الحجة في القراءات السبع

ومن سورة لقمان
قوله تعالى: هُدىً وَرَحْمَةً «5» أجمع القراء على نصبهما على الحال. أو القطع من «الآيات» لأنها معرفة (والهدى) و (الرحمة) نكرتان، وقد تمّ الكلام دونهما إلّا ما قرأه (حمزة) بالرفع وله في ذلك وجوه: أحدها: أن يكون (هدي) مرفوعة بالابتداء، و (رحمة) معطوفة عليها و (للمحسنين) الخبر. والثاني: أن يكون بدلا من قوله:
آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ هُدىً وَرَحْمَةً، لأن (آيات الكتاب) كذلك هي، أو يكون أضمر لها مثل ما أظهر للآيات، فرفعها بذلك، لأن الآيات جامعة للهدى والرحمة.
قوله تعالى: وَيَتَّخِذَها «6» يقرأ بالرفع والنصب. فالحجة لمن رفع: أنه ردّه على قوله: يَشْتَرِي «7».
والوجه أن يضمر لها (هو) لأن الهاء والألف كناية عن (السبيل). والحجة لمن نصب: أنه ردّه على قوله: لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وليتّخذها هزوا.
قوله تعالى: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ «8»، يا بُنَيَّ إِنَّها «9» يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ «10» يقرأن بالتشديد وكسر الياء، وفتحها، وبالتخفيف والإسكان. فالحجة لمن شدّد وكسر:
أنه أراد: يا بنييّ بثلاث ياءات: الأولى: ياء التصغير. والثانية: أصليّة، وهي لام الفعل. والثالثة: ياء الإضافة إلى النفس، فحذف الأخيرة اجتزاء بالكسر منها، وتخفيفا للاسم لما اجتمع فيه ثلاث ياءات.
__________
(1) الروم: 54.
(2) انظر: 172.
(3) الروم: 57.
(4) الروم: 41.
(5) لقمان: 3.
(6) لقمان: 6.
(7) لقمان: 6.
(8) لقمان: 13.
(9) لقمان: 16.
(10) لقمان: 1.

(1/284)


ولمن فتح الياء مع التشديد وجهان: أحدهما: أنه أراد: يا بنياه، فرخّم، فسقطت الألف والهاء للترخيم، لأنهما زائدتان، فالألف زيدت لبعد الصوت، والهاء للسكت، فبقي الاسم على الفتح الذي كان عليه قبل الترخيم.
والثاني: أنه شبّه هذه الياء لما رآها مشدّدة ومعها ياء الإضافة بياء الاثنين إذا أضيفت إليها، ففتحها كما فتحوا قوله: إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ «1».
فإن قيل: فما الفرق بين قولك: (ابنتي) وبين قولك (يا بني)، وكلاهما مضاف إلى النفس بالياء الشديدة؟ فقل: الفرق بينهما لطيف فاعرفه، وذلك أن الياء في قولك:
ابنتيّ ساكنة طبعا لأنها بدل من الألف التي لا يمكن الحركة فيها بوجه، ثم يدخل ياء الإضافة لأن النون تذهب لمعاقبتها لها. والأصل في ياء الإضافة: الحركة، فكان الفتح أولى بها ففتحت لذلك، وأدغمت فيها ياء التثنية لسكونها، فهذا وجه الفتح في الياء، المضاف إليها التثنية.
وأمّا وجه كسر الياء في قولك: يا بنيّ: فإن وزن «ابن» كوزن «حصن» فإذا قلت في التصغير: حصين كان كقولك: بنيّ، فاجتمع فيه ياء التصغير وياء الأصل التي هي لام الفعل، وكان الإعراب عليها جاريا كما جرى على النون من (حصين)، ثم دخلت عليها ياء الإضافة فاجتذبت الياء الشديدة لقوتها إلى الكسر، لأن من شرطها أن تزيل الاعراب عمّا وليته وتردّه إلى الكسر، كقولك: «حصيني» فتسقط ياء الإضافة في «بنيّ» لكثرة الياءات فتبقى «2» كقولك «حصين» بكسر النون وسقوط الياء. فأنت الآن تعلم ضرورة أن الياء من (حصين) ساكنة وهي ياء التصغير. ومثلها في قولك: (بني)، والنون المكسورة في قولك: (حصين) مثلها ياء الأصل في (بنيّ) وهي مكسورة كالنّون، لتدل بالكسر على ياء الإضافة الساقطة. فهذا تلخيص الفرق بين ياء الإضافة في التصغير والتثنية، والدّلالة على فتح الياء في التثنية، وكسرها في التصغير. وأمّا الحجة لمن خفف الياء وأسكن:
فإنه صغّر، ولم يضف، فلما اجتمع في آخر الاسم ياءان حذف إحداهما وبقّى الأولى، وهي ياء التصغير على سكونها، فأجحف بالاسم. ولو أتى به منادى على أصل المواجهة لقال: يا بنيّ لأنه نداء مفرد.
__________
(1) القصص: 27.
(2): أي بنيّ.

