إعراب القرآن العظيم المنسوب لزكريا الانصارى سورة الأعراف
قوله: (المص) : مبتدأ، و (كِتَابٌ) : خبر، ويجوز أن يكون خبر
مبتدأ
محذوف.
قوله: (فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ) :
النهي في اللفظ للحرج، وفى المعنى للمخاطب؛ كقولهم: لا أرينك
هاهنا.
قوله: (لِتُنْذِرَ) : متعلقة بـ "أُنْزِلَ".
قوله: (وَذِكْرَى) هو منصوب، عطف على محل (لِتُنْذِرَ) أي:
أنزل للإنذار،
وذكرى؛ كقولك: جئتك للإحسان، وشوقًا إليك.
وقيل: هو مرفوع عطفا على (كتَابٌ) .
قوله: (قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) : أي: تذمرون تذكرًا
قليلاٌ، أو وقتَا قليلاً.
قوله: (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا
بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ) "
"كم": مبتدأ، (مِنْ قَرْيَةٍ) تَبْيِينٌ، والخبر:
(أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا) ، تقديره: وكم من قرية أردنا
إهلاكها، فجاءها بأسنا، كقوله: (إِذَا قُمْتُمْ إِلَى
الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا) ، (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ
فَاسْتَعِذْ) .
و (بَيَاتًا) : مصدر قولك: بات بيتًا وبياتًا ومَبِيتًا
وبيتوتة، وهو هنا يحتمل أن يكون فى موضع الحال، أو ظرفا، أو
مفعولا من أجله.
(أَوْ هُمْ قَائِلُونَ) "أو " حرف عطف، وهي هنا لتفصيل الجمل،
وتصرف الشيء مرة كذا، ومرة كذ، أي: جاء بعضهم بأسنا ليلا،
وبعضهم نهارًا.
قيل: إن "أو" هنا أحسن من الواو؛ لأن الواو توجب اجتماع
الشيئين،
و"أو" التي
(1/275)
للإباحة توجبهما مجتمعين ومفترقين، ألا ترى
أنك إذا قلت: ضربت القوم ضاحكين وباكين، لأوجبت "الواو" أنك
ضربتهم وهم على هاتين الحالين، وإذا قلت: ضربتهم ضاحكين أو
باكين، لأوجبت "أو" أنك ضربتهم مرة على هذا الحال، ومرة على
هذه الحال، فكذا في الآية، ولو أتيت فيها بالواو مكان "أو"،
لصار المعنى: أهلكناهم بالليل وهم قائلون.
و"البيات" بالليل، والقائلة بالنهار.
فإن قيل: الجملة إذا وقعت حالاً فإن معها واو الحال؛ قيل:
الواو مقدرة بعد "أو"، وإنما حذفت، لكراهة اجتماع حرفي عطف؛
وذلك لأن واو الحال هي حرف عطف فى الأصل.
فإن قيل: لم خُص هذان الوقتان؟
قيل: لأنهما وقت غفلة، وقد قال المفسرون: إن قوم لوط أهلكوا
وقت السحر، وقوم شعيب وقت القيلولة.
قوله: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ) :
إن قيل: لم عطف بالفاء والتراخى حاصل؟
قيل: لقرب ما بين المسافتين؛ بدليل قوله تعالى: (اقْتَرَبَ
لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ) .
قوله: (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ) : مفعول (نقص) : محذوف، أي:
نقص ما كان فى
الدنيا.
قوله: (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ) :
(الْوَزْنُ) : مبتدأ و (يَوْمَئِذٍ) : خبره، و (الْحَقُّ) :
صفة للوزن، أو خبر مبتدأ محذوف، أو بدلا من الضمير المستكن في
الظرف.
قوله: (مَعَايِشَ) : جمع: معيشة، والياء أصلية متحركة في
التقدير،
بخلاف ما كان فيه الياء زائدة كـ "اسفينة وسفائن" و "صحيفة
وصحائف".
قوله: (إِذْ أَمَرْتُكَ) : (إذ) : ظرف لـ "تَسْجُدَ".
قوله: (فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي) :
الباء متعلقة بفعل القسم المحذوف تقديره: فبما أغويتني، أقسم
بالله؛ لأقعدن.
(1/276)
قوله: (مَذْءُومًا مَدْحُورًا) : حالان، و
(مَذْءُومًا) : مهموز من: ذأمته: إذا
عبته، أذْأمُهُ ذَأْمًا.
