إعراب القرآن العظيم المنسوب لزكريا الانصارى سورة يونس
- عليه السلام -
قوله: (تِلْكَ آيَاتُ) : الإشارة إلى ما تضمنته (الر) من
الآيات على قول
من جعلها اسما للسورة.
قوله: (الْحَكِيمِ) بمعنى الحكم.
وقيل: بمعنى: الحاكم.
قوله: (أَنْ أَوْحَيْنَا) : هو اسم كان.
قوله: (أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ) :
يحتمل أن تكون تفسيرية، ومصدرية، ومخففة من الثقيلة.
قوله: (أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ) : هي على المذهبين.
قوله: (إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ) : الإشارة إلى القرآن.
قوله: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ) :
الإشارة بذلك إلى قوله: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ. . . إلى
قوله: (عَلَى الْعَرْشِ) أي: ذلك العظيم الموصوف بهذه الأشياء
هو ربكم، وهو الذي يستحق العبادة منكم فاعبدوه وحده.
قوله: (وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا) : كللاهما مصدر مؤكد..
قوله: (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا) اللام متعلقة بالإعادة.
قوله: (بِالْقِسْطِ) : متعلق بـ " يَجزِيَ".
قوله: (ضِيَاءً) : يحتمل أن يكون جمع ضوء؛ مثل "سوط وسياط ".
(1/315)
ويحتمل أن يكون مصدر مثل: صام يصوم صومًا
وصياما، وفي كلا الوجهين قلبت الواو ياء؛ لانكسار ما قبلها.
قوله: (وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ) أي: قدر له أو قدره ذا منازل،
أي: وصيره، فيكون
يتعدى إلى مفعولين، ويجوز أن تكون بمعنى: خلق، فـ "منارل " هذا
حال.
وقوله: ((وَقَدَّرَهُ) لم يقل: وقدرهما؛ لاحتمال أنه حذف من
الأول لدلالة الثاني؛ كقوله ئعالى: (وَاللهُ وَرَسُولُهُ
أحَقُّ أنْ يرضُوهُ) .
ويجوز أن يكون خص القمر؛ لأن به إحصاء شهور الأهلة لعمل الناس
عليها في المعاملات.
قوله: (مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ) :
"ذَلِكَ" إشارة إلى المذكور، و (بِالْحَقِّ) : حال، أي:
ملتبسئا بالحق الذي هو الحكمة البالغة، ولم يخلقه عبثَا.
قوله: (وَمَا خلَقَ) : معطوف على "اخْتِلَافِ".
قوله: (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) :
يجوز أن يكون خبرا بعد خبر لـ " إِنَّ " وأن يكون متعلقًا بـ "
تَجرِي "، وأن يكون متعلقًا بـ " يَهدِي ".
قوله: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا) :
الدعوى مصدر، كالدعاء، و (فيها) : متعلق به.
قوله: (وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا) : (فيها) : متعلق بـ " تحية".
قوله: (أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) : "أنْ".: هي المخففة من
الثقيلة.
قوله: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ الشَّرَّ. . . .) :
(الشَّرَّ) : مفعول (يُعَجِّلُ) .
و (اسْتِعْجَالَهُم) : تقديره: تعجيلاَ مثل استعجالهم؛ فحذف
المصدر، وصفئه المضافة، وأقام المضاف إليه مقامهما.
قوله: (دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا) :
أحوال.
قوله: (كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ) : محل الجملة
الحال.
قوله: (كَذَلِكَ زُيِّنَ) : صفة لمصدر محذوف، أي: زبن للمسرفين
عملهم تزيينًا.
(1/316)
مثل ذلك التزيين، والإشارة بذلك إلى
الإخبار عنهم بالإعراض والاغترار الإهمال.
ْقوله: (مِنْ قَبْلِكُمْ) : متعلق بـ " أَهْلَكْنَا ".
و (لَمَّا) : ظرف له أيضًا.
قوله: (وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ) :
يجوز أن يكون معطوفا على "ظَلَمُوا"، ويجوز أن يكون حالاً و
"قد" مقدرة.
قوله: (كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ) :
الكاف: نعت لمصدر محذوف، أي: جزاءً مثل ذلك الجزاء وهو
الإهلاك، أي: إهلاكا مثل ذلك.
قوله: (خَلَائِفَ) : جمع خليفة.
قوله: (لِنَنْظُرَ) : اللام متعلقة بـ "جَعَلْنَا".
قوله: (أَدْرَاكُمْ بِهِ) : فعل ماضٍ معطوف على " تَلَوتُهُ
".، يقال: دريت الشيء، ودريت به: إذا علمته، وأدريته غيري،
وأدريته به أي: أعلمته.
قوله: (عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ) : (عُمُرًا) : ظرف لـ
"لَبِثْتُ".
(مِنْ قَبْلِهِ) : أي: من قبل القرآن.
قوله: (وَإِذَا أَذَقْنَا) : جواب (إذا) الأولى، و (إذا)
الثانية والثالثة للمفاجأة، والعامل في الثانية الاستقرار الذي
في (لَهُم) .
قوله: (وَجَرَيْنَ بِهِمْ) : التفات من الحضور إلى الغيبة، ولو
قال: بكم، لكان موافقا.
قوله: (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ) أي: تيقنوا.
قوله: (إِذَا هُمْ يَبْغُونَ) : جواب " لَمَّا ".
