تفسير الجلالين = 50 سورة ق
(1/688)
ق وَالْقُرْآنِ
الْمَجِيدِ (1)
{ق} اللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ بِهِ
{وَالْقُرْآن الْمَجِيد} الْكَرِيم مَا آمَنَ كُفَّار مَكَّة
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1/688)
بَلْ عَجِبُوا أَنْ
جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا
شَيْءٌ عَجِيبٌ (2)
{بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِر
مِنْهُمْ} رَسُول مِنْ أَنْفُسهمْ يُخَوِّفهُمْ بِالنَّارِ
بَعْد الْبَعْث {فَقَالَ الكافرون هذا} الإنذار {شيء عجيب}
(1/688)
أَإِذَا مِتْنَا
وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3)
{أئذا} بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَتَيْنِ
وَتَسْهِيل الثَّانِيَة وَإِدْخَال أَلِف بَيْنهمَا عَلَى
الْوَجْهَيْنِ {مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا} نَرْجِع {ذَلِكَ
رَجْع بَعِيد} فِي غَايَة الْبُعْد
(1/688)
قَدْ عَلِمْنَا مَا
تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4)
{قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُص الْأَرْض}
تَأْكُل {مِنْهُمْ وَعِنْدنَا كِتَاب حَفِيظ} هُوَ اللَّوْح
الْمَحْفُوظ فِيهِ جَمِيع الْأَشْيَاء الْمُقَدَّرَة
(1/688)
بَلْ كَذَّبُوا
بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5)
{بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ} بِالْقُرْآنِ
{لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ} فِي شَأْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقُرْآن {فِي أَمْر مَرِيج} مُضْطَرِب
قَالُوا مَرَّة سَاحِر وَسِحْر وَمَرَّة شَاعِر وَشِعْر
وَمَرَّة كَاهِن وكهانة
(1/689)
أَفَلَمْ يَنْظُرُوا
إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا
وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)
{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا} بِعُيُونِهِمْ
مُعْتَبِرِينَ بِعُقُولِهِمْ حِين أَنْكَرُوا الْبَعْث {إلَى
السَّمَاء} كَائِنَة {فَوْقهمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا} بِلَا
عَمَد {وَزَيَّنَّاهَا} بِالْكَوَاكِبِ {وَمَا لَهَا مِنْ
فُرُوج} شُقُوق تَعِيبهَا
(1/689)
وَالْأَرْضَ
مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا
فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7)
{وَالْأَرْض} مَعْطُوف عَلَى مَوْضِع إلَى
السَّمَاء كَيْفَ {مَدَدْنَاهَا} دَحَوْنَاهَا عَلَى وَجْه
الْمَاء {وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} جِبَالًا
تُثَبِّتهَا {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلّ زَوْج} صِنْف
{بَهِيج} يُبْهِج بِهِ لِحُسْنِهِ
(1/689)
تَبْصِرَةً وَذِكْرَى
لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8)
{تَبْصِرَة} مَفْعُول لَهُ أَيْ فَعَلْنَا
ذَلِكَ تَبْصِيرًا منا {وذكرى} تذكيرا {لكل عبد منيب} راجع إلى
طاعتنا
(1/689)
وَنَزَّلْنَا مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ
وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء
مُبَارَكًا} كَثِير الْبَرَكَة {فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّات}
بَسَاتِين {وَحَبّ} الزَّرْع {الْحَصِيد} المحصود
1 -
(1/689)
وَالنَّخْلَ
بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10)
{وَالنَّخْل بَاسِقَات} طِوَالًا حَال
مُقَدَّرَة {لَهَا طَلْع نَضِيد} مُتَرَاكِب بَعْضه فَوْق
بَعْض
1 -
(1/689)
رِزْقًا لِلْعِبَادِ
وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11)
{رزقا للعباد} مفعول له {وأحيينا به بلدة
مَيْتًا} يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّر وَالْمُؤَنَّث
{كَذَلِكَ} أَيْ مِثْل هَذَا الْإِحْيَاء {الْخُرُوج} مِنْ
الْقُبُور فَكَيْفَ تُنْكِرُونَهُ وَالِاسْتِفْهَام
لِلتَّقْرِيرِ وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ نَظَرُوا وَعَلِمُوا ما
ذكر
1 -
(1/689)
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12)
{كَذَّبَتْ قَبْلهمْ قَوْم نُوح} تَأْنِيث
الْفِعْل بِمَعْنَى قَوْم {وَأَصْحَاب الرَّسّ} هِيَ بِئْر
كَانُوا مُقِيمِينَ عَلَيْهَا بِمَوَاشِيهِمْ يَعْبُدُونَ
