المقنع في رسم مصاحف الأمصار

باب ذكر ما رسم في المصاحف بالحذف والإثبات
ذكر ما حذفت منه الألف اختصارا
حدثنا أحمد بن عمر بن محمد بن عمرو الجيزي قراءة منّي عليه قال حدثنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز الإمام قال حدثنا عبد الله ابن عيسى المدني قال حدثنا عيسى بن قالون عن نافع ابن أبي نعيم القارئ قال الألف غير مكتوبة يعني في المصاحف في قوله في البقرة " وما يخدعون " و " وإذ وعدنا " و " ووعدنا موسى " و " ووعدنكم " حيث وقعن و " فأخذتكم الصعقة " و " تشبه علينا " و " به خطيئته " و " تظهرون " و " اسرى " و " تفدوهم " و " أو كلما عهدوا " و " تصريف الريح " و " طعام مسكين " و " فيضفه " و " يضعف " و " مضعفة " حيث وقعن " ولولا دفع الله " حيث وقعت وفي " فرهن مقبوضة ".
وفي آل عمران: " منهم تقه " مكتوبة بالياء " فيكون طيرا " حيث وقع " وقتلوا قُتلوا ".
وفي النساء " وثلث ورُبع " و " ذرية ضعفا " و " كتب الله عليكم " و " والذين عقدت ايمنكم " و " حسنة يضعفها " و " أو لمستم النساء ". ومثله في المائدة " فلقتلوكم " و " مرغما كثيرا ".
وفي المائدة: " سبل السلم " و " فما بلغت رسالته " و " بلغ الكعبة، طعام مسكين " و " قيما للناس "

(1/20)


و " عليهم الاولين " و " فيكون طيرا " و " آكلون للسحت ".
وفي الأنعام: " طير يطير " و " وذريتهم " و " اكبر مجريمها " و " حيث يجعل رسالته " و " دار السلم ".
وفي الأعراف: " انما طيرهم " و " وبطل ما كانوا يعملون " و " عليهم الخبيث " و " وكلمته " و " حيث وقعت " خطيئتكم " و " إذا مسهم طيف ".
وفي الأنفال: " الحق بكلمته " و " وتخونوا امنتكم ".
وفي التوبة: " أن يعمروا مسجد الله " و " خلف رسول الله ".
وفي يونس: " كلمت ربك ".
وفي هود: " وبطل ما كانوا يعملون " و " يضعف لهم " " قالوا سلما قال سلم " حيث وقع.
وفي يوسف: " آيت للسائلين " و " في غيبت " بحذف الألف في الحرفين.
وفي الرعد: " وسيعلم الكفّر " وفي إبراهيم: " به الريح " وفي بني إسرائيل: " طير في عنقه " وفي الكهف: " تزور عن كهفهم " و " لكلمته ولن " و " نفسا زكية " و " لتخذت عليه " و " تذروه الريح " و " لكلمت ربي ".
وفي مريم: " تسقط عليك " وفي طه: " الأرض مهدا " و " ووعدنكم ".
وفي الأنبياء: " فجعلهم جذذا " و " تعمل الخبيث " و " كانوا يسرعون " و " حرم على قرية " و " كانوا يسرعون " و " حرم على قرية ".
وفي الحج: " إن الله

(1/21)