قوله: (هَذِهِ الشَّجَرَةَ) :
الأصل: هذي بالياء؛ والهاء بدل من الياء فى "ذى "؛ ولذلك كُسرت
الذال؛ إذ ليس في كلامهم هاء تأنيث قبلها كسر، وأصل (ذا) :
ذَىّ، وهو من مضاعف الياء مثل: "حَىّ"، فحذفت الياء الثانية
التي هي لام
الكلمة؛ تخفيفَا. فَبَقِى " ذَى" فكرهوا أن يُشبه آخره آخرَ
"كيْ"، و "أىْ " فأبدلوها ألفًا، والدليل على أن أضل (ذا) :
(ذي) ، وأنه ثلاثي: تصغيره في قولك: "ذَيًّا" ولو كان ثنائيًا
لما جاء تصغيره،
فإن قيل: فما تقول في الياء في: (هذه سبيلى) ونحوه؟
قيل: زائدة لحقت بعد الهاء؛ تشبيها لها بهاء الإضمار في نحو "
مررت بهى، ووجه الشبه: أن كل واحد من الاسمين معرفة مبهم لا
يجوز تنكيره.
قوله: (وَسْوَسَ) : فعل غير متعد، يقال: رجل موسوِس؛ بكسر
الواو،
ولا يقال: موسوَس - بالفتح -، ولكن: مُوَسوَس لَهُ، ومُوَسْوَس
إِلَيْهِ: تلقى إليه الوسوسة.
ووسوسة ووسواسًا - بالكسر -، والوَسْوَاسُ - بالفتح -: الاسم؛
كالزلزال.
قوله: (لِيُبْدِيَ) : متعلق بـ "وَسْوَسَ".
قوله: (وُورِيَ) : القاعدة: أنه إذا اجتمع في أول كلمة واوان،
قلبت الأولى
همزة، ولكن الواو هنا لم يقصد الإتيان بها، وإنما قصد الضم؛
لأجل البناء
(1/277)
للمفعول، فجاءت الواو اتفاقا من حيث إن
الألف في "وارى" لا تستقر بعد الضمة، وإذا كان كذلك فكان الألف
في تقدير الثبات، فكأنَّه لم تجتمع واوان؛ فلذلك لم تُقلَبْ،
وقد جاء في قراءة بعضهم: "أورِيَ" بالقلب.
قوله: (مِنْ سَوْءَاتِهِمَا) :
قرئ: (من سَوَّتهِمَا) ، معناه: من سوأة كل واحد، مثل قوله -
تعالى -: (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ) ، أي: كل واحد منهما.
قوله: (إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ) : إلا كراهة أَنْ
تَكُونَا مَلَكَيْنِ
قوله: (وَقَاسَمَهُمَا) : جاء من واحد، مثل: طارقت البغل،
وعاقبت اللص.
قوله: (فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ) : أصل التدلية: إرسال الدلو
في البئر، ثم وضعت
موضع الأطماع فيما لا يجر نفعًا، فيقال: دلاه: إذا أطمعه،
فألفه منقلبة عن الياء.
(بِغُرُورٍ) : حال، أي: وهما مغتران.
قوله: (مُسْتَقَرٌّ) : أي: استقرار.
قوله: (وَرِيشًا) : جمع ريشة.
قوله: (ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ) : الإشارة إلى (لِبَاسُ
التَّقْوَى) وهو مبتدأ، و (مِن
آيَاتِ اللهِ) : خبر.
قوله: (كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ) أي: فِتنَةً مثل فتنةِ
أبويكم بالإخراج وقوله قبل ذلك: (لَا يَفْتِنَنَّكُمُ) : النهي
في اللفظ للشيطان، والمعنى: ْ لا تتبعوا الشيطان فيفتنكم.
قوله: (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ) ، أي: قل: أمر ربي، وقل:
أقيموا.
وقيل: معطوف على محذوف، أي: قل: أمر ربي فأقبلوا وأقيموا.
قوله: (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) : صفة لمصدر محذوف، أي:
تعودون عَوْدًا مثل بدئكم.
(1/278)
قوله: (فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ
عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ) :
(هَدَى) : عامل (فَرِيقًا) ، و (فَرِيقًا) الثاني: معمول لفعل
محذوف يفسره (حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ) أي: وأضل فريقًا.
قوله: (قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) :
قرئ: " خَالِصَةٌ " بالرفع. " هي " مبتدأ، و (لِلَّذِينَ) :
خبر، و (في) : متعلق بـ (آمَنُوا) و (يوم القيامة) : ظرف لـ
"خالصة ".
وفى الكلام حذف أي: قل هي ثابتة للذين آمنوا في الحياة الدنيا،
غير خالصة لهم؛ لأن المشركين يشاركونهم، خالصة لهم يوم
القيامة، لا يشاركهم فيها أحد.
قوله: (كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ) : يجوز أن تكون صفة
لمصدر محذوف.
قوله: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ) : مفرد في موضع الجمع أي:
آجالهم.
