تأويل مشكل القرآن

باب المقلوب
ومن المقلوب: أن يوصف الشيء بضدّ صفته للتطيّر والتفاؤل، كقولهم للّديغ:
سليم، تطيّرا من السّقم، وتفاؤلا بالسّلامة. وللعطشان: ناهل أي سينهل. يعنون:
يروى. وللفلاة: مفازة. أي منجاة، وهي مهلكة.
وللمبالغة في الوصف، كقولهم للشمس: جونة، لشدّة ضوئها. وللغراب: أعور، لحدّة بصره.
وللاستهزاء، كقولهم للحبشيّ: أبو البيضاء. وللأبيض: أبو الجون.
ومن هذا قول قوم شعيب: إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ [هود: 87] .
كما تقول للرجل تستجهله: يا عاقل، وتستخفه: يا حليم.
قال الشاعر «1» :
فقلت لسيّدنا: يا حلي ... م إنّك لم تأس أسوا رفيقا
قال قتادة: ومن الاستهزاء قول الله تعالى: فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ (12) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ (13) [الأنبياء: 12، 13] .
وفي قول عبيد بن الأبرص لكندة- طرف من هذا المعنى «2» :
هلا سألت جموع كن ... دة يوم ولّوا: أين أينا؟
يستهزىء بهم حين انهزموا، يريد أين تذهبون؟ ارجعوا.
__________
(1) يروى البيت بلفظ:
قلت لسيدنا يا حكي ... م إنّك لم تأس أسوا رفيقا
والبيت من المتقارب، وهو لشتيم بن خويلد في لسان العرب (خفق) ، وكتاب الحيوان 3/ 82، 5/ 517، وبلا نسبة في كتاب الأضداد ص 325، والصاحبي في فقه اللغة ص 214.
(2) البيت من مجزوء الكامل، وهو في ديوان عبيد بن الأبرص ص 142، ومختارات ابن الشجري 2/ 39، والشعر والشعراء 1/ 224، والأغاني 19/ 85، وبلا نسبة في كتاب الصناعتين ص 144، وإعجاز القرآن ص 94، ومعاني القرآن للفراء 1/ 177.

(1/118)


وأما قول الله سبحانه: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) [الدخان: 49] .
فبعض الناس يذهب به هذا المذهب، أي أنت الذليل المهان.
وبعضهم يريد: أنت العزيز الكريم عند نفسك. وهو معنى تفسير ابن عباس لأن أبا جهل قال: ما بين جبليها أعزّ مني ولا أكرم، فقيل له: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) [الدخان: 49] .
ومن ذلك أن يسمّى المتضادّان باسم واحد، والأصل واحد.
فيقال للصبح: صريم، ولليل: صريم. قال الله سبحانه: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) [القلم: 20] ، أي سوداء كالليل، لأنّ الليل ينصرم عن النّهار، والنهار ينصرم عن الليل.
وللظّلمة: سدفة. وللضوء: سدفة. وأصل السّدفة: السّترة، فكأن الظلام إذا أقبل ستر للضّوء، والضوء إذا أقبل ستر للظلام.
وللمستغيث: صارخ. وللمغيث: صارخ، لأن المستغيث يصرخ في استغاثته، والمغيث يصرخ في إجابته.
ولليقين: ظنّ، لأنّ في الظن طرفا من اليقين. قال الله عز وجل: قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ [البقرة: 249] ، أي يستيقنون. وكذلك: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (20) [الحاقة: 20] ، وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها [الكهف: 53] ، وإِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ [البقرة: 230] ، هذا كلّه في معنى (اليقين) .
قال دريد بن الصّمة «1» :
فقلت لهم: ظنّوا بألفي مدجّح ... سراتهم في الفارسيّ المسرّد
أي تيقنوا بإتيانهم إيّاكم.
وكذلك جعلوا (عسى) شكّا ويقينا، (ولعلّ) شكّا ويقينا. كقوله: فِجاجاً سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ [الأنبياء: 31] ، أي ليهتدوا.
__________
(1) البيت من الطويل، وهو في ديوان دريد بن الصمة ص 47، ولسان العرب (ظنن) ، والأصمعيات ص 112، وجمهرة أشعار العرب ص 117، وما اتفق لفظه واختلف معناه للمبرد ص 9، والأضداد لابن الأنباري ص 12، والأغاني 9/ 4، وتفسير الطبري 1/ 256، وتفسير البحر المحيط 1/ 185، وشرح ديوان الحماسة للتبريزي 2/ 305، والبيت بلا نسبة في تفسير الطبري 25/ 83، وتفسير البحر المحيط 2/ 88، وأسرار العربية ص 156، وشرح المفصل 7/ 81، والمحتسب 2/ 342، ومجالس ثعلب ص 199. [.....]

