التمهيد والبيان
في مقتل الشهيد عثمان 73 - ذكر مَا فعله الصَّحَابَة لما
بَلغهُمْ حصر عُثْمَان وَقَتله رض =
قَالَ عبد الله بن سعد بن أبي سرح وبلغه حصر عُثْمَان رض =
... أرى الْأَمر لَا يزْدَاد إِلَّا تفاقما
وأنصارنا بالمكتين قَلِيل
تدابر أَهلِي بِالْمَدِينَةِ والهوى
هوى أل مصر والذليل ذليل ... فَكيف أَبَا عَمْرو نجاؤك
مِنْهُم
وَلم يشف من غيظ عَلَيْك غليل
فَإِن يشغل الْقَوْم الشعاب فعله
ستنجو وَإِلَّا لَا فَأَنت قَتِيل ...
وَقَالَ الْمُغيرَة بن الْأَخْنَس وهم يُقَاتل ... لما
تهدمت الْأَبْوَاب واحترقت
تيممت مِنْهُم يَا غبن محترق
شدا أَقُول لعبد الله آمره
إِن لم يُقَاتل كَذَا عُثْمَان فَانْطَلق
هَذَا أَمِيري فلست الْيَوْم أخذله ... أَن الْفِرَار على
الْيَوْم كالسرق
وَالله أبرحه مَا دَامَ لي رَمق
حَتَّى يزايل بَين الرَّأْس والعنق ...
وَعَن مُحَمَّد وَطَلْحَة قَالَا وَبلغ عَائِشَة رض = مقتل
عُثْمَان رض = فاسترجعت واستغفرت وتلهفت وتمثلت
(1/197)
.. لَو كَانَ فِي الدُّنْيَا كريم مخلدا
خلدت وَلَكِن لَيْسَ حَيّ بِخَالِد ...
وَبلغ مُعَاوِيَة أَن الَّذين تولوه أهل مصر فَقَالَ ...
يَا أخوينا من أَبينَا وَأمنا
إِلَيْكُم إِلَيْكُم لَا سَبِيل إِلَى حسر ...
يَعْنِي الشَّام ومصر والخلافة يؤيس مِنْهَا من تعرض لَهَا
وَوضع لَهُم الأرصاد فَلم يخبر النَّاس بالْخبر مَعَ أول
مَا جَاءَ فاستراب عَلْقَمَة بن حَكِيم الْكِنَانِي
بالمسالح وَكَانَ لَا يزَال يستخبره كل يَوْم أَتَاهُ
الْخَبَر الصَّرِيح فيخبره بِمَا بلغه حَتَّى أَتَاهُ
مَوته فاستخبره فَعرض لَهُ فَلَمَّا قَالَ لَهُ هَل بلغك
شَيْء تمثل لَهُ مُعَاوِيَة رض = ... ألم تسمع بمعركة
الْيَهُود
وَقتل أذينه بن أبي الكتود ...
فلقنها عَلْقَمَة فَسكت حَتَّى أظهر مُعَاوِيَة ذَلِك بعد
وَبلغ جَيْشه الْخَبَر وَقد قطعُوا وَادي الْقرى وَبلغ
أوائلهم إِلَى السقيا فَرَجَعُوا وَبلغ مجاشع أبن مَسْعُود
النباج وعَلى مقدمته زفر بن الْحَارِث أستقبله رجل مِمَّن
كَانَ شخص من أهل الْبَصْرَة فَقَالَ مَا وَرَاءَك قَالَ
قتل نعثل قَالَ وَمَا نعثل قَالَ عُثْمَان فَأَخذه فأضجعه
ثمَّ ذبحه فَكَانَ ذَلِك الرجل أول من قتل على ذمّ
عُثْمَان رض = بعد يَوْم الدَّار وَبلغ الْقَعْقَاع فبد
وبلغه الْخَبَر فَرجع
وَكَانَ أول مَا عمل بِهِ مُعَاوِيَة أَن أَخذ بالطرق
وَترك أَن يعرض فِي شَيْء إِلَّا فِي محاولة قتلة عُثْمَان
