باهر البرهان فى
معانى مشكلات القرآن سورة يوسف
عليه السلام
(نحن نقص عليك أحسن القصص)
نبين لك أحسن البيان.
(بما أوحينا)
أي: بإيحائنا.
(يا أبت)
أي: يا أبي، فحذفت ياء الإضافة. وهذه التاء للمبالغة،
كالعلامة، والنسابة.
أو للتفخيم كيوم القيامة، أو منقلبة عن الواو المحذوفة التي
[هي] لام الفعل، مثل "كلتا" فإن أصلها "كلوا".
وإنما أعاد (رأيتهم) لأنها رؤية سجودهم له، والأولى رؤيته لهم.
(2/691)
والسجود: الخضوع، كما مر في غير موضع، ولما
كان السجود من أفعال ذوي العقل، جاء ساجدين فيمن لا يعقل
اعتباراً لصنعة الفعل، كقوله: (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم).
قال الجعدي:
554 - [توردتها] والديك يدعو صباحه ... إذا ما [بنو] نعش دنو
فتصوبوا.
(2/692)
(فلما ذهبوا به)
جوابه [محذوف].
(قال بل سولت لكم)
أي: زينت لكم.
وقيل: أمرت.
(غيابت الجب)
أسفل البئر، حيث [يغيب] عن الأبصار.
(فأدلى دلوه)
أرسلها ليملأها. ودلاها: أخرجها.
قال ابن هرمة:
555 - ولم تريني إلا أخاملك ... أدلي إليه دلوي فيملؤها
(2/693)
556 - سهل المحيا تلفى مواعده ... مثل وحي
السلام يقرؤها (يا بشراي)
أضاف البشرى إلى نفسه كقوله:
يا فرحتي، ويا دولتي.
وموضع الألف فتح، لأن المنادى المضاف منصوب.
(وأسروه بضعة)
أي: الواردون أولاً أخفوه بضاعة، لئلا يشاركهم فيه باقي
الأصحاب.
وروي أن إخوته جاؤوا إلى البئر، ليبحثوا عن حاله، فإذا هم به
قد أخرجوه الواردون، فقالوا: إنه عبدنا وبضاعتنا.
(2/694)
ثم شروه منهم، أي: باعوه.
قال [السنبسي]:
557 - فإن [تبغضونا] بغضة في صدوركم ... فإنا جدعنا منكم
وشرينا.
أي: سبيناكم فبعناكم.
(بثمن بخس)
ظلم، عن قتادة.
(2/695)
وقليل، عن مجاهد.
(وكانوا فيه من الزاهدين)
[لعلمهم] بظلمهم، وحرمة ما أخذوا عليهم.
(وكذلك يجتبيك)
أي: هذه السبيل [التي] يصفها يجتبيك، ويعلمك التأويل، وهو
عاقبة أمره، وما يصير إليه من العز بعد العبودة والوحدة.
(2/696)
وأول الأشد: أوان الحلم، وتمامه: أربعون
سنة، وآخره: خمسون. كما قال سحيم الوائلي:
558 - وماذا يدري الشعراء مني ... وقد جاوزت رأس الأربعين
559 - أخو خمسين مجتمعاً أشدي ... ونجذني مداورة الشؤون
(2/697)
(وراودته)
طلبته بجد وميل، من الإرادة وإنما جاءت على المفاعلة، لأنها في
موضع يكون من طماع صاحبه داعية إلى الإجابة. كما قال ابن أحمر:
560 - إذا أنت راودت البخيل رددته ... إلى البخل واستمطرت غير
مطير
561 - متى تطلب المعروف في غير أهله ... تجد مطلب المعروف غير
[يسير]
وقال الهذلي:
562 - أجارتنا هل ليل ذي البث راقد ... أم الليل مني مانع ما
أراود.
(هيت لك)
(2/698)
هلم لك. أي: انزل إلى ما أريد.
قال الشاعر:
563 - أبلغ أمير المؤمنيـ ... ـن أخا العراق إذا أتيتا
564 - إن العراق وأهله ... عنق إليك فهيت هيتا.
وهذه الكلمة وأمثالها نحو: هلا، وحوب، ودعدع، وإيه، وصه، ومه،
كلها يجري مجرى الحروف والأصوات، لا يغير بتثنية وجمع، وأكثرها
للزجر أو الحث، كما قال أبو دهبل الجمحي:
(2/699)
565 - عجب ما عجب أعجبني ... من غلام حكمي
أصلا
566 - قلت: خبر عن الناس نزلوا ... حضناً أو غيره قال هلا
567 - قلت: بين ما هلا؟ هل نزلوا ... قال حوباً ثم ولى عجلا.