قوله: (بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ) : مبتدأ وخبر.
و (مَتَاعَ) : خبر مبتدأ محذوف. وقرئ بالنصب، وفيه أربعة أوجه:
في موضع المصدر المؤكد بفعل مقدر،. ظرف، أي: مدة الحياة
الدنيا.
(1/317)
مفعول به.
مفعول له.
قوله: (كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ) : أي: كنبات مطر منزل من
السماء، حذف
المضاف؛ لأنه يشبه الحياة الدنيا بالنبات على الأوصاف
المذكورة.
قوله: (فَاخْتَلَطَ بِهِ) : قيل: الباء للسببية، أي: اختلط
النبات بسبب اتصال الماء.
قوله: (وَازَّيَّنَتْ) : أصله: تزينت؛ فأدغمت التاء في الزين
بعد قلبها زايا، فسكنت، فاجتلبت لها همزة الوصل.
ْقوله: (فَجَعَلناهَا حَصِيدَا) : أي: فجعلنا زرعها حصيدًا،
وهو فعيل بمعنى: مفعول.
قوله: (كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) : يقال: غَنِى بالمكان
بكسر النون في الماضي، وفتحها فى المضارع غني وغنية: إذا أقام
به، أي: كأن لم يغن زرعها بالأمس أي: لم يلبث، ويعضد ذلك قراءة
من قرأ " يغنَ " بالياء من أسفل.
قوله: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى) :
(الحسنى) : تأنيث الأحسن، أي: المثوبة الحسنى.
وقيل: هي مصدر؛ كالبشرى.
قوله: (قَتَرٌ) : جمع قترة، وهي الغبرة التي معها سواد.
قوله: (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ) مبتدأ، والخبر
(مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ)
أو (كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ) .
ويكون (جَزَاءُ سَيِّئَةٍ) معترضًا بين المبتدأ والخبر.
قوله: (وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) :
يجوز أن يكون معطوفًا على قوله: (جَزَاءُ سَيِّئَةٍ) على معنى:
يجارون وترهقهم وأن يكون حالاً.
(1/318)
قوله: (قِطَعًا) : جمع قطعة. وهو مفعول ثان
لـ " أُغْشِيَتْ ".
قوله: (وَيوْمَ نَحْشُرُهُمْ) : (يَوْمَ) : منصوب بإضمار فعل و
(جَميعًا) : حال من الهاء والميم.
قوله: (مَكَانَكُمْ) أي: الزموا مكانكم.
قوله: (فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ) : (زَيَّلْنَا) : فعَّلْنا،
من: زلت الشيء أزيله زيلاً: إذا مزقته وفرقته، يقال: زِل
ضَأنَكَ من مِعْزَاكَ، زيلته فتزيل أي: فرقته فتفرق، وشدد؛
للتكثير.
قوله: (إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ) هي المخففة من
الثقيلة.
قوله: (هُنَالِكَ تَبْلُو) : هو ظرف مكان لـ " تلُوا"..
قوله: (مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ) : صفتان لاسم الله.
قوله: (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ) : (ذَلِكُم) :
مبتدأ، والخبر: (اللَّهُ)
و (رَبُّكُمُ الْحَقُّ) : صفتان له.
قوله: (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ) :
(الضلال) : بدل من " ذا "، و (ماذا) : تقدم الكلام عليها غير
مرة.
قوله: (كَذَلِكَ حَقَّتْ) الكاف: في موضع نصب، أي: مثل أفعالهم
جازاهم، و (ذلك) : إشارة إلى انصرافهم عن الحق بعد الإقرار.
قوله: (أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) : (أَنَّهُمْ) : يجوز أن
يكون في محل رفع بدل من
"الكلمة"، بمعنى: حق عليهم انتفاء الإيمان، أو تفسير لها، أو
على القولين في محل "أن" والجار "اللام" أي: لأنهم لا يؤمئون.
قوله: (مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي
لِلْحَقِّ) :
يقال: هداه إلى الحق
(1/319)
وللحق: لغتان، وهدى نفسه بمعنى: اهتدى،
ومنه قوله: (أَمَّنْ لَا يَهِدِّي) بمعنى: لا يهتدي، أو بمعنى:
لا يهدي غيره، والأصل في جميعها: يهتدي، فأدغمت التاء في
الدال، بعد أن ألقيت حركتها على الهاء، واختلف في معنَاه،
فقيل: أفمن يهدى إلى الحق هذه الهداية أحق بالاتباع أم الذي لا
يهدي، أي: لا يهتدي بنفسه، أو: لا يهدي غيره، فحذف المفعول
الثابت في نحو قوله: (فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا
اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ) .
وتم الكلام ثم قال: (إِلَّا أَنْ يُهْدَى) : استئناء من غير
الأول، بمعنى: لكنه يحتاج أن يهدى، وقيل معناه: أم من لا يهتدي
من الأوثان إلى مكان فينتقل إليه، وقرأ في غير المشهور: "إِلا
أنْ يهَدَّى" بفتح الهاء وتشديد الدال من "هَدَّأه " الذي هو
المبالغة، فى هدأه، كما بولغ في صدق وكذب فقيل: صدَّق وكذَّب.
قوله: (فَمَا لَكُمْ) هو استفهام إنكار، و "مَا": مبتدأ، و
(لَكُمْ) : الخبر، وتم
الكلام، والمعنى: أي شىء لكم في عبادة الأوثان، ثم استأنف،
وقال: (كَيْفَ تَحْكُمُونَ) بالباطل؛ حيث تزعمون أن له أمثالا.
