إيجاز البيان عن
معاني القرآن سورة الحاقة
1 الْحَاقَّةُ فاعلة من «الحق» ، وهي القيامة التي يحقّ فيها
الأمر.
3 وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ إذ لم تعاين أهوالها. أو لم
يكن هذا الاسم في لسانهم.
4 بِالْقارِعَةِ: بالقيامة لأنها تقرع القلوب مخافة. وقوارع
القرآن هي قوارع الشّيطان وزواجره.
5 بِالطَّاغِيَةِ: بالصّيحة العظيمة «6» ، [كقوله] «7» : طَغَى
الْماءُ،
__________
(1) ينظر تفسير الطبري: 29/ 43.
(2) في الأصل «اطلنا» ، والزيادة من «ك» و «ج» والعبارة هناك:
«نستدرج أعمارهم وإن أطلناها إلى عقابهم» .
(3) اللسان: 2/ 268، وتاج العروس: 5/ 560 (درج) .
(4) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 178، ونقله ابن الجوزي في زاد
المسير: 8/ 342 عن قتادة، وانظر تفسير القرطبي: 18/ 253.
(5) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 288 عن ابن بحر، وانظر
المفردات للراغب: 432، وتفسير القرطبي: 18/ 253. [.....]
(6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 29/ 49 عن قتادة، وهو
اختيار الطبري.
(7) في الأصل و «ج» : «كقولك» ، والمثبت في النص عن «ك» .
(2/832)
سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ
سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى
الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ
خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) وَجَاءَ
فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ
(9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً
رَابِيَةً (10) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ
فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً
وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12)
أي: عظم ارتفاعه وجاوز حدّه.
7 حُسُوماً: متتابعة، جمع «حاسم» ، من «حسم» الكي، إذا تابعت
عليه بالمكواة «1» .
وقيل «2» : قاطعة آثارهم، فالتقدير: تحسمهم حسما.
خاوِيَةٍ: ساقطة «3» . خوى النّجم: سقط في المغرب «4» .
8 مِنْ باقِيَةٍ: «بقاء» مصدر «5» . أو من نفس باقية «6» .
9 وَمَنْ قَبْلَهُ: من يليه من أهل دينه «7» ، ونصبه على ظرف
المكان.
وَالْمُؤْتَفِكاتُ: المنقلبات بالخسف «8» .
10 رابِيَةً: زائدة.
12 وَتَعِيَها
أي: حملناكم في السّفينة لأن نجعلها لكم تذكرة ولأن تعيها فلما
توالت الحركات اختلست حركة العين «9» .
__________
(1) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 180، واختيار الطبري في
تفسيره: 29/ 50.
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 267، وتفسير غريب القرآن
لابن قتيبة: 483.
(2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (29/ 51، 52) عن ابن
زيد.
ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 292 عن ابن زيد، وكذا ابن الجوزي
في زاد المسير:
8/ 347، والقرطبي في تفسيره: 18/ 259.
(3) تفسير الماوردي: 4/ 292 عن السدي.
(4) في المفردات للراغب: 163: «خوى النجم وأخوى إذا لم يكن منه
عند سقوطه مطر ... » .
(5) في «ك» : مصدر بمعنى البقاء.
وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 180، وتفسير الطبري: 29/ 52،
وتفسير القرطبي:
18/ 261، والبحر المحيط: 8/ 321.
(6) نص هذا القول في تفسير البغوي: 4/ 386، وذكره- أيضا-
الزمخشري في الكشاف:
4/ 150، والقرطبي في تفسيره: 18/ 261.
(7) ورد هذا المعنى على قراءة أبي عمرو، والكسائي بكسر القاف
وفتح الباء.
ينظر السبعة لابن مجاهد: 648، والتيسير للداني: 213.
وزاد المسير: 8/ 347، وتفسير القرطبي: 18/ 261، والبحر المحيط:
8/ 321.
(8) ينظر هذا المعنى فيما سبق ص: (775) .