(ولقد همت به)
تقديره: ولولا أن رأى برهان ربه هم بها، بدلالة إخبار الله
بصرف السوء والفحشاء عنه، وبدلالة أن قوله: (لولا أن رءا برهان
ربه) شرط، فلا يجعل الكلام مطلقاً، والشرط حاصل، وكثيراً ما
يتقدم الجواب على الشرط، كما قال الشاعر:
(2/700)
568 - ولا [يدعني] قومي صريحاً لحرة ...
لئن كنت مقتولاً ويسلم عامر.
[وقال]:
فلا [يدعني] قومي صريحاً لحرة ... لئن لم أعجل طعنة أو أعجل.
(2/701)
وقيل: همه بها من قبل الشهوة التي جبل
الإنسان عليها إلا بعلة، ومقدار الثواب على قمعها، في وزن
قوتها وغلبتها. ومثل هذا الهم لا يكون من المغرم والإثم في
شيء.
وهو كما حكي في أخبار الأوائل:
أن بعض [أصحاب] الفراسة قال لبقراط الحكيم: أنا أتخيل فيك
الزنا، فقال: صدقت مخيلتك، أنا أشتهيه، ولكني لا أفعله.
(2/702)
وقيل لبعض الصوفية، في الصبي، فقال: ما على
لص لم يسرق. وعن سليمان بن [يسار]، أن بعض نساء [الـ] مدينة من
صميم شرفها وحسنات دهرها علقتـ[ـه] لحسنه الباهر، ودخلت عليه
من كل مدخل،
(2/703)
ففر من المدينة، ورأى يوسف في المنام، فقال
له: أنت الذي هممت. فقال له يوسف: وأنت الذي لم تهم. فدل أن
الهم كان من يوسف، ولكن على الوجه الذي ذكره.
(2/704)
(قد شغفها حباً)
بلغ حبه شغاف قلبها، كما يقال: رأسه ودمغه، والشغاف: غلاف
القلب، جلدة بيضاء رقيقة تحتوي على القلب.
وقال أبو عمرو الشيباني: الشغاف: داء تحت [الشراسيف].
أي: أصابها من حبه ما يصيب الشغاف.
قال النابغة:
570 - ولكن هماً دون ذلك والج ... مكان الشغاف تبتغيه الأصابع.
(2/705)
وقال امرؤ القيس وهو على لفظ الآية:
571 - لتقتلني وقد شغفت فؤادها ... كما شغف المهنوءة [الرجل]
الطالي.
(وأعتدت)
من العتاد، كقوله: (وأعتدنا).
(2/706)
والمتكأ: المجلس، وقيل: الوسادة.
وقيل: الطعام، إما حقيقةً أو استعارةً، لأن الضيف يكرم ويطعم
على متكأ يطرح له.
(فاستعصم)
امتنع طالباً العصمة.
(السجن أحب)
أي: حبيب، [لا أن الحب جمعهما]، ثم السجن أحب من الفحشاء، كما
قال حيان بن قرط [اليربوعي]:
(2/707)
572 - خالي [أبو أنس] وخال سراتهم ... أوس
فأيهما [أدق] [و] ألأم.
(أصب إليهن)
أمل. قال الهذلي:
573 - ديار التي قالت غداة لقيتها ... صبوت أبا ذئب وأنت كبير
574 - تغيرت بعدي أو أصابك حادث ... من الدهر أو مرت [عليك]
مرور.
(فأنساه الشيطان ذكر ربه)
(2/708)
أي ذكره يوسف لملكه.
وقيل: أنسى الشيطان يوسف أن يذكر الله، وسول له الاستعانة
بغيره، وزين الأسباب التي ينسى معها.
والبضع: ما دون العشر من ثلاث إلى عشر.
(2/709)
(أضغاث أحلام)
أخلاطها، وألوانها.
والضغث: ملء الكف من الحشيش الذي فيه كل نبت.
(وادكر بعد أمة)
أي بعد انقضاء أمة من الناس.
وذلك يكون بعد حين.
(تزرعون [سبع سنين] دأباً)
نصب على المصدر، أي: تدأبون دأباً، لأن يزرعون يدل على يدأبون.
وقيل: إنه في موضع الحال، أي: يزرعون دائبين، كقوله تعالى:
(واترك البحر رهواً)
(2/710)
أي: راهياً.
