تفسير ابن فورك سورة القيامة
مسألة: إن سئل عن قوله سبحانه {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ
الْقِيَامَةِ (1) }
إلى آخرها فقال:
ما القسم؟ وما القيامة؟ وما الّلوامة؟ وما النّفس؟ وعلى أي شيء
ينصب قادرين؟ وما معنى: {لا} . في لا أقسم؟
وأين جواب القسم؟ وما معنى: أيَّان؟ وما البرق؟ وما خسوف
القمر؟
وما الجمع وما المستقر؟ وما النبأ؟ وما المعاذير؟ وما العجلة؟
وما الإتباع؟ وما البيان؟ وما التّحريك؟ وما النَّاضرة بالضاد؟
وما النَّاظرة؟ . وما معنى: {ناظرة} ؟ بالظاء؟ وما معنى:
البسور؟ وما معنى: الفاقرة؟ وما التَّراقي؟ وما الرَّاقي؟ وما
البلوغ؟ وما معنى: الفراق؟
وما الحسبان؟ وما التّولي؟ وما التمطّي؟ وما السّدى؟ .
(3/91)
الجواب:
القسم: تأكيد الخبر بما جعله في حيّز المتحقق، وذلك أنّه من
القسمة
فأحد قسمي الخبر عن المعنى حق والآخر باطل، والجواب محذوف،
والمعنى:
أقسم بيوم القيامة.
والقيامة: النشأة الآخرة التي يقوم فيها النّاس من قبورهم
للمجازاة.
اللّوامة: الكثيرة اللّوم لقلة رضاها بالأمر.
النّفس خاصّة الشّيء وذاته.
انتصب {قادرين} على وجهين:
أحدهما: نجمعهما قادرين.
والآخر: بلى نقدر قادرين، واستغنى عنه بقادرين كما يقال
قاعداً، وقد سار الركّب أي: يقعد وقد ساروا.
وقيل: {لا أقسم} {لا} صلة، وهو أقسم بيوم القيامة عن سعيد بن
جبير، وقيل: لا تأكيد كقولك: لا والله ما كان هو. عن ابن عباس،
وكأنه قيل: لا أقسم بيوم القيامة ما الأمر على ما تتوهمون.
اللّوامة: هي الّتي تلوم على الخير والشّر.
وقيل: بلى نقدر أن نسوّي بنانه كالخف والحافر عن بن عباس.
يتناول المأكول بفيه
(3/92)
وقيل: ليفجر أمامه أي: ليمضي أمامه راكباً
رأسه في هواه، أي هذا
الّذي يحمله على الإعراض عن مقدورات ربّه.
وقيل: لوّامة لا صبر لها على محن الدّنيا وشدائدها فهي كثيرة
فيها.
وقيل: بلى قادرين على أن نسوي بنانه حتّى نعيده على ما كان
خلقاً سوياً. وقال الحسن: أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنّفس،
وهي التي تلوم نفسها على ما ضيّعت في حق الله يوم القيامة، وهي
نفس الكافر.
وهذا التّأويل ضعيف لأنه يخرج عن تشاكل الكلام.
وقيل: جواب القسم بل لنجمعها قادرين.
وقيل: تلوم نفسها في الآخرة عن الشّر لما عملته، وعلى الخير
هلَّا استكثرت منه.
معنى أيّان: متى.
البرْق: اللّمعان بالشّعاع الذي لا يلبث، برق البصر يبرق
برقاً، وإنّما قيل برق البصر لأن ذلك يلحقه عند شدّة الأمر.
خسوف القمر: ذهاب نوره بعينه النّور، وجمع بين الشّمس والقمر
في، ذهاب النّور بما يراه الإنسان، معنى الجمع: جعل أحد
الشّيئين مع الآخر.
(3/93)
والجمع على ثلاثة أوجه: جمع في المكان أو
الزّمان، وجمع الأعراض في
المحل على غير المجاورة، وجمع الشّيئين في معنى حكم أو صفة
ومعنى {أين المفرُّ} سؤال تعجيز عن وجود مفرٍّ يهرب إليه من
عذاب اللَّه
تعالى.
وقيل: فيه جواب هذا السّائل كأنّه قيل يوم القيامة {لَا وَزَرَ
(11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) } .
عن الحسن.
قرأ {بَرِق} بفتح الرّاء نافع وأبان عن عاصم.
وقرأ الباقون. {بَرَق} بكسر الرّاء
الوزَرْ: الملجأ من جبل يتحصّن به أو غيره من الحصون المنيعة.
