إعراب القرآن العظيم المنسوب لزكريا الانصارى سورة الأنعام
قوله: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) : أي: خلق أصلكم.
قوله: (وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) : (عِندَهُ) خبر.
قوله: (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ) :
(هُوَ اللهُ) : مبتدأ وخبر. و (فِي السَّمَاوَاتِ) : يتعلق بـ
(يعلَم) ،
وقيل: يتعلق باسم الله؛ لأنه بمعنى: المعبود.
قوله: (لَمَّا جَاءَهُمْ) ظرف لـ "كَذَّبُوا".
قوله: (وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي) :
(تَجْرِي) مفعول ثان.
قوله: (قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ) :
خبر مقدم لـ "مَا ".
(قُلْ لِلَّهِ) : أي: هو لله.
قوله: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا) :
(غَيرَ) : مفعول أول و (وَلِيًّا) : ثان.
قوله: (فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ) : بدل من اسم الله.
قوله: (وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ، أي: وقيل لي:
لا تكونن.
قوله: (فَوْقَ عِبَادِهِ) : حال من الضمير في (الْقَاهِرُ) .
قوله: (وَمَنْ بَلَغَ) : عطف على الضمير المنصوب في
(أنْذِرَكُم) أي: أنذركم
وأنذر من بلغه القرآن.
قوله: (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ) : اذكر يَوْمَ.
قوله: (كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) : المفعولان لـ (تَزعُمُونَ)
محذوفان أي: تزعمونهم
شركاءكم.
قوله: (وَاللَّهِ رَبِّنَا) : يقرأ بالنصب فعلى هذا يكون
معترضا بين القسم
وجوابه.
قوله: (أَنْ يَفْقَهُوهُ) أي: مخافة أن يفقهوه.
قوله: (وَقْرًا) : معطوف على (أَكِنَّةً) .
قوله: (حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ) :
(حَتَّى) هنا يحتمل أن تكون التي تقع بعدها
(1/251)
الجمل، والجملة "إِذَا جَاءُوكَ يقولُ
الَّذِينَ كَفَرُوا"، ويحتمل أن تكون الجارة،
و (إِذَا جَاءُوكَ) على هذا الوجه في محل الجر، وعامل "إِذَا"
جوابها، وهو "يقول"
و (يُجَادِلُونَكَ) : حال من ضمير الفاعل في (جَاءُوكَ) .
قوله: (أَسَاطِيرُ) :
اختلف في واحده؛ أسطورة، وقيل: إسطارة، وقيل: واحدها:
أسطار والأسطار جمع. سَطَر - بتحريك الطاء - فيكون أساطير جمع
الجمع، فأما سَطر - بسكون الطاء - فجمعه: سطور وأسطُر.
قوله: (إِلَّا أَنْفُسَهُمْ) : مفعول "يُهْلِكُونَ"..
قوله: (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا) : جواب " لولا" محذوف، أي:
لشاهدوا أمرًا شنيعا، و "ترى" أصله: ترأى، بالهمزة حذفت
الهمزة؛ تخفيفًا، بعد أن ألقيت حركتها على الراء. وقلبت الياء
ألفا؛ لتحركها، وانفتاح ما قبلها.
و (وُقِفُوا) : متعد، و (أوقفُوا) : لغة ضعيفة.
قوله: (يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ
رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) :
الفعلان (لَا نُكَذِّبَ، وَنَكُونَ) مرفوعان بالعطف على "
نُرَدُّ،، فالتمنى في الكل، ويجوز النصب فيهما؛ لأنه جواب
التمني، فلا يدخلان في التمني.
قوله: (وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ) أي: على سؤال ربهم.
قوله: (حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً) :
(حَتَّى) : غاية لـ (كَذَّبُوا) ، ومعمولة له، أي: ما برح بهم
التكذيب إلى أن ظهرت الساعة، والبغتة: الفجأة، يقال: بغته:
فاجأه،
ورود الشيء على صاحبه من غير علمه بوقته، وهي حال، أي: أتتهم
باغتة، كأتيته مشيًا. أو على المصدر، على معنى: بغتتهم بغتة،
أو مصدر لفعل محذوف أي: تبغتهم بغتة، والفرق بينهما ظاهر.
(1/252)
قوله: (يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا
فَرَّطْنَا فِيهَا) :
نداء الحسرة والويل ونحوه على المجاز، والتقدير: يا حسرتنا
احضرى هذا أوانك، والمعنى: تنبيه أنفسهم لتذكر أسباب الحسرة
و (عَلَى) : متعلقة بالحسرة، والضمير في فيها يعود على الساعة،
وقيل: يعود على الأعمال وإن لم يجر لها صريح ذكر، ولكن في
الكلام دليل عليها.
قوله: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ) : أي: قد علمنا.
قوله: (وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)
: الباء متعلقة بـ (يَجْحَدُونَ) على تضمين الجحد معني
التكذيب، والحامل على التضمين أن "جحد" يتعدى بنفسه، ويجوز أن
تكون متعلقة بالظالمين.
