المفردات في غريب القرآن كتاب الثَّاء
ثبت
الثَّبَات ضدّ الزوال، يقال: ثَبَتَ يَثْبُتُ ثَبَاتاً، قال
الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ
فِئَةً فَاثْبُتُوا [الأنفال/ 45] ، ورجل ثَبْتٌ وثَبِيتٌ في
الحرب، وأَثْبَتَهُ السقم «1» ، ويقال ذلك للموجود بالبصر أو
البصيرة، فيقال: فلان ثَابِت عندي، ونبوّة النبيّ صلّى الله
عليه وسلم ثابتة، والإثبات والتَّثْبِيت تارة يقال بالفعل،
فيقال لما يخرج من العدم إلى الوجود، نحو: أثبت الله كذا،
وتارة لما يثبت بالحكم، فيقال: أثبت الحاكم على فلان كذا
وثبّته، وتارة لما يكون بالقول، سواء كان ذلك صدقا منه أو
كذبا، فيقال: أثبت التوحيد وصدق النبوّة «2» ، وفلان أثبت مع
الله إلها آخر، وقوله تعالى:
لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ [الأنفال/ 30] ، أي:
يثبّطوك ويحيّروك، وقوله تعالى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا
[إبراهيم/ 27] ، أي: يقويهم بالحجج القوية، وقوله تعالى:
وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً
لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً [النساء/ 66] ، أي: أشد لتحصيل
علمهم. وقيل: أثبت لأعمالهم واجتناء ثمرة أفعالهم، وأن يكونوا
بخلاف من قال فيهم: وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ
فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً [الفرقان/ 23] ، يقال:
ثبَّتُّهُ، أي: قوّيته، قال الله تعالى: وَلَوْلا أَنْ
ثَبَّتْناكَ [الإسراء/ 74] ، وقال: فَثَبِّتُوا الَّذِينَ
آمَنُوا [الأنفال/ 12] ، وقال: وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ
[البقرة/ 265] ، وقال: وَثَبِّتْ أَقْدامَنا [البقرة/ 250] .
ثبر
الثُّبُور: الهلاك والفساد، المُثَابِر على الإتيان، أي:
المواظب، من قولهم: ثَابَرْتُ. قال تعالى:
دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً
واحِداً
__________
(1) قال ابن فارس: وأثبته السقم: إذا لم يكد يفارقه.
(2) راجع: بصائر ذوي التمييز 1/ 347.
(1/171)
وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً [الفرقان/ 13-
14] ، وقوله تعالى: وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ
مَثْبُوراً
[الإسراء/ 102] ، قال ابن عباس رضي الله عنه: يعني ناقص العقل
«1» . ونقصان العقل أعظم هلك. وثبير جبل بمكة.
ثبط
قال الله تعالى: فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ
الْقاعِدِينَ
[التوبة/ 46] ، حبسهم وشغلهم، يقال: ثَبَّطَه المرض
وأَثْبَطَه: إذا حبسه ومنعه ولم يكد يفارقه.
ثبا
قال تعالى: فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً
[النساء/ 71] ، هي جمع ثُبَة، أي: جماعة منفردة. قال الشاعر:
80-
وقد أغدو على ثبة كرام
«2» ومنه: ثَبَّيْتُ على فلان «3» ، أي: ذكرت متفرّق محاسنه.
ويصغر ثُبَيَّة، ويجمع على ثُبَاتٍ وثُبِين، والمحذوف منه
اللام، وأمّا ثُبَة الحوض فوسطه الذي يثوب إليه الماء،
والمحذوف منه عينه لا لامه «4» .
ثجَ
يقال: ثَجَّ الماء، وأتى الوادي بِثَجِيجِه. قال الله تعالى:
وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً
[النبأ/ 14] ، وفي الحديث: «أفضل الحجّ العجّ والثَّجُّ» «5»
أي: رفع الصوت بالتلبية، وإسالة دم الهدي.
ثخن
يقال ثَخُنَ الشيء فهو ثَخِين: إذا غلظ فلم يسل، ولم يستمر في
ذهابه، ومنه استعير قولهم:
أَثْخَنْتُهُ ضربا واستخفافا. قال الله تعالى: ما كانَ
لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي
الْأَرْضِ
[الأنفال/ 67] ، حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا
الْوَثاقَ [محمد/ 4] .
