الحجة للقراء السبعة بسم الله «1»
ذكر اختلافهم في سورة الفرقان
[الفرقان: 8]
اختلفوا في الياء والنون من قوله تعالى: جنة يأكل منها
[الفرقان/ 8]. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر:
يأكل منها بالياء.
وقرأ حمزة والكسائي: (نأكل منها) بالنون «2».
قال أبو علي: له جنة يأكل منها يعني «3» النبيّ صلّى الله عليه
وسلم «4»، كأنّهم أنكروا أن يكون رسول الله لما رأوه بشرا
مثلهم يأكل كما يأكلون فقالوا: لولا أنزل إليه ملك فيكون معه
نذيرا [الفرقان/ 7]، فيبين منّا باقتران الملك به، وكونه معه
نذيرا من جملتنا، فكذلك اقترحوا عليه إلقاء كنز إليه، أو كون
جنّة يختصّ بما يأكل منها، حتى يتبين في مأكله أيضا منهم كما
يبين باقتران الملك به وإلقاء الكنز إليه، وعلى هذا قالوا:
ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون [المؤمنون/ 34]،
__________
(1) سقطت من ط.
(2) السبعة ص 462.
(3) في ط: يعني به.
(4) سقطت من ط.
(5/335)
فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه [القمر/ 24]،
وقد قال في ذلك سواهم من الكفار فقالوا فيما حكى الله تعالى
«1» عنهم: أبشر يهدوننا [التغابن/ 6] فأنكروا أن يكون لمن
ساواهم في البشرية حال ليست لهم، وقد احتجّ الله سبحانه «2»
عليهم في ذلك، بقوله تعالى: ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا
وللبسنا عليهم ما يلبسون [الأنعام/ 9]، وما
أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فأسألوا أهل الذكر إن كنتم
لا تعلمون
[الأنبياء/ 7]. ومن قال: نأكل فكأنّه أراد أنّه يكون له بذلك
مزيّة علينا في الفضل بأكلنا من جنّته.
[الفرقان: 10]
اختلفوا في رفع اللام وجزمها من قوله تعالى «3»: ويجعل لك
قصورا [الفرقان/ 10].
فقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية يحيى عن أبي بكر:
ويجعل لك برفع اللّام.
الكسائي عن أبي بكر عن عاصم ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي
وحفص عن عاصم: (ويجعل لك قصورا) بجزم اللّام «4».
قال أبو علي: من جزم (ويجعل) عطفه على موضع جعل [لأنّ موضع
جعل] «5» جزم بأنّه جزاء الشرط، فإذا جزم (يجعل) حمله على ذلك،
وإذا كانوا قد جزموا ما لم يله فعل لأنّه في موضع جزم، كقراءة
من قرأ: (من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم) [الأعراف/ 186]،
وكقول
__________
(1) في ط عز وجل.
(2) سقطت من ط.
(3) في ط: جلّ وعزّ.
(4) السبعة ص 462
(5) كذا في ط وسقطت من م.
(5/336)
الشاعر «1»:
أنّى سلكت فإنّنى لك كاشح ... وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد
وكلّ ذلك ليس بأفعال، وإنما هو في موضع الأفعال، فالفعل أولى
أن يحمل عليه من حيث كان الفعل بالفعل أشبه منه بغير الفعل،
وحكم المعطوف أن يكون مناسبا للمعطوف عليه «2»، ومشابها له.
ومن رفع فقال: ويجعل لك قطعه ممّا قبله واستأنف، والجزاء في
هذا النحو موضع استئناف، ألا ترى أنّ الجمل التي من الابتداء
والخبر تقع فيه. كقوله تعالى: من يضلل الله فلا هادى له
[الأعراف/ 76].
وقوله تعالى: وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم [البقرة/
271].
[الفرقان: 17]
وي قوله تعالى: ويوم يحشرهم وما يعبدون فيقول [الفرقان/ 17]،
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص:
ويوم يحشرهم وما يعبدون فيقول بالياء جميعا. وقرأ نافع وأبو
عمرو وحمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر: (ويوم نحشرهم)
بالنون، فيقول بالياء. قال أبو بكر: ليس عندي عن أبي بكر عن
عاصم في قوله «3» فيقول شيء، وقال بعض أصحابه: روى الأعشى عن
أبي بكر: فيقول بالياء وروى عباس، وعبيد بن عقيل عن هارون عن
أبي عمرو [وعبيد عن أبى عمرو] «4». وأبو زيد والخفاف عن أبي
__________
(1) سبق البيت في 2/ 401
(2) سقطت من ط
(3) كذا في ط وسقطت من م.