الْأَصْنَام وَنَبِيّهمْ قِيلَ حَنْظَلَة بْن صَفْوَان وَقِيلَ
غَيْره {وَثَمُود} قَوْم صَالِح
1 -
(1/689)
وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ
وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13)
{وعاد} قوم هود {وفرعون وإخوان لوط}
1 -
(1/689)
وَأَصْحَابُ
الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ
وَعِيدِ (14)
{وَأَصْحَاب الْأَيْكَة} الْغَيْضَة قَوْم
شُعَيْب {وَقَوْم تُبَّع} هُوَ مَلِك كَانَ بِالْيَمَنِ
أَسْلَمَ وَدَعَا قَوْمه إلَى الْإِسْلَام فَكَذَّبُوهُ {كُلّ}
مِنْ الْمَذْكُورِينَ {كَذَّبَ الرُّسُل} كَقُرَيْشٍ {فَحَقَّ
وَعِيد} وَجَبَ نُزُول الْعَذَاب عَلَى الْجَمِيع فَلَا يَضِيق
صَدْرك مِنْ كُفْر قريش بك
1 -
(1/689)
أَفَعَيِينَا
بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ
جَدِيدٍ (15)
{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّل} أَيْ
لَمْ نَعْي بِهِ فَلَا نَعْيَا بِالْإِعَادَةِ {بَلْ هُمْ فِي
لَبْس} شَكّ {مِنْ خَلْق جَدِيد} وَهُوَ الْبَعْث
(1/689)
1 -
(1/690)
وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان
وَنَعْلَم} حَال بِتَقْدِيرِ نَحْنُ {مَا} مَصْدَرِيَّة
{تُوَسْوِس} تُحَدِّث {بِهِ} الْبَاء زَائِدَة أو للتعدية
والضمير للإنسان {نفسه وَنَحْنُ أَقْرَب إلَيْهِ} بِالْعِلْمِ
{مِنْ حَبْل الْوَرِيد} الْإِضَافَة لِلْبَيَانِ
وَالْوَرِيدَانِ عِرْقَانِ بِصَفْحَتَيْ الْعُنُق
1 -
(1/690)
إِذْ يَتَلَقَّى
الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ
(17)
{إذْ} مَنْصُوبَة باُذْكُرْ مُقَدَّرًا
{يَتَلَقَّى} يَأْخُذ وَيَثْبُت {الْمُتَلَقِّيَانِ}
الْمَلَكَانِ الْمُوَكَّلَانِ بِالْإِنْسَانِ مَا يَعْمَلهُ
{عَنِ الْيَمِين وَعَنِ الشِّمَال} مِنْهُ {قَعِيد} أَيْ
قَاعِدَانِ وَهُوَ مُبْتَدَأ خَبَره مَا قَبْله
1 -
(1/690)
مَا يَلْفِظُ مِنْ
قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)
{ما يلفظ من قوله إلَّا لَدَيْهِ رَقِيب}
حَافِظ {عَتِيد} حَاضِر وَكُلّ مِنْهُمَا بِمَعْنَى
الْمُثَنَّى
1 -
(1/690)
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ
الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)
{وَجَاءَتْ سَكْرَة الْمَوْت} غَمْرَته
وَشِدَّته {بِالْحَقِّ} مِنْ أَمْر الْآخِرَة حَتَّى
الْمُنْكِر لَهَا عِيَانًا وَهُوَ نَفْس الشِّدَّة {ذَلِكَ}
أَيْ الْمَوْت {مَا كُنْت مِنْهُ تَحِيد} تَهْرَب وَتَفْزَع
2 -
(1/690)
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ
ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20)
{وَنُفِخَ فِي الصُّور} لِلْبَعْثِ
{ذَلِكَ} أَيْ يَوْم النَّفْخ {يَوْم الْوَعِيد} لِلْكُفَّارِ
بِالْعَذَابِ
2 -
(1/690)
وَجَاءَتْ كُلُّ
نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)
{وَجَاءَتْ} فِيهِ {كُلّ نَفْس} إلَى
الْمَحْشَر {مَعَهَا سَائِق} مَلَك يَسُوقهَا إلَيْهِ
{وَشَهِيد} يَشْهَد عَلَيْهَا بِعَمَلِهَا وَهُوَ الْأَيْدِي
وَالْأَرْجُل وَغَيْرهَا وَيُقَال لِلْكَافِرِ
2 -
(1/690)
لَقَدْ كُنْتَ فِي
غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ
الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)
{لَقَدْ كُنْت} فِي الدُّنْيَا {فِي
غَفْلَة مِنْ هَذَا} النَّازِل بِك الْيَوْم {فَكَشَفْنَا
عَنْك غِطَاءَك} أَزَلْنَا غَفْلَتك بِمَا تُشَاهِدهُ الْيَوْم
{فَبَصَرك الْيَوْم حَدِيد} حَادَ تُدْرِك بِهِ مَا أَنْكَرْته
فِي الدنيا
2 -
(1/690)
وَقَالَ قَرِينُهُ
هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)
{وَقَالَ قَرِينه} الْمَلَك الْمُوَكَّل
بِهِ {هَذَا مَا} أَيْ الَّذِي {لَدَيَّ عَتِيد} حَاضِر فيقال
لمالك
2 -
(1/690)
أَلْقِيَا فِي
جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24)
{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّم} أَيْ أَلْقِ
أَلْقِ أَوْ أَلْقِيَن وَبِهِ قَرَأَ الْحَسَن فَأُبْدِلَتْ
النُّون أَلِفًا {كُلّ كَفَّار عَنِيد} مُعَانِد لِلْحَقِّ
2 -
(1/690)
مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ
مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25)
{مَنَّاع لِلْخَيْرِ} كَالزَّكَاةِ
{مُعْتَدٍ} ظَالِم {مُرِيب} شَاكّ في دينه
