الطبقات الكبرى
متمم الصحابة، الطبقة الخامسة 29- أبو جحيفة
واسمه وهب بن عبد الله. من بني سواءة «1» بن عامر بن
صعصعة.
قبض رسول الله ص ولم يبلغ الحلم «2» . وقد رآه وروى عنه.
672- قال ابن سعد: أخبرت عن زهير بن معاوية. عن أبي إسحاق.
عن أبي جحيفة. قال: رأيت رسول الله ص هذه منه- وأشار إلى
__________
طبقات ابن سعد: 6/ 63. وطبقات خليفة: 57. 132. والتاريخ
الكبير:
8/ 162. والكنى والأسماء للإمام مسلم: 1/ 195. والكنى
للدولابي:
1/ 22. والجرح والتعديل: 9/ 22. ومشاهير علماء الأمصار (ص:
46) ، والثقات: 3/ 428. والمستدرك: 3/ 617. وجمهرة أنساب
العرب (273) ، والاستيعاب: 4/ 1619. وتاريخ بغداد: 1/ 199.
وأسد الغابة: 6/ 48.
وتهذيب الكمال: 3/ 1478. والمقتنى في سرد الكنى: 1/ 143.
وتاريخ الإسلام: 3/ 218. وسير أعلام النبلاء: 3/ 202.
وتهذيب التهذيب:
11/ 164. والإصابة: 6/ 626.
672- إسناده منقطع.
- زهير بن معاوية أبو خيثمة الجعفي. ثقة ثبت إلا أن سماعه
من أبي إسحاق بآخره. تقدم في (14) .
- أبو إسحاق هو السبيعي.
تخريجه:
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير: 8/ 162 من طريق أبي نعيم
عن زهير عن أبي إسحاق به نحوه. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب
الفضائل حديث رقم (2342) ، والبخاري في صحيحه كتاب
الأنبياء باب صفة النبي ص (6/ 564 من الفتح) من طريق
إسرائيل عن أبي إسحاق عن وهب أبي جحيفة ولفظه:
، رأيت النبي ص. ورأيت بياضا من تحت شفته السفلى العنفقة،.
كما أخرجه بلفظ آخر من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي
جحيفة.
__________
(1) سواءة: بضم السين وفتح الواو وسكون الألف بعدها همزة
مفتوحة وآخرها تاء مربوطة (انظر اللباب: 2/ 152) وعن
نسبهم. انظر جمهرة أنساب العرب: (ص: 273) ، وساق ابن عبد
البر في الاستيعاب: 4/ 1619 نسبه.
(2) انظر: طبقات ابن سعد: 6/ 64. والاستيعاب: 4/ 1619. وفي
سير أعلام النبلاء: 3/ 203: وكان يوم توفي رسول الله
مراهقا وهو من أسنان ابن عباس.
(2/213)
عنفقته «1» - بيضاء. فقيل لأبي جحيفة: ومثل
من أنت يومئذ؟ قال:
أبري «2» النبل وأريشها «3» .
وتوفي أبو جحيفة في خلافة عبد الملك بن مروان وولاية بشر
بن مروان بالكوفة «4» . وكان قد نزلها وابتنى بها دارا في
بني سواءة بن عامر.
__________
(1) العنفقة: الشعر الذي في الشفة السفلى. وقيل الشعر الذي
بينها وبين الذقن. وأصل العنفقة: خفة الشيء وقلته
(النهاية: 3/ 309) .
(2) أبري النبل: بريت النبل: إذا نحته وأصلحته سهاما يرمى
بها (جامع الأصول: 11/ 238) .
(3) أريشها: رشت السهم أريشه: إذا عملت له ريشا (المصدر
السابق) .
(4) كانت ولايته من سنة (72 هـ- 74 هـ) كما تقدم في ترجمة
محمد بن حاطب. وجزم بن حبان بأن وفاته كانت سنة أربع
وسبعين. أما ابن الأثير في أسد الغابة فقد ذكر أن وفاته
سنة اثنتين وسبعين. ووقع في الإصابة: 6/ 626 أن وفاته سنة
أربع وستين. ونسبه لابن حبان وهو تصحيف. أو سبق قلم. والله
أعلم.
(2/214)
30- أبو الطفيل عامر «1» بن واثلة
ابن عبد الله بن عمير «2» بن جابر «3» بن حميس «4» بن جدي»
بن سعد ابن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.
__________
جمهرة النسب (ص: 146) ، وطبقات ابن سعد: 5/ 457 و 6/ 64.