وقيل: إنه جمع دائب، مثل راكب وركب، وصاحب وصحب. (يأكلن)
يؤكل فيهن، على مجاز "ليل نائم"، و"نهار مبصر".
(يغاث)
من الغيث، تقول العرب "غثنا ما شئنا".
قال الهذلي:
575 - فلما رآه قال لله من رأى ... من العصم شاةً مثل ذا
بالعواقب
(2/711)
576 - لو أن كريمي صيد هذا أعاشه ... إلى
أن يغيث الناس بعض [الكواكب].
(يعصرون)
أي: العنب. وقيل: ينجون. والعصرة: النجاة من الجوع والعطش.
أنشد الأصمعي:
577 - عصرته نطفة تضمنها ... [لصب] تلقى مواقع السبل
(2/712)
578 - أو وجبة من جناة أشكلة ... إن لم
يرغها بالقوس لم تنل.
(حاش لله)
معناه الاستثناء.
وقيل: التبرئة.
وفسره مجاهد: بـ"معاذ الله".
وقيل: إنه من قولهم: كنت [في] حشا فلان، أي: [ناحيته] من كل
سوء.
(2/713)
(حصحص الحق)
ظهر وتبين من جميع وجوهه.
من حص رأسه: إذا صلع، قال [أبو] قيس بن الأسلت:
579 - قد حصت البيضة رأسي فما ... أطعم [نوماً] غير تهجاع
580 - أسعى على جل بني مالك ... كل امرئ في شأنه ساع.
(بضاعتهم)
وكانت ورقاً، وإنما ردها إليهم، ليتوسع بها أبوه وقومه، وليظهر
أنه خير المنزلين.
(2/714)
(نكتل)
وزنه نفتل، محذوف العين.
[سأل] المازني [عنه] [ابن السكيت] عند الواثق، فقال: نفعل
(2/715)
قال: فماضيه إذن كتل.
(فالله خير حافظاً)
نصبه على الحال، أي: فالله خير الأرباب حافظاً.
وقيل: إن حافظاً مصدر، فهو كقراءة من قرأ (فالله خير حافظاً)
(2/716)
ومثله: (أجيبوا داعي الله) أي: دعاء الله.
(ما نبغي)
ما الذي نطلب بعد هذا الإحسان.
([و] نمير أهلنا)
نحمل لهم الميرة، وهي ما يقوت الإنسان.
قال الشاعر:
581 - لنا إبل ما تستفيق تميرنا ... لحمانها ولنا الوسل
582 - ولكن قليل ما بقاء وطابنا ... ولا سيما إن ساق أضيافنا
المحل.
(2/717)
(ونزداد كيل بعير)
وكان يعطي كل واحد منهم حمل بعير.
(ذلك كيل يسير)
أي: مناله لا تعاسر علينا فيه.
(إلا أن يحاط بكم)
إلا أن تهلكوا جميعاً، كقوله: (وأحيط بثمره).
(إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها)
من أمره لهم بالدخول [من] أبواب لئلا يعتانوا.
(وإنه لذو علم لما علمناه)
أي: ذو يقين.
(2/718)
وقيل: ذو عمل.
(فلا تبتئس)
لا تبأس، أي: لا يكن عليك بأس بعملهم.
السقاية والصواع: إناء يشرب به، ويكال فيه أيضاً.
و (العير)
الرفقة. قال:
583 - فلما مضى [شهر و] عشر لعيرها ... وقالوا [تجيء] الآن قد
حان حينها
584 - أمرت من الكتان خيطاً وأرسلت ... جرياً إلى أخرى
[قريباً] تعينها.
(2/719)
(إنكم لسارقون)
كان ذلك من قول [الكيال]، وكان لم يعلم من جعل السقاية فيه.
ومن قال: إنه من قول يوسف فهو على أنهم [سرقوه] من أبيه.
(من وجد في رحله فهو جزاؤه)
كان حكم السارق في دين بني إسرائيل أن يسترقه صاحب المال.
(كذلك كدنا)
صنعنا، عن ابن عباس.
(2/720)
ودبرنا، عن القتبي.
وأردنا، عن ابن الأنباري.
(ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك)
كان حكم [السارق الضرب والضمان في دين الملك].
(إلا أن يشاء الله)
أي: استرقاق السارق على دين بني إسرائيل.
وتسريق أخيه مع براءته لا يستقبح، لأنه احتيال تضمن وجوهاً من
الحكمة، منها: أخذه عنهم على حكمهم.
