تفسير ابن عطية
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز إِذَا جَاءَ نَصْرُ
اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي
دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة النّصر
وهي مدنية بإجماع.
قوله عز وجل:
[سورة النصر (110) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ
يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً (2) فَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (3)
قرأ ابن عباس: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وسأل عمر
بن الخطاب رضي الله عنه جمعا من الصحابة الأشياخ وبالحضرة لابن
عباس عن معنى هذه السورة وسببها، فقالوا كلهم بمقتضى ظاهر
ألفاظها، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عند الفتوح التي
فتحت عليه مكة وغيرها بأن يسبح ربه ويحمده ويستغفره، فقال لابن
عباس: ما تقول أنت يا عبد الله؟ فقال: هو أجل رسول الله صلى
الله عليه وسلم أعلمه الله بقربه إذا رأى هذه الأشياء، فقال
عمر ما أعلم منها إلا ما ذكرت، وهذا المنزع الذي ذكره ابن عباس
ذكره ابن مسعود وأصحابه ومجاهد وقتادة والضحاك، وروت معناه
عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه عليه السلام لما فتحت
مكة وأسلمت العرب جعل يكثر أن يقول «سبحان الله وبحمده، اللهم
إني أستغفرك» يتأول القرآن في هذه السورة، وقال لها مرة: «ما
أراه إلا حضور أجلي» ، وتأوله عمر والعباس بحضرة رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فصدقهما. و «النصر» الذي رآه رسول الله صلى
الله عليه وسلم:
هو غلبته لقريش ولهوازن وغير ذلك، وَالْفَتْحُ: هو فتح مكة
والطائف ومدن الحجاز وكثير من اليمن ودخول الناس في الإسلام
أَفْواجاً، كان بين فتح مكة إلى موته صلى الله عليه وسلم، قال
أبو عمر بن عبد البر النمري رحمه الله في كتاب الاستيعاب في
الصحابة في باب أبي خراش الهذلي: لم يمت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وفي العرب رجل كافر، بل دخل الكل في الإسلام بعد
حنين والطائف، منهم من قدم ومنهم من قدم وفده، ثم كان بعده من
الردة ما كان ورجعوا كلهم إلى الدين.
قال القاضي أبو محمد: والمراد والله أعلم عرب عبدة الأوثان،
وأما نصارى بني تغلب فما أراهم أسلموا قط في حياة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، لكن أعطوا الجزية، والأفواج: الجماعة إثر
الجماعة، كما قال تعالى: أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ [الملك: 8]
وقال مقاتل: المراد بالناس أهل اليمن وفد منهم سبعمائة رجل،
وقاله عكرمة، وقال الجمهور: المراد جميع وفود العرب لأنهم
قالوا: إذا فتح الحرم لمحمد عليه
(5/532)
السلام وقد حماه الله من الحبشة وغيرهم
فليس لكم به يدان، وذكر جابر بن عبد الله فرقة الصحابة فبكى
وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «دخل الناس في
الدين أفواجا وسيخرجون منه أفواجا» وقوله: إِنَّهُ كانَ
تَوَّاباً يعقب ترجية عظيمة للمستغفرين، جعلنا الله منهم، وحكى
النقاش عن ابن عباس أن «النصر» صلح الحديبية، وأن «الفتح» فتح
مكة، وقال ابن عمر: نزلت هذه السورة على النبي صلى الله عليه
وسلم بمنى في وسط أيام التشريق في حجة الوداع وعاش بعدها
ثمانين يوما أو نحوها صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم.
(5/533)
تَبَّتْ يَدَا أَبِي
لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ
(2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة المسد
وهي مكية بإجماع.