(4) سقطت من ط.
(5/337)
عمرو ويوم يحشرهم فيقول مثل ابن كثير
بالياء، وقرأ ابن عامر:
(ويوم نحشرهم) فيقول بالنون جميعا «1».
قال أبو علي: حجّة من قرأ بالياء: قوله تعالى: كان على ربك
وعدا [الفرقان/ 16] ويوم يحشرهم ... فيقول [الفرقان/ 17]،
ويقوي ذلك قوله: عبادي «2». ومن قرأ: (ويوم نحشرهم) فيقول
فإنّه على أنّه أفرد بعد أن جمع، كما أفرد بعد الجمع في قوله
تعالى «3»: وآتينا موسى الكتاب ... أن لا تتخذوا من دوني
[الإسراء/ 2] وقراءة ابن عامر: (ويوم نحشرهم فنقول) حسن
لإجرائه المعطوف مجرى المعطوف عليه في لفظ الجمع، وقد قال:
(ويوم نحشرهم جميعا، ثم نقول للملائكة) [سبأ/ 40]، ويوم نحشرهم
جميعا ثم نقول للذين أشركوا [الأنعام/ 22]، وحشرناهم فلم نغادر
[الكهف/ 47].
[الفرقان: 13]
عبيد عن أبي عمرو: (مكانا ضيقا) [الفرقان/ 13] خفيف مثل ابن
كثير، والباقون يشددون الياء من ضيقا غير ابن كثير «4».
[قال أبو علي] «5»: ضيقا تقديره فيعل، وليس بمصدر، لأنّه قد
جرى وصفا على المكان، ومن خفّف فكتخفيف اللّين والهين،
والتخفيف في هذا النحو كثير، وما «6» كان من هذا النحو من
الواو نحو: سيّد وميّت
__________
(1) السبعة ص 463 وليس فيه روى الأعشى ...
(2) من الآية نفسها رقم (17)
(3) سقطت من ط.
(4) السبعة ص 462
(5) سقطت من ط.
(6) في (ط): ومن.
(5/338)
فالحذف فيه في القياس أشيع «1»، لأنّ العين
تعلّ فيه بالحذف، كما أعلّ بالقلب إلى الياء، والحذف في الياء
أيضا كثير، لأنّ الياء قد «2» تجري مجرى الواو في نحو: اتّسر،
جعلوه بمنزلة اتّعد.
[الفرقان: 19]
قال: قرأ عاصم في رواية حفص: فقد كذبوكم بما تقولون فما
تستطيعون [الفرقان/ 19] بالتاء جميعا. [ابن سعدان عن محمد بن
يحيى عن أبي بكر عن عاصم (يقولون) بالياء] «3». الباقون وأبو
بكر عن عاصم: فقد كذبوكم بما تقولون بالتاء، (فما يستطيعون)
بالياء. وقال لي قنبل عن ابن أبي بزة عن ابن كثير بالياء
جميعا، (يقولون، فما يستطيعون) «4».
[قال أبو علي] «5»: فقد كذبوكم بما تقولون [الفرقان/ 19] أي:
كذبوكم بقولهم، وقولهم هو نحو ما قالوه من قولهم: وقال شركاؤهم
ما كنتم إيانا تعبدون [يونس/ 28]، وقوله: فألقوا إليهم القول
إنكم لكاذبون [النحل/ 86]، وكذلك الملائكة كذبوهم في قولهم في
ما ادّعوا من عبادتهم لهم في قوله:
ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون
قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن [سبأ/
40/ 41]. ففي قولهم: أنت ولينا من دونهم دلالة على
__________
(1) في ط: أسوغ.
(2) سقطت من ط.
(3) ما بين معقوفين ليس في السبعة.
(4) انظر السبعة ص 463.
(5) سقطت من ط.
(5/339)
أنّهم لم يعبدوهم، لأنّهم لو عبدوهم ورضوا
بذلك لم يكن الله وليّا لهم. وقوله: فاليوم لا يملك بعضهم لبعض
نفعا ولا ضرا [سبأ/ 42] مثل قوله: (فما يستطيعون صرفا ولا
نصرا) [الفرقان/ 19] أي: لا يملكون أن يدفعوا العذاب عنهم
وينصروهم من بأس الله.