قوله: (لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) فى "شَيئًا" وجهان:
أحدهما: نصب بقوله:. " يُغْنِي " على أنه مفعول به.
والثاني: أنه منصوب على المصدر.
قوله: (أَنْ يُفْتَرَى) : قيل: خبر "كَانَ"، والمصدر بمعنى
المفعول، أي: مفترى.
والثاني: ما كان هذا القرآن ذا افتراء) .
قوله: (بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) : (بِسُورَةٍ) بالتنوين، و
(مِثْلِهِ) : صفة له.
(1/320)
قوله: (كَذَلِكَ كَذَّبَ) :
الكاف في محل نصب على أنه نعت لمصدر محذوف
أى: تكذيبًا مثل ذلك التكذيب.
قوله: (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) :
(كَيْفَ) : خبر "كان".
قوله: (لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا) :
(شَيْئًا) : مفعول به، أو مصدر بمعنى: لا يظلمهم ظلمًا أي:
شيئا منه لا قليلاً ولا كثيرًا.
قوله: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ) : منصوب بإضمار: اذكر.
قوله: (كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا) : حال من الهاء والميم في "
يَحْشُرُهُمْ ".
و (أنْ) : المخففة من الثقيلة، و (سَاعَةَ) : ظرف لـ
"يَلْبَثُوا".
قوله: (يَتَعَارَفُونَ) : حال أيضًا من الهاء والميم.
قوله: (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ) قيل: استئناف، وقيل: على إرادة
القول، أي: يتعارفون بينهم يقولون: قدْ خسر.
قوله: (فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ) الفاء جواب
"نَتَوَفَّيَنَّكَ".. وجواب (نُرِيَنَّكَ) محذوف،
والتقدير: وإما نرينك يا محمد بعض الذي نعد هؤلاء المشركين من
العذاب في الدنيا فذاك، أو نتوفينَّك قَبلَ أن نريك إياه فنحن
نريكه في الآخرة.
قوله: (إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ) :
(مَا شَاءَ اللَّهُ) : بدل من الضر والنفع، أو على الاستثناء.
قوله: (بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا) : نصبهما على الظرف، بمعنى:
وقت بَيَاتٍ وفى وقت
أنتم مشتغلون بطلب المعاش والكسب.
قوله: (آلْآنَ) : العامل في الظرف محذوف، أي: قيل لهم إذ آمنوا
بعد
وقوع العذاب: آمنتم الآن.
قوله: (ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) :
عطف على "قيل" المضمر قبل (آلْآنَ) .
قوله: (قُلْ إِي وَرَبِّي) : (إِي) : بمعنى: نعم في القسم
خاصة؛ كما كان "هَلْ"
بمعنى "قد"، في الاستفهام خاصة.
(1/321)
قوله: (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ
ظَلَمَتْ) :
(أنَّ) : فاعل بفعل مقدر.
قوله: (وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ) : مستأنف.
(وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ) :
هو مصدر قوله: شفاه الله من مرضه شفاء،
وجعله نفس الشفاء؛ للمبالغة.
قوله: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُوا) :
(بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ) : الباء متعلقة بـ
"جَاءَتْكمْ، أي: جاءتكم المذكورات بفضل الله وبرحمته،
"فَبِذَلِكَ": الباء متعلقة بـ " فَلْيَفْرَحُوا "، والفاء
زائدة كما في قوله:
. . . فَإِذَا هَلكمتُ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَاجْزَعِي.
أى: اجزعى؛ أن الظرف متعلق بقوله: اجزعى.
قوله: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ
رِزْقٍ) :
قيل: هي من رؤية البصر، وقيل: من رؤية القلب، بمعنى: أعرفتم.
قوله: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ) "ما": نافية.
قوله: (إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ) : ظرف لقوله: (شُهُودًا) . و
(شُهُودًا) ، أي: مشاهدين.
قوله: (فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) : متعلق بـ (الْبُشْرَى) .
قوله: (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) :
إشارة إلى ما ذكر من الوصف والإخبار.
قوله: (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) :
كُسِرَت للاستئناف.
(1/322)
قوله: (وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ
يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ) :
"ما": موصولة منصوبة بالعطف على "مَن".
وقيل،: نافية، وقيل: استفهامية.
قوله: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا
فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا) :
(مُبْصِرًا) : حال، إن جعلنا "جعل" بمعنى: خلق، ومنه:
(فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً) .
قوله: (إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا) : "إِنْ":
نافية.
قوله: (مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا) :
((مَتَاعٌ) : خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك (مَتَاعٌ فى الدنيا،
أي: افتراؤهم مُتعَة قليلة في الدنيا.
وقيل: هو مبتدأ، وخبره محذوف، أي: لهم متعة قليلة يتمتعون بها
فى
الدنيا.
قوله: (إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ) : ظرف للنبأ.
قوله: (مَقَامِي) : يجوز أن يكون معناه: إفامتي وئذكيري.
قوله: (فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ) : الفاء جواب الشرط.
قوله: (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ) :
الفاء عاطفة على جواب الشرط، وفى نصب "شُرَكَاءَكُمْ) "، قيل:
مفعول معه، وإنما لم يكن معطوفا على الأمر؛ لأنه لا يقال:
أجمعت شركائي.