رض = فَلَمَّا سمع عَلْقَمَة مُعَاوِيَة تمثل ذَلِك
الشّعْر علم أَن الْخَبَر قد بلغه وَأَنه يُرِيد بكتمانه
شَيْئا فَلم يعد يسْأَله وأجتزا بكتبه وَقد أطرق
مُعَاوِيَة كَيْلا ينذر المصريون ويدعوا الْمُرُور
فَلَمَّا مر أوائلهم
(1/198)
وَأخذُوا وَحبس الأخرون علق الْقَوْم فَمَا
أستطاعوا أَن يرجِعوا إِلَى مصر لَا أمنُوا حَتَّى بُويِعَ
عَليّ وَمَا أستطاع أحد مِنْهُم أَن يرجع إِلَّا أهل
الْكُوفَة وَأهل الْبَصْرَة وَأما أهل مصر فَإِنَّهُم
عَلقُوا قتل أوائلهم وعلق أخرهم
وَعَن مُحَمَّد وَطَلْحَة وَأبي حَارِثَة وَأبي عُثْمَان
قَالُوا لما أستولى الْقَوْم على الْمَدِينَة وَكتب
عُثْمَان رض = إِلَى النَّاس يستمدهم فِي أمصارهم ويخبرهم
الْخَبَر خرج عَمْرو بن الْعَاصِ من الْمَدِينَة مُتَوَجها
نحوالشام فَقَالَ يَا أهل الْمَدِينَة وَالله لَا يُقيم
بهَا أحد فيدركه قتل هَذَا الرجل إِلَّا ضربه الله بذل من
لم يَسْتَطِيع نَصره فليهرب فَسَار وَسَار مَعَه أبناه عبد
الله وَمُحَمّد وَخرج بعده حسان بن ثَابت وتتابع على ذَلِك
من شَاءَ الله وَخرج أخرون نَحْو مَكَّة وَمضى عَمْرو
فَلَمَّا أنْتَهى إِلَى العجلان من أَرض فلسطين نزله
وأنتظر الْأَخْبَار وَالطَّرِيق عَلَيْهِ فَلَمَّا قدمت
الرُّسُل على أهل الْأَمْصَار وأجتمعوا جَمِيعًا على
الإغاثة وأنتدب لذَلِك الرِّجَال فَكَانَ مِمَّن أنتدب
بِالشَّام حبيب ابْن مسلمة الفِهري وَيزِيد بن شجعة
الْحِمْيَرِي وَكَانَ من المحضضين على ذَلِك بِالشَّام
عبَادَة بن الصَّامِت وَأَبُو الدَّرْدَاء وَأَبُو
أُمَامَة وَعَمْرو بن عبسة فِي أشباه لَهُم من الصَّحَابَة
رض = وَمن التَّابِعين شريك بن خباشة وَأَبُو مُسلم وَعبد
الرَّحْمَن بن غنم فِي أشباههم من التَّابِعين رَحِمهم
الله
وَعَن سهل بن يُوسُف عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد قَالَ
كَانَ رَسُول عُثْمَان رض = إِلَى مُعَاوِيَة الْمسور بن
مخرمَة الزُّهْرِيّ وَإِلَى أبن عَامر عبد الله ابْن أبي
بكر فَأَما مُعَاوِيه فَإِن الْكتاب لما أنْتَهى إِلَيْهِ
وَهُوَ مَعَ الْمسور قبل قبل أَن يقرأه أَو يَأْخُذهُ ثار
قَائِما فَمشى حَتَّى بلغ بَاب دَاره وَتَبعهُ الْمسور
وَجعل يَقُول مَا لَك مَا لَك فَقَالَ قد فتن الصَّادِر
والوارد واتسع الْخرق وضل الناشد ثمَّ رَجَعَ إِلَى
مَجْلِسه قَالَ الْمسور قد كنت لَهُ مستصغرا قبل ذَلِك
(1/199)
فَلَمَّا رَأَيْت مِنْهُ مَا رَأَيْت
وَسمعت عَنهُ مَا سَمِعت علمت أَنه رجل النَّاس وَعظم
