منتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ت: العمري

ذكر مارية أم إبراهيم عليه السلام.
أنبا محمد أنبا الزبير ثني محمد بن حسن عن محمد بن طلحة (1) عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان عن أبيه (2) وعن إسحاق بن إبراهيم (3) عن عبد الله بن حارثة بن النعمان (4): أن رسول الله صلى الله عليه لما رجع من الحديبية سنة ست بعث ستة نفر، ثلاثة مصطحبين، حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس، وشجاع بن وهب إلى الحارث ابن أبي شمر، ودحية الكلبي إلى قيصر (10 أ) فخرجوا حتى انتهوا إلى وادي القرى (5) فسلك حاطب إلى المقوقس بكتاب من رسول الله صلى الله عليه فيه:
((بسم الله الرحمن الرحيم))
من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلامٌ على من اتبع الهدى أما بعد: فإني أدعوك بداعية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم القبط، {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضا ً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (6).
__________
(1) محمد بن طلحة بن عبد الرحمن التيمي الطويل، تقدم.
(2) عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري، تابعي، مات سنة أربع ومائة. (تهذيب التهذيب 6/ 162).
(3) يوجد اثنان من شيوخه بهذا الاسم هما إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس والآخر إسحاق بن إبراهيم بن بشير. (تهذيب الكمال للمزي 1 ق 593).
(4) الأنصاري النجاري المدني.
(5) وادي القرى: يقع بين تيماء وخيبر على الطريق من المدينة إلى الشام وكان من أعمال المدينة، وقد سمي بذلك لأنه من أوله إلى آخره قرى منظومة. (ياقوت: معجم البلدان مادة ((قرى)) و ((وادي القرى))).
(6) آل عمران 64.


وختم الكتاب (1)، فخرج به حاطب حتى قدم الإسكندرية، فانتبذ إلى حاجبه، فلم يُلبثه أن أوصل إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خيراً، وأخذ الكتاب فجعله في حق من عاج وختم عليه ودفعه إلى جارية ثم دعا كاتباً له يكتب بالعربية، فكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فيه:
(بسم الله الرحمن الرحيم، لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط، سلام، أما بعد: فقد قرأت كتابك، وفهمت ما تدعو إليه وقد علمت أن نبياً قد بقي، وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وكسوة وقد أهديت لك بغلة تركبها، والسلام (2). ولم يزد على ذلك ولم يسلم، وأهدى النبي صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء، فبقيت حتى كان زمن معاوية وأهدى له مارية وأختها سيرين أنزلهما رسول الله صلى الله عليه على أم سليم بنت ملحان، وكانت جارية وضيئة، فعرض رسول الله صلى الله عليه عليهما الإسلام فأسلمتا (3)، فوطئ رسول الله صلى الله عليه مارية وحولها إلى مال له بالعالية، وكان من أموال بني النضير، فكانت فيه في الصيف وفي خرافة النخل (4)، وبنى لها منزلا فكان يأتيها فيه، وكانت حسنة الدين، ووهب سيرين لحسان بن ثابث فولدت له عبد الرحمن (5)
__________
(1) وقد أورد الكتاب كل من ابن عبد الحكم في فتوح مصر والقسطلاني والقزويني والسيوطي والزيلعي والقلقشندي (محمد حميد الله: مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة ص 105 - 106)
(2) أورد هذا الكتاب ابن عبد الحكم والقسطلاني والقلقشندي وآخرون (انظر محمد حميد الله: مجموعة الوثائق السياسية 107) وفيه ((رسلك)) بدل ((رسولك)).
(3) ذكر الطبري أن حاطبا عرض عليهما الإسلام فأسلمتا (المنتخب من ذيل المذيل ص 617).
(4) الخرافة: ما يجتنى من الفواكه في الخريف، والمقصود أنها تقيم فيها في الصيف والخريف.
(5) قارن بابن سعد 1/ 134 من قوله ((وأهدى له مارية)) بإسناد آخر واختلاف يسير في المتن.
... وقارن بابن كثير: السيرة النبوية 4/ 601 من طريق الواقدي.