قوله عز وجل:
[سورة المسد (111) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) ما أَغْنى عَنْهُ
مالُهُ وَما كَسَبَ (2) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (3)
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)
فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
روي في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت عليه:
وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [الشعراء: 214] قال:
«يا صفية بنت عبد المطلب، ويا فاطمة بنت محمد لا أملك لكما من
الله شيئا سلاني من مالي ما شئتما» ، ثم صعد الصفا فنادى بطون
قريش: «يا بني فلان، يا بني فلان» ، وروي أنه صاح بأعلى صوته:
«يا صباحاه» فاجتمعوا إليه من كل وجه، فقال لهم: «أرأيتم لو
قلت لكم إني أنذركم خيلا بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا:
نعم، قال: فإني نذير بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب:
تبا لك سائر اليوم، ألهذا، جمعتنا» ؟ فافترقوا عنه ونزلت
السورة، وتَبَّتْ معناه: خسرت، والتباب:
الخسار والدمار، وأسند ذلك إلى اليدين من حيث اليد موضع الكسب
والربح وضم ما يملك، ثم أوجب عليه أنه قد تب أي حتم ذلك عليه،
ففي قراءة عبد الله بن مسعود: «تبت يدا أبي لهب وقد تب» ، و
«أبو لهب» : هو عبد العزى بن عبد المطلب، وهو عم النبي صلى
الله عليه وسلم، ولكن سبقت له الشقاوة، وقرأ ابن كثير وابن
محيصن: «أبي لهب» بسكون الهاء، وقرأ الباقون: بتحريك الهاء،
ولم يختلفوا في فتحها في ذاتَ لَهَبٍ، وقوله تعالى: ما أَغْنى
عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ يحتمل أن تكون ما نافية، ويكون
الكلام خبرا عن أن جميع أحواله الدنياوية لم تغن عنه شيئا حين
حتم عذابه بعد موته، ويحتمل أن تكون ما استفهاما على وجه
التقرير أي أين الغناء الذي لماله ولكسبه؟ وَما كَسَبَ: يراد
به عرض الدنيا من عقار ونحوه، أو ليكون الكلام دالا على أنه
أتعب فيه نفسه لم يجئه عفوا لا بميراث وهبة ونحوه، وقال كثير
من المفسرين: المراد ب ما كَسَبَ بنوه، فكأنه قال: ما أَغْنى
عَنْهُ مالُهُ وولده، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«خير ما كسب الرجل من عمل يده وإن ولد الرجل من كسبه» ، وروي
أن أولاد أبي لهب اختصموا عند ابن عباس فتنازعوا وتدافعوا،
فقام ابن عباس ليحجز بينهم، فدفعه أحدهم، فوقع على فراشه، وكان
قد كف بصره فغضب وصاح: أخرجوا عني الكسب الخبيث، وقرأ الأعمش
وأبي بن كعب: «وما اكتسب» وقوله: سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ
حتم عليه بالنار وإعلام بأنه يوافي على
(5/534)
كفره، وانتزع أهل الأصول من هذه الآية
تكليف ما لا يطاق، وأنه موجود في قصة أبي لهب، وذلك أنه مخاطب
مكلف أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، ومكلف أن يؤمن بهذه
السورة وصحتها، فكأنه قد كلف أن يؤمن، وأن يؤمن أنه لا يؤمن،
قال الأصوليون ومتى ورد تكليف ما لا يطاق فهي أمارة من الله
تعالى أنه قد حتم عذاب ذلك المكلف كقصة أَبِي لَهَبٍ، وقرأ
الجمهور «سيصلى» بفتح الياء، وقرأ ابن كثير والحسن وابن مسعود
بضمها، وقوله تعالى: وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ هي أم
جميل أخت أبي سفيان بن حرب عمة معاوية بن أبي سفيان، وعطف قوله
وَامْرَأَتُهُ على المضمر المرفوع دون أن يؤكد الضمير بسبب
الحائل الذي ناب مناب التأكيد، وكانت أم جميل هذه مؤذية لرسول
الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بلسانها وغاية قدرتها، وقال
ابن عباس: كانت تجيء بالشوك فتطرحه في طريق النبي صلى الله
عليه وسلم وطريق أصحابه ليعقرهم، فلذلك سميت حَمَّالَةَ
الْحَطَبِ، وعلى هذا التأويل، ف حَمَّالَةَ معرفة يراد به
الماضي، وقيل إن قوله حَمَّالَةَ الْحَطَبِ استعارة لذنوبها
التي تحطبها على نفسها لآخرتها، ف حَمَّالَةَ على هذا نكرة،
يراد بها الاستقبال، وقيل هي استعارة لسعيها على الدين