__________
(1) انظر الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي 5/ 345.
(2) الشطر لزهير، وتتمته:
نشاوى واجدين لما نشاء
وهو في ديوانه ص 11، واللسان (ثبا) و (ثوب) .
(3) وفي اللسان: ومن جعل الأصل ثبيّة من ثبيت على الرجل: إذا
أثنيت عليه في حياته. [.....]
(4) قال أبو منصور الأزهري: الثّبات: جماعات في تفرقة، وكل
فرقة ثبة، وهذا من: ثاب.
وقال آخرون: الثّبة من الأسماء الناقصة، وهو في الأصل ثبيّة،
فالساقط لام الفعل في هذا القول وأما في القول الأول فالساقط
عين الفعل. ا. هـ. وعلى هذا القول مشى المؤلف.
(5) الحديث يرويه أبو بكر الصديق أن النبيّ سئل أي الحج أفضل؟
قال: العجّ والثج. وأخرجه الترمذي وقال ابن العربي: لم يصح،
وأخرجه ابن ماجة 2/ 967 وفيه إبراهيم بن يزيد وهو متروك
الحديث، وله طريق أخرى عند الدارقطني 1/ 255 وفيه محمد بن
الحجاج وهو ضعيف، وأخرجه الحاكم 1/ 442 والبيهقي 4/ 330،
فالحديث قوي لشواهده الكثيرة. راجع: شرح السنة 7/ 14، وعارضة
الأحوذي 4/ 45.
(1/172)
ثرب
التَّثْرِيب: التقريع والتقرير بالذنب. قال تعالى: لا
تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ [يوسف/ 92] ، وروي: «إذا زنت
أمة أحدكم فليجلدها ولا يثرّبها» «1» ، ولا يعرف من لفظه إلا
قولهم:
الثَّرْبُ، وهو شحمة رقيقة، وقوله تعالى: يا أَهْلَ يَثْرِبَ
[الأحزاب/ 13] ، أي: أهل المدينة، يصح أن يكون أصله من هذا
الباب والياء تكون فيه زائدة.
ثعب
قال عزّ وجل: فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ
[الأعراف/ 107] ، يجوز أن يكون سمّي بذلك من قوله: ثَعَبْتُ
الماء فَانْثَعَبَ، أي: فجّرته وأسلته فسال، ومنه: ثَعَبَ
المطر، والثُّعْبَة:
ضرب من الوزغ وجمعها: ثُعَبٌ، كأنّه شبّه بالثعبان في هيئته،
فاختصر لفظه من لفظه لكونه مختصرا منه في الهيئة.
ثقب
الثَّاقِب: المضيء الذي يثقب بنوره وإضاءته ما يقع عليه. قال
الله تعالى: فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ [الصافات/ 10] ، وقال
تعالى: وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ
[الطارق/ 2- 3] ، وأصله من الثُّقْبَة، والمَثْقَب: الطريق في
الجبل، كأنه قد ثقب، وقال أبو عمرو:
والصحيح: المِثْقَب «2» ، وقالوا: ثَقَبْتُ النار، أي: ذكيتها.
ثقف
الثَّقْفُ: الحذق في إدراك الشيء وفعله، ومنه قيل: رجل ثَقِفٌ،
أي: حاذق في إدراك الشيء وفعله، ومنه استعير: المُثَاقَفَة «3»
، ورمح مُثَقَّف، أي: مقوّم، وما يُثَقَّفُ به: الثِّقَاف،
ويقال: ثَقِفْتُ كذا: إذا أدركته ببصرك لحذق في النظر، ثم
يتجوّز به فيستعمل في الإدراك وإن لم تكن معه ثِقَافَة. قال
الله تعالى: وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ [البقرة/
191] ، وقال عزّ وجل:
فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ [الأنفال/ 57] ، وقال
عزّ وجل: مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا
تَقْتِيلًا [الأحزاب/ 61] .
ثقل
الثِّقْل والخفّة متقابلان، فكل ما يترجح على
__________
(1) هذا جزء من حديث صحيح متفق على صحته، مروي عن أبي هريرة
قال: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلم يقول: «إذا زنت أمة
أحدكم فتبيّن زناها فليجلدها الحدّ ولا يثرّب عليها، ثم إن زنت
فليجلدها الحدّ ولا يثرّب، ثم إن زنت الثالثة فتبيّن زناها
فليبعها ولو بحبل من شعر» . وقد أخرجه البخاري في باب بيع
المدبّر، انظر: فتح الباري 4/ 350، ومسلم في الحدود رقم (1703)
، وانظر: شرح السنة 10/ 297.
