التمهيد والبيان
في مقتل الشهيد عثمان 50 - ذكر نَدم النَّاس بعد قتل عُثْمَان رض
=
لما قتل عُثْمَان رض = بَقِي النَّاس فوضى وَنَدم الْقَوْم
وتخلى عَنْهُم
(1/148)
الشَّيْطَان وأتا الزبير الْخَبَر بمقتل
عُثْمَان رلاض = وَهُوَ حَيْثُ هُوَ وَقَالَ أَنا لله
وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون رحم الله عُثْمَان وانتصر
لَهُ وَقيل لَهُ أَن الْقَوْم نادمون فَقَالَ ذئروا {وحيل
بَينهم وَبَين مَا يشتهون كَمَا فعل بأشياعهم من قبل
إِنَّهُم كَانُوا فِي شكّ مريب} سبأ 54 وأتى الْخَبَر
طَلْحَة فَقَالَ يرحم الله عُثْمَان وانتصر لَهُ وللأسلام
وَقيل لَهُ الْقَوْم نادمون فَقَالَ تَبًّا لَهُم وَقَرَأَ
{فَلَا يَسْتَطِيعُونَ توصية وَلَا إِلَى أهلهم يرجعُونَ}
ياسين 50 وأتى عليا الْخَبَر بمقتل عُثْمَان رض = فَقَالَ
رحم الله عُثْمَان وَخلف علينا بِالْخَيرِ فَقيل لَهُ قد
نَدم الْقَوْم فَقَرَأَ {كَمثل الشَّيْطَان إِذْ قَالَ
للْإنْسَان اكفر فَلَمَّا كفر قَالَ إِنِّي بَرِيء مِنْك
إِنِّي أَخَاف الله رب الْعَالمين} الْحَشْر 16 وَطلب سعد
فَإِذا هُوَ فِي حَائِط لَهُ وَقَالَ لَا أشهد قَتله
فَلَمَّا جَاءَهُ قَتله قَالَ فَرَرْنَا إِلَى الْمَدِينَة
بديننا وضرنا الْيَوْم نفر مِنْهَا بديننا وَقَرَأَ
{الَّذين ضل سَعْيهمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وهم يحسبون
أَنهم يحسنون صنعا} الْكَهْف 104 اللَّهُمَّ أندمهم ثمَّ
خُذْهُ وَكَانَ الزبير رض = أَيْضا قد خرج لِئَلَّا يشْهد
قَتله وَكره أَن يُقيم بِالْمَدِينَةِ فَأَقَامَ على
طَرِيق مكه وَعَن أبي عمر الْمدنِي عَن زيد بن أسلم عَن
إِبْنِ عَبَّاس رض = فِي قَول الله عز وَجل {إِن الَّذين
يكفرون بآيَات الله وَيقْتلُونَ النَّبِيين بِغَيْر حق
وَيقْتلُونَ الَّذين يأمرون بِالْقِسْطِ من النَّاس فبشرهم
بِعَذَاب أَلِيم} ال عمرَان 21 قَالَ الَّذين يأمرون
بِالْقِسْطِ من النَّاس ولات الْأَمر عُثْمَان وَأَضْرَابه
وَعَن مُحَمَّد بن كريب بن نَافِع بن عمر رض قَالَ لقِيت
أبن عَبَّاس رض = وَكَانَ خَليفَة عُثْمَان رض على
الْمَوْسِم عَام قتل فَأَخْبَرته بقتْله
(1/149)
فَعظم أمره وَقَالَ وَالله أَنه لمن
الَّذين يأمرون بِالْقِسْطِ فتمنيت أَن أكون قتلت
يَوْمئِذٍ أذ وَعَن عبد الله بن سعيد بن ثَابت عَن أَبِيه
قَالَ دفن عُثْمَان رض = من ليلته وحضره من أَرَادَ
الْمقَام وَالْخُرُوج وَنَدم الْقَوْم وَسقط فِي أَيّدهُم
وَلما صلى عَلَيْهِ خرج من خرج وَأقَام من أَقَامَ
وَأَزْوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هاجم
الْبلَاء وأنكفأ الأسلام
وَعَن خُلَيْد بن زفر عَن أَبِيه قَالَ خرج سعد من
الْمَدِينَة وَمضى الزبير وَخرج الْوَلِيد نَحْو مَكَّة
فَأتبعهُ سعيد بن الْعَاصِ وَخرج من أستقتل وَبَقِي
الْقَوْم والغافقي يُصَلِّي بهم وكنان بن بشر خَلِيفَته
يَلْتَمِسُونَ رجلا يرأسهم فَلم يجدوه وعلقوا وَعرفُوا
أَنهم لَا يصلحهم إِلَّا إِمَام يقوم بهم
(1/150)
الْبَاب الثَّامِن
فِي مبلغ سنّ عُثْمَان وَمِقْدَار خِلَافَته رض = كَانَ
قتل عُثْمَان رض = لثماني عشر خلت من ذِي الْحجَّة يَوْم
الْجُمُعَة بعد الْعَصْر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة
سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقيل بل كَانَ قَتله فِي أَيَّام
التَّشْرِيق وَأنْشد حسان ... ضحوا بأمشط عنوان السُّجُود
بِهِ يقطع اللَّيْل تسبيحا وقرآنا ...