(9) في وضح البرهان: 2/ 431: «فلما توالت الحركات اختلست حركة
العين، وجعلت بين الحركة والإسكان» .
(2/833)
وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ
وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ
وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ
يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا
وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ
(17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ
(18) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ
هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19)
14 فَدُكَّتا: بسطتا بسطة واحدة، ومنه
الدّكّان، واندكّ سنام البعير: إذا انفرش في ظهره «1» .
16 واهِيَةٌ: ضعيفة لا تستمسك فصار الملك في نواحيها ثمانية
صفوف أو ثمانية أصناف «2» .
18 لا يخفى «3» منكم خافية لا يستر شيء مما تسرّون.
وفي خطبة عمر رضي الله عنه «4» : «حاسبوا أنفسكم قبل أن
تحاسبوا 101/ ب] وزنوا أعمالكم/ قبل أن توزنوا، وأعدّوا للعرض
الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية» .
وفي خطبة الحجاج «5» : امرؤ زود نفسه، امرؤ لم يأتمن نفسه على
نفسه، امرؤ يجد نفسه عدوه، امرؤ كان له من قلبه «6» مدّكر
وزاجر يأخذ بعنان عمله فينظر حاله يوم يعرض على ربه، امرؤ نظر
إلى ميزانه وحاسب نفسه قبل أن يكون حسابه إلى غيره.
19 هاؤُمُ اقْرَؤُا: خذوا. تقول للمذكّر هاء بالفتح، وهاؤما
وهاؤم.
وللمرأة هاء- بالكسر- وهاؤما وهاؤنّ «7» .
__________
(1) ينظر المفردات للراغب: 171، وتفسير القرطبي: 18/ 265،
واللسان: 10/ 425 (دكك) .
(2) تفسير الطبري: (29/ 57، 58) ، وتفسير الماوردي: 4/ 295،
وزاد المسير: 8/ 350، وتفسير القرطبي: (18/ 265، 266) .
(3) كذا في الأصل: (يخفى) بالياء، وهي قراءة حمزة، والكسائي
كما في السبعة لابن مجاهد:
648، والتبصرة لمكي: 358، والتيسير للداني: 213. [.....]
(4) وردت هذه الخطبة في أثر أخرجه ابن المبارك في الزهد: 103
رقم (306) .
وأخرجه- أيضا- أبو نعيم في الحلية: 1/ 52.
وانظر هذه الخطبة في البداية والنهاية: 9/ 130.
(5) ينظر هذه الخطبة في البداية والنهاية: 9/ 130.
(6) في «ك» : «قبله» .
(7) قال الزجاج في معانيه: 5/ 217: «هاؤم: أمر للجماعة بمنزلة
هاكم، تقول للواحد: هاء يا رجل، وللاثنين: هاؤما يا رجلان،
وللثلاثة: هاؤم يا رجال، وللمرأة: هاء يا امرأة- بكسر الهمزة-
وللاثنين: هاؤما، وللجماعة: النساء هاؤنّ» .
وانظر تفسير القرطبي: 18/ 269، واللسان: 12/ 625 (هوم) .
(2/834)
إِنِّي ظَنَنْتُ
أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
(21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23)
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي
الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ
كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ
كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا
لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي
مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ
فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي
سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)
إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا
يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ
الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ
غِسْلِينٍ (36)
20 ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ: ظننت أنّ الله
يؤاخذني فعفا عني.
21 عِيشَةٍ راضِيَةٍ: ذات رضا، ك «ليل نائم» ، و «ماء دافق» ،
و «امرأة طامث، وحامل، وطالق» «1» .
27 كانَتِ الْقاضِيَةَ: موتة لا بعث بعدها، وفي الحديث «2» :
«تمنّوا الموت ولم يكن في الدنيا شيء أكره منه عندهم» .
29 سُلْطانِيَهْ: ما كان من تسليط على نفسه «3» .
32 سَبْعُونَ ذِراعاً ابن عباس «4» : «العرب تفخّم من العدد
السّبعة والسّبعين» .