(1/119)


وللمشتري: شار، وللبائع: شار، لأنّ كلّ واحد منهما اشترى.
وكذلك قولهم لكل واحد منهما: (بائع) لأنه باع وأخذ عوضا مما دفع، فهو (شار) و (بائع) .
قال الله عز وجل: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ [يوسف: 20] ، أي باعوه. وقال:
وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ [البقرة: 102] .
وقال ابن مفرّغ «1» :
وشريت بردا ليتني ... من بعد برد كنت هامه
(وبرد) : غلام كان له فباعه وندم على بيعه.
و (وراء) تكون بمعنى (خلف) وبمعنى (قدّام) .
ومنها المواراة والتّواري. فكلّ ما غاب عن عينك فهو وراء، كان قدّامك أو خلفك.
قال الله عز وجل: وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً [الكهف: 79] ، أي أمامهم.
وقال: مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ [الجاثية: 10] ، أي أمامهم.
وقال: وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ [إبراهيم: 17] .
وقالوا للكبير: (جلل) ، وللصغير: (جلل) ، لأنّ الصغير قد يكون كبيرا عند ما هو أصغر منه، والكبير يكون صغيرا عند ما هو أكبر منه، فكلّ واحد منهما صغير كبير.
ولهذا جعلت (بعض) بمعنى (كلّ) ، لأنّ الشيء يكون كلّه بعضا لشيء، فهو بعض وكلّ.
وقال عز وجل: وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ [الزخرف: 63] (وكلّ) بمعنى (بعض) ، كقوله: وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ [النمل: 23] ، ويَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ [النحل: 112] ، وقال: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها [الأحقاف: 25] .
وجعلت (فوق) بمعنى (دون) في قول الله عز وجل:
__________
(1) البيت من مجزوء الكامل، وهو في ديوان يزيد بن مفرغ ص 213، ولسان العرب (برد) ، (شرى) ، والشعر والشعراء 1/ 321، والأغاني 17/ 55، ومجاز القرآن 1/ 48، 304، وأمالي المرتضى 2/ 95- 96.

(1/120)


إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها [البقرة: 26] ، أي فما دونها، لأن (فوق) قد تكون (دون) عند ما هو فوقها، و (دون) قد تكون (فوق) عند ما هو دونها.
و (خشيت) بمعنى: (علمت) . قال عز وجل: فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً [الكهف: 80] ، أي علمنا. وفي قراءة أبيّ: فخاف ربك.
ومثله: إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ [البقرة: 229] . وقوله: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً [البقرة: 182] ، أي علم.
وقوله: وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ [الأنعام: 51] ، لأنّ في الخشية والمخافة طرفا من العلم.
و (رجوت) بمعنى: (خفت) . قال الله سبحانه: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (13) [نوح: 13] ، أي: لا تخافون لله عظمته، لأن الرّاجي ليس بمستيقن، ومعه طرف من المخافة.
قال الهذلي «1» :
إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها ... وحالفها في بيت نوب عوامل
أي: لم يخفها.
و (يئست) بمعنى: (علمت) من قول الله تعالى: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً [الرعد: 31] ، لأنّ في علمك الشيء وتيقّنك له يأسك من غيره.
قال لبيد «2» :
__________
(1) البيت من الطويل، وهو لأبي ذؤيب الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص 144، وتهذيب اللغة 11/ 182، والمخصص 8/ 178، 17/ 11، وتاج العروس (نوب) ، (حلف) ، وكتاب الجيم 2/ 41، وأساس البلاغة (نوب) ، ومجاز القرآن 2/ 73، والخزانة 2/ 492، وما اتفق لفظه واختلف معناه للمبرد ص 7، والأضداد لابن الأنباري ص 9، والأضداد لابن السكيت ص 179، والمقصور والممدود لابن ولاد ص 45، وإصلاح المنطق ص 142، وتفسير الطبري 25/ 83، ومجمع البيان 1/ 313، والمخصص 8/ 178، ومقاييس اللغة 2/ 495.
(2) البيت من الكامل، وهو للبيد في ديوانه ص 311، ولسان العرب (قفل) ، (عصم) ، (دجن) ، وتهذيب اللغة 2/ 57، ومقاييس اللغة 4/ 333، وديوان الأدب 2/ 180، وكتاب الجيم 2/ 339، وتاج العروس (قفل) ، (عصم) ، (دجن) ، (منن) ، وبلا نسبة في لسان العرب (منن) ، والمخصص 8/ 73.