وَالصَّحِيح الأول وأنما قيل ذَلِك لقرب الْيَوْم الَّذِي
قتل فِيهِ من أَيَّام التَّشْرِيق وَالله أعلم وَكَانَ
عمره يَوْمئِذٍ أثنتين وَثَمَانِينَ سنة وَقيل سِتّ
وَثَمَانِينَ وَقيل ثمانيه وَثَمَانِينَ وَقيل تسعين سنه
وَقَالَ أَبُو معشر كَانَ عمره خمْسا وَسبعين سنة وَكَانَت
خِلَافَته اثْنَتَيْ عشرَة سنه ألاإثنا عشر يَوْمًا وَقيل
إلاثمانيه أَيَّام وَالله أعلم بذلك
وروى سيف بن عمر التَّمِيمِي عَن مُحَمَّد بن عبد الله عَن
أبي عُثْمَان قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم قد بَعثه الى عمان فَسمع هُنَالك من حبر شَيْئا
فَلَمَّا رأى مصداقه وَهُوَ هُنَالك أرسل الى الحبر
فَقَالَ حَدثنِي بوفاة النَّبِي وَأَخْبرنِي من يكون بعده
قَالَ الَّذِي كتب اليك يكون بعده ومدته قصيره قَالَ ثمَّ
من قَالَ رجل من قومه مثله فِي الْمنزلَة قَالَ فَمَا
مدَّته
(1/151)
قَالَ طَوِيلَة ثمَّ يقتل قَالَ أغيلة أم
عَن مَلأ قَالَ غيلتة قَالَ فَمن بلي بعده قَالَ رجل من
قومه مثله فِي المنزله قَالَ فَمَا مدَّته قَالَ طويله
ثمَّ يقتل قَالَ أغيلة أم عَن مَلأ قَالَ عَن مَلأ قَالَ
ذَاك أَشد قَالَ من يَلِي بعده قَالَ رجل من قومه ينتشر
عَلَيْهِ النَّاس وَيكون على رَأسه حَرْب شَدِيدَة بَين
النَّاس ثمَّ يقتل قبل أَن يجتمعوا عَلَيْهِ قَالَ أغيلة
أم عَن مَلأ قَالَ لَا بل غيلَة ثمَّ لَا يرَوْنَ مثله
قَالَ فَمن يَلِي بعده قَالَ أَمِير الارض المقدسه فَيطول
ملكه ثمَّ يَمُوت فيجتمع أل تِلْكَ الْفرق وَذَلِكَ
الإنتشار عَلَيْهِ
52 - ذكر وُلَاة الْبِلَاد فِي زَمَانه
عَن عطيه قَالَ مَاتَ عُثْمَان رض = وعَلى الْكُوفَة على
صلَاتهَا أبوموسى وعَلى خراج السوَاد جَابر بن فلَان
الْمُزنِيّ وَهُوَ صَاحب المسناة إِلَيّ جنب الكوفه وَسماك
الْأنْصَارِيّ وعَلى حربها الْقَعْقَاع بن عَمْرو وَكَانَ
صَاحب الْحَرْب فِي كل مصر رجل مُسَمّى وَقوم مسمون فَإِن
حدث حدث نَهَضَ بهم وهوالذي أجَاب أهل حمص حِين كتب
إِلَيْهِم عمر رض = فِي إعانتهم وَهُوَ اذي منع يزِيد
ولأشتر من خلع عُثْمَان ر وَكَانَ على الْموصل حَكِيم بن
سَلَامه وعَلى قرقيساء جرير بن عبد الله وعَلى أذربيجان
الْأَشْعَث بن قيس وعَلى حلوان وتيبه بن النهاس وعَلى ماه
مَالك بن حبيب وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ زِيَاد هَل بَقِي
فِي الأَرْض مائَة لَا يبالون فِي الله لومة لائم قَالَ
لَا قَالَ فَأَنا قَالَ قد كنت قَالَ فَأَنت ذَاك وعَلى
همذان النسير وعَلى الرّيّ سعيد بن قيس وعَلى أَصْبَهَان
السَّائِب بن الْأَقْرَع وعَلى سبذان حُبَيْش وعَلى قومس
جبله بن حَيْوَة الْكِنَانِي وعَلى جرجان ذُو الجوشن
الضبابِي وعَلى بَيت المَال عقبَة بن عَمْرو
(1/152)
وَقد كَانَت الذِّمَّة تنْتَقض فَإِذا فعلت
ذَلِك غزيت فغزا سعيد طبرستان بَعْدَمَا انتقضوا حَتَّى
