تفسير الإمام الشافعي

سورة القمر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال الله عزَّ وجلَّ: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)
الأم: القراءة في العيدين:
أخبرنا الربيع قال:
أخبرنا الشَّافِعِي قال، أخبرنا مالك بن أنس، عن ضَمرة بن سعيد المازني.
عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد اللَّه، أن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأضحى والفطر؛ فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بـ: (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) الآية، و (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) الحديث.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: فأحبّ أن يُقرأ في العيدين في الركعة الأولى ب:
(ق) ، وفي الركعة الثانية ب: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) الآية.
وكذلك أحب أن

(3/1301)


يقرأ في الاستسقاء، وإن قرأ في الركعة الثانية من الاستسقاء:
(إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا) أحببتُ ذلك.
الأم (أيضاً) : باب (القراءة في العيدين والجمعة)
قال الربيع:
سألت الشَّافِعِي رحمه الله: بأي شيء تحب أن يقرأ في العيدين؟
فقال بـ:
(ق) و (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) الآية.
* * *
قال الله عزَّ وجلَّ: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19)
الأم: القول في الإنصات عند رؤية السحاب والريح:
قال الشَّافِعِي رحمه الله: أخبرني من لا أتهم قال، حدثنا العلاء بن راشد.
عن عكرمة، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: ما هبت ريح إلا جثا النبي - صلى الله عليه وسلم - على ركبتيه وقال: "اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً، اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً" الحديث.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: قال ابن عباس رضي الله عنهما في كتاب اللَّه - عز وجل -:
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا) الآية.

(3/1302)


سورة الواقعة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال الله عزَّ وجلَّ: (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37)
الزاهر باب (اللعان) :
قال - الشَّافِعِي رحمه الله: وقول اللَّه - عز وجل -: (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) الآية، أراد - واللَّه أعلم - وذوات فرش مرفوعة، والدليل على ذلك قول اللَّه - عز وجل -: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) .
أراد إنا أنشأنا ذوات الفرش المرفوعة التي تقدم ذكرها.
قال الأزهري: - وعلى هذا التفسير يكون -: قوله صلى الله عليه وسلم:
الولد للفراش وللعاهر الحجر" الحديث.
أي: الزاني الذي ليس بصاحب الفراش الخيبة، لا شيء له من الولد، وليس معنى الحجر: الرجم، وإنما هو كقولهم: له التراب، أي: الخيبة.
وقال أبو عبيد: معنى قوله: "وللعاهر الحجر" الحديث، أي: لا حق له في
النسب.

(3/1303)


قال الله عزَّ وجلَّ: (لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)
مناقب الشَّافِعِي: باب (ما يستدل به على معرفة الشافعى بتفسير القرآن
ومعانيه وسبب نزوله) :
وقرأت في كتاب السنن - رواية حرملة بن يحيى -:
عن الشَّافِعِي رحمه الله: في قول اللَّه تعالى: (لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)
قال: فاختلف فيها أهل التفسير:
فقال بعضهم: فَرَضَ لا يمسُّه إلا مُطَهَّر: يعني: متطهر تجوز له الصلاة.
وهذا المعنى تحتمله الآية: وذكر ما يشهد له من السنة.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: وقد ذهب بعض أهل التفسير في قوله:
(لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) الآية.
يعني: لا يمسه في اللوح المحفوظ إلا المطهرون من الذنوب.
يعني: الملائكة.

(3/1304)