والمؤمنين، كما تقول: فلان يحطب على فلان وفي حبل فلان، فكانت
هي تحطب على المؤمنين وفي حبل المشركين، وقال الشاعر: [الرجز]
إن بني الأدرم حمالوا الحطب ... هم الوشاة في الرضى وفي الغضب
وقرأ ابن مسعود: «ومرياته» ، وقرأ الجمهور: «حمالة» بالرفع،
وقرأ عاصم: «حمالة» بالنصب على الذم، وهي قراءة الحسن والأعرج
وابن محيصن، وقرأ ابن مسعود: «حمالة للحطب» بالرفع ولام الجر،
وقرأ أبو قلابة: «حاملة» الميم بعد الألف، وقوله: فِي جِيدِها
حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ، قال ابن عباس والضحاك والسدي وابن زيد:
الإشارة إلى الحبل حقيقة الذي ربطت به الشوك وحطبه، قال السدي:
«المسد» الليف، وقيل: ليف المقل ذكره أبو الفتح وغيره، وقال
ابن زيد: هو شجر باليمن يسمى المسد، تصنع منه الحبال، وقال
النابغة: [البسيط]
مقذوفة بدخيس النحض بازلها ... له صريف صريف القعو بالمسد
القعو: البكرة، والمسد: الحبل، وقال عروة بن الزبير وسفيان
ومجاهد وغيرهم: هذا الكلام استعارة والمراد سلسلة من حديد في
جهنم ذرعها سبعون ذراعا، ونحو هذا من العبارات، وقال قتادة:
حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ، قلادة من ودع، قال ابن المسيب: كان لها
قلادة فاخرة فقالت: لأنفقنها على عداوة محمد.
قال القاضي أبو محمد: فإنما عبر عن قلادتها ب حَبْلٌ مِنْ
مَسَدٍ على جهة التفاؤل لها، وذكر تبرجها في هذا السعي الخبيث،
وروي في هذا الحديث أن هذه السورة لما نزلت وقرئت، بلغت أم
جميل فجاءت أبا بكر وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم في
المسجد، فقالت: يا أبا بكر: بلغني أن صاحبك هجاني ولأفعلن
وأفعلن وإني شاعرة وقد قلت فيه: [الرجز] مذمما قلينا ودينه
أبينا فسكت أبو بكر ومضت هي، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «لقد حجبني عنها ملائكة فما رأتني وكفى الله شرها» .
(5/535)
قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
(3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الإخلاص
هذه السورة مكية، قاله مجاهد بخلاف عنه وعطاء وقتادة، وقال ابن
عباس والقرظي وأبو العالية هي مدنية.
قوله عز وجل:
[سورة الإخلاص (112) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ
يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ
(4)
قرأ عمر بن الخطاب وابن مسعود والربيع بن خيثم: «قل هو الله
أحد الواحد الصمد» ، وروى أبي بن كعب أن المشركين سألوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن نسب ربه تعالى عما يقول الجاهلون
فنزلت هذه السورة، وروى ابن عباس أن اليهود دخلوا على النبي
صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد صف لنا ربك وانسبه فإنه
وصف نفسه في التوراة ونسبها، فارتعد رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى خر مغشيا عليه ونزل عليه جبريل بهذه السورة، وقال أبو
العالية قال قتادة: الأحزاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
انسب لنا ربك، فأتاه الوحي بهذه السورة، وأَحَدٌ معناه: فرد من
جميع جهات الوحدانية، ليس كمثله شيء، وهو ابتداء واللَّهُ
ابتداء ثان وأَحَدٌ خبره، والجملة خبر الأول، وقيل: هُوَ
ابتداء واللَّهُ خبره وأَحَدٌ بدل منه، وحذف أبو عمرو التنوين
من أَحَدٌ لالتقاء الساكنين: «أحد الله» وأثبتها الباقون
مكسورة للالتقاء، وأما وفقهم كلهم فبسكون الدال، وقد روي عن
أبي عمرو: الوصل بسكون الدال، وروي عنه أيضا تنوينها،
والصَّمَدُ في كلام العرب السيد الذي يصمد إليه في الأمور
ويستقل بها، وأنشدوا: [الطويل]
ألا بكر الناعي بخير بني أسد ... بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
وبهذا تفسر هذه الآية لأن الله جلت قدرته هو موجود الموجودات،
وإليه تصمد به قوامها، ولا غني بنفسه إلا هو تبارك وتعالى،
وقال كثير من المفسرين: الصَّمَدُ الذي لا جوف له، كأنه بمعنى
المصمت، وقال الشعبي: هو الذي لا يأكل ولا يشرب، وفي هذا
التفسير كله نظر، لأن الجسم في غاية البعد عن صفات الله تعالى.