فالمعنى في من قرأ بالتاء: فقد كذّبوكم بما كنتم تعبدون
بقولهم: فما تستطيعون أنتم أيها المتّخذون الشّركاء من دونه
صرفا ولا نصرا، أي: لا تستطيعون صرفا لعذاب الله «1» ولا نصرا
منه لأنفسكم، ومن قرأ:
(يستطيعون) كان على الشّركاء، أي: فما يستطيع الشّركاء صرفا
ولا نصرا لكم، وليس بالحسن أن تجعل (يستطيعون) للمتّخذين
الشركاء على الانصراف من الخطاب إلى الغيبة، لأنّ قبله خطابا،
وبعده خطابا، وذلك قوله تعالى «2»: ومن يظلم منكم نذقه
[الفرقان/ 19].
ومن قرأ بالتاء تقولون: فالمعنى: كذّبوكم في قولكم: إنّهم
شركاء وإنّهم آلهة وذلك في قولهم «3»، تبرأنا إليك، ما كانوا
إيانا يعبدون [القصص/ 63].
[الفرقان: 25]
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: (ويوم تشقق) [الفرقان/ 25]
مشددة الشين، وقرأ الباقون خفيفة الشين «4».
__________
(1) كذا في ط وسقطت من م.
(2) سقطت من ط.
(3) في ط: قوله.
(4) السبعة ص 464
(5/340)
قال أبو على: المعنى: تشقق السماء وعليها
غمام، وقال: إذا السماء انشقت [الانشقاق/ 1]، فإذا انشقت
السماء فكانت وردة كالدهان [الرحمن/ 37]، وجاء في التفسير فيما
زعموا أنه تتشقق سماء سماء، ومعنى: ونزّل الملائكة إلى الأرض
كما قال: وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر/ 22]. ويجوز في تشقق
أمران: أحدهما أن يراد به الآتى، والآخر أن يكون حكاية حال
تكون، كما أنّ قوله: ربما يود الذين كفروا [الحجر/ 2] كذلك،
وكما أن قوله: وكلبهم باسط ذراعيه [الكهف/ 18]، في أنّه حكاية
حال قد مضت، فكذلك قوله تعالى «1»: هذا من شيعته وهذا من عدوه
[القصص/ 15]، وتقدير تشّقّق: تتشقق، فأدغم التاء في الشين،
لأنّ الصوت بالشين يلحق بمخارج هذه الحروف التي من طرف اللسان
وأصول الثنايا، فأدغمن فيها كما أدغمن في الضاد لما كانت كذلك،
وكما يدغم بعضهن في بعض.
ومن قال: تشقق بتخفيف الشين حذف التاء التي أدغمها من قال:
تشّقّق. قال أبو الحسن: الخفيفة أكثر في الكلام نحو: تذكّر أمة
الله، لأنّهم أرادوا الخفّة، فكان الحذف أخفّ عليهم من
الإدغام.
[الفرقان: 25]
قال: قرأ ابن كثير وحده: (وننزل الملائكة) [الفرقان/ 25] نصبا
تنزيلا منونا منصوبا وقرأ الباقون: ونزل الملائكة بنون لم يسمّ
فاعله الملائكة رفعا «2».
قال أبو علي: التنزيل: مصدر نزّل، فكما أنّ في بعض الحروف:
(ونزل الملائكة تنزيلا)، لأنّ أنزل مثل نزّل، كذلك قال
__________
(1) سقطت من ط.
(2) السبعة ص 464
(5/341)
ابن كثير: (وننزل الملائكة تنزيلا) وفي
التنزيل: وتبتل إليه تبتيلا [المزمل/ 8]، فجاء المصدر على
فعّل، ولو كان على تبتّل لكان تبتّلا، وقال «1»:
وقد تطوّيت انطواء الحضب حيث كان تطوّيت وانطويت يتقاربان حمل
مصدر ذا على مصدر ذا. فأما: (ننزل الملائكة) نصبا، فالمعنى في
(ننزل الملائكة) ونزل الملائكة واحدة. ومن قال: نزل الملائكة
فبنى الفعل للمفعول، فمن الدّلالة عليه قوله: تنزل الملائكة
والروح فيها [القدر/ 4] ف (تنزّل) مطاوع (نزّل) تقول: نزّلته
فتنزّل.
[الفرقان: 27]
قال: كلّهم قرأ: يا ليتني اتخذت [الفرقان/ 27] ساكنة الياء غير
أبي عمرو، فإنّه قرأ: (يا ليتني اتّخذت) بفتح الياء، وكذلك قال
أبو خليد عن نافع.
[قال أبو علي] «2»: إسكان الياء وتحريكها جميعا حسنان، فالأصل
التحريك، لأنّها بإزاء الكاف التي للمخاطب، إلّا أنّ حرف
اللّين تكره فيه الحركة، فلذلك أسكن من أسكن.
