المقنع في رسم مصاحف الأمصار

باب ذكر ما رسم في المصاحف من هاءات التأنيث على الأصل أو المراد التوصيل
ذكر الرحمة
حدثنا محمد بن احمد قال حدثنا محمد بن القسم النحوي قال وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " الرحمة " فهو بالهاء يعني في الرسم إلا سبعة أحرف: في البقرة " أولئك يرجون رحمت الله " وفي الاعراف " إنّ رحمت الله قريب من المحسنين " وفي هود " رحمت الله وبركاته " وفي مريم " ذكر رحمت ربك " وفي الروم " الي أثار رحمت الله " وفي الزخرف " أهم يقسمون رحمت ربك " وفيها " ورحمت ربك خير مما يجمعون ".
وقال وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " النعمة " فهو بالهاء إلا أحد عشر حرفا: في البقرة " واذكروا نعمت الله عليكم وما انزل عليكم " وفي آل عمران " واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم اعداءً " وفي المائدة " اذكروا نعمت الله عليكم إذ هَمَّ قوم " وفي إبراهيم " الم تر إلى الذين بدَّلوا نعمت الله كفرا " وفيها " وإن تعدّوا نعمت الله لا تحصوها " وفي النحل " وبنعمت الله هم يكفرون " وفيها " يعرفون نعمت الله "

(1/82)


وفيها واشكروا نعمت الله " وفي لقمان " في البحر بنعمت الله " وفي فاطر " اذكروا نعمت الله عليكم هل " وفي الطور " بنعمت ربك ".

ذكر السُنَّة
قال وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " السنة " فهو بالهاء إلا خمسة احرف، في الأنفال: فقد مضت سنت الأوَّلين " وفي فاطر ثلاثة أحرف " إلا سنت فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا " وفي المؤمن " سنت الله التي قد خلت ".

ذكر المرأة
قال وكا ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " المرأّة " فهو بالهاء إلا سبعة أحرف: في آل عمران " إذ قالت امرأت عمران " وفي يوسف امرأت العزيز تراود " وفيها " قالت امرأت العزيز الئن حصص الحق " وفي القصص " وقالت امرأت فرعون " وفي التحريم " امرأتَ نوح وامرأت لوط " وامرأتَ فرعون ".

ذكر الكلمة
قال أبو عمرو وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " الكلمة " على لفظ واحد فهو بالهاء إلا حرفا واحدا في الأعراف " وتمت كلمت ربك الحسنى " فأن مصاحف أهل العراق اتفقت على رسمه بالتاء

(1/83)


ورسمه الغازي بن قياس في كتابه بالهاء فأما قوله في الانعام " وتمت كلمت ربك على الذين فسقوا " وفيها " كلمت ربك لا يؤمنون " وفي غافر " حقّت كلمت ربك " فأني وجدت الحرف الثاني من يونس في مصاحف أهل العراق بالهاء وما عداه بالتاء من غير ألف قبلها وهذه المواضع الربعة تُقرأ بالجمع والإفراد وحدثنا ابن خاقان قال حدثنا احمد المكي قال حدثنا علي أبو عبيد بإسناده عن أبي الدرداء إن الحرف الثاني من يونس ف مصاحف أهل الشام " كلمات " على الجمع قال أبو عمرو ووجدته أنا في مصاحف المدينة " كلمت " بالتاء على قرأتهم وروى محمد بن يحيى عن سليمان بن داود عن بشر بن عمر عن معلّى الوراق قال سألت عاصما عن " كلمت ربك " فقال التي في الانعام تاء والتي في الاعراف هاء وقال محمد بن عيسى عن نصير " كلمت " بالتاء ثلاثة فذكر الذي في الانعام والأول من يونس والذي في غافر وقال في اختلاف المصاحف إنها اختلفت في الذي في غافر ففي بعضها بالتاء وفي بعضها بالهاء وحدثنا محمد بن احمد قال حدثنا ابن الانباري إن المرسوم من ذكر " الكلمة " بالتاء ثلاثة أمكنة فذكر الذي في الاعراف والاول من يونس والذي في المؤمن وقال غيره هي أربعة وزاد الثاني من يونس وكذلك وجدت انا الاربعة الاحرف في المصاحف المدينة وحدثنا أبو الفتح قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا عمر بن يوسف قال حدثنا الحسين ابن شيرك قال حدثنا اليزيدي قال كتبوا " كلمت " في الأول

(1/84)


من يونس وفي غافر بالتاء قال أبو عمرو ولما وقع هذا الاختلاف تتبعت ذلك في المصاحف فوجدته على ما اثَبتٌّه.