(1/285)


قوله تعالى: وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ «1» يقرأ بإثبات الألف والتخفيف، وبحذفها والتشديد.
وقد ذكر في أمثاله ما يغني عن إعادته. ومعنى قوله لا تصاعر خدك: أي لا تمل بوجهك ولا تعرض تكبرا. وأصله من «الصّعر» وهو؛: داء يصيب البعير، فيلتوي له عنقه.
قوله تعالى: إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ «2» أجمع القراء على نصب (مثقال) إلا (نافعا) فإنه رفعه. والحجة له: أنه جعل (كان) ممّا حدث ووقع، ولا خبر لها إذا كانت كذلك.
قوله تعالى: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ «3» يقرأ بالجمع والإضافة، وبالتوحيد «4». فالحجة لمن جمع: أنه أراد بذلك جميع النعم التي ينعم الله بها على عباده. ودليله قوله: شاكِراً لِأَنْعُمِهِ «5» فالهاء هاهنا: كناية عن اسم الله عز وجل. والحجة لمن وحّد: أنه أراد نعمة الإسلام، لأنها جامعة لكل النّعم، وما سواها يصغر في جنبها. فالهاء هاهنا علامة للتأنيث. فأمّا قوله:
(ظاهرة وباطنة) فالظاهرة: نعمة الإسلام، والباطنة: ستر الذنوب.
قوله تعالى: وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ «6» يقرأ بالرفع والنصب. فالحجة لمن رفع: أنه ردّه على (ما) «7» قبل دخول (إنّ) عليها أو استأنفه بالواو كما قال: يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ «8». والحجة لمن نصب: أنه رده على اسم (إن).
فإن قيل: فإن من شرط أبي عمرو أن يرفع المعطوف على (إنّ) بعد تمام الخبر كقوله: وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها «9» فقل: حجته في ذلك: أن (لو) تحتاج إلى جواب يأتي بعد الابتداء والخبر فكان المعطوف عليها كالمعطوف على (إن) قبل تمام خبرها.
والدليل على ذلك أن تمام الخبر هاهنا في قوله: ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ «10» وهذا أدلّ
__________
(1) لقمان: 18.
(2) لقمان: 16.
(3) لقمان: 20.
(4) أي بإسكان العين، وبعد الميم تاء منونة منصوبة على التأنيث والإفراد.
(5) النحل: 121.
(6) لقمان: 27.
(7) في قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ آية: 27.
(8) آل عمران: 154.
(9) الجاثية: 32 بعد قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ: إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ.
(10) لقمان: 27.

(1/286)


دليل على دقة تمييز أبي عمرو ولطافة حذقه بالعربية.
قوله تعالى: بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ «1» إجماع القراء على التاء إلا ما رواه (عياش) «2» عن أبي عمرو بالياء، ولم يروه (اليزيدي) «3».

ومن سورة السجدة
قوله تعالى: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ «4». يقرأ بإسكان اللام وفتحها. فالحجة لمن أسكن: أنه أراد: الذي جعل عباده يحسنون خلق كل شيء. ويحتمل أن يكون أراد:
المصدر فكأنه قال: الذي أحسن كل شيء خلقا وابتداء. والحجة لمن فتح: أنه أراد:
الفعل الماضي، والهاء المتصلة به في موضع نصب، لأنها كناية عن مفعول به. ومعناه:
أنه أحسن خلق كل شيء خلقه، فكوّنه على إرادته، ومشيئته، فله في كل شيء صنعة حسنة تدل بآثارها على وحدانيّته وحكمته. ودليل ذلك قوله تعالى: إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها «5» وعليها الحسن والقبيح.
قوله تعالى: أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا يقرأ بالاستفهام والإخبار. وقد تقدم ذكره «6».
قوله تعالى: ما أُخْفِيَ لَهُمْ «7»: أجمع القرّاء على فتح الياء إلا حمزة فإنه أسكنها.
فالحجة لمن فتح: أنه جعله فعلا ماضيا لما لم يسم فاعله وألفه ألف قطع «8». والحجة لحمزة أنه جعله إخبارا عن المتكلّم، فأسكن الياء علامة للرفع «9».
__________
(1) لقمان: 29.
(2) عيّاش بن محمد، أبو الفضل، الجوهري، البغدادي، روى عنه القراءة عبد الواحد بن عمر ومحمد بن يونس المطرز، ومحمد بن عيسى بن بندار وابن شنبوذ مات سنة تسع وتسعين ومائتين. انظر: (غاية النهاية في طبقات القراء: 1: 607).
(3) أبو محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوى المقرئ النحوي اللغوي صاحب أبي عمرو بن العلاء البصري. كان عالما باللغات وتوفي بخراسان سنة 102 هـ. انظر: (الكني والألقاب 3: 254، والبغية: 414. مطبعة السعادة).
(4) السجدة: 7.
(5) الكهف: 7.
(6) انظر: 161.
(7) السجدة: 17.
(8) وفي هذه الحالة تكون «ما» استفهاما وموضعها رفع بالابتداء، «وأخفي لهم» خبره على قراءة من فتح الياء، انظر: (العكبري 2: 190)
(9) وفي هذه الحالة تكون «ما» في موضع نصب بأخفى، (المراجع السابق والصفحة).

