الحجة للقراء السبعة

 [بسم الله] «1»:

ذكر اختلافهم في سورة القصص
قال سبحانه «2»: طسم وقد ذكرت «3».

[القصص: 6]
اختلفوا في النون والياء من قوله جلّ وعز «4»: ونري فرعون وهامان وجنودهما [القصص/ 6] ورفع الأسماء ونصبها. فقرأ حمزة والكسائي: (ويرى فرعون) بالياء ورفع الأسماء بعده.
وقرأ الباقون بالنون: ونري ونصب الأسماء بعده «5».
[قال أبو علي] «6»: حجّة نري أنّ ما قبله للمتكلم، فينبغي أن يكون ما بعده أيضا كذلك، ليكون الكلام على «7» وجه واحد، لأنّ فرعون يرى ذلك.
__________
(1) سقطت من ط.
(2) سقطت من ط.
(3) السبعة ص 492 وانظر أول سورة الشعراء.
(4) في ط: تعالى.
(5) السبعة ص 492.
(6) سقطت من ط.
(7) في ط: من.

(5/411)


وحجّة (يرى) أنّ فرعون وحزبه يرون ذلك، ويعلم أنّهم يرونه إذا أروه. وهي فيما زعموا قراءة الأعمش.

[القصص: 8]
اختلفوا في قوله جلّ وعزّ: وحزنا [القصص/ 8] في فتح الحاء وضمها.
فقرأ حمزة والكسائي: (وحزنا) بضم الحاء، وقرأ الباقون وحزنا بفتحتين «1».
[قال أبو علي] «2»: الحزن والحزن: لغتان مثل: العجم والعجم، والعرب والعرب، وهما مطّردان «3» في هذا النحو.

[القصص: 23]
اختلفوا في قوله جلّ وعزّ «4»: (حتى يصدر الرعاء) [القصص/ 23] في فتح الياء وضمّها.
فقرأ أبو عمرو وابن عامر: (حتّى يصدر) بنصب الياء ورفع الدال من صدرت. وقرأ الباقون: حتى يصدر برفع الياء وكسر الدال من أصدرت «5».
[قال أبو علي] «6»: (حتّى يصدر الرّعاء): حتّى يرجعوا من سقيهم، وفي التنزيل: يومئذ يصدر الناس أشتاتا [الزلزلة/ 6]، فمن قرأ «7»: (حتّى يصدر الرّعاء) أراد: حتّى يصدروا مواشيهم من
__________
(1) السبعة ص 492.
(2) سقطت من ط.
(3) في ط: يطردان.
(4) في ط: تعالى.
(5) السبعة ص 492.
(6) سقطت من ط.
(7) في ط: قال.

(5/412)


وردهم، فحذف المفعول، وحذف المفعول كثير في التنزيل وفي سائر الكلام، قال سبحانه «1»: لينذر بأسا شديدا [الكهف/ 2]، فحذف أحد المفعولين اللّذين ثبتا في قوله سبحانه «2»، فقل أنذرتكم صاعقة [فصلت/ 13] والمفعول المحذوف إنّما هو لتنذر الناس، أو المبعوث إليهم، وقال الشاعر:
لا يعدلنّ أتاويّون تضربهم ... نكباء صرّ
«3» بأصحاب المحلّات [أي أحدا] «4».

[القصص: 29]
اختلفوا في ضمّ الجيم وكسرها وفتحها «5» من قوله تعالى: (جذوة) [القصص/ 29].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي: (أو جذوة) بكسر الجيم.
وقرأ عاصم وحده: جذوة بفتح الجيم، وقرأ حمزة بضمّ الجيم «6».
[قال أبو علي] «7»: هذه لغات في الكلمة، قال أبو عبيدة:
__________
(1) سقطت من ط.
(2) سقطت من ط.
(3) سبق في 1/ 37، ويرفع: صرّ، وجاء في م: صرّ بتنوين الجرّ، وهو سهو، فصرّ صفة للنكباء، وحقها الرفع.
(4) كذا في ط وسقطت من م.
(5) سقطت كلمة: «فتحها» من (م) وهي في (ط) والسبعة.
(6) السبعة ص 493.
(7) سقطت من (ط).