قوله: (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ) : (كُلَّمَا) :
ظرف لـ " لَعَنَتْ".
قوله: (حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا) :
(حَتَّى) : غاية لِلَعْنِهَا أختَها.
وأصل: (ادَّارَكُوا) ،: تداركوا؛ فأدغمت التاء في الدال بعد أن
قلبت، وأسكنت؛ ليصح إدغامها فيها ثم أجلبت ألف الوصل ليتوصل
بها إلى النطق بالساكن.
قوله: (ضِعْفًا) : صفة لـ "عذاب".
قوله: (غَوَاشٍ) : أي: أغشية، واحدها: غاشية، أي: غاشية فوق
غاشية،
من أنواع العذاب، والأصل: غواشي، استثقلت الضمة على الياء،
فحذفت، ثم حذفت الياء؛ لأجل أنه جمع، وجعلت الكسرة دليلا
عليها، والياء تحذف كثيرًا في المفرد؛ كالقاضي والغازي
والداعي، و (الكبير المتعالي) ، غير أن حذفها في المفرد جائز
(1/279)
وفى الجمع واجب؛ لأنه أثقل منه، فلما حذفت
الياء نقص عن وزان "مفاعل"، وصار على مثال: "جناح وسلام" وشبهه
- لحقه التنوين.
وقيل: بل التنوين عوض من الياء المحذوفة.
وقيل: بل التنوبن عوض من حركة الياء، ولما حذفت الحركة، وعوض
منها
التنوين، حذفت الياء؛ لالتقاء الساكنين.
فالتنوين في (غَوَاشٍ) وشبهه - مما هو على مثال "مفاعل" في
الأصل على الوجه الأول - تنوين الصرف.
وعلى الثاني والثالث: عوض من المحذوف.
قوله: (تَجْرِي) : حال من المضاف له.
قوله: (لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) : (أَنْ هَدَانَا
اللَّهُ) : مبتدأ، والخبر محذوف، وجواب " لولا " أيضا محذوف،
أي: ما كنا مهتدين.
قوله: (أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ) ؛ يجوز أن تكون تفسيرية وأن
تكون المخففة.
قوله: (أَنْ قَدْ وَجَدْنَا) مثلها، فيها أيضًا الوجهان.
يجوز أن تكون (وَجَدْنَا) : صادفنا، فـ "حَقِّا": حال، ويجوز
أن تكون بمعنى: "علمنا" فيكون مفعولا ثانيا.
قوله: (مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا) : مفعول "وعد) محذوف:
وعدكموه.
قوله: (أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ) : يجوز أن تكون مخففة وتفسيرية.
وكذلك (أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ) .
قوله: (لَمْ يَدْخُلُوهَا) : يجوز أن تكون استئنافا كأنَّ
قائلا قال: ما حال أصحاب الأعراف؛ فقال: لم يدخلوها.
(1/280)
قوله: (صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ)
: ظرف منصوب بـ (صُرِفَتْ) ، وهو في الأصل مصدر، وليس في
المصادر " تِفْعَال " - بكسر التاء - إلا "تلقاء"،
و"تبيان"، وإنما يجيء على " التَفْعَال " بالفتح، كـ "التذكار،
والتكرار، والتوكاد، والتجوال، والتمثال"..
قوله: (أنْ أَفِيضُوا) : يحتمل أن تكون تفسيرية، ومصدرية.
قوله: (هُدًى وَرَحْمَةً) : حالان.
قوله: (يَوْمَ يَأْتِي) : ظرف "يَقولُ".
قوله: (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ) : حال من الضمير في
"خَلَقَ"، والليل والنهار:
مفعول لـ " يُغْشِى "؛ لأنه يتعدى إلى اثنين بالهمزة، من أجل
ذلك جاء:
(فَأَغْشَيْنَاهُمْ) - بالهمزة -.
قوله: (حَثِيثًا) أي: طلبا حثيثا.
قوله: (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ. . .) : معطوف على " السموات
".
قوله: (تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) حالان من الضمير في "ادْعُوا".
ْوكذلك (خَوْفًا وَطَمَعًا) .
قوله: (نُشُرًا) : جمع، ومفرده، نَشُور مثل: صبور، فيكون بمعنى
فاعل،
أى: ننشر الأرض:
ويجوز أن يكون بمعنى مفعول، كركوب بمعنى مركوب، أي: منشور بعد
الطى، و (نُشُرًا) : حال من الرياح.
قوله: (بَينَ يَدَيْ) : ظرف لـ "يُرْسِلُ".
قوله: (حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا) :
"أَقَلَّتْ": حملت، واشتقاقه من القلَّة، و "سَحَابًا": جمع
سحابة؛ ولذلك وصفت بالجمع، وهو جمع: ثقيل.