قوله: (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) :
(مِنْ قَبْلِكَ) : لا يجوز أن تكون صفة لـ " رُسُلٌ "؛ لأنه
زمان، والجثة لا توصف بالزمان كما لا يُخْبَرُ به عنها، وإنما
هى متعلقة بـ "كُذِّبَتْ".
قوله: (وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا) : يجوز أن يكون
معطوفا على
"كُذِّبُوا"، فيكون "حَتَّى" متعلقة بـ " صَبَرُوا ". ويجوز أن
يكون الوقف تمَّ على "كُذِّبُوا" ثم استأنف، فقال: (وَأُوذُوا)
، فتعلق " حَتَّى" به.
قوله: (وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ) .
قيل: الفاعل المضمر هو " المجيء ".
وقيل: (النبأ) ، ودل عليه ذكر الرسل؛ لأنَّ الرسالة لازمة
الرسل، وهي النبأ، وعلى الوجهين (مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)
: حال من ضمير الفاعل.
(1/253)
قوله: (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ
إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا) :
الشرط الثاني جواب الأول، وجواب الثاني محذوف، تقديره: فافعل،
وحذف؛ لظهور معناه، ولطول الكلام.
والنفق: السرب في الأرض له منفذ إلى مكان.
حتى تطلع لهم آية.
قوله: (يَطِيرُ بِجنَاحَيْهِ) : يجوز أن تتعلق الباء بـ
"يَطِيرُ" وهو توكيد، وفيه رفع مجاز؛ لأن غير الطائر قد يقال
فيه: طار؛ إذا أسرع.
قوله: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) لا يجوز أن
يكون " شىء " - مفعول
به، عدى إليه " فَرَّطْنَا "؛ لأن " فَرَّطْنَا " لا يتعدى
بنفسه بل بحرف الجر، وقد عدى ب " فِى "إلى الكتاب فلا يتعدى
بحرف آخر.
قوله: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ) :
قيل: يجوز أن يكون من باب: الرمان حلو حامض، ولا تمنع الواو.
قوله: (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ
أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ
كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ) .
التاء في "أرَأيْتَ": ضمير الفاعل، فإذا اتصل بها هذه الكاف
التي للخطاب، كانت بلفظ واحد، ومفتوحة، والعلامات كلها تتصل
بالكاف، تقول: أرأيتَكَ، أرأيتكما، أرأيتكُم، أرأيتكُنَّ.
(1/254)
وهذه الكاف حرف؛ لأنها لو كانت اسمًا،
لكانت إما مجرورة، ولا جار
هنا، أو مرفوعة، ولا رافع هنا؛ إِذِ الرافع هنا قد رفع التاء،
وأيضا ليست من ضمائر الرفع. أو منصوبة، ولو كانت منصوبة على
المفعولية، لظهرت علامة التثنية والجمع والتأنيث فى التاء،،
فكنت تقول: أرأيتما كما وأرأيتموكم، وأرأيتكن.
وقل ذهب الفراء إلى أن الكاف اسم منصوب في معنى المرفوع.
وأما مفعولي "أرأيتكُم" في هذه الآية، فقال قوم: هو محذوف،
تقديره: أرأيتكم عبادتكم الأصنام هل تنفعكم عند مجيء الساعة،
ودل عليه: (أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ) .
وقال قوم: لا يحتاج هنا إلى مفعول؛ لأن الشرط وجوابه فد حصل
معنى المفعول وجواب الشرط الذي هو: (إِنْ أَتَاكُمْ) ، فما دل
عليه الاستفهام في قوله: (أَغَيْرَ اللَّهِ) : تقديره: إن
أتتكم الساعة دعوتم الله
و (غَيْرَ) : منصوب بـ (تَدْعُونَ) .
إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ
أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ
(بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ) : (إِيَّا) : مفعول (تَدْعُونَ)
التي بعدها.
قوله: (إِلَيْهِ) يجوز أن تتعلق بـ (تَدْعُونَ) ، وأن تتعلق بـ
(يَكْشِفُ) .
قوله: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ
فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ) :
"بأساء وضراء) : "فعلاء" مؤنث، لم يستعمل لهما مذكر؛ كصحراء
ومفعول "أَرْسَلْنَا" محذوف، أي: رسلا.
قوله: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا) :
"إِذ": ظرف لـ "تَضَرّعُوا" أي: فلولا تضرعوا إذ.
قوله: (وَلَكِنْ) : استدراك على المعنى أي: ما تضرعوا ولكن.
قوله: (حَتَّى إِذَا فَرِحُوا) :
(حَتَّى) : غاية لـ (فَتَحْنَا) .
(1/255)
قوله: (فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) ظرف
مكان، وهي الفجائية، والعامل فيها (مُبْلِسُونَ) .
قوله: (إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً) :
مصدر في موضع الحال من الفاعل، أي: مباغتين، أو من المفعولين،
أي: مبغوتين.
و (إِنْ أَتَاكُمْ) : جوابه سد مسده (هَلْ يُهْلَكُ) أي: إن
أتاكم هلكتم.
