|
سيرة عمر بن عبد
العزيز تجنب عمرالإصلاح
بالظلم
وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز من لم يصلحه إِلَّا الغشم
فَلَا يصلح وَالله لَا أصلح النَّاس بِهَلَاك ديني
كِتَابه فِي إِقَامَة الْعدْل
وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِن اسْتَطَعْت أَن تكون فِي
الْعدْل والإصلاح وَالْإِحْسَان بِمَنْزِلَة من كَانَ قبلك
فِي الظُّلم والفجور والعدوان فافعل وَلَا حول وَلَا
قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
إصْلَاح عمر بن عبد الْعَزِيز بَين رجل وَعَمه
قَالَ وَجَاء رجل من أهل الْمشرق هُوَ وَابْن أَخ لَهُ
فاختصما عِنْد عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ بَيْنَمَا
الشَّيْخ يُرِيد الصِّلَة وَالصُّلْح إِذْ غضب فدعته نَفسه
إِلَى القطيعة فَنظر إِلَيْهِ عمر فَقَالَ مَا رَأَيْت
أحلى مِنْك وَلَا أَمر وَلَا أبعد وَلَا أقرب بَيْنَمَا
أَنْت تُرِيدُ الصِّلَة وَالصُّلْح دعتك نَفسك إِلَى
القطيعة وَالظُّلم وَله شاربان قد غطيا فَاه فَقَالَ يَا
مينا لحجام لَهُ أخرج هَذَا الشَّيْخ من الصَّفّ ثمَّ خُذ
لي من شَاربه ثمَّ ائْتِنِي بِهِ فَفعل فَقَالَ عمر هَذَا
أطيب وأنظف مَعَ الْفطْرَة هَلُمَّ إِلَى الصُّلْح أَيهَا
الشَّيْخ أَنْت وَابْن أَخِيك قَالَا نعم فَأصْلح ذَات
بَينهمَا فَرفع عمر يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء وَقَالَ
الْحَمد لله
كِتَابه إِلَى ولي عَهده يوصيه ويحذره
وَلما حضرت عمر بن عبد الْعَزِيز الْوَفَاة قيل لَهُ يَا
أَمِير الْمُؤمنِينَ اكْتُبْ إِلَى
(1/106)
يزِيد بن عبد الْملك توصيه وتخوفه فَقَالَ
وَالله إِنِّي لأعْلم أَنه من ولد مَرْوَان فَقَالَ لَهُ
رَجَاء بن حَيْوَة يكون حجَّة عَلَيْهِ وعذرا لَك عِنْد
الله ثمَّ أَمر كَاتبه أَن يكْتب إِلَيْهِ أما بعد مَا
يزِيد فَاتق الصرعة عِنْد الْغَفْلَة فَلَا تقال العثرة
وَلَا تقدر على الرّجْعَة وتترك مَا تتْرك لمن لَا يحمدك
وتنقلب إِلَى من لَا يعذرك وَالسَّلَام
كِتَابه إِلَى سَالم بن عبد الله يسْأَله فِيهِ أَن يكْتب
إِلَيْهِ سيرة عمر بن الْخطاب ليسير بهَا
وَذكر أَن عمر بن عبد الْعَزِيز كتب إِلَى سَالم بن عبد
الله بن عمر بن الْخطاب من عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى
سَالم بن عبد الله أما بعد فقد ابْتليت بِمَا ابْتليت بِهِ
من أَمر هَذِه الأمه من غير مُشَاورَة مني وَلَا إِرَادَة
يعلم الله ذَلِك فَإِذا أَتَاك كتابي فَاكْتُبْ إِلَيّ
بسيرة عمر بن الْخطاب فِي أهل الْقبْلَة وَأهل الْعَهْد
فَإِنِّي سَائِر بسيرته إِن الله أعانني على ذَلِك
وَالسَّلَام
جَوَاب سَالم لَهُ
فَكتب إِلَيْهِ سَالم من سَالم بن عبد الله إِلَى عمر بن
عبد الْعَزِيز أَمِير الْمُؤمنِينَ أما بعد فَإنَّك كتبت
إِلَيّ تَسْأَلنِي تذكر أَنَّك ابْتليت بِمَا ابْتليت بِهِ
من أَمر هَذِه الأمه من غير مُشَاورَة وَلَا إِرَادَة يعلم
الله ذَلِك تَسْأَلنِي أَن أكتب لَك بسيرة عمر وقضائه فِي
أهل الْقبْلَة وَأهل العهود وتزعم أَنَّك سَائِر بسيرته
إِن الله أعانك على ذَلِك وَإنَّك لست فِي زماني عمر وَلَا
فِي مثل رجال عمر فَأَما أهل الْعرَاق فليكونوا مِنْك
بمَكَان من لَا غنى بك عَنْهُم وَلَا مفقرة إِلَيْهِم
وَلَا يمنعك من نزع عَامل أَن تنزعه أَن تَقول لَا أجد من
يَكْفِينِي مثل عمله فَإنَّك إِذا كنت تنْزع لله وتستعمل
لله أتاح الله لَك أعوانا وأتاك بهم فَإِنَّمَا قدر عون
(1/107)
الله للعباد على قدر النيات فَمن تمت
نِيَّته تمّ عون الله لَهُ وَمن قصرت نِيَّته قصر عون الله
لَهُ وَالله الْمُسْتَعَان وَالسَّلَام
كتاب عمر إِلَى عَامله على الْيمن بشأن جباية الْخراج
وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى عُرْوَة بن مُحَمَّد أما
بعد فَإنَّك كتبت إِلَيّ تذكر أَنَّك قدمت الْيمن فَوجدت
على أَهلهَا ضريبة من الْخراج مَضْرُوبَة ثابته فِي
أَعْنَاقهم كالجزية يؤدونها على كل حَال إِن أخصبوا أَو
أجدبوا أَو حيوا أَو مَاتُوا فسبحان الله رب الْعَالمين
ثمَّ سُبْحَانَ الله رب الْعَالمين ثمَّ سُبْحَانَ الله رب
الْعَالمين إِذا أَتَاك كتابي هَذَا فدع مَا تنكره من
الْبَاطِل إِلَى مَا تعرفه من الْحق ثمَّ ائتنف الْحق
فاعمل بِهِ بَالغا بِي وَبِك مَا بلغ وَإِن أحَاط بمهج
أَنْفُسنَا وَإِن لم ترفع إِلَيّ من جَمِيع الْيمن إِلَّا
حفْنَة من كتم فقد علم الله أَنِّي بهَا مسرور إِذا كَانَت
مُوَافقَة للحق وَالسَّلَام
قطيعة عمر فِي الله وصلته فِي الله
قَالَ وَدخلت أم عمر بنت مَرْوَان وَهِي عمَّة عمر بن عبد
الْعَزِيز على عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَت حكم الله
بَيْننَا وَبَيْنك قطعت أَنْت عَنَّا أَشْيَاء كَانَ
يجريها غَيْرك علينا قَالَ يَا عمَّة لَوْلَا ذَلِك الحكم
لَكُنْت أوصلهم لَك
(1/108)
|