__________
(1) من أرجوزة لرؤبة وقبله:
عن متنه مرادة كلّ صعب وقد نسبه ابن الشجري إلى العجاج 2/ 141
وهو من شواهد سيبويه 2/ 244 كما ذكره المخصص 8/ 110 و 10/ 182
و 14/ 187 - وذكر في اللسان/ حضب/: والحضب والحضب جميعا: صوت
القوس. والحضب والحضب: الحيّات. ولهذا المعنى استشهد به في
اللسان.
وانظر ديوان رؤبة/ 16 من مجموع أشعار العرب
(2) سقطت من ط.
(5/342)
[الفرقان: 28]
قال: روى عبيد عن أبي عمرو: يا ويلتنا [الفرقان/ 28] بفتح
التاء، وكذلك روى البزّيّ عن ابن كثير مثله، وأمال حمزة
والكسائي الألف التي بعد التاء من (يا ويلتي)، فمالت التاء
بميل الألف.
والباقون لا يميلون «1».
وقال بعض أصحاب أبي بكر: روى أبو عبد الرحمن بن اليزيدي عن
أبيه عن أبي عمرو: يا ويلتا ويا أسفا [يوسف/ 84] ممالتين قال:
وأبو عبد الرحمن ثبت فيما يرويه عن أبيه [قال أبو علي] «2»:
الإمالة وتركها حسنان، ولو قيل: إنّ ترك الإمالة أحسن لكان
قولا، وذلك أن أصل هذه الألف الياء، وكان حكمها (يا ويلتي ويا
حسرتي) فأبدل
من الكسرة فتحة، ومن الياء الألف، فإنّما أبدل الألف كراهة
الياء، وفرارا منها، فإذا أمال كان عائدا إلى ما كان تركه
وآخذا بما رفضه، ألا ترى أن الإمالة إنما هي تقريب الألف من
الياء وانتحاء بها نحوها، والإمالة إنّما تكون في الألف بأن
تنحو بالفتحة التي قبل الألف نحو الكسر، فتميل الألف لذلك نحو
الياء، وذلك نحو عابد وعماد، فإذا كان قبل الألف هاء مفتوحة
فمن العرب من يميل الحرف الذي قبل الهاء، وذلك لأنّ الهاء لمّا
كانت خفية لم يعتد بها، كما لم يعتدّ بها في نحو: ردّها،
ففتحها الجميع فيما يرويه من يسكن إليه، لأنّه لخفاء الهاء
كأنّه قال ردّا، وذلك قولهم: «يريد أن ينزعها»، «ويريد أن
يضربها» فيميل قبل الألف فتحتى الحرفين لخفاء الهاء.
[المؤمنون: 30]
قال: وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: إن قومي اتخذوا [الفرقان/
30] محركة الياء، ابن أبي بزة عن ابن كثير: قومي
__________
(1) السبعة ص 464.
(2) سقطت من ط.
(5/343)
اتخذوا بفتح الياء، وقرأت على قنبل عن
القوّاس عن أصحابه عن ابن كثير: (قومي اتّخذوا) بسكون الياء،
وقال لي قنبل: كان البزّي ينصب الياء، فقال لي القوّاس: انظر
في مصحف أبي الإخريط «1» كيف هي في نقطها؟ فنظرت فإذا هو قد
كان نقطها بالفتح ومحاه.
وقال عبيد عن شبل عن ابن كثير وأهل مكة: (إنّ قومي اتّخذوا)
بسكون الياء. وقال محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير بالإسكان
أيضا في قوله: (إن قومي اتخذوا). وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة
والكسائي: (إن قومي اتخذوا) بإسكان الياء «2».
قال أبو علي: الإسكان والتحريك في قياس العربية والاستعمال
حسنان.
[الفرقان: 48]
عبيد عن هارون عن أبي عمرو: (نشرا) و (نشرا) [الفرقان/ 48]
بالتثقيل والتخفيف عاصم: بشرا بالباء ساكنة الشين والباء
مضمومة «3». وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير (نشرا) بضم النون
والشين- وقرأ حمزة والكسائي: (نشرا) بفتح النون وسكون الشين
«4».
__________
(1) هو وهب به واضح أبو الإخريط، ويقال: أبو القاسم المكي،
مقرئ أهل مكة، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن محمد القوّاس،
وأحمد البزي. قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي: انتهت اليه
رئاسة الإقراء بمكة، وقال ابن مجاهد قال لي قنبل: كان البزي
ينصب الياء ... الخ الخبر.
وقال القصاع: مات سنة تسعين ومائة قرأت ذلك بخطه.
انظر غاية النهاية في طبقات القراء 2/ 361.
(2) السبعة ص 465.