قوله: (بِالْغَدَاةِ) أصلها: غدوة؛ تحركت الواو، وانفتح ما
قبلها، فقلبت ألفا.
قوله: (وَالْعَشِيِّ) قالوا: هو جمع: عشية، وقيل: هو مفرد.
قوله: (فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) : جواب
"ما" النافية.
قوله: (فَتَكُونَ) : جواب النهي، وهو: (وَلَا تَطْرُدِ) .
قوله: (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) :
الكاف: قيل: مبتدأ، وما بعده الخبر، أي: ومثل ذلك الفتن العظيم
فتنا.
وقعل: نعت لمصدر محذوف، أي: فتنا كذلك.
قوله: (لِيَقُولُوا) اللام متعلقة بـ "فَتَنَّا "، أي:
اختبرناهم ليقولوا، فنعاقبهم بقولهم.
قوله: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ) : صفة لمصدر محذوف أي:
تفصيلا.
قوله: (مَفَاتِحُ الْغَيْبِ) : جمع: مفتح، وهو الخزانة.
قوله: (لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) : مستأنف.
قوله: (إِلَّا فِي كِتَابٍ) أي: إلا هو في كتاب، ولا يجوز أن
يكون استثناء، يعمل فيها " يَعْلَمهَا "؛ لأن المعنى يصير: وما
تسقط من ورقة إلا يعلمها إلا في كتاب، فينقلب معناه إلى
الإثبات؛ لأن الاستثناء من النفي إثبات، فيصير المعنى: وما
يسقُط من شيء
(1/256)
من هذه الأشياء إلا يعلمه، إلا في كتاب
فإنه لا يعلمه، ونعوذ بالله من إعراب يؤدي إلى فساد المعنى.
قوله: (يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ) أي: في الليل.
ئولى: (وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ) يحتمل أن يكون
مستأنفًا، وأن يكون معطوفًا على " يَتَوَفَّاكُمْ ".
قوله: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ)
:
(حَتَّى) : غاية للحفظة، أي: ما زالت الحفظة موكلة بهم إلى وقت
الموت،
و (تَوَفَّتْهُ) : جواب "إِذَا".
قوله: (تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) : مصدران في موضع الحال.
وقيل: مصدران؛ لأن "تَدعُونَ" بمعنى: تتضرعون تضرعًا وتخفون
خفية.
قوله: (شِيَعًا) جمع: شيعة، وهو حال، والمعنى: أو يخلطكم فرقًا
مختلفين.
قوله: (بَأْسَ بَعْضٍ) : مفعول ثان لـ (يُذِيقَ) .
قوله: (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ) "به" أي: بالعذاب.
وقيل: للقرآن.
قوله: (قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ) : (على) : متعلقة بـ "وَكِيلٍ
"، ويجوز أن يكون حالاً من " وَكيل"، إذا جوزنا تقديم الحال
على الجار.
قوله: (مُسْتَقَرٌّ) : مصدر بمعنى الاستقرار، وهو مبتدأ.
قوله: (وَلَكِنْ ذِكْرَى) أي: وَلَكِنْ نُذَكِّرُهُمْ ذِكْرَى.
قوله: (أَنْ تُبْسَلَ) : مخافة أن تبسل.
(1/257)
قوله: (كُلَّ عَدْلٍ) : (كُلَّ) : مصدر؛
لإضافته إليه.
قوله: (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ) : أي: ردَّا كالذى.
قوله: (حَيْرَانَ) : حال، ولا ينصرف؛ لأن مؤنثه "حيرى".
قوله: (لَهُ أَصْحَابٌ) الجملة مستأنفة.
قوله: (ائْتِنَا) أي: يقولون: ائتنا لنسلم.
قوله: (وَأَنْ أَقِيمُوا) : مصدرية، وهي معطوفة على
"نُسْلِمَ".
قوله: (وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ) : (يَوْمَ) : معطوف
على الهاء في (اتَّقُوهُ) ، أي: واتقوا عذاب يوم.
وقيل: على (السَّمَوَاتِ) أي: خلق يوم.
وفاعل (فَيَكُونُ) : جميع ما يخلق الله في يوم القيامة.
قوله: (يَوْمَ يُنْفَخُ) : يجوز أن يكون خبر "قَوْلُهُ"، وأن
يكون ظرفًا للملك.
قوله: (عَالِمُ الْغَيْبِ) : يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف،
ويجوز أن يرتفع
بفعل مضمر، دل عليه قوله: (يُنفَخُ) ، كأنه قيل: من ينفخ فيه؛
فقال: عالم الغيب.
قوله: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ) :
أي: واذكر إذ قال. و (آزَرَ) : عطف بيان لأبيه، واختلف في
وزنه؛ فقيل: "فاعل"، كـ "عازر" و "شالخ"، وشبههما من الأسماء
بالسريانية. والمانع له من الصرف: العلمية والعجمة.
وقيل: وزنه " أفعل "، والمانع له من الصرف أيضًا العجمة
والعلمية. على قول من لم يجعله مشتقًا من "الأزر"، وهو القوة،
أو "الوزر" وهو الإثم، أو "المؤازرة" وهى المعاونة.