(2) وفي (شمس العلوم) : المثقب: الطريق، ويقال: إنه أفصح من
مفتوح الميم. راجع شمس العلوم 1/ 50.
(3) هي الملاعبة بالسلاح.
(1/173)
ما يوزن به أو يقدّر به يقال: هو ثَقِيل،
وأصله في الأجسام ثم يقال في المعاني، نحو: أَثْقَلَه الغرم
والوزر. قال الله تعالى: أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ
مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ
[الطور/ 40] ، والثقيل في الإنسان يستعمل تارة في الذم، وهو
أكثر في التعارف، وتارة في المدح نحو قول الشاعر:
81-
تخفّ الأرض إذا ما زلت عنها ... وتبقى ما بقيت بها ثقيلا
82-
حللت بمستقر العزّ منها ... فتمنع جانبيها أن تميلا
«1» ويقال: في أذنه ثقل: إذا لم يجد سمعه، كما يقال: في أذنه
خفّة: إذا جاد سمعه. كأنه يثقل عن قبول ما يلقى إليه، وقد
يقال: ثَقُلَ القول إذا لم يطب سماعه، ولذلك قال في صفة يوم
القيامة: ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الأعراف/ 187]
، وقوله تعالى: وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها
[الزلزلة/ 2] ، قيل: كنوزها، وقيل: ما تضمّنته من أجساد البشر
عند الحشر والبعث، وقال تعالى: وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى
بَلَدٍ [النحل/ 7] ، أي: أحمالكم الثقيلة، وقال عزّ وجل:
وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ
[العنكبوت/ 13] ، أي: آثامهم التي تثقلهم وتثبطهم عن الثواب،
كقوله تعالى:
لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ
أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ
ما يَزِرُونَ [النحل/ 25] ، وقوله عزّ وجل: انْفِرُوا خِفافاً
وَثِقالًا
[التوبة/ 41] ، قيل: شبّانا وشيوخا «2» ، وقيل: فقراء وأغنياء،
وقيل: غرباء ومستوطنين، وقيل: نشّاطا وكسالى، وكلّ ذلك يدخل في
عمومها، فإنّ القصد بالآية الحثّ على النفر على كل حال تصعّب
أو تسهّل. والمِثْقَال: ما يوزن به، وهو من الثّقل، وذلك اسم
لكل سنج قال تعالى: وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ
خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ [الأنبياء/ 47]
، وقال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً
يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
[الزلزلة/ 7- 8] ، وقوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ
مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ [القارعة/ 6- 7] ،
فإشارة إلى كثرة الخيرات، وقوله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ
مَوازِينُهُ [القارعة/ 8] ، فإشارة إلى قلّة الخيرات.
والثقيل والخفيف يستعمل على وجهين:
أحدهما على سبيل المضايفة، وهو أن لا يقال لشيء ثقيل أو خفيف
إلا باعتباره بغيره، ولهذا
__________
(1) الأشطار الثلاثة الأولى لزهير بن أبي سلمى، والأخير لابنه
كعب، ولها قصة انظرها في أمالي المرتضى 1/ 97.
وهما في ديوان زهير ص 71، وبصائر ذوي التمييز 1/ 334.
(2) راجع في تفسير الآية الدر المنثور 4/ 208.
(1/174)
يصحّ للشيء الواحد أن يقال خفيف إذا
اعتبرته بما هو أثقل منه، وثقيل إذا اعتبرته بما هو أخفّ منه،
وعلى هذه الآية المتقدمة آنفا.
والثاني أن يستعمل الثقيل في الأجسام المرجّحة إلى أسفل،
كالحجر والمدر، والخفيف يقال في الأجسام المائلة إلى الصعود
كالنار والدخان، ومن هذا الثقل قوله تعالى: اثَّاقَلْتُمْ
إِلَى الْأَرْضِ
[التوبة/ 38] .
ثلث
الثَّلَاثَة والثَّلَاثُون، والثَّلَاث والثَّلَاثُمِائَة،
وثَلَاثَة آلاف، والثُّلُثُ والثُّلُثَان.