منه وزَرْتُ الحائط إذا قوّيته بأساس يعتمد عليه.
المستقر: المرجع الّذي يقرّ فيه، ونظيره المأْوى.
التّقديم: ترتيب الشيء قبل غيره.
المعاذير: ذكر مواقع تقطع عن الفعل المطلوب.
قيل: لا وزر لا حصن عن الضّحاك.
(3/94)
وقيل: ما قدّم قبل موته وما أخّر من سُنّة
يعمل بها بعد موته.
. عن ابن عباس.
وقيل: ما قدّم من الْمعصية وأخّر من الطّاعة، بأوّل عمله وآخره
وقيل: ما أخر وما ترك وقيل: على نفسه بصيرة شاهد على نفسه بما
تقوم عليه الحجّة. عن ابن عباس، وهو كما يقال فلان: حجة على
نفسه.
وفي التنزيل {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} .
الهاء في {بصيرة} كالهاء في علامة للمبالغة.
واحد المعاذير معذرة، وقيل المعاذير: التنصّل من الذّنب بذكر
العذر.
وقيل {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}
ولو أرخى السّتور وأغلق الأبواب. عن السدّي، {وَلَوْ أَلْقَى}
لو اعتذر. عن ابن عباس، شهادة نفسه عليه أولى من اعتذاره.
(3/95)
وقيل: لا وزر لا ملجأ لكم.
وقيل: ما قدّم وأخرّ جميع أعماله التّي يستحق الجزاء بها
وقيل: ولو أقام الاعتذار عند النّاس.
وقيل: بل الإنسان على نفسه بصيرة جوارحه شاهدة عليه يوم
القيامة.
واحد المعاذير معذرة، وقيل: معذار.
التّحريك: التصّيير من مكان إلى مكان بالحركة.
العجلة: طلب عمل الشّيء قبل وقته الذي ينبغي أن يعمل فيه.
الإتباع: موافقة الثاني للأول فيما يقتضيه، ونقيضه الخلاف.
البيان: إظهار المعنى بما يتميز به من غيره، ونقيض البيان
الإخفاء.
وقيل: كان النّبي - صلى الله عليه وسلم -
إذا نزل عليه القرآن عجّل تحريك لسانه لحبّه إياه.
. عن ابن عباس.
وقيل: كان يكثر تحريك لسانه مخافة النسيان عن مجاهد وقتادة.
(3/96)
وقيل: إن علينا جمعه في صدرك وقراءته عليك
حتى يمكنك تلاوته.
وقيل: إنّ علينا جمعه في صدرك وتأليفه على ما نزل عليك.
وقيل: {فإذا قرأناه} أي: بقراءتك.
وقيل: بأن يعمل بما فيه من الأحكام والحلال والحرام.
وقيل: تَذْكُرُ أحكامه وحلاله وحرامه.
{ثمّ إن علينا بيانه} إنّا نبيّن لك معناه إذا حفظت
وقيل فإذا قرأناه: إذا قرأه جبريل عليك فاتبع قرآنه.
وقرأ {كَلَّا بَلْ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَيَذَرُونَ
الْآخِرَةَ (21) }
بالياء أبو عمرو، وقرأ الباقون بالتاء.
معنى تذرون الآخرة: تذرون العمل لها بأداء الواجب، واجتناب
المحارم، واستكثار من النّوافل.
النّاضرة: الصورة الحسنة التي تملأ القلب سروراً عند الرؤية،
والنّضرة نظير البهجة والطلاقة، ونقيضه العبوس والبسور.
(3/97)
معنى {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
رائية، والنظر المقرون بالوجه وإلى في اللغة لا تكون إلاّ
بمعنى الرؤي.
البسور: ظهور حال الغم في الوجه معجلاً قبل الإخبار عنه
الفاقرة: الكاسرة لفقار الظهر بشدة، ونظير الفاقرة الدّاهية
الآبدة
وقيل: باسرة كاسرة كالحة.
التّراقي: مقدّم الحلق من أعلى الصّدر تترقى إليه النّفس عند
الموت.
وهناك تقع الحشرجة واحدته ترقوة.
الراقي: طلب الشّفاء بأسماء الله الجليلة، وإما بكتابه العظيم.
الفراق: بُعَادُ الإِلْفِ، وهو نقيض الوصال.
معنى {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ}
اشّتد الأمر عند نزع النّفس حتى يلتفّ ساق على ساق عند تلك
الحال، ويقول: قامت الحرب على ساق.