(1/258)
ومن جعله مشقًا من واحد منهن كان عربيًا
عنده، والمانع له من الصرف االعلَمية ووزن الفعل.
قوله: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ) أي: نُرِي إبراهيم
إراءَة مثل إرائتنا إياه.
والثاني: أن تكون الكاف في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أي: الأمر
كذلك.
قوله: (إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا) : يجوز أن يكون
متصلا، أي: إلا في حال
مشيئة ربي، ويجوز أن يكون منقطعًا، أي: لكن أخاف.
قوله: (حَقَّ قَدْرِهِ) هو منصوب نصب المصدر؛ لأنه أضيف إلى
المصدر.
قوله: (تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ) :
" تَجْعَلُونَهُ": يجوز أن يكون مستأنفًا، وأن يكون حالاً بعد
حال، وهي حال مقدرة.
قوله: (إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ) :
(إِذْ) : ظرف لقوله: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ) .
قوله: (وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى) :
أي: ليؤمنوا، ولتنذر أهل أم القرى.
قوله: (فُرَادَى) جمع: فرد، على غير قياس، وألفه للتأنيث كالتي
فى
نحو " كُسَالَى ".
وقيل: هو جمع: فريد كـ "رديف".
قوله: (كَمَا خَلَقْنَاكُمْ) : الكاف: صفة لمصدر محذوف أي:
مجيئا.
قوله: (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) : يقرأ بالنصب، وهو ظرف
لـ " تَقَطَّعَ " والفاعل مضمر يدل عليه ما تقدم، أي: تقطع
وصلكم، أو: سببكم بينكم.
ويقرأ بالرفع على إسناد الفعل للظرف؛ لأنه قد اتسع فيه؛ كما
اتسع فيه في قوله تعالى:
(1/259)
(وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) ، (وَمِنْ
بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ) .
قوله: (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا) :
هما بمعنى الماضي، فلا يعملان شيئًا، فعلى هذا في عمله في
(سَكَنًا) يكون حكى الحال.
قوله: (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا) :
"الشمس والقمر" منصوبان بفعل دل عليه "جَاعِل الليْلِ"، أي:
وجعل الشمس والقمر حسبانا، وانتصاب (حُسْبَانًا) ، كانتصاب
الشمس والقمر.
قوله: (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) : مبتدأ وخبر،
والإشارة إلى جعلهما حسبانا، والحسبان - بالضم -: مصدر حسَب -
بالفتح - كما أن الحِسبان - بالكسر -: مصدر حسِب - بالكسر:.
قوله: (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) :
(فَمُسْتَقَرٌّ) : قرئ بفتح القاف، وفيه وجهان:
أحدهما: هو مصدر، وهو مبتدأ، أي: فلكم مستقر.
والثاني: أنه اسم مفعول، يراد به المكان، أي: فلكم مكان
تستقرون فيه؛ إما فى البطون، وإما في القبور.
وَيقرأ بكسر القاف، فيكون مكانا.
وأما (مُسْتَوْدعٌ) فبفتح الدال لا غير، فيجوز أن يكون مكانًا
يودعون فيه، وأن يكون مصدرًا بمعنى: الاستيداع.
(1/260)
قوله: (فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ
شَيْءٍ) :
"به" أي: بالماء.
قوله: (فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا) :
"منه": من النبات، و (خَضِرًا) :: بمعنى: أخضر.
قوله: (نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا) : (نخرج) : صفة لـ (خَضِرًا)
ويجوز أن يكون مستأنفا.
قوله: (وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ)
:
(قنوان) يقرأ بكسر القاف وضمها، والواحد: "قنو"، مثل: "صنو،
وصنوان "، وهو مبتدأ خبره: (مِنَ النَّخْلِ) . و (مِن
طَلْعِهَا) : بدل بإعادة الخافض.
وقرئ: "قَنْوان" بالفتح، وليس بمع "قنو"؛ لأن " فعلانا " لا
يكون
جمعا، وإنما هو اسم جمع كـ " ركب ".
والقنو: العذق، والعِذق - بكسر العين -: الكِباسة، والكِباسة:
من التمر، بمنزلة العنقود من العنب، وبفتح العين: النخلة.
قوله: (وَجَنَّاتٍ) بالنصب عطفا على قوله " نَبَاتَ "، ويقرأ
بالرفع، على الابتداء، وخبره محذوف، أي: ومن الكرم جنات، ولا
يجوز أن يكون معطوفًا على " قنوان "؛ لأن العنب لا يخرج من
النخل، ومثله: الزيتون والرمان.
قوله: (مُشْتَبِهًا) : حال من " الزيتون "، أي: والزيتون
مشتبها وغير متشابه، والرمان كذلك.
(1/261)
قوله: (إِذَا أَثْمَرَ) : ظرف لقوله:
"انْظُرُوا".
