الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام محققا باب في المغانم
قال أبو عبيد: وأما نسخ المغانم فإن:
399 - حجاجا (1) حدثنا عن ابن جريج عن مجاهد في قول الله عز
وجل: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ
وَالرَّسُولِ (2) قال ثم نسختها:
وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ
خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ (3) قال ابن جريج:
أخبرني بذلك ليث ابن أبي سليم (4) عن مجاهد (5).
400 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الله بن
صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ
وَالرَّسُولِ قال: الأنفال الغنائم التي كانت لرسول الله- صلّى
الله عليه- خاصة، ليس لأحد فيها شيء، ثم أنزل الله عز وجل:
وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ
خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ قال: ثم قسم ذلك الخمس لرسول الله-
صلّى الله عليه- ولذي القربى يعني قرابة النبي- صلّى الله
عليه- ولليتامى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وجعل أربعة
أخماسه الناس فيه
__________
(1) هو حجاج بن محمد المصيصي.
(2) سورة الأنفال آية 1.
(3) سورة الأنفال آية 41.
(4) ليث بن أبي سليم: ابن زنيم، اسم أبيه أيمن وقيل غير ذلك،
صدوق اختلط أخيرا ولم يتميز حديثه فترك من السادسة، مات سنة
ثمان وأربعين ومائة (التقريب 2/ 138).
(5) رواه ابن الجوزي فى نواسخ القرآن ج 2 «باب ذكر الآيات
اللواتي ادعى عليهن النسخ في سورة الأنفال، ذكر الآية الأولى»
ص 439 تحقيق محمد أشرف علي.
(1/217)
سواء للفرس منه سهمان ولصاحبه سهم وللراجل
سهم (1) (2).
__________
(1) روى نحوه البيهقي فى السنن الكبرى ج 6، كتاب قسم الفيء
والغنيمة «باب بيان مصرف الغنيمة في ابتداء الإسلام» ص 293.
قلت وليس في الآية ذكر للمهاجرين حتى يدخلون تحت الخمس، ولعلهم
إنما دخلوا تحت الخمس باعتبارهم من أبناء السبيل.
(2) كتب في آخر باب المغانم هذا التعليق: قال أبو الحسن: إلى
هاهنا سمعناه من أبي عبيد غير مرة وقلنا له نرويه عنك؟ قال:
نعم، ومن هذا الباب سمعناه منه سماعا إلى آخره. اهـ.
قلت: وأبو الحسن هو علي بن عبد العزيز البغدادي صاحب أبي عبيد
الذي روى عنه مصنفاته.
(1/218)
|