(1/121)


حتّى إذا يئس الرّماة فأرسلوا ... غضفا دواجن قافلا أعصامها
أي: علموا ما ظهر لهم فيئسوا من غيره.
وقال آخر «1» :
أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني ... : ألم تيئسوا أنّي ابن فارس زهدم
أي: ألم تعلموا.
ومن المقلوب: أن يقدّم ما يوضّحه التأخير، ويؤخّر ما يوضحه التقديم.
كقول الله تعالى: فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ [إبراهيم: 47] ، أي مخلف رسله وعده، لأنّ الإخلاف قد يقع بالوعد كما يقع بالرّسل، فتقول: أخلفت الوعد، وأخلفت الرّسل، وكذلك قوله سبحانه: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ (77) [الشعراء: 77] أي:
فإنّي عدوّ لهم، لأنّ كل من عاديته عاداك.
وكذلك قوله: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (8) [النجم: 8] أي: تدلى فدنا، لأنّه تدلّى للدّنوّ، ودنا بالتّدلّي.
ومنه قوله سبحانه: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14)
[القيامة: 14] أي: بل على الإنسان من نفسه بصيرة. يريد شهادة جوارحه عليه، لأنها منه، فأقامه مقامها.
قال الشاعر «2» :
ترى الثّور فيها مدخل الظلّ رأسه ... وسائره باد إلى الشمس أجمع
أراد (مدخل رأسه الظلّ) فقلب، لأن الظلّ التبس برأسه فصار كل واحد منهما داخلا في صاحبه. والعرب تقول: (اعرض النّاقة على الحوض) تريد: اعرض الحوض على الناقة، لأنك إذا أوردتها الحوض: اعترضت بكل واحد صاحبه.
__________
(1) البيت من الطويل، وهو لسحيم بن وثيل اليربوعي في لسان العرب (يسر) ، (يأس) ، (زهدم) ، والتنبيه والإيضاح 2/ 310، وتهذيب اللغة 13/ 60، 142، وتاج العروس (يسر) ، (يئس) ، (زهدم) ، (لزم) ، وديوان الأدب 4/ 216، وأساس البلاغة (يئس) ، والبرهان 1/ 100، ومجاز القرآن 1/ 332، وتفسير الطبري 13/ 103، والبيت بلا نسبة في مقاييس اللغة 6/ 154، وديوان الأدب 3/ 258، والمخصص 13/ 20، والمعاني الكبير 2/ 1148، والميسر والقداح ص 33.
(2) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في أمالي المرتضى 1/ 216، وخزانة الأدب 4/ 335، والدرر 6/ 37، والكتاب 1/ 181، وهمع الهوامع 2/ 132.

(1/122)