(3) في م: والنون مضمومة، وهو سهو لأن الحديث عن قراءة «بشرا»
بالباء لا بالنون
(4) السبعة ص 465
(5/344)
(وهو الذي يرسل الرياح نشرا)، [الفرقان/
48] فنشرا جمع ريح نشور، فالتخفيف في «1» نشر، على قول من قال
في كتب:
كتب، والتثقيل على قول من جاء به على الأصل، ولم يخفّف، ومعنى
النشور: التي تحيا، من نشر الميّت. كأنّها تثير الغيم فيمطر
فتجيء به البلاد الميتة، ويدلّ على وصفها بالحياة قول المرّار:
وهبت له ريح الجنوب وأحييت ... له ريدة يحيي المياه نسيمها
«2» وقول عاصم: بشرا بالباء كأنّها «3» جمع ريح (بشور) أي
تبشّر بالغياث في قوله: الرياح مبشرات أي: مبشرات بالغيث
المحيي البلاد، وبشرا قد مرّ. وقول حمزة والكسائي: (نشرا)
نشرا: مصدر واقع موقع الحال، تقديره: يرسل الرّياح حياة، أي:
تحيا «4» بها البلاد الميتة.
[الفرقان: 50]
وقرأ حمزة والكسائي (ولقد صرفناه بينهم ليذكروا) [الفرقان/ 50]
خفيفة ساكنة الذّال، وقرأ الباقون: ليذكروا مشدّدة الذال «5».
قال أبو علي: (ليذكروا) أي: ليتفكّروا في قدرة الله تعالى،
وموضع نعمته عليهم: بما أحيا به بلادهم من الغيث. وقول حمزة:
__________
(1) البيت للمرار الفقعسي سبق في 2/ 380
(2) في م: عن بدل في
(3) في ط: كأن.
(4) في ط: يحيى.
(5) السبعة ص 465.
(5/345)
يذكر في معنى يتذكر وقد جاء إنها تذكرة،
فمن شاء ذكره، [عبس/ 11/ 12] وهما بمعنى، إلّا أنّ التفعل في
التذكر والنظر أكثر، ويدلّك على أنّهما بمعنى قوله تعالى «1»:
خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه [البقرة/ 63] وزعموا أن
في حرف عبد الله: (وتذكّروا ما فيه).
[الفرقان: 60]
واختلفوا «2» في الياء والتاء من قوله تعالى «3»: لما تأمرنا
[الفرقان/ 60]. فقرأ حمزة والكسائي: (لما يأمرنا) بالياء وقرأ
الباقون: تأمرنا بالتاء «4».
قال أبو علي: قوله تعالى «5»: أنسجد لما تأمرنا [الفرقان/ 60]
كأنّهم تلقّوا أمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرّدّ،
وزادهم أمره عليه السلام إياهم بالسجود نفورا عمّا أمروا به في
ذلك. ومن قرأ بالياء فالمعنى: أنسجد لما يأمرنا محمد [صلّى
الله عليه وآله وسلّم] «6» بالسجود له على وجه الإنكار منهم
لذلك، ولا يكون على: أنسجد لما يأمرنا الرحمن بالسجود له،
لأنّهم أنكروا الرحمن تعالى «7» بقولهم: وما الرّحمن؟ فإنّما
المعنى: أنسجد لما يأمرنا محمد [صلّى الله عليه وآله وسلّم]
«8» بالسجود له.
[الفرقان: 61]
اختلفوا في كسر السين وإثبات الألف وضمها وإسقاط الألف
__________
(1) السبعة ص 465 - 466.
(2) في ط: اختلفوا.
(3) في ط: عز وجل.
(4) السبعة ص 466
(5) سقطت من ط.
(6) سقطت من ط.
(7) سقطت من ط.
(8) سقطت من ط.
(5/346)
من قوله تعالى «1»: سراجا [الفرقان/ 61]
فقرأ حمزة والكسائي:
(سرجا) بضم السين وضم الراء وإسقاط الألف. وقرأ الباقون:
سراجا بكسر السين وإثبات الألف «2».
