِيُّ، وَصَاحِبُ دِمَشْقَ شِهَابُ الدِّينِ مَحْمُوْدُ بنُ بُورِي، وَهِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلِ بنِ عُمَرَ بنِ البِسْطَامِيِّ السَّيِّدِيّ.

(14/432)


السيدي، أنو شروان:
4805- السيِّدي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الصَّالِحُ العَابِدُ، مُسْنِدُ وَقتِهِ، أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلِ بنِ عُمَرَ بن الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي الهَيْثَمِ، البِسْطَامِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، المَعْرُوفُ بِالسَّيِّدِيِّ.
وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
سَمِعَ: أَبَا حَفْصٍ بنَ مَسْرُوْرٍ، وَأَبَا الحُسَيْنِ عَبْدَ الغَافِرِ الفَارِسِيَّ، وَأَبَا عُثْمَانَ سَعِيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَحِيرِيَّ، وَأَبَا يَعْلَى الصَّابُوْنِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيَّ، وَأَبَا سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيَّ، وَطَائِفَةً.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَالقُطْبُ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ، وَبِالإِجَازَةِ: أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ عَالِمٌ خَيِّرٌ، كَثِيْرُ العِبَادَةِ وَالتَّهَجُّدِ، وَلَكِنَّهُ عَسِرُ الخُلُقِ، بَسِرُ الوَجْهِ، لاَ يَشتهِي الرِّوَايَةَ، وَلاَ يُحِبُّ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ، كُنَّا نَقرَأُ عَلَيْهِ بِجُهْدٍ جَهِيْدٍ وَبِالشَّفَاعَاتِ، وَكَانَ زَوجَ بِنْتِ إِمَامِ الحَرَمَيْنِ أَبِي المَعَالِي، وَكَانَ أَحَدَ الفُقَهَاءِ، وَتَفَرَّد بِـ "المُوَطَّأ"، وبـ "جزء ابن نجيد"، وَأَشيَاءَ، مَاتَ: فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صفرٍ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ تِسْعُوْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: سَمِعْنَا "المُوَطَّأَ" مِنْ طَرِيقِهِ بِفَوتٍ قَدِيْمٍ، وَهُوَ المُسَاقَاةُ، وَالقِرَاضُ، وَالفَرَائِضُ.
4806- أَنُو شروَانَ 2:
ابن خالد، الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو نَصْرٍ القَاشَانِيُّ.
وَزَرَ لِلمُسْترشدِ، ووزر للسلطان محمود بن محمد.
وَكَانَ عَاقِلاً سَائِساً رَزِيناً، وَافرَ الجَلاَلَةِ، حَسَنَ السِّيْرَةِ، مُحِبّاً لِلْعُلَمَاءِ.
أَحضرَ ابْنَ الحُصَيْنِ إِلَى دَارِهِ، فَسَمَّعَ أَوْلاَدَهُ "المُسْنَدَ" بقِرَاءةِ ابْنِ الخَشَّابِ، وَسَمِعَهُ خَلْقٌ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنِ السَّاوِي.
رَوَى عَنْهُ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ.
ثُمَّ أَسنَّ وَتَضَعْضَعَ، وَلَزِمَ المَنْزِلَ، وَكَانَ مَهِيْباً, عَظِيْمَ الخِلْقَةِ.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 217"، والتجبير للسمعاني "2/ 356"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 326"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 103".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 77"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 67"، والعبر "4/ 90"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 101".

(14/433)


4807- عبد الغافر 1:
ابن إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الغافر، الإمام العالم, البارع, الحافظ, أبو الحسن بن الحافظ أبي عبد الله بن الشَّيْخِ الكَبِيْرِ أَبِي الحُسَيْنِ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، مُصَنِّفُ: كِتَابِ "مَجْمَعِ الغَرَائِبِ" فِي غَرِيْبِ الحَدِيْثِ، وَكِتَابِ "السِّيَاقِ لِتَارِيخِ نَيْسَابُوْرَ"، وَكِتَابِ "المُفْهِمِ لشرحِ مُسْلِمٍ".
وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَأَجَازَ لَهُ مِنْ بَغْدَادَ: أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَغَيْرُهُ، وَمِنْ نَيْسَابُوْرَ: أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ المقرىء، وَسَمِعَ مِنْ: جدِّهِ لأُمِّهِ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الإِسْمَاعِيلِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الأَزْهَرِيِّ، وَالفَضْلِ بنِ المُحِبِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّامِ، وأبي نصر عبد الرحمن بن علي التاجر، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَتَفَقَّهَ بِإِمَامِ الحَرَمَيْنِ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَارْتَحَلَ إِلَى غَزْنَةَ وَالهِنْدِ وَخُوَارِزْمَ، وَلقِيَ الكِبَارَ، وَوَلِيَ خَطَابَةَ نَيْسَابُوْرَ.
وَكَانَ فَقِيْهاً مُحَقِّقاً، وَفَصِيْحاً مُفَوَّهاً، وَمُحَدِّثاً مُجَوِّداً، وَأَدِيباً كَامِلاً.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عمر الصفار.
وَفِيْهَا مَاتَ: شَمْسُ المُلُوْكِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ تَاجِ المُلُوْكِ مَقْتُولاً، وَملكُ العربِ نُورُ الدَّوْلَةِ دُبَيْسُ بنُ صَدَقَةَ الأَسَدِيُّ، وَالمُسْتَرشِدُ بِاللهِ بنُ المُسْتظهِرِ، وَقَاضِي الجَمَاعَةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفِ بنِ الحَاجِّ التُّجِيْبِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ محمد بن أبي الخيار العبدري القرطبي.
__________
1 ترجمته في التجبير للسمعاني "1/ 507"، ووفيات الأعيان "3/ 225"، والعبر "4/ 79" وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1073"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 171"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 93".

(14/434)


ابن قبيس، القارئ:
4808- ابن قُبيس 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ النَّحْوِيُّ، الزَّاهِدُ العَابِدُ القُدْوَةُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قُبَيْسٍ، الغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ, المَالِكِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا القَاسِمِ السُّمَيْسَاطِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَأَبَا نَصْرٍ بنَ طَلاَّبٍ، وَغَنَائِمَ الخَيَّاطَ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ أَبِي الحَدِيْدِ، وَجَمَاعَةً.
حَدَّثَ عَنْهُ: أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَالسِّلَفِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ الجَنْزَوِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ الحرستاني، وآخرون.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ ثِقَةً, مُتَحَرِّزاً, مُتَيَقِّظاً، مُنْقَطِعاً فِي بَيْتِهِ بدَرْبِ النَّقَّاشَةِ، أَوْ بَيْتِهِ فِي المنَارَةِ الشَّرْقِيَّةِ بِالجَامِعِ، وَكَانَ فَقِيْهاً, مُفْتِياً، يقرىء النَّحْوَ وَالفَرَائِضَ، وَكَانَ مُتَغَالياً فِي السُّنَّةِ، مُحِبّاً لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ، قَالَ لِي غَيْرَ مَرَّةٍ: إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ يُحْيِيَ اللهُ بِكَ هَذَا الشَّأْنَ فِي هَذَا البلدِ، وَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ إلَّا مِنْ أَصلٍ، سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَمَاتَ يَوْمَ عَرفةَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ يَسكنُ المنَارَةَ، وَكَانَ زَاهِداً عَابِداً ثِقَةً، لَمْ يَكُنْ فِي وَقتِهِ مِثْلُهُ بِدِمَشْقَ، وَهُوَ مُقَدَّمٌ فِي عُلُوْمٍ شَتَّى، مُحَدِّثٌ ابْنُ مُحَدِّثٍ.
4809- القارىء 2:
الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، إِسْمَاعِيْلُ بن أَبِي القَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي بَكْرٍ صالح، النيسابوري، القارىء.
قَالَ ابْنُ نُقْطَة: سَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيِّ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ"، وَأَحَادِيْثَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ: أبي حَفْصٍ بنِ مَسْرُوْرٍ عِدَّةَ أَجزَاءٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو العَلاَءِ العَطَّارُ، وَأَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ القُشَيْرِيُّ، وَزَيْنَبُ الشَّعْرِيَّةُ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ صَالِحٌ عَفِيْفٌ، صُوْفِيٌّ, نَظيفٌ، مُوَاظِبٌ عَلَى الجَمَاعَةِ، خَدَمَ الأُسْتَاذَ أَبَا القَاسِمِ القُشَيْرِيَّ، مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ نُقْطَة: رَوَى عَنْهُ "الصَّحِيْحَ" أَبُو سَعْدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُحَسِّنِ القُشَيْرِيُّ، وَسَمِعْتُ مِنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ "جُزءَ ابْنِ نُجَيْدٍ" بِسَمَاعِهَا مِنْهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ بِالإِجَازَةِ بِأَجزَاءِ عُمَرَ بنِ مَسْرُوْرٍ.
مَاتَ فِي العِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ, سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائة. أرخه السمعاني.
__________
1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 259"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 95".
2 ترجمته في التجبير للسمعاني "1/ 94"، والعبر "4/ 84"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 260"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 97".

(14/435)


4810- تميم 1:
ابن أبي سعيد بن أبي العباس، الشَّيْخُ الفَاضِلُ, المُؤَدِّبُ، مُسْنِدُ هَرَاةَ، أَبُو القَاسِمِ الجُرْجَانِيُّ.
مَوْلِدُهُ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي حَفْصٍ بنِ مَسْرُوْر، وَأَبِي عَامِرٍ الحسن بن محمد بن عليٍّ النَّسَوِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ السُّلَمِيِّ، وَأَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوْذِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ البَحَّاثِيِّ، فَسَمِعَ مِنْهُ كِتَابَ "الأَنْوَاعِ وَالتَّقَاسِيمِ" لأَبِي حَاتِمٍ بنِ حِبَّانَ، وَسَمِعَ "مُسْنَدَ أَبِي يَعْلَى" مِنْ أَبِي سَعْدٍ.
وَانْتَهَى إِلَيْهِ بِهَرَاةَ عُلُوُّ الإِسْنَادِ، كَانَ قَدِ اعْتَنَى بِهِ خَالُهُ الحَافِظُ عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ، فَسَمَّعَهُ بِنَيْسَابُوْرَ مِنَ المَذْكُوْرِيْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: لَمْ أَلقَهُ، وَأَجَازَ لِي، وَكَانَ ثِقَةً صَالِحاً، يُعَلِّمُ الصِّبْيَانَ، سَمِعَ: ابْنَ مَسْرُوْرٍ، وَعَبْدَ الغَافِرِ، وَأَبَا عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيَّ، وَأَبَا عُثْمَانَ البَحِيْرِيَّ، وَالبَيْهَقِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ العُمَرِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الطَّبَرِيّ، وَمِنْ سَمَاعَاتِهِ: "مُعْجَمُ الحَاكِمِ" سَمِعَهُ مِنَ البَيْهَقِيِّ، أَخْبَرَنَا الحَاكِمُ، وَالقدرُ الَّذِي عِنْدَ أَبِي سَعْدٍ وَذَلِكَ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُوْنَ جُزْءاً مِنْ "مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى"، وَكِتَابُ "المُتَّفق" لِلْجَوْزَقِيِّ، وَكِتَابُ "التَّرغِيب" لِحُمَيدِ بنِ زَنْجَوَيْه: أَخْبَرَنَا العُمَرِيُّ، أخبرنا ابن أبي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا الرَّذَانِيُّ عَنْهُ، سِوَى الجُزْءَ الخَامِسِ من تجزئة عشرة.
__________
1 ترجمته في التجبير للسمعاني "1/ 144"، والعبر "4/ 85"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 97".

(14/436)


قلت: وروى عنه أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: ذَكَرَ لِي يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ المَالِقِيُّ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ خَولَةَ الغَرْنَاطِيُّ مِنَ الهِنْدِ إِلَى هَرَاةَ، أَخرجَ إِلَيْهِم بَقِيَّةَ الأَصْلِ بِـ "مُسْنَدَ أَبِي يَعْلَى"، وَفِيْهِ سَمَاعُ أَبِي رَوْحٍ مِنْ تَمِيْمٍ. قَالَ يَحْيَى: فَكَمُلَ لَهُ "المُسْنَدُ" سَمَاعاً مِنْ تَمِيْمٍ بِتِلْكَ المُجَلَّدَةِ.
أَخْبَرْنَا ابْنُ الخَلاَّلِ، أَخْبَرَنَا عَتِيْقٌ السَّلْمَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ الجُرْجَانِيُّ بِهَرَاةَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.. فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
فَهَذَا آخِرُ العَهْدِ بتَمِيْمٍ، وَلاَ أَدْرِي مَتَى تُوُفِّيَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ المُعَلِّمُ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَهُ فِي الحَجَّةِ الَّتِي أَمَرَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ فِي يَوْمِ النَّحْرِ فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُ فِي النَّاسِ: أَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوْفَنَّ بِالبَيْتِ عُريَانُ1.
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عَنِ الزَّهْرَانِيِّ.
__________
1 أخرجه البخاري"4655"، ومسلم "1347"، وأبو داود "1946"، والنسائي "5/ 234".

(14/437)


4811- قاضي الَمَرسْتَان 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ المُتَفَنِّنُ، الفَرَضِيُّ العَدْلُ، مُسْنِدُ العصرِ، القَاضِي, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الرَّبِيْعِ بنِ ثَابِتِ بنِ وَهْبِ بنِ مَشْجَعَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ اللهِ ابنِ شَاعِرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحَدِ الثَّلاَثَةِ الَّذِيْنَ خُلِّفُوا كَعْبِ بنِ مَالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ القَيْنِ، الخَزْرَجِيُّ, السَّلَمِيُّ, الأَنْصَارِيُّ, البَغْدَادِيُّ، النَّصْرِيُّ مِنْ مَحَلَّةِ النصرية، الحَنْبَلِيُّ البَزَّازُ، المَعْرُوفُ: بقَاضِي المَرَسْتَان، وَيُعْرَف أَبُوْهُ بِصِهر هِبَةَ.
مَوْلِدُهُ فِي عَاشرِ صفرٍ, سَنَةَ اثنتين وأربعين وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 92"، والعبر "4/ 96"، ولسان الميزان "5/ 241"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 267"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 108".

(14/437)


بَكَّرَ بِهِ أَبُوْهُ، وَسَمَّعَهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ البَرْمَكِيِّ "جُزءَ" الأَنْصَارِيِّ وَمَا مَعَهُ حُضُوْراً فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ، وَسَمِعَ الكَثِيْرَ بِإِفَادَةِ جَارِهِم المُحَدِّثِ الرَّحَّالِ عَبْدِ المُحْسِنِ الشِّيْحِيِّ السَّفَّارِ مِنْ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى البَاقِلاَّنِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيِّ، وَالقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ، وَعُمَرَ بنِ الحُسَيْنِ الخَفَّافِ، وَأَبِي طَالِبٍ العُشَارِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ حَسْنُوْنَ النَّرْسِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ عُمَرَ البَرْمَكِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ الآبَنُوْسِيّ، وَالقَاضِي أَبِي يَعْلَى بنِ الفَرَّاءِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ، وَمُحَمَّدِ بنِ وِشَاحٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَجَابِرِ بنِ يَاسِينَ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المأمون، وأحمد بن عثمان المخبزي، وعلي بن الشَّيْخِ أَبِي طَالِبٍ المَكِّيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبِي الفَضْلِ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ المَأْمُوْنِ، وَخَدِيْجَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الشَّاهجَانِيَّةِ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيَّكَ، وَوَالِدِهِ أَبِي طَاهِرٍ عَبْدِ البَاقِي حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ الصَّلْتِ المُجْبِرِ، وَالحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ، وَأَبِي الغَنَائِمِ مُحَمَّدِ بنِ الدَّجَاجِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ البيضَاوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حُمَّدُوْهُ، وَهَنَّادِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ النَّسَفِيِّ، وَالشَّرِيْفِ أَبِي جَعْفَرٍ بنِ أَبِي مُوْسَى -وَبِهِ تَفَقَّهَ- والحسن بن علي المقرىء، وسمع بمصر من: أَبِي إِسْحَاقَ الحَبَّالِ الحَافِظِ، وَبِمَكَّةَ مِنْ: أَبِي مَعْشَرٍ الطَّبَرِيِّ، وَمِنْ عددٍ كَثِيْرٍ.
وَلَهُ مَشْيَخَةٌ فِي ثَلاَثَةِ أَجزَاءَ، وَأُخْرَى خَرَّجهَا السَّمْعَانِيُّ فِي جُزءٍ.
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِمِ التَّنُوخِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ شِيْطَا، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ سلاَمَةَ القُضَاعِيُّ، وَتَفَقَّهَ قَلِيْلاً عِنْدَ القَاضِي أَبِي يَعْلَى، وَشَهِدَ عِنْدَ قَاضِي القُضَاةِ أَبِي الحَسَنِ بنِ الدَّامَغَانِيِّ.
وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَشَاركَ فِي الفَضَائِلِ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ، وَحَدَّثَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً فِي حَيَاةِ الخَطِيْبِ.
حَدَّثَ عَنْهُ خَلْقٌ، مِنْهُم السِّلَفِيُّ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ نَاصرٍ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ جُوَالِقَ، وَالمُكَرَّمُ بنُ هِبَةِ اللهِ الصُّوْفِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ تَزمش، وَسَعِيْدُ بنُ عَطَّافٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعِيشَ الأَنْبَارِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُظَفَّرِ بنِ البَوَّابِ، وَيُوْسُفُ بنُ المُبَارَكِ بنِ كَامِلٍ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ أَبِي سَعْدٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بنُ الخُرَيفِ، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الأَخْضَرِ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ شُنَيفٍ، وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ الدَّبِيْقِيِّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مَعَالِي بنِ مَنِيْنَا، وَخَلْقٌ. وَبِالإِجَازَةِ: المُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَغَيْرهُ.
وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ بِكَلاَمٍ مُرْدٍ فَجٍّ، فَقَالَ: كَانَ يُتَّهَمُ بِمَذْهَبِ الأَوَائِل،

(14/438)


وَيُذكرُ عَنْهُ رِقَّةُ دِيْنٍ. قَالَ: وَكَانَ يَعرفُ الفقه على مذهب أَحْمَدَ، وَالفَرَائِض وَالحسَابَ وَالهَنْدَسَةَ، وَيَشْهَدُ عِنْد القُضَاةِ، وَيَنْظرُ فِي وُقُوفِ البَيْمَارَسْتَانِ العضديّ.
وَقَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: كَانَ إِمَاماً فِي فُنُوْنٍ، وَكَانَ يَقُوْلُ: حفظتُ القُرْآنَ وَأَنَا ابْنُ سَبْعٍ، وَمَا مِنْ علمٍ إلَّا وَقَدْ نَظرتُ فِيْهِ، وَحصَّلْتُ مِنْهُ الكُلَّ أَوِ البَعْضَ، إلَّا هَذَا النَّحْوَ، فَإِنِّي قَلِيْلُ البِضَاعَةِ فِيْهِ، وَمَا أَعْلَمُ أَنِّي ضَيَّعْتُ سَاعَةً مِنْ عُمُرِي فِي لَهْوٍ أَوْ لَعِبٍ.
وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: ذَكَرَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ القَاضِي أَنَّ مُنَجِّمَيْنِ حضَرَا عِنْد وِلاَدتِي، فَأَجْمَعَا عَلَى أَنَّ العُمُرَ اثنتَانِ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً، فَهَا أَنَا قَدْ جَاوَزْتُ التِّسْعِيْنَ.
قُلْتُ: هَذَا يَدلُّ عَلَى حُسنِ مُعتقدِهِ.
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كان حَسَنَ الصُّوْرَةِ، حُلوَ المنطقِ، مليحَ المُعَاشَرَةِ، كَانَ يُصَلِّي فِي جَامِعِ المَنْصُوْر، فَيجِيْء فِي بَعْضِ الأَيَّامِ، فَيَقِفُ وَرَاءَ مَجْلِسِي وَأَنَا أَعظُ، فَيُسلِّم عليَّ. اسْتملَى عَلَيْهِ شَيْخُنَا ابْنُ نَاصرٍ، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ الكَثِيْرَ، وَكَانَ ثِقَةً فَهِماً، ثَبْتاً حُجَّةً، مُتفنِّناً، مُنْفَرِداً فِي الفَرَائِضِ، قَالَ لِي يَوْماً: صَلَّيْتُ الجُمُعَةَ، وَجلَسْتُ أَنظر إِلَى النَّاسِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَودُّ أَنْ أَكُوْنَ مِثْلَهُ، وَكَانَ قَدْ سَافرَ، فَوَقَعَ فِي أَسْرِ الرُّوْمِ، وَبَقِيَ سَنَةً وَنِصْفاً، وَقَيَّدُوْهُ وَغَلُّوْهُ، وَأَرَادُوْهُ عَلَى كلمَةِ الكُفْرِ، فَأَبَى، وَتَعَلَّمَ مِنْهُم الخطَّ الرُّوْمِيَّ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَنْ خَدَمَ المحَابرَ، خَدَمَتْهُ المَنَابِرُ، يَجِبُ عَلَى المُعَلِّمِ أَنْ لاَ يُعَنِّفَ، وَعَلَى المتعلِّمِ أَنْ لاَ يَأْنفَ. وَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً صَحِيْحَ الحوَاسِّ لَمْ يَتغَيَّرْ مِنْهَا شَيْءٌ، ثَابِتَ العَقْلِ، يَقرَأُ الخطَّ الدَّقيقَ مِنْ بُعْدٍ، وَدخلنَا عَلَيْهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِمُدَيدَةٍ، فَقَالَ: سَالَتْ فِي أُذُنِي مَادَّةٌ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا مِنْ حَدِيْثِهِ، وَبَقِيَ عَلَى هَذَا نَحْواً مِنْ شَهْرَيْنِ، ثُمَّ زَالَ ذَلِكَ، ثُمَّ مرضَ، فَأَوْصَى أَنْ يُعمَّقَ قَبْره زِيَادَةً عَلَى العَادَة، وَأَنَّ يُكتبَ عَلَى قَبْرِهِ: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ، أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ} [ص: 67و 68] وَبَقِيَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يَفتُرُ مِنْ قِرَاءة القُرْآنِ، إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ قَبْلَ الظُّهْر, ثَانِي رَجَب سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَجْمَعَ لِلْفنُوْنِ مِنْهُ، نَظَرَ فِي كُلِّ علمٍ، فَبرعَ فِي الحسَابِ وَالفَرَائِضِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: تُبتُ مِنْ كُلِّ علمٍ تَعلَّمتُهُ إلَّا الحَدِيْثَ وَعِلمَهُ، وَرَأَيْتهُ وَمَا تَغَيَّرَ عَلَيْهِ مِنْ حَوَاسِّهِ شَيْءٌ، وَكَانَ يَقرَأُ الخَطَّ البعيدَ الدَّقيق، وَكَانَ سرِيعَ النَّسْخِ، حَسَنَ القِرَاءة لِلْحَدِيْثِ، وَكَانَ يَشتَغِلُ بِمُطَالَعَة الأَجزَاءِ الَّتِي مَعِي, وَأَنَا مُكِبٌّ عَلَى القِرَاءةِ، فَاتَّفَقَ أَنَّهُ وَجَدَ جُزْءاً مِنْ حَدِيْثِ الخُزَاعِيِّ قَرَأْتُهُ بِالكُوْفَةِ عَلَى عُمَرَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العَلَوِيِّ بِإِجَازتِهِ مِنْ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَلَوِيُّ، وَفِيْهِ حِكَايَاتٌ مليحَةٌ، فَقَالَ: دَعْهُ عِنْدِي. فَرَجَعتُ مِنَ الغَدِ،

(14/439)


فَأَخْرَجَهُ وَقَدْ نَسَخَهُ، وَقَالَ: اقْرَأْهُ حَتَّى أَسْمَعَهُ، فَقُلْتُ: يَا سيِّدِي، كَيْفَ يَكُوْنُ هَذَا?! ثُمَّ قرأته، فقال للجماعة: اكتبوا اسمي.
قُلْتُ: هَذَا الجُزْءُ فِي وَقْفِ الشَّيْخِ الضِّيَاء، وَأَوّلُهُ بخطِّهِ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وَقَالَ لِي: أَسَرَتْنِي الرُّوْمُ، وَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ لِي: قل: المَسِيْحُ ابْنُ اللهِ حَتَّى نَفعلَ وَنصنعَ فِي حَقِّكَ، فَمَا قُلْتُ، وَتَعَلَّمْتُ خطَّهُم، وَكَانَ لاَ يَعرِفُ علمَ النَّحْوِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: الذُّبَابُ إِذَا وَقَعَ عَلَى البيَاضِ سَوَّدَهُ، وَعَلَى السَّوَادِ بَيَّضَهُ، وَعَلَى التُّرَابِ برغَثَهُ، وَعَلَى الجُرْحِ قَيَّحَهُ، سَمِعْتُ مِنْهُ "الطَّبَقَاتِ" لابْنِ سَعْدٍ، وَ "المَغَازِي" لِلْوَاقِدِيِّ، وَأَكْثَرَ مِنْ مائَتَيْ جُزءٍ، وَقَالَ لِي: وُلِدْتُ بِالكَرْخِ، ثُمَّ انتقَلْنَا إِلَى النَّصْرِيَّةِ وَلِي أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ.
قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: حَدَّثَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بِـ"صَحِيْحِ البُخَارِيِّ"، عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النُّعَيمِيّ، أَخْبَرَنَا الفَرَبْرِيُّ عَنْهُ.

(14/440)


4812- ابن السَّمَرْقَنْدِي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفِيْدُ المُسْنِدُ، أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي الأَشْعَثِ، السَّمَرْقَنْديُّ، الدِّمَشْقِيُّ المَوْلِدِ، البَغْدَادِيُّ الوَطَنِ، صَاحِبُ المَجَالِسِ الكَثِيْرَةِ.
وُلِدَ بِدِمَشْقَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ أخيه الحافظ عبد الله.
سَمِعَا: أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَعَبْدَ الدَّائِمِ بنَ الحَسَنِ، وَأَبَا نَصْرٍ بنَ طَلاَّبٍ، وَأَحْمَدَ بنَ عبد الواحد بن أبي الحديد، وعبد العزيز الكتَانِيَّ، ثُمَّ انتقلَ بِهِمَا الوَالِدُ إِلَى بَغْدَادَ، فَسمِعَا مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ هَزَارْمَرْدَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيٍّ السُّكَّرِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ، وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ مُنْتَابٍ، وَمَالِكٍ البَانِيَاسِيِّ، وَطَاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ القَوَّاسِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ القَطَّانِ، وَعَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، وَابْنِ الأَخْضَرِ الأَنْبَارِيِّ، وَجَعْفَرِ بنِ يَحْيَى الحكَّاكِ، وَمُحَمَّدِ بنِ هِبَةِ اللهِ اللاَّلْكَائِيِّ، وَابْنِ خَيْرُوْنَ، وَرِزقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الصَّقْرِ، وَيُوْسُفَ بنِ الحَسَنِ التَّفَكُّرِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مَسْعَدَةَ، وَطِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَالنِّعَالِيِّ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ رِزْمَةَ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ البناء، وأحمد
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 98"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 112".

(14/440)


ابن الحُسَيْنِ العَطَّارِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ الخَلاَّلِ، ويوسف المِهْرَوَانِيِّ، وَعَبْدِ السَّيِّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاغِ، وَأَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ, وَوَالِدِهِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ، وَعَبْدِ البَاقِي بنِ مُحَمَّدٍ العَطَّارِ، وَابْنِ البُسْرِيِّ، وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ.
ثُمَّ قَدِمَ إِسْمَاعِيْلُ الشَّامَ، وَسَمِعَ بِالقُدْسِ مِنْ مَكِّيٍّ الرُّمَيْلِيِّ، عُمِّرَ، وَرَوَى الكَثِيْرَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَأَعزُّ بنُ عَلِيٍّ الظَّهِيرِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ الكَاتِبُ، وَسَعِيْدُ بن عطاف، وَيَحْيَى بن يَاقُوْت، وَعُمَر بن طَبَرْزَدَ، وَزَيْد بنُ الحَسَنِ الكِنْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي تَمَّامٍ بنُ لُزُّوا، وَعَلِيُّ بنُ هبَلٍ الطَّبِيْبُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الأَخْضَرِ، وَمُوْسَى بنُ سَعِيْدِ بنِ الصَّيْقَلِ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكُتُبَ الكِبَارَ وَالأَجزَاءَ، وَسَمِعْتُ أَبَا العَلاَءِ العَطَّارَ بِهَمَذَانَ يَقُوْلُ: مَا أَعدِلُ بِأَبِي القَاسِمِ بنِ السَّمَرْقَنْديِّ أَحَداً مِنْ شُيُوْخِ العِرَاقِ وَخُرَاسَانَ.
وَقَالَ عُمَرُ البِسْطَامِيُّ: أَبُو القَاسِمِ إِسْنَادُ خُرَاسَانَ وَالعِرَاقِ.
قَالَ ابْنُ السَّمَرْقَنْديِّ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ يَرْوِي "مُعْجَمَ ابْنِ جُمَيْعٍ" غَيْرِي وَلاَ عَنْ عَبْدِ الدَّائِمِ الهِلاَلِيِّ، وَأَنْشَدَ:
وَأَعْجَبُ مَا فِي الأَمْرِ أَنْ عِشْتُ بَعْدَهُم ... عَلَى أَنَّهُم مَا خَلَّفُوا فِيَّ مِنْ بَطْشِ
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ ثِقَةً مُكْثِراً، صَاحِبَ أُصُوْلٍ، دَلاَّلاً فِي الكُتُبِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ فِي ابْنِ النَّقُّوْرِ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَعَاشَ إِلَى أَنْ خَلَتْ بَغْدَادُ، وَصَارَ مُحَدِّثَهَا كَثْرَةً وَإِسْنَاداً، حَتَّى صَارَ يَطلُبُ عَلَى التَّسمِيْعِ بَعْدَ حِرصِهِ عَلَى التَّحْدِيْثِ، أَملَى بِجَامِع المَنْصُوْر أَزْيَدَ مِنْ ثَلاَثِ مائَةِ مَجْلِسٍ، وَكَانَ لَهُ بَخْتٌ فِي بَيعِ الكُتُبِ، بَاعَ مرَّةً "صَحِيْحَيْ" البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ فِي مُجَلَّدَةٍ لَطِيفَةٍ بِخَطِّ الصُّوْرِيِّ بِعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً، وَقَالَ: وَقعَتْ عَلَيَّ بِقِيرَاطٍ، لأَنِّي اشْتَرَيْتُهَا وَكِتَاباً آخرَ بِدِيْنَارٍ وَقيرَاطٍ، فَبِعتُ الكِتَابَ بدِيْنَارٍ.
قَالَ السِّلَفِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ، لَهُ أُنْسٌ بمعرفة الرجال، وقال: كان ثِقَةً, يَعرفُ الحَدِيْثَ، وَسَمِعَ الكُتُبَ، وَكَانَ أَخُوْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَالِماً ثِقَةً فَاضِلاً، ذَا لسنٍ.
وقال ابن ناصر: كان دلالًا، وكان سيىء المعَامِلَةِ، يُخَافُ مِنْ لِسَانِهِ، يُخَالطُ الأَكَابِر بِسَبَبِ الكُتُبِ.
تُوُفِّيَ فِي السَّادِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَدْ رَأَى أَنَّهُ يُقبِّلُ قَدَمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُمِرُّ عَلَيْهَا وَجهَهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الخَاضِبَةِ: أَبشِرْ بِطُولِ البقَاءِ، وَبِانْتِشَارِ حَدِيْثِكَ، فتقبيل رجليه اتباع أثره.

(14/441)


4813- جمال الإسلام 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، مُفْتِي الشَّامِ، جمَال الإِسْلاَم، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّم بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الفَتْحِ، السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ الفَرَضِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا نَصْرٍ بنَ طَلاَّبٍ الخَطِيْبَ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنَ أَحْمَدَ الكَتَانِيَّ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ أَبِي الحَدِيْدِ، وَنجَا العَطَّارَ، وَغَنَائِمَ بنَ أَحْمَدَ، وَابْنَ أَبِي العَلاَءِ المَصِّيْصِيَّ، وَالفَقِيْهَ نَصْراً المَقْدِسِيَّ, وَعِدَّةً.
وَتَفَقَّهَ عَلَى القَاضِي أَبِي المُظَفَّرِ المَرْوَزِيِّ، وَكَانَ مُعِيداً لِلْفَقِيْهِ نَصْرٍ.
وَقَالَ الغَزَّالِيُّ فِيمَا حَكَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ أَنَّهُ قَالَ: خَلَّفتُ بِالشَّامِ شَابّاً إِنْ عَاشَ كَانَ لَهُ شَأْنٌ. فَكَانَ كَمَا تَفرَّسَ فِيْهِ، وَدرَّسَ بحَلْقَةِ الغزَّالِيِّ مُدَّةً، ثُمَّ وَلِيَ تدرِيسَ الأَمِينِيَّةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: سَمِعْنَا مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً، عَالِماً بِالمَذْهَبِ وَالفَرَائِضِ، يَحفظُ كِتَابَ "تَجرِيْدِ التَّجرِيْدِ" لأَبِي حَاتِمٍ القَزْوِيْنِيِّ، وَكَانَ حَسَنَ الخَطِّ، مُوفَّقاً فِي الفتَاوَى، عَلَى فَتَاويه عُمدَةُ أهل الشام، وكان كثير عِيَادَةِ المَرْضَى وَشُهُوْدِ الجَنَائِزِ، مُلاَزِماً لِلتَّدرِيس، حسنَ الأَخلاَقِ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ فِي الفِقْهِ وَالتَّفْسِيْر، وَكَانَ يَعقدُ مَجْلِسَ التَّذكيرِ، وَيُظهِرُ السُّنَّةَ، وَيَرُدُّ عَلَى المُخَالِفِيْن، لَمْ يُخلِّفْ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
قُلْتُ: المُخَالفُوْنَ يَعْنِي بِهِم الرَّافِضَّةَ، وَكَانَتِ الدَّوْلَةُ لَهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُهُ القَاسِمُ، وَخطيبُ دُومَةَ عَبْدُ اللهِ بنُ حَمْزَةَ الكِرْمَانِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَلِيٍّ وَالِدُ كَرِيْمَة، وَمَكِّيُّ بنُ عَلِيٍّ، وَيَحْيَى بنُ الخضِرِ الأُرْمَوِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ الجَنْزَوِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الخصِيْبِ، وَالقَاضِي أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَأَملَى عِدَّةَ مَجَالِس.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي كِتَابِ "تَبيِينِ كَذِبِ المفترِي"، وَقَالَ: عُنِيَ بِكَثْرَةِ المُطَالَعَةِ وَالتّكرَارِ، فَلَمَّا قَدِمَ الفَقِيْهُ نَصْرٌ المَقْدِسِيُّ لاَزمَهُ، وَلاَزَمَ الغزَالِيَّ مُدَّةَ مُقَامِه بِدِمَشْقَ، وَهُوَ الَّذِي أَمرَهُ بِالتَّصَدُّرِ بَعْدَ شَيْخِه نَصْرٍ، وَكَانَ يُثنِي عَلَى عِلمِهِ وَفهمِهِ، وَكَانَ عَالِماً بِالتَّفْسِيْرِ وَالأُصُوْلِ وَالفِقْهِ وَالتَّذكيرِ وَالفَرَائِضِ وَالحسَابِ وَتعبِير المَنَامَاتِ، تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ سَاجِداً فِي صَلاَةِ الفَجْرِ.
قُلْتُ: مات في عشر التسعين.
وَمَاتَ ابْنُهُ الفَقِيْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ بِأَصْبَهَانَ بَعْدَ سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ قَدْ سَكَنَ أَصْبَهَانَ، وَجَاءتْهُ الأَوْلاَدُ، وَقَدِمَ قُبَيْلَ مَوْتِهِ، فَبَاع مُلكاً لَهُ، وَرجعَ إِلَى أَصْبَهَانَ، سَمِعَ منه الحافظ أبو المواهب.
__________
1 ترجمته في العبر "4/ 92"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 235"، وتبصير المنتبه "4/ ص1282"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 102".

(14/442)


4814- ابن تَوبة 1:
الشيخ الإمام المقرىء المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ تَوبَةَ، الأَسَدِيُّ العُكْبَرِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَتَلاَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى أَصْحَابِ أَبِي الحَسَنِ بنِ الحَمَّامِيِّ، وَقرَأَ شَيْئاً مِنَ الفِقْهِ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ.
وَكَانَ جَلِيْلاً مَهِيْباً وَقُوْراً.
سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بنَ المَأْمُوْنِ، وَالصَّرِيْفِيْنِيَّ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ صَالِحٌ خَيِّرٌ، حَسَنُ الأَخْذِ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكَثِيْرَ، كُنْتُ أُقَدِّمُ السَّمَاعَ عَلَيْهِ عَلَى غَيْرِهِ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالتَّاجُ الكِنْدِيُّ.
وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائة.
وَسَمِعْتُ "سَبْعَةَ" ابْنِ مُجَاهِدٍ مِنْ عُمَرَ بنِ القوَّاسِ، عَنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ تَوبَةَ، أَخْبَرَنَا الصريفيني، أخبرنا الكناني, عنه.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 91"، والعبر "4/ 96"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 107".

(14/443)


أخوه عبد الجبار، الشاذياخي:
4815- أخوه عبد الجبار 1:
الإمام المقرىء الفَقِيْهُ القُدْوَةُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ تَوبَةَ، العُكْبَرِيُّ الشَّافِعِيُّ.
كَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيْهِ.
سَمِعَ حُضُوْراً مِنْ أَبِي الغَنَائِمِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ هَزَارْمَرْدَ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَالتَّاجُ الكِنْدِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ المُبَارَكِ الخَفَّافُ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الأَخْضَرِ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ حَسَنَ الإِصغَاءِ، ثِقَةً صَالِحاً، قَيِّماً بِكِتَابِ اللهِ، صَحِبَ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ، وَخَدَمَهُ، وَكَانَ كَثِيْرَ البُكَاءِ، أَكْثَرتُ عَنْهُ، تُوُفِّيَ فِي ثَالِث جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
4816- الشَّاذْيَاخِيُّ 2:
الشَّيْخُ الصَّالِحُ المَأْمُوْنُ، أَبُو الفُتُوْحِ، عَبْدُ الوَهَّابِ بن شاه بن أحمد ابن عَبْدِ اللهِ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّاذْيَاخِيُّ الخَرَزِيُّ، كَانَ لَهُ حَانُوْتٌ يَتبلَّغُ فِيْهِ مِنْ بَيعِ الخَرَزِ.
سَمِعَ "الصَّحِيْحَ" مِنْ أَبِي سهلٍ الحفْصيِّ، وَسَمِعَ "الرِّسَالَةَ" مِنْ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي حَامِدٍ الأَزْهَرِيِّ، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَحِيْرِيِّ، وَحَسَّانٍ المَنِيْعِيِّ، وَنَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الحَاكِمِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُكَرَّمٍ، وَأَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّنِ، وَعِدَّةٍ.
رَوَى عَنْهُ السَّمْعَانِيُّ، وَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَالصَّلاَحِ، وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وخمسين.
قلت: وروى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ المُغِيثيُّ، وَمَنْصُوْرٌ الفُرَاوِيّ، وَالمُؤَيَّدُ الطُّوْسِيُّ، وَزَيْنَبُ الشَّعْرِيَّةُ.
قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: سَمِعَ مِنْهُ جَمِيْعَ "الصَّحِيْحِ" مَنْصُوْرٌ، وَالمُؤَيَّدُ، وَالشَّعْرِيَّةُ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ عَسَاكِرَ، عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةَ، أَخْبَرَنَا عبد الوهاب ابن شَاه، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُوْرَك، حَدَّثَنَا ابْنُ خُرَّزَاذَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الحَارِثِ الأَهْوَازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "حسنوا القرآن بِأَصوَاتِكُم، فَإِنَّ الصَّوتَ الحَسَنَ يَزِيْدُ القُرْآنَ حُسْناً" 3.
صدقة صدوق.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 90"، والعبر "4/ 96"، وشذرات الذهب "4/ 107".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 241"، والتجبير للسمعاني "1/ 501"، والعبر "4/ 96"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 107".
3 صحيح: أخرجه الدارمي "2/ 474"، حدثنا محمد بن بكر، حدثنا صدقه بن أبي عمران، به.
قلت: إسناده حسن، محمد بن بكر هو ابن عثمان البرساني، أبو عثمان البصري، صدوق، وصدقه ابن أبي عمران الكوفي، صدوق، وزازان، هو أبو عمر الكندي البزار، صدوق أيضًا كما قال الحافظ في "التقريب".
وأخرجه الطيالسي "2/ 3"، وعبد الرزاق "2/ 4175 و 4176"، وابن أبي شيبة "2/ 521" و "10/ 462"، وأحمد "4/ 283 و 285 و 296 و 304"، وأبو داود "1468"، والنسائي "2/ 179- 180"، وابن ماجه "1342"، والدارمي "2/ 474"، والحاكم "1/ 571 و 572- 575"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 27"، والبيهقي في "السنن" "2/ 53"، من طرق عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "زينوا القرآن بأصواتكم".

(14/444)


4817- عِمَادُ الدَّوْلَةِ بنُ هُودٍ 1:
كَانَ أَحَدَ مُلُوْكِ الأَنْدَلُسِ فِي حُدُوْدِ الخَمْسِ مائَةِ، وَهُوَ مِنْ بَيْتِ مَمْلَكَةٍ تَملَّكُوا شرقَ الأَنْدَلُسِ، فَلَمَّا اسْتولَى المُلَثَّمُوْنَ عَلَى الأَنْدَلُسِ، أَبقَى يُوْسُفُ بنُ تَاشفِيْنَ عَلَى ابْنِ هودٍ، فَلَمَّا تَملَّكَ عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ بَعْدَ أَبِيْهِ كَانَ فِيْهِ سلاَمَةُ باطنٍ، فَحَسَّنَ لَهُ وُزَرَاؤُهُ أَخْذَ المُلكِ مِنِ ابْنِ هُودٍ، حَتَّى قَالُوا لَهُ: إِن أَمْوَالَ المُسْتَنْصِرِ العُبيديِّ صَارَت فِي غلاَء مِصْرَ المُفرِطِ تَحَوَّلَتْ كُلُّهَا إِلَى بنِي هُودٍ، وَقَالُوا: الشَّرْعُ يَأْمرُكَ أَنْ تَسْعَى فِي خلعهِم لِكَوْنِهِم مُسَالِمِينَ الرُّوْمَ، فَجَهَّزَ لَهُم الأَمِيْرَ أَبَا بَكْرٍ بنَ تيفلوت، فَتحصَّنَ عمَادُ الدَّوْلَةِ بِرُوْطَةَ، وَكَتَبَ إِلَى عَلِيِّ بنِ تَاشفِيْنَ يَسْتَعطِفُهُ فِي المُسَالَمَةِ، وَيَقُوْلُ: لَكُم فيما فعله أبوكم أسوة حَسَنَةٌ، وَسيعلمُ مُبْرِمُ هَذَا الرَّأْي عِنْدكُم سوءَ مَغَبَّتِهِ، وَاللهُ حسيبُ مَنْ مَعِي، وَحسبنَا اللهُ وَكَفَى. فَأَمرَ عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ بِالكَفِّ، وَأَنَّى ذَلِكَ وَقَدْ أَدْخَلته الرعيَّةُ سَرَقُسْطَة، وَكَانَ ابْنُ رُذمِيْر اللعينُ صَاحِبُ مَمْلَكَةِ أَرَغُوْنَة مِنْ شرقِ الأَنْدَلُسِ قِسِّيْساً مُجَرَّباً دَاهِيَةً مترهِّباً، فَقوِيَ عَلَى بِلاَدِ ابْنِ هودٍ، وَطوَاهَا، وَقنعَ عمَادُ الدَّوْلَةِ بن هود بِدَارِ سُكْنَاهُ، وَكَانَ ابْنُ رُذمِيْر لاَ يَتَجَهَّزُ إلَّا فِي عَسْكَرٍ قَلِيْلٍ كَامِلِ العدة، فيلقى بالألف آلافًا.
__________
1 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 163"، ونفح الطيب للتلمساني "1/ 441".