2 -
(1/690)
الَّذِي جَعَلَ مَعَ
اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ
الشَّدِيدِ (26)
{الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّه إلَهًا آخَر}
مُبْتَدَأ ضُمِّنَ مَعْنَى الشَّرْط خَبَره {فَأَلْقِيَاهُ فِي
الْعَذَاب الشَّدِيد} تَفْسِيره مِثْل مَا تَقَدَّمَ
2 -
(1/690)
قَالَ قَرِينُهُ
رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ
(27)
{قَالَ قَرِينه} الشَّيْطَان {رَبّنَا مَا
أَطْغَيْته} أَضْلَلْته {وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَال بَعِيد}
فَدَعَوْته فَاسْتَجَابَ لِي وَقَالَ هُوَ أَطْغَانِي
بِدُعَائِهِ لَهُ
2 -
(1/690)
قَالَ لَا
تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ
بِالْوَعِيدِ (28)
{قَالَ} تَعَالَى {لَا تَخْتَصِمُوا
لَدَيَّ} أَيْ مَا يَنْفَع الْخِصَام هُنَا {وَقَدْ قَدَّمْت
إلَيْكُمْ} فِي الدُّنْيَا {بِالْوَعِيدِ} بِالْعَذَابِ فِي
الْآخِرَة لَوْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَا بُدّ مِنْهُ
(1/690)
2 -
(1/691)
مَا يُبَدَّلُ
الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29)
{مَا يُبَدَّل} يُغَيَّر {الْقَوْل
لَدَيَّ} فِي ذَلِكَ {وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}
فَأُعَذِّبهُمْ بِغَيْرِ جُرْم وَظَلَّام بِمَعْنَى ذِي ظُلْم
لِقَوْلِهِ {لَا ظُلْم اليوم}
3 -
(1/691)
يَوْمَ نَقُولُ
لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ
(30)
{يَوْم} نَاصِبه ظَلَّام {نَقُول}
بِالنُّونِ وَالْيَاء {لِجَهَنَّم هَلْ امْتَلَأْت}
اسْتِفْهَام تَحْقِيق لِوَعْدِهِ بِمَلْئِهَا {وَتَقُول}
بِصُورَةِ الِاسْتِفْهَام كَالسُّؤَالِ {هَلْ مِنْ مَزِيد}
أَيْ لَا أَسَع غَيْر مَا امْتَلَأْت بِهِ أَيْ قد امتلأت
3 -
(1/691)
وَأُزْلِفَتِ
الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31)
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّة} قَرُبَتْ
{لِلْمُتَّقِينَ} مَكَانًا {غَيْر بَعِيد} مِنْهُمْ
فَيَرَوْنَهَا وَيُقَال لَهُمْ
3 -
(1/691)
هَذَا مَا تُوعَدُونَ
لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32)
{هَذَا} الْمَرْئِيّ {مَا تُوعَدُونَ}
بِالتَّاءِ وَالْيَاء فِي الدُّنْيَا وَيُبْدَل مِنْ
لِلْمُتَّقِينَ قَوْله {لِكُلِّ أَوَّاب} رَجَّاع إلَى طَاعَة
اللَّه {حَفِيظ} حَافِظ لِحُدُودِهِ
3 -
(1/691)
مَنْ خَشِيَ
الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)
{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ}
خَافَهُ وَلَمْ يَرَهُ {وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيب} مُقْبِل
عَلَى طَاعَته وَيُقَال للمتقين أيضا
3 -
(1/691)
ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ
ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34)
{اُدْخُلُوهَا بِسَلَامٍ} سَالِمِينَ مِنْ
كُلّ مَخُوف أَوْ مَعَ سَلَام أَيْ سَلِّمُوا وَادْخُلُوا
{ذَلِكَ} الْيَوْم الَّذِي حَصَلَ فِيهِ الدُّخُول {يَوْم
الْخُلُود} الدَّوَام في الجنة
3 -
(1/691)
لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ
فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)
{لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا
مَزِيد} زِيَادَة على ما عملوا وطلبوا
3 -
(1/691)
وَكَمْ أَهْلَكْنَا
قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا
فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36)
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلهمْ مِنْ قَرْن}
أَيْ أَهْلَكْنَا قَبْل كُفَّار قُرَيْش قُرُونًا كَثِيرَة
مِنْ الْكُفَّار {هم أشد منهم بَطْشًا} قُوَّة {فَنَقَّبُوا}
فَتَّشُوا {فِي الْبِلَاد هَلْ مِنْ مَحِيص} لَهُمْ أَوْ
لِغَيْرِهِمْ مِنْ الْمَوْت فلم يجدوا
3 -
(1/691)
إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ
وَهُوَ شَهِيدٌ (37)
{إنَّ فِي ذَلِكَ} الْمَذْكُور {لَذِكْرَى}
لَعِظَة {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْب} عَقْل {أَوْ أَلْقَى
السَّمْع} اسْتَمَعَ الْوَعْظ {وَهُوَ شَهِيد} حَاضِر
بِالْقَلْبِ
3 -
(1/691)
وَلَقَدْ خَلَقْنَا
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَات
وَالْأَرْض وَمَا بَيْنهمَا فِي سِتَّة أَيَّام} أَوَّلهَا
الْأَحَد وَآخِرهَا الْجُمُعَة {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوب}
تَعَب نَزَلَ رَدًّا عَلَى الْيَهُود فِي قَوْلهمْ إنَّ اللَّه
اسْتَرَاحَ يَوْم السَّبْت وَانْتِفَاء التَّعَب عَنْهُ
لِتَنَزُّهِهِ تَعَالَى عَنْ صِفَات الْمَخْلُوقِينَ
وَلِعَدَمِ الْمُمَاسَّة بَيْنه وَبَيْن غَيْره {إنَّمَا
أَمْره إذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون}
3 -
(1/691)
فَاصْبِرْ عَلَى مَا
يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ
الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)
{فَاصْبِرْ} خِطَاب لِلنَّبِيِّ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {عَلَى مَا يَقُولُونَ} أَيْ
الْيَهُود وَغَيْرهمْ مِنْ التَّشْبِيه وَالتَّكْذِيب
{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك} صَلِّ حَامِدًا {قَبْل طُلُوع
الشَّمْس} أَيْ صَلَاة الصُّبْح {وَقَبْل الْغُرُوب} أَيْ
صَلَاة الظُّهْر وَالْعَصْر
(1/691)
4 -
(1/692)
وَمِنَ اللَّيْلِ
فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)
{وَمِنَ اللَّيْل فَسَبِّحْهُ} أَيْ صَلِّ
الْعِشَاءَيْنِ {وَأَدْبَار السُّجُود} بِفَتْحِ الْهَمْزَة
جَمْع دَبْر وَكَسْرهَا مَصْدَر أَدْبَرَ أَيْ صَلِّ
النَّوَافِل الْمَسْنُونَة عَقِب الْفَرَائِض وَقِيلَ
الْمُرَاد حَقِيقَة التَّسْبِيح فِي هَذِهِ الْأَوْقَات ملابسا
للحمد
4 -
(1/692)
وَاسْتَمِعْ يَوْمَ
يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41)
{وَاسْتَمِعْ} يَا مُخَاطَب مَقُولِي
{يَوْم يُنَادِ الْمُنَادِ} هُوَ إسْرَافِيل {مِنْ مَكَان
قَرِيب} مِنْ السَّمَاء وَهُوَ صَخْرَة بَيْت الْمَقْدِس
أَقْرَب مَوْضِع مِنْ الْأَرْض إلَى السَّمَاء يَقُول
أَيَّتهَا الْعِظَام الْبَالِيَة وَالْأَوْصَال
الْمُتَقَطِّعَة وَاللُّحُوم الْمُتَمَزِّقَة وَالشُّعُور
الْمُتَفَرِّقَة إنَّ اللَّه يَأْمُركُنَّ أَنْ تَجْتَمِعْنَ
لِفَصْلِ الْقَضَاء
4 -
(1/692)
يَوْمَ يَسْمَعُونَ
الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42)
{يَوْم} بَدَل مِنْ يَوْم قَبْله
{يَسْمَعُونَ} أَيْ الْخَلْق كُلّهمْ {الصَّيْحَة بِالْحَقِّ}
بِالْبَعْثِ وَهِيَ النَّفْخَة الثَّانِيَة مِنْ إسْرَافِيل
وَيُحْتَمَل أَنْ تَكُون قَبْل نِدَائِهِ وَبَعْده {ذَلِكَ}
أَيْ يَوْم النِّدَاء وَالسَّمَاع {يَوْم الْخُرُوج} مِنْ
الْقُبُور وَنَاصِب يَوْم يُنَادِي مقدرا أي يعلمون عاقبة
تكذيبهم
4 -
(1/692)
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي
وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43)
{إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير}
4 -
(1/692)
يَوْمَ تَشَقَّقُ
الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ
(44)
{يَوْم} بَدَل مِنْ يَوْم قَبْله وَمَا
بَيْنهمَا اعْتِرَاض {تَشَقَّقَ} بِتَخْفِيفِ الشِّين
وَتَشْدِيدهَا بِإِدْغَامِ التَّاء الثَّانِيَة فِي الْأَصْل
فِيهَا {الْأَرْض عَنْهُمْ سِرَاعًا} جَمْع سَرِيع حَال مِنْ
مُقَدَّر أَيْ فَيَخْرُجُونَ مُسْرِعِينَ {ذَلِكَ حَشْر
عَلَيْنَا يَسِير} فِيهِ فَصْل بَيْن الْمَوْصُوف وَالصِّفَة
بِمُتَعَلِّقِهَا لِلِاخْتِصَاصِ وَهُوَ لَا يَضُرّ وَذَلِكَ
إشَارَة إلَى مَعْنَى الْحَشْر الْمُخْبَر بِهِ عَنْهُ وَهُوَ
الْإِحْيَاء بَعْد الْفَنَاء وَالْجَمْع للعرض والحساب
4 -
(1/692)
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا
يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ
بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)
{نَحْنُ أَعْلَم بِمَا يَقُولُونَ} أَيْ
كُفَّار قُرَيْش {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ}
تُجْبِرهُمْ عَلَى الْإِيمَان وَهَذَا قَبْل الْأَمْر
بِالْجِهَادِ {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يخاف وعيد} وهم
المؤمنون = 51 سورة الذاريات
(1/692)
وَالذَّارِيَاتِ
ذَرْوًا (1)
{وَالذَّارِيَات} الرِّيَاح تَذْرُو
التُّرَاب وَغَيْره {ذَرْوًا} مَصْدَر وَيُقَال تَذْرِيهِ
ذَرْيًا تَهُبّ بِهِ
(1/692)
فَالْحَامِلَاتِ
وِقْرًا (2)
{فَالْحَامِلَات} السُّحُب تَحْمِل الْمَاء
{وِقْرًا} ثِقَلًا مَفْعُول الحاملات