أعْطوا مَا كَانُوا أعْطوا أول وخلع صول بجرجان فغزاه
حَتَّى اعطى صول مَا كَانَ يُعْطي وَكَانَ صَاحب فتوح
الَّذِي على حَرْب هَذِه الامم
وَكَانَ عَامله على مكه عبد الله بن الْحَضْرَمِيّ على
الطَّائِف الْقَاسِم أبن رَبِيعه الثَّقَفِيّ وعَلى صنعاء
يعلى بن منيه وعَلى الْجند عبد الله بن رَبِيعه وعَلى
الْبَصْرَة عبد الله بن عَامر وعَلى الشَّام مُعَاوِيه
وعامل مُعَاوِيه على حمص عبد الرحمان بن خَالِد وعَلى
قنصرين حبيب بن مسلمه وعَلى الْأُرْدُن ابو الْأَعْوَر
السّلمِيّ وعَلى فلسطين علقمه بن حَكِيم الْكِنَانِي وعَلى
الْبَحْر عبد الله بن قيس الْفَزارِيّ وعَلى القضاه أَبُو
الدَّرْدَاء وَتُوفِّي قبل قتل عُثْمَان رض = عَنْهُمَا
(1/153)
الْبَاب التَّاسِع فِي ذكر صفة عُثْمَان
ولباسه وخضابه وتختمه رض =
عَن مُحَمَّد بن عمر قَالَ سَأَلت عَمْرو بن عبد الله بن
عنبسه وعروه بن خَالِد بن عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان
وَعبد الرحمان بن أبي الزِّنَاد عَن صفة عُثْمَان رض =
فَلم أرى بَينهم إختلافا قَالُوا كَانَ رجلا لَيْسَ
بالقصير وَلَا بالطويل حسن الْوَجْه رَقِيق البشره بِوَجْه
أثر الجدري كَبِير اللحيه عظيمها أسمر اللَّوْن عَظِيم
الكراديس بعيد مابين الْمَنْكِبَيْنِ كثير شعر الراس يصفر
لحيته وَقيل كَانَ كثير شعر الرَّأْس أروح الرجلَيْن
وَعَن وَاقد بن أبي بشر أَن عُثْمَان كَانَ يشد أَسْنَانه
بِالذَّهَب وَعَن مَحْمُود بن لبيد أَنه رأى عُثْمَان بن
عَفَّان على بغله لَهُ عَلَيْهِ ثَوْبَان أصفران لَهُ
غديرتان
(1/155)
وَعَن الصَّلْت قَالَ رَأَيْت عُثْمَان رض
= يخْطب وَعَلِيهِ خميصه سَوْدَاء وَهُوَ مخصوب بحناء
وَعَن سليم بن أبي عَامر قَالَ رايت على عُثْمَان بردا
يَمَانِيا ثمنه مَائه دِرْهَم
وَعَن مُحَمَّد بن رَبِيعه بن الْحَارِث قَالَ كَانَ
أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُوسعُونَ
على نِسَائِهِم فِي اللبَاس الَّذِي يصان ويتجمل بِهِ ثمَّ
يَقُول رَأَيْت على عُثْمَان مطرف خَز ثمنه مِائَتَا
دِرْهَم فَقَالَ هَذَا لنائله كسوتها إِيَّاه فأناألبسه
أسرها بِهِ
وروى مُحَمَّد بن عَم عَن إِسْحَاق بن يحيى عَن عَمه
مُوسَى بن طلحه قَالَ رَأَيْت عُثْمَان رض = يخرج الجمعه
وَعَلِيهِ ثَوْبَان أصفران فيجلس على المنبرفيؤذن
الْمُؤَذّن وَهُوَ يتحدث يسْأَل النَّاس عَن أسعارهم وَعَن
قدامهم وَعَن مرضاهم ثمَّ إِذا سكت الْمُؤَذّن قَامَ
فتوكأعلى عَصا عقفاء فيخطب وَهِي بِيَدِهِ ثمَّ يجلس
جلْسَة فيبتدىء كَلَام النَّاس فيسألهم كمسألته الأولى
ثمَّ يقوم وفيخطب ثمَّ ينزل وَيُقِيم الْمُؤَذّن
وَعَن وَاقد بن أبي بشر أَن عُثْمَان رض = قد سَلس بَوْله
عَلَيْهِ فدواه ثمَّ أرْسلهُ فَكَانَ يتَوَضَّأ لكل صَلَاة
وَعَن جعفربن مُحَمَّد عَن أَبِيه أَن عُثْمَان رض = كَانَ
يتختم فِي الْيَسَار وَكَذَلِكَ عَليّ رض = كَانَ يتختم