(5/413)


الجذوة مثل الجذمة وهي: القطعة الغليظة من الخشب ليس فيها لهب، قال ابن مقبل:
باتت حواطب ليلى يلتمسن لها ... جزل الجذا غير خوّار ولا دعر
«1» وذكر أبو عبيدة المكسورة منها.

[القصص: 32]
اختلفوا في فتح الرّاء وضمّها من قوله عزّ وجلّ: الرهب [القصص/ 32].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (من الرّهب) بفتح الراء والهاء.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي وابن عامر:
(الرّهب) مضمومة الراء ساكنة الهاء، وروى هبيرة عن حفص عن عاصم: (الرّهب) بفتح الراء والهاء، وهو غلط، وروى عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم: من الرهب مفتوحة الراء ساكنة الهاء وهو الصواب «2».
أبو عبيدة، جناحا الرجل يداه، والرّهب: الرّهبة، وهو الخوف «3».
__________
(1) الحواطب: النساء اللواتي يجمعن الحطب- والجزل: الحطب الغليظ القوي- والجذا: أصول الشجر العظام التي بلي أعلاها وبقي أسفلها واحدتها جذاة- والخوار: الحطب الضعيف السريع الاستيقاد- والدعر: الحطب البالي النخر- الكامل 2/ 153 المخصص 11/ 23 اللسان/ دعر- جذا/ ديوانه/ 91.
ومجاز القرآن 2/ 102 - 103.
(2) السبعة ص 493.
(3) انظر مجاز القرآن 2/ 104.

(5/414)


قال: (واضمم إليك جناحك من الرهب) [القصص/ 32] لمّا جاء فخرج منها خائفا يترقب [القصص/ 21]، ولا تخف نجوت من القوم الظالمين [القصص/ 25] وقال: إني أخاف أن يكذبون [الشعراء/ 12]، وقال: لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى [طه/ 46]. وقال: إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى طه/ 45]، وقال: فأوجس في نفسه خيفة موسى [طه/ 67] وقال: لا تخاف دركا ولا تخشى [طه/ 77]، فأضاف عليه السلام الخوف في هذه المواضع إلى نفسه، أو نزل منزلة من أضافه إلى نفسه، قيل له:
اضمم إليك جناحك من الرهب [القصص/ 32] فأمر بالعزم على ما أريد له ممّا أمر به وحضّ على الجدّ فيه، لئلّا يمنعه من ذلك الخوف والرهبة الذي قد تغشّاه «1» في بعض الأحوال، وأن لا يستشعر ذلك، فيكون مانعا له مما أمر بالمضاء فيه، وقال تعالى «2»: سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا [القصص/ 35]، فكما أنّ الشد هاهنا ليس بخلاف الحلّ، كذلك الضم في قوله: واضمم إليك جناحك ليس يراد به الضّمّ المزيل للفرجة، والخصاصة «3» بين الشيئين، وكذلك قول الشاعر «4»:
__________
(1) في (ط): يغشاه.
(2) سقطت من ط.
(3) في (م) الحصامة وهي تحريف، وما أثبتناه من (ط) وهو الصواب، والخصاصة كما في اللسان/ خصص/: وخصاص المنخل والباب والبرقع وغيره: خلله، واحدته خصاصة.
(4) ينسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. والحيزوم: الصدر- وقيل:
وسطه، انظر اللسان مادة/ حزم/ والبيت مع آخر في الكامل للمبرد ص 1121

(5/415)


