الطبقات الكبرى متمم الصحابة، الطبقة الخامسة

25- المستورد بن شداد
ابن عمرو بن «1» الأحب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر. وأمه دعد «2» بنت جابر بن حسل بن الأحب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر.
فولد المستورد: عمروا. لأم ولد.
قال محمد بن عمر: كان غلاما يوم قبض رسول الله ص «3» .
وقال غيره: قد سمع من رسول الله ص سماعا أتقنه وأداه.
662- قال: أخبرنا محمد بن عبيد وعبد الله بن نمير. قالا: حدثنا
__________
الطبقات الكبرى: 6/ 61. وطبقات خليفة (ص: 29، 127) ، ومسند الإمام أحمد: 4/ 228. والتاريخ الكبير: 8/ 16. والجرح والتعديل:
8/ 364. والثقات لابن حبان: 3/ 403. والمعجم الكبير للطبراني:
20/ 300. والمستدرك: 3/ 592. والاستيعاب: 4/ 1471. وأسد الغابة:
5/ 154. وتهذيب الكمال: 3/ ل 1320. والإصابة: 6/ 90. وتهذيب التهذيب: 10/ 106. وحسن المحاضرة: 1/ 235.
662- إسناده صحيح.
- إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم. ثقة. تقدم في (18) .
- قيس بن أبي حازم البجلي. ثقة. من الثانية. مخضرم ويقال له رؤية. ومات بعد التسعين وقد جاوز المائة وتغير (تق: 2/ 127) .
تخريجه:
أخرجه مسلم في صحيحه رقم (2858) باب فناء الدنيا من طرق عن قيس ابن أبي حازم. وفيه وأشار يحيى بن سعيد- راوي الحديث عند مسلم- بالسبابة.
وأخرجه أحمد في المسند: 4/ 228 و 229. والطبراني في المعجم الكبير برقم 713 و 714 و 715 و 716 و 717. والحاكم في المستدرك: 3/ 592 من حديث أبي إسحاق عن المستورد به.
__________
(1) في ثقات ابن حبان: 3/ 403. ومعجم الطبراني: 20/ 300. وأسد الغابة: 5/ 154. وتهذيب الكمال: 3/ ل 1320، عمرو بن حسل بن الأحب،.
(2) انظر ثقات ابن حبان: 3/ 403. ومعجم الطبراني: 20/ 301. وأسد الغابة: 5/ 154.
(3) ذكره في أسد الغابة: 5/ 154 عن الواقدي.

(2/193)


إسماعيل بن أبي خالد. عن قيس بن أبي حازم. قال: أخبرني المستورد أخو بني فهر. قال: [سمعت رسول الله ص يقول:، ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم. فلينظر بما ترجع إليه] ،. قال ابن نمير:
التي تلي الإبهام.
663- قال: أخبرنا هشام بن سعيد «1» البزاز. قال: أخبرنا ابن لهيعة. عن الحارث بن يزيد. عن عبد الرحمن بن جبير. عن المستورد بن شداد. قال: [سمعت رسول الله ص يقول:، من كان لنا عاملا. أو قال:
من كان لنا على عمل «2» - شك هشام- فلم تكن له زوجة. فليكتسب زوجة. وإن لم يكن له خادم. فليكتسب خادما. وإن لم يكن له مسكن.
__________
663- إسناده ضعيف.
- هشام بن سعيد الطالقاني أبو أحمد البزار. صدوق. تقدم في (654) .
- الحارث بن يزيد الحضرمي أبو عبد الكريم المصري. ثقة ثبت عابد مات سنة 130 هـ (تق: 1/ 145) .
- عبد الرحمن بن جبير المصري المؤذن العامري. ثقة عارف بالفرائض. مات سنة سبع وتسعين (تق: 1/ 475) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في مسنده: 4/ 229 من طرق عن ابن لهيعة. وأخرجه أبو داود في سننه. كتاب الإمارة باب في أرزاق العمال حديث رقم (2945) من طريق الأوزاعي عن الحارث بن يزيد عن جبير بن نفير عن المستورد بن شداد به نحوه.
وكذا الحاكم في المستدرك: 1/ 406 وقال: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبراني في الكبير حديث رقم 725 و 726 من طريق ابن لهيعة ورقم (727) من طريق الأوزاعي ولكن عنده في الموضعين الأخيرين عبد الرحمن بن جبير بن نفير. وقال الحافظ ابن حجر في النكت الظراف على الأطراف: 8/ 377: أخرجه أحمد في المسند من طريق ابن لهيعة عن ابن هبيرة. والحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. فيحتمل أن يكون في أصل أبي داود عن، ابن جبير بن نفير، فسقطت، ابن،. ثم وجدت الحديث في تاريخ ابن يونس أخرجه النسائي عن يحيى بن مخلد عن موسى بن مروان بسند أبي داود ولكن قال فيه:، عن عبد الرحمن بن جبير،. وكذلك ساقه في كتاب الجهاد من رواية ابن الأحمر وهو مما أغفله المزي فيستدرك كنظائره. وعلى هذا فذكر، نفير، في هذا الإسناد غلط ممن ذكره. فإن الذي جده، نفير، شامي وصاحب هذا الحديث مصري والمستورد أيضا مصري ا- هـ.
قلت: والحديث صحيح كما في صحيح الجامع (رقم 6362) .
__________
(1) في الأصل، سعد، وهو خطأ.
(2) في نسخة المحمودية:، من كان لنا على عمل أو قال من كان لنا عاملا،.