فما الذي تعطينا هذه العبارات، واللَّهُ الصَّمَدُ ابتداء
وخبر، وقيل:
الصَّمَدُ نعت، والخبر فيما بعد، وقوله تعالى: لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ رد على إشارة الكفار في النسب
(5/536)
الذي سألوه، وقال ابن عباس: تفكروا في كل
شيء ولا تتفكروا في ذات الله تعالى.
قال القاضي أبو محمد: لأن الأفهام تقف دون ذلك حسيرة،
والمؤمنون يعرفون الله تعالى بواجب وجوده وافتقار كل شيء إليه
واستغنائه عن كل شيء وينفي العقل عنه كل ما لا يليق به تبارك
وتعالى، وأن ليس كمثله شيء، وكل ما ذكرته فهو في ضمن هذه
السورة الوجيزة البليغة، وقوله تعالى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفُواً أَحَدٌ معناه: ليس له ضد ولا ند ولا شبيه، والكفأ
والكفؤ والكفاء النظير، وقرأ: «كفؤا» بضم الكاف وهمز مسهل نافع
والأعرج وأبو جعفر وشيبة، وقرأ بالهمز عاصم وأبو عمرو بخلاف
عنه، وقرأ حمزة: «كفوا» بالهمز وإسكان الفاء وروي عن نافع
«كفا» بفتح الفاء وبغير همز. وقرأ سليمان بن علي بن عبد الله
بن عباس: «ولم يكن له كفاء أحد» ، بكسر الكاف وفتح الفاء،
والمد، وكُفُواً: خبر كان واسمها أَحَدٌ، والظرف ملغى، وسيبويه
رحمه الله يستحسن أن يكون الظرف إذا تقدم خبرا، ولكن قد يجيء
ملغى في أماكن يقتضيها المعنى كهذه الآية، وكما قال الشاعر:
ما دام فيهن فصيل حيا ويحتمل أن يكون: كُفُواً، حالا لما قدم
من كونه وصفا للنكرة، كما قال: لعزة موحشا طلل، قال سيبويه:
وهذا يقل في الكلام، وبابه الشعر، وقال صلى الله عليه وسلم:
«إن قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تعدل ثلث القرآن» .
قال القاضي أبو محمد: بما فيها من التوحيد.
(5/537)
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ
إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ
(4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الفلق
هذه السورة قال ابن عباس هي مدنية، وقال قتادة: هي مكية.
قوله عز وجل:
[سورة الفلق (113) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (2)
وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ
النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (5)
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد هو آحاد أمته، وقال
ابن عباس وابن جبير والحسن والقرظي وقتادة ومجاهد وابن زيد:
الْفَلَقِ: الصبح، كقوله تعالى: فالِقُ الْإِصْباحِ [الأنعام:
96] وقال ابن عباس أيضا وجماعة من الصحابة والتابعين وغيرهم:
الْفَلَقِ: جب في جهنم ورواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم، وقوله: مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ يعم كل موجود له شر، وقرأ
عمرو بن عبيد وبعض المعتزلة القائلين: بأن الله لم يخلق الشر
«من شر ما خلق» على النفي وهي قراءة مردودة مبنية على مذهب
باطل، الله خالق كل شيء، واختلف الناس في: «الغاسق إذا وقب»
فقال ابن عباس ومجاهد والحسن: «الغاسق» : الليل ووَقَبَ معناه:
أظلم ودخل على الناس، وقال الشاعر [ابن قيس الرقيات] :
[المديد]
إن هذا الليل قد غسقا ... واشتكيت الهم والأرقا
وقال محمد بن كعب: «الغاسق إذا وقب» ، النهار دخل في الليل،
وقال ابن زيد عن العرب، «الغاسق» سقوط الثريا، وكانت الأسقام
والطاعون تهيج عنده، وقال عليه السلام: النجم هو الغاسق فيحتمل
أن يريد الثريا، وقال لعائشة وقد نظر إلى القمر: «تعوذي بالله
مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ، فهذا هو» ، وقال القتبي وغيره:
هو البدر إذا دخل في ساهوره فخسف، قال الزهري في «الغاسق إذا
وقب» :
الشمس إذا غربت، ووَقَبَ في كلام العرب: دخل، وقد قال ابن عباس
في كتاب النقاش: «الغاسق إذا وقب» : ذكر الرجل، فهذا التعوذ في
هذا التأويل نحو قوله عليه السلام وهو يعلم السائل التعوذ: «قل
أعوذ بالله من شر سمعي وشر قلبي وشر بصري وشر لساني وشر منيي»