وقيل: منصوب بفعل مضمر، أي: وأجمعوا شركاءكم..
وقيل: معطوف على "أَمْرَكُمْ" على تقدير: وأمر شركائكم.
وقوله: (ثُمَّ لَا يَكُنْ) " "لا" نهي.
قوله: (ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ) : من: قضيت الأمر: إذا أحكمته،
وأمضيته.
قوله: (وَلَا تُنْظِرُونِ) أي: لا تؤخرون، يقال: أنظرت فلانًا:
إذا أخرته وأمهلته.
قوله: (ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى
قَوْمِهِمْ) : أي: من بعد نوح.
(1/323)
(إِلَى قَوْمِهِمْ) :
قوم الأنبياء وهم: هود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب - عليهم
السلام -.
قوله: (أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ
هَذَا) :
قيل: المقول محذوف، كأنه قيل: أتقولون للصدق - الذي لا شبهة
فيه -: هو سحر، ثم قيل: على وجه الاستئناف: أسِحْرٌ هَذَا؟!.
وفيل: المقول: أسحر هذا.
قوله: (لِتَلْفِتَنَا) : لتصرفنا.
قوله: (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ) : معطوف على
(لِتَلْفِتَنَا) .
قوله: (مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ) :
يُقرأ بالاستفهام، فعلى هذا تكون "ما" استفهامًا،
ويُقرأ بلفظ الخبر، وتكون "ما" بمعنى الذي.
قوله: (عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَإِهِمْ) :
(على) : يحتمل أن تتعلق بـ "آمَنَ "، ويحتمل أن تكون حالاً من
الذرية
و (ملائهم) : الضمير راجع إلى " الذرية ".
قوله: (أَنْ يَفْتِنَهُمْ) : بدل اشتمال من فرعون، وقيل: نصب
بـ "خَوْفٍ".
قوله: (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً) : هي بمعنى: صير.
قوله: (أَنْ تَبَوَّءَا) : يجوز أن تكون تفسيرية ويجوز أن تكون
مصدرية، فتكون
فى محل نصب - " أوحَيْنَا ".
و (تَبَوَّأَ) : فعل يتعدى إلى مفعولين، وتفعّل وفعّل قد
يأتيان
متعديين بمعنى، نحو: تعلقته وعلقته، وتقطعته وقطعته، وكذلك:
بوأت فلانا منزلا، وبوأت له منزلا، وتبوأته منزلا، وتبوأت له
منزلا.
قوله: (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) : هي بمعنى: صير،
فإن قيل: ما الحكمة في أنه أولا ثنى، فقال: (تَبَوَّءَا) ثم
جمع، فقال: (وَاجعَلُوا، وَأَقِيمُوا"، ثم وحَّد، فقال:
(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)
قيل: لأنه خاطب موسى وهارون فقال: (أَنْ تَبَوَّءَا
لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا) ، ويختار لهما العبادة، وذلك
مما يفوض إلى الأنبياء، ثم سيق الحطاب عامًّا لهما، ولقومهما
(1/324)
باتخاذ المساجد والصلاة فيها؛ لأن ذلك واجب
على الجمهور، ثم خص موسى - عليه السلام - بالبشارة.
قوله: (رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ) :
قيل: هي لام كي متعلقة بـ " آتَيْتَ ".
وقيل: لام الأمر على سبيل الدعاء، وهو دعاء بلفظ الأمر.
وقيل: لام العاقبة.
ْقوله: (فَلَا يُؤْمِنُوا) : محله نصب على جواب الدعاء الذي
هو: "اشْدُدْ" بمعنى: أنْ شدد.
قوله: (وَلَا تَتَّبِعَانِّ) : بتشديد النون، وهي نون التوكيد.
قوله: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ) : الباء للتعدية.
قوله: (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ) يقال: أتبعت القوم: إذا
كانوا قد سبقوك.
قوله: (بَغْيًا وَعَدْوًا) : مصدران في موضع الحال.
قوله: (آلْآنَ) : العامل فيه محذوف، تقديره: أتؤمن.
قوله: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) :
(الْيَوْمَ) : ظرف للتنجية، (بِبَدَنِكَ) : حال من الكاف.
قوله: (مُبَوَّأَ صِدْقٍ) أي: مكان؛ كقوله: (مكَانَ الْبَيْتِ)
وهو مصر
والشام، ويجوز أن يكون مصدرًا.
قوله: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا
إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ) :
(لولا) : للتحضيض، أي: فهلا، وذلك نفي كأنه قال: فما كانت قرية
آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس.
والاستثناء منقطع؛ لأنه من غير الجنس أي: لكن قوم يونس.
(1/325)
قوله: (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا
وَالَّذِينَ آمَنُوا) :
قيل: (نُنَجِّي رُسُلَنَا) : معطوف طى كلام محذوف يدل عليه
قوله تعالى: (إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ
قَبْلِهِمْ) .
كأنه قال: نهلك الأمم، ثم ننجي رسلنا على حكاية الحال الماضية،
والذين آمنوا، ومن آمن معهم.
قوله: (كَذَلِكَ حَقًّا) محل الكاف: قيل: إنه رفع بالابتداء،
وخبره محذوف، وهو ناصب قوله: (حَقًّا) أي: مثل ذلك الإنجاء،
يحق علينا حَقًّا ننجي المؤمنين منكم ونهْلك المشركين.