(1/287)


قوله تعالى: لَمَّا صَبَرُوا «1» يقرأ بفتح اللام والتشديد، وبكسرها والتخفيف. فالحجة لمن شدّد: أنه أراد: حين صبروا ووقت صبروا. ودليله قولك: (ولّاك السّلطان لما صبرت).
والحجة لمن خفف أنه أراد: لصبرهم، لأنه جعل (ما) مع صلتها بمعنى المصدر، و (ما) في قراءة من شدّد في موضع نصب على الظرف.

ومن سورة الأحزاب
قوله تعالى: بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً «2» يقرأ بالياء والتاء. فالحجة لمن قرأه بالياء: أنه أتبع آخر الكلام أوله، ودليله قوله: وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ «3» إن الله كان بما يعملون خبيرا. والحجة لمن قرأه بالتاء: أنه جعله خطابا من الرّسول عليه السلام لهم في حال الحضور.
قوله تعالى: اللَّائِي «4» يقرأ بهمزة مكسورة من غير ياء، وبكسرة الياء من غير همز ولا إتمام ياء، وبهمزة مكسورة ممدودة. وهذه كلها لغات في جمع (التي). فالحجة لمن همز وكسر من عير ياء: أنه اجتزأ بالهمزة من الياء. والحجة لمن كسر من غير همز ولا ياء: أنه خفف الاسم، وجمع بين ساكنين. وسهل ذلك عليه أن الأول حرف مدّ ولين، فالمدّ الذي فيه يقوم مقام الحركة. والحجة لمن همز ومدّ: أنه أتى بالكلمة على أصل ما وجب لها.
قوله تعالى: تُظاهِرُونَ «5» يقرأ بإثبات الألف وتشديد الظاء، وبالتخفيف مع فتح التاء وضمها، وبحذف الألف وتشديد الظاء. فالحجة لمن شدّد: أنه أراد: تتظاهرون فأسكن التاء الثانية، وأدغمها في الظاء فشدّد لذلك. والحجة لمن خفف وضم التاء: أنه أخذه من (ظاهر) ثم (تظاهرون) .. ولمن فتح: أنه أراد: (تتظاهرون) فأسقط إحدى التاءين. وقد ذكر الخلف في أيهما الساقط «6» والحجة لمن حذف الألف وشدّد الظاء:
أنه أخذه من (تظّهّر)، ثم تتظهّرون، فأسكن التاء وأدغمها في الظاء فشددها. وبقيت
__________
(1) السجدة: 24.
(2) الأحزاب: 2.
(3) الأحزاب: 1.
(4) الأحزاب: 4.
(5) الأحزاب: 4.
(6) انظر: 84.

(1/288)


الهاء على ما كانت عليه من التشديد. ومعناه: أن الرجل كان في الجاهلية إذا قال لامرأته:
أنت عليّ كظهر أمي حرمت عليه. فجعل الله فيها على المسلم الكفّارة.
قوله تعالى: الظُّنُونَا «1» والرَّسُولَا «2» والسَّبِيلَا «3» يقرأن بإثبات الألف وصلا ووقفا، وبحذفها وصلا ووقفا، وبإثباتها وقفا وطرحها وصلا. فالحجة لمن أثبتها وصلا ووقفا: أنه اتبع خط المصحف، لأنها ثابتة في السّواد، وهي مع ذلك مشاكلة لما قبلها من رءوس الآي. وهذه الألفات تسمى في رءوس أبيات الشعر قوافي، وترنّما وخروجا «4».
والحجة لمن طرحها: أن هذه الألف إنما تثبت عوضا من التنوين في الوقف، ولا تنوين مع الألف واللام في وصل ولا وقف. والحجة لمن أثبتها وقفا وحذفها وصلا: أنه اتبع الخطّ في الوقف، وأخذ بمحض القياس في الوصل، على ما أوجبته العربية فكان بذلك غير خارج من الوجهين.
قوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً «5» يقرأ بالياء والتاء على ما ذكرنا في أول السورة.
قوله تعالى: لا مُقامَ لَكُمْ «6» يقرأ بضم الميم وفتحها. وقد تقدم ذكر الاحتجاج عليه آنفا «7».
قوله تعالى: لَآتَوْها «8» يقرأ بالمدّ من الإعطاء وبالقصر من المجيء. وقد ذكر فيما مضى «9».
قوله تعالى: أُسْوَةٌ «10» يقرأ بكسر الهمز وضمها. وهما لغتان كما قالوا: رشوة ورشوة.
قوله تعالى: يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ «11» يقرأ بتشديد العين وفتحها، وكسرها، و (يضاعف) بالياء والنون، وإثبات الألف، والتخفيف. فالحجة لمن قرأه بالياء والتشديد مع الفتح:
__________
(1) الأحزاب: 10.
(2) الأحزاب: 66.
(3) الأحزاب: 67.
(4) في القاموس: الخروج بالضم: الألف التي بعد الصلة في الشعر
(5) الأحزاب: 9.
(6) الأحزاب: 13.
(7) انظر: 239.
(8) الأحزاب: 14.
(9) انظر 97 عند قوله تعالى: ما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ.
(10) الأحزاب: 21.
(11) الأحزاب: 30.

