أسباب النزول ت زغلول

سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ
[449] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [1] .
[ «848» - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ النَّقِيبُ، أَخْبَرَنَا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ:
حَدَّثَنِي يَزِيدُ النَّحْوِيُّ، أَنَّ عِكْرِمَةَ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
لَمَّا قَدِم النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم (الْمَدِينَةَ) ، كَانُوا مِنْ أَخْبَثِ النَّاسِ كَيْلًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ الْآيَةَ. فَأَحْسَنُوا الْكَيْلَ بَعْدَ ذَلِكَ.]
__________
(848) أخرجه النسائي في التفسير (674) .
وابن ماجة في التجارات (2223) وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 33) وصححه ووافقه الذهبي، وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 371) .
وأخرجه ابن جرير (30/ 58) .

(1/474)


( «849» - قَالَ: الْقُرَظِيُّ: كَانَ (بِالْمَدِينَةِ تُجَّارٌ يُطَفِّفُونَ) ، وَكَانَتْ بِيَاعَاتُهُمْ كَشِبْهِ الْقِمَارِ: (الْمُنَابَذَةُ، وَالْمُلَامَسَةُ وَالْمُخَاطَرَةُ) ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ، فَخَرَجَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إِلَى السُّوقِ، وَقَرَأَهَا.)
[ «850» - وَقَالَ السُّدِّيُّ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَدِينَةَ وَبِهَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ (أَبُو جُهَيْنَةَ) ، وَمَعَهُ صَاعَانِ يَكِيلُ بِأَحَدِهِمَا وَيَكْتَالُ بِالْآخَرِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.]
__________
(849) مرسل.
(850) مرسل. [.....]

(1/475)


سُورَةُ الطَّارِقِ
[450] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ [1- 2- 3] .
[ «851» - نَزَلَتْ فِي (أَبِي طَالِبٍ) ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أتَى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم [فَأَتْحَفَهُ] بِخُبْزٍ وَلَبَنٍ، فَبَيْنَمَا هُوَ جالس [يأكل] إذا انْحَطَّ نجم فامتَلأ ما ثُمَّ نَارًا، فَفَزِعَ أَبُو طَالِبٍ، وَقَالَ:
أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا نَجْمٌ رُمِيَ بِهِ، وَهُوَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَعَجِبَ أَبُو طَالِبٍ.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.]
__________
(851) بدون إسناد.

(1/476)


سُورَةُ اللَّيْلِ
[451] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [ «852» - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ إِمْلَاءً بِجُرْجَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ رَجُلًا كَانَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فَرْعُهَا فِي دَارِ رَجُلٍ فَقِيرٍ ذِي عِيَالٍ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ وَدَخَلَ الدَّارَ فَصَعِدَ النَّخْلَةَ لِيَأْخُذَ مِنْهَا التَّمْرَ، فَرُبَّمَا سَقَطَتِ التَّمْرَةُ فَيَأْخُذُهَا صِبْيَانُ الْفَقِيرِ، فَيَنْزِلُ الرَّجُلُ مِنْ نَخْلَتِهِ حَتَّى يَأْخُذَ التَّمْرَةَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، فَإِنْ وَجَدَهَا فِي فَمِ أَحَدِهِمْ أَدْخَلَ إِصْبَعَهُ حَتَّى يُخْرِجَ التَّمْرَةَ مِنْ فِيهِ. فَشَكَا الرَّجُلُ ذَلِكَ إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وَأَخْبَرَهُ بِمَا يَلْقَى مِنْ صَاحِبِ النَّخْلَةِ، فَقَالَ له النبي صلى اللَّه عليه وسلم: اذْهَبْ، وَلَقِيَ صَاحِبَ النَّخْلَةِ وَقَالَ: تُعْطِينِي نَخْلَتَكَ الْمَائِلَةَ الَّتِي فَرْعُهَا فِي دَارِ فُلَانٍ، وَلَكَ بِهَا نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: [لَقَدْ أَعْطَيْتُ] وَإِنَّ لِي نَخْلًا كَثِيرًا، وَمَا فِيهَا نَخْلَةٌ
__________
(852) في إسناده: حفص بن عمر بن ميمون العدني.
قال الحافظ في التقريب: ضعيف [تقريب 1/ 188] ، وقال ابن حبان: يروي عن مالك وأهل المدينة كان ممن يقلب الأسانيد لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
والحديث عزاه السيوطي في الدر (2/ 357) لابن أبي حاتم.