يدفع " و " ولولا دفع الله " و " للذين يقتلون " و " معجزين ".
وفي المؤمنون: " لأمنتم " و " المضغة عظما فكسونا العظم " و " سمرا تهجرون ".
وفي النور: " يخرج من خلله ".
وفي الفرقان: " أرسل الريح " و " فيها سرجا " و " أزواجنا وذريتنا ".
وفي النمل: " ءايتنا مبصرة " و " قال طيركم عند الله " و " بل أدرك عليهم ".
وفي القصص: " فرغنا إن كادت " و " قالوا سحرن تظهرا وقالوا ".
وفي العنكبوت: " ءايت من ربه ".
وفي لقمان: " وفصله " و " ولا تصعر ".
وفي الاحزاب: " تظهرون منهن ".
وكذلك في المجادلة في الحرفين وكذلك حيث وقع " يضعف لها ".
وفي سبإ: " في مسكنهم " و " وهل يجزى " و " ربنا بعد ".
وفي فاطر: " على بينت منه ".
وفي يس: " فكهون " و " حملنا ذريتهم " و " بقدر على إن ".
وفي الصافات: " فهم على اثرهم ".
وفي الزمر: " من هو كذب ".
وفي غافر: " كلمت ربك ".
وفي فصلت: " وما تخرج من ثمرت ".
وفي حم عسق: " ويحق الحقّ بكلمته " و " إن يشأ يسكن الريح ".
وفي الزخرف: " عليه اسورة " و " وقل سلم ".
وفي الأحقاف: " أو اثرة من علم " و " بقدر على ".
وفي القتال:

(1/22)


" والذين قتلوا ".
وفي الفتح: " بما عهد عليه الله ".
وفي والذاريات: " فقالوا سلما قال سلم ".
وفي والطور: " واتبعهم ذريتهم، بهم ذريتهم " وفي التحريم: " وإن تظهرا عليه " و " بكلمت ربها وكتبه ".
وفي ن والقلم: " لولا أن تدركه ".
وفي المعارج: " برب المشرق والمغرب ".
وفي نوح: " مما خطيئتهم ".
وفي الإنسان: " عليهم ثيب سندس ".
وفي النبإ: " لغوا ولا كذبا " قال أبو عمرو فهذا جميع ما في رواية عبد الله بن عيسى عن قالون عن نافع مما حذفت منه الألف في الرسم.
وحدثنا أبو الحسن بن غلبون قراءة منّى عليه قال حدثنا أبي قال حدثنا إسماعيل بن اسحق القاضي عن قالون عن نافع بعامّة هذه الحروف وزاد في الكهف " فلا تصحبني ". وفي الحج " سكرى وما هم بسكرى ". وفي حم عسق " كبير الاثم " ومثله في والنجم. وفي الواقعة " بموقع النجوم ". وفي المطففين " ختمه مسك ". وفي الفجر " فادخلي في عبدي ".
قال أبو عمرو ورأيت رسم عامة الحروف المذكورة في مصاحف أهل العراق وغيرها على نحو ما رويناه عن مصاحف أهل المدينة.
حدثنا خلف بن إبراهيم بن محمد قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد القسم بن سلام قال رأيت في الإمام مصحف عثمان بن عفان - استخرج لي من بعض خزائن الأمراء ورأيت فيه

(1/23)


دمه - في سورة البقرة " خطيكم " بحرف واحد والتي في الأعراف " خطيئتكم " بحرفين قال أبو عمرو وكذلك التي في نوح في جميع المصاحف بحرفين " وميكيل " بغير ألف وفي يوسف " حش لله " وفي الرعد " وسيعلم الكفر " وفي طه " إن هذن ".
قال وكذلك رأيت التثنية المرفوعة كلها فيه بغير ألف وفي المؤمنون " ام تسئلهم خرجا " وفيها سيقولون لله لله لله " وفي الإنسان " قواريرا " الأولى بالألف والثانية كانت بالألف فُحكّمت ورأيت اثرها بيّنا هناك وأما " سلسلا " فرأيتها قد درست.
حدثنا الخاقاني قال حدثنا أحمد المكي قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا حجاج عن هرون قال حدثنا عاصم الجحدري قال في الإمام مصحف عثمان ابن عفان الذي كتبه للناس كلهن " لله لله " يعني قوله في المؤمنين " سيقولون لله " قال عاصم واول من زاد هاتين الألفين نصر بن عاصم الليثي. قال أبو عبيد ثم تأملتها في الإمام فوجدتها على ما وراه الجحدري قال وهكذا رأيتها في مصحف قديم بالثغر بعث به إليهم قبل خلافة عمر بن عبد العزيز وكذلك هي في مصاحف المدينة وفي مصاحف الكوفة جميعا واحسب مصاحف الشام عليها.
حدثنا محمد بن علي قال حدثنا محمد بن قطن قال حدثنا سليمان ابن خلاد

(1/24)


قال حدثنا اليزيدي قال في مصاحف أهل المدينة ومكة " وسيعلم الكفر " على واحد.

