تفسير أبي السعود
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم سورة العاديات مكية مختلف فيها وآيها إحدى
عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
(9/190)
وَالْعَادِيَاتِ
ضَبْحًا (1)
{والعاديات} أقسمَ سبحانَهُ بخيلِ الغُزاةِ
التي تعدُو نحوَ العدوِّ وقولُه تعالَى {ضَبْحاً} مصدر منصور
إما بفعلِه المحذوفِ الواقعِ حالاً منَها أي تضبحُ ضبحا وهو
صوت أنفسها عندَ عدوها أوْ بالعادياتِ فإن العدوَ مستلزمٌ
للضبحِ كأنَّه قيلَ والضابحاتِ أو حالٌ على أنَّه مصدرٌ بمعنى
الفاعلِ أيْ ضابحاتٌ
(9/190)
فَالْمُورِيَاتِ
قَدْحًا (2)
{فالموريات قَدْحاً} الإيراءُ إخراجُ
النَّارِ والقدحُ الصَّكُّ يقالَ قدح فأورى أي تُورِى النارَ
منْ حوافرِها وانتصابُ قَدحاً كانتصابِ ضبحاً على الوجوهِ
الثلاثةِ
(9/190)
فَالْمُغِيرَاتِ
صُبْحًا (3)
{فالمغيرات} أسند الإغارةَ التي هيَ
مباغتةُ العدوِّ للنهبِ أو للقتلِ أو للأسرِ إليَها وهيَ حالُ
أهلِها إيذانا بأنَّها العمدةُ في إغارتِهم {صُبْحاً} أي في
وقتِ الصبحِ وهو المعتادُ في الغاراتِ يعدونَ ليلاً لئلا يشعرُ
بهمْ العدوّ ويهجمونَ عليهم صباحاً ليَرَوا مَا يأتونَ ومَا
يذرونَ وَقَولُه تعالَى
(9/190)
فَأَثَرْنَ بِهِ
نَقْعًا (4)
{فَأَثَرْنَ بِهِ} عطفٌ على الفعلِ الذي
دلَّ عَلَيهِ اسمُ الفاعلِ إذِ المَعْنى واللاتِي عدونَ
فأورينَ فأغرنَ فأثرنَ بهِ أيْ فهيجنَ بذلكَ الوقتِ {نَقْعاً}
أيْ غُباراً وتخصيصُ إثارتِه بالصُّبحِ لأنَّه لا يثورُ أو لا
يظهرُ ثورانُه بالليلِ وبهذا ظهرَ أنَّ الإيراءَ الذي لا يظهرُ
في النهارِ واقعٌ في الليلِ ولله درُّ شأنِ التنزيلِ وَقيلَ
النقعُ الصياحُ والجَلَبةُ وقُرِىءَ فأثَّرنَ بالتشديدِ
بمَعْنى فأظهرنَ بهِ غُباراً لأنَّ التأثيرَ فيهِ مَعْنى
الإظْهارِ
(9/190)
فَوَسَطْنَ بِهِ
جَمْعًا (5)
{فَوَسَطْنَ بِهِ} أي توسطنَ بذلك الوقتِ
أو توسطنَ ملتبساتٍ بالنقعِ {جَمْعاً} من جموعِ الأعداءِ
والفاءاتُ للدلالةِ عَلَى ترتبِ ما بعدَ كُلَ مِنْها عَلى ما
قبلَها كَما في قولِه ... يَا لهفَ زيّابةَ للحارثِ الله ...
صابح فالغَانمِ فالآيبِ ...
