تفسير ابن فورك

سورة والتين

مسألة: إن سئل عن قوله سبحانه {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّين (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) }
إلى آخرها فقال:
ما التّين؟ وما الزّيتون؟ وما الحكم؟ وما طور سينين؟ وما التقويم؟ وما البلد الأمين؟.
الجواب:
التّين: ثمرة شجرة مهيئة على التغيير مخلصة من شائب التنغيص، وفي
ذلك عظم العبرة لمن هيأها على تلك الصّفة وخلّصها لتكامل اللّذة وجعلها على مقدار اللقمة في حسن صورة ثمّ ما فيه من المنفعة بإخراج فضول البدن وجودة الغذاء، والله تعالى المنعم به على عباده والمنبه على ما فيه ليشكروه عليه ويعتبروا به ويتفكروا في عظم شأنه.

(3/241)


الزّيتون: ثمر شجرة يعتصر منها الزّيت الذي به قوام المنفعة الدائر في
أكثر الأطعمة من الإصطباغ به والإدّهان به واتخاذ الصّابون الذي يجري مجرى
القوت لأهل العقل والدّين ثمّ ما في شجره من أنّه قال: يبقى على مرور الزّمان في ما فيه من الطيب وإصلاح الغذاء إذا على الحال الأولى.
الحكم: الخبر عما فيه الفائدة الداعية إلى الحق.
{وَطُورِ سِينِينَ}
الجبل الذّي كلّم الله تعالى عليه موسى بن عمران عليه السّلام.
وقيل: سينين: بمعنى حسن لأنه كثير النّبات والشّجر.
التقويم: تصيير الشيء على ما ينبغي أن يكون عليه في التأليف والتعديل
قال الحسن: التّين الذّي يؤكل والزّيتون الذّي يعصر.
عن مجاهد وعكرمة وقتادة.
وقيل: التّين مسجد دمشق، والزّيتون بيت المقدس
وقيل: التّين مسجد نوح والزّيتون بيت المقدس. عن ابن عباس.
وقيل: طور سينين بمعنى مبارك عن مجاهد وقتادة.
وكأنه قيل: جبل فيه الخير الكثير لأنّه إضافة تعريف.

(3/242)


والبلد الأمين مكة. عن ابن عباس، والأمين بمعنى آمن كما قال تعالى
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}
وقيل {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} في أحسن صورة.
وقيل {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ}
أرذل العمر. عن ابن عباس.
وقيل: ثمّ رددناه إلى النّار في أقبح صورة. عن الحسن ومجاهد
وقيل {غَيْرُ مَمْنُونٍ} غير منقوص، وقيل: غير مقطوع.
وقيل: فما يكذّبك أيّها الإنسان بعد هذه الحجج بالدّين عن قتادة، أي: بالجزاء والحساب.
وقيل: أحسن تقويم منتصب القامة وسائر الحيوان منكب إلاّ الإنسان.
عن ابن عباس.
وقيل: غير ممنون غير مكدّر بما يؤذي ويغم.

(3/243)


وقيل: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} صنعاً وتدبيراً.

(3/244)


سورة اقرأ باسم ربك
مسألة: إن سئل عن قوله سبحانه {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) }
إلى آخرها فقال:
لم أوجب أن يكون في تعظيم المسمّى؟
قيل: لأن الاسم هو المسمّى وقالت المعتزلة: الاسم غير المسمّى فيجب
على هذا أن يقرأ بغيره، وهذا كقوله تعالى {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78) } .
وكقوله {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} .
وذلك مما يدل على أن الاسم هو المسمّى.
العلق: قطع الدم الذي يعلق لرطوبتها بما تمر عليه فإذا جفّت لم تكن علقاً، وفي خلق الإنسان من علق دليل على ما يصحّ أن ينقلب إليه الجوهر.

