باهر البرهان فى
معانى مشكلات القرآن سورة الأنبياء
عليهم السلام
(اقترب للناس حسابهم)
[اقترابه] من وجهين:
أحدهما: أن كل آت قريب.
والثاني: قلة ما يبقى بالقياس إلى ما مضى.
(محدث)
أي: في التنزيل.
(لاهية)
مشتغلة عنه من لهيت ألهي.
ويجوز طالبة للهو، من لهوت ألهو.
وإذا تقدمت الصفة على الموصوف، انتصب. كقول الشاعر:
(2/922)
780 - [لـ]ـمية موحشاً طلل ... [يلوح] كأنه
خلل. (وأسروا النجوى الذين ظلموا)
جاء على قولهم: أكلوني البراغيث.
(أفتأتون السحر)
أفتقبلونه؟
(فيه ذكركم)
شرفكم إن عملتم به.
(يركضون)
[يسرعون، ويستحثون]، ركضت الفرس، إذا حثثته على المر السريع،
(2/923)
فعدا، ولا يقال فركض.
(لعلكم تسئلون)
أي: لتسألوا عما كنتم تعملون.
وقيل: إنه على [استهزاء بهم].
(حصيداً خامدين)
أي: خمدوا كالنار، وحصدوا كما يحصد الزرع بالفأس.
([و] لا يستحسرون)
لا يتعبون، ولا ينقطعون عن العمل، من البعير الحسير، وهو
المعيى.
(ينشرون)
يحيون الموتى، أنشر الله الموتى فنشروا.
(ومن يقل منهم إني إله)
(2/924)
قيل: إنه إبليس في [دعائه إلى] طاعته.
(كانتا رتقاً)
[ملتصقتين] ففتق الله بينهما بالهواء.
وقيل: فتق السماء بالمطر، والأرض بالنبات.
(يذكر ءالهتكم)
يعيبهم. قال عنترة:
(2/925)
781 - لا تذكري فرسي وما أطعمته ... فيكون
جلدك مثل جلد الأجرب
(خلق الإنسان من عجل)
فسر باسم الجنس، كقوله: (وكان الإنسان عجولاً)
وفسر بآدم عليه السلام، وأنه لما نفخ فيه الروح، فقبل أن
استكمله نهض.
وقال الأخفش: معناه خلق الإنسان في عجلة.
وذكر صاحب العين: أن العجل: الحمأة.
(2/926)
وذكر غلام ثعلب في الياقوتة: إنه التراب،
وأنشد ابن الأعرابي:
782 - والنبع ينبت بين الصخر ضاحية ... خل ينبت بين الماء
والعجل
ووجه المطابقة بين ذلك وقوله: (فلا تستعجلون): أن من خلق
الإنسان مع ما فيه من بديع الصنعة التي يعجز عنها كل قادر،
ويحار فيها كل ناظر، لا يعجزه ما استعجلوه من الآيات.
(فتبهتهم)
(2/927)
تفجؤهم.
وقيل: [تحيرهم].
(نفحة)
دفعة يسيرة.
وقيل: نصيب، يقال: نفح له من العطاء، إذا أعطاه نصيباً منه.
(ونضع الموازين القسط)
على قولهم: قوم رضى وعدل.
(جذاذاً)
حطاماً، ويجوز قطعاً، جمع جذاذة، مثل: زجاجة وزجاج، و
(جذاذاً): جمع جذيذ، مثل: خفيف وخفاف.
(2/928)
(فتى يذكرهم)
يعيبهم.
(قال بل فعله كبيرهم)
أي: يجب أن يفعله كبيرهم -أن لو [كان] معبوداً على زعمكم- لئلا
يعبد معه غيره، فهو على إلزام الحجة لا الخبر. وقيل: إنه خبر
معلق بشرط لا يكون -وهو نطق الأصنام- فيكون نفياً [للمخبر به]
كما قال:
(2/929)
783 - إذا شاب الغراب أتيت أهلي ... القار
كاللبن الحليب. وقال آخر:
784 - وقد تركناك لا ترانا على بابك ... رى قفاك اللئيما.