(1/692)
فَالْجَارِيَاتِ
يُسْرًا (3)
{فَالْجَارِيَات} السُّفُن تَجْرِي عَلَى
وَجْه الْمَاء {يُسْرًا} بِسُهُولَةٍ مَصْدَر فِي مَوْضِع
الْحَال أَيْ مُيَسَّرَة
(1/692)
فَالْمُقَسِّمَاتِ
أَمْرًا (4)
{فَالْمُقَسِّمَات أَمْرًا} الْمَلَائِكَة
تَقْسِم الْأَرْزَاق وَالْأَمْطَار وَغَيْرهَا بَيْن الْبِلَاد
وَالْعِبَاد
(1/692)
إِنَّمَا تُوعَدُونَ
لَصَادِقٌ (5)
{إنَّمَا تُوعَدُونَ} مَا مَصْدَرِيَّة
أَيْ وَعْدهمْ بِالْبَعْثِ وَغَيْره {لَصَادِق} لَوَعْد صَادِق
(1/693)
وَإِنَّ الدِّينَ
لَوَاقِعٌ (6)
{وَإِنَّ الدِّين} الْجَزَاء بَعْد
الْحِسَاب {لَوَاقِع} لَا محالة
(1/693)
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ
الْحُبُكِ (7)
{وَالسَّمَاء ذَات الْحُبُك} جَمْع
حَبِيكَة كَطَرِيقَةٍ وَطَرِيق أَيْ صَاحِبَة الطُّرُق فِي
الْخِلْقَة كَالطَّرِيقِ فِي الرمل
(1/693)
إِنَّكُمْ لَفِي
قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8)
{إنَّكُمْ} يَا أَهْل مَكَّة فِي شَأْن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقُرْآن
{لَفِي قَوْل مُخْتَلِف} قِيلَ شَاعِر سَاحِر كَاهِن شِعْر
سِحْر كهانة
(1/693)
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ
أُفِكَ (9)
{يُؤْفَك} يُصْرَف {عَنْهُ} عَنْ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقُرْآن أَيْ عَنْ
الْإِيمَان بِهِ {مَنْ أُفِكَ} صُرِفَ عَنْ الْهِدَايَة فِي
عِلْم الله تعالى
1 -
(1/693)
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ
(10)
{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} لُعِنَ
الْكَذَّابُونَ أَصْحَاب الْقَوْل الْمُخْتَلِف
1 -
(1/693)
الَّذِينَ هُمْ فِي
غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11)
{الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَة} جَهْل
يَغْمُرهُمْ {سَاهُونَ} غَافِلُونَ عَنْ أَمْر الْآخِرَة
1 -
(1/693)
يَسْأَلُونَ أَيَّانَ
يَوْمُ الدِّينِ (12)
{يَسْأَلُونَ} النَّبِيّ اسْتِفْهَام
اسْتِهْزَاء {أَيَّانَ يَوْم الدِّين} أَيْ مَتَى مَجِيئُهُ
وَجَوَابهمْ يَجِيء
1 -
(1/693)
يَوْمَ هُمْ عَلَى
النَّارِ يُفْتَنُونَ (13)
{يَوْم هُمْ عَلَى النَّار يُفْتَنُونَ}
أَيْ يُعَذَّبُونَ فِيهَا وَيُقَال لَهُمْ حِين التَّعْذِيب
1 -
(1/693)
ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ
هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)
{ذُوقُوا فِتْنَتكُمْ} تَعْذِيبكُمْ
{هَذَا} التَّعْذِيب {الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ}
فِي الدُّنْيَا اسْتِهْزَاء
1 -
(1/693)
إِنَّ الْمُتَّقِينَ
فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15)
{إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّات}
بَسَاتِين {وَعُيُون} تَجْرِي فيها
1 -
(1/693)
آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ
رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16)
{آخِذِينَ} حَال مِنْ الضَّمِير فِي خَبَر
إنَّ {مَا آتَاهُمْ} أَعْطَاهُمْ {رَبّهمْ} مِنْ الثَّوَاب
{إنَّهُمْ كانوا قبل ذلك} أي دخلوهم الْجَنَّة {مُحْسِنِينَ}
فِي الدُّنْيَا
1 -
(1/693)
كَانُوا قَلِيلًا مِنَ
اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)
{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْل مَا
يَهْجَعُونَ} يَنَامُونَ وَمَا زَائِدَة وَيَهْجَعُونَ خَبَر
كَانَ وَقَلِيلًا ظَرْف أَيْ يَنَامُونَ فِي زَمَن يَسِير مِنْ
اللَّيْل ويصلون أكثره
1 -
(1/693)
وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ (18)
{وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
يَقُولُونَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا
1 -
(1/693)
وَفِي أَمْوَالِهِمْ
حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)
{وَفِي أَمْوَالهمْ حَقّ لِلسَّائِلِ
وَالْمَحْرُوم} الَّذِي لَا يسأل لتعففه
2 -
(1/693)
وَفِي الْأَرْضِ
آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20)
{وَفِي الْأَرْض} مِنْ الْجِبَال
وَالْبِحَار وَالْأَشْجَار وَالثِّمَار وَالنَّبَات وَغَيْرهَا
{آيَات} دَلَالَات عَلَى قُدْرَة اللَّه سبحانه وتعالى
ووحدانيته {للموقنين}
2 -
(1/693)