فِي الْيَسَار
وَعَن أبي أسَامَه حَمَّاد بن أسَامَه عَن عَليّ بن
مسْعدَة عَن عبد الله الرُّومِي قَالَ كَانَ عُثْمَان رض =
يَلِي وضوء اللَّيْل بِنَفسِهِ فَقيل لَهُ لوأمرت بعض
الخدم فكفوك فَقَالَ لاالليل لَهُم يستريحون فِيهِ
(1/156)
عَن مجمد بن رَبِيعه الْكلابِي عَن أم غراب
عَن بنانه قَالَت كَانَ عُثْمَان رض = يتنشف بعدالوضوء
وَعَن عَبَّاس رض = فِي قَوْله تَعَالَى {هَل يَسْتَوِي
هُوَ وَمن يَأْمر بِالْعَدْلِ وَهُوَ على صِرَاط
مُسْتَقِيم} النَّحْل 76 قَالَ عُثْمَان بن عَفَّان رض =
(1/157)
الْبَاب الْعَاشِر فِي ذكر سيرة عُثْمَان
وفضائله رض = كَانَ عُثْمَان رض = يكنى أَبَا عبد الله
بِولد لَهُ من رقِيه بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم وَكَانَ يلقب ذَا النورين لِأَنَّهُ جمع بَين أبنتي
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل أَنه لم يجمع
اُحْدُ بَين أبنتي بنى قطّ من لدن أَدَم عَلَيْهِ
السَّلَام إِلَى يَوْم القيامه غير عُثْمَان رض =
وَاشْترى بِئْر روما وسبلها على الْمُسلمين وَكَانَ فِيهَا
كأحدهم وَاشْترى أَرضًا فزادها فِي الْمَسْجِد وَبَايع
عَنهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقسم لَهُ سَهْمه
من الْفَيْء وجهز جَيش العسره وَسَنذكر ذَلِك مفصلاأن
شَاءَ الله تَعَالَى
قَالَ حسان بن زيد سَمِعت عليا رض = وهويخطب النَّاس
وَيَقُول بِأَعْلَى صَوته يَا أَيهَا النَّاس إِنَّكُم
تكثرون فِي وَفِي عُثْمَان فَإِن مثلي وَمثله كَمَا قَالَ
الله تَعَالَى {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل
إخْوَانًا على سرر مُتَقَابلين} الْحجر 47 وَكَانَ
إِسْلَامه قَدِيما قبل دُخُول رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَهَاجَر الى الحبشه وَمَعَهُ
رقِيه رض = عَنهُ
(1/159)
54 - ذكر تَزْوِيج النَّبِي عَلَيْهِ
السَّلَام عُثْمَان رض = بابنتيه
قَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الاجرى أول فَضَائِل
عُثْمَان بن عَفَّان رض = بعد الْإِيمَان بِاللَّه عز وَجل
وبرسوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الله عز وَجل أكْرمه
بِأَن زوجه إبنتي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَاحِدَة بعد وَاحِدَة وَلم يجمع بَين إبنتي نَبِي مُنْذُ
خلق الله عز وَجل ادم عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى قيام
السَّاعَة إِلَّا عُثْمَان بن عَفَّان رض = مَعَ الكرامات
الْكَثِيرَة والمناقب الجميلة والفضائل الْحَسَنَة
وَبشَارَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ بِأَن
يقتل مَظْلُوما وَأمره بِالصبرِ فَصَبر حَتَّى قتل وحقن
دِمَاء الْمُسلمين
وروى بِإِسْنَادِهِ عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس رض =
عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم {إِن الله تبَارك وَتَعَالَى أوحى إِلَيّ أَن
أَزوَاج كَرِيمَتي من عُثْمَان بن عَفَّان}
وروى أَيْضا بِإِسْنَادِهِ عَن عبد الْكَرِيم بن روح بن
عَنْبَسَة بن سعيد قَالَ حَدثنِي أبي عَن أَبِيه عَن أم
عَيَّاش قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم يَقُول مَا زوجت أم كُلْثُوم إِلَّا بِوَحْي من
السَّمَاء
وروى أَيْضا بِإِسْنَادِهِ عَن أُسَامَة بن زيد قَالَ
بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بصحفة
فِيهَا لحم إِلَى عُثْمَان رض = فَدخلت عَلَيْهِ فَإِذا
هُوَ جَالس مَعَ رقية رض = فَمَا رَأَيْت زوجا أحسن
مِنْهُمَا فَجعلت مرّة أنظر إِلَى عُثْمَان وَمرَّة أنظر
إِلَى رقية فَلَمَّا رجعت إِلَى رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم قَالَ دخلت عَلَيْهِمَا قلت نعم قَالَ هَل
رَأَيْت زوجا أحسن مِنْهُمَا قلت لَا يَا رَسُول الله لقد
جعلت مرّة أنظر إِلَى رقية وَمرَّة أنظر إِلَى عُثْمَان رض
=
وروى أَيْضا بِإِسْنَادِهِ عَن الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج
عَن أبي هُرَيْرَة رض = أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم لَقِي عُثْمَان بن عَفَّان رض = عِنْد بَاب
الْمَسْجِد فَقَالَ يَا بن عَفَّان هَذَا جِبْرِيل
عَلَيْهِ السَّلَام يُخْبِرنِي أَن الله عز وَجل قد زَوجك
أم
(1/160)
كُلْثُوم بِمثل صدَاق رقية على مثل مصاحبتها
وَعَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رض
= أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقف على قبر إبنته
الثَّانِيَة الَّتِي كَانَت عِنْد عُثْمَان رض = فَقَالَ
أَلا أَبُو أيم ألاأخو أيم يُزَوّجهَا عُثْمَان فَلَو كن
لي عشرَة لزوجتهن عُثْمَان وَمَا زوجت إِلَى بِوَحْي من
السَّمَاء وَفِي رِوَايَة أُخْرَى لَو كَانَ لنا ثَالِثَة
لزوجناك بهَا يَا عُثْمَان
55 - ذكر شِرَائِهِ رض = بِئْر رومة وتسبيلها للْمُسلمين
عَن عُثْمَان رض = أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قدم الْمَدِينَة وَلَيْسَ بهَا مَاء يستعذب غير بِئْر رومة
فَقَالَ من يَشْتَرِي بِئْر رومة فَيجْعَل فِيهَا دلوه
مَعَ دلاء الْمُسلمين بِخَير لَهُ مِنْهَا فِي الْجنَّة
ماشتريها من صلب مَالِي رَوَاهُ النَّسَائِيّ
وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن
وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه جَوَاز إنتفاع الواقت
بوقفه لِأَن عُثْمَان رض = كَانَ يَسْتَقِي من بِئْر رومة
وَيشْرب مِنْهَا
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يحْفر بِئْر
رومة فَلهُ الْجنَّة فحفرها عثماان رض = وَقَالَ من جهز
جَيش الْعسرَة فَلهُ الْجنَّة فجهزه عُثْمَان رض = رَوَاهُ
البُخَارِيّ تَعْلِيقا يَعْنِي رَوَاهُ بِغَيْر إِسْنَاد
وَذَلِكَ لشهرته |