الانتقاء في
فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء الْمُغيرَة بن عبد الرحمن
ابْن الْحَارِث بن عبد الله بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي
رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ أُمُّهُ قُرَيْبَةُ بِنْتُ
مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ
الْمَخْزُومِيُّ يُكَنَّى أَبَا هَاشِمٍ وَقِيلَ يُكَنَّى
أَبَا هِشَامٍ رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَيَزِيدَ بْنِ أَبى
عبيد وَمُحَمّد بن عجلَان وعبد الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي هِنْدٍ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَوَى عَنْهُ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ
(1/53)
وَمصْعَب بن عبد الله الزُّبَيْرِيُّ
وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ وَأَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ
وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ وَابْنُهُ
عَيَّاشُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ
سُئِلَ ابو زرْعَة عَن الْمُغيرَة بن عبد الرحمن بن
الْحَارِث بن عبد الله بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ
فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ
بَكَّارٍ كَانَ الْمُغِيرَةُ فَقِيهَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
بَعْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَعَرَضَ عَلَيْهِ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدُ الْقَضَاءَ بِالْمَدِينَةِ
عَلَى جَائِزَةِ أَرْبَعَةِ آلافِ دِينَارٍ فَامْتَنَعَ
فَأَبَى الرَّشِيدُ إِلا أَنْ يُلْزِمَهُ ذَلِكَ فَقَالَ
وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لأَنْ يَخْنُقَنِي
الشَّيْطَانُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلِيَ الْقَضَاءَ
فَقَالَ الرشيد مَا بعد هَذَا غَايَة فأعفاه عَنِ
الْقَضَاءِ وَأَجَازَهُ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ قَالَ أَبُو
عُمَرَ كَانَ مَدَارُ الْفَتْوَى بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ
زمن مَالك وَبعده على الْمُغيرَة بن عبد الرحمن
وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ حَكَى ذَلِكَ
عبد الملك بْنُ الْمَاجِشُونِ وَكَانَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ
ثَالِثَ الْقَوْمِ فِي ذَلِكَ وَعُثْمَانُ بْنُ كِنَانَةَ
وَلَمْ تَكُنْ لَهُ بِرِوَايَةِ الْحَدِيثِ عِنَايَةٌ
وَابْنُ نَافِعٍ وَتُوُفِّيَ الْمُغِيرَةُ سَنَةَ سِتٍّ
وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
مُحَمَّدُ بن ابراهيم بن دِينَار الْجُهَنِىّ
أَبُو عبد الله كَانَ مفتى أهل الْمَدِينَة مَعَ مَالك
وعبد العزيز بن أبي سَلمَة وبعدهما كَانَ فَقِيهًا فَاضِلا
لَهُ بِالْعِلْمِ رِوَايَةٌ وَعِنَايَةٌ رَوَى عَن مُوسَى
ابْن عقبَة وَيزِيد بن أَبى عبيد وعبد العزيز بْنِ
الْمُطَّلِبِ رَوَى عَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ وَذُؤَيْبُ بْنُ
عِمَامَةَ الْمَدِينِيُّ السَّهْمِيُّ وَأَبُو مُصْعَبٍ
الزُّهْرِيُّ قَالَ ابْن
(1/54)
أَبى حَاتِم سَأَلت عَن أَبِي فَقَالَ
كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ زَمَنَ مَالك وَكَانَ
ثِقَة
عبد العزيز بْنُ أَبِي حَازِمٍ
وَاسْمُ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ مَوْلَى
أَسْلَم يُكَنَّى أَبَا تَمَّامٍ سمع أَبَاهُ والْعَلَاء
بن عبد الرحمن وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ رَوَى عَنْهُ
ابْنُ وهب وَيحيى ابْن صَالح الوحاظى وَابْن أَبى أويس
وعبد العزيز الاويسى سُئِلَ احْمَد ابْن حَنْبَلٍ عَنْهُ
فَقَالَ يُقَالُ إِنَّ كُتُبَ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ
وَقَعَتْ إِلَيْهِ وَلَمْ يَسْمَعْهَا مِنْهُ وَقد روى
عَنهُ أَقْوَامٍ لَا يُعْرَفُ لَهُ مِنْهُمْ سَمَاعٌ
وَأَمَّا كُتُبُ أَبِيهِ فَسَمِعَهَا مِنْهُ قَالَ
أَحْمَدُ وَكَانَ تفقه وَلم يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ
مَالِكٍ أَفْقَهُ مِنْهُ حَدَّثَنَا عبد الوارث بْنُ
سُفْيَانَ قَالَ نَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ نَا
احْمَد ابْن وهب بْنِ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ
مَعِينٍ يَقُول عبد العزيز بْنُ أَبِي حَازِمٍ صَدُوقٌ