وقال الحطيئة «1» :
فلما خشيت الهون والعير ممسك ... على رغمه ما أمسك الحبل حافره
وكان الوجه أن يقول: (ما أمسك حافره الحبل) فقلب، لأنّ ما أمسكته فقد أمسكك، والحافر ممسك للحبل لا يفارقه ما دام به مربوطا، والحبل ممسك للحافر.
وقال الأخطل «2» :
على العيارات هدّاجون قد بلغت ... نجران أو بلغت سوآتهم هجر
وكان الوجه أن يقول: (سوآتهم- بالرفع- نجران وهجر) فقلب، لأن ما بلغته فقد بلغك.
قال الله تعالى: وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ [آل عمران: 40] أي بلغته.
وقال آخر «3» :
قد سالم الحيات منه القدما ... الأفعوان والشجاع الشّجعما
(فنصب) الأفعوان والشجاع، وكان الوجه أن يرفعهما، لأن ما حالفته فقد حالفك، فهما فاعلان ومفعولان.
وقال الشمّاخ يذكر أباه «4» :
منه ولدت ولم يؤشب به حسبي ... لمّا، كما عصب العلباء بالعود
وكان الوجه أن يقول: (كما عصب العود بالعلباء) فقلب، لأنك قد تقول:
عصبت العباء على العود، كما تقول: عصبت العود بالعلباء.
__________
(1) البيت من الطويل، وهو في ديوان الحطيئة ص 10، وتفسير الطبري 14/ 84.
(2) البيت من الطويل، وهو في ديوان الأخطل ص 110، وما اتفق لفظه واختلف معناه للمبرد ص 38، ولسان العرب (حفر) ، وأمالي ابن الشجري 1/ 330، والوساطة ص 482، وشرح شواهد المغني ص 328، والبيت بلا نسبة في أمالي المرتضى 2/ 116.
(3) الرجز لمساور بن هند العبسي في لسان العرب (ضمز) ، (ضرزم) ، ولمساور بن هند العبسي أو لأبي حيان الفقعسي في التنبيه والإيضاح 2/ 244، وللدبيري أو لعبيد بن علس في تاج العروس (خرزم) ، وبلا نسبة في تهذيب اللغة 1/ 331، 3/ 311، وجمهرة اللغة ص 1139، والمخصص 16/ 106، وتاج العروس (شجعم) .
(4) البيت من البسيط وهو في ديوان الشماخ بن ضرار ص 120، والأزهية ص 198، والمعاني الكبير 1/ 553، والوساطة ص 482، والبيت بلا نسبة في جمهرة اللغة ص 367، والمنصف 3/ 81.

(1/123)


وقال ذو الرّمّة «1» :
وتكسو المجنّ الرّخو خصرا كأنه ... إهان ذوى عن صفرة فهو أخلق
وكان الوجه أن يقول: (وتكسو الخصر مجنا) فقلب، لأنّ كسوت يقع على الثوب، وعلى الخصر، وعلى القميص ولابسه، تقول: كسوت الثوب عبد الله، وكسوت عبد الله الثوب.
وقال أبو النّجم «2» :
قبل دنوّ الأفق من جوزائه وكان الوجه أن يقول: (قبل دنوّ الجوزاء من الأفق) فقلب، لأن كل شيء دنا منك فقد دنوت منه.
وقال الرّاعي يصف ثورا «3» :
فصبّحته كلاب الغوث يوسدها ... مستوضحون يرون العين كالأثر
وكان الوجه أن يقول: (يرون الأثر كالعين) لعلمهم بالصيد وآثاره فقلب، لأنهم إذا رأوا الأثر كالعين، فقد رأوا العين كالأثر.
وقال النابغة «4» :
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي ... على وعل في ذي المطارة عاقل
وكان الوجه أن يقول: (حتى ما تزيد مخافة وعل على مخافتي) فقلب، لأن المخافتين استوتا.
__________
(1) يروى صدر البيت بلفظ:
وتكسو الوشاح الرّخو خصرا كأنّه والبيت من الطويل، وهو في ديوان ذي الرمة ص 463، وبلا نسبة في المخصص 4/ 98.
(2) الرجز لأبي النجم في أمالي المرتضى 1/ 156، وسر الفصاحة ص 108، وبلا نسبة في مقاييس اللغة 1/ 115.
(3) البيت من الطويل، وهو للراعي النميري في المعاني الكبير 2/ 742، وأمالي المرتضى 1/ 156.
(4) البيت من الطويل، وهو في ديوان النابغة الذبياني ص 144، وأمالي المرتضى 1/ 202، ومعجم ما استعجم ص 1026، وأمالي ابن الشجري 1/ 191، ومجمع البيان 1/ 262، 255، ومجاز القرآن 1/ 65، وما اتفق لفظه واختلف معناه للمبرد ص 32، والبيت بلا نسبة في أمالي المرتضى 1/ 216، والإنصاف 1/ 372، ولسان العرب (خوف) ، ومجالس ثعلب ص 618، والمقتضب 3/ 231، ومعاني القرآن للفراء 1/ 99، والأضداد ص 328.