فإنَّ توسطَ الجمعِ مترتبٌ عَلى الإثارةِ المترتبة
(9/190)
} 00 سورة العاديات آية (6 11)
على الإيراءِ المترتبِ على العدوِ
وقولُه تعالَى
(9/191)
إِنَّ الْإِنْسَانَ
لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)
{إِنَّ الإنسان لِرَبّهِ لَكَنُودٌ} أَيْ
لكفورٌ مِنْ كندَ النعمةَ كنوداً جوابُ القسمِ والمرادُ
بالإنسانِ بعضُ أفرادِه رُوِيَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه
وسلم بعثَ إلى أناسٍ منْ بنِي كنانةَ سريةً واستعملَ عليَها
المنذرَ بنَ عمروٍ الأنصاريو كان أحدَ النقباءِ فأبطأ عليهِ
الصلاةُ والسلامُ خبرُهَا شهراً فقالَ المنافقونَ إنُهم قُتلوا
فنزلتْ السورةُ إخباراً للنبيِّ صلى الله عليه وسلم بسلامتِها
وبشارةً لهُ بإغارتِها على القومِ ونعياً على المُرجفينَ في
حقِّهم مَا هُم فيهِ من الكنودِ وفي تخصيصِ خيلِ الغُزاةِ
بالإقسامِ بَها منَ البراعةِ ما لا مزيدَ عليه كأنه قيلَ وخيلِ
الغُزاةِ التي فعلتْ كيتَ وكيتَ وقد أرجفَ هؤلاءِ في حقِّ
أربابِها ما أرجفُوا أنهم مبالغونَ في الكفرانِ
(9/191)
وَإِنَّهُ عَلَى
ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)
{وَإِنَّهُ على ذَلِكَ} أيْ وإنَّ الإنسانَ
على كنودِه {لَشَهِيدٌ} يشهدُ عَلى نفسِه بالكنودِ لظهورِ
أثرِه عليهِ
(9/191)
وَإِنَّهُ لِحُبِّ
الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)
{وَإِنَّهُ لِحُبّ الخير} أي المالِ كمَا
في قولِه تعالَى إنْ تركَ خيراً {لَشَدِيدٌ} أيْ قويٌ مطيقٌ
مجدٌّ في طلبِه وتحصيلِه متهالكٌ عليهِ يقالُ هُوَ شديدٌ لهذا
الأمرِ وقويٌّ لَهُ إذا كانَ مطيقاً لَهُ ضَابطاً وقيلَ
الشديدُ البخيلُ أيْ إنَّه لأجلِ حُبِّ المالِ وثقلِ إنفاقِه
عليهِ لبخيلٌ ممسكٌ ولعَلَّ وصفَهُ بهذا الوصفِ القبيحِ بعدَ
وصفِه بالكنودِ للإيماءِ إلى أنَّ من جملةِ الأمورِ الداعيةِ
للمنافقينَ إلى النفاقِ حبَّ المالِ لأنَّهم بما يظهرونَ من
الإيمانِ يعصمونَ أموالَهُم ويحوزونَ من الغنائمِ نصيباً
(9/191)
أَفَلَا يَعْلَمُ
إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)
وقولُه تعالَى {أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا
بُعْثِرَ مَا فِى القبور} الخ تهديدٌ ووعيدٌ والهمزةُ للإنكار
والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام أي أيفعلُ ما يفعلُ من
القبائحِ أو أَلا يلاحظُ فلا يعلمُ حالَهُ إذا بعثَ منْ فِي
القبورِ من المَوْتى وإيرادُ ما لكونِهم إذْ ذاكَ بمعزل من
رتبة العقلاء بُحْثرَ وبُحِثَ وبَحْثَر وبَحَثَ على بنائهم
للفاعلِ
(9/191)
وَحُصِّلَ مَا فِي
الصُّدُورِ (10)
{وَحُصّلَ} أَيْ جمعَ محصلاً أوْ ميز خيرُه
من شرِّهِ وقرىء وحَصَّلَ مبنياً للفاعلِ وحَصَلَ مخففاً {مَا
فِى الصدور} منَ الأسرارِ الخفيةِ التي منْ جُملتِها ما يخفيه
المنافقونَ من الكفرِ والمعاصِي فضلاً عن الأعمالِ الجليةِ
(9/191)
إِنَّ رَبَّهُمْ
بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)
{إِنَّ رَبَّهُم} أي المبعوثينَ كَنَّى
عنْهُم بعدَ الإحياءِ الثاني بضمير العقلاء بعدما عبرَ عنهُمْ
