النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام سورة يونس
ذكر تعليم منازل القمر:
* * *
وقوله: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ
نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ
وَالْحِسَابَ)
دليل على تعرف منازل القمر، وتعلم الحساب وأنه من العلوم
النافعة التي قد ندب الناس إلى تعلمها، وليس بمشغلة عن الدين.
* * *
وقوله: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا
لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا
عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ
مَسَّهُ)
(إلى) فيه بمعنى اللام، والله أعلم.
وهو من المواضع التي يحسن فيها، ما لم يتقدمها لفظ النظر كما
يزعم المعتزلة والجهمية أن قوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ
(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)
معنى لربها منتظرة متى يثيبها، وهذا منهم جهل بلسان العرب، وقد
(1/585)
لخصناه في كتاب الرد على الباهلي (1) .
* * *
وقوله: (كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ (12)
حجة عليهم في التزيين.
ذكر وجوب السنة:
وقوله!! : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ
قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ
غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ
أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا
يُوحَى إِلَيَّ)
دليل على أن سنن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كلها مسنونة
بوحي، وهي إذا صحت برواية الثقات، لزمت لزومه.
وفيه رد للقياس، إذ كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مع
جودة خاطره وفضله فيه على جميع أمته، لا يخترع من تلقاء نفسه
حكما ولا تحدى فيه على حكم إلا ما يوحى إليه، فمن بعده أحق أن
لا يكون لهم إلا ما نص عليه لهم، غير متخذين اختراعهم
وتشبيهاتهم - التي لا يأمنون فيها من الخطأ والزلل - دينا بين
عباد الله، تحكم لهم
(1/586)
وعليهم حكم النصوص التي مما لا ارتياب فيها
أنها الحق.
رد على المعتزلة:
* * *
قوله: (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً
فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ
لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)
حجة على المعتزلة والقدرية لذكر الكلمة السابقة التي ما يؤمنون
بها ألبتة، وهي - والله أعلم - في اختلافهم أنهم يختلفون.
قوله: (قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا)
حجة على المعتزلة والجهمية في ذكر المكر.
* * *
قوله: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)
حجة عليهم شديدة
(1/587)
فيما يزعمون أن كل فاعل منفرد بفعله من غير
أن يكون معانا عليه، وقد أخبر الله نصا - كما ترى - أن من يسير
في البر والبحر هو يسيره.
وفيه حجة في خلق الأفعال، لأن السير فعل متصرف في الخير والشر
لا محالة، والله يسير كل سائر كما ترى.
فإن قيل: فقد قرئ: " هو الذي ينشركم " بالنون والشين (1) ؟
قيل: قرأه أبوجعفر يزيد بن القعقاع وحده دون سائر القراء، وليس
بخارج عما أردناه، لوقوع الفعل عليهم بالنشر والتسيير.
قوله (حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ
بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا)
فأنث الصفة ثم قال: (جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ)
ولم يقل: عاصفة، فيشبه - والله أعلم - أن يكون رده على لفظها.
وفيه حجة لمن يفعل ذلك.
__________
(1) وهي قراءة سبعية قرأ بها ابن عامر وأبوجعفر.
انظر في ذلك تفسير الطبري (11/ 100) ، والمبسوط في القراءات
العشر في القراءات العشرة (170) ، حجة القراءات في القراءات.
(1/588)
ذكر الخصوص والعموم:
* * *
قوله: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي
مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)
حجة على المعتزلة والقدرية شديدة؛ لأن الدعوة عامة والهداية
خاصة.
* * *
قوله: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)
حجة على الجهمية، إذ هم يقولون بأخبار الآحاد ويثبتونها.
ومشهور عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " الزيادة
النظر إلى وجه الله، تبارك الله وتعالى ".
* * *
قوله: (كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ
فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33)
(1/589)
حجة على المعتزلة والقدرية واضحة. فكيف
يقدر على الإيمان من هذه سبيله لو تدبروه،.
ذكر الظن:
* * *
وقوله: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ
الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)
دليل على أن الظن لا يجوز استعماله في حال من الأحوال، إذ ما
لا يغني من الحق شيئا ليس بحق، وضد الحق الباطل.
وقد يجوز أن يكون قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ
إِثْمٌ)
مصروفا بعضه الذي هو إثم إلى السيىء من الظنون، وسائره إلى
الحسن منه، إذ كان من الظنون ما هو حسن وما هو سيئ، وقد جمعهما
اسم واحد، ومع ذلك، فهو من الأضداد، إذ يكون بمعنى الشك وبمعنى
العلم، والله أعلم بما أراد بالبعض الآخر، وقال رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، جملة: " إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث "
كما ذكره الله جملة ههنا
(1/590)
في سورة يونس.
* * *
قوله: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا
سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ)
نظير ما قبل هذا أن الميت بعد المساءلة لا يعلم شيئا ولا يشعر
بطول المكث في القبر.
قوله: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا
إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ
أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا
يَسْتَقْدِمُونَ (49)
حجة على المعتزلة والقدرية في أمره رسوله، صلى الله عليه وسلم،
بالتبرؤ من الضر والنفع إلا بمشيئته، وقد شرحته في سورة
الأعراف.
قوله (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ
السِّحْرُ)
عرف بالألف واللام - والله أعلم - لقوله: (فَلَمَّا جَاءَهُمُ
الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ
(76)
(1/591)
، وكأن موسى لما ألقوا قال لهم: هذا الذي
جئتم به أنتم هو السحر الذي نسبتموه إلى الحق، والحق لا يكون
سحرا.