(2/194)


فليكتسب مسكنا. فقال أبو بكر رضي الله عنه: أكثرت يا رسول الله؟
قال: من زاد على هذا فليمت غالا أو سارقا] ،.

(2/195)


26- الضحاك بن قيس
ابن خالد الأكبر بن وهب «1» بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر. وأمه أميمة «2» بنت ربيعة بن حذيم بن عامر بن مبذول بن الأحمر بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة.
فولد الضحاك: عمروا. وأمه من بني عوف بن حرب عبيد بن خزيمة بن لؤي. ومحمدا. وعبد الرحمن. وأمهما ماوية بنت يزيد بن جبلة بن لام بن حصين «3» بن كعب بن عليم من «4» كلب.
وحبيبا. وأمه أم عبد الله بنت عروة بن معاوية بن الأبرص بن ربيعة بن عامر.
كان على شرطة معاوية ثم ولاه الكوفة «5» .
__________
الطبقات الكبرى: 7/ 410. ونسب قريش (ص: 447) ، وطبقات خليفة (ص: 29) ، والمحبر (ص: 295 و 302) ، والتاريخ الكبير: 4/ 332.
والمعارف (ص: 412) ، والجرح والتعديل: 4/ 457. ومشاهير علماء الأمصار (ص: 54) ، والثقات: 3/ 199. ومعجم الطبراني: 8/ 356.
والمستدرك: 3/ 524. وجمهرة أنساب العرب (ص: 178) ، والاستيعاب:
2/ 744. وتاريخ دمشق: 8 ل/ 205. وأسد الغابة: 3/ 49. وتهذيب الكمال (617) ، وتاريخ الإسلام: 3/ 21. وسير أعلام النبلاء: 3/ 241. والبداية والنهاية: 8/ 242. والعقد الثمين: 5/ 48. والإصابة: 3/ 478. وتهذيب التهذيب: 4/ 448. وتهذيب ابن بدران: 7/ 7.
__________
(1) في طبقات خليفة (ص: 29) : وهيب.
(2) معجم الطبراني: 8/ 356. وأسد الغابة: 3/ 49.
(3) في المحمودية، حصن،.
(4) في الأصل، بن،. والتصحيح من المحمودية. وجمهرة أنساب العرب (ص: 447) .
(5) أي الضحاك بن قيس. انظر الاستيعاب: 3/ 745. وأسد الغابة: 3/ 49.

(2/196)


664- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا حماد بن سلمة.
قال: أخبرنا علي بن زيد. عن الحسن: أن الضحاك بن قيس كتب إلى قيس ابن الهيثم «1» حين مات يزيد بن معاوية: سلام عليك. أما بعد: فإني سمعت
__________
664- إسناده ضعيف.
- علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن جدعان التيم. ضعيف. تقدم (68) .
- الحسن هو البصري.
تخريجه:
- أخرجه أحمد في المسند: 3/ 453. وابن سعد في الطبقات: 7/ 410.
والطبري في التاريخ: 5/ 504. والطبراني في الكبير: 8/ 357 رقم (8135) ، والحاكم في المستدرك: 3/ 525. كلهم من طريق علي بن زيد بن جدعان به.
وهو أيضا في أسد الغابة: 3/ 50. وتهذيب ابن بدران: 7/ 8. وسير أعلام النبلاء: 3/ 242.
ولفظه في مسند أحمد ومعجم الطبراني:، إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم فتنا كقطع الدخان ... ،.
__________
(1) قيس بن الهيثم بن أسماء بن الصلت السلمي البصري. ذكره البخاري وقال: له صحبة. وكذا ابن أبي حاتم. وكان واليا على خراسان لعثمان بن عفان. وممن يحض من أهل البصرة على نصرة عثمان. ثم ولاه معاوية خراسان سنة 42 هـ. وبقي في الولاية سنتين. واستعمله زياد بن أبيه على مرو والطالقان. وكان من رؤساء الأخماس والأشراف بالبصرة الذين كتب لهم الحسين رضي الله عنه. وقد اختلف أهل البصرة- بعد وفاة يزيد وخلعهم ابن زياد- فيمن يولون عليهم. فحكموا قيس بن الهيثم والنعمان الراسبي. فتم الاتفاق على بيعة عبد الله بن الحارث ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب المعروف، بببة،. وأمه هند بنت أبي سفيان ابن حرب. وفي هذا الوقت كتب الضحاك بن قيس كتابه لقيس يأمره بالتريث في الأمر حتى يختار الناس لأنفسهم (انظر الجرح والتعديل: 7/ 105، وتاريخ الطبري: 4/ 266، 369 و 5/ 172، 224، 512، 357، والإصابة: 5/ 508) .