، ذكر الحديث جماعة والنَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ السواحر،
ويقال إن الإشارة أولا إلى بنات لبيد بن الأعصم اليهودي كن
ساحرات وهن اللواتي سحرن مع أبيهم النبي صلى الله عليه وسلم
وعقدن له إحدى عشرة عقدة، فأنزل الله تعالى إحدى عشرة آية
(5/538)
بعد العقد، هي المعوذتان، فشفى الله النبي
صلى الله عليه وسلم، والنفث شبه النفخ دون تفل ريق، وهذا النفث
هو على عقد تعقد في خيوط ونحوها على اسم المسحور فيؤذى بذلك،
وهذا الشأن في زمننا موجود شائع في صحراء المغرب، وحدثني ثقة
أنه رأى عند بعضهم خيطا أحمر قد عقد فيه عقد على فصلان فمنعت
بذلك رضاع أمهاتها، فكان إذا حل جرى ذلك الفصيل إلى أمه في
الحين فرضع أعاذنا الله من شر السحر والسحرة بقدرته، وقرأ عبد
الله بن القاسم والحسن وابن عمر: «النافثات في العقد» ، وقوله
تعالى:
وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ قال قتادة: من شر عينه ونفسه،
يريد بالنفس السعي الخبيث والإذاية كيف قدر لأنه عدو مجد
ممتحن، وقال الشاعر:
كل عداوة قد ترجى إفاقتها ... إلا عداوة من عاداك من حسد
وعين الحاسد في الأغلب لاقعة نعوذ بالله من شرها ولا أعدمنا
الله حسدة. [الكامل]
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود
والحسد: في الاثنين اللتين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«حسد مستحسن غير ضار» ، وإنما هو باعث على خير، وهذه السورة
خمس آيات فقال بعض الحذاق: وهي مراد الناس بقولهم للحاسد إذا
نظر إليهم: الخمس على عينيك، وقد غلطت العامة في هذا فيشيرون
في ذلك بالأصابع لكونها خمسة، وأمال أبو عمرو حاسِدٍ، والباقون
بفتح الحاء وقال الحسن بن الفضل: ذكر الله تعالى الشر في هذه
السورة ثم ختمها بالحسد ليظهر أنه أخس طبع.
(5/539)
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ
شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي
صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة النّاس
قال ابن عباس وغيره: هي مدنية، وقال قتادة: هي مكية.
قوله عز وجل:
[سورة الناس (114) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلهِ
النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (4)
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ
وَالنَّاسِ (6)
الْوَسْواسِ اسم من أسماء الشيطان، وهو أيضا ما توسوس به شهوات
النفس وتسوله، وذلك هو الهواء الذي نهي المرء عن اتباعه وأمر
بمعصيته والغضب الذي وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرحه
وتركه حين قال له رجل أوصني، فقال: لا تغضب، قال زدني: قال: لا
تغضب، وقوله:
الْخَنَّاسِ معناه: على عقبه المستتر أحيانا وذلك في الشيطان
متمكن إذا ذكر العبد وتعوذ وتذكر فأبصر كما قال تعالى: إِنَّ
الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ
تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف: 201] ، وإذا
فرضنا ذلك في الشهوات والغضب ونحوه فهو يخنس بتذكير النفس
اللوامة بلمة الملك وبأن الحياء يردع والإيمان يردع بقوة فتخنس
تلك العوارض المتحركة وتنقمع عند من أعين بتوفيق. وقد اندرج
هذان المعنيان من الوسواس في قوله تعالى: مِنَ الْجِنَّةِ
وَالنَّاسِ أي من الشياطين ونفس الإنسان، ويظهر أيضا أن يكون
قوله: وَالنَّاسِ، يراد به من يوسوس بخدعه من البشر، ويدعو إلى
الباطل، فهو في ذلك كالشيطان، وكلهم قرأ «الناس» غير ممالة،
وروى الدوري عن الكسائي أنه أمال النون من النَّاسِ في حال
الخفض ولا يميل في الرفع والنصب، وقالت عائشة رضي الله عنها:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه
ونفث فيهما وقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1]
والمعوذتين، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، فيبدأ برأسه
ووجهه وما أقبل من جسده، ففعل ذلك ثلاثا، وقال قتادة رحمه
الله: إن من الناس شياطين ومن الجن شياطين، فتعوذوا بالله من
شياطين الإنس والجن.