ذكر اللّعنه
قال ابن الانباري وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " اللعنه " فهو بالهاء الاّ حرفين في آل عمران " فنجعل لعنت الله على الكذبين " وفي النور " أَنّ لعنت الله عليه ".

ذكر المَعْصِية
قال وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " المعصية " فهو بالهاء الاّ حرفين في المجادلة " ومعصيتِ الرسول " و " معصيت الرسول " قال أبو عمرو وكالذي رويناه عن ابن الانباري في رسم هذه التاءات روى محمد بن عيسى عن نصير سواء.

ذكر حروف منفردة من هذا الباب
حدثنا أبو مسلم محمد بن احمد قال حدثنا محمد بن القسم قال وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " الشجرة " فهو بالهاء الاّ حرفا واحدا في الدخان " اِنْ شجرت الزقوم " قال وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " قُرّة عين " فهو بالهاء الاّ حرفا واحدا في القصص " قرّت عين لي ولك " قال وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " الثمرة فهو بالهاء الاّ حرفا واحدا في فصلت " من ثمرت من اكمامها " قالابو عمرو وهذا يختلف فيه بالجمع والافراد قال وكتبوا في هود " بقيّت الله لكم " بالتاء قال أبو عمرو

(1/85)


وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " الجنّة " فهو بالهاء الاّ حرفا واحدا في الواقعة " وجنّت نعيم " وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر " ءاية " فهو بالهاء الاّ حرفا واحدا في العنكبوت " لولا أنزل عليه ءايت من ربه " وهذا أيضا يُقرأ بالجمع والافراد وكتبوا في كل المصاحف في يوسف " ءايت للسائلين " وفي فاطر " على بينّت منه " وفي المرسلات " كأنّه جملتٌ صفر " بالتاء وهذه المواضع تقرا أيضا بالجمع والافراد وكذلك رسموا " مرضات الله " و " يأبت " حيث وقعا و " هيهات هيهات " في الموضعين و " ذات بهجة " في النمل و " ذات الشوكة " و " بذات الصدور " حيث وقع و " فطرتَ الله " في الروم و " لات مناص " في ص و " اللتَ والعزّى " في والنجوم و " مريمَ ابنتَ عمران " في التحريم بالتاء في الجميع.
حدثنا فارس بن احمد المقرئ قال حدثنا جعفر بن محمد البغدادي قال حدثنا عمر بن يوسف قال حدثنا الحسين بن شيرك قال حدثنا أبو حمدون قال حدثنا اليزيدي قال كتبوا يعني في المصاحف " بقيت الله " و " فطرت الله " و " غيبت الجب " في الموضعين و " كلمت ربك " في الحرف الأول من وينس وفي فاطر " على بينت منه " و " من ثمرت " و " إن شجرت الزقوم " بالتاء وروى مضر بن محمد عن اسحق بن الحجاج عن

(1/86)


عبد الرحمن بن ابى حماد عن حمزة وابي حفص الخزاز " بينت " في الملائكة و " من ثمرت " في السجدة و " حنت نعيم " في الواقعة بالتاء وقال محمد عن نصير في اتّفاق المصاحف " قرت عين " و " ءايت من ربه " و " فطرت الله " و " من ثمرت " و " يأبت " و " غيبت الجب " و " جنت نعيم " و " شجرت الزقوم " بالتاء قال أبو عمرو وكتبوا " لومة لائم " و " ناقة الله " و " من قرّة اعين " في السجدة بالهاء وكذلك سائر هاءات التأنيث سوى ما تقدم ذكرنا له وذلك على مراد الوقف اذ تاء تبدل فيه هاء وبالله التوفيق.