وقيل: والتفّت السّاق بالسّاق شدّة أمر الآخرة بأمر الدّنيا.
. عن ابن عباس ومجاهد.
(3/98)
وقال الضحّاك: أهل الدنيا يجهّزون الرّوح،
وقيل: حال الموت بحال الحياة عن الحسن.
وقيل: ساق الإنسان عند الموت. عن الشعبيّ.
وقيل: التفاف السّاقين في الكفن. عن الحسن.
وقيل: ساق الدّنيا بساق الآخرة، وهو شدة كرب الموت بشدة هول
المطلع، وقيل: والتفّت السّاق بالسّاق شدّة أمر الدنيا بشدّة
أمر الآخرة.
من راق: أي طبيب شافٍ، وقيل: من الملائكة من يرقَى بروحه
أملائكة
الرّحمة أم ملائكة العذاب؟.
وقيل {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ}
فراق الدّنيا والأهل والمال والولد.
التّولي: الذّهاب بالوجه عن جهة الشّيء.
التمطّي: تمدد البدن عن الكسل إما كسل مرض أو كسل تثاقل عن
الأمر، والذم بكسل التثاقل عن الداعي إلى الحق.
(3/99)
ومعنى {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}
أولى لك من تركه إلا أنه محذوف لكثرة في الكلام حتى صار بمنزلة
الويل لك.
وقيل: فلا صدّق بكتاب الله ولا صلّى لله ولكن كذّب به وتولى عن
طاعته. عن قتادة.
وقيل: تمطّى تبختر عن مجاهد، وقيل: نزلت في أبي جهل.
وقيل الأصل في يتمطى يلوي مطاه والمطي الظهر.
وقيل: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} وعيد على وعيد. عن قتادة.
وقيل: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} الذم لك على الأول، والذم لك
على الثاني والثالث، وكل ما عملته من خصال المعاصي.
وقيل: أولى لك وَلْيَكَ الشّر يا أبا جهل، والأدب في الفعل هو
اللاّحق.
والحسبان: الاعتداء بالشيء فيما يغلب بقوته في النفس من قطع،
وأصله
العد وإذا عد الشيء فيما يعمل عليه فقد حسب.
السدى: همل من غير أمر يؤخذ به ويكون فيه، تقويم له وإصلاح لما
هو أعود عليه في عاقبة أمره فجعل منه.
(3/100)
قيل: من المني، وقيل: من الإنسان الذكر
والأنثى، وقيل: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إذا ختم السّورة قال: سبحانك بلى، عن قتادة.
وقيل {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} أي لا
يؤمر ولا ينهى
وفي الآية دلالة على القياس العقلي وهو أن من قدر على إحياء
الإنسان قدر على إحيائه بعد مماته.
بالت اء على. تُمْنَ ى. بالياء ابن عامر وحف ص. وقرأ الباقون.
يُمْنَى. قرأ النطفة، والأول على تذكير المني
(3/101)
سورة الإنسان
مسألة: إن سئل عن قوله سبحانه {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ
حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا
(1) }
إلى آخر السورة فقال:
ما معنى هل هاهنا؟ وما الإنسان؟ وما الدّهر؟ وما الأمشاج؟ وما
معنى {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} ومن المعني بالإنسان ها
هنا؟ وما التفّجير؟ وما؟ . . معنى النَّذر؟ وما الوفاء؟ وما
معنى: لوجه الله؟ وما الأسير؟ وما القمطرير؟ وما.. المستطير؟
وما الوقى؟ وما الشّر؟ وما السّرور؟ وما الأرائك؟ وما الأكواب؟
وكيف نوّن قوارير؟ وما التّقدير؟ وما الطّواف؟ وما السّلسبيل؟
وما معنى: مخلّدون؟ وما العلو؟ وما السّندس؟ وما التّحليه؟ ولم
قيل شراباً طهوراً؟ وما الأصيل؟ وما السّجود؟ وما العاجلة؟
وما الأسر؟ وما التّذكرة؟
الجواب:
(3/102)
معنى {هل}
هاهنا قيل: بمعنى قد أتى على الإنسان.
وقيل: معناها: أأتى على الإنسان.
والأغلب عليها الاستفهام، والأصل فيها معنى (قد) لتجري على
نظائرها. الإنسان: هنا آدم، وقيل: هو على كل إنسان
وقيل النّطفة: الماء القليل في إناء كان أو غير إناء.