(14/445)


قَالَ اليَسعُ بنُ حَزْمٍ: حَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ هِلاَلٌ أَحَدُ وُجُوهِ العربِ، قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ المُرَابِطِيْنَ أَمرٌ أَلجَأَنِي إِلَى الوُفُوْدِ عَلَى ابْنِ رُذمِيْر، فَرحَّبَ بِي، وَأَمرَ لِي برَاتبٍ كَبِيْرٍ، فَحَضَرت مَعَهُ حرباً طُعن عَنْهُ حصَانُهُ، فَوَقَفتُ عَلَيْهِ ذَابّاً عَنْ حَوزتِهِ، فَلَمَّا انْصرفنَا إِلَى رشقَة، أَمرَ الصوَّاغِيْنَ بعملِ كَأْس مِنْ ذَهَبٍ رَصَّعه بِالدُّرِّ، وَكَتَبَ عَلَيْهِ: لاَ يَشربُ مِنْهُ إلَّا مَنْ وَقَفَ عَلَى سُلْطَانِهِ. فَحَضَرتُ يَوْماً، فَأَخْرَجَ الكَأْسَ، وَملأَهُ شرَاباً، وَنَاولنِي بحضرَةِ أَلفِ فَارِسٍ، وَرَأَيْتُ أَعْنَاقَهُم قَدِ اسودَّتْ مِنْ صدَأِ الدُّرُوْعِ. قَالَ: فَنَادَيتُ، وَقُلْتُ: غَيْرِي أَحقُّ بِهِ، فَقَالَ: لاَ يَشربُ هَذَا إلَّا مَنْ عَمِلَ عَملَكَ. وَكَانَ هِلاَلٌ هَذَا مِنْ قَرْيَة هِلاَلِ بنِ عَامِرٍ، تَابَ بَعْدُ، وَغَزَا مَعَنَا، فَكَانَ إِذَا حَضَرَ فِي الصَّفِّ جَبَلاً رَاسياً يَمنعُ تَهَائِمَ الجُيُوْشِ أَنْ تَمِيدَ، وَقَلْباً فِي البسَالَةِ قَاسياً، يَقُوْلُ فِي مُقَارعَة الأَبْطَالِ: هَلْ مِنْ مزِيدٍ. أَبْصَرتُهُ رَحِمَهُ اللهُ أُمَّةً وَحْدَهُ، يَتحَامَاهُ الفَوَارِسُ، فَحَدَّثَنِي عَنِ ابْنِ رُذمِيْر وَإِنصَافِهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَهُ بِظَاهِرِ رُوطَةَ وَقَدْ وَجَّه إِلَيْهِ عمَادُ الدَّوْلَةِ وَزِيْرَهُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللهِ بنَ هَمُشْك الأَمِيْرَ رَسُوْلاً، فَطَلبَ فَارِسٌ مِنِ ابْنِ رُذمِيْر أَنْ يُمكَّنَ مِنْ مبَارزَةِ ابْنِ هَمُشْك، فَقَالَ: لاَ، هُوَ عِنْدنَا ضَيفٌ. فَسَمِعَ بِذَلِكَ ابْنَ هَمُشْك، وَأَمْضَى ابْنُ رذمير حاجته، وَصرفَهُ، فَقَالَ: لاَ بُدَّ لِي مِنْ مُبَارزَةِ هَذَا، فَأَمرَ الملكُ ذَاكَ الفَارِسَ بِالمبَارزَةِ، وَقَالَ: هَذَا أَشجعُ الرُّوْمِ فِي زَمَانِهِ، فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللهِ يُرِيْدُ رُوطَةَ، وَخَرَجَ وَرَاءهُ الرُّوْمِيُّ شَاكّاً فِي سلاَحِه، وَمَا مَعَ ابْنِ هَمُشْك درعٌ وَلاَ بيضَةٌ، فَأَخَذَ رُمحَهُ وَطَارِقتَهُ مِنْ غُلاَمِهِ، وَقصدَ الرُّوْمِيَّ، فَحَمَلَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَلَى الآخر حملاَت، ثُمَّ ضربَهُ ابْنُ هَمُشْك فِي الطَّارقَةِ، فَأَعَانَهُ اللهُ، فَانقطعَ حِزَامُ الفَارِس، فَوَقَعَ بسرجِهِ إِلَى الأَرْضِ، فَطعنه ابْن هَمُشْك، فَقَتَلَهُ، وَالملكُ يُشَاهِدُهُ عَلَى بُعْد، فَهمَّتِ الرُّوْمُ بِالحملَةِ عَلَى ابْنِ هَمُشْك، فَمنعهُم الملكُ، وَنَزَلَ غُلاَم ابْن هَمُشْك، فَجرَّدَ الفَارِسَ، وَسَلَبَهُ، وَأَخَذَ فَرسَهُ، وَذَهَبَ لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى نَاحِيَتِنَا، فَمَا أَدْرِي مِمَّ أَعْجَبُ، مِنْ إِنصَافِ الملكِ، أَوْ مِنِ ابْنِ هَمُشْك كَيْفَ مَضَى وَلَمْ يُعرِّجْ إِلَيْنَا?!
وَأَقَامَ ابْنُ رُذمِيْر مُحَاصِراً سَرَقُسْطَة زَمَاناً، وَأَخَذَ كَثِيْراً مِنْ حُصُوْنِهَا، فَلَمَّا رَأَى أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ غَلْبُوْنَ القَائِدُ مَا حلَّ بِتِلْكَ البِلاَد مِنَ الرُّوْمِ، ثَار بدورقَة وَقَلْعَة أَيُّوْب وَملينَة، وَجَمَعَ وَحشد، وَكَافح ابْنَ رُذمِيْر، وَاسْتَوْلَى أَبُو بَكْرٍ بنُ تيفلوت عَلَى سَرَقُسْطَة، وَأَقَامَ بقَصْرهَا فِي لذَّاتِهِ، وَأَمَّا ابْنُ غَلبُوْنَ، فَأَحْسَنَ السِّيْرَةَ، وَعدلَ وَجَاهدَ وَرُزِقَ الجُنْدَ، رَأَيْتُهُ رَجُلاً طُوَالاً جِدّاً، وَاجتمعتُ بِهِ، أَقَامَ مُثَاغراً لابْنِ رُذمِيْر شَجَىً فِي حلقِهِ، التَقَى مَرَّةً فِي أَلفِ فَارِسٍ لابْنِ رُذمِيْر، وَالآخر فِي أَلفٍ، فَاشتدَّ بَيْنهُمَا القِتَالُ، وَطَالَ، ثُمَّ حَمَلَ ابْنُ غلبُوْنَ عَلَى ابْنِ رُذمِيْر، فَصَرَعَهُ عَنْ حصَانه، فَدَفَعَ عَنْهُ أَصْحَابُه، فَسَلِمَ، ثُمَّ انْهَزَمُوا، وَنَجَا اللعينُ فِي نَحْوِ المائَتَيْنِ فَقَطْ، وَأَمَّا ابْنُ تيفلوت، فَإِنَّهُ رَاسلَ ابْنَ غَلبُوْنَ، وَخَدَعَهُ، حَتَّى حسَّنَ لَهُ زِيَارَةَ أَمِيْرِ

(14/446)


المسلمين علي بن يُوْسُفَ، فَاسْتَخلفَ عَلَى بِلاَدِهِ وَلدَهُ أَبَا المُطَرِّفِ، وَكَانَ مِنَ الأَبْطَالِ المَوْصُوْفِيْن أَيْضاً، فَقَدِمَ مُحَمَّدٌ مَرَّاكُش، فَأُمسِكَ، وَأُلزِمَ بِأَنْ يُخَاطِبَ بَنِيهِ فِي إِخلاَءِ بِلاَدِهِ لِلمُرَابِطِيْنَ، فَأَخلَوهَا طَاعَةً لأَبِيْهِم، وَتَرَحَلُّوا إِلَى غربِ الأَنْدَلُسِ، فَفَرح بِذَلِكَ ابْنُ رُذمِيْر، وَحَصَرَ سَرَقُسْطَة، وَصنعَ عَلَيْهَا بُرْجَيْنِ عَظِيْمَينِ مِنْ خشبٍ، وَإِنَّ أَهْلهَا لَمَّا يَئسُوا مِنَ الغِيَاثِ، خَرَجُوا، وَأَحرقُوا البُرجَيْنِ، وَاقْتَتَلُوا أَشدَّ قِتَالٍ، وَكَتبُوا إِلَى ابْنِ تَاشفِيْنَ يَسْتَصرخونَ بِهِ، وَمَاتَ ابْنُ تيفلوت، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، فَأَنجدَهُم بِأَخِيْهِ تَمِيْمِ بنِ يُوْسُفَ، فَقَدِمَ فِي جَيْشٍ كَبِيْرٍ، وَعَنَّى ابْنُ رُذمِيْر جُيُوْشَهُ، فَفَرح أَهْلُ سَرَقُسْطَة بِتَمِيْمٍ، فَكَانَ عَلَيْهِم لاَ لَهُم، جَاءَ مُوَاجِهَ المَدِيْنَةِ، ثُمَّ نَكَّبَ عَنْهَا، وَكَانَ طَائِفَةٌ مِنْ خَيلِهَا وَرَجِلِهَا قَدْ تَلَقَّوهُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِم حَملَةً قَتَلَ مِنْهُم جَمَاعَةً كَثِيْرَةً، ثُمَّ نَكَّبَ عَن لقَاءِ العَدُوِّ، وَانْصَرَفَ إِلَى جهَاتِ المورَالَة، وَاشتدَّ البَلاَءُ عَلَى البلدِ، ثُمَّ سَلَّمُوْهُ بِالأَمَانِ، عَلَى أَنَّ مَنْ شَاءَ أَقَامَ بِهِ، وكَانَ ابْنُ رُذمِيْرَ مَعْرُوْفاً بِالوَفَاء، حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ: أَنَّ رَجُلاً كَانَتْ لَهُ بِنْتٌ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ، فَفَقدهَا، فَأُخبِرَ أَنَّ كَبِيْراً مِنْ رُؤُوْسِ الرُّوْمِ خَرَجَ بِهَا إِلَى سَرَقُسْطَة، فَتَبِعَهُ أَبوَاهَا وَأَقَارِبُهَا، فَشكوهُ إِلَى ابْنِ رُذمِيْر، فَأَحضرَهُ، وَقَالَ: عَلَيَّ بِالنَّارِ، كَيْفَ تَفْعَلُ هَذَا بِمَنْ هُوَ فِي جِوَارِي? فَقَالَ الرُّوْمِيُّ: لاَ تَعجل عليَّ، فَإِنَّهَا فَرَّتْ إِلَى دِيننَا، فَجِيْءَ بِهَا، فَأَنْكَرَتْ أَبويهَا، وَارتدَّتْ. وَلَمَّا دَخَلَ سَرَقُسْطَة، أَقرَّهُم عَلَى الصَّلاَةِ فِي جَامِعهَا سَبْعَةَ أَعْوَام، وَبعدَ ذَلِكَ يَعملُ مَا يَرَى، وَحَاصَرَ قُتُنْدَة بَعْد سَرَقُسْطَة سَنَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، قَصَدَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ حيونَة فِي جَيْشٍ فِيهِم قَاضِي المرِيَّة أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الفَرَّاءِ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، فَبَرَزَ لَهُم اللعينُ، فَقتل خلقاً، وأسر آخرون، وَاسْتُشْهِدَ المَذْكُوْرَانِ، فَبنَى عَلَيْهِم ابْنُ رُذمِيْر قُبُوْراً، ثُمَّ سُلِّمَ البلدُ إِلَيْهِ، وَأَخَذَ فِي تِلْكَ المُدَّةِ دورقَة، وَقَلْعَة أَيُّوْب، وَطَرَسُوْنَة، وَأَكْثَرَ مِنْ مائَتَيْ مُسَوَّر، وَلَمْ يَبْقَ أَكْثَرُ مِنْ ثَلاَثَة مَدَائِنَ لَمْ يَأْخذْهَا، وَبَقِيَ مِنْ أَعْمَالِ بنِي هود لارِدَة، وَإِفرَاغَة، وَطُرْطُوْشَة، وَغَيْر ذَلِكَ معَامِلَة عَشْرَة أَيَّام لَمْ يظفرِ اللَّعين بِهَا، فَقَامَ بِلارِدَة الهُمَامُ البطلُ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقَامَ بِإِفرَاغَة الزَّاهِدُ المُجَاهِدُ مُحَمَّدُ مَردنِيش الجُذَامِيُّ جدُّ الأَمِيْر مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ

(14/447)


4818- أحمد بن عبد الملك بن هود 1:
المُلَقَّبُ بِالمُسْتَنْصِرِ بِاللهِ الأَنْدَلُسِيُّ، مِنْ بَيْتِ مَمْلَكَةٍ وَحِشْمَةٍ، وَأَمْوَالٍ عَظِيْمَةٍ، وَكَانَ بِيَدِهِ قِطعَةٌ مِنَ الأَنْدَلُسِ، فَاسْتعَانَ بِالفِرَنْجِ عَلَى إِقَامَةِ دَوْلَتِهِ.
ذَكَرَهُ اليَسعُ بنُ حَزْمٍ، فَقَالَ: انعقدَ الصُّلحُ بَيْنَ المُسْتَنْصِرِ بن هودٍ وَبَيْنَ السُّليطينِ ملكِ الرُّوْمِ وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ أَذفونش إِلَى مُدَّةِ عِشْرِيْنَ سَنَةً، عَلَى أَنْ يَدفعَ لِلْفرنجِ رُوطَةَ، وَيدفعُوا إِلَيْهِ حُصُوْناً عِوَضَهَا، وَيُعِينوهُ بِخَمْسِيْنَ أَلْفاً مِنَ الرُّوْمِ، يَخْرُجُ بِهَا إِلَى بِلاَدِ المُسْلِمِيْنَ لِيَملِكَ، فَجَعَلَ اللهُ تَدمِيْرَهُ فِي تَدبِيرِهِ، وَكُنَّا نَجِدُ فِي الآثَارِ عَنِ السَّلَفِ فَسَادَ الأَنْدَلُسِ عَلَى يدي بني هود، وَصلاَحَهَا بَعْدُ عَلَى أَيديهِم، فَخَرَجَ اللعينُ السُّليطينُ وَابْنُ هود فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَتَاشفِيْنُ بِالزّهرَاءِ، فَقصد ابْنُ هود جِهَة إِشْبِيْلِيَةَ، وَبَقِيَ يُنفقُ عَلَى جُيُوْشِ السُّليطين نَحْو ثَمَانِيَةِ أَشهرٍ، وَشرطَ عَلَيْهِم أَنَّهُم لاَ يَأْسِرُوْنَ أَحَداً، فَحَدَّثَنِي المُسْتَنْصِرُ -وَقَدْ نَدمَ عَلَى فِعْلِهِ مِنْ شيطنَةِ الشَّبِيْبَة وَطَلبِ مُلكِ آبَائِهِ- فَقَالَ لِي: الَّذِي أَنفقتُ فِي تِلْكَ السَّفْرَةِ مِنَ الذَّهبِ الخَالصِ ثَلاَثَةُ آلاَفِ أَلفِ دِيْنَارٍ، وَالَّذِي دفعتُ إِلَيْهِم مِنْ مَخَازنِ رُوطَةَ مِنَ الدُّرُوْعِ أَرْبَعُوْنَ أَلفَ درعٍ، وَمِنَ البيضِ مِثْلهَا، وَمِنَ الطَّوَارقِ ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، وَذَكَرَ لِي جَمَاعَةٌ أَنَّهُ دفَعَ إِلَى السُّلَيْطِيْنِ خيمَةً كَانَ يَحملهَا أَرْبَعُوْنَ بَغْلاً، وَذَكَرَ لِي مُحَمَّد بن مَالِكٍ الشَّاعِر أَنَّهُ أَبصرَ تِلْكَ الخيمَةَ، قَالَ: فَمَا سُمِعَ بِأَكْبَرَ مِنْهَا قَطُّ، وَلَمَّا طَالَتْ إِقَامتُهُ عَلَى البِلاَدِ، وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى ابْنِ هود أَحَدٌ، رَجَعَ وَمَعَهُ ابْنُ هُودٍ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَ ابْنِ هودٍ إلَّا نَحْوٌ مِنْ مائَتَيْ فَارِسٍ، فَأَقَامَ ابْنُ هُودٍ بِطُلَيْطُلَةَ لِيَذْهَبَ مِنْهَا إِلَى حُصُوْنِهِ الَّتِي عُوِّضَ بِهَا -وَبِئسَ لِلظَّالِمِين بَدَلاً- ثُمَّ إِنَّ قُرْطُبَةَ اضْطَرَب أَمرُهَا، وَاشْتَغَل أَمِيْرُ المُسْلِمِيْنَ بِمَا دَهَمَهُ مِنْ خُرُوْجِ التُّومَرْتيَّة، فَجَاءَ المُسْتَنْصِرُ بِاللهِ أَحْمَدُ مِنْ مدينَةِ غرليطش، وَقصَدَ قُرْطُبَةَ، وَكَانَ مُحَبَّباً إِلَى النَّاسِ بِالصِّيتِ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ ابْنُ حَمْدِينَ زَعِيم قُرْطُبَةَ بِعَسْكَرهَا، فَقصدَ عَسْكَرُهَا نَحْوَ ابْنِ هودٍ طَائِعين، فَفَرَّ حِيْنَئِذٍ ابْنُ حَمدين إِلَى بُليدَة، وَدَخَلَ ابْنُ هودٍ قُرْطُبَةَ بِلاَ كلفَةٍ وَلاَ ضربَة وَلاَ طعنَة، فَاسْتوزَرَ أَبَا سَعِيْدٍ المَعْرُوفَ بِفَرج الدَّلِيْل، وَكَاتَبَ نُوَّاب البِلاَد، فَفَرحُوا بِهِ لأَصَالتِهِ فِي الملكِ، ثُمَّ خَرَجَ فَرجُ الدَّلِيْل إِلَى حِصنِ المُدَوّر، فَقِيْلَ لابْنِ هُودٍ: قَدْ نَافقَ وَفَارق، فَخَرَجَ بنفسه، واستنزله من الْحصن، فَنَزَلَ غَيْر مُظهِرٍ خِلاَفاً، وَكَانَ رَجُلاً صالحاً، فَقَتَلَهُ صَبْراً، فَسَاء ذَاكَ أَهْلَ قُرْطُبَةَ، وَثَارَت نُفُوْسهُم، وَعظم عَلَيْهِم قتل أَسدٍ مِنْ أُسدِ الله، فَزحفُوا إِلَى القَصْرِ، فَفَرَّ ابْنُ هود مِنْ قُرْطُبَةَ، فَقصدهَا ابْن حَمدين، فَأَدخله أَهْلُه، وَكثر الْهَيْج، وَاشتدَّ البَلاَء بِالأَنْدَلُسِ، وَغَلَتْ مرَاجلُ الفِتْنَة، وَأَمَّا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عِيَاضٍ، فَكَانَ عَلَى مَمْلَكَةِ لاَرِدَةَ، فَخَرَجَ فِي خَمْسِ مائَة فَارِسٍ، لِيَسعَى فِي إِصْلاَحِ أَمرِ الأُمَّةِ، وَقَصَدَهُ أَهْلُ مُرْسِيَّة وَبَلَنْسِية لِيُمَلِّكوهُ عَلَيْهِم، فَامْتَنَعَ، ثُمَّ بَايَعَ أَهْلَ بَلَنْسِيَة عَنِ الخَلِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ العَبَّاسِيِّ، ثُمَّ اتَّفَقَ ابْنُ عِيَاضٍ وَابْنُ هود عَلَى أَنَّ اسْمَ الخِلاَفَةِ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ العَبَّاسِيِّ، وَأَنَّ النَّظَرَ فِي الجُيُوْشِ وَالأَمْوَالِ لاِبْنِ عيَاضٍ -رَحِمَهُ اللهُ- وَأَنَّ السَّلطنَةَ لابْنِ هودٍ.
قَالَ اليَسعُ: فَكَتَبتُ بَيْنَهُمَا عَهداً هَذَا نَصُّهُ:
__________
1 ترجمه في تاريخ ابن خلدون "4/ 163"، ونفخ الطيب للتلمساني "1/ 441".

(14/448)


كِتَابُ اتِّفَاقٍ وَنظَامٍ وَائْتِلاَفٍ لِجَمعِ كَلِمَةِ الإِسْلاَمِ يَفرحُ بِهِ المُؤْمِنُوْنَ، انعقدَ بَيْنَ الأَمِيْرِ المُسْتَنْصِرِ بِاللهِ أَحْمَدَ، وَبَيْنَ المُجَاهِدِ المُؤَيَّدِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيَاضٍ، وَصلَ اللهُ بِهِمَا أَبْوَابَ التَّوفِيقِ. . . إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَنَا لِي فِي جَزِيْرَةِ الأَنْدَلُسِ غُربَاء فِي مَادَّةِ الرُّوْمِ، فَلِمَ لاَ تَعزمُ عَلَى إِذَاعَةِ العَدْلِ وَتَرُومُ? وَقَدْ تَوجّهَ نَحْوكم كَاتِبُنَا ابْنُ اليَسعِ، وَكُلّ مَا عقدَهُ وَفِي أُمُوْرِكُم اعتمدَهُ أَمضَيْنَاهُ.
قَالَ: فَلَمَّا وَصلْتُ المَدِيْنَةَ، وَقَرَأْتُ الكِتَابَ، فَرحُوا. . .
إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَغَارتِ الرُّوْمُ عَلَى أَحْوَازِ شَاطِبَةَ، فَبعثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ عِيَاضٍ إِلَى المُسْتَنْصِرِ يَقُوْلُ لَهُ: أَنَا أَحتفلُ لِلْقَاءِ القَوْمِ، فَلاَ تخرجْ. فَلَمَّا جِئْتُه بِهَذِهِ الرِّسَالَة، قَالَ لِي: إِنَّمَا تُرِيْدُ أَنْ تُفْسِدَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الرُّوْمِ مِنْ وَكيدِ الذّمَّةِ، وَإِذَا أَنَا خَرَجتُ، وَاجتمعتُ بِملوكهِم، رَدُّوا مَا أَخَذُوهُ، فَأَعْلَمتُ ابْنَ عِيَاض، فَقَالَ لِي: يَحسبُ هَذَا أَنَّ الرُّوْمَ تَفِي لَهُ، سيتبَعُ رَأْيِي حِيْنَ لاَ يَنفعُهُ، فَتضرَّعْتُ إِلَى المُسْتَنْصِرِ، فَأَبَى، فَخَرَجْنَا جَمِيْعاً نؤمُّ العَدُوَّ، حَتَّى وَصلنَا، فَأَمَرَانِي بِكِتَابَيْنِ عَنْهُمَا إِلَى الْملكَيْنِ مُوَنَّق وَفرَاندَة، وَكِتَاب عَنِ ابْنِ عيَاض إِلَى صِهْرِهِ أَبِي مُحَمَّدٍ ليصلَ بِعَسْكَرِ بَلَنْسِيَةَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عِيَاضٍ: يَقربُ صيدُنَا، وَالحَرْبُ خُدعَة. فَأَبَى، وَقَالَ: إِذَا وَصلَهُم كِتَابِي، رُدُّوا الغَنَائِمَ، فَلَمْ يُغْنِ كِتَابُهُ شَيْئاً.
إِلَى أَنْ قَالَ: فَالتقينَا نَحْنُ وَالرُّوْمُ، فَكَمَنُوا لَنَا أَلفَي فَارِسٍ، وَظهرَ لَنَا أَرْبَعَةُ آلاَفٍ، وَنَحْنُ نَحْوُ الأَلْفَيْن، وَوَقَعَ الحَرْبُ، فَمَاتَ مِنْ أَهْلِ بَلَنْسِيَة نَحْوُ سَبْع مائَة، وَمِنَ الرُّوْمِ نَحْوُ الأَلف، وَفَرَّ أَهْلُ مُرْسِيَة عَنِ ابْنِ عيَاضٍ، وَفَرَّ ابْنُ هُودٍ، فَثبتَ ابْنُ عِيَاض فِي نَحْو مائَة فَارِس، وَانكسَرَتِ الرُّوْمُ، لَكِن خَرَجَ كَمِينهُم، فَانكسرنَا بَعْدَ بَأْسٍ شَدِيدٍ، وَاسْتُشْهِدَ الأَمِيْرُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مِرْدنِيش صهر ابْنِ عِيَاضٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مِرْدنِيش، فَشَقَّ حِيْنَئِذٍ ابْنُ عِيَاضٍ وَسطَ الرُّوْمِ، وَجَاز نَهْرَ شُقَرَ حَتَّى وَصل مدينَة جنجَالَة، وَتوصل الفَلُّ إِلَيْهِ، وَفقدنَا ابْنَ هُود، وَدخلنَا مُرْسِيَة، وَاسْتبشر أَهْلُهَا بسلاَمَةِ الملكِ المُجَاهِد عَبْدِ اللهِ بنِ عِيَاضٍ، وَذَلِكَ سنة بضع وثلاثين وخمس مائة.

(14/449)


4819- العثماني 1:
العَلاَّمَةُ المُفْتِي، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى العُثْمَانِيُّ, المَقْدِسِيُّ, الشَّافِعِيُّ, الأَشْعَرِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ، مِنْ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله الديباج.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِبَيْرُوْت. وَأَخَذَ عَنِ الفَقِيْهِ نَصْرٍ.
رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالمُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ. وَدرَّسَ وَأَقرَأَ، وَوعظ، وَحَجَّ مَرَّات.
وَرَوَى عَنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ الطَّبَرِيِّ.
قَالَ ابْنُ كَامِلٍ: لَمْ أَرَ فِي زَمَانِي مِثْلَهُ، جمعَ العِلْم وَالعمل وَالزُّهْد وَالوَرَع وَالمُروءة وَحُسْنَ الخُلُقِ، وَكَانَ يَوْمُ جِنَازَتِهِ يَوْماً مشهودًا.
قال أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ: رَأَيْتهُ يَعظُ بِجَامِعِ القَصْرِ، وَكَانَ غَالياً فِي مَذْهَبِ الأَشْعَرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ يُفْتِي وَيُنَاظِرُ وَيُذكِّرُ، وَكَانَتْ مَجَالِسُ تذكيرِهِ قَلِيْلَةَ الحشوِ، عَلَى طرِيقَةِ المُتَقَدِّمِيْنَ، مَاتَ فِي سَابعَ عشرَ صَفَرٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: غُلاَةُ المُعْتَزِلَةِ، وَغُلاَة الشِّيْعَة، وَغُلاَة الحَنَابِلَة، وَغُلاَة الأَشَاعِرَةِ، وَغلاَة المُرْجِئَة، وَغُلاَة الجَهْمِيَّة، وَغُلاَة الكَرَّامِيَّة، قَدْ مَاجت بِهِم الدُّنْيَا، وَكثرُوا، وَفِيهِم أَذكيَاءُ وَعُبَّاد وَعُلَمَاء، نَسْأَلُ اللهَ العفوَ وَالمَغْفِرَة لأَهْل التَّوحيد، وَنبرَأُ إِلَى اللهِ مِنَ الهَوَى وَالبِدَع، وَنُحبُّ السُّنَّةَ وَأَهْلَهَا، وَنُحِبُّ العَالِمَ عَلَى مَا فِيْهِ مِنَ الاتِّبَاعِ وَالصِّفَاتِ الحمِيدَة، وَلاَ نُحبُّ مَا ابْتدعَ فِيْهِ بتَأْوِيْلٍ سَائِغٍ، وَإِنَّمَا العبرة بكثرة المحاسن.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 33"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 109"، وطبقات الشافعية للسبكي "6/ 88- 89".

(14/450)


4820- الدهَّان 1:
الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الدَّهَّانِ، النَّيْسَابُوْرِيُّ البَيِّعُ، شَيْخٌ سَدِيدُ الطّرِيقَةِ، مِنْ بَيْتِ ثَروَةٍ وَمُروءةٍ.
سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيَّ فَأَكْثَرَ، وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّارَ، وَجَمَاعَةً.
وَرَوَى الكَثِيْرَ، فَسَمِعَ مِنْهُ "السُّنَنَ الكَبِيْرَ" عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّعرِيُّ.
وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: أَجَازَ لِي فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَهُوَ شَيْخٌ ثِقَةٌ، مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَالأَمَانَةِ، عِنْدَهُ تَصَانِيْفُ البَيْهَقِيِّ، وَسَمِعَ: أَبَا طَاهِرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الحَافِظَ الزَّرَّادَ، وَأَبَا يَعْلَى بنَ الصَّابُوْنِيِّ.
وَذكره أَيْضاً عَبْدُ الغَافِرِ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَلَمْ يذكُرَا لَهُ وَفَاةً.
لم يدركه ابن عساكر.
__________
1 ترجمته في التحبير للسمعاني "1/ 430".

(14/450)


ابن سعدويه، بدر:
4821- ابن سَعْدُويه 1:
الثِّقَةُ العَالِمُ، أَبُو سَهْلٍ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدُويه، الأَصْبَهَانِيُّ, الأَمِيْنُ.
صَالِحٌ خَيِّرٌ صَدُوْقٌ مُكْثِرٌ.
سَمِعَ: إِبْرَاهِيْمَ سِبْطَ بَحْرُويه، وَأَبَا الفَضْلِ بنَ بُنْدَارَ، وَالحَافِظَ مُحَمَّدَ بنَ الفضل الحلاوي.
أكثر عنه: أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَعْمَرٍ، وَآخَرُوْنَ.
وَأَجَازَ لابْنِ السَّمْعَانِيِّ أَبِي سَعْدٍ، وَقَالَ: مِنْ سَمَاعِهِ "مُسْنَدُ الرُّويَانِيِّ"، وَ "الغُرَرُ وَالدُّرر" لَهُ، سَمِعهُمَا مِنِ ابْنِ بُنْدَارَ، عَنِ ابْنِ فناكِي، عَنْهُ، وَكِتَابُ "العِلْم" لابْنِ مَرْدُويه: سَمِعَهُ مِنَ الحَلاَوِي عَنْهُ، مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ: وَمَاتَ فِي ذِي القعدة سنة ثلاثين وخمس مائة.
4822- بدر 2:
الشَّيْخُ، أَبُو النَّجمِ، بَدرُ بنُ عَبْدِ اللهِ، الأَرمنِيُّ الشِّيحي.
سَمَّعَهُ مَوْلاَهُ المُحَدِّثُ عَبْدُ المُحْسِنِ الكَثِيْرَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ، وَأَبِي الغَنَائِمِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ الوَكِيْلُ.
وَكَانَ عَرِيّاً مِنَ الفضِيْلَةِ، يُقَالَ: طُلِبَ مِنْهُ أَنْ يُجِيْزَ، فَقَالَ: كَمْ ذَا! مَا بَقِيَ عِنْدِي إِجَازَةٌ.
مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَعَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بنُ بَدْرٍ بَقِيَ إِلَى حُدُوْدِ السَّبْعِيْنَ، يَرْوِي عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ العلاَّف. رَوَى عنه الموفق عبد اللطيف بحلب.
__________
1 ترجمته في التحبير للسمعاني "2/ 55- 56"، والمنتظم لابن الجوزي "10/ 63"، والعبر "4/ 82- 83"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 95".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 442- 443"، "الشيحي"، واللباب لابن الأثير "2/ 221"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 262".

(14/451)


ابن موهب، الأمين، صاحب دمشق:
4823- ابْنُ مَوْهَب 1:
أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ مَوْهَبٍ، الجذامي, الأندلسي, المريي, المحدث.
رَوَى عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ العُذْرِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ بنِ وَرْدُوْنَ، وَأَبِي بَكْرٍ ابْنِ صَاحِبِ الأَحباسِ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبدِ البَر، وَأَبُو الوَلِيْدِ البَاجِي.
قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ وَالعِلْمِ وَالذّكَاءِ وَالفهْمِ، لَهُ "تَفْسِيْرٌ" مُفِيْدٌ، وَمَعْرِفَةٌ بِأُصُوْلِ الدِّينِ، حَجَّ، وَأَخَذُوا عَنْهُ، وَأَجَازَ لَنَا، مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى وَلَهُ إِحْدَى وَتِسْعُوْنَ سَنَةً, عَامَ اثْنَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ, مِنْهُم عبد الله بن محمد الأشيري.
4824- الأمين 2:
الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ، الأَمِيْنُ، رَاوِي "الجعديَّات" عَنِ ابْنِ هَزَارْمَرْدَ الصِّرِيفِيْنِيّ.
وَسَمِعَ أَيْضاً مِنَ النِّعَالِيِّ، وَجَعْفَرٍ السَّرَّاجِ.
رَوَى عَنْهُ: وَلدُه أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ سُكَيْنَةَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وآخرون.
وَكَانَ نَاظَرَ الأَيْتَامِ، دَيِّناً خَيِّراً، مُتَعَبِّداً صَوَّاماً، ثِقَةً مُتَوَاضِعاً.
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ.
4825- صاحب دمشق 3:
الملك شهاب الدين أبو القاسم محمود بن تاج الملوك بوري بن الأَتَابِكِ طُغْتِكِيْنَ.
تَملَّكَ بَعْدَ مَقْتَلِ أَخِيْهِ, بِإِعَانَةِ أُمِّهِ زُمُرُّدٍ، وَكَانَ مقدمَ عَسْكَرِهِ معِين الدِّينِ أَنُر.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَتِ الأُمُوْرُ تجرِي فِي أَيَّامِهِ عَلَى اسْتِقَامَةٍ، إِلَى أَنْ وَثَبَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ خَدَمِهِ، فَقتلُوْهُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَجَاءَ أَخُوْهُ مِنْ بَعْلَبَكَّ، فَتَسَلَّمَ دِمَشْقَ بِلاَ مُنَازعَةٍ.
قَالَ أَبُو يَعْلَى بنُ القلاَنسِيِّ: قَتَلَهُ أَلَبقش الأَرمنِيُّ، وَيُوْسُفُ الخَادِمُ الَّذِي وَثِقَ بِهِ فِي نَوْمِهِ، وَالفَرَّاشُ، فَكَانُوا ثَلاَثتُهُم يَبِيْتُوْنَ حَوْلَ فِرَاشِهِ، فَقَتَلُوْهُ وَهُوَ نَائِمٌ، وَخَرَجُوا خُفْيَةً، ثُمَّ طُلِبُوا، فَهَرَبَ ألبقش، وصلب الآخران.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 426"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "14/ 5"، والعبر "4/ 88"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 99".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 75"، والعبر "4/ 88"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 100".
3 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 296"، والعبر "4/ 92"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 264"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 103".

(14/452)


أخوه جمال الدين محمد، ابن خفاجة، الموسوي:
4826-[أخوه جمال الدين محمد 1] :
وَأَخُوْهُ الملكُ جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدٌ.
قِيْلَ: هُوَ عمِلَ عَلَى أَخِيْهِ، ثُمَّ تَملَّكَ، فَأَسَاءَ السِّيرَةَ، فَمَا مَتَّعَهُ اللهُ، فَمَاتَ بَعْدَ مَحْمُوْدٍ بِعَشْرَةِ أَشهُرٍ، فَأَجلسُوا فِي المُلكِ وَلدَه أَبق وَهُوَ مُرَاهِقٌ، وَدُفِنَ بِتربَةِ جدِّهِ طُغْتِكِين بظاهر دمشق.
4827- ابن خَفَاجة 2:
شَاعِرُ وَقتِهِ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي الفَتْحِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَفَاجَةَ الأَنْدَلُسِيُّ.
لَهُ "دِيْوَانٌ" مَشْهُوْرٌ، وَلَمْ يَتعرَّضْ لِمَدحِ مُلُوْكِ الأَنْدَلُسِ، وَهُوَ القَائِلُ:
وَالشَّمْسُ تَجْنَحُ لِلْغُرُوْبِ عَلِيلَةً
وَالرَّعدُ يَرقِي وَالغَمَامَة تَنْفُثُ
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
4828- الموسوي 3:
الوَاعِظُ الكَبِيْرُ، أَبُو البَرَكَاتِ، مَهْدِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِيُّ المُوْسَوِيُّ.
وُلِدَ بِأَصْبَهَانَ، وَنَشَأَ بِبَغْدَادَ.
وَسَمِعَ ابْنَ طَلْحَةَ النِّعَالِيَّ، وَابْن البَطِرِ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَخُسِفَ بِجَنْزَةَ, فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَهَلَكَ فِيْهَا عَالَمٌ لاَ يحصون من المسلمين، منهم هذا الواعظ.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 296"، والعبر "4/ 93"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 265 و 266"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 105".
2 ترجمته في وفيات الأعيان "1/ 56- 57".
3 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 88".

(14/453)


البديع، ابن بطريق:
4829- البديع 1:
بَدِيْعُ الزَّمَانِ، وَمَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي عَملِ الأَسْطُرْلاَبِ وَآلاَتِ النُّجُوْمِ، أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ الله بن الحسين البغدادي الأسطرلابي.
كَانَ النَّاسُ يَتنَافَسُوْنَ فِي شِرَاءِ عَمَلِه، فَحَصَّلَ أَمْوَالاً.
وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ، وَخَلاَعَةٌ وَمُجُوْنٌ.
رَتَّبَ "دِيْوَانَ ابْنِ الحَجَّاجِ" عَلَى مائَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ بَاباً، وَسَمَّاهُ "دُرَّةَ التَّاجِ فِي شِعْرِ ابْن حَجَّاجٍ".
وَقِيْلَ: كَانَ بَارِعاً فِي الطِّبِّ وَالفَلْسَفَةِ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: هُوَ وَحِيدُ دَهْرِه، وَفَرِيْدُ عَصرِه فِي عِلمِ الهَيْئَةِ، مَاتَ بِالفَالِجِ, سَنَةَ أَرْبَعٍ وثلاثين وخمس مائة.
4830- ابن بِطْرِيق 2:
المسند المقرىء، أَبُو القَاسِمِ، يَحْيَى بنُ بِطْرِيْقٍ، الطَّرَسُوْسِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: مَسْتُوْرٌ، حَافِظٌ لِلْقُرْآنِ، سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بنَ مَكِّيٍّ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَالقَاسِمُ بنُ الحافظ، وآخرون.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان "6/ 50- 53"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 275"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 103- 104".
2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 105".

(14/454)


ابن عطاف، عطاء بن أبي سعد:
4831- ابن عَطَّاف 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ، أَبُو الفَضْلِ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطَّافٍ، الهَمْدَانِيُّ, الجَزَرِيُّ، ثُمَّ المَوْصِلِيُّ.
قَدِمَ بَغْدَادَ، وَسَمِعَ مِنْ: مَالِكٍ البَانِيَاسِيِّ، وَطِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيِّ، فَمَنْ بَعْدَهُم.
وَعَمِلَ "المُعْجَمَ"، وَ "الطِّبَّ النَّبَوِيَّ"، وَغَيْرَ ذَلِكَ.
وَارْتَحَلَ إِلَى الكُوْفَةِ، وَآمُلَ، وَهَمَذَانَ.
رَوَى عنه: ولده سعيد، وابن عساكر، وأبو سعيد السَّمْعَانِيُّ.
مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً.
4832- عَطَاءُ بنُ أبي سعد 2:
ابن عطاء، الإِمَامُ المُحَدِّثُ الزَّاهِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ الهَرَوِيُّ الفُقَّاعِيُّ الصُّوْفِيُّ، تِلْمِيْذُ شَيْخِ الإِسْلاَمِ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيِّ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِمَالِيْنَ.
سَمِعَ مِنْ شَيْخِهِ، وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ بن السبري، وأبي نصر الزينبي، وَعِدَّةٍ بِبَغْدَادَ، وَمِنْ: فَاطِمَةَ بِنْتِ الدَّقَّاقِ بِنَيْسَابُوْرَ.
رَوَى عَنْهُ بَنُوْهُ الثَّلاَثَةُ، وَقَدْ سَمِعَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ مِنَ الثَّلاَثَةِ عَنْ أَبِيْهِم. وَرَوَى عنه: أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَمَحْمُوْدُ بنُ الفَضْلِ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ مِمَّنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي إِرَادَةِ شَيْخِ الإِسْلاَمِ وَالجِدِّ فِي خِدْمَتِه، وَلَهُ حِكَايَاتٌ وَمَقَامَاتٌ فِي خُرُوْجِ شَيْخِه إِلَى بَلْخَ فِي المِحنَةِ، وَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الوَزِيْرِ نِظَامِ المُلْكِ مُحَاوَرَةٌ وَمُرَادَدَةٌ، وَاحتَمَلَ لَهُ النِّظَامُ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَنَّ عَطَاءً قُدِّمَ لِلْخَشَبَةِ لِيُصْلَبَ، فَنَجَّاهُ اللهُ لِحُسْنِ نِيَّتِهِ، فَلَمَّا أُطلِقَ، عَادَ إِلَى التَّظَلُّمِ، وَمَا فَتَرَ، وَخَرَجَ مَعَ النِّظَامِ مَاشِياً إِلَى الرُّوْمِ، فَمَا رَكِبَ، وَكَانَ يَخُوضُ الأَنْهَارَ مَعَ الخَيلِ، وَيَقُوْلُ: شَيْخِي فِي المِحنَةِ، فَلاَ أَسْتَرِيحُ، قَالَ لِي ابْنُه مُحَمَّدٌ عَنْهُ, قَالَ: كُنْتُ أَعدُو
__________
1 ترجمته في اللباب "1/ 277"، وتبصير المنتبه "1/ 323".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 91"، واللباب لابن الأثير "2/ 437".

