سيرة عمر بن عبد العزيز

كتاب عمر إِلَى بعض إخوانه وَكَانَ قد بلغه مَوته وَهُوَ حَيّ

وَبلغ عمر بن عبد الْعَزِيز أَن أَخا من إخوانه مَاتَ ثمَّ بلغه خلاف ذَلِك فَكتب إِلَيْهِ عمر أما بعد فقد بلغنَا خبر ريع لَهُ إخوانك ثمَّ أَتَانَا تَكْذِيب مَا بلغنَا من الرضح الأول فأنعم بذلك أَن يسرنَا وَإِن كَانَ السرُور بذلك وشيك الإنقطاع يتبعهُ عَن قَلِيل تَصْدِيق الْخَبَر الأول فَهَل أَنْت يَا عبد الله إِلَّا كَرجل ذاق الْمَوْت ثمَّ سَأَلَ الرّجْعَة فأسعف بطلبته فَهُوَ متأهب مبادر مصر فِي جهازه بِأَقَلّ مَا يسره من مَاله إِلَى دَار قراره لَا يرى أَن لَهُ من مَاله شَيْئا إِلَّا مَا قدم أَمَامه فَإِن المغبون فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة من اجْتمع لَهُ مَال قَلِيل أَو كثير ثمَّ

(1/111)


لم يكن لَهُ مِنْهُ شَيْء وَلم يزل اللَّيْل وَالنَّهَار سريعين فِي نَفاذ الْأَيَّام وطي الْآجَال وَنقض الْعُمر وَلَا يزَالَانِ على ذَلِك يفنيان ويبليان مَا مرا بِهِ هَيْهَات قد صحبا نوحًا وهودا وقرونا بَين ذَلِك كثيرا فأضحوا قد لَحِقُوا برَبهمْ ووردوا على أَعْمَالهم فَأصْبح اللَّيْل وَالنَّهَار غضين جديدين وَلم يبلهما أحد أفنياه وَلم يفنهما من مرا بِهِ ومستعدين لمن بَقِي بِمثل مَا أصابا بِهِ من مضى وَإنَّك الْيَوْم شرِيف نَاس كثير من ضربائك وقرنائك فَهَل أَنْت إِلَّا كَرجل قطعت أعضاؤه عضوا عضوا فَلم يبْق إلآ حشاشة نَفسه فَهُوَ ينْتَظر الدَّاعِي لَهَا صباحا وَمَسَاء فنستغفر الله لسيىء أَعمالنَا ونعوذ بِهِ من مقته إيانا على مَا نعظ بِهِ أَنْفُسنَا وَالسَّلَام
مناظرة عمر بن عبد الْعَزِيز أَصْحَاب شَوْذَب الحروري

وَبعث عمر بن عبد الْعَزِيز مُحَمَّد بن الزبير الْحَنْظَلِي إِلَى شَوْذَب الحروري وَأَصْحَابه حِين خَرجُوا بالجزيرة قَالَ فَكتب مَعنا إِلَيْهِم كتابا فأتيناهم فأبلغناهم رسَالَته وَكتابه فبعثوا مَعنا رجلَيْنِ مِنْهُم أَحدهمَا من بني شَيبَان وَالْآخر فِي حبشية وَهُوَ أَسد الرجلَيْن حجَّة وَلِسَانًا فقدمنا بهما إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ بخناصرة فصعدنا إِلَيْهِ فِي غرفَة مَعَه فِيهَا ابْنه عبد الْملك

(1/112)