أشدد حيازيمك للموت ... فإن الموت لاقيك
ليس يريد به الشدّ الذي هو الرّبط والضّمّ، وإنّما يريد: تأهّب له، واستعدد «1» للّقاء به، حتّى لا تهاب لقاءه، ولا تجزع من وقوعه.
فتكون بحسن «2» الاستعداد له، كمن قيل «3» فيه: حبيب جاء على فاقة، كما يروى أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قال للحسن: إنّ أباك لا يبالي أوقع على الموت، أو وقع الموت عليه وقالوا: في رأى فلان فسخ وفكّة «4»، فهذا خلاف الشّدّ والضّمّ.
ووصفوا الرأي والهمّة بالاجتماع، وألّا يكون منتشرا في نحو قوله «5»:
__________
لسيدنا علي رضي الله عنه، قال المبرد: والشعر إنّما يصح بأن تحذف «اشدد» ... ولكن الفصحاء من العرب يزيدون ما عليه المعنى، ولا يعتدون به في الوزن. اه- منه.
(1) في (ط) واستعدّ، وكلاهما صحيح.
(2) في (م): فيكون بحسب.
(3) في ط: قال وقوله: حبيب جاء على فاقة: مثل يضرب للأمر يغشاك، وبك إليه حاجة. انظر جمهرة الأمثال 1/ 365.
(4) في (م): فله، والصواب ما أثبتناه من (ط).
والفسخ: ضعف العقل والبدن. (اللسان فسخ) وفي الأساس (فكك): رجل فكاك بالكلام لا يلائم بين كلماته ومعانيه لحمقه، وفيه فكّة. وفي اللسان (فكك): في فلان فكّة، أي: استرخاء في رأيه.
(5) البيت لذي الرمة- ورواية الديوان ... تخطيت دونها بأصمع ... وفي الديوان:
وقوله حمى: يعني الحاجات لا تقرب، هي حمى- ويقال: همّ أصمع، وعزيمة صمعاء: أي: منجردة لا رجوع عنها. والمتالف: المهالك.
ديوانه 3/ 1632.

(5/416)


حمى ذات أهوال تخطّيت حوله ... بأصمع
«1» من همّي حياض المتالف وقد جاء ذكر اليدين في مواضع يراد بها: جملة ذي اليد. من ذلك قولهم: لبّيك وخير بين يديك، ومن ذلك قوله سبحانه «2»: ذلك بما قدمت يداك [الحج/ 10]، وقالوا: يداك أوكتا وفوك نفخ «3». فهذا يقال عند تفريع الجملة، قال «4»:
فزاريا أحذّ يد القميص فنسب الخيانة إلى اليد، وهي للجملة، وعلى هذا نسب الآخر الإغلال إلى الإصبع فجعلها بمنزلة اليد فقال:
... ولم يكن ... للغدر خائنة مغلّ الإصبع
«5»
__________
(1) في (م) بأجمع والرواية ما أثبته من (ط) والديوان.
(2) سقطت من (ط).
(3) من أمثال العرب يضرب لمن يجني على نفسه الحين.
انظر مجمع الأمثال 2/ 414 للميداني.
(4) عجز بيت للفرزدق وصدره:
أأطعمت العراق ورافديه أراد: أنه قصير اليدين عن نيل المعالي، كالبعير الأحذّ، وهو الذي لا شعر لذنبه. قال المبرد: العراقان: البصرة والكوفة، والرافدان: دجلة والفرات.
انظر: الحيوان 5/ 197، 6/ 150 الكامل 3/ 83. وديوان الفرزدق 2/ 487.
(5) تمام البيت:
حدّثت نفسك بالوفاء ولم تكن ... للغدر خائنة مغلّ الإصبع
وهو رابع أبيات في الكامل 1/ 463 (ط. مؤسسة الرسالة).
وفي الجمهرة 1/ 286 أنه لسلمى الجهنية- وفي الكامل ورغبة الآمل 4/ 36

(5/417)


