النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام سورة الرعد
* * *
قوله: (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ
اثْنَيْنِ)
دليل على أن في النخيل ذكرا وأنثى؛ لأن النخيل من الثمرات،
لقوله: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ)
وكذلك كل ثمرة.
ذكر الجهمية:
* * *
قوله تعالى: (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ)
رد على الجهمية؛ إذ قد عجب - جل وتعالى - من كفرهم بالبعث،
والعجب عندهم منفي عنه من أجل أنه من صفات المخلوقين، وقد حكاه
عن نفسه - جل وتعالى - كما ترى، وليس شيء من صفاته مخلوقا، وإن
شاركه المخلوق فيه بالاسم؛ إذ هو من المخلوق مخلوق، ومنه - جل
وتعالى - غير مخلوق.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " عجب ربنا -
تبارك وتعالى - من قوم يقادون في السلاسل إلى الجنة وهم كارهون
"،
(1/629)
" ويعجب من شاب ليست له صبوة ".
* * *
قوله: (وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ
الْمِحَالِ (13)
حجة عليهم، والمحال: المكر وقالوا: الحيلة، وقالوا: الحول
والقوة، (4) .. "
ذكر محاسبة الكفار:
* * *
قوله: (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)
لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ
لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ
جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ
لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
الْمِهَادُ (18) .
حجة في أن الكفار يحاسبون، ومثله قوله في سورة النور
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ
يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ
يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ
حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) .
وفي قوله في
(1/630)
سورة الحاقة ما الحاقة: (وَأَمَّا مَنْ
أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ
أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26)
ثم قال في تمام الآية: (إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
الْعَظِيمِ (33)
فدل أنه في الكافر.
* * *
قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ
عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ
يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) .
وكذلك قوله: (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ
يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا)
حجة على المعتزلة والقدرية.
* * *
قوله: (بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا
عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ
هَادٍ (33)
حجة عليهم واضحة.
قول: (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ)
حجة عليهم.
(1/631)
|