قبلَ ذلكَ بَما بناءً على تفاوتِهم في الحالينِ كما فعلَ
نظيرَهُ بعد الإحياءِ الأولِ
(9/191)
} 00 سورة العاديات آية (11) حيثُ التفتَ
إلى الخطابِ في قوله تعالَى {وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والابصار}
الأيةَ بعدَ قولِه ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ
إيذاناً بصلاحيتِهم للخطابِ بعد نفخِ الروحِ وبعدمِها قبلَه
كما أُشيرَ إليهِ هناكَ {بهم} بذاوتهم وصفاتِهم وأحوالِهم
بتفاصيلِها {يَوْمَئِذٍ} يومَ إذْ يكونُ ما ذكرَ من بعثِ ما في
القبورِ وتحصيلِ مَا فِي الصدورِ {لَّخَبِيرٌ} أيْ عالمٌ
بظواهرِ ما عملُوا وبواطنِه علماً موجباً للجزاءِ متصلاً بهِ
كما يُنبىء عنْهُ تقييدُه بذلكَ اليومِ وإلاَّ فمطلقُ علمِه
سبحانَهُ محيطٌ بَما كانَ وما سيكونُ وقولُه تعالَى بِهم
ويومئذَ متعلقانِ بخبيرٍ قدمَا عليه لمراعاة الفواصلِ واللامُ
غيرُ مانعةٍ من ذلكَ وقرأ ابنُ السَّماكِ إنَّ ربهم بهم يومئذ
لخبير عن رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم مَنْ قرأَ سورة
العاديات أُعطِيَ من الأجر عشرَ حسناتٍ بعددِ منْ باتَ بمزدلفة
وشهد جمعا
سورة القارعة مكية وآيها إحدى عشرة الآيات 1 3
بسم الله الرحمن الرحيم
(9/192)
الْقَارِعَةُ (1)
{القارعة} القرعُ هو الضربُ بشدةٍ واعتمادٍ
بحيثُ يحصلُ منهُ صوتٌ شديدٌ وَهيَ القيامةُ التي مبدؤُهَا
النفخةُ الأُولى ومُنتهاهَا فصلُ القضاءِ بينَ الخلائقِ كما
مرَّ في سورةِ التكويرِ سميتْ بَها لأنَّها تقرعُ القلوبَ
والأسماعَ بفنونِ الأفزاعِ والأهوالِ وتُخْرِجُ جميعَ الأجرامِ
العلويةِ والسفليةِ منْ حالٍ إلى حالٍ السماءَ بالانشقاقِ
والانفطارِ والشمسَ والنجومَ بالتكويرِ والانكدارِ والانتشارِ
والأرضَ بالزلزالِ والتبديلِ والجبالَ بالدكِّ والنسفِ وهيَ
مبتدأ خبره قوله تعالى
(9/192)
مَا الْقَارِعَةُ (2)
{مَا القارعة} على أنَّ ما الاستفهامية خبر
والقارعة مبتدأٌ لا بالعكسِ لَما مر غير مرة أن محطَّ الفائدةِ
هُوَ الخبرُ لا المبتدأُ ولا ريبَ في أنَّ مدارَ إفادةِ الهول
والفخامة هاهنا هو كلمة مالا القارعة أَيُّ شيءٍ عجيبٍ هيَ في
الفخامةِ والفظاعةِ وقد وضْعِ الظاهِرِ موضعَ الضَّميرِ
تأكيداً للتهويل
(9/192)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا
الْقَارِعَةُ (3)
وقوله تعالى {وما أدراك مَا القارعة} تأكيد
لهولِها وفظاعتها ببيان خروجها عن دائرةِ علومِ الخلقِ على
معنى أن عظم شأنها بحيث لا تكاد
(9/192)
} 01 سورة القارعة آية (4 6)
الآيات من 4 6 تنالُه درايةُ أحدٍ حَتَّى يدريكَ بَها وَمَا
فِى حيزِ الرفعِ على الابتداءِ وأدراكَ هو الخبرُ وَلا سبيل
إلى العكس هاهنا ومَا القارعةُ جملةٌ كما مَرَّ محلّها النصبُ
على نزعِ الخافضِ لأنَّ أَدْرى يتعدى إلى المفعول الثاني
بالباء كما في قوله تعالَى وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فلما وقعتْ
الجملةُ الاستفهاميةُ معلقة له كانت في مَوْقعِ المفعولِ
الثانِي له والجملةُ الكبيرةُ معطوفةٌ على ما قبلها من الجملة
الواقعةِ خبراً للمبتدأِ الأولِ أي وأي شيء أعلمك مَا شأنُ
القارعةِ ولما كانَ هذَا منبئاً عن الوعدِ الكريمِ بإعلامِها