وَفِي أَنْفُسِكُمْ
أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)
{وَفِي أَنْفُسكُمْ} آيَات أَيْضًا مِنْ
مَبْدَأ خَلْقكُمْ إلَى مُنْتَهَاهُ وَمَا فِي تَرْكِيب
خَلْقكُمْ مِنْ الْعَجَائِب {أَفَلَا تُبْصِرُونَ} ذَلِكَ
فَتَسْتَدِلُّونَ بِهِ عَلَى صانعه وقدرته
2 -
(1/693)
وَفِي السَّمَاءِ
رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)
{وَفِي السَّمَاء رِزْقكُمْ} أَيْ الْمَطَر
الْمُسَبَّب عَنْهُ النَّبَات الَّذِي هُوَ رِزْق {وَمَا
تُوعَدُونَ} مِنْ الْمَآب وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب أَيْ
مَكْتُوب ذَلِكَ فِي السماء
(1/693)
2 -
(1/694)
فَوَرَبِّ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ
(23)
{فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْض إنَّهُ}
أَيْ مَا تُوعَدُونَ {لَحَقّ مِثْل مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}
بِرَفْعِ مِثْل صِفَة وَمَا مَزِيدَة وَبِفَتْحِ اللَّام
مُرَكَّبَة مَعَ مَا الْمَعْنَى مِثْل نُطْقكُمْ فِي حَقِيقَته
أَيْ مَعْلُومِيَّته عِنْدكُمْ ضَرُورَة صُدُوره عَنْكُمْ
2 -
(1/694)
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ
ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24)
{هَلْ أَتَاك} خِطَاب لِلنَّبِيِّ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {حَدِيث ضَيْف إبْرَاهِيم
الْمُكْرَمِينَ} وَهُمْ مَلَائِكَة اثْنَا عَشَر أَوْ عَشْرَة
أَوْ ثَلَاثَة مِنْهُمْ جبريل
2 -
(1/694)
إِذْ دَخَلُوا
عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ
(25)
{إذْ} ظَرْف لِحَدِيثِ ضَيْف {دَخَلُوا
عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا} أَيْ هَذَا اللَّفْظ {قَالَ
سَلَام} أَيْ هَذَا اللَّفْظ {قَوْم مُنْكَرُونَ} لَا
نَعْرِفهُمْ قَالَ ذَلِكَ فِي نَفْسه وَهُوَ خَبَر مُبْتَدَأ
مُقَدَّر أي هؤلاء
2 -
(1/694)
فَرَاغَ إِلَى
أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26)
{فَرَاغَ} مَالَ {إلَى أَهْله} سِرًّا
{فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِين} وَفِي سُورَة هُود {بِعِجْلٍ
حَنِيذ} أَيْ مشوي
2 -
(1/694)
فَقَرَّبَهُ
إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27)
{فَقَرَّبَهُ إلَيْهِمْ قَالَ أَلَا
تَأْكُلُونَ} عَرَضَ عَلَيْهِمْ الْأَكْل فَلَمْ يُجِيبُوا
2 -
(1/694)
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ
خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ
(28)
{فَأَوْجَسَ} أَضْمَرَ فِي نَفْسه
{مِنْهُمْ خِيفَة قَالُوا لَا تَخَفْ} إنَّا رُسُل رَبّك
{وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيم} ذِي عِلْم كَثِير وَهُوَ
إسْحَاق كَمَا ذُكِرَ فِي هُود
2 -
(1/694)
فَأَقْبَلَتِ
امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ
عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)
{فَأَقْبَلَتْ امْرَأَته} سَارَّة {فِي
صَرَّة} صَيْحَة حَال أَيْ جَاءَتْ صَائِحَة {فَصَكَّتْ
وَجْههَا} لَطَمَتْهُ {وَقَالَتْ عَجُوز عَقِيم} لَمْ تَلِد
قَطُّ وَعُمْرهَا تِسْع وَتِسْعُونَ سَنَة وَعُمْر إبْرَاهِيم
مِائَة سَنَة أَوْ عُمْره مِائَة وَعِشْرُونَ سَنَة وَعُمْرهَا
تِسْعُونَ سَنَة
3 -
(1/694)
قَالُوا كَذَلِكِ
قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)
{قَالُوا كَذَلِك} أَيْ مِثْل قَوْلنَا فِي
الْبِشَارَة {قَالَ رَبّك إنَّهُ هُوَ الْحَكِيم} فِي صُنْعه
{العليم} بخلقه
3 -
(1/694)
قَالَ فَمَا
خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31)
{قال فما خطبكم} شأنكم {أيها المرسلون}
3 -
(1/694)
قَالُوا إِنَّا
أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32)
{قَالُوا إنَّا أُرْسِلنَا إلَى قَوْم
مُجْرِمِينَ} كَافِرِينَ هُمْ قَوْم لُوط
3 -
(1/694)
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ
حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33)
{لِنُرْسِل عَلَيْهِمْ حِجَارَة مِنْ طِين}
مَطْبُوخ بِالنَّارِ
3 -
(1/694)
مُسَوَّمَةً عِنْدَ
رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34)
{مُسَوَّمَة} مُعَلَّمَة عَلَيْهَا اسْم
مَنْ يُرْمَى بِهَا {عِنْد رَبّك} ظَرْف لَهَا