ومعنى الإنسان: حيوان منتصب القامة على صورة تنفصل من كل
بهيمة.
الدّهر: مرور اللّيل والنّهار، والفرق بين الدّهر والوقت أنّ
الوقت يصير
بجعل جاعل لأنّ الله تعالى جعل لكل صلاةٍ مفروضة ٍ وقتاً وجعل
للصيام وقتاً، وقد يجعل الإنسان لنفسه وقتاً يدرس فيه ما يحتاج
إلى درسه، ووقتاً مخصوصاً لغذائه.
الأم شاج: الأخلاط واحدها مشج، وذلك أنّ الله تعالى جعل في
النطفة
أخلاطاً من الطّباع التي تكون في الإنسان من الحرارة والبرودة،
والرطوبة.
واليبوسة ثمّ عدَّلها له ثم بنى البنية المخصوصة المعدّلة
الأخلاط، ثمّ جعل فيه
(3/103)
الحياة، ثمّ سوّاه السّمع والبصر، وقيل:
أمشاج أخلاط ماء الرّجل وماء المرأة. عن ابن عباس.
وقيل: أمشاج: أطوراً طوراً نطفة، وطوراً علقة، وطوراً
مضغةً، وطوراً عظاماً إلى أن صار إنساناً، كأنه قيل: ليختبر في
الاعتبار بهذه الأحوال.
وقيل: أمشاج عروق النطفة.
وقيل: ألوان النطفة. عن مجاهد.
وقيل: كان مزاجها كافورا لما ينتج من ريحها لا من جهة طعمها.
الكأس: إناء الشراب إذا كان فيه ولا يسمى كأسا إذا لم يكن فيه.
قرأ {سَلَاسِلًا}
منوّنة نافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم وذلك لتشاكل ما.
جاوره من رأس الآية، وقرأ الباقون بغير تنوين.
التفجير: تشقّيق الأرض بجري الماء، ومنه انفجار الصبح وهو:
انشقاق من الضّوء
(3/104)
النذر: عقد على فعل على جهة البرّ بوقوع
أمر يخاف أن لا يقع.
الوفاء: إمضاء العقد على الأمر الذي يدعوا إليه العقل.
معنى لوجه الله: أي لله ذي الوجه والوجه صفته.
و {عيناً} منصوب على البدل من {كافورا}
ويجوز أن يكون ويشربون عيناً، ويجوز على الحال من {مزاجها} .
وقيل: يشرب بها أي يشربها.
وقيل: يفجّرونها تفجيراً يقودونها حيث شاءوا. عن مجاهد.
المستطير: المنتشر بكونه فاشياً في الجهات.
ويطعمون الطعام على شهوتهم له. عن مجاهد.
وقيل: الأسير المأخوذ من أهل دار الحرب عن قتادة.
وقيل: المحبوس عن مجاهد.
(3/105)
القمطرير: الشديد في الشر واقْمَطّر اليوم
اقمطرار وذلك أشد الأيام
وأطولها في البلاء والشدة.
الوقى: جعل ما يمنع من الأذى وقاه يقيه وقايةً.
الشر: ظهور الضّر.
النضرة: البهجة وهي حسن اللّون في نعمه.
السرور: لذةٌ في القلب بحسب متعلقه ما فيه النفع.
الآرائك: جمع الأريكة وهي الحجلة سرير عليه شبه القبة، شوّق
الله عز
وجل لذلك الحال وهي غاية الرفاهية والإمتاع.
وقيل: الآرائك الحجال فيها الأسِرّة. عن ابن عباس ومجاهد.
الزمهرير: البرد الشديد.
وقيل: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا} أشجارها.
ونصب {دَانِيَةً} بالعطف على {متكئين} ، ويجوز فيه العطف على
موضع
{لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا}
(3/106)
ويجوز على المدح كقولهم عند فلان جاريةً
جميلةً وشابةً بعدُ طريةً
{وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} : إن قام ارتفعت بقدر وإن
قعد نزلت له حتى ينالها وإن اضطجع تدلت حتى ينالها. عن مجاهد.
وقيل: لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك.
وقيل: الفضة في صفاء القوارير. عن ابن عباس.
وقيل: الأكواب الأقداح. عن مجاهد.
وقيل: إناء الشراب من غير عروة
واحدها كوب.
قرأ {قواريراً} بالتنوين فيهما نافع والكسائي، وقرأ عاصم في
رواية أبي بكر
{قوارير قوارير} بغير تنوين ولا ألف في الوقف حمزة وابن عامر.
