منتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ت: العمري

قصة تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث.
أبنا محمد أبنا الزبير ثني محمد بن حسن عن غير واحد منهم (1) أنس ابن عياض (2) عن أبي بكر بن عثمان (3) ويونس (4) عن ابن شهاب (5) وإبراهيم بن محمد (6) عن الثقة وعبيدة بن حميد (7) عن منصور (8) عن مجاهد (9): أن رسول الله صلى الله عليه تزوج ميمونه بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبه بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة ابن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، وكانت قبله عند (مسعود بن) (10) عمرو، وعمرو أحد بني قعدة بن غيرة ابن عوف عند أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس العامري (11) وساق إليها بيتا تاماً وخادماً ومتاعاً (12). وأولم عليها ونحر جزوراً، وهي التي وافقت خطبة رسول الله صلى الله عليه وهي
__________
(1) يلاحظ أن ابن زبالة لا يكتب ح للتحويل كما هي عادة المحدثين، فقد روى هنا عن أربعة من شيوخه هم: أنس ويونس وإبراهيم وعبيدة.
(2) أنس بن عياض الليثي المدني، ثقة تقدم.
(3) أبو بكر بن عثمان الأوسي المدني، تقدم.
(4) يونس بن يزيد الأيلي، ثقة تقدم.
(5) ابن شهاب الزهري، ثقة تقدم.
(6) لعله إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي المدني من شيوخ ابن زبالة، متروك تقدم.
(7) عبيدة بن حميد بن صهيب التيمي الكوفي المعروف بالحذاء، صدوق ربما أخطأ، مات سنة تسعين ومائة. (تهذيب التهذيب 7/ 82، و تقريب التهذيب 1/ 547).
(8) منصور بن المعتمر السلمي الكوفي، ثقة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. (تهذيب التهذيب 10/ 312).
(9) مجاهد بن جبر المكي المخزومي، مات سنة اثنتين أو ثلاث ومائة. (تهذيب التهذيب 10/ 42).
(10) سقطت من الأصل وانظر الطبري: المنتخب من ذيل المذيل 611، وفي تاريخ الطبري3/ 166 ((عمير بن عمرو)) وفي ابن سعد 8/ 132 ط. بيروت ((كان مسعود ابن عمرو بن عمير تزوج ميمونة في الجاهلية ثم فارقها)).
(11) في المنتخب من ذيل المذيل 611 أنه مات عنها.
(12) أما الواقدي فذكر بإسناده إلى عمرة أن مهرها كان خمسمائة درهم. (ابن سعد الطبقات 8/ 137).


تسير على بعيرها فقالت: البعير وما تحمل لله ولرسوله، وهي خالة بني العباس بن عبد المطلب (1)، عبد الله وأخوته، تزوجها رسول الله صلى الله عليه بمكة وبنى بها بسرف (2) في عمرة القضية، وتوفيت بسرف، فخرج عليها ابن عباس فقال: إذا رفعتم السرير فلا تزعزعوا ولا تزلزلوا، فإنه كان لرسول الله صلى الله عليه تسع نسوة، فكان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة (3)، وصلى عليها ابن عباس، ونزل في قبرها، ونزل معه عبد الرحمن بن خالد ابن الوليد، ويزيد بن الأصم (4) وعبيد الله الخولاني (5)، وماتت سنة إحدى وستين وهي آخر من مات من أزواج النبي صلى الله عليه (6).
__________
(1) هي أخت أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب (انظر المنتخب من ذيل المذيل ص611).
(2) سرف: موضع قرب مكة يبعد عنها بضعة أميال من جهة طريق المدينة.
(3) انظر قول ابن عباس في ابن سعد: الطبقات 8/ 140 ط. بيروت، وقد أخرج مسلم في صحيحه (2/ 1086) وأحمد بإسناد صحيح في مسنده (1/ 231) من طرق أخرى قول ابن عباس (إذا رفعتم السرير) إلى قوله (ولا يقسم لواحدة).
(4) يزيد بن الأصم البكائي، ابن أخت ميمونة أم المؤمنين، ثقة، مات سنة ثلاث ومائة. (تقريب التهذيب 2/ 362).
(5) عبيد الله بن الأسود الخولاني، ربيب ميمونة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ثقة من الطبقة الثالثة، (تقريب التهذيب 2/ 530).
(6) وهذه الروايات موافقة لما ذكره الواقدي (طبقات ابن سعد 8/ 140 والمنتخب من ذيل المذيل 611) وقد روى ابن سعد أثرا صححه ابن حجر يدل على وفاتها قبل عائشة رضي الله عنها وعائشة ماتت قبل الستين بلا خلاف، وقد جزم يعقوب بن سفيان بأن ميمونة ماتت سنة تسع وأربعين، ورجحه ابن حجر (الإصابة4/ 413).