قوله: (شُرَكَاءَ الْجِنَّ) :
مفعولا "جَعَلَ " بمعنى: صير، و (لِلَّهِ) : متعلق بـ
"شُرَكَاءَ".
قوله: (وَخَلَقَهُمْ) : حال، وقد مقدرة.
قوله: (بِغَيْرِ عِلْمٍ) : حال من الفاعل في " خَرَقُوا (.
قوده: (وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا
دَرَسْتَ) :
الكاف؛ صفة لمصدر محذوف، أي: نصرف الآيات تصريفا مثل ما تلونا
عليك، (وَلِيَقُولُوا) : اللام متعلقة بمحذوف، أي: وليقولوا:
درست، صَرَّقنَا، وهي لام العاقبة، أي: أمرهم يصير إلى هذا.
قوله: (وَلِنُبَيِّنَهُ) : عطف على " لِيَقُولُو"، والضمير
للآيات لأنها في معنى القرآن.
لولى: (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) حال مؤكدة أي: منفردًا، وقيل:
اعتراض.
قوله: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا) أي: إيمانهم.
قوله: (حَفِيظًا) : مفعول ثان لـ "جَعَلْنَاكَ"، ومفعول:
(حَفِيظًا) محذوف أي: وما صيرناك تحفظ عليهم أعمالهم.
وهذا يؤيد سيبويه في إعمال " فعيل".
قوله: (فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا) ، يحتمل أن يكون جواب
النهي، وأن يكون معطوفا على النهي.
قوله: (عَدْوًا) : مصدر، وعدوانا بمعنى، وهو منصوب على المصدر
من غير لفظ الفعل؛ لأن السب عدوان في المعنى، وقيل: مفعول له.
(1/262)
قوله: (بِغَيْرِ عِلْمٍ) : حال.
قوله: (كَذَلِكَ زَيَّنَّا) : صفة لمصدر محذوف، أي: زينا لكل
أمة عملهم تزيينا مثل ما زينَّا لهؤلاء.
قوله: (جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ) مصدر في موضع الحال، ويحتمل أن
يكون مصدرا،
عمل فيه "أقسَمُوا " وهو من معناه لا من لفظه.
قوله: (وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ) :
"ما" استفهام مبتدأ، و (يشعركم) : الخبر ويشعركم يتعدى إلى
مفعولين.
و (أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ) : قرئ بالكسر على الاستئناف،
والمفعول الثاني محذوف، تقديره: وما يشعركم إيمانهم.
ويقرأ بالفتح، واختلف فيها؛ فقيل: هي بمعنى "لعلَّ"، حكاه
الخليل عن
العرب، قال بعضهم: "ائت السوق أنك تشتري لحما" أي: لعلك.
وقال أبو النجم:
قلْتُ لِشيْبَانَ ادْنُ مِن لِقائِهِ. . . أنَّا نُغَذِّي
الناسَ مِنْ شوائِهْ.
(1/263)
ويعضده قراءة مَن قرأ: "وَمَا يشعركم
لَعَلًهَا إِذَا جَاءَت".
وعلى هذا: المفعول الثاني محذوف أيضا.
وقيل: (لا) زائدة، وأنَّ وما عملت فيه: في محل المفعول الثاني.
قوله: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ
يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي
طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) :
و"نقلب، ونذر": يجوز أن يكونا مستأنفين، ويجوز أن يعطفا على
قوله: (لا يُؤمنُونَ) داخلا في حكمه بمعنى: وما يشعركم أنهم لا
يؤمنون، وما يشعركم أنا نقلب أفئدتهم وأبصارهم، وما يشعركم أنا
نذرهم في طغيانهم.
و (كمَا) : نعت لمصدر محذوف أي: فلا يؤمنون إيمانا كما لم
يؤمنوا به أول مرة.
و (أَوَّلَ مَرَّةٍ) : ظرف زمان لقوله: (لَمْ يُؤْمِنُوا) .
قوله: (قُبُلًا) :
قيل: هو جمع قبيل.
وقيل: جمع قبيلة، كـ "سفينة وسفن" وهو حال من (كُلَّ شَيْءٍ) .
قوله: (إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) : (أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)
: مستثنى، قيل: منقطع بمعنى: إلا
أن يهديهم الله.
والثاني: متصل، أي: ما كانوا ليؤمنوا في كل حال إلا في حال
مشيئة الله.
قوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا
شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ) :
الكاف: نعت لمصدر محذوف، أي: جعلنا لك أعداء جعلا مثل جعلنا
لكل نبى عدوا.
قوله: (لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا) : هما مفعولا "جعلنا".
وقيل: (شياطين) : بدل من "عدو"، فإن جعل (لِكُلِّ نَبِيٍّ)
حالاً كان (عَدُوًّا شَيَاطِينَ) مفعولين قدم ثانيهما على
الأول، والتقدير: وكذلك جعلنا شياطين الإنس والجن عدوًا لكل
نبى، والإشارة في "ذَلِكَ ".إلى ما تقدم ذكره مما أخبر الله عز
وجل به.