فصل
قال أبو عمر واجمع كتاب المصاحف الألف من الرسم بعدها التي للتنبيه اختصارا أيضا وذلك في نحو قوله " يايها الناس " و " يارض " " ياولي الالبب " و " ياخت هرون " و " ينوح " و " يلوط " و " يهود " و " يشعيب " و " يصلح " و " يهرون " و " يمريم " و " يفرعون " و " يهمن " و " يملك " و " ياسفى " و " يويلتي " و " ويحسرتي " و " يرب " و " يبنّي " و " يقوم " و " هانتم " و " هؤلاء " و " هذا " و " هذه " و " هذن " و " هتين " و " هكذا " وما كان مثله حيث وقع. والألف الثانية في الخط بعد الياء والهاء فيما كان بعدهما فيه همزة هي الهمزة لكونها مبتدأة.
وكذلك اجمعوا على حذف الألف في قوله " الرحمن " عز وجل حيث وقع وفي قوله " ذلك " و " ذلكم " و " ذلكن " و " اولئك " و " اولئك " و " لكن " و " لكنه " و " لكني " ولكنكم " و " ولكن لا " وشبههه من لفظه حيث وقع.
وكذلك حذفوا الالف بعد الالم في قوله " الملئكة " و " وملئكة " و " ملئكته " و " السلم " وسلم " و " اله " و " الهكم " و " الهنا " و " الهه " وشبهه من لفضه

(1/25)


وكذلك حذفوها في قوله " سبحن " وسبحنه " و " سبحنك " حيث وقع إلا موضعا واحدا في الاسراء قوله " قل سبحان ربي " فأن المصاحف اختلفت فيه لا غير ورأيته في مصاحف أهل العراق العتق بالالف.
وكذلك رسموا التثنية المرفوعة بغير ألف كقوله " وامرأَتن " و " رجلن " و " سحرن " و " مل يعلمن " و " يحكمن " و " يقتتلن " و " اضلنا " وشبهه وسواء كانت الألف اسما أو حرفا ما لم تقع طرفا ووقعت حشوا.
وكذلك حذفوا الالف بعد النون التي هي ضمير جماعة المتكلمين نحو قوله " انجينكم " و " ءاتينكم " و " اغوينكم " و " مكّنّهم " وءاتينه " و " علّمنه " و " ءاتينك " و " ارسلنك " و " ءاتينها " و " فرشنها " وففهمنها " و " انشأئهن " و " فجعلنهن " وما كان مثله.
وكذلك حذفوا الالف بعد اللام في قوله " بغلم " " وغلما " و " غلمين " و " خلئف " و " ءالف " و " السلسل " و " البلغ " و " بلغا " و " الخلّق " وكذلك " الضلل " و " في ظلل " و " الضللة " و " الكللة " و " لا حلل " و " من خلله " و " ضلله " و " ظللها " و " ظللهم " و " حلل " و " اغللا " و " الاغل " و " من سللة " وشبه مما فيه لامان حيث وقع وكذلك حذفوا الألف بعد العين في قوله " تعلى الله " و " فتعلى الله " حيث وقع وكذلك حذفوها بعد الباء في قوله " تبرك " حيث وقع وكذا " بركنا " و " مبركنا " و " مبركة " و " المبركة " وكذا حذفوها بعد

(1/26)