وقرأ {قواريراً} بالتنوين {قوارير} بغير تنوين ابن كثير، وقرأ
بغير تنوين فيها إلا أنه يقف على الألف في الأول أبو عمرو.
(3/107)
وقيل: الأكواب الأباريق التي ليس لها
خراطيم.
وقيل: الأريكة كلما يتكئ عليها من سرير أو غيرها
{قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا}
أي هي على مقدار ما يشتهون من غير زيادة ولا نقصان حتى تستوفي
الكمال، ويجوز أن يكون قدّروها قبل مجيئها على صفة فجاءت على
ما قدّروا جنسه لشبه التمني.
التقدير: وضع المعنى على المقدار الذي يتخيل فيه المساواة
للاعتبار.
الطوف: الدور بالتنقل من واحد إلى آخر.
السَّلسبيل: الشّراب السّهل اللّذيذ، وقيل: سلسبيل سَلِسُهُ
تنقاد ماؤها حيث شاؤا، وقيل: حديدة الجرية. عن مجاهد.
وقيل: سمي سلسبيل من لزوم الطيّب والإلذاذ بها؟
مخلدّون فيها: لا يموتون عن قتادة.
وقيل: خلدّوا على هيئة الوصف فلا يشيبون أبدا.
عن الحسن.
(3/108)
وقيل: سلسبيلاً هو اسم العين معرفة إلا أنه
نون لأنه رأس آية.
وقيل مخلدّون: مسوّرون بلغة حميّر كما قال بعض شعرائهم
ومخلدّات باللجين كأنما ... أعجازهن أقاوز الكثبان
وقيل: لؤلؤاً منثوراً من كثرتهم وحسنهم عن قتادة.
والتقدير وإذا رأيت الأشياء ثم رأيت نعيماً.
وقيل: من الملك الكبير استئذان الملائكة عليهم. عن سفيان.
وقيل: أكواب من فضة في صفاء القوارير لا تمتنع الرؤيا والعرب
تستطيب الزنجبيل جداً.
العلو: الجهة المقابلة لجهة السفل.
السندس: الديّباج الرقيق الفاخر. عن الحسن.
الإستبرق: الديّباج الغليظ الذي له بريق أي يصرفون في فاخر
اللباس
كما يصرفون في لذيذ الطعام والشراب.
قيل: شراباً طهوراً: أي ليس كشراب الدنيا الذي
قد نجّسه الفساد الذي فيه ما يدعوا إليه من القبيح.
(3/109)
وقيل: شراباً طهوراً: لا يؤول إلى البول بل
يخرج منهم كالعرق له ريح المسك. عن إبراهيم التيمي.
{وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} المعنى: النهي
عن الجمع والتفريق
كقولك لا تفعل بمعصية صغيرة أو كبيرة.
والأصيل: العشي وهو أصل اللّيل.
وقيل: تارةً يحلّون الذهب وتارةً الفضة ليجمعوا المحاسن.
وقيل: {عَالِيَهُمْ} بالنصب على الظرف كقولك فوقهم عن الفرّاء.
ويجوز أن يكون من ضمير الولدان في رأيتهم على الحال.
قرأ {عاليْهِم} بتسكين الياء نافع وحمزة وعاصم في رواية أبان
والمفضّل، وقرأ الباقون {عَالِيَهُمْ} بالنصب.
وقرأ {خضرٌ وإستبرقٌ} جميعا بالرفع
(3/110)
نافع وحفص عن عاصم، وقرأ {خضرٍ وإستبرقٍ}
جميعاً بالجر حمزة والكسائي، وقرأ {خضرٍ} جرًّا {وإستبرقٌ}
رفعاً ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر.
وقرأ {خضرٌ} رفعاً {وإستبرقٍ} جرًّا أبو عمرو وابن عامر.
السجود: وضع الجبهة إلى الأرض للخضوع وأصله الانخفاض.
العاجلة: المقدمة.
(3/111)
الأسر قيل: تعلّق بعض الشّر ببعض. وأصل
الأسر: الشّد ومنه قتب
مأسور أي مشدود.
التذكرة: دلالة تخصبها المعنى للنفّس.
وقيل: الأسر الخلق. عن ابن عباس.
وقيل: الأسر المفاصل، عن أبي هريرة.
وقيل: الأسر القوة. عن ابن زيد.
وقيل: {ورائهم} أي: خلف ظهورهم العمل للآخرة.
