إيجاز البيان عن
معاني القرآن سورة النبأ إلى آخر القرآن
9 نَوْمَكُمْ سُباتاً: قطعا لأعمالكم «5» ، ويوم السّبت لقطعهم
العمل فيه.
والسّبت: نوع من النعال الحسنة التحضير والتقطيع «6» .
وقيل «السّبات» : النّوم الممتدّ، سبتت شعرها: مددت عقيصتها
المفتولة «7» .
__________
(1) فلوس السفن: حبالها.
وقد ورد هذا المعنى في أثر أخرجه البخاري في صحيحه: 6/ 78،
كتاب التفسير، تفسير سورة «المرسلات» عن ابن عباس رضي الله
تعالى عنهما.
وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 225، واللسان: 6/ 180 (قلس) .
(2) هذه قراءة ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم في رواية أبي
بكر.
السبعة لابن مجاهد: 666، والتبصرة لمكي: 368، والتيسير للداني:
218. [.....]
(3) معاني القرآن للزجاج: 5/ 268، والكشف لمكي: 2/ 358، والبحر
المحيط: 8/ 407.
(4) معاني القرآن للفراء: 3/ 225، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/
281، وتفسير الطبري:
29/ 241، واللسان: 4/ 460 (صفر) .
(5) ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 272، وتفسير الماوردي: 4/
382، والمفردات للراغب:
220، واللسان: 2/ 37 (سبت) .
(6) اللسان: 2/ 36 (سبت) .
(7) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 508، وتفسير المشكل لمكي:
371، وتفسير القرطبي:
19/ 171.
(2/859)
وَأَنْزَلْنَا مِنَ
الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا
وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ
الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ
فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ
أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا
(20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ
مَآبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ
فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24)
14 الْمُعْصِراتِ: السّحائب التي دنت أن
تمطر «1» ، كالمعصرة التي دنت من الحيض.
16 أَلْفافاً: مجتمعة بعضها إلى بعض، جنّة لفّاء، وجمعها «لفّ»
، ثم «ألفاف» «2» .
وفي الحديث «3» : «كان عمر وعثمان وابن عمر رضي الله عنهم لفا»
، أي: حزبا.
21 مِرْصاداً: مفعال من الرّصد «4» .
24 بَرْداً: نوما «5» ، يقال: منع البرد البرد «6» .
__________
(1) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 508، وأخرجه الطبري
في تفسيره: 30/ 5 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله الماوردي
في تفسيره: 4/ 383 عن سفيان، والربيع بن أنس.
وانظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 272، والمفردات للراغب: 336،
واللسان: 4/ 577 (عصر) .
(2) ف «ألفاف» جمع الجمع كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/
282.
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 509، وتفسير الطبري: 30/
7، وتفسير البغوي:
4/ 437، وتفسير القرطبي: 19/ 174.
(3) أخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث: 2/ 37 عن عثمان بن نائل
عن أبيه بلفظ: «سافرت مع مولاي عثمان بن عفان وعمر في حج أو
عمرة، فكان عمر وعثمان وابن عمر لفا ... » .
ينظر هذا الأثر أيضا في الفائق: 3/ 323، وغريب الحديث لابن
الجوزي: 2/ 327، والنهاية: 4/ 621.
(4) الجمهرة لابن دريد: 2/ 629، وتفسير البغوي: 4/ 438، وزاد
المسير: 9/ 7، وتفسير القرطبي: 19/ 177.
(5) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 228، وابن قتيبة في تفسير غريب
القرآن: 509، والطبري في تفسيره: 30/ 12.
وقيل: إنه بلغة هذيل كما في كتاب اللغات الواردة في القرآن:
308، والبحر المحيط:
8/ 414.
ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 385 عن مجاهد، والسدي،
وأبي عبيدة.
(6) أي: أذهب البرد النوم كما في تفسير البغوي: 4/ 438، وتفسير
القرطبي: 19/ 180، والبحر المحيط: 8/ 414.
(2/860)
جَزَاءً وِفَاقًا (26)
إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ
كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا
(30) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ
وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا
دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا
(35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا
يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ
وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ
أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)
وقيل «1» : برد الماء والهواء.
26 جَزاءً وِفاقاً: جازيا على وفاق أعمالهم.