قوله: (وَأَنْ أَقِمْ) : عطف على " أَنْ أَكُونَ ".
(1/326)
سورة هود
- عليه السلام -
قوله: (أُحْكِمَتْ) من أحكمت الأمر: إذا أتقنته، وقيل: هو
منقول بالهمزة فى حكُم - بضم الكاف -: إذا صار حكما.
قوله: (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ) :
(أَلَّا تَعْبُدُوا) : قيل: مفعول له، أي: فصلت لأن لا
تعبدوا.
وقيل: المخففة من الثقيلة، ومحلها: الرفع بمعنى: هو ألا
تعبدوا.
وقيل: تفسيرية.
قوله: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا) : عطف على (أَلَّا
تَعْبُدُوا) .
قوله: (يُمَتِّعْكُمْ) : مجزوم في جواب الأمر
قوله: (وَإِنْ تَوَلَّوْا) : أصله: تتولوا.
قوله: (يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) : من ثنيت الشيء ثنيا: إذا
عطفته، بمعنى: يطوون صدورهم.
قوله: (أَلَا حِينَ) : العامل في (حين) : يعلم.
قوله: (إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) :
قيل: (على) : بمعنى "مِن"، وقيل: بمعنى " إلى ".
والأصح أنها على بابها.
قوله: (مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا) : مكانان.
قوله: (لِيَبْلُوَكمْ) : متعلق بـ "خَلَقَ ".
ْقوله: (مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ
مَصْرُوفًا عَنْهُمْ) : "ما" استفهامية، وخبرها:
(يَحْبِسُهُ) .
قوله: (أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ) : (يَوْمَ) : منصوب بخبر
"لَيْس"، وهو ما اسْتُدِلَّ به على أنه يجوز تقدم خبر
"ليس" عليها؛ لأنه إذا تقدم معمول الخبر فأولى أن يتقدم
الخبر.
(1/327)
قوله: (إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ) يقال:
يئس من كذا ييئس يأسًا، فهو يائس ويئوس
على التكثير.
قوله: (نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَراءَ) : مصدران بمنزلة المسرة
والمضرة.
قوله: (بِعِلْمِ اللَّهِ) : حال من الضمير في " أُنْزَلَ
".
قوله: (وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) : هي المخففة.
قوله: (وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ) : جمع: شاهد، كأنصار
وأصحاب في جمع: ناصر وصاحب.
قوله: (مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ) :
(مَا) : يحتمل أن تكون موصولة، وأن تكون مصدرية، وأن تكون
نافية.
قوله: (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى) :
أي: كمثل الأعمى.
قوله: (مَثَلًا) أي: في المثل، وهو منصوب على التمييز.
قوله: (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ) : قرئ بالكسر؛ على إرادة
القول، أي: أرسلناه إليهم فقال: إنى.
وقرئ بالفتح؛ على إرادة الجار، أي: أرسلناه بأني لكم.
قوله: (أَنْ لَا تَعْبُدُوا) : بدل من "إِنِّي لَكُمْ"،
أي: أرسلناه بأن لا تعبدوا إِلَّا اللَّهَ.
قوله: (عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) : وصف اليوم بـ "أَلِيمٍ"؛
لوقوع الألم فيه.
قوله: (مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا
نَرَاكَ اتَّبَعَكَ) :
يجوز أن تكونا بصريتين، وأن تكونا قلبيتين.
قوله: (أَنُلْزِمُكُمُوهَا) : الماضي منه: ألزمت، وهو متعد
إلى مفعولين،
ودخلت الواو هنا؛ تتمة للميم، وهو الأصل في ميم الجمع.
(1/328)
قوله: (وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) :
الجملة حالية، و (لها) : متعلق بـ "كَارِهُونَ"؛ وجيء
باللام، وإن كان الفعل متعديا بنفسه؛ لتقدم المفعول؛
كقولك: لزيد ضربت، و (لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) .
قوله: (وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) : عطف على "عِنْدِي
خَزَائِنُ اللَّهِ" والتقدير:
ولا أقول لكم عندي خزائن الله، ولا أقول أنا أعلم الغيبَ.
قوله: (وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) : عطف أيضًا، أي: لا
أقول ذلك حتى يقال لي: ما أنت إلا بشر مثلنا.
قوله: (تَزْدَرِي) : تفتعل، من الزراية، يقال: زرى عليه،
يزري زراية: إذا
عابه، وأزرى به يزري إزراء: إذا قصر به، وأزدرتْه عينه:
إذا احتقرته.
وأصله: تزتري، والدال بدل من التاء، ومفعوله محذوف أي:
تزدريهم أعينكم.
قوله: (إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ
اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) :
هو على التقديم والتأخير؛ على قاعدة "اعتراض الشرط على
الشرط، أي: إن أراد الله إغواءكم لاينفعكم نُصْحِي.
قوله: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ) : هي المنقطعة.
قوله: (أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ) :
(أَنَّهُ) : في محل رفع؛ لقيامه مقام الفاعل.
قوله: (بِأَعْيُنِنَا) : حال.
قوله: (وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ) : (كُلَّمَا) : ظرف لـ
" سَخِرُوا ".
قوله: (قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا) : استئناف.
قوله: (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ) : حكاية حال ماضية.