أنجزَ ذلكَ بقولِه تعالَى
(9/193)
يَوْمَ يَكُونُ
النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)
{يَوْمَ يَكُونُ الناس كالفراش المبثوث}
عَلى أنَّ يومَ مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف وحركته الفتح
لإضافتِه إلى الفعلِ وإنْ كان مضارعا كما هو رأيُ الكوفيِّينَ
أيْ هيَ يومٌ يكونُ الناسُ فيهِ كالفراشِ المبثوثِ في الكثرةِ
والانتشارِ والضعفِ والذلةِ والاضطرابِ والتطايرِ إلى الداعِي
كتطايرِ الفَراشِ إلى النارِ أو منصوبٌ بإضمار اذكُرْ كأنه قيل
بعد تفخيم أمر القارعةِ وتشويقِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ
إلى معرفتِها اذكُرْ يوم يكون الناس الخ فإنَّه يدريكَ ما هيَ
هَذا وقد قيلَ إنه ظرفٌ ناصبُه مضمرٌ يدلُّ عليهِ القارعةُ أيْ
تقرعُ يوم يكون الناس الخ وقيلَ تقديرُه ستأتيكُم القارعةُ
يومَ يكونُ الخ
(9/193)
وَتَكُونُ الْجِبَالُ
كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)
{وَتَكُونُ الجبال كالعهن المنفوش} أي
كالصوفِ الملونِ بالألوانِ المختلفةِ المندوفِ في تفرقِ
أجزائِها وتطايرِها في الجوِّ حسبما نطق به قوله تعالى
{وَتَرَى الجبال تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ
السحاب} وكِلا الأمرينِ من آثارِ القارعةِ بعد النَّفخةِ
الثَّانيةِ عندَ حشرِ الخلقِ يُبدِّلُ الله عزَّ وجلَّ الأرض
من غيرَ الأرضِ ويغيرُ هيئاتِها ويُسيِّر الجبالَ عن مقارِّهَا
على ما ذكر من الهيئات الهائلةِ ليُشاهدَها أهلُ المحشرِ وهيَ
وإنِ اندكتْ وتصدعتْ عندَ النَّفخةِ الأُولى لكنْ تسييرُها
وتسويِةُ الأرضِ إنَّما يكونانِ بعد النَّفخةِ الثانيةِ كما
ينطقُ به قوله تعالى {ويسألونك عَنِ الجبال فَقُلْ يَنسِفُهَا
رَبّى نَسْفاً فَيَذَرُهَا قَاعاً صفصفا لا ترى فيها عِوَجاً
وَلا أَمْتاً يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الداعى} وقولُه تعالى
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض والسماوات وَبَرَزُواْ
للَّهِ الواحد الْقَهَّارِ} فإنَّ اتّباعَ الدَّاعِي الذي هُو
إسرافيلُ عليهِ السَّلام وبروزُ الخلقِ لله سبحانَهُ لا يكونُ
إلا بعدَ البعثِ قطعاً وقد مرَّ تمامُ الكلامِ في سورةِ النمل
(9/193)
فَأَمَّا مَنْ
ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)
وقوله تعالى {فأما من ثَقُلَتْ موازينه}
الخ بيانٌ إجماليٌّ لتحزبِ الناسِ إلى حزبينِ وتنبيهٌ على
كيفيةِ الأحوالِ الخاصَّةِ بكلِّ منهُمَا إثرَ بيان الأحوالِ
الشاملةِ للكُلِّ والموازينُ إمَّا جمعُ الموزونِ وهُوَ العملُ
الذي لَهُ وزنٌ وخطرٌ عندَ الله كما قالَهُ الفَرَّاءُ أو جمعُ
ميزانِ قالَ ابن عباس رضي الله عنهَما إنُّه ميزانٌ له لسانٌ
وكِفتانِ لا يوزنُ فيهِ إلا الأعمالُ قالوا توضعُ فيه صحائفُ
الأعمالِ فينظرُ إليهِ الخلائقُ إظهاراً
(9/193)
} 01 سورة القارعة آية (7 11)
القارعة الآيات 7 0 11 للمعدلةِ وقطعاً للمعذرةِ وقيل الوزنُ
عبارةٌ عن القضاءِ السويِّ والحُكمُ العادلُ وبهِ قال مجاهدٌ
والأعمشُ والضحاكُ واختارَهُ كثيرٌ من المتأخرينَ قالوا إنَّ
