أحكام القرآن للشافعي - جمع البيهقي «فَصْلٌ فِي أَصْلِ فَرْضِ الْجِهَادِ «3»
»
قَالَ الشَّافِعِيُّ «4» (رَحِمَهُ اللَّهُ) : «وَلَمَّا «5»
مَضَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
مُدَّةٌ: مِنْ هِجْرَتِهِ أَنْعَمَ اللَّهُ فِيهَا عَلَى
جَمَاعَاتٍ «6» ، بِاتِّبَاعِهِ-:
حَدَثَتْ لَهُمْ «7» بِهَا، مَعَ «8» عَوْنِ اللَّهِ (عَزَّ
وَجَلَّ) ، قُوَّةٌ: بِالْعَدَدِ لَمْ يَكُنْ «9» قَبْلَهَا.»
«فَفَرَضَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) عَلَيْهِمْ، الْجِهَادَ-
بَعْدَ «10» إذْ كَانَ: إبَاحَةً
__________
(1) هَذَا غير مَوْجُود بِالْأُمِّ وَلَعَلَّه سقط من
النَّاسِخ أَو الطابع. [.....]
(2) كَذَا بِالْأُمِّ وَالسّنَن الْكُبْرَى. وَفِي الأَصْل:
«يُخْبِرهُمْ» وَهُوَ تَصْحِيف.
(3) انْظُر فى السّنَن الْكُبْرَى (ج 9 ص 20) مَا ورد فى
ذَلِك: من السّنة.
وراجع فِيهَا (ص 157- 161) : مَا ورد فى فضل الْجِهَاد فَهُوَ
مُفِيد جدا.
(4) كَمَا فى الْأُم (ج 4 ص 84- 85) . وَقد ذكر بِاخْتِصَار،
فى الْمُخْتَصر (ج 5 ص 180) .
(5) فى الْمُخْتَصر. «لما» .
(6) فى الْأُم: «جمَاعَة» .
(7) عبارَة الْمُخْتَصر: «لَهَا مَعَ» إِلَخ.
(8) كَذَا بِالْأُمِّ والمختصر. وفى الأَصْل: «عون مَعَ»
وَهُوَ من عَبث النَّاسِخ.
(9) أَي: الْعدَد. وَفِي الْأُم والمختصر: «تكن» أَي:
الْقُوَّة.
(10) هَذَا إِلَى قَوْله: فرضا غير مَوْجُود بالمختصر.
(2/18)
لَوْ كَانَ عَرَضًا
قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ
عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ
اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42)
لَا: فَرْضًا.- فَقَالَ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ) الْآيَةَ «1» :
(2- 216) وَقَالَ «2» جَلَّ ثَنَاؤُهُ: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ، بِأَنَّ
لَهُمُ الْجَنَّةَ) الْآيَةَ: (9- 111) وَقَالَ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى:
(وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ «3» ، وَاعْلَمُوا: أَنَّ
اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ: 2- 244) وَقَالَ:
(وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ: 22- 78) وَقَالَ
تَعَالَى: (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا: فَضَرْبَ
الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ: فَشُدُّوا
الْوَثاقَ: 47- 4) وَقَالَ تَعَالَى: (مَا لَكُمْ: إِذا قِيلَ
لَكُمُ: انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ «4»
إِلَى الْأَرْضِ) إلَى: (وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ)
الْآيَةَ: 9- 38- 39) وَقَالَ تَعَالَى: (انْفِرُوا خِفافاً
وَثِقالًا «5» ، وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ) الْآيَةَ: (9- 41) .»
«ثُمَّ ذَكَرَ قَوْمًا: تَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) -:
مِمَّنْ كَانَ يُظْهِرُ الْإِسْلَامَ.- فَقَالَ: (لَوْ كانَ
عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً: لَاتَّبَعُوكَ) الْآيَةَ:
9- 42) . فَأَبَانَ «6» فِي هَذِهِ الْآيَةِ: أَنَّ عَلَيْهِمْ
الْجِهَادَ فِيمَا
__________
(1) ذكر فى الْأُم إِلَى: (وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) وفى
الْمُخْتَصر إِلَى: (وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) .
(2) هَذَا إِلَى قَوْله: الْآيَة لَيْسَ بالمختصر.
(3) ذكر فى الْمُخْتَصر إِلَى هُنَا، ثمَّ قَالَ: «مَعَ مَا
ذكر بِهِ فرض الْجِهَاد» .
(4) فى الْأُم، بعد ذَلِك: «إِلَى قدير» .
(5) رَاجع فى السّنَن الْكُبْرَى (ج 9 ص 21) : مَا روى فى
ذَلِك، عَن الْمِقْدَاد ابْن الْأسود، وَأبي طَلْحَة. [.....]
(6) كَذَا بِالْأُمِّ. وفى الأَصْل: «فَإِن» ، وَهُوَ
تَحْرِيف.
(2/19)
قَرُبَ وَبَعُدَ مَعَ إبَانَتِهِ «1»
ذَلِكَ فِي [غَيْرِ»
] مَكَان: فِي قَوْلِهِ: (ذلِكَ: بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ
ظَمَأٌ، وَلا نَصَبٌ، وَلا مَخْمَصَةٌ- فِي سَبِيلِ اللَّهِ)
إلَى: (أَحْسَنَ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ: 9- 120- 121) .»
«قَالَ الشَّافِعِيُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) : سَنُبَيِّنُ «3»
مِنْ ذَلِكَ، مَا حَضَرَنَا: عَلَى وَجْهِهِ «4» إنْ شَاءَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.»
«وَقَالَ «5» جَلَّ ثَنَاؤُهُ: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ
بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ) إلَى: «6» (لَوْ
كانُوا يَفْقَهُونَ: 9- 81) وَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا: كَأَنَّهُمْ
بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ: 61- 4) وَقَالَ:
(وَما لَكُمْ لَا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: 4- 75) .
مَعَ مَا ذَكَرَ بِهِ «7» فَرْضَ الْجِهَادِ، وَأَوْجَبَ عَلَى
الْمُتَخَلِّفِ «8» عَنْهُ.» .
__________
(1) كَذَا بِالْأُمِّ. وَفِي الأَصْل: «إثْبَاته» ، وَهُوَ
مَعَ صِحَّته، محرف عَمَّا ذكرنَا.
(2) الزِّيَادَة عَن الْأُم.
(3) أَي: فى الْفَصْل الْآتِي. وفى الْأُم: «وسنبين» .
(4) كَذَا بِالْأُمِّ. وفى الأَصْل: «جِهَة» وَهُوَ تَحْرِيف.
(5) عبارَة الْأُم: «قَالَ الله» . وَزِيَادَة الْوَاو أولى:
لِأَنَّهَا تدفع إِيهَام أَن هَذَا هُوَ الْبَيَان
الْمَوْعُود.
(6) فى الْأُم: «قَرَأَ الرّبيع الْآيَة» .
(7) كَذَا بِالْأُمِّ. وفى الأَصْل والمختصر. «ذكرته» ، وَهُوَ
تَصْحِيف. ويؤكد ذَلِك قَول الْبَيْهَقِيّ فى السّنَن
الْكُبْرَى (ج 9 ص 20) - بعد أَن ذكر آيَة: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الْقِتالُ) .-: «مَعَ مَا ذكر فِيهِ فرض الْجِهَاد: من سَائِر
الْآيَات فى الْقُرْآن.» .
(8) كَذَا بِالْأُمِّ. وفى الأَصْل: «وَاجِب على التَّخَلُّف»
وَهُوَ تَحْرِيف فى الْكَلِمَتَيْنِ على مَا يظْهر.
(2/20)
|