(1/477)


أَعْجَبُ إِلَيَّ ثَمَرَةً مِنْهَا، ثُمَّ ذَهَبَ الرَّجُلُ، فَلَقِيَ رَجُلًا كَانَ يَسْمَعُ الْكَلَامَ مِنْ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُعْطِينِي مَا أَعْطَيْتَ الرَّجُلَ، نَخْلَةً فِي الْجَنَّةِ إِنْ أَنَا أَخَذْتُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَلَقِيَ صَاحِبَ النَّخْلَةِ، فَسَاوَمَهَا مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ:
أَشَعَرْتَ أَنَّ مُحَمَّدًا أَعْطَانِي بِهَا نَخْلَةً فِي الْجَنَّةِ، فَقُلْتُ: يُعْجِبُنِي ثَمَرُهَا؟ فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ:
أَتُرِيدُ بَيْعَهَا؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ أُعْطَى بِهَا مَا لَا أَظُنُّهُ أُعْطِيَ. قَالَ: فَمَا مُنَاكَ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ نَخْلَةً قَالَ لَهُ الرَّجُلُ: لَقَدْ جِئْتَ بِعَظِيمٍ، تَطْلُبُ بِنَخْلَتِكَ الْمَائِلَةِ أَرْبَعِينَ نَخْلَةً؟ ثُمَّ سَكَتَ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: أَنَا أُعْطِيكَ أَرْبَعِينَ نَخْلَةً، فَقَالَ لَهُ أَشْهِدْ لِي إِنْ كُنْتَ صَادِقًا.
فَمَرَّ نَاسٌ فَدَعَاهُمْ، فَأَشْهَدَ لَهُ بِأَرْبَعِينَ نَخْلَةً، ثُمَّ ذَهَبَ إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّخْلَةَ قَدْ صَارَتْ فِي مِلْكِي، فَهِيَ لَكَ. فَذَهَبَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إِلَى صَاحِبِ الدَّارِ، فقال: إن النخلةَ لَكَ وَلِعِيَالِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى.]
( «853» - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحارثي أخبرنا أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ [أَبِي] مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ (أَبَا بَكْرٍ) اشْتَرَى (بِلَالًا) مِنْ (أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ) بِبُرْدَةٍ وَعَشْرِ أَوَاقٍ [مِنْ ذَهَبٍ] ، فَأَعْتَقَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى إِلَى قَوْلِهِ: إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى.] : سَعْيَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ.)
[452] قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى الْآيَاتِ. [5: 10]
[ «854» - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
__________
(853) عزاه في الدر (6/ 358) لابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن عساكر.
(854) أخرجه البخاري في الجنائز (1362) وفي التفسير (4945- 4949) وفي الأدب (6217) وفي القدر (6605) وفي التوحيد (7552) وفي الحديث قصة.
وأخرجه مسلم في القدر (6، 7/ 2647) : ص 2039، 2040.
وأخرجه أبو داود في السنة (4694) .

(1/478)


الْهَيْثَمِ الْأَنْبَارِيُّ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ:
قَالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ! قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ [لِمَا خُلِقَ لَهُ] ثُمَّ قَرَأَ: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ.]
( «855» - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ [مُحَمَّدِ بْنِ] أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ:
قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِابْنِهِ أَبِي بَكْرٍ: يَا بُنَيَّ، أَرَاكَ تَعْتِقُ رِقَابًا ضِعَافًا، فَلَوْ أَنَّكَ إِذْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ أَعْتَقْتَ رِجَالًا جَلَدَةً يَمْنَعُونَكَ وَيَقُومُونَ دُونَكَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا أَبَتِ، إِنِّي إِنَّمَا أريد ما أُرِيدُ قَالَ: فَتُحُدِّثَ: مَا نَزَلَ هَؤُلَاءِ الْآيَاتُ إِلَّا فِيهِ وَفِيمَا قَالَهُ:
أَبُوهُ: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى إِلَى آخِرِ السُّورَةِ.)
__________
وأخرجه الترمذي في القدر (2136) وفي التفسير (3344) .
وأخرجه النسائي في التفسير (698، 699) .
وأخرجه ابن ماجة في السنة (78) .
وابن أبي عاصم في السنة (1/ 75) .
وزاد السيوطي نسبته في الدر (6/ 359) لأحمد وعبد بن حميد وابن مردويه وابن جرير.
تنبيه: هذا الحديث ليس فيه سبب نزول وهو يتضح من قوله: «ثم قرأ» ، وقد تتبعته عند البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة فوجدت اللفظ «ثم قرأ» والحديث عند أبي داود لم يذكر فيه الآية مطلقاً.
(855) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 525) عن عبد اللَّه بن الزبير، وصححه وقد صرح محمد بن إسحاق بالتحديث.
وعزاه في الدر (6/ 359) للحاكم.