وَالله فِي صَدْرِي وتذكرت رَأْي الْوُلَاة فِيهِ وأيقنت
أَن الله عز وَجل لم يُوقع ذَلِك لَهُ إِلَّا وَقد قضى
لَهُ بشىء
وَعَن سعيد بن عبد الله الجُمَحِي قَالَ قَالَ حبيب بن
مسلمة أريت فِيمَا يرى النَّائِم أَن بَعِيرًا عَرَبيا
سمينا بَينا هُوَ قَائِم أنْتَهى إِلَيْهِ أَعْرَاب هزلى
فأطافوا بِهِ فخفتهم عَلَيْهِ وَصحت بهم فبادروه فعقروه
ثمَّ أنتهبوه فَلَمَّا أَصبَحت أَتَانِي أَصْحَابِي
وَإِنِّي لأقصها عَلَيْهِم إِذْ جَاءَنِي رَسُول
مُعَاوِيَة فَأَتَيْته فَقَالَ يَا حبيب إِن عُثْمَان قد
ترك منزولا بِهِ وَلَا أَدْرِي إلام يترامى هَذَا الْأَمر
فتجهز وَأعجل فَرَجَعت إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرتهمْ
الْخَبَر وأستكتمتهم الرُّؤْيَا فَبينا نَحن فِي ذَلِك قدم
عَلَيْهِ كتاب أخر قد حصر فَأرْسل إِلَيّ وَأَخْبرنِي
الْخَبَر وأخرجني فَخرجت فأقمت لِأَصْحَابِي بِالطَّرِيقِ
حَتَّى يلْحقُوا بِي
عَن أبي حَارِثَة وَأبي عُثْمَان قَالَا لما أَتَى
مُعَاوِيَة الْخَبَر أرسل إِلَى حبيب بن مسلمه الفِهري
فَقَالَ إِن عُثْمَان رض = قد حصر فأشر عَليّ بِرَجُل ينفذ
لامري وَلَا يقصر فَقَالَ مَا أعرف ذَلِك غَيْرِي قَالَ
أَنْت لَهَا فأشر على بِرَجُل أبعثه على مقدمتك لَا يهتم
رَأْيه وَلَا نصيحته أعجله فِي سرعَان النَّاس فَقَالَ
أَمن جندي أم من غَيرهم قَالَ قَالَ من أهل الشَّام
فَقَالَ إِن أردته من جندي أَشرت بِهِ عَلَيْك وَإِن كَانَ
من غَيرهم فَإِنِّي أكره أَن أغرك بِمن لَا علم لي بِهِ
فَقَالَ فهاته من جندك قَالَ يزِيد بن شجعة الْحِمْيَرِي
فَإِنَّهُ كَمَا تحب فَإِنَّهُم لفي ذَلِك إِذْ قدم
الْكتاب بالحصر فدعاهما ثمَّ قَالَ لَهما النَّجَاء سيرا
فأغيثا أَمِير الْمُؤمنِينَ وتعجل أَنْت يَا يزِيد فَإِن
قدمت يَا حبيب وَعُثْمَان حَيّ فَهُوَ الْخَلِيفَة
وَالْأَمر أمره فأنفذ لما يَأْمُرك بِهِ وَإِن وجدته قتل
فَلَا تدعن أحدا أَشَارَ إِلَيْهِ وَلَا أعَان عَلَيْهِ
إِلَّا قتلته وَإِن أَتَاك شَيْء قبل أَن تصل فأقم حَتَّى
أرى من رَأْيِي وَبعث يزِيد بن شجعة فأمضاه على الْمُقدمَة
فِي الف فَارس
(1/200)
على البغال يقودون الْخَيل مَعَهم الْإِبِل
عَلَيْهَا الروايا وأتبعهم حبيب بن مسلمة وَهُوَ على
النَّاس وَخَرجُوا جَمِيعًا وأغذ يزِيد السّير فَانْتهى
إِلَى مَا بَين خَيْبَر والسقيا فَلَقِيَهُ الْخَبَر ثمَّ
لقِيه النُّعْمَان بن بشير مَعَه الْقَمِيص الَّذِي قتل