35 حَمِيمٌ: صديق، وهو من إذا أصابك مكروه احترق لك «5» .
36 غِسْلِينٍ: بوزن «فعلين» غسالة جروحهم «6» . والنار دركات
فمن أهل النار من ليس له طعام إلّا من ضريع، ومنهم من طعامه
غسلين، وآخرون طعامهم الزّقوم.
__________
(1) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 182، ومجاز القرآن لأبي
عبيدة: 2/ 268.
(2) أخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 62 عن قتادة، ونقله الماوردي
في تفسيره: 4/ 298، والبغوي في تفسيره: 4/ 389 عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 273، وعزا إخراجه إلى عبد
بن حميد عن قتادة رحمه الله تعالى.
(3) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: 4/ 298 عن قتادة، ونص كلامه:
«سلطانه الذي تسلط به على بدنه حتى أقدم على معصيته» .
(4) لم أقف على هذا القول المنسوب إلى ابن عباس رضي الله
عنهما.
(5) ينظر المفردات للراغب: 130، وتفسير القرطبي: 18/ 273.
(6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 484، وتفسير الطبري: 29/
65، ومعاني الزجاج:
5/ 218، والمفردات للراغب: 361، واللسان: 11/ 495 (غسل) .
(2/835)
إِنَّهُ لَقَوْلُ
رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا
مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا
تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44)
لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا
مِنْهُ الْوَتِينَ (46)
40 إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ تلاوة محمد
«1» عليه السّلام.
41 بِقَوْلِ شاعِرٍ إذ الغالب في الشعر أن يدعو [إلى الهوى]
«2» .
وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ وهو السّجع المتكلف باتّباع المعنى له
ليشاكل المقاطع.
وموجب الحكمة أن يتّبع اللّفظ المعنى، وتشاكل المقاطع فواصل
بلاغة وسجع كهانه وقوافي زنة.
45 لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ: لقطعنا يمينه «3» . أو
لأخذنا منه بالقوة «4» ، أو لأخذنا منه بالحق «5» .
46 والْوَتِينَ: عرق بين العلباء والحلقوم «6» .
__________
(1) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 474: «لم يرد أنه قول
الرسول وإنما أراد: أنه قول رسول عن الله جلّ وعزّ، وفي
«الرسول» ما دل على ذلك فاكتفى به من أن يقول: عن الله» .
وانظر تفسير الطبري: 29/ 66، وتفسير الماوردي: 4/ 299، وتفسير
القرطبي:
18/ 274.
(2) في الأصل: «أن يدعو إليه الهوى» ، والمثبت في النص عن «ك»
و «ج» .
(3) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 300 عن الحسن، وكذا
القرطبي في تفسيره:
18/ 276.
(4) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 183، والطبري في تفسيره: 29/
66، ومكي في تفسير المشكل: 354، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/
300 عن مجاهد. [.....]
(5) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 299 عن السدي،
والحكم.
وذكره البغوي في تفسيره: 4/ 390 دون عزو.
(6) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 300 عن الكلبي، وكذا القرطبي
في تفسيره: 18/ 276.
وقيل: (الوتين) : نياط القلب، أخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 67
عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة.
واختار الطبري هذا القول، وأورده البغوي في تفسيره: 4/ 391،
وقال: «وهو قول أكثر المفسرين» .
(2/836)
سَأَلَ سَائِلٌ
بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)
مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ
وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ
أَلْفَ سَنَةٍ (4)
سورة المعارج
1 سَأَلَ سائِلٌ: دعا داع وهو النّبيّ عليه السلام، دعا عليهم
«1» .
وقيل «2» : النّضر بن الحارث قال: إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ
[مِنْ عِنْدِكَ] «3» فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً «4» فقتل
يوم بدر هو وعقبة «5» .
3 ذِي الْمَعارِجِ: ذي المعالي والدّرجات لأوليائه، أو هي
معارج السّماء للملائكة» .