الميزانَ لا يتوصلُ بهِ إلا إِلى معرفةِ مقاديرِ الأجسامِ
فكيفَ يمكنُ أن يعرفَ به مقاديرُ الأعمالِ التي هيَ أعراضُ
منقضيةٌ وقيلَ إن الأعم الالظاهرة في هذِه النشأةِ بصورةٍ
عرضيةٍ تبرُز في النشأة الآخرة بصورة جوهريةٍ مناسبةٍ لها في
الحُسْنِ والقُبحِ وقد رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه
يُؤتى بالأعمال الصالحة على صورٍ حسنةٍ وبالأعمال السيئة على
صورٍ قبيحةٍ فتوضعُ في الميزانِ أيْ فمَنْ ترجحتْ مقاديرُ
حسناتِه
(9/194)
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ
رَاضِيَةٍ (7)
{فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} أي ذاتُ
رِضا أو مرضيةٍ
(9/194)
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ
مَوَازِينُهُ (8)
{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ موازينه} بأن لم
يكن له حسنة يعتد بها أو ترجحت سيئاته على حسناته
(9/194)
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ
(9)
{فَأُمُّهُ} أيْ فمأواهُ {هَاوِيَةٌ} هيَ
من أسماءِ النارِ سميت بها لغايةِ عُمْقِها وبعدِ مَهْواها
رُوىَ أنَّ أهلَ النارِ تهوِي فيها سبعينَ خريفاً وقيلَ إنها
اسمٌ للبابِ الأسفلِ مِنْهَا وعبرَ عنِ المأْوى باللامِ لأَنَّ
أهلَها يأوونَ إليَها كما يأوِي الولدُ إلى أمِه وعنْ قتادة
وعكرمة والكلبي أنَّ المعنى فأُمُّ رأسِه هاويةٌ في قعرِ جهنَم
لأنَّه يطرحُ فيهَا منكوساً والأوَّلُ هو الأوفقُ لقولهِ تعالى
(9/194)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا
هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ} {نَارٌ
حَامِيَةٌ} فإنه تقريرٌ لهَا بعدَ إبهامِها والإشعارِ بخروجِها
عنِ الحدودِ المعهودةِ للتفخيمِ والتهويلِ وهيَ ضميرُ الهاويةِ
والهاءُ للسكتِ وإذَا وصلَ القارىءُ حذفَها وقيلَ حقُّه أنْ لا
يُدرجَ لئلا يسقطَها الإدراجُ لأنها ثابتةٌ في المصحفِ وقد
أجيز إثباتُها مع الوصلِ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلَّم
مَنْ قرأَ سورة القارِعةَ ثَقَّلَ الله تعالَى بها ميزانه يوم
القيامة
(9/194)
} 02 سورة التكاثر مكية مختلف فيها وآيها
ثمان
بسم الله الرحمن الرحيم
(9/195)
أَلْهَاكُمُ
التَّكَاثُرُ (1)
{ألهاكم التكاثر} أَىْ شغلكُم التغالبُ في
الكثرةِ وَالتفاخرُ بَها رُوِىَ أنَّ بَنِي عبدِ مَنَافٍ
وبَنِي سَهْمٍ تَفَاخرُوا وَتعادُّوا وَتكاثرُوا بالسَّادةِ
والأشرافِ في الإسلامِ فقالَ كلٌّ منَ الفريقينِ نحنُ أكثرُ
منكُم سيداً وأعزُّ عزيزاً وَأعظمُ نفراً فكثرَهُمْ بنُو عبدِ
مَنَافٍ فَقَالَ بنُو سَهْمٍ إِنْ البغَي أفنانَا في
الجَاهليةِ فعادُّونَا بِالأَحياءِ وَالأَمْواتِ فكثَرهُمْ
بنُو سَهْمٍ وَالمَعنى أنكُم تكاثرتُمْ بالأَحياءِ
(9/195)
حَتَّى زُرْتُمُ
الْمَقَابِرَ (2)
{حتى زُرْتُمُ المقابر} أيْ حَتَّى إذَا
استوعبتُمْ عددهُم صرتم إلى التفاخم والتكاثرِ بالأمواتِ فعبرَ
عنْ بلوغِهم ذكرَ المَوتى بزيارةِ القبورِ تهكُماً بِهمْ وقيلَ
كَانُوا يزورونَ المقابَر فيقولونَ هَذَا قبرُ فُلانٍ وهَذا
قبرُ فُلانٍ يفتخرونَ بذلكَ وقيلَ المَعْنى ألهاكُم التكاثُر