قال عزّ وجلّ: فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ [النساء/ 11] ، أي: أحد
أجزائه الثلاثة، والجمع أَثْلَاث، قال تعالى: وَواعَدْنا مُوسى
ثَلاثِينَ لَيْلَةً [الأعراف/ 142] ، وقال عزّ وجل: ما يَكُونُ
مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ [المجادلة/ 7] ،
وقال تعالى: ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ [النور/ 58] ، أي: ثلاثة
أوقات العورة، وقال عزّ وجلّ: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ
ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ [الكهف/ 25] ، وقال تعالى: بِثَلاثَةِ
آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ [آل عمران/ 124] ، وقال
تعالى:
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ
اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ [المزمل/ 20] ، وقال عزّ وجل:
مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ
[فاطر/ 1] ، أي: اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة. وثَلَّثْتُ الشيء:
جزّأته أثلاثا، وثَلَّثْتُ القوم: أخذت ثلث أموالهم،
وأَثْلَثْتُهُمْ:
صرت ثالثهم أو ثلثهم، وأَثْلَثْتُ الدراهم فأثلثت هي «1» ،
وأَثْلَثَ القوم: صاروا ثلاثة وحبل مَثْلُوث: مفتول على ثلاثة
قوى، ورجل مَثْلُوث:
أخذ ثلث ماله، وثَلَّثَ الفرس وربّع جاء ثالثا ورابعا في
السباق، ويقال: أثلاثة وثلاثون عندك أو ثلاث وثلاثون؟ كناية عن
الرجال والنساء، وجاؤوا ثُلَاثَ ومَثْلَثَ، أي: ثلاثة ثلاثة،
وناقة ثَلُوث «2» : تحلب من ثلاثة أخلاف، والثَّلَاثَاء
والأربعاء من الأيام جعل الألف فيهما بدلا من الهاء، نحو: حسنة
وحسناء، فخصّ اللفظ باليوم، وحكي: ثَلَّثْتُ الشيء تَثْلِيثاً:
جعلته على ثلاثة أجزاء، وثَلَّثَ البسر: إذا بلغ الرطب ثلثيه،
أو ثَلَّثَ العنب: أدرك ثلثاه، وثوب ثُلَاثِيٌّ: طوله ثلاثة
أذرع.
ثل
الثَّلَّة: قطعة مجتمعة من الصوف، ولذلك قيل للمقيم ثلّة،
ولاعتبار الاجتماع قيل: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ
مِنَ الْآخِرِينَ
[الواقعة/ 39- 40] ،
__________
(1) راجع ص 82 في الحاشية.
(2) قال ابن مالك في مثلّثه:
معلوم الثّلاث، والثّلاث ... جمع ثلوث النّوق، والثّلاث
يعنى به الذكور والإناث ... وهو من المعدول في الحساب
(1/175)
أي: جماعة «1» ، وثللت كذا: تناولت ثلّة
منه، وثلّ عرشه: أسقط ثلة منه، والثلل. قصر الأسنان لسقوط ثلة
منه، وأثلّ فمه:
سقطت أسنانه، وتثللت الركية، أي: تهدّمت.
ثمد
ثَمُود قيل: هو أعجمي، وقيل: هو عربيّ، وترك صرفه لكونه اسم
قبيلة، أو أرض، ومن صرفه جعله اسم حيّ أو أب، لأنه يذكر فعول
من الثَّمَد، وهو الماء القليل الذي لا مادّة له، ومنه قيل:
فلان مَثْمُود، ثَمَدَتْهُ النساء أي:
قطعن مادّة مائه لكثرة غشيانه لهنّ، ومَثْمُود: إذا كثر عليه
السّؤال حتى فقد مادة ماله.