وقال أبو عبيدة: جناحا الرجل: يداه «1»، وقد ذكر أن غيره قال في قوله: واضمم إليك جناحك [القصص/ 32]: إنّه العضد.
وقول أبي عبيدة: أبين عندنا، ويدلّ على قول من قال: إنّه العضد، [أن العضد] «2» قد قام مقام الجملة في قوله تعالى «3»: سنشد عضدك بأخيك [القصص/ 35]، واليد في هذا المعنى أكثر وأوسع، وقد جاء الاسم المفرد يراد به التثنية، وأنشد أبو الحسن «4»:
يداك يد إحداهما الجود كلّه ... وراحتك الأخرى طعان تغايره
«5» المعنى: يداك يدان، بدلالة قوله: إحداهما، ولأنّك إن جعلت يدا مفردا [بقيت لا يتعلق بها شيء] «6».
ومن وقوع التثنية بلفظ الإفراد ما أنشده أبو الحسن «7»:
__________
أن قائله رجل كلابي يخاطب رجلا من اليمامة يقال له قرين كان قتل أخاه وكان الكلابي نزل في جوار أخي قرين وقبله:
أقرين إنّك لو رأيت فوارسي ... بعمايتين إلى جوانب ضلفع
وفلان مغلّ الإصبع: إذا كان خائنا. وإصبع: اسم جبل.
انظر تهذيب اللغة للأزهري 2/ 52.
(1) مجاز القرآن 2/ 104.
(2) سقطت من ط.
(3) سقطت من ط.
(4) البيت للفرزدق ورواية الديوان له:
يداك يد إحداهما النّيل والنّدى ... وراحتها الأخرى طعان تعاوره
انظر ديوانه 1/ 342.
(5) في ط: تقامره.
(6) في ط: بقي لا يتعلق به شيء.
(7) البيت لامرئ القيس:

(5/418)


وعين لها حدرة بدرة ... شقّت مآقيهما من أخر
فيجوز على على هذا القياس في قوله: واضمم إليك جناحك أن يراد بالإفراد التثنية، كما أريد بالتثنية الإفراد في قوله «1»:
فإن تزجراني يا بن عفّان أنزجر ...
ومن الناس من يحمل قوله [جلّ وعزّ]: «2» ألقيا في جهنم كل كفار عنيد [ق/ 24] عليه.

[القصص: 32]
اختلفوا في تشديد النون وتخفيفها من قوله جلّ وعزّ: فذانك [القصص/ 32].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو (فذانّك) مشدّدة النون.
عليّ بن نصر عن أبي عمرو: يخفف ويثقّل، وروى نصر بن علي عن أبيه عن شبل عن ابن كثير: (فذانيك) خفيفة النون بياء.
وقرأ الباقون: فذانك خفيفة «3».
__________
و «حدرة بدرة» يعني: مكتنزة صلبة ضخمة، بدرة: أي: تبدر بالنظر، وشقّت مآقيهما: أي تفتحت فكأنها انشقت، وقوله: من أخر: أي: من مآخير العين ديوانه/ 166 وانظر المنصف 1/ 68، وابن الشجري 1/ 122، و 123 و 251.
(1) صدر بيت لسويد بن كراع عجزه:
وإن تدعاني أحم عرضا ممنّعا
وهو من شواهد البغدادي في شرح أبيات المغنى 6/ 163، وفي شرح القصائد السبع ص 16 مع بيت آخر، وانظر السمط 943، وشرح شواهد الشافية ص 483، والشطر الشاهد في المخصص ج 1 الشطر الثاني ص 5.
(2) سقطت من ط.
(3) ف ط: خفيفا. وفي السبعة ص 493 كما هو مثبت.

(5/419)


[قال أبو علي] «1»: وجه ما روى من قوله تعالى «2»: (فذانيك) أنّه أبدل من النون الثانية الياء كراهية التضعيف، وحكى أحمد بن يحيى: لا وربيك ما أفعل، يريد: لا وربّك، وأنشد أبو زيد «3»:
فآليت لا أشريه حتى يملّني ... بشيء ولا أملاه حتّى يفارقا
يريد: لا أملّه، فأبدل من التضعيف الألف، كما أبدل منه الأوّل الياء، وقيل في قوله تعالى «4»: ثم ذهب إلى أهله يتمطى [القيامة/ 33]، أي يتمطط من المطيطياء ويجوز أن يكون: يتمطّى يتكفّى في مشيته، فيجري «5» فيها مطاه، وهو الظهر، فيكون يتفعّل:
من المطا ولا يكون على القلب، ووجه التثقيل، قد مرّ فيما تقدّم.

