الحجة للقراء السبعة ذكر اختلافهم في
سورة: إذا الشمس كورت
[التكوير: 12، 10، 6]
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: سجرت [6] خفيفة، ونشرت [10] مشدّدة،
وسعرت [12] خفيفة.
نافع وابن عامر وحفص عن عاصم: سجرت مشدّدة ونشرت خفيفة وسعرت
مشدّدة. حمزة والكسائي: سجرت، ونشرت جميعا بالتشديد وسعرت
خفيفة. عاصم في رواية أبي بكر: سجرت «1»، ونشرت، وسعرت خفيفات.
حجّة: سجرت قوله: والبحر المسجور «2» [الطور/ 6]، وقيل في
المسجور: إنه الفارغ والممتلئ، ومن الممتلئ قول النمر في صفة
وعل «3»:
__________
(1) في السبعة (سجّرت) مشدّدة.
(2) السبعة 673.
(3) هو النمر بن تولب وقوله مسجورة: يريد عينا كثيرة الماء إذا
شاء هذا الوعل طالع مسجورة .. ومسجورة: أي مملوءة من صيف أو من
خريف فلن يعدم الوعل ريّا على كل حال. انظر مجاز القرآن 2/
230، والخزانة 4/ 434، وشرح أبيات المغني 1/ 380، 382.
(6/379)
إذا شاء طالع مسجورة يرى حولها النبع
والسّاسما وحجّة تشديد نشرت قوله: أن يؤتى صحفا منشرة [المدثر/
52]، وحجّة سعرت في التخفيف قوله: وكفى بجهنم سعيرا [النساء/
55]، وقوله: سعيرا فعيل في معنى مفعول، وهذا إنما يجيء من فعل.
وقول ابن عامر ورواية حفص سجرت فلأن الفعل مسند إلى ضمير كثرة
فهو من باب: غلقت الأبواب [يوسف/ 23]. وحجّة:
نشرت خفيفة قوله: في رق منشور [الطور/ 3]. وحجّة: سعرت مشدّدة
قوله: كلما خبت زدناهم سعيرا [الإسراء/ 57]، فهذا يدلّ على
كثرة وشيء بعد شيء، فحقّه التشديد.
وقول حمزة والكسائي في: سجرت ونشرت قد ذكر، وكذلك الحجّة لقول
عاصم في رواية أبي بكر.
[التكوير: 24]
قال: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: بظنين [التكوير/ 24]
بالظاء، وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة: بضنين بالضاد «1».
قال أبو علي: معنى بظنين أي: بمتّهم، وهو من ظننت التي بمعنى:
اتهمت، ولا يجوز أن تكون هي المتعدية إلى مفعولين، ألا ترى أنه
لو كان منه لوجب أن يلزمه مفعول منصوب؟ لأن المفعول الأول كان
يقوم مقام الفاعل إذا تعدّى الفعل إلى المفعول الأول، فلا
__________
(1) السبعة 673.
(6/380)
بدّ من ذكر الآخر، وفي أن لم يذكر الآخر
دلالة على أنه من ظننت التي معناها: اتهمت، وعلى هذا قول عمر:
أو ظنين في ولاء «1». وكان النبيّ صلى الله عليه يعرف بالأمين
وبذلك وصفه أبو طالب في قوله «2»:
إنّ ابن آمنة الأمين محمدا ومن قال: بضنين فهو من البخل،
قالوا: ضننت أضنّ، مثل:
مذلت أمذل، وهو مذل ومذيل، وطبّ يطبّ فهو طبيب، والمعنى: إنه
يخبر بالغيب فيبثّه ولا يكتمه، كما يمتنع الكاهن من إعلام ذلك
حتى يأخذ عليه حلوانا.
__________
(1) ورد في الحديث الذي رواه الترمذي عن عائشة برقم 2299: «لا
تجوز شهادة خائن ولا خائنة .. ولا ظنين في ولاء ولا قرابة».
(2) سبق في ج 1/ 339.