ثمر
الثَّمَرُ اسم لكلّ ما يتطعم من أحمال الشجر، الواحدة ثَمَرَة،
والجمع: ثِمَار وثَمَرَات، كقوله تعالى: أَنْزَلَ مِنَ
السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً
لَكُمْ [البقرة/ 22] ، وقوله تعالى: وَمِنْ ثَمَراتِ
النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ [النحل/ 67] ، وقوله تعالى:
انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ [الأنعام/
99] ، وقوله تعالى: وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ [الرعد/ 3] ،
والثَّمَر قيل: هو الثِّمَار، وقيل: هو جمعه، ويكنّى به عن
المال المستفاد، وعلى ذلك حمل ابن عباس (وكان له ثمر) «2»
[الكهف/ 34] ويقال: ثَمَّرَ الله ماله، ويقال لكلّ نفع يصدر عن
شيء: ثَمَرَة كقولك: ثمرة العلم العمل الصالح، وثمرة العمل
الصالح الجنّة «3» ، وثمرة السوط عقدة أطرافها تشبيها بالثمر
في الهيئة، والتدلي عنه كتدلي الثمر عن الشجر، والثَّمِيرَة من
اللبن: ما تحبّب من الزبد تشبيها بالثمر في الهيئة وفي التحصيل
من اللبن.
ثمَ
ثُمَّ حرف عطف يقتضي تأخر ما بعده عمّا قبله «4» ، إمّا تأخيرا
بالذات، أو بالمرتبة، أو بالوضع حسبما ذكر في (قبل) وفي (أول)
. قال تعالى: أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ
وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ
ظَلَمُوا، [يونس/ 51- 52] ، وقال عزّ وجلّ: ثُمَّ عَفَوْنا
عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ [البقرة/ 52] ، وأشباهه.
__________
(1) قال ابن مالك:
ضأن وصوف وتراب ثلّه ... وعن حلاك عبروا بثلّه
وزمرة الناس تسمى ثلّه ... شاهده في محكم الكتاب
(2) انظر: الدرّ المنثور 5/ 390، وهي قراءة ابن عباس من
القراءات الشاذة. وقال مجاهد: ما كان في القرآن من ثمر فهو
مال، وما كان من ثمر فهو من الثمار. انظر: اللسان (ثمر) .
(3) انظر مجمع البلاغة للمؤلف 1/ 44.
(4) راجع مغني اللبيب، والجنى الداني، باب ثمّ، والبصائر 2/
344.
(1/176)
وثُمَامَة: شجر، وثَمَّتِ الشاة: إذا رعتها
«1» ، نحو: شجّرت: إذا رعت الشجر، ثم يقال في غيرها من النبات.
وثَمَمْتُ الشيء: جمعته، ومنه قيل: كنّا أَهْلَ ثُمِّهِ
ورُمِّهِ «2» ، والثُّمَّة: جمعة من حشيش. و:
ثَمَّ إشارة إلى المتبعّد من المكان، و «هنالك» للتقرب، وهما
ظرفان في الأصل، وقوله تعالى:
وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ [الإنسان/ 20] فهو في موضع
المفعول «3» .
ثمن
قوله تعالى: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ
[يوسف/ 20] . الثَّمَنُ: اسم لما يأخذه البائع في مقابلة
البيع، عينا كان أو سلعة. وكل ما يحصل عوضا عن شيء فهو ثمنه.
قال تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ
ثَمَناً قَلِيلًا [آل عمران/ 77] ، وقال تعالى: وَلا
تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا [النحل/ 95] ،
وقال: وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا [البقرة/ 41]
، وأَثْمَنْتُ الرَّجُلَ بمتاعه وأَثْمَنْتُ لَهُ: أكثرت له
الثمن، وشيء ثَمِين: كثير الثمن، والثَّمَانِيَة والثَّمَانُون
والثُّمُن في العدد معروف. ويقال:
ثَمَّنْتُهُ: كنت له ثامنا، أو أخذت ثمن ماله، وقال عزّ وجلّ:
سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ [الكهف/ 22] ، وقال تعالى:
عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ [القصص/ 27] .
والثَّمِين:
الثُّمْن، قال الشاعر:
83-
فما صار لي في القسم إلا ثمينها
«4»
__________
(1) انظر: المجمل 1/ 156. [.....]
(2) انظر: أساس البلاغة ص 49، والمجمل 1/ 156. قال الزمخشري:
أي: أهل إصلاح شأنه والاهتمام بأمره.
(3) ومشى على هذا القول الفيروزآبادي في البصائر 1/ 345، وردّه
في القاموس، فقال: فقول من أعربه مفعولا ل «رأيت» في: وَإِذا
رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ وهم.
ومشى على هذا القول الفراء في معانيه، راجع 3/ 218، وكذا
الأخفش.