28 كِذَّاباً: كذب يكذب كذبا وكذابا، وكذّب كذّابا، ومثله:
كلّم كلّاما وقضى قضاء. وقال أعرابي: القصّار أفضل أم الحلق
«2» ؟.
31 مَفازاً: موضع الفوز «3» .
34 دِهاقاً: ملاء ولاء «4» .
36 عَطاءً حِساباً: كافيا «5» .
38 الرُّوحُ: ملك عظيم يقوم وحده صفا ويقوم الملائكة صفا «6» .
[سورة النازعات]
1 وَالنَّازِعاتِ: الملائكة تنزع الأرواح «7» .
__________
(1) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 385، وقال: «وهو قول كثير من
المفسرين» .
(2) أورده الفراء في معانيه: 3/ 229، على أنه هو المسؤول.
(3) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 510، وتفسير الماوردي: 4/
386، والمفردات للراغب:
387. [.....]
(4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 283، وتفسير غريب القرآن لابن
قتيبة: 510، وتفسير الطبري: 30/ 18، ومعاني القرآن للزجاج: 5/
275.
(5) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 283، وذكره الزجاج
في معانيه: 5/ 275، ومكي في تفسير المشكل: 372، ونقله الماوردي
في تفسيره: 4/ 387 عن الكلبي.
(6) ورد نحوه في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 22 عن ابن
عباس رضي الله عنهما.
وأورد الطبري- رحمه الله- أقوالا أخرى في المراد ب- «الروح» -
ثم قال: «والصواب من القول أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر
أنّ خلقه «لا يملكون منه خطابا، يوم يقوم الروح» -، والروح:
خلق من خلقه، وجائز أن يكون بعض هذه الأشياء التي ذكرت والله
أعلم أيّ ذلك هو، ولا خبر بشيء من ذلك أنه المعنيّ به دون غيره
يجب التسليم له، ولا حجة تدل عليه، وغير ضائر الجهل به» .
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 334: «والأشبه- والله
أعلم- أنهم بنو آدم» .
(7) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 230، وابن قتيبة في تفسير غريب
القرآن: 512، والطبري في تفسيره: 30/ 27، والزجاج في معانيه:
5/ 277.
ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 390 عن ابن مسعود، ومسروق.
(2/861)
وَالنَّاشِطَاتِ
نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ
سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ
الرَّاجِفَةُ (6)
غَرْقاً: إغراقا في النّزع.
[105/ أ] 2 نَشْطاً: تنشطها كنشط/ العقال «1» . وقيل «2» :
النّاشطات النّجوم السيّارة، ويقال للحمار الوحشي: ناشط
لإسراعه أو لذهابه من مكان إلى آخر «3» .
3 وَالسَّابِحاتِ: النّجوم تسبح في الأفلاك «4» أو الفلك في
البحر، أو الخيل السّوابق «5» .
4 فَالسَّابِقاتِ: الملائكة تسبق الشّياطين بالوحي إلى
الأنبياء «6» .
وقيل «7» : المنايا تسبق الأماني.
6 الرَّاجِفَةُ: النّفخة الأولى تميت الأحياء، والرَّادِفَةُ:
التي تحيي الموتى «8» .
__________
(1) أي: كربط العقال، وهذا مثال لقبض روح المؤمن كما في معاني
القرآن للفراء: 3/ 230، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 512،
وتفسير الطبري: 30/ 28.
(2) أخرجه الطبريّ في تفسيره: 30/ 29 عن قتادة.
(3) ينظر مجاز القرآن لابن قتيبة: 2/ 284، وتفسير البغوي: 4/
442، واللسان: 7/ 413 (نشط) .
(4) مجاز القرآن: 2/ 284، وتفسير الماوردي: 4/ 291، وزاد
المسير: 9/ 16، وتفسير القرطبي: 19/ 193.
(5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 30/ 30 عن عطاء، وذكره
الماوردي في تفسيره:
4/ 391، وابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 16.
(6) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 230، وابن قتيبة في تفسير
غريب القرآن: 512، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 391 عن علي
رضي الله عنه، ومسروق.
(7) ذكره أبو حيان في البحر المحيط: 8/ 419 دون عزو.
(8) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 30/ 31، عن الحسن،
وقتادة.
ونقله الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 336 عن ابن عباس رضي الله
عنهما.
وقال: «وهكذا قال مجاهد، والحسن، وقتادة، والضحاك، وغير واحد»
.
