المقنع في رسم مصاحف الأمصار

باب ذكر ما رسم في المصاحف من الحروف المقطوعة على الأصل والموصولة على اللفظ
ذكر " آن لآ " بالنون: حدثنا محمد بن علي قال حدثنا ابن الانباري قال وجميع ما في كتاب الله عز وجل من قوله " الا " فهو بغير نون إلا عثرة أحرف فأولها في الاعراف " ان لا اقول " وفيها " إن لا يقولوا " وفي التوبة " إن لا ملجأ من الله " وفي هود " وان لا اله إلا هو " و " إن لا تعبدوا إلا الله اني اخاف "

(1/73)


وفي الحج " إن لا تشرك بي شيئا " وفي يس " إن لا تعبدوا الشيطن " وفي الدخان " وان لا تعلوا على الله " وفي الممتحنة " إن لا يشر كن بالله شيئا " وفي ن والقلم " إن لا يدخلنها اليوم " فهذه المواضع بالون.
قال محمد بن عيسى حدثني اسحق بن الحجاج المقريء قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد قال سمعت حمزة وابا حفص الخزاز يقولان " آن لا " مقطوعة في عشرة أمكنة فذكرها.
ذكر " مِن ما " بالنون:
اخبرنا الخاقاني قال اخبرنا الاصبهاني قال حدثنا الكسائي قال حدثنا ابن الصباح قال محمد بن عيسى " فمن ما " مقطوعة ثلاثة أحرف: في النساء " فمن ما ملكت ايمنكم " وفي الروم " من ما ملكت ايمنكم من شركاء " وفي المنافقين " من ما رزقنكم " قال أبو عمرو فاما قوله " من مال الله " و " من ماءٍ " وشبهه من الدخول " مِن " على اسم ظاهر فمقطوع حيث وقع فاما إذا دخلت على " مَن " نحو قوله " مّمن منع " و " ممن افترى " و " ممن كذب " و " ممن دعا " و " ممن معك " وشبهه فلا خلاف منه وكذا كتبوا " مِمًّ خُلِقَ ".
ذكر " عن ما ": قال أبو عمرو وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " عمّا " فهو بغير نون إلا حرفا واحدا في الاعراف قوله " عن ما نُهوا عنه "

(1/74)


فانه بالنون حدثنا فارس بن احمد المقريء قال حدثنا جعفر ابن احمد قال حدثنا محمد بن الربيع وحدثنا الخاقاني قال حدثنا احمد بن اسامة قال حدثنا أبي قالا حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال قال لي علي بن كيسة " عن ما نهوا عنه " في الكتاب " عن " وحدها و " ما " وحدها حدثنا محمد بن علي قال حدثنا ابن الانباري قال " عن ما نهوا عنه " حرفان ولم يقطع في كتاب الله عز وجل غيرهما.
ذكر " واِن ما ": قال محمد بن عيسى عن اسحق بن الحجاج عن عبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة بن حبيب الزيات وابي حفص الخزاز ليس في القرآن " وان ما " بالنون إلا حرفا واحدا في الرعد " وان مانُرِينّك " وحدثنا محمد بن علي قال حدثنا لبن الانباري قال حدثنا ادريس قال لم يقطع من " ان " " ما " في المصحف إلا حرف واحد في آخر سورة الرعد " وان مانرينك ".
ذكر " فَالم ": قال أبو عمرو وكتب في كل المصاحف في هود " فاّلم يستجيبوا لكم " بغير نون وفي القصص " فأن لم يستجيبوا لك " بالنون قاله لنا محمد بن احمد عن ابن الانباري وقاله محمد عن نصير في اتفاق المصاحف.
ذكر " آن لن ": قال لنا محمد بن أحمد عن ابن الانباري وكتب " آن لن " بغير نون

(1/75)