- وقال أبو جعفر النحاس: لأهل العربية فيه ثلاثة أقوال:
فأكثر البصريين يقول: «ثمّ» ظرف، ولم تعدّ «رأيت» ، كما تقول:
ظننت في الدار، فلا تعدّي ظننت، على قول سيبويه.
وقال الأخفش- وهو أحد قولي الفراء-: ثمّ مفعول بها، أي: فإذا
نظرت ثمّ.
وقول آخر للفراء، قال: والتقدير: وإذا رأيت ما ثمّ، وحذف «ما»
.
قال أبو جعفر: وحذف «ما» خطأ عند البصريين، لأنه يحذف الموصول
ويبقي الصلة. راجع إعراب القرآن للنحاس 3/ 579.
(4) هذا عجز بيت، وشطره:
وألقيت سهمي بينهم حين أوخشوا
وينسب إلى يزيد بن الطثرية، وهو في ديوانه ص 97، والمجمل 1/
162، واللسان (ثمن) ، وعقد الخلاص ص 282.
(1/177)
وقوله تعالى: فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا
تَرَكْتُمْ [النساء/ 12] .
ثنى
الثَّنْي والاثنان أصل لمتصرفات هذه الكلمة، ويقال ذلك باعتبار
العدد، أو باعتبار التكرير الموجود فيه أو باعتبارهما معا، قال
الله تعالى:
ثانِيَ اثْنَيْنِ [التوبة/ 40] ، اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً
[البقرة/ 60] ، وقال: مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ
[النساء/ 3] فيقال: ثَنَّيْتُهُ تَثْنِيَة: كنت له ثانيا، أو
أخذت نصف ماله، أو ضممت إليه ما صار به اثنين.
والثِّنَى: ما يعاد مرتين، قال عليه السلام:
«لا ثِنى في الصّدقة» «1» أي: لا تؤخذ في السنة مرتين. قال
الشاعر:
84-
لقد كانت ملامتها ثنى
»
وامرأة ثِنْيٌ: ولدت اثنين، والولد يقال له:
ثِنْيٌ، وحلف يمينا فيها ثُنْيَا وثَنْوَى وثَنِيَّة
ومَثْنَوِيَّة «3» ، ويقال للاوي الشيء: قد ثَناه، نحو قوله
تعالى: أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ
[هود/ 5] ، وقراءة ابن عباس: (يَثْنَوْنَى صدورهم) «4» من:
اثْنَوْنَيْتُ، وقوله عزّ وجلّ:
ثانِيَ عِطْفِهِ
[الحج/ 9] ، وذلك عبارة عن التّنكّر والإعراض، نحو: لوى شدقه،
وَنَأى بِجانِبِهِ [الإسراء/ 83] .
والثَّنِيُّ من الشاة: ما دخل في السنة الثانية وما سقطت ثنيته
من البعير، وقد أَثْنَى، وثَنَيْتُ الشيء أَثْنِيهِ: عقدته
بثنايين غير مهموز، قيل «5» : وإنما لم يهمز لأنه بنى الكلمة
على التثنية، ولم يبن عليه لفظ الواحد. والمُثَنَّاة: ما ثني
من طرف الزمام، والثُّنْيَان الذي يثنّى به إذا عدّ السادات.
وفلان ثَنِيَّة أهل بيته كناية عن قصور منزلته فيهم،
والثَّنِيَّة من الجبل: ما يحتاج في قطعه وسلوكه إلى صعود
وحدود، فكأنه يثني السير، والثّنية من السنّ تشبيها بالثّنية
من الجبل في الهيئة والصلابة. والثُّنْيَا من الجزور: ما يثنيه
جازره إلى ثنيه من الرأس والصلب، وقيل:
__________
(1) الحديث أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث 1/ 98، وابن الأثير
في النهاية 1/ 244، والفائق 1/ 158، ورواته ثقات.
(2) هذا عجز بيت، وصدره:
أفي جنب بكر قطعتني ملامة
وهو ينسب لأوس بن حجر في ديوانه ص 141، وإلى معن بن أوس كما في
غريب الحديث 1/ 98، وإلى كعب بن زهير في اللسان (ثنى) ، وديوان
كعب ص 128 وهو الأرجح، وانظر: المجمل 1/ 163.
(3) هذا كله بمعنى الاستثناء.
(4) وهي قراءة شاذة. انظر: البصائر 1/ 345.