(1/264)
قوله: (غُرُورًا) : مفعول له. والهاء في
"فَعَلُوهُ" تعود على الإيحاء، أو على
الزخرف.
قوله: (وَلِتَصْغَى) معطوف على (غُرُورًا) ، أي: ليغروا
ولتصغى.
قوله: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ) (غَيرَ) : مفعول "أَبْتَغِي" و
(حَكَمًا) : حال منه، أو تمييز، وقيل: إن، حكَمًا " منصوب بـ
"أَبْتَغِي"، و (غَيرَ) : حال منه مقدم عليه.
قوله: (مُفَصَّلًا) : حال من الكتاب، أي: مبينًا فيه الفصل بين
الحق والباطل.
قوله: (بِالْحَقِّ) : حال من الضمير في "مُنَزَّلٌ"، ومفعولا "
مُنَزَلٌ "،
أحدهما: الضمير المستكن فيه.
والثاني: (مِنْ رَبِّكَ) .
قوله: (صِدْقًا وَعَدْلًا) : منصوبان على التميينر، أو مفعولان
له.
قوله: (لَا مُبَدِّلَ) : مستأنف، ولا يجوز أن يكون حالاً من
"ربكَ "؛ لئلا يفصل بين الحال وصاحبها بالأجنبي، وهو (صِدْقًا
وَعَدْلًا) ، فلو جعل (صِدْقًا وَعَدْلًا) حالان من "ربكَ" صح.
قوله: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ
سَبِيلِهِ) :
"مَن": موصولة، أو نكرة موصوفة، وهي في موضع نصب لفعل دل عليه
"أفعل"؛ لأن " أفعل" لا تعمل في ظاهر.
ويجوز أن تكون "مَن" استفهامية في موضع مبتدأ، و (يَضِلُّ) :
الخبر، والجملة فى ْموضع نصب بـ "يَعلَمُ" المقدرة.
(1/265)
قوله: (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا)
(مَا لَكُمْ) مبتدأ وخبر، وهي استفهامية و (أَلَّا تَأْكُلُوا)
: في أن لا تأكلوا.
قوله: (مِمَّا ذُكِرَ) صفة لمفعول (أَلَّا تَأْكُلُوا) أي:
شيئا.
قوله: (وَقَدْ فَصَّلَ) : حال.
قوله: (إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) : استشاء متصل، أي:
فإنه حلال.
قوله: (وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ) مفعوله محذوف، أي:
ليضلون أتباعهم.
قوله: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ
عَلَيْهِ) : أي: شيئا.
قوله: (إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) : جواب الشرط على إرادة
الفاء، وحَسَّنَ حَذْفَهَا؛ كون الشرط ماضيًا.
قوله: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا. . . كَمَنْ مَثَلُهُ) : خبر لـ
"مَنْ".
قوله: (كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ) : صفة لمصدر محذوف
أي: فعلنا هذه الأشياء فعلا مثل فعلنا للتزيين.
قوله: (جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ) : (أَكَابِرَ)
: المفعول الأول
و (فِي كُلِّ قَرْيَةٍ) : الثاني.
ولا يجوز أن يكون " مُجرِمِيهَا، المفعول الأول، و (أكَابِرَ)
الثاني، كما زعم
بعضهم؛ لأن " أفعل " الذى مؤنثه " فعلى" إذا انفصل من "مِن" لا
يستعمل إلا بالألف واللام أو الإضافة؛ كما أن مؤنثه كذلك.
(1/266)
ولذلك خُطِئ أبو نواس في قوله:
كَأنَّ صُغرَى وَكبْرَى مِن فَوَاقِعِهَا. . . حَصبَاءُ درٍّ
عَلَى أرضٍ مِن الذهَبِ
قوله: (لِيَمْكُرُوا) : هي لام كلى، متعلقة بـ "جَعَلْنَا) أي:
وكما جعلنا في مكة صناديد؛ ليمكروا فيها كذلك جعلنا في كل قرية
أكابر مجرميها كذلك.
قوله: (حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالاتِهِ) : حيث - هنا -: مفعول به
وعامله
محذوف، والتقدير: يعلم موضع رسالاته.
(1/267)
وليس ظرفًا؛ لأنه يصير التقدير: يعلم في
هذا المكان.
قوله: (حَرَجًا) :
قال بعضهم: يجوز أن يكون مفعولا ثالثا، كما يكون للمبتدأ خبران
فأكثر، ويجوز أن يكون صفة لـ "ضَيِّقًا".
قوله: (كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) حال من الضمير
في " حرج " أو " ضيق " مشبها من يحاول أمرًا ليس متمكنًا منه.
قوله: (كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ) :
يجوز أن يكون خبر مبتدأِ، أي: جعله تضييق صدور هؤلاء عن
الإيمان مثلُ جعل الرجس على هؤلاء.
ويحتمل أن يكون في موضع نصب، أي: جعلا مثل ذلك، والإشارة لغير
ما ذكر.
قوله: (وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا) : الإشارة إلى
الإسلام.
قوله: (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ) : الجملة حال من الضمير في "
يَذَّكرُونَ ".