قوله: (كَمَا تَسْخَرُونَ) : (الكاف) : في محل نصب نعت
لمصدر محذوف، أي: سخرية مثل سخريتكم إذا وقع عليكم الغرف
في الدنيا، يقال: سخر يسخر سَخَرًا وسِخْرِيًّا وسُخْرِيَة
ومَسْخَرًا.
(1/329)
قوله: (وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ
مُقِيمٌ) :
يقال: حل العذاب يحِل - بالكسر - أي: وجب، ويحُل - بالضم -
أي: نزل، وبهما قرئ.
قوله: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا) :
(حَتَّى) : غاية لقوله: (وَيَصْنَعُ) ، بمعنى: وكان يصنعها
إلى أن جاء وقت الوعد، وما بينهما: حال من: (يَصْنَعُ) ،
كأنه قال: يصنعها.
ويقال: إنه " كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأ مِنْ قَوْمِهِ
سَخِرُوا مِنْهُ ".
وقيل: غاية لقوله: (قُلْنَا. . . " بمعنى: لما جاء أمرنا
بنزول العذاب، وفار التَنّور الذى جعلناه علامة لمجيء
العذاب - قلنا لنوح: احمل في السفينة.
قوله: (بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا) :
(بِسْمِ اللَّهِ) : خبر مقدم. و (مَجْرَاهَا) : مبتدأ..
و" مجرى ومرسس": يصلح أن يكونا وقتين وأن يكونا مكانين،
وهما ظرفان؛ لما في (بِسْمِ اللَّهِ) من معنى الفعل، أي:
اركبوا فيها قائلين ومتبركين باسم الله وقت إجرائها
وإرسائها، ثم حذف فيهما كما حذف في قولهم: آتيك مقدم
الحاج، وخفوق النجم وخلافه.
المضمر في (بِسْمِ اللَّهِ) أي: جريانها بسم الله، وهي
تجرى بهم.
قوله: (فِي مَوْجٍ) : هو جمع موجة.
قوله: (فِي مَعْزِلٍ) بكسر الزاى: هو اسم موضع، وهو "
مفعِل "، من؛ عزله عنه: إذا نحاه وأبعده.
قوله: (يَا بُنَيَّ) : الأصل: يا بنييي - بثلاث ياءات.
الأولى: ياء التصغير.
والثانية: لام الكلمة وهي ياء أو واو.
والثالثة: ياء النفس؛ فأدغمت الأولى في الثانية، وكسرت؛
لأجل ياء النفس، وحذفت ياء النفس؛ كراهة اجتماع الأمثال،
وبقيت الكسرة تدل عليها.
(1/330)
قوله: (لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ
اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) :
يجوز أن يكون " عَاصِمَ " منفيًا مع " لا " في موضع رفع
بالابتداء، و (مِنْ أمْرِ اللهِ) : الخبر، فيتعلق بمحذوف.
و (الْيَوْمَ) : ظرف لهذا الاستقرار المحذوف.
ولا يجوز أن يكون (الْيَوْمَ) ظرفا لـ " أَمْرِ اللهِ "
عينه، كما زعم بعضهم؛ لأنه مصدر، ومعمول المصدر لا يتقدم
عليه.
ولا يجوز أن يكون " الْيَوْمَ " صفة لِـ " عَاصِمَ "؛ لأن
" عاصمًا " جثة، وظرف الزمان كما لا يكون خبرًا عن الجثة
كذلك لا يكون وصفا لها، ولا حالاً منها.
واختلف في " عاصم "؛ قيل: هو اسم فاعل على بابه بمنزلة:
ضارب وقاتل.
وقيل: بمعنى: معصوم، كـ "دافق": بمعنى: مدفوق".
وقيل: هو على. معنى النسب، بمعنى: لا ذا عصمة.
و (إِلا مَنْ رَحِمَ) : على الوجه الأول: في موضع رفع على
البدل من "عاصم" على المحل، وهو؛ بمعنى: الراحم، أي: لا
مانع اليوم من عذاب الله إلا الراحم، وهو الله - تعالى -،
وهو على هذا متصل.
والثاني: (مَن) : منصوب محلا، وهو بمعنى: المرحوم، أي: لا
مانع اليوم
من عذاب الله إلا من رحمه الله، وهو على هذا منقطع؛ لأن
المفعول ليس من جنس الفاعل.
و" إِلا مَن رَحِمَ " على الوجه الثاني: في موضع رفع على
البدل والاستثناء متصل، أى: لا معصوم من عذاب الله إلا من
رحمه الله.
و" إِلا مَنْ رَحِمَ " على الثالث: في موضع رفع والاستثناء
متصل، أي: لا ذا عصمة إلا من رحم الله.
قوله: (ابْلَعِي) : يقال: بلِع - بكسر العين في الماضي،
وبفتحها في المضارع.
(1/331)
قوله: (أَقْلِعِي) : أمسكي عن المطر، يقال:
أقلع المطر، وأقلع فلان عما
كان عليه، وأقلعت عنه الحمى، والإقلاع: الإمساك عن الشيء.
قوله: (وَقِيلَ بُعْدًا) : منصوب على المصدر، يقال: بَعِد
- بكسر العين في الماضي، وبفتحها في المضارع.
قوله: (قِيلَ يَا نُوحُ) : (يَا نُوحُ) : أقيم مقام
الفاعل.
وقيل: ضمير والنداء مفسر له.
قوله: (بِسَلَامٍ) : حال.