ثنا محمد ثنا الزبير ثني محمد بن حسن عن محمد بن موسى (1) عن فليح بن سليمان (2) عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة (3) عن أيوب بن بشير (4) قال: قالت عائشة: ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذاك أنها كانت جميلة من النساء وأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وكان أنزلها من أول ما قدم بها في بيت لحارثة بن النعمان (5) فكانت جارتنا فكان عامة (10 ب) النهار والليل عندها حتى قذعنا (6) لها فجزعت فحولها إلى العالية، وكان يختلف هناك فكان ذلك أشد علينا، ثم رزق منها الولد وحرمناه منه (7).
__________
(1) محمد بن موسى الفطري المدني، صدوق رمي بالتشيع، تقدم.
(2) فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي أو الأسلمي، المدني، صدوق كثير الخطأ، مات سنة ثمان وستين ومائة. (تقريب التهذيب 2/ 114).
(3) أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة، صدوق، تقدم.
(4) أيوب بن بشير بن سعد بن النعمان المدني، له رؤية، وثقه أبو داود و غيره، ومات سنة خمس وستين. (تقريب التهذيب 1/ 88).
(5) حارثة بن النعمان بن نفيع الأنصاري من بني النجار، صحابي معروف، شهد بدرا، (الإصابة بحاشية الاستيعاب 1/ 298 - 299) وبيوت حارثة بن النعمان تقع في شمال ما بين باب الرحمة وباب جبريل (العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر 427).
(6) في الأصل فرغنا وفي الإصابة 8/ 12 فزعنا والقذع: الشتم، والمقصود أنهن لم يتلطفن معها بالكلام، وكن شديدات عليها، ويظهرن لها الجفوة بالكلام وحاشاهن أن يشتمن بفاحش القول.
(7) أخرجها ابن سعد 8/ 212 - 213 ط. بيروت عن حديث عائشة رضي الله عنها بإسناد آخر من طريق الواقدي.


أبنا محمد أبنا الزبير ثني محمد بن حسن عن محمد بن طلحة (1) عن ربيعة بن عثمان (2) عن أبان بن صالح (3) قال: بعث المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه بجاريتين فارهتين وبغلة من مراكبه وألف مثقال من ذهب وعشرين ثوبا لينا (4) وغير ذلك (5) وأمر لحاطب بمائة مثقال وخمسة أثواب.
أبنا محمد أبنا الزبير ثني محمد بن حسن عن إبراهيم بن محمد (6) عن ابن أبي سبرة (7) عن يحيى بن شبل (8) عن أبي جعفر (9) قال: رأيت مأبوراً الخصي الذي قدم مع مارية وأختها وشهدت جنازته، مات بالمدينة سنة ستين، وكان يوم مات شيخا كبيراً.
__________
(1) محمد بن طلحة التيمي الطويل، تقدم.
(2) ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيمي المدني، مات سنة أربع وخمسين ومائة. (تهذيب التهذيب 3/ 259 - 260).
(3) أبان بن صالح بن عمير القرشي، ثقة، مات سنة بضع عشرة ومائة (تهذيب التهذيب 1/ 94 - 95).
(4) في الأصل ((من لين)) وقد تكون مصحفة وأنها ((من ليف)) وما أثبته من المنتخب من ذيل المذيل 617.
(5) قارن بالطبري: المنتخب 617 من طريق آخر.
(6) لعله إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، تقدم.
(7) أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة القرشي العامري المدني، رموه بالوضع، من السابعة، مات سنة اثنتين وستين ومائة. (تقريب التهذيب 2/ 397).
(8) يحيى بن شبل البلخي، مقبول، من السابعة. (تقريب التهذيب 2/ 349) وقال الذهبي: لا يعرف (ميزان الاعتدال 4/ 385).
(9) لم يذكر في شيوخ يحيى بن شبل، ولم يتميز عندي.


أنبا محمد أنبا الزبير ثني محمد بن حسن عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن عبد الله عن (1) ابن شهاب عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة أنها قالت: من سقي ألبان الضأن ابيضَّ وسَمُن (2).
__________
(1) هكذا في الأصل ((عن)) ولعل الصواب ((بن)) لأن إبراهيم بن محمد إن كان الأسلمي فإنه يروي عن محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب الزهري.
(2) قارن بالسيرة النبوية لابن كثير 4/ 603، وبالمستدرك للحاكم 4/ 39 حيث فصَّل الحاكم الخبر من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت: (( ... وكانت مارية أمة قليلة اللبن، فابتيعت له ـ أي لابنها إبراهيم عقب ولادتها به ـ ضأنة لبون، فكان يغذي بلبنها، فحسن عليه لحمه، قالت عائشة رضي الله عنها: فدخل به عليّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "كيف ترين الشبه؟ " فقلت: من غذي بلبن الضأن ليحسننّ لحمه.