(14/455)


فِي مَوْكِبِ النِّظَامِ، فَوَقَعَ نَعلِي، فَمَا الْتَفَتُّ، وَرَمَيتُ الأُخْرَى، فَأَمسَكَ النِّظَامُ الدَّابَّةَ، وَقَالَ: أَيْنَ نَعْلاَكَ? فَقُلْتُ: وَقَعَ أَحَدُهُمَا، فَخَشِيتُ أَنْ تَسبِقَنِي إِنْ وَقَفتُ. قَالَ: فَلِمَ رَمَيتَ الأُخْرَى? فَقُلْتُ: لأَنَّ شَيْخِي أَخْبَرَنَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ1، فَمَا أَرَدتُ أَنْ أُخَالِفَ السُّنَّةَ. فَأَعْجَبَهُ، وَقَالَ: أَكْتُبُ -إِنْ شَاءَ اللهُ- حَتَّى يَرْجِعَ شَيْخُكَ إِلَى هَرَاةَ. وَقَالَ لِي: اركَبْ بَعْضَ الجَنَائِبِ، فَأَبَيْتُ، وَعَرَضَ عَلَيَّ مَالاً، فَأَبَيْتُ.
قَالَ لِي ابْنُهُ: وَقُدِّمَ أَبِي بِأَصْبَهَانَ لِيُصلَبَ بَعْدَ أَنْ حَبَسُوهُ مُدَّةً، فَقَالَ لَهُ الجَلاَّدُ: صَلِّ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ: لَيْسَ ذَا وَقتَ صَلاَةٍ، اشْتَغِلْ بِمَا أُمرتَ بِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ شَيْخِي يَقُوْلُ: إِذَا عَلَّقْتَ الشَّعيرَ عَلَى الدَّابَةِ فِي أَسفَلِ العَقَبَةِ، لاَ تُوصِلُكَ فِي الحَالِ إِلَى أَعلاَهَا، الصَّلاَةُ نَافِعَةٌ فِي الرَّخَاءِ لاَ فِي حَالَةِ البَأْسِ. فَوَصَلَ مُسْرِعٌ مِنَ السُّلْطَانِ وَمَعَهُ الخَاتَمُ بِتَسرِيحِهِ، كَانَتِ الخَاتُوْنُ مَعنِيَّةً فِي حَقِّهِ، فَلَمَّا أُطلِقَ، رَجَعَ إِلَى التَّظَلُّمِ وَالتَّشنِيعِ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الخَالِقِ بنَ زِيَادٍ يَقُوْلُ: أَمرَ بَعْضُ الأُمَرَاءِ أَنْ يُضرَبَ عَطَاءٌ الفُقَّاعِيُّ فِي مِحْنَةِ الشَّهِيْد عَبْدِ الهَادِي بنِ شَيْخِ الإِسْلاَمِ مائَةً، فَبُطِحَ عَلَى وَجْهِه، فَكَانَ يُضرَبُ إِلَى أَنْ ضُرِبَ سِتِّيْنَ، فَشَكُّوا كَمْ ضُرِبَ خَمْسِيْنَ أَوْ سِتِّيْنَ? فَقَالَ عَطَاءٌ: خُذُوا بِالأَقلِّ احتِيَاطاً، وَحُبِسَ مَعَ نِسَاءٍ، وَكَانَ فِي المَوْضِعِ أَترسَةٌ، فَقَامَ بِجُهدٍ مِنَ الضَّربِ، وَأَقَامَ الأَترِسَةَ بَيْنَهُ وَبَينَهُنَّ، وَقَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخَلوَةِ بِالأَجْنَبِيَّةِ2.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَطَاءٍ: تُوُفِّيَ أَبِي تَقدِيراً سَنَةَ خمس وثلاثين وخمس مائة.
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم "2099"، من حديث جابر بن عبد الله، به.
2 ورد عن ابن عباس أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "لاَ يخلون رجل بامرأة ولا تسافر إلا ومعها ذو محرم" أخرجه الشافعي "1/ 286"، وأحمد "1/ 222"، والبخاري "3006" و "5233"، ومسلم "1341"، وابن خزيمة "2529"، والطحاوي "2/ 112"، والبيهقي "3/ 139" و "5/ 226"، والبغوي "1849" من طريق سفيان قال: حدثنا عمرو بن دينار عن أبي معبد، عن ابن عباس، به.

(14/456)


4833- الزَّوْزَنِي 1:
الشَّيْخُ المُسْنِدُ الكَبِيْرُ، أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ مَاخُرَّةَ الزَّوْزَنِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، مِنْ مَشَاهِيْرِ الصَّوَفَةِ.
وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: مَاتَ فِي شَعْبَانَ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَفِيْهَا مَاتَ: شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ العَلاَّمَةُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَازَةَ البُخَارِيُّ الحَنَفِيُّ، وَمُحَدِّثُ بَغْدَادَ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَزَاهِدُ الأَنْدَلُسِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى ابْنُ العَرِيْفِ الصنهاجي الصوفي المقرىء، وَفَقِيْهُ مَرْوَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ المَرْوَرُّوْذِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ فُطَيْمَةَ البَيْهَقِيُّ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ الخُوَارِيُّ، وَالزَّاهِدُ أَبُو الحَكَمِ بنُ بَرَّجَانَ الإِشْبِيْلِيُّ، وَشَرَفُ الإِسْلاَمِ أَبُو القاسم عبد الوهاب بن الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ الحَنْبَلِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ الله محمد بن علي المازري المَالِكِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ البُوْنِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، وَأَبُو الكَرَمِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجَلَخْتِ الوَاسِطِيُّ، وهبة الله بن أحمد بن طاوس إِمَامُ جَامِعِ دِمَشْقَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ علي بن الطراح.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 97- 98"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 112".

(14/456)


4843- ابن الجَلَخْت 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ، مُسْنِدُ وَاسِطَ، أَبُو الْكَرم نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ خَلَفٍ، الأَزْدِيُّ، الوَاسِطِيُّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا تَمَّامٍ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ العَبْدِيَّ القَاضِي، وَسَعِيْدَ بنَ كَثِيْرٍ الشَّاهِدَ، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ الحَوْزِيَّ.
وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ يَحْيَى بنِ الرَّبِيْعِ، وَعَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ نَغُوْبَا، وَحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ فَضْلِ اللهِ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ، كَمَا أَنَّهُ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي تَمَّامٍ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: انْحَدَرتُ إِلَيْهِ، وَهُوَ شيخ صالح ثقة، من بيت الحديث.
وَقَالَ خَمِيْسٌ الحَوْزِيُّ: ثِقَةٌ, صَالِحٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائة.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 101"، واللباب "1/ 286"، وتبصير المنتبه "2/ 551"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 270".

(14/457)


4835- ابن البَدَن 1:
الشيخ الثقة المقرىء الصَّالِحُ، أَبُو المَعَالِي، عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَلِيِّ بنِ البَدَنِ البَغْدَادِيُّ الصَّفَّارُ.
سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ بنَ الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَعبدَ الصَّمد بنَ المَأْمُوْنِ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، وَالصَّرِيْفِيْنِيَّ، وَعِدَّةً.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَأَبُو شُجَاعٍ بنُ المَقْرُوْنِ، وَسُلَيْمَانُ المَوْصِلِيُّ، وَأَخُوْهُ؛ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ ثِقَةٌ، قَيِّمٌ بِكِتَابِ اللهِ، كَثِيْرُ البُكَاءِ، حَسَنُ الإِصغَاءِ، مُوَاظبٌ عَلَى الجَمَاعَةِ، ذَهَبَتْ أُصُوْلُه، وَسَمَاعُه كَثِيْرٌ فِي أُصُوْلِ النَّاسِ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكَثِيْرَ، وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ شَافِعٍ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، وَتُوُفِّيَ فِي سَلْخِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة ثَمَانٍ وثلاثين وخمس مائة.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 109"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 116".

(14/458)


4836- ابن فُطَيْمَة 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ، المُسْنِدُ القَاضِي، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ فُطَيْمَةَ الخُسْرَوْجِرْدِيُّ, الشَّافِعِيُّ، قَاضِي بَيْهَقَ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ كِتَابَ "السُّنَنِ وَالآثَارِ" مِنَ: البَيْهَقِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الخَشَّابِ، وَأَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيِّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ السُّوْرِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ الصَّفَّارِ، وَعِدَّةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَثِيْرُ السَّمَاعِ، حَسَنُ السِّيْرَةِ، مَلِيحُ المُجَالَسَةِ، مَا رَأَيْتُ أَخفَّ رُوحاً مِنْهُ مَعَ السَّخَاءِ وَالبَذْلِ، سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَكَتَبَ لِي أَجزَاءً، وَمِنَ العَجبِ أَنَّهُ قُطِعتْ أَصَابعُهُ بِكَرْمَانَ مِنْ عِلَّةٍ، فَكَانَ يَأْخُذُ القَلَمَ، وَيَتْرُكُ الوَرَقَ تَحْتَ رِجْلِه، وَيُمْسِكُ القَلَمَ بِكَفَّيهِ، فَيَكتُبُ خَطّاً مَلِيحاً سَرِيعاً، يَكتُبُ فِي اليَوْمِ خَمْسَ طَاقَاتٍ خَطّاً وَاسِعاً، تَفَقَّهَ بِمَرْوَ عَلَى جَدِّي أَبِي المُظَفَّرِ، وَحَجَّ، خَرَجتُ نَحْوَ أَصْبَهَانَ، فَتَركتُ القَافِلَةَ، وَمَضَيتُ إِلَى خُسْرَوْجِرْدَ مَعَ رَفِيقٍ لِي رَاجِلَينِ، فَدَخَلْنَا دَارَه، وَسلَّمنَا عَلَى أَصْحَابِه، فَمَا الْتَفَتُوا عَلَيْنَا، ثُمَّ خَرَجَ الشَّيْخُ، فَاسْتَقبَلنَاهُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا، وَقَالَ: لِمَ جِئْتُم? قُلْنَا: لِنَقرَأَ عَلَيْكَ جُزْأَيْنِ مِنْ "مَعْرِفَةِ الآثَارِ" لِلْبَيْهَقِيِّ. فَقَالَ: لَعَلَّكُم سمعتم الكِتَابَ مِنَ الشَّيْخِ عَبْدِ الجَبَّارِ، وَفَاتَكُم هَذَا القدرُ? قُلْنَا: بَلَى، وَكَانَ الجُزْءانِ فَوتاً لِعَبْدِ الجَبَّارِ، فَقَالَ: تَكُوْنُوْنَ عِنْدِي اللَّيْلَةَ، فَإِنَّ لِي مُهِمّاً، أُرِيْدُ أَنْ أَخرُجَ إِلَى سَتْرَوَارَ، فَإِنَّ ابْنِي كَتَبَ إِلَيَّ أَنَّ ابْنَ أُسْتَاذِي جَائِي فِي هَذِهِ القَافِلَةِ، فَأُرِيْدُ أَنْ أُسَلِّمَ عَلَيْهِ، وَأَسْأَلَه أَنْ يُقِيمَ عِنْدِي أَيَّاماً، وَسَمَّانِي، فَتَبَسَّمتُ، فَقَالَ لِي: تَعرِفُهُ? قُلْتُ: هُوَ بَيْنَ يَدَيكَ، فَقَامَ وَنَزَلَ وَبَكَى، وَكَادَ أَنْ يُقَبِّلَ رِجْلَيَّ، ثُمَّ أَخرَجَ الكُتُبَ وَالأَجزَاءَ، وَوَهَبَنِي بَعْضَ أُصُوْلِه، فَكُنْتُ عِنْدَهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ.
تُوُفِّيَ بِخُسْرَوْجِرْدَ, فِي ثَالِثَ عَشَرَ رَمَضَانَ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائة.
__________
1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "7/ 73".

(14/459)


اليوسفي، القاضي الزكي:
4837- اليُوسُفي:
الشَّيْخُ العَالِمُ الدَّيِّنُ الخَيِّرُ، المُسْنِدُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ اليُوْسُفِيُّ, الحَرْبِيُّ, النَّجَّارُ، المُجَاوِرُ بِمَكَّةَ زَمَاناً.
وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ.
وَسَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَابْنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَالصَّرِيْفِيْنِيَّ.
وَعَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَعَبْدُ المُجِيْبِ بنُ زُهَيْرٍ، وَمَحَاسِنُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، وَضِيَاءُ بنُ جَنْدَلٍ، وَالتَّاجُ الكِنْدِيُّ، وَخَلْقٌ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: دَيِّنٌ خَيِّرٌ صَالِحٌ، مِنْ بَيْتِ الحَدِيْثِ، جَرَى أَمرُه عَلَى سَدَادٍ وَاسْتِقَامَةٍ، مَاتَ بِالحَرْبِيَّةِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بن طليب.
4838- القاضي الزكي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ الكَبِيْرُ، القَاضِي أَبُو المُفَضَّلِ، يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، القُرَشِيُّ, الدِّمَشْقِيُّ, الشَّافِعِيُّ، وَيَعْرِفُ فِي وَقْتِهِ: بِابْنِ الصَّائِغِ.
قَالَ سِبْطُه حَافِظُ الشَّامِ أَبُو القَاسِمِ: قَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
سَمِعَ: عَبْدَ العَزِيْزِ بنَ أَحْمَدَ الكَتَّانِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ عَلِيِّ بنِ البُرِّيِّ، وَحَيْدَرَةَ بنَ عَلِيٍّ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ بنَ الفُضَيْلِ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ أَبِي العَلاَءِ، وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، فَسَمِعَ بِهَا، وَتَفَقَّهَ عَلَى أبي بكر الشاشي، وبدمشق عَلَى القَاضِي المَرْوَزِيِّ، وَالفَقِيْهِ نَصْرٍ.
وَكَانَ عَالِماً بِالعَرَبِيَّةِ، نَابَ فِي القَضَاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البَلاَسَاغُوْنِيِّ، ثُمَّ عَنْ أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ الهَرَوِيِّ، ثُمَّ قُتِلَ الهَرَوِيُّ، وَحَجَّ جَدِّي، فَكَانَ وَلَدُهُ القَاضِي أَبُو المَعَالِي هُوَ الحَاكِمَ. . .
إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، حُلوَ المُحَاضَرَةِ، فَصِيْحاً، أَخْبَرَنَا جَدِّي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِقِرَاءةِ أَبِي الفَرَجِ الحَنْبَلِيِّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ ... ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ نَافِلتُهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَافِظُ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَدُفنَ عِنْدَ مَسْجِدِ القَدَمِ, فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ أربع وثلاثين وخمس مائة.
__________
1 ترجمته في النجوم الزاهرة "5/ 266"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 105".

(14/460)


الفضيلي، يوسف بن أيوب:
4839- الفُضَيِلي 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، مُسْنِدُ هَرَاةَ، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الفُضَيْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفضيل، الأنصاري, الفضيلي, الهروي, المزكي.
سَمِعَ: مُحَلَّمَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الضَّبِّيَّ، وَأَبَا عُمَرَ عَبْدَ الوَاحِدِ بنَ أَحْمَدَ المَلِيْحِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّارَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ، وَجَمَاعَتُهُ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ فِي "تَحْبِيْرِهِ": أَملَى مُدَّةً بِجَامِعِ هَرَاةَ، وَأَجَازَ لِي، وَوَرَدَ مَرْوَ وَأَنَا بِالعِرَاقِ.
قُلْتُ: فَمَاتَ غَرِيْباً بِمَرْوَ, فِي صَفَرٍ, سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمِنْ مَرْوِيَّاتِهِ "صَحِيْحُ البُخَارِيِّ" سَمِعَهُ مِنَ: المَلِيْحِيِّ، عَنِ النُّعَيْمِيِّ، عَنِ الفَرَبْرِيِّ، عَنْهُ.
وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ المُؤَمِّلِ الغَزَّالُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَاهِرٍ الخُشُوْعِيُّ وَالِدُ بَرَكَاتٍ، وَشَاعِرُ الأَنْدَلُسِ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَرَفٍ الوَزِيْرُ، وَالقَاضِي أَبُو المُظَفَّرِ شَبِيْبُ بنُ الحُسَيْنِ البَرُوْجِرْدِيُّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حِكِيْمٍ الخَبْرِيِّ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ السَّرْخَسِيُّ السره مرد، وأبو القَاسِمِ يَحْيَى بنُ بِطْرِيْقٍ بِدِمَشْقَ، وَالقَاضِي يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ القُرَشِيُّ.
4840- يُوْسُفُ بن أيُّوب 2:
ابن يوسف بن حسين بن وهرة، الإمام العالم الفَقِيْهُ القُدْوَةُ العَارِفُ التَّقِيُّ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو يَعْقُوْبَ الهَمَذَانِيُّ الصُّوْفِيُّ، شَيْخُ مَرْوَ.
وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقَدِمَ بَغْدَادَ شَابّاً أَمردَ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَابْنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَابْنِ هَزَارْمَرْدَ، وَابْنِ النَّقُّوْرِ، وَعِدَّةٍ، وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ: حَمْدِ بنِ وَلْكِيْزَ، وَطَائِفَةٍ، وَبِبُخَارَى مِنْ: أَبِي الخَطَّابِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الطَّبَرِيِّ، وَبِسَمَرْقَنْدَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ محمد بن الفضل الفارسي.
__________
1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 105".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 171"، و "10/ 94- 95"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 78- 81"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 268"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 110".

(14/461)


وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَأَكْثَرَ التِّرحَالَ، لَكِنْ تفرقت أجزاؤه بَيْنَ الكُتُبِ، فَمَا كَانَ يَتفرَّغُ لإِخرَاجِهَا، كَانَ مَشْغُوْلاً بِالعِبَادَةِ، مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ الإِمَامُ, الوَرِعُ, التَّقِيُّ, النَّاسكُ، العَامِلُ بِعِلْمِه، وَالقَائِمُ بِحقِّهِ، صَاحِبُ الأَحْوَالِ وَالمَقَامَاتِ، انتَهتْ إِلَيْهِ تَربِيَةُ المُرِيْدِينَ الصَّادِقِينَ، وَاجتَمَعَ فِي رِبَاطِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ المُنْقَطِعِينَ إِلَى اللهِ مَا لاَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَكُوْنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الرُّبُطِ مِثْلُهُم، وَكَانَ عُمُرَهُ عَلَى طَرِيقَةٍ مَرضِيَّةٍ، وَسَدَادٍ وَاسْتقَامَةٍ، سَارَ مِنْ قَرْيَتِه إِلَى بَغْدَادَ، وَقصَدَ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ، فَتفقَّه عَلَيْهِ، وَلاَزَمَه مُدَّةً، حَتَّى بَرَعَ، وَفَاقَ أَقرَانَه، خُصُوْصاً فِي عِلمِ النَّظَرِ، وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ يُقدِّمُه عَلَى عِدَّةٍ مَعَ صِغَرِ سِنِّهِ، لِعِلمِهِ بِحُسنِ سِيرَتِه وَزُهْدِهِ، ثُمَّ تَركَ كُلَّ مَا كَانَ فِيْهِ مِنَ المُنَاظرَةِ، وَاشْتَغَلَ بِالعِبَادَة, وَدَعوَةِ الخَلقِ وَإِرشَادِ الأَصْحَابِ، أَخرَجَ لَنَا أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِيْنَ جُزْءاً سَمِعْنَاهَا، وَقَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَظَهَرَ لَهُ قَبُولٌ تَامٌّ، وَوَعَظَ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ رَجَعَ، وَسَكَنَ مَرْوَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى هَرَاةَ، وَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَرْوَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى هَرَاةَ ثَانِياً، فَتُوُفِّيَ فِي الطَّرِيْقِ بِقُرْبِ بَغْشُوْرَ، سَمِعْتُ صَافِيَ بنَ عَبْدِ اللهِ الصُّوْفِيَّ يَقُوْلُ: حَضَرتُ مَجْلِسَ يُوْسُفَ فِي النِّظَامِيَّةِ، فَقَامَ ابْنُ السَّقَّاءِ، فَآذَى الشَّيْخَ، وَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: اجلِسْ، إِنِّيْ أَجِدُ مِنْ كَلاَمِكَ رَائِحَةَ الكُفْرِ، وَلَعَلَّكَ تَمُوتُ عَلَى غَيْرِ الإِسْلاَمِ. فَاتَّفَقَ أَنَّ ابْنَ السقاء ذَهَبَ فِي صُحْبَةِ رَسُوْلِ طَاغِيَةِ الرُّوْمِ، وَتَنَصَّرَ بِقُسْطَنْطِيْنِيَّةَ، وَسَمِعْتُ مَنْ أَثِقُ بِهِ: أَنَّ ابْنَيْ أَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيِّ قَامَا فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ، وَقَالاَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ تَنْتَحِلُ مَذْهَبَ الأَشْعَرِيِّ, وَإِلاَّ فَانْزِلْ. فَقَالَ: اقعُدَا, لاَ مُتِّعْتُمَا بِشَبَابِكُمَا. فَسَمِعْتُ جَمَاعَةً أَنَّهُمَا مَاتَا قَبْلَ أَنْ يَتَكَهَّلاَ. وَسَمِعْتُ السَّيِّدَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ عَوَضٍ العَلَوِيَّ، سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ لِلْفَصِيحِ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ، وَرَمَاهُ بِأَشيَاءَ-: هَذَا الرَّجُلُ يُقتَلُ، وَسَتَرَوْنَ ذَلِكَ. فَكَانَ كَمَا جَرَى عَلَى لِسَانِه. وَقَالَ جَدِّي أَبُو المُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ العِرَاقِ مِثْلُ يُوْسُفَ الهَمَذَانِيِّ، وَقَدْ تَكَلَّمَ مَعَهُ فِي مَسْأَلَةِ البَيعِ الفَاسِدِ، فَجَرَى بَيْنَهُمَا سَبْعَةَ عَشَرَ مَجْلِساً فِي المَسْأَلَةِ. . .
إِلَى أَنْ قَالَ أَبُو سَعْدٍ: سَمِعْتُ يُوْسُفَ الإِمَامَ يَقُوْلُ: خَلَوتُ نُوَباً عِدَّةً، كُلُّ نَوْبَةٍ أَكْثَرُ مِنْ خَمْسِ سِنِيْنَ وَأَقلَّ، وَمَا كَانَ يَخْرُجُ حُبُّ المُنَاظَرَةِ وَالخِلاَفِ مِنْ قَلْبِي، إِلَى أَنْ وَصَلتُ إِلَى فُلاَنٍ السِّمْنَانِيِّ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، خَرَجَ جَمِيْعُ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِي، كَانَتِ المُنَاظَرَةُ تَقطَعُ عَلَيَّ الطَّرِيْقَ.
سُئِلَ أَبُو الحُسَيْنِ المَقْدِسِيُّ: هَلْ رَأَيْتَ وَلِيّاً للهِ? قَالَ: رَأَيْتُ فِي سِيَاحَتِي أَعْجَمِياً بِمَرْوَ يَعِظُ، وَيَدْعُو إِلَى اللهِ، يُقَالَ لَهُ: يُوْسُفُ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ: وَلَمَّا عَزَمتُ عَلَى الرِّحلَةِ، دَخَلتُ عَلَى شَيْخِنَا يُوْسُفَ مُودِّعاً، فَصَوَّبَ عَزمِي، وَقَالَ: أُوصِيكَ: لاَ تَدْخُلْ عَلَى السَّلاَطِينِ، وَأَبصِرْ مَا تَأْكُلُ لاَ يَكُوْنُ حرامًا.

(14/462)


قلت: وروى عنه أبو القاسم بن عساكر، وأبو روح عبد المعز، وجماعة.
مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, وَلَهُ بِضْعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً, رَحِمَهُ اللهُ.
وَأَمَّا ابْنُ السَّقَّاءِ المَذْكُوْرُ، فَقَالَ ابْنُ النجار: سمعت عبد الوهاب بن أحمد المقرىء يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ السَّقَّاءِ مُقْرِئاً مُجَوِّداً، حَدَّثَنِي مَنْ رَآهُ بِالقُسْطَنْطِيْنِيَّةِ مَرِيْضاً عَلَى دَكَّةٍ، فَسَأَلتُه: هل القرآن باق على حفظك? قال: مَا أَذْكُرُ مِنْهُ إِلاَّ آيَةً وَاحِدَةً: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحِجْرُ:2] ، والباقي نسيته.

(14/463)


4841- القَزَّاز 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثِّقَةُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن المُحَدِّثِ أَبِي غَالِبٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ حَسَنِ بنِ مَنَازِلَ بنِ زُرَيْقٍ، الشَّيْبَانِيُّ, البَغْدَادِيُّ, الحَرِيْمِيُّ, القَزَّازُ.
رَاوِي "تَارِيْخ الخَطِيْبِ" عَنْهُ, سِوَى الجُزْءِ السَّادِسِ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ، غَابَ لِوَفَاةِ أُمِّهِ.
وَسَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، وَأَبَا عَلِيٍّ بنَ وِشَاحٍ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بنَ المَأْمُوْنِ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَطَائِفَةً.
وَلَهُ مشيخة.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ بذَالٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ العَاقُوْلِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الدَّبِيْقِيُّ، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَعِدَّةٌ، وَابْنُهُ أَبُو السَّعَادَاتِ نَصْرُ اللهِ القَزَّازُ. وَبِالإِجَازَةِ المُؤَيَّدُ الطُّوْسِيُّ.
وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً مُتَودِّداً، سَلِيمَ القَلْبِ، حَسَنَ الأَخلاَقِ، صَبُوْراً، مُشْتَغِلاً بِمَا يَعْنِيْهِ.
وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ ظَنّاً.
وَتُوُفِّيَ فِي رَابِعَ عَشَرَ شَوَّالٍ, سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوْهُ أَبُو الفَتْحِ، سَمِعَ الكَثِيْرَ، وَرَوَاهُ، وَكَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعِ، أَثْنَى عَلَيْهِ السَّمْعَانِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَمَاتَ مَعَهُ: القَاضِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ العِجْلِيُّ البَدِيْعُ، وَالحَافِظُ إِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيٍّ القَيْسِيُّ اللُّغَوِيُّ، وَالمُحَدِّثُ رَزِيْنٌ العَبْدَرِيُّ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَوْبَةَ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الشَّاذْيَاخِيُّ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي سعد خادم شيخ الإسلام يوسف الهمذاني الزاهد.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 90"، وتبصير المنتبه "3/ 1168"، و "4/ 1247"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 106".

(14/463)


4842- الخُوَاري 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ المُفْتِي المُعَمَّرُ الثِّقَةُ، إِمَام جَامِعِ نَيْسَابُوْرَ المَنِيْعِيِّ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، الخُوَارِيُّ البَيْهَقِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيّ فَأَكْثَرَ، وَمِنْ: أَبِي الحَسَنِ الوَاحِدِيِّ المُفَسِّرِ، وَأَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ أَخِي الوَاحِدِيِّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو الحَسَنِ المُرَادِيُّ، وَأَبُو الخَيْرِ أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الطَّالْقَانِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ فَضْلِ اللهِ السَّالاَرِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ الصَّفَّارُ، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ الفُرَاوِيُّ، وَالحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّوْكَانِيُّ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَزَيْنَبُ الشعرية، وآخرون. وَكَانَ مُتَوَاضِعاً خَيِّراً، بَصِيْراً بِمَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: فَمَنْ جُمْلَةِ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ بِنَيْسَابُوْرَ كِتَابُ "مَعْرِفَةِ السُّنَنِ وَالآثَارِ" لِلْبَيْهَقِيِّ، وَرَأَيْتُ فِي جُزْأَيْنِ مِنْهُ سَمَاعَه مُلحَقاً، وَذَكَرَ ابْنُ حَبِيْبٍ الحَافِظُ أَنَّه طَالَعَ أَصلَ البَيْهَقِيِّ، فَلَمْ يَجِدْ سَمَاعَ عَبْدِ الجَبَّارِ لِجُزْأَيْنِ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: فَقَرَأْتُهُمَا عَلَى القَاضِي ابْنِ فُطَيْمَةِ، وَكَانَ سَمِعَ الكِتَابَ كُلَّه. قَالَ: وَأَكْثَرُ سَمَاعِ عَبْدِ الجَبَّارِ بِقِرَاءةِ ابن مُحَمَّدٍ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ، ثُمَّ ذَكَرَ شَيْخُنَا عَبْدُ الجَبَّارِ أَنَّهُ وَجَدَ سَمَاعَه بِالجُزْأَيْنِ فِي نُسْخَةِ الأَصْلِ بِنَيْسَابُوْرَ.
تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سنة ست وثلاثين وخمس مائة.
__________
1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "7/ 144"، وتبصير المنتبه "2/ 553"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 270"، وشذرات الذهب لابن العماد "/ 113".

(14/464)


ابن برجان، اللفتواني:
4843- ابن بَرَّجَان 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ العَارِفُ القُدْوَةُ، أَبُو الحَكَمِ، عَبْدُ السَّلاَم بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي الرِّجَالِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّخْمِيُّ, المَغْرِبِيُّ, الإِفْرِيْقِيُّ، ثُمَّ الأَنْدَلُسِيُّ, الإِشْبِيْلِيُّ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ.
سَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْظُوْرٍ صَاحِبِ أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيِّ، وَحَدَّثَ بِهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ القَنْطَرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَقِّ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ خَلِيْلٍ القَيْسِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَبَّارِ: كَانَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ بِالقِرَاءاتِ وَالحَدِيْثِ، وَالتَّحْقِيْقِ بِعِلْمِ الكَلاَمِ وَالتَّصَوُّفِ مَعَ الزُّهْدِ وَالاجْتِهَادِ فِي العِبَادَةِ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ مُفِيْدَةٌ، مِنْهَا "تَفْسِيْر القُرْآن" لَمْ يُكْمِلْهُ، وَكِتَابُ "شَرْحِ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى"، وَقَدْ رَوَاهُمَا عَنْهُ القَنْطَرِيُّ، تُوُفِّيَ مُغَرَّباً عَنْ وَطَنِه بِمَرَّاكُشَ, فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَبْرُهُ بِإِزَاءِ قَبْرِ الزَّاهِدِ الكَبِيْرِ أَبِي العَبَّاسِ بنِ العَرِيْفِ.
قُلْتُ: أُخِذَ هَذَانِ، وَغُرِّبَا، وَاعْتُقِلاَ، توهم ابن تاشفين أن يثورا عليه كما فعل ابن تومرت.
4844- اللَّفْتُواني 2:
الإمام المحدث المفيد، أبو بكر، محمد بن أَبِي نَصْرٍ شُجَاعِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ اللَّفْتُوَانِيُّ, الأَصْبَهَانِيُّ.
سَمِعَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنَ مَنْدَةَ، وَسَهْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الغَازِي، وَسُلَيْمَانَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الثَّقَفِيَّ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بنَ شَكْرُوَيْه، وَمَحْمُوْداً الكَوْسَجَ، وَأَبَا الخَيْرِ بنَ رَرَا، وَالثَّقَفِيَّ، وَعِدَّةً، وَبِبَغْدَادَ مِنْ: رِزْقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَطِرَادِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَابْنِ البَطِرِ.
وَكَتَبَ مَا لاَ يوصف، وسمع الكثير.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ 236- 237"، ولسان الميزان "4/ ترجمة 30"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 113".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 84".

(14/465)


حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً، ثِقَةً عَابِداً، فَقِيراً قَانِعاً.
مَوْلِدُهُ سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَقَالَ أَبُو مُوْسَى: لَمْ أَرَ فِي شُيُوْخِي أَكْثَرَ كُتُباً وَتَصْنِيفاً مِنْهُ، اسْتَغرَقَ عُمُرَه في طلب الحديث وكتبته وتصنيفه ونشره.
وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً، كَثِيْرَ الصَّلاَةِ، حَسنَ الطَّرِيقَةِ خَشِنَهَا، سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَمَا دَخَلتُ عَلَيْهِ إلَّا وَهُوَ مُشْتَغِلٌ بِخَيْرٍ، يُصَلِّي، أَوْ يَنسَخُ، أَوْ يَتْلُو، وَكَانَ يَقرَأُ قِرَاءةً غَيْرَ مَفْهُوْمَةٍ، وَهُوَ عَارِفٌ بِالحَدِيْثِ وَطُرِقِه، كَتَبَ عَمَّنْ أَقْبَلَ وَأَدبَرَ، وَخَطُّهُ لاَ يُمكِنُ قِرَاءتُه لِكُلِّ أَحَدٍ، فَكَانَ يَقُوْلُ: يَكفِي مِنَ السَّمَاعِ شَمُّه.
قُلْتُ: هَذَا غَيْرُ مُسَلَّمٍ.
مَاتَ فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَكَانَ وَالِدُهُ مِنْ مَشْيَخَةِ السلفي.

(14/466)


4845- ابن السلاَّل 1:
الإِمَامُ الفَاضِلُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ السَّلاَّلِ الكَرْخِيُّ, الوَرَّاقُ, الحَبَّارُ، لَهُ حَانُوْتٌ عِنْد بَابِ النُّوْبِيِّ.
سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، وَأَبَا الغَنَائِمِ بنَ المَأْمُوْنِ، وَجَابِرَ بنَ يَاسِيْنَ، وَمِنْ: أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بنِ وِشَاحٍ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ البَيْضَاوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ سِياوشَ الكَازَرُوْنِيِّ، وَتَفَرَّدَ فِي وَقتِهِ عَنْ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ.
مَوْلِدُهُ في سنة 447.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ فِي خُلُقه زعَارَّةٌ، وَكُنَّا نَسْمَعُ عَلَيْهِ بِجَهدٍ، وَهُوَ يُتَّهَمُ، مَعْرُوْفٌ بِالتَّشَيُّعِ.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ نَاصِرٍ: كُنْتُ أَمضِي إِلَى الجُمُعَةِ وَقَدْ قَارَبَ الوَقْتُ، فَأَرَى ابْنَ السَّلاَّلِ فِي دُكَّانِه فَارِغَ القَلْبِ لَيْسَ عَلَى خَاطِرِه الصَّلاَةُ.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ السَّمْعَانِيُّ، وَعُمَرُ بنُ طبرزد، وسليمان الموصلي، وأبو الفرج بن الجَوْزِيِّ، وَالنَّفِيْسُ بنُ وَهْبَانَ، وَبِالإِجَازَةِ أَبُو مَنْصُوْرٍ بن عفيجة، وأبو القاسم بن صَصْرَى.
وَعَاشَ أَرْبَعاً وَتِسْعِيْنَ سنَةً، تُوُفِّيَ: فِي جُمَادَى الأُولى, سنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الإِخْوَةِ الوَكِيْلُ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو البَرَكَاتِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي سَعْدٍ شَيْخُ الشُّيُوْخِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ حَنْبَلُ بنُ عَلِيٍّ البُخَارِيُّ، وَالأَتَابِكُ زِنْكِي بنُ آقْسُنْقُرَ، وَالمُحَدِّثُ سَعْدُ الخَيْرِ بنُ مُحَمَّدٍ البَلَنْسِيُّ، وَظَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ المَسَامِيْرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الخَيَّاطِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ المُحَارِبِيُّ صَاحِبُ "التَّفْسِيْرِ"، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ طِرَادٍ الزَّيْنَبِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَشَّابُ سَمِعَ القُشَيْرِيَّ، ووجيه بن طاهر الشحامي، والمقرىء يحيى بن الخلوف الغرناطي.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 123"، واللباب لابن الأثير "1/ 334"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 280".

(14/466)


4846- ابن الطرَّاح 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّالِحُ المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الطَّرَّاحِ البَغْدَادِيُّ، المُدِيْرُ.
وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: عَبْدَ الصَّمَدِ بنَ المَأْمُوْنِ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ النَّقُّوْرِ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَجَمَاعَةً.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ السَّمْعَانِيِّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَابْنُ طَبَرْزَدَ، وَابْنُ الأَخْضَرِ، وَالكِنْدِيُّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُبَارَكٍ البَلَدِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَاقُوْتٍ، وَحَفِيْدَتُهُ؛ سِتُّ الكَتَبَةِ بِنْتُ عَلِيٍّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَتَبْتُ عَنْهُ الكَثِيْرَ، وَكَانَ صَالِحاً سَاكِناً، مُشْتَغِلاً بِمَا يَعْنِيْهِ، كَثِيْرَ الرَّغبَةِ فِي الخَيْرِ وَفِي زِيَارَةِ القُبُوْرِ، سَمَّعَهُ أَبُوْهُ، وَحصَّلَ لَهُ الأَجزَاءَ، وَكَانَ مُدِيْرَ قَاضِي القُضَاةِ أَبِي القاسم الزينبي.
تُوُفِّيَ فِي رَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, وَقَدْ نَاطَحَ الثَّمَانِيْنَ.
وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّوْزَنِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ العَرِيْفِ الزَّاهِدُ بِالغَربِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بن فطيمة البيهقي، وعبد الجبار بن محمد الخُوَارِيُّ، وَالزَّاهِدُ أَبُو الحَكَمِ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ بَرَّجَانَ، وَالعَلاَّمَةُ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مازة الحنفي، وشرف الإسلام عبد الوهاب بن الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ الحَنْبَلِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المَازَرِيُّ، وَأَبُو الْكَرم نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَلَخْت الوَاسِطِيُّ، وَالإِمَامُ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طاوس المقرىء، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَاشَاذَةَ الواعظ.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 138"، والنجوم الزاهرة "5/ 270"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 114".

(14/467)


4847- أبو البدر الكَرْخي 1:
الشيخ الفقيه العالم المسند، أَبُو البَدْرِ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ عُمَرَ، البَغْدَادِيُّ الكَرْخِيُّ، المُنْفَرِدُ بِسَمَاعِ "أَمَالِي ابْنِ سَمْعُوْنَ" عَنْ خَدِيْجَةَ الشَّاهجَانِيَّةِ.
وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: أَبِي الغَنَائِمِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ هَزَارْمَرْدَ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ.
وَلَهُ "مَشْيَخَةٌ" مَروِيَّةٌ.
صَحِبَ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ لِلتَّفَقُّهِ.
وَوُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَهُ أَبُو سَعْدٍ.
قَالَ: وَأَصلُهُ مِنْ كَرْخ جُدَّانَ: وَكَانَ يَسكُنُ فِي دَارِ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ، وَهُوَ شَيْخٌ صَالِح مُعَمَّرٌ ثِقَةٌ، عَجِزَ عَنِ المَشْيِ، مَاتَ فِي التَّاسعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ ابن عساكر، والسمعاني، وأبو أحمد بن سُكَيْنَةَ، وَابْنُ طَبَرْزَدَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ سِبْطُ ابْنِ هَدِيَّةَ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مِنَيْنَا، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ المُبَارَكِ القَاضِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَالحَسَنُ بنُ مُسْلِمٍ الفَارِسِيُّ الزَّاهِدُ، وَتُرْكُ بنُ مُحَمَّدٍ العَطَّارُ خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى عنه.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "1/ 112- 113"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 121".

(14/468)


4848- التَّيمي 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ طَاهِرٍ القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، ثُمَّ الطَّلْحِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ، المُلَقَّبُ: بِقِوَامِ السُّنَّةِ، مُصَنِّفُ كِتَابِ "التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ".
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
سَمِعَ: أَبَا عَمْرٍو عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَةَ، وَعَائِشَةَ بِنْتَ الحَسَنِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الطَّيَّانَ، وَأَبَا الخَيْر مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَرَا، وَالقَاضِي أَبَا مَنْصُوْرٍ بنَ شَكْرُوَيْه، وَأَبَا عِيْسَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد، وَسُلَيْمَانَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظَ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السِّمْسَارَ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّكْوَانِيَّ، وَالرَّئِيْسَ أَبَا عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيَّ، وَطَبَقَتَهُم بِأَصْبَهَانَ، وَأَبَا نصر محمد بن محمد الزيني، وعاصم بن الحسن، وخلقًا بِبَغْدَادَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ خَلَفٍ الشِّيْرَازِيَّ، وَأَبَا نَصْرٍ مُحَمَّدَ بنَ سَهْلٍ السَّرَّاجَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَحْمَدَ الوَاحِدِيَّ، وَأَقْرَانَهُم بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَقدَمُ سَمَاعِهِ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الطِّهْرَانِيّ؛ صَاحِبِ ابْنِ مَنْدَةَ، فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ، وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِيْنَ.
وَسَمِعَ بِمَكَّةَ، وَجَاوَرَ سَنَةً، وَأَملَى، وَصَنَّفَ، وَجَرَحَ وَعَدَّلَ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ أَيْضاً، وَفِي تَوَالِيفِه الأَشيَاءُ المَوْضُوْعَةُ كَغَيْرِهِ مِنَ الحُفَّاظِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ الصَّائِغُ، وَيَحْيَى بنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيُّ -وَهُوَ سِبْطُه- وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدٍ الخَبَّازُ، وَأَبُو الفَضَائِلِ مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ العَبْدَكوِيُّ، وَأَبُو نَجِيْحٍ فضل الله بن عثمان، والمؤيد بن الإخوة، وَأَبُو المَجْدِ زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ الحَافِظُ إِمَامُ أَئِمَّةِ وَقتِه، وَأُسْتَاذُ عُلَمَاءِ عَصرِه، وَقُدْوَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي زَمَانِهِ، حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ فِي حَالِ حَيَاتِهِ، أُصمِتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، ثُمَّ فُلِجَ بَعْدَ مُدَّةٍ، وَمَاتَ يَوْمَ النَّحْرِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ, وَاجْتَمَعَ فِي جِنَازَتِه جَمعٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُم كَثْرَةً، وَكَانَ أَبُوْهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدٌ صَالِحاً وَرِعاً، سَمِعَ مِنْ سَعِيْدٍ العَيَّارِ، وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى أَبِي المُظَفَّرِ بنِ شَبِيْبٍ، وتوفى في سنة إحدى وتسعين وأربع
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 90"، واللباب لابن الأثير "1/ 309- 310"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1075"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 267"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 105- 106".

