الانتقاء في
فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بْنِ
أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ
مَوْلًى لِبَنِي تَيْمٍ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَنَّى أَبَا
مَرْوَانَ كَانَ فَقِيهًا فَصِيحًا دَارَتْ عَلَيْهِ
الْفُتْيَا فِي زَمَانِهِ إِلَى مَوته وعَلى ابيه عبد
العزيز قَبْلَهُ فَهُوَ فَقِيهٌ ابْنِ فَقِيهٍ وَكَانَ
ضَرِيرَ الْبَصَرِ وَقِيلَ إِنَّهُ عَمِيَ فِي آخِرِ
عُمْرِهِ رَوَى عَنْ مَالِكٍ وَعَنْ أَبِيهِ وَكَانَ
مُولَعًا بِسَمَاعِ الْغِنَاءِ ارْتِحَالا وَغَيْرَ
ارْتِحَالٍ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَدِمَ عَلَيْنَا
وَمَعَهُ مَنْ يُغَنِّيهِ حَدثنَا عبد الوارث بْنُ
سُفْيَانَ قَالَ نَا قَاسِمُ بْنُ
(1/57)
أَصْبَغَ قَالَ نَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ
قَالَ سَمِعت مُصعب بن عبد الله الزبيرى يَقُول عبد الملك
بن عبد العزيز الْمَاجِشُونُ كَانَ فِي زَمَانِهِ مُفْتِيَ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ أَبُو عمر توفّي عبد الملك بْنُ
الْمَاجِشُونِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَقِيلَ سَنَةَ
أَربع عشرَة وَمِائَتَيْنِ
مطرف بن عبد الله
ابْن مُطَرِّفِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى
مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
يُكَنَّى ابا مُصعب وَكَانَ أَصمّ روى عَن مَالك وَابْن
ابى الزِّنَاد وعبد الرحمن بن أَبى الموالى وعبد الله بن
عمر الْعُمْرَى روى عَنهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم
سُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ مُطَرِّفٌ
أَوْ اسماعيل ابْن أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ مُطَرِّفٌ
وَسُئِلَ عَنْهُ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ صَدُوقٌ قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ تُوُفِّيَ مُطَرِّفٌ سَنَةَ عِشْرِينَ
وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ غَيْرُهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعَ
عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ دُخُوله
الْعرَاق
يحيى ين يَحْيَى الأَنْدَلُسِيُّ
يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ وَيُعْرَفُ بِابْنِ أَبِي عِيسَى
وَهُوَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ وَهُوَ
الْمُكَنَّى بِأَبِي عِيسَى وَهُوَ الدَّاخِلُ إِلَى
الأَنْدَلُسِ وَهُوَ كَثِيرُ بْنُ وَسلاسَ بْنِ شملل أَصله
من البربر من مصمودة الْمشرق رَحل وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ
وَعِشْرِينَ سَنَةً فَسَمِعَ مِنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ
الْمُوَطَّأَ غَيْرَ أَبْوَابٍ مِنَ الِاعْتِكَاف
فَحَمَلَهَا عَنْ زِيَادٍ عَنْ مَالِكٍ وَسَمِعَ مِنْ
نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ وَمِنَ الْقَاسِمِ
الْعُمَرِيِّ وَمِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ ضُمَيْرَةَ وَسَمِعَ
بِمَكَّةَ مِنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَسَمِعَ
بِمِصْرَ مِنَ اللَّيْثِ ابْن سَعْدٍ سَمَاعًا كَثِيرًا
وَمِنَ ابْنِ وَهْبٍ مُوَطَّأَهُ وَجَامِعَهُ وَسَمِعَ
مِنَ ابْنِ الْقَاسِمِ
(1/58)
مسَائِله وَحمل عَنهُ من رَأْيه عشر كتب
كبار أَكْثَرهَا سُؤَاله وَكتب سَماع ابْن الْقَاسِم من
مَالِكٍ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَسْمَعَهُ
مِنْ مَالِكٍ وَيُسَائِلُهُ عَنْهُ فَوَجَدَ مَالِكًا
