المقنع في رسم مصاحف الأمصار

باب ذكر ما اتفق على رسمه مصاحف أهل الأمصار من أوّل القرآن إلى آخره
اخبرني خلف بن محمد بن حمدان بن خاقان المقريء إن محمد بن عبد الله الاصبهاني المقريء حدثهم قال حدثنا أبو عبد الله الكسائي عن جعفر بن عبد الله بن الصباح قال قال محمد بن عيسى وهذا ما اجتمع عليه كتاب مصاحف أهل المدينة والكوفة والبصرة وما يكتب بالشام وما يكتب بمدينة السلام لم يختلف في كتابه في شيء من مصاحفهم اخبرني بهذا الباب نصير بن يوسف قرأَتُ عليه كتبوا " بسم الله الحمن الرحيم " بغير ألف وكتبوا " ملك يوم الدين " بغير ألف قال أبو عمرو وكذلك كتبوا ملك الملك ".
وكتبوا " ولبئس ما شروا به أنفسهم "

(1/87)


مقطوعة وكتبوا " الربوا " بالواو والالف في جميع القرآن الاّ حرفا واحدا في سورة الروم " وما ءاتيتم من ربا " في بعض المصاحف بغير واو زكتبوا في بعضها بالواو وكتبوا " الصلوة " و " الزكوة " بالواو وكتبوا " ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكمفيه فان قتلوكم فاقتلوهم " كلها بغير ألف وكتبوا " وقتلوهم حتى لاتكون فتنة " يعني بغير ألف وكتبوا " يخدعون الله والذين ءامنوا " بغير ألف قال أبو عمرو وكذلك كتبوا الحرف الثاني " وما يخدعون إلا أنفسهم " وكذلك كتبوا في النساء " يخدعون الله وهو يخدعهم " وكذلك كتبوا " قلوبهم قسية " في المائدة و " فويل للقسية قلوبهم " في المزمر قال نصير وكتبوا " فادّرءتم فيها " بغير ألف " وعلى الذين يطبقونه فدية طعام مسكين " بغير ألف وكتبوا " وزاده بسطة في العلم " بالسين وكتبوا " والله يقبض ويبصط " بالصاد وكتبوا " الحيوة " بالواو.
وفي آل عمران كتبوا " لكيلا تحزنوا " موصولة قال أبو عمرو وكتبوا " فبءس ما يشترون " مقطوعة ولا لام في اولها كأنّ الفاء خلفتها في الزيادة.
وفي النساء كتبوا " ام من يكون علهيم وكيلا " مقطوعة وكتبوا " فمن ما ملكت ايمنكم من فتيتكم " مقطوعة قال أبو عمرو وكتبوا " الاّ اِنثا " بغير ألف.
وفي المائدة " لبئس ما قدّمتْ لهم أنفسهم " مقطوعة وكتبوا أيضا " لبئس ما كانوا يعملون " مقطوعة.

(1/88)


وكتبوا " اتحجّوّني في الله وقد هدين " بالياء وكتبوا " بالغدوة والعشيّ " بالواو.
وفي الاعراف كتبوا " انّ لنا لأجرا " بغير ياء وكتبوا " قال ابن امّ " مقطوعة وكتبوا " فلما عتوا عن ما نُهوا عنه " مقطوعة ليس القرآن غيره وكتبوا " ائنّكم لتأتون الرجال " بالياء والنون قال أبو عمرو وكذلك قال نصبر ودق تتبعت انا مصاحف أهل العراق وغيرها فلم اجد ذلك فيها إلا بحرف واحد بعد الهمزة وكذلك رأيت محمد بن عيسى حكاه في كتابه بغير ياء فالله اعلم قال نصير وكتبوا " وزادكم في الخلق بصطة " بالصاد وكتبوا " فهو المهتدي " بالياء وليس في القرآن غيره.
وفي براءة " ام من اسّس بنينه " مقطوع وكتبوا " ومنهم من يقول ائذن لي " بالياء.
وفي يونس كتبوا " وكذلك حقّت كلمت ربك على الذين فسقوا " بالتاء و " آن ابدّله من تلقاءى نفسي " بالياء وكتبوا " حقّا علينا ننج المؤمنين " بنونين وليس بعد الجيم ياء.
وفي هود كتبوا " اصلواتك تأمرك " ليس بين الواو والتاء والف.
وفي يوسف كتبوا " غيبت الجبّ " يالتاء وكتبوا " لدا الباب " والالف وكتبوا " ولا تايئسوا من روح الله

(1/89)