وطبقات خليفة: (ص: 30، 127، 279) ، والمسند: 5/ 453.
والتاريخ الكبير: 6/ 446. والكنى والأسماء: 1/ 459.
والمعارف (ص:
341) ، والمعرفة والتاريخ: 1/ 295 و 359. والكنى للدولابي:
1/ 40.
والجرح والتعديل: 6/ 328. ومشاهير علماء الأمصار (ص: 36) ،
والثقات: 3/ 291. وجمهرة أنساب العرب (ص: 183) ،
والمستدرك:
3/ 618. والاستيعاب: 2/ 798 و 4/ 1696. وتاريخ بغداد: 1/
198.
وأسد الغابة: 3/ 145 و 6/ 179. وتاريخ الإسلام: 4/ 78.
وسير أعلام النبلاء: 3/ 467. والبداية والنهاية: 9/ 190.
والعقد الثمين: 5/ 87.
والإصابة: 7/ 230. وتهذيب التهذيب: 5/ 82. وتهذيب ابن
عساكر:
7/ 203.
__________
(1) قال ابن عبد البر في الاستيعاب: 4/ 1696. وقيل: عمرو
بن واثلة قاله معمر. والأول أكثر وأشهر. وأشار له البخاري.
وذكره ابن الأثير في أسد الغابة: 6/ 179. وقال: والأول
أصح.
(2) في طبقات خليفة عمرو. وفي تاريخ بغداد عامر. وقيل
عمير. وكذا في موضع في الاستيعاب وفي الإصابة.
(3) أسقطه خليفة في طبقاته. وابن عبد البر في موضع. وابن
حجر في الإصابة. وتهذيب التهذيب.
(4) في طبقات خليفة مرة قال: جحش ومرة الجحش ومرة جحيش.
وفي الاستيعاب مرة على الصواب كما هنا. ومرة قال: جحش.
وانظر لضبطه: جمهرة النسب (ص: 146) ، وجمهرة أنساب العرب
(ص: 183) ، والمؤتلف والمختلف للدارقطني: 1/ 528. وأسد
الغابة: 3/ 145.
(5) في طبقات ابن سعد: 5/ 457، جزء،. وفي موضعين من طبقات
خليفة، جزي،. وفي موضع من الاستيعاب، جرى،. وفي تاريخ
بغداد، جزى،. وقيل (حدي) بالمهملة. وهكذا ضبطها ابن الأثير
في أسد الغابة. ونسبه إلى ابن مأكولا في الإكمال. وهو في
2/ 64 منه. وفي تبصير المنتبه لابن حجر: 1/ 245 قال: وبحاء
مهملة: حدي من أجداد أبي الطفيل الكناني. ويقال بالجيم.
وقد ضبطه بالجيم، جدي، كل من المصنف في هذا الموضع- ولعل
ما في المطبوع مصحف- وخليفة في موضع من طبقاته (279) ،
والدارقطني في المؤتلف والمختلف. وابن الكلبي في جمهرة
النسب. وابن حزم في جمهرة أنساب العرب.
(2/215)
وكان من أصحاب محمد بن الحنفية. وابنه
الطفيل «1» بن عامر. قتل مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث
بن قيس الكندي «2» يوم دير الجماجم «3» .
فقال أبوه:
خلى طفيل علي الهم فانشعبا ... فهد ذلك ركني هدة عجبا «4»
673- قال محمد بن سعد: أخبرت عن ثابت بن الوليد بن عبد
الله
__________
673- إسناده منقطع.
- ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري أبو جبلة
الكوفي. روى عن أبيه. وروى عنه أحمد بن حنبل وابن معين
وإبراهيم بن موسى وأهل العراق.
ذكره ابن عدي في الكامل وما غمزه بشيء. وساق له بعض
الأحاديث.
منها هذا. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وذكره ابن حبان في
الثقات.
وقال: ربما أخطأ. (الجرح والتعديل: 2/ 458 والكامل: 2/ 522
والثقات: 8/ 158 والميزان: 1/ 369) .
- أبوه هو الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري المكي نزيل
الكوفة صدوق يهم.
ورمي بالتشيع. من الخامسة (تق: 2/ 333) .
تخريجه:
أخرجه المصنف في المطبوع من طبقاته: 6/ 64 بهذا الإسناد
واللفظ. وأخرجه البخاري في التاريخ الصغير: 1/ 250 حدثنا
أحمد بن حنبل قال حدثنا ثابت بن الوليد به. وهذا إسناد
متصل لا بأس به. وأخرجه أحمد في المسند: 5/ 454 من هذا
الطريق به. وأخرجه ابن عدي في الكامل: 2/ 522 من طريق عباد
ابن يعقوب حدثنا ثابت بن الوليد به.