عَلِيلا فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ
مَالِكٌ وَحَضَرَ جِنَازَتَهُ وَسَمِعَ مِنْ أَنَسِ بْنِ
عِيَاضٍ وَقَدِمَ إِلَى الأَنْدَلُسِ بِعِلْمٍ كَثِيرٍ
فَدَارَتْ فُتْيَا الأَنْدَلُسِ بَعْدَ عِيسَى بْنِ
دِينَارٍ عَلَيْهِ وَانْتَهَى السُّلْطَانُ وَالْعَامَّةُ
إِلَى رَأْيِهِ وَكَانَ فَقِيهًا حَسَنَ الرَّأْيِ وَكَانَ
لَا يرى الْقُنُوت قى الصُّبْحِ وَلا فِي سَائِرِ
الصَّلَوَاتِ وَقَالَ سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ
يَقُولُ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيَّ
يَقُولُ إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم نَحْوَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يَدْعُو عَلَى
قَوْمٍ وَيَدْعُو لآخَرِينَ قَالَ وَكَانَ اللَّيْثُ لَا
يَقْنُتُ وَخَالَفَ يَحْيَى أَيْضًا مَالِكًا فِي
الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ فَلَمْ يَرَ الْقَضَاءَ بِهِ
وَلا الْحُكْمَ وَأَخَذَ بِقَوْلِ اللَّيْثِ فِي ذَلِك
وَقَالَ لابد مِنْ شَاهِدَيْنِ رَجُلَيْنِ أَوْ رَجُلٍ
وَامْرَأَتَيْنِ وَكَانَ يرى كِرَاء
(1/59)
الأَرْضِ بِجُزْءٍ مِمَّا يَخْرُجُ مِنْهَا
عَلَى مَذْهَبِ اللَّيْثِ وَقَالَ هِيَ سُنَّةُ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى خَيْبَر وَقضى براى
أمينين إِذَا لَمْ يُوجَدْ فِي أَهْلِ الزَّوْجَيْنِ
حَكَمَانِ يَصْلُحَان لِذَلِكَ وَكَانَ إِمَامَ أَهْلِ
بَلَدِهِ وَالْمُقْتَدَى بِهِ فِيهِمْ وَالْمَنْظُورَ
إِلَيْهِ وَالْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ وَكَانَ ثِقَةً عَاقِلا
حَسَنَ الْهُدَى وَالسَّمْتِ كَانَ يُشَبَّهُ فِي سَمْتِهِ
بِسَمْتِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَحِمَهُ الله وَلم يكن لَهُ
بصر بِالْحَدِيثِ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ لَمْ
يُعْطَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالأَنْدَلُسِ
مُنْذُ دَخَلَهَا الإِسْلامُ مِنَ الْحَظْوَةِ وَعِظَمِ
الْقَدْرِ وَجَلالَةِ الذِّكْرِ مَا أُعْطِيَهُ يَحْيَى
بْنُ يَحْيَى وَاخْتُلِفَ فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ فَقِيلَ
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ
وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ يَأْتِي الْجَامِعَ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ رَاجِلا مُتَعَمِّمًا
عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ التُّونُسِيُّ
يُكَنَّى أَبَا الْحَسَنِ أَصْلُهُ مِنَ الْعَجم ولد
بِأَطْرَابُلُسَ ثُمَّ سَكَنَ تُونُسَ رَوَى عَنْ مَالِكٍ
وَغَيره وَتوفى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة
عبد الله بْنُ غَانِمٍ الإِفْرِيقِيُّ
الْقَاضِي بِهَا وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ
وَمِائَةٍ وَكَانَ فَقِيهًا سَمِعَ مِنْ مَالِكٍ وَمِنْ
أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي
(1/60)
معن بن عِيسَى
ابْن يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ الْقَزَّازُ مَوْلَى
أَشْجَعَ يُكَنَّى أَبَا يحيى روى عَن مَالك ابْن
أَنَسٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ وَمَخْرَمَةَ بْنِ
بُكَيْرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ هِلالٍ رَوَى عَنْهُ
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل وَعلي بن الْمَدِينِيِّ
وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَالْحُمَيْدِيُّ وَمُحَمَّدُ