(1/281)
قوله: (كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى) :
الكاف: صفة لمصدر محذوف، والإشارة إلى الإخراج، أي: نخرج
الموتى إخراجا مثل ذلك الإخراج.
قوله: (كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ) :
الكاف: صفه لمصدر محذوف، أي: نصرف الآيات تصريفًا مثل ذلك.
قوله: (إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ) :
الرؤية يحتمل أن تكون بصرية، وأن تكون قلبية، وأن تكون بمعنى
الاعتقاد.
قوله: (عَمِينَ) : الأصل: عميين؛ فسكنت الأولى وحذفت، لالتقاء
الساكنين.
قوله: (هُودًا) : بدل من (أَخَاهُمْ) . و (أَخَاهُمْ) : منصوب
بفعل محذوف، أي: وأرسلنا إلى عاد، وكذلك أوائل القصص التي
بعدها.
قوله: (قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ) :
إن قيل: لم حذف العاطف ولم يقل: " فقال" كما في قصة نوح؟.
قيل: لأنه على تقدير سؤال سائل، قال: فما قال لهم هود؛ فقال:
قال: يا قوم، وكذلك: قال الملأ.
و (سَفَاهَةٍ) : فعلها: سَفُهَ يَسْفُه - بالضم فيهما - و
(عاد) : اسم للحي؛ فلذلك صرف، ولو جعل اسمًا للقبيلة لم يصرف.
قوله: (وَاذكُرُوا إِذ جَعَلكُم) : (إذ) : مفعول به.
قوله: (فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ) الآلاء: النعم.
وواحدها: قيل: إِلَى - بكسر الهمزة وألف بعد اللام؛ كـ " إنا،
ومِعا وأمعاء ".
وألا - بفتح الهمزة وألف أيضا بعد اللام؛ كـ " رحا وأرحاء ".
وإلى - بكسر الهمزة وبسكون اللام، وياء بعدها.
(1/282)
قوله: (فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا) :
أي: آلهة.
قوله: (آيَةً) : حال من " الناقة "، والعامل فيها ما عمل في
الناقة.
قوله: (وتنْحِتونَ) بكسر الحاء ويجوز الفتح؛ لأجل حرف الحلق،
وهما
لغتان، غير أن الكسر أشهر.
و (بُيُوتًا) : مفعولا ثانيًا على تضمين "ينحتون": يتخذون.
ويجوز أن يكون حالاً من الجبال؛ على حد قوله: مررت برجل معهُ
صقرٌ صائدًا به غدًا؛ لأن الجبال لا تكون بيوتًا في حال النحت،
ونظيره من الكلام: خِطْ، هذا الثوبَ قميصًا.
قوله: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ) أي: وأرسلنا لوطًا و "إذ": ظرف لـ
" أرْسَلْنَا ".
قوله: (شَهْوَةً) : مفعول من أجله، أو مصدر في موضع الحال.
قوله: (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) : مفعولا بـ
"تَبْخَسُوا"، تقول: بخست زيدًا حقه: إذا نقصته.
قوله: (مَنْ آمَنَ) : مفعول "تَصُدُّونَ".
قوله: (قَدِ افْتَرَيْنَا) :
لفظه ماض، ومعناه المستقبل؛ لأنه لم يقع، وإنما سدَّ مسدَّ
جواب: "إِنْ عُدْنَا".
قوله: أ2نْ نَعُو؛ ة@سم كان.
قوله: (إِلَّا أَنْ يَشَاءَ) قيل: هو منقطع، وقيل: متصل.
قوله: (عِلْمًا) : تمييز.
قوله: (فَكَيْفَ آسَى) : أي: أحزن.
يقال: أسِيت لفلان، آسَى - بكسر العين - في الماضي، وفتحها في
المستقبل.
(1/283)
قوله: (حَتَّى عَفَوْا) : إلى أن عفوا، أي:
كثروا، ونموا في أنفسهم
وأموالهم.
و"عفا": من الأضداد؛ يقال أيضًا: عفا المنزل: إذا درس. والآخر
كما في الآية.
قوله: (فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً) : معطوف على (حَتَّى
عَفَوْا) .
قوله: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى. . .، إلى: أَفَأَمِنَ
أَهْلُ الْقُرَى) .
قال الزمخشرى: إلى: (بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) : اعتراض بين
المعطوف والمعطوف عليه، وهو (فَأَخَذْنَاهُمْ) و (أَفَأَمِنَ
أَهْلُ الْقُرَى) وهذا اعتراض بكلام يتضمن سبع جمل. وهذا فيه
نظر.