قال أبو علي: حجّة قوله: سراجا والإفراد قوله تعالى «3»:
وجعل فيها سراجا وقمرا [الفرقان/ 61] وحجّة حمزة والكسائي:
(سرجا)، قوله تعالى «4»: ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح
[الملك/ 5] فشبّهت الكواكب بالمصابيح، كما شبّهت المصابيح
بالكواكب في قوله تعالى «5»: الزجاجة كأنها كوكب دري [النور/
35] وإنّما المعنى: مصباح الزجاجة كأنّه كوكب درّيّ، وكذلك قول
الشاعر:
سموت إليها والنجوم كأنّها ... مصابيح رهبان تشبّ لقفّال
«6» فإن قلت: كيف يجوز أن تكون المصابيح زينة مع قوله تعالى
«7»: وجعلناها رجوما للشياطين [الملك/ 5] فالقول: إنّها إذا
جعلت رجوما لهم لم تزل فتزول زينتها بزوالها، ولكن يجوز أن
ينفصل منها نور يكون رجما للشياطين كما ينفصل من السّرج، وسائر
ذوات الأنوار ما لا يزول بانفصاله منها صورتها كما لا تزول
صورة ما ذكرنا.
__________
(1) سقطت من ط.
(2) السبعة ص 466
(3) سقطت من ط.
(4) سقطت من ط.
(5) سقطت من ط.
(6) سبق في ص 324.
انظر ديوان امرئ القيس/ 31.
(7) سقطت من ط.
(5/347)
وقرأ حمزة وحده: (لمن أراد أن يذكر)
[الفرقان/ 62] خفيفة الذال مضمومة الكاف، وقرأ الباقون: يذكر
مشددة الذال «1».
[قال أبو علي] «2»: المعنى في قراءة حمزة: أن (يذكر): يتذكر،
وقد تقدّم ذكر ذلك.
[الفرقان: 67]
اختلفوا في ضم الياء وكسر التاء وفتح الياء وضم التاء من قوله
تعالى: «3» ولم يقتروا [الفرقان/ 67]. فقرأ ابن كثير وأبو
عمرو: (ولم يقتروا) مفتوحة الياء مكسورة التاء. وقرأ عاصم
وحمزة والكسائي:
يقتروا بفتح الياء وضم التاء، وقرأ نافع وابن عامر: (يقتروا):
بضم الياء وكسر التاء، روى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم بضم
الياء وكسر التاء مثله «4».
قال أبو علي: يقال «5»: أقتر يقتر، خلاف أيسر، وفي التنزيل على
الموسع قدره وعلى المقتر قدره [البقرة/ 236] وقال الشاعر «6»:
لكم مسجدا الله المزوران والحصا ... لكم قبصه من بين أثرى
وأقترا
__________
(1) السبعة ص 466.
(2) سقطت من ط.
(3) سقطت من ط.
(4) سقطت من ط.
(5) السبعة ص 466
(6) البيت للكميت بن زيد.
انظر الإنصاف 2/ 721، والعيني 4/ 84، والأشموني 3/ 70 واللسان
(قبص) والقبص والقبص: العدد الكثير.
والبيت من شواهد تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج ص 22 وقد خرج
هناك بأوسع مما هنا فلينظر.
(5/348)
تقديره: من بين رجل أثرى ورجل أقتر، فأقام
الصفة مقام الموصوف. وفي التنزيل: ومن أهل المدينة مردوا على
النفاق [التوبة/ 101] فيجوز أن يكون على قبيل مردوا على النفاق
مثل قوله تعالى: ومن آياته يريكم البرق [الروم/ 24] فأما قتر
يقتر ويقتر فمثل: فسق يفسق ويفسق، وعكف يعكف ويعكف، وحشر يحشر
ويحشر، فمعنى لم يسرقوا: لم يخرجوا من إنفاقهم من السّطة
والاقتصاد، [ومنه:
وقد وسطت مالكا «1».
من التوسط بين الشيئين] «2» ولم يقتروا: لم يمسكوا ولم ينقصوا
عن الاقتصاد كما قال: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها
كل البسط فتقعد ملوما محسورا [الإسراء/ 29].
فأمّا من ضمّ فقال: (لم يقتروا) فكأنّه أراد: لم يفتقروا في
إنفاقهم، لأنّ المسرف مشف على الافتقار لسرفه في إنفاقه. فأمّا
من قال: (لم يقتروا) أو لم يقتروا فمعناه: لم يضيّقوا في
الإنفاق فيقصّروا عن التوسط، فمن كان في هذا الظرف «3» فهو
مذموم، كما أنّ من جاوز الاقتصاد كان كذلك، ويبين هذا قوله:
وكان بين ذلك قواما [الفرقان/ 67] أي كان إنفاقهم بين ذلك لا
إسرافا يدخل به في حدّ التبذير، ولا تضييقا يصير به في حدّ
المانع لما يجب.
__________
(1) قطعة من بيت من الرجز لغيلان بن حريث تمامه: وقد وسطت
مالكا وحنظلا وبعده: صيّابها والعدد المجلجلا.
انظر اللسان (وسط).
(2) ما بين المعقوفين سقطت من م.