[القصص: 34]
قرأ نافع وحده: (ردا) [القصص/ 34] غير مهموز منون، وهمزه كلّهم غير نافع فإنّه لم يهمزه، وفتح الدال وأسكنها الباقون «6».
أبو عبيدة: الردء: المعين، يقال: أردأته بشيء على عدوّه، وعلى ضيعته أي: أعنته «7».
[قال أبو علي] «8»: أمّا قول نافع: فإنّه خفّف الهمزة، وكذلك
__________
(1) سقطت من ط.
(2) سقطت من ط.
(3) سبق انظر 1/ 208.
(4) سقطت من ط.
(5) في ط: فيحرك.
(6) السبعة ص 494 وهناك اختلاف يسير.
(7) مجاز القرآن 2/ 104.
(8) سقطت من ط.

(5/420)


حكم الهمزة إذا خفّفت وكان قبلها ساكن أن تحذف، وتلقى حركتها على الساكن الذي قبلها، وهكذا قرأ أهل التخفيف «1»: (الذي يخرج الخب في السموات والأرض) [النمل/ 25]، فمن آثر منهم التخفيف قال كما قال نافع، وقد جاء في بعض القوافي في الردء: الرّدّ، ذلك على أنّه خفّف الهمزة، وألقى حركتها على ساكن «2» قبلها، ثم وقف بعد التخفيف على الحرف فثقّل كما يثقّل هذا فرجّ، وهذا خالد، فيضعف الحرف للوقف، ثم يطلق كما أطلق نحو «3»:
سبسبّا «4» ... والقصبّا «5».
وحكى أبو الحسن: (ردّا) وحمله على أنّه فعل من (رددت) أي يردّ عنّي.

[القصص: 34]
اختلفوا في ضمّ القاف وإسكانها من قوله جلّ وعزّ: يصدقني [القصص/ 34] فقرأ عاصم وحمزة يصدقني بضم القاف. وقرأ الباقون (يصدّقني)، ساكنة القاف «6».
قال أبو علي: وجه الرفع في يصدقني أنّه صفة للنّكرة، وتقديره: ردءا مصدقا، وسأل ربّه إرساله بهذا الوصف، ومن جزم كان على معنى الجزاء، إن أرسلته صدّقني، وهو جيّد في المعنى، لأنّه إذا أرسله معه صدّقه.
__________
(1) انظر فهارس سيبويه للأستاذ النفاخ ص 36.
(2) في ط: الساكن.
(3) كذا في ط وسقطت من م.
(4) من قول رؤبة سبق في 1/ 65 و 410.
(5) من قول رؤبة سبق في 2/ 363.
(6) السبعة ص 494.

(5/421)


[القصص: 37]
قال: قرأ ابن كثير وحده: (قال موسى) [القصص/ 37] بغير واو، وكذلك في مصاحف أهل مكة. وقرأ الباقون: وقال موسى بالواو، وكذلك في مصاحفهم «1».
[قال أبو علي] «2»: قد مضى القول في نحو هذا قبل.
[القصص: 37]
اختلفوا في الياء والتاء، من قوله جلّ وعزّ «3»:
ومن تكون له عاقبة الدار [القصص/ 37].
فقرأ حمزة والكسائي: (ومن يكون) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء «4».
الياء والتاء في هذا النحو حسنان [وقد مضى ذلك] «5».

[القصص: 39]
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم: أنهم إلينا لا يرجعون [القصص/ 39] برفع الياء، وقرأ نافع وحمزة والكسائي:
(لا يرجعون) بفتح الياء «6».
[قال أبو علي] «7»: حجّة الفتح قوله: وإنا إليه راجعون [البقرة/ 156]، وحجّة الضّمّ: ولئن رددت إلى ربي [الكهف/ 36] وقوله: ثم ردوا إلى الله [الأنعام/ 62] [وقوله: فارجعنا نعمل صالحا [السجدة/ 12] «8».
__________
(1) السبعة 494.
(2) سقطت من ط.
(3) في ط: تعالى.
(4) السبعة ص 494.
(5) كذا في ط وسقطت من م.
(6) السبعة ص 494.
(7) سقطت من ط.
(8) ما بين المعقوفين سقط من م.

