إعراب القرآن العظيم المنسوب لزكريا الانصارى سورة الأنفال
قوله: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ) :
الجمهور على إثبات " عَنْ "؛ وذلك لأنهم إنما سألوا رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - عن الأنفال؛ تعرضًا لطلبها: هَل
يَسُوغُ الطَّلَبُ؛؛ لأنها كانت حراما على مَن كان قبلهم.
وقُرِئ: "يَسْأَلُونَكَ الْأَنْفَالَ" بطرحها، وتعدى الفعل إلى
مفعولين.
ولك أن تجعله من باب:
أمَرْتُكَ الْخَيرَ. . .
ونظائره.
والأنفال: الغنائم، وهي جمع نَفَل - بفتح الفاء. قال لبيد:
إِنَّ تَقْوَى ربِّنا خَيرُ نَفَل. . .
(1/294)
تقول: نفلت فلانا تنفيلاً، أي: أعطيته
نَفَل!.
قوله: (إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ) : (إذا) ظرف لـ
"وَجِلَتْ".
يقال: وجل يَوجَل، وهي اللغة الجيدة؛ قال الله تعالى: (لا
تَوْجَلْ) .
واللغة الثانية: قلب الواو ألفا تخفيفا.
قوله: (وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) : حال من المفعول في
(زَادَتْهُمْ) ، ويجوز أن يكون مستأنفًا.
قوله: (حَقًّا) يجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي: إيمانًا
حَقًّا، ويجوز أن
يكون مصدرًا مؤكدًا للجملة التي هي: (أُولَئِكَ هُمُ
الْمُؤْمِنُونَ) كما تقول: هو عند الله حَقًّا.
ْ قوله: (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ) :
اختلف في موضع الكاف.
فقيل: هي صفة لمصدر محذوف، ثم اختلف في ذلك المصدر.
فقيل: تقديره: الأنفال ثابتة لله ثبوتا كما أخرجك.
وقيل: وأصلحوا ذات بينكم إصلاحًا كما أخرجك.
وقيل: وأطيعوا الله طاعة كما أخرجك، وقيل غير ذلك.
وقيل: الكاف بمعنى الواو التي للقسم، و "ما": بمعنى: "الذي"
وهذا من النحو الذي هو بعيد، لا يعقل معناه.
(1/295)
قوله: (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ) أي:
اذكر.
قوله: (أَنَّهَا لَكُمْ) : بدل من "إِحْدَى" بدل اشتمال، وفى
الكلام حذف، أي: ملك إحدى الطائفتين.
قوله: (وَتَوَدُّونَ) : مستانفْ.
قوله: (لِيُحِقَّ الْحَقَّ) : متعلق بمحذوف، أي: فعل ذلك ليحق.
قوله: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ) : بدل من " إِذْ
يَعِذغُ لا.
قوله: (إِذْ يَغشَحُمُ النعَاسُ أمنة) : (إذلا: بدل من (إِذْ
يَعِدُكُمُ) ،
و (أمَنَةً) : مفعول له.
قوله: (إِذْ يُوحِي) : بدل من (إِذْ يَعِدُكُمُ) .
قوله: (فَوْقَ الْأَعْنَاقِ) : مفعول به على السعة، كما تصرف
فيه في قوله - تعالى -: (مِنْ فَوْقِهِمْ) .
قوله: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ) أي: الأمر كذلك، ويجوز أن يكون
مبتدأ و (بِأَنَّهُمْ) :
الخبر.
(1/296)
قوله: (ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ) : أي: الأمر
ذلكم، أو مبتدأ وخبره واقع، ويجوز أن
يكون في موضع نصب، أي: ذوقوا ذلكم، يفسره: (فَذُوقُوهُ) ؛ على
حد قوله: زيدًا فاضربه.
قوله: (وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ) : عطف على " ذلكم".
قوله: (زَحْفًا) : حال من: "المؤمنين" أو من: "الذين كفروا".
قوله: (إِلَّا مُتَحَرِّفًا. . . . أَوْ مُتَحَيِّزًا) : حالان
من الضمير في "يُوَلِّهِمْ".
قوله: (ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ) :
"ذلكم": مثل: (ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ) (وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ)
، كذلك مثل: (وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ) .
أصل الفعل: وَهَن ووَهِن - بالكسر، ثم ثقل بالتضعيف حتى جاء
اسم الفاعل على " مُوهِنُ ".
قوله: (لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا) : هذه الجملة في
محل صفة لـ "فِتْنَةً" على
إرادة القول، ويجوز أن يكون نهيًا بعد أمر؛ كقوله تعالى: (يَا
أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا
يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ) ، فالنهي. لسليمان
عليه السلام وجنوده، وهو في المعنى للنمل، ومثله: لا أرينك
ههنا، أي: لا تكن هنا، فإنه من يكن هنا أره، فلفظ النهي لنفسك،
ومعناه للمخاطب، فهنا يقال: لا تدخلوا في الفتنة، فإنه من يدخل
فيها تحل به عقوبة عامة..
قوله: (وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ) : مجزوم عطفا على: (لَا
تَخُونُوا) داخل في النهي.
ويجوز أن يكون منصوبًا على الجواب بالواو؛ كقوله: وتشرب اللبن.
وإنما جمع "أماناتكم"؛ لاختلاف أنواعه.
قوله: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ) : عطف على: (وَاذْكُرُوا إِذْ
أَنْتُمْ) .
قوله: (لِيُثْبِتُوكَ) : من أثبته: إذا جرحه جراحة لا يقوم
معها.