(14/469)


مائَةٍ ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَوَالِدَتُه كَانَتْ مِنْ ذرية طلحة بن عبيد اللهِ التَّيْمِيِّ، أَحَدِ العَشْرَةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.
قَالَ أَبُو مُوْسَى: قَالَ إِسْمَاعِيْلُ: سَمِعْتُ مِنْ عَائِشَةَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعِ سِنِيْنَ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ عَلِيَّكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ.
قَالَ أَبُو مُوْسَى: وَلاَ أَعْلَمُ أَحَداً عَابَ عَلَيْهِ قَوْلاً وَلاَ فِعلاً، وَلاَ عَانَدَه أَحَدٌ إِلاَّ وَنَصرَه اللهُ، وَكَانَ نَزِهَ النَّفْسِ عَنِ المَطَامعِ، لاَ يَدخُلُ عَلَى السَّلاَطِيْنِ، وَلاَ عَلَى مَنِ اتَّصلَ بِهِم، قَدْ أَخلَى دَاراً مِنْ مُلكِهِ لأَهْلِ العِلْمِ مَعَ خِفَّةِ ذَاتِ يَدِه، وَلَوْ أَعْطَاهُ الرَّجُلُ الدُّنْيَا بِأَسرِهَا لَمْ يَرْتَفِعْ عِنْدَهُ، أَملَى ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَخَمْسَ مائَةِ مَجْلِسٍ، وَكَانَ يُمْلِي عَلَى البَدِيْهَةِ.
وَقَالَ الحَافِظُ يَحْيَى بنُ مَنْدَةَ: كَانَ أَبُو القَاسِمِ حَسَنَ الاعْتِقَادِ، جَمِيْلَ الطَّرِيقَةِ، قَلِيْلَ الكَلاَمِ، لَيْسَ فِي وَقتِه مِثْلُهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الجَلِيْلِ كُوتَاه: سَمِعْتُ أَئِمَّةَ بَغْدَادَ يَقُوْلُوْنَ: مَا رَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ بَعْدَ الإِمَامِ أَحْمَدَ أَفْضَلُ وَلاَ أَحْفَظُ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ.
قُلْتُ: هَذَا قَوْلُ مَنْ لاَ يَعلَمُ.
وَقَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ فِي ذِكرِ مَنْ هُوَ عَلَى رَأْسِ المائَةِ الخَامِسَةِ: لاَ أَعْلَمُ أَحَداً فِي دِيَارِ الإِسْلاَمِ يَصلُحُ لِتَأْوِيْلِ الحديث إلا إسماعيل الحافظ.
قُلْتُ: وَهَذَا تَكلُّفٌ، فَإِنَّهُ عَلَى رَأْسِ المائَةِ الخَامِسَةِ مَا اشْتُهِرَ، إِنَّمَا اشْتُهِرَ قَبْلَ مَوْتِه بِعِشْرِيْنَ عَاماً.
وَرُوِيَ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ الحَافِظِ أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ فِي عُمُرِي مَنْ يَحفَظُ حِفْظِي.
قَالَ أَبُو مُوْسَى: وَقرَأَ بِرِوَايَاتٍ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ القُرَّاءِ، وَأَمَّا التَّفْسِيْرُ وَالمَعَانِي وَالإِعرَابُ، فَقَدْ صَنَّفَ فِيْهِ كُتُباً بِالعَرَبِيَّةِ وَبِالفَارِسِيَّةِ، وَأَمَّا عِلمُ الفِقْهِ، فَقَدْ شُهِرَتْ فَتَاوِيهِ فِي البَلَدِ وَالرَّسَاتِيقِ.
قَالَ أَبُو المَنَاقِبِ مُحَمَّدُ بنُ حَمْزَةَ العَلَوِيُّ: حَدَّثَنَا الإِمَامُ الكَبِيْرُ، بَدِيْعُ وَقتِه، وَقَرِيعُ دَهْرِه، أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
وَبَلَغَنَا عَنْ أَبِي القَاسِمِ تَعبُّدٌ وَأَورَادٌ وَتَهجُّدٌ، فَقَالَ أَبُو مُوْسَى: سَمِعْتُ مَنْ يَحكِي عَنْهُ فِي اليَوْمِ الَّذِي قَدِمَ بِوَلَدِه مَيِّتاً، وَجَلَسَ لِلتَّعزِيَةِ، أَنَّهُ جَدَّدَ الوُضُوْءَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ مَرَّاتٍ نَحْوَ الثَّلاَثِيْنَ، كُلُّ ذَلِكَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِه: أَنَّهُ كَانَ يُمْلِي شرح "صحيح

(14/470)


مسلم" عند قبره وَلَدِهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَيَوْمَ تَمَامِه عَمِلَ مَأْدُبَةً وَحَلاَوَةً كَثِيْرَةً، وَكَانَ ابْنُهُ وُلِدَ فِي سَنَةِ خَمْسِ مائَةٍ، وَنَشَأَ، وَصَارَ إِمَاماً فِي اللُّغَةِ وَالعُلُوْمِ حَتَّى مَا كَانَ يَتقدَّمُهُ كَبِيْرُ أَحَدٍ فِي الفَصَاحَةِ وَالبَيَانِ وَالذَّكَاءِ، وَكَانَ أَبُوْهُ يفضله على نفسه في اللغة وَجَرَيَانِ اللِّسَانِ، أَمْلَى جُمْلَةً مِنْ شَرْحِ "الصَّحِيْحَيْنِ"، وَلَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَةٌ مَعَ صِغَرِ سِنِّهِ، مَاتَ بِهَمَذَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ، وَفَقَدَهُ أَبُوْهُ، وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَسَنٍ يَقُوْلُ: كُنَّا مَعَ الشَّيْخِ أَبِي القَاسِمِ، فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي مَسْعُوْدٍ الحَافِظِ، فَقَالَ: أَطَالَ اللهُ عُمُرَك، فَإِنَّك تَعِيشُ طَوِيْلاً، وَلاَ تَرَى مِثْلَكَ، فَهَذَا مِنْ كَرَامَاتِهِ.
إِلَى أَنْ قَالَ الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى: وَلَهُ "التَّفْسِيْرُ" فِي ثَلاَثِيْنَ مُجَلَّداً، سَمَّاهُ "الجَامِعَ"، وَلَهُ "تَفْسِيْرٌ" آخَرُ فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ، وَلَهُ "المُوَضّحُ" فِي التَّفْسِيْرِ فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَابُ "المُعْتَمَدِ" فِي التَّفْسِيْر عَشْرُ مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَاب "السُّنَّةِ" مُجَلَّدٌ، وَكِتَابُ "سِيَرِ السَّلَفِ" مُجَلَّدٌ ضَخْمٌ، وَكِتَابُ "دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ" مُجَلَّدٌ، وَكِتَابُ "المَغَازِي" مُجَلَّدٌ، وَأَشيَاءُ كَثِيْرَةٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ نَاصِرٍ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ ابْنُ أَخِي إِسْمَاعِيْلَ الحَافِظ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ الأَسْوَارِيُّ الَّذِي تَولَّى غَسْلَ عَمِّي -وَكَانَ ثِقَةً: أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُنَحِّي عَنْ سَوْأَتِه الخِرْقَةَ لأَجْلِ الغُسْلِ، قَالَ: فَجَبَذَهَا إِسْمَاعِيْلُ بِيَدِهِ، وَغَطَّى فَرْجَهَ. فَقَالَ الغَاسِلُ: أَحَيَاةٌ بَعْدَ مَوْتٍ؟!
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: أَبُو القَاسِمِ هُوَ أُسْتَاذِي فِي الحَدِيْثِ، وَعَنْهُ أَخَذتُ هَذَا القَدْرَ، وَهُوَ إِمَامٌ فِي التَّفْسِيْرِ وَالحَدِيْثِ وَاللُّغَةِ وَالأَدبِ، عَارِفٌ بِالمُتُوْنِ وَالأَسَانِيْدِ، كُنْتُ إِذَا سَأَلتُه عَنِ المُشكلاَتِ، أَجَابَ فِي الحَالِ، وَهَبَ أَكْثَرَ أُصُوْلِه فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَأَملَى بِالجَامِعِ قَرِيْباً مِنْ ثَلاَثَةِ آلاَفِ مَجْلِسٍ، وَكَانَ أَبِي يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ بِالعِرَاقِ مَنْ يَعرِفُ الحَدِيْثَ وَيَفهَمُهُ غير اثْنَيْنِ: إِسْمَاعِيْلَ الجُوْزِيِّ بِأَصْبَهَانَ، وَالمُؤْتَمَنِ السَّاجِيِّ بِبَغْدَادَ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ: تَلمذتُ لَهُ، وَسَأَلتُهُ عَنْ أَحْوَالِ جَمَاعَةٍ، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ وَقَدْ ضَعُفَ، وَسَاءَ حِفْظُه.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاقُ: كَانَ أَبُو القَاسِمِ عَدِيْمَ النَّظِيْرِ، لاَ مِثْلَ لَهُ فِي وَقتِه، كَانَ مِمَّنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الصَّلاَحِ وَالرَّشَادِ.
وَقَالَ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ: هُوَ فَاضِلٌ فِي العَرَبِيَّةِ وَمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ.
وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قط مثل إسماعيل، ذاكرته، فرأيته حافظًا الحديث، عَارِفاً بِكُلِّ عِلْمٍ، مُتَفَنِّناً، اسْتُعجِلَ عَلَيْهِ بِالخُرُوجِ. رَوَى السِّلَفِيُّ هَذَا عَنِ العَبْدَرِيِّ.

(14/471)


وَقَالَ السِّلَفِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الحُسَيْنِ بنَ الطُّيُوْرِيِّ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ خُرَاسَانَ مِثْلُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ.
قُلْتُ: قَوْلُ أَبِي سَعْدٍ السَّمْعَانِيِّ فِيْهِ: الجُوْزِيُّ -بِضَمِّ الجِيمِ وَبِزَايٍ -هُوَ لَقَبُ أَبِي القَاسِمِ، وَهُوَ اسْمُ طَائِرٍ صَغِيْرٍ.
وَقَدْ سُئِلَ أَبُو القَاسِمِ التَّيْمِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: هَلْ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: للهِ حد، أو لاَ؟ وَهَلْ جَرَى هَذَا الخِلاَفُ فِي السَّلَفِ؟ فَأَجَابَ: هَذِهِ مَسْأَلَةٌ أَسْتَعفِي مِنَ الجَوَابِ عَنْهَا؛ لِغُمُوْضِهَا، وَقِلَّةِ وُقُوفِي عَلَى غَرَضِ السَّائِلِ مِنْهَا، لَكِنِّي أُشِيرُ إِلَى بَعْضِ مَا بَلَغَنِي: تَكَلَّمَ أَهْلُ الحَقَائِقِ فِي تَفْسِيْرِ الحَدِّ بِعِبَارَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، مَحْصُوْلُهَا أَنَّ حَدَّ كُلِّ شَيْءٍ مَوْضِعُ بَيْنُونَتِه عَنْ غَيْرِهِ، فَإِنْ كَانَ غَرَضُ القَائِلِ: لَيْسَ للهِ حَدٌّ: لاَ يُحِيطُ عِلمُ الحَقَائِقِ بِهِ، فَهُوَ مُصِيْبٌ، وَإِنْ كَانَ غَرَضُهُ بِذَلِكَ: لاَ يُحِيطُ عِلمُهُ تَعَالَى بِنَفْسِهِ، فَهُوَ ضَالٌّ، أَوْ كَانَ غَرَضُهُ: أَنَّ اللهَ بِذَاتِه فِي كُلِّ مَكَانٍ، فَهُوَ أَيْضاً ضَالٌّ.
قُلْتُ: الصَّوَابُ الكَفُّ عَنْ إِطلاَق ذَلِكَ، إِذْ لَمْ يَأْتِ فِيْهِ نَصٌّ، وَلَوْ فَرَضنَا أَنَّ المَعْنَى صَحِيْحٌ، فَلَيْسَ لَنَا أَن نَتَفَوَّهَ بِشَيْءٍ لَمْ يَأْذنْ بِهِ اللهُ؛ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَدخُلَ القَلْبَ شَيْءٌ مِنَ البِدْعَةِ, اللَّهُمَّ احْفَظْ عَلَيْنَا إِيْمَانَنَا.
وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ أَبَا نَصْرٍ الحَسَنَ بنَ مُحَمَّدٍ اليُوْنَارَتِيَّ الحَافِظَ، فَرجَّحَه عَلَى أَبِي القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلَ -فَاللهُ أَعْلَمُ- وَكَأَنَّ ابْنَ عَسَاكِرَ لَمَّا رَأَى إِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدٍ وَقَدْ كَبِرَ وَنَقَصَ حِفْظُهُ، قَالَ هَذَا.
قَدْ مَرَّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ.
وَفِيْهَا مَاتَ: الإِمَامُ الكَبِيْرُ المُحَدِّثُ أَبُو الحَسَنِ رَزِيْنُ بنُ مُعَاوِيَةَ العَبْدَرِيُّ السَّرَقُسْطِيُّ المُجَاوِرُ، وَالفَقِيْهُ البَدِيْعُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ العِجْلِيُّ الهَمَذَانِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ اللُّغَوِيُّ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ القرطبي، ومسند بغداد أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زُرَيْقٍ الشَّيْبَانِيُّ القَزَّازُ، وَمُسْنِدُ العَصرِ قَاضِي المَرَسْتَانِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَنْصَارِيُّ البَغْدَادِيُّ، وَالزَّاهِدُ القُدْوَةُ يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيُّ بِمَرْوَ، وَمُسْنِدُ نَيْسَابُوْرَ أَبُو الْفتُوح عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ شَاه الشَّاذْيَاخِيّ، وَالمُعَمَّرُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ تَوْبَةَ الأَسَدِيُّ العُكْبَرِيُّ، وَأَخُوْهُ؛ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الجَبَّارِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ مَحْمُوْدٍ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الهَادِي، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ مَحْمُوْدٍ، أَخْبَرَنَا جَدِّي لأُمِّي؛ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ

(14/472)


سَهْلٍ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ الأَزْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَسْعُوْدٍ الهَمَذَانِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيْقٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَطْعَمَتِ المَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، فَلَهَا أجرُها، وَلَهُ مِثْلُهُ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لَهُ بِمَا احْتَسَبَ، وَلَهَا بِمَا أَنْفَقَتْ" 1.
قَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: سَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ يَوْماً: أَلَيْسَ قد روي عن ابن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: اسْتوَى: قَعَدَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ لَهُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهويه يَقُوْلُ: إِنَّمَا يُوْصَفُ بِالقُعُوْدِ مَنْ يَمَلُّ القِيَامَ. قَالَ: لاَ أَدْرِي أَيشٍ يَقُوْلُ إِسْحَاقُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَخْطَأَ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي حَدِيْثِ الصُّوْرَةِ، وَلاَ يُطعَنُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، بَلْ لاَ يُؤْخَذُ عَنْهُ هَذَا فَحَسْبُ.
قَالَ أَبُو مُوْسَى: أَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَنَّهُ قَلَّ إِمَامٌ إِلاَّ وَلَهُ زَلَّةٌ، فَإِذَا تُرِكَ لأَجْلِ زَلَّتِه، تُرِكَ كَثِيْرٌ مِنَ الأَئِمَّةِ، وَهَذَا لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُفعَلَ.
وَعَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ عَبْدِ الرَّحِيْمِ قَالَ: كُنَّا نَمضِي مَعَ أَبِي القَاسِمِ إِلَى بَعْضِ المَشَاهِدِ، فَإِذَا اسْتَيقَظْنَا مِنَ اللَّيْلِ، رَأَينَاهُ قَائِماً يُصَلِّي.
وَذَكَرَ أَبُو مُوْسَى فِي نِسبَةِ أَبِي القَاسِمِ التَّيْمِيِّ الطَّلْحِيِّ: أَنَّ ذَلِكَ النَّسَبَ لَهُ مِنْ جِهَةِ أُمِّهِ، ثم قال: وابن أخت القوم منهم.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "1425"، و "1437" و "1439" و "1440" و "1441" و "2065" ومسلم "1024"، وأبو داود "1685"، والترمذي "671"، و "672"، من طريق شقيق، به.

(14/473)


4849- ابن الجَواليقى 1:
العَلاَّمَةُ الإِمَامُ اللُّغَوِيُّ النَّحْوِيُّ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، مَوْهُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَضِرِ بنِ الحَسَنِ بنِ الجَوَالِيْقِيِّ، إِمَامُ الخَلِيْفَةِ المُقْتَفِي.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ 466.
سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ، وَأَبَا طَاهِرٍ بنَ أَبِي الصَّقْرِ، وَالنَّقِيْبَ طِرَادَ بنَ محمد الزيني، وعدة. وطلب بنفسه مدة، ونسخ الكثير.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "1425"، و "1437" و "1439" و "1440" و "1441" و "2065" ومسلم "1024"، وأبو داود "1685"، والترمذي "671"، و "672"، من طريق شقيق، به.

(14/473)


حَدَّثَ عَنْهُ: بِنْتُهُ؛ خَدِيْجَةُ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَالتَّاجُ الكِنْدِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ كَامِلٍ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: إِمَامٌ فِي النَّحْوِ وَاللُّغَة، مِنْ مَفَاخِرِ بَغْدَادَ، قَرَأَ الأَدبَ عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيْزِيِّ، وَلاَزَمَه، وَبَرَعَ، وَهُوَ ثِقَةٌ وَرِعٌ، غَزِيْرُ الفَضْلِ، وَافِرُ العَقْلِ، مَلِيْحُ الخَطِّ، كَثِيْرُ الضَّبْطِ، صَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَشَاعَ ذِكْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: قَرَأَ الأَدبَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً عَلَى التِّبْرِيْزِيِّ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عِلمُ اللُّغَةِ، وَدرَّسَ العَرَبِيَّةَ بِالنِّظَامِيَةِ، وَكَانَ المُقْتَفِي يَقرَأُ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنَ الكُتُبِ، وَكَانَ مُتَوَاضِعاً، طَوِيْلَ الصَّمْتِ، مُتَثَبِّتاً، يَقُوْلُ كَثِيْراً: لاَ أَدْرِي.
مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَغَلطَ مَنْ قَالَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ.
وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: هُوَ إِمَامُ أَهْلِ عَصرِهِ فِي اللُّغَةِ، كَتَبَ الكَثِيْرَ بِخَطِّهِ المَلِيْحِ المُتْقَنِ، مَعَ مَتَانَةِ الدِّينِ، وَصَلاَحِ الطَّرِيقَةِ، وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، نَبِيلاً.
وَقَالَ الكَمَالُ الأَنْبَارِيُّ: أَلَّفَ فِي العَرُوضِ، وَشَرَحَ "أَدَبَ الكَاتِبِ"، وَعَمِلَ كِتَابَ "المُعَرَّبِ" وَ "التَّكْمِلَةَ فِي لَحْنِ العَامَّةِ"، قَرَأْتُ عَلَيْهِ، وَكَانَ مُنتَفَعاً بِهِ لِديَانَتِه، وَحُسنِ سِيرَتِه، وَكَانَ يختار فِي النَّحْوِ مَسَائِلَ غَرِيْبَةً، وَكَانَ فِي اللُّغَة أَمثلَ مِنْهُ فِي النَّحْوِ.
قَالَ ابْنُ شَافِعٍ: كَانَ مِنَ المُحَامِينَ عَنِ السُّنَّةِ.
قُلْتُ: خَلَّفَ وَلَدَيْنِ؛ إِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ، مَاتَا فِي عَامٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ.
فَأَمَّا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيْلُ: فَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ، كَتَّبَ أَيْضاً أَوْلاَدَ الخُلَفَاءِ مَعَ دِينٍ وَنَزَاهَةٍ وَسَعَةِ عِلمٍ.
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: مَا رَأَينَا وَلَداً أَشْبَهَ أَبَاهُ مِثْلَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الجَوَالِيْقِيِّ.
قُلْتُ: رَوَى عَنِ ابْنِ كادش، وابن الحصين.

(14/474)


4850- ابن أبي جَمْرَة 1:
الإِمَامُ المُعَمَّرُ المُسْنِدُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُوْسَى بنِ أَبِي جَمْرَةَ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمُ، المُرْسِيُّ، المَالِكِيُّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي جَعْفَرٍ، وَهِشَامَ بنَ أَحْمَدَ.
وَانْفَرَدَ فِي زَمَانِهِ بِإِجَازَةِ الإِمَامِ أَبِي عَمْرٍو الداني، وأجار لَهُ أَيْضاً أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ.
ذَكَرهُ الأَبَّارُ، وَقَالَ: حَدَّثَ عَنْهُ وَلَدُهُ؛ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدٌ شَيْخُنَا.
قُلْتُ: سَمِعَ مِنْهُ وَلَدُه أَبُو بَكْرٍ كِتَابَ "التَّيْسِيْرِ" فِي السَّبْعِ، وَعَاشَ إِلَى قُربِ سَنَةِ سِتِّ مائَةٍ.
وَتُوُفِّيَ أَبُو العَبَّاسِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
__________
1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 102"، والنجوم الزاهرة "5/ 265".

(14/475)


الشاطبي، أبو المعالي الفارسي:
4851- الشاطبي:
الإِمَامُ المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ اللَّخْمِيُّ، الأَنْدَلُسِيّ، الشَّاطِبِيُّ، سِبْطُ الحَافِظِ ابْنِ عَبْدِ البَرِّ.
أَجَازَ لَهُ جَدُّهُ تَصَانِيْفَهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ "443".
وَقَدْ سَمِعَ "الصَّحِيْحَيْنِ" مِنْ: أَبِي العَبَّاسِ بنِ دِلْهَاثٍ العُذْرِيِّ، وَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" مِنَ: القَاضِي أَبِي الوَلِيْدِ البَاجِيِّ.
وَوَلِيَ قَضَاءَ مَدِينَةِ أَغْمَاتَ.
رَوَى عَنْهُ: حَفِيْدُهُ لِبِنتِهِ؛ عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَغْمَاتِيُّ، وَعِيْسَى بنُ المَلْجُوْمِ، وَأَجَازَ لابْنِ بَشْكُوَال.
مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ -أَوِ اثْنَتَيْنِ- وثلاثين وخمس مائة، وعاش تسعين عامًا.
4852- أبو المعالي الفارسي 1:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ الجَلِيْلُ المُسْنِدُ، أَبُو المَعَالِي، مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ القَاسِمِ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: ثِقَةٌ مُكْثِرٌ، سَمِعَ "السُّنَنَ الكَبِيْرَ" مِنْ أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيِّ، وَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" مِنْ سَعِيْدٍ العَيَّارِ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي حَامِدٍ الأَزْهَرِيِّ، وَسَمِعَ أَيْضاً كِتَابَ "المَدْخَلِ إِلَى السُّنَنِ" مِنَ البَيْهَقِيِّ. مَوْلِدُه: سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ، فِي شَعْبَانِهَا، وَتُوُفِّيَ فِي ثَالِثِ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ الفُرَاوِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَمَكَ المُغِيْثيُّ، وَالمُؤَيَّدُ الطُّوْسِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي القَاسِمِ الشَّعْرِيَّةُ، وَطَائِفَةٌ. وَأَجَازَ لِعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أبي سعد السمعاني.
__________
1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 124- 125".

(14/475)


ابن باجة، ابن خيرون:
4853- ابن بَاجَة 1:
فَيْلَسُوْفُ الأَنْدَلُس، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بن الصائغ السرقسطى، الشاعر.
كَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الذَّكَاءِ، وَآرَاءِ الأَوَائِلِ، وَالطِّبِّ، وَالمُوْسِيْقَا، وَدَقَائِقِ الفَلْسَفَةِ.
يُنَظَّرُ بِالفَارَابِيِّ، وَقَدْ سَعَوْا فِي قَتْلِهِ.
وَعَنْهُ أَخَذَ ابْنُ رُشْدٍ الحَفِيْدُ، وَابْنُ الإِمَامِ الكَاتِبُ.
مَاتَ بِفَاسَ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَمْ يَتكهَّلْ.
4854- ابن خيرون 2:
الشَّيْخُ الإِمَامُ المُعَمَّرُ، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحَسَنِ بنِ خَيْرُوْنَ البَغْدَادِيُّ، المُقْرِئُ، الدَّبَّاسُ، مُصَنِّفُ كِتَابِ "المِفْتَاحِ" في القراءات الشعر، وَكِتَابِ " المُوَضّحِ" فِي القِرَاءاتِ.
مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
فَبَادرَ عَمُّه الحَافِظُ أَبُو الفَضْلِ، وَأَخَذَ لَهُ الإِجَازَةَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّرْسِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ كِتَابَ "النَّسَبِ" لِلزُّبَيْرِ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ أكثر "تاريخه"، من "أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ هَزَارْمَرْدَ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَعِدَّةٍ.
وَتَلاَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى: عَبْدِ السَّيِّدِ بنِ عَتَّابٍ، وَجَدِّه لأُمِّهِ أَبِي البَرَكَاتِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَحْمَدَ، وَأَبِي الفَضْلِ بنِ خَيْرُوْنَ.
وَكَانَ يَنسخُ "تَارِيْخَ الخَطِيْبِ"، وَيَبِيعُهُ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: ثِقَةٌ صَالِحٌ، مَا لَهُ شُغلٌ سِوَى التِّلاَوَةِ وَالإِقْرَاءِ.
وَقَالَ ابْنُ الخَشَّابِ: كَانَ شَافِعِيّاً، مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَالكِنْدِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ الفَقِيْهُ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيُّ، وَعِدَّةٌ.
وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ عُفَيْجَةَ.
وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَاتِ أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَيَحْيَى الأَوَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ بَقَاءٍ اللَّبَّانُ.
مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، ببغداد.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 429- 431"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 103".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 164"، وتبصير المنتبه "2/ 545 و 554"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 125"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276".

(14/476)


4855- العِجْلِي 1:
المُحَدِّثُ الإِمَامُ، أَبُو عَلِيٍّ، أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بن علي بن الحسن بن القاسم بن عِنَانٍ العِجْلِيُّ، البَدِيْعُ الهَمَذَانِيُّ، ابْنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، أحد الأعيان.
رَحلَ، وَكَتَبَ، وَجَمَعَ، وَأَملَى.
سَمِعَ: أَبَا الفَرَجِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ البَجَلِيُّ، وَبَكْرَ بنَ حَيْدٍ، وَيُوْسُفَ بنَ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ شَاذِي، وَأَحْمَدَ بنَ عِيْسَى بنِ عَبَّادٍ الدِّيْنَوَرِيَّ، وَأَبَا إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيَّ، وَعِدَّةً بِهَمَذَانَ، وَسُلَيْمَانَ الحَافِظَ، وَالثَّقَفِيَّ الرَّئِيْسَ، وَطَائِفَةً بِأَصْبَهَانَ، وَعَبْدَ الكَرِيْمِ بنَ أَحْمَدَ الوَزَّانَ، وَجَمَاعَةً بِالرَّيِّ، وَالشَّافِعِيَّ بنَ دَاوُدَ التَّمِيْمِيَّ بِقَزْوِيْنَ، وَأَبَا الغَنَائِمِ بنَ أَبِي عُثْمَانَ، وَعِدَّةً بِبَغْدَادَ، وَالحُسَيْنَ بنَ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانَ بِالكُوْفَةِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ نَاصِرٍ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالمُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَآخَرُوْنَ.
وَهُوَ سِبْطُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ القُوْمَسَانِيِّ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ، فَاضِلٌ، ثِقَةٌ، جَلِيْلُ القَدرِ، وَاسِعُ الرِّوَايَةِ، سَمَّعَهُ أَبُوْهُ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة، وأوله سَمَاعِه فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَذَكَرَ ابْنُ النَّجَّارِ أَنَّ قَبْرَهُ يُقصَدُ بِالزِّيَارَةِ.
وَقَالَ شِيْرَوَيْه: يَرْجِعُ إِلَى نَصِيْبٍ مِنْ كُلِّ العُلُوْمِ، وَكَانَ يُدَارِي، وَيَقُومُ بِحُقُوقِ النَّاسِ، مَقْبُوْلاً بَيْنَ الخاص والعام.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1281"، وطبقات الشافعية للسبكي "6/ 17- 18"، وسيعيد المؤلف ترجمته، برقم ترجمة عام "4885".

(14/477)


ابن مازة، ابن طاوس:
4856- ابن مازَة 1:
شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ، عَالِمُ المَشْرِقِ، أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَازَةَ البُخَارِيُّ.
تَفقَّه بِأَبِيْهِ العَلاَّمَةِ أَبِي المَفَاخِرِ حَتَّى بَرعَ، وَصَارَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ، وَعَظُمَ شَأْنُه عِنْدَ السُّلْطَانِ، وَبَقِيَ يَصْدُرُ عَنْ رَأْيِه، إِلَى أَنْ رَزَقَه اللهُ -تَعَالَى- الشَّهَادَةَ عَلَى يَدِ الكَفَرَةِ، بَعْد وَقْعَةِ قَطَوَانَ وَانْهِزَامِ المُسْلِمِيْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: فَسَمِعْتُ أَنَّهُ لَمَّا خَرَجَ، كَانَ يُودِّعُ أَصْحَابَه وَأَوْلاَدَه وَدَاعَ مَنْ لاَ يَرْجِعُ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ خِدَامٍ، لَقِيْتُهُ بِمَرْوَ، وَحَضَرتُ مُنَاظَرَتَه، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعْدٍ بنِ الطُّيُوْرِيِّ، وَأَبِي طَالِبٍ بنِ يُوْسُفَ، وَكَانَ يُعرَفُ بِالحُسَامِ، تَفقَّه عَلَيْهِ خَلقٌ، وَسَمِعَ مِنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ الوَزِيْرِ الدِّمَشْقِيُّ، قُتِلَ صَبْراً بِسَمَرْقَنْدَ، فِي صَفَرٍ، سَنَة سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائة، وله ثلاث وخمسون سنة.
4857- ابن طاوس 2:
إِمَامُ جَامِعِ دِمَشْقَ وَمُقْرِئُهُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ طاوس البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ.
أَتقَنَ السَّبْعَ عَلَى أَبِيْهِ أَبِي البَرَكَاتِ.
وَسَمِعَ الكَثِيْرَ، وَنَسخَ، وَأَدَّبَ بِسُوْقِ الأَحَدِ، ثُمَّ وَلِي إِمَامَةَ الجَامِعِ.
سَمِعَ: أَبَا العَبَّاسِ بنَ قُبَيْسٍ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ أَبِي العَلاَءِ، وَمَالِكاً البَانِيَاسِيَّ، وَابْنَ الأَخْضَرِ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بنَ شَكْرُوَيْه، وَسُلَيْمَانَ الحَافِظَ.
وَكَانَ ثِقَةً، مُتصوِّناً.
مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، عَنْ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
وَكَانَ ذَهبَ مع الرسول إلى أصبهان، من تتش.
رَوَى عَنْهُ السَّمْعَانِيُّ -وَمَدَحَهُ- وَالسِّلَفِيُّ -وَوَثَّقَهُ- وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُه القَاسِمُ، وَالقَاضِي ابْنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَأَبُو المَحَاسِنِ بنُ أَبِي لُقْمَةَ.
وَعِنْدِي مِنْ عَوَالِيْهِ.
__________
1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 268- 269".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 137"، واللباب لابن الأثير "1/ 322"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 270"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 114".

(14/478)


غانم بن أحمد، غانم بن خالد:
4858- غانم بن أحمد:
ابن الحسن بن محمد بن علي، الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، الثِّقَةُ، أَبُو الوَفَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ، الجُلُوْدِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
سَمِعَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" مِنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّارِ، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الكَاغَدِيِّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَدَاوُدُ بنُ مُعَمَّرٍ، وَآخَرُوْنَ.
وَقَرَأْتُ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" عَلَى أَبِي العَبَّاسِ الحَجَّارِ لأَوْلاَدِي بِإِجَازَتِه مِنِ ابْنِ مَعْمَرٍ.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ.
تُوُفِّيَ فِي ثَالِث ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
حَطَّ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ اللَّفْتُوَانِيُّ، قَالَ: لأَنَّه كَانَ يَمِيْلُ إِلَى الأَشْعَرِيَّةِ، فَانْظُرْ، تر.
4859- غانم بن خالد 1:
ابن عبد الواحد بن أحمد، الشَّيْخُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ الشَّيْخِ أَبِي طَاهِرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، التَّاجِرُ.
سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الرَّزَّاقِ بن شَمِهَ "سُنَنَ" مُوْسَى بنِ طَارِقٍ سِوَى الجُزْءِ الرَّابِعِ، وَتَفَرَّدَ بِعُلُوِّهُ. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنَ البَاطَرْقَانِيِّ، وَأَبِي مُسْلِمٍ بنِ مِهْرَبْزُدَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَرْوِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، بِأَصْبَهَانَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَحْمَدُ ابْنُ الحَافِظِ أَبِي العَلاَءِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرُّوَيْدَشْتِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي طَاهِرٍ بنِ غَانِمٍ حَفِيْدُهِ، وَحَفِيْدُه الآخَرُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ سَدِيداً، ثِقَةً، مُكْثِراً، تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: وَأَبُوْهُ من مشايخ السلفي.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ص1283".

(14/479)


4860- أبو جعفر الهَمَذَاني 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الرَّحَّالُ الزَّاهِدُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ والأثبات، أبو جعفر محمد بن أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الهَمَذَانِيُّ.
وُلِدَ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقَدِمَ بَغْدَادَ سَنَةَ سِتِّيْنَ، فَسَمِعَ بِهَا قَلِيلاً، ثُمَّ ارْتَحَلَ، فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ البُسْرِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ الزيني، وَخَلْقٍ. وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنَ: الفَضْلِ بنِ المُحِبِّ، وَأَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّنِ، وَخَلْقٍ. وَبِمَكَّةَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ الشَّافِعِيِّ، وَسَعْدٍ الزَّنْجَانِيِّ. وَبِجُرْجَانَ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَسْعَدَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَبِمَرْوَ مِنْ: أَبِي الخَيْرِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عِمْرَانَ. وَبِهَرَاةَ مِنْ: أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيِّ، وَعِدَّةٍ، وَبِهَمَذَانَ.
وَحَدَّثَ بِـ "الجَامِعِ" لأَبِي عِيْسَى عَنْ أَبِي عَامِرٍ الأَزْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ، وَثَابِتِ بنِ سَهْلَكَ القَاضِي، عَنِ الجَرَّاحِيِّ.
وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الأَثَرِ، وَمِنْ كُبَرَاءِ الصُّوْفِيَّةِ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: سَافَرَ الكَثِيْرَ إِلَى البُلْدَانِ الشَّاسِعَة، وَنَسخَ بِخَطِّهِ، وَمَا أَعْرِفُ أحدًا من عَصرِهِ سَمِعَ أَكْثَرَ مِنْهُ.
وَعَنْهُ، قَالَ: دَخَلْتُ بَغْدَادَ سَنَةَ سِتِّيْنَ، وَكُنْت أَسْمَعُ وَلاَ أَدَعُهُم يَكتُبُوْنَ اسْمِي؛ لأَنِّي كُنْتُ لاَ أَعْرِفُ العَرَبِيَّةَ، حَتَّى دَخَلتُ البَادِيَةَ، وَكُنْتُ أَدُورُ مَعَ الظَّاعِنِيْنَ مِنَ العَرَبِ حَتَّى رَجَعتُ إِلَى بَغْدَادَ، فَقَالَ لِي الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: رَجَعتَ إِلَيْنَا عَرَبِيّاً. فكان يسميني الخثعمي؛ لإقامتي فيهم.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ خَطُّه رَدِيئاً، وَمَا كَانَ لَهُ كَبِيْرُ مَعْرِفَةٍ بِالحَدِيْثِ -عَلَى مَا سَمِعْتُ- وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي طَاهِرٍ بِأَصْبَهَانَ، سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ بنَ أَبِي عَلِيٍّ يَقُوْلُ: تَعسَّر على شيخ
بجرجان، فحلقت أَنْ لاَ أَخرُجَ مِنْهَا حَتَّى أَكْتُبَ جَمِيْعَ مَا عِنْدَهُ، فَأَقَمْتُ مُدَّةً، وَكَانَ يُخْرِجُ إِلَيَّ الأَجزَاءَ وَالرِّقَاعَ، حَتَّى كَتَبتُ جَمِيْعَ مَا وَجَدْتُ.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّارُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ المُعَزّمِ، وَآخَرُوْنَ.
وَهُوَ الَّذِي قَامَ فِي مجلس وعظم إِمَامِ الحَرَمَيْنِ، وَأَوْرَدَ عَلَيْهِ فِي مَسْأَلَةِ العُلُوِّ، فَقَالَ: مَا قَالَ عَارِفٌ قَطُّ: يَا أَللهُ، إِلاَّ وَقَامَ مِنْ بَاطِنِه قَصْدُ تَطلُّبِ العُلُوِّ، لاَ يَلتَفِتُ يَمنَةً وَلاَ يَسرَةً، فَهَلْ لِدَفعِ هَذِهِ الضَّرُوْرَةِ مِنْ حِيلَةٍ؟! فَقَالَ: يَا حَبِيْبِي، مَا ثمَّ إِلاَّ الحَيْرَة. وَذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي المَعَالِي.
تُوُفِّيَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي نِصْفِ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
__________
1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 260"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 97".

(14/480)


الجوهري، شرف الإسلام:
4861- الجَوْهَري 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ، الرَّئِيْسُ المُحْتَشِمُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنِ بنِ أَسَدٍ، البَرُوْجِرْدِيُّ. وَبَرُوْجِرْدُ عِنْدَ هَمَذَانَ.
كَتَبَ الكَثِيْرَ، وَاسْتَنسَخَ، وَعَمِلَ "مُعْجَماً" لِنَفْسِهِ فِي مُجَلَّدٍ.
سَمِعَ: السَّلاَّرَ مَكِّيَّ بنَ عَلاَّنَ، وَأَبَا مُطِيْعٍ الصَّحَّافَ، وَأَبَا الفَتْحِ أَحْمَدَ بنَ السُّوْذَرْجَانِيِّ، وَعَلِيَّ بنَ الأَخْرَمِ المَدِيْنِيَّ، ونصر الله الخشنامي، وأحمد ابن مُحَمَّدٍ الخَلِيْلِيَّ بِبَلْخَ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ العَلاَّفِ، ونحوهم. وَكَانَ وَاسِعَ الرِّحلَةِ، كَثِيْرَ المَالِ.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بنُ بَوْش.
قَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: مَا كَانَ يَعرِفُ الحَدِيْثَ، كَانَ تَاجِراً.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ ستين وأربع مائة.
4862- شرفُ الإسلام 2:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ الوَاعِظُ، شَيْخُ الحَنَابِلَةِ بِدِمَشْقَ، شرف الإسلام، أبو القاسم عبد الوهاب بن أَجَلِّ الحَنَابِلَةِ الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ, الشِّيْرَازِيُّ الأَصْل، الدِّمَشْقِيُّ. تَفقَّهَ عَلَى أَبِيْهِ.
وَحَدَّثَ بِالإِجَازَةِ عَنْ أَبِي طَالِبٍ بنِ يُوْسُفَ.
وَصَارَ لَهُ القَبُولُ الزَّائِدُ فِي الوَعظِ، وَزَادتْ حِشمَتُهُ, وَرِئَاسَتُهُ، وَبَعَثَهُ المَلِكُ بُوْرِي رَسُوْلاً إِلَى المُسْتَرْشِدُ بِاللهِ يَسْتَصْرِخُ بِهِ عَلَى غَزوِ الفِرَنْجِ، وَأَنَّهُم أَخَذُوا كَثِيْراً من الشام.
وَقَفَ المَدْرَسَةَ الكُبْرَى شِمَالِيَّ جَامِعِ دِمَشْقَ، وَكَانَ ذَا لَسَنٍ وَفَصَاحَةٍ وَصُوْرَةٍ كَبِيْرَةٍ.
أَثْنَى عَلَيْهِ السِّلَفِيُّ، وَوَثَّقَهُ، سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ.
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ القَلاَنسِيِّ: تُوُفِّيَ بِمَرَضٍ حَادٍّ، وَكَانَ عَلَى الطَّرِيقَةِ المَرْضِيَّةِ، وَالخِلاَلِ الرَّضِيَّةِ، وَوُفُورِ العِلْمِ، وَحُسنِ الوَعْظِ، وَقُوَّةِ الدِّينِ، وَكَانَ يَوْمُ دَفنِهِ يَوْماً مَشْهُوْداً مِنْ كَثْرَة المُشَيِّعِينَ لَهُ وَالبَاكِينَ عَلَيْهِ، مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: كَانَ يُنَاظِرُ عَلَى قَوَاعدِ عَقَائِدِ الحَنَابِلَةِ، جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الفَقِيْهِ الفَنْدَلاَوِيِّ بُحُوثٌ وَسَبٌّ، وَكَانَ الفَنْدَلاَوِيُّ أَشْعَرِيّاً، رَحِمَ الله الجميع.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 81".
2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 113- 114".

(14/481)


4863- المازَرِي ِ1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ البَحْرُ المُتَفَنِّنُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ المَازَرِيُّ المَالِكِيُّ.
مُصَنِّفُ كِتَابِ "المُعْلِم بِفَوَائِدِ شَرْحِ مُسْلِم" وَمُصَنِّفُ كِتَابِ "إِيضَاحِ المَحْصُوْلِ فِي الأُصُوْلِ"، وَلَهُ تَوَالِيفُ فِي الأَدبِ، وَكَانَ أَحَدَ الأَذكِيَاءِ، المَوْصُوْفِيْنَ وَالأَئِمَّةِ المُتبحِّرِيْنَ، وَلَهُ شَرْحُ كِتَابِ "التَّلْقِيْنِ" لِعَبْدِ الوَهَّابِ المَالِكِيِّ فِي عَشْرَةِ أَسفَارٍ، هُوَ مِنْ أَنْفَسِ الكُتُبِ.
وَكَانَ بَصِيْراً بِعِلْمِ الحَدِيْثِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي عِيَاضٌ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ يَحْيَى القُرْطُبِيُّ الوَزْغِيُّ.
مَوْلِدُهُ بِمَدِينَةِ المَهْدِيَّةِ مِنْ إِفْرِيْقِيَةَ، وَبِهَا مَاتَ, فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
وَمَازَرُ: بُلَيدَةٌ مِنْ جَزِيْرَةِ صَقَلِّيَّةَ بِفَتحِ الزَّايِ, وَقَدْ تُكسَرُ. قَيَّدَه ابْنُ خَلِّكَانَ.
قِيْلَ: إِنَّهُ مَرِضَ مَرضَةً، فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُعَالِجُه إلَّا يَهُوْدِيٌّ، فَلَمَّا عُوفِيَ عَلَى يَدِه، قَالَ: لَوْلاَ
الْتِزَامِي بِحِفظِ صنَاعَتِي, لأَعدمتُكَ المسلمين. فأثر هذا عِنْد المَازَرِيِّ، فَأَقْبَل عَلَى تَعلُّمِ الطِّبِّ, حَتَّى فَاق فِيْهِ، وَكَانَ مِمَّنْ يُفْتِي فِيْهِ, كَمَا يُفْتِي فِي الفِقْهِ.
وَقَالَ القَاضِي عِيَاضٌ فِي "المَدَارِكِ": المَازَرِيُّ يُعرَفُ بِالإِمَامِ، نَزِيْلُ المَهْدِيَّةِ, قِيْلَ: إِنَّهُ رَأَى رُؤْيَا، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَحقٌّ مَا يَدعُوْنَنِي بِهِ? إِنَّهُم يَدعُوْنَنِي بِالإِمَامِ. فَقَالَ: وَسِّعْ صَدْرَكَ لِلْفُتْيَا.
ثُمَّ قَالَ: هُوَ آخِرُ المُتَكَلِّمِينَ مِنْ شُيُوْخِ إِفْرِيْقِيَةَ بِتَحْقِيْقِ الفِقْهِ، وَرُتبَةِ الاجْتِهَادِ، وَدِقَّةِ النَّظَرِ، أَخَذَ عَنِ: اللَّخْمِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الحَمِيْدِ السُّوْسِيِّ, وَغَيْرِهِمَا بِإِفْرِيْقِيَةَ، وَدرَّسَ أُصُوْلَ الفِقْهِ وَالدِّينِ، وَتَقدَّمَ فِي ذَلِكَ، فَجَاءَ سَابقاً، لَمْ يَكُنْ فِي عَصرِه لِلمَالِكيَّةِ فِي أَقطَارِ الأَرْضِ أَفْقَهُ مِنْهُ, وَلاَ أَقوَمُ بِمَذْهَبِهِم، سَمِعَ الحَدِيْثَ، وَطَالعَ مَعَانِيهِ، وَاطَّلعَ عَلَى عُلُوْمٍ كَثِيْرَةٍ مِنَ الطِّبِّ وَالحسَابِ وَالآدَابِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَكَانَ أَحَدَ رِجَالِ الكَمَالِ، وَإِلَيهِ كَانَ يُفزَعُ فِي الفُتْيَا فِي الفِقْهِ، وَكَانَ حَسَنَ الخُلُقِ، مَلِيحَ المُجَالَسَةِ، كَثِيْرَ الحِكَايَةِ وَالإِنشَادِ، وَكَانَ قَلَمُه أَبلَغُ مِنْ لِسَانِه، أَلَّفَ فِي الفِقْهِ وَالأُصُوْلِ، وَشَرَحَ كِتَابَ مُسْلِمٍ، وَكِتَابَ "التَّلْقِيْنِ"، وَشَرَحَ "البرهان" لأبي المعالي الجويني.
وَثَمَّ مَازَرِيٌّ آخَرُ مُتَأَخِّرٌ، سَكَنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، وَشَرَحَ "الإِرْشَادَ" المُسَمَّى بِـ "المِهَادِ".
وَلِصَاحِبِ التَّرْجَمَةِ تَأْلِيْفٌ فِي الرَّدِّ عَلَى "الإِحْيَاءِ" وَتَبيِينِ مَا فِيْهِ مِنَ الوَاهِي وَالتَّفَلْسُفِ، أَنْصَفَ فِيْهِ، رَحِمَهُ اللهُ.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ ترجمة 671"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 114".