(1/479)


( «856» - وَذَكَرَ مَنْ سَمِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَبْتَاعُ الضَّعَفَةَ مِنَ الْعَبِيدِ فَيَعْتِقُهُمْ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: يَا بُنَيَّ لَوْ كُنْتَ تَبْتَاعُ مَنْ يَمْنَعُ ظَهْرَكَ.
قَالَ [مَا] مَنْعَ ظَهْرِي أُرِيدُ. فَنَزَلَتْ فِيهِ. وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى إِلَى آخِرِ السُّورَةِ.)
[ «857» - وَقَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
إِنَّ (بِلَالًا) لَمَّا أَسْلَمَ ذَهَبَ إلى الأصنام فَسَلَحَ عَلَيْهَا، وَكَانَ عَبْدًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ، فَشَكَا إِلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ مَا فَعَلَ، فَوَهَبَهُ لَهُمْ، وَمِائَةً مِنَ الْإِبِلِ يَنْحَرُونَهَا لِآلِهَتِهِمْ، فَأَخَذُوهُ، وَجَعَلُوا يُعَذِّبُونَهُ فِي الرَّمْضَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ. فَمَرَّ بِهِ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَقَالَ: يُنْجِيكَ أَحَدٌ أَحَدٌ. ثُمَّ أَخْبَرَ رسول اللَّه- صلى اللَّه عليه وسلم- (أَبَا بَكْرٍ) : أَنَّ بِلَالًا يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ، فَحَمَلَ أَبُو بَكْرٍ رِطْلًا مِنْ ذَهَبٍ، فَابْتَاعَهُ بِهِ. فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: مَا فَعَلَ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ إِلَّا لِيَدٍ كَانَتْ لِبِلَالٍ عِنْدَهُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى.]
__________
(856) بدون إسناد.
(857) بدون إسناد.

(1/480)


سُورَةُ الضُّحَى
[453] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى] [1- 2- 3] .
( «858» - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدَبٍ، قَالَ:
قَالَتِ (امْرَأَةٌ مِنْ قريش) للنبي صلى اللَّه عليه وسلم: مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا [قَدْ] وَدَّعَكَ. فَنَزَلَ:
وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، عَنْ زُهَيْرٍ.)
__________
(858) أخرجه البخاري في الجهاد (2802) وفي الأدب (6146) .
وأخرجه مسلم في الجهاد والسير (112، 113/ 1796) ص 1421.
والترمذي في التفسير (3345) .
وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 173) .
وزاد السيوطي نسبته في الدر (6/ 360) لأحمد وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير والبيهقي وأبي نعيم في الدلائل.

(1/481)


( «859» - أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
أَبْطَأَ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- على النبي صلى اللَّه عليه وسلم، فَجَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا. فَقَالَتْ [لَهُ] خَدِيجَةُ: قَدْ قَلَاكَ رَبُّكَ، لِمَا يَرَى [مِنْ] جَزَعِكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى.)
[ «860» - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّهَا خَوْلَةَ- وَكَانَتْ خَادِمَةَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم-: أَنَّ جَرْوًا دَخَلَ الْبَيْتَ، فَدَخَلَ تَحْتَ السَّرِيرِ، فَمَاتَ. فَمَكَثَ نبي اللَّه- صلى اللَّه عليه وسلم- أَيَّامًا لَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ. فَقَالَ: يَا خَوْلَةُ! مَا حَدَثَ فِي بَيْتِي؟ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- لَا يَأْتِينِي! قَالَتْ خَوْلَةُ: [فَقُلْتُ] لَوْ هَيَّأْتُ الْبَيْتَ، وَكَنَسْتُهُ. فَأَهْوَيْتُ بِالْمِكْنَسَةِ تَحْتَ السَّرِيرِ.
فَإِذَا شَيْءٌ ثَقِيلٌ، فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى أَخْرَجْتُهُ، فَإِذَا جَرْوٌ مَيِّتٌ، فَأَخَذْتُهُ فَأَلْقَيْتُهُ خَلْفَ الْجِدَارِ. فَجَاءَ نبي اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم تُرْعَدُ لَحْيَاهُ. وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ اسْتَقْبَلَتْهُ الرِّعْدَةُ.
فَقَالَ يَا خَوْلَةُ، دَثِّرِينِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى.]
[454] قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ... [4]
__________
(859) مرسل، وأخرجه الحاكم من طريق عروة عن خديجة رضي اللَّه عنها وقال صحيح الإسناد لإرسال فيه ك (2/ 610- 611) .
(860) عزاه في الدر (6/ 361) لابن أبي شيبة والطبراني وابن مردويه، وذكره الحافظ في الإصابة (4/ 294) .
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 138) وقال: أم حفص لم أعرفها.