الياء في قوله " القيمة " في جميع القرآن وكذا حذفوها بعد الطاء في قوله " الشيطن " و " من سلطن " حيث وقعا وكذا حذفوها بعد السين في قوله " المسجد " و " مسجد " حيث وقعا وكذا حذفوها بعدها في " المسكين " و " مسكين " و " مسكنهم " حيث وقع وكذلك حذفوها بعد اللام في قوله " اللعنون " و " من اللعبين " و " اللت " وفي قوله " ملقوا " و " ملقوه " و " فملقيه " و " يلقوا " حيث وقع وفي قوله " الّتي " و " الّئي " حيث وقعا وكذا حذفوها بعدها في قوله " ثلثة " و " ثلث " و " ثلثين " حيث وقع وكذا حذفوها بعد الميم في قوله " ثمنية " و " ثمني حجح " و " ثمنين " حيث وقع وكذا حذفوها بعد الحاء في قوله " اصحب النار " و " اصحب الجنة " و " اصحب مدين " وشبه وكذا حذفوها بعد الصاد والتاء في قوله " النصرى " و " نصرى " و " اليتمى " و " يتمى " في جميع القرآن وكذا حذفوها بعد الهاء في قوله " الانهر " و " انهر " حيث وقع وكذا حذفوها بعد اللام في قوله " الئن جئتَ بالحق " و " فالئن بشروهن " و " الئن خفف الله عنكم " وشبه من لفظه إلا موضعا فانهم اثبتوا الألف فيه وهو قوله في سورة الجن " فمن يستمع الأن " وكذا حذفوها بعد الواو في قوله " السموت " و " سموت " في جميع القرآن إلا في موضع واحد فأن الألف مرسومة فيه وهو قوله

فصلت " سبع سموات " فأما الألف التي بعد الميم فمحذوفة في كل موضع بلا خلاف.
فصل
قال أبو عمرو وكذلك حذفت الألف بعد الراء في قوله " ترابا " في ثلاثة مواضع وأثبتوها فيما عداها اولها في الرعد

(1/27)


" أَءذا كنا تربا " وفي النمل " أَءذا كنا تربا وءاباؤنا " وفي عم يتساءلون " يليتني كنت تربا " وكذلك حذفت الألف بعد الهمزة في قوله " قرءانا " في مكانين في يوسف " انّا انزلنه قرءنا عربيا " وفي الزخرف " انّا جعلنه قرءنا عربيا " ورأيت انا هذين الموضعين في مصاحف أهل العراق وغيرها بالألف وكذلك حذفت الألف بعد العين في قوله في الانفال " في الميعد " في هذا الموضع خاصة وسائر المواضع بالألف.
اخبرني بهذه الحروف خلف بن إبراهيم فيما إذن لي في روايته عن أبي بكر محمد بن عبد الله الاصبهاني عن شيوخه عن محمد ابن عيسى.
فصل
قال أبو عمرو وكل شيء في القرآن من ذكر " اءياتنا " فهو بغير الألف إلا في موضعين فأنهما رسما بالألف وهما في يونس " مكر في ءاياتنا " و " ءاياتنا بينت " وكل شيء في القرآن من ذكر " الكتاب " و " كتاب " فهو بغير الألف إلا في أربعة مواضع اولها في الرعد " لكل اجل كتاب " وفي الحجر " الأ ولها كتاب معلوم " وفي الكهف " من كتاب ربك " وفي النمل " تلك ءايت القرآن وكتاب مبين " فإن الألف فيه مرسومة وكل شيء في القرآن من ذكر " اّيها " فهو بالألف إلا ثلاثة مواضع فأن الألف فيها محذوفة اولها في النور " ايه الؤمنون " وفي الزخرف " يايه السحر " وفي الرحمن " ايه الثقلن " وكل شيء في القرآن من ذكر " ساحر " فهو مرسوم بغير

(1/28)