(5/540)
فهرس الجزء الخامس من المحرر الوجيز
(5/541)
فهرس المحتويات تفسير سورة فصلت الآيات: 1-
7 3 الآيات: 8- 10 5 الآيتان: 11، 12 6 الآيات: 13- 15 7
الآيات: 16- 18 8 الآيات: 19- 22 10 الآيات: 23- 26 11 الآيات:
27- 30 13 الآيات: 31- 35 15 الآيات: 36- 39 16 الآيات: 40- 43
18 الآيات: 44- 46 20 الآيات: 47- 50 21 الآيات: 51- 54 22
تفسير سورة الشورى الآيات: 1- 5 25 الآيات: 6- 9 26 الآيات:
10- 12 27 الآيتان: 13، 14 29 الآيتان: 15، 16 30 الآيات: 17-
20 31 الآيات: 21- 23 32 الآيات: 24- 27 34 الآيات: 28- 33 36
الآيات: 34- 38 38 الآيات: 39- 41 39 الآيات: 42- 45 40
الآيات: 46- 48 42 الآيات: 49- 53 42 تفسير سورة الزخرف
الآيات: 1- 9 45 الآيات: 10- 14 47 الآيات: 15- 19 48 الآيات:
20- 25 50 الآيات: 26- 30 51 الآيات: 31- 35 52 الآيات: 36- 39
54 الآيات: 40- 45 56 الآيات: 46- 50 57 الآيات: 51- 56 58
الآيات: 57- 62 60 الآيات: 63- 68 62 الآيات: 69- 73 63
الآيات: 74- 81 64 الآيات: 82- 85 66 الآيات: 86- 89 67 تفسير
سورة الدخان الآيات: 1- 10 68 الآيات: 11- 18 69 الآيات: 19-
28 71 الآيات: 29- 36 73
(5/543)
الآيات: 37- 44 75 الآيات: 45- 59 76 تفسير
سورة الجاثية الآيات: 1- 6 79 الآيات: 7- 11 81 الآيات: 12- 14
82 الآيات: 15- 17 83 الآيات: 18- 21 84 الآيات: 22- 24 86
الآيات: 25- 29 87 الآيات: 30- 33 89 الآيات: 34- 37 90 تفسير
سورة الأحقاف الآيات: 1- 6 91 الآيات: 7- 9 93 الآيتان: 10، 11
94 الآيات: 12- 15 95 الآيات: 16- 19 98 الآيات: 20- 22 100
الآيات: 23- 26 101 الآيات: 27- 29 103 الآيات: 30- 33 105
الآيات: 34- 35 106 تفسير سورة محمد الآيات: 1- 3 109 الآيات:
4- 9 110 الآيات: 10- 13 112 الآيات: 14- 16 113 الآيات: 17-
19 115 الآيات: 20- 23 116 الآيات: 24- 28 118 الآيات: 29- 32
120 الآيات: 33- 35 122 الآيات: 36- 38 123 تفسير سورة الفتح
الآيات: 1- 4 125 الآيات: 5- 7 127 الآيات: 8- 10 128 الآيتان:
11، 12 130 الآيات: 13- 15 131 الآية: 16 132 الآيات: 17- 19
133 الآيات: 20- 24 134 الآيتان: 25، 26 136 الآيات: 27- 29
138 تفسير سورة الحجرات الآيات: 1- 3 144 الآيات: 4- 8 146
الآيتان: 9، 10 148 الآيتان: 11، 12 149 الآيتان: 13، 14 152
الآيات: 15- 18 154 تفسير سورة ق الآيات: 1- 8 155 الآيات: 9-
15 157 الآيات: 16- 21 159 الآيات: 22- 28 162 الآيات: 29- 35
164 الآيات: 36- 40 167 الآيات: 41- 45 169 تفسير سورة
الذاريات الآيات: 1- 16 171 الآيات: 17- 26 174 الآيات: 27- 36
177 الآيات: 37- 44 179 الآيات: 45- 52 181
(5/544)
الآيات: 53- 60 182 تفسير سورة الطور
الآيات: 1- 14 185 الآيات: 15- 20 187 الآيات: 21- 28 189
الآيات: 29- 36 191 الآيات: 37- 44 192 الآيات: 45- 49 193