(1/284)
قوله: (أَوَأَمِنَ) :
قرئ بفتح الواو على أنها للعطف دخلت عليها همزة الاستفهام؛
كقوله تعالى: (أثُمَّ إِذَا) ، (أوَكلمَا. . .) .
(أوَعَجِتتُمْ. . .) .
وقرئ بالإسكان، على أنها "أو" التي للعطف، أي: أفأمنوا أحد هذه
العقوبات، فهى لأحد الأشياء، والمعنى: أفأمنوا إتيان العذاب
ضحى، أو أمنوا أن يأتيهم ليلا.
فـ (ضُحًى) : ظرف للإتيان.
قوله: (أَوَلَمْ يَهْدِ) ، يقرأ بالياء، وفاعله (أَنْ لَوْ
نَشَاءُ) وهي المخففة أي:
أولم يهد لهم هذا الشأن، وهو أنا لو نشاء أصبناهم بذنوبهم؛ كما
فعلنا بمن قبلهم.
قوله: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ) : مستأنف.
قوله: (حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا
الْحَقَّ) :
قرئ بتشديد (عَلَيَّ) فعلى هذا: (حَقِيقٌ) : مبتدأ، وخبره:
(أَنْ لَا أَقُولَ) .
و (عَلَى) : متعلقة بـ (حَقِيقٌ) .
والجيد أن يكون (أَنْ لَا) : فاعل (حَقِيقٌ) ؛ لأنه ناب عن
"يحق".
وقرئ: (عَلَى) بالتخفيف، و (حَقِيقٌ) هنا على الصحيح: صفة لـ
"رسولٌ"
أو خبر ثان.
(1/285)
قلت: على الأول يكون المبتدأ بلا مصوغ.
والله أعلم.
قوله: (وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) : معطوف على محذوف
دل عليه حرف
الإيجاب، أي: نعم إن لكم لأجرًا، وإنكم معه لمن المقربين.
قوله: (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ) :
سؤال: إن قيل: لِمَ دخلت (أنْ) مع (إِمَّا) هنا، ولم تدخل معه
في قوله: (إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ)
.
فالجواب: أن في (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ) معنى الأمر، كأنه قيل:
اختر: إما أن تلقي أنت، أو نحن، والأمر مستقل، فلما كان كذلك،
دخلت "أن" هنا، لتحقيق هذا المعنى، ولم تدخل هناك؛ لأنه خبر،
والخبر لم يحتج إلى "أنْ".
قوله: (وَاسْتَرْهَبُوهُمْ) :
يقال: أرهبه واسترهبه: إذا خافه.
قوله: (تَلَقَّفُ) : حذف إحدى التائين. وقرئ: "تَلْقَفُ"
بإسكان اللام،
وتخفيف القاف على أن ماضيه " لَقِفَ ".- بكسر القاف - كـ
"عَلِم"، "يَلْقَفُ" - بالفتح -.
قوله: (وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ) :
يجوز فى (صَاغِرِينَ) أن تكون حالاً، وأن تكون خبرًا لـ "
اتقَلَبُوا" على معنى صاروا، و (صَاغِرِينَ) من صغِر - بكسر
الغين، يصغَر -
بفتحها، صغْرًا وصغارًا: إذا ذل؛ كما في الأنعام.
قوله: (الطُّوفَانَ) : قيل: مصدر، وقيل: جمع طوفانة.
(وَالْجَرَادَ) : جمع جرادة، الذكر والأنثى سواء، اسم جنس
كبقرة وبقر، ونمرة ونمر.
(وَالْقُمَّلَ) : قيل: السوس الذي يخرج من الحنطة.
وقيل: الدَّبي وهو: أولاد الجراد.
(1/286)
وقيل: الحَمْنَان، وهو ضرب من القراد.
رقيل: البراغيث.
قوله: (آيَاتٍ) : حال منها.
قوله: (إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ) : للمفاجأة.
قوله: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ) : تعدى بالهمزة إلى مفعول
ثان.
قوله: (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ) : قيل: اسم كان: ضمير
"ما".
و (يَيَصْنَعُ فِرْعَوْنُ) : في محل الخبر، والعائد محذوف، أي:
يصنعه.
ويجوز أن يكون فرعون اسم كان على إرادة التقديم.
وفى "يَصْنَعُ" ضمير فاعل، والجملة في محل الخبر.
قوله: (كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) :
الكاف: نعت، والتقدير: اجعل لنا إلها مشبهًا.
قوله: (أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ) : "غَيْرَ": مفعول
(أَبْغِيكُمْ) ، و (إِلَهًا) : تميز.
قوله: (وَهُوَ فَضَّلَكُمْ) : مستأنف.
قوله: (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ) أي: اذكروا.
قوله: (وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ) : الإشارة إلى الإنجاء، و
(البلاء) : النعمة.