فِيهِ عُثْمَان رض = مخضبا بالدماء وأصابع أمْرَأَته
وَأخْبرهُ الْخَبَر فَرجع يزِيد إِلَى حبيب وَمَعَهُ
النُّعْمَان فَأمْضى حبيب إِلَى النُّعْمَان إِلَى
مُعَاوِيَة وَأقَام فَأَتَاهُ بِرَأْيهِ فَرجع حَتَّى قدم
دمشق وَلما قدم النُّعْمَان على مُعَاوِيَة أخرج الْقَمِيص
وأصابع نائلة بنت الفرافصة إصبعان قد قَطعنَا ببراجمهما
وَشَيْء من الْكَفّ وأصبعان مقطوعتان من أَصلهمَا مفترقتان
وَنصف الأبهام وَأخْبرهُ الْخَبَر فَوضع مُعَاوِيَة
الْقَمِيص على الْمِنْبَر وَكتب بالْخبر إِلَى الأجناد
وثاب إِلَيْهِ النَّاس وَبكوا سنة وَهُوَ على الْمِنْبَر
والأصابع معلقَة فِيهِ وَالرِّجَال من أهل الشَّام لَا
يأْتونَ النِّسَاء وَلَا يمسهم الْغسْل إِلَّا من الأحتلام
وَلَا يتامون على الْفرش حَتَّى يقتلُوا قتلة عُثْمَان رض
= وَمن عرض دونهم بِشَيْء أَو تفنى أَرْوَاحهم فَمَكَثُوا
يَبْكُونَ حول الْقَمِيص سنة والقميص يوضع كل يَوْم على
الْمِنْبَر ويجلله أَحْيَانًا فيلبسه وعلق فِي أردانه
أَصَابِع نائلة
عَن أبي حَارِثَة وَأبي عُثْمَان قَالَا بَيْنَمَا عَمْرو
بن الْعَاصِ جَالس بعجلان وَمَعَهُ أبناه إذقدم عَلَيْهِ
رَاكب فَقَالُوا من أَيْن فَقَالَ من الْمَدِينَة فَقَالَ
عَمْرو مَا أسمك قَالَ حَصِير قَالَ حصر الرجل أَو قتل
فَمَا الْخَبَر قَالَ تركت الرجل محصورا فَقَالَ عَمْرو
يقتل ثمَّ مَكَثُوا أَيَّامًا فَمر بهم رَاكب فَقَالُوا من
أَيْن قَالَ من الْمَدِينَة قَالَ عَمْرو مَا أسمك قَالَ
قتال قَالَ عمر قتل الرجل فَمَا الْخَبَر قَالَ قتل الرجل
ثمَّ لم يكن إِلَّا ذَلِك إِلَى أَن خرجت ثمَّ مَكَثُوا
أَيَّامًا فَمر بهم رَاكب فَقَالُوا من أَيْن قَالَ من
الْمَدِينَة قَالَ عَمْرو مَا أسمك قَالَ حَرْب قَالَ
عَمْرو يكون حَرْب فَمَا الْخَبَر قَالَ قتل عُثْمَان
وبويع عَليّ رض = قَالَ عَمْرو وَأَنا أَبُو عبد الله
(1/201)
تكون حَرْب من حك فِيهَا فَرح نكأها رحم
الله عُثْمَان وَغفر لَهُ فَقَالَ سَلامَة بن زنباع
الجذامي يَا معشر قُرَيْش أَنه قد كَانَ بَيْنكُم بَين
الْعَرَب بَاب فاتخذوا بَابا إِذْ كسر الْبَاب فَقَالَ
عَمْرو ذَلِك الَّذِي نُرِيد وَلَا يصلح الْبَاب إِلَّا
أشاف يخرج الْحق من خاصرة الْبَاطِل وَيكون النَّاس فِي
الْعدْل سَوَاء وتمثل عَمْرو فِي بعض ذَلِك ... يَا لهف
نَفسِي على مَالك
وَهل يصرف اللهف خبط الْقدر
أنزع من الْجِنّ أزرى بهم
فأعذرهم أم بقومي سكر ...