أنبا محمد أنبا الزبير حدثني محمد بن حسن عن محمد بن طلحة (1) عن إسحاق بن إبراهيم (2) عن عبد الله بن حارثة (3) وسعيد بن عبد الرحمن (4) وأيوب (5) عن مشيختهم قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه معجباً بمارية وكانت بيضاء جعدة جميلة، فأنزلها رسول الله صلى الله عليه بالعالية بالقف في الدار الذي يقال له اليوم مشربة أم إبراهيم (6)، كان يختلف إليها هناك، وضرب عليها الحجاب وكان يطأها فحملت، فوضعت هناك إبراهيم ابنها، وكانت قابلتها سلمى مولاة النبي صلى الله عليه امرأة أبي رافع، فأخبرته فخرج فبشر النبي صلى الله عليه فوهب له عبداً (7)، فلما كان يوم سابعه عق عنه بكبش وحلق رأسه، حلقه أبو هند (8)، وسماه يومئذ، وتصدق بوزن شعره على المساكين ورقاً (9)، وأخذوا شعره فجعلوه في الأرض مدفوناً، فتنافس فيه نساء الأنصار من ترضعه منهن، وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبي صلى الله عليه لما يعلمون من هواه فيها (10)، وكانت لرسول الله صلى الله عليه قطعة من غنم (11)
__________
(1) التيمي الطويل، تقدم.
(2) يوجد اثنان من شيوخ ابن زبالة بهذا الاسم هما: إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، وإسحاق بن إبراهيم بن بشير. (تهذيب الكمال 1/ق 593).
(3) عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري، تقدم.
(4) سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري، تقدم.
(5) أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة، صدوق، تقدم.
(6) مشربة أم إبراهيم معروفة بالعالية، وبئرها داخل مسجد المشربة الذي يقع الآن وسط مقبرة مسورة، وهو مهجور، وتبعد المشربة نحو ثلاثة كيلو متر عن المسجد النبوي من جهة الجنوب الشرقي منه. (العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر 426 - 428).
(7) في ابن كثير: السيرة النبوية 4/ 601: عقداً.
(8) أبو هند الأنصاري البياضي. (الإصابة 4/ 614 والاستيعاب بحاشية الإصابة 4/ 215).
(9) الورق: الفضة.
(10) قارن بابن سعد 8/ 212 من طريق آخر، وكذلك 1/ 134 - 135، وبالمنتخب من ذيل المذيل 617.
(11) في الأصل كلمة رسمها ((صار)) ولم أتبينها.


ترعى بالقف ولقاح بذي الجدر (1) تروح عليها، وكانت تؤتى بلبنها كل ليلة فتشرب منه وتسقي ابنها، فكان جسمها وجسم ابنها حسناً، فجاءت أم بردة بنت المنذر بن يزيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وزوجها (11 أ) البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، فكلمت رسول الله صلى الله عليه أن ترضع إبراهيم فأعطاها إياه، فكانت ترضعه بلبن ابنها، فكان عندهم في بني مازن بن النجار وترجع به إلى أمه مارية ويأتي رسول الله صلى الله عليه بيت أم بردة فيقيل عندها، ويؤتى بإبراهيم إليه (2)، وكان رسول الله صلى الله عليه يصله به، وأعطى أم بردة قطعة من نخل، فناقلت بها إلى مال عبد الله بن زمعة (3)، وتوفي إبراهيم في بني مازن عند أم بردة وهو ابن ثمانية عشر شهراً (4)، فقال رسول الله صلى الله عليه: "إن له مرضعة تتم رضاعه في الجنة" (5)، وغسلته أم بردة، وحمل من بيت أم بردة على سرير
__________
(1) ذو الجدر: مرعى على ستة أميال من المدينة بناحية قباء، كانت فيها لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم تروح عليه إلى أن أغير عليها وأخذت. (ياقوت: معجم البلدان، مادة ((جدر))).
(2) قارن بابن سعد 1/ 136 من قوله ((فتنافست)) ولكن من طريق آخر.
(3) عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد القرشي، صحابي مشهور، استشهد يوم الدار مع عثمان رضي الله عنه. (تهذيب التهذيب 1/ 416).
(4) في مصنف عبد الرزاق 7/ 494 ((ستة عشر شهراً)) وقال الحافظ ابن حجر: ((جزم الواقدي بأنه مات يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر))، وقال ابن حزم: مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر، واتفقوا على أنه وُلد في ذي الحجة سنة ثمان. (فتح الباري 3/ 174).
(5) حديث: ((إن لإبراهيم لمرضعا في الجنة)) بهذا المتن في صحيح البخاري من حديث البراء، (فتح الباري 3/ 174، 244)، وأخرجه من طريق آخر عبد الرزاق في المصنف 7/ 494.


