المقنع في رسم مصاحف الأمصار باب ذكر ما رسم
بإثبات الألف على اللفظ أو لمعنى
حدثنا خلف بن حمدان المقرئ قال حدثنا احمد بن محمد المكي قال
رأيت في الأمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه في البقرة "
اهبطوا مصرا " بالألف وفي يوسف " ءايات للسائلين " بالألف
والتاء وفي الكهف " لكنا هو الله " بالألف وفي الأحزاب "
الظنونا " والرسولا " و " السبيلا " ثلاثتهن بالألف قال أبو
عبيد وقوله " سلسلا " و " قواريرا قواريرا " الثلاثة الأحرف في
مصاحف أهل الحجاز والكوفة بالألف وفي مصاحف أهل البصرة "
قواريرا " الأولى بالألف والثانية بغي ألف.
وحدثنا محومد بن أحمد الكاتب قال حدثنا محمد بن القاسم النحوي
قال حدثنا ادريس عن خلف قال في المصاحف كلها الجدد والعتق "
قواريرا " الأولى بالألف والحرف الثاني " قورارير " فيه اختلاف
فهو مصاحف أهل المدينة وأهل
(1/45)
الكوفة " قواريرا قوراريرا " جميعا بالألف
وفي مصاحف أهل البصرة الأولى بالألف والثاني " قوارير " بغير
ألف.
قال أبو عمرو وكذلك في مصاحف أهل مكة وروى محمد بن يحيى
القُطعي عن ايوب بن المتوكل قال في مصاحف أهل المدينة وأهل
الكوفة وأهل مكة وعتق مصاحف أهل البصرة " قواريرا قواريرا "
بألفين قال أبو عمرو ولم تختلف مصاحف أهل الأمصار في إثبات
الألف في " الظنونا " و " الرسولا " و " السبيلا " و " سلسلا "
واختلفت في قواريرا قواريرا ".
وحدثنا احمد بن عمر بن محمد القاضي قال حدثنا محمد بن احمد بن
منير قال حدثنا عبد الله بن عيسى قال حدثنا قالون عن نافع إن
الثلاثة الأحرف التي في الأحزاب والثلاث أحرف التي في النسان
في الكتاب بالألف.
وحدثنا محمد بن احمد قال حدثنا ابن الانباري قال حدثنا ادريس
عن خلف قال سمعت يحيى بن آدم يحدث عن ابن ادريس قال في المصاحف
الأُولِ الحرف الأول والثاني يعني " قوارير قوارير " بغير ألف.
حدثنا خلف بن إبراهيم قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا علي بن
عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد قال وقوله عز وجل " على بيّنت
منه " في سورة فاطر رأيتها في بعض المصاحف والتاء قال أبو عمرو
وكذلك وجدت أنا ذلك في بعض مصاحف أهل العراق الأصلية القديمة
ورأيت ذلك في بعضها بغير ألف. وحدثنا عبد الله بن عيسى قال
حدثنا
(1/46)
قالون عن نافع إن ذلك مرسوم في الكتاب بغير
ألف كذلك " ءايت للسائلين " في يوسف.
حدثنا خلف بن إبراهيم قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا علي
قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا حجاج عن هارون قال حدثني عاصم
الجحدري قال في الإمام مصحف عثمان بن عفان في الحج " ولؤلؤا "
بالألف والتي في الملئكة " ولؤلؤ " خفضٌ بغي ألف قال أبو عبيد
وكان أبو عمرو يقول إنما اثبتوا فيها الألف كما زادوها في "
كانوا " و " قالوا " قال الكسائي يقول إنما زادوها لمكان
الهمزة حدثنا محمد بن احمد ابن علي قال حدثنا محمد بن احمد بن
قطن قال حدثنا سليمان بن خلاد قال حدثنا اليزيدي قال قال أبو
عمرو وإنما كتبوا الألف في قوله " ولؤلؤا " في الحج كما كتبوا
ألف " قالوا " وما أشبهه.
قال أبو عمرو ولم تختلف المصاحف في رسم الألف في الحج وإنما
اختلفت في فاطر وزعم نصير إن المصاحف اتفقت على حذف الألف في
فاطر وروى إبراهيم بن الحسن عن بشار بن ايوب عن اسيد عن الاعرج
قال كل موضع فيه " اللؤلؤ " فأهل المدينة يكتبون فيه ألفا بعد
الواو الأخيرة وحدثنا احمد بن عمر الجيزي قال حدثنا محمد بن
احمد قال حدثنا عبد الله بن عيسى قال حدثنا قالون عن نافع إن
الحرف الذي في فاطر و " لؤلؤا " بألف مكتوبة.
وحدثنا خاقان المقرئ اجازة قال حدثنا احمد بن عبد الله
الاصبهاني
(1/47)
باسناده عن محمد بن عيسى الاصبهاني قال كل
شيء في القرآن من ذكر " اللؤلؤ " فانما يكتب ليس فيه ألف في
مصاحف البصريين إلا في مكانين ليس في القرآن غيرهما: في الحج "
ولؤلؤا " وفي أتى على الإنسان " حسبتهم لؤلؤا " قال وقال عاصم
الحجدري كل شيء في الإمام مصحف عثمان من ذكر اللؤلؤ فيها ألف
إلا التي في الملائكة وقال الفرّاء هما في مصاحف أهل المدينة
والكوفة بألفين. حدثنا فارس ب احمد قال حدثنا جعفر بن محمد قال
حدثنا عمر بن يوسف قال حدثنا الحسين ابن شيْرَك قال حدثنا أبو
حمدون قال حدثنا اليزيدي في قوله " نفسا زاكية " قال هي مكتوبة
بالألف في مصاحف أهل المدينة وأهل مكة.