قوله: (وَيومَ يَحْشُرُهُم) منصوب بـ "اذكر".
قوله: (جَمِيعًا) : حال من المنصوب فى (يَحْشُرُهُم) .
قوله: (فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ) :
قيل: هو متصل، والاستثناء من الزمان، دل عليه "خَالِدِينَ"؛
لأن الخلود يدل على الأبد، كأنه قال: يخلدون في النار الأبد
كله إلا الأزمنة
التى ينقلون فيها من عذاب النار إلى عذاب الزمهرير.
وقيل: هو منقطع.
قوله: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ) ، يجوز أن
يكون نعتا لمصدر محذوف.
(1/268)
قوله: (ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ
مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ) : الأمر ذلك (أَنْ لَمْ يَكُنْ) :
على الخلاف في موضعها. والحرف لام محذوف.
قوله: (كَمَا أَنْشَأَكُمْ) أي: استخلافَا كما أنشاكم.
قوله: (مِنْ ذُرِّيَّةِ) يجوز أن يكون لابتداء الغاية ويجوز أن
يكون بمعنى البدل.
قوله: (حِجْرٌ) صفة لما قبله، وهو فِعْل بمعنى مفعول كالربح
والطحن.
قال الزمخشري: "ويستوى في الوصف به المذكر والمؤنث، والواحد
والجمع "..
ومعناه: محرم، وقرئ: "حِرجٌ " - بكسر الحاء وتقديم الراء على
الجيم، فقيل - إنه بمعنى حجر، كـ " جبذ وجذب"، و "عميق ومعيق".
وقيل: بمعنى التضييق فلا قلب.
قوله: (إِلَّا مَنْ نَشَاءُ) : مستثنى من فاعل " يَطْعَمُهَا
".
قوله: (بِزَعْمِهِمْ) متعلق بـ "قَالُوا".
قوله: (افْتِرَاءً عَلَيْهِ) مصدر مؤكد؛ لأن قولهم المحكي:
بمعنى: افتروا افتراء،
و (عَلَيهِ) : من صلة محذوف على أنه نعت لقوله: (افْتِرَاءً) .
ولا يجوز أن يتعلق بـ (افْتِرَاءً) ؛ لأن المصدر المؤكد لا
يعمل.
(1/269)
قوله: (سَفَهًا) مفعول له، أو مصدر على
المعنى؛ لأن من قتل ولده فقد
سفه سفهًا..
قوله: (وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ) :
معطوف على "جَنَّاتٍ"، وكذلك "الزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ".
قوله: (مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ) : حال مقدرة؛ كقوله:
(فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) ، وقوله
تعالى: (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ
اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ) .
قوله: (وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا) عطف على
"جَنَّاتٍ" أيضا، أي: وخلق
حمولة، وهي ما يحمل الأثقال.
و (فَرْشًا) وهو الصغار منها، وأما " الحُمُولة " بضم الحاء
فهي الأحمال.
قوله: (ثَمَانِيَةَ أزْوَاج) : قيل: هو معطوف على "جَنَّاتٍ"
أي: وأنشأ ثمانية
أزواج.
وقيل: كلوا ثمانية أزواج.
وقيل: بدل من (حَمُولَةً وَفَرْشًا)
قوله: (مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ
قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا
اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ) :
"اثْنَيْنِ" بدل من "ثَمَانِيَةَ"، وعطف عليه بقية الثمانية؛
ليتكمل البدل.
قوله: (آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ) :
"آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ" منصوب بـ (حَرَّمَ) ، وكذلك (أَمِ
الْأُنْثَيَيْنِ) .
قوله: (أَمَّا اشْتَمَلَتْ) : أي: أم حرم ما اشتملت.
(1/270)
قوله: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ) (أَمْ) :
منقطعة.
قوله: (إِذْ وَصَّاكُمُ) : (إِذْ) : ظرف لـ "شُهَدَاءَ".
قوله: (إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً) : استثناء متصل، أي: لا
أجد مُحَرَّمًا إلا الميتة.
قوله: (أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ. . . أَوْ
فِسْقًا) .
قوله: (فَإِنَّهُ رِجْسٌ) اعتراض بين المعطوف، والمعطوف عليه.
قوله: (أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ) في محل نصب صفة لقوله:
"فِسْقًا".
قوله: (غَيْرَ بَاغٍ) : حال من الضمير في فعل الشرط.
قوله: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا) : (عَلَى) متعلق
بـ داحَرَّمْنَا ".
قوله: (وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا) متعلق بـ
(حَرَّمْنَا) هذه.
قوله: (إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا) : استثناء من
الشحوم.
قوله: (أَوِ الْحَوَايَا) :
قيل: هو معطوف على ظهورهما مرفوعًا.
وقيل: هو معطوف على "مَا" في قوله: (إِلا مَا حَمَلَتْ) .
وعلى هذا في الكلام حذف مضاف أي: شحم الحوايا.
وواحد الحوايا: قيل: حاوية، وحاوياء، وحوية.