(3/245)


الأكرم: الأعظم كرماً، وهو في صفة الله الأعظم كرماً بما لا يبلغه كرم
كريم فمن علّق آماله بسوى كرمه فقد ضيّعها ورجع بجملتها ولا يعتدّ بصنيعته
إن نالها.
القلم: المهيأ للكتابة بالبرَاء والقطع، وقد نوّه الله باسمه إذ ذكره في كتابه معتدًّا به في نعمه على خلقه ولعمري أنه لعظيم الشّأن لا يخلو من الانتفاع
وقد وصفه بعض الشعراء فقال:
لعاب الأفاعي القاتلات لعابه ... وأرى الجنى اشتارته أيد عواسل
فإن قال: ما في العلم من الدليل على القديم
قيل: إن العلم لا سبيل إلى فعله إلاّ من عالم به أو من مدلول عليه فلولا إن القديم - عز وجل - فعله بالضرورة إليه.
أو نصب الدليل عليه لم يكن سبيل إلى وجوده، ولذلك ذكّر بالنعمة فيه فقال {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}
أي: بالضرورة إليه أو نصب الدليل عليه، وإنّما قيل {عَلَقٍ}
في معنى جمع الإنسان لأنه جمع على طريق الجنس، علقه وعلق كقوله: شجره وشجر وقصبه وقصب.

(3/246)


وقيل: أوّل ما نزل من القرآن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
عن عائشة ومجاهد وعطاء بن يسار رضي الله عنهم.
ويجوز: زيدٌ رآه استغنى من رؤية القل ببمعنى العلم، ولا يجوز زيدٌ رآه
من رؤية العين حتى تقول رأى نفسه لأن الذي يحتاج إلى خبر جاز فيه الضمير المتصل لطول الكلام بلزوم المفعول الثّاني.
وقيل: اقرأ القرآن وربّك الأكرم الذي ثبّتك على عملك بما يقتضيه كنهه.
قرأ أبو عمرو {رأى} بفتح الياء وكسر الهمزة، وقرأ نافع وحفص {رأى} بالفتح وقرأ الباقون {رآه}
بكسر الراء وبعد الهمزة ألف في وزن رعاه وذلك على إمالة الفتحة وأبو عمرو يميل الألف.
الهدى: البيان عن الطريق المؤدي إلى الغرض، وهو الرشد والحق.

(3/247)


التقوى: تجنب ما يؤدي إلى الأذى، والأصل فيه وقيا أبدلت الواو ياءاً.
معنى {لَنَسْفَعًا}
إلى حالت تشويه سفعته النّار والشّمس إذا غيّرت وجهه إلى حال تشويه، وقيل: هو الجر بالنّاصية إلى النّار
والنّاصية: شعر مقدم الرأس.
النادي: مجلس أهل النعماء والجود فهذا أصله، فليدع أهل ناديه ليعاونوه فإنا ندع الزّبانية ليأخذوه وهذا وعيد شديد.
وقيل: نزلت في أبي جهل لعنه الله. عن ابن عباس، وكان النّبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال أبو جهل ألم أنهك عن الصّلاة انتهره وغلظ له فقال أبو جهل: أنا أكثر أهل الوادي نادياً.
وقيل: أرأيت هذا الذي فعل هذا الفعل ما الذي يستحق بذلك من العقاب؟
الزّبانية: الملائكة. عن ابن عباس.
الزبن الدفع والنّاقة تزبن الحالب تركضه برجلها.
قال أبو عبيدة: واحد الزّبانية زبنية.
قال الكسائي: واحدهم زبنى.

(3/248)


قال الأخفش: واحدهم زابن ويجوز أن تكون اسماً للجمع مثل أبابيل.

(3/249)


سورة القدر
مسألة: إن سئل عن قوله سبحانه {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) }
إلى آخرها فقال:
ما القدر؟ وبأي شيء يفضّل بعض الأوقات على بعض؟ وما الشّهر؟
وما تتنزّل الملائكة بكل أمر في ليلة القدر؟ وما السّلام في ليلة القدر حتى مطلع الفجر؟.
الجواب:
القدر: كون الشيء على مساواة غيره من غير زيادة ولا نقصان
ففي ليلة القدر تجدّد الأمور على مقاديرها جعلها الله في الآجال والأرزاق
والمواهب التي يجعلها للعباد ويقع فيها غفران السّيئات، وتعظم منزلة
الحسنات على ما لا يقع في ليلة من الليالي فينبغي للعاقل أن يرغب فيما رغّبه الله بالمبادرة إلى أمر به على ما شرط فيه، بعض الأوقات أفضل من بعض بما يكون من الخير الجزيل والنفع الكثير، فلمّا جعل الله الخير الكثير يقسم في ليلة القدر بما لا يكون مثله في ألف شهر كانت أفضل منه بما جعله الله فيها من هذا المعنى.

