إيجاز البيان عن معاني القرآن

ومن سورة المؤمن
في الحديث «5» : «مثل الحواميم في القرآن مثل الحبرات في الثياب» .
3 وَقابِلِ التَّوْبِ: جمع «توبة» ك «دومة» ودوم، و «عومة» وعوم. أو
__________
(1) ينظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 364، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 23، وزاد المسير:
7/ 199، والمحرر الوجيز: 12/ 571، وتفسير القرطبي: 15/ 285.
(2) هذا قول أكثر المفسرين كما في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 384، وتفسير الطبري:
24/ 37، ومعاني القرآن للزجاج، 4/ 364، وتفسير الماوردي: 3/ 476، وتفسير القرطبي: 15/ 287.
(3) عن تفسير الماوردي: 3/ 476.
(4) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 192، وتفسير الطبري: 24/ 37، ومعاني الزجاج:
4/ 463.
(5) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 365 مرفوعا، وكذا القرطبي في تفسيره: 15/ 288، وعزاه إلى الثعلبي.
وهو أيضا في المحرر الوجيز: 14/ 111 (ط. المغرب) ، والبحر المحيط: 7/ 446.
والحبرات جمع حبرة: ضرب من برود اليمن، والحبير من البرود ما كان موشيا مخططا.
النهاية لابن الأثير: 1/ 328، واللسان: 4/ 159 (حبر) . [.....]

(2/723)


وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14) رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15)

مصدر مثل «توبة «1» .
ذِي الطَّوْلِ: ذي الإنعام الطويل مدّته «2» .
وَالْأَحْزابُ: عاد وثمود «3» .
6 وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ: أي: على مشركي العرب كما حقّت على من قبلهم.
أَنَّهُمْ: بدل من كَلِمَةُ.
7 وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً: هذا مما نقل فيه الفعل إلى الموصوف مبالغة، نحو: طبت به نفسا، والتقدير: وسعت رحمتك وعلمك كلّ شيء.
10 لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ: حين يقول أهل النّار: مقتنا أنفسنا، وهي لام الابتداء «4» ، أو لام القسم «5» .
15 يُلْقِي الرُّوحَ: الوحي الذي يحيي به القلوب، أو يرسل جبريل.
يَوْمَ التَّلاقِ: يوم يتلقى «6» الأولون والآخرون «7» . أو يتلقى أهل
__________
(1) معاني القرآن للأخفش: 2/ 674، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 26، والمحرر الوجيز:
14/ 113.
(2) تفسير القرطبي: 15/ 291، واللسان: 11/ 414 (طول) .
(3) ينظر تفسير الطبري: 24/ 42، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 366، والكشاف: 3/ 415، وتفسير القرطبي: 15/ 293.
(4) هذا قول الأخفش في معانيه: 2/ 675، ونص كلامه: «فهذه اللام هي لام الابتداء، كأنه:
ينادون يقال لهم، لأن النداء قول، ومثله في الإعراب، يقال: لزيد أفضل من عمرو» .
وحكى الطبري هذا القول في تفسيره: 24/ 47 عن البصريين.
وانظر إعراب القرآن للنحاس: 4/ 27، وتفسير القرطبي: 15/ 296.
(5) اختاره الطبري في تفسيره: 24/ 47.
(6) في «ج» : يلتقي.
(7) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 482، وقال: «وهو معنى قول ابن عباس» .
وانظر هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما في زاد المسير: 7/ 211، وتفسير القرطبي: 15/ 300.

(2/724)


يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18)

السماء والأرض «1» ، أو يلقى فيه المرء عمله «2» .
16 لِمَنِ الْمُلْكُ: يقوله بين النّفختين «3» ، أو في القيامة «4» فيجيب الخلائق: لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ.
18 يَوْمَ الْآزِفَةِ: القيامة «5» ، أو يوم الموت «6» الذي هو قريب.
إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ: تلصق بالحنجرة لا ترجع ولا تخرج فيستراح.
كاظِمِينَ: ساكتين «7» / مغتمين، حال محمولة على المعنى إذ [85/ ب]
__________
(1) ورد هذا القول في أثر أخرجه عبد الرازق في تفسيره: 2/ 180 عن قتادة، وأخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 50 عن قتادة، والسدي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 279، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة.
(2) ذكره البغوي في تفسيره: 4/ 94 دون عزو، وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز:
14/ 123.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 211، وقال: «حكاه الثعلبي» .
وذكر القرطبي في تفسيره: 15/ 300 الأقوال السابقة وقال: «وكله صحيح المعنى» .
(3) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 483 عن محمد بن كعب القرظي.
(4) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 483، وابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 212 وقال الماوردي رحمه الله: «وفي المجيب عن هذا السؤال قولان:
أحدهما: أن الله هو المجيب لنفسه وقد سكت الخلائق لقوله، فيقول: لله الواحد القهار.
قاله عطاء.
الثاني: أن الخلائق كلهم يجيبه من المؤمنين والكافرين، فيقولون: لله الواحد القهار. قاله ابن جريج» .
(5) وهو قول الجمهور كما في زاد المسير: 7/ 212.
وأخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 52 عن مجاهد، وقتادة، والسدي، وابن زيد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 281، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد.
(6) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 483 عن قطرب، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير:
7/ 212.
(7) المفردات للراغب: 432، واللسان: 12/ 520 (كظم) . [.....]