(1/482)


[ «861» - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمُسَيَّبِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
رَأَى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مَا يُفْتَحُ عَلَى أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ، فَسُرَّ بِذَلِكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى قَالَ:
فَأَعْطَاهُ أَلْفَ قَصْرٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ لؤلؤ، ترابُه المسك، فِي كُلِّ قَصْرٍ مِنْهَا مَا يَنْبَغِي لَهُ [مِنَ الْأَزْوَاجِ وَالْخَدَمِ] .]
[455] قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى. [6] .
[ «862» - أَخْبَرَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصُّوفِيُّ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَجَبِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
__________
(861) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 526) وصححه وتعقبه الذهبي: تفرد به عصام بن رواد عن أبيه وقد ضعف، وعزاه في الدر (6/ 361) للطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير وأبي نعيم في الدلائل وابن مردويه.
(862) إسناده حسن: عطاء بن السائب: صدوق ولكنه اختلط، ولكن ذكر الحافظ في ترجمته: قال البخاري في تاريخه قال علي: سماع خالد بن عبد اللَّه من عطاء بن السائب بآخره وسماع حماد بن زيد منه صحيح وقال العقيلي: تغير حفظه وسماع حماد بن زيد منه قبل التغير.
والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 455) من طريق أبي الربيع الزهراني عن حماد بن زيد به وأخرجه البيهقي في الدلائل (7/ 63) من طريق سليمان بن حرب عن حماد به.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 253) وقال..... فيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
وزاد نسبته في الدر (6/ 362) لابن أبي حاتم والحاكم وأبي نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر.

(1/483)


قَالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لَقَدْ سَأَلْتُ رَبِّي مَسْأَلَةً وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ. قُلْتُ:
يَا رَبِّ! إِنَّهُ قَدْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ قَبْلِي مِنْهُمْ مَنْ سَخَّرْتَ لَهُ الرِّيحَ- وَذَكَرَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ- وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى- وَذَكَرَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ- وَمِنْهُمْ وَمِنْهُمْ. قَالَ:
فَقَالَ: أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَيْتُكَ؟! قَالَ: قُلْتُ: بَلَى [يَا رَبِّ] ! قَالَ: أَلَمْ أَجِدْكَ ضَالًّا فَهَدَيْتُكَ؟! قَالَ قُلْتُ: بَلَى يَا رَبِّ! قَالَ: أَلَمْ أَجِدْكَ عَائِلًا فَأَغْنَيْتُكَ؟! قَالَ: قُلْتُ:
بَلَى يَا رَبِّ! قَالَ: أَلَمْ أَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، وَوَضَعْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ؟! قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَبِّ!.]

(1/484)


سُورَةُ الْعَلَقِ
[456] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ذَكَرْنَا نُزُولَ هَذِهِ السُّورَةِ فِي أَوَّلِ هَذَا الْكِتَابِ.
[457] قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ. [17: 19] .
(نَزَلَتْ فِي (أَبِي جَهْلٍ) .)
[ «863» - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْخُوزِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدِ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ [عِكْرِمَةَ، عَنِ] ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم يُصَلِّي، فَجَاءَ (أَبُو جَهْلٍ) فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا؟! فَانْصَرَفَ إليه النبي- صلى اللَّه عليه وسلم- فَزَبَرَهُ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: وَاللَّهِ! إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا بِهَا نَادٍ أَكْثَرَ مِنِّي.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللَّهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لَأَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.]
__________
(863) أخرجه الترمذي في التفسير (3349) وقال: حسن غريب صحيح.
وأخرجه النسائي في التفسير (704) .
وأحمد في مسنده (1/ 256) .
وابن جرير في تفسيره (30/ 164) .
وزاد السيوطي نسبته في الدر (6/ 369) لابن أبي شيبة وابن المنذر والطبراني وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي. [.....]

(1/485)