وقيل {ورائهم} : أمامهم الآخرة وكلاهما محتمل والأول أظهر.
فمن شاء اتخذ إلى رضى ربه طريقاً بالعمل إلى طاعته والانتهاء
عما نهى عنه
نصب {والظالمين} لأنه عطف على جملة مبنية على الفعل وتقديره:
عاقب الظالمين بإعداد العذاب الأليم.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {وما يشاءون} بالياء
وقرأ الباقون بالتاء.
(3/112)
صفحة فارغة
(3/113)
سورة المرسلات
مسألة: إن سئل عن قوله سبحانه {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا
(1) }
إلى آخر السورة فقال:
ما المرّسلات؟ وما العاصفات؟ وما النّاشرات؟ وما الفارقات؟ وما
الملقيات؟ وما العذر؟ وما النّذر؟ وما الطّمس؟ وما النّسف؟ وما
الواقع؟ وما التوقيت؟ وما التّأجيل؟ وما يوم الفصل؟ ولم خصّ
الوعيد في الذّكر بالمكذّبين؟ وما وجه التأجيل بالموعود إلى
يوم الفصل؟ وما الإهلاك؟
وما الكِفات؟ وما المهين؟ وما القدر؟ وما معنى: الشّامخات؟ وما
الشّعب؟ وما الظّل؟ وما الفرات؟ وما الانطلاق؟ وما الظليل؟
وما الإغناء؟ وما اللهب؟ وما الشّرر؟ ولم شبه الشّرر بالقصر؟
وما معنى: جمالات؟ وما الإِذْن؟ وما الاعتذار؟
ولم جاز {هذا يوم لا ينطقون} وقد أخبر الله عنهم أنّهم قالوا
{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا
اثْنَتَيْنِ}
وما المتّقي؟ وما الإجرام؟ وما الرّكوع؟
وما وجه تكرير {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} .
الجواب:
المرّسلات: الرّياح عن ابن مسعود وابن عباس، وقيل: الملائكة عن
(3/114)
ابن مسعود، بخلاف العاصفات: الرّيح
الشّديدة
النّاشرات: هي الرّياح الّتي تنشر السّحاب للغيث.
وقيل: هي الملائكة تنشر الكتب عن الله.
وقيل: هي الأمطار عن أبي صالح لأنها تنشر النّبات.
الفارقات: الّتي تفرق بين الحق والباطل.
وقيل: هي الملائكة. عن ابن عبّاس.
وقيل: هي آيات القرآن عن قتادة.
والملقيات ذكرا: الملائكة. عن ابن عباس وقتادة.
عرفاً: متتابعة كعرف الفرس.
وقيل: معروفاً إرسالها وإرسال الرّياح إجراء بعضها في إثر بعض.
وقيل: الرّياح تنشر السّحاب في الهواء.
وجمعت هذه الأوصاف في الرّياح لاختلاف الفوائد فيها.
عصوف الرّياح شدّة هبوبها.
(3/115)
وقيل: المرّسلات عرفاً الرسل ترسل
بالمعروف.
العاصفات عصفاً: الرّياح.
النّاشرات: الأمطار كثيرة النّبات.
الفارقات أي: القرآن.
الملقيات ذكراً: الملائكة تلقي كتاب الله إلى الأنبياء.
القدر: أمر في ظهوره نافع اللّوم.
النّذر الإنذار وهو: الإعلام بموضع المخافة ليتقى.
وقيل: إعذارا من الله وإنذاراً إلى خلقه ما ألقته الملائكة من
الذكر إلى أنبيائه.
الواقع: الحادث.
وقيل: الحادث واقع تشبيها بالحائط الواقع لأنه من أبين
الأشياء، ومعنى الحدوث والطمس: محو الآثار الدالة على الشيء،
فالطمس
على النجوم كالطمس على الكتاب لأنه يذهب نورها والعلامات التي
كانت تعرف بها.
النسف: تحريك الشيء بما يخرج ترابه وما اختلط به مما ليس منه،
(3/116)
ومنه سمي المنسف
وقيل {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ}
بالتشّقيق والتصّديع، وقيل: نَسْفُ الجبال إِذهْابها
حتى لا يبقى لها في الأرض أثر.
وقال الحسن: عذراً يعتذر به إلى عباده، ويجوز نصب {عذراً أو
نذراً}
على وجهين:
المفعول له أي للإعذار والإنذار، والمفعول به أي ذكرت العذر
والنذر. وقيل: نسفت من أنسفت الشيء إذا أخذته بسرعة
التوقيت: تقدير الوقت لوقوع الفعل، ولما كانت الرسل عليهم
السلام قد قدّر إرسالها لأوقات معلومة كانت قد وقتت لتلك
الأوقات.