(2/725)


وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)

الكاظمون أصحاب القلوب «1» .
28 يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ: هذا باب من النظر يذهب فيه إلى إلزام الحجة بأيسر الأمر، وليس فيه نفي الكلّ. قال الشاعر- وهو النّابغة «2» -:
قد يدرك المتأنّي بعض حاجته ... وقد يكون من المستعجل الزّلل
فكان مؤمن آل فرعون- وهو حزبيل «3» -، وكان لفرعون بمنزلة وليّ العهد قال: أقل ما يكون في صدقه: أن يصيبكم بعض الذي يعدكم، وفي بعض ذلك هلاككم.
19 خائِنَةَ الْأَعْيُنِ: هو مسارقة النّظر «4» ، أو النظر إلى ما نهي عنه «5» ، أي: يعلم الأعين الخائنة.
46 يُعْرَضُونَ: تجلد «6» جلودهم في النّار غدوة وعشيا بهذه المقادير من ساعات الدنيا.
قال الحسن «7» : وجميع أهل النّار تعرض أرواحهم على النّار غير
__________
(1) معاني القرآن للزجاج: 4/ 369، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 29، والتبيان للعكبري: 2/ 1117.
(2) كذا في الأصل ولم يرد اسمه في نسخة (ك) ، والصحيح أنه القطامي والبيت في ديوانه: 2 من قصيدة طويلة، وبعده:
والناس من يلق خيرا قائلون له ... ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل
(3) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 485 عن الكلبي، وعزاه البغوي في تفسيره: 4/ 96 إلى ابن عباس رضي الله عنهما وأكثر العلماء.
وقيل في اسمه: «شمعان» بالشين المعجمة، قال السهيلي في التعريف والإعلام: 151:
«وهو أصح ما قيل فيه» .
وانظر الاختلاف فيه في زاد المسير: 7/ 217، وتفسير القرطبي: 15/ 306.
(4) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 484 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وذكره البغوي في تفسيره: 4/ 95 دون عزو.
(5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 24/ 54 عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 282 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد أيضا.
(6) في «ج» : تجدد.
(7) لم أقف على تخريج هذا الأثر.

(2/726)


مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74)

أنّ لأرواح آل فرعون من الألم والعذاب ما ليس لغيرهم، وكذلك أرواح المؤمنين يغدا بها ويراح على أرزاقها في الجنّة، غير أنّ لأرواح الشّهداء من السّرور واللّذة ما ليس لغيرهم، فاستدلّ بهذا من قوله على أنه يذهب إلى أنّ الأرواح أجسام.
74 بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً: ليس بإنكار، إذ لا يكذبون في تلك النّار، ولكنه كقولك: ما صنعت شيئا ولم أك في شيء.

سورة حم السجدة
4 لا يَسْمَعُونَ: لا يقبلون «1» .
9 خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ: ثم قال: فِي أَرْبَعَةِ: أي: الإكمال والإتمام في «أربعة» .
8 سَواءً: مصدر، أي: استوت سواء «2» ، ورفعه «3» على تقدير: فهي سواء.
لِلسَّائِلِينَ: معلّق بقوله: وَقَدَّرَ لأنّ كلّا يسأل الرزق «4» .
8 مَمْنُونٍ: منقوص «5» .
12 فَقَضاهُنَّ: أحكم خلقهنّ «6» .
__________
(1) أي: لا يسمعون سماع قبول.
(2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 196، ومعاني الزجاج: 4/ 381، وإعراب القرآن للنحاس:
4/ 50.
(3) وهي قراءة أبي جعفر كما في تفسير الطبري: 24/ 98، والبحر المحيط: 7/ 486، والنشر: 3/ 288.
(4) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 381.
(5) تفسير الطبري: 24/ 93، والمفردات للراغب: 474.
(6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 288، ومعاني الزجاج: 4/ 381، وتفسير الماوردي:
3/ 498.