تفسير سورة النجم الآيات: 1- 11 195 الآيات: 12- 18 198
الآيات: 19- 26 200 الآيات: 27- 31 202 الآيات: 32- 38 203
الآيات: 39- 51 206 الآيات: 52- 62 209 تفسير سورة القمر
الآيات: 1- 8 211 الآيات: 9- 17 213 الآيات: 18- 26 215
الآيات: 27- 35 217 الآيات: 36- 44 219 الآيات: 45- 55 220
تفسير سورة الرحمن الآيات: 1- 13 223 الآيات: 14- 18 226
الآيات: 19- 28 227 الآيات: 29- 36 229 الآيات: 37- 45 231
الآيات: 46- 57 232 الآيات: 58- 69 234 الآيات: 70- 78 235
تفسير سورة الواقعة الآيات: 1- 12 238 الآيات: 13- 26 240
الآيات: 27- 40 243 الآيات: 41- 50 245 الآيات: 51- 62 247
الآيات: 63- 74 248 الآيات: 75- 87 250 الآيات: 88- 96 254
تفسير سورة الحديد الآيات: 1- 4 256 الآيات: 5- 9 257 الآيتان:
10، 11 259 الآيات: 12- 14 260 الآيات: 15- 17 263 الآيتان:
18، 19 265 الآية: 20 266 الآيات: 21- 23 267 الآيات: 24- 26
268 الآيتان: 27، 28 270 الآية: 29 271 تفسير سورة المجادلة
الآيتان: 1، 2 272 الآيتان: 3، 4 274 الآيات: 5- 7 275 الآية:
8 276 الآيتان: 9، 10 277 الآيتان: 11، 12 278 الآيات: 13- 16
280 الآيات: 17- 21 281 الآية: 22 281 تفسير سورة الحشر
الآيتان: 1، 2 283
(5/545)
الآيات: 3- 6 284 الآيتان: 7، 8 286
الآيتان: 9، 10 287 الآيات: 11- 13 288 الآيات: 14- 17 289
الآيات: 18- 21 290 الآيات: 22- 24 291 تفسير سورة الممتحنة
الآية: 1 293 الآيات: 2- 4 294 الآيات: 5- 7 295 الآيات: 8- 10
296 الآيتان: 10، 11 297 الآيتان: 12، 13 299 تفسير سورة الصف
الآيات: 1- 5 301 الآيات: 6- 8 302 الآيات: 9- 12 303 الآيتان:
13، 14 304 تفسير سورة الجمعة الآيات: 1- 4 306 الآيات: 5- 8
307 الآيات: 9- 11 308 تفسير سورة المنافقون الآيات: 1- 4 311
الآيات: 5- 8 313 الآيات: 9- 11 315 تفسير سورة التغابن
الآيات: 1- 4 317 الآيات: 5- 7 318 الآيات: 8- 11 319 الآيات:
12- 15 320 الآيات: 16- 18 321 تفسير سورة الطلاق الآيات: 1- 3
322 الآيات: 4- 7 325 الآيات: 8- 11 326 الآية: 12 327 تفسير
سورة التحريم الآيات: 1- 3 329 الآيتان: 4، 5 331 الآيات: 6- 8
332 الآيتان: 9، 10 334 الآيتان: 11، 12 335 تفسير سورة الملك
الآيات: 1- 4 337 الآيات: 5- 9 338 الآيات: 10- 15 340 الآيات:
16- 20 341 الآيات: 21- 25 342 الآيات: 26- 30 343 تفسير سورة
القلم الآيات: 1- 11 345 الآيات: 12- 20 347 الآيات: 21- 29
349 الآيات: 30- 38 350 الآيات: 39- 45 351 الآيات: 46- 52 353
تفسير سورة الحاقة الآيات: 1- 8 356 الآيات: 9- 17 357 الآيات:
18- 29 359 الآيات: 30- 40 361 الآيات: 41- 52 362
(5/546)
تفسير سورة المعارج الآيات: 1- 11 364
الآيات: 11- 23 366 الآيات: 24- 31 368 الآيات: 32- 39 369
الآيات: 40- 44 370 تفسير سورة نوح الآيات: 1- 4 372 الآيات:
5- 11 373 الآيات: 12- 20 374 الآيات: 21- 25 375 الآيات: 26-