وأما وزنها؛ فعلى الأولين: فـ " فواعل ".، كضاربة وضوارب،
وقاصعاء وقواصع.
وأما على الثلاث: فـ " فعائل " كسفينة وسفائن".
قوله: (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ) :
"ذلك" مبتدأ، و (جَزَيْنَاهُمْ) : الخبر. أو مفعول ب
(جَزَيْنَاهُمْ) ؛ لأنه يتعدى إلى مفعولين والإشارة إلى تحريم
الطيبات.
قوله: (كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : نعت
لمصدر محذوف. أي: كذبوا
تكذيبا مثل تكذيب مَن قبلهم.
قوله: (قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ) :
(هَلُمَّ) لغة أهل الحجاز: أنها لا يظهر فيها الفاعل، وهي على
هذا اسم فعل، ولغة بنى تميم: أنها فعل، وعلى هذا تقول: هلم،
هلما، هلموا، هلمي.
(1/271)
وتكون لازمة ومتعدية، فلازمة كقوله - تعالى
-: (هَلُمَّ إِلَينَا) أي: أقبل.
ومتعدية: (هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ) بمعنى؛ هاتوا.
قوله: (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) :
قيل: (أن) : تفسيرية.
وقيل: مصدرية، فتكون بدلا من "مَا"، و (لا) زائدة.
قوله: (مِنْ إِمْلَاقٍ) أي: من أجل إملاق والإملاق: الفقر،
تقول: أملق إملاقًا.
قوله: (مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) بدلان من
"الْفَوَاحِشَ"، بدل اشتمال،
و (مِنْهَا) : حال من فاعل " ظهر ".
قوله: (بِالْحَقِّ) حال، ومعنى (بِالْحَقِّ) : كالقصاص، والقتل
بالردة، والرجم.
قوله: (ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ) مبتدأ وخبر.
قوله: (إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) أي: بالخصلة التي.
قوله: (حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) غاية لقوله: "تَقْرَبُوا".
قوله: (لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا) : مستأنف.
قوله: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا) :
معطوف على الأول، أي: واتل عليهم هذا.
قوله: (فَاتَّبِعُوهُ) : كالتفسير للأول.
قوله: (فَتَفَرَّقَ) : الفاء جواب النهي.
قوله: (بِكُمْ) : قيل: حال، وقيل: مفعول (تَفَرَّقَ) .
قوله: (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى
الَّذِي أَحْسَنَ) .
قيل: هو عطف على "وَصَّاكُمْ"، وإنما جاء عطفه بـ " ثُمَّ "،
والإيتاء قبل الوصِية، لأن
(1/272)
هذه الوصية قديمة، لم تزل توَصَّاهَا كل
أمة على لسان نبيها؛ كما قال ابن عباس: " هذه الآيات محكمات لم
ينسخهن شىء من جميع الكتب ".
فكأنَّه قال: ذلكم وصاكم يا بنى آدم قديما وحديثا، ثُمَّ أعظم
من ذلك أنا آتينا موسى الكتاب.
والثاني: أنه عطف طى ما تقدم قبل شطر السورة من قوله:
(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. . .) .
وقيل: هو على إضمار القول، كأنه قيل: ثم قل آتينا موسى، يدل
عليه: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ) ، فـ " ثُمَّ " لترتيب ما أمر
به في القول.
وقوله: (تَمَامًا) مصدر قولك: تمَّ الشيء، يتم، تماما، فهو
مفعول من أجله.
وقيل: مصدر في موضع الحال، فيكون على حذف الزيادة.
و (عَلَى) : متعلق به.
و (أَحْسَنَ) : فعل ماضٍ وهو صلة " الَّذِى ".
ونقل الفراء وبعض الكوفيين أن (أَحْسَنَ) : صفة للذى، وفيه
مناقشة.
قوله: (وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً) :
"كُل" عطف على " تمامًا ".
قوله: (وَاتَّقُوا) : مفعوله محذوف أي: واتقوا مخالفة ما فيه.
قوله: (أَنْ تَقُولُوا) أي: لأن لا تقولوا، أو مخافة أن
تقولوا.
قوله: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ) ظرف لقوله:
(يَنْفَعُ) .
(1/273)
قوله: (لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ) : صفة لـ
"نَفْسًا".
قوله: (أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) عطف على
(آمَنَتْ) .
قوله: (فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) ، أي عشر حسنات أمثالها
على حذف الموصوف،
وإقامة الصفة مقامه.
قوله: (دِينًا) : مفعول "هَدَانِي" الثاني.
قوله: (مِلَّةَ) : بدل من (دِينًا) .
قوله: (حَنِيفًا) : حال.
قوله: (وَمَحْيَايَ) : الأصل: الفتح؛ لأنه كالكاف في "رأيتك".
قوله: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا) : (غَيْرَ) :
مفعول (أَبْغِي) .
قوله: (خَلَائِفَ) ، جمع: خليفة.
قوله: (لِيَبْلُوَكُمْ) متعلق ب (رَفَعَ) .
(1/274)
|