(1/124)


وقال رؤبة بن العجّاج «1» :
ومهمه مغبرّة أرجاؤه ... كأنّ لون أرضه سماؤه
وكان الوجه أن يقول: (كأن لون سمائه من غبرتها لون أرضه) فقلب، لأن اللونين استويا.
وقال الآخر «2» :
وصار الجمر مثل ترابها أي صار ترابها مثل الجمر.
وقال عز وجل: خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ [الأنبياء: 37] أي خلق العجل من الإنسان، يعني العجلة. كذلك قال أبو عبيدة.
ومن المقلوب ما قلب على الغلط:
كقول خداش بن زهير «3» :
وتركب خيل لا هوادة بينها ... وتعصى الرّماح بالضّياطرة الحمر
__________
(1) يروى الشطر الأول من الرجز بلفظ:
وبلد مغبرة أرجاؤه والرجز لرؤبة بن العجاج في ديوانه ص 3، والأشباه والنظائر 2/ 296، وخزانة الأدب 6/ 458، وشرح التصريح 2/ 339، وشرح شواهد المغني 2/ 971، ولسان العرب (عمى) ، ومعاهد التنصيص 1/ 178، ومغني اللبيب 2/ 695، والمقاصد النحوية 4/ 557، وتاج العروس (كبر) ، (عمى) ، وبلا نسبة في أمالي المرتضى 1/ 216، والإنصاف 1/ 377، وأوضح المسالك 4/ 342، وجواهر الأدب ص 164، وسر صناعة الإعراب 2/ 636، 637، وشرح شذور الذهب ص 414، وشرح المفصل 2/ 118، والصاحبي في فقه اللغة ص 202. [.....]
(2) يروى البيت بتمامه:
حتى إذا ما أوقدت ... فالجمر مثل ترابها
والبيت من المتقارب، وهو في ديوان الأعشى ص 178.
(3) يروى صدر البيت بلفظ:
ونركب خيلا لا هوادة بينها والبيت من الطويل، وهو لخداش بن زهير في الأضداد ص 153، وأمالي المرتضى 1/ 466، ولسان العرب (ضطر) ، وجمهرة أشعار العرب ص 108، والكامل 1/ 274، وسر الفصاحة ص 106، ومجاز القرآن 2/ 110، والأضداد للسجستاني ص 153، وبلا نسبة في تفسير الطبري 20/ 69، والأضداد لابن الأنباري ص 85، والصاحبي في فقه اللغة ص 203، وسر صناعة الإعراب 1/ 323.

(1/125)


أي: (تعصي الضياطرة بالرّماح) وهذا ما لا يقع فيه التّأويل، لأن الرماح لا تعصى بالضّياطرة وإنما يعصى الرجال بها، أي يطعنون.
ومنه قول الآخر «1» :
أسلمته في دمشق كما ... أسلمت وحشيّة وهقا
أراد: (كما أسلم وحشية وهق) فقلب على الغلط.
وقال آخر «2» :
كانت فريضة ما تقول كما ... كان الزّناء فريضة الرجم
أراد (كما كان الرجم فريضة الزنى) .
وكان بعض أصحاب اللغة يذهب في قول الله تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً [البقرة: 171] إلى مثل هذا في القلب، ويقول: وقع التشبيه بالراعي في ظاهر الكلام، والمعنى للمنعوق به وهو الغنم. وكذلك قوله سبحانه: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ [القصص: 76] أي: تنهض بها وهي مثقلة.
وقال آخر في قوله سبحانه: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) [العاديات: 8] أي: وإن حبّه للخير لشديد.
وفي قوله سبحانه: وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً [الفرقان: 74] أي: اجعل المتّقين لنا إماما في الخير.
وهذا ما لا يجوز لأحد أن يحكم به على كتاب الله عزّ وجلّ لو لم يجد له مذهبا، لأنّ الشعراء تقلب اللفظ، وتزيل الكلام على الغلط، أو على طريق الضرورة للقافية، أو لاستقامة وزن البيت.
__________
(1) يروى صدر البيت بلفظ:
أسلموها في دمشق كما والبيت من المديد، وهو لعبيد الله بن قيس الرقيات في ديوانه ص 128، والأضداد لابن الأنباري ص 86، والوساطة ص 482، وبلا نسبة في المحتسب 2/ 118.
(2) البيت من الكامل، وهو للنابغة الجعدي في ديوانه ص 35، ولسان العرب (زنى) ، وبلا نسبة في معاني القرآن للفراء 1/ 99، 311، وأمالي المرتضى 1/ 155، وسر الفصاحة ص 106، والصاحبي في فقه اللغة ص 172، ومجاز القرآن 1/ 378، وخزانة الأدب 4/ 32، والإنصاف 1/ 373.