(6/381)
ذكر اختلافهم في:
إذا السماء انفطرت
[الانفطار: 7]
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: فعدلك [7] بالتشديد.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: فعدلك خفيفة «1».
قال أبو علي: معنى عدّلك: عدّل خلقك، فأخرجك في أحسن تقويم،
وهيّأ فيك بلطف الخلقة وتعديلها، ما قدرت به على ما لم يقدر
عليه غيرك.
ومعنى التخفيف: عدل بعضك ببعض، فكنت معتدل الخلقة متناسبها فلا
تفاوت فيها.
[الانفطار: 17]
ابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي: وما أدراك* [17] بكسر
الراء.
نافع بين الكسر والتفخيم، ابن كثير وعاصم: يفخم. الكسائي عن
أبي بكر عن عاصم بكسر الراء «2».
__________
(1) السبعة 674.
(2) السبعة 674 مع اختلاف في التفصيل.
(6/382)
قد مضى القول في ذلك ونحوه في غير موضع.
[الانفطار: 19]
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: يوم لا تملك [الانفطار/ 19] بضمّ
الميم. وقرأ الباقون: يوم لا تملك بفتح الميم «1».
وجه الرفع في قوله: يوم لا تملك أنه خبر ابتداء محذوف، لما
قال: وما أدراك ما يوم الدين [الانفطار/ 17]، قال: يوم لا تملك
نفس.
أما النصب، فإنه لمّا قال: وما أدراك ما يوم الدين فجرى ذكر
الدين وهو الجزاء، قال: يوم لا تملك أي: الجزاء يوم لا تملك،
فصار يوم لا تملك خبر الجزاء المضمر لأنه حدث، فتكون أسماء
الزمان خبرا عنه، ويقوّي ذلك قوله: اليوم تجزى كل نفس بما كسبت
[غافر/ 17].
ويجوز النصب على أمر آخر وهو أن اليوم لما جرى في أكثر الأمر
ظرفا ترك على ما كان يكون عليه في أكثر أمره، ومن الدليل على
ذلك ما اجتمع عليه القرّاء والعرب في قولهم: منهم الصالحون
ومنهم دون ذلك [الأعراف/ 168]، وقوله: وأنا منا الصالحون ومنا
دون ذلك [الجن/ 17] ولا يرفع دون ذلك أحد من العرب ولا من
القرّاء فيما قال أبو الحسن، وممّا يقوّي النصب في ذلك قوله:
وما أدراك ما القارعة، يوم يكون الناس [القارعة/ 3، 4]، وقوله:
يسألون أيان يوم الدين [الذاريات/ 12] ثم قال: يوم هم على
النار يفتنون [الذاريات/ 13]. والنصب في قوله: يوم لا تملك نفس
مثل هذا ونحوه.
__________
(1) السبعة 674.
(6/383)
قال أبو الحسن: ولو رفع ذلك كلّه كان
جيّدا، قال: إلا أنّا نختار ما عليه الناس إذا كان عربيّا.
[الانفطار: 9، 8]
خارجة عن نافع ركبك كلا [الانفطار/ 8، 9] «1» مدغم.
الإدغام في ذلك حسن لاجتماع المثلين وتوالي الحركات.
__________
(1) السبعة 674 وزاد بعده: وقرأ الباقون بإظهار الكافين.
(6/384)
ذكر اختلافهم في
سورة المطففين
[المطففين: 14]
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: بل ران [14] بفتح الراء
مدغمة. وقال ابن عباس: سألت أبا عمرو فقرأ: كلا بل ران لا يكسر
الراء شبه الإدغام وليس بالإدغام، وقال
أبو ربيعة عن قنبل عن ابن كثير مدغمة، ولا أحفظه أنا. حدّثنا
الدبّاغ قال: حدّثني أبو الربيع قال: حدّثني أيوب عن عبد الملك
عن أبي عمرو: بل ران قال: هي أحبّ إليّ من الأخرى، يعني:
الكسر.