الف إلا موضعا واحدا فأن فيه مرسومة وهو قوله في الذاريات " إلا قالوا ساحر " وحدثنا احمد بن عمر قال حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا عبد الله قال حدثنا عيسى عن نافع قال كل ما في القرآن " ساحر " فالألف قبل الحاء في الكَتْب وكذلك رسمت الألف بعد الحاء في الشعراء في قوله " بكل سحّار " ليس في القرآن غيره حدثنا أحمد بن عمر قال حدثنا محمد بن منير قال حدثنا عبد الله قال حدثنا قالون عن نافع " بكل سحّار " في الشعراء الألف بعد الحاء في الكَتْب وحدثنا فارس بن أحمد قال حدثنا عبد الله بن طالب قال حدثنا إسماعيل بن شعيب قال حدثنا احمد بن سلمويه قال حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا العباس بن الفضل قال حدثنا قتيبة بن مهران قال قال الكسائي لم يكتب " سحار " يعني بالألف إلا التي في الشعراء وحدها.
وكتبوا في كل المصاحف " اصحب ليكة " في الشعراء وص بلام من غير ألف قبلها ولا بعدها وفي الحجر وق " اصحب الايكة " بالألف واللام قال أبو عبيد وكذلك رأيت ذلك في الإمام اخبرنا أيضا بعامة هذا ال

فصل خلف بن خاقان عن محمد بن عبد الله عن أصحابه عن محمد بن عيسى.
فصل
قال أبو عمرو واتفق كتّاب المصاحف على حذف الألف من الأسماء الأعجمية المستعملة نحو: ابرهيم، اسمعيل، واسحق، وهرون،

(1/29)


عمرن، ولقمن وشبهها وكذا حذفوها من: سليمن، صلح، وملك، وخلد وليست بأعجمية لما كثر استعمالها فأما ما لم يستعمل من الأعجمية فأنهم اثبتوا الألف فيه نحو: طالوت، وجالوت، وياجوج، ومأجوج وشبهها ورأيت المصاحف تختلف في أربعة منها وهي: هارروت، وماروت، وهامان، وقالرون ففي بعضها بالألف وفي بعضها بغير الألف والأكثر على إثبات الألف وفي كتاب هجاء السنة الذي رواه الغازي بن قيس الاندلسي عن أهل المدينة: هروت: ومروت، وقرون بغير الألف رسما لا ترجمة. ووجدت في مصاحف أهل العراق " هامن " بألف بعد الهاء ة في كلها بغير ألف بعد الميم فأما " داود " فلم يختلفوا في رسمه بالألف في كا المصاحف لأنهم قد حذفوا من هذا الاسم واوا فلم يحذفوا لذلك الألف منه وكذلك " إسرائيل " بالألف أيضا في اكثر المصاحف لأنه قد حذفت منه الياء التي هي صورة الهمزة وقد وجدت ذلك في بعض المصاحف المدنيّة العراقية والعتق القديمة بغير ألف وإثباتها اكثر.
فصل
كذلك اتفقوا على حذف الألف من الحمع السالم الكثير الدور في المذَكر والمؤنّث جميعا " فالمذكر " نحو: العلمين، والصبرين، والصدقين، والفسقين، والمنفقين، والكفرين، والشيطين، والظلمون، الخسرون، والسحرون، والكفرون؛ " المؤنث " نحو المسلمت، والمؤمنت، والطيبت، والخبيث، والكلمت، وفي ظلمت، والظلمت، وبكلمت، والمتصدقت، وثيبت، وبينت، والغرفت، وما كان مثله فأن جاء بعد

(1/30)