(1/126)


فمن ذلك قول لبيد «1» :
نحن بنو أمّ البنين الأربعة قال ابن الكلبي: هم خمسة، فجعلهم للقافية أربعة.
وقال آخر يصف إبلا «2» :
صبّحن من كاظمة الخصّ الخرب ... يحملن عبّاس بن عبد المطّلب
أراد: (عبد الله بن عباس) فذكر أباه مكانه.
وقال الصّلتان «3» :
أرى الخطفي بذّ الفرزدق شعره ... ولكنّ خيرا من كليب مجاشع
أراد: «أرى جريرا بذ الفرزدق شعره» فلم يمكنه فذكر جدّه.
وقال ذو الرّمة «4» :
عشيّة فرّ الحارثيّون بعد ما ... قضى نحبه في ملتقى القوم هوبر
قال ابن الكلبي: هو (يزيد بن هوبر) فاضطرّ.
وقال (أوس) «5» :
__________
(1) الشطر الثاني من الرجز:
ونحن خير عامر بن صعصعه والرجز للبيد في ديوانه ص 341، والأغاني 15/ 295، وأمالي المرتضى 1/ 191، وخزانة الأدب 9/ 551، وسمط اللآلي ص 191، وشرح أبيات سيبويه 1/ 514، وشرح شواهد المغني 1/ 161، والكتاب 2/ 235، ولسان العرب (خضع) ، والمقاصد النحوية 2/ 68، وتاج العروس (خضع) ، وجمهرة اللغة ص 112، 353، والعمدة 1/ 27، والخزانة 4/ 171، والحيوان 5/ 173، وبلا نسبة في مجالس ثعلب 2/ 442، 449، وجمهرة اللغة ص 192.
(2) يروى الشطر الأول من الرجز بلفظ:
صبّحن من كاظمة الحصن الخرب والرجز بلا نسبة في لسان العرب (نطس) ، (وصى) ، وجمهرة اللغة ص 1328، والمزهر للسيوطي 2/ 501.
(3) البيت من الطويل، وهو للصلتان العبدي في الشعر والشعراء 1/ 477، وأمالي القالي 2/ 141.
(4) البيت من الطويل، وهو لذي الرمة في ديوانه 2/ 647، وخزانة الأدب 4/ 371، والدرر 5/ 37، وشرح المفصل 3/ 23، ولسان العرب (هبر) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 1327، والمقرب 1/ 214، 2/ 205، وهمع الهوامع 2/ 51.
(5) البيت من الطويل، وهو لأوس بن حجر في ديوانه ص 111، وخزانة الأدب 4/ 370، 373، 376، وشرح شواهد الشافية ص 116، 117، ولسان العرب (نطس) ، (حذم) ، (إلى) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 838، 1327، والخصائص 2/ 453، وشرح المفصل 3/ 25.

(1/127)


فهل لكم فيها إليّ فإنّني ... طبيب بما أعيا النّطاسيّ حذيما
أراد: (ابن حذيم) وهو طبيب كان في الجاهلية:
وقال ابن ميّادة وذكر بعيرا «1» :
كأنّ حيث تلتقي منه المحل ... من جانبيه وعلين ووعل
أراد: وعلين من كل جانب، فلم يمكنه فقال: ووعل.
وقال أبو النجم «2» :
ظلّت وورد صادق من بالها ... وظلّ يوفي الأكم ابن خالها
أراد: فحلها: فجعله ابن خالها.
وقال آخر «3» :
مثل النصارى قتلوا المسيح أراد: اليهود:
وقال آخر «4» :
ومحور أخلص من ماء اليلب واليلب: سيور تجعل تحت البيض، فتوهّمه حديدا.
__________
(1) يروى الرجز بتمامه:
ثلاثة أشرفن في طود عتل ... كأنّ حيث تلتقي منه المحل
من قطريه وعلان ووعل والرجز لابن ميادة في ديوانه ص 218، ولسان العرب (رفل) ، وبلا نسبة في لسان العرب (عتل) ، (محل) ، وكتاب الجيم 2/ 310، وتاج العروس (محل) .
(2) يروى الرجز بلفظ:
وظل يوفي الأجمد ابن خالها ... مستبطئا للشمس في إقبالها
والرجز لأبي النجم في المخصص 13/ 201.
(3) الرجز بلا نسبة في المعاني الكبير 2/ 879، ولسان العرب (مسح) ، وتهذيب اللغة 4/ 347، وكتاب العين 3/ 156.
(4) الرجز بلا نسبة في لسان العرب (يلب) ، وتهذيب اللغة 15/ 386، وكتاب العين 8/ 341، ومقاييس اللغة 6/ 158، ومجمل اللغة 4/ 566.