(3/250)


الشّهر: مأخوذ من الشهرة في النّاس لحاجتهم إلى ذلك وأكثر معاملاتهم
التي تقتضي المشاهرات وهو قدر عدد الأيام على أول طلوع الهلال، وعدد
التكبير على ما هو مشهور بين العباد.
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ}
هبوطهم بذلك إلى سماء الدّنيا حتى يعلمه أهل سماء الدّنيا حتى
يتصوره العباد ينزل بأمر الله فتنصرف آمالهم إلى ما يكون منها فيقوى رجاءهم بما يتحدد من تفضّل الله فيها.
ال سّلام في ليلة القدر حتى مطلع الفجر سلام الملائكة بعضهم على بعض، ويجوز نزولها بالسّلامة من الخير والبركة إلى تلك السّاعة.
وقيل: أنزل القرآن جملة إلى سماء الدّنيا في ليلة القدر. عن ابن عباس.
وقيل: ابتدأنا إنزاله ليلة القدر. عن الشعبي.
وليلة القدر هي الليلة التي يحكم فيها ويقضي الله - عز وجل - في السنة من كل أمر عن الحسن ومجاهد.
الرّوح: جبريل صلى الله عليه.
وقيل: سلام هي من الشر حتى مطلع الفجر عن قتادة.
والمطلَع الطلوع والمطلِع موضع الطلوع.

(3/251)


وقيل: ليلة القدر في العشر الأواخر في شهر رمضان لم يطلع عليها بعينها الناس.
وقيل: أخفاها الله عن العباد ليستكثروا من العبادة في سائر أيام العشر طلباً لموافقتها.
ويجوز أن تختلف أوقاتها في السّنين وتكون سنة إحدى وعشرين وسنة
ثلاث وعشرين وسنة ليلة سبع وعشرين وسنة ليلة تسعٌ وعشرون، وعلى ذلك جاء الحديث أنّها في الأفراد من العشر الأواخر من رمضان
وقيل: ليلة القدر قد فسّره {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) }

(3/252)


وقيل: ليلة القدر ليلة عظم الشّأن من قولك: رجل له قدر.
والهاء في {إنا أنزلناه} ترجع إلى معلوم هو القرآن.
قرأ {مَطْلِعِ} الفجر: بكسر اللام الكسائي على وقت الطلوع، وقرأ الباقون
بالفتح على الصَّلاة.

(3/253)


سورة البينة

مسألة: إن سئل عن قوله سبحانه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) }
إلى آخرها فقال:
ما الانفكاك؟ وما البيّنة؟ وما القيّمة؟ وما الحنيف؟ وما الرّضى؟
وما البريّة؟
وما الصّحف المطهّرة؟
الجواب:
الانفكاك: انفصال عن شدّة اجتماع وأكثر ما يستعمل في النفي كما أن ما زال كذلك تقول: ما انفك من هذا الأمر أي: ما انفصل منه لشدة ملابسته
البيّنة: الحجة الظاهرة التي يتميز بها الحق من الباطل، وكل برهان بينة.

(3/254)


القيّمة: المستمرة في جهة الصواب، وهو (فيعله) من قام بالأمر يقوم به
إذا أجراه في جهة الاستقامة، وتقديره وذلك دين الملة القيمة أو الشريعة القيمة.
الحنيف: المائل إلى الحق، والحنيفية الشريعة المائلة إلى الحق
وقيل: للمائل القدم أحنف على التفاؤل.
الرضى: الإرادة، ومعنى {جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ}
هنا: إرادة الخير من الله لهم.
وقيل {صُحُفًا مُطَهَّرَةً} من الباطل، وهو القرآن يذكره بأحسن الذّكر ويثنّى
عليه، فلما أتى تفرّقوا فآمن بعض وكفر بعض.
البريّة: فعيلة من برأ الله الخلق إلاّ أنه ترك فيه الهمز، ويجوز أن تكون فعيلة البرى وهو التراب.
وقيل: لم يكونوا ليتركوا منفكّين من حجج الله تعالى حتى تأتيهم البينة التي تقوم بها الحجة عليهم.