(5/422)


[القصص: 48]
اختلفوا في قوله تعالى: (قالوا ساحران تظاهرا) [القصص/ 48] في الألف وإسقاطها، فقرأ عاصم وحمزة والكسائي: قالوا سحران ليس قبل الحاء ألف، وقرأ الباقون: (ساحران) بألف قبل الحاء «1».
[قال أبو علي] «2»: حجّة من قال: (ساحران) أنّه قال:
تظاهرا، والمظاهرة: المعاونة، وفي التنزيل: وإن تظاهرا عليه [التحريم/ 4]، والمعاونة إنّما تكون في الحقيقة للساحرين لا للساحرين.
ووجه من قال: سحران أنّه نسب المعاوية إلى السحرين على الاتساع، كأنّ المعنى: كلّ سحر منهما يقوّي الآخر. [لأنّهما تشابها واتفقا ونحو ذلك] «3».
وممّا يقوّي ذلك قوله سبحانه «4»: قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما [القصص/ 49] على الكتابين اللّذين قالوا فيهما سحران.
ومن قال: (ساحران) قال: المعنى هو أهدى من كتابيهما، فحذف المضاف، وزعموا أن سحران قراءة الأعمش.

[القصص: 57]
اختلفوا في الياء والتاء من قوله جلّ وعزّ «5»: (تجبى إليه ثمرات) [القصص/ 57].
__________
(1) السبعة ص 495.
(2) سقطت من ط.
(3) كذا في ط وسقطت من م.
(4) سقطت من ط.
(5) في ط: تعالى.

(5/423)


فقرأ نافع وحده: (تجبى إليه) بالتاء، [وقرأ الباقون بالياء] «1».
قال أبو علي: تأنيث ثمرات تأنيث جمع، وليس بتأنيث حقيقي، فإذا كان كذلك كان بمنزلة الوعظ، والموعظة والصوت، والصيحة إذا ذكّرت كان حسنا، وكذلك إذا أنّثت.

[القصص: 60]
قرأ أبو عمرو وحده: (أفلا يعقلون) وتعقلون بالتاء والياء [القصص/ 60] وقرأ الباقون «2»: بالتاء.
[قال أبو علي] «3»: حجّة التاء قوله: وما أوتيتم من شيء أفلا تعقلون [القصص/ 60] ليكون الكلام وجها واحدا.
والياء: أفلا يعقلون يا محمّد.

[القصص: 82]
قال: وقرأ عاصم في رواية حفص: (لخسف بنا) نصبا [القصص/ 82] وكذلك روى علي بن نصر عن أبان عن عاصم مثله «4»، وقرأ الباقون، وأبو بكر عن عاصم (لخسف بنا) بضم الخاء «5».
قال أبو علي [من قال] «6»: لخسف بفتح الخاء فلتقدم [ذكر الله تعالى] «7»: لولا أن من الله علينا لخسف بنا [القصص/ 82]،
__________
(1) سقطت من ط. وهي في السبعة ص 495.
(2) في (م) الباقون. وسقطت العبارة من السبعة انظر ص 495.
(3) سقطت من ط.
(4) في ط: مثله نصبا.
(5) السبعة ص 495.
(6) كذا في ط وسقطت من م.
(7) في ط: ذكر اسم الله عز وجل.

(5/424)


ومن قال: (لخسف بنا) فبنى الفعل للمفعول، فإنّه يول إلى الخسف في المعنى.

[القصص: 71]
قال: قرأ ابن كثير: (بضئاء) «1» [القصص/ 71] بهمزتين، كذا «2» قرأت على قنبل، وهو غلط «3».
وروى ابن فليح والبزيّ عن ابن كثير بغير همز، وهو الصواب.
وقد ذكرنا القول [فيما تقدّم فيه] «4».
__________
(1) في الأصل (ضئاء) وهي من سورة يونس/ 10 المتقدمة، والتي أشار إليها المصنف، وقد أثبتنا ما في سورة القصص، وهو الوجه.
(2) في ط: هكذا.
(3) أي: في الرواية.
(4) في ط: في هذا فيما تقدم. وانظر السبعة ص 495.

(5/425)