(1/128)


وقال رؤبة «1» :
أو فضّة أو ذهب كبريت وقال أبو النجم «2» :
كلمعة البرق ببرق خلّبه أراد: بخلّب برقه، فقلب.
وقال آخر «3» :
إنّ الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يوما على من يتّكل
أراد: إن لم يجد يوما من يتكل عليه.
في أشباه لهذا كثيرة يطول باستقصائها الكتاب.
والله تعالى لا يغلط ولا يضطرّ، وإنما أراد: ومثل الذين كفروا ومثلنا في وعظهم كمثل الناعق بما لا يسمع، فاقتصر على قوله: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا [البقرة: 171] ، وحذف ومثلنا، لأنّ الكلام يدل عليه. ومثل هذا كثير في الاختصار.
وقال الفراء «4» :
أراد: ومثل واعظ الذين كفروا، فحذف، كما قال: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها [يوسف: 82] ، أي: أهلها.
__________
(1) قبله: هل ينفعني كذب سختيت والرجز لرؤبة بن العجاج في ديوانه ص 26، ولسان العرب (سخت) ، (كبرت) ، (كبر) ، وتهذيب اللغة 7/ 161، 10/ 435، وتاج العروس (سخت) ، (كبرت) ، وجمهرة اللغة ص 1190، وكتاب العين 4/ 194، 5/ 430، وديوان الأدب 2/ 75، وللعجاج في ديوانه 2/ 189- 190، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 1111، ومجمل اللغة 4/ 237، والمخصص 3/ 88. [.....]
(2) الرجز لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.
(3) يليهما: فيكتسي من بعدها ويكتحل والرجز بلا نسبة في لسان العرب (عمل) ، والأشباه والنظائر 1/ 292، والجنى الداني ص 478، وخزانة الأدب 10/ 146، والخصائص 2/ 305، والدرر 4/ 108، وشرح أبيات سيبويه 2/ 205، وشرح الأشموني 2/ 294، وشرح التصريح 2/ 15، وشرح شواهد المغني ص 419، والكتاب 3/ 81، والمحتسب 1/ 281، وهمع الهوامع 2/ 22، وكتاب العين 2/ 153، ومقاييس اللغة 4/ 145، وديوان الأدب 2/ 416، وأساس البلاغة (عمل) ، (وجد) ، وتاج العروس (عمل) ، (وجد) .
(4) الفراء: هو الحافظ أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي، الكوفي اللغوي، المقري البغدادي، المعروف بالفراء، المتوفى بطريق مكة سنة 207 هـ، تقدمت ترجمته الوافية مع ذكر مؤلفاته.

(1/129)