قوله: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً
وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) :
إنما أعاد " لَيْلَةً ".؛ لئلا يتوهم أنها عشر ساعات، وإنما
ترك ليال من قوله:
(وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ) ؛ اكتفاء بذكر الليلة المتقدمة.
(أَرْبَعِينَ) : حال، أي: بالغًا هذا العدد، أو على أنه مفعول
به على تضمين "تَمَّ" معنى "بلغ"؛ لأن "بلغ" يتعدى، و "تَمَّ"
لا يتعدى.
قوله: (هَارُونَ) : عطف بيان، وقرئ بالضم على النداء.
(1/287)
قوله: (جَعَلَهُ دَكًّا) : صيره، فهو متعد
إلى اثنين.
قوله: (وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا) : (صَعِقًا) : حال من موسى.
قوله: (فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ) أصل "خذ": أؤخذ، فاجتمع الضمان
والواو، وحرف الحلق، فلم يستعملوه على الأصل، واستعملوا:
أومُر.
وأُوْخُذْ على الأصل، كما جاء: (وَأمُرْ أهْلَكَ) .
قوله: (سَأُرِيكُمْ) : الأصل في "أريكم" أرئيكم - بهمزتين، ثم
خففت الهمزة بحذفها بعد إلقاء حركتها على الراء.
قوله: (سَبِيلَ الْغَيِّ) : سبيل الضلال والخيبة، يقال: غوى
يغوي غيًّا وغواية
فهو غاوٍ: إذا ضلَّ.
قوله: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا) : (ذَلِكَ) : مبتدأ.
(بِأَنَّهُمْ) : الخبر.
قوله: (وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ) : أضاف المصدر إلى المفعول من
غير ذكر الفاعل.
قوله: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ
حُلِيِّهِمْ) :
المفعول الثاني لـ " اتخذ" محذوف، أي: معبودًا.
و (حُلِيِّهِمْ) : أصله: حُلُوى، مثل: فَلس وفلوس، وكعب وكعوب،
فواحده: حَلْي، فعملنا في "حُلُوى": قلبنا الواو ياء، وأدغمت
الياء في الياء، وكسرت اللام؛ لمجاورتها الياء، وبقيت الحاء
على ضمها،
ومعنى (جَسَدًا) : أي: بدنا لا يعقل، ولا يميز، وهو ذو لحم
ودم، وانتصابه إما على البدل من "عِجْلًا"، أو صفة له. وجمع
عجل: عجاجيل.
و (مِنْ حُلِيِّهِمْ) : يجوز أن تتعلق بـ ".اتَّخَذُوا".
قوله: (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) :
أصله بِنَائه للفاعل: سقط الندم فى أيديهم ثم حذف الفاعل،
وأقام (فِي أَيْدِيهِمْ) مقامه، وصار في بنائه للمفعول معدودًا
من الأفعال التي لا تتصرف.
(1/288)
قوله: (وَرَأَوْا أَنَّهُمْ) : تيقنوا.
قوله: (غَضْبَانَ أَسِفًا) : حالان من موسى. وفعل (أَسِفًا) :
أسِفَ يَأسَفُ فهو آسِف.
قوله: (فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ) :
قرئ - فَذًّا - بفتح التاء والميم، و "الأعداء " فاعله.
والنهي في اللفظ للأعداء وفى المعنى لغيرهم، وهو موسى، كما
تقول: لا أرينك ههنا.
قوله: (لِمِيقَاتِنَا) متعلق بـ "اختارَ".
قوله: (يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا) أي: يجدون اسمه.
قوله: (عِنْدَهُمْ) : يحتمل أن يكون ظرفا لـ " يَجِدُونهُ" أو
لـ "مَكْتُوبًا".
قوله: (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا
أُمَمًا) :
(اثْنَتَيْ عَشْرَةَ) : مفعول ثان لـ " قَطَّعْنَا"، على
تضمينها: صيرنا، وإن شئت أن لا تضمنه، فيكون (اثْنَتَيْ
عَشْرَةَ) : حالاً، أى: فرقا، أي: متميزين.