وكاتبه مُزَاحم فأعلمناه مكانهما فَقَالَ ابحثوهما أَن لَا يكون مَعَهُمَا حَدِيدَة ثمَّ أدخلوهما فَفَعَلْنَا فَلَمَّا دخلا قَالَا السَّلَام عَلَيْكُم ثمَّ جلسا فَقَالَ لَهما عمر أخبراني مَا أخرجكما مخرجكما هَذَا وَأي شَيْء نقمتم علينا فَقَالَ الَّذِي فِي حبشية وَالله مَا نقمنا عَلَيْك فِي سيرتك فَإنَّك لتجري الْعدْل وَالْإِحْسَان وَلَكِن بَيْننَا وَبَيْنك أَمر إِن أعطيتناه فَأَنت منا وَنحن مِنْك وَإِن منعتنا فلست منا ولسنا مِنْك قَالَ عمر وَمَا هُوَ قَالَ رَأَيْتُك خَالَفت أَعمال أهل بَيْتك وسلكت غير طريقهم وسميتها مظالم فَإِن زعمت أَنَّك على هدى وهم على ضلال فابرأ مِنْهُم والعنهم فَهُوَ الَّذِي يجمع بَيْننَا وَبَيْنك أَو يفرق قَالَ فَتكلم عمر عِنْد ذَلِك فَقَالَ إِنِّي قد عرفت أَو ظَنَنْت أَنكُمْ لم تخْرجُوا لطلب الدُّنْيَا وَلَكِنَّكُمْ أردتم الْآخِرَة فأخطأتم سَبِيلهَا وَأَنا سَائِلكُمْ عَن أَمر فبالله لتصدقاني عَنهُ فِيمَا بلغه علمكما قَالَا نَفْعل قَالَ أَرَأَيْتُم أَبَا بكر وَعمر أليسا من أسلافكم وَمِمَّنْ تتولون وتشهدون لَهما بالنجاة قَالَا بلَى فَقَالَ هَل تعلمُونَ أَن الْعَرَب ارْتَدَّت بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَاتلهُمْ أَبُو بكر فسفك الدِّمَاء وسبى الذَّرَارِي وَأخذ الْأَمْوَال قَالَا قد كَانَ ذَلِك قَالَ فَهَل تعلمان أَن عمر لما قَامَ بعده رد تِلْكَ السبايا إِلَى عَشَائِرهمْ قَالَ قد كَانَ ذَلِك قَالَ فَهَل برِئ أَبُو بكر من عمر أَو عمر من أبي بكر قَالَا لَا قَالَ فَهَل تبرأون من وَاحِد مِنْهُمَا قَالَا لَا قَالَ أخبراني عَن أهل النهروان أَلَيْسُوا من أسلافكم وَمِمَّنْ تتولون وتشهدون لَهُم بالنجاة قَالَا بلَى قَالَ فَهَل تعلمُونَ أَن أهل الْكُوفَة حِين خَرجُوا إِلَيْهِم كفوا أَيْديهم فَلم يخيفوا آمنا وَلم يسفكوا دَمًا وَلم يَأْخُذُوا مَالا قَالَا قد كَانَ ذَلِك قَالَ فَهَل تعلمُونَ أَن أهل الْبَصْرَة حِين خَرجُوا إِلَيْهِم مَعَ

(1/113)


عبد الله بن وهب الرَّاسِبِي استعرضوا النَّاس فَقَتَلُوهُمْ وعرضوا لعبد الله بن خباب صَاحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَتَلُوهُ وَقتلُوا جَارِيَته ثمَّ صبحوا حَيا من الْعَرَب يُقَال لَهُم بَنو قطيعة فاستعرضوهم فَقتلُوا الرِّجَال وَالنِّسَاء والولدان حَتَّى جعلُوا يلقون الْأَطْفَال قي قدور الأقط وَهِي تَفُور بهم قَالَا قد كَانَ ذَلِك قَالَ فَهَل برِئ أهل الْكُوفَة من أهل الْبَصْرَة أَو أهل الْبَصْرَة من أهل الْكُوفَة قَالَا لَا قَالَ فَهَل تبرأون من طَائِفَة مِنْهُمَا قَالَا لَا قَالَ عمر أخبراني أَرَأَيْتُم الدّين وَاحِدًا أم اثْنَيْنِ قَالَا بل وَاحِد قَالَ فَهَل يَسَعكُمْ فِيهِ شَيْء يعجز عني قَالَا لَا قَالَ فَكيف وسعكم أَن توليتم أَبَا بكر وَعمر وَتَوَلَّى كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه وَقد اخْتلفت سيرتهما أم كَيفَ وسع أهل الْكُوفَة أَن توَلّوا أهل الْبَصْرَة وَأهل الْبَصْرَة أهل الْكُوفَة وَقد اخْتلفُوا وَكَيف وسعكم أَن توليتموهم جَمِيعًا وَقد اخْتلفُوا فِي أعظم الْأَشْيَاء فِي الدِّمَاء والفروج وَالْأَمْوَال وَلَا يسعني بزعمكما إِلَّا لعن أهل بَيْتِي والبراءة مِنْهُم فَإِن كَانَ لعن أهل الذُّنُوب فَرِيضَة مَفْرُوضَة لَا بُد مِنْهَا فَأَخْبرنِي عَنْك أَيهَا الْمُتَكَلّم مَتى عَهْدك بلعن أهل فوعون وَيُقَال بلعن هامان قَالَ مَا أذكر مَتى لعنته قَالَ وَيحك فيسعك ترك لعن فوعون وَلَا يسعني بزعمك إِلَّا لعن أهل بَيْتِي والبراءة مِنْهُم وَيحكم إِنَّكُم قوم جهال أردتم أمرا فأخطأتموه فَأنْتم تقبلون من النَّاس مَا رد عَلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتردون عَلَيْهِم مَا قبل مِنْهُم ويأمن عنْدكُمْ من خَافَ عِنْده وَيخَاف عنْدكُمْ من أَمن عِنْده قَالَا مَا نَحن كَذَلِك قَالَ بلَى تقرون بذلك الْآن هَل علمْتُم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث إِلَى النَّاس وهم عَبدة أوثان فَدَعَاهُمْ إِلَى أَن يخلعوا الْأَوْثَان وَأَن يشْهدُوا أَن لَا إِلَه إلاالله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول

(1/114)


الله فَمن فعل ذَلِك حقن دَمه وَأمن عِنْده وَكَانَ أُسْوَة الْمُسلمين وَمن أَبى ذَلِك جاهده قَالَا بلَى قَالَ أفلستم أَنْتُم الْيَوْم تبرأون مِمَّن يخلع الْأَوْثَان وَمِمَّنْ يشْهد أَن لَا إِلَه إلاالله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وتلعنونه وتقتلونه وتستحلون دَمه وتلقون من يَأْبَى ذَلِك من سَائِر الْأُمَم من الْيَهُود وَالنَّصَارَى فتحرمون دَمه ويأمن عنْدكُمْ فَقَالَ الَّذِي فِي حبشية مَا رَأَيْت حجَّة أبين وَلَا أقرب مأخذا من حجتك أما أَنا فَأشْهد أَنَّك على الْحق وأنني بَرِيء مِمَّن خالفك وَقَالَ للشيباني فَأَنت مَا تَقول قَالَ مَا أحسن مَا قلت وَأحسن مَا وصفت وَلَكِن أكره أَن افتات على الْمُسلمين بِأَمْر لَا أَدْرِي مَا حجتهم فِيهِ حَتَّى أرجع إِلَيْهِم فَلَعَلَّ عِنْدهم حجَّة لَا أعرفهَا قَالَ فَأَنت أعلم قَالَ فَأمر للحبشي بعطائه وَأقَام عِنْده خمس عشرَة لَيْلَة ثمَّ مَاتَ وَلحق الشَّيْبَانِيّ بقَوْمه فَقتل مَعَهم
حِكْمَة من كَلَام عمر

وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز الرِّضَا قَلِيل وَالصَّبْر معقل الْمُؤمن
إيثاره رَاحَة الرّعية على كل شَيْء

وَخرج عمر بن عبد الْعَزِيز يَوْمًا فِي ولَايَته الْخلَافَة بِالشَّام فَركب هُوَ ومزاحم وَكَانَ كثيرا مَا يركب فَيلقى الركْبَان يتجسس الْأَخْبَار عَن الْقرى فلقيهما رَاكب من أهل الْمَدِينَة وسألاه عَن النَّاس وَمَا وَرَاءه وَهُوَ الْأَمر الَّذِي خرجا من أَجله فَقَالَ لَهما إِن شئتما جمعت لَكمَا خبري وَإِن شئتما بعضته

(1/115)


تبعيضا فَقَالَا بل أجمعه فَقَالَ إِنِّي تركت الْمَدِينَة والظالم بهَا مقهور والمظلوم بهَا مَنْصُور والغني موفور والعائل مجبور فسر بذلك عمر وَقَالَ وَالله لِأَن تكون الْبلدَانِ كلهَا على هَذِه الصّفة أحب إِلَيّ مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس
رَأْي عمر فِي المَال الَّذِي أنفقهُ سُلَيْمَان فِي الْمَدِينَة

وَقدم سُلَيْمَان بن عبد الْملك الْمَدِينَة فَأعْطى بهَا مَالا عَظِيما فَقَالَ لعمر بن عبد الْعَزِيز كَيفَ رَأَيْت مَا فعلنَا يَا أَبَا حَفْص قَالَ رَأَيْتُك زِدْت أهل الْغنى غنى وَتركت أهل الْفقر بفقرهم
رَأْيه فِيمَن سبّ الْخَلِيفَة