4 وَ/ الرُّوحُ إِلَيْهِ: هو روح المؤمن حين يقبض. رواه قبيصة
«7» بن [102/ أ] ذؤيب عن النبي «8» صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) هذا من غريب الأقوال، وقد ذكره الكرماني في غريب التفسير:
2/ 1249، والزمخشري في الكشاف: 4/ 156، والفخر الرازي في
تفسيره: 30/ 121، والقرطبي في تفسيره:
18/ 279، وأبو حيان في البحر المحيط: 8/ 332، والسيوطي في
مفحمات الأقران: 201.
(2) أخرجه النسائي في التفسير: 2/ 463، حديث رقم (640) عن ابن
عباس رضي الله تعالى عنهما، وكذا الحاكم في المستدرك: 2/ 502،
كتاب التفسير (سورة المعارج) ، وقال: هذا حديث صحيح على شرط
الشيخين ولم يخرجاه» ، وذكر الذهبي أنه على شرط البخاري.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 277، وزاد نسبته إلى
الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما.
وأورد ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: 8/ 357، وقال:
«وهذا مذهب الجمهور منهم ابن عباس ومجاهد» .
وينظر أسباب النزول للواحدي: 512، وتفسير البغوي: 4/ 392.
(3) ما بين معقوفين عن «ك» و «ج» .
(4) سورة الأنفال، آية: 32.
(5) هو عقبة بن أبي معيط.
(6) ينظر تفسير الطبري: 29/ 70، وتفسير الماوردي: 4/ 302،
وتفسير البغوي: 4/ 392.
(7) هو قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، ولد يوم الفتح، وقيل: يوم حنين،
وأتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له.
توفي سنة ست وثمانين، وقيل قبل ذلك.
ترجمته في الاستيعاب: 3/ 1272، والإصابة: 5/ 517.
(8) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 303 عن قبيصة مرفوعا.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 359 موقوفا عليه، وكذا
القرطبي في تفسيره:
18/ 281.
(2/837)
يَوْمَ تَكُونُ
السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ
(9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ
يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ
بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ
الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ
يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً
لِلشَّوَى (16)
فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ [خَمْسِينَ]
«1» أَلْفَ سَنَةٍ: لو صعده غير الملائكة «2» .
8 كَالْمُهْلِ: كذائب الصفر «3» .
والعهن «4» : الصّوف المصبوغ «5» ، والمعنى: لين الجبال
وتفتتها بعد شدّتها واجتماعها.
و «الفصيلة» من العشيرة كالفخذ من القبيلة.
13 تُؤْوِيهِ: يلجأ إليه فتلجئه. وقيل «6» : الفصيلة الأمّ
التي أرضعته وفصلته.
15 كَلَّا: ليس كذا، أي: لا ينجيه شيء.
إِنَّها لَظى: لا تنصرف لَظى للتأنيث والتعريف، والالتظاء:
الاتقاد «7» .
16 نَزَّاعَةً لِلشَّوى: لجلدة الرأس «8» .
__________
(1) في الأصل: «خمسون» .
(2) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 184، وتفسير الطبري: 29/ 70،
ومعاني الزجاج:
5/ 219، وتفسير البغوي: 4/ 392، وزاد المسير: 8/ 360.
(3) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 485، وتفسير الطبري: 29/
73، وتفسير المشكل لمكي:
355، وتفسير الماوردي: 4/ 304.
(4) من قوله تعالى: وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ [آية: 9]
. [.....]
(5) المفردات للراغب: 351، وتفسير القرطبي: (18/ 284، 285) ،
واللسان: 13/ 297 (عهن) .
(6) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 304 عن مالك، ونقله القرطبي
في تفسيره: 18/ 286 عن مجاهد.
(7) اللسان: 15/ 248 (لظي) .
(8) معاني القرآن للفراء: 3/ 185، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/
270، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 486، وتفسير الطبري: 29/
76.
(2/838)
تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ
وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) إِنَّ الْإِنْسَانَ
خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20)
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ
(22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)
لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ
بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ
رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ
مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ
(29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ
ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)
وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)
أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) فَمَالِ الَّذِينَ
كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ
الشِّمَالِ عِزِينَ (37)
17 تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ: لما كان مصيره
إليها كانت كأنها دعته «1» .