و (أَسْبَاطًا) : بدل من (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ) ، لا: تمييز،
فإن قلت: فأين التمييز؛ قلت: محذوف تقديره: وقطعناهم اثنتي
عشرة فرقة أسباطا؛ فحذف لدلالة الحال عليه؛ كما تقول: كم مالك؛
وكم درهمك؛ تريد: كم درهمًا مالك؛ وكم دانقًا درهمك؟
و (أُمَمًا) : نعت لـ (أَسْبَاطًا) أو بدل من (اثْنَتَيْ
عَشْرَةَ) ، وهو بدل بعد بدل فإن قلت: النحاة يقولون: لا يجمع
بين تأنيثين، وقد وقع التأنيثان في قوله تعالى: (اثْنَتَيْ
عَشْرَةَ) ، وقد وقع أيضا في (إحدى عشرة) ؟ (1)
__________
(1) أجاب عن ذلك المبرد في (المقتضب، (2/ 161) فقال:
فالجواب في ذلك أن تأنيث إحدى بالألف، وليس بالتأنيث الذي على
جهة التذكير، نحو: قائم وقائمة، وجميل وجميلة. فهما اسمان كانا
بائنين، فوصلا، ولكل واحد منهما لفظ من التأنيث سوى لفظ الآخر،
ولو كان على لفظه لم يجز. فأما اثنان واثنتان، فإنما أنث اثنان
على اثنتين ولكنه تأنيث لا يفرد له واحد. فالتاء فيه ثابتة،
وإن كان أصلها أن تكون مما وقفه بالهاء..
وقال السيوطى في (الهمع، (3/ 220) : ولم يبال هنا بالجمع بين
علامتي تأنيث؛ لاختلاف اللفظ في إحدى عشرة، وإعراب الصدر دون
العجز في اثنتي عشرة، فكأنهما كلمتان قد تباينتا.
(1/289)
قوله: (أَنِ اضْرِبْ) : يجوز أن نكون
مصدرية، وأن تكون نفسيرية.
قوله: (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) : استئناف مرتب على قول
القائل: فماذا بعد
الغفران: قيل: سنزيد المحسنين.
قوله: (إِذْ يَعْدُونَ) : ظرف لـ (كَانَتْ) أو لـ (حَاضِرَةَ)
.
قوله: (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ) : (إذ) : ظرف لـ
(يَعْدُونَ) .
وحوت: جمع على حيتان؛ أبدلت الواو ياءً؛ لسكونها وانكسار ما
قبلها.
قوله: (وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ) : ظرف لقوله: (لَا
تَأْتِيهِمْ) .
قوله: (كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ) : الكاف صفة لمصدر محذوف، أي:
نبلوهم بلاءً مثل ذلك.
أو: لا تأتيهم أتيا مثل ذلك الإتيان الذي يأتي يوم السبت.
قوله: (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ) : عطف على (إِذْ يَعْدُونَ) .
قوله: (قَالُوا مَعْذِرَةً) أي: موعظتنا معذرة.
قوله: (بَئِيسٍ) ، بفتح الباء وبعدها همزة مكسورة، وبعد الهمزة
ياء ساكنة، بوزن " رئيس ".
قيل: هو اسم فاعل من: بَؤُس يَبؤُس - بالضم فيهما - بأسا إذا
اشتد
فهو بئس، وقيل: هو مصدر؛ كالنكير والنذير، وفيه غير ذلك عشر
قراءات.
قوله: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ) :
من الإيذان وهو الإعلام، يقال: آذن، وأذن، وتأذن، بمعنى: أعلم،
وأجرى هنا مجرى القسم كـ: علم الله، وشهد الله؛ ولذلك
أجيب بما يجاب به القسم، وهو قوله: (لَيَبْعَثَنَّ) .
(1/290)
قوله: (دُونَ ذَلِكَ) : ظرف، وهو هنا في
محل رفع صفة لمحذوف، أي:
ناس دون ذلك.
قوله: (خَلْفٌ وَرِثُوا) : (خَلْفٌ) : قرن، (وَرِثُوا) : صفته.
قوله: (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ) : أي: اذكر إذ،
و (فَوْقَهُمْ) : ظرف لـ " نَتَقْنَا".
قوله: (كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ) : الجملة حال من الجبل.
قوله: (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ) : على إرادة القول.
قوله: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ) أي: اذكر إذ.
قوله: (مِنْ ظُهُورِهِمْ) : بدل من بني آدم، بإعادة الجار.
قوله: (أن تَقُولُوا) : مفعول له، فقيل: عامله: (أَشْهَدَهُمْ)
، أي: أشهدهم؛ كراهة أن يقولوا، أو عامله: (شَهِدْنَا) .
قوله: (وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ) :
مال إلى الدنيا، يقال: أخلدت إلى فلان: إذا ركنت إليه، ومنه:
أخلد بالمكان، إذا أقام به ولزمه.
قوله: (إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ
يَلْهَثْ) :
كل الجملة حال من الكلب.
يقال: لهث يلهث - بالفتح فيهما - لهثًا ولهاثاً: إذا أخرج
لسانهُ من التعب.
قوله: (ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ) : مبتدأ وخبر، والإشارة إلى
ما ذكر ووصف.