(1/297)
قوله: (إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) : خبر
كان، وقرئ "وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ" بالنصب،
و"مُكَاءً وَتَصْدِيَةً" - بالرفع على أنه اسم كان، وهذا ضعيف؛
لأن الاسم نكرة والخبر معرفة، لا يكون إلا في الضرورة، ووجه
هذه القراءة أن المكاء والتصدية جنسان، ونكرة الجنس تفيد ما
تفيده المعرفة، ألا ترى أن قولك: خرجت فإذا أسد تجد معناه:
خرجت فإذا الأسد.
قوله: (لِيَصُدُّوا) : اللام تتعلق بـ "يُنْفِقُونَ".
قوله: (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ) : يعني بالخبيث: الكافر،
والطيب: المؤمن، فاللام متعلقة بـ (يُحْشَرُونَ) .
قوله: (بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ) مفعول ثان لـ "يَجعَلَ".
قوله: (فَيَرْكُمَهُ) : عطف على " يميز ".
قوله: (نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) : المخصوص
محذوف أي: الله.
قوله: (فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) أي: فحق أن لله، (فَأَنَّ
لِلَّهِ) : مبتدأ، "فحق أن لله خمسه": خبر "أن". ودخلت الفاء
لما في "ما" من معنى الشرط.
قوله: (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ) : جوابه محدوف، أي: إن كنتم
آمنتم بالله، فأقبلوا ما أمركم.
وقيل: جوابه: فاعلموا أن الله مولاكم.
قوله: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) : عطف على
"بِاللَّهِ "..
قوله: (يَوْمَ الْفُرْقَانِ) : ظرف لـ " أَنْزَلْنَا " و
(يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ) : بدل من: (يَوْمَ
الْفُرْقَانِ) .
قوله: (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا) : بدل (يَوْمَ
الْفُرْقَانِ) ويجوز أن يكون ظرفا
لـ " عَزِيزٌ "، و (العدوة) : جانب الوادي.
(1/298)
قوله: (لِيَقْضِيَ اللَّهُ) أي: فعل ذلك
ليقضي.
قوله: (لِيَهْلِكَ) : يجوز أن يكون، بدلا من "لِيَقْضِيَ"، وأن
يكون متعلقًا
بـ " مَفْعُولًا ". و "هلك": لازم عند أكثر العرب إلا تميمًا؛
فإنهم يقولون: هلكه يهلكه.
قوله: (وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ) :
قرئ بالتشديد وهو الأصل؛ لأن الحرفين متماثلان متحركان، فهو
كشدَّ ومدَّ، ويقرأ بالإظهار، فتخريجه: أنه حمل على مستقبله،
فكما
أن مستقبله لم يدغم فكذلك الماضي، وأيضا فإن حركة الحرفين
مختلفة، واختلاف الحركتين كاختلاف الحرفين.
قوله: (عَنْ بَيِّنَةٍ) : في الأول متعلق بالفعل الأول، وهي فى
الثاني متعلقة بالفعل الأول أيضا.
قوله: (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ) : أي: اذكر إذ، ويجوز أن
يتعلق ب "عَلِيمٌ".
قوله: (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ) : عطف على (إِذْ يُرِيكَهُمُ
اللَّهُ) .
قوله: (بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ) : مفعولان له.
قوله: (لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ) :
(غَالِبَ) : مبني معها اسمها، و (لكُم) : خبرها، و (الْيَوْمَ)
: معمول الخبر
و (مِنَ النَّاسِ) : حال من الضمير في (لكُم) .
ولا يجوز أن يكون " اليوم " منصوبًا بـ (غالب) ،
و (مِنَ النَّاسِ) : لا يجوز أن يكون حالاً من الضمير في "
غالب "؛ لأن اسم "لا" إذا عمل فيما بعده لا يجوز بناؤه.
(1/299)
قوله: (جَارٌ لَكُمْ) : ألفه منقلبة عن
واو.
قوله: (عَلَى عَقِبَيْهِ) : حال.
قوله: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى) :
جواب " لو، محذوف، أي: لرأيت أمرأ عظيمًا.
قوله: (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ) : حال من: الملاثكة، أو من:
الذين كفروا -
قوله: (وَذُوقُوا) : معطوف على: (يَضْرِبُونَ) ؛ على إرادة
القول، أي: يقولون: ذوقوا.
قلت: لا حاجة إلى ذلك؛ لجواز ذلك على مذهب سيبويه، والله أعلم.
قوله: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) مبتدأ وخبر.
قوله: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) : خبر مبتدأ محذوف، أي: دأب
هؤلاء مثل دأب آل فرعون.
قوله: (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : عطف على "آلِ
فِرْعَوْنَ".
قوله: (كفَروا) حال، و "قد" مقدرة.
قوله: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ) : مبتدأ وخبر، والإشارة إلى ما
حل بهم؛ أي: ذلك
العذاب، أو الانتقام بسبب أن الله لم يك مُغَيِّرًا.
قوله: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) : تأكيد.
قوله: (لَا تَعْلَمُونَهُمُ) : تعرفونهم.
قوله: (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ) : كأنه قيل: قد أبحت لكم
الغنائم فكلوا مما غنمتم.
قوله: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ) :
الخيانة مصدر خانه في كذا، يخونه، خيانة، وخونًا، ومخانة.
وقلبت الواو ياء؛ لانكسار ما قبلها، ووقوع الألف بعدها.
قوله: (فِي كِتَابِ اللَّهِ) أي: في حكمه، والله أعلم.
(1/300)
|