(14/482)


4864- الفتح 1:
الأَدِيْبُ الكَبِيْرُ، مُصَنِّفُ كِتَابِ "قَلاَئِدِ العِقْيَانِ"، أَبُو نَصْرٍ الفَتْحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَاقَانَ القَيْسِيُّ, الإِشْبِيْلِيُّ، جَمَعَ فِي كِتَابِهِ عِدَّةً مِنْ شُعَرَاءِ المَغْرِبِ، وَتَرْجَمَهُم.
وَلَهُ كِتَابُ "ملح أهل الأندلس".
وَكَانَ كَثِيْرَ التِّرحَالِ، مِنْ أَذكيَاءِ الرِّجَالِ، وَكَانَ لَعَّاباً، خَلِيعَ العِذَارِ.
أَمَرَ بِقَتْلِهِ المَلِكُ عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ بنِ تَاشفِيْنَ، فَذُبِحَ بِالخَانِ, بِمَرَّاكُشَ, سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقِيْلَ: بَلْ في سنة تسع وعشرين. فالله أعلم.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ ترجمة 525"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 107".

(14/483)


بهجة الملك، وجيه بن طاهر

4865- بهجةُ المُلْك ِ1:
الرَّئِيْسُ الكَبِيْرُ، أَبُو طَالِبٍ، عَلِيُّ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ عِيَاضِ بنِ أَبِي عَقِيْلٍ الصُّوْرِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ.
أَجدَادُه مِنْ قُضَاةِ صُوْرَ.
وَكَانَ شَيْخاً, مَهِيْباً, دَيِّناً.
سَمِعَ بِمِصْرَ مِنَ: القَاضِي الخِلَعِيِّ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ بَيَانٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُه القَاسِمُ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ "مُعْجَمَ" ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، مَوْلِدُهُ بِصُوْرَ, سَنَة نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: أَصلُه مِنْ حَرَّانَ، وَلَهُ سَمَاعٌ مِنَ الفَقِيْهِ نَصْرٍ، وكان مِنْ أَعْيَانِ البَلَدِ، ذَا حَظٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَوَقَارٍ، حَكَى لِي عَتِيْقُهُ نُوشتِكينُ أَنَّهُ سَمِعَهُ فِي مَرَضِهِ يَقُوْلُ: تَلَوتُ أَرْبَعَةَ آلاَفِ خَتْمَةٍ.
تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سَبْعٍ وثلاثين وخمس مائة.
4866- وجيه بن طاهر 2:
ابن مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، الشَّيْخُ العَالِمُ العَدْلُ، مُسْنِدُ خُرَاسَانَ، أَبُو بَكْرٍ، أَخُو زَاهِرٍ، الشَّحَّامِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، مِنْ بَيْتِ العَدَالَةِ وَالرِّوَايَةِ.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَرَحَلَ فِي الحَدِيْثِ.
سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ القُشَيْرِيَّ، وَأَبَا حَامِدٍ الأَزْهَرِيَّ، وَأَبَا المُظَفَّرِ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الشُّجَاعِيَّ، وَأَبَا نَصْرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدٍ التَّاجِرَ، وَيَعْقُوْبَ بنَ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيَّ، وَأَبَا صَالِحٍ المُؤَذِّنَ، وَعَلِيَّ بنَ يُوْسُفَ الجُوَيْنِيَّ، وَشبِيْبَ ابن أَحْمَدَ البَسْتِيْغِيَّ، وَأَبَا سَهْلٍ الحَفْصِيَّ، وَعُمَرَ وَعَائِشَةَ وَلَدَي أَبِي عُمَرَ البِسْطَامِيِّ، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى المزكي، وأبا الحسن الواحدي، ومحمد
__________
1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 273".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 184"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 280"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 130".

(14/484)


ابن عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّامَ، وَعِدَّةً بِنَيْسَابُوْرَ، وَبِيْبَى الهَرْثَمِيَّةَ، وَأَبَا عَطَاءٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيَّ، وَنَجِيْبَ بنَ مَيْمُوْنٍ، وَأَبَا إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيَّ، وَطَائِفَةً بِهَرَاةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مَسْعَدَةَ الإِسْمَاعِيْلِيَّ بِجُرْجَانَ، وَأَبَا نصر محمد بن محمد الزينبي، وعاصم بن الحَسَنِ بِبَغْدَادَ، وَأَبَا نَصْرٍ مُحَمَّدَ بنَ وَدْعَانَ بالمدينة.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبَسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ فَضْلِ اللهِ السَّالاَرِيُّ، وَمَنْصُوْرٌ الفُرَاوِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ حَمُّوَيْه، وَمَجْدُ الدِّيْنِ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ الشَّهْرُزُوْرِيُّ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَزَيْنَبُ الشَّعْرِيَّةُ، وَالقَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، وإسماعيل بن عثمان القارىء، وَخَلْقٌ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَتَبْتُ عَنْهُ الكَثِيْرَ، وَكَانَ يُمْلِي فِي الجَامِعِ الجدِيدِ بِنَيْسَابُوْرَ كُلَّ جُمُعَةٍ مَكَانَ أَخِيْهِ، وَكَانَ كَخيرِ الرِّجَالِ، مُتَوَاضِعاً، مُتودِّداً، أَلُوْفاً، دَائِمَ الذِّكرِ، كَثِيْرَ التِّلاَوَةِ، وَصُولاً لِلرَّحِمِ، تَفَرَّد فِي عَصرِه بِأَشيَاءَ، وَمِنْ مَسموعِه كِتَابُ "الزُّهْرِيَّاتِ" مِنِ ابْنِ أَبِي حَامِدٍ الأَزْهَرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حمدون، أخبرنا أبو حامد بن الشَّرْقِيِّ، حَدَّثَنَا الذُّهْلِيُّ المُصَنّفُ، وَ "رِسَالَةُ القُشَيْرِيِّ" سَمِعَهَا مِنَ المُؤلِّفِ.
مَرضَ أُسْبُوْعاً، وَتُوُفِّيَ فِي ثمان عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَةِ, سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا وَجِيهُ بنُ طاهر، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الخفاف، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ رَبِيْعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَالِكِ بنِ بُحَيْنَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى, فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ1.
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ, وَالبُخَارِيُّ, وَمُسْلِمٌ, وَالنَّسَائِيُّ, عن قتيبة.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنُ الهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عامر
__________
1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 345"، والبخاري "390" و "807" و "3564"، ومسلم "495"، والنسائي "2/ 212"، وابن خزيمة "648"، وأبو عوانة "2/ 185"، والبيهقي "2/ 114"، من طرق عن بَكْرُ بنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ رَبِيْعَةَ، به.
ووقع في المطبوع "جعفر عن ربيعة"، والصواب "وجعفر بن ربيعة" وهو ما أثبتناه.

(14/485)


بنِ سَعْدٍ، عَنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَقُوْلُ: "إِذَا سَجَدَ العَبْدُ، سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهُهُ, وَكَفَّاهُ, وَرُكْبَتَاهُ, وَقَدَمَاهُ" 1.
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ, وَمُسْلِمٌ, وَالتِّرْمِذِيُّ, وَالنَّسَائِيُّ, عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَافَقْنَاهُم بعلو.
__________
1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه الشافعي "1/ 85"، وأحمد "1/ 206 و 208"، ومسلم "491"، وأبو داود "891"، والترمذي "272"، والنسائي "2/ 208"، وابن ماجة "885"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 256"، والطبري في "تهذيب الآثار" "1/ 205"، والبيهقي "2/ 101" من طرق عن يزيد بن الهاد، به.

(14/486)


4867- ابنُ العَريف 1:
أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بن عطاء الله، الإمام, الزاهد, العارف، أبو العباس بن العريف الصنهاجي الأندلسي, المريي, المقرىء، صَاحِبُ المَقَامَاتِ وَالإِشَارَاتِ.
صَحبَ: أَبَا عَلِيٍّ بنَ سُكَّرَةَ الصَّدَفِيَّ، وَأَبَا الحَسَنِ البَرْجِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحسن اللمغاني، وأبا الحسن بن شفيع المقرىء، وخلف بن محمد العريبي، وَعَبْدَ القَادِرِ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّدَفِيَّ، وَأَبَا خَالِدٍ المُعْتَصِمَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ الفَصِيْحِ.
واختصَّ بصُحبَة أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ البَاقِي بنِ مُحَمَّدِ بنِ بريال، ومحمد ابن يَحْيَى بنِ الفَرَّاءِ، وَبأَبِي عُمَرَ أَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ بنِ اليُمْنَالِشِ الزَّاهِدِ. قَالَهُ: ابْنُ مَسْدِي.
وَقَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: رَوَى عَنْ أَبِي خَالِدٍ يَزِيْدَ مَوْلَى المُعْتَصِمِ، وَأَبِي بَكْرٍ عُمَرَ بنِ رِزْقٍ، وَعَبْدِ القَادِرِ بنِ مُحَمَّدٍ القَرَوِيِّ، وَخَلَفِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ العَرَبِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوْخنَا، وَكَانَتْ عِنْدَهُ مُشَاركَةٌ فِي أَشيَاءَ مِنَ العِلْمِ، وَعنَايَةٌ بِالقِرَاءاتِ وَجَمْعِ الرِّوَايَاتِ، وَاهتمَامٌ بِطُرُقِهَا وَحَمَلتِهَا، وَقَدِ اسْتَجَازَ مِنِّي تَأْلِيْفِي هَذَا، وَكتبَه عَنِّي، وَاسْتجزتُه أَنَا أَيْضاً فِيمَا عِنْدَهُ، وَلَمْ أَلقَه، وَكَاتَبنِي مَرَّاتٍ، وَكَانَ مُتنَاهياً فِي الفَضْلِ وَالدِّينِ، مُنْقَطِعاً إِلَى الخَيْرِ، وَكَانَ العُبَّادُ وَالزُّهَّادُ يَقصدُوْنَهُ، وَيَأْلفُوْنَهُ، وَيَحْمَدُوْنَ صُحْبتَه، وَسُعِي بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ، فَأَمرَ بِإِشخَاصِه إِلَى حضَرتِه بِمَرَّاكُشَ، فَوصَلَهَا، وَتُوُفِّيَ بِهَا.
قُلْتُ فِي "تَارِيْخِي": إِنَّ مَوْلِدَ ابْن العَرِيْفِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وأربع مائة، ولا يصح.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 81"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 68"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 270".

(14/486)


وَكَانَ النَّاسُ قَدِ ازدحَمُوا عَلَيْهِ يَسْمَعُوْنَ كَلاَمَه ومواعظه، فخاف ابن تَاشفِيْنَ سُلْطَانُ الوَقْتِ مِنْ ظُهُوْرِه، وَظَنَّ أَنَّهُ مِنْ أُنْمُوْذَجِ ابْنِ تُوْمَرْتَ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ قَتلَه سِرّاً، فَسقَاهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَقَدْ قرَأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى اثْنَيْنِ مِنْ بَقَايَا أَصْحَاب أَبِي عَمْرٍو الدَّانِي، وَلَبِسَ الخِرْقَةَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْد البَاقِي المَذْكُوْر آخرِ أَصْحَاب أَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيِّ وَفَاةً.
قَالَ ابْنُ مَسْدِي: ابْنُ العَرِيْف مِمَّنْ ضَرَبَ عَلَيْهِ الكَمَالُ رِوَاقَ التعرِيف، فَأَشرقت بِأَضرَابِه البِلاَد، وَشَرِقت بِهِ جَمَاعَةُ الحُسَّاد، حَتَّى لَسَعَوْا بِهِ إِلَى سُلْطَان عصره، وَخوَّفُوهُ مِنْ عَاقبَة أَمرِه، لاشتمَال القُلوبِ عَلَيْهِ، وَانضِوَاءِ الغُربَاء إِلَيْهِ، فَغُرِّب إِلَى مَرَّاكُش، فَيُقَالُ: إِنَّهُ سُمَّ: وَتُوُفِّيَ شهيداً، وَكَانَ لَمَّا احتُمل إِلَى مَرَّاكُش، اسْتوحش، فَغرَّقَ فِي البَحْرِ جَمِيْعَ مُؤلَّفَاته، فَلَمْ يَبْقَ منه إلَّا مَا كُتِبَ مِنْهَا عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ الرِّزْقِ الحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ ذِي النُّوْنِ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَنْدَرَشِيُّ، وَلَبِسَ مِنْهُ الخِرْقَة، وَصَحِبَ جَدِّي الزَّاهِدَ مُوْسَى بنَ مَسْدِي، وَلَعَلَّهُ آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِهِ.
ثُمَّ قَالَ: مولدُ ابْنُ العَرِيْفِ فِي جُمَادَى الأولى سنة إحدى وثمانين وأربع مائة.
قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ أَشْبَهُ بِالصّحَّة مِمَّا تَقدَّم، فَإِنَّ شُيُوْخَه عَامَّتُهُم كَانُوا بَعْد الخَمْس مائَة، فَلَقِيَهُم وَعُمره عِشْرُوْنَ سَنَةً.
ثُمَّ قَالَ: وَأَقدمُ شُيُوْخه سِنّاً وَإِسْنَاداً عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدٍ الحِجَارِيُّ الزَّاهِد، وَكَانَ عَبْدُ البَاقِي قَدْ حمله أَبُوْهُ وَهُوَ ابْنُ عشرِ سِنِيْنَ إِلَى أَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيِّ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ القُرْآن، وَقَدْ ذكرنَاهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْس مائَة، وَأَنَّهُ عَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
قَالَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ العَرِيْفِ بِمَرَّاكُش, لَيْلَة الجُمُعَةِ, الثَّالِثَ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَأَمَّا ابْنُ بَشْكُوَال، فَقَالَ: فِي صَفَرٍ، بَدَلَ رَمَضَانَ، فَاللهُ أَعْلَمُ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: وَاحتفل النَّاسُ بِجِنَازَتِه، وَنَدِمَ السُّلْطَانُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فِي جَانِبِه، فَظهرت لَهُ كَرَامَاتٌ، رحمه الله.

(14/487)


الحلواني، ابن المهتدي بالله:
4868- الحُلْوَاني 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو المَعَالِي، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوَيْه الحُلْوَانِيُّ, المَرْوَزِيُّ, البَزَّازُ.
فَقِيهٌ, عَالِمٌ, عَامِلٌ, مُؤثرٌ، كَبِيْرُ القَدْرِ، كَثِيْرُ المَال.
وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَارْتَحَلَ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ الشِّيْرَازِيِّ وَنَحْوِهِ بِنَيْسَابُوْرَ، وَمِنْ: ثَابِتِ بنِ بُنْدَارَ وَطَبَقَتِه بِبَغْدَادَ، وَمِنْ أَصْحَابِ أَبِي نُعَيْمٍ بِأَصْبَهَانَ.
وَسَكَنَ غَزْنَةَ مُدَّةً، وَاشْتَرَى كُتُباً كَثِيْرَةً وَقَفهَا، وَأَنشَأَ رِباطاً لِلمُحَدِّثين بِمَرْوَ.
أَخَذَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَطَائِفَةٌ.
تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وخمس مائة.
4869- ابن المُهتدِي بالله 2:
الخَطِيْبُ، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو الفَضْلِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الله بن عبد الصمد بن الخليفة المهتدي بالله محمد بن الوَاثِقِ هَارُوْنَ الهَاشِمِيُّ, العَبَّاسِيُّ, الرَّشِيْدِيُّ, البَغْدَادِيُّ.
مَوْلِدُه سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الصَّمَدِ بن المَأْمُوْن، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن المُهْتَدِي بِاللهِ، لَكِن احْتَرَقَ سَمَاعُهُ مِنْهُمَا، وَيَجْتَمِع هُوَ وَأَبُو الحُسَيْنِ جَدُّهُمَا فِي عَبْدِ الصَّمَدِ.
وَأَمَّا عَمُّ صَاحِبِ التَّرْجَمَة، فَهُوَ القَاضِي أَبُو الحسن محمد بن أحمد ابن مُحَمَّدٍ، شَيْخٌ جَلِيْلٌ، يَرْوِي عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ رَزْقُوَيْه.
نَعَم، وَرَوَى صَاحِبُ التَّرْجَمَة عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ البُسْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَتَلاَ بِرِوَايَاتٍ عَلَى تِلْمِيْذ الحمَّامي أَبِي الخَطَّابِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الصُّوْفِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَتَلاَ عَلَيْهِ بِخَمْس رِوَايَاتٍ، وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً عُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ.
وَكَانَ خَطِيْباً بِجَامِع القَصْرِ، ثِقَةً, صَالِحاً، سَرَدَ الصَّوْمَ أَزيدَ مِنْ خَمْسِيْنَ سَنَةً.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 159"، واللباب لابن الأثير "1/ 381"، وتبصير المنتبه "2/ 511"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 122".
2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 273".

(14/488)


4870- البِطْرَوِجي ّ1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ، الفَقِيْهُ، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البَارِي، الأَنْدَلُسِيُّ, البِطْرَوْجِيُّ -وَيُقَالُ: البِطْرَوْشِيُّ- القرطبي.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ الفَرَجِ الطَّلاَّعِيِّ فَأَكْثَر، وَأَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ العَبْسِيِّ، وَخَازِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَخَلَفِ بنِ مُدِيْرٍ، وَخَلَفِ بنِ النَّخَّاسِ الخَطِيْبِ.
وَتَلاَ عَلَى عِيْسَى بنِ خَيْرَةَ.
وَتَفَقَّهَ عَلَى: عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي الفَتْحِ، وَأَبِي الوَلِيْدِ بنِ رُشْدٍ، وَعرض "المُسْتخرجَة" عَلَى أَصْبَغَ بنِ مُحَمَّدٍ.
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو المُطَرِّفِ الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ بنُ نَجَاحٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَكَانَ عَلاَّمَةً فِي مَذْهَب مَالِك، مُحَدِّثاً حَافِظاً، نَاقداً, مُجَوِّداً، مُسْتحضراً, كَثِيْرَ التَّصَانِيْف، مُتبحِّراً فِي العِلْمِ، لَكنه قَلِيْلُ العَرَبِيَّة، رَثُّ الهَيْئَةِ، فِيْهِ خفَّةٌ، رَحِمَهُ اللهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال -وَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الحِفْظِ لِلْفِقه وَالحَدِيْثِ وَالرِّجَالِ وَالتَّوَارِيخِ، مُقَدَّماً فِي ذَلِكَ عَلَى أَهْلِ عصره- وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الفَخَّارِ، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ الفِهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الشَّقُوْرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحجري، وخلق كثير.
مَاتَ لِثَلاَثٍ بَقِيْنَ مِنْ المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وخمس مائة.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 82"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1080"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 130".

(14/489)


4871- المِصِّيصِي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ المُفْتِي الأُصُوْلِيُّ، شَيْخُ دِمَشْق، أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ المَصِّيْصِيُّ، ثُمَّ اللاَّذِقِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الأَشْعَرِيُّ نَسَباً وَمَذْهَباً، كَذَا قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ.
وَقَالَ: نشَأَ بِصُوْرَ، وَسَمِعَ بِهَا مِنَ: الحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ، وَعُمَرَ بنِ أَحْمَدَ الآمِدِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيِّ، وَالفَقِيْهِ نَصْرٍ، وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: عَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، وَرِزْقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ: أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ شَكْرُوَيْه، وَالوَزِيْرِ نِظَامِ المُلْكِ، وَبِالأَنْبَارِ مِنْ: خَطِيبِهَا أَبِي الحَسَنِ بنِ الأَخْضَرِ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، وَأَخَذَ عِلمَ الكَلاَمِ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَتِيْقٍ القَيْرَوَانِيِّ. . .
إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ مُتَصِلِّباً فِي السُّنَّةِ، حَسَنَ الصَّلاَة، مُتَجَنِّباً أَبْوَابَ السَّلاَطِيْنِ، وَكَانَ مُدَرِّس الزَّاويَة الغربيَة -يَعْنِي: الغَزَّاليَةَ- بَعْد شَيْخِهِ الفَقِيْهِ نَصْرٍ، وَقَدْ وَقَفَ وُقُوَفاً فِي البِرِّ. وُلِدَ: بِاللاَّذِقِيَّةِ, سنة ثمان وأربعين وأربع مائة.
وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: إِمَامٌ, مُفتٍ، فَقِيْهٌ أُصُوْلِيٌّ، متكلّم، ديِّنٌ, خَيِّر، كَتَبْتُ عَنْهُ.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ أيضًا القاسم بن عَسَاكِرَ، وَمَكِّيُّ بنُ عَلِيٍّ، وَجَابِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ اللِّحْيَةِ، وَعَسْكَرُ بنُ خَلِيْفَةَ الحَمَوِيَّانِ، وَيُوْسُفُ بنُ مَكِّيٍّ، وَالخَضِرُ بنُ كَامِلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيِّدِهِم، وَزَيْنَبُ بِنْتُ إِبْرَاهِيْمَ القَيْسِيِّ، وابن الحرستاني، وهبة الله بن طاوس، وَأَبُو المَحَاسِنِ بنُ أَبِي لُقْمَةَ.
مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَسَمَاعُهُ مِنَ الخَطِيْبِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ. انتهى إليه علو الإسناد بدمشق.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 197"، واللباب لابن الأثير "3/ 221 و 398"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1294"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 131".

(14/490)


4872- أبو سَعْد 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، الحَافِظُ الثِّقَةُ، المُسْنِدُ، مُحَدِّثُ أَصْبَهَانَ، أَبُو سَعْدٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ، البَغْدَادِيُّ الأَصْل، الأَصْبَهَانِيُّ.
وُلِدَ بِأَصْبَهَانَ, فِي صَفَرٍ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَكَانَ أَصْغَر مِنْ أُخْته فَاطِمَةَ بِنْتِ البَغْدَادِيِّ بِبِضْعَ عشرة سنةً.
سَمِعَ: أَبَاهُ أَبَا الفَضْلِ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ مَنْدَةَ، وَأَخَاهُ عَبْدَ الوَهَّابِ، وَعَبْدَ الجَبَّارِ بنَ بُرْزَةَ الوَاعِظَ، وَحَمْدَ بنَ وَلْكِيْزَ، وَأَبَا إِسْحَاقَ الطَّيَّانَ، وَابْن مَاجَه الأَبْهَرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ بنِ سُسُّوَيْه، وَمُحَمَّدَ بنَ بَدِيْعٍ الحَاجِبَ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بنَ شَكْرُوَيْه، وَسُلَيْمَانَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَعِدَّةً.
وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَلَهُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَقَدْ تَنبَّه، فَصَادف أَبَا نَصْرٍ الزَّيْنَبِيَّ قَدْ مَاتَ، فَصَاحَ، وَتَلَهَّفَ، وَسَمِعَ مِنْ عَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، وَمَالِكٍ البَانِيَاسِيِّ، وَأَبِي الغَنَائِمِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَرِزْقِ اللهِ، وَعِدَّةٍ.
وَقَدْ حَدَّثَهُ: مَحْمُوْدُ بنُ جَعْفَرٍ الكَوْسَجُ، عَنْ جَدِّ أَبِيْهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ البَغْدَادِيِّ -وَهُم بَيْتُ رِوَايَةٍ وَحَدِيْث.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ نَاصِرٍ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَابْنُ طَبَرْزَدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ القُبَّيْطِيُّ، وَخَلْقٌ مِنَ البَغَادِدَةِ وَالأَصْبَهَانِيِّينَ، خَاتِمَتُهُم: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَدْرٍ الراراني.
قال السمعاني: ثقة حافط، دَيِّنٌ خَيِّرٌ، حَسَنُ السِّيْرَةِ، صَحِيْحُ العَقِيدَةِ، عَلَى طرِيقَةِ السَّلَفِ الصَّالِح، تَاركٌ لِلتَّكَلُّفِ، كَانَ يَخْرُجُ إلى السوقة وَعَلَى رَأْسِه طَاقيَّةٌ، وَكَانَ يَصُوْمُ فِي طَرِيْق الحجاز.
وَقَالَ فِي "التَّحْبِيرِ": كَانَ حَافِظاً كَبِيْراً، تَامّ المَعْرِفَة، يَحفظ جَمِيْع "صَحِيْح" مُسْلِم، وَكَانَ يُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ، قَدِمَ مرَّة مِنْ حجِّه، فَاسْتقبله الْخلق وَهُوَ عَلَى فَرَس يَسير بِسَيرهِم، فَلَمَّا قرب مِنْ أَصْبَهَان، ركضَ فَرَسَه، وَتركَ النَّاسَ، وَقَالَ: أَردتُ السُّنَّةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يوضع
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 166"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1077"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 278"، ووقع عنده "أبو سعيد" بدل "أبو سعد"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 125".

(14/491)


رَاحِلَتَهُ إِذَا رَأَى جُدُرَ المَدِيْنَة1. وَكَانَ حُلو الشَّمَائِل، اسْتمليت عَلَيْهِ بِمَكَّةَ وَالمَدِيْنَة، وَكَتَبَ عَنِّي، قَالَ لِي مرَّة: أَوْقَفتُكَ. وَاعْتَذَرَ، فَقُلْتُ: يَا سيدِي، الوُقُوْف عَلَى بَابِ المُحَدِّث عزّ. فَقَالَ: لَكَ بِهَذِهِ الكَلِمَة إِسْنَاد? قُلْتُ: لاَ. قَالَ: أَنْتَ إِسْنَادهَا. وَسَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ يَقُوْلُ: رَحل أَبُو سَعْدٍ إِلَى أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، فَدَخَلَ بَغْدَاد وَقَدْ مَاتَ، فَجَعَلَ أَبُو سَعْدٍ يَلطم عَلَى رَأْسه، وَيَبْكِي، وَيَقُوْلُ: مِنْ أَيْنَ أَجد عَلِيّ بن الجَعْدِ، عَنْ شُعْبَةَ?!
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَرْزُوْق الحَافِظُ: أَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ شعلَةُ نَار.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وَسَمِعْتُ مَعْمَر بن الفَاخر يَقُوْلُ: أَبُو سَعْدٍ يحفظ "صَحِيْح مُسْلِم"، وَكَانَ يَتَكَلَّم عَلَى الأَحَادِيْث بكَلاَمٍ مَليحٍ.
وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: هُوَ إِمَام فِي الزُّهْد وَالحَدِيْث، وَاعِظ، كتب عَنْهُ شُجَاع الذُّهْلِيّ، وَابْن نَاصر، كَانَ إِذَا أَكل اغْرَوْرَقَتْ عينَاهُ، وَيَقُوْلُ: كَانَ دَاوُدُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُل بَكَى.
قَالَ أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّطَنْزِيّ: كُنْت بِبَغْدَادَ، فَاقترض مِنِّي أَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ عَشْرَة دَنَانِيْر، فَاتَّفَقَ أَنِّي دَخَلت عَلَى السُّلْطَان مَسْعُوْد بن مُحَمَّدٍ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَبَعَثَ مَعِي إِلَيْهِ خَمْس مائَة دِيْنَارٍ، فَأَبَى أَنْ يَأْخذهَا.
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: حَجَّ أَبُو سَعْدٍ إِحْدَى عَشْرَةَ حجَّة، وَتردد مرَاراً، وَسَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْر، وَرَأَيْت أَخلاَقه اللطيفَة، وَمَحَاسِنَه الجَمِيْلَة، مَاتَ بِنُهَاوَنْدَ, رَاجِعاً مِنَ الحَجّ, فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَحُمِلَ إِلَى أَصْبَهَانَ، فَدُفِنَ بِهَا.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيْمِ الحَاجِي: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ مِنْهَا.
وَمَاتَ ابْنُهُ أَبُو سَعِيْدٍ عَبْد اللَّطِيْفِ بن البَغْدَادِيّ بِأَصْبَهَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. يَرْوِي عَنْ أَبِي مُطِيع، وَأَبِي الفَتْحِ الحَدَّاد، وَطَائِفَة.
أَنْبَأَنَا بِكِتَاب "مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ" لأَبِي عبد الله بن مندة جمال الدين يَحْيَى بنُ الصَّيْرَفِيّ, قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ القُبَّيْطِيّ قِرَاءةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا بِهِ غَيْر وَاحِد مُلفَّقاً، قالوا: أخبرنا المؤلف, رحمه الله.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "1802"، من طريق حميد أنه سمع أنسًا -رضي الله عنه- يَقُوْلُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته، وإن كانت دابة حركها". ووقع في رواية إسماعيل عن حميد، عن أنس: ""جدرات" بدل "درجات". وقوله أوضع: أي أسرع السير.

(14/492)


ابن مغيث، ابن تاشفين:
4873- ابن مُغِيث 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ، المُفْتِي الكَبِيْر، أَبُو الحَسَنِ، يُوْنُس بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُغِيْثِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الإِمَامِ المُحَدِّثِ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُغِيْثٍ القُرْطُبِيّ, المَالِكِيّ.
مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ بَعْد السِّتِّيْنَ مِنْ: حَاتِم بن مُحَمَّدٍ، وَأَبِي عُمَرَ بن الحَذَّاء، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ بَشِيْر، وَأَبِي مَرْوَانَ بن سرَاج، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْظُوْر، وَمُحَمَّد بن سَعْدُوْنَ القَرَوِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن رِزْقٍ، وَمُحَمَّد بن الفَرَجِ، وَأَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ الحَافِظ.
قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ عَارِفاً بِاللُّغَةِ وَالإِعرَاب، ذَاكراً لِلْغَرِيْب وَالأَنسَاب، وَافرَ الأَدبِ، قَدِيْم الطَّلَب، نَبِيهَ البَيْتِ وَالحسبِ، جَامِعاً لِلْكُتُبِ، رَاوِيَةً لِلأَخْبَار، أَنِيسَ المُجَالَسَة، فَصِيْحاً، مُشَاوراً، بَصِيْراً بِالرِّجَال وَأَزْمَانِهِم وَثِقَاتِهِم، عَارِفاً بِعُلَمَاءِ الأَنْدَلُس وَمُلُوكِهَا، أَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ كَثِيْراً، قَرَأْتُ عَلَيْهِ، وَأَجَازَ لِي، تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ولده أبو الوليد.
قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرج القَنْطَرِيّ الحَافِظ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَادَةَ الجَيَّانِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن الْفرس، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْد اللهِ، وَعَبْد اللهِ بن طَلْحَةَ المُحَارِبِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ حُبيش، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بنِ الشَّرَّاط، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاء في عصره، رحمه الله.
4874- ابن تاشفين 2:
السُّلْطَانُ، صَاحِبُ المَغْرِبِ، أَمِيْرُ المُسْلِمِيْنَ، أَبُو الحَسَنِ علي بن صَاحِبِ الغربِ يُوْسُفَ بنِ تَاشفِيْنَ، البَرْبَرِيُّ، ملكُ المُرَابِطِيْنَ.
تَولَّى بَعْدَ أَبِيْهِ سَنَةَ خَمْسِ مائَةٍ.
وَكَانَ شُجَاعاً, مُجَاهِداً، عَادِلاً, ديِّناً، وَرِعاً, صَالِحاً، معظمًا للعلماء، مشاورًا لهم،
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 688"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1277"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 101- 102".
2 ترجمته في وفيات الأعيان "5/ 49" و "7/ 123 و 125- 126"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 272"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 115".

(14/493)


نَفَقَ فِي زَمَانِهِ الفِقْهُ وَالكُتُبُ وَالفُرُوْعُ، حَتَّى تَكَاسَلُوا عَنِ الحَدِيْثِ وَالآثَارِ، وَأُهِيْنَتِ الفَلْسَفَةُ، وَمُجَّ الكَلاَمُ، وَمُقِتَ، وَاسْتحكمَ فِي ذِهنِ عَلِيٍّ أَنَّ الكَلاَمَ بِدعَةٌ مَا عَرفهُ السَّلَفُ، فَأَسرفَ فِي ذَلِكَ، وَكَتَبَ يَتهدَّدُ، وَيَأْمرُ بِإِحرَاقِ الكُتُبِ، وَكَتَبَ يَأْمرُ بِإِحرَاقِ تَوَالِيفِ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ، وَتوعَّدَ بِالقتلِ مَنْ كَتَمَهَا، وَاعْتَنَى بِعِلْمِ الرَّسَائِلِ وَالإِنشَاءِ، وعمِّر.
وَلَمَّا التَقَى عَسْكَرُه العَدُوَّ، انْهَزَمُوا، وَاختلَّتِ الأَنْدَلُسُ، وَظهرَ بِهَا المُنْكَرُ، وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ المُرَابِطِيْنَ، وَأَخَذَ يَتهَاونُ، وَيَقنعُ بِالاسْمِ، وَأَقْبَلَ عَلَى العِبَادَةِ وَأَهملَ الرَّعَايَا، وَعَجَزَ، حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُ رَفعَ يَدَيْهِ، وَدَعَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ قَيِّضْ لِهَذَا الأَمْرِ مَنْ يَقوَى عَلَيْهِ.
وَابتُلِيَ بِنُوَّابٍ ظَلَمَةٍ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِ ابْنُ تُوْمَرْتَ، وَحَارَبه عَبْدُ المُؤْمِنِ، وَقَوِيَ عَلَيْهِ، وَأَخَذَ البِلاَدَ، وَوَلَّتْ أَيَّام المُلَثَّمَةِ، فَمَاتَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَعُهِدَ بِالأَمْرِ إِلَى ابْنِهِ يُوْسُفَ، فَقَاوَمَ عَبْدَ المُؤْمِنِ مُدَيدَةً، ثُمَّ انزَوَى إِلَى وَهرَانَ، وَتَفَرَّقتْ جُمُوْعُه، فَظَفِرَ بِهِ الموحِّدُوْنَ، وَهَلَكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَعِنْدِي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَنَّ الَّذِي وَلِيَ بَعْدَ عَلِيٍّ وَلدُهُ تَاشفِيْنُ، فَحَارَبَ الموحِّدينَ مديدَةً، ثُمَّ تَحصَّنَ بِوَهْرَانَ، وَأَنَّهُ هَلَكَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تسع، وصلبوه.

(14/494)


4875- النسفي 1:
العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو حَفْصٍ، عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ لُقْمَانَ، النَّسَفِيُّ الحَنَفِيُّ، مِنْ أَهْلِ سَمَرْقَنْدَ.
وَهُوَ مُصَنِّفُ "تَارِيخِهَا" المُلَقَّبِ بِالقَنْد.
وَنَظَمَ "الجَامِعَ الصَّغِيْرَ".
وَكَانَ صَاحِبَ فُنُوْنٍ، أَلَّفَ فِي الحَدِيْثِ، وَالتَّفْسِيْرِ، وَالشُّروطِ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ مائة مصنف.
حَجَّ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ بَيَانٍ فِي الكُهُوْلَةِ، فَإِنَّهُ وُلدَ نَحْوَ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ النُّوْحِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ القَاضِي، وَمَهْدِيِّ بنِ
مُحَمَّدٍ العَلَوِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى النَّسَفِيِّ، وَأَبِي اليُسْرِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّسَفِيِّ، وَحُسَيْنٍ الكَاشْغَرِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ الحَسَنِ المَاتُرِيْدِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التُّوربُشْتِيُّ، وَوَلَدُه أَبُو اللَّيْثِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: مَاتَ بِسَمَرْقَنْدَ فِي ثَانِي عَشَرَ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سبع وثلاثين وخمس مائة.
__________
1 ترجمته في لسان الميزان "4/ 327"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 115".

(14/494)


ملك الخَطا، ابن ماشاذه

4876- مَلِكُ الخَطا 1:
كُوْخَانُ، طَاغِيَةُ التُّركِ وَالخَطَا، مِنْ أَبْطَالِ المُلُوْكِ.
أَقْبَلَ فِي ثَلاَثِ مائَةِ أَلْفِ فَارِسٍ فِيْمَا قِيْلَ، وَكسرَ السُّلْطَانَ سَنْجَرَ السَّلْجُوْقِيَّ، وَاسْتَوْلَى عَلَى بُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ فِي سَنَةِ سِتٍّ، فما أمهله الله، وَهَلَكَ فِي رَجَبٍ, سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَكَانَ سَائِساً، مُحِبّاً لِلْعدلِ، دَاهِيَةً.
وَحكمتِ الخَطَا عَلَى بِلاَدِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ, إِلَى أَنْ تَملَّكَ عَلاَءُ الدِّيْنِ خُوَارِزْمْشَاه، فَاسْتردَّ ذَلِكَ.
4877- ابن ماشاذه 2:
العَلاَّمَةُ الكَبِيْرُ، المُفْتِي، أَبُو مَنْصُوْرٍ، مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَاشَاذه، الأَصْبَهَانِيُّ الشَّافِعِيُّ.
تَفقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ الخُجَنْدِيِّ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدٍ الفَامِيِّ.
وَسَمِعَ مِنْ: شُجَاعِ بنِ عَلِيٍّ المَصْقَلِيِّ، وَأَخِيْهِ؛ أَحْمَدَ وَأَبِي طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ النّقَّاشُ، وَأَبِي سَهْلٍ حَمْدِ بنِ وَلْكِيْزَ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَدِيْعٍ الحَاجِبِ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُرزَةَ الجَوْهَرِيّ، وَعَائِشَةَ الوَرْكَانِيَّةِ.
وَأَمْلَى عِدَّةَ مَجَالِسَ، وَكَانَ إِمَاماً في التفسير والمذهب والخلاف والوعظ.
عَظَّمَهُ ابْنُ النَّجَّارِ.
وَرَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ.
وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي آدَابِ الدِّينِ، وَمَنَاقِبِ الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّةِ، ثُمَّ عَرضَه عَلَى المُسْترشِدِ بِاللهِ، فَقَبِلَهُ، وَشرَّفَه.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: شَيْخُنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مِنْ أَعْيَانِ العُلَمَاءِ، وَمَشَاهِيْرِ الفُضَلاَءِ الفُهمَاءِ، قَدِمَ بَغْدَادَ حَاجّاً سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ، فَلَمْ يَبْقَ بِهَا مِنَ المَذْكُوْرِيْنَ أَحَدٌ إلَّا تَلَقَّاهُ، وَسُرُّوا بِقُدُومِهِ، وَعَقَدَ المَجْلِسَ فِي جَامِعِ القَصْرِ. . . إلى أن قال: وعانيت مَرْتَبَتِهِ فِي بَلَدِهِ، وَحِشمَتِهِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ.
وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: ارْتفعَ أَمرُهُ حَتَّى صَارَ أَوحدَ وقته، والمرجوع إليه، وجىء بِالسِّكِّينِ نُوباً عِدَّةً، وَحَمَاهُ اللهُ، وَكَانَ كَثِيْرَ الصَّلاَةِ وَالذِّكرِ بِاللَّيْلِ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فَجْأَةً لَيْلَةَ الجُمُعَةِ ثَانِي عَشَرَ رَبِيْعٍ الآخرِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وخمس مائة.
__________
1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 268 و 272"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 115".
2 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 135" ووقع عنده "ما ساده" بالسين والدال المهملتين بدل: "ما شاذه" بالشين والذال المعجمتين، واللباب لابن الأثير "1/ 302".

(14/495)


الفهارس:
فهرس الموضوعات:
الصفحة الموضوع
الطَّبَقَةُ الخَامِسَةُ وَالعِشْرُوْنَ
5/ 4321/ النُّوْقَانِيُّ: أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بن زاهر بن محمد.
6/ 4322/ ابن اللالكائي: أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي الشافعي.
6/ 4323/ الشحامي: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمد النيسابوري المستملي الشحامي.
6/ 4324/ صَاحِبُ الرُّوْمِ: سُلَيْمَانُ بنُ قُتُلْمِشَ بنِ إِسْرَائِيْلَ السلجوقي.
7/ 4325/ الكوسج: أَبُو المُظَفَّرِ مَحْمُوْدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ التميمي الأصبهاني.
7/ 4326/ حيدرة بن علي بن محمد القحطاني.
7/ 4327/ الجُهَنِيُّ: أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد الجهني.
8/ 4328/ ابْنُ عَلاَّنَ: أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن علان.
8/ 4329/ القواس: أبو الوفاء طاهر بن الحسين ابن أحمد البغدادي.
9/ 4330/ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ يوسف.
14/ 4331/ ابن الصباغ: أبو نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد.
15/ 4332/ ابن الصباغ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ البيع أبو طاهر.
15/ 4333/ ابْنُ الصَّبَّاغِ: أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السيد بن أبي طاهر ابن الصباغ.
17/ 4334/ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ: أَبُو المَعَالِي عَبْدُ المَلِكِ بنُ عبد الله بن يوسف الجويني النيسابوري الشافعي.
21/ 4335/ النسوي: أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أحمد.

(14/497)


21/ 4336/ ابن خلف: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الله.
22/ 4337/ فاطمة بنت أبي علي الحسن بن علي الدقاق.
23/ 4338/ فَاطِمَةُ بِنْتُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ البَغْدَادِيِّ العَطَّارِ أم الفضل.
23/ 4339/ التُّسْتَرِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي التستري.
24/ 4340/ صاحب الموصل: أبو المكارم مسلم بن قريش بن بدران العقيلي.
24/ 4341/ الصَّرَّامُ: أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ محمد النيسابوري.
25/ 4342/ السِّمْسَارُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي الأصبهاني.
25/ 4343/ الدَّامَغَانِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد.
27/ 4344/ الأَنْدَقِيُّ: أَبُو المُظَفَّرِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَبِي حنيفة.
27/ 4345/ ابن خزرج: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ محمد بن خزرج.
28/ 4346/ ابن الوليد: أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الله الكرخي.
28/ 4347/ ابْنُ المُطَّلِبِ: أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن المطلب الكرماني.
29/ 4348/ شيخ الشيوخ: أبو سعد أحمد بن محمد بن دوست دادا النيسابوري.
29/ 4349/ الباهر: أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الخزاعي المطيري.
30/ 4350/ ابن شكرويه: أبو منصور محمد بن أحمد بن علي.
31/ 4351/ الجوهري: أَبُو عَطَاءٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
31/ 4352/ الجَوْهَرِيُّ: أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ المصري بن الجوهري.
32/ 4353/ الحَبَّالُ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عبد الله النعماني.
36/ 4354/ شيخ الإسلام: أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري.
44/ 4355/ ابن قريش: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ.
45/ 4356/ الحَاكِمِيُّ: أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد.
45/ 4357/ معلى بن حيدرة الكتامي أبو الحسن.
45/ 4358/ الحُسَيْنِيُّ: أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زيد العلوي الحسيني.
48/ 4359/ الحسيني: أبو الرضا الأطهر بن محمد بن محمد.

(14/498)


48/ 4360/ حجاج بن قاسم السبتي أبو محمد.
49/ 4361/ الشَّاشِيُّ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حامد.
49/ 4362/ البانياسي: أبو عبد الله وأبو الحسن مالك بن أحمد بن علي.
50/ 4363/ المجاشعي: أبو الحسن علي ابن فضال بن علي المجاشعي.
51/ 4364/ السَّرَّاجُ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ محمد.
51/ 4365/ موسى بن عمران بن محمد الأنصاري النيسابوري.
52/ 4366/ المُقَوِّمِيُّ: أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أحمد.
52/ 4367/ ابن البغدادي: أبو الفضل محمد بن أحمد بن الحسن.
53/ 4368/ مسعود بن ناصر بن عبد الله السجزي الركاب أبو سعيد.
55/ 4369/ أبو الوليد الباجي: سليمان ابن خلف بن سعد التجيبي.
59/ 4370/ أحمد بن سليمان الباجي أبو القاسم.
60/ 4371/ أبو جعفر الهاشمي: عبد الخالق بن موسى بن أحمد.
61/ 4372/ الدَّبَّاسُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بن محمد الرحبي الدباس.
61/ 4373/ البزاني: أَبُو الفَضْلِ المُطَهّرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ محمد.
62/ 4374/ ابن البقال: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي ابن البقال الأزجي.
62/ 4375/ الأَنْطَاكِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عمر.
63/ 4376/ ابن العجوز: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عبد الرحيم.
63/ 4377/ التفكري: أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بن الحسن.
64/ 4378/ جعبر بن سابق القشيري الأمير.
64/ 4379/ ابن منقذ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُنْقِذِ بنِ نَصْرِ الكناني شيزر.
64/ 4380/ ابن شريح أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ شُرَيْحِ بنِ أحمد الرعيني الإشبيلي.
65/ 4381/ الأعلم: أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ عِيْسَى الشنتمري النحوي.
66/ 4382/ دبيس بن علي بن مزيد الأسدي.
66/ 4383/ الخَبْرِيُّ: أَبُو حَكِيْمٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الخبري.