(5) انظر: المجمل 1/ 164.
(1/178)
الثُّنْوَى والثَّنَاء: ما يذكر في محامد
الناس، فيثنى حالا فحالا ذكره، يقال: أثني عليه.
وتَثَنَّى في مشيته نحو: تبختر، وسميت سور القرآن مثاني في
قوله عزّ وجلّ: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي
[الحجر/ 87] لأنها تثنى على مرور الأوقات وتكرّر فلا تدرس ولا
تنقطع دروس سائر الأشياء التي تضمحل وتبطل على مرور الأيام،
وعلى ذلك قوله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ
كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ [الزمر/ 23] ، ويصح أنه قيل
للقرآن: مثاني، لما يثنى ويتجدّد حالا فحالا من فوائده، كما
روي في الخبر في صفته: «لا يعوجّ فيقوّم ولا يزيغ فيستعتب، ولا
تنقضي عجائبه» «1» .
ويصح أن يكون ذلك من الثناء، تنبيها على أنه أبدا يظهر منه ما
يدعو إلى الثناء عليه وعلى من يتلوه، ويعلمه ويعمل به، وعلى
هذا الوجه وصفه بالكرم في قوله تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ
كَرِيمٌ [الواقعة/ 77] ، وبالمجد في قوله:
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ [البروج/ 21] .
والاستثناء: إيراد لفظ يقتضي رفع بعض ما يوجبه عموم لفظ متقدم،
أو يقتضي رفع حكم اللفظ عما هو. فممّا يقتضي رفع بعض ما يوجبه
عموم اللفظ قوله تعالى: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ
مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ
مَيْتَةً الآية: [الأنعام/ 145] .
وما يقتضي رفع ما يوجبه اللفظ فنحو قوله:
والله لأفعلنّ كذا إن شاء الله، وامرأته طالق إن شاء الله،
وعبده عتيق إن شاء الله، وعلى هذا قوله تعالى: إِذْ أَقْسَمُوا
لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ [القلم/ 17-
18] .
ثوب
أصل الثَّوْب: رجوع الشيء إلى حالته الأولى التي كان عليها، أو
إلى الحالة المقدّرة المقصودة بالفكرة، وهي الحالة المشار
إليها بقولهم: أوّل الفكرة آخر العمل «2» . فمن الرجوع إلى
الحالة الأولى قولهم: ثَابَ فلان إلى داره، وثَابَتْ إِلَيَّ
نفسي، وسمّي مكان المستسقي على فم البئر مَثَابَة، ومن الرجوع
إلى الحالة المقدرة المقصود بالفكرة الثوب، سمّي بذلك لرجوع
الغزل إلى الحالة التي قدّرت له، وكذا ثواب العمل، وجمع الثوب
أَثْوَاب وثِيَاب، وقوله تعالى: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر/
4] يحمل على تطهير الثوب، وقيل:
الثياب كناية عن النفس لقول الشاعر:
__________
(1) الحديث أخرجه رزين وأبو عبيد في كتابه (فضائل القرآن) ،
وقال: هذا غريب من هذا الوجه. وعند الترمذي: «ولا يخلق عن كثرة
الرّد ولا تنقضي عجائبه» . انظر سنن الترمذي: باب فضائل القرآن
رقم (2908) ، قال: وإسناده مجهول. وأخرجه أحمد في المسند برقم
(704) ، وابن أبي شيبة 6/ 125.
(2) انظر: بصائر ذوي التمييز 1/ 337، وتفصيل هذا في شرح أدب
الكاتب للجواليقي ص 37.
(1/179)
85-
ثياب بني عوف طهارى نقيّة
«1» وذلك أمر بما ذكره الله تعالى في قوله:
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب/ 33] .