28 376 تفسير سورة الجن الآيات: 1- 5 378 الآيات: 6- 10 380
الآيات: 11- 15 381 الآيات: 16- 22 382 الآيات: 23- 28 384
تفسير سورة المزمل الآيات: 1- 10 386 الآيات: 11- 18 388
الآيات: 19- 20 390 تفسير سورة المدثر الآيات: 1- 10 392
الآيات: 11- 25 394 الآيات: 26- 31 395 الآيات: 31- 42 396
الآيات: 43- 56 398 تفسير سورة القيامة الآيات: 1- 15 401
الآيات: 16- 30 404 الآيات: 31- 40 406 تفسير سورة الإنسان
الآيات: 1- 6 408 الآيات: 7- 13 410 الآيات: 14- 20 411
الآيات: 21- 26 413 الآيات: 27- 31 414 تفسير سورة المرسلات
الآيات: 1- 15 416 الآيات: 16- 28 418 الآيات: 29- 40 419
الآيات: 41- 50 421 تفسير سورة النبأ الآيات: 1- 16 423
الآيات: 17- 23 425 الآيات: 24- 37 426 الآيات: 38- 40 428
تفسير سورة النازعات الآيات: 1- 11 430 الآيات: 12- 24 432
الآيات: 25- 36 433 الآيات: 37- 46 435 تفسير سورة عبس الآيات:
1- 17 436 الآيات: 18- 32 438 الآيات: 33- 42 440 تفسير سورة
التكوير الآيات: 1- 14 441 الآيات: 15- 29 443 تفسير سورة
الانفطار الآيات: 1- 12 446 الآيات: 13- 19 447
(5/547)
تفسير سورة المطففين الآيات: 1- 6 449
الآيات: 7- 17 450 الآيات: 18- 29 452 الآيات: 30- 36 454
تفسير سورة الانشقاق الآيات: 1- 15 456 الآيات: 16- 25 458
تفسير سورة البروج الآيات: 1- 9 460 الآيات: 10- 16 462
الآيات: 17- 22 463 تفسير سورة الطلاق الآيات: 1- 10 464
الآيات: 11- 17 466 تفسير سورة الأعلى الآيات: 1- 13 468
الآيات: 14- 19 470 تفسير سورة الغاشية الآيات: 1- 11 472
الآيات: 12- 26 474 تفسير سورة الفجر الآيات: 1- 14 476
الآيات: 15- 22 479 الآيات: 23- 30 480 تفسير سورة البلد
الآيات: 1- 10 483 الآيات: 11- 20 485 تفسير سورة الشمس
الآيات: 1- 15 487 تفسير سورة الليل الآيات: 1- 21 490 تفسير
سورة الضحى الآيات: 1- 11 493 تفسير سورة الشرح الآيات: 1- 8
496 تفسير سورة التين الآيات: 1- 8 499 تفسير سورة العلق
الآيات: 1- 19 501 تفسير سورة القدر الآيات: 1- 5 504 تفسير
سورة البينة الآيات: 1- 5 507 الآيات: 6- 8 508 تفسير سورة
الزلزلة الآيات: 1- 8 510 تفسير سورة العاديات الآيات: 1- 11
513 تفسير سورة القارعة الآيات: 1- 11 516 تفسير سورة التكاثر
الآيات: 1- 8 518 تفسير سورة العصر الآيات: 1- 3 520 تفسير
سورة الهمزة الآيات: 1- 9 521 تفسير سورة الفيل الآيات: 1- 5
523
(5/548)
تفسير سورة قريش الآيات: 1- 4 525 تفسير
سورة الماعون الآيات: 1- 7 527 تفسير سورة الكوثر الآيات: 1- 3
529 تفسير سورة الكافرون الآيات: 1- 6 531 تفسير سورة النصر
الآيات: 1- 3 532 تفسير سورة المسد الآيات: 1- 5 534 تفسير
سورة الإخلاص الآيات: 1- 4 536 تفسير سورة الفلق الآيات: 1- 5
538 تفسير سورة الناس الآيات: 1- 6 540
(5/549)
|