أبو بكر عن عاصم: بل ران مدغمة بكسر الراء.
حفص عن عاصم: بل يقف ثم يبتدئ، ران بفتح الراء يقطع، وهو في
ذلك يصل.
نافع: بل ران غير مدغمة فيما حدّثني به محمد بن الفرج عن محمد
بن إسحاق عن أبيه عنه وأخبرني أحمد «1» عن خلف عن إسحاق عن
نافع أنه أدغم اللام، ولفظ بالراء بين الكسر والفتح.
__________
(1) أحمد هو أستاذ ابن مجاهد أحمد بن زهير بن حرب الإمام أبو
بكر بن أبي خيثمة البغدادي انظر ترجمته في طبقات القراء ص 54.
(6/385)
خارجة عن نافع: بل ران مكسورة مدغمة.
حمزة والكسائي: أدغما اللام وكسرا الراء «1».
قال أبو علي: فتح الراء من ران حسن. وهو فيها أكثر من إمالة
الفتحة نحو الكسر، وإمالتها نحو الكسرة حسنة، وحجة ذلك أن
سيبويه قال: بلغنا عن ابن أبي إسحاق أنه سمع كثير عزة يقول:
صار مكان كذا «2»، فإذا أمال فتحة المستعلى لطلب الكسرة،
فإمالة الراء لطلبها أجدر، وإدغام اللام في الراء حسن في بل
ران لمقاربتهما وسكون اللام، وما في الراء من التكرير وإدغام
الأنقص صوتا في الأزيد حسن.
ومما يحسّن إدغام اللام في الراء أنها ساكنة، وهي أقرب الحروف
إلى اللام، وأشدّها بها شبها، فأشبها المثلين.
قال سيبويه: من لم يدغم فهي لغة لأهل الحجاز وهي عربية، قال
أبو عبيدة: ران على قلوبهم: غلب عليها، والخمر ترين على عقل
السكران، والموت يرين على الميت فيذهب به، ومن ذلك:
أصبح فلان قد رين به، أي: ذهب به الموت، قال أبو زبيد «3»:
ثمّ لمّا رآه رانت به الخمر وألّا ترينه باتّقاء
[المطففين: 26]
قال: قرأ الكسائي وحده: خاتمه مسك [المطففين/ 26] الألف قبل
التاء.
__________
(1) السبعة 675 مع اختلاف في التقديم والتأخير.
(2) انظر الكتاب 2/ 261 باب ما تمال فيه الألفات.
(3) انظر معجم التهذيب 15/ 225. تفسير القرطبي 19/ 258.
(6/386)
وقرأ الباقون: ختامه الألف بعد التاء.
قال أبو عبيدة: له ختام أي عاقبة «1». ختامه مسك، أي:
عاقبته، قال ابن مقبل «2»:
ممّا يفتّق في الحانوت ناطفها بالفلفل الجون والرّمان مختوم
وروي عن سعيد بن جبير: ختامه: آخر طعمه.
قال أبو علي: المراد بقوله: خاتمه مسك لذاذة المقطع وذكاء
الرائحة، وأرجها مع طيب الطعم، وهذا كقوله: كان مزاجها كافورا
[الإنسان/ 5]، وكان مزاجها زنجبيلا [الإنسان/ 17] أي: تحذي
اللسان. وقد أبان عن هذا المعنى سعيد بن جبير، وكذلك قول ابن
مقبل.
فأما قول الكسائي: خاتمه، فإن معناه: آخره، كما كان من قرأ:
خاتم النبيين [الأحزاب/ 40] كان معناه: آخرهم. والختام:
المصدر، والخاتم: اسم الفاعل، والخاتم: كالطّابع والتابل.
[المطففين: 18]
قال: قرأ ابن عامر: كتاب الأبرار [المطففين/ 18] بكسر الراء.
أبو عمرو وحمزة والكسائي: الأبرار* بالإمالة، وحمزة أقلّهم
إمالة «3».
__________
(1) مجاز القرآن 2/ 290.