وأراد بقوله: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ [القصص: 76] ، أي: تميلها من ثقلها.
قال الفراء أنشدني بعض العرب «1» :
حتى إذا ما التأمت مفاصله ... وناء في شقّ الشّمال كاهله
يريد: أنه لما أخذ القوس ونزع، مال عليها.
قال: ونرى قولهم: (ما ساءك وناءك) ، من هذا. وكان الأصل (أناءك) فألقي الألف لما اتبعه (ساءك) كما قالوا: (هنأني ومرأني) ، فاتبع مرأني هنأني. ولو أفرد لقال: أمرأني.
وأراد بقوله: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) [العاديات: 8] ، أي: وإنه لحبّ المال لبخيل، والشدة: البخل هاهنا، يقال: رجل شديد ومتشدّد.
وقوله سبحانه: وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً [الفرقان: 74] ، يريد: اجعلنا أئمة في الخير يقتدي بنا المؤمنون، كما قال في موضع آخر: وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا [السجدة: 24] ، أي: قادة، كذلك قال المفسّرون.
وروي عن بعض خيار السلف: أنه كان يدعو الله أن يحتمل عنه الحديث، فحمل عنه.
وقال بعض المفسرين في قوله: وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً [الفرقان: 74] ، أي:
اجعلنا نقتدي بمن قبلنا حتى يقتدي بنا من بعدنا. فهم على هذا التأويل متّبعون ومتّبعون.
ومن المقدّم والمؤخّر قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (1) قَيِّماً [الكهف: 1، 2] أراد: أنزل الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا.
وقوله: فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ [هود: 71] ، أي: بشرناها بإسحاق فضحكت.
وقوله: فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها [الشمس: 14] ، أي: فعقروها فكذّبوه بالعقر.
__________
(1) الرجز بلا نسبة في لسان العرب (نوأ) ، وتهذيب اللغة 15/ 540، ورواية الشطر الأول في اللسان والتهذيب:
حتى إذا ما التأمت مواصله

(1/130)


وقد يجوز أن يكون أراد: فكذّبوا قوله: إنها ناقة الله، فعقروها.
قال الأعشى «1» :
لقد كان في حول ثواء ثويته ... تقضّي لبانات ويسأم سائم
أراد: لقد كان في ثواء حول ثويته.
وقال ذو الرّمّة يصف الدّار «2» :
فأضحت مباديها قفارا رسومها ... كأن لم سوى أهل من الوحش توهل
أراد: كأن توهل سوى أهل من الوحش.
وقد كان بعض القراءة يقرأ: وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ [الأنعام: 137] ، أي: قتل شركائهم أولادهم.
ومن المقدّم والمؤخّر قوله سبحانه: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ [التوبة: 55] .
وقال ابن عباس في رواية الكلبي: أراد: ولا تعجبك أموالهم وأولادهم في الدنيا، إنما يريد الله أن يعذّبهم في الآخرة.
ومنه قوله سبحانه: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129) [طه:
129] ، أي: ولولا كلمة سبقت وأجل مسمّى، لكان العذاب لزاما.
ومنه قوله سبحانه: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:
83] ، أراد: لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا، ولولا فضل الله عليكم ورحمته،
__________
(1) البيت من الطويل، وهو للأعشى في ديوانه ص 127، والأغاني 2/ 206، والرد على النحاة ص 129، وشرح شواهد المغني 2/ 879، والكتاب 3/ 38، ومغني اللبيب 2/ 506، والمقتضب 1/ 27، 2/ 26، 4/ 297، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 299، ورصف المباني ص 423، وشرح عمدة الحافظ ص 590، وشرح المفصل 3/ 65.
(2) يروى البيت بلفظ:
فأضحت مغانيها قفارا رسومها ... كأن لم سوى أهل من الوحش تؤهل
والبيت من الطويل، وهو لذي الرمة في ديوانه ص 1465، وخزانة الأدب 9/ 5، والخصائص 2/ 410، والدرر 5/ 63، وشرح شواهد المغني 2/ 678، والمقاصد النحوية 5/ 445، وبلا نسبة في الجنى الداني ص 269، وشرح الأشموني 3/ 576، ومغني اللبيب 1/ 278، وهمع الهوامع 2/ 56.

(1/131)


لاتبعتم الشيطان.
قال الشاعر «1» :
فاوردتها ماء كأنّ جمامه ... من الأجنّ حناء معا وصبيب
أي: فأوردتها ماء كأنّ جمامه حنّاء وصبيب معا.
__________
(1) البيت من الطويل، وهو لعلقمة بن عبدة في ديوانه ص 42، ولسان العرب (صبب) ، (أجن) ، وكتاب العين 6/ 183، وديوان الأدب 3/ 73، وشرح اختيارات المفضل ص 1585، وتاج العروس (صبب) ، (أجن) ، وتهذيب اللغة 12/ 122، وبلا نسبة في كتاب العين 7/ 90، ومجمل اللغة 3/ 221، ومقاييس اللغة 3/ 280.

(1/132)