(14/499)


67/ 4384/ ابن منتاب: أبو محمد أحمد بن الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ مُنتَابٍ.
67/ 4385/ ابن جلبة: أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جلبة الحراني.
68/ 4386/ البكري: أبو بكر عتيق البكري المغربي الأشعري.
68/ 4387/ ابن القشيري: أبو سعد عبد الله بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن.
69/ 4388/ ابْنُ رِزْقٍ: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ ابن رزق.
69/ 4389/ نَافِلَةُ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَسْعَدَةَ بن إسماعيل.
70/ 4390/ الفارمذي: أَبُو عَلِيٍّ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارمذِيُّ الخُرَاسَانِيُّ.
70/ 4391/ أَبُو عِيْسَى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأصبهاني.
71/ 4392/ ابن دلهاث: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَنَسِ بن دلهاث.
71/ 4393/ البُرِّيُّ: أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عبد الواحد السلمي.
72/ 4394/ ابن ماكولا: أَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ علي العجلي الجرباذقاني.
77/ 4395/ ابن أبي الصقر: أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
77/ 4396/ المَحْمِيُّ: أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبيد الله.
78/ 4397/ الملك المؤيد: إبراهيم بن مسعود بن السلطان محمود بن سبكتكين.
78/ 4398/ ابْن مَاجَه: أَبُو بكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن الحسن.
79/ 4399/ الأزدي: أَبُو عُثْمَانَ طَاهِرُ بنُ هِشَامٍ الأَزْدِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ.
79/ 4400/ المَهْرِيُّ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمَّارٍ الأَنْدَلُسِيُّ.
80/ 4401/ الدِّيْنَوَرِيُّ: أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عباد.
80/ 4402/ المُتَوَلِّي: أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَأْمُوْنِ النيسابوري.
81/ 4403/ قاضي حلب: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَامِدِ البيكندي.
81/ 4404/ ابن أبي الشخباء: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أبي الشخباء.
82/ 4405/ الطبسي: أبو الفضل محمد بن أحمد ابن أبي جعفر الطبسي شيخ.
82/ 4406/ ابن أبي الصهباء: أبو السنابل هبة الله بن أبي الصهباء محمد.
83/ 4407/ ابن أبي عثمان: أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ.

(14/500)


83/ 4408/ بَادِيْسُ بنُ حَبُوْسَ بنِ مَاكْسَ بنِ بُلُكِّيْنَ.
84/ 4409/ المعتصم بن صمادح: محمد بن معن بن محمد بن أحمد بن صمادح.
85/ 4410/ المظفر بن الأفطس سلطان الثغر.
87/ 4411/ النَاصِرُ بنُ عِلْنَاسَ بنِ حَمَّادِ بنِ بُلُكِّيْنَ.
87/ 4412/ العاصمي: أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد.
88/ 4413/ الكُرْكَانجِيُّ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي بن حامد.
89/ 4414/ مازن: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ.
89/ 4415/ البَزْدَوِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحسين.
89/ 4416/ ابن زكرى: أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ زكرى.
90/ 4417/ ابن فهد: أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد.
91/ 4418/ ابن الأخضر: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الشيباني.
92/ 4419/ ابن الأستاذ: أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَبَّادٍ.
92/ 4420/ ابن شانده: أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ شانده الأصبهاني.
93/ 4421/ ابْنُ جَهِيْرٍ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن جهير الثعلبي.
93/ 4422/ رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي.
97/ 4423/ أَبُو يُوْسُفَ القَزْوِيْنِيُّ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُحَمَّدٍ بن يوسف بن بندار.
99/ 4424/ الدباس: محمد بن علي.
99/ 4425/ الترياقي: عبد العزيز بن محمد.
100/ 4426/ الغورجي: أحمد بن عبد الصمد.
100/ 4427/ الصاعدي: أحمد بن أحمد.
100/ 4428/ الثقفي: القاسم بن الفضل.
102/ 4429/ التفليسي: محمد بن إسماعيل.
102/ 4430/ ابن أبي العلاء: علي بن محمد.
104/ 4431/ خواهر زاذه: محمد بن حسين.
104/ 4432/ الخلالي: إبراهيم بن عثمان.
105/ 4433/ ابن سمكويه: محمد بن أحمد.
105/ 4434/ هبة الله بن عبد الوارث.

(14/501)


106/ 4435/ الناصحي: محمد بن عبد الله.
107/ 4436/ حمد بن أحمد: أبو الفضل الأصبهاني.
108/ 4437/ سليمان بن إبراهيم: أبو مسعود الأصبهاني.
109/ 4438/ أبو الأصبغ: عيسى بن سهل.
110/ 4439/ الحصري: علي بن عبد الغني.
110/ 4440/ ظهير الدين: محمد بن الحسين.
112/ 4441/ الهمذاني: عبد الملك بن إبراهيم.
113/ 4442/ أبو عامر الأزدي: محمود بن القاسم.
114/ 4443/ السمسار: عبد الرحمن بن محمد.
114/ 4444/ البكري، عبد الله بن عبد العزيز.
114/ 4445/ البكري القصاص: أحمد بن عبد الله.
115/ 4446/ نجيب بن ميمون: أبو سهل الواسطي.
115/ 4447/ طِرَادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ.
116/ 4448/ محمد بن أبي تمام.
117/ 4449/ ابن أبي حرب: الفضل بن أبي حرب.
117/ 4450/ العباداني: جعفر بن محمد.
119/ 4451/ هبة الله بن عبد الرزاق.
120/ 4452/ ابن البطر: نصر بن أحمد.
122/ 4453/ البزدوي: محمد بن محمد بن الحسين.
122/ 4454/ ابن شغبة: عبد الملك بن علي بن خلف.
123/ 4455/ أَبُو الفَرَجِ الحَنْبَلِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ محمد بن علي.
124/ 4456/ نَاصِحُ الدِّيْنِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمِ بنِ عبد الوهاب.
125/ 4457/ ملكشاه: ابن السلطان ألب أرسلان.
126/ 4458/ المعتمد بن عباد: محمد بن عباد.
131/ 4459/ ابْنُ المُرَابِطِ: مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعِيْدٍ.
131/ 4460/ الهكاري: علي بن أحمد بن يوسف.
132/ 4461/ العميري: محمد بن علي بن محمد.
133/ 4462/ السلار: مكي بن منصور بن محمد.

(14/502)


162/ 4490/ قسيم الدولة: آقسنقر التركي.
163/ 4491/ ابن العربي: عبد الله بن محمد بن العربي.
163/ 4492/ الحكاك: جعفر بن يحيى بن إبراهيم.
164/ 4493/ ابْنُ سِرَاجٍ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ سِرَاجِ بنِ عبد الله.
165/ 4494/ الوقشي: هشام بن أحمد بن خالد.
165/ 4495/ الفقيه نصر: نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْر بن إِبْرَاهِيْمَ.
169/ 4496/ النسفي: الحسن بن عبد الملك بن علي.
169/ 4497/ الكرجي: أحمد بن الحسن بن أحمد.
170/ 4498/ ابْنُ أَيُّوْبَ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ.
171/ 4499/ السَّرْخَسيُّ: الفَضْلُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الفَضْلِ.
172/ 4500/ الجياني: الحسين بن محمد بن أحمد.
173/ 4501/ الكتبي: الحسين بن محمد.
174/ 4502/ الشيحي: عبد المحسن بن محمد بن علي.
175/ 4503/ الزاز: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد.
175/ 4504/ القومساني: إسماعيل بن محمد بن عثمان.
176/ 4505/ صاحب الهند: إبراهيم بن مسعود.
176/ 4506/ العبدي: أحمد بن محمد بن حسن.
177/ 4507/ ابْنُ الأَخْرَمِ: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
177/ 4508/ أسعد بن مسعود النيسابوري.
178/ 4509/ الجرجاني: عبد الله بن يوسف.
178/ 4510/ الطريثيثي: أحمد بن علي بن الحسين.
179/ 4511/ الإسفراييني: سهل بن بشر بن أحمد.
180/ 4512/ ابن يوسف: أحمد بن عبد القادر بن محمد.
181/ 4513/ ابْنُ وَدْعَانَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ الله.
182/ 4514/ الخشنامي: نصر الله بن أحمد بن عثمان.
183/ 4515/ أبو داود= سليمان بن نجاح.

(14/504)


184/ 4516/ المراغي: عبد الباقي بن يوسف بن علي.
185/ 4517/ ابْنُ أَبِي ذَرٍّ: عِيْسَى بنُ عَبْدِ بنِ أحمد الأنصاري.
185/ 4518/ ابْنُ الجَرَّاحِ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هارون.
186/ 4519/ شيذله: عزيزي بن عبد الملك بن منصور.
187/ 4520/ ابن جهير: محمد بن محمد بن جهير.
187/ 4521/ أَبُو مُطِيعٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عبد العزيز.
188/ 4522/ الرميلي: مكي بن عبد السلام بن الحسين.
189/ 4523/ مجد الملك: أسعد بن موسى البلاشاني.
189/ 4524/ ابن خذام: علي بن محمد بن القاسم.
190/ 4525/ ابن حيد: منصور بن بكر بن محمد.
190/ 4526/ صاعد بن سيار بن يحيى.
191/ 4527/ ابن أشته: أحمد بن عبد الغفار بن أحمد.
191/ 4528/ الكامخي: محمد بن أحمد بن محمد.
192/ 4529/ ابنُ البُسْرِيِّ: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ.
193/ 4530/ المتولى: عبد الرحمن بن مأمون بن علي.
193/ 4531/ ابن جزلة: يحيى بن عيسى بن جزلة.
193/ 4532/ شرف الملك: محمد بن منصور الخوارزمي.
194/ 4533/ الشيرجاني: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ.
195/ 4534/ ابن الخطاب: أحمد بن إبراهيم بن أحمد.
195/ 4535/ اللواتي: مروان بن عبد الملك.
196/ 4536/ شمس الملك: نصر بن إبراهيم.
196/ 4537/ السوذرجاني: أحمد بن عبد الله بن أحمد.
197/ 4538/ الربعي: علي بن الحسين بن عبد الله.
198/ 4539/ بركياروق: بركياروق بن ملكشاه بن ألب بن آرسلان.
198/ 4540/ البندنيجي: محمد بن هبة الله بن ثابت.
199/ 4541/ العجلي: سعد بن علي بن حسن العجلي.

(14/505)


199/ 4542/ ابْنُ الأَبْرَصِ: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خلف.
200/ 4543/ ابْنُ المُوْصِلاَيَا: العَلاَءُ بنُ حَسَنِ بنِ وَهْبٍ.
200/ 4544/ الطلاعي: محمد بن الفرج.
201/ 4545/ الحرمي: محمد بن الحسين بن محمد.
202/ 4546/ الطبري: الحسين بن علي بن الحسين.
202/ 4547/ ثابت بن بندار بن إبراهيم.
203/ 4548/ السمرقندي: الحسن بن أحمد بن محمد.
204/ 4549/ ابن مردويه: أحمد بن محمد بن أحمد.
205/ 4550/ الحبال: المعمر بن محمد بن علي.
206/ 4551/ الطبري "آخر": الحسين بن محمد بن عبد الله.
206/ 4552/ دقاق: دقاق بن تتش بن ألب آرسلان.
207/ 4553/ صَاحِبُ خُرَاسَان: أَرْسَلاَن أَرغون بنُ أَلب أَرْسَلاَن.
208/ 4554/ ابن السوادي: المبارك بن محمد بن السوادي.
208/ 4555/ ابْنُ الطُّيُورِيِّ: المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ أحمد.
210/ 4556/ أَبُو الفَتْحِ الحَدَّادُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
210/ 4557/ القزويني: محمد بن محمود بن الحسن.
211/ 4558/ ابن بشرويه: أحمد بن محمد بن عبد الله.
211/ 4559/ البرداني: أحمد بن محمد بن أحمد.
212/ 4560/ الخياط: محمد بن أحمد بن علي.
214/ 4561/ مهارش: مهارش بن مجلى بن عكيث.
214/ 4562/ ابن سوار: أحمد بن علي بن عبد الله.
215/ 4563/ الشعبي: عبد الرحيم بن قاسم الشعبي.
215/ 4564/ السراج: جعفر بن أحمد بن الحسن.
217/ 4565/ جياش: جياش بن نجاح الحبشي.
219/ 4566/ صَاحِبُ مَاردِينَ: سُقْمَانُ بنُ أُرْتُقَ بنِ أَكْسَبَ.
219/ 4567/ الباقلاني: محمد بن الحسن ابن أحمد.
220/ 4568/ ابن زنجويه: أحمد بن محمد.

(14/506)


220/ 4569/ ابن أبي الصقر: محمد بن علي بن حسن.
221/ 4570/ الدوني: عبد الرحمن بن حمد بن الحسن.
222/ 4571/ ابن خشيش: محمد بن عبد الكريم بن خشيش.
222/ 4572/ ابن سوسن: أَحْمَدُ بنُ المُظَفَّر بن حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله.
223/ 4573/ ابن العلاف: علي بن محمد بن علي.
224/ 4574/ السنجبستي: إسماعيل بن الحسن بن علي.
224/ 4575/ الجماري: محمد بن إبراهيم بن محمد.
225/ 4576/ الشيروي: عبد الغفار بن محمد بن الحسين.
226/ 4577/ القزويني: الجَلِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بن عَبْدِ اللهِ.
226/ 4578/ الفامي: عبد الوهاب بن محمد بن محمد.
228/ 4579/ صاحب الغرب: يوسف بن تاشفين اللمتوني.
229/ 4580/ المطرز: محمد بن محمد بن أحمد.
230/ 4581/ ابن نبهان: محمد بن سعيد بن إبراهيم.
230/ 4582/ ابن بيان: علي بن أحمد بن محمد.
232/ 4583/ التككي: الحسن بن محمد بن عبد العزيز.
232/ 4584/ ابن الموصلي: هبة الله بن أحمد بن محمد.
233/ 4585/ الرُّويَانِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَحْمَدَ.
234/ 4586/ ابْنُ الفَارِسِيِّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ محمد.
234/ 4587/ ابن باديس: تميم بن المعز بن باديس.
235/ 4588/ صَاحِبُ الحِلَّةِ= صَدَقَةُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ دُبيسِ.
235/ 4589/ التميمي: محمد بن عيسى بن حسن.
236/ 4590/ ابْنُ غَطَاشٍ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ غطاش.
236/ 4591/ متولى همذان: زيد بن الحسين بن علي.
237/ 4592/ الكشاني: عبيد الله بن عمر بن محمد.
237/ 4593/ التبريزي: يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ.
238/ 4594/ أبو الهيجاء: مقاتل بن عطية البكري.

(14/507)


238/ 4595/ أَبُو غَالِبٍ العَدْلُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
239/ 4596/ البحيري: إسماعيل بن عمرو بن محمد.
239/ 4597/ ابن النرسي: محمد بن علي بن ميمون.
241/ 4598/ الأعمش: حمد بن نصر بن أحمد.
241/ 4599/ ابن الآبنوسي: عبد الله بن علي بن محمد.
242/ 4600/ أَبُو الحَسَنِ الآبَنُوْسِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن علي.
243/ 4601/ الشقاني: العباس بن أحمد بن محمد.
243/ 4602/ القشيري: الفضل بن محمد بن عبيد.
243/ 4603/ الأنباري: علي بن محمد بن علي.
244/ 4604/ السقطي: هبة الله بن المبارك بن درس.
245/ 4605/ الأبيوردي: محمد بن أحمد بن محمد.
250/ 4606/ الأبيوردي: الفضل بن محمد الأبيوردي العطار.
250/ 4607/ الفضل بن محمد بن عبيد.
250/ 4608/ عبيد بن محمد القشيري.
251/ 4609/ شيرويه: ابن شهرزاد بن شيرويه.
252/ 4610/ الخلولاني: أحمد بن محمد بن عبد الله.
252/ 4611/ أَبُو طَاهِرٍ اليُوسُفِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بن عبد القادر.
253/ 4612/ ابن صليعة: عبيد الله بن صليعة.
254/ 4613/ صاحب الهند: مسعود بن إبراهيم بن سبكتكين.
254/ 4614/ ابن مرزوق: عبد الله بن مرزوق الهروي.
255/ 4615/ ابن فاخر: المبارك بن فاخر بن محمد.
256/ 4616/ الحداد: الحسن بن أحمد بن الحسن.
258/ 4617/ البلدي: محمد بن أحمد بن محمد.
258/ 4618/ الساجي: المؤتمن بن أحمد بن علي.
260/ 4619/ فخر الملك: ابن عمار صاحب طرابلس.
260/ 4620/ ابن أصبغ: أصبغ بن محمد بن أصبغ.

(14/508)


261/ 4621/ سرفرتج: محمد بن علي بن محمد.
261/ 4622/ المعير: أحمد بن عبيد الله بن محمد.
261/ 4623/ ابن البيهقي: إسماعيل بن أحمد بن الحسين.
262/ 4624/ رضوان: ابن تتش بن ألب آرسلان.
264/ 4625/ الرواسي: عمر بن عبد الكريم بن سعدويه.
266/ 4626/ البرجي: غانم بن محمد بن عبيد الله.
267/ 4627/ الغزالي: محمد بن محمد بن أحمد الطوسي.
279/ 4628/ خميس بن علي: أبو الكرم الحوزي.
280/ 4629/ أبو الخطاب: محفوظ بن أحمد بن حسن.
282/ 4630/ إلكيا: علي بن محمد بن علي.
282/ 4631/ الزينبي: حمزة بن محمد بن علي.
283/ 4632/ أخوه نور الهدى: الحسين بن محمد بن علي.
284/ 4633/ شُجَاعُ بنُ فَارِسِ: بنِ حُسَيْنِ بنِ فَارِسِ أبو غالب الذهلي.
285/ 4634/ الغسال: المبارك بن الحسين بن أحمد.
286/ 4635/ النسيب: علي بن إبراهيم بن العباس.
287/ 4636/ محمد بن طاهر: بن علي أبو الفضل.
294/ 4637/ تاج الإسلام: محمد بن منصور بن محمد.
294/ 4638/ ابن اللبانة: محمد بن عيسى بن محمد.
295/ 4639/ محمود بن الفضل: ابن محمود بن عبد الواحد أبو نصر.
295/ 4640/ ظريف بن محمد: ابن عبد العزيز بن أحمد أبو الحسن الحيري.
296/ 4641/ ابن سكرة: الحسين بن محمد بن فيره.
297/ 4642/ النهاوندي: الحسين بن نصر بن المرهف.
297/ 4643/ ابن مرزوق: عبد الله بن مرزوق الأصم.
298/ 4644/ ابن بدران: أحمد بن علي بن بدران.
299/ 4645/ ابن ملة: إسماعيل بن محمد بن أحمد.
299/ 4646/ أحمديل صاحب مراغة.

(14/509)


300/ 4647/ أَبُو العِزِّ: مُحَمَّدُ بنُ المُخْتَارِ بنِ مُحَمَّدِ.
300/ 4648/ ابن المطلب: هبة الله بن محمد بن علي.
300/ 4649/ الباقرحي: الحسن بن محمد بن إسحاق.
301/ 4650/ الشقاق: الحسين بن أحمد البغدادي.
301/ 4651/ أَبُو طَالِبٍ اليُوسفِيُّ: عَبْدُ القَادِر بنُ مُحَمَّدِ بن عبد القادر.
302/ 4652/ ابن الفحام: عبد الرحمن بن أبي بكر عتيق.
303/ 4653/ غيث بن علي: ابن عبد الله أبو الفرج الأرمنازي.
303/ 4654/ عيسى بن شعيب: ابن إبراهيم أبو عبد الله السجزي.
304/ 4655/ أبو الفتح الهروي: بن إبراهيم نصر بن أحمد.
305/ 4656/ أبو يعلى بن الهبارية: محمد ابن صالح بن حمزة.
305/ 4657/ الشاشي: محمد بن أحمد بن الحسن.
306/ 4658/ ابن منده: يحيى بن أبي عمرو.
307/ 4659/ المستظهر بالله: أحمد بن عبد الله بن محمد.
315/ 4660/ أَبُو القَاسِمِ الأَنْصَارِيُّ: سَلْمَانُ بنُ نَاصِرِ بنِ عمران.
315/ 4661/ صاحب إفريقية: يحيى بن تميم بن المعز.
316/ 4662/ الدرزيجاني: جعفر بن الحسن الفقيه الحنبلي.
316/ 4663/ شمس الأئمة: بكر بن محمد بن علي.
317/ 4664/ القيرواني: مُحَمَّدُ بنُ عَتِيقِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة الله.
318/ 4665/ خوروست: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حسين.
319/ 4666/ ابن مفوز: محمد بن حيدرة بن مفوز.
319/ 4667/ ابْنُ حَمْدِيْنَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ.
320/ 4668/ محمد بن طرخان: ابن بلتكين أبو بكر التركي.
320/ 4669/ ابن صابر: عبد الرحمن بن أحمد بن علي.
321/ 4670/ ابن القشيري: عبد الرحيم ابن عبد الكريم بن هوازن.
322/ 4671/ الدوري: محمد بن عبد الباقي بن محمد.
323/ 4672/ المخرمي: المبارك بن علي.

(14/510)


323/ 4673/ الأشقر: محمود بن إسماعيل بن محمد.
324/ 4674/ أَبُو عَلِيٍّ بنُ المَهْدِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عبد العزيز.
325/ 4675/ السميرمي: علي بن أحمد بن علي.
325/ 4676/ ابن القطاع: علي بن جعفر بن علي.
326/ 4677/ إِيلغَازِي: نَجْمُ الدِّيْنِ بنُ أَرتُق بن أَكسَبَ.
327/ 4678/ الحنائي: محمد بن الحسين بن محمد.
327/ 4679/ ابن الموازيني: علي بن الحسن بن الحسين.
328/ 4680/ محمد بن الحسن: أبو الفضل بن الموازيني.
328/ 4681/ البغوي: الحسين بن مسعود بن محمد.
330/ 4682/ ابن عقيل: علي بن عقيل بن محمد.
334/ 4683/ ابن أبي عمامة: المعمر بن علي بن المعمر.
334/ 4684/ عثمان بن علي بن المعمر.
335/ 4685/ الطغرائي: الحسين بن علي بن محمد.
335/ 4686/ السعيدي: محمد بن بركات بن هلال.
336/ 4687/ ابن برهان: أحمد بن علي بن برهان.
336/ 4688/ أبو عدنان: محمد بن أحمد بن المطهر.
337/ 4689/ العلوي: حمزة بن العباس بن علي.
337/ 4690/ ابن سارة: عبد الله بن محمد بن صارة.
338/ 4691/ الحريري: القاسم بن علي بن محمد.
340/ 4692/ ابن السمرقندي: عبد الله بن المقرئ أحمد بن عمر.
341/ 4693/ أَبُو سَعْدٍ بنُ الطُّيُورِيِّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجبار بن القاسم.
342/ 4694/ ابْنُ الْمُهْتَدي بِاللهِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
342/ 4695/ الفرضي: هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مسلم.
343/ 4696/ النوحي: إسحاق بن محمد بن أحمد بن مسلم.
343/ 4697/ الزَّعْفَرَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْقِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
344/ 4698/ الدشتج: عبد الواحد بن محمد بن أحمد.

(14/511)


344/ 4699/ المرتب: علي بن أحمد بن محمد.
345/ 4700/ الدَّقَّاقُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ.
345/ 4701/ أَبُو صَادِقٍ المَدِيْنِيُّ: مُرشِدُ بنُ يَحْيَى بنِ القاسم.
346/ 4702/ ابن الخياط: أحمد بن محمد بن علي.
349/ 4703/ ابن الخازن: أحمد بن محمد بن الفضل.
350/ 4704/ أَبُو نَهْشَل: عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الفضل.
351/ 4705/ ابْنُ الدَّنِفِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ الله.
351/ 4706/ ابْنُ الحَدَّاد: عُبَيْد اللهِ بن الحَسَنِ بنِ أحمد.
353/ 4707/ الميداني: أحمد بن محمد بن أحمد.
353/ 4708/ الطرطوشي: محمد بن الوليد بن خلف.
356/ 4709/ القلانسي: محمد بن الحسين بن بندار.
357/ 4710/ المُتَوكِّلِي: أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ.
357/ 4711/ ابن أبي روح: أسعد بن أحمد بن أبي روح.
358/ 4712/ الفراء: علي بن الحسين بن عمر.
358/ 4713/ ابن رشد: محمد بن أحمد بن أحمد.
359/ 4714/ حَفِيْدُ البَيْهَقِيِّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
360/ 4715/ فاطمة: بنت عبد الله بن أحمد أم إبراهيم الأصبهانية.
361/ 4716/ السلطان: غياث الدين محمد بن ألب أرسلان.
361/ 4717/ أمير الجيوش: شاهنشاه بن بدر الجمالي.
363/ 4718/ البرسقي: أبو سعيد آقسنقر.
364/ 4719/ الأبيوردي: الفضل بن محمد بن أحمد.
364/ 4720/ ابن عتاب: عبد الرحمن بن محمد بن غياب.
365/ 4721/ أَبُو بَحْرٍ بنُ العَاصِ: سُفْيَانُ بنُ العَاصِ بن أحمد.
366/ 4722/ ابْنُ أَبِي تليد: مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن خلف.
366/ 4723/ الحلواني: يحيى بن علي الحلواني.
366/ 4724/ ابن منظور: أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ.

(14/512)


367/ 4725/ طغتكين: أبو منصور طغتكين الأتابك.
368/ 4726/ ابن الفاعوس: علي بن المبارك بن علي.
369/ 4727/ المسجدي: سهل بن إبراهيم النيسابوري.
370/ 4728/ السلطان: محمود بن محمد ابن ملكشاه.
370/ 4729/ الدينوري: علي بن عبد الواحد بن أحمد.
371/ 4730/ ابن البخاري: هبة الله بن محمد بن علي.
371/ 4731/ جعفر بن عبد الواحد: أبو الفضل الأصبهاني الثقفي.
372/ 4732/ الطرقي: أحمد بن ثابت بن محمد.
372/ 4733/ خوارزمشاه: محمد بن انوشتكين.
372/ 4734/ القطائفي: أحمد بن عمر بن علي.
373/ 4735/ ابن رضوان: أحمد بن عبد الله بن أحمد.
373/ 4736/ العطار: أحمد بن عبد الباقي ابن أحمد.
374/ 4737/ ابن عيذون: علي بن عبد الجبار بن سلامة.
374/ 4738/ البطليوسي: عبد اله بن محمد بن السيد النحوي.
374/ 4739/ البَارِعُ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ.
376/ 4740/ ابن الحصين: هبة الله بن محمد.
377/ 4741/ ابن تومرت: محمد بن عبد الله بن تومرت.
383/ 4742/ ابن صدقة: الحسن بن علي ابن صدقة.
383/ 4743/ البطائحي: المأمون بن البطائحي.
384/ 4744/ الغزي: إبراهيم بن يحيى بن عثمان.
384/ 4745/ ابن الأخشيذ: إسماعيل بن الفضل بن أحمد.
385/ 4746/ الكراعي: محمد بن علي بن محمود.
386/ 4747/ ابن كادش: أحمد بن عبيد الله بن محمد.
387/ 4748/ المسترشد بالله: الفضل بن أحمد بن عبد الله.
391/ 4749/ الراشد بالله: منصور بن الفضل بن أحمد.
394/ 4750/ حمزة بن هبة الله بن محمد ابن الحسين.

(14/513)


394/ 4751/ تاج الملوك: بوري بن الأتابك طغتكين.
395/ 4752/ شَمْسُ المُلُوْك: إِسْمَاعِيْلُ بنُ بُورِي بنِ طُغْتِكِين.
396/ 4753/ ابن الأكفاني: هبة الله بن أحمد بن محمد.
396/ 4754/ ابن يربوع: عبد الله بن أحمد بن سعيد.
397/ 4755/ العبدري: محمد بن سعدون بن مرجى.
399/ 4756/ الرازي: محمد بن أحمد بن إبراهيم.
400/ 4757/ ابن أبي ذر: محمد بن علي بن محمد.
400/ 4758/ ابن ملوك: أحمد بن محمد بن عبد الملك.
401/ 4759/ ابن عطية: غالب بن عبد الرحمن بن غالب.
401/ 4760/ ابْنُهُ عَبْد الحَقّ بن أَبِي بَكْرٍ: أَبُو محمد بن غالب بن عطية.
402/ 4761/ أَبُو غَالِبٍ المَاورديُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ علي.
403/ 4762/ صاعد بن سيار: ابن محمد بن عبد الله أبو العلاء الإسحاقي.
403/ 4763/ ابْنُ صَاعِدٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ.
403/ 4764/ طاهر بن سهل: ابن بشر بن أحمد أبو محمد الإسفراييني.
404/ 4765/ ابن خسرو: الحسين بن محمد بن خسرو.
404/ 4766/ ابن الطبر: هبة الله بن أحمد بن عمر.
405/ 4767/ حماد بن مسلم: أبو عبد الله الدباس.
406/ 4768/ ابن زهر: زهر بن عبد الملك بن محمد.
407/ 4769/ ظافر بن القاسم: ابن منصور أبو منصور الجذامي.
407/ 4770/ ابن حمويه: محمد بن حمويه بن محمد.
408/ 4771/ ابن عيذون: عبد المجيد بن عيذون.
408/ 4772/ عبد الكريم بن حمزة: ابن الخضر بن العباس أبو محمد السلمي.
409/ 4773/ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن الحسين.
410/ 4774/ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ.
410/ 4775/ أَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاءِ: أَحْمَدُ بنُ الحسن بن أحمد.
411/ 4776/ أَبُو خَازِمٍ بنُ الفَرَّاءِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن الحسين.

(14/514)


412/ 4777/ أَبُو الحَسَنِ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ: عَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ الله بن نصر.
413/ 4778/ أَبُو عَلِيٍّ الفَارِقِيُّ: الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ برهون.
414/ 4779/ ابن قبليل: أحمد بن عمر بن خلف.
414/ 4780/ ابن الرطبي: أحمد بن سلامة بن عبيد الله.
415/ 4781/ ابن الفتى: الحسن بن سلمان بن عبد الله.
415/ 4782/ دبيس: الملك نور الدولة.
416/ 4783/ تاج الملوك: سيف الدولة بدران.
416/ 4784/ ابن الحاج: محمد بن أحمد بن خلف.
417/ 4785/ الفراوي: محمد بن الفضل بن أحمد.
419/ 4786/ ابن آسة: علي بن عبد القاهر بن آسة.
420/ 4787/ الخلال: الحسين بن عبد الملك بن الحسين.
420/ 4788/ اليونارتي: الحسن بن محمد بن إبراهيم.
421/ 4789/ الصيرفي: سعيد بن محمد بن بكر.
422/ 4790/ ابْنُ القُشَيْرِيِّ: عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ.
423/ 4791/ بنت زعبل: فاطمة بنت علي بن مظفي.
424/ 4792/ ابن المؤذن: إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك.
424/ 4793/ عيسى بن محمد: ابن عبد الله بن عيسى أبو الأصبغ الزهري.
425/ 4794/ البآري: إبراهيم بن الفضل الأصبهاني.
426/ 4795/ المزرفي: محمد بن الحسين بن علي البغدادي.
427/ 4796/ العجلي: عثمان بن علي بن شراف.
427/ 4797/ الميهني: أسعد بن الفضل القرشي.
428/ 4798/ ابن أبي الصلت: أمية بن عبد العزيز.
428/ 4799/ الإسلامي: علي بن أحمد بن علي.
428/ 4800/ الوَاسِطِيُّ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ الله بن أحمد البغدادي.
429/ 4801/ الحَاكمِيُّ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن علي الطوسي.

(14/515)


429/ 4802/ ابْنُ البَنَّاءِ أَبُو عَبْدِ اللهِ يَحْيَى بنُ الحسن بن أحمد.
430/ 4803/ الغَازِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمد الأصبهاني.
431/ 4804/ زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي أبو القاسم.
433/ 4805/ السَّيِّدِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلِ بن عمر البسطامي.
433/ 4806/ أنو شروان بن خالد الوزير أبو نصر القاشاني.
434/ 4807/ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عبدِ الغَافِر الفارسي.
435/ 4808/ ابن قبيس أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الغساني.
435/ 4809/ القارئ أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن صالح النيسابوري.
436/ 4810/ تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ أَبِي العَبَّاسِ أبو القاسم الجرجاني.
437/ 4811/ قَاضِي المَرَسْتَانِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الباقي بن محمد الحنبلي النصري.
440/ 4812/ ابن السمرقندي أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ.
442/ 4813/ جمَال الإِسْلاَم أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّم الشَّافِعِيُّ.
443/ 4814/ ابن توبة أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجبار الأسدي.
444/ 4815/ ابن توبة أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد العكبري الأسدي.
444/ 4816/ الشاذياخي أَبُو الفُتُوْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ شَاه بنِ أحمد.
445/ 4817/ عماد الدولة بن هود: عبد الملك بن أحمد بن يوسف بن هود الجنامي أبو مروان.
447/ 4818/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ هُودٍ، المُسْتَنْصِرُ بالله الأندلسي.
449/ 4819/ العُثْمَانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يحيى الشافعي المقدسي.
450/ 4820/ الدهان أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بن عبد الله النيسابوري.
451/ 4821/ ابْنُ سَعْدُوَيْه أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بن محمد الأصبهاني.
451/ 4822/ بدر بن عبد الله الأرمني الشيحي أبو النجم.
452/ 4823/ ابْنُ مَوْهَبٍ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد الجذامي.
452/ 4824/ الأَمِيْنُ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ البغدادي.

(14/516)


452/ 4825/ صاحب دمشق شهاب الدين أبو القاسم محمود بن بوري بن طغتكين.
453/ 4826/ صاحب دمشق جمال الدين أبو المظفر محمد بن بوري بن طغتكين.
453/ 4827/ ابن خفاجة الشاعر أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح الأندلسي.
453/ 4828/ المُوْسَوِيُّ أَبُو البَرَكَاتِ مَهْدِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِيُّ الوَاعِظُ.
454/ 4829/ البَدِيْعُ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحسين البغدادي الأسطرلابي.
454/ 4830/ ابْنُ بِطْرِيْقٍ أَبُو القَاسِمِ يَحْيَى بنُ بِطْرِيْقٍ الطرسوسي.
455/ 4831/ ابن عطاف أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن عطاف الهمداني.
455/ 4832/ عطاء بن أبي سعد بن عطاء الثعلبي الهروي.
456/ 4833/ الزَّوْزَنِيُّ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علي بن محمود بن ماخرة.
457/ 4834/ ابن الجلخت أَبُو الْكَرم نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمد الأزدي.
458/ 4835/ ابن البدن أَبُو المَعَالِي عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بن علي.
459/ 4836/ ابن فطيمة أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي الشافعي.
459/ 4837/ اليُوْسُفِيُّ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبد القادر الحربي.
460/ 4838/ القاضي الزكي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز الشافعي.
461/ 4839/ الفضيلي أبو المفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل.
461/ 4840/ يوسف بن أيوب بن يوسف الهمذاني أبو يعقوب الصوفي.
463/ 4841/ القزاز أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ البغدادي.
464/ 4842/ الخُوَارِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
465/ 4843/ ابن برجان أَبُو الحَكَمِ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن محمد.
465/ 4844/ اللفتواني أبو بكر محمد بن أبي نصر شجاع بن أحمد.
466/ 4845/ ابن السلال أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد الكرخي الوراق الحبار.
467/ 4846/ ابن الطراح أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ البغدادي المسند.
468/ 4847/ أَبُو البَدْرِ الكَرْخِيُّ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ منصور البغدادي.

(14/517)


469/ 4848/ التَّيْمِيُّ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفضل الطلحي الأصبهاني.
473/ 4849/ ابن الجواليقي أَبُو مَنْصُوْرٍ مَوْهُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
474/ 4850/ ابن أبي جمرة أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ موسى، المرسي المالكي.
475/ 4851/ الشَّاطِبِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد الأندلسي المسند.
475/ 4852/ أَبُو المَعَالِي الفَارِسِيُّ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ محمد بن حسين.
476/ 4853/ ابن باجة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ الصَّائِغِ فيلسوف الأندلس.
476/ 4854/ ابن خيرون أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحسن البغدادي المقرئ.
477/ 4855/ العِجْلِيُّ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بنِ علي.
478/ 4856/ ابن مازه أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عمر البخاري.
478/ 4857/ ابن طاوس أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البغدادي.
479/ 4858/ غانم بن أحمد بن الحسن الأصبهاني.
479/ 4859/ غانم بن خالد بن الواحد بن أحمد.
480/ 4860/ أبو جعفر الهمذاني محمد بن أبي علي الحسن بن محمد.
481/ 4861/ الجَوْهَرِيُّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حسن البروجردي.
481/ 4862/ شرف الإسلام أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي الفرج.
482/ 4863/ المَازَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عمر المالكي.
483/ 4864/ الفَتْحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خاقان القيسي الإشبيلي.
484/ 4865/ بهجة الملك أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد.
484/ 4866/ وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أبو بكر.
486/ 4867/ ابْنُ العَرِيْفِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الصنهاجي الأندلسي.
488/ 4868/ الحُلْوَانِيُّ أَبُو المَعَالِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن محمد المروزي البزاز.
488/ 4869/ ابن المهتدي بالله أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد.
489/ 4870/ البطروجي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد الأندلسي.
490/ 4871/ المصيصي أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد القوي.

(14/518)


491/ 4872/ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البغدادي الأصبهاني.
493/ 4873/ ابْنُ مُغِيْثٍ أَبُو الحَسَنِ يُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ بن مغيث القرطبي المالكي.
493/ 4874/ ابن تاشفين صاحب المغرب.
494/ 4875/ النَّسَفِيُّ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد الحنفي.
495/ 4876/ ملك الخطا كوخان.
495/ 4877/ ابن ماشاذه أبو منصور.
497 فهرس الموضوعات
521 فهرس التراجم

(14/519)


فهرس التراجم على حروف المعجم:
الصفحة التراجم
81/ 4404/ ابن أبي الشخباء: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أبي الشخباء.
77/ 4395/ ابن أبي الصقر: أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
220/ 4569/ ابن أبي الصقر: محمد بن علي بن حسن.
428/ 4798/ ابن أبي الصلت: أمية بن عبد العزيز.
82/ 4406/ ابن أبي الصهباء: أبو السنابل هبة الله بن أبي الصهباء محمد.
102/ 4430/ ابن أبي العلاء: علي بن محمد.
366/ 4722/ ابْنُ أَبِي تليد: مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن خلف.
410/ 4774/ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ.
474/ 4850/ ابن أبي جمرة أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ موسى، المرسي المالكي.
117/ 4449/ ابن أبي حرب: الفضل بن أبي حرب.
185/ 4517/ ابن أبي ذر: عيسى بن عبد ابن أحمد الأنصاري.
400/ 4757/ ابن أبي ذر: محمد بن علي بن محمد.
357/ 4711/ ابن أبي روح: أسعد بن أحمد بن أبي روح.
83/ 4407/ ابن أبي عثمان: أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ.
334/ 4683/ ابن أبي عمامة: المعمر بن علي بن المعمر.
419/ 4786/ ابن آسة: علي بن عبد القاهر ابن آسة.
191/ 4527/ ابن أشته: أحمد بن عبد الغفار بن أحمد.
260/ 4620/ ابن أصبغ: أصبغ بن محمد بن أصبغ.

(14/521)


199/ 4542/ ابْنُ الأَبْرَصِ: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خلف.
241/ 4599/ ابن الآبنوسي: عبد الله بن علي بن محمد.
177/ 4507/ ابْنُ الأَخْرَمِ: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
384/ 4745/ ابن الأخشيذ: إسماعيل بن الفضل بن أحمد.
91/ 4418/ ابن الأخضر: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الشيباني.
92/ 4419/ ابن الأستاذ: أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَبَّادٍ.
396/ 4753/ ابن الأكفاني: هبة الله بن أحمد بن محمد.
371/ 4730/ ابن البخاري: هبة الله بن محمد بن علي.
485/ 4835/ ابن البدن أَبُو المَعَالِي عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بن علي.
192/ 4529/ ابنُ البُسْرِيِّ: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ.
120/ 4452/ ابن البطر: نصر بن أحمد.
52/ 4367/ ابن البغدادي: أبو الفضل محمد بن أحمد بن الحسن.
62/ 4374/ ابن البقال: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي بن البقال الأزجي.
429/ 4802/ ابْنُ البَنَّاءِ أَبُو عَبْدِ اللهِ يَحْيَى بنُ الحسن بن أحمد.
261/ 4623/ ابن البيهقي: إسماعيل بن أحمد بن الحسين.
185/ 4518/ ابْنُ الجَرَّاحِ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هارون.
457/ 4834/ ابن الجلخت أَبُو الْكَرم نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمد الأزدي.
473/ 4849/ ابن الجواليقي أَبُو مَنْصُوْرٍ مَوْهُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
416/ 4784/ ابن الحاج: محمد بن أحمد بن خلف.
351/ 4706/ ابْنُ الحَدَّاد: عُبَيْد اللهِ بن الحَسَنِ بنِ أحمد.
376/ 4740/ ابن الحصين: هبة الله بن محمد.
349/ 4703/ ابن الخازن: أحمد بن محمد بن الفضل.
152/ 4484/ ابْنُ الخَاضِبَةِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الباقي.
195/ 4534/ ابن الخطاب: أحمد بن إبراهيم بن أحمد.
346/ 4702/ ابن الخياط: أحمد بن محمد بن علي.
351/ 4705/ ابْنُ الدَّنِفِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ الله.

(14/522)


414/ 4780/ ابن الرطبي: أحمد بن سلامة بن عبيد الله.
466/ 4845/ ابن السلال أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد الكرخي الوراق الحبار.
440/ 4812/ ابن السمرقندي أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ.
340/ 4692/ ابن السمرقندي: عبد الله ابن المقرئ أحمد بن عمر.
208/ 4554/ ابن السوادي: المبارك بن محمد بن السوادي.
15/ 4333/ ابْنُ الصَّبَّاغِ: أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السيد بن أبي طاهر بن الصباغ.
14/ 4331/ ابن الصباغ: أبو نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد.
15/ 4332/ ابن الصباغ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ البيع أبو طاهر.
404/ 4766/ ابن الطبر: هبة الله بن أحمد بن عمر.
467/ 4846/ ابن الطراح أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ البغدادي المسند.
208/ 4555/ ابْنُ الطُّيُورِيِّ: المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ أحمد.
63/ 4376/ ابن العجوز: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عبد الرحيم.
163/ 4491/ ابن العربي: عبد الله بن محمد بن العربي.
486/ 4867/ ابْنُ العَرِيْفِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الصنهاجي الأندلسي.
223/ 4573/ ابن العلاف: علي بن محمد بن علي.
234/ 4586/ ابْنُ الفَارِسِيِّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ محمد.
368/ 4726/ ابن الفاعوس: علي بن المبارك بن علي.
415/ 4781/ ابن الفتى: الحسن بن سلمان بن عبد الله.
302/ 4652/ ابن الفحام: عبد الرحمن بن أبي بكر عتيق.
162/ 4489/ ابْنُ الفُرَاتِ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ.
68/ 4387/ ابن القشيري: أبو سعد عبد الله بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن.
321/ 4670/ ابن القشيري: عبد الرحيم ابن عبد الكريم بن هوازن.
422/ 4790/ ابْنُ القُشَيْرِيِّ: عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ.
325/ 4676/ ابن القطاع: علي بن جعفر بن علي.