الهمزة أو حرف مضعف نحو " السائلين " و " القائمين " و " الخائنين " و " الصائمين " و " الضانّين " و " الضالين " و " العادّين " و " حافّين " وشبه أُثبتت الألف في ذلك على أني تتبعت مصاحف أهل المدينة وأهل العراق العتق القديمة فوجدت فيها مواضع كثيرة مما بعد الألف فيه همزة قد حذفت الألف منها واكثر ما وجدته في جمع المؤنث لثقله والإثبات في المذكر أكثر.
فصل
وما اجتمع فيه الفان من جمع المؤنث السالم فأن الرسم في اكثر المصاحف ورد بحذفها معا سواء كان بعد الألف حرف مضعف أو همزة نحو: الصلحت، والحفظت، والصدقت، والنزعت، والصفت صفا، والنفثت، والعديت، والسبقت، والصمئت، وغيبت، والمنفقت، وتئبت، وسئحت، وشبه وقد أمعنت النظر في ذلك في مصاحف أهل العراق الآصلية إذ عدمت النص غي ذلك فلم أراها تختلف في حذف ذلك.
وقال محمد بن عيسى الاصبهاني في كتابه في هجاء المصاحف " قوم طاغون " في والذاريات والطور و " يلق اثاما " في الفرقان في روضات الجنات " فس عسق وفي النبإ " ولا كذابا " الستّ كلم مرسومة بالألف قال أبو عمرو وكذا رأيتها أنا في مصاحف أهل العراق ورأيت في بعضها في البقرة " كاتب بالعدل، ولا يأب كاتب، ولا يضار كاتب " ولم تجدوا كاتبا " بالألف مثبتة في الأربعة وكذلك في الانفطار " كراما كاتبين " ورأيت ذلك في بعضها بغير

(1/31)


ألف وقال الغازي في كتابه " كاتب " في البقرة بالألف وذلك اوجه عندي لقلة دوره في القرآن ولئلا يشتبه بقوله " كتب " وكتبا ".
فصل
قال أبو عمرو وما كان من الاستفهام فيه ألفان أو ثلاثة فأن الرسم ورد بلا اختلاف في شيء من المصاحف بأثبات الف واحدة اكتفاءً بها لكراهة اجتماع صورتين فما فوق ذلك في الرسم فاما ما فيه فنحو " ءأنذرتهم " و " ئأقررتم " و " ءأشفقتم " و " ءأنتم أعلم " و " أءِذامتنا " و " أءِله مع الله " و " اءُنزل عليه " و " اءُلقى الذكر " وما كان مثله مما تدخل فيه همزة الاستفهام على همزة اخرى. وكذلك كل همزة مفتوحة دخلت على الف سواء كانت تلك الألف مبدلة من همزة أو كانت زائدة نحو " ءامنوا، وءامن، وءاخر، وءازر وءامين، واءسن وانفا " وشبه فرسم ذلك كله بألف واحدة وهي عندي الثانية ".
واما ما فيه ثلاث ألفات من الاستفهام فقوله " ءامنتم " في الاعراف وطه والشعراء وقوله في الزخرف " الهتنا " " خير " لا غير والألف الثابتة في ذلك في الرسم هي همزة الاستفهام للحاجة اليها وهو قول الفرّاء وتعلب وابن كيسان وقال الكسائي هي الأصلية وكذلك رسموا في كل المصاحف " ترا الجمعان " في الشعراء " حتى إذا جانا " في الزخرف بألف واحدة ويجوز إن

(1/32)


تكون الأولى وأن تكون الثانية وهو أقيس عندي وكذلك رسموا " ونابجانبه " فس سبحان
وفصلت بألف واحدة ويجوز إن تكون الهمزة وإن تكون المنقلبة من الياء والأول اوجه.
وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " رأى " را كوكبا " و " را أيديهم " و " فلما را القمر " و " را الشمس " وما كان مثله من لفظه سواء جاء بعد لام الفعل ساكن أو متحرك فهو مرسوم في كل المصاحف بألف واحدة ويحتمل إن تكون الهمزة وأن تكون اللام إلا في موضعين وهما قوله في والنجم " ما رأى " وفيها " لقد رأى من ءايت ربه " فأن مصاحف أهل الأمصار اتفقت على رسم لام الفعل ياء فيهما خاصة.
وكذلك رسموا بعد الهمزة التي هي لام ياء التأنيث في قوله في الروم " أساءوا السوأى " وذلك عندي على مراد الإمالة وتقليب الأصل وأما قوله عز وجل " يأدم " حيث وقع فمرسوم في جميع المصاحف بألف واحدة وهي عندي الأصلية لا غير وكذلك رسموا " هؤلاء " حيث وقع بغير ألف والواو عندي هي الهمزة اكتفوا بها منها على مراد الاتصال.
فصل
قال أبو عمرو ورأيت اكثر مصاحف أهل المدينة والعراق قد اتفقت على حذف الألف التي هي صورة الهمزة في اصل مطّرد وهو قوله " لأملئن