قوله: (سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ) : (سَاءَ) مثل: بئس، وفاعله:
مضمر، وهو من
جنس المنصوب الذي هو التمييز هنا على قاعدة هذه الأفعال،
والتقدير: ساء المثل مثلا مثل القوم؛ لأن المخصوص لا يكون إلا
من جنس الفاعل في هذا الباب، والفاعل: "المثل".
و (الْقَوْمُ) ليس من جنس المثل، ثم حذف فاعل (سَاءَ) ؛ لدليل
المفسر المضاف، فوجب أن يكون التقدير: مثل القوم، فحذفه وأقام
المضاف إليه مقامه.
قوله: (وَأُمْلِي لَهُمْ) : يحتمل أن يكون معطوفا على
(سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) ، وأن يكون مستأنفا.
(1/291)
قوله: (أَيَّانَ مُرْسَاهَا) : مبتدأ وخبر،
والجملة في محل جر بدل من
"السَّاعَةِ"، و (مرسى) : مفعل من أرسى وهو مصدر، مثل: المُدخل
والمُخرج، بمعنى: الإدخال والإخراج.
قوله: (عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي) : المصدر مضاف إلى المفعول.
قوله: (إِلَّا بَغْتَةً) : مصدر من موضع الحال.
قوله: (كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا) معناه - والله أعلم -:
يسألونك عنها كأنك حفي، وحفي بمعنى محفو.
ويجوز أن تكون بمعنى فاعل.
قوله: (إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ) : استئناء متصل.
قوله: (لِقَوْمٍ) : تنازع فيه (نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) .
قوله: (لِيَسْكُنَ) : متعلق بـ "جَعَلَ".
قوله: (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) : يعنى: ثقل حملها، يقال: أثقلث
المرأة، تثقل: إذا ثقل حملها؛ كأقربت: إذا قرب ولادتها،
والولاد والولادة بمعنى.
قوله: (أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ) :
سؤال: ما الحكمة في وضع الجملة الاسمية موضع الفعلية؟ (1)
قوله: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ) :
إن قيل: كيف ساغ الجمع بين ثلاث ياءات، وقد قالوا في تصغير
خطايا اسم رجل: خطَىء - بالهمز -؟
قيل: جاز ذلك؛ لأن الثالثة ياء النفس، وياء النفس بمنزلة
المنفصلة.
__________
(1) لم يذكر المصنف الجواب. وقد أجاب عن ذلك العلامة علم الدين
السخاوي في تفسير. المخطوط بدار الكتب المصرية رقم
(ق 64 ب) فقال - رحمه الله -: " ولم يقل: "أم صَمتم " كقوله:
(سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ
الْوَاعِظِينَ، فإن ذُكرَ اسم الفاعل يدل على اسنقرار الأمر
وثبوته، بخلاف الفعل الماضي فإنه يصدق بمرة واحدة ".
وقال أبو حيان في البحر المحيط (4/ 442) : " لأن الفعل يشعر
بالحدوث، ولأنها رأس فاصلة".
(1/292)
قوله: (طَيفٌ) : أصله: طَيِّفٌ على وزن
"فَعْيل"، من طاف يطيف
- كـ " ليِّن " من لان يلين، أو من طاف يطوف.
كـ "ميت" من مات يموت، وأصله: طيوف، فخفف كميت وهو أن الواو
تقلبُ فى الثانية ياء، وتدغم الأولى فيها، كما تقدم فى "صيب" و
"ميت" أولاً.
قوله: (ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ) أي: لا يمسكون عن أعوانهم ولا
يرحمونهم، من:
أقصرت عنه، أي: كففت ونزعت مع القدرة، فإن عجزت عنه قلت: قصرت
بلا ألف.
قوله: (فَاسْتَمِعُوا لَهُ) : يجوز أن تكون اللام زائدة، أي:
استمعوه.
قوله: (تَضَرُّعًا وَخِيفَةً) : مصدران في موضع الحال، ويجوز
أن يكونا مصدرين مؤكدين لفعلهما، إما من اللفظ فيكون محذوفا،
وإما من المعنى.
وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ
الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا
تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ
رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ
وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)
قوله: (وَدُونَ الْجَهْرِ) : عطف على "تَضَرُّعًا" أي:
ومتكلمًا.
قوله: (بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) :
(الغدو) : مصدر غدَا وفى الكلام حذق تقديره: بأوقات الغدو، وهي
الغدوات، فعبر بالفعل عن الوقت؛ كما تقول: طلوع الشمس، وخفوق
النجم، أي: في وقتهما.
و (الآصال) : جمع "أصل"، وأصُل: جمع "أصيل"، فالآصال: جمع
الجمع.
وقيل: الآصال: جمع أصيل، كيمين وأيمان.
وأصيل: الوقت بعد العصر.
(1/293)
|