(2/197)


رسول الله ص يقول:، [إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الدخان. يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه. يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا. ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا. يبيع أقوام خلاقهم «1» ودينهم بعرض من الدنيا] ،.
وإن يزيد بن معاوية مات. وأنتم إخوتنا وأشقاؤنا. لا تسبقونا حتى نختار لأنفسنا.
665/ 1- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن خالد بن يزيد بن بشر.
عن أبيه.
665/ 2- وعبد الله بن بجاد الطابخي. عن العيزار بن أنس الطابخي.
665/ 3- ومسلمة بن محارب. عن حرب بن خالد. وغيرهم.
__________
665/ 1- إسناده: جمع المدائني مجموعة من الأسانيد وفي رجالها من لم نجد له ترجمة.
- علي بن محمد هو المدائني.
- خالد بن يزيد بن بشر الكلبي وأبيه لم أقف لهما على ترجمة.
665/ 2- إسناده ضعيف.
- عبد الله بن بجاد الطابخي شيخ للمدائني لم أقف له على ترجمة.
- العيزار بن أنس الطابخي لم أقف له على ترجمة.
665/ 3- إسناده لا بأس به.
- مسلمة بن محارب الزيادي روى عنه أبو الحسن المدائني وتقدم في (319) .
- حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي تقدم في (319) .
تخريجه:
أخرج خبر بيعة أهل الشام لابن الزبير ومخالفة أهل الأردن وفلسطين وبيعتهم لمروان بن الحكم. وخبر معركة مرج راهط الطبري في تاريخه: 5/ 531- 543.
من طريق هشام الكلبي عن أبي عوانة. وعن أبي مخنف. وعن ابن سعد من طريق الواقدي. وابن عساكر في تاريخ دمشق كما في تهذيب ابن بدران: 7/ 10- 12.
وابن الأثير في الكامل: 4/ 145- 153. وهو تلخيص لما في الطبري. وابن كثير في البداية والنهاية: 8/ 239- 243.
__________
(1) خلاقهم: الخلاق: الحظ والنصيب (النهاية: 2/ 70) .

(2/198)


قالوا: لما مات معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. اختلف الناس بالشام. فكان أول من خالف من أمراء الأجناد. النعمان بن بشير بحمص.
دعا إلى ابن الزبير. وبلغ زفر بن الحارث «1» وهو بقنسرين فدعا إلى ابن الزبير «2» . ثم دعا الضحاك بن قيس الفهري بدمشق إلى ابن الزبير سرا. ولم يظهر ذلك لمكان من بها من بني أمية وكلب. وبلغ حسان بن مالك بن بحدل «3» ذلك وهو بفلسطين. وكان هواه في خالد بن يزيد فأمسك.
وكتب إلى الضحاك بن قيس كتابا يعظم فيه حق بني أمية وبلاءهم عنده.
ويذم ابن الزبير ويذكر خلافه ومفارقته الجماعة. ويدعو إلى أن يبايع لرجل من بني حرب. وبعث بالكتاب إليه مع ناغضة بن كريب الطابخي «4» .
__________
(1) زفر بن الحارث الكلابي من هوازن. سكن البصرة وانتقل إلى الشام. وكان في جيش البصرة الذي خرج لإغاثة عثمان بن عفان. وكان مع معاوية في صفين. وأميرا على أهل قنسرين. وشهد مرج راهط مع الضحاك بن قيس. ثم هرب ولحق بأرض الجزيرة. (مختصر تاريخ دمشق: 9/ 42) .
(2) ابن كثير: البداية والنهاية: 8/ 239.
(3) حسان بن مالك بن بحدل ابن أخي ميسون بنت بحدل أم يزيد بن معاوية. وهو زعيم بني كلب ومقدمهم. شهد صفين مع معاوية. وكان واليا على الأردن وفلسطين في خلافة يزيد بن معاوية. (انظر ترجمته في مختصر تاريخ دمشق: 6/ 309) .
(4) في تاريخ الطبري: 5/ 532، الكلبي، فتكون طابخة من كلب.