صغير، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه بالبقيع، فقيل له: يا رسول الله أين ندفنه؟ قال: عند فرطنا (1) عثمان بن مظعون، وكان عثمان أول من دفن بالبقيع (2).
وتوفي رسول الله صلى الله عليه ومارية في ملكه، فعتقت فاعتدت ثلاث حيض بعده، وكانت في مشربتها ينفق عليها أبو بكر حتى توفي، ثم ولي عمر فكان يصنع مثل ذلك حتى توفيت في أول خلافة عمر لسنتين من خلافته في شهر رمضان، فرثى عمر يحشر الناس إلى شهودها، ثم حطوها من منزلها، حتى وضعوها ببقيع الغرقد ثم صلى عليها عمر وقبروها بالبقيع (3).
أبنا محمد أنبا الزبير ثني محمد بن حسن عن عبد الله بن وهب (4) عن ابن لهيعة (5) عن عمر مولى غفرة (6) أن رسول الله صلى الله عليه قال: (7) في أهل الذمة: أهل المدرة السوداء السحم الجعاد فإن لهم نسباً وصهراً، قال عمر مولى غفرة: نسبهم أنّ أم إسماعيل النبي منهم وصهرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسرَّ منهم.
قال ابن لهيعة: أم إسماعيل هاجر وهي أم العرب من (8) قرية كانت أمام الفَرَما (9)، وأم إبراهيم مارية سُرِّية النبي صلى الله عليه وسلم التي أهدى له المقوقس من حَفْن (10) من كورة أَنْصِنا (11).
__________
(1) الفَرَط: السابق.
(2) قارن بابن سعد 1/ 144 من قوله ((وأعطى أم بردة)) من طريق آخر مع تقديم وتأخير.
(3) قارن بالطبري: المنتخب من ذيل المذيل 618 من قوله ((ينفق عليها أبو بكر)) من طريق الواقدي.
(4) عبد الله بن وهب القرشي المصري، ثقة، تقدم.
(5) عبد الله بن لهيعة الحضرمي المصري، صدوق خلط بعد احتراق كتبه، تقدم.
(6) عمر بن عبد ا لله المدني، مولى غُفرة، ضُعِّف، وكان كثير الإرسال مات سنة خمس أو ست وأربعين. (تقريب التهذيب 2/ 59).
(7) في الأصل: قال الله.
(8) في الأصل: من أم العرب قرية.
(9) الفرما: مدينة في سيناء على ساحل البحر المتوسط.
(10) حَفْن: قرية من كورة أنصنا (ابن كثير: السيرة النبوية 4/ 600).
(11) في الأصل: نصبا، والتصويب من ياقوت، معجم البلدان.


أنبا محمد أنبا الزبير ثني محمد بن حسن عن محمد بن إسماعيل (1) عن عبد الله بن محمد (11 ب) بن عمر بن علي بن أبي طالب (2): أن إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه توفي، فخرج به، وخرج النبي صلى الله عليه يمشي أمام سريره، ثم جلس على قبره، ثم دلى في قبره فلما رآه رسول الله صلى الله عليه قد وضع في القبر دمعت عيناه، فلما رأى أصحابه ذلك بكوا حتى ارتفعت أصواتهم، فأقبل عليه أبو بكر فقال: يا رسول الله تبكي وأنت تنهانا عن البكاء؟ فقال النبي صلى الله عليه: "يا أبا بكر تدمع العين، ويوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب" قال: ثم دفن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل من أحد يأتينا بماء نطهر به قبر إبراهيم؟ قال: فأتي بماء فرش على قبر إبراهيم، ثم وضع يده اليمنى من عند رأسه ثم قال: ختمت عليك بالله من الشيطان الرجيم.
أبنا محمد أبنا الزبير ثني محمد بن حسن عن محمد بن إسماعيل (3) عن عبد الله بن محمد بن عمر (4) عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه رش على قبر إبراهيم ابنه، وختم عليه بيديه، وقال عند رأسه: السلام عليكم.
__________
(1) محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك، صدوق، تقدم.
(2) المدني، مقبول، مات في خلافة المنصور العباسي. (تقريب التهذيب 1/ 448).
(3) محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك، تقدم.
(4) عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، تقدم.