(1/33)


جهنم " حيث وقع وفي أحرف في ثلاثة أحرف وهي قوله في يونس " واطمئنوا بها " وفي الزمر اشمئزت قلوب الذين " وفي ق " هل امتلئت " ورأيت في بعضها الألف في ذلك مثبته وهو القياس وفي كتاب الغازي " اطمئننتم " في النساء بغير ألف في جميع المصاحف بالألف واتفق جميعها على حذف الألف التي هي صورة الهمزة في قوله في البقرة " فادّرءتم " لا غير.
فصل
قال أبو عمرو وأتفقت المصاحف أيضا على حذف ألف النصب إذا كان قبلها همزة قبلها ألف نحو قوله " ماءً " و " جفاءً " و " سواءً " وما كان مثله لئلا تجتمع ألفان وقد يجوز إن تكون هي المرسومة والمحذوفة الأولى والأول أقيس فأن تحرك ما قبل الهمزة سواء كانت الألف بعدها للنصب أو للتثنية نحو قوله " خطئا وملجئا " و " متّكئا " و " أن تبوءا لقومكما " وما كان مثله فإحدى الألفين أيضا محذوفة إلا إن الثانية هنا هي ألف النصب وألف التثنية لا غير وقال بعض النحويين إنما لم يجمع بين ألفين في الخط من حيث لم يجمع بينها في الفظ.
فصل
واتفقت المصاحف على حذف الألف بعد واو الجمع في اصلين مطّردين وأربعة أحرف فأما الاصلان فهما " جاءو " و " باءو " حيث وقعا واما الأحرف الأربعة فأولها في البقرة " فأن فاءو " وفي الفرقان "

(1/34)


وعتو عتوّا كبيرا " وفي سبإ " والذين سعو في ءايتنا " وفي الحشر " والذين تبؤّو الدار " وكذلك حذفت بعد الواو الاصلية في موضع واحد وهو قوله في النساء " فاؤلئك عسى الله إن يغفو عنهم " لا غير واثبتت بعد هذه المواضع الألف بعد واو الجمع وواو الاصل التي في الفعل في جميع القرآن نحو " ءامنوا، وكفروا، ونسوا الله، ولا تدعوا، وإذا دعوا، واساءوا، واشتروا، واعتدوا، وءاذوا، وغدوا، واتقوا، وولوّوا، ولوّا، وءاووا، وتدعوا، وترجوا، وفلا يربوا، ولتربوا، وإنما اشكوا، وادعوا، وان يعفوا ولن ندعوا " وما كان مثله حيث وقع وسواء كان الفعل الذي الواو فيه لام في موضع نصب أو رفع لوقوع الواو طرفا في الجميع.
وكذلك اثبت بعد الواو التي هي علامة الرفع نحو قوله " اولوا الالبب " و " اولوا العزم " و " اولوا بقية " وما كان مثله. وقد روى احمد بن يزيد الحلواني عن إبراهيم بن الحسن عن بشار عن اسيد إن في مصاحف أهل المدينة " لتربوا " في الروم و " كالذين ءاذوا موسى " في الاحزاب بغير ألف بعد الواو ولم أجد كذلك في شيء من المصاحف ورسم جميعها قوله في يونس " بنوا اسراءيل " بألف بعد الواو التي هي علامة الرفع والجمع وكذا رسموها في قوله " ملقوا ربهم " و " مرسلوا الناقة " و " كاشفوا العذاب " وشبهه من الاسماء لما ذكرناه واتّفقت المصاحف على حذف الألف بعد الواو التي هي علامة الرفع في