(2/199)


وأعطاه نسخة الكتاب. وقال له»
: إن قرأ الضحاك كتابي على الناس وإلا فاقرأه أنت «2» .
وكتب إلى بني أمية يعلمهم ما كتب به إلى الضحاك. وما أمر به ناغضة.
ويأمرهم أن يحضروا ذلك. فلم يقرأ الضحاك كتاب حسان. فكان في ذلك اختلاف وكلام. فسكتهم خالد بن يزيد «3» . ونزل الضحاك فدخل الدار فمكثوا أياما. ثم خرج الضحاك ذات يوم فصلى بالناس صلاة الصبح. ثم ذكر يزيد بن معاوية فشتمه. فقام إليه رجل من كلب فضربه بعصا. واقتتل الناس بالسيوف. ودخل الضحاك دار الإمارة فلم يخرج. وافترق الناس ثلاث فرق: - فرقة زبيرية. وفرقة بحدلية وهواهم لبني حرب. والباقون لا يبالون لمن كان الأمر من بني أمية «4» .
وأرادوا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان «5» على البيعة. فأبى. وهلك تلك الليالي. فأرسل الضحاك بن قيس إلى بني أمية. فأتاه مروان بن الحكم.
وعمرو بن سعيد. وخالد وعبد الله «6» ابنا يزيد بن معاوية. فاعتذر إليهم.
وذكر حسن بلائهم عنده. وأنه لم يرد شيئا يكرهونه. وقال: اكتبوا إلى حسان بن مالك بن بحدل حتى ينزل الجابية. ثم نسير إليه فنستخلف رجلا
__________
(1) ، له، ليست في الأصل.
(2) انظر تاريخ الطبري: 5/ 532.
(3) الخبر في تاريخ الطبري: 5/ 532 من طريق عوانة بن الحكم باختلاف يسير.
(4) انظر تاريخ الطبري: 5/ 533. وتهذيب تاريخ دمشق: 7/ 10. وسير أعلام النبلاء: 3/ 243.
(5) هو ابن أخي معاوية. وولاه إمارة المدينة. وسبق ترجمته في (ص: 359) .
(6) في المحمودية، سعيد، بدل عبد الله. وهو خطأ. وما أثبت من الأصل. وهو موافق لما في نسب قريش (ص: 129) .

(2/200)


منكم. فكتبوا إلى حسان. فأقبل حتى نزل الجابية «1» . وخرج الضحاك بن قيس وبنو أمية يريدون الجابية. فلما استقلت الرايات موجهة. قال معن «2» ابن ثور السلمي «3» ومن معه من قيس: دعوتنا إلى بيعة رجل أحزم «4» الناس رأيا وفضلا وبأسا. فلما أجبناك وبايعناك خرجت إلى هذا الأعرابي من كلب تبايع لابن أخته. قال: فتقولون ماذا؟ قالوا: نصرف الرايات وننزل فتظهر البيعة لابن الزبير «5» .
ففعل. وبايعه الناس. وبلغ ابن الزبير فكتب إلى الضحاك بعهده على الشام. وأخرج من كان بمكة من بني أمية. وكتب إلى جابر بن الأسود ابن عوف «6» . أو إلى الحارث بن حاطب الجمحي «7» بالمدينة. أن يخرج من بها من بني أمية إلى الشام. وكتب الضحاك إلى أمراء الأجناد ممن دعا إلى ابن الزبير فأتوه «8» . فلما رأى ذلك مروان. خرج يريد ابن الزبير ليبايع له ويأخذ منه أمانا لبني أمية. وخرج معه عمرو بن سعيد. فلما كانوا
__________
(1) الجابية: - بكسر الباء بعدها ياء مخففة- قرية من أعمال دمشق من ناحية الجولان قرب مرج الصفر. وإليها ينسب باب الجابية بدمشق (معجم البلدان: 2/ 91) .
(2) في تاريخ الطبري: 5/ 533. 538. 542 ثور بن معن بن يزيد بن الأخنس.
(3) انظر ترجمته في التاريخ الكبير: 7/ 89 والجرح والتعديل: 8/ 276.
(4) في الأصل، أجزم، بالجيم المعجمة. وما أثبت من المحمودية. وهو موافق لما في سير أعلام النبلاء: 3/ 243. وتهذيب تاريخ دمشق لابن بدران: 7/ 10.
(5) انظر تاريخ الطبري: 5/ 533. 534. والبداية والنهاية: 8/ 240.
(6) هو ابن أخي عبد الرحمن بن عوف. تولى إمارة المدينة لعبد الله بن الزبير من سنة 68 هـ إلى سنة 71 هـ (انظر تاريخ الطبري: 5/ 611، 6/ 139، 166) .
(7) سبق التعريف به في (ص: 483) .
(8) ، فأتوه،. ليست في الأصل.