بالأموالِ وَالأولادِ إلى أَنْ متمْ وقبرتمْ مضيعينَ أعمارَكُم
في طلبِ الدُّنيا معرضينَ عَمَّا يهمكُم من السعي لأُخرَاكُم
فتكونُ زيارةُ القبورِ عبارةً عنِ الموتِ وقُرِىءَ أألهاكُم
عَلى الاستفهامِ التقريريِّ
(9/195)
كَلَّا سَوْفَ
تَعْلَمُونَ (3)
{كَلاَّ} رَدْعٌ وتنبيهٌ عَلَى أنّ العاقلَ
ينبغي أنْ لا يكونَ معظمُ هَمِّه مقصُوراً عَلى الدُّنيا فإنَّ
عاقبةَ ذلكَ وخَيمةٌ {سَوْفَ تَعْلَمُونَ} سوءَ مغبةِ مَا
أنتُم عليهِ إذَا عاينتُمْ عاقبَتهُ
(9/195)
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ
تَعْلَمُونَ (4)
{ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ} تكريرٌ
للتأكيدِ وثمَّ للدَّلالة عَلَى أنَّ الثَّانِي أبلغُ منَ
الأولِ أوِ الأولُ عندَ الموتِ أو في القبرِ والثَّانِي عندَ
النشورِ
(9/195)
كَلَّا لَوْ
تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)
{كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليقين}
أَيْ لَوْ تعلمونَ ما بينَ أيديكُم علَم الأمرِ اليقينِ أيْ
كعلمكِم ما تستيقنونَهُ لفعلتُم ما لاَ يُوصفُ ولاَ يكتنهُ
فحذفَ الجوابَ للتهويلِ
وقولُه تعالَى
(9/195)
لَتَرَوُنَّ
الْجَحِيمَ (6)
{لترون الجحيم} جواب
(9/195)
} 02 سورة التكاثر آية (7 8)
قسمٍ مضمرٍ أُكِّدَ بهِ لَهُ الوعيدُ وشددَ بهِ التهديدُ
وأوضحَ بِهِ مَا أُنذروُه بعدَ إبهامِهِ تفخيماً
(9/196)
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا
عَيْنَ الْيَقِينِ (7)
{ثم لترونها} المشاهدةُ والمعاينةُ {عَيْنَ
اليقين} أَيِ الرؤيةُ التي هيَ النفس اليقينِ فإنَّ علمَ
المشاهدةِ أَقْصى مراتبِ اليقينِ
(9/196)
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)
{ثم لتسألن يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم} أيْ
عنِ النعيمِ الذي ألهاكُم الالتذاذ عنِ الدينِ وتكاليفِه فإنَّ
الخطابَ مخصوصٌ بمنْ عكفَ همتَهُ عَلى استيفاءِ اللذاتِ وَلَمْ
يعشْ إلاَّ ليأكلَ الطيبَ ويلبسَ اللينَ ويقطعَ أوقاتَهُ
باللهوِ والطَّرَبِ لاَ يعبأُ بالعلمِ وَالعملِ ولا يحملُ
نفسَهُ مشاقهما فأمَّا منْ تمتعَ بنعمةِ الله تعالَى وتقوَّى
بَها عَلى طاعتِهِ وكانَ ناهضاً بالشكرِ فهُوَ منْ ذلكَ بمعزلٍ
بعيدٍ وَقيلَ الآيةُ مخصوصةٌ بالكفار عنِ النبيِّ صلَّى الله
عليهِ وسلَّم مَنْ قرأَ سورةَ التكاثرِ لَمْ يحاسبْه الله
تعالَى بالنعيمِ الذي أنعمَ بهِ عليهِ في دارِ الدُّنيا
وأُعطيَ منَ الأجرِ كأنَّما قرأَ ألفَ آية
(9/196)
} 03 سورة العصر مكية وآيها ثلاث
بسم الله الرحمن الرحيم
(9/197)
وَالْعَصْرِ (1)
{والعصر} أقسمَ سبحانَهُ بصلاةِ العصرِ
لفضلِها الباهرِ أوْ بالعَشي الذَّيِ هُوَ ما بينَ الزوالِ
والغروبِ كما أقسمَ بالضُّحى أو بعصرِ النبوةِ لظهورِ فضلِه
عَلى سائرِ الأعصارِ أو بالدهرِ لانطوائِه عَلى تعاجيبِ
الأمورِ القارةِ والمارةِ
(9/197)
إِنَّ الْإِنْسَانَ
لَفِي خُسْرٍ (2)
{إِنَّ الإنسان لَفِى خُسْرٍ} أيْ خُسرانٌ
في متاجرِهم ومساعيهم وصرفِ أعمارِهم في مباغيِهم والتعريفُ
للجنسِ والتنكيرُ للتعظيم
(9/197)
إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