وشاور سُلَيْمَان بن عبد الْملك عمر بن عبد الْعَزِيز فِي رجل سبّ سُلَيْمَان فَقَالَ مَا ترى فِيهِ فَقَالَ من حوله اكْتُبْ بِضَرْب عُنُقه وَعمر بن عبد الْعَزِيز سَاكِت فَقَالَ مَا لَك لَا تَتَكَلَّم يَا عمر فَقَالَ أما إِذا سَأَلتنِي فَلَا أعلم سبة أحلّت دم مُسلم إلاسبة نَبِي قَالَ فَقَامُوا وَقَامَ فَقَالَ سُلَيْمَان لله بلادك يَا عمر لَو قرشي طبخت فِي مرقته لأنضجتها
خطْبَة عمر فِي فِي التَّذْكِير بِالْمَوْتِ وحبه الْمُسَاوَاة بالرعية

وخطب النَّاس عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس ثمَّ خنقته الْعبْرَة ثمَّ سكت فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس ثمَّ خنقته الْعبْرَة فَسكت ثمَّ قَالَ يَا أَيهَا النَّاس إِن امْرَءًا أصبح لَيْسَ بَينه وَبَين آدم أَب حَيّ لمعرق لَهُ فِي الْمَوْت أَيهَا

(1/116)


النَّاس أَلا ترَوْنَ أَنكُمْ فِي أسلاب الهالكين وَفِي بيُوت الميتين وَفِي دور الظاعنين جيرانا كَانُوا مَعكُمْ بالْأَمْس أَصْبحُوا فِي دور خامدين بَين آمن روحه إِلَى يَوْم القياممة وَبَين معذب روحه إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ تحملونه على أَعْنَاقكُم ثمَّ تضعونه فِي بطن من الأَرْض بعد غضارة من الْعَيْش وتلذذ فِي الدُّنْيَا فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون ثمَّ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون أم وَالله لَوَدِدْت أَنه بديء بِي وبلحمتي الَّتِي أَنا مِنْهَا حَتَّى يَسْتَوِي عيشنا وعيشكم أم وَالله لَو أردْت غير هَذَا من الْكَلَام لَكَانَ اللِّسَان بِهِ مني منبسطا ولكنت بأسبابه عَارِفًا ثمَّ وضع طرف رِدَائه على وَجهه فَبكى وَبكى النَّاس مَعَه
جَوَابه إِلَى الْقرظِيّ فِي الموزنة بَين الموعظة وَالصَّدَََقَة

وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى الْقرظِيّ أما بعد فقد بَلغنِي كتابك تعظني وتذكر مَا هُوَ لي حَظّ وَعَلَيْك حق وَقد أصبت بذلك أفضل الْأجر إِن الموعظة كالصدقة بل هِيَ أعظم أجرا وَأبقى نفعا وَأحسن ذخْرا وَأوجب على المرءالمؤمن حَقًا لكلمة يعظ بهَا الرجل الْمُؤمن أَخَاهُ لِيَزْدَادَ بهَا فِي هدى رَغْبَة خير من مَال يتَصَدَّق بِهِ عَلَيْهِ وَإِن كَانَ بِهِ إِلَيْهِ حَاجَة وَلما يدْرك أَخُوك بموعظتك من الْهدى خير مِمَّا ينَال بصدقتك من الدُّنْيَا وَلِأَن ينجو رجل بموعظتك من هلكة خير من أَن ينجو بصدقتك من فقر فعظ من تعظه لقَضَاء حق عَلَيْك وَاسْتعْمل كَذَلِك نَفسك حِين تعظ وَكن كالطيب المجرب الْعَالم الَّذِي قد علم أَنه إِذا وضع الدَّوَاء حَيْثُ لَا يَنْبَغِي أعنته وأعنت نَفسه وَإِذا أمْسكهُ من حَيْثُ يَنْبَغِي جهل وأثم وَإِذا أَرَادَ أَن يداوي مَجْنُونا لم يداوه وَهُوَ مُرْسل حَتَّى يستوثق مِنْهُ ويوثق لَهُ خشيَة أَن لَا يبلغ مِنْهُ من الْخَيْر مَا يَتَّقِي مِنْهُ من الشَّرّ وَكَانَ طبه

(1/117)


وتجربته مفتاج عمله وَاعْلَم أَنه لم يَجْعَل الْمِفْتَاح على الْبَاب لكيما يغلق فَلَا يفتح اَوْ ليفتح فَلَا يغلق وَلَكِن ليغلق فِي حِينه وَيفتح فِي حِينه وَالسَّلَام
حثه على الْعلم وَحب الْعلمَاء

وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز إِن اسْتَطَعْت فَكُن عَالما فَإِن لم تستطع فَكُن متعلما فَإِن لم تستطع فأحبهم فَإِن لم تستطع فَلَا تبغضهم وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز لقد جعل الله لَهُ مخرجا إِن قبل