(1/289)


أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله، وحذف الألف لقوله: (ضعفين) «1». ودليله قول العرب:
ضعّفت لك الدّرهم مثليه. والحجة لمن قرأه بالنون والتشديد وكسر العين: أنه جعله فعلا أخبر به عن الله تعالى كإخباره عن نفسه، ونصب (العذاب) بوقوع الفعل عليه، كما رفعه في الأول بما لم يسم فاعله. والحجة لمن خفف وأثبت الألف مع الياء: أنه أخذه من:
ضوعف يضاعف، وهو فعل ما لم يسمّ فاعله. والحجة لمن قرأه بالنون وإثبات الألف مع التخفيف: أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه.
قوله تعالى: وَتَعْمَلْ صالِحاً «2» يقرأ بالتاء والياء. فالتاء على المعنى لأنه اسم لمؤنث.
والياء للفظ (من) لأنه مذكر لفظا و (من) تكون اسما لواحد، وجمع، ولمذكّر، ومؤنث.
قوله تعالى: نُؤْتِها أَجْرَها «3» يقرأ بالنون والياء. فالحجة لمن قرأه بالنون: أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه. والحجة لمن قرأه بالياء: أنه جعله من إخبار رسوله عنه.
قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ «4» يقرأ بكسر القاف وفتحها. فالحجة لمن كسر:
أنه جعله من الوقار. والحجة لمن فتح: أنه جعله من الاستقرار.
قوله تعالى: أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ «5» يقرأ بالياء والتاء. وقد ذكر الوجه في ذلك آنفا.
قوله تعالى: وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ «6» يقرأ بكسر التاء وفتحها. فالحجة لمن كسر:
أنه أراد: اسم الفاعل من قولك: ختم النبيين فهو خاتمهم. ودليله قراءة (عبد الله) وختم النبيّين. والحجة لمن فتح: أنه أخذه من الخاتم الملبوس، لأنه جمال. وفيه أربع لغات: خاتم وخاتم وخاتام، وخيتام.
قوله تعالى: مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ «7» يقرأ بالتاء مضمومة، وإثبات الألف «8»، وبفتح التاء وطرح الألف، وقد ذكرت علله في البقرة مستقصاة «9».
__________
(1) الآية نفسها.
(2) الأحزاب: 31.
(3) الأحزاب: 31.
(4) الأحزاب: 33.
(5) الأحزاب: 36.
(6) الأحزاب: 40.
(7) الأحزاب: 49.
(8) أي بعد الميم.
(9) انظر: 98 عند قوله تعالى: ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ.

(1/290)


قوله تعالى: تُرْجِي مَنْ تَشاءُ «1». يقرأ بتحقيق الهمزة، وإعراب الياء، وبحذفه وإرسال الياء. وقد ذكر «2».
قوله تعالى: لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ «3»، إجماع القراء على الياء، إلّا ما روي عن أبي عمرو من التاء فيه، يريد: لا يحل لك شيء من النساء «4».
قوله تعالى: غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ «5» يقرأ بإشباع الضمة، وإلحاقها واوا، وباختلاس حركة الضم فيها. وقد مضى القول فيه مع أمثاله «6» قوله تعالى: إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا «7» يقرأ بالجمع، ويجمع الجمع. فالحجة لمن قرأه بالجمع: أنه لما جاء بعده (كبراء) وهو جمع (كبير) وجب أن يكون الذي قبله (سادة) وهو جمع (سيّد)، ليوافق الجمع في المعنى. والحجة لمن قرأه بجمع الجمع «8».
أن السادة كانوا فيهم أكبر من الكبراء، فأبانوهم منهم بجمع يتميزون به عنهم.
قوله تعالى: وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً «9» بالثاء والباء وقد ذكرت علله في البقرة «10»