قوله: (وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ) : معطوف على الضمير في
"اهْبِطْ" والفصل أغنى عن التوكيد.
قوله: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ) :
الإشارة في " تلك " إلى قصة نوح.
قوله: (مِنْ قَبْلِ هَذَا) أي: من قبل إيحائي إليك.
قوله: (مِدْرَارًا) : حال من السماء، ومفعال مما يستوى فيه
المذكر والمؤنث.
قوله: (قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) إلى: متعلق بـ
"يَزِدْكُمْ".
قوله: (وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) : (مُجْرِمِينَ) :
حال.
قوله: (عَنْ قَوْلِكَ) : (عن) : متعلق بـ " تَارِكِي ".
قوله: (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ) :
(اعْتَرَاكَ بَعْضُ) : جملة مفسرة لمصدر محذوف، تقديره: إن
نقول إلا قولا هو اعتراك.
قوله: (فَكِيدُونِي جَمِيعًا) : (جَمِيعًا) : حال.
قوله: (فَإِنْ تَوَلَّوْا) : أصله: تتولوا.
قوله: (وَتِلْكَ عَادٌ) :
(تلك) : إشارة إلى القبيلة.
قوله: (كَفَرُوا رَبَّهُمْ) تقديره: كفروا نعمة ربهم، فحذف
المضاف. ويجوز أن يكون على حذف الجار، أي: كفروا بربهم.
قوله: (أَلَا بُعْدًا) أي: أبعدهم الله من جهته فبعدوا
منها بُعْدًا، فنصبه على المصدر.
قوله: (وَإِلَى ثَمُودَ) أي: وأرسلنا إلى ثمود.
(1/332)
قوله: (أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ) أي: عن
أن نعبد.
قوله: (غَيْرَ تَخْسِيرٍ) : مفعول ثان لـ " تَزِيدُونَنِي
".
قوله: (آيَةً) : حال، والعامل فيها معنى الإشارة.
قوله: (ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ) : (ثَلَاثَةَ) : منصوب على
الظرف للتمتع.
قوله: (ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) أي: مكذوب فيه.
قوله: (فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ) أي: عن أن جاء.
قوله: (نَكِرَهُمْ) : يقال؛ نكِر الشيء، وأنكره، واستنكره،
بمعنى.
قوله: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ) : حال.
قوله: (وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) :
(يَعْقُوبُ) : ميتدأ، والذى قبله الخبر.
قوله: (يَا وَيْلَتَى) :
كلمة تقولها العرب عند التعجب من الشيء والاستنكار له،
وعند ورود الأمر الفظيع، وأصله: يا ويلتى فأبدلت؛ لكونها
أخف.
قوله: (وَأَنَا عَجُوزٌ) : حال.
قوله: (وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا) : (شَيْخًا) : حال،
والعامل فيه معنى الإشارة.
قوله: (رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ) : كلام مستأنف.
قوله: (حَمِيدٌ مَجِيدٌ) : قيل: إنهما فعيل بمعنى مفعول.
وقيل: بمعنى فاعل.
قوله: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ) :
جواب "لَمَّا" محذوف يدل عليه " يُجَادِلُنَا " أى: أخذ
يُجَادِلُنَا، أو: شرع يُجَادِلُنَا.
قوله: (وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ) :
(آتيهم) : خبر " إن "، و (عَذَابٌ) : فاعل الخبر.
قوله: (سِيءَ بِهِمْ) : فاعل (سِيءَ) : ضمير لوط.
(1/333)
قوله: (ذَرْعًا) : تمييز.
قوله: (يُهْرَعُونَ) : حال
قوله: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) :
جواب " لو " محذوف، أي: لدفعتكم، أو: لفعلت كيت وكيت.
قوله: (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ) : وقرئ بالوصل، وهما لغتان
فاشيتان يقال: سري، وأسرى.
قوله: (إِلَّا امْرَأَتَكَ) : يقرأ بالرفع. بدلا من "
أحَدٌ".
والنهي في اللفظ لِـ "أَحَدٌ"، وفى المعنى لـ " لوط " أي:
لا تمكن أحدًا من الالتفات إلا امرأتك.
ويقرأ بالنَّصب على الاستثناء من "أَحَدٌ" أو من " أهل ".
قوله: (إِنَّهُ مُصِيبُهَا) : الهاء: ضمير الشأن.
قوله: (وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ) :
"نقص" يتعدى إلى مفعولين ومصدره: النقص، تقول: نقصت فلانا
حقه، ويأتي قاصرًا، تقول: نقص الشيء.
قوله: (أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ
آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ) : أي: أو أن نترك أن نفعل.
(1/334)
قوله: (أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى
بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي) :
جواب الشرط محذوف، والمعنى: أخبرونى إن كنت على حجة واضحة،
وكنت مرسلا على الحقيقة أفأعدل عما أنا عليه من التوحيد.
قوله: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا
أَنْهَاكُمْ) : يقال: خالفني فلان إلى كذا: إذا قصده، وأنت
مولٍ عنه، وخالفني عنه: إذا ولى عنه، وأنت قاصده.
قوله: (مَا اسْتَطَعْتُ) : "ما": ظرفية.
قوله: (لَا يَجْرِمَنَّكُمْ) : وقرئ: (يُجْرِمَنَّكُمْ) -
بالضم -.
قوله: (ضَعِيفًا) : حال.
قوله: (وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا) : تتعدى
إلى مفعولين.