(2) سبق انظر 1/ 292، 294.
(3) السبعة 676 وزاد بعده: وقرأ الباقون (الأبرار) بالفتح.
ونصّ ما قبله عنده: «قرأ ابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي
(الأبرار) بكسر الراء الأولى، وحمزة أقلهم إمالة».
(6/387)
قال أبو علي: الإمالة للفتحة من الأبرار
حسنة، وذلك أن المفتوحة غلبتها المكسورة، كما غلبت المستعلي في
طارد وقادر، فإذا غلبت المستعلي المفتوح، فإن تغلب فتحة الراء
أجدر، ألا ترى أن الراء ليس بمستعل، وإنما منعت الإمالة حيث
منعت لما فيها من التكرير.
قرأ ابن عامر: هل ثوب [المطففين/ 36] غير مدغمة «1».
[المطففين: 31]
إلى أهلهم انقلبوا [المطففين/ 31] برفع الهاء والميم. قال
أحمد: هذا خلاف ما أصل ابن عامر «2».
قال أبو علي: يجوز أن يكون تبع في ذلك أثرا أو أحب الأخذ
بالأمرين لاستوائهما في الجواز، فأما إدغام اللام في الثاء فإن
إدغامهما في الراء في بل ران [المطففين/ 14] أحسن من إدغامها
في الثاء، وهو مع ذلك جائز، وحكى سيبويه إدغام اللام في: هثوب
الكفار عن أبي عمرو «3»
[المطففين: 31]
قال: قرأ عاصم في رواية حفص: انقلبوا فكهين [المطففين/ 31] هذا
الحرف وحده بغير ألف، وسائر القرآن بألف.
ولم يختلف هؤلاء القراء أنها بالألف «4».
قال أبو الحسن: فاكهين* أكثر في القراءة أي: ذوو فاكهة،
__________
(1) السبعة 676: وسيأتي تفصيلها بعد.
(2) السبعة 676.
(3) انظر سيبويه 2/ 417 باب الإدغام في الحروف المتقاربة التي
هي من مخرج واحد والحروف المتقاربة مخارجها.
(4) السبعة 676.
(6/388)
وقال أبو جعفر المدني: كلّ شيء في القرآن
فكهين فأراها من فكه يفكه، قال أبو الحسن: ولم أسمعها من
العرب.
[المطففين: 36]
علي بن نصر عن هارون عن أبي عمرو: هل ثوب [المطففين/ 36] مدغم،
وكذلك يونس بن حبيب عن أبي عمرو:
هل ثوب مدغم، حمزة والكسائي: هل ثوب مدغم. الباقون لا يدغمون
إدغام اللام في الثاء لتقاربهما.
قال سيبويه: قرأ أبو عمرو: هل ثوب الكفار وإدغامها فيها حسن،
وإن كان دون إدغام اللام في الراء في الحسن لتقاربهما، وجاز
إدغامها فيها لأنه قد أدغم في الشين فيما أنشده من قوله «1»:
هشّيء بكفّيك لائق يريد: هل شيء، والشين أشدّ تراخيا عنها من
الثاء، وإنما أدغمت فيها لأنها تتصل بمخارجها لتغشّيها، وترك
الإدغام لتفاوت المخرجين.
__________
(1) جزء من بيت لطريف بن تميم العنبري وتمامه:
تقول إذا استهلكت مالا للذة فكيهة: هشّيء بكفّيك لائق وفي
اللسان برواية: «هل شيء» في مادة/ ليق/.
واستهلكت: بمعنى أتلفت وأهلكت- واللائق: المستقر المحتبس يقال:
لقت بمكان كذا أي: انحبست.
انظر سيبويه 2/ 417، والمفصل 10/ 141، 421.
(6/389)
ذكر اختلافهم في
سورة إذا السماء انشقت
[الانشقاق: 12]
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي: ويصلى سعيرا [12]
مشدّدة مضمومة الياء «1».
وقرأ عاصم وأبو عمرو وحمزة، ويصلى «2».