انه لا يايئس من روح الله " بالألف وكتبوا " فنجى من نشاء " بنون واحدة قال أبو عمرو وكتبوا " وقال لفتينه " و " خبر حفظا " بغير ألف في الحرفين.
وفي الرعد " افلم يايئس الذي ءامنوا " بالألف قال أبو عمرو ووجدت انا في بعض مصاحف أهل العراق " فلما استايئسوا منه " و " حتى إذا استايئس الرسل " في موضعين في يوسف بالألف وفي بعضها بغير ألف وذلك الاكثر.
وفي الحجر كتبوا " لكل باب منهم جزء مقسوم " بغير واو.
وفي النحل كتبوا " لكي لا يعلم " مقطوعة.
وفي الكهف كتبوا " وهيّئ لنا " بياءين وكذلك " ويهيء لكم من امركم مرفقا " وكتبوا " بالغداة والعشيّ " بالواو وكتبوا " قال ءاتوني افرغ عليه قطرا " بغير ياء قال أبو عمرو وكذلك كتبوا الحرف الأول " ردماً ءاتوني " بغير ياء وكذلك كتبوا " لتّخذتَ عليه " بغير ألف بعد اللام.
وفي مريم كتبوا " وفد خلقتك " بغير ألف وكتبوا " وجعلني مبركا اين ما كنت " مقطوعة.
وفي طه " وانا اخترتك " بغير ألف وكتبوا " قال ينبؤمّ لا تأخذ بلحيتي " موصولة ليس بين النون والواو والف.

(1/90)


وفي الأَنبياء " وحرم على قرية " بغير ألف وكتبوا " وضياءً وذكرا " بالألف ليس القرآن غيره قال أبو عمرو وهكذا قال نصير وهو وهم كل ما كان منونا فهو مثل ذلك نحو قوله " أو أشد ذكراً " و " من لدنا ذكرا " و " اليكم ذكرا " ورسم جميعه في كل المصاحف بالألف على نية الوقف ولا يجوز غير ذلك وانما يرسم من ذلك بالياء ما كان في آخره ألف التأنيث ولا سبيل للتنوين فيه نحو قوله " وذكرى للمؤمنين " و " ذكرى لمن كان له " وشبهه كما بيّنّاه قبل وكتبوا " وكذلك نجى المؤمنين " بنون واحدة.
وفي الحج كتبوا " كُتب عليه انّه من تولاه " بالألف وكتبوا " لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً " موصولة وكتبوا " وآنّ ما يدعون " مقطوعة.
وفي المؤمنون كتبوا " الذين هم في صلاتهم خشعون " بالألف بغير واو وفي آية الثانية " على صلوتهم " بالواو وكتبوا في الآية الأولى " فقال الملؤا " بالواو والالف.
وفي النور كتبوا " ما زكى منكم من احد " بالياء كتبوا " كمشكوة " بالواو.
وفي الفرقان " وعتو عتوا " بغير ألف و " وهو الذي أرسل الرياح نشرا " بالألف.
وفي الشعراء " ائنّ لنا لأجرا " بالياء والنون.

(1/91)


وفي النمل كتبوا يايها الملؤا اّني اٌلقي اليّ " وقالت يايها الملؤا افتوني " وقال يايها الملؤ ايكم يأَتيني " بالواو والالف وكتبوا " ائنكم لتأتون " بالياء والنون كتبوا " فما ءاتن الله " بالياء والنون وكتبوا " لاُ عذّبنّه عذابا شديداً " بغير ألف " أو َلأَ اذبحنه " بالألف وكتبوا " اءذا كنا تربا ةءاباؤنا اننا لمخرجون " بنونين قال عمرو يعني انهم صورة بعد الهمزة حرفين وقال محمد بن عيسى " ائنا " بالياء والنون ولم نُرو إن ذلك بتونين إلا في مصاحف أهل الشام حدثنا فارس لبن احمد قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا عمر بن يوسف قال حدثنا الحسين قال حدثنا ابن حمدون قال قال اليزيدي انما كتبوا " ائنا لخرجون " بالياء كما كتبوا " ائذا " في الواقعة بالياء حدثنا خلف بن حمدان قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا علي قال حدثنا القسم بن سلام قال حدثنا هشام بن عمار عن ايّوب ابن تميم عن يحيى بن الحرث عن ابن عامر إن في مصاحف أهل الشام في النمل " اننا لمخرجون " على نونين بغير استفهام.
قال نصير وفي العنكبوت " انكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم " بغير ياء.
وفي الروم كتبوا " هل لكم من ما ملكت ايمنك " مقطوعا " وفطرتَ الله " بالتاء.
وفي لقمان كتبوا " ولا تصعر خدّك " بغير ألف وكتبوا " وآنّ ما تدعون من دونه " مقطوعا.