(14/523)


6/ 4322/ ابن اللالكائي: أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي الشافعي.
294/ 4638/ ابن اللبانة: محمد بن عيسى بن محمد.
424/ 4792/ ابن المؤذن: إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك.
131/ 4459/ ابْنُ المُرَابِطِ: مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعِيْدٍ.
28/ 4347/ ابْنُ المُطَّلِبِ: أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن المطلب الكرماني.
300/ 4648/ ابن المطلب: هبة الله بن محمد بن علي.
488/ 4869/ ابن المهتدي بالله أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد.
342/ 4694/ ابْنُ الْمُهْتَدي بِاللهِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
327/ 4679/ ابن الموازيني: علي بن الحسن بن الحسين.
200/ 4543/ ابْنُ المُوْصِلاَيَا: العَلاَءُ بنُ حَسَنِ بنِ وَهْبٍ.
232/ 4584/ ابن الموصلي: هبة الله بن أحمد بن محمد.
28/ 4346/ ابن الوليد: أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الله الكرخي.
170/ 4498/ ابْنُ أَيُّوْبَ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ.
476/ 4853/ ابن باجة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ الصَّائِغِ فيلسوف الأندلس.
234/ 4587/ ابن باديس: تميم بن المعز بن باديس.
298/ 4644/ ابن بدران: أحمد بن علي بن بدران.
465/ 4843/ ابن برجان أَبُو الحَكَمِ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن محمد.
336/ 4688/ ابن برهان: أحمد بن علي بن برهان.
211/ 4558/ ابن بشرويه: أحمد بن محمد بن عبد الله.
454/ 4830/ ابْنُ بِطْرِيْقٍ أَبُو القَاسِمِ يَحْيَى بنُ بِطْرِيْقٍ الطرسوسي.
230/ 4582/ ابن بيان: علي بن أحمد بن محمد.
493/ 4874/ ابن تاشفين صاحب المغرب علي بن يوسف تاشفين.
443/ 4814/ ابن توبة أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجبار الأسدي.
444/ 4815/ ابن توبة أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد العكبري الأسدي.

(14/524)


377/ 4741/ ابن تومرت: محمد بن عبد الله بن تومرت.
193/ 4531/ ابن جزلة: يحيى بن عيسى بن جزلة.
67/ 4385/ ابن جلبة: أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جلبة الحراني.
93/ 4421/ ابْنُ جَهِيْرٍ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن جهير الثعلبي.
487/ 4520/ ابن جهير: محمد بن محمد بن جهير.
319/ 4667/ ابْنُ حَمْدِيْنَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ.
407/ 4770/ ابن حمويه: محمد بن حمويه بن محمد.
190/ 4525/ ابن حيد: منصور بن بكر بن محمد.
189/ 4524/ ابن خذام: علي بن محمد بن القاسم.
27/ 4345/ ابن خزرج: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ محمد بن خزرج.
404/ 4765/ ابن خسرو: الحسين بن محمد بن خسرو.
222/ 4571/ ابن خشيش: محمد بن عبد الكريم بن خشيش.
453/ 4827/ ابن خفاجة الشاعر أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح الأندلسي.
21/ 4336/ ابن خلف: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الله.
476/ 4854/ ابن خيرون أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحسن البغدادي المقرئ.
150/ 4483/ ابن خيرون: أحمد بن الحسن بن أحمد.
71/ 4392/ ابن دلهاث: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَنَسِ بن دلهاث.
69/ 4388/ ابْنُ رِزْقٍ: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن رزق.
358/ 4713/ ابن رشد: محمد بن أحمد بن أحمد.
373/ 4735/ ابن رضوان: أحمد بن عبد الله بن أحمد.
89/ 4416/ ابن زكرى: أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ زكرى.
220/ 4568/ ابن زنجويه: أحمد بن محمد.
406/ 4768/ ابن زهر: زهر بن عبد الملك بن محمد.
337/ 4690/ ابن سارة: عبد الله بن محمد بن صارة.
164/ 4493/ ابْنُ سِرَاجٍ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ سِرَاجِ بنِ عبد الله.

(14/525)


451/ 4821/ ابْنُ سَعْدُوَيْه أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بن محمد الأصبهاني.
296/ 4641/ ابن سكرة: الحسين بن محمد بن فيره.
105/ 4433/ ابن سمكويه: محمد بن أحمد.
214/ 4562/ ابن سوار: أحمد بن علي بن عبد الله.
222/ 4572/ ابن سوسن: أَحْمَدُ بنُ المُظَفَّر بن حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله.
92/ 4420/ ابن شانده: أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ شانده الأصبهاني.
64/ 4380/ ابن شريح: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ شُرَيْحِ بنِ أحمد الرعيني الإشبيلي.
122/ 4454/ ابن شغبة: عبد الملك بن علي بن خلف.
30/ 4350/ ابن شكرويه: أبو منصور محمد بن أحمد بن علي.
320/ 4669/ ابن صابر: عبد الرحمن بن أحمد بن علي.
403/ 4763/ ابْنُ صَاعِدٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ.
383/ 4742/ ابن صدقة: الحسن بن علي بن صدقة.
253/ 4612/ ابن صليعة: عبيد الله بن صليعة.
478/ 4857/ ابن طاوس أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البغدادي.
364/ 4720/ ابن عتاب: عبد الرحمن بن محمد بن غياب.
455/ 4831/ ابن عطاف أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن عطاف الهمداني.
401/ 4759/ ابن عطية: غالب بن عبد الرحمن بن غالب.
330/ 4682/ ابن عقيل: علي بن عقيل بن محمد.
8/ 4328/ ابْنُ عَلاَّنَ: أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن علان.
408/ 4771/ ابن عيذون: عبد المجيد بن عيذون.
374/ 4737/ ابن عيذون: علي بن عبد الجبار بن سلامة.
236/ 4590/ ابْنُ غَطَاشٍ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ غطاش.
255/ 4615/ ابن فاخر: المبارك بن فاخر بن محمد.
459/ 4836/ ابن فطيمة أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي الشافعي.

(14/526)


90/ 4417/ ابن فهد: أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد.
414/ 4779/ ابن قبليل: أحمد بن عمر بن خلف.
435/ 4808/ ابن قبيس أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الغساني.
44/ 4355/ ابن قريش: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ.
386/ 4747/ ابن كادش: أحمد بن عبيد الله بن محمد.
78/ 4398/ ابْن مَاجَه: أَبُو بكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن الحسن.
478/ 4856/ ابن مازه أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عمر البخاري.
495/ 4877/ ابن ماشاذه أَبُو مَنْصُوْرٍ مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المنعم.
72/ 4394/ ابن ماكولا: أَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ علي العجلي الجرباذقاني.
204/ 4549/ ابن مردويه: أحمد بن محمد بن أحمد.
297/ 4643/ ابن مرزوق: عبد الله بن مرزوق الأصم.
254/ 4614/ ابن مرزوق: عبد الله بن مرزوق الهروي.
493/ 4873/ ابْنُ مُغِيْثٍ أَبُو الحَسَنِ يُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ بن مغيث القرطبي المالكي.
141/ 4471/ ابن مفوز: طاهر بن مفوز بن أحمد.
319/ 4666/ ابن مفوز: محمد بن حيدرة بن مفوز.
299/ 4645/ ابن ملة: إسماعيل بن محمد بن أحمد.
400/ 4758/ ابن ملوك: أحمد بن محمد ابن عبد الملك.
67/ 4384/ ابن منتاب: أبو محمد أحمد بن الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ مُنتَابٍ.
306/ 4658/ ابن منده: يحيى بن أبي عمرو.
366/ 4724/ ابن منظور: أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ.
64/ 4379/ ابن منقذ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُنْقِذِ بنِ نَصْرِ الكناني شيزر.
452/ 4823/ ابْنُ مَوْهَبٍ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد الجذامي.
230/ 4581/ ابن نبهان: محمد بن سعيد بن إبراهيم.
181/ 4513/ ابْنُ وَدْعَانَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ الله.
396/ 4754/ ابن يربوع: عبد الله بن أحمد بن سعيد.

(14/527)


180/ 4512/ ابن يوسف: أحمد بن عبد القادر بن محمد.
401/ 4760/ ابْنُهُ عَبْد الحَقّ بن أَبِي بَكْرٍ: أَبُو محمد بن غالب بن عطية.
9/ 4330/ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ يوسف الفيروزابادي.
109/ 4438/ أبو الأصبغ: عيسى بن سهل.
468/ 4847/ أَبُو البَدْرِ الكَرْخِيُّ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ منصور البغدادي.
242/ 4600/ أَبُو الحَسَنِ الآبَنُوْسِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن علي.
412/ 4777/ أَبُو الحَسَنِ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ: عَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ الله بن نصر.
409/ 4773/ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن الحسين.
280/ 4629/ أبو الخطاب: محفوظ بن أحمد بن حسن.
300/ 4647/ أَبُو العِزِّ: مُحَمَّدُ بنُ المُخْتَارِ بنِ مُحَمَّدِ.
210/ 4556/ أَبُو الفَتْحِ الحَدَّادُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
304/ 4655/ أبو الفتح الهروي: ابن إبراهيم نصر بن أحمد.
123/ 4455/ أَبُو الفَرَجِ الحَنْبَلِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بن علي.
315/ 4660/ أَبُو القَاسِمِ الأَنْصَارِيُّ: سَلْمَانُ بنُ نَاصِرِ بنِ عمران.
155/ 4485/ أَبُو المُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ= مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الجبار.
475/ 4852/ أَبُو المَعَالِي الفَارِسِيُّ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ محمد بن حسين.
238/ 4594/ أبو الهيجاء: مقاتل بن عطية البكري.
55/ 4369/ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: سُلَيْمَانُ بنُ خَلَفِ بنِ سعد التجيبي.
365/ 4721/ أَبُو بَحْرٍ بنُ العَاصِ: سُفْيَانُ بنُ العَاصِ بن أحمد.
60/ 4371/ أبو جعفر الهاشمي: عبد الخالق بن موسى بن أحمد.
480/ 4860/ أبو جعفر الهمذاني محمد بن أبي علي الحسن بن محمد.
411/ 4776/ أَبُو خَازِمٍ بنُ الفَرَّاءِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن الحسين.
183/ 4515/ أبو داود= سليمان بن نجاح.
491/ 4872/ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البغدادي الأصبهاني.
341/ 4693/ أَبُو سَعْدٍ بنُ الطُّيُورِيِّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجبار بن القاسم..

(14/528)


345/ 4701/ أَبُو صَادِقٍ المَدِيْنِيُّ: مُرشِدُ بنُ يَحْيَى بنِ القاسم.
301/ 4651/ أَبُو طَالِبٍ اليُوسفِيُّ: عَبْدُ القَادِر بنُ مُحَمَّدِ بن عبد القادر.
252/ 4611/ أَبُو طَاهِرٍ اليُوسُفِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بن عبد القادر.
113/ 4442/ أبو عامر الأزدي: محمود بن القاسم.
336/ 4688/ أبو عدنان: محمد بن أحمد بن المطهر.
413/ 4778/ أَبُو عَلِيٍّ الفَارِقِيُّ: الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ برهون.
324/ 4674/ أَبُو عَلِيٍّ بنُ المَهْدِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عبد العزيز.
70/ 4391/ أَبُو عِيْسَى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأصبهاني.
402/ 4475/ أَبُو غَالِبٍ المَاورديُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ علي.
238/ 4595/ أَبُو غَالِبٍ العَدْلُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
402/ 4761/ أَبُو غَالِبٍ المَاورديُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ علي.
187/ 4521/ أَبُو مُطِيعٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عبد العزيز.
350/ 4704/ أَبُو نَهْشَل: عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الفضل.
305/ 4656/ أَبُو يَعْلَى بنُ الهَبَّارِيَّةِ: مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ بن حمزة.
97/ 4423/ أَبُو يُوْسُفَ القَزْوِيْنِيُّ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُحَمَّدٍ بن يوسف بن بندار.
239/ 4597/ أبي النرسي: محمد بن علي بن ميمون.
59/ 4370/ أحمد بن سليمان الباجي أبو القاسم.
447/ 4818/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ هُودٍ، المُسْتَنْصِرُ بالله الأندلسي.
229/ 4646/ أحمديل صاحب مراغة.
283/ 4632/ أخوه نور الهدى: الحسين بن محمد بن علي.
177/ 4508/ أسعد بن مسعود النيسابوري.
364/ 4719/ الأبيوردي: الفضل بن محمد الأبيوردي العطار.
250/ 4606/ الأبيوردي: الفضل بن محمد بن أحمد.
245/ 4605/ الأبيوردي: محمد بن أحمد بن محمد.
79/ 4399/ الأزدي: أَبُو عُثْمَانَ طَاهِرُ بنُ هِشَامٍ الأَزْدِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ.
179/ 4511/ الإسفراييني: سهل بن بشر بن أحمد.
428/ 4799/ الإسلامي: علي بن أحمد بن علي.

(14/529)


323/ 4673/ الأشقر: محمود بن إسماعيل بن محمد.
65/ 4381/ الأعلم: أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ عِيْسَى الشنتمري النحوي.
241/ 4598/ الأعمش: حمد بن نصر بن أحمد.
452/ 4824/ الأَمِيْنُ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ البغدادي.
243/ 4603/ الأنباري: علي بن محمد بن علي.
27/ 4344/ الأَنْدَقِيُّ: أَبُو المُظَفَّرِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَبِي حنيفة.
62/ 4375/ الأَنْطَاكِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عمر.
374/ 4739/ البَارِعُ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ.
425/ 4794/ البآري: إبراهيم بن الفضل الأصبهاني.
300/ 4649/ الباقرحي: الحسن بن محمد بن إسحاق.
219/ 4567/ الباقلاني: محمد بن الحسن بن أحمد.
49/ 4362/ البانياسي: أبو عبد الله وأبو الحسن مالك بن أحمد بن علي.
29/ 4349/ الباهر: أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الخزاعي المطيري.
239/ 4596/ البحيري: إسماعيل بن عمرو بن محمد.
454/ 4829/ البَدِيْعُ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ البغدادي الأسطرلابي.
266/ 4626/ البرجي: غانم بن محمد بن عبيد الله.
211/ 4559/ البرداني: أحمد بن محمد بن أحمد.
143/ 4475/ البرزبيني: يعقوب بن إبراهيم بن أحمد.
363/ 4718/ البرسقي: أبو سعيد آقسنقر.
71/ 4393/ البُرِّيُّ: أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عبد الواحد السلمي.
61/ 4373/ البزاني: أَبُو الفَضْلِ المُطَهّرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ محمد.
89/ 4415/ البَزْدَوِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحسين.
122/ 4453/ البزدوي: محمد بن محمد بن الحسين.
383/ 4743/ البطائحي: المأمون بن البطائحي.
489/ 4870/ البطروجي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد الأندلسي.

(14/530)


374/ 4738/ البطليوسي: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّيِّد النَّحْوِيّ.
328/ 4681/ البغوي: الحسين بن مسعود بن محمد.
114/ 4445/ البكري القصاص: أحمد بن عبد الله.
114/ 4444/ البكري، عبد الله بن عبد العزيز.
68/ 4386/ البكري: أبو بكر عتيق البكري المغربي الأشعري.
257/ 4617/ البلدي: محمد بن أحمد بن محمد.
198/ 4540/ البندنيجي: محمد بن هبة الله بن ثابت.
237/ 4593/ التبريزي: يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ.
99/ 4425/ الترياقي: عبد العزيز بن محمد.
23/ 4339/ التُّسْتَرِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي التستري.
63/ 4377/ التفكري: أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بن الحسن.
102/ 4429/ التفليسي: محمد بن إسماعيل.
232/ 4583/ التككي: الحسن بن محمد بن عبد العزيز.
235/ 4589/ التميمي: محمد بن عيسى بن حسن.
142/ 4473/ التنكتي: نصر بن الحسن بن القاسم.
469/ 4848/ التَّيْمِيُّ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفضل الطلحي الأصبهاني.
100/ 4428/ الثقفي: القاسم بن الفضل.
178/ 4509/ الجرجاني: عبد الله بن يوسف.
224/ 4575/ الجماري: محمد بن إبراهيم بن محمد.
7/ 4327/ الجُهَنِيُّ: أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد الجهني.
481/ 4861/ الجَوْهَرِيُّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حسن البروجردي.
31/ 4352/ الجَوْهَرِيُّ: أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ المصري بن الجوهري.
31/ 4351/ الجوهري: أَبُو عَطَاءٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
172/ 4500/ الجياني: الحسين بن محمد بن أحمد.
429/ 4801/ الحَاكمِيُّ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن علي الطوسي.

(14/531)


45/ 4356/ الحَاكِمِيُّ: أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد.
32/ 4353/ الحَبَّالُ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عبد الله النعماني.
205/ 4550/ الحبال: المعمر بن محمد بن علي.
256/ 4616/ الحداد: الحسن بن أحمد بن الحسن.
201/ 4545/ الحرمي: محمد بن الحسين بن محمد.
338/ 4691/ الحريري: القاسم بن علي بن محمد.
48/ 4359/ الحسيني: أبو الرضا الأطهر بن محمد بن محمد.
45/ 4358/ الحُسَيْنِيُّ: أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زيد العلوي الحسيني.
110/ 4439/ الحصري: علي بن عبد الغني.
163/ 4492/ الحكاك: جعفر بن يحيى بن إبراهيم.
488/ 4868/ الحُلْوَانِيُّ أَبُو المَعَالِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن محمد المروزي البزاز.
366/ 4723/ الحلواني: يحيى بن علي الحلواني.
139/ 4470/ الحموي: محمد بن المظفر بن بكران.
157/ 4486/ الحميدي: محمد بن فتوح بن عبد الله.
327/ 4678/ الحنائي: محمد بن الحسين بن محمد.
66/ 4383/ الخَبْرِيُّ: أَبُو حَكِيْمٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الخبري.
182/ 4514/ الخشنامي: نصر الله بن أحمد بن عثمان.
420/ 4787/ الخلال: الحسين بن عبد الملك بن الحسين.
104/ 4433/ الخلالي: إبراهيم بن عثمان.
135/ 4465/ الخلعي: علي بن الحسن بن الحسين.
252/ 4610/ الخلولاني: أحمد بن محمد بن عبد الله.
134/ 4464/ الخليلي: أحمد بن محمد بن محمد الخليلي.
464/ 4822/ الخُوَارِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
212/ 4560/ الخياط: محمد بن أحمد بن علي.
25/ 4343/ الدَّامَغَانِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد.
61/ 4372/ الدَّبَّاسُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بن محمد الرحبي الدباس.

(14/532)


99/ 4424/ الدباس: محمد بن علي.
143/ 4474/ الدبوسي: علي بن المظفر بن حمزة.
316/ 4662/ الدرزيجاني: جعفر بن الحسن الفقيه الحنبلي.
344/ 4698/ الدشتج: عبد الواحد بن محمد بن أحمد.
345/ 4700/ الدَّقَّاقُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ.
450/ 4820/ الدهان أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بن عبد الله النيسابوري.
322/ 4671/ الدوري: محمد بن عبد الباقي بن محمد.
221/ 4570/ الدوني: عبد الرحمن بن حمد بن الحسن.
80/ 4401/ الدِّيْنَوَرِيُّ: أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عباد.
370/ 4729/ الدينوري: علي بن عبد الواحد بن أحمد.
148/ 4481/ الذكواني: أحمد بن عبد الرحمن بن محمد.
399/ 4756/ الرازي: محمد بن أحمد بن إبراهيم.
391/ 4749/ الراشد بالله: منصور بن الفضل بن أحمد.
197/ 4538/ الربعي: علي بن الحسين بن عبد الله.
188/ 4522/ الرميلي: مكي بن عبد السلام بن الحسين.
264/ 4625/ الرواسي: عمر بن عبد الكريم بن سعدويه.
233/ 4585/ الرُّويَانِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَحْمَدَ.
175/ 4503/ الزاز: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد.
343/ 4697/ الزَّعْفَرَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْقِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
456/ 4833/ الزَّوْزَنِيُّ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علي بن محمود بن ماخرة.
282/ 4631/ الزينبي: حمزة بن محمد بن علي.
258/ 4618/ الساجي: المؤتمن بن أحمد بن علي.
51/ 4364/ السَّرَّاجُ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ محمد.
215/ 4564/ السراج: جعفر بن أحمد بن الحسن.
171/ 4499/ السَّرْخَسيُّ: الفَضْلُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الفَضْلِ.
137/ 4466/ السعيداني: عبد الله بن الحسين بن علي.

(14/533)


335/ 4686/ السعيدي: محمد بن بركات بن هلال.
244/ 4604/ السقطي: هبة الله بن المبارك بن درس.
133/ 4462/ السلار: مكي بن منصور بن محمد.
361/ 4716/ السلطان: غياث الدين محمد بن ألب أرسلان.
370/ 4728/ السلطان: محمود بن محمد بن ملكشاه.
203/ 4548/ السمرقندي: الحسن بن أحمد بن محمد.
25/ 4342/ السِّمْسَارُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي الأصبهاني.
114/ 4443/ السمسار: عبد الرحمن بن محمد.
325/ 4675/ السميرمي: علي بن أحمد بن علي.
224/ 4574/ السنجبستي: إسماعيل بن الحسن بن علي.
196/ 4537/ السوذرجاني: أحمد بن عبد الله بن أحمد.
146/ 4478/ السيبي: يحيى بن أحمد بن محمد.
433/ 4805/ السَّيِّدِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلِ بن عمر البسطامي.
444/ 4816/ الشاذياخي أَبُو الفُتُوْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ شَاه بنِ أحمد.
49/ 4361/ الشَّاشِيُّ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حامد.
305/ 4657/ الشاشي: محمد بن أحمد بن الحسن.
475/ 4851/ الشَّاطِبِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد الأندلسي المسند.
6/ 4323/ الشحامي: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمد النيسابوري المستملي الشحامي.
215/ 4563/ الشعبي: عبد الرحيم بن قاسم الشعبي.
301/ 4650/ الشقاق: الحسين بن أحمد البغدادي.
243/ 4601/ الشقاني: العباس بن أحمد بن محمد.
161/ 4488/ الشيباني: عبد الواحد بن علوان بن عقيل.
174/ 4502/ الشيحي: عبد المحسن بن محمد بن علي.
194/ 4533/ الشيرجاني: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ.
225/ 4576/ الشيروي: عبد الغفار بن محمد بن الحسين.

(14/534)


100/ 4427/ الصاعدي: أحمد بن أحمد.
24/ 4341/ الصَّرَّامُ: أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ محمد النيسابوري.
421/ 4789/ الصيرفي: سعيد بن محمد بن بكر.
206/ 4551/ الطبري "آخر": الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ.
202/ 4546/ الطَّبَرِيّ: الحسين بن علي بن الحسين.
82/ 4405/ الطبسي: أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي جعفر الطبسي شيخ.
353/ 4708/ الطرطوشي: محمد بن الوليد بن خلف.
372/ 4732/ الطرقي: أحمد بن ثابت بن محمد.
178/ 4510/ الطريثيثي: أحمد بن علي بن الحسين.
335/ 4685/ الطغرائي: الحسين بن علي بن محمد.
200/ 4544/ الطلاعي: محمد بن الفرج.
87/ 4412/ العاصمي: أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد.
117/ 4450/ العباداني: جعفر بن محمد.
397/ 4755/ العبدري: محمد بن سعدون بن مرجى.
176/ 4506/ العبدي: أحمد بن محمد بن حسن.
449/ 4819/ العُثْمَانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يحيى الشافعي المقدسي.
477/ 4855/ العِجْلِيُّ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بنِ علي.
199/ 4541/ العجلي: سعد بن علي بن حسن العجلي.
427/ 4796/ العجلي: عثمان بن علي بن شراف.
373/ 4736/ العطار: أحمد بن عبد الباقي بن أحمد.
337/ 4689/ العلوي: حمزة بن العباس بن علي.
132/ 4461/ العميري: محمد بن علي بن محمد.
430/ 4803/ الغَازِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمد الأصبهاني.
267/ 4627/ الغزالي: محمد بن محمد بن أحمد الطوسي.
384/ 4744/ الغزي: إبراهيم بن يحيى بن عثمان.
285/ 4634/ الغسال: المبارك بن الحسين بن أحمد.
100/ 4426/ الغورجي: أحمد بن عبد الصمد.

(14/535)


138/ 4467/ الفارقي: الحسين بن أسد.
70/ 4390/ الفارمذي: أَبُو عَلِيٍّ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارمذِيُّ الخُرَاسَانِيُّ.
226/ 4578/ الفامي: عبد الوهاب بن محمد بن محمد.
483/ 4864/ الفَتْحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خاقان القيسي الإشبيلي.
358/ 4712/ الفراء: علي بن الحسين بن عمر.
417/ 4785/ الفراوي: محمد بن الفضل بن أحمد.
342/ 4695/ الفرضي: هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مسلم.
250/ 4607/ الفضل بن محمد بن عبيد.
461/ 4839/ الفضيلي أبو المفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل.
165/ 4495/ الفقيه نصر: نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْر بن إِبْرَاهِيْمَ.
435/ 4809/ القارئ أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن صالح النيسابوري.
460/ 4838/ القاضي الزكي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز الشافعي.
463/ 4841/ القزاز أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ البغدادي.
226/ 4577/ القزويني: الجَلِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بن عَبْدِ اللهِ.
210/ 4557/ القزويني: محمد بن محمود بن الحسن.
243/ 4602/ القشيري: الفضل بن محمد بن عبيد.
372/ 4734/ القطائفي: أحمد بن عمر بن علي.
356/ 4709/ القلانسي: محمد بن الحسين بن بندار.
8/ 4329/ القَوَّاسُ: أَبُو الوَفَاءِ طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أحمد البغدادي.
175/ 4504/ القومساني: إسماعيل بن محمد بن عثمان.
317/ 4664/ القيرواني: مُحَمَّدُ بنُ عَتِيقِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة الله.
191/ 4528/ الكامخي: محمد بن أحمد بن محمد.
173/ 4501/ الكتبي: الحسين بن محمد.
385/ 4746/ الكراعي: محمد بن علي بن محمود.
169/ 4497/ الكرجي: أحمد بن الحسن بن أحمد.
88/ 4413/ الكُرْكَانجِيُّ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي بن حامد.

(14/536)


237/ 4592/ الكشاني: عبيد الله بن عمر بن محمد.
7/ 4325/ الكوسج: أَبُو المُظَفَّرِ مَحْمُوْدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ التميمي الأصبهاني.
إلكيا: علي بن محمد بن علي.
465/ 4484/ اللفتواني أبو بكر محمد بن نصر شجاع بن أحمد.
195/ 4535/ اللواتي: مروان بن عبد الملك.
482/ 4863/ المَازَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عمر المالكي.
357/ 4710/ المُتَوكِّلِي: أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ.
80/ 4402/ المُتَوَلِّي: أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَأْمُوْنِ النيسابوري.
193/ 4530/ المتولي: عبد الرحمن بن مأمون بن علي.
49/ 4363/ المُجَاشِعِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ فَضَالِ بنِ علي المجاشعي.
77/ 4396/ المَحْمِيُّ: أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبيد الله.
323/ 4672/ المخرمي: المبارك بن علي.
134/ 4463/ المديني: محمد بن محمد بن عبد الرحمن.
184/ 4516/ المراغي: عبد الباقي بن يوسف بن علي.
344/ 4699/ المرتب: علي بن أحمد بن محمد.
426/ 4795/ المزرفي: محمد بن الحسين بن علي البغدادي.
387/ 4748/ المسترشد بالله: الفضل بن أحمد بن عبد الله.
307/ 4659/ المستظهر بالله: أحمد بن عبد الله بن محمد.
369/ 4727/ المسجدي: سهل بن إبراهيم النيسابوري.
490/ 4871/ المصيصي أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد القوي.
229/ 4580/ المطرز: محمد بن محمد بن أحمد.
85/ 4410/ المظفر بن الأطفس سلطان الثغر.
84/ 4409/ المعتصم بن صمادح: محمد بن معن بن محمد بن أحمد بن صمادح.
126/ 4458/ المعتمد بن عباد: محمد بن عباد.
261/ 4622/ المعير: أحمد بن عبيد الله بن محمد.

(14/537)


52/ 4366/ المُقَوِّمِيُّ: أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أحمد.
78/ 4397/ الملك المؤيد: إبراهيم بن مسعود بن السلطان محمود بن سبكتكين.
79/ 4400/ المَهْرِيُّ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمَّارٍ الأَنْدَلُسِيُّ.
453/ 4828/ المُوْسَوِيُّ أَبُو البَرَكَاتِ مَهْدِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِيُّ الواعظ.
353/ 4707/ الميداني: أحمد بن محمد بن أحمد.
427/ 4797/ الميهني: أسعد بن الفضل القرشي.
106/ 4435/ الناصحي: محمد بن عبد الله.
87/ 4411/ النَاصِرُ بنُ عِلْنَاسَ بنِ حَمَّادِ بنِ بُلُكِّيْنَ.
494/ 4875/ النَّسَفِيُّ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد الحنفي.
169/ 4496/ النسفي: الحسن بن عبد الملك بن علي.
21/ 4435/ النسوي: أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أحمد.
286/ 4635/ النسيب: علي بن إبراهيم بن العباس.
147/ 4480/ النعالي: الحسين بن أحمد بن محمد.
297/ 4642/ النهاوندي: الحسين بن نصر بن المرهف.
343/ 4696/ النوحي: إسحاق بن محمد بن إبراهيم.
5/ 4321/ النُّوْقَانِيُّ: أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ زَاهِرِ بنِ محمد.
131/ 4460/ الهكاري: علي بن أحمد بن يوسف.
112/ 4441/ الهمذاني: عبد الملك بن إبراهيم.
428/ 4800/ الوَاسِطِيُّ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ الله بن أحمد البغدادي.
149/ 4482/ الوَرْكِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القاسم.
165/ 4494/ الوقشي: هشام بن أحمد بن خالد.
459/ 4837/ اليُوْسُفِيُّ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبد القادر الحربي.
420/ 4788/ اليونارتي: الحسن بن محمد بن إبراهيم.
17/ 4334/ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ: أَبُو المَعَالِي عَبْدُ المَلِكِ بنُ عبد الله بن يوسف الجويني النيسابوري.

(14/538)


138/ 4468/ أمير الجيوش: بدر بن عبد الله الأمير.
361/ 4717/ امير الجيوش: شاهنشاه بن بدر الجمالي.
433/ 4806/ أنو شروان بن خالد الوزير أبو نصر القاشاني.
326/ 4677/ إيلغازي: نجم الدين بن أرتق ابن أكسب.
83/ 4408/ بَادِيْسُ بنُ حَبُوْسَ بنِ مَاكْسَ بنِ بُلُكِّيْنَ.
451/ 4822/ بدر بن عبد الله الأرمني الشيحي أبو النجم.
198/ 4539/ بركياروق: بركياروق بن ملكشاه بن ألب بن آرسلان.
423/ 4791/ بنت زعبل: فاطمة بنت علي بن مظفي.
484/ 4865/ بهجة الملك أبو طالب علي ابن عبد الرحمن بن محمد.
294/ 4637/ تاج الإسلام: محمد بن منصور بن محمد.
147/ 4479/ تاج الملك: مرزبان بن خسرو.
394/ 4751/ تاج الملوك: بوري بن الأتابك طغتكين.
416/ 4783/ تاج الملوك: سيف الدولة بدران.
139/ 4469/ تتش: ابن ألب آرسلان.
436/ 4810/ تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ أَبِي العَبَّاسِ أبو القاسم الجرجاني.
202/ 4547/ ثابت بن بندار بن إبراهيم.
64/ 4378/ جعبر بن سابق القشيري الأمير.
371/ 4731/ جعفر بن عبد الواحد: أبو الفضل الأصبهاني الثقفي.
442/ 4813/ جمَال الإِسْلاَم أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّم الشَّافِعِيُّ.
217/ 4565/ جياش: جياش بن نجاح الحبشي.
48/ 4360/ حجاج بن قاسم السبتي أبو محمد.
359/ 4714/ حَفِيْدُ البَيْهَقِيِّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
405/ 4767/ حماد بن مسلم: أبو عبد الله الدباس.
107/ 4436/ حمد بن أحمد: أبو الفضل الأصبهاني.
394/ 4750/ حمزة بن هبة الله بن محمد بن الحسين.
7/ 4326/ حيدرة بن علي بن محمد القحطاني.
279/ 4628/ خميس بن علي: أبو الكرم الحوزي.

(14/539)


372/ 4733/ خوارزمشاه: محمد بن انوشتكين.
104/ 4431/ خواهر زاذه: محمد بن حسين.
318/ 4665/ خوروست: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حسين.
66/ 4382/ دبيس بن علي بن مزيد الأسدي.
415/ 4782/ دبيس: الملك نور الدولة.
206/ 4552/ دقاق: دقاق بن تتش بن ألب آرسلان.
93/ 4422/ رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي.
262/ 4624/ رضوان: ابن تتش بن ألب آرسلان.
431/ 4804/ زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي أبو القاسم.
261/ 4621/ سرفرتج: محمد بن علي بن محمد.
108/ 4437/ سليمان بن إبراهيم: أبو مسعود الأصبهاني.
284/ 4633/ شُجَاعُ بنُ فَارِسِ: بنِ حُسَيْنِ بنِ فَارِسِ أبو غالب الذهلي.
481/ 4862/ شرف الإسلام أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي الفرج.
193/ 4532/ شرف الملك: محمد بن منصور الخوارزمي.
316/ 4663/ شمس الأئمة: بكر بن محمد بن علي.
196/ 4536/ شمس الملك: نصر بن إبراهيم.
395/ 4752/ شَمْسُ المُلُوْك: إِسْمَاعِيْلُ بنُ بُورِي بنِ طُغْتِكِين.
36/ 4354/ شيخ الإسلام: أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري.
29/ 4348/ شيخ الشيوخ: أبو سعد أحمد بن محمد بن دوست دادا النيسابوري.
186/ 4519/ شيذله: عزيزي بن عبد الملك بن منصور.
251/ 4609/ شيرويه: ابن شهردار بن شيرويه.
315/ 4661/ صاحب إفريقية: يحيى بن تميم بن المعز.
235/ 4588/ صَاحِبُ الحِلَّةِ= صَدَقَةُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ دُبيسِ.
6/ 4324/ صَاحِبُ الرُّوْمِ: سُلَيْمَانُ بنُ قُتُلْمِشَ بنِ إِسْرَائِيْلَ السلجوقي.
228/ 4579/ صاحب الغرب: يوسف بن تاشفين اللمتوني.

(14/540)


24/ 4340/ صاحب الموصل: أبو المكارم مسلم بن قريش بن بدران العقيلي.
176/ 4505/ صاحب الهند: إبراهيم بن مسعود.
254/ 4613/ صاحب الهند: مسعود بن إبراهيم بن سبكتكين.
207/ 4553/ صَاحِبُ خُرَاسَان: أَرْسَلاَن أَرغون بنُ أَلب أَرْسَلاَن.
453/ 4826/ صاحب دمشق جمال الدين أبو المظفر محمد بن بوري بن طغتكين.
452/ 4825/ صاحب دمشق شهاب الدين أبو القاسم محمود بن بوري بن طغتكين.
161/ 4487/ صاحب سمرقند: الخان أحمد.
219/ 4566/ صَاحِبُ مَاردِينَ: سُقْمَانُ بنُ أُرْتُقَ بنِ أَكْسَبَ.
190/ 4526/ صاعد بن سيار بن يحيى.
403/ 4762/ صاعد بن سيار: ابن محمد بن عبد الله أبو العلاء الإسحاقي.
403/ 4764/ طاهر بن سهل: ابن بشر بن أحمد أبو محمد الإسفراييني.
115/ 4447/ طِرَادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ.
367/ 4725/ طغتكين: أبو منصور طغتكين الأتابك.
407/ 4769/ ظافر بن القاسم: ابن منصور أبو منصور الجذامي.
141/ 4472/ ظاهر: ظاهر بن أحمد بن علي.
295/ 4640/ ظريف بن محمد: ابن عبد العزيز بن أحمد أبو الحسن الحيري.
110/ 4440/ ظهير الدين: محمد بن الحسين.
434/ 4807/ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عبدِ الغَافِر الفارسي.
408/ 4772/ عبد الكريم بن حمزة: ابن الخضر بن العباس أبو محمد السلمي.
145/ 4477/ عبدوس: عبدوس بن عبد الله بن محمد.
250/ 4608/ عبيد بن محمد القشيري.
334/ 4684/ عثمان بن علي بن المعمر.
445/ 4833/ عطاء بن أبي سعد بن عطاء الثعلبي الهروي.
445/ 4817/ عماد الدولة بن هود: عبد الملك بن أحمد بن يوسف بن هود الجنامي أبو مروان.
303/ 4654/ عيسى بن شعيب: ابن إبراهيم أبو عبد الله السجزي.
424/ 4793/ عيسى بن محمد: ابن عبد الله بن عيسى أبو الأصبغ الزهري.

(14/541)


479/ 4858/ غانم بن أحمد بن الحسن الأصبهاني.
479/ 4859/ غانم بن خالد بن الواحد بن أحمد.
303/ 4653/ غيث بن علي: ابن عبد الله أبو الفرج الأرمنازي.
22/ 4337/ فاطمة بنت أبي علي الحسن بن علي الدقاق.
23/ 4338/ فَاطِمَةُ بِنْتُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ البَغْدَادِيِّ العَطَّارِ أم الفضل.
360/ 4715/ فاطمة: بنت عبد الله بن أحمد أم إبراهيم الأصبهانية.
260/ 4619/ فخر الملك: ابن عمار صاحب طرابلس.
437/ 4811/ قَاضِي المَرَسْتَانِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الباقي بن محمد الحنبلي النصري.
81/ 4403/ قاضي حلب: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَامِدِ البيكندي.
162/ 4490/ قسيم الدولة: آقسنقر التركي.
89/ 4414/ مازن: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ.
236/ 4591/ متولى همذان: زيد بن الحسين بن علي.
189/ 4523/ مجد الملك: أسعد بن موسى البلاشاني.
116/ 4448/ محمد بن أبي تمام.
328/ 4680/ محمد بن الحسن: أبو الفضل بن الموازيني.
287/ 4636/ محمد بن طاهر: ابن علي أبو الفضل.
320/ 4668/ محمد بن طرخان: ابن بلتكين أبو بكر التركي.
295/ 4639/ محمود بن الفضل: ابن محمود بن عبد الواحد أبو نصر.
53/ 4368/ مسعود بن ناصر بن عبد الله السجزي الركاب أبو سعيد.
45/ 4357/ معلى بن حيدرة الكتامي أبو الحسن.
495/ 4876/ ملك الخطا كوخان.
125/ 4457/ ملكشاه: ابن السلطان ألب آرسلان.
214/ 4561/ مهارش: مهارش بن مجلى ابن عكيث.
51/ 4365/ موسى بن عمران بن محمد الأنصاري النيسابوري.
124/ 4456/ نَاصِحُ الدِّيْنِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمِ بنِ عبد الوهاب.
69/ 4389/ نَافِلَةُ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَسْعَدَةَ بن إسماعيل.

(14/542)


115/ 4446/ نجيب بن ميمون: أبو سهل الواسطي.
144/ 4476/ نظام الملك: الحسن بن علي ابن إسحاق.
119/ 4451/ هبة الله بن عبد الرزاق.
105/ 4434/ هبة الله بن عبد الوارث.
484/ 4866/ وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أبو بكر.
461/ 4840/ يوسف بن أيوب بن يوسف الهمذاني أبو يعقوب الصوفي.

(14/543)


المجلد الخامس عشر
تابع الطبقة الثامنة والعشرون:

سبطا الخياط، أخوه:
4878- سبطا الخياط 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ المُسْنِدُ المُقْرِئُ الصَّالِحُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد بن عبد الله البغدادي.
كَانَ أَسنَّ مِنْ أَخِيْهِ.
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
سَمِعَ الكَثِيْر بِإِفَادَة ابْنِ الخَاضِبَةِ.
سَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيَّ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بن المأمون، وأبا الحسين ابن النَّقُّوْرِ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ العُكْبَرِيَّ النَّدِيْمَ، وَمَنْ بَعْدَهُم.
حدث عنه: ابن عساكر، والسمعاني، وابن الجوزي، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: صَالِحٌ، حَسَنُ الإِقْرَاءِ، دَيِّنٌ، يَأْكُلُ مِنْ كَدِّ يَدِه، سَمِعَ الكَثِيْرَ بِإِفَادَةِ ابْنِ الخَاضِبَةِ فِي مَجْلِسِ عفيف القائمي.
وقال أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ القُرْآنَ، مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
4879- أَخُوْهُ 2:
الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، مُقْرِئ العِرَاق، شَيْخ النُّحَاة، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، سِبْطُ الإِمَامِ الزَّاهِدِ العَابِدِ أَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاط، وَإِمَامُ مَسْجِد ابْنِ جَرْدَةَ.
وُلد سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، فِي شَعْبَانَ.
وَتلقَّن القُرْآن مِنْ أبي الحسن بن الفاعوس.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 143"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 273"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 114-115".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 178"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 128-130".