{إلا الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ} فإنهمُ في تجارةٍ لنْ تبورَ حيثُ باعُوا
الفانيَ الخسيسَ واشترَوا الباقيَ النفيسَ واستبدلُوا
الباقياتِ الصالحات بالغاديات الرائحاتِ فيا لهَا منْ صفقةٍ ما
أربَحها وَهَذا بيانٌ لتكميلِهم لأنفسِهم وقولُه تعالَى
{وَتَوَاصَوْاْ بالحق} الخ بيانُ لتكميلِهم لغيرِهم أيْ وَصَّى
بعضُهم بعضاً بالأمرِ الثَّابتِ الذي لا سبيلَ إلى إنكارِه ولا
زوالَ في الدارينِ لمحاسنِ آثارِه وهُو الخيرُ كُلُّه منَ
الإيمانِ بالله عزَّ وجَلَّ واتباعِ كتبهِ ورسلِه في كُلِّ
عقدٍ وعملٍ {وَتَوَاصَوْاْ بالصبر} أيْ عنِ المعاصِي التي
تشتاقُ إليها النفسُ بحكمِ الجِبلّةِ البشريةِ وعَلى الطاعاتِ
التي يشقُّ عليَها أداؤُها أوْ عَلى ما يبلُو الله عزَّ وجلَّ
بهِ عبادَهُ وتخصيص هَذا التواصِي بالذِّكرِ مع اندراجِه تحتَ
التواصِي بالحقِّ لإبرازِ كمالِ الاعتناءِ بهِ أو لأنَّ الأولَ
عبارةٌ عن رتبةِ العبادةِ التي هيَ فعلُ ما يرضَى بهِ الله
تعالَى والثانِي عن رتبةِ العبوديةِ التي هي الرِّضا بما فعلَ
الله تعالَى فإنَّ المرادَ بالصبرِ ليسَ مجردَ حبسِ النفسِ عما
تتشوقُ إليهِ من فعلٍ وتركٍ بلْ هُو تلقي ما وردَ منْه تعالَى
بالجميلِ والرِّضا بهِ ظاهراً وباطناً عنْ رسولِ الله صلى الله
عليه وسلَّم مَنْ قرأَ سورةَ العصر غفرَ الله تَعَالَى لَهُ
وكانَ ممنْ تواصَى بالحقِّ وتواصى بالصبر
(9/197)
} 04 سورة الهمزة مكية وآيها تسع
بسم الله الرحمن الرحيم
(9/198)
وَيْلٌ لِكُلِّ
هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)
{وَيْلٌ} مبتدأٌ خبرُهُ {لّكُلّ هُمَزَةٍ
لُّمَزَةٍ} وساغَ الابتداءُ بِه معَ كونِه نكرةً لأنهُ دعاءٌ
عليهم بالهلكةِ أو بشدةِ الشرِّ والهَمْزُ الكسرُ كالهزمِ
واللمزِ الطعنُ كاللهزِ شَاعا في الكسرِ مِنْ أعراضِ النَّاسِ
والطعن فيهمْ وبناء فُعَلةٍ للدِلالة عَلى أنَّ ذلكَ منْهُ
عَادةٌ مُستمرةٌ قَد ضَرَى بَها وكذلكَ اللُّعَنةُ
والضُّحَكَةُ وقُرِىءَ لكُلِّ هُمْزةٍ لُمْزةٍ بسكونِ الميمِ
وهُوَ المسخرةُ الذي يأتي بالأضاحيكِ فيضحكُ منْهُ ويُستهزأُ
بهِ وقيلَ نزلتْ في الأخنسِ بنِ شُرَيقٍ فإنَّهُ كانَ ضارياً
بالغِيْبةِ والوقيعةِ وقيلَ في أميةَ بنِ خَلَفٍ وقيلَ في
الوليد بن المغيرة واغتيابه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وغضه مِنْ جنابِه الرفيعِ واختصاصُ السببِ لا يستْدِعي خصوصَ
الوعيدِ بهمِ بلْ كلُّ منْ اتصفَ بوصفهِم القبيحْ فلَهُ ذنوبٌ
منْهُ مثلُ ذنوبِهم
(9/198)
الَّذِي جَمَعَ مَالًا
وَعَدَّدَهُ (2)
{الذى جَمَعَ مَالاً} بدلٌ منْ كُلِّ أوْ
منصوبٌ أو مرفوعٌ على الذمِّ وقرىء جمع بالتشديد للتكثير
وتنكير ما لا للتفخيمِ والتكثيرِ الموافقُ لقولِه تعالَى
{وَعَدَّدَهُ} وقيلَ مَعْنى عَدَّدَهُ جعلَهُ عدةً لنوائبِ
الدَّهرِ وَقُرِىءَ وَعَدَدَهُ أيْ جمعَ المالَ وضبطَ عَدَدَهُ
أوْ جمعَ مالَهُ وعددَهُ الذينَ ينصرونَهُ منْ قولِك فلانٌ ذُو
عُددٍ وَعَددٍ إذَا كانَ لَهُ عددٌ وافرٌ منَ الأنصارِ
والأعوانِ وقيلَ هُو فعلٌ ماضٍ بفكِّ الإدغامِ
(9/198)
يَحْسَبُ أَنَّ
مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)
{يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} أيْ
يعملُ عملَ منْ يظنُّ أنَّ مالَهُ يبقيهِ حياً والإظهارُ في
موقعِ الإضمارِ لزيادةِ التقريرِ وقيلَ طَوَّلَ المالُ أَمَلَه
وَمَنَّاهُ الأَمَانيِّ البعيدةَ حَتَّى أصبحَ لفرطِ غفلتِه
وطولِ أملِه يحسبُ أنَّ المالَ تركَهُ خَالداً في الدُّنيا لا
يموتُ وقيلَ هُو تَعريضٌ بالعملِ الصالحِ والزهدِ في الدُّنيا
وأنَّه هُوَ الذي أخلدَ صاحبَهُ في الحياةِ الأبديةِ والنعيمِ
المقيمِ فأمَّا المال فليس بخالد ولا بمُخَلِّدٍ ورُوِيَ أنَّ
الأخنسَ كانَ لهُ أربعةُ آلافِ دينارٍ وقيلَ عشرةُ آلافٍ
والجملةُ مستأنفةٌ أو حالٌ منْ فاعلِ جَمَع
(9/198)
كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ
فِي الْحُطَمَةِ (4)
{كَلاَّ} ردعٌ لهُ عنْ
(9/198)
} 04 سورة الهمزة آية (95)
ذلكَ الحْسبانِ الباطلِ وَقولُه تعالَى {لَيُنبَذَنَّ} جوابُ
قسمٍ مقدرٍ وَالجملةُ استئنافٌ مبينٌ لعلةِ الردعِ أيْ والله
ليطرحنَّ بسببِ تعاطيِه للأفعالِ المذكورةِ {فِى الحطمة} أيْ
في النارِ التي شأنُها أنْ تحطمَ وتكسرَ كُلَّ مَا يُلْقَى
فيهَا كَما أنَّ شأنَهُ كسرُ أعراضِ النَّاسِ وجمعُ المالِ
وَقولُه تعالى
(9/199)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا
الْحُطَمَةُ (5)
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الحطمة} لتهويلِ
أمرِهَا ببيانِ أنَّها ليستْ منِ الأمورِ التي تنالهَا عقولُ
الخلقِ
(9/199)
نَارُ اللَّهِ
الْمُوقَدَةُ (6)
وقولُه تعالَى {نَارُ الله} خبرُ مبتدأٍ
محذوفٍ والجملةُ بيانٌ لشأنِ المسؤولِ عَنْها أيْ هيَ نارُ
الله {الموقدة} بأمرِ الله عزَّ سلطانُهُ وفي إضافتها إليهِ
سُبحانَهُ ووصفُهَا بالإيقادِ منْ تهويلِ أمرِهَا مَا لاَ
مزيدَ عليهِ
(9/199)
الَّتِي تَطَّلِعُ
عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)
{التى تَطَّلِعُ عَلَى الافئدة} أيْ تعلُو
أوساطَ القلوبِ وتغشاهَا وتخصيصُها بالذكرِ لما أنَّ الفؤادَ
ألطفُ ما في الجسدِ وأشدُّة تألماً بأدْنى أَذى يمسُّهُ أوْ
لأَنَّه محلُ العقائدِ الزائغةِ والنياتِ الخبيثةِ ومنشأُ
الأعمالِ السيئةِ
(9/199)
إِنَّهَا عَلَيْهِمْ
مُؤْصَدَةٌ (8)
{إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ} أي مطبقة
من أوصدت الباب وأصدته أي أطبقته
(9/199)
فِي عَمَدٍ
مُمَدَّدَةٍ (9)
{فِى عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ} إِمَّا حالٌ منَ
الضميرِ المجرورِ في عليهمْ أيْ كائنينَ في عمدٍ ممددةٍ أيْ
موثقينَ فيهَا مثلُ المقاطرِ التي تُقطرُ فيهَا اللصوصُ أوْ
خبرُ مبتدإٍ مضمرٍ أيْ هُمْ في عمدٍ أو صفةٌ لمؤصدةٍ قالَه
أبُو البقاءِ أيْ كائنةٌ في عمد ممددة بأنْ تؤصدَ عليهمْ
الأبوابُ وتمددَ على الأبوابِ العمدُ استيثاقاً في استيثاقٍ
اللهمَّ أجرنَا منها يا خيرَ مستجارٍ وَقُرِىءَ عُمُدٌ بضمتينِ
عنِ النبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلَّم مَنْ قرأَ سورةَ الهمزةِ
أعطاهُ الله تعالى عشر حسنات بعدد منِ استهزأَ بمحمدٍ
وأصحابِهِ
(9/199)
|