وفي حرف عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب " سحر " بغير تعريف
إلا أن أحدهما قرأ: " ما آتيتم به " والآخر " ما جئتم به ".
وأحسب مجاهدا وأبا عمرو وأبا جعفر قرأوه على الاستفهام،
استثقلوا تعريفه مع الاتصال فاستراحوا إلى الاستفهام اتباعا
للخط.
(1/592)
وما قلناه معنى حسن لمن تدبره، والدليل
عليه قوله: إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا
يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ
الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) .
أفلا تراه أخبرهم أن الحق الذي جاء به فنسبوه إلى السحر يحققه
الله، والسحر يحصل في أيديهم، والله أعلم بما أراد من ذلك.
ذكر الذرية:
* * *
قوله: (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ)
حجة في تسمية أشياء المختلفة باسم واحد؛ إذ اسم الذرية التي
تعرفه العامة واقع على الصبيان والنساء دون الرجال البالغين
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لرجل في بعض غزواته: "
الحق خالد بن الوليد فقل له: لا تقتلن ذرية ولا عسيفاً.
والذرية تجمع الرجال والنساء البالغة والصغار، قالت الله -
تبارك
(1/593)
وتعالى -: (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا
حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41)
وقال (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ
ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) .
وقال (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ
النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ
نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ) .
وهي في هذا الموضع القليل كأنه - والله أعلم -: " فما آمن
لموسى إلا قليل من قومه " كذلك حكي عن ابن عباس.
ذكر الإيمان والإسلام:
* * *
قوله: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ
بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ
(84)
حجة لمن يقول: الإيمان والإسلام وإن فرق بهما اسم فجماعهما
واحد.
وفيه دليل على أن التوكل من الإيمان، وهو رد على المرجئة.
(1/594)
ذكر صلاة الخائف:
* * *
قوله: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ
لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ
قِبْلَةً)
حجة في تخلف الخائف عن الجمعة؛ لأن موسى وأخاه وقومهما - لا
محالة - كان فرضهم أن يصلوا في مسجد بيوت المقدس، ولم يكن جعلت
لهم الأرض كلها مسجدا وطهورا؛ إذ هذا من الخصال التي خص بها
محمد، صلى الله عليه وسلم، وفضل بها على سائر الأنبياء،
فأمرهما الله أن يصليا وقومهما في بيوتهم حيث خافوا فرعون
وملأه أن يفتنوهم فلا نعلم صلاة حضورها فرض علينا إلا الجمعة،
فإذا خشينا خوف وسعنا أن نصلي الظهر في بيوتنا ولا نحضر
الجمعة.
حجة الشافعي في أن العرب تبتدئ بالشيء من كلامها يبين آخر
لفظها
(1/595)
قوله (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ
آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ
رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى
قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ
الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا)
حجة للشافعي - رضي الله عنه - فيما قال: إن العرب تبتدئ بالشيء
من كلامها يبين آخر لفظها فيه عن أوله؛ إذ ابتداء القول في
الدعاء إخبار عن موسى وحده دون أخيه، وآخره يدل على أن الدعاء
كان منهما جميعا فيما يقول: (قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ
دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ
الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89) .
وفي دعوتهما حجة على المعتزلة والقدرية، ألا ترى أنهما دعوا
عليهم
بما يحول بينهم وبين الإيمان من الشد على قلوبهم، فأجيبا، فلو
كان ما دعوا به محالا كما يزعمون لم يدعوا، ولو دعوا ما أجيبا.
ذكر العلم:
* * *
قوله: (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ
صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا
حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ) .
(1/596)
حجة لمن قال: من العلم ما يكون وبالاً
ألا ترى أن الله - تبارك وتعالى - ذم هذا الاختلاف منهم، وقال
(وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) ة) .
ويؤيده حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: " إن من العلم لجهلا.
قبول خبر الواحد:
وقول: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)
من أكبر الدليل وأوضحه على قبول خبر الواحد، لأنه - جل جلاله -
لم يأمر رسوله، صلى الله عليه وسلم، بمسألة من أمر إلا وإذا
أخبروه لزمته الحجة بقولهم، وكل واحد ممن يخبره منفرد لخبره،
وإن صدقه غيره والحجة لازمة بقوله.
* * *
قوله: (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ
لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى
يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)
(1/597)
حجة على المعتزلة والقدرية واضحة.
المعتزلة:
* * *
قوله: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ
كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى
يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ
تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى
الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)
حجة على المعتزلة.
ولقد بلغني عن بعض سفهائهم أنه قال: معناه: ولو شاء ربك لألجأ
من في الأرض كلهم إلى الإيمان واضطرهم ولكنه تركهم مختارين.
وهذا لو لم يكن خلافا للتلاوة وتركا لألفاظها، لكان في التأويل
خطأ من غير إشكال.
وكيف يكون كذلك وهو يقول: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)
إذ الإذن هو الإطلاق، وقد دللنا على فساد قولهم في جعلهم الإذن
علما في سورة البقرة وغيرها فأغنى ذلك عن إعادته.
* * *
قوله: (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104)
وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا)
فيه - والله أعلم - إضمار، كأنه قيل لي: أقم
(1/598)
وجهك، وهو نظير ما مضى في سورة الأنعام:
(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ
وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) .
(1/599)
|