في موضعين: في الكهف " الّن نجعل لكم موعدا " وفي القيامة " الّن نجمع عظامه " وما سوى ذلك هو " اّن لن " بالنون وقاله حمزة وأبو حفص الخزاز وقال محمد بن عيسى وقال بعضهم في المزمل " أَلّن تحصوه " وذكره الغازي في كتابه بالنون قال أبو عمرو وكتب في جميع المصاحف " أن لم " بفتح الهمزة و " إِن لم " بكسرها بالنون حيث وقع إلا الحرف الذي في هود وقد ذكرناه.
ذكر " عن من ".
قال أبو عمرو وكتبوا في كل المصاحف في النور " ويصرفه عن من يشاء " وفي والنجم " عن من توّلى " بالنون وليس في القرآن غيرهما فاما قوله " عما قليل " و " عمّ يتساءَلون " فموصلان بلا خلاف.
ذكر " آم من " بالميم.
قال محمد بن عيسى وابن الانباري وكل ما في القرآن من ذكر " آم من " فهو في المصحف موصول الاّ أربعة أحرف كتبت في المصحف مقطوعة يعني بميمين: في النساء " ام من يكون عليهم وكيلا " وفي التوبة " ام من اسّس بنينه " وفي والصافات " ام من خلقنا " وفي فصلت " ام من يأتىءَامنا " وحدثنا محمد بن احمد قال حدثنا ابن الانباري قال وقوله " امّا اشتملت عليه " هو في المصحف حرف واحد معناه " ام الذي اشتملت ".

(1/76)


ذكر " في ما " مقطوع: قال محمد بن عيسى وعدّوا " في ما " مقطوعا أحد عشر حرفا وقد اختلفوا فيها في البقرة " في ما فعلن في أنفسهن من معروف " وفي المائدة " ليبلوكم في ما ءاتكم " وفي الانعام " ليبلوكم في ما ءاتكم " و " قل لا أجد في ما اوحى اليّ محرّما " وفي الانبياء " في ما اشتهت أنفسهم " وفي النور " في ما افضتم فيه " وفي الشعراء " في ما ههنا امنين " وفي الروم " في ما رزقنكم " وفي الزمر " في ماهم فيه يختلفون " وفيها أيضا " في ما كانوا فيه يختلفون " وفي الواقعة " وننشئكم في ما لا تعلمون " قال منهم من يصلها كلها ويقطع التي في الشعراء " في ما ههنا ءامنين " وروى محمد بن يحيى عن سليمن بن داود عن بشر بن عمر عن معلّى قال كنّا إذا سألنا عاصما عن المقطوع والوصول قال سواء لا ابالي اُقطع ذا ام وُصل ذا انما هو هجاء قال أبو عمرو واحسبه يريد المختلف في رسمه من ذلك دون المتّفق على رسمه منه.
ذكر " اَيْنَمَا ":
قال محمد " اينما " موصولة ثلاثة أحرف: في البقرة " فاينما توّلوا فثمّ وجه الله " وفي النحل " انما يوجّهه لاءيأت بخير " وفي الشعراء " اينما كنتم تعبدون " قال وقد اختلفوا فيه فمنبم من يعدّ التي في البقرة والتي في النحل والتي في النساء " اينما تكونوا يدر ككم الموت " وفي الأحزاب

(1/77)


" اينما ثُقفوا اُخذوا " وقال أبو حفص الخزاز " اينما " موصولة أربعة أحرف فذكر التي في البقرة والنحل والشعراء والاحزاب قال أبو عمرو فاما قوله في البقرة " وحيث ما " في الموضعين فمقطوع وأما قوله " نعّما " في البقرة والنساء وقوله " مّهْمَا " في الاعراف وقوله " ربما يودّ " في الحجر فموصول في جميع المصاحف حدثنا محمد بن علي قال حدثنا ابن الانباري قال حدثنا ادريس قال حدثنا خلف قال قال الكسائي " نعما " حرفان لأن معناه " نعم الشيء " قال وكتبا بالوصل.
ذكر " اِنْ ما ": قال أبو عمرو وكتبوا " إن ما " مقطوعة في موضع واحد في الانعام " إن ما توعدون َلأت " حدثنا فارس ابن محمد المقرئ فال حدثنا جعفر بن احمد قال حدثنا محمد بن الربيع وحدثنا الخاقاني قال حدثنا احمد بن اسامة قال حدثنا أبي قالا حدثنا يونس ابن عبد الاعلى قال قال لي علي بن كيسة " انما توعدون " في الكتاب " اِنّ " وحدها و " ما " وحدها ليس في القران غيرها قال لنا ذلك محمد ابن الانباري وقاله محمد بن عيسى عن اسحق عن ابن أبي حماد وعن حمزة وابي حفص.
ذكر " اَنّ ما ": قال محمد بن عيسى وكتبوا " ان ما " مقطوعة في موضعين: في الحج وفي لقمان " واَنّ ما يدعون من دونه " لا غير قال أبو عمرو فاما قوله في الانفال " اَنّما غنمتم " وفي النحل " اِنّما عند الله " فهما في مصاحف أهل العراق موصلان

