الناسخ والمنسوخ لقتادة

ومن [سورة آل عمران]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} 4 أن يطاع فلا يعصى {وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} 5 نسختها الاية التي في التغابن {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا6} وعليها بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة ما استطاعوا.
ومن [سورة النساء]
{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً} 7 عن قتادة عن سعيد بن المسيب8 أنه قال إنها منسوخة كانت قبل الفرائض كان ما ترك الرجل من مال
__________
1 من المحدثين، توفي سنة 93هـ. "طبقات ابن خياط 467، الإصابة 2/559، تهذيب التهذيب 3/322"
2 هو عبد الرحمن بن صخر، أحفظ الصحابة للحديث، توفي سنة 58هـ. "صفة الصفوة 1/685، أسد الغابة 6/318، افصابة 1/543".
3 صحيح مسلم 117، سنن ابن ماجة658.
4 آل عمران 102.
5 هي تتمة للآية 102 من آل عمران.
6 التغابن 16. وينظر: ابن حزم 125، النحاس 88، ابن سلامة 30، مكي 171 وفيه قول قتادة، ابن الجوزي 202، العتائقي 39، ابن المتوج 80.
7 النساء 8.
8 من التابعين، توفي سنة 94هـ "طبقات الفقهاء 57، تذكرة الحفاظ 54، طبقات القراء 1/308".

(1/38)


أعطى منه اليتيم والمسكين وذوي القربى إذا حضروا القسمة ثم نسخ ذلك بعد ذلك ثم نسختها المواريث1 فنسخ الله عز وجل: لكل ذي حق حقه ثم صارت وصية من ماله يوصي بها لقرابته وحيث شاء2.
حدثنا قتادة قال قال الأشعري3 ليست منسوخة4.
وعن قتادة {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ} إلى {أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} {وَالَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّاباً رَحِيماً} 5.
قال كان هذا بدء عقوبة الزنا كانت المرأة تحبس فيؤذيان جميعا فيعيران بالقول جميعا في الشتيمة بعد ذلك ثم أن الله عز وجل: نسخ ذلك بعد في سورة النور فجعل لهن سبيلا فقال {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} 6 وصارت السنة فيمن أحصن جلد مائة ثم الرجم بالحجارة وفيمن لم يحصن جلد مائة ونفي سنة هذا سبيل الزانية والزاني7.
وعن قتادة عن قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ
__________
1 هي الآية 11 من النساء كما سلف في هامش رقم 31.
2 ينظر: ابن حزم 126، النحاس 95، ابن سلامة 31، مكي 176، ابن الجوزي 202، العتائقي 39، ابن المتوج 83.
3 هو أبو موسي عبد الله بن قيس، من فققهاء الصحابة, توفي سنة 42، وقيل 52هـ. "المعارف 266، طبقات الفقهاء 44، أسد الغابة 6/306".
4 ينظر: تفسير الطبري 4/263، الكثاف 1/503، زاد المسير 2/20، تفسير القطبي 5/48، البحر المحيط 3/175.
5 النساء 15 – 16. وينظر: معاني القرآن 1/258، معني الرآن وإعرابه 2/26.
6 النور 2.
7 ينظر: ابن حزم 126، النحاس 96، ابن سلامة 33، مكي 179، ابن الجوزي 202، العتائقي 40، ابن المتوج 87.

(1/39)


نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً} 1 وذلك أن الرجل كان يعاقد الرجل في الجاهلية فيقول هدمي هدمك ودمي دمك وترثني وأرثك وتطلب بي وأطلب بك فجعل له السدس من جميع المال ثم يقسم أهل الميراث مواريثهم ثم نسخ ذلك في سورة الأنفال قال {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} 2 فنسخ ما كان في عهد يتوارث به وصارت المواريث لذوي الأرحام3.
وعن قوله عز وجل: {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} إلى قوله {وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً} 3 ثم نسخ بعد ذلك في براءة نبذ إلى كل ذي عهد عهدة ثم أمر الله عز وجل: نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقاتل المشركين حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} 5.