(3) في ط: الطرف
(5/349)
[الفرقان: 69،
68]
اختلفوا في قوله تعالى: يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد
[الفرقان/ 69] فقرأ ابن كثير: (يضعّف- ويخلد فيه) جزما و
(يضعّف) مشددة العين بغير ألف. وقرأ عاصم
في رواية أبي بكر وابن عامر بالرفع فيهما: يضاعف له العذاب.
ويخلد غير أن ابن عامر قرأ بغير ألف وشدّد العين [وقرأ] «1»
حفص عن عاصم: ويخلد جزما مثل أبي عمرو. وقرأ حفص عن عاصم:
(فيهي مهانا) يصل الهاء بياء وكذلك ابن كثير. وقرأ نافع وأبو
عمرو وحمزة والكسائي:
يضاعف له ويخلد [الفرقان/ 69] جزما، والياء من يخلد مفتوحة.
وروى حسين الجعفي عن أبي عمرو (ويخلد) بضم الياء وفتح اللام
وهو غلط «2».
[قال أبو علي] «3»: من قال: يضاعف له ويخلد جعل قوله:
يضاعف، بدلا من الفعل الذي هو جزاء الشرط، وهو قوله: يلق أثاما
[الفرقان/ 69] وذلك أن تضعيف العذاب لقي جزاء الآثام في
المعنى، فلمّا كان إيّاه أبدله منه، كما أنّ البيعة لما كان
ضربا من الأخذ أبدل الأخذ منها في قوله:
إنّ عليّ الله أن تبايعا ... تؤخذ كرها أو تجيء طائعا
«4».
__________
(1) زيادة من السبعة.
(2) السبعة ص 467
(3) سقطت من ط.
(4) البيت في الكتاب 1/ 78 وهو من أبيات سيبويه الخمسين التي
لم يعرف قائلها. وانظر المقتضب 2/ 63، والخزانة 2/ 373،
والعيني 4/ 199، الأشموني 3/ 131.
(5/350)
ومثل ذلك في البدل من جزاء الشرط قوله:
إن يجبنوا أو يغدروا ... أو يبخلوا لا يحفلوا
«1»
يغدوا عليك مرجّلي ... ن كأنّهم لم يفعلوا
فغدوهم مرجّلين في المعنى، ترك للاحتفال، فهذا مثل إبدال يضاعف
من يلق أثاما. وقد أبدل من الشرط كما أبدل من جزائه وذلك قوله:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا
«2» فأبدل تلمم من تأتنا، لأنّ الإلمام إتيان في المعنى. ومثل
حذف جزاء الذي هو مضاف في المعنى في قوله: يلق أثاما أي جزاء
أثام قوله تعالى: ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم
[الشورى/ 22] المعنى: على جزاء ما كسبوا. وقال أبو عبيدة: يلق
أثاما، أي: عقوبة، وأنشد لمسافع العبسي «3»:
__________
(1) البيتان في الكتاب 1/ 446، وهما لبعض بني أسد وانظر
المحتسب 2/ 75 وعزاهما لشاعر جاهلي قديم وبعدهما:
كأبي براقش كلّ لو ... ن لونه يتحوّل
وذكر هذا البيت الأخير الأعلم في شرح شواهد سيبويه المسمى:
«تحصيل عين الذهب، من معدن جوهر الأدب، في علم مجازات العرب»
برواية يتخيّل بدل: يتحول.
(2) البيت في الكتاب 1/ 446 ولم ينسبه والإنصاف 2/ 583
والخزانة 3/ 660 وعزاه إلى عبد الله بن الحر.
وانظر الأشموني 3/ 131
(3) في ط: لمسافع الليثي. وفي مجاز القرآن لأبي عبيدة نسبه
لبلعاء بن قيس الكناني انظر 2/ 81
(5/351)
جزى الله ابن عروة حيث أمسى ... عقوقا
والعقوق له أثام
«1» قال: وابن عروة: رجل من بني ليث كان دلّ عليهم ملكا من
غسّان فأغار عليهم.
قال أبو علي: ويمكن أن يكون من هذا قول بشر:
فكان مقامنا ندعو عليهم ... بأبطح ذي المجاز له أثام
«2» وحكى عن أبي عمرو الشيباني: لقي أثام ذلك، أي: جزاءه.