(2/727)


ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21)

11 أَتَيْنا طائِعِينَ: لم يمتنع عليه كونهما وكانتا كما أراد، وجمع العقلاء لأنّ الخبر عنهما وعمّن يكون فيهما من العباد المؤمنين.
ريح صرصر «1» : باردة «2» .
16 نَحِساتٍ: صفة مثل: حذر وفزع «3» .
ونَحِساتٍ: ساكنه الحاء «4» مصدر وجمعه لاختلاف أنواعه ومرّاته، أو نحسات هي الباردات «5» ، والنّحس: البرد «6» .
17 صاعِقَةُ: صيحة جبريل «7» عليه السّلام.
[86/ أم] 20 حَتَّى إِذا ما جاؤُها: «ما» بعد/ «إذا» تفيد معنى «قد» في تحقيق الفعل «8» .
19 يُوزَعُونَ: يدفعون «9» .
21 وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ: كناية عن الفروج «10» .
__________
(1) في قوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ ... [آية: 16] . [.....]
(2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 24/ 102 عن قتادة، والضحاك، والسدي.
(3) الكشاف: 3/ 449، والبحر المحيط: 7/ 490.
(4) قراءة نافع، وأبي عمرو، وابن كثير كما في السبعة لابن مجاهد: 576، والتبصرة لمكي:
319، والتيسير: 193.
(5) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 499 عن النقاش، وكذا القرطبي في تفسيره:
15/ 348.
(6) اللسان: 6/ 227 (نحس) .
(7) ينظر هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 219، وتفسير البغوي: 2/ 391، وتفسير القرطبي: 9/ 61.
(8) ذكر المؤلف- رحمه الله- هذا القول في وضح البرهان: 2/ 267 عن المغربي، والعبارة هناك: «ما إذا جاءت بعد إذا أفاد معنى «قد» في تحقيق وقوع الفعل الماضي» .
(9) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 197، وتفسير البغوي: 4/ 112، وتفسير القرطبي:
15/ 350.
(10) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 16، وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 389، والزجاج في معانيه: 4/ 382، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 500 عن ابن زيد.
وعزاه البغوي في تفسيره: 4/ 112 إلى السدي وجماعة.
وضعف الطبري هذا القول في تفسيره: 24/ 106.

(2/728)


وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29)

25 وَقَيَّضْنا: خلينا «1» ، يقال: هذا قيض لهذا وقيّاض، أي: مساو، وقضني به وقايضني: بادلني «2» .
ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ: زيّنوا لهم الدنيا، وَما خَلْفَهُمْ: أنسوهم أمر الآخرة «3» أو هو دعاؤهم: أن لا بعث ولا جزاء «4» .
وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ: بمصيرهم إلى العذاب الذي أخبروا به.
26 وَالْغَوْا فِيهِ: لغا يلغو [لغوا] «5» ولغى يلغي لغا: إذا خلط الكلام «6» .
وقيل: لغى تكلم فقط «7» ، واللّغة [محذوفة اللام] «8» «فعلة» منه، أي:
تكلموا فيه بالرد.
ولا تَسْمَعُوا: لا تقبلوا.
29 أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا: إبليس وقابيل سنّا الفساد وبدءا به «9» .
__________
(1) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 501 عن ابن عيسى.
(2) ينظر تفسير القرطبي: 15/ 354، واللسان: 7/ 225 (قيض) .
(3) تفسير الطبري: 24/ 111، وتفسير الماوردي: 3/ 501.
(4) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 501 عن الكلبي.
(5) عن نسخة «ج» . [.....]
(6) معاني القرآن للزجاج: 4/ 384، والمفردات للراغب: 451، واللسان: 15/ 251 (لغا) .
(7) اللسان: 15/ 251 (لغا) .
(8) عن نسخة «ج» .
(9) ورد هذا القول في أثر أخرجه عبد الرازق في تفسيره: 2/ 186، والطبري في تفسيره:
(24/ 113- 114) عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وعن قتادة.
وأخرجه- أيضا- الحاكم في المستدرك: 2/ 440، كتاب التفسير، عن علي رضي الله عنه، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.
ونقله القرطبي في تفسيره: 15/ 357 عن ابن عباس، وابن مسعود وغيرهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 321، وزاد نسبته إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن علي رضي الله عنه.
قال السهيلي في التعريف والإعلام: 152: «ويشهد لهذا القول الحديث المرفوع: «ما من مسلم يقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من ذنبه، لأنه أول من سن القتل» اه.
الحديث أخرجه البخاري في صحيحه: 4/ 104، كتاب الأنبياء، باب «خلق آدم وذريته» .
ومسلم في صحيحه: 3/ 1304، كتاب القسامة، باب «بيان إثم من سن القتل» عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وضعف ابن عطية في المحرر الوجيز: (14/ 181، 182) القول الذي ذكره المؤلف، لأن ولد آدم مؤمن وعاص، وهؤلاء إنما طلبوا المضلين بالكفر المؤدي إلى الخلود من النوعين ...
وقال: «ولفظ الآية يزحم هذا التأويل، لأنه يقتضي أن الكفرة إنما طلبوا اللذين أضلا» .
وقال أبو حيان في البحر المحيط: 7/ 495: «والظاهر أن «اللذين» يراد بهما الجنس، أي: كل مغو من هذين النوعين» اه.