ثِقَةٌ لَيْسَ بِهِ بَأْس توفى عبد العزيز يَوْمَ
الْجُمُعَةِ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسٍ
وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى بْنِ كِنَانَةَ
كَانَ فَقِيهًا مِنْ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ أَخَذَ عَنْ
مَالِكٍ وَغَلَبَ عَلَيْهِ الرَّأْيُ وَقَعَدَ مَقْعَدَ
مَالِكٍ بَعْدَهُ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرٌ
تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
(1/55)
مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَبُو هِشَامٍ
الْمَخْزُومِيُّ الْفَقِيهُ الْمَدَنِيُّ
هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بن هِشَام
بن اسماعيل بن هِشَام ابْن الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ
رَوَى عَنْ مَالِكِ بْنِ أنس وَالضَّحَّاك بن عُثْمَان
وابراهيم ابْن سَعْدٍ وَشُعَيْبِ بْنِ طَلْحَةَ
وَالْهُدَيْرِيِّ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ سَأَلْتُ
أَبِي عَنْهُ فَقَالَ كَانَ أحد فُقَهَاء الْمَدِينَة من
أَصْحَاب مَالك وَكَانَ مِنْ أَفْقَهِهِمْ وَسُئِلَ عَنْهُ
أَبِي فَقَالَ كَانَ ثِقَةً وَذَكَرَ السَّرَّاجُ قَالَ
مَاتَ مُحَمَّدُ بن مسلمة المخزومى سنة سِتّ عشرَة
وَمِائَتَيْنِ
عبد الله بن نَافِع الصَّائِغ
أَبُو مُحَمَّد رَوَى عَنْ مَالِكٍ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ
حَدَّثَنَا عبد الوارث بْنُ سُفْيَانَ قَالَ نَا قَاسِمُ
بْنُ أَصْبَغَ قَالَ نَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ
سَمِعْتُ يحيى بن معِين يَقُول عبد الله بْنُ نَافِعٍ
الصَّائِغُ ثِقَةٌ وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ سَأَلت احْمَد
ابْن حَنْبَل عَن عبد الله بن نَافِع الصَّائِغ قَالَ لَمْ
يَكْنُ صَاحِبَ حَدِيثٍ كَانَ صَاحِبَ رَأْيِ مَالِكٍ
وَكَانَ يُفْتِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِرَأْيِ مَالِكٍ
وَلَمْ يَكُنْ فِي الْحَدِيثِ بِذَاكَ وَقَالَ ابْنُ أَبِي
حَاتِمٍ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ
الصَّائِغِ فَقَالَ لَيْسَ بِالْحَافِظِ هُوَ لَيِّنٌ فِي
حِفْظِهِ وَكِتَابُهُ أَصَحُّ وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ
عَنْهُ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ قَالَ أَبُو عمر توفى عبد
الله بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ بِالْمَدِينَةِ فِي شَهْرِ
(1/56)
رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ وَقِيلَ سَنَةَ
سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ وَفِيهَا مَاتَ الْوَاقِدِيُّ
بِبَغْدَادَ قَاضِيًا لِلْمَأْمُونِ
عبد الله بن نَافِع الزبيرى
هُوَ عبد الله بن نَافِع بن ثَابت بن عبد الله بْنِ
الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ
يُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ سَمِعَ مِنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ
وعبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى ابْن عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ رَوَى عَنْهُ عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّد الدورى
وَغَيره حَدثنَا عبد الوارث بْنُ سُفْيَانَ قَالَ نَا
قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ نَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ
قَالَ سَمِعْتُ يحيى بن معِين يَقُول عبد الله بْنُ
نَافِعٍ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ صَدُوقٌ
لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ قَالَ أَبُو عُمَرَ سَأَلَهُ يَحْيَى
بْنُ يَحْيَى الأَنْدَلُسِيُّ عَنْ تَفْسِيرِ بعض
الْمُوَطَّأِ وَحَمَلَهُ عَنْهُ كَتَبْنَاهُ عَنْ ثَلاثَةٍ
مِنْ شُيُوخنَا رَحِمهم الله قَالَ الزبير كَانَ عبد الله
بْنُ نَافِعٍ الزُّبَيْرِيُّ يَسْرُدُ الصَّوْمَ وَكَانَ
الْمَنْظُورَ اليه من قُرَيْش بِالْمَدِينَةِ فى حِين
وَفَاته فِي هَدْيِهِ وَفِقْهِهِ وَفَضْلِهِ تُوُفِّيَ
سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقِيلَ بَلْ مَاتَ سَنَةَ
خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ ذَكَرَهُ السَّرَّاجُ
وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتَّ عشرَة وَمِائَتَيْنِ
وَهُوَ ابْن سبعين سنة |