قوله: (مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ) :
يجوز أن تكون " من " استفهامية معلقة لفعل العلم عن عمله،
وأن تكون موصولة معمولة لفعل العلم.
قوله: (أَلَا بُعْدًا) : مصدر، وقد ذكر.
قؤله: (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) : مستأنف.
قوله: (وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ) :
(الورد) : الفاعل، و (المورود) : المخصوص.
قوله: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى) :
"ذلك": مبتدأ والإشارة إلى " الأنباء "، و (مِن أنْبَاءِ
الْقُرَى) : خبره.
و (نَقُصُّ) : إما خبر بعد خبر، أي: ذلك النبأ بعض أنباء
القرى
مقصوص عليك.
قوله: (يَدْعُونَ) : حكاية حال ماضية.
(1/335)
قوله: (وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)
:
الضمير، وغير: مفعولا "زاد" والتتبيب: التخسير.
قوله: (إِذَا أَخَذَ الْقُرَى) : (إِذَا) : ظرف لـ " أخذ "
قوله: (وَهِيَ ظَالِمَةٌ) : حال.
قوله: (ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) :
"ذلك": مبتدأ. "يوم": خبره والإشارة إلى يوم القيامة.
قوله: (مَشْهُودٌ) : أي: مَشْهُودٌ فيه.
قوله: (يَوْمَ يَأْتِ) : العامل فيه: اذكر، وقيل: (لَا
تَكَلَّمُ) .
قوله: (مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ) :
"ما": العامل فيها "خَالِدِينَ"، و (دام) هنا: تامة.
قوله: (إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ) :
"ما": في موضع نصب على الاستثناء فقيل: منقطع، وقيل: متصل.
قوله: (عَطَاءً) : اسم مصدر، أي: أعطوا ذلك عطاء.
ويجوز أن يكون مفعولا؛ لأن العطاء بمعنى المعطى.
قوله: (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) :
وذلك ظاهر، وقرئ بالتخفيف ووجه إعمالها أنها تشبه الفعل،
والفعل يعمل محذوفا منه لكما يعمل تامًّا؛ نحو: لم يك زيد
منطلقًا.
وفى خبر "إنَّ" - على الوجهين - وجهان:
أحدهما: (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) ، واللام في (لَمَّا) :
موطئة للقسم، و (ما) : مزيدة مؤكدة، ولم تغير المعنى وإنما
جيء بها للفصل بين اللامين؛ كراهة تواليهما كما جيء بالألف
في: (أَانْذَرْتهمْ) ، وشبهه؛ كراهة اجتماع الهمزتين.
(1/336)
واللام في (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) : جواب قسم
محذوف، والمعنى: وإن جميعهم والله لَيُوَفِّيَنَّهُمْ.
والثانى: أن الخبر " ما " من (لَمَّا) ، واللام في "
لَمَّا " على هذا هي اللام الداخلة في خبر "إنَّ"؛
للتأكيد، وفى "لَيُوَفِّيَنَّهُمْ" هي جواب القسم.
وههنا سؤال، وهو: التشديد في " لَمَّا " مع نصب " كل " وهو
مشكل؛ لأنه لا جائز أن يكون بمعنى " إلا " ولا بمعنى "
الحين "، ولا بمعنى " لم "!
وأجاب عنه الفراء بأن أصله: "لمِن ما" - بكسر الميم الأولى
- فقلبت النون ميما؛ لأجل الإدغام، فاجتمعت ثلاث ميمات
فحذفت الأولى؛ كراهة اجتماع الأمثال، وأدغمت الوسطى.
قوله: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) : الكاف: نعت لمصدر
محذوف أي: استقامة مثل الاستقامة التي أمرت بها.
قوله: (وَمَنْ تَابَ مَعَكَ) : معطوف على الضمير في "
اسْتَقِمْ " وصح، للفاصل.
قوله: (وَلَا تَرْكَنُوا) : ماضيه: رَكِنَ - بالكسر -
يَرْكَنُ - بالفتح -.
قوله: (فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) : منصوب على جواب النهي.
قوله: (وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ)
: الجملة حال.
قوله: (طَرَفَيِ النَّهَارِ) : نصب على الظرف.
قوله: (وَزُلَفًا) : عطف عليهما، وَزُلَفًا: جمع: زلفة. كـ
" ظلَم وغُرَف " جمع: ظلمة وغرفة.
قوله: (فِي الْأَرْضِ) : حال من الفساد.
قوله: (إِلَّا قَلِيلًا) : استثناء منقطع، والمعنى: لكن
قليلا منهم مؤمنين.
(1/337)
وهم الذين أنجاهم الله تعالى، وهم أتباع
الأنبياء، وأهل الحق - نَهَوْا عَنِ الفسادِ، وسائرهم
تاركون النهي.
قوله: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ) : اللام لام
الجحود
قوله: (إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ)
(مَنْ) في موضع نصب على الاستثناء من "المختلفين".
قوله: (وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) : اللام متعلقة بـ "
خَلَقَهُمْ "
والإشارة؛ قيل: لرحمة، وقيل: للاختلاف.
والوجه: أنها تصلح لهما.
ْقوله: (وَكُلًّا نَقُصُّ) : (كُلًّا) : منصوب بـ "
نَقُصُّ ".
قوله: (وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ) :
(فِي هَذِهِ) ، أي: السورة، وقيل: الدنيا. أو: في الأنباء.
(1/338)
|