(2/201)


بأذرعات «1» . لقيهم عبيد الله بن زياد مقبلا من العراق. فأخبروه بما أرادوا.
فقال لمروان: سبحان الله. أرضيت لنفسك بهذا. تبايع لأبي خبيب وأنت سيد قريش وشيخ بني عبد مناف. والله لأنت أولى بها منه. فقال له مروان:
فما الرأي؟ قال: الرأي أن ترجع وتدعو إلى نفسك. وأنا أكفيك قريشا ومواليها. فلا يخالفك منهم أحد «2» . فرجع مروان وعمرو بن سعيد. وقدم عبيد الله بن زياد دمشق فنزل باب الفراديس «3» . فكان يركب إلى الضحاك كل يوم فيسلم عليه ثم يرجع إلى منزله. فعرض له رجل يوما في مسيره فطعنه بحربة في ظهره وعليه الدرع. فانثنت الحربة. فرجع عبيد الله إلى منزله.
وأقام فلم يركب إلى الضحاك. فأتاه الضحاك إلى منزله فاعتذر إليه. وأتاه بالرجل الذي طعنه فعفى عنه عبيد الله. وقبل من الضحاك. وعاد عبيد الله يركب «4» إلى الضحاك في كل يوم. فقال له يوما: يا أبا أنيس العجب لك وأنت شيخ قريش تدعو لابن الزبير وتدع نفسك. أنت أرضى عند الناس منه. لأنك لم تزل متمسكا بالطاعة والجماعة. وابن الزبير مشاق مفارق «5» مخالف. فادع إلى نفسك. فدعا إلى نفسه ثلاثة أيام. فقالوا له: أخذت بيعتنا وعهودنا لرجل. ثم دعوتنا إلى خلعه من غير حدث أحدثه والبيعة لك.
وامتنعوا عليه. فلما رأى ذلك الضحاك عاد إلى الدعاء إلى ابن الزبير. فأفسده ذلك عند الناس وغير قلوبهم عليه. فقال له عبيد الله بن زياد: من أراد ما تريد لم ينزل المدائن والحصون. ويبرز ويجمع إليه الخيل. فاخرج عن دمشق
__________
(1) أذرعات: بالفتح ثم السكون وكسر الراء وعين مهملة وألف وتاء- بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمان (معجم البلدان: 1/ 130) .
(2) انظر ابن كثير. البداية والنهاية: 8/ 241.
(3) باب الفراديس: من أبواب دمشق. وهو جمع فردوس. وأهل الشام يسمون الكروم والبساتين الفراديس (معجم البلدان: 4/ 242) .
(4) في نسخة المحمودية:، وركب،.
(5) ليست في الأصل.

(2/202)