(3/255)


وقيل: الصّحف المطهّرة في السّماء لا يمسّها إلاّ الملائكة المطهّرون من الأنجاس عن الحسن.
وقيل: لم يكونوا منفكّين أي: منتهين عن كفرهم حتى تأتيهم البينة
وقيل: لم يكونوا منفكّين من كفرهم.
وقيل: لم يكونوا منفكّين بصفتهم للنّبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه في كتابهم.
والانفكاك على وجهين: على لا يزال ولا بد من خبر وحرف الجحد
ويكون على الانفصال فلا يحتاج إلى خبر ولا حرف جحد كقولك: انفك الشّيء من الشّيء.
قرأ نافع وابن عامر {شر البريئة} و {خير البريئة} مهموزات.
وقرأ الباقون بغير همز.

(3/256)


سورة الزلزلة
مسألة: إن سئل عن قوله سبحانه {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) }
إلى آخرها فقال:
ما الزلزلة؟ وما إثقال الأرض؟ وما معنى: مَا لَهَا؟
وما معنى: يومئذٍ تحدّث أخبارها؟ وما رؤية الأعيان؟ وما الذرّة؟.
الجواب:
الزلزلة: شدّة الاضطراب عما يهدم البنيان، زل زل يزل زل زلزالاً فكأنّه مكرر زلّ يزلّ زلاّ للتكثير والتعظيم.
إثقال الأرض ما فيها مدفون من ميت أو غيره تلفظ بكل ما فيها عند انقضاء أمر الدّنيا وتجديد أمر الآخر.

(3/257)


معنى {مَا لَهَا}
أي: أيُ شيء أصارها إلى هذه الحالة التي ترى بها يقول الإنسان متعجباً من عظم شأنها وأنه لأمر عظيم، لفظت بما فيها وتخلّت من جميع الأمور التي استودعتها.
معنى {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}
يظهر بالدّليل الذي يجعله الله فيها ما يقوم مقام إخبارها بأن أمر الدّنيا قد انقضى وأمر الآخرة قد أتى، وأنّه لا بد من الجزاء وأن الفوز لمن اتّقى والنّار لمن جحد.
وأمّا رؤية الأعمال المعرفة بها عند تلك الحال وهذه رؤية القلب، ويجوز
أن يكون التأويل على رؤية العين بمعنى ليرو صحائف أعمالهم يقرؤن ما فيها.
{وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} .
الزلزال بكسر الزاي المصدر والفتح الاسم
وقيل: أثقالها الموتى. عن ابن عباس ومجاهد.
وقيل: أنّها تتكلّم يومئذٍ فتقول أمرني الله بهذا عن عبد الله ابن مسعود. وقيل: ليروا جزاء أعمالهم.
وقيل: يرى الكافر حسناته فيتحسر عليها لأنها محبطة.

(3/258)


وقيل: الذرة: النمل الصغير. عن ابن عباس.
وقيل {تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}
بمن عصى عليها، ويجوز ذلك على ثلاثة أوجه:
بأن يقلبها الله حيواناً قادراً على الكلام فتتكلّم بذلك.
والثّاني: يحدّث الله الكلام فيها.
والثّالث: يكون بيان يقوم مقام الكلام
وقيل: المحسن يرى سيئاته مكفّرة والمسيء يرى حسناته محبطة
وقيل: زلزلت ورجّت ورجفت سواء.
وقيل: مثقال ذرّة زنة ذرّة.
قرأ عاصم {خَيْرًا يُرَهُ} {شَرًّا يُرَهُ} بضم اليائين في رواية أبان.
وقرأ الباقون بالفتح، وقرأ {خَيْرًا يَرَهْ} {شَرًّا يَرَهْ} بسكون الهاء ابن عامر
في رواية هشام ابن عمار، وقرأ الباقون {خَيْرًا يَرَهُ} مشبعة فيهما.

(3/259)