وحدثنا احمد بن عمر قال حدثنا محمد بن منير قال حدثنا عبد الله
قال حدثنا قالون عن نافع انها مكتوبة بغير ألف وحدثنا خلف بن
إبراهيم قال حدثنا احمد المكي قال حدثنا علي قال قال أبو عبيد
في الكتاب " إلا انّ ثمودا " وفي هود وفي الفرقان وفي النجم
بالألف مثبتة وحدثنا احمد عن نافع إن الأربعة في الكتاب بألف
قال أبو عمرو ولا خلاف بين المصاحف في ذلك.
فصل
ولا خلاف ترد بينها في زيادة الألف بعد الميم في قوله " مائة "
و " مائتين " حيث وقعا ولم تزد في قوله " فئة " و " فئتين "
وكذلك
(1/48)
زيدت الألف بعد الواو في قوله عز وجل "
الربوا " في جميع القرآن وفي قوله " إن امرؤٌا هلك " في النساء
وكذلك زيدت في نحو قوله " يعبؤا وتفتؤا ولا تظمؤا ويبدؤا
والضعفؤا وإنّا بُرَءؤا " وشبهه مما رسمت الهمزة المتطرفة
المضمومة فيه واوا على مراد الوصل للمشابهة التي بين هذه الواو
في هذه المواضع وبين واو الجمع وواو الاصل في الفعل من حيث
وقعت طرفا كهنّ.
وقال محمد بن عيسى رأيت في المصاحف كلها " شيء " بغير ألف ما
خلا الذي في الكهف يعني قوله " ولاتقولن لشاي " قال وفي مصحف
عبد الله رأيت كلها بالألف " شاي " قال أبو عمرو ولم أجد شيئا
من ذلك في مصاحف أهل العراق وغيرها بألف.
حدثنا خلف بن إبراهيم قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا علي بن
عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد إن المصاحف كلها اجتمعت على رسم
ألف بعد اللام في قوله في مريم " لأ هبَ لك ".
فصل
قال أبو عمرو واتفق كتّاب المصاحف على رسم ألف بعد الواو صورةّ
للهمزة في قوله في المائدة " أنْ تبوأ بأثمي " وفي القصص "
لتنوأ بالعصبة " ولا اعلم همزة متطرفة قبلها متطرفة قبلها ساكن
صوّرت خطا في المصحف إلا في هذين الموضعين لا غير كذلك اتّفقوا
على إن رسموا ألفاً بعد الشين في قوله " النشأة " في العنكبوت
والنجم والواقعة
(1/49)
ولا اعلم همزة متوسطة قبلها ساكن رسمت في
المصحف إلا في هذه الكلمة وفي قوله " موئلا " في الكهف لا غير
ويجوز عندي إن يكون رسموها ههنا على قراءة من فتح الشين ومدّ.
واختلفت المصاحف في قوله في الأحزاب " يسئلون عن انبائكم "
وسيأتى ذلك في موضعه إن شاء الله وقد بقي من هذا الباب مواضع
يأتى ذكرها فيما اجتمعت المصاحف على رسمه إن شاء الله.
فصل
قال أبو عمرو واجتمع أيضا كتاب المصاحف على رسم النون الخفيفة
الفاً وجملة ذلك موضعان: في يوسف " وليكونا من الصاغرين " وفي
العلق " لنسفعا بالناصية " وذلك على مراد الوقف وكذلك رسموا
النون الفاً لذلك في قوله " وأِذا لا يلبثون " و " فإذا لا
يؤتون الناس " و " وإِذا لأذقناك " و " قد ضللت إذا " وشبه من
لفظة حيث وقع وكذلك رسموا نوناً في قوله " وكأيّن " حيث وقع
وذلك على مراد الوصل والمذهبان قد يستعملان في الرسم دلالة على
جوازهما فيه وقال الغازي بن قيس " العذاب، والعقاب، والحساب،
والبيان، والغفّار، والجبّار، والساعة، والنهار " بألف يعني في
المصحف وذلك اللفظ.
قال أبو عمرو وكذلك رسموا كل ما كان على وزن فَعال وفِعال بفتح
الفاء وبكسرها وعلى وزن فاعِل نحو " ظالم، وكتاب، وشاهد،
ومارد، وشارب، وطارد " وعلى وزن فعَّال نحو " خوان، وختار،
(1/50)
صبار، وكفار " وعلى وزن فُعلان نحو " بنيان، وطغيان، وكفران،
وقربان، وخسران، وعدوان " وفِعلان نحو " صنوان، وقنوان، وكذلك
الميعاد، والميزان، والميقات، وميراث " وكذلك م أشبهه مما ألفه
زائدة للبناء وكذلك إن كانت منقلبة من ياء أو من واو حيث وقع.
وحدثنا فارس بن احمد قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا عمر بن
يوسف قال حدثنا الحسين بن شيرك قال حدثنا أبو حمدون قال حدثنا
اليزيدي قال كُتِبَتْ " تترا " بالألف وكذلك رأيتها انا من نون
أو على لفظ التفخيم وكذلك وجدت فيها " كلتا الجنتين " في الكهف
بالألف وذلك على إن الألف للتثنية أو على مراد إن كانت للتأنيث
وروى محمد ابن يحيى القطعي عن سليمان بن داود عن بشر بن عمر عن
هارون عن عاصم الجحدري قال في الإمام " ولا اوضعوا " في التوبة
و " أولا اذبحنه " في النمل بألف وقال نصير اختلفت المصاحف في
الذي في التوبة واتفقت على الذي في النمل وُحدثتُ عن قاسم بن
اصبغ قال حدثنا عبد الله بن مسلم بن قتيبة قال كتبوا في المصحف
" ولا اوضعوا " و " أولا اذبحنه " بزيادة ألف وبالله التوفيق. |