واضمم إليك الأجناد. وكان ذلك من عبيد الله مكيدة له «1» . فخرج الضحاك فنزل المرج «2» . وبقي عبيد الله بدمشق. ومروان وبنو أمية بتدمر «3» . وخالد وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية بالجابية عند حسان بن مالك ابن بحدل. فكتب عبيد الله إلى مروان: أن ادع الناس إلى بيعتك. ثم سر إلى الضحاك فقد أصحر لك. فدعا مروان بني أمية فبايعوه. وتزوج أم «4» خالد بن يزيد بن معاوية. وهي ابنة أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة. واجتمع الناس على بيعة مروان. فبايعوه. وخرج عبيد الله حتى نزل المرج. وكتب إلى مروان. فأقبل في خمسة آلاف. وأقبل عباد بن زياد «5» من حوارين «6» في ألفين من مواليه وغيرهم من كلب. ويزيد بن أبي النمس «7» بدمشق قد
__________
(1) انظر البداية والنهاية: 8/ 242.
(2) المرج: هو مرج راهط.
(3) تدمر: بالفتح ثم السكون وضم الميم- مدينة قديمة مشهورة في برية الشام من جهة العراق. وقد فتحت تدمر صلحا على يد خالد بن الوليد (معجم البلدان: 2/ 17) .
(4) اسمها أم هاشم وتكنى أم خالد. وفيها يقول يزيد بن معاوية:
وما نجن يوم استعبرت أم خالد ... بمرض ذوي داء ولا بصحاح
(الزبيري: نسب قريش: ص 129) .
(5) هو عباد بن زياد بن سمية أخو عبيد الله بن زياد. تولى سجستان سنة ثلاث وخمسين. فغزا قندهار حتى وصل بيت الذهب. ولم يزل واليا نحوا من سبع سنين حتى مات معاوية. شهد وقعة مرج راهط مع مروان بن الحكم. ومات سنة مائة (تهذيب تاريخ دمشق: 7/ 221) .
(6) حوارين: بالضم وتشديد الواو ويختلف في الراء فمنهم من يكسرها ومنهم من يفتحها وياء ساكنة ونون- بينها وبين تدمر مرحلتين. وبها مات يزيد بن معاوية سنة أربع وستين (معجم البلدان: 2/ 315) .
(7) يزيد بن أبي النمس الغساني- وفي ابن الأثير- الكامل: 4/ 146 و 153 ابن أبي الغمس بالغين المعجمة والسين وقيل الشين المعجمة- قال ابن الأثير: وكان قد ارتد عن الإسلام ودخل الروم مع جبلة بن الأيهم. ثم عاود الإسلام. وشهد صفين مع معاوية. وعاش إلى أيام عبد الملك.

(2/203)


أخرج عامل الضحاك منها. وأمد مروان بسلاح ورجال. وكتب الضحاك إلى أمراء الأجناد. فقدم عليه زفر بن الحارث الكلابي من قنسرين. وأمده النعمان بن بشير الأنصاري بشرحبيل بن ذي الكلاع في أهل حمص. فتوافوا عند الضحاك بالمرج. فكان الضحاك في ثلاثين ألفا. ومروان في ثلاثة عشر ألفا «1» . أكثرهم رجاله. ولم يكن في عسكر مروان غير ثمانين عتيقا «2» .
أربعون منها لعباد بن زياد. وأربعون لسائر الناس. فأقاموا بالمرج عشرين يوما يلتقون في كل يوم فيقتتلون. وعلى ميمنة مروان عبيد الله بن زياد. وعلى ميسرته «3» عمرو بن سعيد. وعلى ميمنة الضحاك زياد بن عمرو العقيلي «4» .
وعلى ميسرته ركز بن «5» أبي شمر الهلالي.
فقال عبيد الله بن زياد يوما لمروان. إنك على حق. وابن الزبير وأصحابه ومن دعا إليه على باطل. وهم أكثر منك عددا وأعد. ومع الضحاك فرسان قيس. فأنت لا تنال منهم ما تريد إلا بمكيدة. فكدهم. فقد أحل الله ذلك لأهل الحق. والحرب خدعة. فادعهم إلى الموادعة. فإذا أمنوا وكفوا عن القتال. فكر عليهم «6» . فأرسل مروان السفراء إلى الضحاك يدعوه إلى
__________
(1) انظر ابن كثير- البداية والنهاية: 8/ 242 و 243.
(2) أي فرسا. والعتيق من أسماء الفرس السابق (لسان العرب مادة: عتق: 10/ 235) .
(3) في تاريخ الطبري: 5/ 537 على ميمنة مروان عمرو بن سعيد. وعلى ميسرته عبيد الله بن زياد.
(4) انظر المصدر السابق.
(5) في المصدر السابق، وعلى ميسرته رجل آخر لم أحفظ اسمه،. وفي البداية والنهاية: 8/ 243، زكريا بن شمر الهلالي،.
(6) انظر: البداية والنهاية: 8/ 243.

