المقنع في رسم مصاحف الأمصار باب ذكر ما حذفت منه
الياء اجتزاء بكسر ما قبلها منها
حدثنا محمد بن أحمد بن علي البغدادي قراءة عليه قال حدثنا أبو
بكر محمد بن القاسم الانباري النحوي قال والياءات المحذوفات من
كتاب الله عز وجل اكتفاء بالكسرة منها على غير معنى نداءٍ في
سورة البقرة " فأيّي فارهبون " و " ايّي فاتقون " و " ولا
تكفرون " و " دعوة الداع إذا دعان " و " اتقون يا أولي الالبب
" وفي سورة آل عمران: " ومن اتّبعن وقل " و " واطيعون " و "
وخاون إن كنتم " وفي النساء: " وسوف " يؤت الله " وفي المائدة:
" واخشون اليوم " و " واخشون ولا تشتروا " وفي سورة الانعام: "
يقض الحق " وفيها " وقد هدان " وفي الاعراف: " ثم كيدون فلا
تنظرون " وفي يونس: " ولا تنظرون " و " ننج المؤمنين " وفي
هود: " فلا تسئلنِ ما ليس " و " ثم لا تنظرون " و " ولا تخزون
في ضيفي " و " يوم يأت لا تكلم " وفي يوسف: " فارسلون " و "
ولا تقربون " و " تؤتون موثقا " و " لولا إن تفندون " وفي
الرعد: " الكبير المتعال " و " واليه متاب " و " إليه مئاب " و
" فكيف كان عقاب " وفي إبراهيم: و " خاف وعيد " و " بما
اشركتمون من قبل " و " تقبل دعاء ربنا " وفي
(1/38)
الحجر: " فلا تفضحون " و " لا تحزون " وفي
النحل: " فتقّون " و " فإيّي فارهبون " وفي بني اسراءيل: " لئن
اخّرتن " و " فهو المهتد " وفي الكهف: " فهو المهتد " و " إن
يهدين " و " إن ترن " و " إن يؤتين خيرا " و " على إن تعلّمن "
و " الانبياء: " فاعبدون " و " فلا تستعجلون " و " وأنا ربكم
فاعبدون " وفي الحج: " والباد ومن يرد " و " فكيف كان نكيرا "
و " وإن الله لهاد الذين " وو في المؤمنون: " بما كذّبون " و "
بما كذّبون " و " فاتقون " و " إن يحضرون " و " رب ارجعون " و
" ولا تكلّمون " وفي الشعراء: " اخاف أن يكذبون " و " إن
يقتلون " و " فهو يهدين " و " ويسقين " و " فهو يشفين " و " ثم
يحيين " و " واطيعون " وفي ثمانية مواضع " وان قومي كذبون "
وفي النمل: " واد النمل " و " اتمدّونن بمال فما ءاتن الله " و
" حتى تشهدون " وفي القصص: " إن يقتلون " و " يكذّبون " وفي
العنكبوت " فأعبدون " وفي الروم " بهد العمي " وفي سبإ: "
كالجواب " و " نكير " وفي فاطر " نكير " وفي يس: " إن بردن
الرحمن، ولاينقذون " و " فاسمعون " وفي الصافات: " لتردين "
(1/39)
و " إلى ربي سيهدين " و " صال الجحيم " وفي
ص: " عذاب " و " فحقَّ عقاب " وفي الزمر: " يعباد فاتّقون "
فبشر عباد الذين " وفي المؤمن: " عقاب " و " يوم التلاق " و "
يوم التناد " و " اتّبعون اهدكم " وفي عسق: " الجوار " وفي
الزخرف: " سيهدين " و " اتّبعون هذا " و " واطيعون " وفي
الدخان: " إن ترجمون " و " فاعتزلون " وفي ق: " فحقَّ وعيد " و
" المناد " و " عيد " وفي والذاريات: " ليعبدون " و " أن
يطعمون " و " فلا تستعجلون " وفي القمر: " فما تغن النُذُر " و
" يدع الداع " ومهطعين إلى الداع " وفيها ستة مواضع " ونُذُر "
وفي الرحمن " الجوار " وفي الملك: " نذير " و " نكير " وفي نوح
" واطيعون " وفي والمرسلات: " فكيدون " وفي كوّرت: " الجوار
الكنّس " وفي الفجر: " إذا يسر " و " بالواد " و " اكرمن " و "
اهنن " وفي قل يايها الكفرون " ولي دين ".
قال أبو بكر فهذه الحروف كلها الياء ساقطة منها في المصحف
والوقف عليها بغير الياء وما سوى ذلك فهو بالياء قال أبو عمرو
وقد اغفل ابن الانباري من الياءات المحذوفات في الرسم خمسة
مواضع فلم يذكرها مع نظائرها فاولها في صه " بالواد
(1/40)
المقدّس " وكذلك في القصص: " الواد الايمن
" وكذا في والنازعات " بالواد المقدّس " وفي الشعراء " أنّ معي
ربي سيهدين " وفي ق " واسمعْ يوم التناد " ولا خلاف بين
المصاحف في حذف الياء من هذه المواضع كسائر ما تقدّم فأما قوله
" فبم تبشرون " في الحجر و " تشقون فيهم " وفي النحل فمن كسر
النون فيها الحقهما بنظائرها من الياءات المحذوفات ومن فتح
النون فيها أخرجهما من جملة الياءات.
حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا أبو بكر بن الانباري قال وكل اسم
منادى اضافة المتكلم إلى نفسه فالياء منه ساقطة كقوله " يقوم "
و " يعباد فاتقون " و " يعباد الذين ءامنوا " في سورة الزمر
إلا حرفين اثبتوا فيها الياء في العنكبوت " يعبادي الذين
ءامنوا " والزمر " يعبادي الذين أسرفوا " قال واختلفت المصاحف
في حرف في الزخرف " يعبادي لا خوف عليكم " فهو في مصاحف أهل
المدينة بياء وفي مصاحفنا يعني مصاحف أهل العراق بغير ياء.
حدثنا محمد بن على قال حدثنا محمد بن قطن قال حدثنا أبو خلاد
قال حدثنا اليزيدي عن أبي عمرو انه رأى ذلك في مصاحف أهل
المدينة والحجاز بالياء قال اليزيدي وهو في مصاحفنا بغير ياء
وروى معلىّ بن عيسى عن عاصم الجحدري قال " إبراهيم " في البقرة
بغير ياء كذا وجد في الإمام وهو في كل القرآن بالباء.
(1/41)
فصل
قال أبو عمرو وكل اسم مخفوض أو مرفوع آخره ياء ولحقه التنوين
فأن المصاحف اجتمعت على حذف تلك الياء بناءً على حذفها من
اللفظ في حال الوصل لسكونها وسكون التنوين بعدها وذلك في نحو
قوله " غير باغ ولاعاد، ومن وال، ومن واق، وغواش، وليال،
وبواد، وفي كل واد، ومستخف، وإلا زانٍ، ودان، ولأتٍ، وملاق،
ومن راق " وشبهه.
حدثنا بذلك محمد بن احمد بن علي عن محمد بن القسم الانباري
وكذلك وجدنا في كل المصاحف وبالله التوفيق. |