{لِلْمُسْرِفِينَ} بِإِتْيَانِهِمْ الذُّكُور مع كفرهم
3 -
(1/694)
فَأَخْرَجْنَا مَنْ
كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35)
{فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا} أَيْ
قُرَى قَوْم لُوط {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} لِإِهْلَاكِ
الْكَافِرِينَ
3 -
(1/694)
فَمَا وَجَدْنَا
فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36)
{فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْر بَيْت مِنَ
الْمُسْلِمِينَ} وَهُمْ لُوط وَابْنَتَاهُ وُصِفُوا
بِالْإِيمَانِ وَالْإِسْلَام أَيْ هُمْ مُصَدِّقُونَ
بِقُلُوبِهِمْ عَامِلُونَ بِجَوَارِحِهِمْ الطَّاعَات
(1/694)
3 -
(1/695)
وَتَرَكْنَا فِيهَا
آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37)
{وَتَرَكْنَا فِيهَا} بَعْد إهْلَاك
الْكَافِرِينَ {آيَة} عَلَامَة عَلَى إهْلَاكهمْ {لِلَّذِينَ
يَخَافُونَ الْعَذَاب الْأَلِيم} فَلَا يَفْعَلُونَ مِثْل
فِعْلهمْ
3 -
(1/695)
وَفِي مُوسَى إِذْ
أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38)
{وَفِي مُوسَى} مَعْطُوف عَلَى فِيهَا
الْمَعْنَى وَجَعَلْنَا فِي قِصَّة مُوسَى آيَة {إذْ
أَرْسَلْنَاهُ إلَى فِرْعَوْن} مُلْتَبِسًا {بِسُلْطَانٍ
مُبِين} بِحُجَّةٍ وَاضِحَة
3 -
(1/695)
فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ
وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39)
{فَتَوَلَّى} أَعْرَضَ عَنْ الْإِيمَان
{بِرُكْنِهِ} مَعَ جُنُوده لِأَنَّهُمْ لَهُ كَالرُّكْنِ
{وَقَالَ} لِمُوسَى هُوَ {سَاحِر أو مجنون}
4 -
(1/695)
فَأَخَذْنَاهُ
وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40)
{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُوده فَنَبَذْنَاهُمْ}
طَرَحْنَاهُمْ {فِي الْيَمّ} الْبَحْر فَغَرِقُوا {وَهُوَ}
أَيْ فِرْعَوْن {مُلِيم} آتٍ بِمَا يُلَام عَلَيْهِ مِنْ
تَكْذِيب الرُّسُل وَدَعْوَى الرُّبُوبِيَّة
4 -
(1/695)
وَفِي عَادٍ إِذْ
أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41)
{وَفِي} إهْلَاك {عَادٍ} آيَة {إذْ
أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيح الْعَقِيم} هِيَ الَّتِي لَا
خَيْر فِيهَا لِأَنَّهَا لَا تَحْمِل الْمَطَر وَلَا تُلَقِّح
الشَّجَر وهي الدبور
4 -
(1/695)
مَا تَذَرُ مِنْ
شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)
{مَا تَذَر مِنْ شَيْء} نَفْس أَوْ مَال
{أَتَتْ عَلَيْهِ إلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} كَالْبَالِي
الْمُتَفَتِّت
4 -
(1/695)
وَفِي ثَمُودَ إِذْ
قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43)
{وَفِي} إهْلَاك {ثَمُود} آيَة {إذْ قِيلَ
لَهُمْ} بَعْد عَقْر النَّاقَة {تَمَتَّعُوا حَتَّى حِين} إلَى
انقضاء آجالكم كما في آية {تمتعوا في داركم ثلاثة أيام}
4 -
(1/695)
فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ
رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ
(44)
{فَعَتَوْا} تَكَبَّرُوا {عَنْ أَمْر
رَبّهمْ} أَيْ عَنْ امْتِثَاله {فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَة}
بَعْد مُضِيّ الثَّلَاثَة أَيَّام أَيْ الصَّيْحَة
الْمُهْلِكَة {وَهُمْ يَنْظُرُونَ} أَيْ بالنهار
4 -
(1/695)
فَمَا اسْتَطَاعُوا
مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (45)
{فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَام} أَيْ مَا
قَدَرُوا عَلَى النُّهُوض حِين نُزُول الْعَذَاب {وَمَا
كَانُوا مُنْتَصِرِينَ} عَلَى مَنْ أَهْلَكَهُمْ
4 -
(1/695)
وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ
قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (46)
{وَقَوْم نُوح} بِالْجَرِّ عُطِفَ عَلَى
ثَمُود أَيْ وَفِي إهْلَاكهمْ بِمَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْض
آيَة وَبِالنَّصْبِ أَيْ وَأَهْلَكْنَا قَوْم نُوح مِنْ قَبْل
أي قبل إهلاك هؤلاء المذكورين {إنهم كانوا قوما فاسقين}
4 -
(1/695)
وَالسَّمَاءَ
بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}
بِقُوَّةٍ {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} قَادِرُونَ يُقَال آدَ
الرَّجُل يَئِيد قَوِيَ وَأَوْسَعَ الرَّجُل صَارَ ذَا سِعَة