(1/92)


وفي الأحزاب كتبوا " زوجنكلها لكي لا " مقطوعة " وما ملكت ايمنهم لكيلا " موصولة.
وفي سبإِ كتبوا " بعد بين اسفارنا " بغير ألف وكتبوا " علم الغيب لا يعزب " بغير ألف.
وفي والصافات كتبوا " ام من خلقنا " مقطوعا وكتبوا " ائنّا لتاركوا ءالهتنا " بالياء والنون وكتبوا " اِنّ هذا لهو البلؤا المبين " يعني بالواو والالف.
وفي حم السجدة كتبوا " ام من يأتى " مقطوعا. وفي الزخرف " وجعلوا الملئكة الذين هم عبد الرحمن " بغير ألف.
وفي الدخان كتبوا " ما فيه بلؤا مبين " بالواو والالف.
وفي الفتح كتبوا " سيماهم في وجوههم " بالألف وقال معلىّ عن عاصم تكتب " سيماهم " في القرآن بالألف.
وفي والذاريات كتبوا " والسماء بينها بأييد " بياءين وفي والنجوم كتبوا " ما كذب الفؤاد ما رأى " بياء الاّ هذين الحرفين وكتبوا: ومنوة " بالهاء والواو.
وفي الواقعة " وجنّتُ نعيمٍ " بالتاء.

(1/93)


وفي الحديد كتبوا " اين ما كنتم " مقطوعة وكتبوا " لكيلا تأسوا " موصولة.
وفي المجادلة كتبوا " اين ما كانوا " يعني مقطوعا.
وفي الحشر " والذين تبّؤو " بواوين من غير ألف وكتبوا " كي لا يكون دولة " يعني مقطوعة.
وفي الممتحنة كتبوا " اِنّا بُرءؤا " ليس بين الراء والواو ألف.
وفي ن والقلم كتبوا " بأييكم المفتون " بياءين.
وفي المطففين كتبوا " لفي علّيّين " بياءين " وما ادرك ما علّيّون " بياء واحدة.
وفي والشمس كتبوا " ناقة الله " بالهاء.
وفي لايلف " اِلفهم " بغير ياء.
اخبرني الخاقاني قال حدثنا محمد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن احمد قال حدثنا جعفر بن الصباح عن محمد بن عيسى عن أبي حفص الخزاز قال في يونس " لنظر كيف تعملون " بنون واحدة ليس في القرآن غيرها وكذلك روى محمد بن شعيب لبن شابور عن يحيى بن الحرث انه وجدها في الإمام بنون واحدة قال أبو عمرو ولم نجد ذلك كذلك في شيء من المصاحف وقال محمد بن عيسى هو في الجدد والعتق بنونين.
حدثنا الخاقاني بن إبراهيم قال حدثنا احمد بن محمد المكي قال

(1/94)


حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد قال رأيت في الذي يقال له الإمام مصحف عثمان رضي الله عنه " فنجي من نشاء " في يوسف و " نجى المؤمنين " في الانبياء بنون واحدة قال ثم اجتمعت عليها المصاحف في الامصار كلها فلا نعلمها اختلفت قال ورايت فيه الحرفين الذين في يونس " ثم ننجي رسلنا " و " ننج المؤمنين " بنونين.
قال ورأيت فيه الحجر وق " الأَيكةِ " وفي الشعراء وص " ليكة " قال ثم اجتمعت عليها مصاحف أهل الامصار كلها فلا نعلمها اختلفت فيها قال واجتمعت على " وسئل " و " فسئل " بغير ألف وعلى " مضن حيّ عن ببنّة " في الانفال بياء واحدة وعلى " اتمدونن " في النمل بنونين.
حدثنا محمد بن علي قال حدثنا محمد بن قطن قال حدثنا سليمان بن خلاد قال حدثنا اليزيدي قال " فنجى من نشاء " و " نجى المؤمنين " هما مكتوبان بنون واحدة وحدثنا احمد بن عمر قال حدثنا محمد بن منير قال حدثنا عبد الله بن عيسى قال حدثنا قالون عن نافع قال هما في الكتاب بنون واحدة.
وحدثنا خلف بن حمدان قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا علي قال حدثنا أبو عبيد إن مصاحف أهل الامصار اجتمعت على رسم " الصرط " و " صرط " بالصاد قال أبو عمرو وكذلك رسموا " المصيطرون " و " بمصيطر " ورسموا " بضنين "

(1/95)


في كوّرت بالضاد ابن المبارك عن حنظلة بن أبي سفيان عن عطاء قال زعموا انها في مصحف عثمان رضي الله عنه " بضنين " بالضاد وبالله التوفيق.