بْنُ عبد الله ابْن نُمَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْمُنْذِرِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُمْ وَكَانَ أَشَدَّ
النَّاسِ مُلازَمَةً لِمَالِكٍ وَكَانَ مَالِكٌ
يَتَّكِئُ عَلَيْهِ فِي خُرُوجِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ
حَتَّى قِيلَ لَهُ عُصَيَّةُ مَالِكٍ قَالَ أَبُو
حَاتِمٍ سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ مُوسَى
الأَنْصَارِيَّ قَالَ سَمِعْتُ مَعْنَ بْنَ عِيسَى
يَقُولُ كَانَ مَالِكٌ لَا يُجِيبُ الْعِرَاقِيّين فى
شئ مِنَ الْحَدِيثِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَسْأَلُهُ
عَنْهُ قَالَ وَسَمِعْتُ مَعْنَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ
كُلُّ شئ مِنَ الْحَدِيثِ فِي الْمُوَطَّأِ سَمِعْتُهُ
مِنْ مَالِكٍ الاما استثنيت انى عرضته عَلَيْهِ وكل شئ
مِنْ غَيْرِ الْحَدِيثِ عَرَضْتُهُ عَلَى مَالِكٍ إِلا
مَا اسْتَثْنَيْتُ أَنِّي سَأَلْتُهُ عَنْهُ قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ أَثْبَتُ
أَصْحَابِ مَالِكٍ وَأَوْثَقُهُمْ مَعْنُ بْنُ عِيسَى
وَهُوَ أَحَبُّ إِلَى من ابْن نَافِع وَابْن وَهْبٍ
ذَكَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
السَّرَّاجُ فِي تَارِيخِهِ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ
رَافِعٍ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ سَنَةَ مَاتَ
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ مَعْنِ
بْنِ عِيسَى فَقيل لى تُوُفِّيَ مُنْذُ أَيَّامٍ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ توفى معن ابْن عِيسَى
بِالْمَدِينَةِ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة
عبد الله بن مسلمة بن قعنب
القعنبى
ابو عبد الرحمن مَدَنِيٌّ سَكَنَ الْبَصْرَةَ رَوَى
عَنْ مَالِكٍ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَمَخْرَمَةَ بْنِ
بُكَيْرٍ وَأَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ وَسَلَمَةَ بْنِ
وَرْدَانَ رَوَى عَنْهُ أَبُو زرْعَة
(1/61)
الرازى وَأَبُو حَاتِم الرازى وعَلى بن عبد
العزيز قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ قُلْتُ لأَبِي
الْقَعْنَبِيُّ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ إِسْمَاعِيلُ
بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ فَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ أَحَبُّ
إِلَيَّ وَسُئِلَ أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ فَقَالَ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ
حُجَّةٌ وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْهُ فَقَالَ مَا
كَتَبْتُ عَنْ أَحَدٍ أَجَلَّ فِي عَيْنِي مِنْهُ
وَسُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ فَقَالَ
ذَاكَ مِنْ دُرٍّ ذَاكَ مِنْ دَنَانِيرَ
أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ
اسْمُهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ
بْنِ زُرَارَةَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ عبد الرحمن بْنِ
عَوْفٍ قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ كَانَ أَبُو
مُصعب على شرطة عبيد الله ابْن الْحسن بن عبيد الله
بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذْ كَانَ وَالِيًا
لِلْمَأْمُونِ عَلَى الْمَدِينَةِ ثُمَّ وَلاهُ
الْقَضَاءَ وَمَاتَ وَهُوَ فَقِيهُ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ غَيْرُ مُدَافَعٍ قَالَ أَبُو عُمَرَ
رَوَى عَنْ مَالِكٍ وَالدَّرَاوَرْدِيِّ
وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سعد وعطاف بْنِ خَالِدٍ
وَغَيْرِهِمْ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
الذُّهْلِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي
وَالْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ
وَقَالا فِيهِ صَدُوقٌ مَاتَ أَبُو مُصْعَبٍ سَنَةَ
إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ
يَحْيَى بْنُ يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التَّمِيمِيُّ
الْحَنْظَلِيُّ مَوْلًى لَهُمْ وَيُقَالُ مَوْلَى
بَنِي منقر بن سعيد بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ
النَّيْسَابُورِيِّ يُكَنَّى أَبَا زَكَرِيَّا رَوَى
عَنْ مَالِكٍ الْمُوَطَّأِ وَقِيلَ إِنَّهُ قَرَأَهُ
عَلَيْهِ وَرَوَى عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَابْنِ
لَهِيعَةَ وَزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَسُلَيْمَانَ
بْنِ يسَار وَغَيْرِهِمْ كَانَتْ لَهُ حَالٌ
بِنَيْسَابُورَ وَلَهُ حَظٌّ مِنَ الْفِقْهِ وَكَانَ
ثِقَةً مَأْمُونًا
(1/62)
مَرْضِيًا رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ
بَلَدِهِ وَغَيْرِهِمْ وَرَوَى عَنْهُ مِنَ الْجِلَّةِ
الْحُفَّاظِ إِسْحَاقُ بن ابراهيم وَمُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَرَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ
وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَلَمْ يَرْوِ مُسْلِمٌ
الْمُوَطَّأَ إِلا عَنْهُ وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ يُثْنِي عَلَيْهِ قَالَ عبد الله بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ
يَحْيَى بْنَ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيَّ فَأَثْنَى
عَلَيْهِ خَيْرًا وَقَالَ مَا أَخْرَجَتْ خُرَاسَانُ
بَعْدَ ابْنِ الْمُبَارَكِ مِثْلَ يَحْيَى بْنِ
يَحْيَى كَانَ مِنْ وَرَعِهِ يَشُكُّ فِي الْحَدِيثِ
كَثِيرًا حَتَّى سَمَّوْهُ الشَّكَّاكَ وَقَالَ أَبُو
زُرْعَةَ الرَّازِيُّ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ
ذَكَرَ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيَّ
فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ وَإِتْقَانِهِ أَمْرًا
عَظِيمًا وَأَثْنَى عَلَيْهِ ابو زرْعَة وَقَالَ اسحاق
ابْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهَوَيْهِ كَتَبْتُ
الْعِلْمَ عَمَّنْ كَتَبْتُهُ فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْ
أَحَدٍ أَوْثَقَ فِي نَفْسِي مِنْ هَذَيْنِ يَحْيَى
بْنِ يَحْيَى وَالْفَضْلِ بْنِ مُوسَى السِّينَانِيِّ
قَالَ إِسْحَاقُ وَكَانَ يَحْيَى رَجُلا عَاقِلا
وَكَانَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى يَقُولُ مَنْ قَالَ
الْقُرْآنُ مَخْلوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ لَا يُكَلَّمُ
وَلَا يُجَالس ولايناكح قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ
مَخْلُوقٌ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ وَذَكَرَ السَّرَّاجُ عَن
الْحسن بن عُبَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ
مَسْلَمَةَ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ عَمَّنْ
أَكْتُبُ فَقَالَ عَنْ يحيى بن يحيى
انْتَهَى الْقَوْلُ فِي أَهْلِ الْفِقْهِ مِنْ
أَصْحَابِ مَالِكٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَذَلِكَ
كِتَابُ فَضَائِلِ مَالِكٍ وَذِكْرِ مَنَاقِبِهِ
بِمَعُونَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَصَلَّى اللَّهُ على
مُحَمَّد وَآله
(1/63)
|