__________
(1) كان رسول المختار إلى محمد بن الحنفية في مكة. وخرج مع
ابن الأشعث. وقتل في البصرة في معركة الزاوية سنة 82 هـ.
ورثاه والده بقصيدة منها البيت الذي ذكره المصنف (تاريخ
الطبري: 6/ 76 و 343) .
(2) عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي. الأمير
المشهور الذي خرج على الحجاج وأيده جمع من القراء والعلماء
والصلحاء. فانتصر عليهم الحجاج في معركة دير الجماجم. وهرب
ابن الأشعث إلى رتبيل ملك الهند (انظر سير أعلام النبلاء:
4/ 183، والبداية والنهاية: 9/ 93) .
(3) كانت سنة 82 هـ في شعبان في رواية الواقدي. وقال غيره
في سنة 83 هـ (انظر تاريخ الطبري: 6/ 346- 350) .
(4) البيت في تاريخ الطبري: 6/ 344 ضمن مقطوعة من اثني عشر
بيتا.
(2/216)
ابن جميع. قال: أخبرني أبي. قال: قال لي
أبو الطفيل: أدركت ثماني سنين من حياة رسول الله ص. وولدت
«1» عام أحد.
674- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا شيبان. عن جابر.
عن عامر. أنه سمع أبا الطفيل. يقول: رأيت رسول الله ص من
الرجال من هو أطول منه. ومنهم من هو أقصر منه. وشعر له
أسود. وهو أبيض.
قال: قلنا: ما ثيابه؟ قال: لا أدري. وهو يمشي وهم حوله-
يعني الناس.
__________
674- إسناده ضعيف جدا.
- شيبان هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم أبو معاوية
البصري. ثقة. تقدم في (239) .
- جابر هو الجعفي. ضعيف رافضي. تقدم في (8) .
- عامر هو الشعبي.
تخريجه:
لم أقف على من خرجه من هذا الطريق. وقد وردت أحاديث صحيحة
في وصف النبي ص. وأنه ليس بالطويل ولا بالقصير. وأن شعره
لم يشب منه إلا القليل. وأنه أبيض ليس بالأمهق- الشديد
البياض- ولا بالآدم- وهو الذي فيه سمرة- منها ما في
البخاري كتاب المناقب باب صفة النبي ص عن أنس ابن مالك.
والبراء بن عازب. وانظر الحديث الآتي.
__________
(1) في المحمودية، ولدت، بدون واو العطف.
(2/217)
675- قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال:
أخبرني «1» الجريري. عن أبي الطفيل عامر بن واثلة. قال: ما
بقي أحد رأى رسول الله ص غيري.
قال: قلت ورأيته؟ قال: نعم. قلت: فكيف كانت صفته؟ قال: كان
أبيض مليحا مقصدا «2» .
__________
675- إسناده صحيح.
- يزيد بن هارون السلمي مولاهم. ثقة متقن. تقدم في (34) .
- الجريري- بضم الجيم- هو سعيد بن أياس أبو مسعود البصري.
ثقة. من الخامسة. واختلط قبل موته بثلاث سنين ومات سنة 144
هـ (تق:
1/ 291) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 5/ 454 من طريق يزيد بن هارون به.
وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل حديث رقم (2340) ،
والترمذي في الشمائل (ص: 29) من مختصر الشمائل المحمدية.
وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب:
4/ 1696 عن حماد بن زيد عن سعيد الجريري به نحوه.
__________
(1) في المحمودية:، أخبرنا،.
(2) المقصد: هو الذي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم
(النهاية: 4/ 67) .
(2/218)
676- قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد. عن جعفر
بن يحيى بن ثوبان.
عن عمه عمارة بن ثوبان. قال: حدثنا أبو الطفيل. قال: رأيت
رسول الله ص بالجعرانة «1» يقسم لحما. وكنت غلاما أحمل عضو
الجزور «2» .
قال: فأقبلت امرأة بدوية. حتى إذا دنت من النبي ص. بسط لها
رداءه فجلست عليه. فقلت: من هذه؟ فقالوا: هذه «3» أمه التي
أرضعته.
677- قال: أخبرنا عمرو بن عاصم. قال: حدثنا حماد بن سلمة.
__________
676- إسناده ضعيف.
- الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل. ثقة ثبت. تقدم في (56)
.