(2/721)
ومنها: أن أخاه [كان] عالماً بالقصة فلم
يكن بهتاناً.
ومنها: أنه كالتلعب بهم [مع ما] جدوا في أمره من قصد الهلاك.
ويكون ذلك من أبواب الملاينة والمقاربة.
ومنها: أنه جعل لهم مخلصاً عنه -لو فطنوه- وهو أنه [جعل]
بضاعتهم في رحالهم من قبل، ولم يعلموا، [فهلا] قالوا: إن
الصواع جعلت في رحالنا بغير علمنا.
(فقد سرق أخ [له] من قبل)
[قيل]: إن يوسف في صباه أخذ شيئاً من الدار [ودفعها] إلى سائل،
وكان سجيته الإيثار، كما روي أنه كان يجوع في السنين وهو على
خزائن الأرض، وإذا قدم إليه طعام أطعمه.
وقيل: إنه كان في أول الصبى في حضانة عمته، فلما أراد يعقوب
أخذه
(2/722)
منها على كراهتها جعلت مخنقة في قميصه من
غير علمه، وسرقته بها لتسترقه فتمسكه على دينهم.
فهذا تأويل سرقته.
وأما انكتام أمره على أبيه مع تانك الوجاهة والنباهة فيحتمل أن
يوسف مأموراً بإخفاء أمره على أبيه.
ويحتمل الصرفة الكلامية، والصرفة مسئلة كثيرة النظائر، مفتنة
الشعب.
وهي ها هنا: صرف الله قلوبهما عن طلب كل واحد منهما موضع
صاحبه.
وبالجملة، لله تعالى في الأنبياء تدبير خفي خارج عن المعتاد.
(فلما استيئسوا)
(2/723)
يئسوا. قال عبدة بن طبيب:
585 - تأرب من هند خيال مؤرق ... إذا استيأست من ذكر [ها]
النفس تطرق.
(نجياً)
جمع [مناج]، وفي غير هذا الموضع يصلح واحداً ومصدراً واسماً
حتى يكسر على الأنجية. قال:
586 - إني إذا ما القوم كانوا أنجية
587 - واضطرب القوم اضطراب الأرشية
(2/724)
588 - هناك أوصيني ولا توصي بيه.
(ومن قبل ما فرطتم)
موضع (ما) نصب بوقوع الفعل عليه، وهو [و] ما بعده بمنزلة
المصدر، كأنه: ألم تعلموا ميثاق أبيكم وتفريطكم. ويجوز أن يكون
التقدير: ومن قبل: تفريطكم، فتكون (من قبل) مبتدأ، و (ما
فرطتم) خبره.
والكظيم، الصابر على جزنه من كظم الغيظ.
(2/725)
وقيل: إنه الممتلئ حزناً كالسقاء المكظوم.
ويجوز أنه الذي لا يتكلم من الغم، كأن فاه مسدود، أو هو أيضاً
من كظم فم الإناء، وهو سده. قال:
589 - وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني ... وأشمت بي من كان فيك
يلوم
[وقال]:
590 - وأنت [التي] أغضبت قومي فكلهم ... بعيد الرضى داني
الصدود كظيم.
(2/726)
(تفتؤا)
تزال وتنفك. قال:
591 - فما فتئت خيل تثوب وتدعي ... ويلحق منها أولون [وآخر]
592 - لدن غدوة حتى أتى الليل وانجلت ... عماية يوم شره
المتظاهر.
والمراد بقوله تفتؤ: لا تفتؤ، أي: لا تنفك، كما قال الهذلي:
593 - بني عمنا في كل يوم كريهة ... ولو قرب الأنساب عمراً
وكاهلاً
(2/727)
594 - إذا [أقسموا] أقسمت [أنفك] منهم ...
ولا منهما حتى تفك [السلاسلا]
وقال آخر من هذيل، وهو شائع في لغتهم:
595 - تبين صلاة الحرب منا ومنكم ... إذا ما التقينا والمسالم
بادن
596 - فيبرح منا سلفع متلبب ... جرئ على الغراء والغزو مارن.
(حرضاً)
مريضاً دنفاً.
(2/728)
وقيل: هو الذاهب العقل. قال العرجي:
597 - إني امرؤ لج بي حب وأحرضني ... حتى بليت وحتى [شفني]
السقم.