18 فَأَوْعى: جعله في وعاء فلم يفعل زكاة ولم يصل رحما «2» .
19 هَلُوعاً: سأله محمد «3» بن عبد الله ثعلبا «4» فقال: ما
فسّره الله به إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ ... [الآيتان] «5» .
34 عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ: النّافلة، والأولى «6»
الفريضة.
36 مُهْطِعِينَ: مسرعين «7» لتسمّع الحديث.
37 عِزِينَ: جماعات في تفاريق «8» . جمع «عزة» . وجلس رجل خلف
__________
(1) ذكر الماوردي هذا المعنى في تفسيره: 4/ 305.
(2) نص هذا القول في معاني القرآن للفراء: 3/ 185، وانظر تفسير
الطبري: 29/ 78، وتفسير الماوردي: 4/ 306.
(3) هو محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي، كان أميرا لبغداد في
عهد المتوكل.
وصفه ابن خلكان في وفيات الأعيان: 5/ 92 بقوله: كان شيخا فاضلا
وأديبا شاعرا، وهو أمير بن أمير بن أمير ... وكان مألفا لأهل
العلم والأدب.
وكان ثعلب مقربا لدى الأمير، وصحبه ثلاث عشرة سنة، أي حتى وفاة
الأمير.
وذكر الزجاجي في مجالس العلماء: (79، 84، 85، 86، 87، 91) عدة
مجالس جمعت الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر وثعلب وغيره من
العلماء.
وانظر أخبار الأمير محمد بن عبد الله في تاريخ بغداد: 5/ 418،
وإنباه الرواة:
(1/ 140، 141، 147) .
(4) ثعلب: (200- 291 هـ-) .
هو أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني، أبو العباس، الإمام
العلامة، المحدث، اللغوي، النحوي.
من مصنفاته: الفصيح، وقواعد الشعر، ومعاني القرآن.
أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: 141، وتاريخ بغداد: 5/ 204،
وبغية الوعاة:
1/ 396.
(5) ما بين معقوفين عن نسخة «ك» .
(6) يريد قوله تعالى: الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ
دائِمُونَ [آية: 23] .
(7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 270، وتفسير الطبري: 29/ 85.
(8) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 186، ومجاز القرآن: 2/ 270،
ومعاني الزجاج: 5/ 223، والمفردات للراغب: 334.
(2/839)
يَوْمَ يَخْرُجُونَ
مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ
يُوفِضُونَ (43)
أخيه فقال عليه السّلام «1» : «لا تكونوا
عزين كخلق الجاهليّة» .
43 إِلى نُصُبٍ «2» ، ونصب معا، شيء منصوب مصدر بمعنى المفعول
ك «نسج بغداد» «3» .
يُوفِضُونَ: يسرعون «4» . وفض يفض وأوفض يوفض.
ومن سورة نوح
4 وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى: في الدنيا «5» .
إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ: أي: يوم القيامة «6» .
7 وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ: تغطّوا بها لا ننظر إليك «7» ولا
نسمع منك.
8 ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ: دعاهم فوضى وفرادى وجهرا وسرا.
10 فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا: قحط النّاس على عهد عمر، فصعد
المنبر
__________
(1) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه: 1/
322 حديث رقم (430) كتاب الصلاة، باب «الأمر بالسكون في
الصلاة، والنهي عن الإشارة باليد ... » عن جابر بن سمرة رضي
الله عنه مرفوعا بلفظ: «ما لي أراكم عزين ... » .
(2) بفتح النون وإسكان الصاد قراءة أبي عمرو، وابن كثير،
ونافع، وحمزة، وعاصم في رواية شعبة.
وقرأ ابن عامر، وحفص عن عاصم بضم النون والصاد.
ينظر السبعة لابن مجاهد: 651، والتبصرة لمكي: 359، والتيسير
للداني: 214. [.....]