(1/78)


وفي مصاحفنا القديمة مقطوعان والاول اّثْبَتُ وهو إلا كثر وكذلك رسَمَهما الغازي بن قيس في كتابه موصولين قال أبو عمرو وكتبوا في جميع المصاحف " كانّما يساقون " و " كانّما يصّعّد " و " فكأنّما خرّ " وما اشبهه من لفظه موصولا حرفا واحدا حدثنا محمد بن علي قال حدثنا ابن الانباري قال حدثنا ادريس عن خلف عن الكسائي قال كتب بالوصل حرف واحد: اَنما غنمتم ".
ذكر " بئس ما ": قال محمد بن عيسى و " بئسما " موصولة لثلاثة أحرف في البقرة " بئسما اشتروا به أنفسهم " وفيها أيضا " قل بئسما يأمركم به ايمنكم " وفي الاعراف " بئسما خلفتموني " قال أبو عمرو وقال محمد بن عيسى في موضع آخر كلما في اوله لام فهو مقطوع.
ذكر " كل ما ": قال محمد و " كل ما " مقطوع حرفان: في النسء " كل ما رُدّوا إلى الفتنة " وفي إبراهيم " من كل ما سألتموه " قال منهم من يصل التي في النساء حدثنا محمد بن علي قال حدثنا محمد بن القسم قال حدثنا محمد بن يحيى عن ابن سعدان قال في مصحف عبد الله " كل ما " منقطعة في القران.

(1/79)


ذكر " ابن اُمَِّ ": قال أبو عمرو وكتبوا في كل المصاحف في الاعراف " قال ابن ام " بالقطع على مراد الانفصال وكتبوا في طه " يَبْنَؤُمَ " بالوصل كلمة واحدة على مراد الاتّصال قاله لنا محمد عن ابن الانباري.

(1/80)


ذكر " وَيْكَأَنّ ": وكتبو أيضا " ويكان الله " و " ويكانه " في موضعين في القصص بوصل الياء بالكاف قاله لنا محمد ابن الانباري.
ذكر " ولاتَ حِينَ ": وكتبوا " ولات حين مناص " في ص بقطع التاء من الحاء وحدثنا خلف بن إبراهيم قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا علي ابن عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد قال في الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه " ولاتحين مناص " التاء متصلة ب " حين " قال أبو عمرو ولم نجد ذلك كذلك في شيء من مصاحف أهل الأمصار وقد ردّ ما حكاه أبو عبيد واحد من علما إذ عدموا وجدوا ذلك كذلك في شيء من المصاحف القديمة وغيرها قال لنا محمد بن علي قال لنا ابن الانباري كذلك هو في المصاحف الجدد والعتق بقطع التاء م " حين " وقال نصير اتّفقت المصاحف على كتاب " ولات حين مناص " بالتاء يعني منفصلة.
قال أبو عمرو وكتبوا في جميع المصاحف " على ال ياسين " في والصفات بقطع اللام من الياء.
وكتبوا " كالوهم أو وزنوهم " موصلين من غير ألف بعد الواو قاله لنا الخاقاني عن احمد عن علي أبي عبيد وبالله التوفيق.

(1/81)