وانظر تفسير الماوردي: 4/ 392، وتفسير البغوي: 4/ 442.
(2/862)
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ
وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَإِنَّا
لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا
نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)
فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ
بِالسَّاهِرَةِ (14) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ
نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ
إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى
أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)
فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21)
ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ
أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ
الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً
لِمَنْ يَخْشَى (26) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ
السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ
بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا
وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا
لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ
الْكُبْرَى (34)
8 واجِفَةٌ: خافقة مضطربة «1» ، من
«الوجيف» .
10 فِي الْحافِرَةِ: في الأمر الأول، رجع في حافرته: ذهب في
طريقه الأول «2» .
11 نَخِرَةً: بالية متآكلة، نخر العظم: بلي ورمّ «3» . وناخرة
«4» :
صيّتة صافرة، كأنّ الريح تنخر فيها نخيرا.
14 بِالسَّاهِرَةِ: أرض القيامة «5» .
29 وَأَغْطَشَ لَيْلَها: جعلها مظلمة «6» .
30 وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ: مع ذلك، كقوله «7» : عُتُلٍّ
بَعْدَ ذلِكَ.
دَحاها: بسطها «8» ، وأدحي النّعام لبسطها موضعه «9» .
34 الطَّامَّةُ الْكُبْرى: الداهية العظمى «10» ، وفي الحديث
«11» : «ما من
__________
(1) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 513، وتفسير الطبري:
30/ 33، واللسان: 9/ 352 وجف) .
(2) ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 278، واللسان: 4/ 205 (حفر)
. [.....]
(3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 284، وتفسير الطبري: 30/ 34،
والمفردات للراغب: 486.
(4) بالألف، قراءة حمزة، والكسائي، وشعبة عن عاصم.
السبعة لابن مجاهد: 670، والتبصرة لمكي: 370، والتيسير للداني:
219.
وانظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للفراء: 3/ 232،
وتفسير الطبري: 30/ 35، ومعاني الزجاج: 5/ 279، والكشف لمكي:
2/ 361.
(5) تفسير الماوردي: 3/ 394، وتفسير الفخر الرازي: 31/ 39،
وتفسير القرطبي: 19/ 200.
(6) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 233، ومجاز القرآن لأبي
عبيدة: 2/ 285، وتفسير الطبري:
30/ 43، ومعاني الزجاج: 5/ 280، والمفردات للراغب: 362.
(7) سورة القلم: آية: 13.
(8) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 285، وتفسير غريب القرآن لابن
قتيبة: 513، وتفسير الطبري: 30/ 46، وتفسير القرطبي: 19/ 204.
(9) ينظر المفردات للراغب: 166، وتفسير القرطبي: 19/ 204،
واللسان: 14/ 251 (دحا) .
(10) غريب الحديث للخطابي: 2/ 29، وتفسير الفخر الرازي: 31/
50، وتفسير القرطبي:
19/ 206.
(11) نسب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد ورد هذا القول
في أثر طويل أخرجه البيهقي في دلائل النبوة: 2/ 424 عن علي بن
أبي طالب رضي الله عنه.
وذكره الخطابي في غريب الحديث: 2/ 29 عن أبي بكر الصديق رضي
الله تعالى عنه، وكذا ابن الجوزي في غريب الحديث: 2/ 40،
والمحب الطبري في الرياض النضرة:
1/ 102، وأشار العقيلي إليه في كتاب الضعفاء: 1/ 38 وقال:
«وليس لهذا الحديث أصل، ولا يروى من وجه يثبت إلا شيء يروى في
مغازي الواقدي وغيره مرسلا.
(2/863)
أَنْ جَاءَهُ
الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ
يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ
اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ
أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8)
وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا
إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)
طامّة إلّا وفوقها طامة» .
[سورة عبس]
2 الْأَعْمى: عبد الله بن أمّ مكتوم «1» .
6 تَصَدَّى: تعرض. وبالتشديد «2» : تتعرّض.
10 تَلَهَّى: تشاغل وتغافل.
11 تَذْكِرَةٌ: أي: هذه السّورة «3» .
12 فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ: أي: القرآن «4» .
__________
(1) ورد ذلك في حديث أخرجه الترمذي في سننه: 5/ 432 حديث رقم
(3331) كتاب التفسير، باب «ومن سورة عبس» عن عائشة رضي الله
عنها.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب» .