(2/204)


الموادعة ووضع الحرب. حتى ننظر. فأصبح الضحاك والقيسية فأمسكوا عن القتال. وهم يطمعون أن يبايع مروان لابن الزبير. وقد أعد مروان أصحابه. فلم يشعر الضحاك وأصحابه إلا بالخيل قد شدت عليهم. ففزع الناس إلى راياتهم. وقد غشوهم وهم على غير عدة. فنادى الناس: يا أبا أنيس أعجزا بعد كيس؟ فقال الضحاك: أنا أبو أنيس. عجز لعمري بعد كيس»
. فاقتتلوا. ولزم الناس راياتهم وصبروا. وصبر الضحاك. فترجل مروان. وقال: قبح الله من يوليهم اليوم ظهره حتى يكون الأمر لإحدى الطائفتين. فقتل الضحاك بن قيس. وصبرت قيس على راياتها يقاتلون عندها.
فنظر رجل من بني عقيل إلى ما تلقى قيس عند راياتها من القتل. فقال:
اللهم العنها من رايات. واعترضها بسيفه. فجعل يقطعها. فإذا سقطت الراية. تفرق أهلها. ثم انهزم الناس. فنادى منادي مروان: لا تتبعوا موليا فأمسك عنهم «2» .
666- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن «3» الشرقي بن القطامي الكلبي. قال: قتل الضحاك بن قيس رجل من كلب يقال له: زحمة «4» بن عبد الله.
__________
666- إسناده ضعيف منقطع.
- الشرقي ابن القطامي الكلبي الشاعر. أحد الرواة للأخبار والأنساب. والشرقي لقب واسمه الوليد بن الحصين بن حبيب الكلبي ويكنى أبا المثنى. ذكره ابن عدي في الكامل في الضعفاء. وضعفه الساجي. وقال أبو حاتم: ليس بقوي الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال في الفهرست: من خط اليوسفي:
وكان كذابا. روى عن مجالد بن سعيد. وروى عنه يزيد بن هارون (الجرح والتعديل: 4/ 376 والفهرست: ص 102، ولسان الميزان: 3/ 142) .
تخريجه:
الخبر في تاريخ الطبري: 5/ 538 من طريق الكلبي عن أبي مخنف.
__________
(1) انظر تهذيب تاريخ دمشق: 7/ 12.
(2) الخبر بطوله في تهذيب تاريخ دمشق: 7/ 10- 12.
(3) ، عن، ساقطة من الأصل. واستدركت من المحمودية.
(4) في تاريخ الطبري: 5/ 538، زحنة، بالنون بدل الميم.

(2/205)


667- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن خالد بن يزيد بن بشر الكلبي.
قال: حدثني من شهد مقتل الضحاك. قال: مر بنا رجل يقال له: زحمة.
ما يطعن أحدا إلا صرعه. ولا يضرب أحدا إلا قتله. إذ حمل على رجل فطعنه فصرعه وتركه ومضى. حتى ضرب رجلا فجد له فأثبته. فإذا هو الضحاك. فاحتززت رأسه فأتيت به مروان. فقال: أنت قتلته؟ قلت: لا.
وأخبرته من قتله وكيف صنع. فأعجبه صدقي. وكره قتل الضحاك. وقال:
الآن حين كبرت سني واقترب أجلي أقبلت بالكتائب اضرب بعضها ببعض؟! وأمر لي بجائزة.
668- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن مسلمة بن محارب. عن حرب ابن خالد بن يزيد بن معاوية. أن عبد الملك بن مروان ذكر الضحاك بن
__________
667- إسناده: فيه مجهول العين ومستور الحال.
- خالد بن يزيد بن بشر تقدم في (665) ولم نجد له ترجمة.
تخريجه:
الخبر في تاريخ الطبري: 5/ 538 من طريق الكلبي عن أبي مخنف وبسياق مقارب. وفي تاريخ ابن عساكر كما في تهذيب ابن بدران: 7/ 12.
668- إسناده لا بأس به.
- رجاله تقدموا في الإسناد (319) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 8/ ل 419 من طريق المصنف به.

(2/206)