والكسائي [يقف] على "بل فعله" أي: بل فعله من فعله. ثم يبتدئ
بقوله: (كبيرهم هذا).
(إذ نفشت فيه غنم القوم)
رعت ليلاً. يقال: نفشت الغنم نفشها [أهلها]، إن لم يكن معها
راعيها فهي بالليل سدى وبالنهار همل. يقال: أسداها أهلها
وأهملها، إذا فعلوا ذلك ثم غابوا.
(2/930)
(ففهمناها سليمان)
فدفع الغنم إلى صاحب الحرث، لينتفع بدرها ونسلها، ودفع الحرث
إلى صاحب الغنم، وجعل عليه عمارته، حتى إذا نبتت في السنة
القابلة [ترادا].
اللبوس: الدرع. للواحد [و] الجميع. قال الراجز:
785 - إلبس لكل حالة لبوسها ... عيمها وإما بوسها.
(وذا النون)
أي: صاحب الحوت، وبه يفسر قوله: (ن والقلم)
(2/931)
في بعض الروايات. قال:
786 - زر جانب القصر نعم القصر والوادي ... ما شئت من حاضر فيه
[ومن] بادي
787 - ترفي [سفاينه] والوحش راتعة ... والضب والنون والملاح
والحادي
(2/932)
(إذ ذهب مغاضباً)
أي: مغاضباً لقومه حين استبطأ وعد الله فخرج عن قومه بغير
أمره، ولم يصبر، كما قال تعالى: (فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب
الحوت).
(فظن أن لن نقدر عليه)
لن نضيق عليه كقوله: (ومن قدر عليه رزقه).
وقيل: إنه على تقدير الاستفهام، أي: أفظن؟
(2/933)
(في الظلمات)
ظلمة الليل، والبحر، وبطن الحوت.
(إن هذه أمتكم)
أي: دينكم (أمة واحدة) ديناً واحداً.
ونصبه على القطع.
وقيل: معناه إنكم خلق واحد، فكونوا على دين واحد. (وتقطعوا
أمرهم بينهم)
اختلفوا في الدين وتفرقوا.
(وحرام)
واجب.
(على قرية)
أهل قرية.
(أهلكناها)
(2/934)
أي: بالعذاب.
وقال عكرمة: وجدناها هالكة بالذنوب، كقولك: أعمرت بلدة
وأخربتها، إذا وجدتها كذلك.
(أنهم لا يرجعون)
لا يؤمنون.
(من كل حدب)
الحدب فجاج الأرض.
وقيل: قلاعها.
(ينسلون)
يخرجون. وقيل: يسرعون، من نسلان الذئب، قال الهذلي:
788 - حامي الحقيقة [نسال] الوديقة معـ ... ـتاق الوسيقة جلد
غير ثنيان
(2/935)
789 - آبي الهضيمة ناب العظيمة متـ ...
ـلاف الكريمة لا سقط ولا وان.
(حصب جهنم)
حطبها.
وقيل: يحصبون فيها بالحصباء.
(الفزع الأكبر)
إطباق باب النار على أهلها، عن علي رضي الله عنه، وعن الحسن:
أنه النفخة الأخيرة.
(2/936)
(كطي السجل)
اسم الملك الذي يكتب الأعمال.
وقيل: كاتب النبي عليه السلام.
وقيل: اسم الصحيفة، فيكون الكاتب. [مصدراً] كالكتابة، نحو
قوله: (وكل شيء أحصيناه كتاباً).
(ولقد كتبنا في الزبور)
زبور داود عليه السلام.
(من بعد الذكر)
(2/937)
أي: التوراة.
وقال مجاهد: (الزبور) الكتب المزبورة التي أنزلها الله على
أنبيائه. و (الذكر): أم الكتاب.
(ءاذنتكم على سواء)
أمر بين سوي.
وقيل: قصد عدل.
(لعله فتنة)
أي: إبقاؤكم على ما أنتم عليه، كناية عن مدلول غير مذكور. (قال
رب احكم بالحق)
أي: بحكمك الحق.
وقيل: افصل بيننا بإظهار الحق.
(2/938)
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شهد
حرباً قرأها.
[تمت سورة الأنبياء]
(2/939)
|