- جعفر بن يحيى بن ثوبان. مقبول. من الثالثة (تق: 1/ 133)
.
- عمارة بن ثوبان. حجازي مستور. من الخامسة (تق: 2/ 49) .
تخريجه:
ذكره ابن الأثير في أسد الغابة: 3/ 145 عن عمارة بن ثوبان
عن أبي الطفيل.
وليس فيه:، وكنت غلاما أحمل عضو الجزور،.
677- إسناده ضعيف.
- عمرو بن عاصم بن عبيد الله الكلابي. صدوق في حفظه شيء.
تقدم في (33) .
- علي بن زيد هو ابن جدعان.
تخريجه:
نقله ابن حجر في الإصابة: 7/ 231 عن ابن سعد. وقال:، وهو
ضعيف.
لأنهم لا يختلفون أن أبا الطفيل لم يكن ولد في تلك
الليلة،. وقد سبقه المصنف إلى تغليط الخبر ونقده كما ترى.
__________
(1) الجعرانة: موضع معروف شمال شرقي مكة خارج حدود الحرم.
وكان النبي ص قد قسم في هذا المكان الغنائم بعد معركة
حنين. ثم أحرم منها رسول الله بالعمرة. وهي اليوم قرية
عامرة فيها مسجد جامع وإمارة ومزارع قليلة.
(2) عبر بهذا عن مقدار عمره. وأنه شاب يستطيع حمل عضو
الجزور. وهو يدها. أو رجلها. أو جنبها. وهذا من أساليب
العرب في تحديد السن. وسبق في ترجمة أبي جحيفة أنه لما
سئل: مثل من يومئذ؟ قال: أبري النبل وأريشها.
(3) ليست في الأصل.
(2/219)
عن علي بن زيد. عن أبي الطفيل. قال: كنت
أطلب النبي ص فيمن يطلبه ليلة الغار «1» . قال: فقمت على
باب الغار. فبلت. وما أدري فيه أحد أم لا.
قال: وهذا الحديث غلط. أبو الطفيل لم يولد تلك الليلة.
وينبغي أن يكون حدث بالحديث عن غيره. فأوهم الذي حمله عنه.
678- قال: أخبرنا عمرو بن خالد المصري. قال: حدثنا النضر
بن عربي. قال: كنت بمكة. فرأيت الناس مجتمعين على رجل.
فقلت من هذا؟
فقالوا: هذا «2» صاحب رسول الله ص. هذا عامر بن واثلة.
وعليه إزار ورداء. فمسست جلده. فكان ألين شيء.
__________
678- إسناده لا بأس به.
- عمرو بن خالد بن فروخ المصري. ثقة. تقدم في (457) .
- النضر بن عربي الباهلي مولاهم أبو روح ويقال أبو عمر
الحراني لا بأس به.
من السادسة. مات سنة 168 هـ (تق: 2/ 302) .
تخريجه:
ذكر ابن حجر في الإصابة: 7/ 231 عن وهب بن جرير بن حازم عن
أبيه قال: كنت بمكة سنة عشر ومائة فرأيت جنازة ... وقال
الذهبي في سير أعلام النبلاء: 7/ 99 في ترجمة جرير بن
حازم: والمحفوظ أنه رأى جنازته بمكة.
قلت: فهذه طريق ثانية في بقاء أبي الطفيل إلى سنة عشر
ومائة.
__________
(1) المراد ليلة الهجرة. والغار هو غار ثور في جنوب مكة
الذي اختفى فيه النبي ص عند ما خرج من بيته مهاجرا.
(2) ، فقالوا هذا،. ساقطة من الأصل.
(2/220)
679- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال:
حدثنا فطر. قال: رأيت أبا الطفيل يصبغ بالحناء.
وكان أبو الطفيل ثقة في الحديث «1» . وكان متشيعا.
__________
679- إسناده حسن.
- فطر هو ابن خليفة. صدوق رمي بالتشيع. تقدم في (117) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غيره.
__________
(1) روى صالح بن أحمد عن أبيه قال: أبو الطفيل مكي ثقة
(الإصابة: 7/ 231) . وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: 4/
1697: كان متشيعا في علي ويفضله. ويثني على الشيخين أبي
بكر وعمر ويترحم على عثمان. قلت: قرر العلماء أن من ثبتت
صحبته فإنه لا يسأل عن تعديله. بل هو عدل بتعديل الله
ورسوله للصحابة رضي الله عنهم (راجع الخطيب البغدادي:
الكفاية في علم الرواية (ص: 93) والسيوطي، تدريب الراوي:
2/ 215) .
(2/221)
|