الانتقاء في
فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء أَخْبَار أَشهب
ابْن عبد العزيز بْنِ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
الْقَيْسِيُّ ثُمَّ الْجَعْدِيُّ يُكَنَّى أَبَا عُمَرَ
وَيُقَالُ اسْمُهُ مِسْكِينٌ وَأَشْهَبُ لَقَبٌ وُلِدَ
سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَمَاتَ
(1/51)
بِمِصْرَ سَنَةَ أَرَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ
بَعْدَ مَوْتِ الشَّافِعِيِّ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا
وَلَمْ يُدْرِكِ الشَّافِعِيُّ بِمِصْرَ من أَصْحَاب مَالك
الا أَشهب وَابْن عبد الحكم وَكَانَ نُزُوله على ابْن عبد
الحكم فَأَكْرَمَ نُزُلَهُ وَبَلَغَ مِنْ بِرِّهِ كَثِيرًا
وَلَهُ فى ذَلِك أَخْبَار حِسَانٌ وَكَانَ أَشْهَبُ ثِقَةً
فِيمَا رَوَى عَنْ مَالِكٍ وَرَوَى عَنِ اللَّيْثِ بْنِ
سَعْدٍ وَعَنْ جَمَاعَةٍ وَصَنَّفَ كِتَابًا فِي الْفِقْهِ
رَوَاهُ عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ حَسَّانٍ وَغَيْرُهُ
وَرُوِّينَا عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله بن عبد الحكم
قَالَ سَمِعْتُ أَشْهَبَ يَدْعُو عَلَى الشَّافِعِيِّ
بِالْمَوْتِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلشَّافِعِيِّ فَقَالَ
مُتَمَثِّلا
(تَمَنَّى رِجَالٌ أَنْ أَمُوتَ وَإِنْ أَمُتْ ...
فَتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْتُ فِيهَا بأوحد)
(فَقل للذى يبغى خِلافَ الَّذِي مَضَى ... تَهَيَّأْ
لأُخْرَى مِثْلَهَا فَكَأَنْ قد ...
قَالَ فَلَمَّا مَاتَ الشافعى اشْترى أَشهب فى تَرِكَتِهِ
غُلامًا كَانَ لَهُ ثُمَّ مَاتَ أَشْهَبُ بَعْدَهُ
بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَاشْتَرَيْتُ أَنَا ذَلِكَ
الْمَمْلُوك فى تَرِكَةِ أَشْهَبَ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
شَاكِرٍ رَحِمَهُ الله قَالَ نَا عبد الله بْنُ عُثْمَانَ
قَالَ نَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن
عبد الله بن عبد الحكم يَقُولُ أَشْهَبُ أَفْقَهُ مِنَ
ابْنِ الْقَاسِمِ مِائَةَ مرّة ونى أَحْمد بن عبد الله
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ ذكر
قَول مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم لِمُحَمَّدِ بْنِ
عُمَرَ بْنِ لُبَابَةَ فَقَالَ لَيْسَ هَذَا عِنْدَنَا
كَمَا قَالَهُ مُحَمَّدٌ وَإِنَّمَا قَالَهُ لأَنَّ
أَشْهَبَ شَيْخُهُ وَمُعَلِّمُهُ قَالَ أَبُو عُمَرَ
أَشْهَبُ شَيْخُهُ وَابْنُ الْقَاسِمِ شَيْخُهُ وَهُوَ
أَعْلَمُ بهما لِكَثْرَة مُجَالَسَته لَهما وَأَخذه
عَنْهُمَا
عبد الله بن عبد الحكم
ابْن أَعْيَنَ بْنِ اللَّيْثِ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ
عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وُلِدَ بِمِصْرَ سَنَةَ
(1/52)
خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ
وَمِائَةٍ وَمَاتَ لإِحْدَى وَعِشْرِينَ لَيْلَةً خَلَتْ
مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَة عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ
ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً وَإِلَيْهِ أَوْصَى ابْنُ
الْقَاسِمِ وَأَشْهَبُ وَابْنُ وَهْبٍ سَمِعَ مِنْ مَالِكٍ
سَمَاعًا نَحْوَ ثَلاثَةِ أَجْزَاءٍ وَسَمِعَ الْمُوَطَّأِ
ثُمَّ رَوَى عَنِ ابْنِ وَهْبٍ وَابْنِ الْقَاسِمِ
وَأَشْهَبَ كَثِيرًا مِنْ رَأْيِ مَالِكٍ الَّذِي
سَمِعُوهُ مِنْهُ وَصَنَّفَ كِتَابًا اخْتَصَرَ فِيهِ
تِلْكَ الأَسْمِعَةَ بِأَلْفَاظٍ مُقَرَّبَةٍ ثُمَّ
اخْتَصَرَ مِنْ ذَلِكَ الْكِتَابِ كِتَابًا صَغِيرًا
وَعَلَيْهِمَا مَعَ غَيْرِهِمَا عَنْ مَالِكٍ يُعَوِّلُ
الْبَغْدَادِيُّونَ مِنَ الْمَالِكِيِّينَ فِي
الْمُدَارَسَةِ وَإِيَّاهُمَا شَرَحَ الشَّيْخُ أَبُو
بَكْرٍ الابهرى رَحمَه الله وَكَانَ ابْن عبد الحكم رَجُلا
صَالِحًا ثِقَةً وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ سُئِلَ أَبُو
زُرْعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ
فَقَالَ مِصْرِيٌّ ثِقَةٌ قَالَ وَسَمِعْتُ احْمَد بن
صَالح يَقُول كتبت عَن عبد الله بن عبد الحكم وَكَانَ
شَيْخَ مِصْرَ قَالَ وَسُئِلَ أَبِي عَنْ عبد الله بن عبد
الحكم الْمِصْرِيِّ فَقَالَ صَدُوقٌ حَدَّثَنَا خَلَفُ
بْنُ قَاسِمٍ قَالَ نَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ
وَالْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ قَالا نَا مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ الْوَكِيعِيُّ قَالَ نَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو
بْنِ السَّرْحِ قَالَ نَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ
رَأَيْتُ مَالك بن أنس فِي النّوم بعد مامات بأيام قَالَ
لِي إِنَّ بِبَلَدِكُمْ رَجُلا يُقَالُ لَهُ ابْنُ عبد
الحكم فَخُذُوا عَنهُ فانه ثِقَة |