والثَّوَاب:
ما يرجع إلى الإنسان من جزاء أعماله، فيسمى الجزاء ثوابا
تصوّرا أنه هو هو، ألا ترى كيف جعل الله تعالى الجزاء نفس
العمل في قوله:
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [الزلزلة/ 7]
، ولم يقل جزاءه، والثواب يقال في الخير والشر، لكن الأكثر
المتعارف في الخير، وعلى هذا قوله عزّ وجلّ: ثَواباً مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ [آل
عمران/ 195] ، فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ
ثَوابِ الْآخِرَةِ [آل عمران/ 148] ، وكذلك المَثُوبَة في قوله
تعالى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً
عِنْدَ اللَّهِ [المائدة/ 60] ، فإنّ ذلك استعارة في الشر
كاستعارة البشارة فيه. قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا
وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [البقرة/ 103] ،
والإِثَابَةُ تستعمل في المحبوب، قال تعالى: فَأَثابَهُمُ
اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ [المائدة/ 85] ، وقد قيل ذلك في المكروه
فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ [آل عمران/ 153] ، على الاستعارة
كما تقدّم، والتَّثْوِيب في القرآن لم يجئ إلا في المكروه،
نحو: هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ [المطففين/ 36] ، وقوله عزّ
وجلّ: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً
[البقرة/ 125] ، قيل: معناه: مكانا يثوب إليه النّاس على مرور
الأوقات، وقيل: مكانا يكتسب فيه الثواب. والثَّيِّب: التي تثوب
عن الزوج.
قال تعالى: ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً [التحريم/ 5] ، وقال عليه
السلام: «الثيّب أحقّ بنفسها» «2» .
والتَّثْوِيب: تكرار النداء، ومنه: التثويب في الأذان،
والثُّوبَاء التي تعتري الإنسان سميت بذلك لتكررها، والثُّبَة:
الجماعة الثائب بعضهم إلى بعض في الظاهر. قال عزّ وجلّ:
فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً [النساء/ 71] ،
قال الشاعر:
86-
وقد أغدو على ثبة كرام
«3» وثبة الحوض: ما يثوب إليه الماء، وقد تقدّم «4» .
__________
(1) الشطر لامرئ القيس، وعجزه:
وأوجههم بيض المسافر غرّان
وهو في ديوانه ص 167، واللسان (ثوب) .
(2) الحديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه (1421) ، وابن ماجة في
سننه 1/ 601، ومالك في الموطأ. انظر تنوير الحوالك 2/ 62، وشرح
السنة 9/ 30، والرواية [الأيم] بدل [الثيب] .
(3) البيت تقدم قريبا برقم 80.
(4) راجع مادة (ثبة) . [.....]
(1/180)
ثور
ثَارَ الغبار والسحاب ونحوهما، يَثُور ثَوْراً وثَوَرَانا:
انتشر ساطعا، وقد أَثَرْتُهُ، قال تعالى:
فَتُثِيرُ سَحاباً [الروم/ 48] ، يقال: أَثَرْتُ الأرض، كقوله
تعالى: وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها [الروم/ 9] ،
وثَارَتِ الحصبة ثَوْراً تشبيها بانتشار الغبار، وثَوَّرَ شرّا
كذلك، وثَارَ ثَائِرُهُ كناية عن انتشار غضبه، وثَاوَرَهُ:
واثبه، والثَّوْرُ: البقر الذي يثار به الأرض، فكأنه في الأصل
مصدر جعل في موضع الفاعل «1» ، نحو: ضيف وطيف في معنى: ضائف
وطائف، وقولهم: سقط ثور الشفق «2» أي: الثائر المنتثر، والثأر
هو طلب الدم، وأصله الهمز، وليس من هذا الباب.
ثوى
الثَّوَاء: الإقامة مع الاستقرار، يقال: ثَوَى يَثْوِي
ثَوَاءً، قال عزّ وجلّ: وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ
مَدْيَنَ
[القصص/ 45] ، وقال: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً
لِلْمُتَكَبِّرِينَ
[الزمر/ 60] ، قال الله تعالى: فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ
[فصلت/ 24] ، ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها
فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر/ 72] ، وقال:
النَّارُ مَثْواكُمْ [الأنعام/ 128] ، وقيل: من أمّ مثواك «3»
؟ كناية عمّن نزل به ضيف، والثَّوِيَّة:
مأوى الغنم، والله أعلم بالصواب.
تمّ كتاب الثاء
__________
(1) راجع صفحة 139 حاشية 4.
(2) وهو ما ظهر منه وانتشر، راجع أساس البلاغة (ثور) ص 49.
وقال ابن فارس: ويقال في المغرب إذا سقط ثور الشفق، فهو انتشار
الشفق وثورانه. انظر: المجمل 1/ 165.
(3) قال الزمخشري: وهو أبو مثواي وهي أم مثواي: لمن أنت نازل
به.
(1/181)
|