عباس عن خارجة عن نافع ويصلى خفيفة من أصليت، وقرأ عباس عن
أبان عن عاصم: مثله: ويصلى بضم الياء خفيف.
قال أبو علي: صلي زيد النّار، قال: وسيصلون سعيرا [النساء/ 10]
وصلّيته النار. وحجّة يصلى*: ثم الجحيم صلوه [الحاقة/ 31]،
وأصليته النار مثل: فرح وفرّحته وغرم وغرمته.
وحجة يصلى قوله سيصلى نارا [المسد/ 3]، وقوله: إلا من هو صال
الجحيم [الصافّات/ 163]، وقوله: اصلوها اليوم [يس/ 64] ثم إنهم
لصالوا الجحيم [المطففين/ 16] فهذا
أكثر في التنزيل في سائر الكلام.
__________
(1) في السبعة 677: مضمومة الياء مفتوحة الصاد مشدّدة اللام.
(2) في السبعة: بفتح الياء خفيفة.
(6/390)
[الانشقاق: 19]
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: لتركبن [الانشقاق/ 19] بفتح
الباء، وقرأ الباقون: لتركبن بضم الباء «1».
حجّة لتركبن عن ابن عباس: لتركبنّ السماء حالا بعد حال.
ابن مسعود: لتركبنّ يا محمد طبقا عن طبق، مرّة كالمهل، ومرّة
كالدّهان، نغيّرها حالا بعد حال. مجاهد: لتركبنّ أمرا بعد أمر،
قتادة:
لتركبن طبقا عن طبق يقول: حالا بعد حال، ومنزلا عن منزل.
حدّثنا أحمد بن محمد قال: حدّثنا المؤمّل قال: حدّثنا إسماعيل
عن أبي رجاء عن الحسن: لتركبن طبقا عن طبق قال: حالا عن حال
ومنزلا عن منزل.
أبو عبيدة: لتركبن طبقا عن طبق لتركبنّ سنّة من كان قبلكم «2».
قال أبو علي: من قال: لتركبن بفتح الباء أراد النبي صلى اللَّه
عليه وآله وسلم، ولتركبن للنبي وغيره، والضّمّ يأتي على معنى
المفتوحة.
وفسّروا: طبقا عن طبق حالا بعد حال، ومثل ما فسّروا من أن معنى
عن معنى بعد قول الأعشى «3»:
ساد وألفى رهطه سادة وكابرا سادوك عن كابر
__________
(1) السبعة 677.
(2) مجاز القرآن 2/ 292.
(3) الكابر: الكبير والرفيع القدر، وفي الديوان برواية « ...
وألفى قومه ... »، انظر ديوانه/ 141.
(6/391)
المعنى: كابرا بعد كابر، فعن متعلق بسادوك،
ولا يكون متعلقا بكابر وقد تبين ذلك في قول النابغة «1»:
بقيّة قدر من قدور تورّثت لآل الجلاح كابرا بعد كابر قالوا عرق
الرجل عن الحمى، أي: بعدها.
[الانشقاق: 5 - 1]
قال: حدّثني الخزّاز قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدّثنا عبيد
عن أبي عمرو أنه قرأ: إذا السماء انشقت، وأذنت لربها وحقت،
وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت وأذنت لربها وحقت
[الانشقاق/ 1، 5] يقف كأنّه يشمّها شيئا من الجرّ «2».
قال أبو علي: أشمّها الجرّ ولم يبلغ بها الياء، لأنها فواصل
والفواصل كالقوافي، ولم يسمع الإطلاق كما جاء: فأضلونا السبيلا
[الأحزاب/ 67] لأن الياء قد تحذف في الفواصل في نحو:
وبعض القوم يخلق ثم لا يفر «3»
__________
(1) البيت من قصيدة للنابغة يمدح فيها النعمان بن الجلاح
الكلبي، ديوانه/ 173.
(2) السبعة 677.
(3) سبق في 1/ 405 و 2/ 82.
(6/392)
|