(1/35)


الاسم المفرد المضاف نحو قوله " لذو فضل " و " ذو الجلل " و " ذو الفضل " وما كان مثله حيث وقع.
حدثني أبو محمد عبد الملك بن الحسن إن عبد العزيز بن علي حدثهم قال حدثنا المقدام بن تليد قال حدثنا عبد الله بن عبد الحكم قال قال اشهب سئل مالك عن الحروف تكون في القرآن مثل الواو والألف اترى إن تُغير من المصحف إذا وجدت فيه كذلك قال لا قال أبو عمرو يعني الواو والألف الزائدتين في الرسم لمعنى المعدومتين في اللفظ نحو الواو في " اولئك " و " اولي " و " اولات " و " سأُوريكم " و " الربوا " وشبهه ونحو الألف في " لن ندعوا " و " ليبلوا " و " لا اوضعوا " و " أو لااذبحنّه " و " مائة " و " مائتين " و " لا تايسوا " و " ولا يايس " و " يبدؤا " و " تفتئوا " و " يعبؤا " وشبهه وكذلك الياء في نحو " من نبإي المرسلين " و " ملإيه " و " افإين متَّ " وما أشبهه.

فصل
واعلم انه لا خلاف في رسم ألف الوصل الساقطة من اللفظ في الدرج إلا في خمسة مواضع فإنها حذفت منها في كل المصاحف.
فأولها: التسمية في فواتح السور وفي قوله في هود " بسم الله مجرها ومرسها " لا غير ذلك لكثرة الاستعمال فأما قوله " بإسم ربك الذي " و " باسم ربك العظيم " وشبهه فالالف فيه مثبتة في الرسم بلا خلاف.
والثاني: إذا اتت مكسورة ودخل عليها همزة الاستفهام نحو قوله قل

(1/36)


" أتّخذتم " و " ولدا اطّلع " و " بيدي " استكبرت وجديد افترى " وما كان مثله فأن اتت مفتوحة نحو قوله " قل آلذكرَين " و " الله اذن لكم " و " والله خير " وشبهه فقوم يذهبون إلى انها هي المحذوفة وذهب آخرون إلى انها هي الثابتة وذلك عند اوجه.
والثالث: إذا دخلت على همزة الاصل الساكنة ووليها واو أو فاء نحو " وأُتوا البيوت " و " اتمروا بينكم " و " فاتوا بسورة " وفاتوا حرثكم " و " اتوني " وفات بها " وشبهه فان وليها " ثُمَّ " أو غيرها مما ينفصل من الكلام ويمكن السكوت عليه اثبتت بلا خلاف وذلك نحو قوله " ثم ائتوا " و " قال ائتوا " والملك ائتوني به " و " الذي اؤتمن " وشبهه.
والرابع إذا دخلت في فعل الامر المواجه به ووليها أيضا واو أو فاء نحو قوله " وسئل القرية " و " سئلهم " و " فسئل الذين " و " فسئلوهم " وما كان مثله من السؤال خاصّة.
والخامس: إذا دخلت مع لام المعرفة ووليها لام أخرى قبلها للتأكيد كانت أو للبحر نحو قوله " للذي ببكّة " وللدار الآخرة " و " لله الأسماء " و " فلله والرسول " و " للذي انعم الله عليه " و " للذين اتقوا " و " للذين اتبعوه " وشبهه على حذفها من الخط في هذه المواضع جردت عادة الكّتاب قديما وعلل ذلك مبينّة في كتابنا الكبير واجمع كتّاب المصاحف على إثبات ألف الوصل في قوله " عيسى ابن مريم " والمسيح ابن مريم " حيث وقعا وهو نعت كما أثبتوها في الخبر في نحو قوله " وقالت اليهود عُزَير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله " وبالله التوفيق.

(1/37)