(2/729)


إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)

30 ثُمَّ اسْتَقامُوا: جمعت «1» جميع الخيرات.
ُمُ الْبُشْرى
: يبشّرون في ثلاثة مواضع: عند الموت، وفي القبر، ويوم البعث «2» .
34 وادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: التبسّم عند اللقاء، والابتداء بالسّلام.
35 وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا: أي: دفع السّيئة بالحسنة.
36 يَنْزَغَنَّكَ: يصرفنّك عن الاحتمال.
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ: من شرّه وامض على علمك «3» .
37 الَّذِي خَلَقَهُنَّ: غلب تأنيث اسم الشّمس تذكير غيرها لأنّها أعظم.
أو يرجع على معنى الآيات، إذ قال: ومن آياته هذه الأشياء «4» .
__________
(1) في «ج» : جمعوا.
(2) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 503.
(3) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 387، وفيه: «وامض على حلمك» .
(4) الكشاف: 3/ 454، والبحر المحيط: 7/ 498.

(2/730)


وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)

39 خاشِعَةً: غبراء متهشمة «1» .
وَرَبَتْ: عظمت، ويقرأ «2» : وربأت لأنّ النّبت إذا همّ أن يظهر ارتفعت له الأرض «3» .
40 يُلْحِدُونَ: يميلون عن الحق في أدلّتنا.
42 مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ: لا يبطله شيء مما وجد قبله أو معه ولا يوجد بعده «4» .
وقيل «5» : لا في إخباره عمّا تقدم ولا عمّا تأخر.
44 ءَ أَعْجَمِيٌّ: أي: لو جعلناه أعجميا لقالوا: كتاب أعجميّ وقوم عرب.
والأعجميّ الذي لا يفصح ولو كان عربيا، والعجمي من العجم ولو تفاصح بالعربية «6» .
يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ: لقلة أفهامهم، أو لبعد إجابتهم.
48 مِنْ مَحِيصٍ: من محيد «7» .
47 آذَنَّاكَ: أعلمناك «8» .
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ: كلّ من سئل عنها قال: الله أعلم.
__________
(1) تفسير الطبري: 24/ 122، ومعاني الزجاج: 4/ 387، وتفسير البغوي: 4/ 116.
(2) هذه قراءة أبي جعفر من القراء العشرة.
النشر: 3/ 289، وإتحاف فضلاء البشر: 2/ 444.
(3) عن معاني الزجاج: 4/ 388، وانظر إعراب القرآن للنحاس: 4/ 63.
(4) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 388، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 507 عن قتادة.
(5) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 507 عن ابن جريج، وكذا القرطبي في تفسيره: 15/ 367 وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 262 دون عزو.
(6) معاني القرآن للزجاج: 4/ 389، واللسان: 12/ 387 (عجم) . [.....]
(7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 198، والمفردات للراغب: 136.
(8) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 390، وتفسير الطبري: 25/ 2، ومعاني الزجاج: 4/ 391.

(2/731)


سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)

ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ: يشهد أن لك شريكا «1» ، أو شهيد لهم «2» .
ذو دعاء عريض «3» : كلّ عرض له طول، فقد تضمّن المعنيين، ولأنه [86/ ب] على مجانسة صدر/ الآية أَعْرَضَ «4» .
53 وَفِي أَنْفُسِهِمْ: بالأمراض والأسقام «5» .
وفِي الْآفاقِ: بالصّواعق «6» ، وقيل «7» : في ظهور مثل الكواكب ذوات الذوائب.
وقيل «8» : فِي الْآفاقِ: بفتح أقطار الأرض، وَفِي أَنْفُسِهِمْ بفتح مكة.