ثمَّ ارتحل دَاخِلا إِلَى الشَّام وَمَعَهُ أبناة يبكي
كَمَا تبْكي الْمَرْأَة وَيَقُول واعثماناه أنعي الْحيَاء
وَالَّذين حَتَّى قدم دمشق وَقد كَانَ سقط أليه من الَّذِي
يكون علم فَعمل عَلَيْهِ
وَعَن مُحَمَّد بن عبد الله عَن أبي عُثْمَان قَالَ كَانَ
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد بَعثه إِلَى عمان
فَسمع هُنَاكَ من حبر شَيْئا فَلَمَّا رأى مصداقه هُنَالك
أرسل إِلَى ذَلِك الحبر فَقَالَ حَدثنِي بوفاة النَّبِي
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَخْبرنِي من يكون بعده قَالَ
الَّذِي كتب إِلَيْك بعده ومدته قَصِيرَة قَالَ ثمَّ من
قَالَ رجل من قومه مثله فِي الْمنزلَة قَالَ فَمَا مدَّته
قَالَ طويله يقتل قَالَ أغيله أم عَن مَلأ قَالَ عَن مَلأ
قَالَ ذَاك أَشد قَالَ فَمن يَلِي بعده قَالَ رجل من قومه
ينتشر عَلَيْهِ النَّاس وَيكون على رَأسه حَرْب شديده بَين
النَّاس ثمَّ يقتل قبل أَن يجتمعوا قَالَ أغيلة أم عَن
مَلأ قَالَ لَا غيله ثمَّ لَا يرَوْنَ مثله قَالَ فَمن
يَلِي من بعده قَالَ أَمِير الأَرْض المقدسة فَيطول ملكه
ثمَّ يَمُوت فيجتمع أهل تِلْكَ الْفرْقَة وَذَلِكَ
الأنتشار عَلَيْهِ يَعْنِي بذلك امارة مُعَاوِيَة والارض
المقدسة ارْض الشَّام
(1/202)
وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن عديس البلوي
يَوْم الدَّار ... خرجن من إليون والصعيد
مستحقبات حلق الْحَدِيد
نُرِيد حق اللة فِي الْوَلِيد
وَفِي ابْن عَفَّان وَفِي سعيد ... حَتَّى رجعن بِالَّذِي
نُرِيد ...
فَأَجَابَهُ رجل من اهل الشَّام ... كلا وَرب الذاريات
البيد
لَا تَنْزِلُونَ سَنَد الصَّعِيد ... مااهتز فِيهَا خضر
الجريد ...
قَالَ وَبلغ مُعَاوِيَة أَن مُحَمَّد بن أبي بكر يطْلب
مَرْوَان ويتوعد وَيَقُول متمثلا ... لأعرفنك إِذْ نيرانها
اضطرمت
تعوذ من شَرها إِذْ قُمْت تبتهل
حَتَّى يصبيك منا فرط سَابِقَة
انت المبان وانت الْخَائِف الوجل
وانت إِن تلقنا عَن غب معركة
لَا تلفنا من دِمَاء الْقَوْم ننتفل ...
فَقَالَ مُعَاوِيَة ... لقد لعمري رام النَّاس قبلكُمْ
عيداننا فعست إِذْ عضها الثقف ...
وَقَالَ فِي المصريين سعد بن مَالك ... الم تعجبوا
وَذُو الرَّأْي مهما يقل يصدق
وَلَو شِئْت قد مطرَت دِيمَة
شابيب من غيثه تصعق ...
وَقتل يَوْم الدَّار من قُرَيْش ثمَّ من بني اسد بن عبد
الْعزي عبد الله وههب إِبْنِ ربيعَة وَشَيْبَة بن ربيعَة
وعبد اللة بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَوام وَمن
(1/203)
بني عبد الدَّار عبد الله بن أبي هُبَيْرَة
بن عَوْف بن السباق وَمن بني زهرَة الْمُغيرَة أبن
الْأَخْنَس بن شريق وَقتل من المصريين من مَا لَا يُسمى
أنَاس فَلَمَّا سمع حمْرَان ابْن سودان بِمَا لَقِي أَبوهُ
وَعَمه من الضَّيْعَة وَكَانَ مِمَّن يرقب الزبير أَخذ
سَيْفه وَمَا كَانَ لَهُ وَالْحق بِمُعَاوِيَة بن حديج
عَن عبد الله بن سعيد بن ثَابت قَالَ رَأَيْت مصحف
عُثْمَان رض = ونضح الدِّمَاء فِيهِ على أَشْيَاء من
الْوَعْد والوعيد وَكَانَ ذَلِك عِنْد النَّاس من الْآيَات
عَن مُحَمَّد وَطَلْحَة وَأبي عُثْمَان وَأبي حارثه
قَالُوا وَبعثت نائلة بنت الفرافصة بأصابعها وبقميص
عُثْمَان إِلَى الْمُسلمين بِالشَّام فَلَمَّا أنتهت إِلَى
مُعَاوِيَة مَعَ الرَّسُول البس مِنْبَر دمشق قَمِيص
عُثْمَان رض = وعلق بِهِ أَصَابِع الْمَرْأَة وَقَرَأَ
عَلَيْهِم كتابها أَنهم لم يدعوا لنا أناء فَمَا سواهُ
وَإِنَّهُم بِالْمَدِينَةِ متجبرون فَأَجْمعُوا جَمِيعًا
على طلب بدمه وأقادتهم
(1/204)
|