(15/5)


وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ العُكْبَرِيّ، وَرِزْق اللهِ التَّمِيْمِيّ، وَطِرَادٍ الزَّيْنَبِيّ، وَنَصْر بن البَطِرِ، وَعِدَّةٍ.
وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى جدّه أَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاط، وَأَبِي الخَطَّابِ بن الجَرَّاحِ، وَثَابِتِ بنِ بُنْدَارَ، وَالشَّرِيْف عَبْد القَاهِرِ بن عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَبِي طاهر ابن سَوَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الوَكِيْل، وَالمُعَمَّر يَحْيَى بن أَحْمَدَ السِّيْبِيِّ صَاحِبِ الحَمَّامِيِّ، وَأُبَيٍّ النَّرْسِيِّ، وَأَبِي الْعِزّ القَلاَنسِيّ.
وَتَصدر لِلإِقْرَاءِ، وَصَنَّفَ الكُتُب الشهيرَة "كَالمُبهِجِ" وَ"الإِيجَاز" وَ"الكِفَايَة"، وأم بمسجد ابن جردة بضعًا وخمسين سَنَة، وَكَانَ مِنْ أَطيب النَّاس صَوْتاً بِالقُرْآنِ، وَختم عَلَيْهِ خلق كَثِيْر.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيّ، وَابْن الجَوْزِيِّ، وَيَحْيَى بن طَاهِر، وَمَحْمُوْد بن الدَّارِيج، وَإِسْمَاعِيْل بن إِبْرَاهِيْمَ السِّيْبِيّ، وَعَبْد اللهِ بن المُبَارَكِ بن سُكَيْنَة، وَعَبْد العَزِيْزِ بن مَنِيْنَا، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَخَلْق.
وَتَلاَ عَلَيْهِ: الشِّهَاب مُحَمَّد بن يُوْسُفَ الغَزْنَوِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ الكَيَّالِ، وَصَالِح بن عَلِيٍّ الصرصرِي، وَالتَّاج الكِنْدِيّ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن سُلْطَان، وَالمُبَارَك بن المُبَارَكِ بن زُرَيْقٍ الحَدَّاد، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الحِلِّيُّ ابْنُ الكَالِ، وَحَمْزَة بن القُبَّيْطِيّ، وَابْن سُكَيْنَة، وَزَاهِر بن رُسْتُمَ.
وَقرَأَ عَلَيْهِ النَّحْو جَمَاعَة.
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: لَمْ أَسْمَعْ قَارِئاً قَطُّ أَطيب صَوْتاً مِنْهُ، وَلاَ أَحْسَن أَدَاء عَلَى كبر سنّه، وَكَانَ لطيف الأَخلاَق، ظَاهِر الكَيَاسَة وَالظَّرَافَة، حَسنَ المُعَاشَرَة لِلْعوَامِّ وَالخَوَاصِّ.
وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ مُتَوَاضِعاً مُتودداً، حسن القِرَاءة، فِي المِحْرَاب، خُصُوْصاً ليَالِي رَمَضَان، وَقَدْ تَخَرَّجَ عَلَيْهِ خلق، وختموا عليه، وله تصانيف القِرَاءات، وَخُولِف فِي بَعْضهَا، وَشَنَّعُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ سَمِعْتُ أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ، كَتَبْتُ عَنْهُ، وَعلَّقت عَنْهُ مِنْ شِعْرِهِ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ أَحْمَد بن صَالِحٍ، وَبَالَغَ فِي تَعْظِيْمه، وَقَالَ: لَمْ يخلف في فنون مثله.
وقال أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ: مَا رَأَيْتُ أَكْثَر جَمعاً مِنْ جَمعِ جِنَازَتِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَرِيْرٍ القُرَشِيّ: دُفِنَ بِبَابِ حَرْب عِنْد جدّه أَبِي مَنْصُوْرٍ عَلَى دَكَّةِ الإِمَام أَحْمَد، وَكَانَ الْجمع يَفوت الإِحصَاء، غلَّق أَكْثَر البَلَد.
تُوُفِّيَ فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْع الآخرِ، سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قُلْتُ: وَمَاتَ فِي العَامِ مَعَهُ العَلاَّمَة الكَبِيْر، البَحْر الأَوْحَد، المُفَسِّرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ غَالِب بن تَمَّام بن عَطِيَّةَ المُحَارِبِيّ الأَنْدَلُسِيّ الغَرْنَاطِي، صَاحِب "التَّفْسِيْر"، عَنْ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ سَنَةً.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: قرَأَ الأَدبَ عَلَى أَبِي الْكَرم بن فَاخِرٍ، وَلاَزمه نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً، قرَأَ عَلَيْهِ فِيْهَا "كِتَاب" سِيبَوَيْهٍ وَ"شَرْحَهُ" لِلسِّيرَافِي، وَ"الْمُحْتَسب" لابْنِ جِنِّيّ، و"المقتضب" للمبرد، و"الأصول" لابن السَّرَّاج، وَأَشيَاء. قَرَأْت "بِالمُبهِجِ" لَهُ عَلَى أَبِي أحمد بن سكينة.

(15/6)


4880- الأنماطي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، الحَافِظُ المُفِيْد، الثِّقَة المُسْنِدُ، بَقِيَّة السَّلَف، أَبُو البَرَكَاتِ، عَبْد الوَهَّابِ بن المُبَارَكِ بن أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارَ، البَغْدَادِيُّ، الأَنْمَاطِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ "الجَعدِيَات": مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيّ، وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ النَّقُّوْرِ، وَابْن البُسْرِيّ، وَعَبْد العَزِيْزِ الأَنْمَاطِيّ، وَأَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، وَعَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، وَرِزْق اللهِ التَّمِيْمِيّ، فَمَنْ بَعْدهُم.
وَجَمَعَ فَأَوعَى، وَقَدْ قرَأَ عَلَى أَبِي الحُسَيْنِ بنِ الطُّيُوْرِيِّ جَمِيْع مَا عِنْدَهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاصِرٍ، وابن عساكر، والسمعاني، وأبو موسى المديني، وابن الجَوْزِيِّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَعُمَر بن طَبَرْزَدَ، وَيُوْسُف بن كَامِل، وَعَبْد العَزِيْزِ بن الأَخْضَر، وَعَبْد العَزِيْزِ بن مَنِيْنَا، وَأَحْمَد بن أَزْهَر، وَأَحْمَد بن يَحْيَى الدَّبِيْقِيّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ بنِ هديَّةَ، وَخَلْق، وَمِنَ القُدَمَاء الحَافِظُ مُحَمَّد بن طَاهِر وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ حَافِظ ثِقَة مُتْقِن، وَاسِع الرِّوَايَة، دَائِم البِشر، سرِيع الدمعَة، حَسَنُ المُعَاشَرَة، خَرَجَ التَّخَارِيج، وَجَمَعَ مِنَ المَرْوِيَّات مَا لاَ يُوْصَف، وَكَانَ متصدياً لنشر الحَدِيْث، قَرَأْت عَلَيْهِ شَيْئاً كَثِيْراً.
قُلْتُ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَكَانَ عَلَى طرِيقَة السَّلَف، وَمَا تَزَوَّجَ قَطُّ.
وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ رَفِيقُنَا عَبْد الوهاب حافظًا ثقةً، لديه معرفة جيدة.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 149"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1076"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 116-117".

(15/7)


وَقَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: كَانَ بَقِيَّةَ الشُّيُوْخ، سَمِعَ الكَثِيْر، وَكَانَ يَفْهَمُ، مَضَى مَسْتُوْراً، وَكَانَ ثِقَةً، لَمْ يَتزوَّج قَطُّ.
وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ أَيْضاً: لَعَلَّهُ مَا بَقِيَ جُزْء إلَّا قرَأَه، وَحصَّل نُسختَه، وَنسخ الكُتُب الكِبَار مِثْلَ "الطَّبَقَات" لابْنِ سَعْدٍ، وَ"تَارِيْخِ الخَطِيْبِ"، وَكَانَ متفرغاً لِلرِّوَايَةِ، وَكَانَ لاَ يَجُوْزُ الإِجَازَة عَلَى الإِجَازَة، وَصَنَّفَ فِي ذلك شَيْئاً، قَرَأْت عَلَيْهِ "الجعديَات" وَ"تَارِيخ الفَسَوِيِّ" وَانتقَاء البَقَّال عَلَى المُخَلِّص.
وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كُنْت أَقرَأُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْكِي، فَاسْتفدتُ بِبُكَائِهِ أَكْثَر مِنِ اسْتفَادتِي بِرِوَايَته، وَانتفعت بِهِ مَا لَمْ أَنْتفعْ بِغَيْره.
وَقَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ": هُوَ حَافِظُ عَصرِهِ بِبَغْدَادَ.
قُلْتُ: وَمَاتَ مَعَهُ فِي عَامِ ثَمَانِيَةٍ: الشَّيْخ المُسْنِدُ أَبُو المَعَالِي عَبْدُ الخَالِقِ بنُ البَدَنِ الصَّفَّارُ، وَمُسْنَدَ أَصْبَهَانَ غَانِمُ بنُ خَالِدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ التَّاجِر، وَالمُسْنِدُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ صِرْمَا -وَهُوَ ابْنُ عَمَّةِ ابْنِ نَاصر- وَالخَطِيْب أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الْخضر المحولي المقرىء، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ المُظَفَّر بن الشَّهْرُزُوْرِيِّ المَوْصِلِيّ، وَالشَّيْخ أَبُو القَاسِمِ مَحْمُوْد بن عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيّ الخُوَارِزْمِيّ النَّحْوِيّ المُعْتَزِلِي، وَالوَزِيْر عَلِيّ بن طِرَادٍ الزَّيْنَبِيّ، وَأَبُو الوَفَاء غَانِمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنٍ الجُلُودِيُّ الأَصْبَهَانِيّ، وَشيخ الْوَعْظ أَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّد بن الفَضْلِ الإِسْفَرَايِيْنِي ابْنُ المُعْتَمِد المُتَكَلِّم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ وَغَيْرُهُ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ المُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ حَبَابَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، أَنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَت إِحْدَى بَنَاتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمرنَا أَن نغسلهَا ثَلاَثاً أَوْ خَمْساً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، إِنْ رَأَيتُنَّ، وَأَن تَجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ شَيْئاً مِنْ سِدْرٍ وَكَافُوْر1.
مُتَّفق عَلَى صِحَّته، وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ نَازلاً، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ شُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، فوقع مصافحةً لشيوخنا.
__________
1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "1258"، وَمُسْلِمٌ "939"، وَأَبُو دَاوُدَ "3142"، وَالتِّرْمِذِيُّ "990"، وَالنَّسَائِيُّ "4/ 28-29".

(15/8)


ابن الزكي، ابن الشهرزوري:
4881- ابن الزكي 1:
قَاضِي دِمَشْقَ، القَاضِي المُنْتَجَبُ، أَبُو المَعَالِي، مُحَمَّد بن القاضي أبي الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز، القرشي الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَيُعْرَفُ أَيْضاً بِابْنِ الصَّائِغِ.
سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بنَ أَبِي العَلاَءِ، وَالحَسَنَ بنَ أَبِي الحَدِيْدِ، وَالفَقِيْهَ نَصراً المَقْدِسِيَّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ البُرِّيِّ، وَعِدَّةً، وَالقَاضِي الخِلَعِيِّ بِمِصْرَ، وَغَيْرَهُ، وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ المَلِكِ الدَّبِيْقِيَّ بِعَكَّا، وَحضر درس الفَقِيْه نَصْر، وَتَفَقَّهَ بِهِ.
وَنَابَ عَنْ أَبِيْهِ فِي القَضَاءِ سَنَة عَشْرٍ لَمَّا حَجَّ أَبُوْهُ، ثُمَّ اسْتَقَلَّ بِالقَضَاءِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ أُخْتِهِ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ، وَقَالَ: كَانَ نَزِهاً عَفِيْفاً صَلِيباً فِي الحَكَمِ، وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ مَحْمُوْداً، حَسَنَ السِّيْرَةِ، شَفُوقاً وَقُوْراً، حَسَنَ المَنْظَر، مُتودِّداً.
روى عنه: السمعاني، وابن عساكر، وابنهن وَطَرْخَان الشَّاغُوْرِيّ، وَأَبُو المَحَاسِنِ بن أَبِي لُقْمَةَ، وَآخَرُوْنَ.
وَهُوَ وَالِدُ القُضَاة بنِي الزَّكِيّ.
مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائة، ودفن عند أبيه بمسجد القدم.
4882- ابن الشهرزوري 2:
القَاضِي الكَبِيْر، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مُظَفَّرٍ، ابْنُ الشَّهْرُزُوْرِيّ المَوْصِلِيُّ الشَّافِعِيّ.
شيخ عَالِم وَقور، وَافر الجَلاَلَة، وَلِيَ القَضَاءَ بِأَمَاكنَ، وَيُلَقَّبُ بِقَاضِي الخَافِقَيْنِ.
تَفَقَّهَ عَلَى: الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْد العَزِيْزِ الأَنْمَاطِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَسَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ، وَعُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ المَحْمِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ طَبَرْزَدَ، وَطَائِفَةٌ.
وَقَدِمَ دِمَشْق غَيْرَ مَرَّةٍ رَسُوْلاً.
مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ خَمْس وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
__________
1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 272"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 116".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 155"، واللباب لابن الأثير 2/ 216-217"، ووفيات الأعيان "4/ 69-70"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 123".

(15/9)


4883- ابن المعتمد 1:
الوَاعِظ الكَبِيْر المُتَكَلِّم، أَبُو الفُتُوْحِ، مُحَمَّد بنُ الفضل الإسفراييني، المَعْرُوف بِابْنِ المُعْتَمِدِ.
كَانَ رَأْساً فِي الوَعظِ، فَصِيْحاً، عذب العبَارَة، حُلْو الإِيرَاد، ظرِيفاً، عَالِماً، كَثِيْر المَحْفُوْظ، صُوْفِيَّ الشَّارَة، جَيِّد التَّصنِيف.
وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ الأَخْرَم، وَشِيْرَوَيْهِ الدَّيْلَمِيّ.
رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَابْن عَسَاكِرَ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ مِنْ أَفرَاد الدَّهْر فِي الْوَعْظ، دَقِيق الإِشَارَة، وَكَانَ أَوحد وَقتِه فِي مَذْهَب الأَشْعَرِيّ، وَلَهُ فِي التَّصَوُّف قَدَمٌ رَاسخ، صَنّف فِي الحقيقَة كُتباً مِنْهَا كِتَاب "كشف الأَسرَار"، وَكِتَاب "بَيَان القَلْب"، وَكِتَاب "بَث السِّرّ"، وَكُلُّ كتبه نُكتٌ وَإِشَارَات، ظهر لَهُ الْقبُول التَّام بِبَغْدَادَ، وَكَانَ يَتَكَلَّم بِمَذْهَب الأَشْعَرِيّ، فَثَارت الحَنَابِلَة، فَأَمر المُسْترشد بِإِخرَاجه، فَلَمَّا وَلِي المُقْتَفِي رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ، وَعَاد فَعَادت الفِتَنُ، فَأَخرجُوهُ إِلَى بَلَده.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: هُوَ أَجرَأُ مَنْ رَأَيْتُهُ لِسَاناً وَجَنَاناً، وَأَكْثَرهُم فِيمَا يُورد إِعرَاباً وَإِحسَاناً، وَأَسرعهُم جَوَاباً، وَأَسلسهُم خطَاباً، مَعَ مَا رُزِقَ بَعْدَ صِحَّةِ العقيدَةِ مِنَ الخِصَال الحمِيدَةِ، وَإِرشَاد الْخلق، وَبَذْلِ النَّفْس فِي نُصْرَة الحَقِّ ... إِلَى أَنْ قَالَ: فَمَاتَ مبطوناً شهيداً غرِيباً، لاَزمتُ مَجْلِسه، فَمَا رَأَيْتُ مِثْله وَاعِظاً.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْت فِي كِتَاب أَبِي بَكْرٍ المَارستَانِي قال: حدثني قَاضِي القُضَاة أَبُو طَالِبٍ بنُ الحَدِيْثيِّ قَالَ: مرّ بِنَا أَبُو الفُتُوْحِ وَحَوْلَهُ خلق، مِنْهُم مَنْ يَصيح: لاَ نحرف ولاَ نصوب بَلْ عبَادَة، فَرجمه العوَامُّ حَتَّى تَرَاجَمُوا بِكَلْب مَيت، وَعظمت الفِتْنَة، لَوْلاَ قُرْبُهَا مِنْ بَاب النُّوْبِي، لَهلكَ جَمَاعَة، فَاتَّفَقَ جَوَاز عَمِيدِ بَغْدَاد مُوَفَّق الْملك، فَهَرَبَ مَنْ مَعَهُ، فَنَزَلَ، وَدَخَلَ إِلَى بعض
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 154"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 118".

(15/10)


الدَّكَاكِينِ، وَأَغلقهَا، ثُمَّ اجْتَمَع بِالسُّلْطَانِ، فَحكَى لَهُ، فَأَمر بِالقبضِ عَلَى أَبِي الفُتُوْحِ وَتَسفِيرِهِ إِلَى هَمَذَان، ثُمَّ إِلَى إِسْفَرَايِيْنَ، وَأَشْهَد عَلَيْهِ أَنَّهُ مَتَى خَرَجَ مِنْهَا، فَدمُهُ هدر.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: أُزعِجَ عَنْ بَغْدَاد، فَأَدْرَكه المَوْت بِبِسْطَامَ فِي ثَانِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَدُفِنَ بِجنب الشَّيْخ أَبِي يَزِيْدَ البِسْطَامِي.
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي "الْمُنْتَظِم": قَدِمَ السُّلْطَان مَسْعُوْد بَغْدَاد وَمَعَهُ الحَسَنُ بنُ أَبِي بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيّ الحَنَفِيّ، أَحَدُ المُنَاظرِيْنَ، فَجَالَستُه، فَجَلَسَ بِجَامِعِ القَصْرِ، وَكَانَ يَلعن الأَشْعَرِيّ جهراً، وَيَقُوْلُ: كُن شَافِعِياً وَلاَ تَكُنْ أَشعرِياً، وَكُنْ حَنفِياً وَلاَ تَكُنْ مُعْتَزِلياً، وَكُنْ حَنْبَلياً، وَلاَ تَكُنْ مُشبِّهاً، وَكَانَ عَلَى بَابِ النِّظَامِيَّة اسْم الأَشْعَرِيّ، فَأَمر السُّلْطَان بِمحوِهِ، وَكَتَبَ مَكَانَهُ: الشَّافِعِيّ، وَكَانَ الإِسْفَرَايِيْنِي يَعظ فِي رِبَاطه، وَيذكر مَحَاسِن مَذْهَب الأَشْعَرِيّ، فَتقع الخُصُومَاتُ، فَذَهَبَ الغَزْنَوِيّ، فَأَخبر السُّلْطَانَ بِالفِتَنِ، وَقَالَ: إِنَّ أَبَا الفُتُوْح صَاحِبُ فِتْنَةٍ، وَقَدْ رُجم غَيْرَ مَرَّةٍ، وَالصَّوَاب إِخرَاجه، فَأُخْرِجَ، وَعَاد الحَسَن النَّيْسَابُوْرِيّ إِلَى وَطَنه، وَقَدْ كَانَتِ اللَّعْنَة قائمةً في الأَسواقِ، وَكَانَ بَيْنَ الإِسْفَرَايِيْنِي وَبَيْنَ الوَاعِظِ أَبِي الحَسَنِ الغَزْنَوِيِّ شَنآن، فَنُوْدِيَ فِي بَغْدَادَ أَنْ لاَ يَذْكُرَ أَحَدٌ مَذْهَباً.
قُلْتُ: لَمَّا سَمِعَ ابْنُ عَسَاكِرَ بِوَفَاةِ الإِسْفَرَايِيْنِي أَملَى مَجْلِساً فِي المَعْنَى، سَمِعْنَاهُ بِالاتِّصَالِ، فَيَنْبَغِي لِلمُسْلِمِ أَنْ يَسْتَعيذَ مِنَ الفِتَنِ، وَلاَ يَشغَبَ بِذِكرِ غَرِيْبِ المَذَاهِبِ لاَ فِي الأُصُوْلِ وَلاَ فِي الفُرُوْعِ، فَمَا رَأَيْتُ الحركَةَ فِي ذَلِكَ تُحَصِّلُ خَيْراً، بَلْ تُثِيرُ شَرّاً وَعَدَاوَةً وَمَقْتاً لِلصُّلحَاءِ وَالعُبَّادِ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ، فَتمسَّكْ بِالسّنَة، وألزم الصَّمْت، وَلاَ تَخضْ فِيمَا لاَ يَعْنِيكَ، وَمَا أَشكلَ عَلَيْكَ فَرُدَّهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِه، وَقِفْ، وَقُلْ: اللهُ وَرَسُوْلُه أعلم.

(15/11)


4884- شريح بن محمد 1:
ابن شريح بن أحمد بن مُحَمَّدِ بنِ شُرَيْح بن يُوْسُفَ بنِ شُرَيْحٍ، الشَّيْخ، الإِمَام الأَوْحَدُ، المُعَمَّر، الخَطِيْب، شَيْخ المُقْرِئِين وَالمُحَدِّثِيْنَ، أَبُو الحَسَنِ الرُّعَيْنِيّ الإِشْبِيْلِيّ المَالِكِيّ، خطيب إِشْبِيْلِيَةَ.
وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
تَلاَ عَلَى: وَالِدِهِ العَلاَّمَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بِكِتَابِه "الكَافِي" فِي السَّبْعِ، وَحَمَلَ عَنْهُ عِلْماً كَثِيْراً، وَأَجَازَ لَهُ مَرْوِيَّاته أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِي.
وَسَمِعَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْظُوْر صَاحِب أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ: عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ البَاجِي، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ خَزْرَج، وطائفة.
قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ بنُ الدَّبَّاغ: لَهُ إِجَازَة مِنِ ابْنِ حَزْم، أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ ثِقَةً نَبيلٌ من أَصْحَابِنَا أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، وَلاَ أَعْلَم فِي شُيُوْخنَا أَحَداً عِنْدَهُ عَنِ ابْنِ حزم غَيْره، وَقَدْ سَأَلته: هَلْ أَجَازَ لَهُ ابْن حَزْمٍ ? فَسَكَتَ، وَأَحْسِبُهُ سَكَتَ عَنِ ابْنِ حزمٍ لِمَذْهَبِهِ.
قُلْتُ: وَعَاينتُ فِي سَفِيْنَةٍ تَوَالِيفَ لابْنِ حَزْم بِخَطِّ السِّلَفِيّ وَقَدْ كتب: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الحَسَنِ شُرَيْح بن مُحَمَّدٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ.
قَالَ الحَافِظُ خَلَفُ بنُ بَشْكُوَال: كَانَ أَبُو الحَسَنِ مِنْ جِلَّةِ المُقْرِئِينَ، مَعْدُوْداً فِي الأُدَبَاء وَالمُحَدِّثِيْنَ، خَطِيْباً بَلِيْغاً، حَافِظاً محسناً فَاضِلاً، مَلِيْح الخَطِّ، وَاسِع الْخلق، سَمِعَ مِنْهُ النَّاس كَثِيْراً، وَرَحَلُوا إِلَيْهِ، وَاسْتُقضِي بِبَلَدِهِ، ثُمَّ صُرف عَنِ القَضَاء، لَقِيْتُهُ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ، فَأَخَذتُ عَنْهُ.
وَقَالَ اليَسع بن حَزْم: هُوَ إِمَام فِي التَّجويد وَالإِتْقَان، عَلَمٌ مِنْ أَعْلاَم البيَان، بَذَّ فِي صِنَاعَة الإِقْرَاء، وَبَرَّزَ فِي العَرَبِيَّة مَعَ علم الحَدِيْث وَفِقهِ الشرِيعَةِ، كَانَ إِذَا صَعِدَ المِنْبَر حنّ إِلَيْهِ جذع الخطَابَة، وَسُمِعَ لَهُ أَنِيْنُ الاسْتطَابَةِ، مَعَ خُشُوعٍ وَدُمُوع، رحلتُ إِلَيْهِ عَام أَرْبَعَة وَعِشْرِيْنَ، فَحملت عَنْهُ.
قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَيْر اللَّمْتُوْنِيّ، وَمُحَمَّد بن خَلَف بن صَاف، وَمُحَمَّد بن جَعْفَرِ بنِ حُمَيْدٍ البَلَنْسِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الْجد الفِهْرِيّ، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ الفَخَّارِ، وَمُحَمَّد بن يُوْسُفَ بنِ مفرج البَاقِي بتِلِمْسَان إِلَى سَنَةِ سِتّ مائَة، وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ الحصَار، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدِ بنِ ملكُوْن النَّحْوِيّ، وَنَجَبَة بنُ يَحْيَى، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحجري، وَخَلْق، آخرهُم: عَبْد الرَّحْمَنِ بن عَلِيٍّ الزُّهْرِيّ الذي حدث عنه بصحيح البُخَارِيِّ فِي سَنَةِ "613".
وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالسَّبْع عدد كَثِيْر، مِنْهُم أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مِقْدَام الرُّعَيْنِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ حسنُوْنَ الكُتَامِيّ، وَمَاتَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ الغَاسلِ، وَآخرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ فِي الدُّنْيَا بِالإِجَازَة أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بَقِيَ البَقَوِيّ البَاقِي إِلَى سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.
مَاتَ شُرَيْح فِي الثَّالِث وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَتْ جِنَازَته مَشْهُوْدَة.
وَفِيْهَا مَاتَ: رَئِيْس الشَّافِعِيَّة أَبُو مَنْصُوْرٍ سَعِيْد بن محمد بن الرزاز البغدادي مدرس النظامية.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 234-235"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 122".

(15/12)


البديع، الزيدي:
4885- البديع 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُتْقِن الفَقِيْه، مُفِيْد هَمَذَان، أَبُو علي أحمد بن سعد بن علي بن الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ بن عِنَانٍ العِجْلِيّ الهَمَذَانِيّ، المَعْرُوف بِالبَدِيْع.
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَسَمَّعَهُ أَبُوْهُ، ثُمَّ طلب بِنَفْسِهِ، وَرَحَلَ وَجَمَعَ.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَرَجِ عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ عبد الحميد كتاب "المتحابين" لابْنِ لاَل، وَسَمِعَ مِنْ بَكْر بن حَيْدٍ، وَيُوْسُف بن مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيّ، وَالشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ لمَا مرَّ بِهِم، وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ سُلَيْمَانَ الحَافِظ، وَالرَّئِيْس الثَّقَفِيّ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي الغَنَائِمِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ السَّمْعَانِيّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ: إِمَام ثِقَة، جَلِيْل الْقدر، وَاسِع الرِّوَايَة، لَهُ نَظْمٌ.
وَقَالَ شِيْرَوَيْه: فَاضِل، يُرْجِع إِلَى عُلُوْمِ فِقهٍ وَأَدب، وَحَدَّثَ وَوَعظَ.
تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَبْره يُزَار.
4886- الزيدي 2:
الشَّيْخُ العَلاَّمَة المُقْرِئ النَّحْوِيّ، عَالِم الكُوْفَة، وَشيخ الزَّيْديَة، أَبُو البَرَكَاتِ، عُمَرُ بن إِبْرَاهِيْمَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ بن يحيى بن الحسين بن الشَّهِيْدِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ، العَلَوِيُّ الزَّيْدِيُّ الكُوْفِيُّ الحنفي، إمام مسجد أبي إسحاق السبيعي.
__________
1 سبقت ترجمته في الجزء الرابع عشر برقم ترجمة عام "4855"، وبتعليقنا رقم "554".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 161"، واللباب لابن الأثير "2/ 86"، وميزان الاعتدال "3/ 181"، ولسان الميزان "4/ 280-281" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 122-123".

(15/13)


وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَلَهُ إِجَازَة مِنْ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَلَوِيُّ، تَفَرَّدَ بِهَا.
وَسَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ النَّقُّوْرِ، وَابْنَ البُسْرِيِّ، وَأَبَا الفَرَجِ بنَ عَلاَّنَ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ المَنْثُوْرِ الجُهَنِيَّ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الأَنْمَاطِيِّ.
وَسكنَ الشَّام مُدَّة.
وَأَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ أَبِي القَاسِمِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ الفَارِسِيِّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى، وَعِدَّة.
وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالقِرَاءات يَعيشُ بنُ صَدَقَةَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخ كَبِيْر، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالفِقْه وَالحَدِيْث وَاللُّغَة وَالتَّفْسِيْرِ وَالنَّحْوِ، وَلَهُ التَّصَانِيْف فِي النَّحْوِ، وَهُوَ فَقِيرٌ قَانِع بِاليَسِيْر، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَنَا زَيدِيُّ المَذْهَب، لَكِنِّي أُفتِي عَلَى مَذْهَب السُّلْطَان.
وَحَكَى الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ، عَنٍْ شَيْخ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي البَرَكَات أَنَّهُ يَقُوْلُ بالقَدَرِ وَبِخَلْقِ القُرْآنِ.
توفي في شعبان سنة539.

(15/14)


4887- ابن عبد السلام 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ، المُحَدِّثُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى، البَغْدَادِيّ الكَاتِب.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: أَبَا مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيّ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ النَّقُّوْرِ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ العُكْبَرِيّ، وَالحَافِظ الأَمِيْر أَبَا نَصْرٍ بن مَاكُوْلاَ، وَعِدَّة.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْن السَّمْعَانِيّ، وَبُزْغُش مَوْلَى ابْنِ حَمْدِي، وَإِسْحَاقُ بنُ عَلِيٍّ البَقَّال، وَأَبُو شُجَاعٍ مُحَمَّدُ بنُ المَقْرُوْنِ، وَالمُبَارَك بن المُبَارَكِ الحَدَّاد، وَالوَزِيْر يَحْيَى بن زَبَادَةَ، وَيَحْيَى بن يَاقُوْت، وعمر بن طبرزد، وزيد بن الحسن الكندي، وَسُلَيْمَان بن المَوْصِلِيّ، وَيُوْسُف بن أَبِي حَامِد الأُرْمَوِيّ، وَخَلْق.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخ كَبِيْر، مِنْ بَيْتِ الرِّئَاسَةِ وَالتَّقَدُّمِ، وَاسِع الرِّوَايَةِ، صَاحِب أُصُوْلٍ حَسَنَةٍ مَلِيحَةٍ، سَمِعَ بِنَفْسِهِ، وَأَكْثَر، وَنَقَلَ وَجَمَعَ، أَكْثَرُ سَمَاعِهِ بقِرَاءة ابْنِ الخَاضِبَةِ، قَرَأْت عَلَيْهِ الكَثِيْر، وَكَانَ يَنحدر إِلَى وَاسِط مِنْ جِهَةِ الخَلِيْفَة عَلَى الأَعْمَال الَّتِي بِهَا، مَاتَ فِي سَابع رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
__________
1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 163"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 122".

(15/14)


فاطمة بنت البغدادي، أكز:
4888- فاطمة بنت البغدادي 1:
الشَّيْخَةُ العَالِمَة الوَاعِظَة الصَّالِحَة المُعَمَّرَة، مُسْنَدَة أَصْبَهَان، أم البهاء، فاطمة بنت محمد بن أَبِي سَعْدٍ أَحْمَد بن الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ البَغْدَادِيِّ الأَصْبَهَانِيِّ.
مَوْلِدهَا بَعْد الأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَتْ مِنْ: أَحْمَد بنِ مَحْمُوْد الثَّقَفِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن مَنْصُوْر سبط بحرويه، وَأَبِي الفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ المُقْرِئ، وَسَعِيْد بن أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّار.
وَعُمِّرتْ، وَتَفردت بِأَشيَاءَ.
حَدَّثَ عَنْهَا: السَّمْعَانِيّ، وَابْن عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي طَالِبٍ بن شَهْرَيَار، وعبد اللطيف بن محمد الخوارزمي، ومحمد بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الرَّارَانِيّ، وَجَعْفَر بن مُحَمَّد آيوسَان، وَابْنُ بِنْتِهَا دَاوُد بن مَعْمَرٍ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيخَةٌ، مُعَمَرَّةٌ، مُسْنَدَةٌ، وَأَرَّخَ مَوْلِدَهَا.
وَقَالَ أَبُو مُوْسَى: تُوُفِّيَتْ فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ: ولها قريب من أربع وتسعين سنة.
4889- أكز:
وَاقفُ المَدْرَسَةِ الأَكزِيَّةِ بِدِمَشْقَ، حُسَامُ الدّينِ الحَاجِبُ.
مِنْ كُبَرَاءِ أُمَرَاءِ دِمَشْقَ.
أُمسِكَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَسُمِلَتْ عَينَاهُ، وَسُجِنَ، وَأُخِذتْ أَمْوَالُهُ.
__________
1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 123".

(15/15)


4890- ابن طراد 1:
الوزير الكبير، أبو القاسم، علي بن النَّقيبِ الكَامِلِ أَبِي الفَوَارِسِ طِرَادِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، الزَّيْنَبِيُّ، البَغْدَادِيُّ. مرَّ أَبُوْهُ وَأَعمَامُهُ.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ، وَعَمَّيْهِ؛ أَبِي نَصْرٍ وأبي طالب، وأبي القاسم بن البُسْرِيِّ، وَرِزقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيِّ، وَنظَامِ المُلْكِ، وَعِدَّةٍ.
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ.
رَوَى الكَثِيْرَ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَصِيَّةَ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم.
وَكَانَ يَصلحُ لإِمرَةِ المُؤْمِنِيْنَ، وَلِي أَوَّلاً نَقَابَةَ العَبَّاسِيِّيْنَ بَعْدَ وَالِدِهِ، وَعَظُمَ شَأْنُهُ إِلَى أَنْ وَزَرَ لِلمُسْترشِدِ سَنَةَ523، فَقَلَّدَ أَخَاهُ أَبَا الحَسَنِ مُحَمَّدَ بنَ طِرَادٍ النَّقَابَةَ، ثُمَّ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ قُبِضَ عَلَى الوَزِيْرِ عَلِيٍّ، وَحُبِسَ، وَاحتِيْطَ عَلَى أَمْوَالِهِ وَنَائِبِهِ، وَأَقَامُوا فِي نِيَابَةِ الوزَارَةِ مُحَمَّدَ بنَ الأَنْبَارِيِّ، ثُمَّ أُطْلِقَ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَقُرِّرَ عَلَيْهِ مَالٌ يَزِنُهُ، وَوَزَرَ أَنُوشروَانُ قَلِيْلاً، ثُمَّ أُعِيْدَ ابْنُ طِرَادٍ إِلَى الوزَارَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ، وَزِيْدَ فِي تَفخِيمِهِ.
ثُمَّ سَارَ فِي خِدمَةِ المُسْترشِدِ لِحَرْبِ مَسْعُوْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه، فَلَمَّا قُتِلَ المُسْترشدُ قَبضُوا عَلَى الوَزِيْرِ، ثُمَّ تَوجَّهَ مَسْعُوْدٌ بجَيْشِهِ إِلَى بَغْدَادَ وَمَعَهُ الوَزِيْرُ أَبُو القَاسِمِ، فَوَصَلَ الوَزِيْرُ سَالِماً، وَقَدْ هَرَبَ الرَّاشدُ بِاللهِ وَلَدُ المُسْترشدِ إِلَى المَوْصِلِ، فَدبَّرَ الوَزِيْرُ فِي خلعِهِ، وَبَايعَ المُقْتَفِي، فَاسْتوزَرَهُ، وَعظم مُلكُه، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى الوزَارَةِ إلى أن هرب إلى دار السُّلْطَانِ مُسْتجيراً بِهَا لأَمرٍ خَافَهُ، وَنَاب فِي الوزَارَةِ قَاضِي القُضَاةِ الزَّيْنَبِيُّ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ، ثُمَّ اسْتوزَرَ المُقْتَفِي ابْنَ جَهِيرٍ، ثُمَّ قَدِمَ السُّلْطَانُ مَسْعُوْدٌ بَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ، وَلَزِمَ ابْنُ طِرَادٍ بَيْتَهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ عَلِيُّ بنُ طِرَادٍ صدراً مَهِيْباً وَقُوْراً، دقيقَ النَّظَرِ، حَادَّ الفرَاسَةِ، عَارِفاً بِالأُمُوْرِ السَّنِيَّةِ العِظَامِ، شُجَاعاً، جَرِيئاً، خلعَ الرَّاشدَ، وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَى خَلعِهِ وَمُبَايعَةِ المُقْتَفِي فِي يَوْمٍ، ثُمَّ إِنَّ المُقْتَفِي تَغَيَّرَ رَأْيُهُ فِيْهِ، وَهَمَّ بِالقبضِ عَلَيْهِ، فَالتَجَأَ إِلَى دَارِ السطان، فَلَمَّا قَدِمَ السُّلْطَانُ أَمرَ بِحملِهِ إِلَى دَارِهِ مُكَرَّماً، فَاشْتَغَلَ بِالعِبَادَةِ، وَكَانَ كَثِيْرَ التِّلاَوَةِ وَالصَّلاَةِ، دَائِمَ البِشْرِ، لَهُ إِدرَارٌ عَلَى القُرَّاءِ وَالزُّهَّادِ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكَثِيْرَ، وَكَانَ يُكرمنِي غَايَةَ الإِكرَامِ، وَأَوّلُ مَا دَخَلتُ عَلَيْهِ فِي وَزَارتِهِ قَالَ: مَرْحَباً بصنعَةٍ لاَ تَنفُقُ إلَّا عِنْدَ المَوْتِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجِيْلِيُّ: مَاتَ الوَزِيْرُ شرفُ الدّينِ عَلِيُّ بنُ طِرَادٍ فِي مُسْتهلِّ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَشَيَّعَهُ وزير الوقت أبو نصر ابن جهير وخلائق، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 151"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 273-274" وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 117".

(15/16)


4891- الزمخشري 1:
العَلاَّمَةُ، كَبِيْرُ المُعْتَزِلَةِ، أَبُو القَاسِمِ مَحْمُوْدُ بنُ عمر بن محمد، الزمخشري الخوارزمي النحوي، صاحب "الكشاف" و"المفصل".
رحلَ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ نَصْرِ بنِ البَطِرِ وغيره.
وَحَجَّ، وَجَاورَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ.
ذَكَرَ التَّاجُ الكِنْدِيُّ أَنَّهُ رَآهُ عَلَى بَابِ الإِمَامِ أَبِي مَنْصُوْرٍ بنِ الجوَالِيقِيِّ.
وَقَالَ الكَمَالُ الأَنْبَارِيُّ: لَمَّا قَدِمَ الزَّمَخْشَرِيُّ لِلْحَجِّ، أَتَاهُ شَيْخُنَا أَبُو السَّعَادَاتِ بنُ الشَّجرِيِّ مُهَنِّئاً بِقدومِهِ، وَقَالَ:
كَانَتْ مُسَاءلَةُ الرُّكبَانِ تُخْبرنِي ... عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ أَطيبَ الخَبَرِ
حَتَّى الْتَقَيْنَا فَلاَ وَاللهِ مَا سَمِعَتْ ... أُذني بِأَحْسَنَ مِمَّا قَدْ رَأَى بَصْرِي
وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَلَمْ يَنطقِ الزَّمَخْشَرِيُّ حَتَّى فَرغَ أَبُو السَّعَادَاتِ، فَتَصَاغرَ لَهُ، وَعظَّمَهُ، وَقَالَ: إِنَّ زَيدَ الْخَيل دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ: "يَا زَيْد! كُلُّ رَجُلٍ وُصفَ لِي وَجَدْتُهُ دون الصِّفَةِ إلَّا أَنْتَ، فَإِنَّك فَوْقَ مَا وُصِفْتَ وَكَذَلِكَ الشَّرِيْفُ"، وَدَعَا لَهُ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَزَيْنَبُ بنت الشعري.
__________
1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 156"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمته 711"، واللباب لابن الأثير "2/ 74"، وميزان الاعتدال "4/ 78"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1283". والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 274"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 118- 121".

(15/17)


وَرَوَى عَنْهُ أَنَاشيدَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخوارزمي، وأبو سعد أحمد ابن مَحْمُوْدٍ الشَّاشِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ بزَمَخْشَرَ -قَرْيَةٍ مِنْ عَمَلِ خُوَارِزْم- فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَكَانَ رَأْساً فِي البلاغَةِ وَالعَرَبِيَّةِ وَالمَعَانِي وَالبيَانِ، وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: أَنشدنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنشدنِي الزَّمَخْشَرِيُّ لِنَفْسِهِ يَرْثِي أُسْتَاذَهُ أَبَا مُضَرَ النَّحْوِيَّ:
وقائلةٍ مَا هَذِهِ الدُّرَرُ الَّتِي ... تُسَاقِطُهَا عينَاك سِمْطَيْنِ سِمْطَيْنِ
فَقُلْتُ هُوَ الدُّرُّ الَّذِي قَدْ حشَا بِهِ ... أَبُو مضرٍ أُذني تَسَاقَطَ مِنْ عيني
أَنْبَأَنِي عِدَّةٌ عَنْ أَبِي المُظَفَّرِ بنِ السَّمْعَانِيِّ، أَنشدنَا أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ القَاضِي بِسَمَرْقَنْدَ، أَنشدنَا أُسْتَاذِي مَحْمُوْدُ بنُ عُمَرَ:
أَلاَ قُلْ لِسُعْدَى ما لنا فيك من وطر ... وما تطّيبنا النُّجْلَ مِنْ أَعْيَنِ البَقَرْ
فَإِنَّا اقتصرنَا بِالَّذِيْنَ تَضَايَقَتْ ... عيونُهُم وَاللهُ يَجزِي مَنِ اقتصرْ
مليحٌ وَلَكِنْ عِنْدَهُ كُلُّ جفوةٍ ... وَلَمْ أَرَ فِي الدُّنْيَا صفَاءً بِلاَ كَدَرْ
وَلَمْ أَنْسَ إِذْ غَازَلْتُهُ قُرْبَ روضةٍ ... إِلَى جَنْبِ حَوْضٍ فِيْهِ لِلمَاءِ مُنْحَدَرْ
فَقُلْتُ لَهُ جِئنِي بوردٍ وَإِنَّمَا ... أَردْتُ بِهِ وَردَ الخُدودِ وَمَا شَعَرْ
فَقَالَ انتظرني رجع طرفٍ أجىء بِهِ ... فَقُلْتُ لَهُ هَيْهَاتَ مَا فِيَّ مُنْتَظَرْ
فَقَالَ وَلاَ وردٌ سِوَى الخَدِّ حاضرٌ ... فَقُلْتُ لَهُ إِنِّيْ قَنِعْتُ بِمَا حَضَرْ
قُلْتُ: هَذَا شعرٌ ركيكٌ لاَ رَقِيق.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنَيْسَابُوْرَ، عَنِ الزَّمَخْشَرِيِّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ البَطِرَةِ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً مِنْ "المَحَامِلِيَّاتِ".
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: بَرَعَ فِي الآدَابِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَرَدَ العِرَاقَ وَخُرَاسَانَ، مَا دَخَلَ بَلَداً إلَّا وَاجتمعُوا عَلَيْهِ، وَتَلْمَذُوا لَهُ، وَكَانَ عَلاَّمَةً نَسَّابَةً، جَاور مُدَّةً حَتَّى هَبَّتْ عَلَى كَلاَمِهِ رِيَاحُ البَادِيَةِ. مَاتَ لَيْلَةَ عرفَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: لَهُ "الفَائِقُ" فِي غَرِيْبِ الحَدِيْثِ، وَ"رَبِيْعُ الأَبرَارِ"، وَ"أَسَاسُ البلاغَةِ"، وَ"مُشتَبه أَسَامِي الرُّوَاةِ"، وَكِتَابُ "النَّصَائِح"، وَ"المنهَاجُ فِي الأُصُوْلِ"، وَ"ضَالَّةُ النَّاشدِ".
قِيْلَ: سقطَتْ رِجْلُهُ، فَكَانَ يَمْشِي عَلَى جَاون خشب، سَقَطت مِنَ الثَّلجِ.
وَكَانَ دَاعِيَةً إِلَى الاعتزَالِ، اللهُ يُسَامِحُهُ.

(15/18)


4892- البحيري 1:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ الصَّالِحُ، مُسْنِدُ نَيْسَابُوْرَ، أَبُو بَكْرٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ، البَحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيَّ، وَالإِمَامَ أَبَا القَاسِمِ القُشَيْرِيَّ، وَوَالِدَهُ، وَعَمَّهُ عَبْدَ الحَمِيْدِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المِيكَالِيَّ، وَأَبَا سهلٍ الحفصيَّ، وَعِدَّةً.
وَتَفَرَّدَ بِسَمَاعِ "المُتَّفق وَالمُفتَرَقِ" لِلْجَوْزَقِي عَنِ المغربي.
حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ فَضْلِ اللهِ السالاري، والمؤيد ابن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَأَجَازَ لِعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ السَّمْعَانِيِّ.
وَهُوَ مِنْ بَيْتِ رِوَايَةٍ وَدِينٍ.
مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَمَاتَ أَبُوْهُ العَدْلُ الجَلِيْلُ أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ اللهِ بَعْدَ السِّتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
يَرْوِي عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ المَلِكِ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
يَرْوِي عنه: زاهر الشحامي في "مشيخته".
__________
1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 125-126".

(15/19)