التأجيل: تأخير إلى أجل، والرسّل قد أجّلت بموعودها إلى يوم
الفصل
وهو: يوم القيامة يوم يفصل فيه بين حال الضّال والمهتدي بما
يرى لأحدهما من الثّواب وللآخر من العقاب.
خص الوعيد في الذّكر بالمكذّبين لأن التكذيب بالحق يتبعه كل
شيء.
التأجيل بالموعود إلى يوم الفصل تحديد الأمر للجزاء على جميع
العباد فيه بوقوع الناس من الرد إلى دار التكليف إذ في تصور
هذا ما يدعو إلى الطاعة ويزجر عن المعصية.
وقيل: {أُقِّتَتْ} بالاحتجاج لوقتها يوم القيامة عن مجاهد.
وقيل: يوم الفصل يوم فصل القضاء بالأخذ من الظّالم للمظّلوم.
وقيل: من المكذّبين بيوم الفصل.
(3/117)
وقيل: {أُقِّتَتْ} أٌجّلَْت لوقت ثوابها
وهو يوم الفصل.
وقيل: {أُقِّتَتْ} جعل لها وقت لفصل القضاء بين الأمة.
وقيل: أجّلت فيما بينها وبين أمّتها ليوم الفصل.
قرأ أبو عمرو وحده {وُقِّتَتْ} بالواو، وقرأ الباقون
{أُقِّتَتْ} .
الإهلاك: الإبطال الأول الكائن قبل غيره.
الأوّلين: الّذين تقدموا على أهل العصر الثاني.
الإتباع: إلحاق الثاني بحال الأول الآخر الكائن بعد غيره.
المهين: القليل الغناء، المهين والحقير والذليل نظائر.
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} بهذه الأخبار التي
بيّنها الله في هذه الآيات.
وقيل: من ماء مهين ضعيف عن ابن عبّاس.
وقيل: الأولون في الإهلاك قوم نوح وعاد وثمود، والآخرون قوم
إبراهيم وقوم لوط وآل فرعون ومن معه من الجنود.
{ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ} بالرفع عطف على موضع (ألم) كأنه قيل:
لكنا نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين.
(3/118)
القرار: المكان الذي يمكن أن يطول به مكث
المنيِّ.
القدر والمقدار، وهو خاصة التسوية من غير نقصان ولا زيادة
كأنه قيل: إلى مقدار من الوقت معلوم، والقدر مصدر من قوله قدر
يقدر قدراً وقدرا، أو هو بمعنى قدّر المشدّد إلا أن التشديد
للتكثير.
معنى {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}
فقدرنا فنعم المقدّرون فيكون على معنى المشدّد من
التقدير لأحوال النطفة في التنقل من حال إلى حال حتى صارت إلى
حال
الإنسان.
الثاني: فقدرنا من القدرة فنعم القادرون على تقديره.
الكفات: الضمام جعل الله الأرض للعباد تكفيهم أحياءً وأمواتاً
تضمهم في الحالتين، والعرب تقول: قَدَرَ عليه الموت وقدّر
بالتخفيف والتشديد، ومن قرأ قدّرنا بالتشديد فنعم القادرون
فجمع بين اللغتين.
وقيل كفاتاً: وعاءً وهذا كفته أي: وعاؤه.
وقيل: ظهرها للأحياء وبطنها للأموات. عن الشّعبي ومجاهد.
ونصب {أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} على الحال
ويجوز على المفعول به.
قرأ نافع {فَقَدَّرْنَا} وقرأ الباقون {فَقَدَرْنَا} خفيفةً.
(3/119)
الشّامخات: العاليات.
الشّعب: جمع شعبة، وهي القطعة البارزة من الشّيء.
والظّل الكُنْ الذي يستر الشّمس وفسّر بظليل لأنّه لا يمنع
المكروه عن أهله.
الفرات: العذب من الماء، وبه سمّي النّهر العظيم يقال: ماء
فرات وماء زلال وماء غدق.
الانطلاق: الانتقال من مكان إلى مكان من غير مكثٍ.
وقيل: ظل دخان أي: من جهنّم ينقسم ثلاث شعب عن مجاهد، وكقوله
{نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} من الدخّان الآخذ
بالأنفاس.