وأخرجه- أيضا- الطبري في تفسيره: 30/ 50، والحاكم في المستدرك:
2/ 514، كتاب التفسير، «سورة عبس وتولى» .
وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه
الذهبي» .
وانظر هذا الخبر في أسباب النزول للواحدي: (517، 518) ،
والتعريف والإعلام للسهيلي: 179، ومفحمات الأقران: 205.
(2) بتشديد الصاد، قراءة نافع، وابن كثير كما في السّبعة لابن
مجاهد: 672، والتبصرة لمكي: 371، والتيسير للداني: 220.
وانظر توجيه القراءتين في الكشف لمكي: 2/ 362، وتفسير القرطبي:
19/ 214، والبحر المحيط: 8/ 427.
(3) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 236، وابن قتيبة في تفسير
غريب القرآن: 514، والطبري في تفسيره: 30/ 53، ونقله الماوردي
في تفسيره: 4/ 399، عن الفراء، والكلبي.
(4) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 236، وتفسير غريب القرآن
لابن قتيبة: 514، وتفسير الماوردي: 4/ 400.
(2/864)
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ
(15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا
أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ
نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ
يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21)
15 سَفَرَةٍ: كتبه «1» ، أو ملائكة يسفرون
بالوحي.
17 قُتِلَ الْإِنْسانُ: لعن وعذّب «2» ، وهو أميّة «3» بن خلف.
21 فَأَقْبَرَهُ: جعل له قبرا يدفن فيه ولم يجعله جيفة ملقاة.
قالت بنو تميم لابن هبيرة «4» - لما قتل صالح «5» بن عبد
الرحمن: أقبرنا صالحا قال: فدونكموه «6» .
والقضب «7» : كل رطب يقضب «8» فينبت.
__________
(1) وهم الملائكة كما في تفسير الطبري: 30/ 54، ومعاني القرآن
للزجاج: 5/ 284 وهو قول الجمهور كما في زاد المسير: 9/ 29.
وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 236، ومجاز القرآن لأبي عبيدة:
2/ 286، وتفسير الماوردي: 4/ 400. [.....]
(2) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 514، وتفسير الطبري:
30/ 54، وزاد المسير:
9/ 30، وتفسير القرطبي: 19/ 217.
(3) هذا قول الضحاك كما في تفسير الماوردي: 4/ 401، وزاد
المسير: 9/ 30.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 345: «وهذا الجنس الإنسان
المكذب، لكثرة تكذيبه بلا مستند، بل بمجرد الاستبعاد وعدم
العلم» .
(4) هو عمر بن هبيرة بن معاوية بن سكين الفزاري، أبو المثنى.
كان أميرا للخليفة يزيد بن عبد الملك على العراق وخراسان، ثم
عزله هشام بن عبد الملك.
أخباره في المعارف لابن قتيبة: 408، والكامل لابن الأثير: (5/
98، 99) ، وسير أعلام النبلاء: 4/ 562.
(5) هو صالح بن عبد الرحمن التميمي، كان عاملا على خراج العراق
في عهد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وعزل في عهد عمر
بن عبد العزيز رضي الله عنه.
ينظر المعارف لابن قتيبة: 361، والكامل لابن الأثير: (4/ 588،
589) .
(6) ينظر هذا الخبر في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 286، وزاد
المسير: (9/ 31، 32) ، وتفسير القرطبي: (19/ 219) .
(7) في قوله تعالى: وَعِنَباً وَقَضْباً [آية: 28] .
(8) أي: يقطع، وانظر هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن
قتيبة: 514، والمفردات للراغب: 406، وتفسير القرطبي: 19/ 221،
واللسان: 1/ 679 (قضب) .
(2/865)
وَحَدَائِقَ غُلْبًا
(30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ
وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33)
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ
وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ
مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41)
30 غُلْباً: غلاظ الأشجار [ملتفة] «1» الأغصان.
و «الفاكهة» «2» : الثّمرة الرّطبة، و «الأبّ» : اليابسة لأنه
يعدّ للشتاء «3» ، و «الأبّ» : الاستعداد «4» .
33 الصَّاخَّةُ: صيحة القيامة تصكّ الأسماع وتصخّها «5» .
37 شَأْنٌ يُغْنِيهِ: يكفيه ويشغله.
41 تَرْهَقُها قَتَرَةٌ: تغشاها ظلمة الدخان «6» . |