وَقُوَّة
4 -
(1/695)
وَالْأَرْضَ
فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48)
{وَالْأَرْض فَرَشْنَاهَا} مَهَّدْنَاهَا
{فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} نَحْنُ
4 -
(1/695)
وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ
خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)
{وَمِنْ كُلّ شَيْء} مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ
خَلَقْنَا {خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} صِنْفَيْنِ كَالذَّكَرِ
وَالْأُنْثَى وَالسَّمَاء وَالْأَرْض وَالشَّمْس وَالْقَمَر
وَالسَّهْل وَالْجَبَل وَالصَّيْف وَالشِّتَاء وَالْحُلْو
وَالْحَامِض وَالنُّور وَالظُّلْمَة {لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ} بِحَذْفِ إحْدَى التَّاءَيْنِ مِنْ الْأَصْل
فَتَعْلَمُونَ أَنَّ خَالِق الْأَزْوَاج فَرْد فَتَعْبُدُوهُ
(1/695)
5 -
(1/696)
فَفِرُّوا إِلَى
اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)
{فَفِرُّوا إلَى اللَّه} أَيْ إلَى ثَوَابه
مِنْ عِقَابه بِأَنْ تُطِيعُوهُ وَلَا تَعْصُوهُ {إنِّي لَكُمْ
مِنْهُ نَذِير مُبِين} بَيِّن الْإِنْذَار
5 -
(1/696)
وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ
اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ
(51)
{وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّه إلَهًا آخَر
إنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِير مُبِين} يُقَدَّر قَبْل فَفِرُّوا
قل لهم
5 -
(1/696)
كَذَلِكَ مَا أَتَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا
سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52)
{كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلهمْ مِنْ رَسُول إلَّا قَالُوا} هُوَ {سَاحِر أَوْ
مَجْنُون} أَيْ مِثْل تَكْذِيبهمْ لَك بِقَوْلِهِمْ إنَّك
سَاحِر أَوْ مَجْنُون تَكْذِيب الْأُمَم قَبْلهمْ رُسُلهمْ
بِقَوْلِهِمْ ذلك
5 -
(1/696)
أَتَوَاصَوْا بِهِ
بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)
{أتواصوا} كلهم {به} اسْتِفْهَام بِمَعْنَى
النَّفْي {بَلْ هُمْ قَوْم طَاغُونَ} جَمَعَهُمْ عَلَى هَذَا
الْقَوْل طُغْيَانهمْ
5 -
(1/696)
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ
فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54)
{فَتَوَلَّ} أَعْرِضْ {عَنْهُمْ فَمَا
أَنْتَ بِمَلُومٍ} لِأَنَّك بلغتهم الرسالة
5 -
(1/696)
وَذَكِّرْ فَإِنَّ
الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)
{وَذَكِّرْ} عِظْ بِالْقُرْآنِ {فَإِنَّ
الذِّكْرَى تَنْفَع الْمُؤْمِنِينَ} مَنْ عَلِمَ اللَّه
تَعَالَى أَنَّهُ يُؤْمِن
5 -
(1/696)
وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
{وَمَا خَلَقْت الْجِنّ وَالْإِنْس إلَّا
لِيَعْبُدُونِ} وَلَا يُنَافِي ذَلِكَ عَدَم عِبَادَة
الْكَافِرِينَ لِأَنَّ الْغَايَة لَا يَلْزَم وُجُودهَا كَمَا
فِي قَوْلك بَرَيْت هَذَا الْقَلَم لِأَكْتُب بِهِ فَإِنَّك
قَدْ لَا تكتب به
5 -
(1/696)
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ
مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)
{مَا أُرِيد مِنْهُمْ مِنْ رِزْق} لِي
وَلِأَنْفُسِهِمْ وَغَيْرهمْ {وَمَا أُرِيد أَنْ يُطْعِمُونِ}
وَلَا أَنْفُسهمْ ولا غيرهم
5 -
(1/696)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)
{إنَّ اللَّه هُوَ الرَّزَّاق ذُو
الْقُوَّة الْمَتِين} الشديد
5 -
(1/696)
فَإِنَّ لِلَّذِينَ
ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا
يَسْتَعْجِلُونِ (59)
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} أَنْفُسهمْ
بِالْكُفْرِ مِنْ أَهْل مَكَّة وَغَيْرهمْ {ذَنُوبًا} نَصِيبًا
مِنْ الْعَذَاب {مِثْل ذَنُوب} نَصِيب {أَصْحَابهمْ}
الْهَالِكِينَ قَبْلهمْ {فَلَا يَسْتَعْجِلُونَ} بِالْعَذَابِ
إنْ أَخَّرْتهمْ إلَى يَوْم الْقِيَامَة
6 -
(1/696)
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)
{فَوَيْل} شِدَّة عَذَاب {لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ} فِي
{يَوْمِهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} أَيْ يَوْم الْقِيَامَة |