(3) ينظر توجيه القراءتين في الكشف لمكي: 3/ 336، وتفسير
القرطبي: (18/ 296، 297) .
(4) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 270، وتفسير غريب القرآن
لابن قتيبة: 486، وتفسير الطبري: 29/ 89، والمفردات للراغب:
528، واللسان: 7/ 251 (وفض) .
(5) قال الماوردي في تفسيره: 4/ 309: «يعني إلى موتكم وأجلكم
الذي خط لكم ... » .
وانظر تفسير البغوي: 4/ 397، وزاد المسير: 8/ 369.
(6) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 310، عن الحسن.
(7) في «ج» : لا ينظرون إليك ولا يسمعون منك.
(2/840)
وَقَدْ خَلَقَكُمْ
أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا
وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ
الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا
وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ
الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا
فِجَاجًا (20) قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي
وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا
خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا
لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا
سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ
أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا
ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا
نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا
(25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ
الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)
ليستسقي فلم يزد على الاستغفار، فلمّا نزل،
قيل: يا أمير المؤمنين ما رأيناك استسقيت، فقال: لقد طلبت
الغيث بمجاديح «1» السماء التي بها يستنزل القطر، ثم قرأ هذه
الآية «2» .
14 أَطْواراً: تارات وأحوالا «3» نطفة، ثم علقة، ثمّ مضغة، ثمّ
رضيعا، ثمّ طفلا، ثمّ يافعا، ثم شابا، ثمّ شيخا، ثمّ همّا «4»
، ثم فانيا.
وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً: أحد وجهيه يضيء الأرض،
والثّاني السّماء «5» .
16 وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً: فيه إشارة إلى أنّ نور القمر/
من الشّمس، [102/ ب] فالشّمس سراج والقمر نور.
17 أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ: جعل أصلكم من الطّين وغذّاكم
بنباتها «6» .
26 دَيَّاراً: أحدا يدور في الأرض، «فيعال» من «الدّوران» «7»
.
__________
(1) جمع «مجدح» بكسر الميم وسكون الجيم، ومجاديح السماء:
نجومها.
النهاية لابن الأثير: 1/ 243، واللسان: 2/ 421 (جدح) .
(2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف: 3/ 87 حديث رقم (4902) كتاب
الصلاة، باب الاستسقاء، وأخرجه- أيضا- ابن أبي شيبة في المصنف:
2/ 474، كتاب الصلوات، باب: «من قال لا يصلي في الاستسقاء» ،
والطبراني في الدعاء: 2/ 1252 حديث رقم (964) ، باب «ما يستحب
من كثرة الاستغفار عند الاستقساء» ، وأورده الحافظ ابن حجر في
الكافي الشاف: 177، وعزا إخراجه إلى عبد الرزاق، وابن أبي
شيبة، والطبراني في «الدعاء» وغيرهم من رواية الشعبي ثم قال:
ورجاله ثقات إلا أنه منقطع. وقال فضيلة الدكتور محمد سعيد
البخاري محقق كتاب الدعاء: إسناده حسن لغيره. لضعف شيخ
الطبراني ومتابعة غيره له.
(3) تفسير الطبري: 29/ 95، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 229،
وتفسير الماوردي: 4/ 312، والمفردات للراغب: 309.
(4) في «ك» : هرما، والهمّ: الشيخ الكبير البالي، كما في
اللسان: 12/ 621 (همم) .
(5) ينظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء: 3/ 188، ومعاني
الزجاج: 5/ 230، وتفسير القرطبي: 18/ 305.
(6) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: 4/ 313، والبغوي في تفسيره:
4/ 398.
(7) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 190، وتفسير غريب القرآن
لابن قتيبة: 488، وتفسير الطبري: 29/ 100، ومعاني الزجاج: 5/
231، واللسان: 4/ 298 (دور) .
(2/841)
رَبِّ اغْفِرْ لِي
وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ
الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)
28 وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ: سفينتي «1» . |