ومن رفع فقال: (يضاعف ويخلد) لم يبدل ولكنّه قطعه ممّا قبله
واستأنف. وأمّا يضاعف و (يضعّف) فهما في المعنى سواء كما قال
سيبويه، ويقال: خلد في المكان يخلد إذا عطن «3» به أقام. وحكى
أبو زيد: أخلد به، وما حكاه عن حسين الجعفي عن أبي عمرو:
(ويخلد) بضم الياء وفتح اللّام وأنّه غلط، فإنّه يشبه أن يكون
غلطه «4» من طريق الرواية، وأمّا من جهة المعنى فلا يمتنع،
فيكون المعنى خلد هو، وأخلده الله، ويكون يخلد مثل يكرم ويعطى
في أنّه مبني من أفعل، ويكون قد عطف فعلا مبنيا للمفعول على
مثله إلّا أنّ الرّواية إذا لم تكن صحيحة لم يجز أن تنسب إلى
الذي تروى عنه.
[الفرقان: 74]
وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية حفص وابن عامر: من أزواجنا
وذرياتنا [الفرقان/ 74] جماعا وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وأبو
عمرو وحمزة والكسائي (وذرّيتنا) واحدة «5».
__________
(1) البيت في اللسان (أثم) وعزاه لشافع الليثى.
(2) البيت في اللسان (أثم)
(3) في ط: قطن.
(4) كذا في ط. وفي م: غلطا.
(5) كذا في ط وسقطت من م
(5/352)
قال أبو علي: الذرية تكون واحدة وتكون جمعا
فالدّليل على كونها للواحد قوله تعالى: قال رب هب لي من لدنك
ذرية طيبة [آل عمران/ 38] فهذا كقوله: فهب لي من لدنك وليا
يرثني [مريم/ 5] فأمّا جواز كونها للجمع فقوله: وليخش الذين لو
تركوا من خلفهم ذرية ضعافا [النساء/ 9] فمن أفرد فقال: (من
أزواجنا وذريتنا) [الفرقان/ 74] فإنّه أراد به «1» الجمع
فاستغنى عن جمعه لمّا كان جمعا، ومن جمع فكما تجمع هذه الأسماء
التي تدلّ على الجمع نحو: قوم وأقوام، ونفر وأنفار، ورهط
وأراهط. وقد جمعوا بالألف والتاء والواو والنون الجموع المكسرة
كقولهم الجزرات والطّرقات والكلابات،
وجاء في الحديث: صواحبات يوسف
«2» وقال العجاج:
جذب الصّراريّين بالكرور «3» وإنّما الصراري جمع صرّاء. وهو
مفرد نحو: حسّان، فكسّره ككلّاب وكلاليب، لأنّ الصفة تشبّه في
التكسير بالأسماء. ويدلّ على أنّ الصرّاء واحد قول الفرزدق:
أشارب قهوة وخدين زير ... وصرّاء لفسوته بخار
«4»
__________
(1) السبعة ص 467.
(2) الحديث في صحيح البخاري انظر فتح الباري 6/ 417، 418 وانظر
مسند أحمد 6/ 96
(3) انظر ديوانه 2/ 350 واللسان (صرر) والصراري: الملاح
(4) انظر اللسان (صرر) وقال في اللسان: ولا حجة لأبي علي في
هذا البيت لأن الصراري الذي هو عنده جمع.
وانظر ديوانه 1/ 388 وفيه عصار بدل بخار. وقاله الفرزدق في
الحكم ابن الجارود. كذا في الديوان.
(5/353)
[الفرقان: 75]
اختلفوا في قوله سبحانه: ويلقون فيها [الفرقان/ 75] في ضمّ
الياء وفتح اللّام وتشديد القاف، وسكون اللّام، وتخفيف القاف.
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: ويلقون مضمومة الياء مفتوحة
اللام مشددة القاف.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: (ويلقون) مفتوحة الياء ساكنة
اللّام خفيفة القاف.
وروى أبو بكر عن عاصم: (ويلقون) مثل حمزة. وقال حفص عنه: يلقون
مشددة مثل أبي عمرو «1».
[قال أبو علي] «2»: حجّة من قال: ويلقون، قوله تعالى «3»
ولقاهم نضرة وسرورا [الإنسان/ 11] فعلى «لقّاهم» «يلقّون».
وحجّة من خفّف قوله سبحانه «4»: فسوف يلقون غيا [مريم/ 59]
ولقي: فعل متعدّ إلى مفعول واحد، فإذا نقل بتضعيف العين تعدى
إلى مفعولين فقوله: (تحيّة) المفعول الثاني من قولك لقّيت زيدا
تحيّة، فلمّا بنيت الفعل للمفعول قام أحد المفعولين مقام
الفاعل، فبقي الفعل متعديا إلى مفعول واحد.
__________
(1) السبعة ص 468
(2) سقطت من ط.
(3) سقطت من ط.
(4) سقطت من ط.
(5/354)
|