قيس يوما فقال: العجب من الضحاك ومن طلبه الخلافة لابن الزبير. ثم قاتل عليها له. وإنما قتل أباه تيس حبلقي «1» نطحه. فأدركوه وما به حبض ولا نبض «2» . فقيل له: يا أمير المؤمنين: هذا ابنه عبد الرحمن.
فقال: سوءة «3» .
669- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد. عن هشام بن عروة. عن أبيه قال: قتل الضحاك بن قيس يوم مرج راهط. على أنه يدعو إلى عبد الله بن الزبير. وكتب بذلك كتابا إلى عبد الله.
فنعاه عبد الله لنا. وذكر من طاعته وحسن رأيه.
670- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد. عن أبيه. قال: لما ولي عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس المدينة.
كان فتى شابا. فقال: إن الضحاك بن قيس كان قد «4» دعا قيسا وغيرها
__________
669- إسناده ضعيف.
- عبد الرحمن بن أبي الزناد. صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد. تقدم في (65) .
تخريجه:
أخرجه الطبري من هذا الطريق في تاريخه: 5/ 534.
670- إسناده ضعيف.
- عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري. تولى إمارة المدينة في عهد يزيد ابن عبد الملك. وضم إليه مكة مع المدينة. ثم عزله عنها بعبد الواحد بن زياد النصري. وأغرمه مالا. وعذبه لأنه أساء إلى فاطمة بنت الحسين بن علي (الطبقات الكبرى: 8/ 474 والتحفة اللطيفة: 2/ 500) .
تخريجه:
أخرجه الطبري في تاريخه: 5/ 535 من هذا الطريق به إلى قوله:، حتى دخل فيها كارها،. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 8/ ل 415 من طريق المصنف به.
__________
(1) تيس حبلقي: الحبلق: الصغير القصير. والحبلق: غنم صغار لا تكبر. والحبلقة: غنم بجرش. والمعنى نطحه تيس صغير فقتله مباشرة (انظر لسان العرب: 10/ 38، مادة حبق) .
(2) أي ليس به حركة ولا نبض لعرق (لسان العرب مادة حبض: 7/ 132) .
(3) سوءة: أي فساد بسبب هذا القول (انظر اللسان: 1/ 98 مادة سوأ) .
(4) في المحمودية:، قد كان،.

(2/207)


إلى البيعة لنفسه. فبايعهم يومئذ على الخلافة. فقال له زفر بن عقيل الفهري: هذا الذي كنا نعرف ونسمع. وإن بني الزبير يقولون أيضا: كان بايع لعبد الله بن الزبير وخرج في طاعته حتى قتل عليها.
قال: الباطل والله يقولون. ولكن كان أول ذلك أن قريشا دعته إليها.
وقالت: أنت كبيرنا والقائم بدم الخليفة المظلوم. وكنت عند معاوية باليمين.
فأبى. فأبت عليه. حتى دخل فيها كارها. ودعت إليه قيس «1» وغيرها من ذي يمن. فلقيهم يوم مرج راهط فأصابهم ما قال ابن الأشرف «2» :
لا تبعدوا إن الملوك تصرع «3» .
__________
(1) في الأصل:، قيسا، والتصحيح من المحمودية.
(2) هو كعب بن الأشرف الطائي من بني نبهان. شاعر جاهلي. وأمه من يهود بني النضير. فاعتنق اليهودية وشرف في أخواله وسكن معهم. وأدرك الإسلام ولكنه ناصب المسلمين العداء. وحرض قريشا على الانتقام من المسلمين بعد هزيمتهم في بدر. وهجا رسول الله ص. وآذى المسلمين والمسلمات. فانتدب له خمسة من الأنصار بأمر النبي ص فقتلوه على باب حصنه (السيرة النبوية لابن هشام: 2/ 51، والأعلام للزركلي: 5/ 225) .
(3) عجز بيت من قصيدة له في رثاء قتلى بدر من المشركين. وصدره: قتلت سراة الناس حول حياضهم..... (انظر ابن هشام، السيرة: 2/ 25) .

(2/208)


قال محمد بن عمر: وقتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تقتله في موطن قط «1» . وكانت وقعة مرج راهط للنصف من ذي الحجة تمام سنة أربع وستين «2» .
قال محمد بن عمر: في روايتنا: أن رسول الله ص قبض. والضحاك ابن قيس غلام لم يبلغ «3» . وفي رواية غيرنا: أنه أدرك النبي ص. وسمع منه.
قال «4» محمد بن عمر: لما بلغ الضحاك أن مروان قد بايع لنفسه على الخلافة. بايع من معه لابن الزبير. ثم سار كل واحد منهما إلى صاحبه بمن تبعه. فالتقوا بمرج راهط للنصف من ذي الحجة تمام سنة أربع وستين «5» .
فاقتتلوا قتالا شديدا. فقتل الضحاك وأصحابه. وقتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تقتله في موطن قط.
__________
(1) تاريخ الطبري: 5/ 534 ونسبه للواقدي.
(2) قاله غير واحد من الرواة كما حكاه ابن كثير في البداية والنهاية: 8/ 241.
(3) حكاه عنه ابن كثير في البداية والنهاية: 8/ 243.
(4) من هنا إلى نهاية النص. زيادة انفردت بها نسخة المحمودية. وهي في تاريخ الطبري 5/ 534 من طريق الواقدي عن مصعب بن ثابت بلفظ مقارب.
(5) انظر طبقات ابن سعد: 7/ 411. وسير أعلام النبلاء: 3/ 245.

(2/209)