وقيل: شعب من النّار ثلاث شعب شعبة فوقه وشعبة عن
(3/120)
يمينه وشعبة عن شماله فتحيط به
والظّليل: المنيع من الأذى يستره عنه، وهو مأخوذ من الظّلة وهي
السترة.
الإغناء: إيجاد الكفاية بما يكون وجود غيره وعدمه بمنزلة أغنى
عنه، أي: كفى في الدّفع عنه.
اللهب: ارتفاع الشّرر، الشّرر: قطع تتطاير من النّار في
الجهات.
شبّه الشّرر بالقصر لأنه بمنزلته في عظمته يتطاير على الكافر
من كل جهة
نعوذ بالله منه.
وقيل: القصر واحد القصور من البنيان. عن ابن عباس ومجاهد.
وقيل: القصر أصول الشّجر واحدته قصر مثل جمرة وجمر، والعرب
تشبّه الإبل بالقصور، والقصر في معنى الجمع إلا أنّه على طريق
الجنس.
وقيل: القصر هنا السّور عن الحسن، وإنّما ذلك لما يعتري سوادها
من
الصّفرة، وقيل: هي قلوس السّفن. عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن
جبير.
(3/121)
وقيل: قطع النّحاس.
وجمالات جمع جمل كرجالات ورجل، ويجوز أن يكون جمع جمالة.
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {جِمَالَتٌ}
بغير ألف واحدة، وقرأ الباقون {جِمَالَاتٌ} بألف مكسورة الجيم.
الإذن: الإطلاق في الفعل.
الاعتذار: الإنتفاء من خلاف المراد.
الفصل: قطع تعلق الأمور بتوفية الحقوق، فهذا الفصل الذي هو فصل
القضاء، وذلك على ظاهر الأمر وباطنة في الآخرة، فأما في الدنيا
فهو على ظاهر الأمر لأن الحاكم لا يعرف الباطن
الكيد: جعل ما يوجب الغيظ على عمد، وجاز هذا يوم لا ينطقون مع
أنهم
{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا
اثْنَتَيْنِ} لأن ذلك اليوم مواطن فموطن فيه
(3/122)
لا ينطقون لأنهم يتساءلون من هول ما يرون،
وموطن يطلق فيه عن ألسنتهم
فينطقون
{فَيَعْتَذِرُونَ} ، رفع عطف على لا يؤذن لهم، وقد يجوز في
مثله النصب على جواز النفي.
وقيل: {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} :
إن كان لكم حيله تحتالونها في التخلّص من عقابي فاحتالوا.
ويجوز {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ} بالنصب على إنه لم يشر
إلى
اليوم ولكن إلى الجزاء في اليوم.
المتقي: المجتنب القبائح بأضدادها من المحاسن.
الظلال: الحجاب العالي المانع من الأذى.
العيون: ينابيع الماء التي تجري في ظل الأشجار، وقيل: إنها
جارية في غير أخدود لأن ذلك أمتع مما يرى من حسنه وصفاته على
كنهه من
غير ملابسة شيء لأن الله - عز وجل - قد شوّق إليه أشد التشويق
ورغّب فيه أتمّ الترغيب.
الفاكهة: ثمر الشّجر الذي من شأنه أن يؤكل للذة به.
الشهوة: منازعة النّفس إلى ما فيه اللذّة.
الهنيء: النفع الخالص من شائب الأذى.
وقيل: في ظلال من قصور الجنّة وأشجارها.
(3/123)
التّمتع: الحصول في الأحوال التي تلذ.
الإجرام بالذنوب.
الركوع: الانخفاض بالخضوع.
معنى {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) }
أنه إذا أتاهم القرآن بأظهر البرهان فكفرو به فليس ممن يفلح
بالإيمان.
قيل لهم اركعوا ويجب عليكم الركوع بالخضوع لله فكذّبوا به،
فقيل: يقال لهم في الآخرة كما قال {وَيُدْعَوْنَ إِلَى
السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) }
. عن ابن عباس.
وقيل: عنى بالركوع الصلاة. عن مجاهد.
وقيل: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} ليس تكراراً في
المعنى لأن معناه ويلٌ يومئذ
للمكذّبين بما ذكر قبله، ثم قيل: القول الثاني والثالث والرابع
إلى آخره على هذا المنهاج من أنه يلزم الويل بالتكذيب بالذي
قبله على التفصيل لا على الإجمال من أنه لا يلزمه حتى يكذب
بالجميع.
(3/124)
|