والبث: الحزن الذي لا يطيقه الإنسان، أو يبثه. كما قال ذو
الرمة:
598 - وقفت على ربع لمية ناقتي ... فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
599 - وأسقيه حتى كاد مما أبثه ... تكلمني أحجاره وملاعبه.
(2/729)
(فتحسسوا)
التحسس: طلب الشيء بالحس.
قال الأشعب:
600 - خليلي زورا علو ثم تحسسا ... ولا تعجلا أن تنظر هل لها
عقل.
أي: هل تعقل قتيلها وتديه.
(مزجاة)
يسيرة لا [يعتد] بها، قال الراعي:
601 - ومرسل ورسول غير متهم ... وحاجة غير مزجاة من الحاج
(2/730)
602 - طاوعته بعدما طال النجي بها ... وظن
أني عليه غير منعاج.
(لا تثريب عليكم اليوم)
لا تعيير. ثرب: عدد ذنوبه. قال:
603 - فعفوت عنهم عفو غير مثرب ... وتركتهم لعقاب يوم سرمد.
وخص اليوم، والمراد به الزمان، والعالم الشامل.
كما قال امرؤ القيس:
604 - حلت لي الخمر وكنت امرءاً ... عن شربها في شغل شاغل
(2/731)
605 - فاليوم فاشرب غير [مستحقب] ... إثماً
من الله ولا واغل.
(تفندون)
تعذلون.
(ضلالك القديم)
محبتك.
وقيل: عنائك. كما قال أوس:
(2/732)
606 - إذا ناقة شدت برحل ونمرق ... إلى حكم
[بعدي] فضل ضلالها
607 - كأني حلوت الشعر يوم مدحته ... صفا صخرة صماء صلد
بلالها.
(خاطئين)
آثمين.
قال ابن السكيت: خطئ خطأ [تعمد] الإثم، وأخطأ ثم لم يتعمد.
قال:
608 - قد علمت [جلادها] وخورها
609 - إنك قد خطيت إذ تهورها.
(2/733)
(وجاء بكم من البدو)
وكانوا بادية أهل وبر ومواش.
والبادية: القوم المجتمعون الظاهرون للأعين.
ومن قال: إن البادية بلد الأعراب [فإنما غلطه] فيه عادة العامة
والسالكين طريق الحج، ألا ترى أن تنكير البادية، ولو كان بلداً
معروفاً لكان معرفة أبداً قال النابغة الجعدي:
610 - وبادية سؤم الجراد وزعتها ... تكلفتها سيداً أزل مصدرا.
(2/734)
(نزغ الشيطان)
أفسد ما [بيني و] بينهم.
(وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)
هو إيمان المشركين بالله، وأنه الخالق والرازق، ثم يقولون إن
الأصنام شركاؤه أو شفعاؤنا إليه.
وقيل: مثل قول الرجل لولا الله وفلان/لهلكت، كما أنشد أبو تمام
في
(2/735)
الوحشيات:
611 - وأفلتنا هجين بني قريظ ... يفدي المهر من حب الإياب
612 - فلولا الله والمهر المفدى ... [لأبت] وأنت [غربال]
الإهاب.
(ولدار الآخرة)
ولدار الحال الآخرة، كقوله: (وحب الحصيد) أي: الزرع الحصيد.
قال:
(2/736)
613 - ولو [أقوت] عليك ديار عبس ... عرفت
الذل عرفان اليقين
أي: عرفان العلم اليقين.
(حتى إذا استيئس الرسل [وظنوا أنهم قد كذبوا)
بالتشديد الضمير للرسل، والظن بمعنى اليقين، أي: لما استيأس
الرسل] من إيمان قومهم أن يصدقوهم، [وأيقنوا] أن القوم كذبوهم
(جاءهم نصرنا).
وبالتخفيف، يكون الضمير للقوم، أي: حسب القوم أن الرسل كاذبون
في وعد العذاب.
(2/737)
فهم على هذا [مكذبون، لأن كل من كذبك فأنت
مكذوبه، كما في صفة الرسول عليه السلام: الصادق] [المصدوق، أي:
صدقه] جبريل.
وسئل سعيد بن جبير عنها -في دعوة حضرها الضحاك مكرهاً- قال:
نعم حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يصدقوهم، وظن قومهم أن
الرسل كذبوهم.
فقال الضحاك: ما رأيت كاليوم، رجل يدعى إلى علم [فيتلكأ]، لو
رحلت في هذا إلى اليمن لكان يسير [اً].
[تمت سورة يوسف]
(2/738)
|